منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   حصري 111- لم يفت الاوان بعد _آن هامبسون_ روايات عبير الجديدة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t174125.html)

kokyokka 18-03-12 02:18 AM

111- لم يفت الاوان بعد _آن هامبسون_ روايات عبير الجديدة ( كاملة )
 
111 -لم يفت الاوان بعد _ان هامبسون_ روايات عبير الجديدة

الملخص

لا تزال لورنا تحت تأثير الصدمة :بالأمس فقط أعلن خطيبها انفصاله عنها وهو اليوم يعرض عليها عملا في اسكتلندا لتكون الممرضة الخاصة لسيده عجوز واسعة الثراء .
للأسف استقبلها حفيدها كريغ بحذر؟ أيشك بأنها جاءت سعيا وراء ارث جدته ؟
لماذا يتلاعب بها القدر ويرميها من يد لأخرى ؟ شاء القدر أيضا ان يتدخل الحب , فهل سيصمد الحب أمام الخداع.

رواية تم تعديلها من قبل Rehana بسبب الاخطاء الاملائية الكثيرة واضافة السطور المحذوفة وإكمال بقية فصول الرواية الناقصة

لقراءة الفصول من هنا

اماريج 18-03-12 06:17 PM

يعطيك العافية حبيبتي
وناطرين الرواية من ايديك الحلوة اكيد عجبتنا^^
ومن بعد اذنك راح اعدل عنوان الرواية
موفقة يالغلا
وهذه باقة ورد لك,
تثبت الرواية

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13320867781.jpg

Rehana 18-03-12 10:31 PM

مساء الخير
اكيد ياعسل عجبتني الرواية وعم ننتظر الفصول القادمة
والله يعطيك العافية يارب

سمارة امارة 19-03-12 01:49 AM

الله يعطيكي العافية اختي مبين عليها رواية روعة

thedevileye 19-03-12 02:23 AM

روايه جميله
كمليها يا قمر
متبعاكى

سمارة امارة 19-03-12 07:31 AM

والله شوقتينا الله يخليكي كمليها اذا ممكن بسرعة ياقمر:55:

زهرة منسية 19-03-12 04:59 PM

يسلموا أيديكى حبيبتى من المقدمة باين أن أحداثها هتكون رائعة و أنا هبتدى أتابعها معاكى
مشكورة كتير

جمره لم تحترق 20-03-12 12:16 AM

يا قلبي تسلمين كثير على مجهودك واهلاً وسهلا بك في المنتدى
مجهودك يستحق الشكر وفقك الله
وعــن سؤالك اذا طريقتك بالكتابة ورا بعض صح
نصيحتي لك
كــل فصل نزليه في مشاركة لوحده
وإذا عندك ملاحظة أو شــيء تكتبيه في مشاركه ثانية
أو تغيري اللون بين فصل والثاني
وألف عافية لك
خالص التقدير
http://up.3dlat.com/uploads/12877912781.gif

سمارة امارة 20-03-12 07:06 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الرواية مبين عليها حلوة وطريقتك في الكتابة جيدةجدا لكن لوسمحتي ممكن تضعي فاصل او خط بين كل فصل وممكن تكمليها والله يعطيكي الف عافية:55::55::55:

salama 20-03-12 11:00 AM

merci riwaya raw3a

Rehana 21-03-12 04:32 AM

عزيزتي .. ممكن صوري لي غلاف الرواية
لأن دورت على هذا الرواية ومالقيتها
بانتظارك..

kokyokka 22-03-12 12:44 AM

للاسف انا معنديش اسكنر الروايه رقم 111 من روايات عبير الجديده وانا دورت عليها في النت مش موجوده خالص عشان كده حبيت اكتبها في منتدي ليلاس عشان تبقي حصري فيه واتمني انها تنال اعجابكم:liilas:

Rehana 22-03-12 06:20 AM

حبيبتي مش ضروري بالسكنر .. بالجوال .. حتى تكون عندي صورة
اضيفيها الى ملفات الوورد .. بانتظارك

kokyokka 22-03-12 11:14 PM

ياريت تقوليلي ابعتهالك ازاي عشان انا معرفش انا صورتها ومستنيه ردك

Rehana 23-03-12 01:11 AM

اهلين
خلاص انت ارسلي الصورة من الجوال الى جهازك لاب توب
وبعدين روحي على هذا الرابط يشرح لك طريقة تحميل الصورة من مركز تحميل ليلاس

http://www.liilas.com/vb3/t164640.html

وحطي الرابط هنا وانا راح احفظ الصورة عندي

fati_mel 23-03-12 01:52 PM

يسلمووووووو يا عسل
الرواية حلوة كثيييييييييييير وان شاء الله حتابعها معاكي
موفقة في الكتابة وتنزيل

سمارة امارة 24-03-12 11:48 PM

ممكن ترسليها على الايميل ياعسل

سمارة امارة 25-03-12 03:02 PM

ياعسل فين باقي الرواية الله يخليكي كمليها:55:

سمارة امارة 27-03-12 12:38 AM

السلام عليكم الرواية رووعة ممكن تكمليها في المنتدى
او ممكن كيف ممكن اتابعها:f63::4redf54r:

kokyokka 27-03-12 06:45 AM

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13328234241.jpg

kokyokka 27-03-12 06:49 AM

اسفه بجد علي التأخير عشان كنت تعبانه شويه اوعدكوا اني ابتدي من بكره ان شاء الله الكتابه تاني وتكمله الروايه سامحوني بلييييييييييييييييييييييييييييز:Sorry:

Rehana 27-03-12 07:35 AM

ماعليك شر .. عزيزتي
وبانتظارك وانتظار غلاف الرواية


http://www.sedty.com/smail/4/up/v_146.gif

سمارة امارة 27-03-12 10:30 AM

السلام عليكم والله اني اسفة ازعجتك وسلامات ماتشوفي شر الله يعطيكي العافية

:slamtk::98yyyy:

اماريج 27-03-12 04:18 PM

سلامات حبيبتي
وتسلم ايديك ويعطيك الف عافية
وناطرين التكملة من ايديك الحلوة
بالتوفيق يالغلا
http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13328579141.jpg


kokyokka 27-03-12 07:58 PM

عزيزتي Rehana انا بعتلك الغلاف زي ما قولتيلي هتلاقيه في الصفحه السابقه

ابتهال محمد 27-03-12 09:38 PM

الف الف سلامة على القمرات

زهرة منسية 28-03-12 08:43 AM

يسلم أيديكى حبيبتى أختيارك رائع جدا جدا الرواية حلوه كتير وسلامة قلبك يا قمر

tam tam 29-03-12 07:01 PM

كمليها يامسكره

kokyokka 03-04-12 02:48 AM

يا صبايا انا كده خلصت لحد الفصل العاشر في المشاركه الاولي فاضل خمس فصول ادعولي اخلصهم بسرعه عشان انا حسه اني طولت عليكم اوي سامحوني:Taj52:

ابتهال محمد 03-04-12 12:11 PM

لا ولا يهمك ياقمر خلصيهم براحتك المهم تكونى تكونى كويسة دلوقتى:55:

ابتهال محمد 03-04-12 01:15 PM

بصراحة الرواية تجنن بس المشكلة انك وقفتى على أحداث فظيعة
نتمنى نعرف التكملة بسرعة اذا سمحتى متتأخريش علينا.

Rehana 04-04-12 04:27 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة kokyokka (المشاركة 3046289)
عزيزتي Rehana انا بعتلك الغلاف زي ما قولتيلي هتلاقيه في الصفحه السابقه

تسلمين عزيزتي
من يد مانعدمها ابداااا

كرم حسان 06-04-12 12:18 PM

مرحبا حبيبتى قلوبنا معاكم والله يرعاكم
انا ناطرة على نار
مشششششششششششششششششششششششششششكورة

هدى يوسف 10-04-12 07:04 AM

حلوة كتيييييييييييييييييييييييييييييييييييييير تسلم الايادى ياريت البقية بسرعة

دريم 2 11-04-12 02:58 PM

تسلم ايديكى
بس بليز ما تتاخريش علينا

سومه كاتمة الاسرار 15-04-12 01:33 PM

الف سلامه ياقمر منتظرين التكمله على نار
:8_4_134:

ساحرات 15-04-12 07:09 PM

ان شاء الله ام تخلصى الرواية هقرائها شكرا يا قمر على مجهودك

nagwa_ahmed5 20-04-12 07:55 PM

شكرا عزيزتى رواية رائعة تسلم ايديكى وياريت لو تعرفى اى احد يملك سكنر وتصورلنا الرواية سيكون هذا رائع

fadi azar 21-04-12 02:18 PM

الرواية رائعة منتظرين التكملة

الجبل الاخضر 22-04-12 10:30 PM

ننتظرررررررررررررررررررررررررررررررررر التكمله على نار:dancingmonkeyff8:

lover girl2 29-04-12 08:21 PM

منتظرين التكمله ع نااااااااار يا قمر :55:

nagwa_ahmed5 29-04-12 09:39 PM

شكرا على الروايه الجميله لا تتأخرى علينا

saeda45 30-04-12 02:36 PM

يا ترى هل فات الاوان على اكمال الرواية مع تحياتى للكاتبة

هدى يوسف 05-05-12 08:07 AM

حلوة كتييييييييييييييييييييييييييييييييييييير ياحبوبة ارجوكى كمليها بسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسرعة

هدى يوسف 05-05-12 08:12 AM

جمييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييلة جدا الباقى بسرعة وشكرا على المجهود تسلم الايادى

hoob 06-05-12 11:37 PM

هو بجد فيه ايه شوقتينا اوى ومستنين على نار

Elaina 07-05-12 03:24 PM

If you like to read it in English, this novel is Laird of Locharrun, I think it is in the site,
please follow this link
http://www.liilas.com/vb3/t90022-4.html

روبي84 07-05-12 04:25 PM

thannnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnks

nagwa_ahmed5 17-05-12 01:52 AM

فى الانتظارررررررررررررررر لا تتأخرى علينا

الجبل الاخضر 17-05-12 06:15 PM

ننتظرررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر رررررررررررررررررر:toot:

fadi azar 18-05-12 07:47 PM

نحن في الانتظار لا تتاخري علينا مشكورة

ابتهال محمد 23-05-12 11:19 PM

ايه ياجماعة مش ناويين تخلصوا القصة دى ولا ايه؟
:toot:

داليا20 29-05-12 12:28 AM

حد يعرفنا الروايه هتكمل ولا لأ من فضلكم

HENATA 02-06-12 07:07 AM

:يعطيك العافيه في انتظار باقي الروايه بشغف:f63:

نونا المجنونه 04-06-12 02:07 AM

في انتظارك

44Ayooosh 04-06-12 01:55 PM

في انتظارك على نااااااار بلييييييييز لا تتأخرين

gannat 05-06-12 11:34 PM

فين التكملة بليز ادخلى وكمليها انا نفسى اعرف اية اللى هيحصل وعمته هيكون رد فعلها اية يلا بقى وشكرا ع الرواية الحلوة دى وطريقتك حلوة ف الكتابة انك تكتبى الكلام وراء بعضة حتى عشان نحس انها قصة :55::peace:

نونا المجنونه 07-06-12 02:58 AM

مستنياكي علي نار

جوهره فى القصر 07-06-12 10:24 PM

بلييييييييييييييييييييييييز كملي الروايه بسرعه

سومه كاتمة الاسرار 08-06-12 04:58 PM

منتظرين التكمله ياعسل
:8_4_134:

نونا المجنونه 13-06-12 01:00 AM

:liilas::55::liilas:

الجبل الاخضر 13-06-12 01:43 AM

ننتظر رررررررررر:8_4_134:ررررررررررررررر:55:رررررررررررررررررررررر رررررررررررررررر:party0033:

داليا20 13-06-12 05:47 AM

بلييييييييز حد يكملها يا جماعه

fadi azar 15-06-12 06:55 PM

ننتظر التكملة بلييييييييييييييييييز

gannat 18-06-12 10:29 AM

انتى اتاخرتى اوى ياريت تكمليها [

ابتهال محمد 18-06-12 11:56 PM

خلاااااااااااااااااااااص ياجماعة الواحد فعلا نسي اللى قرأه قبل كده

gannat 20-06-12 12:33 AM

انتى فين كل دة اتاخرتى اوى لعل المانع خير ياريت تيجى تكمليها بسرعة عشان دى رواية حلوة ونفسى اعرف اية اللى هيحصل ف الاخر والمواجهة هتكون ازاى انا قربت انسى اللى قريتة ياريت تكمليها وشكرا

44Ayooosh 01-07-12 05:20 PM

بليييييييييز كمليها انتِ تاخرتي كتيييييير انا بنتظر التكملة القصة حلوووة كتير يا ريت لو تكمليها

Rehana 01-07-12 10:24 PM

تغلق الرواية حتى عودت الكاتبة

Rehana 04-02-20 01:39 PM

رد: 111- لم يفت الاوان بعد _ان هامبسون_ روايات عبير الجديدة
 
الفصل الاول

"ما بك لورنا ؟ تبدين شاحبه!" سالتها زميلتها بقلق .
"اوه "لا شيء, صداع بسيط فقط" اجابتها الممرضة الشابة.
"هيا ,بعد نصف ساعة ينتهي دوامك, انت على موعد مع جيلبرت ؟ "ثم عضت على شفتيها قبل ان تضيف" اقصد الدكتور ميرديت بالتأكيد, انت محظوظة جداً كونك خطيبته ! انه فاتن ! الجميع في هذه المستشفي يحسدونك "
لم تجبها لورنا, و اكتفت بأن هزت رأسها .ثم نظرت الى ساعة يدها .
"يجب ان اقوم بجولة على مرضاي, اعذريني "

Rehana 04-02-20 01:40 PM

رد: 111- لم يفت الاوان بعد _ان هامبسون_ روايات عبير الجديدة
 
"حسنا آنسة ودروي, بما انك لا تريدين الكلام لكنني متأكدة ان هناك شيئاً لا يسير على ما يرام منذ الصباح. انت لست على طبيعتك "
"لا ,اطمئني " انت واهمة" وخرجت من المختبر و اتجهت نحو القسم الذي تعمل فيه. ان صديقتها لم تكن مخطئة ! لقد حصل شيء دمر وجودها وهدم سعادتها ,قريباً سينتشر خبر فسخ خطوبتها مع الدكتور ميرديت في كل المستشفي ! ومع انها سمعت القرار من فمه, الا انها لا تزال غير قادرة على التصديق .يجب عليها بأي ثمن ان تستيقظ من هذا الكابوس المرعب .
كانت قد تعرفت على جيلبرت منذ عام , وعندما انتقل للعمل في نفس القسم حيث تعمل هي, وعلى الفور تحابا ولم يعودا ينفصلان وتوجا حبهما بخطوبة, على ان يتزوجا بعد شهرين فقط .
عادت لورنا الى المنزل, وكانت تعيش مع عمتها وزوجها منذ وفاة اهلها قبل خمسة اعوام. طوال هذه المدة كانا يظهران لها محبة وحناناً كبيراً. كم سيشعران بالخيبة عندما يعلمان بالخبر الفظيع ! فهما يحبان جيلبرت ويهنئانها دائماً على حسن اختيارها لرجل حياتها. بالتأكيد سيحاولان الاتصال بجيلبرت والاستفسار عن سبب هذا الانفصال .
كان جيلبرت قد اكتفى بان شرح لها بأنه يفسخ خطوبته بها كي يتزوج فتاة اخرى يلتقيها منذ مدة, وقد وقع عليى الفور بحبها .
دخلت المنزل المظلم الغارق بالسكون ولم تحاول مقاومة الدموع التي تخنقها. وصعدت الى غرفتها دون ان تشعل النور , خلعت معطفها ورمته على الكرسي قبل ان ترمي نفسها على السرير وتستسلم لآلامها .
على الاقل عمتها وزوجها لن يتمكنا من ارهاقها باسئلتهما , وبامكانها البكاء دون ان يزعجها احد فهما في مساء كل ثلاثاء يذهبان الى السينما مع اصدقائهما بينما ترافق هي جيلبرت الى حفل الطب القدامي الذي يجمع الكثير من اصدقائهما بجو لطيف جداً.
تذكرت الفتاة كيف كانت تنتظر هذا الموعد بفارغ الصبر ,وكيف كانت تستعد امام طويلاً المرآة لتتأكد من انها ستنال اعحاب خطيبها الذي يهمس باذنها بأرق الكلمات التي لم تكن لتمل ابداً من سماعها .
"لورنا يا عزيزتي, هذا الثوب الازرق يزيد من اشراق عيونك " ثم كان يدس يده في شعرها الذهبي "شعرك الناعم يا حبيبتي, اية سعادة بملامسته " كان يهمس في اذنها وهو مغمض العينين.
للاسف, لن تسمع بعد الآن مثل هذه الاطراءات من فمه ,ولن تسمح لأي رجل آخر ان يغازلها ابداً. اما جيلبرت فانه سيحتفظ بغزله لامرأة اخرى هي ابنة الصناعي اللندني المشهور بثرائه .
كمن يعيش حلماً فظيعاً, اخذت تتخيلهما يسيران يداً بيد ويضحكان ويمرحان كأن العالم ملك لهما فقط .

Rehana 04-02-20 01:40 PM

رد: 111- لم يفت الاوان بعد _ان هامبسون_ روايات عبير الجديدة
 
فجأة سمعت اصواتاً ايقظتها من هذه الكوابيس فجلست في سريرها واطرقت السمع ...وصلتها اصوات ضعيفة من الاسفل ففتحت الباب قليلاً وسمعت عمتها تتكلم مع جارتها وصديقتها سارة.
"لابد ان لورنا خرجت مع جيلبرت. هذا الشاب حقاً رائع انا وزوجي ننتظر بفارغ الصبر ان نراهما متزوجين "
بلعت لورنا ريقها بصعوبة, الآن وبعد ان سمعت ذلك سيكون من الصعب عليها الاعتراف لهما بالحقيقة
"انا افهم فرحك" قالت الجارة" فأنت وزوجك تشكلان ثنائياً متحداً حتى بعد مرور سنوات زواج طويلة وبعد رحيل لورنا ستتمكنان اخيراً من العودة لحياتكما السابقة كاعشقان "
"انا وزوجي قمنا بواجبنا بتربية لورنا خلال هذه السنوات الخمس ضحينا بكل حميميتنا بسببها, ومن الطبيعي ان نستعيدها !"
يا الهي, هل هذا كابوس آخر ؟عمتها وعمها عائلتها الوحيدة يتكلمان عنها هكذا وكأنها دخيلة غير مرغوب فيها ,لا هذا كثير الا يوجد احد قادر على ان يشعر نحوها بمشاعر صادقة ؟
اذاً هما كانا يهتمان بها فقط من قبيل الواجب وكانا ينتظران اول فرصة للتخلص منها! هذا الاعتراف يصعب سماعه بالتأكيد هي كانت تعرف الصلة القوية التي تجمع بين هذين الزوجين, وكانت تحاول جهدها الا تزعجهما, ومع ذلك يبدو انهما كانا متضايقان من وجودها .
لا يمكن للقدر ان يكون قاسي معها لهذه الدرجة في يوم واحد, تفقد خطيبها وعائلتها, من الآن وصاعداً لن يربطها شيء بهذه المدينة, وهي لا ترغب الآن سوى بالهرب بعيداً عن هذا المنزل وعن المستشفي. ترغب بتغير وجودها علها تتمكن من النسيان .
"آنسة ودوري, الدكتور ميرديت يرغب برؤيتك فوراً"
قطعت لورنا غدائها وابتسمت لزميلها وقالت بهدوء :
"قل للدكتور انني سأراه بعد نصف ساعة ...والا فليزعج هو نفسه ويأت"
" ولكن ..."قال زميلها بذهول .
"اعتقد انك سمعتني جيداً" اجابته بحزم ثم انهت غدائها على مهل .
ماذا يريد خطيبها السابق ؟ على كل حال, هي مصممة على جعله ينتظر ! من يعتبر نفسه ؟ بعد لقاءهما بالأمس, لا يوجد اي شيء آخر يقال .
بعد نصف ساعة, كانت تطرق باب مكتبه .
"تريد ان تكلمني ؟" سألته بجفاف.
"نعم ...اجلسي, لورنا"
"افضل البقاء واقفة" اجانت بصوت يخون ارتباكها .
"بالنسبة لانفصالنا...هل كلمتي احداً؟"
"لا"

Rehana 04-02-20 01:41 PM

رد: 111- لم يفت الاوان بعد _ان هامبسون_ روايات عبير الجديدة
 
"من الافضل ان الا تفعلي, ارجوك, انت تعرفين وضعي هنا. لا اريد ان يظن الآخرون انني ..."
"انك تركتني؟" قاطعته غاضبة.
"هيا يا عزيزتي, لقد سبق وشرحت لك قراري, اكتشفت متأخراً انني لم اكن احبك, اعلم الى اية درجة انت تتعذبين, ولكن كان من الافضل ان نلاحظ هذا النوع من الاخطاء قبل الزواج وليس بعده"
"امن اجل الكلام عن المي, طلبت رؤيتي؟" سألته باحتقار وهي تتسأل كيف استطاعت ان تحب رجلاً عديم الذمة والضمير مثله .
"انا افهم مخاوفك, د . ميرديت. لا تريد ان يقال عنك بانك حطمت ممرضة تعمل في قسمك, اليس كذلك؟"
"نعم وانا متأكد من تكتمك حول هذا الموضوع"
"اذاً تابع بهذه اللهجة الوقحة, لن اندم ابداً على استعادة حريتي!"
فكرت وهي تحدق به باحتقار, كانت تعتقد انها تعرفه جيداً, ولكنها فجأة, وجدت نفسها امام رجل غريب .
"انت لم تزعجني فقط من اجل هذا ؟ انا مشغولة جداً و..."
"سؤال آخر, لورنا. اتنوين البقاء في هذه المستشفى, بعدما حصل بيننا ؟"
"الديك حل افضل؟" سألته بسخرية.
"لدي عرض جدي اقدمه لك, اتذكرين السيدة لاموند؟"
"نعم, لقد عالجتها لمدة شهر "
"اثناء اقامتها هنا, اخبرتني اكثر من مرة الى اي درجة هي تحبك "
"نعم انا ايضاً وجدتها لطيفة. كانت تقول لي بأنني اشبه ابنتها المتوفية"
"نعم وبالنسبة لها, توقف الزمن منذ وفاة ابنتها هذه "
"اليس لديها اولاد غيرها؟"
"بلى, ابنة ثانية لكنها لا تراها"
"وكيف علمت بكل هذا؟ "سألته بفضول.
"كريغ, حفيد السيدة لاموند هو احد اصدقائي, درسنا معاً منذ صغرنا في لندن حيث اقامت عائلته في الماضي ,لكني لم اطلعك بعد على عرضي او بالاحرى على عرض السيدة العجوز"
عقدت لورنا حاجبيها وتساءلت الى اين يريد الوصول .
"اعتقد انك تهتمين لامرها, انا لم اكلمك بالموضوع من قبل, لانك لم تكوني حرة ولكن الآن..."
"ارجوك !"قاطعته بحدة " ادخل بالموضوع مباشرة. ماذا تريد مني هذه اللايدي؟"
"اللايدي لاموند تملك في اسكتلندا قصراً كبيراً جداً واراضي شاسعة رغم سنها ,هي تدير اعمالها بنفسها .لكن صحتها في هذه الايام لم تعد تسمح لها بالقيام باعمالها كما كانت تتمنى, ولهذا تطلب ممرضة بالقرب منها, لكنها لا تريد ان تمنح هذا المنصب الا لفتاة تثق بها. وهي تحب ان تكون هذه الفتاة هي ... انت!"
"هل أنت مستعجل جداً للتخلص مني؟"
"لا تكوني سخيفة! أنت لا تجهلين قيمة الراتب المالي الذي ستحصلين عليه شهرياً"
"لطيف منك أن تهتم لأمري, د. ميرديت" أجابته بسخرية. إلا أن فكره الرحيل عن لندن والمستشفى والناس الذين كانت تحبهم فكرة جيدة. وتذكرت كلام اللايدي لاموند عن قصرها المنعزل في الريف الاسكتلندي ,وعن قصر حفيدها الذي ورثه عن جدوده. وتذكرت قول اللايدي بأنه لطالما طلب منها أن تأتي لتسكن معه, لكنها كانت ترفض بسبب تعلقها باستقلاليتها ,كما وان لورنا لاحظت من خلال زيارات الحفيد لجدته, أنها متعلقة به, تصرفاته المتعالية والمتعجرفة لم تكن تعجب لورنا .كان عندما يتكلم تتناسب لهجته مع نظراته الفوقية للآخرين. حتى انها كانت تحس بانه يحتقرها ولا يجدها مناسبة كزوجة للطبيب اللامع ميرديت .

نهاية الفصل

Rehana 04-02-20 01:42 PM

رد: 111- لم يفت الاوان بعد _ان هامبسون_ روايات عبير الجديدة
 
الفصل الثاني

لكن زميلاتها الممرضات كن يجدن هذا الاسكتلندي ببشرته السمراء وعيونه الزرقاء الغامضة ساحراً جذاباً يليق به تعجرفه .
"انا اشفق على من ستصبح زوجته. يجب عليها ان تطيع اوامره بحذافيرها" قالت لورنا لنفسها بعد لقائها الاول معه في المستشفى.
"بماذا تفكرين, لورنا ؟ انا انتظر جوابك !"
اعادها صوت خطيبها السابق من تأملاتها.
"فكري بالحياة الملوكية التي ستعيشينها هناك! لن يكون لديك عمل كثير ,بالأضافة الى الاجر المرتفع"
"اذا رحلت الى اسكتلندا ستسرع بدون شك في نشر الاكاذيب حول موضوع انفصالنا, انها مناسبة كي تتفاخر امام اصدقائك "

Rehana 04-02-20 01:42 PM

رد: 111- لم يفت الاوان بعد _ان هامبسون_ روايات عبير الجديدة
 
"سأكتفي بأن اجعلهم يعتقدون انك بحاجة لبعض التغيير ,هذا افضل لنا نحن الاثنين ... ولكن كيف ستفسرين لعمتك وعمك السفر ؟ "
"لا تقلق, سأتدبر الامر بنفسي" اجابته بسرعة كي تتجنب النقاش بموضوعهما .
"سأتصل بك لأخبرك بقراري في نهاية الاسبوع "
بعد اسبوعين, كانت لورا ودروي تستقل القطار المتجه نحو اسكتلندا. وقد رافقها عمها وساعدها في حجز مكانها ومن ارنبورغ استقلت قطاراً آخراً الى الشمال.
كانت تتوقع ان ترى سائقاً بانتظرها فور وصولها الى المحطة. اخذت تبحث بين الحشود بين عمنيستقبلها من قبل اللايدي لاموند. لكنها فجأة تسمرت مكانها, اللورد لاموند بنفسه يتقدم نحوها, ويحمل حقيبتها ليضعها في صندوق سيارته الفخمه البيضاء .
"هل كان سفرك مريحاً؟" سألها بلطف لكن نظراته ظلت باردة.
"نعم, شكراً" واحست على الفور بارتعاشه هزتها بقوة. يبدو ان كريغ لاموند يحتقرها... هل اخفى جيلبرت شيئاً عنها ؟ ماذا قال لصديقه الاسكتلندي كي يكرها بهذا الشكل ؟.
"امامنا ثلاث ساعات قبل ان نصل. اتمني ان لا يكون قلبك رقيقاً, لأن الطرقات وعرة والمنعطفات صعبة. سأحاول ان اقود بتمهل" قال فجأة بنفس الجفاف ودون ان ينظر نحوها.
"شكراً لأنك حذرتني .ولكني اعتقد ان كل شيء سيسير على ما يرام. على كل حال, ليس امامي خيار آخر ,اليس كذلك ؟"
ودون ان تنتظر الجواب اضافت "اتقيمون حقاً في منزل معوزل ؟"
"لن تجدي سهولة في التأقلم مع هدوء لورشاين خاصة بعد ان كنت تعيشين في لندن ...ولكن يبدو لي انك موافقة على هذا الشرط"
نظرت لورنا الى محدثها دون ان تفهم .
"ماذا تقصد؟"
"لا تتظاهري بالبراءة, انت تعرفين جيداً"
لهجته اللاذعة شلت الفتاة ففضلت الصمت, بينما اهتم كريغ بالقيادة, وبدون شك, كان ينتظر بفارغ الصبر ان يصل الى منزله ليتخلص بأسرع وقت ممكن من هذه المهمة التي اوكلته بها جدته .
فكرت وهي تراقب وجهه العابس بصفات الشعب الاسكتلندي المشهور بكبريائه والمتعلق كثبيراً بجذوره. فهم غريبون, لا يرفضون ابداً فرصة للرقص والتسلية ويملكون مزاجاً حاداً بنفس الوقت. انهم شعب مضياف واجتماعي .لكنهم في اكثر الأحيان يفضلون العزلة والتمتع بجمال الريف على ضجيج المدن. هل ينطبق هذا الوصف على كريغ لاموند ؟ انه بجفائه يشبه الدب الشرس .

Rehana 04-02-20 01:43 PM

رد: 111- لم يفت الاوان بعد _ان هامبسون_ روايات عبير الجديدة
 
"لم يبق امامنا سوى القليل" قال وهو يغير السرعة كي يسلك طريقاً ملتوية تتجه صعودا.
"اذا اضطررت لأي سبب كان, ان اعود الى لندن ,فإي سأتردد كثيراً قبل ان اسلك هذه الطريق "
قالت لنفسها وهي تحبس انفاسها. احست بين هذه المناظر الطبيعية الرائعة وكأنها غادرت لندن منذ مدة طويلة, لم يكن يبدو على اللورد لاموند انه يرغب بالكلام, فقررت ان تخرجه عن صمته .
"يبدو ان الحياة هنا صعبة"
"تقصدين حياة الفلاحين ؟ نعم, انها قاسية جداً" وارتسمت ابتسامة احتقار في زاوية شفتيه.
"ولكن لا تقلقي على حياتك هنا! ستكون سهلة جداً. خاصة وان جدتي فكرت بكل شيء, ستعيشين كالملكة" اضاف بنفس الاحتقار .
احست الفتاة بالحقد من خلال نظرة الكره التي رمقها بها. يبدو انه مستعد دائماً لاذلالها, وربما لابعادها عن هذا المنصب الجديد بأسرع وقت ممكن. تذكرت على الفور كلمات جيلبرت.
"لن يكون لديك هناك عمل كثير بالإضافة الى الأجر المرتفع " ان كلام كريغ لاموند اكد كلمات خطيبها السابق ... من جديد ,انتابها احساس بأن الرجلين يخفيان عنها شيئاً مهماً. لماذا تحتاج اللايدي لاموند لخدماتها بينما يمكن استدعاء طبيبها الخاص في اية لحظة ؟
"هل شرح لك صديقك جيلبرت اسباب مجيئي الى هنا ؟ "سألته اخيراً لعلها تفهم شيئاً.
"بالتأكيد !" اجاب بشمئزاز .
ارادت ان تسأله ماذا قال له جيلبرت, لكنه زاد من سرعة السيارة وتخطى عدة سيارات, ثم انعطف في طريق فرعي .
"لقد وصلنا" قال بسخرية.
بعد دفائق, اوقف سيارته امام قصر كبير محاط بميدان واسع, واطلق زمور سيارته, ففتح خادم الباب الكبير ودخلت السيارة في ممر مظلل بالأشجار.
احست لورنا بضيق يطبق على صدرها ,يبدو انه غير مرغوب بوجودها هنا, انها تجهل كل ما يمكن ان يكون قد قاله جيلبرت لصديقه الاسكتلندي عنها .ولن تتفاجأ اذا علمت بأن جيلبرت خانها واتهمها بأنها تركته بعد ان جذبها طعم المال والوجود الذهبي الذي ستقدمه لها اللايدي لاموند .
"صباح الخير يا ابنتي, كم مضى على وجودك هنا؟ "سألتها اللايدي لاموند ذات صباح.
"اسبوعان, سيدتي وانا لا اقوم بأي عمل" اعترضت لورنا بأسلوب العتاب.
"اتفضلين ان اكون مريضة؟" سألتها السيدة مبتسمة.
"لا ,بالتأكيد ليس هذا ما اقصده لكنني لا احب ان اكسب المال بدون عمل "
"انا آسفة يا صغيرتي" اضافت اللايدي بسخرية.
"ولكني احذرك, لن اقع مريضة فقط من اجل ارضائك! طالما اني في صحة جيدة, لن يكون لديك اي عمل ولكن من يدري!"

Rehana 04-02-20 01:43 PM

رد: 111- لم يفت الاوان بعد _ان هامبسون_ روايات عبير الجديدة
 
"كيف تشعرين اليوم؟"
"اشعر بأني بصحة جيدة"
كل يوم كانت لورنا تفحص قلبها ورئتيها ,وتندهش بحالتها الممتازه بالنسبة لسنها المتقدم.
"نعم, صحتك جيدة سيدة لاموند "
"ممكن ان يحصل اي حادث فجأة! قبل ذهابي الى المستشفة في المرة الاخيرة كنت اظن بأنني سأعيش مئة عام ...ولكن, الآن..."
"لم يتغير شيء سيدتي, انت بأحسن حال "
ثم تململت في مقعدها وهي تتساءل كيف ستطرح بعض الاسئلة التي تشغل بالها .
"قولي لي, سيدة لاموند ,ما هي الاسباب الحقيقية لوجودي هنا ؟"
"اكرر لك يا صغيرني, اخشى ان اتعرض لازمة صحية ثانية. واكون مطمئنة جداً عندما اعلم انك بجانبي في حالة الطوارئ"
"ولكن ... الدكتور يسكن قريباً من هنا, بامكانك الاتصال به على الفور ..."
"انا لا احبه كثيراً" قاطعتها بجفاف.
"كما انه طبيب حفيدي الخاص وليس طبيبي "
تلقائياً, نظرت لورنا من النافذة حيث تظهر ابراج قصر كريغ من بين اغصان الأشجار الباسقة.
"اريدك ايضاً ان تعلمي انني احاول ان ابقى دائماً مستقلة عن حفيدي, هذا المنزل منفصل عن منزله تماماً كما هي منفصلة الحدائق... سأبقي حرة مهما حصل, رغم ارادته في فرض قانونه عليّ!"
يالها من امرأة قوية, فكرت لورنا وقد فاجأها العداء الموجود بين شخصين من عائلة واحدة. بدون شك هما متشابهان جداً لدرجه استحالة التفاهم بينهما, واستحالة استسلام احدهما للآخر.
مع ذلك, لا تزال لا تفهم سبب وجودها في دويرهاوس ,وترفض ان تستخدمها السيدة لاموند كبيرق على طاولة شطرنجها.
"لا مجال ابداً لاقبض راتباً من عمل لا امارسه !"
بدا الرضى علي وجه محدثتها, لكنها انزعجت من الحاح الفتاة.
"انها ردة فعل سليمة جداً, آنسة ودروي, وانا اهنئك, ولو كان يمكن لحفيدي ان يسمعك ..."
"وما دخله في هذه المسألة؟" قاطعتها لورنا بحدة.
"لأن رأيه بك ليس جيداً, لابد انك لاحظت ذلك "
وكيف يمكنها الانكار؟
"ولكن على كل حال, هذه اشياء تخصني انا ,ولا تعنيه, اما انت, آنسة ودروي, اذا كان وضعك يزعجك لهذه الدرجة, بامكاني استخدامك كوصيفة, بالإضافة لكونك ممرضتي الخاصة. ستقدمين لي خدمات صغيرة عدة, في الماضي كنت مغرمة بالقراءة. للأسف الآن ضعف نظري. ستقرأين لي بعض الكتب وتجالسينني اثناء الغداء مثلا ... ارضيك هذا؟"
"حتى الآن لم تكشفي لي سبب وجودي الحقيقي هنا ... الا يمكنك طلب ذلك من خدامك الكثيرين ؟"
"آنسة ودروي, ليس من عادتي ان ارى احد مستخدمي يناقشني في أوامري" قالت لها بحدة وغضب, لكنها سرعان ما تمالكت نفسها وأضافت بلطف "وافقي لورنا, ارجوك. اترغبين بالبدء على الفور؟ بامكاننا أن نبدأ بقراءة الصحيفة مثلاً"
"حسنا" وافقت الفتاه وتناولت الصحيفة .

نهاية الفصل

Rehana 05-02-20 06:20 PM

رد: 111- لم يفت الاوان بعد _ان هامبسون_ روايات عبير الجديدة
 
الفصل الثالث

فرغم انزعاجها من وضعها هنا, الا انها لم يكن بامكانها ان ترفض هذا العمل, ماذا تعرف ان تعمل غير ذلك ؟ لا يمكنها ايضاً العودة الى لندن, فهذه آخر مدينة تتمنى رؤيتها!.
بعد ربع ساعة من القراءة رفعت لورنا عينيها ,فوجدت السيدة لاموند نائمة, تحني رأسها جانباً, ويداها على صدرها .
نهضت الفتاة بهدوء, وخرجت من الغرفة على رؤوس اصابعها بحثاً عن كاتي خادمة السيدة لاموند الشخصية.
" اذا كانت نائمة, يجب عدم ايقاظها!" قالت كاتي مرعوبة "عندما يزعجها احد اثناء قيلولتها يتعكر مزاجها طوال بقية النهار!"

Rehana 05-02-20 06:21 PM

رد: 111- لم يفت الاوان بعد _ان هامبسون_ روايات عبير الجديدة
 
"قد تتمكنين من دس وسادة تحت رأسها, لقد نامت بوضع غير مريح ..."
"ضعيها انت اذا اردت, آنسة ودروي, اما انا فأخشى غضبها. اذا استيقظت ..."
"ولكنها قد تصاب بتشنج اذا بقيت هكذا!"
"انت تمزحين آنسة السيدة لاموند صلبة كالصخر "
اتبعت لورنا نصيحة كاتي وقررت ان تقوم بنزهة في الحديقة. للحظة قفزت افكارها نحو لندن.
تراءت لها المستشفى وجيلبرت وعمتها وعمها, يجب ان تكتب لهم, وكأن شيئاً لم يكن.
لا يمكنها ان تنسى كرمهما معها ,حتى بعد ما سمعته. وستزورهما من وقت لآخر, لكنها لن تمكث طويلاً عندهما.
كان يبدوان سعيدين برؤيتها ترحل, لابد انهما استعادا حريتهما الآن ,بينما هي تشعر بوحدة قاتلة,
يجب ان تنسى الماضي وتحصر تفكيرها بالحاضر وتتمتع بهذا النهار الجميل ... توقفت للحظة تراقب قصر لوشارين, انه يشمخ على تلة صغيرة وسط اشجار كثيفة.
كانت قد زارته مرة واحدة مع السيدة لاموند في اليوم التالي من وصولها واعجبت كثيراً بديكوره وباثاثه الفاخر.
فجأة, لفت نظرها كناري يحط على غصن شجرة قريبة فبعث منظره في نفسها الراحة, وحثها على متابعة نزهتها على حافة البحيرة. فتقدمت بحذر بين اغصان الأشجار المنخفضة المتشابكة.
فجأة, خرج رجل من بين الأغصان وامسك ذراعها, فانتفضت مذعورة.
"آنسة ودروي, يا للمفاجأة الجميلة ! "انه صوت كريغ لاموند الساخر "هل اضعتي طريقك ؟" سألها بجفاف وبنظرة تدل على استيائه .
"لا ... نعم, فقدت طريقي "ولم تكن قد انتبهت الى انها تخطت حدود حدائق اللايدي ودخلت اراضي اللورد الشاب .
"ماذا تفعلين هنا ؟" سألها بحدة وهو لا يزال ممسكاً بذراعها كلص قبض عليه متلبساً.
"كان يجب ان تضع سياجاً يحدد بوضوح موقع اراضيك !"
ان موقفه القاسي منها يبدو مبالغاً. متي سيقرر اخيراً التخلي عن الموقف العدائي منها ؟
"هل ارتكبت خطأ كبيراً بقيامي بنزهة بعد انتهاء عملي؟"
"هكذا اذاً, انت تعملين ! "سألها بدهشة.
"اللايدي لاموند جعلت مني بالإضافة لممرضتها وصيفتها الخاصة!" اجابته بتحدي.
"ما هذه البدعة الجديدة ايضاً ؟ جدتي ليست بحاجه لوصيفة ! كانت تفضل الوحدة ..."
"انت مخطئ" اجابته بجفاف.

Rehana 05-02-20 06:21 PM

رد: 111- لم يفت الاوان بعد _ان هامبسون_ روايات عبير الجديدة
 
"اليوم قرأت لها, فهي لم تعد ترى جيداً "
"انت تمزحين! "صرخ كريغ غاضباً "فنظرها افضل من نظري "ثم سكت فجأة, وكأنه لاحظ انه تكلم كثيراً. هل ندم انه كشف امام غريبة عن اشياء ومعلومات تخص جدته. فهي مجرد خادمة في نظره, وبدون شك, لن تكون اكثر من ذلك.
"انا آسفة لأنني وطأت ارضك" قالت الفتاة لتقطع الصمت المزعج .
"هذه ليست غلظتك وحدك" قال وهو يهز رأسه غاضباً.
يالها من عائلة غريبة انهما متمسكان جداٍ بحريتهما, الجدة والحفيد, لكن الظاهر انه يحب جدته بصدق, الم يكن الوحيد الذي كان يزورها في المستشفي ؟ لكن علاقتهما غريبة. اعادها صوت كريغ الى الواقع:
"اتمنى ان تكوني قد اعتدت على هذا المكان. يبدو ان جدتي منحتك الجناح الشرقي , انه الأجمل" ثم رمقها بنظرة جارحة قبل ان يضيف بسخرية أكثر "هل اعجبك ؟"
" انه جناح رائع , ويناسبني تماماً. الاحظ انك على علم بكل شيء "
"جدتي تطلعني على كل ما يتعلق بك, ولن يدهشني ان اعلم بعد فترة وجيزة بقرارها ان تقدم لك سيارة خاصة وخادمة خاصة بك !" بعد هذه الكلمات المليئة بالاحتقار ,ابتعد عنها واختفى بسرعة.
لماذا تخبره اللايدي بكل حركات ونشاطات ممرضتها ؟ احقاً تريد منحها سيارة وخادمة ؟ لا, هذا غير معقول ! نعم كانت تقيم منذ وصولها في الجناح الشرقي البعيد عن غرف الخدم. اول ردة فعل لها كانت رفض هذه الهبة التي لا تستحقها ,لكن اللايدي لاموند ,غضبت كثيرا ثم توسلت اليها كي لا تناقش اوامرها ابداً.
"يسعدني كثيراً ان ارى هذا الجناح مشغولاً من جديد "
"أكان...جناح ابنتك ؟" سألتها بحذر.
"منذ مدة طويلة "
عادت الفتاة من نزهتها, وندمت على قرارها بالاقامة في هذا الجناح, على كل حال, هي لم تكن معتادة على مثل هذا الجناح الفاخر المؤلف من غرفة نوم وصالون وحمام .
تأملت شقتها من جديد وهي تفكر بكلمات كريغ الجارحة. نعم, انه على حق, انها تعامل كأميرة تأكل وتنام وتقبض المال دون القيام بأي عمل .
لا ,لا يمكن للايدي لاموند ان تفعل كل هذا معها بدون سبب! انها تدين لها بتفسير .فخرجت من غرفتها بسرعة وقد قررت مواجهة ربة عملها .
في البهو ,وجدت نفسها وجهاً لوجه مع كاتي التي تلمع عيونها من الغضب.
"السيدة في حالة ... لا تطاق ! لست ادري ما الذي يمنعني عن الرحيل عن هذا المنزل" صرخت وقد فقدت تمالك نفسها .

Rehana 05-02-20 06:23 PM

رد: 111- لم يفت الاوان بعد _ان هامبسون_ روايات عبير الجديدة
 
"كل مرة يتكرر نفس الشيء, من المستحيل جعلها تتعقل "
"ماذا حصل كاتي ؟ لماذا هي غاضبة؟"
"غاضبة؟ يا الهي ! هذه الكلمة لا تكفي ! اتصلت حفيدتها جاني و ... ايقظتها من النوم! انت تعرفين.."
قطعت كاتي كلامها ,واحست لورنا انها تحاول فجأة تغيير الموضوع .
"الا يسعد السيدة لاموند ان تتصل بيها حفيدتها ؟ "سألتها لورنا بفضول .
"جاني ... وجدتها لا تتفاهمان دائماً ... جاني في السابعة عشر من عمرها, جميلة جداً تشبه الملاك, وتعامل جدتها بلطف ... بدون شك هي تفكر بالثروة الكبيرة التي ...." وتردد كاتي قليلاً.
"ومن هم ورثاء السيدة لاموند ؟"
"حفيداها فقط ...لكن اي تصرف يغضب جدتهما يحرمهما من الميراث "
رغبت لورنا بمعرفة المزيد, لكنها لم تشأ إثارة الشكوك حول فضولها.
"الأفضل ان اذهب لأرى اذا كانت بحاجة لي "قالت واتجهت نحو غرفة اللايدي.
للمرة الثالثة خلال هذا الاسبوع منحتها اللايدي لاموند يوم اجازة, وطلبت منها ان تعود في الساعة السادسة.
اعترضت لورنا على الفور, وأكدت رغبتها في العمل كي تستحق اجرها المرتفع. لكن النقاش كان كعادته بدون جدوى, فاستسلمت امام غضب الامرأة المسنة.
نهضت هذا اليوم باكراً, وقررت الخروج من سجنها الذهبي. تسلحت بخريطة عن المنطقة وبحذاء رياضي, وسارت بين الأشجار التي تتلألأ حبات الندي على اوراقها... بعيداً عن قصر اللوشارين.
لكن للأسف ,افكارها تعود رغماً عنها نحو جيلبرت, خلال هذه الايام, حاولت نسيانه, ولكن عدم النشاط الذي وقعت ضحيته في دوير هاوس جعل جهودها بدون نتيجة ... اين هو الآن ؟ لابد انه برفقة خطيبته في منزل والديها الكبير على شاطئ كنت .
تنهدت وتابعت سيرها, فخلال ايام الوحدة واليأس, كانت تقوم بنزهات يومية, واصبحت تحب قسوة ووعورة هذه الاراضي المنعزلة.
وكثيرا ما عبرت وادي غلين مور وسفح الجبل البركاني. هنا وهناك ,كانت تلتقي بالرعيان وخرافهم, فتتأملهم مبتسمة وتحسدهم على راحة بالهم.
تذكرت ان اللايدي طلبت منها ان تعود قبل الساعة السادسة, فعادت ادراجها وهي تشعر بأنها دائماً تحت تصرف سيدتها .
السيدة ترن الجرس فتهرع لتلبية ندائها, السيدة لا تحتاج اليها, فتقضي وقتها بالملل .
ماذا تفعل ؟ يبدو انها قد كونت فكرة خاطئة عن اللايدي اثناء اقامتها في المستشفى ... فبعد ان عادت الى مملكتها, تحولت اللايدي الى مستبدة طاغية.
لم تكن لورنا من بين الخدم الذين يشتكون من قسوتها, فهي تعترف انها تعامل معاملة مختلفة عن الجميع, اثارت حقد اللورد كريغ لاموند عليها .

نهاية الفصل

Rehana 05-02-20 06:26 PM

رد: 111- لم يفت الاوان بعد _ان هامبسون_ روايات عبير الجديدة
 

الفصل الرابع


ولقد رأت الكره في عينيه وهو يخرج بالأمس من غرفه جدته . كانت لورنا ترتب الأزهار في مدخل المنزل , عندما رأته يخرج كالثور الهائج اصطدم بباقه الزهر وهو في طريقه , وخرج دون ان يعتذر.
ما الذي يغضبه منها بهذه الدرجة؟ نظرته الحادة لم تسمح لها بأي شك بالدور الذي تلعبه بشكلمباشر او غير مباشر في إثارة غضبه.
للحظة , قكرت بأن تلحق به وتطلب منه ايضاحاً...ولكنها خافت من تفجير غضبه وتلقي مزيداً من الذل .
وبالمقابل, قررت ان تكتشف, بدون مساعده احد السر المتعلق بوجودها في هذا المنزل . خطر ببالها كثيراً ان تقدم استقالتها . لكنها فكرت انها ستجد نفسها في الشارع بدون منزل وبدون عمل , بينما اذا بقيت هنا , لن تكون بحاجة للتفكير بوضعها المادي , يجب ان تصبر الى ان تدخر بعض المال الذي يعينها على تأمين معيشتها وبعد ذلك , لن يجرؤ احد على منعها من الرحيل.
" لن اتركه يؤثر عليّ!" اقنعت نفسها وهي تدخل الى المنزل.
"سأقوم بعملي بشكل طبيعي, دون ان اهتم بما يفكر به اللورد"
في اليوم التالي , توجهت الى القرية المجاورة لتشتري بطاقات بريدية.
احتارت في الاختيار, فتدخل شاب يقف خلفها لمساعدتها.
"بامكانك ان تختاري هذه التي تمثل للزي الاسكتلندي التقليدي. انا نفسي ارسلت مثله لوالدي..."
التفتت بسرعة ولاحظت شاباً اشقر تشرق عيونه بالمرح ويمد يده نحوها.
"اسمحي لي ان اقدم نفسي ,جف تونسلي, اقضي اجازة هنا في المنطقة"
بدون تفكير مدت يدها نحو الشاب .
"انا لورنا ودروي ... تشرفت بمعرفتك ...اتنزل في فندق البلدة؟"
"لا ,انزل عند شقيقتي, انها متزوجة من اسكتلندي ويعيشان في مزرعة صغيرة على اراضي كريغ لاموند"
"ايملك الكثير منها ؟"
"عشرون مزرعة تقريباً, يستأجرها اناس مثل صهري يعملون فيها ..."
"والماشية؟" سألته بفضول.
"السيد لاموند يملك قطيعاً مؤلفاً من اكثر من مائتي بقرة ...كلها من اصل اسكتلندي. وافضل انواعها تربى في المزرعة الرئيسية مع الخراف في الجهة الغربية من الوادي "
لاحظ الشاب انه اثار فضولها, فأبتسم ودعاها لتناول الشاي في مطعم قريب.
"فكرة جيدة" اجابته بحماس , وخرجا من المكتبة مبتسمين.
وصلا الى ساحة القرية وهما يتبادلان المزاح , فلفت نظر لورنا رجال يرتدون التنانير .
"كنت اعتقد ان هذا الباس انقرض" قالت بدهشة.
"لا يزال أهالي القرى يعتبرونه مهماً بالنسبة للمحافظة على التقاليد , لقد اختفت هذه العادات في المدن ,لكنها لا تزال ملحوظة في القرى"
"وهل لألوان التنورة معنى خاص؟ "
"انها تسمى الكلت وألوانها تحدد القبيلة"ثم اضاف "وهذا الرجل الذي امامنا ينتمي لقبيلة الماك لاشن , لاحظي قطعة القماش التي فوق كتفه , والبروش الذي يثبته علي صدره..."
"يبدو انك تعرف هذا البلد وعاداته جيداً"
"انا ازور شقيقتي دائماً, وزوجها لطيف جداً ولا يتوقف عن الكلام عن بلده"

Rehana 05-02-20 06:26 PM

رد: 111- لم يفت الاوان بعد _ان هامبسون_ روايات عبير الجديدة
 
دخلا المطعم وجلسا حول طاولة قرب نار المدفئة.
"انهم يشعلون النار صيفاً وشتاءً. ففي هذه المنطقة, يبقون دائماً على جذر من تبدلات الطقس المفاجئة"
اقترب منهما الخادم , فطلب جف الشاي والحلوى, والتفت نحو الفتاة من جديد.
"انت تعملين في دوير هاوس؟"
"انا ممرضة اللايدي لاموند, وهي تعتبرني وصيفتها ايضاً"
"اختي كانت ممرضة ايضاً قبل انتقالها الى اسكتلندا "
"كم ستمكث هنا؟"
"شهراً . لقد وجد لي صهري عملاً في قصر الدوق فلافال سأعمل في الحدائق, اتعرفين هذا القصر؟"
"سمعت انه قصر يعود للقرن السابع عشر , وقد اعيد ترميمه ويفتح للعامة مرتين في الأسبوع"
"نعم , هل ستأتين لزيارته يوماً؟"
"هذا ممكن, لنتناول الحلوى انا جائعة ولم اتناول فطوري كي لا يفوتني الباص الوحيد المتجه الى هذه القرية"
"اليس لديك سيارة؟ يسعدني كثيراً مرافقتك في طريق العودة"
يبدو الشاب لطيفاً جداً. ولكن هل يجب عليها ان تثق به بهذه السرعة؟
"اللايدي لاموند مليونيرة واسعة الثراء, اتعرفين ذلك؟"
ملاحظة جف هذه جعلت عيونها تجحظ من الدهشة.
"لم اكن اعتقدها بهذا الثراء!"
"الجميع هنا يعرف مقدار ثروتها, لقد تخلت عن قسم كبير منها لوالدة كريغ الذي تعبده. بعد وفاة والديه, فعلت المستحيل كي يحتفظ اللورد الصغير بلقبه ...ولكن الكثيرين يزعمون انها بخيلة..."
"ولكن لا داع لقلق حفيدتها, على ما يبدو لي" قالت بصوت منخفض عندما اقترب الخادم . فأسرع جف ودس قطعة النقود بيده, رغم اعتراض الفتاة ,رفض ان يسمح لها بدفع الحساب . ثم خرجا من المطعم.
"كما قلت لك, السيدة لاموند كانت تحب ابنتها الكبرى والدة كريغ كثيرا , وبالمقابل لم توافق على زواج والدة جاني من رجل من عامة الشعب , ورفضت منحها اي قرش , والدا جاني يعيشان الآن في منزل بسيط ليس بعيداً من القصر"
"اهو ذلك المنزل الرمادي الذي في اعلى التلة؟ يبدو تعيساً جداً. كان يجب على السيدة لاموند مساعدة ابنتها في شراء مسكن جديد ! "قالت لورنا وقد عقدت حاجبيها.
وجددت ان موقف السيدة العجوز ليس عادلاً , فهي تقدم لممرضتها راتباً مرتفعاً جداً , دون ان تطلب منها القيام بأي عمل , بينما تحرم ابنتها من ميراثها.
"لماذا لا يساعد كريغ خالته؟"
"اعتقد انه مستعد لدعمهما مادياً . لكن والد جاني يرفض بدافع الكرامة , بدون شك. فهو فلاح شريف , لا يهتم بأموال لاموند وهو لا يوافق على رأي زوجته التي تحب ان تعيش ابنتها حياة ارقى"

Rehana 05-02-20 06:27 PM

رد: 111- لم يفت الاوان بعد _ان هامبسون_ روايات عبير الجديدة
 
"انت تعرف هذه العائلة جيداً جف؟"
"إيان زوج شقيقتي ولد في احد مزارع لوشارين, وكذلك والده, ويعرف كل ما يجري هناك ...إن موقف اللايدي غير عادل أبداً ..."ثم صمت قليلاً ولاحظ انه يتكلم عن ربة عملها.
"انا آسف لأنني اتكلم هكذا عن ربة عملك"
"لا بأس, فأنا من رأيك" ورغبت في ان تخبره عن موقف اللايدي الغريب منها . لكنها غيرت رأيها مع انها تموت من الرغبة في ان تفتح قلبها لصديق. وفضلت ان تؤجل هذا النقاش الى يوم آخر.
اوقف جف سيارته امام حدود الدويرهاوس.
"شكراً جف... لست ادري كيف اشكرك..."
"بالموافقة على رؤيتي مرة ثانية ! "اجابها مبتسماً.
"حسناً" اجابته بدون تردد.
"مارأيك بنفس المقهي, بعد غد بنفس الساعة؟"
اتجهت نحو المنزل وقد ادركت انها تسرعت بقبول دعوة هذا الشاب. طبعاً هو لم يلح, لكنها كانت بحاجة لصديق , منذ رحيلها عن لندن لم يعاملها احد بمثل هذا اللطف. وهي ككل النساء تحب ان تجد نفسها محط اعجاب. وكانت تعلم ان جف لن يبق غير مبالٍ امام سحرها. فقررت ان لا تشجعه.
فور وصولها الى المنزل, احست بأن شيئاً ما قد حصل.
اسرعت كاتي لاستقبالها وتكلمت بسرعة وهي تتلفت حولها.
"خرج المحامي منذ قليل, انا متأكدة انها غيرت وصيتها من جديد !"
ارتعشت لورنا وتساءلت عن السبب الغريب الذي دعا اللايدي لذلك... قد تكون كاتي مخطئة . فوجود المحامي لا يثبت شيئاً.
"هل انت متأكدة كاتي مما تقولين؟"
"منذ ايام, فاجأت اللايدي تتكلم هاتفياً مع اللورد كريغ. كانت غاضبة جداً وهددته بأنه اذا لم يطعها فإنه لن يحصل على شيء , وعندما اقفلت السماعة بدت مرتاحة وهادئة وكأنها توصلت إلى قرار بغاية الاهمية ...انت لن تقولي شيئاً امام احد , اليس كذلك؟ اذا علمت السيدة هيلسمن فإنها ستخبر الجميع"
فكرت لورنا ان تقدم على الفور استقالتها ... ولكن ماذا ستجني؟ لن تفهم اللايدي ابداً سبب رحيلها.
والتغيير في وصيتها لا يعني لورنا من قريب ولا من بعيد. تنفست عميقاً وطرقت على باب مكتب اللايدي.
"تفضلي لورنا "
تفاجأت الفتاة بابتسامة اللايدي المليئة بالحنان وهي تتأرجح بهدوء على مقعدها الهزاز, وكانت ترتدي ملابساً انيقة على عادتها. وتعقد ايشارباً على عنقها علقت عليه بروش ذهبي مزين بالألماس. اعجبت الفتاة بأناقة الليدي وجمال هذا البروش.
"انها من الألماس النقي, هل اعجبك؟"
"انه رائع!! "
"كنت اريد ان اقدمه لابنتي, والدة كريغ ...." وتلألأت الدموع في عينيها.
"لك انت اريد تقديمه اليوم" اعترضت الفتاة ورفضت الهدية.
"لا لا مجال لذلك ابداً, لن يمكنني ان ..."
"آمرك ان تأخذيه!" انفجرت اللايدي غاضبة.
"هيا يا صغيرتي, لا تغضبيني" اضافت ببعض الهدوء.
"احتفظي به, وتعالي اقرأي لي قليلاً"
"سيدة لاموند, لا انوي قبول اي شيء منك"
"حسناً, آنسة ودروي" وأعادت البروش الى فولارها.
"اذا كنت تعتبرين الامر هكذا, فأنا سأعرف كيف اجبرك على تغيير رأيك, الآن تعالي وأقرأي لي آخر جزء من هذا الكتاب"

نهاية الفصل

Rehana 08-02-20 06:37 PM

رد: 111- لم يفت الاوان بعد _ان هامبسون_ روايات عبير الجديدة
 
الفصل الخامس

اطاعتها الفتاة وفكرها مشوش بعد هذا النقاش , وبين الفقرات كانت تتأمل خواتم اللايدي التي تزين اصابعها .
طبعا, هذا البروش المرصع بالألماس لا يمثل قيمه كبيرة بالنسبه لها . ولكنها لا تفهم لماذا تصر اللايدي على تقديمه لها .
لماذا لا تقدمه لحفيدتها؟ موقف هذه اللايدي المتسامح معها يخفي سراً كبيراً.
تذكرت جيلبرت فجأة . هو السبب في كل ما هي فيه.وكأن العالم كله متفق ضدها . لم تكن لورنا تهتم كثيراً بالكسب المادي والهدايا . حلمها الوحيد, هو ان تلتقي برجل يحبها بصدق! فقررت ان تمكث في الدوير هاوس لمدة اسبوعين ايضاً ريثما تجد عملاً آخراً في المنطقة, بدون شك, سيكون جف مستعداً لمساعدتها.

Rehana 08-02-20 06:38 PM

رد: 111- لم يفت الاوان بعد _ان هامبسون_ روايات عبير الجديدة
 
"انت تقرأين بدون تركيز, لورنا" قالت لها اللايدي فجأة.
"اعذريني سيدتي"
"انت غريبة لورنا ...احياناً تبدين قريبة مني, واحياناً تنطوين على نقسك, انا لا احب الذين يخفون افكارهم..."
"الا تخفين انت ايضاً افكارك؟"
هبت اللايدي واقفة و تطاير الشرر من عينيها .
"انا سيدتك, لا تنسي هذا!, ولست مضطرة لتقديم حساباتي لك , ايتها الوقحة الصغيرة"
احمر وجه الفتاة وتفاجأت بموقف اللايدي الغريب ...
"ارغب بالاستراحة الآن . اختفي من وجهي. انت حرة حتى الغد"
خرجت لورنا لتتنشق الهواء في الحديقة وهي ترتجف... تأكدت هذه المرة من وجود سبب خفي يدفع اللايدي لمعاملتها افضل من ابنتها حتى . تابعت سيرها حتى خرجت من الحديقة وسلكت طريقاً متعرجاً بين البساتين.
وفجأة, سمعت هدير سيارة, فالتفتت الى الخلف, ورأت سيارة قديمة تسلك نفس الاتجاه, فابتعدت كي تترك مجالا للسياره بالمرور.
تفاجأت كثيراً عندما توقفت السيارة بقربها وظهر وجه مبتسم من نافذتها.
"ايمكنني ان اوصلك الى مكان ما؟"
"لا شكراً, انا اقوم بجولة قصيرة فقط..."
نظرت اليها سائقة السيارة طويلا ثم سألتها:
"الست الآنسة ودروي , ممرضة جدتي ؟"
"نعم... انت ...جاني ؟ اقصد الآنسة ماك فارلين؟"
"تشرفت بمعرفتك ...انتظري! سأركن السيارة ونثرثر قليلاً"
كان صوتها دافئاً وعينيها تلمع بالحيوية, نزلت من سيارتها واقتربت من لورنا.
"انت جميلة جداً آنسة ودروي , هل انت مرتاحة في عملك الجديد؟" ثم ضحكت ومدت يدها نحوها.
"بأمكانك ان تناديني جاني , ككل اصدقائي...وانت, ماهو اسمك الصغير؟ دائماً يقول كريغ انني اقفز كالديوك عندما اتكلم, اخشى انه على حق , اعذريني ايه..."
"لورنا" اجابتها الممرضة ضاحكة, وعلى الفور استلطفتها, ورغبت بالتعرف عليها اكثر.
"لا بأس, جاني ,للحقيقة انا اكره الجديين , الحياة معهم مملة!"
"يبدو انك اكثر تفهماً من قريبي كريغ ! يعتقد انني سخيفة احياناً ...لا اريد ان اتكلم عنه بالسوء والا ستعتقدين انه فظ, اليس كذلك؟"
"هذا يعني..."
"اوه, اهذا هو رأيك به؟" سألتها الفتاة ضاحكة.
"كريغ ليس فظاً ولا لئيماً! انه يتظاهر بالعجرفة فقط ليبسط سلطته. انه في الخامسة والثلاثين من عمره لكنه يملك قلب طفل"

Rehana 08-02-20 06:39 PM

رد: 111- لم يفت الاوان بعد _ان هامبسون_ روايات عبير الجديدة
 
"لا اعتقد ذلك ..."
"هيا لورنا, حدثيني قليلاً عنك , اسمك جميل"
"اتعيشين في هذا المنزل الصغير؟" سألتها لورنا وهي تشير نحو منزل متواضع في اعلى التلة.
"انه ليس جميلاً, وليس كبيراً, وكننا نحبه وقد اعتدنا عليه, ولا يمكن لأحد ان يتصور اننا من نفس العائلة" قالت وهي تلتفت نحو قصر الدوير هاوس.
"اعتقد انك على علم بالشائعات"
"اية شائعات؟"
"اوه, خادمة جدتي تتكلم كثيراً, من المؤكد انها كلمتك عن زواج والدتي من رجل عامي فقير..."
لم تشأ لورنا اخبارها ان جف هو الذي اخبرها.
"ابي ملاك, وانا احبه! ولا يهمني كل مال العالم , جدتي دمرت حياة والدتي عندما تخلت عنها , لكن هذا لا يهمنا, نحن سعداء!"
"المال ليس مهماً" ورغماً عنها فكرت بحيلبرت الذي يخالفها رأيها.
"انا من رأيك لورنا , ولكن والدتي تنصحني بأن اكون لطيفة مع جدتي. تعتقد انه يجب الا اخاطر بفقدان ميراثي انا ايضا . على كل حال جدتي تحبني, وانا احبها مع انني اجد انها قاسية جداً مع امي ..."ثم ضحكت ببراءة واضافت "لاحظت كم انا افتقد الى الجدية؟ بالكاد اعرفك وها انا كشفت لك اسرار عائلتي"
"اطمئني جاني, لن ابوح بأي سر"
"سأتذكر ذلك, الى اللقاء ,سأزور جدتي غداً بعد الظهر , بدون شك سأراك هناك" قالت وهي تصعد الى سيارتها.
"الى اللقاء جاني, سأقوم بمشترياتي من القرية واعود قبل فترة بعد الظهر"
اطلقت جاني زمور سيارتها وحركت يداها مودعة. بينما ظلت لورنا تلوح لها بيدها الى ان اختفت سيارتها. وظلت للحظات متوقفة في وسط الطريق تفكر بالعلاقة الغريبة التي تربط اعضاء هذه العائلة.
"كلميني عن سرك لورنا , لا تخفي اي تفصيل..." قال لها جف عندما انضمت اليه في مطعم القرية.
شجعتها ابتسامته ففتحت له قلبها عله يساعدها بتوضيح موقف اللايدي منها.
فروت له مغامراتها ولم تخف عنه خطوبتها مع جيلبرت وانفصاله عنها.
"كيف تمكن خطيبك من التخلي عنك؟" سألها بدهشة.
"لا يمكنني تصديق ذلك. لابد انه رجل مجنون"
تابعت لورنا سرد قصتها, فعقد جف حاحبيه عندما لمحت عن ارتياح عمتها وزوجهاعندما علما برحيلها, واخيراً رفعت نظرها نحوه وقالت مبتسمة " كنت بحاجة ماسة لاكشف عن همومي شكراً لك لأنك استمعت الي... اعذرني"

Rehana 08-02-20 06:40 PM

رد: 111- لم يفت الاوان بعد _ان هامبسون_ روايات عبير الجديدة
 
"لا تعتذري لورنا" قال لها مبتسماً بحنان واضاف "انا سعيد لأنك تثقين بي"
"عدني بألا تقول لأحد عما رويته لك , حتي ولا لأختك"
"لا تقلقي, سأحفظ لساني"
"ان اكثر ما يقلقني هو موقف اللايدي لاموند وموقف حفيدها كريغ"
"تقولين بأنها غيرت وصيتها مؤخراً..."
"اخبرتني خادمتها الخاصة انها اخذت قرارها هذا بعد عرض رفضه كريغ"
"كريغ وجاني هما وريثاها الوحيدان .اذا كان الامر كذلك, فمن سيتمتع بكل هذه الثروة؟"
"لا احد باستثناء والدة جاني... لكنها حرمتها من الميراث, على كل حال سأسأل صهري لانه يعرف اشياء كثيرة عن عائلة لاموند وطبعا دون ان أثير شكوكه"
ابتسمت له لورنا بكل امتنان.
"يبقي سؤال لورنا: لماذا توسلت اليك اللايدي لاموند كي تأتي الي قصرها؟ أمن اجل تدمير حفيدها؟"
"لا افهم..."
"حسب اقوالك, يبدو ان كريغ لم يتقبل وجودك قي دوير هاوس"
"هذا صحيح للأسف"
"هل سبق له ان كلمك بمودة؟"
"ابداً. انه يكرهني منذ اللحظة الاولى"
"اتسأل ماذا يمكن لخطيبك السابق ان يكون قد روى له عنك؟"
"جيلبرت؟ مذا تقصد؟"
"بامكانه بكل سهولة ان يكون قد اثر علي رأي كريغ بما يخصك انت"
"وكيف ذلك؟" سألته بدهشة.
"مثلاً , بامكانه ان يجعل كريغ يعتقد ان سبب فسخ خطوبتكما تعود لاسباب مهمة...فحسب وصفك له يبدو ان الدكتور ميرديت بدون ذمة..."
"اوه ,! لا !لا يمكن لجيلبرت ان..." وترددت قليلاً عندما تذكرت موقف خطيبها السابق.
"لا تبدين متأكدة" قال جف وقد لاحظ صراعها الداخلي "اعتبري على الاقل ان هذا التفسير يضع بعض الضوء على موقف كريغ الجاف منك. اذا كان يعتبر انك المسؤولة عن فسخ خطوبتك مع صديقه العزيز , فهو معذور لان جيلبرت خدعه...ولكن اذا كان يفكر بأنك تتصرفين فقط من اجل هدف استغلال محبة جدته لك..."
استمعت لورنا بذهول لتفسيرات جف , وباتت مقتنعة الآن بوجهة نظره , لقد وقعت في فخ جيلبرت الذي اطبق على انفاسها . كم هي ساذجة!
"انا اكرهه! "صرخت بمرارة " كيف امكنني ان احب رجلاً قذراً مثله؟"
"اشكري الله لانك تخلصت منه, انسيه لورنا انه غير جدير بك"
"لم يكن جيلبرت على طبيعته عندما افترقنا ربما كان على خصام مع خطيبته الجديدة. هذا يفسر موقفه الفظ..."
"هذا ممكن" اجابها جف بشرود وكان غير راغب بمتابعة الحديث عن الدكتور.
افترقا بعد ان وعدها جف بأن يجمع اكبر قدر ممكن من المعلومات قبل لقائهما القادم.
"لا تنسي ان تسأل اختك اذا كان بامكاني ان اجد عملاً في المنطقه" قالت قبل ان تركب الباص.
"أعدك بذلك" أجابها ملوحاً بيده.

نهاية الفصل

Rehana 08-02-20 06:41 PM

رد: 111- لم يفت الاوان بعد _ان هامبسون_ روايات عبير الجديدة
 
الفصل السادس

فور وصولها الى مدخل المنزل. لاحظت لورنا سيارة جاني في الممر, فصعدت الى غرفتها كي تنتعش وتبدل ملابسها. ابتسمت جاني لها بوجهها المشرق على خلاف وجهه جدتها العابس.
"اجلسي لورنا. اعتقد انك تعرفين جاني..."
"نعم, هذا صحيح" اجابتها وهي تبتسم للفتاة, وبعد قليل رافقتها حتى سيارتها وسألتها بلطف.
"مابك جاني لماذا اختفت ابتسامتك؟"
"احب ان اخبرك لورنا, لم يعد بامكاني التحمل اكثر! "
امسكت لورنا يد صديقتها الجديدة وجذبتها نحو الحديقة بعيداً عن آذان كاثي.

Rehana 08-02-20 06:41 PM

رد: 111- لم يفت الاوان بعد _ان هامبسون_ روايات عبير الجديدة
 
"لورنا . لقد وقعت في الحب ! "
"اوه"
"احب ابن موظف يعمل عند قريبي . اذا علمت جدتي بالامر ,ستغضب كثيراً ! هذا فظيع , تريد اجباري على ..." لم تتم هذه الجملة واضافت بسرعة "لا يجب ان يعلم احد بسري . لم اقل شيئاً لوالدتي ايضا . انها تصر ان احصل على ميراثي. لا تريد ان اعيش في الفقر مثلها , انت تفهمين...؟"
"ايعلم قريبك بعلاقتكما؟"
"لا اجروء على الاعتراف له . اخشى ان يطرد والد خطيبي من عمله"
"انتما مخطوبان !"
"نعم وسنتزوج ولن يتمكن احد من منعنا" واخذت ترتجف وانهمرت دموعها.
"ماذا سنفعل لورنا ؟ انا تائهة"
"لا تفعلا شيئاً الآن" نصحتها بهدوء وتذكرت كلام كاتي عن الوصية.
"دوغ صبور ومتفهم, ولا يهمه كل هذا المال, ولكنه لا يريد ان يسبب الألم لوالدتي بسبب زواجنا ... فجدتي لن تسامحني ابداً. ووالدتي ستغضب اذا حرمتني جدتي من الميراث"
ثم مسحت دموعها واضافت "لماذا تعتبر جدتي الناس العامين ساقطين من المجتمع؟ ليس المال هو الذي يحدد الفرق بين الناس ! احياناً اتساءل اذا كان كريغ يفكر مثلها . انهما متشابهان جداً مع انهما يكرهان الأعتراف بذلك"
"لكنهما لا يبدوان متفقين"
"كالكلب والهرة ! شيء ما يدهشني في علاقتهما, ولكن عندما اسأل كريغ ينصحني بأن اهتم بشؤوني"ربتت لورنا على كتفها بمحبة ونصحتها بالتروي.
"لقد ارتحت بمشاركتك همومي , لورنا اشعر بتحسن الآن"
بعد تناول العشاء .قررت لورنا القيام بنزهة كي تتمكن من ترتيب افكارها. عند عودتها من احد الممرات الضيقة, وجدت نفسها وجهاً لوجه امام اللورد كريغ لاموند. يا الهي , مرة اخرى سلكت الطريق الممنوعة, وفاجأها كريغ على ارضه.
تهيأت للعودة , ولكنه امسك يدها بسرعة.
"لا تستعجلي آنسة ودروي, انت لم ترتكبي اي خطئ!"
"لم ... لم يكن يجب عليّ تخطي حدود..." اجابته متلعثمة, توقفت نظرات كريغ طويلاً على شعرها الاشقر الطويل.
جميلة جداً بثوبها القطني الازرق الذي يتناسب مع لون عينيها.

Rehana 08-02-20 06:42 PM

رد: 111- لم يفت الاوان بعد _ان هامبسون_ روايات عبير الجديدة
 
حاولت ان تقرأ نظراته, وتفاجأت كثيراً عندما رأت فيهما اعجاباً ... والذي فاجأها اكثر ,رغبتها الكبيرة بالحصول على اعجابه!!
هذا سخيف ! انها لا تكن له اية مشاعر ولا يوجد اي سبب للبحث عن اعجابه ...
"اتحبين زيارة حديقة قصري ؟" سألها بلطف افقدها صوتها . هذه اللهجة تثير القلق . يجب عليها ان تهرب وترفض دعوته. لكنها تفاجأت بقبولها .
"سأكون سعيدة , حدائقك تبدو رائعة من بعيد ..."
تأملها للحظة, ولاحظ بمرح احمرار وجهها. لم تستطع الفتاة تحمل نظراته اكثر , فأدارت وجهها كي تخفي ارتبكها. لحسن الحظ, تدخل هو وقطع الصمت.
"ماذا تنتظرين؟" سألها وهو يقدم ذراعه بكل تهذيب.
ترددت قليلاً ثم وافقت واخذت ذراعه . كانت سعيدة بفكرة دخولها لاول مرة املاكه برفقة صاحبها الفاتن.
سارا في الممر المؤدي للقصر الذي تحيط به اشجار السرو المرتفعة.
"اجدادي كانوا يهتمون كثيراً بالاشجار "قال لها مبتسماً امام نظرات الاعجاب في عينيها.
"يبدو انك فخور جداً بأسلافك وبمنزلك ..."
"نعم لكن للأسف, اعتد تعليه لدرجة لم اعد اراه على قيمته الحقيقية..."
"هل ولدت هنا؟"
"بالتأكيد"
"ووالدك؟"
"والدتي توفيت منذ عشرة اعوام. وانا لم اعرف والدي"
"اذا انت ورثت هذا القصر وانت في الخامسة والعشرين من العمر فقط"
"وكيف عرفتي عمري؟ "سألها بدهشة.
"اوه .جاني ألمحت بذلك ذات يوم "
"جاني! "ردد كريغ ولمعت عيونه بالمكر "انها تحبك كثيراً على ما يبدو"
"انه شعور متبادل"
"حقاً؟"
"اتشك بذلك؟"
فهز كتفيه واسرع الخطى.
"اترغبين ايضاً بزيارة القصر ؟"
لم تستطع اخفاء مفاجأتها بهذه الدعوة. لاحظ كريغ ذلك وحاول تشجيعها.
"تبدين مهتمة بالمباني القديمة"
بدون شك, رآها ذلك اليوم عندما كانت تجلس على الشرفة تتصفح كتاباً عن الهندسة المتعلقة بالقرون الوسطى.
"انا لست دليلاً متخصصاً لكني اعرف منزلي جداً لدرجة انني استطيع اظهار روعته لك "اضاف بابتسامة ماكرة.

Rehana 08-02-20 06:43 PM

رد: 111- لم يفت الاوان بعد _ان هامبسون_ روايات عبير الجديدة
 
منذ ذلك اليوم. اصبحت لقاءاتهما تطول وتنتهي بشكل لطيف . لم تحاول تجنب اللورد كما وانه اصبح ودوداً معها. يبدو انه اعجب برفقتها . ونشأ بينهما تيار من الاستلطاف المربك الذي حاول كلاهما تجديد سحره.
في الاسبوع التالي. دعاها كربغ لتناول العشاء في قصره, فقبلت رغم اقتناعها بأن هذا القرار لن يعجب اللايدي لاموند.
بعد ظهر ذلك اليوم التقت بجف في مقهى البلدة وعندما اخبرته بهذه الدعوة عقد حاجبيه بانزعاج.
"اسمعي لورنا, لقد علمت من صهري ان اللايدي لاموند وضعت في رأسها ان تزوجه من جاني"
"جاني مستحيل!"
"اطمئني, فهذا الزواج لن يتم. كريغ يعارض هذه الفكرة ... ويتسلى الآن مع الممرضة الشابة اثناء غياب خطيبته"
كريغ لديه خطيبة ! يا الهي! لكنها حاولت عدم اظهار حقيقة مشاعرها.
"لا يمكن للسيدة لاموند ولا كل ثرواتها ان تجبرهما على الزواج اذا لم يكونا متحبان"
" احذري منها لورنا"
"لكنها كانت تبدو لطيفة جداً في المستشفى"
"لانها كانت قد قررت شراءك "
"ولكن لماذا؟"
"لست ادري حتى الآن ولكن هل تنوين حقاً تلبية دعوة اللورد لاموند؟"
"نعم بالتأكيد لقد وعدته بذلك"
"يبدو ان ذاكرتك ضعيفة. نسيت بسرعه كيف كان يعاملك؟"
"انت محق جف ولكنه اصبح الآن لطيفاً جداً وانا سامحته على موقفه السابق. على كل حال نحن جيران!"
"كيف يمكنك الوثوق به , واشك بأنه يتصرف معك بمودة لغاية في نفسه" قال لها بقلق "واخيراً, لورنا الا يبدو تغير تصرفه المفاجئ مشبوهاً؟"
بصمت, لامت الفتاة جف على محاولته ايقاظ شكوكها باللحظه التي تحسنت فيها علاقتها مع كريغ. لكنها لم تجروء على الاعتراف بأنها ترتاح برفقته دون ان تحاول تحليل مشاعره.
قبل ان تصعد الى غرفتها دخلت لتطمئن على سيدتها, فوجدتها ممدة على الصوفا تفتح وتغلق علبة مخملية بين اصابعها. عندما رأت لورنا تدخل اخرجت منها البروش الالماس.
"هذه الهدية التي وعدتك بها..."
فنظرت الفتاة الى الالماس المشع ثم نظرت الى اللايدي.
"اخبرتك في المرة الماضية انني لا انوي قبول هذه الهدية"
"انت ستقبلين هذه الهدية وغيرها ايضاً من المجوهرات الخاصة بالعائلة والتي احتفظ بها منذ مدة طويلة"
"لا مجال لذلك. سيدة لاموند اكرر لك"
"ايمكنني معرفة السبب ؟" واضافت بسرعة
"اولاً لأنك لم تطلبي رأيي "
"كيف كان يمكنني وان اعرف بانك سترفضين, ايتها المجنونه ؟هذه المجوهرات تساوي ثروة"
"ولهذا السبب لن اقبلها ابداً"
"لم يتجرأ احد من قبل على مخاطبتي بمثل هذه الوقاحة "

نهاية الفصل

Rehana 09-02-20 05:26 PM

رد: 111- لم يفت الاوان بعد _ان هامبسون_ روايات عبير الجديدة
 
الفصل السابع

"ولم يسبق لأحد المستخدمين ان تقبل هدايا من اسياده بدون سبب"
"انت في منزلي , وانا آمرك بأن تأخذي هذه الهدية " لمعت عيناها بالغضب ورمت العلبة على الارض, فتدحرج البروش تحت قدمي الفتاة.
"خذيه " امرتها بجدة وعصبية.
اتجهت لورنا نحو الباب دون ان تلمس البروش.
"اذا لم تكوني بحاجة لي..."
"لن تغادري هذه الغرفة قبل ان تاخذي البروش"
نظرت لورنا الى ساعة الحائط بتوتر .انها تقترب من الثامنة. وكريغ ينتظرها.
"اسمعي سيدة لاموند لدي موعد هذا المساء , ولا اريد ان اتأخر..."

Rehana 09-02-20 05:27 PM

رد: 111- لم يفت الاوان بعد _ان هامبسون_ روايات عبير الجديدة
 
"مع من... هذا الموعد؟"
"انا آسفة , هذا لا يعنيك" اجابتها بجفاف.
"من سمح لك بالخروج هذا المساء؟ "سألتها بغضب شديد.
ادركت لورنا انها اذا استمرت بالنقاش سيكون مصيرها الطرد , فحاولت ان تهدأ غضب السيدة.
"سيدة لاموند. انت تعرفين ان دوام عملي ينتهي في الساعة الخامسة"
"انت منذ وصولك تتمتعين بأوقات فراغ كثيرة"
"انا لا افعل سوى تنفيذ اوامرك, سيدتي كنت اطلب دائماً ان اقوم بواجبي على اكمل وجه لكنك انت كنت تعارضين"
"لورنا , انا احبك كثيراً, ولا افهم لماذا ترفضين بعناد الهدية التي يسعدني ان اقدمها لك"
"لأنها ثمينة جداً, سيدتي"
"ايهون عليك غضبي؟ الا تملكين قلباً؟"
دقت الساعة الثامنة , من الغباء ان تفوت موعدها هذا بسبب عنادها فلتذهب الاخلاق الى الجحيم.
"حسناً, اقبل ..." وتناولت البروش ووضعته في العلبة.
"شكراً لورنا. لو تعلمين مدى فرحي. ستضعينه اتعديني بذلك؟"
"اعدك بذلك , ايمكنني الذهاب الآن؟"
"لم اكن اعلم ان لديك اصدقاء غير جاني. لكن جاني ووالديها لا يمكنهم دعوتك للعشاء بسبب ضيق امكانياتهم المالية..."
يالها من امرأة شريرة! كم تحتقرها لقد كان جف محقاً بشأنها. آه جف. نعم.
"لدي صديق آخر يقضي اجازة في المنطقة"
"ما اسمه؟"
"جف. شقيقته زوجة ايان ماكراي"
"حسناً لورنا بامكانك الذهاب, تمتعي بهذه السهرة"
دون ان تضيع لحظة اخرى. اسرعت الى غرفتها, وبدلت ملابسها ووضعت بعض المكياج الخفيف, بعد نصف ساعه كانت تعتذر من مضيفها.
"السيدة لاموند اخرتني" شرحت لكريغ وهي تناوله معطفها.
نظرة الاعجاب في عيونه انزلقت على طول قامتها الرشيقة.
"اخرتك...؟" سألها بدهشة بعد ان ناول معطفها للخادم" كنت اعتقد انك لا تعملين ابداً..."
"هذا صحيح تقريباً. ولكن هذا المساء, الامر مختلف..." واحست بخديها يشتعلان بالاحمرار.
"هل جدتي مريضة؟ "سألها بقلق.
"لا, اطمئن... حصل بيننا نقاش قصير. لكن لا شيء خطير "قالت متلعثمة وخشيت ان يطلب كريغ تفسيراً اكثر.

Rehana 09-02-20 05:27 PM

رد: 111- لم يفت الاوان بعد _ان هامبسون_ روايات عبير الجديدة
 
لكنه لحسن الحظ لم يبد تعليق ودعاها الى الصالون.
"اتحبين الستيك ويلنغتون ؟"
"نعم"
"اتمنى ان يعجبك طعام طباخي" ثم قدم لها كأساً من الكوكتيل الازرق.
"هل هي على علم باننا سنتناول العشاء معاً ؟"
"لا لم اخبرها"
"حسناً, لنشرب نخب صحتك. آنسة ودروي"
شرب جرعة ثم قال لها بأبتسامته الساحرة.
"اشربي لورنا ,هذا الشراب اسمه برادي, تأثيره فوري. ينقلك فوراً الى عالم من السحر"
رفعت لورنا الكأس بين شفتيها و تأملت كريغ بطرف عينيها. كان يبتسم لها . وهو انيق جداً في بدلته السوداء وقميصه الابيض الحريري.
تساءلت للحظة عن وجودها قربه وفكرت بجيلبرت الذي سبقت زيارته لهذا المكان زيارتها . من المؤكد انه شعر بالحسد نحو صديقه , وهو مستعد للقيام بكل شيء كي يمتلك مثل هذا المنزل ذات يوم. زواجه من سوزان ابنه المليونير المعروف سيكون بداية نحو تحقيق هدفه.
"انت رائعة. لورنا" همس كريغ بلطف جعلها تبتسم.
"شكراً, كريغ" واحمر وجهها عندما لفظت اسمه بكل هذه البساطة.
"دائماً كانت جدتي صاحبة ذوق رفيع ... اخشى انني فكرت بصوت مرتفع" اضاف مبتسماً بمكر .
ابتسمت له وتركته يقودها نحو غرفة الطعام . كانت الغرفة واسعة , سقفها خشبي مرتفع . ديكورها الفخم البارد يشبه الصورة التي كونتها الفتاة في ذهنها عن منازل العصور الوسطى. الطاولة ثقيلة الوزن بخشبها المحفور وكراسيها المستقيمة العالية الظهر.
كان كريغ يبدو سعيداً جداً بالكلام عن اصوله. ويروي اساطير تمتزج احياناً باحداث تاريخية منسوبة لاسلافه .
قبل العشاء بقليل دعا الفتاه لزيارة معرض اللوحات في الجناح الجنوبي للقصر.
"والدي ووالدتي" قال بختصار وهو يشير الى احدي اللوحات المرسومة بعناية كبيرة" يبدو انني اشبههما كثيراً"
بالفعل كان له نفس الجبين الشامخ والعيون الخارقة. وبعد ان أراها كل اللوحات التفت نحوها مبتسماً وعادا الى غرفه الطعام.
ارتبكت الفتاة عندما رأت كل هذه الاطباق الفضية على الطاوله الطويلة التي تذكرها بالافلام رأتها عن عائلات ارستقراطية حيث يجلس الزوجان على بعد عشرة امتار عن بعضهما ويضطرا للصراخ ليسمع احدهما الآخر.
سحب كريغ احد الكراسي. ودعاها للجلوس بينما ظهر الخادم يحمل اناء الحساء الساخن.
بعد العشاء شربا القهوة في الصالون واهتم كريغ بوضع اسطوانات موسيقية هادئة يتردد صوتها من خلال مكبرات الصوت المثبتة على الجدران.

Rehana 09-02-20 05:28 PM

رد: 111- لم يفت الاوان بعد _ان هامبسون_ روايات عبير الجديدة
 
من المستحيل التصديق بوجود تحف قديمة جداً وآلات موسيقية حديثة في هذا المنزل ! ابتسمت لورنا لهذه الفكرة.
"بماذا تفكرين لورنا؟"
"بهذا القصر ...قديم وحديث بنفس الوقت"
"اذا عاد اسلافي صدفة سيدهشون ويرتعبون"
"النساء خاصة, امام آلات الغسيل الكهربائية" قالت بمرح.
"اتفضلين العيش في عصرنا هذا, لورنا؟"
"طبعاً!"
"كلميني عن حياتك ومنزلك قليلاً" قال فجأة بلهجة جادة.
اخفضت الفتاة نظرها ولم تجبه على الفور .
"جيلبرت اخبرني انك كنت تعيشين مع عمتك وعمك"
"نعم ,اهتما بي بعد وفاة والداي, منذ خمسة اعوام"
"لماذا ارتسم الحزن فجأة على وجهك؟"
"لا. ابداً. عمتي وزوجها كانا لطيفين معي هما ثنائي رائع"
"حقا؟" سألها بدهشة.
"للحقيقة, ليس من المعتاد رؤية رجل وامرأة متجدين مثلهما , بعد سنوات طويلة من الحياة المشتركة"
"هناك اناس يحافظون على حبهم طوال حياتهم" قال بلهجة غريبة " ألم تجدي صعوبة في الانفصال عنهم بعد هذه السنوات الخمسة؟"
"الفراق احياناً يكون لمصلحة الانسان"
"هل تركت جيلبرت لنفس الاسباب؟" قاطعها بجفاف.
فنظرت الى عيونه بحدة.
"كريغ... ماذا قال لك صديقك عني؟"
"الحقيقة, كلمني عن انفصالكما"
"هل اخبرك من هو المسؤول عن هذا القرار؟"
"لا اعتقد "اجابها بانزعاج.
"حاول ان تتذكر كريغ .هذا مهم جداً بالنسبة لي هل لمح لاتفاق متبادل؟"
"انا... لا اذكر شيئاً عن ذلك الحديث"
لكنه بالتأكيد كان يفضل ان يغير الموضوع , فجيلبرت صديقه ولن تتمكن من سحب اية معلومات منه, واصبحت الآن متأكدة ان جيلبرت خانها. وان كريغ يعرف اشياء لا يريد التكلم عنها.
قريب منتصف الليل, استأذنت لورنا من مضيفها.
"سأرافقك"
هل لاحظ اضطرابها ؟ منذ اسبوع فقط كانت فكرة السير الى جانبه ترعبها... كانت تنتظر هذه اللحظة بفارغ الصبر وبقلق بنفس الوقت منذ بداية السهرة. هل تحاول كرهها لهذا الرجل الى احساس حنون بهذه السرعة؟
امسك كريغ ذراعها بكل لطف وخرجا الى الحديقة التي يضيئها نور القمر .عند ملامسته ارتعشت الفتاة ودق قلبها بسرعة.
"انتبهي اين تضعين اقدامك" تمتم هامساً.
استندت اليه اكثر وخففت خطواتها, فاحاط كريغ كتفيها بذراعه. لم تعارض حركته هذه الذي زادت من ارتباكها . ابداً لم تشعر مع الدكتور جيلبرت بهذا الاحساس اللذيذ.
فجأة اطلقت بومة عويلاً هز سكون الليل . فالتصقت الفتاة برفيقها .
"لا تخافي"
"لم اكن انتظر سماع مثل هذا الصوت" اعتذرت مبتسمة.

نهاية الفصل

Rehana 09-02-20 05:29 PM

رد: 111- لم يفت الاوان بعد _ان هامبسون_ روايات عبير الجديدة
 
الفصل الثامن

عندما وصلا الى مكان اكثر ظلمة . دق قلب الفتاة بسرعة ، وبنفس اللحظة ضمها كريغ بين ذراعيه ونظر اليها بحنان, وبكل رقة تناول شفتيها .
استيقظت لورنا في صباح اليوم التالي وهي تظن بانها كانت تحلم, شربت قهوتها بهدوء وكريغ يحتل افكارها وكلمات جف التحذيرية تتردد في رأسها.
لقد تخلى كريغ عن كل حقده عليها كيف تمكن من تغيير موقفه منها بهذه السرعة؟ في البداية كان بارداً فظاً يحاول اذلالها في كل لقاء بينهما ،اما الآن فيجد لذة في مغازلتها وتقبيلها . ايمكنها الوثوق به؟ ام انه يحاول خداعها لسبب ما؟
مهما كانت نواياه فهي لا تشك بموقفه منها ليلة امس، احست بصدقه وشعرت بسعادة كبيرة بين ذراعيه لدرجة انها ليست نادمة على استسلامها لقبلاته . بعد تناول الفطور امضت وقتاً طويلاً في حمامها المعطر بالياسمين , فجأة تماثل امامها وجه ... جيلبرت!

Rehana 09-02-20 05:29 PM

رد: 111- لم يفت الاوان بعد _ان هامبسون_ روايات عبير الجديدة
 
كيف امكنها نسيانه بهذه السرعة؟ الغريب في الأمر, انها لا تشعر نحوه بأي احساس . ففي هذا العالم المنعزل عن الحضارة المدنية تشعر بأنها شفيت من جراحها . لقاؤها مع جف وحنان كريغ خففا من آلام قلبها.
لم تعد نادمة على ترك المستشفى وتنقلها بين المرضى والاشراف على نظافتهم وطعامهم وترتيب اسرتهم. لقد نسيت تذمر المرضى واستعادت ابتسامتها.
من جديد , فكرت بكريغ وتسألت عن مشاعره نحوها. لا يبدو عليه انه رجل يلاحق الفتيات لمجرد أرضاء نزواته ... وطبعاً هو لن يفكر بالزواج منها ! هذا مستحيل ! خاصة ان جف لمح لخطيبة كريغ التي سافرت للخارج لبضعة اسابيع.
رفضت التفكير بهذا الأمر وقررت ان تتمتع بنزهتها الصباحية. ما إن وصلت الى البحيرة حتى سمعت صوتاً عميقاً جعلها ترتعش.
"صباح الخير آنسة ودروي!"
كان وجه كريغ يبتسم لها ويبدو سعيداً برؤيتها.
"هل نمت جيداً؟ "
"نعم, شكراً كريغ على السهرة الرائعة" فوضع اصبعه على شفتيها.
"ارجوك, لا تشكريني, كنت احاول فقط ان اظهر لك ان جارك ليس وغداً" ثم امسك يدها وطبع على راحتها قبلة خفيفة.
"الطقس جميل جداً, فرغبت بالقيام بنزهة قصيرة" قالت وقد احمر وجهها واتجهت نحو البحيرة.
"انت رائعة لورنا, يبدو ان هواء الريف يناسبك"
سارا جنباً الى جنب, وهو يحدثها عن طبيعة الريف الاسكتلندي. وبعد قليل, اعلنت لورنا بأنه يجب عليها العودة الى دوير هاوس.
"يالك من وصيفة ممتازة"
"انا احاول ان اقوم بواجبي على اكمل وجه"
"هل نلتقي هذا المساء بعد العشاء؟ بأمكاننا ان نقوم بنزهة هادئة"
"انت... ترغب برؤيتي من جديد؟" سألته متلعثمة.
"انت تعريفين ذلك لورنا, سأفتقدك كثيراً اذا لم ترافقيني في نزهتي الليلية"
احمر وجهها وهو يذكرها بموعدهما في الساعة التاسعة من هذا المساء.
في الساعة الخامسة والنصف. ذهبت الى القرية للقاء جف . ووجهها المشرق لفت على الفور فضول الشاب.
"هل ربحت جائزة اللوتو لورنا؟"
خلف هذا المزاح كانت تختبئ مشاعر الغيرة ففضلت الا تجيب. جلسا حول الطاولة القريبة من المدفأة كعادتهما.

Rehana 09-02-20 05:30 PM

رد: 111- لم يفت الاوان بعد _ان هامبسون_ روايات عبير الجديدة
 
"يبدو انك قضيت سهرة جيدة في القصر..."
"نعم. ماذا تريد ان تشرب؟" سألته بمرح وهي تتناول لائحة الطعام والشراب "كالعادة؟"
لكنه عاد بسرعة لنفس الموضوع الذي يقلقه.
"انا لا اثق بهذا الرجل لورنا, واعتقد انه يحاول استغلال سذاجتك"
"ماذا تقصد؟"
"انه يفعل بك ما يحلو له , متى شاء , اي نوع من الرجال هو؟"
"كريغ انسان طيب, خلف مظهره البارد قليلاً..."
تأملته بحذر وغضبت لانه يحاول زرع الشكوك في رأسها. لماذا يحاول ان يقلل من قيمة كريغ في نظرها؟ لابد ان جف يخفي شيئاً في لعبته هذه .ويجب عليها ان تكون حذرة في الكلام معه عن كريغ.
"هل استعلمت عن امكانية عملي هنا؟"سألته محاولة تغيير الموضوع , ولكنها في قرارة نفسها لم تكن ترغب بمغادرة منزل اللايدي.
"يجب ان نحذر لورنا, اذا بدأت بسؤال الناس في هذه الايام فالجميع سيعلم بأنك قررت مغادرة الدوير هاوس ...بالمناسبة, لقد التقيت بجاني منذ قليل في البلدة"
"لماذا لم تدعها للانضمام الينا؟"
"كنت افضل البقاء وحدي معك"
اذاً صحيبح ما فكرت به لورنا!
"كنت اعتقد اننا نستطيع ان نوطد صداقتنا لتتحول الى علاقة...حميمة . ولكن يبدو ان هذا مستحيلاً " قال جف بحزن.
"انا آسفة جف"
" ارجوك لورنا , لا تتعلقي كثيراص بكريغ . انا مقتنع انه يريد بك الاذى "
اصبح وجهه متجهماً وصوته يدل على قلق كبير اثر على الفتاة وجعل من الصعب عليها تمالك اعصابها . واشار اليها حدسها ان تهرب من هذه المنطقة. ومن تصرفات اللايدي لاموند وحفيدها الغريبة. لكن الرغبة بمعرفة كريغ اكثر كانت الأقوي. فقالت بصوت ضعيف:
"سأفكر بالأمر جف" ثم كلمته عن هدية السيدة لاموند.
"هذا ايضاً تصرف لا تفسير له" اجابها بجفاف.
"لن احتفظ بهذا البروش . سأعيده إليها"
"كلما غادرت هذا المنفى أسرع كلما كان هذا افضل, اؤكد لك"
"بدون شك ,انت على حق" اجابته متنهدة, ثم شربت جرعة من كوب الشاي. وكان بارداً لاول مرة لم تلمس ايديهما الكاتو اللذيذ.
"سأذهب الآن, يجب ان اشتري بعض الحاجيات قبل عودتي"
"هل سأراك غداً بنفس الساعة؟"

Rehana 09-02-20 05:31 PM

رد: 111- لم يفت الاوان بعد _ان هامبسون_ روايات عبير الجديدة
 
"بالتأكيد" اجابته بثقة لأنها كانت تحب رفقته وجو هذا المطعم اللطيف. فبعد ايام سيعود جف الى بلاده. وستفتقد لهذه المواعيد حول الشاي والكاتو اللذيذ.
وفي الصيدلية التقت بجاني.
"لقد رأيت جف منذ قليل ، لم اصر على مرافقته عندما قال لي بأنك ستنضمين اليه في المقهي. كان يبدو انه يرغب بالوحدة معك" قالت لها جاني بابتسامة ماكرة" اعتقد انه مغرم بك"
"هذا ممكن , لكن بالنسبه لي , نحن صديقان فقط. هل انتهيت من تسوقكِ؟"
"سأشتري بعض الفاكهة لوالدتي واعود, اتريدين ان انتظرك؟"
"شكراً جاني. افضل السير قليلاً"
"لقد كلمت والدتي عنك, وهي ترغب بالتعرف عليك . ايمكنك تناول الشاي معنا في المنزل يوم الاحد؟"
"سأكون سعيدة بذلك. لكنني لا استطيع المجيء قبل الساعة الخامسة"
اتفقت الفتاتان وتابعت لورنا شراء حاجياتها وعندما خرجت من آخر متجر وجدت نفسها وجهاً لوجه امام كريغ لاموند الذي بالكاد سلم عليها ونظر اليها باحتقار.
"كنت عند جدتي منذ قليل . كلمتني عن البروش الذهبي المرصع بالالماس الذي قدمته لك"
"نعم... هذا صحيح" اجابته بصوت مرتجف.
"لم يكن يحق لك قبوله! انه من مجهورات العائلة"
"ارجوك كريغ اسمعني . انا لم اكن اريد هذه الهدية لكن السيدة لاموند اصرت كثيراً!"
"لم يكن يجب عليك " صرخ وقد اثمله الغضب.
ودون ان يترك للفتاة فرصة للتوضيح, دار علي عقبيه وابتعد.
صفعقها هذا العداء في نظراته ولهجته, فظلت للحظات مسمرة مكانها على الرصيف, لا تجرؤ على تصديق ما سمعته , الأمرأة الشريرة تسببت مرة اخرى باغراقها في اليأس. لقد بات من الواضح انها تسعى لاجبار كريغ على تنفيذ رغبتها وذلك بجعله يغار من ممرضتها ... لا, هذه المرة تخطت اللايدي حدودها . وجعلت الفتاة تصر على الرحيل ولا شيء سيمنعها. كاعادتها اسرعت كاثي للقائها فور وصولها.
"السيد كريغ والسيدة لاموند تشاجرا من جديد بعد ظهر هذا اليوم, كان صوتهما يسمع في الطرف الآخر من المنزل. وهي الآن في مزاج متعكر لا يطاق..."
لم تعر لورنا كلام كاثي اي اهتمام وصعدت على الفور الى غرفتها واحضرت البروش اللعين ورمته بعد لحظات على طاولة السيدة لاموند تحت نظرات هذه الاخيرة المرعوبة.
"خذي هديتك السامة سيدتي, لا اريدها وسأقدم الآن استقالتي فوراً وارحل بسرعة عن هذا المنزل..."
لم تتم كلامها لان رأس السيدة انحنى فجأة الى الخلف وهزتها رجفة قوية تمكنت بالكاد من لفظ بعض الكلمات.
"احملوني...على... الفور... "كان صوتها يبدو صادراً من اعماق حنجرتها "اعطوني دوائي"
"حالاً" ناولتها لورنا الدواء بيد مرتجفة ثم نادت كاثي بسرعة.
حضرت كاثي وساعدتها بنقل السيدة الى سريرها.
"لا تتعبي نفسك سيدتي" قالت لها خادتها كاثي.
"كل هذا بسبب زيارة حفيدك"
"اخرسي كاثي" قاطعتها السيدة بجفاف.
"انا قلق فقط على صحتك ككل خدمك"
"كلكم طيبون" اجابتها السيدة بسخرية "اطمئنوا لم يبق لي بالتأكيد ايام طويلة...بامكانك الذهاب الآن كاثي"

نهاية الفصل

Rehana 10-02-20 09:14 PM

رد: 111- لم يفت الاوان بعد _ان هامبسون_ روايات عبير الجديدة
 
الفصل التاسع

اخفضت كاثي نظرها وغادرت الغرفة .بينما ظلت لورنا الى جانبها . يبدو انها ستدفع غالياً ثمن عنادها.
بعد قليل على سريان مفعول الدواء اختفت كل عوارض الازمة القلبية التي اصابت السيدة فقررت لورنا ان لا تضعف وان تمسك زمام الامور بيدها.
"انت لن تتمكنين سيدتي من ارغامي على قبول اية هدية منك"
تأملتها السيدة بعيونها الخارقة.
"عندما اعلنت لي رغبتك بالرحيل . لم استطع مقاومة هذه الصدمة , لا يمكنني الاستغناء عنك , لورنا إبقي ارجوك..."
"انت لست بحاجة لي!"

Rehana 10-02-20 09:15 PM

رد: 111- لم يفت الاوان بعد _ان هامبسون_ روايات عبير الجديدة
 
"بلى لورنا بلى ... انت لا تعرفين لاية درجة!"
"احب ان اعرف السبب"
"لقد اعتدت عليك . انا عجوزة ولم يبق امامي الكثير..."اجابتها بصوت متوسل.
ترددت الممرضة قليلاً . اذا رحلت لن ترى كريغ ابداً. هل تترك فرصة نقاش صريح معه وتشرح له موقفها من هذا البروش؟ اذا لم تفعل , فانها ستندم طوال حياتها.
"لماذا اخبرت حفيدك بأمر البروش ؟ كان يبدو غاضباً جداً..."
ظهرت الدهشة على وجه اللايدي. وادركت اخيراً سبب قرار لورنا.
"لدي... اسبابي الخاصة" ثم ترددت قليلاً واضافت" ابسبب غضب كريغ قررتي الرحيل؟"
"انا افهم موقفه جيداً, لا يجب عليك تقديم مجوهرات العائلة لأحد غريب"
"من تكلم عن غرباء؟ كما وانه لا يمكن لأحد ان يملي علي تصرفاتي حتى حفيدي " اجابتها غاضبة.
"سيدة لاموند , حاولي ان تدركي حقيقة الموقف دون ان تصابي بوعكة اخرى!"
"اترغبين حقاً بالرحيل عني, لورنا؟" سألتها بضعف.
"يجب ان اعلم بحقيقة نواياك, سيدتي"
"انا بحاجة لك, يا ابنتي"
"التعقل يفرض عليّ الرحيل, لكنني سأبقى لبعض الوقت..."
انفرجت اسارير اللايدي, واختفت التجاعيد فجأة عن وجهها, لم يكن يخطر ببالها جواب لورنا الاخير مرتبط بحفيدها. فنظرت اليها الممرضة بدهاء وقالت في نفسها :لكل منا سره الخاص.
بعد العشاء ذهبت الى البحيرة علها ترى كريغ لكنه لم يكن هناك, فاتجهت بخطوات حازمة نحو قصره ,فتح لها الخادم الباب وتفاجأ برؤيتها.
"لو سمحت اخبر السيد لاموند ان الآنسة ودروي ترغب برؤيته"
قادها الخادم الى الصالون ثم اختفي . بعد دقيقتين فقط دخل كريغ الى الصالون ونظر اليها بجدة.
"ماذا تريدين؟ لماذا جئت؟ ليس لدي وقت لاستقبالك" قال باحتقار.
شحب وجه الفتاة ولم تتمكن من لفظ اية كلمة, امام صمتها, تخيل كريغ وقوع امر خطير.
"هل جدتي بخير؟ ماذا حصل ؟" سألها بقلق.
"اطمئن , انها بخير "تمتمت ورفعت نظرها نحوه.
بدت عليه الراحة وانفرج وجهه. "اذاً ماذا جئت تفعلين هنا؟ انا لا افهم..."
"كنت اريد ان اشرح لك امر ذلك البروش...لقد...اعدته للسيدة لاموند"
اكتفى كريغ بأن هز كتفيه وعرض عليها ان يرافقها حتى الباب .
"لا ضرورة لذلك" قالت بلهجة حادة.

Rehana 10-02-20 09:15 PM

رد: 111- لم يفت الاوان بعد _ان هامبسون_ روايات عبير الجديدة
 
"انا اعرف الطريق". وخرجت بسرعة لتخفي دموعها التي انهمرت علي خديها. لم يحاول كريغ الامساك بها ,بل اغلق الباب على الفور .فهربت وهي تركض في الظلام.
لماذا لم يترك لها مجالاً لتفسير الموقف, نظرة واحدة الى عينيه المليئة بالاحتقار, جعلتها تخرج مسرعة دون القيام بمحاولة اخرى لإظهار برائتها. ولكن كان يجب عليها ان تتوسل اليه كي يتوقف عن تعذيبها بشكوكه التي لا اساس لها.
عادت الى غرفتها ورمت نفسها على السرير كالتمثال الحجري . توقفت عن البكاء. ولم تعد ترتجف. واحست فجأة بأن قلبها يموت بين ضلوعها.
في اليوم التالي, ذهبت الى موعدها الاخير مع جف في مقهى البلدة. كان الشاب يبدو حزيناً لفكرة عودته الى لندن.
"لا تعذب نفسك, جف. بعد ايام قليلة من عودتك لن تفكر بي, ستعتاد من جديد على نمط حياتك وعملك"
"ليتني لم آت, ولم التق بك" قال وهو يتنهد بأسى."لقد تعلقت بك كثيراً لورنا. لا يمكنني القول وداعاً ...اتسمحين لي بالكتابة لك؟"
"اعتقد انه لا ضرورة لذلك جف"
"هل رأيت كريغ منذ بعد ظهر الأمس؟"
"نعم , مرتين"
"مرتين؟ "سألها وهو لا يصدق.
فشرحت له بأختصار سبب لقائها مع اللورد, وحاولت ان تتكلم بهدوء كي لا تثير غضب جف اكثر على اللورد.
"لقد تحملت هذه اللايدي اللعينة كثيراً لورنا . لماذا لا تعودين الى لندن وتستعدين عملك في المستشفى؟"
"لا جف, لا استطيع . ليس الآن" اجابته وهي تهز رأسها بحزن.
في اليوم التالي , كان الطقس جميلاً, فارتدت لورنا ثوبها القطني الازرق وعقدت فولاراً ابيضاً على كتفيها. وبعد تناول الفطور دخلت الى غرفة اللايدي, وقرأت لها لمدة ساعة. ثم لجأت الى غرفتها, وكتبت رسالة لعمتها ولبعض زملائها السابقين في المستشفى.
بعد ان انتهت من رسائلها نزلت من جديد واعطتها لكاثي كي تضعها في بريد القرية في طريقها
"الآنسة لديها موعد هام؟" سألتها كاثي بفضول عندما رأت اناقتها.
"هذا ممكن" اجابتها باختصار وتوجهت نحو غرفة اللايدي وقضت معها بعض الوقت ثم استأذنت.
تناولت الغداء وحدها في غرفة الطعام, وخرجت سالكة الطريق المؤدية الى منزل صديقتها جاني.
"اهلاً , لورنا " رحبت بها جاني بفرح , وهي تفتح لها باب المنزل.
"كنا ننتظرك بفارغ الصبر, ادخلي انا وابي انتهاينا من اعداد الشاي. سأقدم لك والدتي"

Rehana 10-02-20 09:16 PM

رد: 111- لم يفت الاوان بعد _ان هامبسون_ روايات عبير الجديدة
 
كانت السيدة ماك فارلان طويلة نحيفة, شعرها اشقر ترفعه عالياً. ملامحها رقيقة تدل على رقتها وذكائها.
استقبلت ضيفتها بابتسامة حارة, واعتذرت عن وضاعة منزلها.
"لابد انك معتادة على نمط آخر من الحياة, في منزل والدتي" قالت لها بدون حقد.
"للحقيقة , انا لا احب المنازل الكبيرة" اجابتها لورنا بكل بساطة.
وكان المنزل رغم صغر حجمه وديكوره البسيط مرتب بذوق يبعث الراحة في النفوس علي خلاف قصر اللايدي وقصر حفيدها الذي يشعر المرء داخلهما بالجمود والغربة.
عادت جاني من المطبخ تحمل قالباً من الحلوى.
"انه من صنع والدتي, سيعجبك حتماً"
ثرثر الجميع بمرح, واحست لورنا بحرارة هذا الجو العائلي الذي تفتقده كثيراً , السيد ماك فارلان كان قليل الكلام يستمع بهدوء لثرثرة النساء.
"ابي بربري قليلاً" قالت لها جاني وهي ترافقها الى الخارج.
"لكنه اكثر الرجال الذين التقيتهم سحراً, باستثناء دوغ طبعاً" قالت لها بمكر.
"ما رأيك بوالدتي؟"
"والدتك مختلفة جداً عن السيدة لاموند! انها رقيقة وبسيطة..."
"والدتي ملاك! وانا سعيدة لانها لا تشبه جدتي!" ظهر الحزن فجأة على وجه جاني.
"احياناً اشعر بأنني اطلب منها صدقة عندما اذهب الى قصرها...لو تعلمين كم اني لا ارغب بمالها! افضل العيش في الفقر مع الرجل الذي احبه على الموت ببطء في قصر خالٍ من الحب"
اتلمح لقريبها؟ لم تتمكن لورنا من طرح السؤال لأن جاني اضافت بمرارة:
"لكن والدتي تصر علي ان اعيش حسب طبقتي . لن تتحمل فكرة ان تحرمني جدتي من الميراث بدوري " ثم سكتت كعادتها وانتقلت لموضوع آخر.
"سمعت ان جدتي اصيبت بوعكة صحية..."
"لا خطورة جاني , اطمئني سأذهب الآن لأنني وعدتها بالقراءة لها قبل ان تنام"
"انت تهتمين جيداً بها لورنا"
"انه واجبي"
"لكن كريغ يقول بأن..."
"ماذا؟" قاطعتها لورنا بحدة.
"اوه! لا شيء"
"بدون شك, قريبك يقول بأنني اقبض راتبي دون القيام بأي عمل, اليس كذلك؟"
"لا تطرحي علي اي سؤال عنه لورنا. ارجوك, لقد سبق وشرحت لك, انه متعال متعجرف, لكنه ليس سيئاً كما تتصورين!"
"انه محق تماماً بمايخص عملي..." قالت لهابابتسامة شاحبة.
"لقد لاحظنا انا ووالدايّ انه تغير قليلاً منذ وصولك. يبدو وكأنه يعلم اشياء عنك يرفض الكلام عنها"
"هذا ما يفسر حقده علي الذي لا مبرر له"
دخلت لورنا غرفة اللايدي فور وصولها.
"هل امضيت وقتاً جيداً عند ابنتي؟"
"نعم"
"التخلي عن ثروة لاموند! كيف يمكنك فهم شيء مماثل؟ انها مجنونة!"
"سيدة لاموند ,انا لست من رأيك . اعتقد ان آل ماك فارلان هم اناس رائعون" اجابتها بتحدٍ.
"انا اجدك وقحة في هذه الايام . يا صغيرتي..."

نهاية الفصل

Rehana 10-02-20 09:17 PM

رد: 111- لم يفت الاوان بعد _ان هامبسون_ روايات عبير الجديدة
 
الفصل العاشر

لم تكن تتمكن من انهاء كلامها, لأنها سقطت على الأرض وهي تحاول النهوض وصرخت وشحب لونها بسرعة .
لك تكن هذه ازمة خفيفة, لاحظت الممرضة بعد ان فحصت قلبها. ومن باب الصدفة كانت كاتي خلف الباب.
"ابحثي عن السيد لاموند" صرخت لورنا بحدة عندما لاحظت انها تتجسس كعادتها "هيا اسرعي واخبري حفيدها قد يكون الأمر خطير هذه المرة"
ثم امسكت الهاتف وطلبت الطبيب بنفسها فوصل بعد عشر دقائق بعد وصول اللورد كريغ بدقيقتين ,تبادل معه الكلام على أنفراد بعد ان كشف على اللايدي.

Rehana 10-02-20 09:17 PM

رد: 111- لم يفت الاوان بعد _ان هامبسون_ روايات عبير الجديدة
 
"يجب ان ترتاح قليلاً" قال كريغ للورنا بعد ذهاب الطبيب "وان تبقى في الفراش بضعة ايام ..."
"لا مجال لذلك !" اعترضت الجدة "انا مريضة وانت تعرف الأسباب, كريغ, الأدوية لا تنفعني, انت تعرف هذا جيداً"
ادار الشاب وجهه بعصبية, وهمت لورنا بمغادرة الغرفة عندما خرج كريغ عن صمته والتفت نحو كاثي.
"كاثي, انتبهي الى السيدة ارجوك" ثم التفت نحو لورنا "اريد ان اكلمك قليلاً" قال بصوت متردد.
"حول اي موضوع؟ "سألته اللايدي بفضول.
"بأمر يخصني يا جدتي" قاطعها بجفاف.
"سنعود بعد خمس دقائق فقط" ثم خرج من الغرفة بسرعة وهو يمسك بذراع لورنا.
"لنقوم ببضعة خطوات في الحديقة , هذا المكان يصيبني بالصداع"
"كيف تجرؤ على الكلام مع سارقة؟ ولماذا؟" سألته بسخرية.
"لدي شيء هام اقوله لك, واخشى ان تتجسس علينا كاثي" اعترف بهمس.
عقدت لورنا حاجبيها وتسألت ماذا يخفي يبدو موقفه اشد غرابة من سابقه , عندما رفعت رأسها, لاحظت ابتسامة على ثغره فقفز قلبها بين ضلوعها. فاخفضت نظرها بسرعة وتوردت وجنتاها . يبدو انه سيكشف لها عن شيء مهم.
توقف كريغ, وامسك يدها بلطف "انا آسف جداً على ما حصل بيننا ذلك المساء , لورنا اسأت التصرف بالنسبة لقصة البروش. بعد رحيلك ,لمت نفسي كثيراً. كان يجب ان اناديك ... واقدم لك اعتذاري..."
وطبع قبلة على رؤوس اصابعها الرقيقة قبل ان يضيف "هل ستسامحينني اليوم؟"
لم تستطيع الكلام, كانت لا تزال تحت تأثير الدهشة .
"انا... اعتقد...انني سأسامحك" قالت متعلثمة.
"انا لا اكف عن التفكير بك , لورنا اتريدين ان تصبحي زوجتي؟"
همت بالكلام, لكنه تناول شفتيها بقبلة معبرة اكثر من الكلمات عن حبه ورغبته بها وحاجته اليها ,استجابت لعناقه بحرارة بينما كانت هذه الجملة ترن في رأسها بشكل سحري "اتريدين ان تصبحي زوجتي؟" لا يمكنها ان تصدق وقوع مثل هذه المعجزة.
"انت متأكد, كريغ ؟ اترغب حقاً...بالزواج مني؟ لكنك كنت في البداية تكرهني..."
وضع يده على فمها ومنعها عن المتابعة "لنبدأ من الصفر لورنا, انسي ذلك الفظ الذي كنته كل هذا من الماضي. حبنا مهم وانا اعلم انك تحبينني ,قرأت ذلك في عينيك"

Rehana 10-02-20 09:18 PM

رد: 111- لم يفت الاوان بعد _ان هامبسون_ روايات عبير الجديدة
 
كم هي جميلة هذه الكلمات! رغبت لورنا بأن تغمض عينيها وتتركه يهدهدها حتى آخر ايامها . لم تفكر بسؤاله عن صدق اعترافه , كريغ يحبها وهي لايمكنها ان تخرس صوت قلبها الذي ينبض بحبه.
فجأة تذكرت تحذيرات جف , وكانت على وشك ان تسأله عندما احست بذراعيه يضمانها من جديد, وبفمه يطبق على شفتيها. احست بدوار ولم تعد تعرف اين هي باستثناء القبلات الحارة.
"لورنا ارجوك, ضعي حداً لكابوسي, سمحي لي ان اتزوجك"
فليذهب جف وتحذيراته الى الجحيم ! كريغ لا يمكنه ان يخونها, خاصة وانه يريدها زوجة له!
"حبيبتي , انا انتظر جوابك" توسل اليها وهو يهز كتفيه بلطف.
"اوه كريغ! انا سعيدة جداً ولكن..." فضمها اليه اكثر ,واحست بضربات قلبه.
"سنتزوج سراً في كنيسة اجدادي التي تزوج فيها كل آل لاموند"
"لماذا يجب ان نتزوج سراً؟ "سألته بدهشة.
"بسبب جدتي. انها لن توافق على هذا الزواج ,لكننا سنضعها امام الأمر الواقع وهكذا تضطر للقبول ,
انت تفهمين , اليس كذلك لورنا يا عزيزتي؟" قال وهو يداعب عنقها وكتفيها .
"لماذا ستعارض؟"
"لأنها نريد ان تزوجني من قربيتي جاني , يجب ان نتزوج, رغم اعتراضها"
"ولكن لا يمكنني التخلي عنها في هذا الظرف. قد تتعرض لأزمة قلبية اخرى"
"الا ترين كيف تبتزك؟"
"سأشعر بالمسؤولية, اذا حصل لها مكروه"
"على كل حال, لن تتحقق امنيتها, انا لا احب جاني, وهي لا تحبني. انت من اريد الزواج منها ,وبأسرع وقت"
"لكنني لا املك ثروة ولست من طبقة اجتماعية .."
"هذا كل شيء" سألها بين الضحك والغضب ثم اسكتها بقبلة تترجم فقدان صبره.
"المهم انك تحبينني!"
"لست ادري ماذا اقول, كريغ , لم اكن اتوقع مثل هذا الطلب , كما وانني لم اكن اتخيل انني سأتزوج في السر"
"نعم, فهمت. انت ككل النساء, تحلمين بثوب ابيض وحفل يضم الأقارب والأصدقاء ...حبيبتي المسكينة"
وداعب خدها بحنان "افهم خيبة املك... ولكن هل هذا مهم لهذه الدرجة؟ الأحساسيس وحدها المهمة, اليس كذلك؟" ودس رأسها في كتفه وداعب شعرها بحنان.
استسلمت من جديد لعناقه واحست بشكوكها تذوب كالثلج تحت تأثير حرارة جسده.
وهكذا ,فعلت لورنا كل ما طلبه منها ... يوم الزفاف, تغير الطقس, وامتلأت السماء بالغيوم. تأملت لورنا نفسها امام المرآة, وبيد مرتجفة وضعت احمر الشفاه . كانت تشعر بتوتر شديد.

Rehana 10-02-20 09:19 PM

رد: 111- لم يفت الاوان بعد _ان هامبسون_ روايات عبير الجديدة
 
مع انها كانت سعيدة جداً لفكرة الزواج من الرجل الذي تحب , الا انها لم تكن قادرة على التركيز .الم يفعل كريغ كل ما بوسعه لاقناعها بالزواج منه؟
الم يستعمل كل سحره وجاذبيته لاغراقها تحت امواج العقل ويمنعها من مناقشته؟ كيف كانت ستتمكن
من مقاومته ؟ بالمقابل, كانت تشعر بقليل من الخيبة للتسرع في الزواج ولسريته.
وكان كريغ قد وعدها بالسفر لقضاء شهر العسل في الخارج حيث يمكنه ان يشتري لها كل ما تحتاجه. واكتفى بأن اشترى لها من هنا خاتم الزواج فقط.
تم اعلان الزواج في كنيسة العائلة بوجود شاهدين من خدام قصر كريغ. لم يتلق العريسان الازهار ولم ترافق المباركة الحان موسيقية ... وكانت العروس ترتدي ثوباً ابيضاً عادياً بدون اكليل وبدون تطريز ... وتنهدت وهي تتذكر مجلات ازياء العرائس التي كانت تتصفحها مع صديقاتها في المدرسة.
احست انها اصبحت زوجة عندما دس الخاتم في اصبعها, وانحنى وطبع اول قبلة زوجية على ثغرها.
بعد عشرة دقائق فقط. كانت تخرج وقلبها مليء بالفرح تتأبط ذراع زوحها , في منزل الزوجية سكب كريغ الشامبانيا وقدم لها كأساً.
"لنشرب نخب حبنا, لورنا ,اتمنى ان يسير كل شيء على مايرام"
"ماذا تقصد...؟"
"اشربي نخب المستقبل" قال بابتسامته الساحرة, ولكن عيونه كانت تعكس دهاءً وخداعاً اقلق الزوجة الشابة.
"انا لا افهمك! "قالت وهي تضع كأسها جانباً دون ان تشرب منه شيئاً.
"ماذا حصل كريغ؟ تبدو مختلفاً فجأة..."
انحنى نحوها وطبع قبلة على جبينها.
"اعذريني , انا غريب الاطوار ,يجب ان تعتادي على هذه الناحية من شخصيتي"
"لم الاحظ ذلك من قبل"
تناولت كأسها وشربته وهي تنظر الى زوجها بطرف عينيها. وتذكرت كلمات جف فارتعشت رغماً عنها.
"مابك, لورنا؟ "سألها بهدوء.
"لا شيء... انا متوترة قليلاً"
ضحك ضحكة غريبة واقترب منها وداعب شعرها الذهبي بلطف .
"انت جميلة جداً يا حبيبتي. بامكاننا الصعود الى غرفتنا , ولكن لدينا متسع من الوقت. يجب علينا, للأسف ان نواجه جدتي , قبل كل شيء"
"اخشى ردة فعلها كثيراً. ستكرهني بدون شك"
"وانا ايضا" قال بسخرية.
"ادخل" قالت اللايدي وهي تقف قرب النافذة.
عندما رأت اناقة ممرضتها, شدت شالها الاسود حول كتفيها النحيلين وقالت:
"يا الهي, آنسه ودروي؟ من اين انت قادمة؟ وكأنك كنت في حفلة! تفضلي بدلي ملابسك و..."
ثم توقفت عن الكلام بذهول عندما رأت كريغ يظهر خلف لورنا.
"انت ايضاً, انيق جداً, كريغ ... ماذا حصل؟ اريد ان اعرف"
"الحفلة التي تكلمت عنها يا جدتي كانت حفلة زفافنا" قال بلهجة طبيعية, ثم امسك يد زوجته واضاف
"انا اعلم كم تحبين وصيفتك, ولهذا انا متأكد انك ستكونين سعيدة باعتبارها حفيدة لك ايضا. "

نهاية الفصل

Rehana 11-02-20 07:53 PM

رد: 111- لم يفت الاوان بعد _ان هامبسون_ روايات عبير الجديدة
 
الفصل الحادي عشر

"تجرأت! " صرخة اللايدي بصوت مرتجف .
"كيف استطعت أن تعصاني وتدمر كل امالي ! " وتشنجت أصابعها على شالها وتطاير الغضب من عيونها.
" انتبهي لما تقولينه " قاطعها كريغ .
"لورنا و أنا متحابان ولن يفرق شيء بيننا! "
"خيانة شائنة ! لماذا لم تخبريني عن نيتك بالزواج من حفيدي ؟" سالت اللايدي بجفاف .
" ما كنت لتوافقي !" أجابها كريغ بدلاً عن زوجته .
"الم تعلمي عن رغبتي بتزويجه من جاني ؟"
" لم تكن جاني لتقبل بزواج المصلحة هذا " اجاب كريغ من جديد بدلاً عنها .
"لم يكن احد ليطلب رأيها . إنها في السابعة عشر و ..."

Rehana 11-02-20 07:53 PM

رد: 111- لم يفت الاوان بعد _ان هامبسون_ روايات عبير الجديدة
 
"نحن لسنا في القرون الوسطى !" انفجر كريغ غاضباً .
"يحق لجاني أن يكون لها مشاعرها الخاصة "
"لابد انك راض الآن . فعلت ما تريده و عاندتني "
ثم التفتت نحو لورنا :" اعتقد انك ستتركينني , أليس كذلك ؟"
قبل أن تتمكن الممرضة من الإجابة , سمعت صوت زوجها الحاد .
" بالتأكيد , لا أريد أن تعمل زوجتي ! مكانها في القصر بجانبي "
يا له من مستبد ! قالت الزوجة الشابة لنفسها وقد لاحظت منذ اليوم الأول على زواجها أنها لم تكن سوى دمية متحركة بين يدي الرجل المتعجرف المسيطر ...
بعد ساعات , كانت لورنا ترتب اغراضها في غرفتها , بينما تغيب كريغ طوال فترة بعد الظهر لانه استدعى ليفحص احد الخيول المصابة في مزرعته الكبيرة .
كانت تشعر بالقلق مع انه يجب أن تكون سعيدة و مشرقة في هذا اليوم بين ذراعي زوجها الذي سيحملها إلى السماء السابعة ...
لكن الرجل الذي كان يبدو شديد القلق و هو يحاول اقناعها بحبه ,يكرس الآن كل وقته لحيوان جريح .
جلست على الكنبة في غرفتها تتأمل هذا السرير الواسع المغطى بشرشف من المخمل المتناسب مع البرادي الحريرية .
أحست بالضياع وسط هذا الجو من الثراء فقررت أن تاخذ حماماً يساعدها على الاسترخاء .
كانت غرفة الحمام سمفونية من اللون الازرق والذهبي لا ينقصها أي شيء من اساليب الراحة الحديثة : البانيو الواسع , الموكيت السميك , الموسيقى الهادئة ....
اختارت الثوب الذي كانت ترتديه في المساء الأول الذي تبادلا فيه القبلات . وتركت شعرها مسترسلاً على كتفيها لأن كريغ كان يحب ملمسه .
"ايمكنني الدخول , لورنا ؟ ". انتفضت عندما سمعت صوت كريغ فجأة .
"ادخل كريغ . تبدو قلقاً مهموماً !"
"لا شيء " أجابها بجفاف " لا شيء يخصك , على كل حال ......"
"ولكن ..."
" كيف وجدت منزلك الجديد ؟" قاطعها بجفاف .
"هل رتبت اغراضك ؟"
"نعم" تمتمت وهي على وشك البكاء.
لاحظ كريغ , ارتباكها , فاقترب منها بهدوء .
"هيا , لورنا " همس وهو يضمها بين ذراعيه " ماذا حصل ؟"
"أنا مضطربة , ولست مرتاحه حيث أنا " قالت واجهشت بالبكاء .
"يجب أن أكون اسعد النساء لكن ..." رفعت عينيها فلمحت في عينيه قسوة .

Rehana 11-02-20 07:54 PM

رد: 111- لم يفت الاوان بعد _ان هامبسون_ روايات عبير الجديدة
 
"أنا احبك ,كريغ, لكنني لست ادري إذا ... كنت حقاً تحبني ."
" ايتها الغبية ". قال بسخرية " ستعرفين بعد قليل , لا تقلقي "
ابتسمت لورنا رغماً عنها و تساءلت لماذا يبدو فجأة بعيداً ؟ إذا كان لديه مشاكل في عمله , لماذا لا يشاركها اياها ؟ فهي زوجته , و يجب أن يثق بها .
تناولا العشاء في الساعة السابعة . جلس كريغ صامتاً و ترك الخادم يهتم بزوجته . كانت نظراته شاردة كمن يستعد سراً للانتقام .
بالرغم من العشاء اللذيذ الشهي , أكلت لورنا باطراف أصابعها دون شهية .
" تخلي عن قلقك , لورنا ستعتادين بسرعة على هذا المكان ..."
" لكني اشعر بأنه ليس مرغوب بوجودي هنا " قالت لنفسها .
" ليتني استطيع الاسترخاء " قالت وهي ترفض كأس النبيذ بأدب .
" قد تكونين لا تزالين متاثرة بلقائنا مع جدتي ؟"
" بدون شك ... اشعر بتأنيب الضمير لانني تركتها هكذا ...بالتأكيد لن توجه لي الكلام بعد اليوم " قالت بحزن .
بعد العشاء , تنزها في الحديقة قليلاً , و بدا على كريغ انه استرخى بعض الشيء , لأنه كان يضع ذراعه حول كتفي زوجته . ارتبكت الفتاة واحست بأنها لم تعد قادرة على تمالك نفسها .
كانت قبلة كريغ حارة وحنونة , وكأن هذا المكان يذكره بحبه لها .
" تعالي , يا حبيبتي ..." قال بصوت يرتجف من الرغبة " لندخل , لقد أصبح الجو بارداً هنا ..."
عندما خرج كريغ من الحمام , كانت قد ارتدت قميص نوم من الدانتيل , يكشف جزءاً كبيراً من جسدها .
ما إن رأت زوجها حتى احمر وجهها فاخفضت نظرها .
اقترب منها بهدوء , فارتعشت تحت نظراته التي تتوقف طويلاً أمام منحنيات جسدها المثير .
رمى فرشاة الشعر من يدها ودعاها للنهوض , وقبل جبينها وخديها وعنقها بحرارة .
"ارغب بك , لورنا , كما لم ارغب باية امرأة أخرى "
لماذا لا يقول لها بأنه يحبها بكل بساطة ؟
ثم حملها إلى السرير , وهو يردد " اريدك لورنا ...."
رغم كل جهوده , ظلت لورنا كالجليد , غائبة , غير قادرة على حبس دموعها ... ظلت مستيقظة ساعات طويلة تبكي بصمت قرب جسد زوجها النائم ملىء جفنيه .
لماذا تسرع كريغ بزواجهما ؟ و لماذا يظهر أحياناً فظاً معها ؟ تقلبت طويلاً في فراشها ولم تنم الا مع ساعات الفجر الأولى .

Rehana 11-02-20 07:54 PM

رد: 111- لم يفت الاوان بعد _ان هامبسون_ روايات عبير الجديدة
 
في الصباح , استيقظت على نور اشعة الشمس , وعندما نزلت , كان كريغ يتناول الفطور في غرفة الطعام .
" هل نمت جيداً ؟" سألها بسخرية .
فتجاهلت سؤاله و سألته بدورها :" كريغ , أريد أن اعرف لماذا تزوجتني؟ , أنا متأكدة انك لا تحبني "
" وانا متأكد انك لاحظت الحقيقة " أجابها بتهكم" أنت امرأة ذكية جداً لا يمكن أن تخدعك خطتي "
كادت لورنا أن تختنق بقهوتها الساخنة ."خطــــــ خطتك ..."
" لا تتظاهري بالبراءة , أنت تعرفين جيداً عما اتكلم ."
" لا , اؤكد لك , اوضح كلامك " . توسلت إليه وقد شحب وجهها .
" طلبت منك الزواج مني لامنعك من أن ترثي ثروة جدتي , أنت لا تجهلين أنها كانت علي وشك أن توصي لك بكل املاكها . أليس كذلك ؟ منذ أيام , رأت محاميها لتغير وصيتها . شخصياً . أنا لا اهتم بهذا الميراث , لكنني كنت مصمماً على قطع الطريق عليك , مهما كلف الثمن .خطتك الجهنمية لم تكن تعجبني , لا يمكنني تحمل فكرة أن ترثي حصة و نصيب جاني , أنا احب خالتي وزوجها كثيراً , رغم اخطائهما الماضية واجد انه ليس من العدل أن لا ترث ابنتهما شيئاً بسببك"
كان يتكلم بقسوة وقد صمم على دفن لورنا التي لم تستطع لشدة ذهولها و رعبها من التلفظ بأية كلمة.
" الآن , جدتي مجبرة على تعديل وصيتها , لأن كل ما ستتركه لك سيعود لي أيضاً , بعد وفاتها ... لكنني اعرف أنها لن تمنحني أي فلس . لأنني عصيتها برفضي الزواج من جاني , كل شيء سار حسب مخططي بدقة . جاني بحصولها على الميراث تكون قد اعادت الحق الذي حرمت منه والدتها سابقاً ... وانت المخادعة لن تحصلي علي شيء !"
رغبت لورنا في أن ترمي فنجان القهوة في وجهه لكنها لم تستطع . كان الجو خانقاً ونظراته قاتلة .
" هذا كل ما كنت اظنه بك , آنسة ودرودي ... أنت لست سوى مغامرة سافلة كانت تركض خلف ميراث زوج غني "
" أنت مخطىء تماماً " صرخت من أعماق نفسها المجروحة " دعني على الأقل اشرح ..."
" لا ضرورة لذلك ! خطيبك السابق اعطاني كل التفسيرات الضرورية ". أجابها بصوت حاد كالخنجر .
" يجب أن تلعنيه لانه مزق قناع خداعك و اظهر حقيقتك . كنت تطمحين بالعيش كاللايدي , أليس كذلك ؟ عندما عرض عليك جيلبرت هذا العمل لم تترددي بترك كل شيء للمجيء إلى هنا بحثاً عن الثراء . كنت تعرفين مدى محبة جدتي لك ... كانت الفرصة مناسبة وطموحك لا حد له ."
لا هذا كثير ...لا يمكن أن يكون كريغ شريراً لهذه الدرجة . فلم تستطع حبس دموعها التي تحرق عينيها أكثر .
" كل تصرفاتها كانت مدروسة لتحقيق رغباتك . حتى اعادة البروش إلى جدتي ! أنت حقاً قوية جداً , لا تحاولي الظهور بمنظر الشهيد " قال لها بدون رحمة " لن تمنعيني من قول كل ما لدي ضدك . أنت ادعيت بانك تحبينني , لكنك عندما طلبت الزواج منك , ترددت , خوفاً من رد فعل جدتي ..."

نهاية الفصل

Rehana 11-02-20 07:56 PM

رد: 111- لم يفت الاوان بعد _ان هامبسون_ روايات عبير الجديدة
 
الفصل الثاني عشر

من جديد , فتحت لورنا فمها لكنها لم تستطع الكلام .
ماذا تقول لهذا الرجل الذي يتهمها بهذا الشكل ؟ لا بد انه متواطىء مع جيلبرت لافقادها عقلها !
الم تكن تكفيها خيبتها العاطفية الأولى ؟ لقد كان جف محقاً , لم يكن يجب عليها أبداً أن تثق بهذا الرجل ولا بجدته .
" توقف , كريغ , لا أريد أن اسمع شيئاً ! أنت دنيء سافل "
" اهذا كل ما لديك لتقولينه دفاعاً عن نفسك ؟ كنت آمل استسلاماً أسرع..."
" أريد أن أفكر بوضعي "...رمته بسخرية .
" إلى ماذا تلمحين ؟ أنت لن ترحلي عني ؟" سألها بدهشة .

Rehana 11-02-20 07:56 PM

رد: 111- لم يفت الاوان بعد _ان هامبسون_ روايات عبير الجديدة
 
" لم أفكر بذلك بعد , طبعا , و لكن هذا احتمال وارد ......"
" لا يحق لك بذلك بعد , نحن متزوجان ..." قال فجأة وقد بدت الحيرة على وجهه .
" لن اطلب عندئذ اذنك , سيد لاموند , لا يمكنك أن تحبسني إلى الأبد في قصرك , نحن لسنا في القرون الوسطى !"
وبدأت تتذوق انتقامها , وقررت أن لا تضعف .
" تصور يا عزيزي . انه إذا لم تكن تحبني , فالامر سيان بالنسبة لي ! سارحل دون أن اشعر بالندم ".
وحاولت جاهدة كي تتظاهر باللامبالاة رغم المها .
" بما أنني كنت اطمع بالمال , كان يجب أن ترى ابعد من منخريك . بالنسبة لي أنا درست كل شيء ." ثم نظرت مباشرة بعينيه " إذا تركتك , ساطلب الطلاق , وكل تعويض يحق لي ... و أنت ستقبل , على ما أظن , أنت لن تتعلق طيلة حياتك بمغامرة اهانت اسم لاموند ! " ثم سكتت و انتظرت ردة فعل زوجها التي لم تكن متوقعة .
" هذه سفالة!" انفجر غاضباً .
" ماذا كنت تنتظر من مخلوقة عديمة الاخلاق و الذمة ؟ كما وأنني قد ارغب باخبار جدتك بكل شيء ... اعتقد أنها لن توافق على تصرفك ..."
امسك كريغ ذراعها بعنف :" إذا فعلت هذا , أعدك بأنك ستندمين كثيراً " صرخ و قد فقد تمالك نفسه .
بقية النهار , حاولت لورنا أن تتأقلم مع الحلم الذي أصبح كابوساً . ولعنت جلبيرت الذي بسببه تجد نفسها في هذا المازق , لقد تمكن من تحطيم قلبها مرتين .
" شعرت ببعض الراحة عندما استدعي كريغ إلى إحدى مزارعه . فحبست نفسها في غرفتها محاولة ايجاد حل لوضعها . لقد كان جف محقاً عندما أكد لها أن خطيبها السابق خدع كريغ , و اخترع اكاذيب . كانت هي السبب في تصرفات كريغ القاسية معها منذ البداية .
كان كريغ مقتنعاً منذ اليوم الأول بنواياها المخادعة للوصول إلى ارث العائلة . لو انه فسح لها مجالا ًلكانت شرحت له سبب مجيئها و قبولها بهذا العمل بعد خيبتها العاطفية و فقدانها لعائلتها بنفس اليوم .
لكنه كان مقتنعاً بكلام صديق طفولته , ولا يهمه منها سوى جسدها .
لن تستسلم للقدر القاسي , لديها مهنتها , ستبحث عن عمل في احد المستشفيات , فالعمل وحده يساعدها على النسيان , كما و أنها ستبحث عن منزل خاص بها , لن تيأس و لن تبكي أمام كريغ أبداً .
عاد كريغ وقت العشاء , فتظاهر بأدب يقتضيه الظرف الحالي .
" هل كان نهارك جيداً؟ "
" تقريباً , يبدو أن الحصاد سيكون جيداً "أجابها بجفاف .

Rehana 11-02-20 07:57 PM

رد: 111- لم يفت الاوان بعد _ان هامبسون_ روايات عبير الجديدة
 
" هل رأيت جدتك؟ ".
" لماذا تطرحين هذا السؤال ؟" سألها ولمعت عينيه بالغضب " هل ذهبت إلى الدوير هاوس ؟"
" لا , ولكني اعتقدت أنها ترغب برؤيتك ..."
"زرتها بعد ظهر الأمس ."
" هل اعترفت لها بانك تسرعت بالزواج مني خوفاً من تغيير وصيتها ..."
"بالتأكيد لا . كررت لها أننا متحابان ... و صدقت ذلك ".
" أنت ساذج كريغ , أنا مقتنعة أن اللايدي فهمت لعبتك ...اذا كلمتها عن طلاقنا , ستجعل مني من جديد وريثتها الوحيدة "
كانت تكره نفسها لانها تحاول الظهور بهذا الشكل المادي , لكنها بنفس الوقت كانت تتلذذ بانتقامها , طالما انه , على كل الاحوال لم يكن يحبها , فقلما يهمها ما تبقى ...
" لقد نسيت شيئاً , ايتها الخبيثة " قال لها بسخرية .
" أنا لا افهم لماذا قبلت الزواج مني , مع العلم أن ثروة جدتي كانت ستضيع منك بالتأكيد"
" لم أكن لأخسر شيئاً , مهما حصل . يبقى لي أيضاً نصف املاكك ". أجابته محاولة رد الضربة بالضربة .
" هذا ليس سيئاً , كنت ساكتفي به , أنت تعلم ! " تفاجا اللورد بجوابها .
" إذا أنت لم تحبيني أبداً ... كل ذلك كان تمثيلاً !" صرخ باحتقار .
" الم تستغلني بطريقة أكثر سفالة ؟ " أجابته بجهد كبير .
بدا على كريغ انه على وشك الاعتراف بشيء ما . فالتفت نحوها, ونظر إليها نظرة غريبة ثم ضمها إليه .
" لا كريغ , أرجوك, دعني " . وحاولت التراجع لكنه منعها وهزها بعنف .
" أنت جميلة جداً , ومثيرة . كيف يمكنك أن تكوني منحلة بهذا الشكل ؟ جئت إلى هنا بحثاً عن الثروة ستحصلين عليها , لكن يجب أن تدفعي الثمن " صرخ مهدداً .
ثم حبسها بين ذراعية الفولاذيتين . فاغمضت عينيها كي لا ترى التعابير المتوحشة على وجه زوجها .في هذه اللحظة دخل الخادم .
" ماذا تريد ؟" سأله كريغ بحدة " لماذا تزعجني ؟"
" عفواً سيدي , لم أكن اعرف انك هنا , جئت لاقول للسيدة أن العشاء أصبح جاهزاً ".
" شكرا جايمس " تدخلت لورنا " سنتبعك "
أثناء تناول العشاء , اجاب كريغ بكل سرور عن اسئلة زوجته حول املاكه الواسعة , فكلمها عن مزارعه وزراعته الناجحة .
" سادخل إلى مكتبي قليلاً لاأهي لائحة أجور العمال , لن اتاخر كثيراً ..." قال لها بعد العشاء.

Rehana 11-02-20 07:57 PM

رد: 111- لم يفت الاوان بعد _ان هامبسون_ روايات عبير الجديدة
 
نظرت إليه وهو يبتعد و شعرت بانقباض غريب في قلبها .لم يكن بإمكانها أن تنكر حبها له . منذ قليل , لو لم يدخل الخادم جايمس , لكانت استسلمت له . صعدت إلى غرفتها , ووقفت أمام المرآة محاولة أن تتعقل , لكن دموعها انهمرت بغزارة على خديها . رغم كل ما حصل , هي تحب هذا الرجل حباً لم تعرفه من قبل . ماذا تفعل , طالما انه لا يحبها ؟.
الأفضل أن ترحل , و لكن إلى أين ؟ إلى لندن حتما , لحسن الحظ , لم يكن قد كتبت لأحد عن زواجها . بإمكان عمتها أن تأويها بضعة أيام ريثما تجد شقة ...فهي لا تزال تحتفظ بالمال الذي قبضته بدلاً لاتعابها من اللايدي .ستبحث عن عمل في مستشفى آخر , لانه لا يمكنها رؤية جيلبرت أبداً ...
لو أنها تملك القوة لمصارحة زوجها بكل شيء . لن يحبها طبعاً , لكنها قد تكسب احترامه , ويمكنه أن ينصحها . للأسف . هي نفسها أيضاً وضعت نفسها في موقف لا مخرج له و تصرفت معه بتحد جعله يتأكد من دهائها .
كم سيدوم عذابها ؟ فكرت وهي تجلس أمام النافذة . دخل كريغ بهدوء وتأمل بإعجاب الجسد الرشيق للمرأة التي تدير له ظهرها . اقترب ووضع شفتيه على كتفها العاري .
" عزيزتي " تمتم هامساً .
" أنت جميلة جداً . هذا المساء , أريد كلك لي ...".
" من تعتبرني , كريغ لاموند ؟ أنا لست لعبة ترميها ساعة تشاء ! إذا كنت ترغب فقد بارضاء ...رغباتك , فاذهب و ابحث لك عن امرأة أخرى لا تطلب شيئاً ".
" ماذا تقصدين ؟" انفجر غاضباً .
" اعلم أن لديك خطيبة , هي ابنة مزارع غني في المنطقة . كيف ستتصرف خطيبتك عندما تعلم بزواجك عند عودتها من الخارج ؟"
" هذا لا يعنيك !"
" بلى , يعنيني , أنا ..." وعضت على شفتيها كي لا تظهر مشاعرها الحقيقية .
" هل تغارين؟ " سألها بمكر .
" أنا ...؟ أنت تمزح !" اجابته متلعثمة وقد احمر وجهها .
" هيا , لورنا ...انا اعلم انك لا تكرهيني لهذه الدرجة ". قال مبتسماً وداعب ظهرها وكتفيها.
" لا , كريغ , أرجوك ". توسلت إليه وهي تحاول أن لا تستجيب للمساته .
احنى راسه و بحث عن شفتيها . ارادت أن تقاوم , أن تصفعه ... لكنها لم تفعل ...فحملها بين ذراعيه ووضعها على السرير ووقف يتأملها وعيونه تلمع ببريق خطر .
"امرأة منحرفة فاسقة ..." همس وهو يلتهمها بنظراته " قادرة على تمثيل دور الحب . لكنني ارغب بها بجنون ..."
ارعبتها كلماته من جديد , ولم تستطع سوى ذرف الدموع .
" ماذا ستفعلين اليوم يا عزيزتي ؟" سألها كريغ باحتقار عندما انضمت إليه في غرفة الطعام .
" لا شيء محدد ... هل ستغيب طوال النهار ؟"
" ساعود عند الظهر "
" حسناً , ساكون بعيدة جداً عندما يعود " قالت لنفسهاو اسرعت نحو الهاتف وطلبت سيارة تاكسي و محطة القطار , و علمت أن القطار المتوجه إلى لندن ينطلق في الساعة الثالثة بعد الظهر .

نهاية الفصل

Rehana 12-02-20 07:01 PM

رد: 111- لم يفت الاوان بعد _ان هامبسون_ روايات عبير الجديدة
 
الفصل الثالث عشر

يجب أن لا تضيع دقيقة واحدة , فصعدت إلى غرفتها وكدست اغراضها في حقيبتها و ارتدت ثوباً مريحاً يساعدها في السفر , كل شيء أصبح جاهزاً , لم يبق أمامها سوى انتظار سيارة التاكسي .
سمعت فجأة جرس باب الدخول ثم خطوات مسرعة إلى غرفتها .
" سيدتي " قال جايمس و هو يدخل مسرعاً "كاثي في الاسفل , لقد تعرضت اللايدي لاموند لازمة قلبية و لا يمكننا الوصول إلى السيد كريغ حالياً ".
نزلت لورنا بسرعة , وعندما رأت وجه كاتي , أخذت ترتعش .

Rehana 12-02-20 07:04 PM

رد: 111- لم يفت الاوان بعد _ان هامبسون_ روايات عبير الجديدة
 
بالفعل , كانت اللايدي مصابة بازمة قلبية , و تلتقط انفاسها بصعوبة .
" وأخيراً جئت ؟ كل هذا بسسب غلطتك ! لقد آلمتني كثيراً ... بزواجك من حفيدي " كان صوتها عميقاً متقطعاً كأنه آت من عالم آخر .
" لا تتكلمي , سيدة لاموند , أنت تتعبي نفسك ..." قالت لها لورنا بهدوء .
" لا يهمني . لم يبق لي الكثير من الوقت ..."
" حاولي أن تستريحي . سيصل كريغ بين لحظة و أخرى, لقد ذهبت كاتي للبحث عنه ".
"لا أريد رؤيته . لقد عصى اوامري , لن اكلمه أبداً !"ثم أضافت و هي تنظر إليها بحقد وحنان معاً .
" لقد خدعك أنتِ أيضاً ! تزوجك فقط ليمنعني من توريثك ! كان يعلم بأنني ساترك لك كل ثروتي إذا رفض الزواج من جاني . كان يكرهك منذ البداية ... انه على حق . فأنت مخلوقة بدون اخلاق ."
" لا داعي للغضب , سيدة لاموند , أنا اعلم كل شيء. اخبرني حفيدك ... أنا أيضاً أرى انه ليس من العدل أن احصل على كل املاكك بينما لديك عائلة ..."
" لا تكلميني عن عائلتي " قاطعتها بحدة .
" حتى جاني خانتني : كاتي اخبرتني بخطوبتها من فلاح بائس ! لا تستحق شيئاً , كوالدتها تماماً !"
كاتي اللعينة ! لماذا تحتفظ بها اللايدي في قصرها ؟
" أنت تتساءلين من سيحصل على ثروتي بعد وفاتي, أليس كذلك ؟" سألتها اللايدي بسخرية .
" هذا لا يهمني سيدتي "
" سأهبها كلها للاعمال الخيرية ."
" و لكن حفيدتك بحاجة لهذا المال ..."
دخل الطبيب بهذه اللحظة وكشف على اللايدي باهتمام .
" هذه المرة , أنا قلق جداً , قلبها تعب و نبضها غير طبيعي , ساعطيها دواءً و أراقبها حتى الغد , إذا استمرت على حالها , سانصح كريغ بنقلها إلى المستشفى ".
عادت لورنا إلى منزلها بعد أن تركت اللايدي بين يدي كاتي .
" سيدتي " قال لها الخادم .
" جاءت سيارة تاكسي أثناء غيابك , لكنني أخبرت السائق انه لا بد اخطا بالعنوان ..."
" فعلت جيداً , جايمس " قالت له و هي تحاول إخفاء خيبتها . الحقائب ! ... يجب أن تفرغها قبل عودة زوجها !
فهي لن تخاطر باثارة غضبه , قد يستعمل العنف معها هذه المرة . ما إن انتهت من ترتيب ملابسها , حتى سمعت صوت كريغ .
" ماذا اصابها ؟ حتى أنها رفضت رؤيتي! "
" أنها مريضة جداً , كريغ , قلبها ضعيف و لن تتحمل التوتر . هي لا تريد رؤيتك , أخشى أنها لن تتمكن من ذلك ..."

Rehana 12-02-20 07:05 PM

رد: 111- لم يفت الاوان بعد _ان هامبسون_ روايات عبير الجديدة
 
" ولكن ... لماذا ؟ هل علمت ...؟"
" انها تعرف كل شيء عن زواجنا . حتى أنها اخبرتني أيضاً لأية درجة استغليتماني كلاكما"
" ماذا قالت لك بالتحديد ؟" سألها بحذر .
" لا شي ء يهم لا اعرفه من قبل ... كلمتني عن كرهك لي , وعن نيتها بحرمان جاني من الميراث بسبب خطوبتها من دوغ ماك كومش ".
" اعلم بذلك " قاطعها بجفاف " إذاً من سيرث ؟"
" بعد أن خانها الجميع , ستمنح ميراثها للجمعيات الخيرية ..."
" مستحيل , جاني كانت تأمل بـ..."
"ايكون لدية احاسيس ؟ ...يبدو انه يشعر بحنان عميق نحو قريبته . لماذا لا يشعر نحوها هي ببعض هذا الحنان ؟
" كل شيء حصل بسببك ! لم يكن يجب عليك أن تأتي أبداً إلى هنا !"
" ماذا ؟ لو لم ينصحني صديقك جيلبرت بــــ ..."
" لم يكن يجب عليك الاستماع له ! بدونك لما كانت جدتي غيرت وصيتها ."
" هذ ليس عادلاً " صرخت بيأس . "أنا متأكدة أن اللايدي كانت ستحرمك من الميراث إذا عصيتها ! و ليس لي دخل في كل هذه القصة . و لا أريد التدخل أكثر بنزاعاتكم العائلية . كل هذا قاس جداً "
"ماذا تقصدين؟"
" أنا ارمي السلاح , كريغ , ارفض اللعب في هذه المسرحية دقيقة أخرى , إذا سمحت لي بالكلام , ساشرح لك كل هذا السوء التفاهم الذي يفرق بيننا منذ اليوم الأول ."
" اتأملين بإيقاعي في فخ جديد ؟" سألها بحذر .
" لا يوجد أي فخ , كريغ , كنت دائماً صادقة معك "صرخت و انهمرت دموعها " لم يكن في نيتي أبداً عندما اتيت أن احصل على شيء من ميراث لا يعود لي . هدفي الوحيد كان العمل و تغيير افكاري بعد انفصالي عن جيلبرت . عندما هجرني بعد تعرفه على فتاة لندنية غنية , اعتقدت أن العالم كله ينهار حولي . لم أكن اعرف كيف ساخرج من هذا الموقف. لم يكن بإمكاني أيضاً البقاء في المستشفى... عندما عرض علي صديقك هذا العمل , لم اشك بشيء , وقبلت بدون تردد . كنت اتفاهم جيداً مع جدتك عندما كانت في المستشفى . ورغبت في اسداء خدمة لها ... كنت اجهل أن جيلبرت حذرك , على طريقته وجعلني ابدو مغامرة من طبقة سافلة . و كانت خيبتي اكبر عندما احسست بكرهك لي منذ اليوم الأول , وعندما علمت بخداع جدتك لي أيضاً ! أنت أيضاً خدعت منذ البداية, و أنا لا الومك , ولكن كان بامكانك أن تبحث عن الحقيقة بدل أن تصدق اقوال خطيبي السابق ..."

Rehana 12-02-20 07:06 PM

رد: 111- لم يفت الاوان بعد _ان هامبسون_ روايات عبير الجديدة
 
" لا اعتقد انه قادر على أن يكذب علي ... أظن أنني اعرفه جيداً ...اما أنت , فكان يجب عليك أن تبحثي عن وسيلة أفضل للدفاع عن نفسك !" قال بحدة ثم ادار ظهرة ووقف قرب النافذة .
" هل كنت مستعداً لسماعي عندما حاولت أن اشرح لك لماذا قبلت البروش من جدتك ؟"
" لماذا ؟"
" لم يعد لهذا أية أهمية " واجهشت بالبكاء .
" لورنا , هل تزوجتني ...لأنك كنت تحبينني ؟"
" ايصعب تصديق ذلك ؟ قلبي صادق و حبي لك انقى من مياه البحيرة الصافية ... لا تحكم علي بقسوة, كريغ. أرجوك , أنا لا استحق كل هذا "
" لا تبكي يا عزيزتي " قال و هو يمسح دموعها بحنان .
" اشعر بالذنب تجاه حزنك . ساعرف كيف اعوض الوقت الضائع يا حبيبتي ..."
نسيا العاصفة التي كانت قد هبت بينهما , و استسلما لنغمات الحب التي وجداها أخيراً .
فجأة انتبهت لورنا . هل فقدت عقلها ؟ أنها على وشك الاستسلام من جديد للرجل الذي يرغب فقط بامتلاك جسدها .فهو لم يعترف لها بحبه . و من جديد , كان تصرفه خالياً من الاحساس . شعرت بالعار فجأة و ابتعدت عنه .
" توقف!" صرخت غاضبة " أنت تثير اشمئزازي ! لم تصدق أية كلمة مما قلته لك ! كل ما يهمك جسدي فقط ..."
" بما انك تبدين مقتنعة بنواياي السيئة " قال مهدداً " سأريك ماذا يمكنني أن افعل !"
حملها بين ذراعيه و رماها بعنف علي السرير . أخذت ترتجف من الخوف و اختفى صوتها . لن ينفعها الصراخ أبداً .
" سأعلمك من هو سيدك الوحيد ." قال وقد اعماه الغضب , بينما كانت تقاومة بكل قوتها . ثم مزق ثوبها و غمرها بالقبل .
خرج كريغ في اليوم التالي باكراً. وظلت لورنا تتقلب في فراشها محاولة أن تفهم موقف زوجها الفظ منها .ربما جرحته عندما شكت باحاسيسه نحوها . لو تركت له أيضاً مجالاً للتفسير لكان بالتأكيد اقل عنفاً .
حاولت أن تغفر له لكنها لم تستطع . فهو رغم رغبته بها , عاملها بدون رحمة , كيف يمكنه أن يحبها إذا لم يكن يحترمها ؟
ارتعشت و هي تتذكر لياليهما القليلة معاً . كيف يمكنها أن تنسى قسوته معها ليلة أمس؟ فقط لو اعتذر ! كيف ستتمكن من النظر إليه دون ان تشعر بالخجل و الخوف ؟
للمرة الثانية , حزمت قرارها : سترحل في نفس اليوم مستغلة غيابه . وعندما تصل إلى لندن , ستتصل به ليتمم اجراءات الطلاق .
جمعت حفيبتها و هي مقتنعة أنها تتصرف لصالحها . وبعد تردد , خلعت خاتم الزواج ووضعته قرب السرير .
" السيدة ...ستتركنا ؟" سألها الخادم عندما رأى حقائبها .
" نعم , جايمس , السيد على علم بالأمر " كذبت عليه كي تتجنب شرح أي شيء له " سأذهب إلى لندن لقضاء بعض الأيام "
" إذا كان سيدي يعلم ...كنت أظن انه ..." قال الخادم متلعثماً لكن جرس الباب قطع كلامه ثم اعتذر وفتح الباب .
" اوه آنسة شوفيلد !" قال بدهشة " عدت من الخارج ؟"
" ايه نعم , يا عزيزي جايمس . شعرت بملل كبير بعيداً عن بلدي و اهلي و ...سيدك " ثم دخلت , ووجدت نفسها وجهاً لوجه أمام لورنا .
" اهلاً و سهلاً , آنسة شوفيلد " قالت لورنا بهدوء .
" زوجي ليس هنا حالياً , و لكنه لن يتأخر ...اذا كنت ترغبين بانتظاره ..."

نهاية الفصل

Rehana 12-02-20 07:10 PM

رد: 111- لم يفت الاوان بعد _ان هامبسون_ روايات عبير الجديدة
 
الفصل الرابع عشر

تأملتها الفتاة من رأسها حتى اخمص قدميها , وقلبت شفتيها بسخرية .
" كريغ كلمني عنك " قالت لها بتحد .
" اعلم انه تزوجك من اجل الحفاظ على مصالحه و لكنه لا يحبك نحن مخطوبان قبل وصولك إلى هنا , وبعد طلاقكما سنتزوج ... و تعود الأمور إلى مجاريها !"
إذا كل شيء صحيح ! كريغ لم يحبها أبداً. و المشين أيضاً أن الجميع يعلمون ...ما عداها ... أية اهانة هذه! حبست دموعها بينما غريمتها تتلذذ بانتصارها .
" لقد جئت بوقتك , آنسة شوفيلد " قالت لورنا بهدوء " كنت على وشك الرحيل . أنا اترك لك مكانك ...كما ترين , الأمور عادت إلى مجاريها "

Rehana 12-02-20 07:10 PM

رد: 111- لم يفت الاوان بعد _ان هامبسون_ روايات عبير الجديدة
 
" عظيم " قالت غريتا شوفيلد ببعض الدهشة .
" أنت محقة بعدم الاصرار , لا يمكن لشيء أن يفرق بيني و بين كريغ"
لحسن الحظ وصلت سيارة الأجرة بهذه اللحظة , وحمل السائق حقائبها بينما تمتمت كلمات الوداع للخادم , و للزائرة الغير مرغوب بها .
شعرت براحة كبيرة وهي تغادر هذا المكان المليء بالذكريات القاتمة .
وصلت إلى انمبورغ قبل موعد انطلاق القطار بساعتين . فرغبت بعد أسابيع من العزلة بأن تتمشى في الشوارع .
و مرت أمام متجر لبيع التحف المحلية , فدخلته و اشترت فولاراً من الصوف و قبعة و قفازين جربتها أمام المرآة و اعجبت بلون القبعة المتناسب مع شعرها الذهبي المسترسل على كتفيها , فابتسمت بمرارة .
" أنت رائعة ,آنستي " قالت لها البائعة بإعجاب .
" يشرفنا أن ترتدي حسناء مثلك ملابس بلادنا التقليدية ".
" أنت محقة بافتخارك ببلدك , سيدتي , بلدك جميل جداً ... لو تعلمين كم أنا حزينة لرحيلي عنه !."
"تقول الاساطير أن من يطأ ارض اسكتلندا , يقع عليه السحر , و يعود إليها بسرعة ..."
" هذا صحيح " أجابتها متنهدة . فرغم رأيها بتصرفات زوجها , إلا أنها وقعت تحت سحره .
اشترت بعض الهدايا لعمتها و عمها . ثم تناولت الغداء في مطعم قريب قبل أن تعود إلى محطة القطار , و تودع هذا البلد الذي تركت فيه قلبها .
" هذا ...انت لورنا ؟" قالت عمتها وهي تفتح لها الباب بدهشة " ولكن ...ماذا حصل ؟ هل طردت ؟"
" هل يمكنني الدخول عمتي ؟" سألتها وهي تنظر إلى حقائبها .
" بالتأكيد" أجابتها عمتها و ساعدتها في ادخال حقائبها واثر الدهشة لا يزال مرسوماً على وجهها .
" لن ابقى طويلاً هذه المرة "
" لا تكوني سخيفة , لورنا, أنا و عمك سنأويك قدر ما تشائين "كم تمنت لورنا تصديقها .
" ساشرح لك كل شيء " .
روت لها الفتاة ما حصل لها من موقف السيدة لاموند منها و ابتزازها لها و موقف حفيدها منها . لكنها لم تلمح إلى زواجها أبداً .
سمعتها عمتها دون أن تقاطعها . ثم طرحت عليها سؤالاً لم تكن لورنا تتوقعه .
" هل رأيت جيلبرت ؟"
" لا ..."
" اقصد ...اترغبين برؤيته ؟"
" لماذا تسأليني هذا السؤال ؟" سألتها لورنا بدهشة .
" انفصل جيلبرت عن سوزان , وهو من جديد حر كالهواء تلك الفتاة تركته من اجل رجل آخر ...انها الحياة !"

Rehana 12-02-20 07:11 PM

رد: 111- لم يفت الاوان بعد _ان هامبسون_ روايات عبير الجديدة
 
" يبدو انه تلقى العقاب الذي يستحقه " قالت لورنا بسخرية " ربما فهم أخيراً مدى المي الذي تسبب به "
" بدون شك يا ابنتي ...عندما رأيته ..."
" أين التقيت به ؟" قاطعتها لورنا بسرعة .
" زارني بعد ظهر احد الايام , كان يشعر بالندم لأنه تركك و ..."
" عمتي , إلي أين تريدين الوصول ؟"
" جيلبرت لايزال يحبك . وهو نادم على كل اخطائه الماضية و يريد أن يقدم لك اعتذاره ."
" الا تعتقدين , يا عمتي , ان اعتذاره يأتي متأخراً ؟ لن اتمكن أبداً من مسامحته على تصرفه معي !"
" مع الوقت , الأمور تنتظم و تتوقف كل الذكريات المؤلمة... "
كيف يمكن لعمتها التي عاشت بحب دائم مع زوجها أن تتكلم هكذا؟.
" هل تقبلين لقاءه , فهذا ..."
لا ضرورة لذلك , لقد انتهى كل شيء بيني و بين جيلبرت , للأبد !"
" حسنا "قالت عمتها أمام عنادها .
" على كل حال , هذا شيء خاص بك ..."
حاولت لورنا أن تفهم أفكارها . اهي حقاً سعيدة برؤية ابنة اخيها ؟
" اعتقد انك وعمي هاري اعتدتما على العيش وحدكما من جديد ... لهذا السبب , سابحث عن شقة في المنطقة فور عثوري على عمل جديد. بانتظار ذلك سأستغل حسن ضيافتكما لبضعة أيام فقط ..."
" كما تشائين يا ابنتي , لن نمنعك من أن تعيشي حياتك ."
صعدت لورنا إلى غرفتها القديمة , أين ذهبت تلك الرسوم الزاهية التي كانت تملاء جدرانها ؟ لم يبق سوى غرفة عارية اشبة بغرف الفنادق الباردة .
متى ستمتلك أخيراً مسكناً خاصاً تشعر انه لها وحدها ؟
ستبحث عن عمل ومسكن . فهي صغيره وطموحة . ستقاوم قدرها . وهي متأكدة أنها هذه المرة ستخرج منتصرة .
بعد أسبوع واحد , كانت لورنا تنقل اغراضها التي هي عبارة عن ثلاثة حقائب و صندوق إلى شقتها الجديدة بمساعدة زوج عمتها .
كانت الشقة مؤلفة من ثلاث غرف وهي بحالة جيدة تحتاج فقط لتبديل ورق الجدران , و مفروشة بأثاث بسيط لكن لا ينقصها شيء .
بعد يومين ,زارتها عمتها و ابدت اعجابها بترتيب المنزل , قدمت لها لورنا الشاي ولاحظت انزعاج عمتها .
" ما بك عمتي ؟!"
" اوه , لا شيء ... لكني هذا الصباح . التقيت بجيلبرت في المدينة صدفة . واخبرته بعودتك "
" اوه , لا لم يكن يجب عليك ... لا أريد أن اسمع شيئاً عن هذا الرجل , لقد اخبرتك بذلك ."
" أنا آسفة , لم أكن اعتقد انك جادة ... على كل حال , آجلاً أم عاجلاً ستلتقيان ..."
" أنت على حق , و لكن ..."
" فور عودتك للمستشفى سيراك ..."
" لن تطأ قدماي تلك المستشفى طالما هو يعمل فيها ..."
"اتملكين ما يكفي من المال يا ابنتي؟ ".
" نعم ,شكراً لك , لقد وفرت بعض المال , فالسيدة لاموند كانت كريمة معي "
" حسنا , سأذهب الآن ... ولكن بخصوص جيلبرت ,هل قرارك نهائي ؟"

نهاية الفصل

Rehana 13-02-20 02:19 PM

رد: 111- لم يفت الاوان بعد _ان هامبسون_ روايات عبير الجديدة
 
الفصل الخامس عشر

"عمتي , يجب أن تعرفي بأن الدكتور ميرديت لم يكتفي بتركي فقط .لقد لعب معي دوراً سيئاً قبل رحيلي إلى اسكتلندا . هذا أمر يطول شرحه. ولكني اريدك أن تعلمي انه بعد الذي فعله معي , لن اتمكن أبداً من احترامه و مسامحته ".
رافقت لورنا عمتها حتى الباب ثم جلست على الكنبة و تركت الدموع تسترسل على وجهها . بسبب جيلبرت , هي تعيش وحدها , بدون حب . الجرح الذي سببه لها لن يندمل أبداً . كيف يمكن لعمتها أن تطلب منها رؤيته ؟
خلال الأيام التالية , اجهدت نفسها في تنظيف و ترتيب المنزل ووعدت نفسها أن تجدد الاثاث كله عندما تجد عملاً .

Rehana 13-02-20 02:22 PM

رد: 111- لم يفت الاوان بعد _ان هامبسون_ روايات عبير الجديدة
 
رغم جهودها كانت فكرة واحدة تشغل بالها , بسبب خطيبها السابق فقدت للأبد الرجل الذي احبته أكثر من أي شيء في هذا العالم .
و لم يكن كريغ لاموند قد حاول الاتصال بها أبداً ... فكرت أيضاً بجاني . الا تزال تحبها ؟ لقد انتهت صداقتهما الصادقة بشكل سخيف .
بالتأكيد كريغ لا يفكر بها فبعد عودة غريتا شوفيلد, بدون شك . نسى تماماً رقة عناقهما , و يواسي نفسه بين ذراعين آخريين ...
بهذه الحالة ,لماذا لا يتصل بمحامية في لندن لاتمام اجراءات الطلاق ؟
ربما تكون اللايدي لاموند لا تزال مريضة ! هذه الفكرة جعلتها تشعر بتأنيب الضمير لأنها تركتها بمثل هذه الظروف . لن تسامح نفسها أبداً إذا حصل للايدي حادث بسببها . ستكون هذه غلطة مهنية بتخليها عن مريضتها في حالة صعبة كهذه.
لو نطق كريغ بكلمة واحدة لبقيت , أو لو افهمها انه كان يحبها , لما ترددت لحظة بالبقاء إلى جانب جدته حتى وفاتها .
كانت مستعدة لمسامحته لو علمت انه يبادلها الحب .لكنه للأسف , لم يقل شيئاً و لم يصدق حبها له .
" ليتني لم اذهب أبداً إلى اسكتلندا " قالت لنفسها و هي تتنهد و تعد لنفسها كوباً من الشاي .
بعد ثلاثة أيام , زارها جيلبرت ميرديت .
" ماذا تريد؟" سألته على الفور , بحذر .
"دعيني ادخل ,لورنا ....يجب أن اكلمك . لقد رأيت عمتك بالأمس ..."
" لقد اخبرتها بأنني لا ارغب برؤيتك أبداً . ليس لدينا ما نتكلم عنه " أجابته بجفاف .
" هيا , لورنا أنا اعلم بأنك لا تزالين تحبينني لا تحاولي أن تكوني قاسية, دعيني ادخل لخمسة دقائق فقط ..."
" ادخل , ساسمعك . ما الشيء المهم الذي تريد أن تكلمني به ."
" منزلك جميل . معاً بامكاننا أن نجعله جنة "
" انه يعجبني هكذا . و بإمكاني أن اجعله جنة بدون مساعدة منك "
" اثق بك , يا عزيزتي , فأنت صاحبة ذوق جميل "
" جئت إلى هنا لتكلمني عن شقتي و عن ذوقي ؟"
" لا , لورنا , كنت أريد أن اعرف ...ايه ... حسناً ..."
" لا ضرورة للكلام جيلبرت . أفضل أن تخرج فوراً ."
" لا لورنا, أرجوك أريد الاعتراف بكل شيء ! لم يكن يجب علي أن اتركك ترحلين . أنت من احب و ليس أية امرأة أخرى ! منذ رحيلك , وانا لا اكف عن التفكير بك ... سوزان ليس لها أية أهمية في حياتي , لم تكن سوى عابرة سبيل ..."
" تركتك , أليس كذلك ؟ و كبرياؤك لم يتحمل ..."
" لا تهمني تلك الفتاة " صرخ متوسلا ً.

Rehana 13-02-20 02:23 PM

رد: 111- لم يفت الاوان بعد _ان هامبسون_ روايات عبير الجديدة
 
" سامحيني و اقبلي أن تصبحي زوجتي . لن تندمي أبداً , لورنا , سأكون معك اسعد الرجل على الأرض"
و اقترب منها محاولاً أن يضمها بين ذراعيه , فابتعدت بسرعة .
كانت ملامح وجهه تخون مشاعره . كان يبدو صادقاً نادماً , لكن كان قد فات الأوان ...لم تعد تشعر نحوه سوى بالشفقة و اللامبالاة , وهي مستعدة لمسامحته حتى لو كان السبب في فقدانها لكريغ الذي لا يمكن لأحد غيره أن يمنح حياتها المعنى والامل .
" لا تلح , جيلبرت , أنا لا احبك , اخرج من هنا , أرجوك "
" دعي لي على الأقل فرصة ! لقد تغيرت كثيراً , صدقيني سأفعل أي شيء من اجلك . احبك لورنا , احبك !"
كان يصرخ محاولاً بذلك أن يؤثر على لورنا لتستلم له . لكنها بكل حزم , ابتعدت أكثر .
" صدقني , جيلبرت , لا مجال لذلك . أنا لا احبك ولا اريدك ."
" فكري جيداً يا عزيزتي ..." و اقترب منها بسرعة و حاول أن يضمها إليه فقاومته بكل قوتها محاولة ابعاد شفتيها عنه .
" توقفي عن المقاومة لورنا , لست بحاجة للتوسل إليك كي تقبليني !!"
" اخرج من هنا , دعني ..."
وفجأة توقفت عن الصراخ عندما رأت رجلا يتجه نحوهما بخطوات سريعة .
وبسرعة البرق , امسك جيلبرت بعنقه و لكمه على وجهه لكمه رمته على الأرض .
" كريغ !"
لم يلتفت كريغ نحوها , بل انحنى و ساعد جيلبرت على النهوض و لكمه من جديد .
" لا أريد أن اراك مرة ثانية برفقة زوجتي !" قال له مهدداً و الشرر يتطاير من عيونه .
"زو...زوجتك ..." تلعثم جيلبرت و هو لا يزال تحت تاثير الضربة .
" ساجعلك لا تتمنى رؤيتها مرة ثانية " وهم بضربه من جديد , لكن لورنا تدخلت بينهما .
" توقفا !" صرخت بأعلى صوتها " انتما في منزلي , وانا امنعكما من القتال هنا ."
أشار كريغ لجيلبرت نحو الباب . لكنه رفض الخروج قبل أن يحصل على توضيحات .
" أنت تمزح , كريغ ؟"
" انصحك بالخروج حالاً , لست بمزاج يسمح لي الثرثرة "
" لورنا , قولي لي انه يكذب "توصل إليها جيلبرت " قولي انك لست زوجته "
" أنا آسفة , انه يقول الحقيقة , وانا وكريغ متزوجان منذ شهر تقريباً "

Rehana 13-02-20 02:24 PM

رد: 111- لم يفت الاوان بعد _ان هامبسون_ روايات عبير الجديدة
 
خرج جيلبرت مطأطأ الرأس . ما أن اقفل كريغ الباب وراءه أسرع إلى زوجته و فتح لها ذراعيه
" تعالي لورنا " قال بهدوء .
بالكاد تصدق أذنيها , يبدو أن زوجها سعيد برؤيتها ...ربما جاء ليصطحبها معه إلى اسكتلندا ؟.
كان قلبها يدق بسرعة بينما هي تسأله "كريغ ...لماذا جئت ؟ امن اجل...الطلاق ؟"
كانت ترتجف وهي تنتظر جوابه . فنظر إلى عينيها ملياً .
" لماذا تتكلمين عن الطلاق ؟"
" ولكني ...كنت أظن ... انك تريد الزواج من غريتا شوفيلد ...لقد أكدت لي انك مغرم بها ..."
" وانت صدقتي هذه المعتوهة؟"
" كنت ... كنت مقتنعة أنها كانت تقول الحقيقة ... أنا ...كنت يائسة جداً ..."
" لقد كذبت عليك . لا شيء جدي بيني و بينها . والدها كان يتمنى اتحادنا كي تتحد املاكنا أيضاً ... لكنني لم احبها أبداً , أرجوك صدقيني يا عزيزتي "
حاولت أن تفهم تبدل موقفه هذا .
" لماذا جئت كريغ ؟"
" كان يجب أن اكلمك . لقد كنت سافلاً معك ,صدقت اكاذيب جيلبرت بشأنك إلى أن شرحت أنت لي كذبه المشين . كنت قد ارهقتك بالاحتقار , أنت لا تلامين على شيء ... كيف امكنني أن أكون فظاً معك ؟ الآن , اعلم كل شيء , جدتي شرحت لي قصة البروش و الظروف التي دفعتك لقبوله كي لا تتخلفين عن موعدك معي "
ثم قبل زوجته وداعب خدها بحنان .
" لماذا هذا الصمت , لورنا ؟ لا بد انك تعذبت كثيراً ..."
" كنت ... أخاف كثيراً منك ..." فضمها بحنان إلى صدره وداعب شعرها .
" تخافين مني ؟ يا الهي أي مسخ كنت عليه لاخيفك لهذه الدرجة ؟ لن اغفر لنفسي أبداً تصرفي الأناني معك !"
" كنت أظن أيضاً انك لم تكن تحبني , و انك تزوجتني فقط لتستخدمني ضد جدتك "
"للحقيقة , عند وصولك إلى لوشارين قررت أن أمنعك من الحصول علي أي فلس من ميراث جاني ..."
" لم يكن المال أبداً يهمني " ورغبت في العودة إلى ذراعيه , لكنها لم تجرؤ . فوجدت عذراً ودخلت المطبخ لتعد له القهوة . وعندما عادت , ادركت أنها لشدة ارتباكها برؤيته , لم تسأله عن اخبار اللايدي لاموند .
"هل شفيت جدتك ؟" سألته وهي تناوله القهوة .
اكتأب وجه كريغ فجأة أمام سؤالها .
" هل ما ...؟"
" لا , اطمئني ...لكن أثناء وعكتها الأخيرة لم ينفع تدخل الطبيب و لم يكن كافياً ..."
" تكلم كريغ, ماذا حصل لها ؟"
" منذ أسبوع نقلناها إلى المستشفى ليعالجها نفس الاختصاصي الذي عالجها في السابق . وهذا الأخير اجرى لها عملية دقيقة وهي تغيب فترات طويلة عن الوعي ..."

Rehana 13-02-20 02:25 PM

رد: 111- لم يفت الاوان بعد _ان هامبسون_ روايات عبير الجديدة
 
" ايسمح الطبيب بزيارتها ؟ يسعدني كثيراً أن اراها , لقد كنت قاسية معها ..."
ضمها كريغ بحنان إلى صدره .
" لورنا عزيزتي لا شيء تلامين عليه . كنت صبورة وطيبة طوال مدة اقامتك معها . تحملت كل هفواتها . وتحملت موقفي المستبد منك دون أن تتمكني من الدفاع عن نفسك. ومع ذلك, لا تحتفظين بأي حقد ومرارة "
" كريغ ... اصطحبني إلى المستشفى ...يجب أن اراها "
بعد نصف ساعة , كانا يدخلان غرفة المرأة العجوز ,ترقرقت الدموع في عيني لورنا عندما رأت اللايدي ممدة على سريرها كجثة هادئة . كانت شاحبة , ويداها العاريتان ممددتان إلى جانبها . يمكن رؤية كل شريان تحت جلدها المجعد . والآلات و الانابيب تكاد تخيفها .
" سيدة لاموند " قالت لها لورنا بهدوء " أنا لورنا , لورنا ودروي , ممرضتك "
فتحت اللايدي العجوز عيونها بصعوبة , و ابتسمت ابتسامة ضعيفة وحركت شفتيها .
" لا تتكلمي , سيدتي ..." قالت لها لورنا وهي تتلمس يدها .
"كنت ...كنت اعلم انك ... ستأتين " قالت اللايدي بجهد كبير .
" ستشفين قريباً و ستعودين إلى منزلك "
لاحظت لورنا علي وجه العجوز اشراقة سعادة كبيرة . شيئاً فشيئاً تبدلت ملامحها وحاولت تلمس يد لورنا . وما أن امسكتها بيدها حتى شدت عليها بكل قوتها وغرزت اظافرها في جلد الفتاة .
" الوداع لورنا سامحيني "
اقترب كريغ وداعب شعر جدته الابيض .دمعت عيونه وهو يشهد على وفاتها البطيء .
فجأة , توقفت أصابعها النحيفة عن الضغط علي يد لورنا . و أشارت شاشة مخطط القلب الكهربائي إلى توقف القلب بخط مستقيم .
لقد توفيت اللايدي لاموند مع ابتسامة على ثغرها الشاحب ...
بعد أسبوع ,عادت لورنا إلى اسكتلندا . وكالمرة السابقة كان كريغ ينتظرها في محطة القطار .
" اهذا صحيح لورنا, أنت سامحتني بعد كل هذا الأذى الذي تسببت لك به ..."
"انه من الماضي كريغ , لن نتكلم بهذا أبداً, اتعدني بذلك ؟"
بسرعة ضمها كريغ إلى صدره , وبحث عن شفتيها , شعرت لورنا بقلبها يطير من الفرح .
"اوه كريغ, انه اسعد أيام حياتي !"
بادلته قبلة حارة ضمنها كريغ كل حبه .
" هل رأيت جاني ؟ لابد أنها تشعر بالخيبة لحرمانها من الميراث . أنها لا تستحق ذلك ."
" لا تقلقي يا حبيبتي ساساعدها بشكل لن تحتاج معه أي شيء"
" لحسن الحظ " قالت وهي ترمي نفسها من جديد بين ذراعيه .
" جاني تملك شيئاً اساسياً ... لا يمكن أن تكون تعيسة مع الرجل الذي تحبه أليس كذلك كريغ ؟"
" نعم لورنا , أنت محقة لا يمكن لأية ثروة في العالم أن تحل محل الحب ."
في اليوم التالي لوصولها , وصلت رسالة زادت من سعادتهما .
فقبل أيام من وفاة اللايدي كانت قد عدلت وصيتها قسمتهما بالتساوي بين لورنا وحفيديها .
" اولادي الاعزاء ... عندما تقرأون هذه الرسالة , ساكون بعيدة جداً عنكم . لقد جعلتكم تتعذبون في حياتي , واتوسل اليكم كي تسامحوني . الآن أنا سعيدة لأنني أخيراً اصبحت بجانب ابنتي الحبيبة .
اعلم كم كان موقفي غير عادل , ولكن والدة كريغ كانت دائماً ابنتي المفضلة ... لم اتمكن من نسيانها رغم السنين الطويلة .
فقط وجود لورنا كان يواسيني . كانت تشبه فرجينيا كثيراً . اتمنى أن تسامحني و تبقى وفية وفخورة باسم لاموند .و لتسامح جاني ووالدتها عجوزاً مجنونة كانت قد نسيت منذ مدة طويلة انه لا يمكن لاية قوة أن تفرق بين الاحباب ."

النهاية

Amira zagrot 17-02-20 06:17 PM

رد: 111- لم يفت الاوان بعد _ان هامبسون_ روايات عبير الجديدة ( كاملة )
 
فين الفصول مش باينة ليا ليه

Rehana 18-02-20 11:54 AM

رد: 111- لم يفت الاوان بعد _ان هامبسون_ روايات عبير الجديدة ( كاملة )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Amira zagrot (المشاركة 3726769)
فين الفصول مش باينة ليا ليه

من هنا الفصول
https://www.liilas.com/vb3/t174125-14.html

قراءة ممتعة

ميموزيل مدموزيل 17-03-20 12:21 PM

يسلموووووووووووووووووو


الساعة الآن 03:01 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية