رد: 111- لم يفت الاوان بعد _ان هامبسون_ روايات عبير الجديدة
الفصل الرابع عشر
تأملتها الفتاة من رأسها حتى اخمص قدميها , وقلبت شفتيها بسخرية . " كريغ كلمني عنك " قالت لها بتحد . " اعلم انه تزوجك من اجل الحفاظ على مصالحه و لكنه لا يحبك نحن مخطوبان قبل وصولك إلى هنا , وبعد طلاقكما سنتزوج ... و تعود الأمور إلى مجاريها !" إذا كل شيء صحيح ! كريغ لم يحبها أبداً. و المشين أيضاً أن الجميع يعلمون ...ما عداها ... أية اهانة هذه! حبست دموعها بينما غريمتها تتلذذ بانتصارها . " لقد جئت بوقتك , آنسة شوفيلد " قالت لورنا بهدوء " كنت على وشك الرحيل . أنا اترك لك مكانك ...كما ترين , الأمور عادت إلى مجاريها " |
رد: 111- لم يفت الاوان بعد _ان هامبسون_ روايات عبير الجديدة
" عظيم " قالت غريتا شوفيلد ببعض الدهشة .
" أنت محقة بعدم الاصرار , لا يمكن لشيء أن يفرق بيني و بين كريغ" لحسن الحظ وصلت سيارة الأجرة بهذه اللحظة , وحمل السائق حقائبها بينما تمتمت كلمات الوداع للخادم , و للزائرة الغير مرغوب بها . شعرت براحة كبيرة وهي تغادر هذا المكان المليء بالذكريات القاتمة . وصلت إلى انمبورغ قبل موعد انطلاق القطار بساعتين . فرغبت بعد أسابيع من العزلة بأن تتمشى في الشوارع . و مرت أمام متجر لبيع التحف المحلية , فدخلته و اشترت فولاراً من الصوف و قبعة و قفازين جربتها أمام المرآة و اعجبت بلون القبعة المتناسب مع شعرها الذهبي المسترسل على كتفيها , فابتسمت بمرارة . " أنت رائعة ,آنستي " قالت لها البائعة بإعجاب . " يشرفنا أن ترتدي حسناء مثلك ملابس بلادنا التقليدية ". " أنت محقة بافتخارك ببلدك , سيدتي , بلدك جميل جداً ... لو تعلمين كم أنا حزينة لرحيلي عنه !." "تقول الاساطير أن من يطأ ارض اسكتلندا , يقع عليه السحر , و يعود إليها بسرعة ..." " هذا صحيح " أجابتها متنهدة . فرغم رأيها بتصرفات زوجها , إلا أنها وقعت تحت سحره . اشترت بعض الهدايا لعمتها و عمها . ثم تناولت الغداء في مطعم قريب قبل أن تعود إلى محطة القطار , و تودع هذا البلد الذي تركت فيه قلبها . " هذا ...انت لورنا ؟" قالت عمتها وهي تفتح لها الباب بدهشة " ولكن ...ماذا حصل ؟ هل طردت ؟" " هل يمكنني الدخول عمتي ؟" سألتها وهي تنظر إلى حقائبها . " بالتأكيد" أجابتها عمتها و ساعدتها في ادخال حقائبها واثر الدهشة لا يزال مرسوماً على وجهها . " لن ابقى طويلاً هذه المرة " " لا تكوني سخيفة , لورنا, أنا و عمك سنأويك قدر ما تشائين "كم تمنت لورنا تصديقها . " ساشرح لك كل شيء " . روت لها الفتاة ما حصل لها من موقف السيدة لاموند منها و ابتزازها لها و موقف حفيدها منها . لكنها لم تلمح إلى زواجها أبداً . سمعتها عمتها دون أن تقاطعها . ثم طرحت عليها سؤالاً لم تكن لورنا تتوقعه . " هل رأيت جيلبرت ؟" " لا ..." " اقصد ...اترغبين برؤيته ؟" " لماذا تسأليني هذا السؤال ؟" سألتها لورنا بدهشة . " انفصل جيلبرت عن سوزان , وهو من جديد حر كالهواء تلك الفتاة تركته من اجل رجل آخر ...انها الحياة !" |
رد: 111- لم يفت الاوان بعد _ان هامبسون_ روايات عبير الجديدة
" يبدو انه تلقى العقاب الذي يستحقه " قالت لورنا بسخرية " ربما فهم أخيراً مدى المي الذي تسبب به "
" بدون شك يا ابنتي ...عندما رأيته ..." " أين التقيت به ؟" قاطعتها لورنا بسرعة . " زارني بعد ظهر احد الايام , كان يشعر بالندم لأنه تركك و ..." " عمتي , إلي أين تريدين الوصول ؟" " جيلبرت لايزال يحبك . وهو نادم على كل اخطائه الماضية و يريد أن يقدم لك اعتذاره ." " الا تعتقدين , يا عمتي , ان اعتذاره يأتي متأخراً ؟ لن اتمكن أبداً من مسامحته على تصرفه معي !" " مع الوقت , الأمور تنتظم و تتوقف كل الذكريات المؤلمة... " كيف يمكن لعمتها التي عاشت بحب دائم مع زوجها أن تتكلم هكذا؟. " هل تقبلين لقاءه , فهذا ..." لا ضرورة لذلك , لقد انتهى كل شيء بيني و بين جيلبرت , للأبد !" " حسنا "قالت عمتها أمام عنادها . " على كل حال , هذا شيء خاص بك ..." حاولت لورنا أن تفهم أفكارها . اهي حقاً سعيدة برؤية ابنة اخيها ؟ " اعتقد انك وعمي هاري اعتدتما على العيش وحدكما من جديد ... لهذا السبب , سابحث عن شقة في المنطقة فور عثوري على عمل جديد. بانتظار ذلك سأستغل حسن ضيافتكما لبضعة أيام فقط ..." " كما تشائين يا ابنتي , لن نمنعك من أن تعيشي حياتك ." صعدت لورنا إلى غرفتها القديمة , أين ذهبت تلك الرسوم الزاهية التي كانت تملاء جدرانها ؟ لم يبق سوى غرفة عارية اشبة بغرف الفنادق الباردة . متى ستمتلك أخيراً مسكناً خاصاً تشعر انه لها وحدها ؟ ستبحث عن عمل ومسكن . فهي صغيره وطموحة . ستقاوم قدرها . وهي متأكدة أنها هذه المرة ستخرج منتصرة . بعد أسبوع واحد , كانت لورنا تنقل اغراضها التي هي عبارة عن ثلاثة حقائب و صندوق إلى شقتها الجديدة بمساعدة زوج عمتها . كانت الشقة مؤلفة من ثلاث غرف وهي بحالة جيدة تحتاج فقط لتبديل ورق الجدران , و مفروشة بأثاث بسيط لكن لا ينقصها شيء . بعد يومين ,زارتها عمتها و ابدت اعجابها بترتيب المنزل , قدمت لها لورنا الشاي ولاحظت انزعاج عمتها . " ما بك عمتي ؟!" " اوه , لا شيء ... لكني هذا الصباح . التقيت بجيلبرت في المدينة صدفة . واخبرته بعودتك " " اوه , لا لم يكن يجب عليك ... لا أريد أن اسمع شيئاً عن هذا الرجل , لقد اخبرتك بذلك ." " أنا آسفة , لم أكن اعتقد انك جادة ... على كل حال , آجلاً أم عاجلاً ستلتقيان ..." " أنت على حق , و لكن ..." " فور عودتك للمستشفى سيراك ..." " لن تطأ قدماي تلك المستشفى طالما هو يعمل فيها ..." "اتملكين ما يكفي من المال يا ابنتي؟ ". " نعم ,شكراً لك , لقد وفرت بعض المال , فالسيدة لاموند كانت كريمة معي " " حسنا , سأذهب الآن ... ولكن بخصوص جيلبرت ,هل قرارك نهائي ؟" نهاية الفصل |
رد: 111- لم يفت الاوان بعد _ان هامبسون_ روايات عبير الجديدة
الفصل الخامس عشر
"عمتي , يجب أن تعرفي بأن الدكتور ميرديت لم يكتفي بتركي فقط .لقد لعب معي دوراً سيئاً قبل رحيلي إلى اسكتلندا . هذا أمر يطول شرحه. ولكني اريدك أن تعلمي انه بعد الذي فعله معي , لن اتمكن أبداً من احترامه و مسامحته ". رافقت لورنا عمتها حتى الباب ثم جلست على الكنبة و تركت الدموع تسترسل على وجهها . بسبب جيلبرت , هي تعيش وحدها , بدون حب . الجرح الذي سببه لها لن يندمل أبداً . كيف يمكن لعمتها أن تطلب منها رؤيته ؟ خلال الأيام التالية , اجهدت نفسها في تنظيف و ترتيب المنزل ووعدت نفسها أن تجدد الاثاث كله عندما تجد عملاً . |
رد: 111- لم يفت الاوان بعد _ان هامبسون_ روايات عبير الجديدة
رغم جهودها كانت فكرة واحدة تشغل بالها , بسبب خطيبها السابق فقدت للأبد الرجل الذي احبته أكثر من أي شيء في هذا العالم .
و لم يكن كريغ لاموند قد حاول الاتصال بها أبداً ... فكرت أيضاً بجاني . الا تزال تحبها ؟ لقد انتهت صداقتهما الصادقة بشكل سخيف . بالتأكيد كريغ لا يفكر بها فبعد عودة غريتا شوفيلد, بدون شك . نسى تماماً رقة عناقهما , و يواسي نفسه بين ذراعين آخريين ... بهذه الحالة ,لماذا لا يتصل بمحامية في لندن لاتمام اجراءات الطلاق ؟ ربما تكون اللايدي لاموند لا تزال مريضة ! هذه الفكرة جعلتها تشعر بتأنيب الضمير لأنها تركتها بمثل هذه الظروف . لن تسامح نفسها أبداً إذا حصل للايدي حادث بسببها . ستكون هذه غلطة مهنية بتخليها عن مريضتها في حالة صعبة كهذه. لو نطق كريغ بكلمة واحدة لبقيت , أو لو افهمها انه كان يحبها , لما ترددت لحظة بالبقاء إلى جانب جدته حتى وفاتها . كانت مستعدة لمسامحته لو علمت انه يبادلها الحب .لكنه للأسف , لم يقل شيئاً و لم يصدق حبها له . " ليتني لم اذهب أبداً إلى اسكتلندا " قالت لنفسها و هي تتنهد و تعد لنفسها كوباً من الشاي . بعد ثلاثة أيام , زارها جيلبرت ميرديت . " ماذا تريد؟" سألته على الفور , بحذر . "دعيني ادخل ,لورنا ....يجب أن اكلمك . لقد رأيت عمتك بالأمس ..." " لقد اخبرتها بأنني لا ارغب برؤيتك أبداً . ليس لدينا ما نتكلم عنه " أجابته بجفاف . " هيا , لورنا أنا اعلم بأنك لا تزالين تحبينني لا تحاولي أن تكوني قاسية, دعيني ادخل لخمسة دقائق فقط ..." " ادخل , ساسمعك . ما الشيء المهم الذي تريد أن تكلمني به ." " منزلك جميل . معاً بامكاننا أن نجعله جنة " " انه يعجبني هكذا . و بإمكاني أن اجعله جنة بدون مساعدة منك " " اثق بك , يا عزيزتي , فأنت صاحبة ذوق جميل " " جئت إلى هنا لتكلمني عن شقتي و عن ذوقي ؟" " لا , لورنا , كنت أريد أن اعرف ...ايه ... حسناً ..." " لا ضرورة للكلام جيلبرت . أفضل أن تخرج فوراً ." " لا لورنا, أرجوك أريد الاعتراف بكل شيء ! لم يكن يجب علي أن اتركك ترحلين . أنت من احب و ليس أية امرأة أخرى ! منذ رحيلك , وانا لا اكف عن التفكير بك ... سوزان ليس لها أية أهمية في حياتي , لم تكن سوى عابرة سبيل ..." " تركتك , أليس كذلك ؟ و كبرياؤك لم يتحمل ..." " لا تهمني تلك الفتاة " صرخ متوسلا ً. |
الساعة الآن 12:07 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية