منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المكتمله (https://www.liilas.com/vb3/f717/)
-   -   (رواية) عزف المحاجر ، للكاتبة : رواسي الامال .. (https://www.liilas.com/vb3/t173784.html)

وعـود 09-03-12 07:19 PM

عزف المحاجر ، للكاتبة : رواسي الامال ..
 
عَـزف المحَــاجــر..ّ ... الكاتبه ::: رواسي الآمال

:

.
.

لـ تحميل الرواية كاملة /

ملفات الوورد والتكست ~> http://www.liilas.com/vb3/t147664-36.html#post3143332 ..
ملفات الهواتف الذكية ~> http://www.liilas.com/vb3/t174654-33.html#post3143331 ..

.
.


الروايه كامله و ان شاء الله تعجبكم

أتركم مع البارت الاول
واليله ان شاء الله بنزل البارت الثاني و الثالث


قراءه ممتعه


:
ابناء تعاقب بفعل الاباء ..

حياة تُوأَد تحت صراع البقاء...

قرارات صعبه .. تحدي وكفاح .. الم وامل .. حب وتضحيه ...

عندما نعيش صراع بين الواقع والحلم لابد ان يتغلب احدهما على الاخر..

وعندما نهوي في عمق الوادي .. لابد ان نكتشف ان في ذاك العمق المظلم نفق منير وسلم نرتقي فيه للاعلى

وعندما يغلق امامنا الباب ويسد الطريق لابد ان نبحث في مكان ما عن ابواب مفتوحه على مصراعيها ..

عندما نكتم أنفاسنا لنستلذ بأنفاسهم ...

ونوأد أفراحنا لنعيش أفراحهم ...

ونغتال احلامنا لتكبر أحلامهم ...

عندها نقول عذرا ايها القلب ..فلتمت نبضاتك .. لتحيا نبضاتهم ...

عَـزف المحَــاجــر..

.

ضجيج وأصوات مرتفعه خطوات بين مسرعه ومتأنيه ، صدى ضحكات وأخرى عبرآت

وبين هذا وذاك .. ترانيم عزفتها القلوب وتغنت بها الارواح .. وانشدتها الدموع..

.

~ ضبـاب أم عزف المحاجر ؟ ~

مازال الضبـاب يغلفهما .. لا ارى بوضوح ؟!

أغمضتُ عينيّ بتتابع لعل الصـورة تتضـح أكثـر !!

~ نعم اتضحت بعض الشـيء وان كان الثمن تدفق ذلك الدمع المحجور ~

ازدرت ريقي بصعوبه .. ثم شددت على يديّ اخفف من توترهما..

وقدمي تصنع مع الارض نغمه موسيقيه سريعه

~ خوف اضطراب قلق بعثرة شتات هذا ما اشعر ~

سحبت نفسا عميقا لعلها تسكن تلك الروح المضطربه بين حناياي ...

ويستريح قلبي الذي يرقص كـ الطير الذبيح ...

وضعت يدي عليـه أتلو بعض الآيات...

أخاطب بها روحي لتستكين وقلبي المرتجف ليهدأ ويطمئن ....

وما ان سكن ...

اغمضت عيني

ارسم صورة غرفتي .. ولعبتي ..وامي .. واخوتي ...

فتحت عيني ببطئ أودع تلك الذكريات الدافئـه التي صنعتها ... فتلاشت الصوره

وتناثرت كما مشاعري واحاسيسي ...

.

وقعت عيني على ذاك القـادم من بعيـد ..تسـارعت خطـواتـه تبرزهـ هيبته ويسبقـه وقـارهـ

راقبتـه بصمت

عبثت يداه بأوراق تصفحها ثم دسها في الحقيبه... واقترب أكثر حتى لفحتني حرارة أنفاسه

وأشرقت ملامحـه الجاده بناظري ... تأملني قبل ان ينطق... وغزت نظراته عمق عيناي

وكأنه يبحث عن جواب لسؤال يعصف بروحه... ولأنني لا املكه أجدت فن الهروب وأشحت بنظري عنه ...

مد يده فأسرعت يدي المرتجفه للتشبث بها ..ساعدني على النهوض .. حتى استويت واقفه

شد على يدي يؤكد علي... فابتلعت ريقي الذي جف.. وحركت راسي بـ الإيجاب ..

أطلق زفرة كان قد احتبسها فتره ... وشد على يدي اكثر وهو ينطلق بي الى حيث المجهول....

تحركت خطوه ثم أبيت...لا لست أنا بل قدماي التي أبت أن تتحرك... حاولت .. لكنهما خذلاني...

خذلاني .... و ..... خذلاه ..

توقفت مرغمــه ... فتوقف هو مصـدوم ...

التفت نحوي... وتعلقت نظراته بعينـي لتمطر وجعا وحسـرهـ ..

ارتسمت على شفتيه شبح ابتسامه....فازددت ألما...

شد على يدي أكثر.... فضاعت حروفي وألجم لساني..

.

.

"
~ خيبـــــه ~

اغمض عينيه وسحب نفسا عميقا .. وكأنه وجد جوابه...ارتخت قبضته..

فحركت راسي نافيه ...

لا اريد ان يتركني..لا اريد ان افقده

ابتسم... ولمعت عينيه ببريق ترجم احاسيسه ... وشعوره...

سحب يده .. ليعصف بروحي الضعف....

واستدار ببطء... لاتابع طيفه يتلاشى كما الذكريات ....

النـ ـهـ ـايــه

قبل خمسين عام

لهيـب المـاضي

مساحه صحرواية واسعه نثرت فيها تلك الخيام السوداء باهمال .. مما اعطاها روعه وجمال ...

آبار تبدو مهجوره بمثل هذا الوقت .. .. اغنام .. وابل .. وخيول ... انتشرت بسكون في رحاب الارض...

ظلام يتوسطه ضوء القمر... ويزينه تلألأ النجوم ...واجواء السكون يتخللها صهيل الخيل ...وعواء الذئاب..

.

غطت شعرها بما يخفيه ويستره ...وتقدمت بخطواتها الوجله.. تكاد تتعثر بثوبها الطويل تحمل بين يديها المرتعشه صحن عشاءه المتواضع ..

ظلام عم تلك الخيمه وشع بآخرها ضوء السراج الخافت ...

حيث يجلس هو .. بهيبته وقسوة ملامحه ... تقدمت نحوة.. واضعة الطبق امامه ...وهمست ببعض الحروف المختصره ..

: سم يا بوفيصل ..

اطلق تنهيدته وهو يتامل عشاءه... بينما التقطت هي المروحه المصنوعه من السعف وحركتها فوق الطبق كرمز لـ الاحترام ولتبعد عنه الآفات ..

لم تنطق بكلمه حتى فرغ من طعامه الذي كان يبدو انه قُدّم في وقته ... فبعد عمل مضني وشاق ... الطعام والنوم هو اكثر ما يحتاجه ..

قدمت له المنشفه بعد ان انتهى من غسل يديه ... ورتبت له الفراش بحركات رتيبه اعتادت على اتيانها كل ليله ...

لكن هناك ماكان يشغلها.. ويشتت تركيزها... وبدا واضحا له ...

: هاتي اللي عندج يا وضحه ؟

رفعت راسها له وفتحت فمها صدمه..... ثم ابتلعت ريقها لتنطق : سلامتك ... مافيه الا العافيه

: تكلمي وهاتي اللي عندج ... اعرفج عدل يوم يكون في قلبج كلام اكون بوادي وانتي بوادي .. قولي يا وضحه وش عندج

ابتلعت ريقها الذي جف .. وجلست بطرف فراشه الارضي ... عبثت باصابعها ترتب الكلمات تصفصفها ثم تنثرها لتعيد ترتيبها اخرى

: وضحـــــــــــــــــــه

: آ م آ كلمتني ام صالح اليوم .. تقول انه بوصالح حصل على الاوراق و.....

قاطعها بغضب : ماخلصنا من هالكلام الفاضي ؟ وبعدين يا بنت الناس ؟؟... صدعتي راسي من كثر ماتعيدين هالتفاهات واعيد لج كلامي ...الحين تبيني اخلي اشغالي ولقمة
عيشي واركض ورا اوراق لا تودي ولا تجيب ؟!
مثل فلان وعلان ؟؟

: بـ .. بس الناس يا بوفيصل .. يقولون انها مهمه .. وما بقى احد ما راح يقدم عليها ..

: مهمه لهم هم .. محنا بحاجتها .. خليهم يتهنون فيها .. واحنا عندنا الاصل والاهم ....من متى اوراق تثبت اصل وفصل

: بس حتى اخوك بوفايز صارله اسبوع يراجعهم فيها ...

: هذا انتي قلتي اسبوع .. تتحملين انتي وعيالج اسبوع بدون اكل ؟ بوفايز اخوي الله موسع عليه يقدر يغيب اسبوع واثنين وما تتاثر ميزانيته .. لا تقيسين حالنا بحاله
..

اغرورقت عيناها وطأطأت راسها بخيبه ... واصابعها تعبث بطرف شيلتها ..

لا فائده .. كلما فتحت له الموضوع يرد بنفس الانفعال .. لماذا لا يرى اهميتها والكل يسعى اليها؟

هو ليس مهمل لكنه يعمل بالاولى من وجهة نظره .. فهو ليس كابو سعد الذي التهى عن عائلته بملاحقة النساء..ليس كابوحمد

الذي لم يعد لعائلته منذ شهور ومصيره مجهول...وانا لست كام سالم التي فقدت الزوج والعضيد ولم تجد من يسعى لها

على الاقل هو موجود بالقرب وسند يعتمد عليه بعد الله وهو اب يسعى جاهدا لتوفير لقمة العيش الصعبه

وصلها صوته الدافئ بعد ان احس بغلظته

: طفي النور ياوضحه ونامي ... والصباح رباح ...

.

في بعض الاحيان نغفو ثم نستيقظ لنتدارك ما غفونا عنه.... وفي بعضها نغفو ولكن تطول الغفوه ... فنصحوا ولكن قد فات الاوآن ..

~ عَــزْف الْمحَــــاجِــرْ ~
البارت الاول
منذ نعومة اظفاري عرفتك ... ترعرعت بين ابجدية حرفك

توسدت ارضك .. وحلقت في سماك

اطرب عشقا حين يُذكر اسمك .... ويتراقص قلبي فرحا بقربك

احبك .. لا لا .. هو فوق الحب ... هو شعور اكبر اعمق اصدق

هو قيد قيّد قلبي ليكون ملكك .. وحصر احلامي كي لا تتجاوز مداك .....

كبرت وليته لم يكن

اراك تزداد قسوة وازداد تعلقا بك

اراك تبتعد ... وانا اجري خلفك .... اناديك فلا تسمع

لا ادري سبب كل هذا العشق لك رغم تجافيك وقسوتك

لا اعلم سر شعورك نحوي وشعوري نحوك

هل تشعر بي !! هل ترويك عبراتي ؟؟ هل تطرب لآلامي وأشجاني ؟؟

هل اذنبت بحبي لك وانا لا اعرف غيرك ؟.. هل اذنبت بتعلقي بك وانا لم اعرف سواك?

اتاتي بعد هذا لتقول من انت؟؟

انسيتني ام تتناساني ؟

انا طفلتك ... معشوقتك ... انا جزء منك ... احلامك التي زرعت ... امالك التي انتظرت

انسيت خطواتي الاولى على ظهرك ؟ وصدى ضحكاتي على ارضك ؟

انسيت تلك الاحلام التي رسمتها على جدرانك ... واشهدتك فيها على عدم هجرانك؟؟

.

.

لازلت اح ب ك .. فزدني عذابا.. واسقني قسوه..

ازدك حبا .. وارويك عشقا لاخر قطره .....

يا وطنـي

.

~ غربة وطن ~

حي شعبي شبه متهالك.. محاط بمنازل لا تختلف من حيث التصميم والرداءة والقدم ...

طرق ضيقه ... ومتعدده .. برك مياة متجمعه هنا وهناك... اطفال تدوي صيحاتهم الطفوليه في

المكان... تلطخت ثيابهم الرثه بالرمل والماء لترسم لوحة فنية مشوهه من الطين عليها ..

.يجوبون الشوارع عبثا .. بينما اشباههم على مقاعد الدراسه !!

احياء لا تنعم بالهدوء حتى ساعات متاخره من الليل

.

.

هنا تحت سقف خيمة نصبت امام المنزل المتواضع ...كان مجلس رغم بساطته اكتنفته الهيبه

والوقار بحضور كبار من رجال المنطقه ... لامر ضروري وهام .. امر يتحدد فيه المصير.. وممكن ان تنقلب فيه الموازيين ....

.

تردد صوت ابو خالد في المجلس ليقطع الصمـت .. وتلتقطه الاسماع بشغف :

وش قلتوا ؟!! الرجال جا يعلمنا بالعلوم الزينه والطيبه .. والاخبار اللي قالها تسر

وما تضر ..

ابو فهد : وش زينته يابوخالد الله يصلحك .. الولد يحرضنا نترك ديارنا واهلنا بعد

هالعمر ؟ له ما نسويها يا بو خالد .. له يا خوي...

بوناصر بتاييد : وانا قولتي من قولة بوفهد .. ديارنا ما نتركها ولا نتحرك منها و لو

على قطع رقابنا.. صبرنا سنين والفرج جاي باذن الله ... راح الكثير وما بقى الا القليل ...

ابو سعد : ما لنا في الغربه يابوخالد... ان كان هو يقدر لانه فرد ، والواحد بروحه يتحمل...

لكن من ياخذ معه عياله واهله واللي يعيلهم وشلون يعيش بهم في ديرة الغرب ناس

لا نعرف دينهم ولا لسانهم ...

بوفهد : هالفكره ماهيب جديده يا جماعه .. وماشفت احدن راح وفلح ... الغربه شينه

وما في مثل ارضك واهلك .. وان جاروا عليك...

.

الطاقات الشبابيه كان فيها من الحماس للفكره ... حماس متوقد بلهيب الامل .. لكنه ما لبث

ان اخمد بكلمات الشيبه واعتراضاتهم ....

.

تحركت نظرات ابوخالد وسط ضجيج الردود والاعتراضات ... تبحث في الوجوه عن تلك النظرات

القويـة الواثقـه التي يثق بها ...

توقفت نظرات ابوخالد عليه وتامله للحظات يقرأ ملامحه ...قبل ان ينطق ...

كان يجلس هناك بصمت .. هيئته تدل على انه يغط بتفكير جاد وعميق ....

وكأن الحوار الذي دار قبل قليل عصف به فحرك الرماد الساكن بداخله منذ سنوات .. واشعل نار القرار والمصير ..

بو خالد : وانت يا الصقر؟!!

حينها رفع صقر راســـــه ... وارتفعت اليـــه الانظــار

"ساله عمه وهو شبه متاكد من رأيه ، يعرفه ، ويجيد قراءة افكاره .. لكن تمنى ان لا يصيب توقعه فيه هذه المره فقط ....

"

رفع صقر راسه لتلاقي نظراته القوية الحاده نظرات عمه المتعبه المشفقه .. ثم دارت نظراته في تلك الوجوه

المتجهمه والحائره التي تعلقت نظراتها به تنتظر رأيه وقراره

ورجعت اخرى الى عمـه.... الذي حرك راسه بالايجاب آذن له

بالحديث ...

: من رايي نخاويه .. وهذا الحل الوحيد قدامنا... ادري انه صعب ..صعب انك

تتخلى عن حق انت اولى فيه ... صعب تترك ديارك واهلك مسقط راسك

واجدادك ..اللي لو طلب روحك فداله .. لكنه باب امل وانفتح ويمكن ما ينفتح

مرة ثانيه .. قعدتنا كل مالها تضيق وحالنا من سيء لاسوأ .. ع الاقل اذا رفضوا

الشيبه.. يطلع منهم الشباب .. ترا مجاديفهم تكسرت .. وذاقوا من الذل

كفايه ... انتم تحملتوا لانكم تاملتوا خير بالايام ... لكن بعد خمسين سنه..ماظن

فيه امل يرتجى..وكل خيوطه تقطعت ...افتحوا لهم الباب...اطلقوا سراحهم ...

خلوهم يعيشون طعم الحريه ولو يوم بالعمر ...

.

أطبق على المجلس صمتٌ وترقب لم يطل ....لحين اطلق صقر كلماته التي كان يخشاها العم ...

فهاج المجلس وماج بين مؤيد ومشجع ومعارض ... وملتزم للصمت ...

.

وانفض على تلك الكلمات الموجعه وذاك القرار الصعب ...

.

ليس سهلا ان تودع أرضا احتوت طفولتك وأحلامك..وشهدت كفاح آبائك وأجدادك

ليس سهلا ان تغمض عينك وتدير ظهرك لـ مأوى جيرتك وحمى قومك

ليس سهلا ان تنسل من ماضي بلغ عنيا .. لتبنى حاضرا ومستقبلا مجهولا

لكن الأصعب ان تبقى مكبل اليدين مطأطأ الرأس طوال عمرك ..

أمران احدهما أمرّ من الآخر ...!!

فما الحـل ؟

.

.

اولاد بوفيصل :

بوخالد
بوفهد
بوصقر (متوفي )
بوفيصل (متوفي )

،،،،،،،،،،،

اولاد بوفايز :

بوناصر

بولافي

،،،،،،،،،،،،،

بنات ابوسعود:

ام ناصر (زوجة ابو ناصر )
ام عهود (ارملة ابوفيصل ثم زوجة لـ ابو لافي )
ام صقر ( ارملة ابو صقر )

~ البدآيــــه ~

فضــــــاء بحجم " صبرهم " واســـع وامتداده على مد البصــر ....

وارض " كأحلامهم " كبيــرهـ تلونت بزهور الربيع ..واكتست بالثوب الأخضر...

والسمــا "كأقدارهم" ملبده بالغيوم تبرق وترعد تنذر بقرب المطر والعواصف الرعديه....

وجبال "كشموخهم " راسية بشموخ وثبات..لا يزعزعها عصف الريح ولا يضعفها إغداق المطر ...

توزعت المخيمات بشكل آسر وجذآب كلوحة فنيـه أُتقِن صنعهـا.. ودبت في الصحراء الحياة بعد الموت المؤقت لها طوال اشهر السنه ..

على تلك الفرشه التي توسطت الارض حول الشاي والقهوة وسلة التمر تحلقت النساء باحاديثهن المتنوعه المتسمه بالثقل

والهدوء بين الشجن تاره والفرح تاره اخرى ...

وتلك الخيمه البيضاء احتوت الفتيات وشقاوتهن بين ضحكه وابتسامه وحديث مرهف ومثقل بالواقع وبالاحلام الورديه...

اما الاطفال نثروا هناك فلا حدود تقيدهم ولا ارض ولا سماء ... انتشروا بحرية تسموا ارواحهم بين السماء والارض

.. وصرخاتهم الطفوليه تنعش اجواء المكان ...بين لعبة واخرى..

والشباب احتلوا لهم بقعه خصصوها للحديث والتسامر واخرى صنعوها ملعبا وانغمسوا حماسا في لعب الكره ... بعكس

الشيبه الذين تجمعوا حول النار والقهوه ... تدفئهم ذكريات الماضي....

.

في مخيم آخر مقابل

ارتفعت ضحكاتهن بشكل هستيري حتى صرخت فيهن دلال : اششش وجع زين وجع فضحتونا الحين يجينا عمي

والا واحد من الشباب وينكدون علينا الطلعه ...

مسحت غدير دموعها التي نزلت من الضحك : أي والله صج ..بس الله يقطع ابليسج يا دودي جبتيها وانتي بنت ابوج ...

وانفجرت بالضحك مره اخرى وشاركنها الفتيات....

دلال بعصبيه : غدرووهـ وجع ان شاءاللــه .. والتفتت للبقيــه بغضب هييييه وجع انتم بعد ترا وربي اقوم واخليكم!

ثم فزت قائمه ....

امسكت صمود بيدها كاتمة ضحكتها بتكشيره : يووه دلول اقعدي بس... واحنا اشقلنا الحين ؟؟ ... اقعدي بس اقعدي......

جلست دلال عاقده حاجبيها : والله انكم خبول ... وقسم لو رجعتوا لنفس الكلام لخليكم وقوم .....

صمتن كاتمات ضحكاتهن واخفين بمكر الابتسامه .... لكن أعينهن دارت في بعضها البعض تتناقل رسائل

تحذيريه...........لتنطق صمود بشغب : زين دلول احلفي انه مو صج ؟

هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ههههههههههههههههههههههههه انفجرن ضاحكات وتعالت اصواتهن ...

فزت دلال واقفه بغضب ... ولحقت بها صمود ضاحكه ... زادت من خطواتها حتى لحقت بها وامسكت ذراعها

: دلوووووووووووول دليييييييييييييييييييييييييل

دفعتها دلال بغيض : ابعدي

لكن صمود احتضنتها بحب ... : دلول وربي احبج .. واحب اضحك معاج ... فديتج دلول لا تزعلين

ابتعدت دلال عنها : ضحكج ثقيل وبغيض واكرهه ...وكملت بهمس: ترا حتى انا اعرف عنج اشياء واشياء... (حركت حاجبيها بخبث )

كشت ملامح صمود تقرا ملامح دلال التي لمست فيهن الصدق....لتنطق الثانيه بعزف موسيقي : ز ز ز يايايا دددد

توسعت عيني صمود وشهقت بصدمه ...

امسكت دلال كتفها بأسف : بسم الله عليج " دودي " ... هيييه اضحك معاج اشفيج صدقتي

دفعت يدها بعنف : سخيفه... وضحكتج بايخه مثلج ....

توسعت عيني دلال بعجب : منو اللي بدى الحين ...؟؟

ثواني من الصمت ثم انفجرن بالضحك على بعضهن..لتقاطعهن صرخة جهريه

: هيييه صــــــــــــوت !!

شهقت دلال .. وكتمت صمود شهقتها بيدها ...

وصلهم صوته مرة اخرى : مرياام...

تعلقت نظراتهن ببعض ... وزاد احمرار وجنتي صمود بخجل ...لتتوسع ابتسامة دلال الخبيثه وتحرك حاجبيها بمكر ...

زيد ينادي اخرى: مريــم ..

ابتلعت صمود ريقها .. وهمست وهي تدفع الهواء بيديها لوجهها الساخن : مريوم بالخيمه لحظه اناديها ...

استدارت بعجل .. لكن اوقفها صوته الذي انطلق من وراء الساتر : منو صمود ؟

اغمضت عينيها تنتزع الحروف انتزاعا : ايي .. سم

: صمود بلغي اهل صقر يطلعون .. تراه ينطرهم من نص ساعه في السياره

التفتت لدلال التي لوت شفاها خوفا من غضب صقر ..

صمود بشبه ارتياح : خلاص ان شاءالله الحين يطلعون...

ما ان ابتعدت خطواته ... حتى افضت دلال بخوفها : نص ساعه ياويلي بيذبحني

: تستاهلين ...بعدين صج اخوج نكته من بعد مخيمكم يعني عشان يجي بسياره ؟ ...

: حدج عن الصقر

: اليوم الصقر وباجر خويلد ...

تلفتت دلال بقلق : وجع وجع فضحتينا يمال ......قطعت عبارتها وامسكت بذراع صمود زين تعالي معاي .... ع الاقل وصليني للسياره

ابعدت صمود يد دلال عنها : اسفه .. يالله مع السلامه ورينا عرض اكتافج .. ..والله يعينج ههههه

ضربتها دلال على كتفها .. وودعتها صمود بابتسامه واسعه وهي تحرك حاجبيها بخبث ...

لتحرك الاخرى يديها بالدعاء : اشـوووف فيـــــج يــووووم يا صمود ....

.

تنهدت صمود بابتسامه... وخيالها يسحبها لعالمه الحالم ...

.

زيد اسم ارتبط باسمها منذ الصغر.. فاقتحم احلامها عند الكبر...

هو مستقبلها المشرق .. احلامها الورديه .. طوق النجاة بالنسبه اليها..

لم تربط احلامها الا به...ولم تبنِ مستقبلها الا بوجوده

لم يكن غريبا ابدا ان يقترن اسم صمود بزيد عند الحديث النسائي خاصة خالاتها ووالدتها وشقيقاته

فهو امر اصبح مألوف وطبيعي عندهن....

لكن رغم هذا فخجلها وحياءها يبقي شعورها نحوه طي الكتمان ... لم تبح به لاحد سوى لـ...

.

ارتجفت عندما شعرت باحد امسك كتفها والتفتت نحوه بفزع

عهود : على وين ياحلوه.. تراج وصلتي مجلس الرجال ... واتبعتها بضحكات على شكل صمود التي استوعبت

مكانها واكتمت شهقتها بيدها ..

(عهود ) ههههههههه يالله خلينا نرجع .. شكلج سرحتي... وهـ اللي شاغل عقلج يتهنى فيه

صمود : محد شاغل عقلي مثل اللي شاغل عقلج ... الا ماكله اكل ...

: يووه فديته بس...

: وجع استحي..

: زوجي كيفي حلالي ....

: لما نفتك منج وتروحين لبيته ذيك الساعه قولي زوجي

: احلفي بس ؟

سرحت نظرات صمود بذاك القادم من بعيد لتقول : زكرت الأؤوط آآم ينط

لتتلقى ضربه من شقيقتها : وجع لا تغلطين حدج عن زوجي عاد ؟

حركت صمود يدها بملل : وع .... الله عالزوج بس...

تنهدت عهود بحب مستنده بكفيها على كتف صمود : اللي مايطول العنب ...........

.

سحبت عباءتها لتحرر جسدها منها وتكلمت تكرر على والدتها كلمات الخال : يمه خالتي تسأل عنج وتسلم عليج .. وزعلانه ليش ماجيتي معاي

: الله يسلمج ويسلمها.. ما قلتي لهـا ان ام خالد كانت عندنا ..

التفتت لوالدتها التي تحرك الابريق بسرحان على المدفأه : أي بلى.. بس تنطر منج زياره ..وهي بعد مع بناتها راح يطبون عليج باي وقت

: حياهم الله ..

اقتربت من والدتها وجلست بهدوء .. ثم حملت الابريق عنها لتسكب الشاي في الفناجين وتخلطه بالسكر

ثم تحركه بالملعقه ليشق صدى اجراسها صوت الصمت

" هل فعلا يصدقن بنات الخاله ؟ ... هل فعلا عمتها ام خالد قدمت لتحقق الحلم وتضع نهاية للامنيه بخط الواقع ..

احمرت وجنتاها بمجرد التفكير بذلك ..ثم نفضت تلك الافكار ساخره من تفكيرها يبدو ان حديثهن الذي ازعجها قبل ساعات قد راق لها وصدقته ..

رفعت الفنجان بيدها المرتعشه من الافكار التي غزت مخيلتها الحالمه "

قدمته لوالدتها وهي تهمس : مم يمه.. اشعندها عمتي ام خالد ..ممم جيتها غريبه اليوم حتى شكلها يقول انه

فيه شي .. يعني بالعاده تجي وتسولف ..و.......

" لم يكن لكلامها مصداقيه او معنى... لكنه فضول ينهش قلبها وخيالها "

اخذت والدتها منها الفنجان عاقده حاجبيها : وين صقر ؟

اختنقت الكلمات الباقيه في صدرها.. تعلم اسلوب والدتها اذا ارادت انهاء النقاش في موضوع ما ...او اغلاقه قبل فتحه ...

: نزلني .. ورجع لمخيم الرجال يقول عنده شغل ضروري ..

مسحت ام صقر وجهها بكفها المرتعش وهمست بدعاء : الله يستر

.

هناك عند مخيم الرجال ... توقف اللعب... وهجرت النار والقهوه... وتجمهروا جماعات بقلق حول تلك السياره التي توقفت من لحظات ..

صقر : وشلون امسكوه ؟

ابو خالد : كان جايب اهله وفي الطريق صادفهم تفتيش ... وزين انهم سمحوا له يوصل اهله ويرجع لهم ...

انتقلت عينا صقر نحو ذاك المخيم الذي ولابد اشتعلت فيه نار الحسره والالم ..

صقر : ماصار الا الخير ان شاءالله ..

بوخالد يمسك بيديه محذرا : دربالك ياولدي .. لا تتهور ونخسر اثنين بدل الواحد ...

رد بثقه : لا تخاف ياعم .. تنحل باذن الله .. انت بس لا تشيل هم ...

بوخالد : اذا شد عليك الامر اتركه... ونشوف له حل .. بس المهم انك ما تورط نفسك يا صقر

صقر : لا توصي يا عم .. ماهي اول مره .. ونتفاءل خير ان شاءالله ..

قبل راس عمه.. وفتح باب السيارة راكبا ...ليفتح الباب الاخر ويدخل منه فهد

: بروح معاك ..

صقر : ماله داعي يا فهد .. خليني اشوف الموضوع اول

: خلني اطمن عليه.. وتعرف الوالده ماراح ترتاح الا اذا قلت لها اني رحت وشفته

هز صقر راسه موافقا وادار المحرك منطلق نحو مقصده ...

.

اسندت الهاتف بكتفها الايمن واذنها وهي ترتدي غطاءها وعباءتها

وصلها صوت والدتها القلق: عهود رايحه لهم ؟

: أي يمه .. بطمن على عمتي وميثا ..

: انطريني نص ساعه بس انا راجعه

: يمه تتاخرين .. بشوفهم الحين وانتي الحقيني ..

: لا تروحين بروحج .. شوفي صمود والا وحده من خواتج

: زين يمه ..

: عهود لا تطلعين بروحج فاهمه...

: ان شاءالله ان شاءالله باخذ صمود معاي ...

: أي زين نص ساعه وانا وراكم ...

: زين يالله مع السلامه ..

اغلقت الخط والتفتت لصمود المندمجه بتبريد اظافرها

: صمود يالله قومي

عقدت حاجبيها بملل : لا مالي خلق ... والله تعبانه ورجولي تعورني من المشي..

غدير : انا بروح معاج .. لحظه انطريني ..

عهود : امي مو راضيه تروحين معاي ولا راضيه اروح بروحي الا مع صمود يالله صمود قومي بلا استعباط

صمود بضيق : عهود فارقي تراني واصله حدي .. اووف

توسعت عيني عهود بغضب: احلفي بس .. قومي لا اقومج غصب ..

نهضت صمود تزفر غضبا : يااربي ياااربي متى افتك من وجه هالعهود

وصلتها صرخه عهود التي سبقتها للخارج

: يالله بسرررعه

صرخت بصوت مماثل : زيييييييييييين ....

ارتدت معطفها الاسود .. وشالها الذي لفته بعنايه على شعرها بخت من العطر وتاملت شكلها مرارا في

مرآتها الصغيره ..قبل ان تخرج على صرخات عهود التي فقدت السيطره على اعصابها ...

.

صافح صقر بحراره .. ثم انتقل لمصافحة فهد..
واشار لهم بالجلوس مرحبا

: ياهلا والله بالصقر ..وينك يا رجال ما تنشاف الا بالمخافر... شكلي كل يوم بمسك واحد من العايله عشان اشوفك

توسعت ابتسامة صقر التي لم تمحو الجديه من معالم وجهه

صقر : لا اصدق بس ؟!!... ياخي من كثر ماشوفك نسيت وجهي وحفظت وجهك حتى باحلامي صرت تطلع

نايف : ههههههههههه ...الله يالبخيل .. كلها طلعة قنص يومين بالاسبوع ومستكثرها ...يالله من لقى احبابه

صقر بابتسامه : ما يحتاج اشرح غلاتك ..

نايف : اكيد واثق .. والا ما كنت اسمح لك تقومني من عز نومي لمقابلة وجهك ..

" نايف صديق الطفوله لصقر .. شقيق واكثر ... ورغم ان الظروف والقوانين فرقت طريق كل منهم عن الاخر ..

الا ان ارواحهم وقلوبهم بقيت على مودة واتصال لم يفرقها ولم يزعزعها شي ....

فان كانت القوانين بيد البشر .. فان القلوب بيد رب البشر "

ساد صمت مؤقت ما يسمع فيه الا اصوات الفناجين والاكواب ... الى ان فرغ الخادم من توزيع الشاي لهم ..

.وما ان خرج واقفل الباب حتى تحدث نايف

: لا تشيل هم يا فهد.. اخوك بالحفظ والصون ... واذا تبي تشوفه وتطمن عليه الحين

آخذك له وادخلك عليه ..بس انت تدري ان المخفر اللي فيه الحين مو تابع لنا...

ورغم هذا اوعك خير لي معارف وان شاءالله ما يقصرون..

: ما تقصر يا نايف ..الله يبارك فيك

: صدقني يا فهد هذي قوانين ... والا كان بودي اطلعه الحين ولا اخليكم ترجعون بدونه ..

صقر : ما تقصر يا نايف ... عارفينها .. ويمكن اكثر ناس يعرف القوانين هم احنا

نايف : هههههه أي اكيد بلا شك....

فز صقر واقفا وكذلك فهد ..وفز نايف معهم...

صافح صقر نايف بامتنان : ما قصرت ياخوي .. سامحنا ازعجناك ..

شد نايف على يد رفيقه : ولو ماسويت الا الواجب يا صقر.. وبكره باذن الله مشعل يرافقكم بسلامه

.

كانت صورتها تلوح لهم في الافق كما لاحت صورهم لها .. يقتربون وتقترب

قابلتهم دلال في الطريق

: شفتوا اللي صار ؟

عهود بقلق : أي سمعنا .. والحين شنو الجديد

دلال : صقر راح يشوفه مع ولد عمي فهد .. الجو مكهرب عند الحريم والرجال

عهود : وميثا شلونها

دلال : ميته من البجي .. وامها بعد .. الله يعينهم

صمود تدخل يديها في جيوب معطفها من البرد : بس صقر يعرف بهالامور... اذكر مره طلع ثامر وخالد ...

دلال : أي صح .. بس مو كل مره تسلم .. الله يستر بس ...

عهود: يالله خلونا نشوف عمتي وميثا

.

همسات تتصاعد وتخفت.. دعوات ترتفع ..وصمت قاتل يطبق بين حين وآخر...

ابو فهد بقلق : تاخروا

بوخالد بامل : اذكروا الله .. وان شاء الله بيوصلون .. اذكروا الله ..

فز خالد للخارج .. يشعر ان نفسه قد ضاق عليه... ولحق به ثامر لشعور مماثل

ثامر : تظن يطلعه صقر ؟

خالد : قول ان شاءالله ... صقر عنده معارف.. ويقدر يوسطهم ...

ثامر : لاحول ولا قوة الا بالله ...لمتى هالمعاناه لمتى


خالد : اذكرالله يا ثامر... وما تضيق الا يتبعها الفرج ..

امسك خالد بهاتفه .. وضغط على ازرته التي حفظها عن ظهر قلب...

ليصله ذلك الصوت الاجش : هلا خالد

: بشر

: ان شاءالله خير.. بس الحين مناوبه وتعرف صعب انه نتصرف قبل الصبح

:أي أي صح .. فهمت... وبعدين

: الله كريم.. طمن عمي وقوله ما فيه الا الخير ان شاء الله ...لا يشيل هم..

: يصير خير ... ماقصرت الله يعطيك العافيــه

: الله يعافيك..

اغلق الهاتف بضيق مضاعف ...لتلتهمه نظرات ثامر القلقه والمتهلفه لمعرفة الاخبار ...

: بشر يا خالد ؟ .. شنو قال ؟

.

عهود : ميثوه وجع بسم الله على مشيعل لا تفاولين عليه

ميثا منتحبه:.. ماشفتي الحسره بعيونه لما طلب منه يسمح له انه يودينا للمخيم ويرجع له ..

يرجع له برجوله ..امي مسكت بثيابه لا يروح بس راح راح برجوله للسجن ...

احتظنتها عهود تخفف عليها وتهدئتها : ميثا مشعل مو اول ولا اخر واحد ينمسك منا ..

والحمدلله كلهم طلعوا ومافيهم الا العافيه ... لا تكبرين الموضوع ولا تفاولين عليه

تكمل دلال : وبعدين اخوي صقر واخوج فهد راحوا له .. وانا متاكده انهم مايرجعون الا معاه ...

.

كانت تقف كوقفتها عند دخولها ...ثابته شامخه ..احمر انفها ووجنتيها من البرد

تحاول الهروب ان لم يكن بجسدها فبروحها وفكرها قدر المستطاع

دست كفيها في جيب معطفها.....وهي تنظر اليهن من اعلى وقفتها حيث هم جلوس على الارض..

اتخذت لها زاويه .. تتامل فيه الوضع بعيدا عن تاثير دموعهن وعويلهن..

لم يكن مشعل الاول ولن يكون الاخير...هذه هي حياتهم.. وتلك معاناتهم .. حياة ينتفي فيها الاستقرار ..

حياة نسجت بمعاناة الماضي والحاضر...لكنها وان كانت منهم .. انسلخت بجلدها..وارتدت ثوبا ليس لها...

نجحت في ذلك ... الى الان ربما؟ ...لم تذق الا القليل مما ذاقو .. لكن الى متى؟

هل تتوقف احلامها هنا... وتغفو عند عتبة الواقع ؟

ام انها اقوى من ان تنهيها بموقف وآخر... وستمضي قدما صامده كاسمها ؟

وعـود 09-03-12 10:45 PM

المعزوفة الثانية

عَـــزْف المحـــاجِر ..

: ميثــــاااا

كان صوت فهد ينادي من خلف الخيمه

فزت ميثا واقفه بركب متخاذله وقلب ينتفض

وارتفعت لها الاعناق .. ساعدتها دلال بوضع الشال على راسها والغطاء على وجهها..

خرجت لشقيقهاالذي يقف خارجا على امل ا ن تسمع منه اخبار تسر وتطمئنها ..

بادرها بالسؤال : شلون امي؟!

حركت راسها بالنفي وهي تمسك بغطائها وتشد عليه : ما دري امي بخيمة خالتي ام صقر ..بس شـ

قاطعها بامر : روحي عندها ودربالج عليها ...طمنيها وحاولي تهدينها ما وصيج يا ميثا

هزت راسها بالايجاب وعيناها تلتهم ملامحه تريد جوابا لتلك الاسئلة التي تعصف بروحها ..

قال : ادخلي جيبي غطا وشوية اكل

توسعت عيناها : حق منو ؟.... والتفتت للسياره الفارغه الا من صقر فاحست بذوبان روحها .....مشعل ما رجع؟؟

: لا .... يرجع باجر ان شاءالله ... بس جيبي الغطا ولا تاخرينا ...

كتمت شهقاتها بيدها وعادت ادراجها متخاذله لتلقي بجسدها المنهار باحضان عهود التي استقبلتها

: ميثا .. ميثا اذكري الله ..شنو صار؟!!

لكن انهيارها كان شديد .. كيف لا وشقيقها يقبع خلف القضبان بلا ذنب ارتكبه .. وينتظره المصير المجهول الذي

غرق فيه الكثير ونجا منه الاخر برحمة الله ......." الإبعــ ـــ ـــ ـــ ــ ــاد "

اخذت صمود الغطاء وخرجت به لفهد ترافقها دلال التي اسرعت لصقر بسيارته

دلال وقد احكمت لف غطاءها : بشــــــــر ياخوي ؟!!

اجاب بثقه : خير خير ان شاء الله .. باجر يطلع باذن الله

: صج يا صقر؟ .. اكيد ؟

هز راسه بالايجاب : دلال يمكن نتاخر شوي.. .. ماوصيج على امي وعمتي..

: لا توصي.. عمتي ام فهد عند امي بالخيمه ...

: زين اجل .. وانتم بعد روحوا عندهم ..لا تقعدون بروحكم ...

عقد حاجبيه وبان بملامحه الضيق وهو ينظر لتلك الواقفه هناك: منو هذيك ؟

التفتت دلال حيث اشار.. : م..نو .. آ ..هـ ذ ي

انقذها فهد الذي دخل السياره بعجل : يالله صقر ..

هز راسه والتفت لدلال التي ابتعدت عن النافذ قليلا : ادخلوا داخل .. ولي كلام معاكم..

هزت راسها وهي تلفظ انفاس الراحه بعد ان اصابها الفزع من نظراته المشتعله ...

.

.

كانت اهدأ من ميثـا ... تكتم ألمها بداخلها... لم يفتر لسانها عن الدعاء والرجاء..

والنساء من حولها يواسينها بحكاية مشابهه لفلان وفلان...

فهذا فلان امسكوه اليوم وخرج بالغد... وفلان الاخر لم يبقى الا لحظات ... وثامر من قبله

كذلك خالد ... فالوضع شبه اعتيادي ولا يدعو للخوف...او كما يتمنون انه كذلك ..

سحبت قدميها بهدوء..لتجد نفسها خارج هذا الجو القاتم ..وتقف امامها والدتها وشقيقاتها قادمات للتو ..

والدتها بقلق : صمود ها بشري يمه...!!

هزت راسها معبرة عن لا جديد وجسدها يرتجف لا تعلم اهو بردا غضبا .. او قلقا واضطرابا ترفض التعبير عنه!

دخلت والدتها الخيمه وتبعتها عبير ... بينما امسكت صمود بيد غدير قبل ان تدخل : تعالي غدوره مالي خلق ارجع داخل

نظرت غدير لعينيها تعرف شقيقتها جيدا رغم انها اصغر منها سنا ... لكن هيَ وصمود روحين في جسد ..

غدير : اسلم على عمتي وارجع لج ..

هزت صمود راسها : انطرج لا تتاخرين وتاخذج السوالف .. (وبهمس) ولو ادري انه مافي سوالف داخل تشد وتجذب

هزت غدير راسها موافقه : ثواني بس ....

.

دخلت غدير ووقفت صمود تنتظرها خارجا..

تنهدت بضيق .. وهي تنظر محط قدميها... وزفرت بملل ...وهي تعبث بقدمها بالتراب تصنع منه خطوطا

مستقيمه وثانيه مستديره واخرى منحيه ثم تمحوها كان لم تكن ...

لم اعد احتمل كل هذا البؤس والحزن.. اريد ان اخرج منه .. ومنهم ..ومن عالمهم... الذي فرض علي.. وعليهم ..

لم يعد قلبي يحتمل.. تعبت .. أنهكت روحي ... يارب أليس لي الحق ان احيا كمثيلاتي .. او حتى شقيقاتي...أليس لي

الحق ان اخرج من وراء الستار وارفع راسي فخرا عندما اقول فلانه بنت فلان .. ان لا انفجر غيضا وغضبا

كلما سئلت من انا وما هي هويتي ؟ وان لا تذوب والدتي وشقيقاتي خجلا كلما سئلوا عني وعن هويتي...... فــ يكذبون !!

اليس لي الحق ان اشعر بالامان والاستقرار وان احلم كـ .... الاحيــــــاء

7

: صمــ ـــــ ـــــــ ـــــــ ــــــ ـــــود ...

رفعت راسها لذاك الصوت الذي تعرفه جيدا

وهمست : مريم ؟

زادت ضربات قلبها خاصه عندما التقت عيناها بذاك الذي يجلس خلف المقود ...ينظر لها من بعيد...

اشارت لها مريم بيدها لتقترب من السياره ...

:صمود .. تعالي ..

فلم تجد في نفسها معارضه لذلك ابدن ... اقتربت وانفاسها تسارع خطواتها المرتعشه ..

وصلها صوت خالتها التي تجلس بقربه : صمود بشري يمه شنو صار؟!

ابتلعت ريقها واخرجت بضع كلمات هي فقط التي استطاعت السيطره على حروفها

: للحين خاله ماصار شي بس....

صفقت الخاله بيديها : لا حول ولا قوة الا بالله .. وليش مشعل!! شنو مسوي ؟ ..هو سوى شي والا ..!!

سوى شي والا ..!!

سوى شي والا ..!!

.

" لما الاستغراب... فوضعهم غريب حتى للقريب منهم لايعرف اوضاعهم الا انفسهم.

لانهم وحدهم من يعايشها .. ويتكبد عناءها...

لهم تفاصيل خفيه .. لا يعرفها غيرهم...

ولا يتذوق مرها الا هم .. "

صمود تلزم الصمت لمشاعر الم جرفتها واخرى خجل صفعتها

.

" نعم تخجل.. تخجل من وضع لا ذنب لها فيه... تخجل من شي لم ترتكبه... لكنه فرض عليها...

فهذا الذنب الذي ركب عليهم مع نظرة الشفقه والاحتقار من الخلق لهم آفه تنهش وتمزق افئدتهم فتذوب

لها ارواحهم حزنا وكمدا ؟.. "

.

.

تكررت الاسئله عليها ماذا فعل مشعل ؟ وتعددت التخمينات من مريم ووالدتها ...

بينما صمود يجرفها عالم آخر بعيد عنهم : مـ آ .. لـ ..ب..س ..

هذه الحروف التي استطاعت اخراجها ... و......

لا
لا

لمـــاذا... ليـس الان !! ...

لا

اصعدي ارجعي حيثما كنتي...ليس الان

لا يارب ... ساعدني ........

.

لما بكيت؟ لما نزلت دموعي الان؟

تبا لك.. ليس امامه ... لا يارباه ... ارحمني...

.

نزلت ام ناصر مفجوعه واحتضنتها لتفرغ الاخرى ما بداخلها ...بشهقات متتاليه ونحيب مؤلم...

بكت بحرقـة بين ذراعي خالتها ومريم...

ليصلها صوته فيشل شهقاتها المرتفعه

: افا يا صمود ليش البجي الحين ؟... افا بس تبجين وانا موجود !...ولايهمج
الحين رايح لهم وماراح يصير الا الخير

دست راسها اكثر بحضن خالتها .. بينما التفتت الخاله لابنها تشجعه: أي يمه روح وطمنا عليهم.. وانا كل شوي بتصل فيك

هز راسه صامتا ...

آلمه الوضع.. لاينكر ذلك... كما لا ينكر ان هذا الحدث مع ما قبله سيكون سبب في امور قد تتغير وقد تتبدل قريبا ...

نطق بعد سرحان : ان شاء الله ...بس لا تشيلون هم...

وادار المحرك ... وافكار غبيه وموجعه تعصف براسه ...

.

امسكت بها مريم تهدي وضعها.. بينما انطلقت الخاله للخيمه ...

الخاله ام ناصر..

شقيقة ام صقر وام صمود .. لم تحيا معاناتهم ولم تتذوقها..لكنها تتاثر بحالهم... رغم انها ليست على ارتباط دائم بمشاكلهم ..

مهما كان ارتباطها واهتمامها بهم .. وحبها لهم يصعب عليها تفهم وضعهم المتغير والمتقلب..
فلاجلهم تخلق قوانين مستمره وتوضع عثرات متجدده... عثرات وقوانين لا يعلمها ولا يكتشفها ويطلع عليها الا من يعيش وضعهم ..

.

مريم : خلاص دودي.. اهدي بس ..

نظرت اليها صمود...وهي تعيد الدقائق الماضيه ضعفها بكاؤها شهقاتها ووو.... وما ان استوعبتها ...

واستوعبت ما حصل فيها حتى غطت وجهها بيديها وانفجرت باكيه مره اخرى ليس للسبب نفسه

لكن ربما لانها فشلت وللمره الالف في الصمود امامه ... ؟

.

.

لم يستحسن العوده للمخيم في هذا الوقت كذلك فهد ..وفضلا المكوث في المنزل الى الصباح ..

لم ينقطع الاتصال بينهم وبين اعمامهم .. بين حين وآخر للاطمئنان على الاحداث ..

قطع حديثه مع فهد ورفع الهاتف لاذنه بعد ان تعرف على رقم المتصل

صقر : هلا بك زيد

: هلا فيك .. وينكم فيه انا في المخفر ومالقيت احد!!

عقد جبينه ثم بسطه : لا رجعنا للبيت... ماله داعي وقفتنا هناك... ننطر الصبح ونرجع ...

: اها .. مسافة الطريق اجل..

مسح جبينه بضيق : لا يا زيد ... خلك مع عمامي .. يمكن يحتاجونكم بشي ... واذا احتجنا لك بكلمك على طول ..

: خلاص اجل الصبح انا عندكم باذن الله ...

: ما تقصر ..

: ولو.. يالله سلام ..

اغلق صقر الهاتف.. ليتلقى سؤال فهـد له

: منو زيـد؟!

: أي زيد .. واطلق تنهيده ....

: شنو بينك وبينه ؟!!

نظر اليه برهه .. ولما ادرك مقصد سؤاله اجاب رافعا حاجبه الايسر : ولد خالتي... وولد ولد عم ابوي

: احلف بس ؟!

مال حلقه بابتسامه ساخره وهو يضع الهاتف جانبا....وصمت طويل.....

.
.

وصله صوت فهد ..الذي فرغ للتو من التحدث بهاتفه ووجده على وضعيته

: بشنو سرحان الصقـر ؟؟

عقد جبينه : الفكره تكبر في راسي يا فهد ...وكل يوم عن يوم اتمسك فيها اكثر ...

: تعوذ من ابليس يا صقر.. مو انت اللي تقول هالكلام ...انا ومشعل وحتى خالد يمكن نفكر فيها لكن انت لا

: ليش يا فهد؟ شنو عندي زود عنك؟ الحال من بعضه..والمر اللي تذوقونه مره ... انا اذوقه الاف المراات ..

: بس الهروب مو حل

: من قال هروب ؟ ... عمري ما فكرت اهرب من شي...لكن هالخطوه مواجهه اكثر منها هروب

: لا تفكر بنفسك... فكر باهلك يا الصقر..

: وهذا هو السبب يا فهد... صدقني هالخطوه ان خطيتها... فمالي فيها غير العنا

: اجل ليش تفكر فيها ؟

: لاجلكم انتم.... لاجل كل من هو مثلي ومثلكم ..

: منت سوبرمان والا الرجل الخارق فكر بالواقع يا صقر

: ابتسم على كلمة سوبر مان ...... وتوسعت ابتسامته على ملامح فهد الغاضبه ...

مال بجسده للخلف واراحـه على فراشه الارضي ....لتكون هذه آخر الكلمات لهذه الليله ..

وبدآيـــه لاحلام المستقبــل

.

.

بعد مضي يومان ..

وبعد ان اعلنت الشمس الودآع ... عانق هنا على الارض اللقــــاء ...

ارتفع الغنـاء بصوت النساء كبيرات السن من غير أي آلات موسيقه .. فقط باصواتهن التي لها نغمه مميزه تثير الشجن ..

وبتصفيق الفتيات والاطفال الحماسي الذي ارتفع صداه في الخيمه ..

.

"كان ذلك فرحا بعودة مشعـــل .. وخروجه من السجــــن بعد يومين قضاهن بين قضبانه...
لم يهدأ لهم فيها بال .. ولم يتذوقوا فيهن طعم الراحه ... ولم يعد فيهن صقر ولا فهد للمخيم الا به "

وخروجه اليوم سالما يستعدي كل هذه الفرحه الكبيره بعد الثناء على الله وشكره ...

.

ارتفع الغنـاء ...وزاد الحماس

واقتحمت ميثاء الوسط .. حركت جسدها بحركات ابهرت الحاضرات... واعجبتهن ...

كم هي سعيده بعودة شقيقها ...وتشعر بروحها تحلق فوق الارض ...

ارتفع التصفيق لها والتشجيع ... لتخرج بعدها وتدخل عهود .. وتشاركها دلال ولم يكنّ اقل من السابقه مهاره وابداع

لكن الاهم كانت تلك الابتسامه التي تعلو وجوه الجميع ... والفرحه التي ترفرف جوانحها بين افئدتهم

...

.
.

اسرعت بخطاها مع شقيقاتها عبير وغدير من مخيمهن قاصدات مخيم ام فهد...

يحملن العصير والحلا الذي اوصين والدهن به من الصباح الباكر ولم يعد به الا الآن ...

بينما سبقتهن شقيقتهن عهود ووالدتهن الى الخيمه منذ وقت ..

صمود بخطى عجله وانفاس شبه منقطعه : بسرعه يالله الحين يوصلون ...

اسرعن بخطاهن لتحذرهن عبير

: دربالكم بس لا يطيح العصير او ينكت ...

ترد غدير مطمئنه : لا ماسكته عدل ... صمود دربالج على الحلا ...

صمود : أي لااا....... وتباطأت خطواتها بخيبه.... : يوه شوفوهم وصلوا ...

وتوقفت خطواتهن ايضا في المنتصف ...يراقبن المشهد ..

توقفت السيارة عند الخيمه ... وترجل منها مشعل مع فهد وخالد.. وكذلك صقر يميزه طوله وشماغه الذي لفه ع الطريقه الاماراتيه

خرجن عمات مشعل يهنئنه واحتظنته امه بشوق وحنين وكذلك شقيقته ميثا ......

بينما ابتعد الشباب عنهم مسافه ...تتلقفهم اسئلة العمات عن الاحداث وعن ما جرى...

وفي الطريق الاخر..

اصوات ابواق السيارات تنطلق متواصله معبره عن السعاده والفرحه ...سياره

بها ثامر ......واخرى بها زيد ...

وما ان دخلن النساء ... بقين الفتيات يسترقن النظر من باب الخيمه على الحركات الاستعراضيه التي يقوم بها الشباب

وترتفع ضحكاتهن تاره.. وتنخفض لهمسات تاره لصراخ امهاتهن عليهن

.

توقف بسيارته عندما لمحها وسطهن ...وتسارعت انفاسها عندما راته يقترب...فالقت بالحلا ع الارض لتعلو صرخات

شقيقاتها : صموووووود ..لالالا

لم تهتم لصرخاتهن بل اخذت ترتب هندامها بارتباك وتثبت غطاء شعرها ....

توقف قريبا وانزل النافذه : مســـــاء الخيـر ..

رددن بصوت واحد : مســــاء النور .. اهلا زيد ...

: مبروك رجعت مشعل

رددن : الله يبارك فيك

توجه بنظراته اليها ليخصها الان بالحديث : مو قلت لج راح يطلع ... هذا احنا طلعناه ورجعناه ...

ابتسمت وحركت شفاها الثقيله لترد.... لكن صوت اجش قاطعها وقبض ملامحها المنبسطه لتنكمش فرفعت عنقها اليه

: صمـــــــــود داااخـــــــــــــــــــــل ياللــــــه

ابتلعت ريقها ..وانتقلت نظراتها بين سيارة زيد وصقر الذي يقف خلفها ..

ضرب بيده السياره : زيــــد اسبقنا ع مخيم الرجـال ...

لم تعجب زيد نبرته الآمره.... فتامله بغيض ليرفع الاخر حاجبيه : سمعت ؟!

حرك زيد سيارته بغضب حتى اثارت الغبار من خلفه الذي تصاعد كما الدخان من نظرات وانفاس صقر

صرخ بهن : شموقفكم هنيه ها ؟

اكتفت بنظرات حاده ارسلتها له.... بينما تحدثت غدير : نبي نروح الخيمه بس شفناكم عندها .. كنا ننطركم تبعدون عشان نقرب..

عبير بقلق : انا رايحه الخيمـــه ... وانطلقت بخطواتها المترجفه مسرعه نحوها غير آبهه بشقيقاتها خلفها...

رفع حاجبه يخاطب تلك الناقمه : مو عاجبج كلامي اشوف ؟

كان يشعر بزفيرها المشتعل.... لكنه اكثر اشتعالا منها ... الا يكفي ذاك الوجه المكشوف لتقف مع ذاك في منتصف الطريق ..

: يالله روحوا داخــل .. هالمره بعديها لكم ... بس ان شفت هالحركه مره ثانيه ماتلومون الا نفسكم

هزت غدير راسها وسحبت صمود من يدها : ان شاء الله

لتنطق الاخرى بهمس : حلال عليه حرام على غيره ؟

رفع حاجبه ولما استوعب كلماتها صرخ بها: صمــــــــــــــــود ...

التفتت اليه فهمس بغضب: ان ما تعدلتي وربي لاعدلج انا .....ترا ما تعجزني وحده مثلج .... ما يكفي هالوجه اللي كاشفته للرايح والجاي ....

: مالك حق تكلمي... امي راضيه .. وهم عمامي ما كلموني... انت تكلمي ليش ...

: اكلمج واذا بغيت اشق الارض وادفنج فيها ومحد يتكلم فاهمه ؟؟؟

اغرورقت عينا غدير بالدموع خوفا... بينما بقيت نظرات تلك حاده صعبه...

غدير تشد يد شقيقتها وبهمس: يالله صمـــود تكفين يالله

غادرت تنفث دخانا وتزفر نارا

كم ودد لو يدفنها حيـــه .. هنا في هذه الارض...

....

استقبلهن دلال وعهود عند باب الخيمه

دلال: اشصار ؟ ليش تاخرتوا.... كان لديهن خبر من عبير... لكن اردن صورة اوضح ..

دفعتهن صمود لتشق صفهن للداخل وتمتمت بغضب : اخوج الله ياخذه

شهقت دلال ويدها على صدرها : بسم الله عليه

التفتت لها صمود بوجه محتقن ورفعت حاجبها

: ياليته بس يهتم بنفسه واهله ويكفي الناس شره ...(ورفعت اصبعها مهدده ) ترا للحين ساكته عنه..

وربي ان انفجرت ماخاف ولا من اللي اكبر منه ...

لم تسمع منهن رد لكنها شعرت بيد تسحبها بقوه لخارج الخيمه ..التفتت نحوها.. لتوجه اليها والدتها انتقادها

: صمود شهالكلام اللي سمعته مو عيب ؟

مسحت على ذراعها بالم : شنو سمعتي ؟

: كلامج مع دلال ...مو عيب يا صمود .. عيب ..صقر مو بس اخو دلال... تراه ولد عمج واخوج وولدي قبلج انتي قبل ما

تشوفين الدنيا .. تقولين خليه باهله ؟ لو كان همه بس اهله جان ما شفنا مشعل وقبله خالد وثامر...

ولا جان كل ما سافرت قلبي مطمئن عليج وعلى عهود لاني اوصيه عليكم ..ناسيه اشكثر يتعنى لكم ..

وماخلا شي قاصركم ... حتى لو كان لكم اخو مني ومن ابوكم ما سوى اللي سواه صقر الحين تنكرينه يا صمود؟!

هربت بنظراتها بعيدا عن نظرات والدتها ..التي بدت معاتبه .. ومتضايقه من تصرفها..

: وانا معطيته كامل التصرف فيج وبخواتج كـ اخو واكثر ... يعني لو شنو يسوي انا سامحتله

توسعت عيناها صدمه ...بينما حركت والدتها راسها بالايجاب

: مثل ما قلت لج ...

.

.

هناك بقرب النــار المتضرمه ... جلس قوم حولها... يتسامرون ..

وآخرين فضلـوا الوقوف قريبـــــا ..

استند ثامرعلى السياره : أي يامشيعل الدنيا ماتسوى بدونك

ابتسم مشعل لكنها ابتسامه تخالطها المراره : كثر منها ... راح تتعب وانت تقولها ..

ناصر : زين الحين تقول مسكوك على الاجازه لانها منتهيه .. ليش ما تجددها ؟ لمتى تنطر ؟

مشعـل : تدري انها ما تتجدد...

ناصر باستغراب : شلون يعنـي .. ما تجدد ... وليش يمسكونكم ؟

ثامر : هذا اللي صاير .. الاجازه الجديده ما تطلع .. والقديمه ما تجدد ... وان امسكوك عاقبوك؟

ناصـر : احلف بس

تحدث صقر القادم للتو : لا في قانون جديد ..صارت تتجدد .. والجديده تطلع

مشعل : ليش ما قلتوا ؟ شنو ناطرين اجل..

صقر : أي ماسمعت الشروط الباقيــــه

مشعل : أي نسيت كلمة بشرط... من كثر ما تعودنا عليها نسيناها ...

ثامر بحماس : بشرط شنو ؟

صقر : توقع على مستند انه لك اصل من الدوله الفلانيه ...

ثامر : واذا ما عندي اصل ولا فصل من الدوله الفلانيه ولا العلانيه

مال فم صقر بابتسامة : توقع انك مقيم هنيه بصورة غير قانونيه ....

توسعت محاجرهم ونطقوا كلهم بصوت واحد : يااا سلالالالام ....

اوقف سيارته بقوه وعجل حتى احدثت صوتا ... واتاه مندفعـا وصوته الثائر يسبقه

: هيه انت... شهالاسلوب اللي كلمتني فيه... تراني مو اصغر عيالك ...و..

نظر اليه صقر بطرف عينه ثم تجاهله واستمر بالحديث مع ابناء عمومته..

لكن زيد اقترب ودفعه من كتفه :هيه انت ما اكلمــــــ

لم يكمل جملته ... لانه اصبح معلق بين السما والارض بقبضة صقر ويحترق بنظراته ...

ابقاه لثواني ...

ثم انزله ومازال يشد على اعلا ثوبه بقبضته ... وتكلم من بين اسنانه بهمس بحيث لايسمعه الا هو ...

شوف يا زيـد انت رجال منت صغير وعارف علوم الرجال

وبيوت الحمايل لها بيبان تطقها وتدخل.... اما سوالف الدرايش والسطوح فهذي مو عندنا هذي لغيرنا احنا آل ..الـ...

اذا عندك شي... وناوي عليــه .. طق الباب.....

فاهم ؟!!

لم يجب الاخر اللي ضاع بنظراته.....

ناصر وفهد وخالد يتدخلون : اذكروا الله شنو صاير ...

افلت صقر قبضته .. فانطلق زيد يتوعده ويتهدد ...

راح تندم ياصقـــر وربي راح تندم

وعـود 09-03-12 10:50 PM

... المعزوفة الثالثةاولاد ابوفيصل (الجد)

1- ابوصقر اولاده ( صقر – دلال )..
2- ابوفيصل ( فيصل – عهود – صمود )
3- ابوخالد ( خالد – ثامر )
4- ابوفهد ( فهد – مشعل – ميثا )

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

اولاد ابوفايز ( الجد )

1- ابـولافــي متزوج من ام لافي زوجته الاولى ) اولاده منها ( جواهر – فجر )
(وزوجته الثانيه ام فيصل) اولاده منها ( غدير – عبير )

2- ابـوناصـــر (متزوج اخت ام فيصل – وام صقر )
واولاده ( ناصر – حصه – زيد - مريم )

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

ام فيصل + ام صقر + ام ناصر = شقيقات ..

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

بقايا آثار وأطلال كذلك بدا هذا المكان الذي انتعش منذ أيام مضت ليعود إلى بياته وصمته متطلع بشوق إلى اللقاء القادم...

اجتهد الشباب في إسقاط المخيمات .. وترتيبها ثم نقلها للسيارات .. وانشغلت الأمهات والفتيات في تجميع باقي الحاجيات ...

انطلق صوتها المتعب من خلف الحاجيات ومن بين ضجيج النقل والتنقل ...

: يالله غدور هذا اخر صندوق وديه السياره

اقتربت بخطى منهكه وهي تمسح جبينها تعبا : ان شاءالله ...

سالتها عاقده جبينها : وين خواتج ... صمود وعهود و...

انحنت غدير تلتقط الصندق : صمود وعبير يجمعون اغراض خيمتنا .. وعهود بخيمة المطبخ ..

قالت برضى : يالله يمه خفوا ادينكم شوي الناس تحركت وابوج شوي وراجع ...

ردت وهي خارجه : ان شاءالله يمه ان شاءالله ...

لكن توقفت عندما وصلها صوته من خارج الخيمه ثم رات صورته... فعادت ادراجها بحذر وهي تلتفت

لوالدتها : ولد خالتي صقر وعيال عمه ؟

نهضت والدتها بصعوبه بعد ان ابعدت عنها الحاجيات .. ثم تقدمت بخطواتها وهي تثبت غطاء شعرها ووجهها ..

: هلا يمه صقير

رغم ان لفظ اسمه بهذه الطريقه تصغير له لكنه يحبه منها .. خاصه ان صوتها يحمل تلك النبره

ذاتها من صوت ذاك الراحل ..

لايعلم ان كانت تلك النبره هي الحنيه او الشجن او ذلك الالم الدفين في اعماق القلب ... لكن ما يعلمه انها تعيد

اليه ذكراه .. كما تعيدها تلك المتمرده التي تمثل لوحه منسوخه منه بشكل انثى

: هلا يمه صقير

: بالمهلي .. (قبل راسها ) شلونج يا خاله عساج ماتعبتي بس

: الحمدلله ياولدي دامك بخير انا بخير ...رمقت بني عمومته يقفون بعيدا فاشارت بيدها للخيمه

: ادخل ياصقر والا تستحي مني ؟

ابتسم ممسك يدها بحنيه : ان استحيت من امي بستحي منج ... بس جايين انا والشباب نشيل الخيام

اذا خلصتوا منهم

قالت بخجل : لا يمه ليش اتعب عمرك ... ابولافي موجود .. والبنــ

قاطعها : افا بس... واحنا وين رحنا ؟ ابولافي راح يودي الاغرض .. واحنا بنطيح الخيام ونلفها على

مايوصل لاجل ما تتاخرون ...بس سويلنا درب يام فيصل ...

: الله يعطيكم العافيه ياولدي... ثواني بس ...

ابتعد صقر عن المخيم لابناء عمه تاركا المجال للفتيات حتى يخرجن من الخيام ...

وماهي الا دقايق حتى خرجن متسترات تسبقهن والدتهن ...

اشار لابناء عمه باتجاه المخيم ... وتوجه هو لـ خالته : خلينا اوصلج للمخيم

: لا مايحتاج يمه .. هذا هو مخيم ام ناصر

تحركت نظراته لذاك المخيم .. فلمحه يقف امام سيارته ..

تحدث : الا الوالده تسال عنج ووصتني اقولج...ما بخاطرج تروحين عندها وعماتي ؟

التفتت لبناتها ولمحت ملامح صمود الغاضبه وبداية اعتراض سينفجر من شفتيها ..فردت

: أي والله بخاطري اروح عندهم قعدتهم ما تنمل ..خليني اسلم على ام ناصر لانهم بيمشون الحين ...

وبعدها اروح عند امك

لم تخفى عليه تلك الابتسامه الخبيثه التي ارتسمت على تلك الشفاه..فرد متمثل الثقه: حياج الله ...

.

اقتربت ميثا بعباءتها وغطاها : السلام عليكم

ام صقر ودلال : وعليكم السلام

ميثا : يالله عمتي القهوه عندنا هناك ع الفرشه على ما يخلصون الشباب

همست دلال وهي ترفع يدي والدتها عن الصندوق : يمه روحي ارتاحي مابقى غير هالصناديق اسكرها وخلاص...

: مو تعبانه يمه ... خلينا نخلص منهم ونرتاح

: لاتعاندين .. ويالله روحي مع عماتي ارتاحي .. واشربي قهوه وجاي وانا بخلص الباقي...

ميثا بابتسامه: وانا بساعدها .. يالله عمتي روحي ارتاحي

رفعت يديها بالدعاء : الله يوفقكم يا بناتي ويستر عليكم اللهم امين...

ابتسمن بعفويه من تلك الدعوات الصادقه التي ارتفعت للسماء .... ثم التفتن لبعضهن وتوسعت الابتسامه

ميثا : شكل الدعوه بتصيبج الاول ... والله يرحم حالنا ..

دلال : ههههههههه الله يقطع ابليسج ... يالله ساعديني

جلست ميثا بقرب الصندوق تجمع به الاغراض التي حوله ...: ماشفتي صمود اليوم ؟

رفعت دلال راسها باستغراب : صمود ؟ لا ليش شنو صاير ؟

مطت شفتيها بانزعاج : لا ابد... بس ماعجبتني امس ... والكـ ...

قاطعتها دلال : ماعليه انا عاذرتها يا ميثا ... محد يا ميثا يعرف صمود كثري تراهي اضعف من الشخصيه

التي تورينا اياها .. اضعف بوايد .... تعاني وتكتم وتشيل بقلبها ..

عقدت ميثا جبينها : من شنو تعاني ؟ هذا احنا حالنا حالها ؟

: صح ميثا .. بس صمود انسانه حساسه لابعد حد.... صح عاشت طفولتها عندنا وتربت في بيتنا ..بس بعدين

التحقت بامها .. وخواتها .. وخوات خواتها وخالتها وعيالها ..

يعني بعدت عن مجتمعنا بمجتمع ثاني يختلف عنا ...

حركت راسها باستغراب : يختلف ؟؟ بشنو يختلف

: يختلف بوايد اشياء... يعني شوفينا احنا شهادة متوسط وابتدائي... وعمرنا ماطلعنا لبرا الديره ..

واحلامنا ما تتعدى الامن .. الاستقرار .. وان كبرت احلامنا حيل .. نفكر بالزواج والاولاد..

هزت ميثا راسها مصغيه ..

: صمود عاشت مع ناس .. شهاداتها جامعيه .. تسافر بالسنه مره واثنين ... من تبلغ ال 18 تطلع ليسن

وتسوق سياره ..اقل شي يكون عندها تلفون حسب الموضه .. علاجها مجاني مدارسها مجانيه ما تخجل من

هويتها.. تتوظف وظيفه حكوميه ..عندها بطاقة بنكيه وتقبض معاش شهري يعني مستقبلها مضمون 99%....

لكن صمود وين من هذا كله ... تحس انها النكره اللي بينهم.... اللي راح يتوقف تعليمها للثانوي...وتسكر

على شهادتها الصندوق ...تخجل من هويتها لانها بينهم غير .. علاجها بفلوس وتحلم تتوظف والا تدخل

الجامعه ... تحلم تسـ ....

قاطعتها : بس هي احسن حال منا .. ع الاقل امها كويتيه .. لها مميزات خاصه .. يعني مدرستها

مجانيه وكملت تعليمها..ويمكن تتحسن لها الامور وتدخل الجامعه تتوظف

:.. صح المدرسه مجانيه..؟ بس واثباتها ؟ والعلاج ؟ والسفر ؟ والشهاده والجامعه ؟ ...والوظيفه؟ والليسن ؟

: مممم زين واختها عهود ؟

: عهود مثل حالتها ... بس الله فتح عليها .. وان شاءالله بتطلع من هذا كله بزواجها من ناصر

: أي .. الله يوفقها ... ويوفقنا ..

: آميــن ..

.

وقف في المنتصف يرمق ذلك الافق البعيد والفضاء الواسع بعينين حالمتين ونظرات متامله بالقادم خير ..

: بشنو سرحان السيد مشعل

رمقه مشعل بنظره خاطفه وعاد لما كان عليه مع شبح ابتسامه ...

تحدث خالد بعد ان اقترب اكثر : ماودك نرجع ها ؟

تنهد والتفت اليه: تصدق ايه ...(ابتسم خالد واكمل مشعل ) يظل هالمكان يعني لك اشياء واشياء...

يكفي انك تحس فيه بانك طير حر...بلا قيد يقيدك ولا دنيا تضيق عليك...

توسعت ابتسامة خالد : تراه موجود مايتحرك متى ما حنيت له تعال ما تردك الا سيارتك ...

اتسعت ابتسامة مشعل واردف قائلا : ما قلت لك ؟

خالد : بشر عساه بس خير؟

سكت ثواني يترقب نظرات خالد المتعطشه للخبر.. ثم قال : انقبلت بالوظيفه ...

كشت ملامح خالد .. ثم انبسطت بفرحه : احلف ... ( صافحه بحراره وشد على يديه ) الف الف مبرووك ...

ياخي واقف عندك من الصبح وما تقول بس طايح لي تغزل بالبر

ابتسم مشعل : قبل شوي جتني مكالمه منهم .. الظاهر واسطة صقر اشتغلت ....

: الحمدلله ...والله يوفقك يابوسعود وانشوف سعود قريبا

: خلنا نشوف وليد بالاول ... وابد لك مني سعود يكون وراه ....

قهقه خالد ضاحكا ..وشاركه مشعل ...

مشعل : تصدق افكر مرات لو في من صقر اثنين بعايلتنا

كشت ملامح خالد بالم ثم قال : كان فيه بس .... الله يرحمه

استوعب مشعل قصده فهمس باسف : الله يرحمه ...

: صدقني مشعل صقر انسان حاله حالنا يتعب ويتالم ويكتم لكن الفرق بينا وبينه انه يتعلم من المصايب اللي

تصيبه وما يخاف من التجربه.. احنا عيبنا نتوجس من كل شي جديد ... ولما نطيح صح نقوم لكن ما نتعلم ما

ناخذ حصانه من هالالم .. همنا انا نقوم وبس...

: اللي مساعد صقر كمية المعارف اللي يعرفهم .. يعني ماشاءالله معارفه مراكز وشي بالدوله

: ما عرفهم بالساهل....تراه راعي فزعه .. يكفي دوره بالغزو... ودم ابوه الشهيد....

: الله يرحمه ... الله يرحمه ..فقدنا اثنين ..ضاع دمهم هدر

همس بالم : ان ضاع حقهم عند البشر فما يضيع عند رب البشر ..

.

اقتربت بخطى ثقيله نحو تلك المنشغله بجمع الحاجيات واغلاق الصناديق ... احدثت صوتا بخطواتها لتلتفت اليها الاخرى مرحبه

: هلا والله بدودي ... ها خلصتوا ؟

: هزت راسها وهي تسحب نفسا ... ثم تطلق حروفها بهدوء اي خلصنا وانتي للحين؟

: ماشاءالله عليكم ... بغى شويت اغراض بس واسكر الصناديق...

تقدمت منها صمود تساعدها بحمل الصناديق والحقائب الى السيارة

طول فترة حمل الاغراض والحقائب لم تتفوه صمود بكلمه .. سوى بابتسامات رسمتها مجاملة لدلال التي تحاول ان تستدرجها بالحديث... فتطلق نكته او تعلق على حدث او
تذكرها بقصة قديمه .... فدلال تعرفها جيدا ... وتعرف ان كان في قلب تلك الفتاة حديثا يصعب إخراجه ...إلا بالاستدراج ...

وضعت صمود الصندوق الأخير .. ونفضت يديها مرارا وكأنها في كل مره تسال نفسها اافعل ام لا ؟؟.... سكتت ..ثم همست : دلول آسفه

التفتت اليها دلال باستغراب ..وعقدت حاجبيها مستنكره : على شنو ؟

بعثرت صمود نظراتها في الفضاء : ممم (وعادت تنظر الى عيني دلال ) على الكلام اللي قلته امس...

لانت ملامح الاخرى وارتسمت على وجهها ابتسامه صادقه ...: ادري انج ما تقصدين ...

تحركت صمود قاصدة التحرر من الضيق الذي يلفها وتبعتها دلال بالخطى البطيئه تجاريها

جلست صمود على مقدمة السياره واستندت دلال عليها لتقابلها

: تعبت دلال ..

: تعبتي ؟ من شنو تعبتي ؟

: تعبت من الوضع اللي انا فيه ... تعبت من مستقبلي المظلم اللي كل ما الونه احس انه يرجع قاتم مثل ماكان ...

: ليش تحسين انج وحيده بهالشي... كلنا مثلج

: وشنو ذنبي اذا انتم راضيين باللي انتوا فيه ؟

: القناعه كنز لايفنى

: لايا دلال لا .. هذي مو قناعه ... هذا رضوخ استسلام ..دلول يمكن انتي وميثا ماتحسون باحساسي ... يمكن لان البيئه اللي عشتوا فيها ما تحسسكم بالفرق ولا بنظرة
اللاشي ...

: دودي خواتج والا خواتهم جواهر وفجر ياذونج بشي؟

: لا .. ومو لازم احد يقول... انا اشوف يادلال اشوف.. واسمع ... واحس.... انا انسانه يا دلال ...

دلال : وزيد حبل نجاتج ؟!!

توسعت عيناها ثم ضاقت وهي تنظر لدلال بتعجب...

دلال : لاتتعلقين بغير ربج .... الامل فيه وحده.....وغيره ماتضمنين انه يخيبج يا صمود

ضاقت عيناها اكثر : شنو تقصدين

: ان بقدر تعلقج بغير ربج راح تكون قوة سقوطج

صمود تعقد جبينها باستغراب : دلال سامعه شي ؟!

ابتسمت وحركت راسها نافيه: زيد ولد خالتي مثلج تمام ... لكن فكري عدل...لاتحطمين مستقبلج بس لانه طوق نجاه

توسعت ابتسامة صمود الساخره وأطلقت ضحكاتها التي كتمتها بأناملها: هههههه مستقبل ؟؟ هههه أي مستقبل يا دلال ؟؟...المستقبل ضايع فيه وبدونه ...

امتدت يد دلال لتمسك بيد تلك الضعيفه : صمود جاوبيني بصدق ... زيد حلم طفوله ..... والا طوق نجاة

كشت ملامح الاخرى وكانها صدمت بالسؤال او لم تسالهُ نفسها من قبل...سكتت ونظرات دلال المترقبه تلتهمها..... همست بعد تفكير صامت : ليش مايكون الاثنين ...

:

.

.

في تلك الجلســه الهادئــه قــرب السيــارات الممتلئـه بالاغــراض

التقط صقــر الدلـه من النـــار..

وقام بصب القهوه... ناول اعمامه الفناجيل .. واحد تلو الاخر حتى اهتزت بيدهم معلنة الكفايه ...

بعد همسات تداولها صقر مع عمه بو خالد .. ربت على كتفه يطمنه ...

والتفت لفهد الذي جلس بقربه وسالـه بهمس : شخبار الموضوع فيه جديد؟

التفت اليه ورد بهمس مماثل : يبيله قعده يا فهد... ماطلع سهل مثل ما توقعنا ..

عقد جبينه : له .. شنو سمعت ؟

همس : لي قعده معاك .. بس خلها لوقتها ...

حرك راسه بلايجاب : الله يقدم اللي فيه الخير ..

رد بــ : آميـــن ... وصمت عندما لمح ذاك الشاب قريبا هناك .. يتحدث مع مشعل وخالد ..

فنهض بعد ان ربت على فخذ فهد : شوي وراجع ...

.

راقبه فهد حيث ذهب... والتقطت نظرات بوخالد الموقف الذي عرف مسبقا مالذي سيقدم عليه ....

اقترب صقر منهم واشار بيده : ثااامـــر

التفت الشاب اليه وضيق عينيه ليشير اليه صقر بمفتاح السياره : تعال قرب

اسرع اليه ثامر بن السادسه عشر .. واتسعت ابتسامته عندما قال له صقر ملوحا اليه بالمفتاح

: تبي تجرب ؟!!

اتسعت ابتسامته : اكيـــد

رفع حاجبه : واثق

حرك راسه : مليون بالميه

رمى صقر اليه المفتاح وسبقه الى السياره من الباب الثاني ..

صعد ثامر بحماس وادار المحرك ... وصقر يراقبه بصمت .. كمن يترقب فريسته لينقض عليها ...

حرك السياره ببطء .. وهو يختلس النظر للصقر بقربه الذي بدا عليه الهدوء

لحظاات ..

ووصله صوته : دوس بانزين

التفت اليه بحذر : عادي ؟!!

اسند صقر ظهره للمقعد وقال بثقه : خذ راحتك .....بس ابعد عن المخيم ..

هز راسه بحماس .. وما ان ابتعد حتى زاد السرعه واخذ يلف ويدور ..

وكأن به طاقه فرغها في تلك الحركات المتهوره ....

دقيقتان ثلاث الى قرابة العشر .. هدأت سرعته ... ولانت ملامحه وسكنت انفاسه المتوتره ليسرح في البعيد...

: ليش متعب ابوك يا ثامر ؟

همس: ابوي متعب عمره .. انا ما سويت شي ... يعني غصب الا اكمل دراستي ...

صقر ببرود: فيه اهم من الدراسه بعمرك ؟

ثامر بجديه : أي الشغل... لمتى ابوي يصرف علي ....

صقر : اظن ابوك ما شتكى لك

: مو لازم انا عارف انه يتعب .. ولازم اشيل نفسي

: وتشيلها بدون شهاده ؟

: هذا مشعل توسطت له وتوظف ... والتفت اليه ) تقدر تتوسط لي

: مشعل عمره 26 ... وربي ماكتب له يكمل دراسته مثلك ... كان يحلم بالشهاده .. بس ظروفه صعبه ... وانت قدامك الوقت ليش تضيع فرصتك

: ليش اضيع عمري بالشهاده وانا ماراح استفيد منها ... ابسط شي ما عندي تلفون مثل ربعي...

: ما عندك تلفون ولاعندك سياره مثلهم بعد ؟ ولا مصروف عدل ؟ ولا تقدر تسافر ؟ ولا عندك اثبات ..ولا ولا ولا.. تبيني اكمل ؟

ضيق ثامر عيونه يستوعب كلام صقر ...

فكمل صقر : ثامر.. لو بقينا نطالع ونتحسر ونتمنى .. عمرها الامنيه ماتتحقق ... ولا الشي اللي نبيه يجينا...

: شلون ؟

: لازم نتعب ... لازم تركض ورا حلمك... امنيتك ... تبي تلفون ادرس وتخرج واشتغل وجيبه بفلوسك... تبي سياره نفس الشي... تبي اثبات دافع عن حقك

: وانطر كل هالوقت عشان احقق اسهل امنيه الكل يحصل عليها بلاجهد ...

: انت غير الكل... وبعدين هالوقت اللي تنطره وانت مخطط فيه .. ما نعتبره ضايع ابد ... الا هو الوقت المحفوظ من حياتك

: لو اني بس اهاجر قبل ما يروح عمري قهر

: حتى لو هاجرت ماراح تحصل شي بالساهل ... وماراح تكون عندك العصا السحريه ..و ماتنفعك الا شهادتك... والا تبي تروح تكون عاله ع المجتمع هناك ؟

: يعني اذا تخرجت وما توظفت ولا دخلت الجامعه يخليني ابوي اهاجر؟

: انت اخلص منها وتخرج وما يصير الا اللي يرضيك ...

: وعــــــد!!

رد صقر رافعا حاجبه : اخلفت لك وعد من قبل ؟

هز راسه نافيا : ابد ... اثق فيك ....

اشار براسه نحو المخيم : رجعنا للمخيم يا شيخ ثامر ...

اجاب بابتسامة واسعه : تم ..

.

امتزجت الوان الغروب بلحظات الوداع ...

واستعدت السيارات للانطلاق ... وماهي الا دقائق .. حتى انطلقت بركابها وشقت طريقها برا الى ان اعتلت الشارع ...

سياراتهم تتبع بعضها بعضا .. يتقدمها .. صقر ...

في سيارة صقر .. والدته وشقيقته ..كان كل منهم في عالمه ... وصوت الاذاعه يصدح في السياره ..

همست دلال: صقر عادي اتكلم بتلفونك ؟

: التقط الهاتف وناولها اياه بصمت فقالت : بكلم صمود ( تعلم انه يثق بها ولا يريد ان يجرحها بسؤالها من تكلم .. لكن تعلم رغبته بمعرفة ذلك منها )

حرك راسه مع شبه ابتسامه وخفض صوت الراديو رافعا نظارته السوداء لعينيه ..

وصلها الصوت من الطرف الاخر : هلا دليِّـــــل ...

دلال : هلا صميد

: وجــع

دلال : عيب تراني اكبر منج .. اوف بس ناس ما تستحي ...

صمود : اخلصي.. ترا زحمه وحشره بالغصب اجر نفسي وبالطيب اتنفس

: هههههه تستاهلين قلت لج تجين معانا

: احلفي بس.. لو آخر سياره بالدنيا ....

: يحصلج بس....شلون الاوضاع عندكم ؟

: تمام .. اذا فيه شي بكلمج على طول ...

: أي لا تنسين

: تعالي لحظه... خلي التلفون عندج ...

توسعت ابتسامة دلال بخبث : أي أي اكيد عندي ...

.

عبير لم تكف عن الحديث والضحك تاره مع والدتها وتاره مع والدها واخرى مع

شقيقاتها... وعهود مسترخيه بقربها بعالمها الحالم تتبعها غدير المنشغله مع صمود برؤية

مقاطع وصور بالهاتف ..

الوالده (ام فيصل ) : صمود يمه اتصلي على دلال ... هذا تفتيش قدامنا

سالت صمود بسرعه: وين ؟؟ واعتدلت بجلستها حتى شاهدته يبعد امتارا ...فقالت : أي ان شاءالله يمه الحين بكلمها...

سحبت الهاتف بقوة من غدير التي تشبثت به بقوة ومالت بجسدها عليه تحبسه بين يديها وبعد صراع وضرب

مبرح .. ظفرت به صمود مع ضحكاتها وتوجع غدير من ضرباتها المتوحشه....ضغطت

صمود الزر وهي تتفادي يد غدير التي تحاول التشويش عليها وانتزاعه ... ثواني ورفع الخط ..

: دليِّــل في تفتيش قدامنا قولي للسّبع يبرز عضلاته ...هه هه

: السبع ما يحتاج يبرزها لانها بارزه ...يـ

ضغطت زر الاغلاق وشهقت صدمه احست بقوة اندفاع الدماء لوجهها حتى كاد ينفجر...

كان ذاك صوته الاجش ..يتخلله نبرته القاتله ..

ضربتها غدير : هيي .. شنو فيه ؟؟

ثواني حتى استوعبت صمود والتفتت اليها : مآ .. مم ..ما وارتفعت اناملها لشفاها المرتجفه ثم انفجرت ضاحكه ..

شاركتها غدير الضحك على شكلها الغريب

لتهز عبير راسها : لاحول ولاقوة الا بـ ... لم تكملها لانها تلقت الضربه من صمود

فصرخت عبيـــر..

وصرخت عهود : بس بس ذبحتوني .. حشى يهال مو حريم اشكبر الوحده ...

صرخ ابولافي يخفف حدة الوضع : بس بنات وبعدين ؟؟؟

وقاطعتهم الوالده : صمود كلمتي دلال ؟؟؟

التقت عينا صمود بغدير التي تفهمها جيدا ... فابتسم كلاهما وردت: ايه ايه يمه كلمتها ...

وتبعتها بهمسه : والله ما خليها لج يا دليِّــــل المعفنه .... ثم ابتسمت بخبث وكتفت يديها : بس هم سوت حسنه .. هه

هناك عند نقطة التفتيش....

توقف ابولافي بثقه وراحه ... خلفه بسيارتين صقر وعمانه .. وابناء عمومته ...يتوجسون خيفه

تحركت سيارة بولافي بعد ابرازه الهويه....وخفف من سرعته للاطمئنان على من خلفه بعد اصرار ام فيصل عليه بفعل ذلك....

بينما التفتت ارقابهن للخلف يراقبن الوضع بحذر...

انطلقت السيارتان بعد وقفه قصيره ...ثم كان دور الصقر ..

توقف..

و........

وعـود 09-03-12 10:51 PM

بكره ان شاء الله راح أنزل ثلاث بارتات

ويارب تكون الروايه عجبتكم

..

وعـود 10-03-12 05:55 PM

المعزوفة الرابعة

عزف المحاجر



قمة الالم ان تبتسم من بين الدموع ...

هناك عند نقطة التفتيش....

توقف ابولافي بثقة وطمأنينه ... بينما يقف خلفه بسيارتين صقر ثم أعمامه .. وأبناء عمومته ...يتوجسون خيفة

تحركت سيارة ابولافي بعد ابرازه الهويه....وخفف من سرعته للاطمئنان على من خلفه بعد اصرار ام فيصل عليه بفعل ذلك....

: بولافي خفف شوي خلينا نطمن عليهم ..

: ماعليهم باس ان شاءالله لا تخافين

: ان شاءالله ان شاءالله...بس وقف شوي خلينا نشوفهم...

توقف بولافي جانبا كما ارادت ...ولم يفتر لسانها عن الدعاء لهم

بينما التفتت ارقاب الفتيات للخلف يراقبن الوضع بحذر...

انطلقت السيارتان بعد وقفه قصيره ...ثم كان دور الصقر ..

توقف..

و........

ترجل من سيارته مغلقا الباب خلفــــه ...

حينها بلغت القلوب الحناجر ...وشخصت الابصار بقوه لتلتقط الاحداث بدقه ...

نزل بعدها .. العم بوخالد وبو فهد .. وكذلك الشباب من سياراتهم .. همس لهم صقر بكلمات فعادوا ادراجهم بعد تردد منهم والحاح منه ..

ضربات القلوب ارتفعت بارتفاع حرارة الموقف وصعوبته

لكن طيف ابتسامه ارتسم على الشفاه المضطربه عندما صافح صقر الضابط ..وقدم له الهويه ..

تاملها الضابط برفق وعينا صقر تلتهم تعابير وجهه :حيالله صقر الـ ******

رد صقر بثقه : الله يحييك .. وارتسمت ملامح الراحه على وجوه الأعمام ...

رفع الضابط راسه ناظرا اليه : آمر يا الصقر

حرك صقر عمامته ليثبتها بيديه : ما يآمر عليك عدو يالغالي ... السيارات الاربع اللي وراي لـ عمامي ...

تحركت نظرات الضابط لهم .. تاملهم برهه وضيق عينيه لثواني .... ثم اشار لهم بيده ليتحركوا ....

فانطلق كل بسيارته بعجل تحركت الاولى ... فالثانيه الى الرابعه ...وسط زفرات الراحه وتنهدات الحمد ..

اعاد الهويه الى صقر بابتسامه : تآمر على شي ؟

: سلامتك ما قصرت ياخوي ...وصافحه اخرى ...

ثم ركب سيارته ليلحق بهم .. ويده الاخرى تضغط أزرة الهاتف بمهاره ..

وصله صوته المألوف : بشر؟

تكلم صقر بامتنان ممزوج بنبرة صوته الواثقه : ما قصرت يابو نواف نردها لك بالافراح

زفر الاخر براحه : خيرك سابق يابوفيصل ... اذا وصلت كلمني

: صار... فمان الله

: فمان الكريم

/ بعد اسبوعين /

بلادي وان جارت عليَّ عزيزةٌ ........واهلي وان ظنوا عليَّ كرامُ

.

.

ذكـــــــرى آلم

لا اعلم الي متى ستظل هذه الصورة تلازمني وتزاحم افكاري وتستبيح بعنف وشده عقلي وخيالي ...

كلما مررت اعتاب هذا المكان ...

طفلتين .. بجديلتين في صباح باكر .. ويوم ممطر بائس ...حجبت فيه الغيوم نور الشمس

وتعكر صفو السمـاء ببرق ورعد يصم الاذان ويخطف الابصار

استرقت لهن النظر من نافذة الغرفه ..

تقفان في فناء المنزل الخلفي تعانقت ايديهن الصغيره ببعضها ... بللتهن حبات المطر اللي امتزجت بسيل

الدموع وغسلت ملامحهن البريئة معلنه بدايه العناء...

تزداد شهقاتهن بترديد النشيد الذي ينطلق من احدى المدارس القريبه...

النشيد اللي حفظناه عن ظهر قلب... النشيد الذي غرسه ءاباؤنا في قلوبنا وسقونا اياه كلمه كلمه وحرفا حرفا.....

حتى ارتوت بحبه دماءنا .. ونبضت به عروقنا .. واثمرت به جوارحنا..

ارتفع النشيد .. وارتفعت صيحاتهن.. كخناجر حاده صامته تغرس بصدري ....

وطني الكويت سلمت للمجدِ ... وعلى جبينك طالعُ السعدِ

وطني الكويت سلمت للمجدِ ... وعلى جبينك طالعُ السعدِ

وطني الكويت.... وطني الكويت.....

وطني الكويت سلمتَ للمجدِ

لم تشفع صيحاتهن ولا نداء توسلاتهن ....

فالمدرسه اصبحت محرمه عليهن منذ هذه اللحظه ... ومقاعدهن استبدلتهن بغيرهن بلا ذنب ارتكبنه ...

ولان عقلهن الصغير عاجز ان يفهم السبب او يستوعبه .. كان الصمت جوابا لاسئلتهن ؟!

.

: يالله صقـــــــر

التفت اليها ... وكأن الحدث بالامس... فلاتزال نظرة الالم تستوطنها رغم شبح الابتسامه على شفاهها .. أي مستقبل ينتظرنا وينتظرك يا دلال ؟

سألها : خلصتي؟

حركت راسها بالايجاب : أي خلصت ...

عبث بجيب ثوبه يتاكد من وجود مفاتحه وهمس بعد ان سبقها بخطواته : يالله

________________________________________
بلادي وان جارت علي عزيزة ........ واهلي وان ظنوا علي كرام

25 / 26 فبراير ...

ايام رائعه ومفرحه وبها يتجدد الالم وتزداد الحســـره..

يوم الاستقلال .. يتبعه يوم التحرير ..وعطلة اخرى تمتد لاسبوع واكثر ...بعد هذ اليوم الدراسي...

عجبا ؟!! ان كنا لا ننتمي لها .. فلماذا تغمرنا الفرحه باعيادها ؟...وما سبب ذاك الفخر والاعتزاز الذي نشعر به عندما نتغنى بحروفها ونترنم بعشقها...

هل هناك من يساوم على وطنيته وحبه لوطنه؟

أمجرد ورقه شرط لاثبات الحب والانتماء للوطن ؟!! كم ممن يملك تلك الورقه ولا يشعر بهذا الشعور؟

وكم ممن يفتقدها يقدم روحه على كفه فداء لها ...؟

الوطنيه شعور يصعب اثباته بكلمات وأوراق .. كما يصعب انتزاعه باكبر قوة على وجه الارض ..

هو شعور يستوطن النفس وتنبض به عروق القلب لتحلق الروح وتسمو به بعيدا عن العنصريه وزيف الشعارات ..

وطني وطني نعم هو وطني رغما على مدعين الوطنيه ..

"

ارتفعت صرخه المعلمه غاضبه

: صمـــــــــود وبعدين معاج ؟ كم مره اقولج انتبهي للشرح ؟ ترى للحيني مطوله بالي عليج يا صمود ، لا تخليني اتصرف معاج بشي ماحب اتصرفه

.

رفعت صمود رأسها للمعلمه بنفس النظرات التي اكتست عيناها مؤخرا .. نظرات

جريئه غريبه يغمرها برود شديد ينبئ بقدوم عواصف رعديه شديده بمجرد الالتحام ...

ثواني من التحديق السلبي الذي تلاقت فيه نظراتهم ...

وعادت صمود الى ما كانت عليه من لحظات ..مع همسات تناقلتها مع زميلتها التي حاولت ثنيها ...

زفرت " ابله حصه" بغضب ورمت القلم على الطاوله.. وتقدمت منها بخطوات تشتعل

غضب تسابق انفاسها الحاره ..تتبعها نظرات الطالبات الفضوليه ... وصدى حذاءها يشق

صمت الصف .. وكانه صوت النذير بقدوم الخطر

اقتربت من صمود وانتزعت الدفتر بقوه من بين يديها.. ونظراتها سهام جارحه تكاد

تقتل صمود في مكانها .... لكن البرود هو نفسه يغلف ذاك الوجه القمري ...

عقدت ابله حصه حواجبها بثوران وفتحت الدفتر بهيجان.....وهي تتوعد وتهدد صمود بداخلها ...

.

.

لكـن ..

هدآت الانفـاس .. وخمدت النار ... وانقلبت مشاعر الغضب..لاخرى معاكسهبمجرد ان قرأت المكتوب أحست بغصـه وحســـره موجعـه .......

بلادي وان جارت علي عزيزة ........ واهلي وان ظنوا علي كرام
بلادي وان جارت علي عزيزة ........ واهلي وان ظنوا علي كرام
بلادي وان جارت علي عزيزة ........ واهلي وان ظنوا علي كرام

لم تكمل ما كتبت ... لكنها علمت محتواه ... اطلقت ابله حصة زفره مخالفه تماما للزفرة الاولى ...

اغلقت الدفتر واكتسى وجهها بملامح الاسى والحزن تعلم ما تعانيه صمود وما تواجهه تعلم شعورها وتتفهم مشاعرها وظروفها ..

لكنها ايضا مهتمه لمستقبلها.. ولا تنسى توصيات خالتها المستمره على ابنتها المتمرده ...لاول مره تشعر بالضعف.. والحيره.. سحبت نفسا عميقا وهمست "

: يا حبيبتي يا صمود .. ادري انه صعب اللي تمرون فيه... حاسه بشعوركم بس انتبهي لدرسج واهتمي بدراستج ترا ما تنفعج الا شهادتج ...."

ارتفع حاجب صمود.. وانطلقت منها ابتسامه .. ما لبثت ان تلاشت لتقول : صج ابله !!

ابتسمت ابله حصه وحركت راسها بالايجاب

لكن كلمات حصه مازالت عالقه بذاكرة صمود المهشمه ..

لا يمه والله حرام عهود ماتنفع لناصر

عهود ماتنفع لناصر

عهود ماتنفع لناصر

لن تنسى تلك السهام التي اطلقتها حصه ... والتي للان تجهل علم صمود بها ...

سهام اخترقت صدر صمود قبل اختراقها سمعها ... جراح تتجدد كلما رأتها

كتفت صمود ذراعها وأكملت بسخريه : بس انا غيــــر يا ابله حصه .......... ؟!! ...والا نسيتي !!

تكلمت طالبه باول الصف ساخره : رحم الله امرء عرف قدر نفسه ..

فاشتعلت نظرات صمود غضب وردت عليها بغيض :

إذا نطق السفيه فلا تجبه فخير من إجابته السكوت فإن كلمته فرجت عنه.. و إن خليته كمدا يموت

تقف روان غاضبه :منو السفيه يا سفيهه .. السفهاء انتي واهلج و.....

لم تكمل لان انقضاض صمود كان اقرب... وصرخات المعلمه لا مجيب لها...

حزباعلنوا انفسهم انصار لصمود .. وآخر انتهض فزاعا لروان...

توسعت المشاجره لتشمل الكراسي والطاولات والحقائب والكتب... وحتى اقلام اللوح لم تسلم منهم..

وبعد فترة من الصراع .. توقف الشجار وانتهت المعركه لكن ... .. في غرفة المديره ..

المديره : خلاص ابله حصه تفضلي لحصتج .. وانا اتصرف مع هالاشكال ..

هزت حصه راسها هامه بالمغادره .. وبدون شعور تحركت نظراتها لـ " تلك " الواقفه هناك ...

تميل بوقفتها ..تعبث باظافرها ترفع حاجبها بكبرياء.. وعلى شفاها شبه ابتسامه

.

حصه : لا اعلم كيف اصبحت تمتلك هذه القوه بعد ضعف كان يعتريها؟!

لحظه هل هي قوة تلك التي اراها ترتديها ؟ ام انها تصطنعها ؟ هل هي قوة او برود و

لا مبالاة ؟

ام هما الاثنان معا ؟.... في الحقيقة اتوقع انها فعلا قويه .. او تجيد تمثيل القوة وبمهاره...

غريبه انتي يا صمود؟ والاغرب تلك الافكار التي تجتاح عقلك... وتعصف بقلبك ؟

على أعتاب السفاره البريطانيه ..

رتب اوراقه بعد ان تاملها مرارا ... بينما اسرع الاخر بخطواته يجاريه

نايف : صقر انت مجنون ؟!!

صقر : ليش ماتقول عاقل .. او عقلت
نايف : تترك ارضك ؟ ديرتك ... هذي الكويت ...الكويت ياصقر ..

صقر : محد يساومني على غلاتها..وانت ادرى !! ارخصت لها الروح من قبل .. وما اغليها عليها لو تآمر ...

نايف بالم : كلها وظيفه خسرتها تفداك وبدالها الف.. من باجر الا من اليوم اشوفلك غيرهـــ....

قاطعه صقر وقد تغيرت نبرة صوته : .. الوظيفه بدالها الف ... بس الذل مايطيقه حر يا نايف..

" ركبا السياره .. وادار صقر المحرك ... عليه ان يسرع لياخذ شقيقته من بيت خالته ..."

نايف محاولا ان يثنيه باي طريقه : انت احسن من غيرك يا صقر... وابناء الشهداء املهم كبير بالتجنيس؟

همس صقر بالم : الدم اللي ماعترف فيه وهو رطب... ما يعترف فيه بعد ما جف ونشف ...السالفه ابرة مخدر كل ما علت الصرخه اخذنا جرعه ... وراح نظل على هالوضع الى
يوم الدين ...

نايف : تفاءل يا صقر ما عهدتك سوداوي ... حتى بايام الغزو

: يا نايف لما تكون تحارب غريب اعتدى واستولى على ارضك ... مهما غدر وقتل واعتدى...غير لما تكون الطعنه من اهلك ومن اللي تحبه وتفديه ... / صمت .. ثم قال /
.. الوضع اصعب من انه ينشرح يا نايف ...

نايف بحشرجه لم يستطع اخفاءها : معزم ؟

همس : ان شاءالله ... بس خله بيني وبينك... للحين في امور وحسابات اصفيها .... والتفت اليه محذرا .. مايعرف بهالشي غيرك وفهد ..

صرخ نايف غاضبا : انت مستوعب اللي تسويه ... بعد هالعمر تبي تتخلى عن اهلك وناسك

: مايجبر على المر.. الا الامر منه ، لو كان الامر راجع لي ما تحركت شبر برا الكويت .. بس ضاقت يا نايف واخوك ما يتحمل الذل والقهر ...

ازدرد ريقه يستوعب الامر : كم سنه !!

: الله العالم ... لكنها مو اكثر من اللي ضاع من عمري ...

صمتـــــــــا ... كل منهم ينهشه الوجــع ... وتحرقه الحســـره ...

: صقر

: سم

نظر لعينيه برهه .... ثم همس : لو انعادت سنه الغزو ...... بيكون موقفك نفسه والا يتغير ؟!!

صمتٌ....وتاملٌ....وجعٌ ... وتالـمٌ .....وتلااااشت النظرات بالنظرات ...

وضاعت الاجابــــــه .. بأعماق الصمــــــــت ...

انتهى وقت الدرس وحان وقت الانصراف ... وانطلق الجرس معلنا عنه..

امتلت الساحه بالطالبات .. بين ضحكاتهن .. وصرخاتهن ......وتوديع بعضهن لحين الالتقاء بعد عطلة سعيده

وانتهى وقت العقاب الذي فرض عليها من المديره ... خرجت بشموخ كما دخلت .. لم تنكسر امام نظرات التهديد والوعيد

ببساطه لم تعد تخشى شيئا ...

رقت لفصلها بخطوات عنيده ونظرات غرور ارسلتها لمن تنظر اليها من بعيد مع شلتها المنحطه ...

دخلت الفصل الفارغ .. وارتفعت صدى خطواتها فيه .. جمعت دفاترها في حقيبتها ...والتقطت من بينهن هاتفها المضيء لتجد رساله جديده ....

فتحتها ثم عقدت حاجبيا بضيق ...

" صمود صقر راح يمرج مع دلال .. لا تتاخرين بالطلعه .. بسلم عليج قبل مانروح .."

المرسل : الغاليه

تبغض لحظات الوداع ... وهذا سبب اصرارها اليوم على الذهاب للمدرسه رغم عدم اهتمامها الواضح

بدروسها لكنه هروب من المواجهه او خشية من لحظات الانكسار والضعف ...

: صمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــود ؟!

التفتت لعائشـه التي انتشلتها من مرارة الواقع والحقيقة المؤلمة ...

اقتربت عائشه بانفاسها المتقطعه من الجري : شنو سوت لج الناظره ؟ ... لا تقولين فصلتج ؟؟ والا استدعت ولي امرج ؟؟

هزت صمود راسها نافيه ... : لا هذا ولا ذاك...الكلمات المعتاده... اعتذار مصطنع .. وتاسف غبي... تعهد وانصراف... و....

: و... شنو فوق كل هذا ...

عضت على شفاها عندما تذكرت النقطه الاهم : هــه تبي تعويض .... عشرين دينار...

ابتسمت عايشه تخفف عليها : تفداج ..ماعليـــــــه تتدبر ...اذا مو من اهلج انا وياج ندبرها ...

" لم تكن معها ... سريعا ما يخطفها السرحان لعالمه... كثيره هي الافكار التي تدور في ذاك العقـل المثقل ... والاكثر هي الذكريات الاليمه "

حملت صمود حقيبتها وجارتها عائشه بخطواتها للخارج ...بصمت ..

سارا بضع خطوات في الساحه ... وعندما تذكرت صمود من ينتظرها خارجا ... كشت ملامحها

بضيق .. وفضلت الجلوس هنا حيث الانتظار... ولم تعارضها عائشه التي جلست بقربها ...

عائشه بقلب قلق وهمس محبه: صمود .. ترى الابله تحبج.. وكلنا نحبج ... ونتامل فيج خير ..

وخايفين على مستقبلج .. لاتزعلين من ابله حصه .. تراها وربي تحبج ..

سألتها بتنهيده : كلمتــــــــــج ؟

هزت راسها نافيه : بدون لا تكلمني انا اعرفها ابله حصه تهمها الطالبه قبل الماده .. وماتخلط الاوراق ...

وانتي مو مثل أي طالبه .. انتي متميزه ... وشاطره ... حرام تضعيين مستقبلج بدينج

.. الشهادة مهمه بهالزمن يا صمود ....واللي ما عنده شهاده يضيع

" ماتخلط الاوراق ؟؟

ماتخلط الاوراق ؟؟

ماتخلط الاوراق ؟؟

تعلم انها المقصوده بهذه الجملـه برافواا اجدتِ التلميح يا عائشه ...." حصة المعلمه وحصة ابنة الخاله المعارضه لزواج عهود وناصر "...

نعم خلطت الاوراق... لكن رغما عني..

لا استطيع مقاومة شعوري نحوها لا استطيع السيطره عليـه... اكرهها نعم اكرهها...لانها تقف امام حلم شقيقتي...وربما حلمي

عائشه انتبهت لسرحانها : سمعتيني صمـــود اثبتي وجودج بشهادتج ... اللي ماعنده شهاده بهالزمن يضيع ....

مال حلقها بابتسامه : هـه ... اللي ماعنده شهاده يضيع مستقبله؟!!

واحنا ضايعين ماضي وحاضر ومستقبل.... بشهاده وبدون شهاده ؟

عائشه : صمـــــــــــــود ...

قاطعتها صمود : صح هالزمن زمن شهادات غبيه واوراق معفنه.. بس مو الشهادة اللي راح تكون مع امثالي ؟

.... قولي بالله بشنو تنفعني شهادتي اذا تخرجت ؟ درست والا لا ...

جبت نسبه والا لا .... شهادة ثانوي مقابل شهادات جامعيه ؟ ما تسوى فلس ...

فلس واحد ما تسوى لا نجذب على روحنا ...

: ما تدرين يا صمود يمكن الدنيا تتغير وتتحسن الاوضاع وتنفتح الابواب بوجهكم..و............

: قديمه قديمه يا عايشه .. قالوها من خمسين سنه ...

: لا تياسين من رحمة الله

: مو ياس... لكن واقع .... هذي حالنا ولو بعد مليون سنه...( .سكتت .... وبهمس ) اشباه اموات...... ويمكن الاموات ارحم....

( نهضت وهي تنفض ثيابها من تراب الارض حملت حقيبتها على كتفها متجه للبوابه .. وقد اشتعلت فيها نار الحسره والالم التي لم تهدأ قط )

رحلت .. تشيعها نظرات وعبرات عائشه الحزينــــه ...
________________________________________
" خارج اسوار المدرســــــــــه "

دلال : تأخرت .. انزل أشوفها ؟

صقر :لا خليها ...زين سوت انا ابي اختلي فيج ....

هذا ما كانت تخشاه وتتحاشاه .. تتمنى الارض تبتلعها خجلا وحياء تعلم ما يريد قوله

وما يريد ان يصارحها به او بالاحرى يتاكد من رايها فيه....

.

: دلال تدرين دام اني معاج مافي قوة بالارض تقدر تغصبج على شي ...

: الله لا يحرمني منك يا خوي

: عمي كلمني عن الملجه يبيها اخر الاسبوع الجاي ...بس تاكدي لو الامر وصل لخطة قلم

القاضي وجا في بالج تتراجعين انا معاج

: صقر انت مو راضي عليه؟ .. اذا مو راضي وربي ما اوافق ولا ابيه ...

اتسعت ابتسامته الحنونه وامتدت يده تشد على يدها : لا يالغاليه... مو قصة مو راضي

.. بس ابي اتاكد لاخر لحظه انج راضيه... وابيج تتاكدين

اني معاج باي قرار تاخذينه ...دلال الزواج اكبر من عقد يربط اثنين ... خاصه لمثل

حالتنا... حياة صعبه قدامكم .. مابي اخوفج بس ابيج تكونين بالصوره ... زواجج من

خالد... يعني صورة لامي وخالتي وام خالد .....

: : اللي كاتبه ربك يصير ...والارزاق بيد الله

: ونعم بالله ... بس تحمليني بظل اسالج واتاكد لين ينكتب العقد ...

اتسعت ابتسامتها ... مع خليط المشاعر الذي يجترفها ... سعاده برهبه بخجل ... تحمد الله انها ترتدي غطاء يستر وجهها والا فضحتها ملامح

السعاده التي لونت وجنتيها ورسمت ابتسامه عذبه على شفتيها ... خالد وحلم الطفوله ... كيف تنهيه وهي تحلم بذلك اليوم الذي يبتدا فيه..

.

كانت مميزه بين الطالبات ..تكاد تكون الوحيده بين القلة اللاتي لا يرتدين العباءة والغطاء ..

زفر ككل مره يراها فيه .. : مادري متى تعقل هالبنت وتتستر مثل خلق الله ...

التفتت اليه دلال بعد ان قرأت ملامح تلك القادمه : تكفى صقر لا تكلمها .. شوف

وجهها معفوس تقول قنبله على وشك الانفجار...وربي شكلها نار مشتعله

ومتى انطفأت حتى لا تكون نار مشتعله ؟ .. قلما رايت هذه الهرة بملامح الأُلفة ...

وبلا مخالب تشهرها بوجه الكل ... عدوانيه شرسه اندفاعيه هذه هي صمود ....

امتدت يده لمحفظته بالوقت الذي دخلت فيه صمود للسياره .. واغلقت الباب بعنف ...

: وعليكم السلام > قالها ساخرا

فاشاحت بوجهها الغاضب نحو النافذه

: الباب ماله دخل بمزاجج .... والمكان اللي تدخلين فيه سلمي .. السلام لله ...

دلال برجاء : صقر

لينفث غضبه فيها : اكرمينا بسكوتج ...

ادار المحرك .. وكم تمنى لو يملك مبلغا يمكنه من شراء عباة وغطاء لتلك المشاكسه

... لكن ككل مره .. يراها فيها يفتح المحفظه فلا يجد الا ما سيدفعه لمحطة الوقود ...

من اين له .. واشغاله غير مستقره متناثره هنا وهناك .. واعباء منزل وسياره وأسره على عاتقه ...

اطلق تنهيده بلا شعور .. التفتت على اثرها شقيقته دلال هامسه : سلامتك ..

اتسعت ابتسامته لها ..... لتبادله اياها من تحت الغطاء......

اما الاخرى لم تكن معهم .. ولم تسمع حديثهم الذي تداولوه .... مشغول عقلها بمن

ستحلق بهم الطائره بعد ساعات الى رحاب الحرم ..والدتها ... وشقيقاتها

آخ كم تتمنى ان ترافقهم مره ... فقط مره واحده .. امنيه تتكرر في مثل هذا الوقت

البغيض من كل عام ... امنيه باتت تتلاشى كالضباب بحضرة الشروق ..

" في منزل ام فيصل ..ابولافي "

الهم نفسه والحسرة ذاتها تطوق قلبها الصغير وهي تشيع بنظراتها المنكسره والدتها وشقيقاتها

كم كانت تحلم ان ياتي ذلك اليوم الذي لا تضطر فيه للوداع ، كانت تحلم باللحظه التي تضع يدها

بايديهم تسابق بخطاها خطاهم الى ذلك العالم المجهول الذي سمعت فيه ولم تره ..

مطار كبير وواسع وطائره خياليه عملاقه وتحليق بين السماء والارض ومناظر خلابه آسره

عالم جديد ودنيا حالمه ومعالم رائعه كما يصفنها شقيقاتها ..

ايقظها صوت شقيقتها عبير لتفيق على مرارة الواقع : صوصو تآمرين على شي ... شنو تبين

نجيبلج معانا ؟...في شي بخاطرج؟

: سلامتكم بس ادعولي

عبير بابتسامة صادقه : اكيد هالشي مفروغ منه ... خلاص عيل اجيب لج شي على ذوقي ..

بادلتها الابتسامه لكنها ابتسامه مره ممزوجه بلوعه : كل شي منج حلو ... بس الاهم سلامتج ...

.

.

صمـــــــــــــــــــــــــووووووووود ...

التفتت صمود لتلك القادمه كالصاروخ من باب الغرفه

: صمووووووونه صموووووووونتي

صمـود ترفع حاجبها مستنكره : صمونه بعينج يا............

لم تهتم الاخرى بما قالت بل عانقتها بشوق ولهفه : زييين انج جيييتي .. اتصل عليج وما تردين كنت بخليهم

يمرونج بالمدرسه .. وحلفت ما اركب الطياره قبل ما اسلم عليج

طوقتها صمود بذراعيها لثواني ... تلك شقيقتها الاقرب والاحب... لا تنسى المشاحنات

والمشاكل الطلابية التي كانت تدخل فيها بسببها ..

كانت خط الدفاع الاول عن صمود وتتاثر بجرحها قبل ان تتاوه منه... الى ان

اتخذوا القرار بالتفريق بينهن في المدرسه لتردي مستواهن الدراسي اظافة الى الفصل

المتكرر لصمود فيها

غدير بعبره وهمس : وربي مابي اروح ... احس اني رايحه الموت كل مره بدونج ...

ابتسمت صمود وكانها اجادت هذا الدور : افا احد يحصل له يروح بيت الله وما يروح

.وبعدين اذا تنطريني اروح معاكم عز الله مارحتي ولا طلعتي من الديره ..... روحي يا

غدور واستانسي وادعيلي من قلبج ...

مسحت غدير دمعه ونطقت بعبره : اكيد بدعيلج .. وبصورلج كل شي مثل كل مره ...

واكتبلج تقرير عن الرحله ...من اول ما نطلع لين نرجع ...انتي بس آمري تبين شي غيره

" وٍدٍي آبُوح كل مآبخآطرٍي مكنونٌ

لكنٍ ظرُوفْ آلوٍقت تلزٍم .. سكًوتًي .. !!

"

~ ايييه ابي ابي ... ابي اشوفها .. المسها ... اكحل عيوني بشوفتها .. ابي اطوف

حولها وأصلي بصحنها واشرب من ماي زمزم واسعى بالصفا والمروه ... ابي اروح

مثل المسلمين ما يروحون ابي امارس حق اعطاه ربي لكل مسلم ورغبه فيه.......~

( تلك صرخه وامنيه بداخلها تنازعها تريد ان تخرج تتحرر فتملأ العالم بحروفها لكن كتمانها بهذا الوقت مطلوب )

صمود : ابي سلامتكم ويالله هذا عمي يناديكم لا تتاخرون ...

نزلن وتبعتهن للاسفل ...تجر خطاها اسى والم فهناك الوداع الاكبر ....

اقتربت ...

ولم تخفى عليها دموع والدتها المنهمره التي سارعت بمسحها عندما لمحتها تقترب ..

كانت تتحدث مع صقر ودلال وعهود ... اللذين هموا بالمغادره فور وصولها ....

اقتربت من والدتها التي فتحت ذراعيها لها وضمتها بقوه ..والاخرى ترتشف من

رحيق حنانها ما يكفيها طوال فترة غيابها ...

: دربالج على نفسج وسمعي كلام خالتج واختج وكل يوم راح اتصل عليج مو ما تردين واذا

تبين أي شي قولي لخالتج تراها حسبة امج لا تستحين منها

" اكتفت صمود بالصمت "

( ابعدتها والدتها واكملت بعبره )

: دودي قلبي ... تدرين ما ودي اروح واخليـ .....

حركت صمود راسها بمعنى الايجاب : روحي يمه ولا تشيلين هم ماني صغيره ... واوو

وانا ودي اقعــد مع خالتي وعمامي .. اصلا انطر جمعتهم نطاره من عطله لعطله ( كاذبه كاذبه كاذبه )

هذا ما ينطق به قلبها وكل خليه فيه وفي جسدها المتألم ....لكنها مضطره لـ ان تخفف

شيئا من حرارة كبدها ووالدتها ...

نعم هي لحظات متكرره كل سنه كشريط يعاد مره بعد مره... لكنه في كل مره يزداد مرارة والم.

لفت ذراعيها حول عنق والدتها بقوه ثم اخرجت كلماتها بعد معاناة ومجاهدة : تروحون وترجعون بالسلامه

.

" في السيــــــــاره .."

كان بامكانه ان يرى بوضوح بريق الدمع في تلك المحاجر ....

نقطة ضعف الرجل دموع انثى ...فكيف ان كانت تذكره بتلك النظرات التي اشتاق لها...ويوجعه الحنين اليها

" صاحبه بل شقيقه بل توأم روحه ..."

نعم يعلم هي كالزجاج شفافية ورقة ...ويعلم ان تلك القسوة التي تغلف بها

ضعفها مزيفه ... وان تحديها وشموخها

امام الضعف الذي يعصف بها ويزعزع ثباتها ..انما هو مكتسب ..وموروث ... تماما كما كان يصنع شقيقها ..........

كم تشبهه الى حد الجنون ؟!!

امتدت يده لشريط القرآن .. علة يخفف من وطأة الالم على قلوبهن

...وقلبه

.

توقفت السياره امام منزل الخاله ام صقر .. الملاصق لمنزل العم بوخالد والعم بوفهد..فلا يفصل بينهم سوى جدار

يتوسطه باب ليربط البيوت ببعضها ...

نزلت الفتيات والتقين بالخاله التي استقبلتهن بالترحيب والابتسامه الحنونه ..

بادلنها الترحيب ... وجلست عهود بالقرب منها ... بينما اسرعت دلال لتحضير الغداء ...كما اوصتها والدتها ..

اما الاخرى فاستئذنت بهمس وانطلقت لوجهتها التي تحتاجها بقوه ...

(الحمام ) " اعزكم الله "

كان ملجأها الوحيد في ذلك المنزل الشعبي الصغير ... ومكان حريتها

الذي لا يقيدها بقيود .. وشاهد ضعفها

وانكسارها وخدش شموخها وكبريائها ....فقط هو الوحيد الذي تسمح له برؤية

الحقيقه........
اسندت ظهرها للباب بعد ان فتحت صنبور الماء لآخره ... واطلقت شهقاتها المكبوته

وحررت دموعها الحاره لتتدفق بغضب وتوجع

بكت وبكت حتى خارت قواها ونزل جسدها الضعيف للارض ...لم تعد تحتمل قدماها النهوض

بكت ..وصاحت ... بلا قيود ... ولاخوف .... بكت تغسل بصيحاتها ودموعها حرقة

القلب وحسرة النفس وتوجع ينهش الفؤاد ..بكت حتى افرغت كل ما كان لديها وفيها ....

لتعود بعد ذلك صمود القوية الشامخه تماما كما كانت ...

.

أنا يابحر ماجيتك فضى ولمشاهدك شفقان

أناجيتك أبنـــــسى الياس وبعض الهم يباريني

على جالك انا جالس اسامر موجك الغضبان
أسولف له عن اوجاعي وعناي وغربه سنيني

علامك يابحر غاضب علامك تصرخ بكتمان

انا جيـــــــتك ابشكيلك وابي منك تواسيني

أنا مثلك بحر لكن وسط نفسي انا غرقان
تعبــــت ابحر مع نفـــــــــسي واسالها انا ويني

ارتفعت نغمة الهاتف لتقطع سرحانه واحلامه ...او بالاحرى آلامه واحزانه ..

اعتدل بجلسته والتقط الهاتف ...

: هلا فهد

: وينك فيه ياشيخ .. ننطرك على الغدا ؟

مسح وجهه بتعب : لا بالعافيه .. عندي مشوار مهم لازم اخلصه ..

بتعجب : مشوار بعز الظهر ؟ في مشوار بهالوقت ؟!

: ايه .. هذا وقتــه يا فهد ...؟ صمت ثم قال فهد تغدوا ولا تحسبون حسابي

سال بتوجس : صقر فيك شي؟!

: العافيه

رد بشك : دربالك على نفسك

اغلق هاتفه .. ونهض قائما ينفض غبار الانكسار .. وعيناه تحدق بذاك الامل البعيد ....

وعـود 10-03-12 09:09 PM

المعزوفـه الخامســه

~ عزف المحاجـر ..

تدري شنو الغربه...

اني داخل اوطاني ...

واعيش مثل الغريب بديرة الغربه

شهقت بقوة .. ثم اسرعت بخطاها لتجلس بقرب تلك الحالمه المتوردة بالسعاده : احلفي!!

احمرت وجنتا الاخرى وتلعثم لسانها ... وجاهدت لتخرج الكلمه بصعوبه من بين شفتيها المرتجفه : والله

توسعت محاجر صمود بصدمه وهي تلتهم بنظراتها ملامح دلال بقلق : واشقلتي ؟!

ضمت دلال الوساده اليها .. ازدادت حمرة وجنتيها وارتجفت شفاهها خجلا فلم تستطع الرد... لكنه بدا واضحا من بريق عينيها ..

صرخت صمود منفعله : غبيه غبيه وربي غبيـــــــــــــه

ارتبكت دلال وعيناها تلتقط بخوف من سيدخل من باب الحجره لصراخها المرتفع... صرخت صمود بها اخرى ... لكنها اسكتتها

: اشششش اششش صمود قصري صوتج .. فضحتينا حتى جيرانا اسمعونا ....

: تستاهلين .. تستاهلين لانج غبيه .. وما تحكمين عقلج ..ليش ماتفهمين .. ليش .. ليش يادلول ليــــــــــش ..

: شنو اللي ليش وشنو غبيه ؟ ولد عمي وخطبني ارفضه ؟

: ايييه ارفضيييه .. ارفضييييه لو انج عاقله

: ليش ان شاءالله بشنو انا احسن منه ؟

: لا انتي احسن منه ولاهو احسن منج وهذا مربط الفرس ..دلول احنا ندور النور تعبنا من الظلمه .. لا تطلعين من نفق وتدخلين نفق اعمق منه

اذا مو عشان نفسج فكري بعيالج .. لمتى نعيد المأساه ونكررها ...لمتى نوئد فرحتنا بيدنا .. لمتى نساهم بزيادة الضحايا ونكون سبب بموتهم ..

: صمود بس بس تكفين لا تعورين قلبي ... ليش نطالع لبعيد ... ليش احرم نفسي من فرحه لاني اخاف من اللي يمكن يصير ...اخذ واحد يفهمني وافهمه احسن من واحد باجر
يعايرني ويحتقرني ...وعيالنا اذا الله كتب وجو للدنيا يعيشون مثل ما عشنا احنا ...

: مثل ما عشنا ؟ مثل ما عشنا ؟ ههههه ليش احنا عايشين ؟ الله يالعيشه اللي مفتخره فيها .. أي عيشه مهدتها لهم يام المستقبل ؟ ذل استصغار احتقار خوف رعب ضياع
.. أي عيشه يا دلال أي عيشه تبين تضمين لها جيل سادس ؟؟ ماكفاكم الخمسه اللي يحتضرون ماكفاكم....

: صمود ليش نظرتج سوداويه ؟ ليش ماتقولين ربي يحلها ...مني لكم سنــــــــ ........

: مالها حل .. وربي مالها حل .. خلاص اصحوا ... شيلوا الغشاوه من عيونكم ... كافي احنا انظلمنا لا تظلمون عيالكم بس كافي ..

عهود تدلف من باب الحجره بقلق : شفيكم ؟ في شي ؟... صراخكم واصل الشارع

رمقت دلال صمود بنظرة عتاب ... لكن الاخرى نهضت بغضب متوجهه للباب بلا حرف آخر ....

لم ترد دلال على تساؤلات عهود القلقه .. لكنها تكورت على نفسها واغمضت عيناها تقاوم الالم ... نعم تعترف ان كلام صمود اثر فيها ..

لكنها لا تريد ان تصدقه .. تريد ان تتذوق طعم الفرحه كامله ولو لمره ... لماذا يحكم على فرحتهم بالموت قبل خروجها للدنيا .. لماذا توئد

مشاعرهم وهي لم ترا النور بعد .. لماذا يجب ان يرافقهم الحزن بكل خطوه .. وكل قرار يتخذونه

" بنام .. ياتنهيدهـ ~ الصدر تكفين...!! فكّي أزارير .. التعب ~ وارحميني...!!

تنهدت بضيق وهي تسلم الطبق بعد غسله بالماء لعهود التي تولت تجفيفه ثم وضعه في مكانه ...

عهود : سلامتج من الـ آه ...

لم ترد دلال واكتفت بالصمت والتفكير

عهود : اشفيها عروسنا من اولها آه الله يستر من تاليها ..

حينها ابتسمت دلال رغم الضيق الملم بها ...وهمست بعد صمت : خايفه ياعهود خايفه..

عهود بتوجس : خايفه ؟ من شنو خايفه؟

دلال تترك الطبق وتلتفت لعهود بنظرات متشتته مضطربه: مادري من كل شي ... خايفه ...متردده ... تعبت من التفكير يا عهود؟

عهود تبتسم : دلال بسم الله عليج .. لايكون هذا دلع العرايس وتوسعت ابتسامتها مع تحريك حاجبيها

دلال ترفع حاجبيها بجديه : عهود من صجي اتكلم في شغله شاغله عقلي وافكر فيها ...

جففت عهود يديها واقتربت منها : مثل شنو يا عسل ؟

عبثت دلال باظافرها بتوتر ثم همست: خايفه من المستقبل ... خايفه اوافق واظلم نفسي واظلمه واظلم عيالنا....

قاطعتها عهود مستغربه : لا لا لا ... هذي صمود مو دلال اللي قدامي....

رفعت دلال راسها : ايه مو هذا كلامها ..

ضحكت عهود وكتمت ضحكاتها باصابعها : ايه بس عرفت... هذي المحاضره اللي عطتج اياها بالغرفه ....

هزت دلال راسها : بس ماتشوفين ان كلامها صح

امسكتها عهود من يدها وسارا ليجلسان على عتبة الباب .... صمتا برهه ... ثم نظرت اليها عهود وهمست برقه وحنان

: دلول .. صمود اختي وغاليه على قلبي... بس تفكيرها يتجاوز الواقع اللي احنا عايشين فيه ... يعني لو وافقناها بتفكيرها ورفضنا كل شخص بدون يتقدم لنا وظلينا
ننتظر فارس الاحلام الكويتي .. كم نسبة العنوسه بتوصل ..

دلال بغصه : ولو قبلنا .. كم روح بناخذ ذنبها ؟

توسعت عينا عهود مستغربه ثم ضيقتها وهمست بشك : انتي متاكده انج دلال مو صمود ؟!...

اقتربت حصه من المجلس .. بعد قيلوله اعادت لها نشاطها واراحت عقلها المجهد ...

القت التحيه على مريم التي حيتها بالمثل .. ثم دارت بنظراتها تبحث عن والدتها

حصه : وين امي ؟!

مريم ترشف من فنجانها وتاخذ قطعة حلا من امامها : تتجهز بغرفتها .

تقترب حصه لتجلس : تتجهز ؟ على وين ان شاءالله ؟

ردت مريم وهي تمد لها فنجان القهوه : نبي نروح لبيت خالتي ام صقر ...ثم رفعت راسها مبشره : الا مادريتي !! دلول انخطبت ورايحين نبارك لها ..

رفعت حصه حاجبيها دهشه : ماشاء الله ياحليلها دلول بنت خالتي..... ومنو خطبها!!

انتظرت مريم تقرا ملامحها .. ثم ردت ببرود : خالد ولد عمها .

ازدردت ريقها .. : اييه .. الله يسعدها ان شاءالله ....وصقر وافق ؟!

مريم: ليش ما يوافق ؟ خالد ولد عمها مو غريب ...

حركت كتفيها : مادري بس ما هقيته يوافق يعطي اخته الوحيده لمثل واحد بحالة خالد ...

ردت مريم : حالة خالد هي حالة صقر يا حصه... وبعدين هم لبعض من صغر يعني مو شي جديد ....

تنهدت حصه : الله يتمم لهم على خير ...

مريم تجس نبضها: ويمكن الجاي دور الصقر

التفتت حصه اليها بشزر وبنظرات شبه قاتله قويه....لتستدرك دلال قولها بـ

: اقول يمكن مو هو الكبير ؟...وتستدرك حصه وضعها فترسل نظراتها الثائره لفنجانها الفارغ الذي احكمت قبضتها عليه تفرغ شحناتها الغاضبه فيه

" غريبه اطباع بعض البشر ... يريدون احكام قبضتهم على الشي .. دون قبوله واخذه ولا التنازل به للغير .. ماذا يسمى هذا الشعور وماذا يطلق على هذا التصرف ؟ ممم
انانيين هل تكفي لوصفهم ؟؟ ام مرضى نفسيين ؟!

صقر هو من تراه حصه شريك حياتها... لكنه قرار مع وقف التنفيذ ...

هو فارسا لاحلامها فقط... لكن لاتريده لواقعها ...تريد ولا تريد ؟

اليس غريبا امرها ؟ وكأن القرار بيدها .. والاشخاص تحت تصرفها ؟ يغضبها ان يتقدم لغيرها .. ويزعجها ان يتقدم لها ... شعوران تتخبط بهما حصه ومازالت لكن الى متى
؟"

قاطعت مريم تفكيرها المشتت: ما تبين تروحين صح ؟!

حركت راسها نافيه : لا يوه من ادخل منطقتهم تجيني الضيقه من ضيقة شوارعهم .. بعدين احس بالكتمه من بيوتهم ..

ماتحسين انج قادره تتحركين ...بيت خالتي ام فيصل ايه عادي ... بس خالتي ام صقر .. الله يعينهم شلون صابرين

تضع مريم فنجانها جانبا هامسه : الضيق ضيق القبر وانا اختج

توسعت عينا حصه بدهشه : بل !! اكلم جدتي مو اختي الصغيره

مريم ترفع حاجبها مستنكره : مدري عنج .. احسج مرات تتكلمين وماتعرفين شنو تقولين

حصه : ليش ان شاءالله

مريم : شنو ضيقة شوارع وبيوت ... يعني اول مره نروح لهم والا اول مره؟

حصه متنرفزه : يوه خلاص اكلتيني بريشي ....هدات ثم قالت تدرين صمود وعهود هناك ..

قضمت من الحلا وردت بلا مبالاة : اييه ..ادري ..

حصه : احس صمود متغيره ... وناوية على الشين ... وماودي احتك فيها الحين لين اعرف اللي ورا راسها

: صمود !!.. فديت قلبها اشيجي منها المسكينه

: ايه مسكينه ..ما قلنا مجرمه ... بس ...ما ادري يا مريم .. احسها ناوية على شي

وسردت لها مواقفها في الفصل ... والحادثه الاخيره ..

مريم : والله كاسره خاطري ... احسها تعاني من وضعها وتقاوم بصعوبه ...

حصه مستغربه : تدرين اول مره اعرف ان صمود بهالقوه ... صراحة اصدمتني ..

مريم : مو بعيده عن ولد عمها ... مو جذي كنتي تقولين ؟؟

كشت ملامح حصه وبرقت عيناها ... فاغتيلت حروفها في جوفها ...

احست مريم بالذنب لذكره مرارا.. لكنها تريد ايصال رسالتها لحصه بانها الحياة نفسها التي عشقتها واحبتها سابقا

فلماذا التنقص منها الان ؟

تلك هي منازلهم وحياتهم كيف كانت نظرتها لهم قبل سنوات وكيف اصبحت الان؟

مالذي تغير حتى تتغير نظرتها لهم؟ هل هي مراعاة لنظرة الناس ؟ ام هو تاثر بها ؟

همست مريم : وبعدين فصلتها الناظره ؟

ردت بسرحان : المفروض ..ثم تنهدت بعمق واكملت وهي ترشف من القهوه بس كلمت الناظره.. وحاولت معاها فخففت عنها العقاب ...

مريم براحه : زين سويتي .. يا حصه .. لج الاجر ..

حصه بضيق : بس مو كل مره اقدر يا مريم...ومطت شفتيها بضيق ... لولا توصيات خالتي اللي اثقلتني ما دخلت نفسي بهالمعمعه

ارتفع اليباب من الوالده الحنونه لينتزع حزنا ويزرع املا في تلك القلوب اليائسه ..وتتراقص عليه افئدة السامعين

خالد بسعادة تفوق سعادة والدته: يمه تراهي خطبه ... بزاوجي شتسوين ان شاءالله ؟

رفعت يديها للسماء : يارب لك الحمد انك بلغتني هاليوم واسعدت قلبي بوليدي يارب لك الحمد ...

برقت محاجره بعبره واغتص باخرى.. فضمها اليه هامسا : عسى الله يطول بعمرج يالغاليه .. ولايحرمني منج

ارتفع اليباب من مكان اخر فالتفتوا اليه بدهشــــه

توسعت ابتسامة خالد وهو ينظر لتلك التي تقف بقرب ثامر مطلقة اصوات فرحتها بخالها

: الف الصلاة والسلام عليك يا حبيب الله محمد كلولولولللييييش

قالها بابتسامه : نوفه..

اسرعت اليه بشقاوتها وقبلت وجنتيه ثم ابتعدت ممسكه بيديه : الف الف الف مبروووك ياخالي الف مبرووك

رد بابتسامه واسعه وفرحه عارمه : الله يبارك فيـــ .. لم يكمل لان الاخرى هجمت عليه للمباركه ..

خلود : كلللولوللييييييش ... يالمعفن ماتقول عندي اخت وبنت اخت ابلغهم استشيرهم اشوف رايهم

ضربها على راسها بخفه ثم ضمها اليه : ما المعفن غيرج يا بطه ...

ابتعدت عنه ببطنها الكبير وجسدها المرهق وعيناها تشع ببريق الفرحه والسعاده : مبروك ياخوي الف مبروك

"

خلود شقيقته الكبرى متزوجه من يوسف ابن خالها (كويتي )

حامل بشهرها السابع / هنوف ابنتها 14 سنه ، سلطان 16 سنه

.

المجلس الوحيد الذي يجمع رجال تلك العائلات هو نفسه الذي سيجمعهم اليوم ..

وابوخالد كبيرهم .. هو من سيقوم بخطبة ابنته دلال لابنه خالد ..

لن يكون هناك تكلف في الموضوع .. ولا مجاملات او تصنع ..

انما هي مشاعر واحاسيس صادقه ستنبثق من تلك القلوب

فتصدق على تلك الجوارح ..

اشرف الشباب على المجلس ... نظافته ترتيبه جاهزيته ..

.

خرج صقر فتبعه فهد ...

فهــد : عقبالك يا الشيخ ..

التفت اليه صقر مقطبا جبينه: ولو!! العين ما تعلا على الحاجب

توسعت ابتسامة فهد وهو متفهم جيد لابن العم : يعني ان اقدمت تتبعني ؟

ضرب صقر على كتفه: ان كنت ناوي اقدم وما عليك بغيرك

فهد يستدرجه : افا بس .. رجلي على رجلك

مال فمه بابتسامه وهو يفتح باب سيارته: اجل تبطي يا خوي ...

ركب صقر .. وامسك فهد الباب مطلا منه عليه: شنو ناقصك ... وانت الف من تتمناك ...

رفع حاجبه باستنكار : لا تكون اشتغلت الوالده على غفله ...

قهقه فهد ضاحكا : احلف بس

ابتسم صقر ثم قال بجديه : اقول اخلص وخلصنا .. بروح اخلص كم شغله قبل العشا ...

فهد : اخاويك ؟

صقر يعترض : مالك لوا .. بس مايحتاج دقايق وارجع ...

حرك راسه متفهما : الله معاك ....

ثياب متناثره على الارض ... وحقيبه مفتوحه تفيض بما فيها من ثياب ... واخرى ملقاه بالزاوية هناك ..

ودلال تجلس بين تلك الاكوام محتاره وبقربها ابنة العم ميثا ... وعهود تقف هناك عند الباب مكتفه ذراعيها وملامح عدم الرضا بوجهها...

وكل الانظار تتوجه نحو تلك الواقفه هناك " صمود "

دارت صمود بنظراتها الحائره في ما حولها ...رفعت ثوبا ثم رفعت اخر .. القت بهذا ثم اتبعته بذاك ثم اطلقت تنهيده تعبر عن ضيق شديد

صمود بتذمر : اووف بس اووف .. لو كنت ادري جان جبت ثيابي الجديده ...آخ بس

ميثا بتوتر : مافي وقت بنات لازم نعجل .. ورانا شعر ومكياج و...

نظرت اليها صمود بحيره : شلون يعني ؟؟

رمت دلال ما بيدها من ثياب وتنهدت هي الاخرى : عادي يا دودي فديتج ..عادي

نظرت اليها صمود بتفكير ثم قالت : لا مو عادي... ملون .. واخرجت لسانها لدلال التي ضحكت على حركتها

همست صمود برجاء : آه بس لو اقدر اروح لبيتنا يا دلول..

عهود توجه كلماتها لشقيقتها : الحين العروس تقولج عادي وراضيه .. انتي ليش حارقه اعصابج

تلتفت صمود اليها : ليش عادي !.. عاجبج الكوم الموجود مافيه شي يفتح النفس ...

ميثا تشاركهم الحديث : دلول هي تزين الثوب مو هو اللي يزينها ... وبعدين لازم نرضى بالواقع

صمود: ماحطمكم الا اللي تسمونه رضى بالواقع ... تبون الصج .. انتوا بتفكيركم ابعد ما تكونون عن الواقع ... انتم عايشين باحلام البيت الوردي والحمام الابيض وراح
يجي يوم وتقعدون منها

دلال بضيق : والحين ؟!!

ميثا تلتفت لها : مو كنتي راضيه بالنفنوف اللي طلعته لج .. ليش غيرتي رايج ...

قطبت دلال حاجبيها .. وبان على وجهها الضيق ..

بينما ميثا تحاول اقناعها : دلول والله انه حلو عليج ولونه يجنن ... اسالي عهود ... وانا بسوي لج الشعر والمكيـ ...

قاطعتها صمود موجهة حديثها لدلال وبنبره واثقه: دلول دقي على صقــــر

توسعت عينا دلال مستغربه .....

بينما شهقن ميثا + عهود بصدمه : احلفي؟؟

صمود تنظر اليهن مقطبه جبينها : هيييه ماني خاطبته !!... والتفتت لعهود قائله : روحي انتي ودلال معاه لبيتنا وجيبي الثياب اللي اقولج عليها ..

رفعت عهود حاجبها مستنكره : لا والله ؟ وليش ما تروحين انتي ؟

مال فمها بابتسامه ساخره : من شوي عيونج وميثا طلعت برا من قلت لدلول تكلمه ...والحين تبيني اروح معاه ...

ازدردت ميثا ريقها بينما اعترضت عهود : انا ما تحرك من البيت .. ولا اروح أي مكان

حركت صمود يدها : مالت .. ماتنفعين بشي... حتى خدمه لبنت عمج بيوم عزاها ما تقدمين....

توسعت نظراتهن لتلتهم وجهها العابس ....

فرفعت يدها باعتذار : آسف آسفه قصدي يوم فرحها ... نسيت القواميس عندكم معكوسه ..

وتحركت نحو حقيبتها لتعبث بها ..

عهود تتقدم نحو الثياب لتبحث بها : صمود بلا فلسفه وخلينا نخلص الحين الناس تجي واحنا بكششنا وثيابنا العفنه

رفعت راسها اليها : اللي يسمعج يقول بتغيرينها بثياب الليدي ديانا ...

دلال بملل : وبعدين

تقدمت صمود نحوها والقت لها الهاتف الذي استخرجته من حقيبتها : اتصلي على خوج .. كلميه قولي له عندي طلب... ترا حتى المحكوم عليهم بالاعدام ينفذون لهم طلب قبل
الشنق..

ناولتها صمود الهاتف ... وحركت دلال راسها ضاحكه ... ثم ضربت الارقام بخفه... ليظهر لها ع الشاشه

" صقير "

فتوسعت ابتسامة دلال هامسه : يطلع منج يا دودي...من سمح لج تدلعين اخوي

رمقتهم ميثا بنظرات غريبه... لم ينتبه اليها احد ...

بينما همست صمود بثقه : لو كان عندي شك 1% انه دلع تاكد اني ما كتبته ...

اطلقت ميثا زفرات الراحه .. كمن يصارع الامواج وحيدا .. كلمه ترفعها واخرى تصرعها دون ان يشعر بوجودها احد ..

دلال بخبث تنظر لصمود : مرات احس انكم لايقين لبعض

صمود بحده : اقول اكرمينا بسكوتج ... كافي اني مبتلشه فيج .. اروح ابتلش بخوج بعد ...

ميثا بفضول لم تستطع مقاومته : شنو مسميته يا صمود ؟؟

صمود تعبث باظافرها : صقيــر

ضحكا .... وساد الصمت لما همست دلال .....

: الو..

: هلا صقيـ .. آآ ص ص قر

كشت ملامح دلال بخوف .. بينما توسعت ابتسامه صمود بخبث

واطلقت عهود ضحكاتها وشاركتها ميثا الضحك . ..

دلال بلعثمه : مم ..

حثتها صمود على التحدث وهي تشير باصبعها على ساعتها ..

دلال بتردد : صقر آ آ ..

اطلقت صمود زفرات الغضب وحركت يدها بـ اسرعي ..

دلال : فديتك يا خوي .. انت مشغول ؟! آآ .. سم الله عدوك .مممم لا ..ما يآمر عليك عدو ... بس ...آ بنت عمك صمود طالبتك بخدمه ..

شهقت صمود بصدمه .............. ومثلها عهود وميثا .................

وتوسعت ابتسامة دلال بخبث على الوان الغضب التي اصطبغ بها وجه صمود المصدوم ..

دارت المبخره على راسه وهي تردد بفرحه

ام فهد : عقبال عندك ياولدي .. عقبال مافرح فيك وباخوك يالله يا كريم ..

ابتسم لها فهد بحنان مر.... وانحنى يقبل راسها ببر : وجودج فرحتي بالدنيا كلها ..

قالت باصرار: وفرحتي بشوفة عيالك يا فهد ...

جاهد للمحافظه على ابتسامته المصطنعه ومسح على راسها : الله كريم ...

برقت عيناها املا : عطني اشاره ... بس اشاره وتشوفها عندك من بكره ...

توسعت ابتسامته وقهقه بصدق هذه المره : اشدعوه يالغاليه منو هذي اللي مزهبه جنطتها تنطرني بس اناديها ..

ردت بثقه : تحط ايدها فوق راسها انك خطبتها وفكرت فيها ... انت فهد شيخ الشباب

ردا ساخرا : قصدج الشياب

ضربت صدرها بخفه : وهـ بسم الله عليك قال شياب ... الا شيخ وزين الشباب كلهم...

قاطعهم الاخر بدخوله الملفت دائما .. ونبرة صوته المميزه : افا اذا هالشايب شباب .. احنا شنطلع يالغاليه..

التفتت اليه والدته وتوسعت ابتسامتها فرحه: هلا هلا بنظر عيني .. تعال يمك قرب ابخرك ..

اقترب بابتسامته الساحره .. وملامحه الحاده الصحراويه . قبل راسها ثم ضمها اليه بشقاوته المعهوده ..

لتصرخ محذره...: المبخره المبخره لااا تحترق يااا مشيعل وتحرقنااا معاك

ابعدها عنه ناظرا لفهد رافعا حاجبه : شف العجوز خايفه على نفسها وانا الشباب ما همني احترق او لا

ضحك له فهد المنشغل بمكالمته ... وصرخت به والدته : عجوز بعينك ... تعال قرب بس

ابتسم مشعل وضم راسها لصدره : افا زعلت علينا شيخة الحريم ... ما عاش من يزعلج يالشيخه

ابتسمت مبتعده ورفعت له المبخره برفع اصابع قدميها لتوازي شيء من طوله المتميز به رغم انحنائه لها ...بخرته بفرحه عارمه متخيله ذلك اليوم الذي سيزف فيه لعروسه

وكانه اقتحم افكارها وقرأ بواطنها فهمس ملتمسا جوابها : يمه الوظيفه وحصلناها .. ما بقى الا العروس ...

ردت بثقه : موجوده يا روح امك ... بس شيل ذيك من راسك واجيب لك سيد سيدها ...

قهقه ضاحكا: الله سيد سيدها مره وحده ...

حركت راسها ايجابا : وانت وذيك تقربون لها بالنسب .. وهي اقرب لك من ذيك ...

ثواني ليستوعب كلمات والدته بل الغازها .. عبس وجهه وعقد حاجبيه مفكرا .... ثم رفع حاجبه وبسطت ملامحه بابتسامة ساخره : صمود؟!

التفت فهد على اسمها .....

و توسعت ابتسامة الوالده وهي تحرك راسها ايجابا .......

وعـود 10-03-12 09:15 PM

المعزوفه السادسـه
عزف المحاجر.

يآربْ نَسْألك ابتسَامةً لآ تغيبْ

عـَـــزفُ المَحَـــاجـــــرْ ..~.

% أستغفــــــر الله واتــــــوب اليــــــــــــه %

:بنت عمك صمود طالبتك طلب

اجاب بنبره ساخره : خير ان شاءالله !!

دلال : ممم تبي تروح لبيتهم ناقصها شغلات مهمه ومحتاجتها ضروري قبل الحفله

قاطعها : و انتي ؟!

ردت بارتباك : انا ؟ ليش ... شفيني ؟

قال بنبره اقرب للهمس : مو محتاجه شي ؟

ردت بلعثمه : آآآ م م .لا .. بس ..لا

وصلها صوته : اها ...... ( ربما حانت فرصته وعليه استغلالها الا يقال صدفه خير من الف ميعاد )

دلال بحذر : اشقلت ؟

وصلها رده : نص ساعه واكون عند الباب ..

شهقت بابتهاج : وهـ فديتك لاخلا ولا عدم يآآآرب

.

( جوابه كان صدمه .. ربما كانت شبه متاكده تماما من رفضه ومعارضته ...لذا اقترحت الذهاب معه ... لم تتوقع ان يوافق ابدا ..... )

رددت صمود بذهول : وافق ؟!!

دلال تؤكد : أي وافق ليش متوقعه يرفض يعني ؟ والا ليش طلبتي مني اكلمه ؟

صمود تستدرك موقفها : لاآ .. مو عن .. بس .. غريبه ..

دلال : يالله خلينا نجهز بسرعه عشان ما نتاخر ..

عهود : وانا وميثه بنستلم الضيافه ولا يهمكم ... خلصوا شغلكم هناك وتعالوا ...

دلال وهي تتجهز : أي جذي احســــن ..

ميثا تعقد جبينها: بس منو يحط لج مكياج ؟ انا اللي اضبطه لج ؟

التفتوا لبعض بحيره .. ثواني.. ثم همست دلال : تروحيــن معانا ؟!

فتحت ميثا فمها ثم اغلقته بتردد ...

اجابت عهود بعجل : المكياج ينحل .. المهم النفنوف ..خلينا نخلص منه يا دلال ..

قاطعهم صراخ ام صقر من الصاله : دلال ...دلال ... يا دلول ...

تركت دلال ما بيدها واسرعت لوالدتها تكاد تتعثر بعباءتها حتى وصلت بانفاس متقطعه رغم قرب المسافه : هلا يمه .. آمري ..

ام صقر تشير للهاتف وهي تهم خارجه للمطبخ : صقر ع التلفون كلميــــه وانا امج ...

اسرعت له ورفعت السماعه : هلا خوي ..

اجاب : اطلعي برا ..ثم اردف مشددا على الكلمه بروحج ..

بصدمه بعد الاستيعاب : ها بروحي ؟ بـ ...

: أي ابيج بروحج دقايق بس

: آه... ان شاءالله

عادت للغرفه لترتدي غطاءها واسرعت اليه دون ان ترد على تساؤلات الفتيات ..الا بكلمات متقاطعه ...

خرجت لتجده عند باب المنزل وبيده كيس متوسطه ..

دلال مستغربه : هلا صقر ...

ناولها الكيس قائلا : هذي عباة وغطا لبنت عمج اذا تبي تروح معاي تلبسهم ...وتنزل بسرعه

همست بخيبه : صقر!!

قال بجديه : خمس دقايق بالضبط

تهدج صوتها : بس لو ما رضت

اجاب بحده : ماتشوف شر

همست بعبره : بس الروحه كلها عشاني مو عشانها .. انا اللي محتاجتها... انا اللي ابي النفنوف منها ( خنجر غرس بصدره .. وتاكدت شكوكه اكثر )

قاوم ألَمَه قائلاً بحده : روحي لها وردي لي خبر ...

% أستغفــــــر الله واتــــــوب اليــــــــــــه %

% أستغفــــــر الله واتــــــوب اليــــــــــــه %

.

.

يا سلالالام اخاف ما عنده بس ؟! ان شاءالله ما رحت وانا شهامني واصلا لو ما طلعت من الغرفه محد بيشره علي ... هه آخر زمن ؟!

دلال برجاء : تكفين صمود عشاني ...

صمود مازالت بثورة الغضب: لا والله ... استريحي بس ... هذا اللي يبيه وقاهره .. بس نجوم السما اقرب له .. ماتحرك من هنيه لو شنو صااار

عهود تتدخل تستعطفها : صمود حرام عليج عشان دلول

التفتت لها صمود وقالت بحده : روحي انتي يا روح دلول ؟ انا ماتحرك شبر مع المتخلف هذا ....وضربت بقدمها الارض غاضبه

قاطعتها ميثها : صمود عيييب .. انتي في بيتهم .. وبعدين هذا ولد عمج وتاج راسج

صمود تصرخ بها : تاج لراسج انتي .. وبالعافيه عليج

صرخت دلال : بس بس خلاص ... وسارت نحو الزاويه ممسكه راسها : مابي شي .. مولازم ..

اصلا من الاول ماله داعي مو لازم فرحتي تكون كامله ... عادي البس أي شي .. خلاص ارتاحوا ..

الكل توجه بنظرات العتاب لصمـــود... التي اصبحت المذنبه بنظرهم الان ؟!

فهربت بنظراتها لتصطدم بتلك التي اخذت تبحث في الثياب بحزن .وانكسار ....

اغمضت عينيها بقوه وضغطت على اسنانها لتخرج كلماتها بصعوبه

صمود : خــــلالالاص التفتوا اليها بامل ... فمسحت شعرها بتوتر وبداخلها تدوي صرخة بـ ( اكرهه اكرهه اكرهه ) قالت تكتم غيضها وتداري غضبها : يالله خلصينـا بسرعه
...

ابتسمت عهود .. وكشت ملامح ميثا ... واسرعت دلال لتحتضن صمود بقوه

دلال : فديتج فديت قلبج وروحج يا اغلا دوودي في العالم كله ( حقيقة لم يكن الثوب يهم دلال بقدر ما أهمها تحقيق رغبة شقيقها ..)

% أستغفــــــر الله واتــــــوب اليــــــــــــه %

.

بالقرب من عتبات الباب الداخليه ..

صرخت صمود بـ : شوي شوي ماشوف يالهبله

كتمت الاخرى ضحكتها وهي تقودها من يدها ... وتتبعهم الخاله ام صقر وهي فرحه بما تراه

: الله يسترج يابنتي دنيا واخره ... وهـ ياحلاتج فيــه ...بسم الله عليج ... الله يحفظج من كل شر ... ياعساني افرح فيج وازفج لعريسج اللي يستاهلج يالصمود ..

" وصمود تغلي غضبا ..من الداخل ..."

دلال تصبرها : خلاص قربنا...

صمود بغيض : ممكن تنكتمين .. لو سمحتي

ضحكت دلال : تآمرين آمر ...

اقتربتــــــــــــــــــــا

فاعتدل بوقفته ... وتوسعت ابتسامته وهو يرى رغبته قد تحققت اخيرا ... لم يتوقع رضوخها ابدا ولا استجابتها بهذه السرعه ؟ ...

لم يكن الامر عنادا بالنسبه اليه كما هو لها او كما تظن هيَ ... لكنه طالما شعر بالمسؤولية نحو تلك الفتاتين اليتيمتين ... كشقيقته دلال تماما

بعد وفاة والدهن كان سندا لشقيقهن ليسندهن ... وبعد وفاة الشقيق بقي يتحمل العبء لوحده ...

لم تكن خالته قادره على المسؤوليه وحدها ... حتى بعد زواجها فصمود وعهود كانتا خارج حسبة الزوج ... كانت تلجأ كثيرا لصقر لتلبية

احتياجاتهما ..وطلباتهما ..وتاديبهما حال تمردهما... كان لها الابن .. والاخ ... والعضيد ...

اجاد لعب الدور ... وتفنن في آدائه وممارسته رغم ثقله وصعوبته ....وكلمات فيصل الملطخ في دمائه وهو يلفظ انفاسه بين يديه مازالت ترن في مسامعه وتقرع قلبه

" امــ ـ ـي وخــواتي امـ ـــ ـانه يا صقر ... امانه يا صقــر "

% أستغفــــــر الله واتــــــوب اليــــــــــــه %

% أستغفــــــر الله واتــــــوب اليــــــــــــه %

ركب السياره قبلهما .. وصمود تتقدم ممسكه بيد دلال التي فتحت لها الباب ركبت ملقيه جسدها بغضب على المقعد ..

لوهله اوشكت ان تنسحب من هذا كله ... لم يهدا لسانها الصامت عن التذمر والسب والشتم ...

الى ان استوعبت امرها واستغربت كيف رضخت لرغبته بهذه السهوله؟ مالذي حدث ؟

كيف اصبت بهذا الغباء ؟ ...شدة على قبضتها المتكوره في حجرها.. وضغطت على فكيها بقهـــــــــــــر

الان سيظن بانه سيطر عليها .. وتمكن منها كما الاخرين ... لا لن يحدث ذلك ابدا ...

اقتحم صوته الاجـش افكارها المبعثره : مبروك الستر يا بنت العم ؟

لتزداد تبعثرا ... وغيضـا ... رفعت نظرها له هامسه من بين اسنانها بـ اكرهـــــــــــــــك ..

سحبت نفسا عميقا ثم قالت : لا تظن لبسته عشانك... انا كنت مقرره من زمان .... وما كنت اصلا راح اطلع من اليوم الا فيهم ....

رفع حاجبه بكبرياء ... ولم يجادل ...

ثم اخترط في حديث هامس مع دلال التي ترتفع ضحكاتها الخافته تاره ... وتهمس ببضع كلمات تاره اخرى ...

% أستغفــــــر الله واتــــــوب اليــــــــــــه %

اعتدلت صمود بجلستها وقطعت حبل افكارها الانتقامي لتلتقط عيناها الشارع من النافذه الاماميه

صمود : هذا مو شارعنا ؟ مو طريق بيتنا ؟

صقر ببرود : ومنو قال اني رايح لبيتكم ؟

شهقت وعيناها تدور بين دلال وصقر : نعآآآآآآآم ... ؟؟

صمت ... ثم رد ببرود : اللي سمعتيه

سالته بالحاح : على وين رايحين ؟؟؟

اجاب بثقه : مكان يرضيج يا بنت العم ... بس اكرمينا بسكوتج ؟

توسعت عيناها دهشه : احلف ..آ

قاطعها بنبره حاده قاتله : صمود اهجدي وحاذري الفاظج .. ترا الكلمه عندي وحد السيف

ازدردت ريقها وهمست : وين رايحين ؟

تنهد بملل : احد قال انج حنانه ؟ وتجاهل ردها وما سترد به عليه رافعا صوت الاذاعه ..

اسندت ظهرها للمقعد وهي تنتفض غضبا ..

واخرجت هاتفها من حقيبتها المعلقه بشكل مائل اسفل العباءه فاتصلت على بيت الخاله باناملها المرتجفه ...

بعد لحظات اجابت ميثا :الو

لتقاطعها صمود بهمس تختلط فيه حروفها بالحروف الصادره من الراديو : ميثا ...عطيني عهود بسرعه

ثواني ويصلها صوت عهود القلق: هلا صمود شنو فيه ؟؟

صمود بغضب الدنيا : ولد عمج المجنون ... اشك انه خاطفنا ..

عهود وعدم استيعاب : خاطفكم ؟ ولد عمي ؟ أي واحد ؟؟

كتمت صرختها بالفاظ حاده اخرجتها : عهود .. افهميني عاد .. مدري وين رايح فينا... اذا صار شي تراه هو السبب ..

: صمـــــــــــود انتي شنو تقوليـن!!!!!!!!!!

طووووووووووووووووووووط ...

% أستغفــــــر الله واتــــــوب اليــــــــــــه %

% أستغفــــــر الله واتــــــوب اليــــــــــــه %

كان طريقا لمجمعات تجاريه كبيره.... توقفت السياره عند احدها ... رفعت صمود غطاها لترى بوضوح وتتامل المكان ... يبدوا انها تعرفه مسبقا

وصلها صوته : نزلي الغطا وانزلي ..

ردت بغضب مكتوم : شلون امشي وانا ماشوف ؟

اجاب مغلقا بعدها باب السياره : تساعدج دلال ... وبعدين تتعودين ..

امسكت بها دلال وسارا بالقرب يسبقهما صقر بخطواته العجله ...وكانه يعرف المكان جيدا ...همست دلال تشوفين اللوحه قدام ؟

ردت بغضب : خليني اشوف طريقي بالاول عشان اشوفها ...

ضحكت دلال ....

فسالتها صمود : شنو فيها؟؟

ردت دلال : دعاء السوق ..

صمود : اها .. ايه اعرفه ...

دلال بهمس : زين اجل يالله قوليه ...

ودعاء السوق هو ما ثبت في سن الترمذي وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال

" من دخل السوق فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميتوهو حي لا يموت بيده

الخير وهو على كل شيء قدير كتب الله له ألف ألف حسنة ومحا عنهألف ألف سيئة ورفع له ألف ألف درجة " .

تجاوز صقر المحل الاول فالثاني ودلف للثالث ...

متوقفا عند بابه ينتظرهن ..

( سبق له المجيء هنا قبل ساعات ... اراد معرفة الاسعار والمناسب منها لما يملكه من مال ... لا يريد ان ينحرج امام شقيقته ..
ولا يريد لها ان ترى شيئا فيعجبها ويعجز هو عن الاتيان به ... فكان مجيئه الاول استكشافا .

او بالاحرى تخليصا لكل الامور.. وفي هذا المحل اتفق على كل شيء تقريبا ..)

صافح صقر البائع .. ثم اشار لهن بالدخول مع تلك البائعه للقسم الاخر من المحل الذي .تفصله ستائر مخمليه ...

مكان مخصص للنساء .. رفعن اغطيتهن .. وعيناهن تقع على ماهو فاتن من تلك الثياب ...

البائعه : يخزي العين عليكن وحواليكن .. الف من الصلاة على النبي ... مين العروس تئبرني ؟...

دلال تلتفت لصمود بتوتر : فاهمه شي ؟؟

صمود تكتف ذراعيها : خليت الفهم لاخوج ... يالله خلصينا اختاري

تحرك دلال كتفيها باستنكار : شختار ؟ .. مو فاهمه

حركت صمود راسها بانزعاج .. ورفعت ناظريها تتامل الثياب المعروضه اختاري أي شي من اللي قدامج ...اللي يعجبج ..

تدخلت البائعه بحديثهن : بلا مؤاخزه يا آنسات ... الاستاز صئــر اتفأ معنا على كل شي ...

وادامك يا عروسه تختاري ما بين هالتلات فساتين اللي بياخدو العئل ...

راقبنها بفضول ... فاخرجت لهن الفساتين الثلات واحدا تلو الاخر ... اولهن زهري ..

والثاني ذهبي والثالث بدرجات اللون الفستقي ...

البائعه بابتسامه : شو تئبريني ... ايهن اللي عجبك ؟؟

التفتت دلال الى صمود ..التي اشارت الى الذهبي المطرز
حركت البائعه راسها بابتسامه واسعه : لك من عيوني ..... واسرعت بجلبه اليهن .. واخذت تعرضه بطريقه مغريه تظهر محاسنه ...وتثني عليه

صمود لدلال : شرايج ؟

دلال بتردد : حلو ... ممم بس ابي شي اخف احســــه ثقيل وايد ..

التفتت صمود ثم اشارت على الآخر بدرجات الفستق .. شوفي هذا ؟

ردت الباعه بذات الابتسامه : من عيوني يا آمر ...

ثواني والفستان بين يدي البائعه تعرضه كما السابق .....

دلال برضى : ايه .. هذا احلـــــى ...

البائعه : حلو كتير .. وكمان بيلبأ عليكِ اكتـر ...

وصلهن صوت صقر يستعجلهن ... ودخلت دلال لقياس الفستان ..لتلتفت البائعه لصمود : وانتي يا آمر ما بدك زيها ..

عقدت صمود حاجبيها ثم بسطت ملامحها : ممم شنو عندج جديد ؟

البائعه بابتسامه واسعه : كتير تؤبريني ... واسرعت لتخرج لها فستانا مموج بلون الكرز

وآخر باللون الليموني ... تاملتهن صمود لدقائق ...

ثم اخذت تتفحص احدهما بتمعن ... الى ان خرجت دلال من غرفة القياس ..

صمود تتوجه اليها : بشري ؟؟ ليش قطيتي جان شفته عليج ؟؟

دلال برضا وابتسامه : حلو ما يحتاج ...

صمود تستفسر : ومقاسه؟؟

دلال : تمام

صمود تزفر براحه : يالله اجل خلينا نطلع ...

تحركت صمود لتذكرها دلال : صمود الغطا نزليه ...

حركت صمود راسها وزفرت بضيق : اووف ....اوووف منك يا صقير ...

ضحكت دلال وامسكت بيدها لتخرجان من القسم للقسم الاخر حيث صقر يتحدث بالهاتف ..وما ان ابصرهن

اغلقه بعد ثواني وسالهن : خلصتوا ؟

دلال : أي خلاص ..

توجه للبائع ليدفع الحساب ... وصمود تتامله من ثقوب الغطاء الناعمه همست بنفسها : وجع ماسالني ان كنت ابي شي او لا ..

قاطعها صوته : صمود

رفعت راسها اليه بلا شعور ... ليسالها : اخترتي شي ؟

بارتباك : انا آم .. لا

رد : اختاري شي خلينا نطلع ...

قالت بكبرياء : ومن قال ابي ؟؟

رفع حاجبه : اجل يالله قدامي

عضت على شفتيها بغيض : مالت ما صدق قلت مابي ... اصلا مابي شي منه .. كافي هالعباة وبقطها من سابع دور بس اوصل ...

اوصلهما السياره وهن يتناقشن بما بقي من امور ... غاب عنهن لحظات ثم عاد بالاكياس وضعها في الصندوق ... وركب محركا سيارته ..

دلال بامتنان : ليش كلفت على نفسك يا صقر ؟

رد مبتسما : افا .. وانا كم دلول عندي ؟

ردت بحب : الله لا يحرمني منك ياخوي ...

نعم ربما كلف على نفسه!! .. لكن لم يرد ان يجعلها تشعر بالنقص او الحرمان ..

مجرد تفكيرها باخذ الثوب من بنات خالتها بيومها الخاص .. شعور آلمه واوجعه ..

يشعر بالمسؤوليه تجاهها وبالحب والحنان الابوي ....لذا استحقت دلال بجداره الظفر بالمبلغ الذي استلفه للفيزا منذ ايام ...

% أستغفــــــر الله واتــــــوب اليــــــــــــه %

% أستغفــــــر الله واتــــــوب اليــــــــــــه %

تاملته وهو مندمج في ترتيب هندامه وتضبيط القتره ...التي اعاد نسفها اكثر من مره ....

مريم : عقبالك يا ناصر .....

ناصر : ايه ان شاءالله قريب ...

مريم : صج ... احلف .. متى ...

ناصر يلتفت اليها بابتسامه : قريب ان شاءالله .. بس ترجع خالتي من السفر

توسعت ابتسامتها وصفقت بكفيها فرحا : واااو وناااسه ... مو مصدقه اخيرا ...

قاطعها صوت حصه البارد : اللي يسمعج يقول انتي العروس ...

اقتربت منها هامه بالمغادره من غرفة شقيقها : فرحة اخوي وبنت خالتي فرحتي ..

وما ان خرجت حتى قالت حصه : ناصر انت للحين مصر عليها ؟

اجاب ببرود : وليش اغير رايي ؟ في سبب مقنع ؟

حركت راسها .. ثم تنهدت بضيق : تراهي بنت خالتي... حسبة اختي يعني مثل مريوم ..

قاطعها ناصر رافعا حاجبه : هاتي من الاخر ....

ازدردت ريقها .. ثم قتربت ببطء وجلست على سريره بينما اتكئ هو بظهره على الطاوله وكتف ذراعيه منصتا لها

حصه : ناصر ابيك تكون بالصوره عشان ما تنصدم بعدين ... ولا تقول ليش ماقلتوا وليش ماوضحتوا ...انت تبي عهود لانها بنت خالتي..
وادري معزتك لخالتي كبيره مثل مانعزها احنا بعد ...انت يمكن بعدت عن الديره 3سنوات دراسه ..

صح كنت تزورنا فيها بس ماتدري شي عن اوضاع عهود واهلها ...حياتهم صعبه يا ناصر ومعاملاتهم

اصعب ...انت تبي اللي توقف معاك وتعينك والا تبي تتبهذل بين المحاكم والمخافر ..

عقد جبينه بعجب: وليش هذا كله ؟؟

: هذا اللي صاير ...يعني حتى لو تزوجتوا ما تقدر تسافر معاك .. وانت باقيلك سنه دراسه ، غير هذا انت عارف عهود ماكملت دراستها ..
ماعندها الا شهادة ابتدائي ..لا تقول الشهاده مو مهمه يا ناصر .. خاصه للي بوضعك مهندس وله صيته

وربعه ومركزه باجر تختلط فيهم ويختلطون فيك .. وعوايلهم تتعرف على عايلتك ..

لم يستطع استيعاب كل هذه الاحداث ... كانت كالاعاصير تعصف به يمينا تاره وشمالا تاره اخرى...

الصورة المستقبليه التي كان يراها واضحه كالشمس .. خالطها السراب فتشوهت واختلطت الوانها .....

لتزيد حصه اللوحه ظلاما وعتمه: احمدالله انها بس خطبه اللي بينكم .. ومن سنوات ... يعني للحين ماربطت نفسج بشيء

ناصر وربي مابيني وبين عهود شي... واعزها معزه يعلم فيها ربي... لكنك اخوي... وحق علي اوضح لك....

يمكن مريم وامي تاخذهم وتحركهم عواطفهم .. بس لازم نكون واقعيين ...يعني لو كان همك .. خالتي .. عندك غدير وعبير ...وحده احلا من الثانيــــــــــه ...

عندك غدير وعبير ...وحده احلا من الثانيــــــــــه ...

عندك غدير وعبير ...وحده احلا من الثانيــــــــــه ...

% أستغفــــــر الله واتــــــوب اليــــــــــــه %

توقفت السياره عند مكان اخر ...وقبل ان يستوعبن المكان ... قال ...

: دلال .......

صمت لثواني فحثته برفق : سم ...
سحب نفسا عميقا ثم همس : دلول للحين انا عند كلمتي ....

رفعت راسها اليه بحيره

فاكمل : عمي كلمني من ساعات باخر لحظه قرر يسويها ملجه ..

توسعت عيناها دهشه ... فسبق حديثها مطمئنا اياها

: بس ماراح يصير الا اللي تبين ... انا مارديت له خبر... مو قبل ما اخذ رايج ....

همست : يعني اليوم الملجـــــه ؟

حرك راسه بالايجاب : تبين وقت تفكرين ؟

هزت راسها : لا مو قصدي ... بس ....

سكتت ... فحثها بحنان : تكلمي دلال .. قولي اللي بخاطرج ....

طأطأت راسها هامسه : مثل ما تبون ...

حرك راسه نافيا رفع راسها بيده : مثل ما تبين انتي ...

ابتسمت من تحت غطاءها... : ابي اللي تبيه انت يا صقر .....

ابتسم ثم اردف : اعتبرها موافقه ؟!

ذابت خجلا .. وحركت راسها ايجابا ...

ظل يحدق بها بابتسامه تخالطها مراره والم .... تاملها بصمت رغم انه لا يرى الا سواد الغطاء ...

ظل يتاملها وكانه يريد ان يتاكد ان كل حرف خرج منها برضا واقتناع ...

شد على يدها ثم قال : انزلوا وانا بروح اصلي وارجع انطركم تحت .. متى ما خلصتوا اتصلوا عشان تتاكدون اني موجود ..

: نزلت دلال .. وتبعتها صمود التي قالت : لحظه ؟ وانا شنو موقعي من الاعراب ؟

رد عليها : مساعده ؟ والا كل شي عندج بثمن ؟

توسعت عيناها بغضب ...

بينما توجه هو للصندوق اخرج الاغراض منه وتوجه لهن وزع بينهن الاكياس ...

وهمس لتلك الغاضبه :فيه احد يخطف وحده مثلج ؟ ليش بايع عمره ؟

توسعت محاجرها واحمر وجهها ... فتوسعت ابتسامته الساخره قائلا

: نزلي الغطا .. واسرعوا داخـل لا تتاخرون ...

" تبا لك .. هذا ما تردده بداخلها ...."

التقط صقر هاتفه وضغط ازرته : هلا خالد ... خلاص توكلوا على الله ...تقريبا ساعه ونص ساعتين ونكون هناك ... فمان الله ..

% أستغفــــــر الله واتــــــوب اليــــــــــــه %

% أستغفــــــر الله واتــــــوب اليــــــــــــه %

تنهد خالد وهو يغلق هاتفه ... وتفكيره قد أسره ما هو آت ..اخترقه الالم بمجرد التفكير فيـــه ... لكن شبح

ابتسامه ارتسمت على شفتاه عندما تذكر حديثا دار بينه وبين صقر منذ سنوات ...

.

كانا يفترشا الارض بحبات البطيخ على احد ارصفة الطريق ... لم يكونا يخجلا من فعلهما ... بل تعلو جبينهما

اشراقه عنوانها الكرامه..والاعتماد على الذات

خالد يهمهم بابيات واشعار وهو يساعد صقر باعاداة ما تبقى من البطيخ الى السياره

ثم تحدث بحالميه بعد ان فرغ : صقر تخيل نفسك حبيت وحده .............

التفت اليه صقر بنظرات استهزاء وحاده بنفس الوقت ...

ليبرر خالد موقفه: اسمعني اول ... سؤال متعبني ودي القى له جواب ...

رمي صقر البطيخه الاخيره في صندوق السياره متجها لباب السائق

ركب خالد من الباب الاخر متحمسا : افرض انك حبيت وحده

يزفر صقر بضيق : استغفر الله يالله هات من الاخر يا خويلد ...صج انك فاضي

قهقه خالد واكمل : بس انت تعرف حالتك... ومستقبلك ...و..........

رفع صقر حاجبه ورمقه بنظره سريعه ثم عاد بنظره مركزا على الطريق

خالد : شنو يكون موقفك ... تتقدم لها او لا ؟

لـــــم يـــــــــــرد........

خالد يستحثــه : صقـــر ؟!!

: نعــم

خالد يطلب جوابه : رد ....

صقر بلا مبالاه : على شنو؟؟

خالد عاقد جبينه : السؤال اللي سالته

زم صقر شفتيه ثم قال: انت فرضت شي انا ماعشته ولا جربته فشلون تبيني ارد ؟

حرك كتفيه : يعني فرضا

صقر يستفسر : شنو اللي يمنع اني اتقدم لها ؟

خالد : يعني انك مثل حالتي و... حالتنا ... اوضاعنا ومستقبلنا المجهول ...

: وهي تدري بالوضع؟؟

خالد باندفاع : ايه اكيد .....آآ .. آم .. اقصد يعني افرض كانت من نفس الحاله ...

: ايه

: يعني لو كنت هالشخص تتقدم .. والا تفكر بالمستقبل ... وعيالك ... واحفادك ...وتخاف يتكرر الماضي ...

: انت قلتها يا خالد .. تكرار الماضي ..

: يعني تمتنع ؟

: اذا اقدر ...

: واذا ما قدرت ؟؟

توسعت ابتسامة صقر بمكر و... " صمت "

الح عليه خالد : قول يالصقر ....قول ...

رفع صقر حاجبه مستفزا : وليش ماقدر ؟؟

: يعني .. ماتقدر .. ما تتخيل حياتك من غيرها ... ما تحس لحياتك طعم بدونها ...يعني مستحيل تتنازل عنها يا صقر لاي سبب بالدنيا ...

صقر شد قبضته على المقود : اجل العبها صح يا خالد ...

يحدق خالد بملامح وجهه الجاد .. ويهمس بحماس حذر : شلــــــــــــــون ؟!!

رد صقر باختصار غامض : انا راضي وهي راضيه ... ما نشرك طرف ثالث ...

فتح خالد فمه ليرد ... لكن ما ان استوعب كلمات صقر حتى توسعت عيناه دهشه وجفت الحروف بحلقه ....

اعاد المشهد مره واخرى واخرى فادرك مراده .....توسعت ابتسامته وبسطت ملامحه ....

هامسا بسعاده : جبتها يالصقر ... اشهد انك ذيب ...

% أستغفــــــر الله واتــــــوب اليــــــــــــه %

% أستغفــــــر الله واتــــــوب اليــــــــــــه %

دلفا الى الداخل ... وما ان كشفتا حتى استقبلتهن الشابه الاسيويه بالترحيب ...وارشدتهن لوضع اغراضهن في مكان امين ...

اقتربت منهن فتاة اخرى بوجل بعد ان سمعت حديثا دار بينهن

التفتت اليها دلال عندما قالت بخجل : عفوا .. انتي دلال الـ ***

توسعت عينا دلال ثم حركت راسها ايجابا تملكها دهشـــه واستغراب ...فابتسمت الاخرى قائله : انا مشاعل .. اخت نايف رفيج اخوج صقر ...

بادلتها دلال الابتسامه مرحبه : يا هلا والله ...

مشاعل تشد على يديها وتقبل وجنتيها : هلا فيج يا قلبي ...الف الف مبروك ...

دلال بسعاده : الله يبارك فيج .. اقول عقبالج والا ..

ضحكت مشاعل : ههههه تو الناس ...

دلال بابتسامه : اجل العقبى لج ولصمود امين ..............والتفت الاثنتان لمكان صمود فلم يجداها بالقرب ...

دلال : بنت عمي صمود جايه معاي ..بس .. لحظه اشوفها ...

مشاعل : اوكي انطرج هنيه في شغلات بنتفاهم عليها

دلال : ان شاءالله .. دقايق بس ...

% أستغفــــــر الله واتــــــوب اليــــــــــــه %

بعد ان فرغت الصلاة ... اجتمعوا مرة اخرى في المجلس ..

بينما بقي هو خارجا ...

ضربه خالد على كتفه ضاحكا : شنو هالكشخـه يا مشعل ... اللي يشوفك يقول انت المعرس مو انا

التفت اليه مشعل رافعا حاجبه : ايه قريب ان شاءالله ازاحمك على اللقب ...

خالد : احلف بس ؟

توسعت ابتسامة مشعل وعيناه تعلقت بتلك السياره القادمه

: قول ان شاءالله ... قول ان شاءالله يا خالد..

وعـود 11-03-12 12:23 AM

المعزوفـــه السابــعه ،،
عزف المحاجر

ضاقت أنفاس المحاجر
لي متى صمتك يطول؟!

% اللهم صلي على محمد وآل محمد %

بعد ان فرغت الصلاة ... اجتمعوا مرة اخرى في المجلس ..

بينما بقي هو خارجا ...

ضربه خالد على كتفه ضاحكا : شنو هالكشخـه يا مشعل ... اللي يشوفك يقول انت المعرس مو انا

التفت اليه مشعل رافعا حاجبه : ايه قريب ان شاءالله ازاحمك على اللقب ...

خالد : احلف بس ؟

توسعت ابتسامة مشعل وعيناه تعلقت بتلك السياره القادمه

: قول ان شاءالله ... قول ان شاءالله يا خالد ...

اقتربت السياره من البيت اكثر حتى بانت وبان من فيها فهمس خالد : هذا ناصر واهله

كان قد علم بذلك قبله .. فاستدار نحو المجلس هامسا : خلينا نبعد ونعطيهم راحتهم ينزلون ..

حرك خالد راسه موافقا اياه : صدقت يالله ..

" مشعل "

شعور مؤلم ان تعلم انك ابعد ما تكون عما تؤمل .. واقرب منه بذات الوقت ...

كمن قيد بصحراء على عمود اجرد تصفعه حرارة الشمس ولهيبها يكاد يقتله الضمأ ...

وهناك يقف امامه من يسكب ابريق الماء ببرود لتتشربه الارض ...

فلا هو قادر على الاقتراب من الابريق ،، ولا الماء الذي فيه باقي بانتظاره

هو لم يحاول ولا مره ؟؟ لكنه يخشى المحاوله والاقدام ؟؟

فان تبقى متمسكا بحلم مهما بعد ، اهون من ان تتجرد منه

مازال يامل في اخيها ناصر خير .. لكن ماذا عن والدها وزيد؟؟

ما يؤلمه انه لم يجد من يزرع بصيص النور في حلمه ،، حتى والدته وشقيقاه ،،

% اللهم صلي على محمد وآل محمد %

وضعت يدها على قلبها وبنفس منقطع صرخت : انتي وييييين رحتي ؟!!

رفعت الاخرى نظرها اليها واعادت ضغط ارقام الهاتف بتوتر

عقدت دلال جبينها بقلق : شنو فيه ؟؟ على منو تتصلين؟؟

اسندت صمود ظهرها لطاولة الاستقبال التي تقف عندها وضمت جسدها البارد بذراعها والاخرى تشد بها على سماعة الهاتف

وهي تهمس: تلفوني مالقيته ؟

توسعت عينا دلال بصدمه : تـ تلفونج ..

يكفي مافيه من الصور ليكون فقده قنبله ذريه على وشك الانفجار

هست دلال بخوف : وبعدين !

صمود : قاعده اتصل عليه .. شوفي دوري في الصالون يمكن تسمعين نغمته

لم تعارض دلال وتحركت باضطراب تحاول التقاط صوت رنينه في المكان ..

.

فرغ من صلاته .. وعاد الى سيارته حيث اوقفها قريبه من مكانهن ..

وما ان فتح الباب حتى شده رنين الهاتف

لم يكن هاتفه ...

عقد جبينه وبحث عن الصوت حتى وجده ساقطا .اسفل المقعد الخلفي ...

" هاتف زهري " ...

.

تامله برهة وشاشته تضيء برقم ما ...

لم يلبث طويلا حتى ادرك يقينا انه..

" لن يكون لغيرها "...

10 مكالمات لم يرد عليها ؟

من يتصل بهذا العدد؟

.

% اللهم صلي على محمد وآل محمد %

مشاعل اصابها التوتر من توتر دلال : اخذي تلفوني دقي عليه ...؟

امسكت دلال به باضطراب ... وضغطت الارقام بتوتر...

رنه اثنان ثلاث

و

: الوو

شهقت ثم اغلق الهاتف

دلال ترتجف : ر... رجال ... واعادت النظر للرقم في الشاشه تتاكد منه ...فهمست رقم صمود بس اللي رد رجـ .....شهقت اخرى وهي تردد صقر!!

التفتت لمشاعل المتوتره مثلها قائله : يمكن صقر؟؟

مشاعل تحثها وقد تسرب اليهما الامل : شوفي مره ثانيه

اتصلت دلال فلم يرد

اقتربت صمود بياس وموجه بل اعصار من الافكار الناريه تشتعل براسها وتعصف باحاسيسها ..

دلال تحاول ايجاد المنفذ : صمود يمكن نسيتيه تحت بالسياره

" لم تقل لها عن صوت الرجل الذي كلمها ولا من تتوقعه لكن افترضت ذلك

لعله يكون صحيحا "

حركت صمود راسها الذي عجز عن تحمل لمزيد : لا مستحيل ...

يالهي تتخيل فقط لو سقط بيد شخص لايراعي الله ولا حرمة خلقه

صورها صور شقيقاتها صديقاتها

كاااارثه

قد يعمل بهن ما يشاااء

يااربي رحمتك

" اللهم استرعورتي وآمن روعتي "

تشد دلال على يدها : صدقيني انه تحت..ثم تركت يدها هامه بالتحرك خليني انزل اشوفه ...

صمود تضغط على راسها من شدة الافكار المؤلمه : لحظه اجي معاج ...

. % اللهم صلي على محمد وآل محمد %

لم يستطع منع نفسه من تامل الصوره ...التي جعلتها خلفيه لهاتفها ..

كما هو ؟ لم ينمحي معلم من معالمه من ذاكرة صقر حتى ابسطها ...

وكانها نقشت بذاكرته معلما معلما

كما هو .. نظرته العميقه ابتسامته الغامضه ملامحه التي تحكي الف حكايه وحكايه

رحل تاركا من احبه يتجرع الوجع ..

واي وجع ... وجع الفقد ؟؟ ... ام وجع النبذ ؟؟

ام وجع الضيااع ؟؟

تنهد بعمق الوجع مطلقا اهاته ..

آه يا فيصل تالله فقدك موجع ..

.

لمحهن يقتربن فادخل الهاتف بجيبه .. وبادر بالنزول

فتح الباب واستند بذراعه على سقف سيارته يتاملهن ...وما ان اقتربن حتى سالهن : خلصتوا ؟

اقتربت دلال منه اكثر وردت بانفاسها المنقطعه

: لااا بس ..والتفتت لصمود التي اسرعت للسياره تبحث فيها ...

صقر يستحثها : ايه ؟!!

عبثت اصابعها بطرف غطائها بتوتر ثم اخرجت كلماتها باضطراب : ممم تلفون صمود ...

رفع حاجبيه هامسا بنبره هادئه : اها !... والتفت لتلك التي تبحث في السياره حتى آيست ...وعادت اليهم بخطوات بائسه

انتظرها حتى اقتربت فاخرج الهاتف واراها اياه : تدورين هذا ؟

: شهقت صمود ثم مدت يدها لتخطفه منه لكنه رفع يده للاعلى قائلا

: لحظه لحظه ....؟؟

كانت ترتدري غطائها رفعت منه طبقه وبقيت طبقه لتتمكن من الرؤيه لكنه رغم ذلك لا يستطيع رؤية ملامحها بوضوح .....فلا يستطيع ان يرى انعكاس تصرفه ولا ذلك الغضب
الذي يلون وجه اللبوه

سالها : فيه صور ؟؟

ردت بكل ثقه : اكيد

قال بحده : لو طاح بيد غيري ؟

تنهدت وردت بذات النبره الواثقه : ماراح يطيح ... وبعدين لو تفتح عمل الشيطان

قال: والصور لو طاحت بيد شيطان ؟؟

صمود تبرر : ماراح تطيح بيد احد لاني محرصه عليه

رفع حاجبه وحرك الهاتف بيده : محرصه عليه ! صح وهذا الدليل ..... انه هنيه ...

عجزت من سخريته فهمست بضيق : تعطيني اياه ؟

سلمه اليها لكنه شد عليه قبل ان تسحبه : صمود لمصلحتج انتي ... امسحي الصور ... عندج الف مكان ومكان تحتفظينهم فيه

" ترا اذا طاح الفاس بالراس ماينفع الندم ..."

% اللهم صلي على محمد وآل محمد %

دار الشباب على المتواجدين بالخدمه والضيافه

سلطان وثامر ... وتارة مشعل وفهد ...

لم يكن مجلسا هادئا كما العاده .. بل يتخلله حركه ونشاط ..

ضحكات ... حديث صاخب.... عبث اطفال ... تمتزج بجدية الكبار ، ومزاح الشباب الممزوج بالامل والرجاء ..

ابوفهد يشير لفهد فيقترب منه الاخر بخطوات واثقه ... وينحي بقربه : سم يالغالي

والده يهمس : ها يا بوك اشصار ؟

فهد : كلمته يا بوي جاي باذن الله - ونظر الى ساعته هامسا - بالكثير نص ساعه ، ساعه ويكون عندنا

حرك والده راسه برضا : على خير ان شاءالله - ابتسم فهد واراد النهوض لكن والده شد على يده ثم ساله بحسره

- وانت منت ناوي تورينا عيالك؟؟

ابتسم فهد بمضض : الله كريم !

شد والده على يده برجاء : عجل وانا بوك مابقى بالعمر كثر ماراح

تامله فهد لبرهه وقاره .. سماحته .. تجاعيد الكبر والالم التي خُطت في وجهه ..تامله بصمت ثم انحنى يقبل راسه : الله يطولنا بعمرك يا الغالي ... انت الخير والبركه
.. وانحنى يقبل يده ببر ...

" ولما فتح الجراح يا ابي ،، اما يكفي اني اتقلب على لوح ساخن فابتسم رغم الالم ...

حتى املي والامل الذي به يحيا الاخرين بت اخشى ان يتحقق ...

لاني لا ارجوا لهم الا ما يرجون ...

اضحي بسعادتي لسعادتهم ... يكفي ان اراهم بخير ...

أرأيتم اعجب من ذلك ؟

من منكم يقبل ان يقطف زهرته بيده

ثم يهديها برضاه ؟؟ "

. % اللهم صلي على محمد وآل محمد %

صمود صمود ؟؟

التفتت ناحية اليد التي حركت كتفها وثغرها مفتوح علامةً على عدم الاستيعاب

وصوت الاستشوار يضج بالمكان وسماعات الهاتف معلقه باذنيها ..

ابعدت السماعه من اذنها لتستمع لدلال التي قالت بابتسامه

: هذي مشاعل شعوله... اخت نايف رفيج صقر ...ما عرفتج عليها

ابتسمت مشاعل ،، وبادلتها صمود الابتسامه دون ان تقف .. لكن صافحتها مرحبه

: تشرفت يا اخت نايف

ضحكت مشاعل على كلماتها واسلوبها وبادلتها اياه بابتسامه مماثله

: الشرف لي يا بنت عم صقر ...

في البدايه توقعت هي ودلال ان وجود مشاعل صدفه ،، لكن اتضح ان حضورها كان خصيصا لدلال ... بتوصية من شقيقها لاجل صقر ..

ساعدتهم في كثير من الامور ... بل اتضح انها هي من اختار واشار بهذا الصالون لمعرفتها به وبادارته ..

.

% اللهم صلي على محمد وآل محمد %

% اللهم صلي على محمد وآل محمد %

بعد ان قبل راس ابو خالد وابو فهد و استسمح منهم بخجل وخاصه من ابو خالد

: الوالد يعتذر منك يا عم والا كان بوده يحضر بنفسه ويبارك لك بس خابر اشغال الوالد وسفراته الطارئه...

ابو خالد بوجه طلق : مايقصر بوناصر ولا يجي منه قصور يابوك

زفر ناصر براحه : الله يبارك فيك يا عم

بوخالد بحنان الاب : وشلونك انت يا ناصر وشلون دراستك

ابتسم ناصر : لله الحمد .. هانت وماباقي الا سنه واتخرج

بوخالد يبادله السعاده : الله يبارك فيك ياولدي ويسر امرك شد حيلك وانا بوك ....

طبطب ناصر على يد بوخالد : لاتوصي يابوي ...

ساله بوفهد : الا وين زيد ماشوفه ؟!

ناصر يهب واقفا ينسف قترته : زيد مسافر ياعم ... رافق عمي بولافي بسفرته

بوفهد باشتياق : ماشاء الله عمره ؟

ناصر : والحين هم في سوريا...

% اللهم صلي على محمد وآل محمد %

بعد ان انتهين جلسن في الارض متحلقات والطعام الذي طلبته مشاعل امامهن

مشاعل بابتسامتها العذبه : اكلي دلول لا تطيحين علينا وتفشلينا ..

ضحكت دلال بعذوبه اكثر : هههههههههه تخيلي بس كل هالتعب واطيح ؟ لا وحلاتها وانا امشي بين الحريم اجي على وجهي وانفجرت بالضحك ..

مشاعل تواصل ضحكاتها الناعمه : هههههههههه وربي بتكونين حديث السنه ههههه لا وراح ينتشر الخبر موثق بالصور هههههههههههه

ضحكت دلال ثم التفتت لصمود تشركها بالحديث : اكيد اللي ينشره صمود هذي اللي ينخاف منها

مشاعل تنتبه للصامته التي يبدو انها في عالم آخر : صمود ليش ماتاكلين؟!

ابعدت صمود جانبا من شعرها الطويل خلف اذنها هامسه: مالي نفس... (وما ان رات ملامحهن العابسه تداركت قولها بـ ) بس بشرب العصير عشانكم ..

مشاعل بفضول : لاتقولين مسويه دايت وتتبعين حميه ؟!

صمود ترفع حاجبها الايسر : لا بسم الله علي !! واتبعت حديثها بنبره واثقه .. جسمي ما يحتاج

ابتسمت مشاعل باعجاب : بسم الله عليج ... كلج حلوه وما عليج زود

اكتفت صمود بابتسامه ...

" عقلها مشغول بمكالمة شقيقتها غدير منذ لحظااات ..وهاهي تتبادل معها المسجات التي حرصت عليها ان تمسحها بعد قراءتها ...."

.

غدير

" اقولج غاااثني طاقها ضحك وسوالف معاهم

ويطلعهم ويمشيهم مادري على أي اساس ؟ ما جنه ولد خالتنا "

دلال : صمود دقي على صقر عشان نمشي ...

تمتمت : كلميه انتي ...

ردت دلال : ايه بكلمه .. بس اتصلي ..

بحثت عن اسمه فلم تجده ؟؟

تذكر انها سجلته بحرف ص .. وكيف ان تنسى " صقير "

عقدت حاجبيها ثم قالت لدلال : عطيني رقمه

دلال : **************

ثانيه ثم

جاري الاتصال بـ

" تاج راسي "

توسعت عيناها دهشه ؟

اغلقت المكالمه ثم سالت دلال اخرى : اعطيني الرقم مره ثانيه

بان الاستغراب على ملامح صمود وكذلك دلال : شنو فيه ؟

صمود : ولا شي بس عطيني بتاكد منه

دلال : ********

جاري الاتصال بـ

" تاج راسي "

رفعت حاجبها لتهمس بغيض : احلف بس ؟!!

مشاعل تهمس لصمود التي تعبث بهاتفها: ممم صمود مم عادي اخذ رقمج واذا فيها احراج ترا مو لازم !

انتظرت مشاعل الرد بتوتر وندم لاستعجالها توتر زاد مع رفعة حاجبي صمود وملامحها الجاده ...

لكنه ما لبث ان اختفى عندما وصلتها ابتسامة صمود ونبرتها الساحر : ولو !

وانزلت نظراتها لهاتفها تفتح المسج الجديد

" دودي امي وصلت هذا اخر مسج ادزه "

تنهدت .. وانتقلت لتغير الاسم لـ صقير كما كان وهي تبتسم بخبث كانه يراها الان ...

اتصلت .. ثم مدت الهاتف لدلال ...

والتفت لمشاعل تملي عليها رقم هاتفها ..

% اللهم صلي على محمد وآل محمد %

خارج المجلس .. يستقبلون الضيوف وينتظرون صقر والمأذون ...

زفر سلطان بضيق عابثا بالحجر اسفل قدمه : ياخي اخيرا اقنعته اني ادخل الجيش واترك الدراسه تقولي خبل

ثامر مصر على رايه : أي خبل .. احد بوضعك ويترك دراسته عشان الجيش

سلطان بضجر : يا معود اش اخذنا من الكتب غير وجع الراس ..على الاقل الجيش وراه معاش وفلوس اشيل نفسي فيها ..

ثامر بهدوء : ومستقبلك بالدراسه اكبر .. بس انت شد حيلك وخل عنك سوالف ربعك الضايعين

كلح وجه سلطان وزفر بغضب : يوه يا ثامر لا تصير امي الثانيه

ضربه ثامر على راسه : ثامر اللي هو خالك .. وامك اللي هي اختي

سلطن يرفع حاجبه مستنكرا : ما بقى الا هي !! اقول لثويمر يا خالي

توسعت عينا ثامر وصرخ به : سليطين يمال الوجع يا ....

اسرع سلطان بخطواته نحو المجلس ضاحكا : هذا صقر وصل ..

% اللهم صلي على محمد وآل محمد %

ارتفع اليباب بدخول دلال بفستانها الفستقي الناعم ..وشعرها المرفوع بتاج ملكي بريقه يسرق الانظار

وقد تمردت خصل من شعرها الاسود على وجهها المشرق ...

رافقتها صمود كما طلبت منها الى الكرسي الذي يتوسط الجلسه ... لم تتوقع كل هذا الحضور .. وجوه غريبه لم تميزها بعد .. وحضور كثيف ...

جلست دلال بتوتر وانحنت صمود ترتب فستانها من الاسفل وهي تهمس : حصه موجوده ؟!

ناظرتها الاخرى بدهشه او عدم استيعاب ... فاشارت صمود براسها ناحية اليمين وحركت شفتيها باسمها : حصه بنت خالتي ..

فتحركت نظرات دلال الى حيث تجلس تلك ... ثم عادت بنظراتها الى صمود رافعه حاجبيها دهشه ..

فحركت صمود اكتافها بدهشه مماثله .. ونهضت حيث تقف بقربها ..

% اللهم صلي على محمد وآل محمد %

خالد : مشعل سمعنا اخر ما كتبت على مايجي المأذون

مشعل بسخريه : اسليك يعني ؟

خالد بضيق : ياخي طقت جبدي ... لو جايبينه من السعوديه جان وصل ....

قهقه مشعل : ههههههه الله يرزقنا ... على الاقل انت حصلت احمد ربك ياخويلد

خالد يفز بوجهه : اعووذ بالله ... خلها تتم بالاول يا وجه الفقر ...

مال حلق مشعل بابتسامه ... وسكت

خالد يعود لنفس الطلب : من جد اكلمك ..سمعنا يا ولد عمي

زفر مشعل بضيق : ياخي خلنا نعدي اليوم على خير

رفع خالد حاجبه : ليش ان شاءالله ؟!

زم مشعل فمه : جوها ما يناسب اليوم ..

خالد يضرب فخذه بلطف : اقول سمعنا وانت ساكت

رفع مشعل حاجبه ثم عقد جبينه : وشلون تجي ؟ اسمعك وانا ساكت ؟؟ ثم توسعت ابتسامته الساخره

عبست ملامح خالد ثم التفت لمن حوله : يا جماعة الخير .. شاعرنا مشعل الـ ... يبي يسمعنا آخر ما كتب ...

ابتهج الحضور .. وتوجهت انظارهم لمشعل الذي ود لو يحطم ملامح خالد الذي يبتسم بمكر ...

نايف يهمس لصقر : مشعل شاعر ؟!

رشف صقر من فنجاله : وقصايده تجي على الجرح ؟

استطاع نايف ان يستشف معنى قول صقر ... فصمت بترقب لكلمات مشعل ..

ارتفع صوت عمه ابوخالد : سمعنا يا ولدي ...

تنحنح مشعل ثم قال قبل البدأ موضحا : من الحين اقولكم جوها ما يناسب ... يعني.... حللوني ..

ابتسم البعض .. وتحمس البعض ... وترقب الاخر قوله بلهفه ... والبعض كان يجزم بمعنى كلماته مسبقا قبل اطلاقها ..

كمثل الذي حدق به من بعيد ... والتقت عيناه بعيني مشعل الذي ابتسم له وحرك راسه بالايجاب..

ما قدرت القى اجابة من اكــــــون؟ ..... في وطن بذري نما في تربته

بارضهجذوري ارتوت لين الغصــــــون ..... عناقيد الطيب .. والحب شالته

صار يسألنيطلع نبتك شلــــــــون؟ ..... ولا كن اللي سقتني غيمته !!

فبيتي عايش ! لكن (بشرع السجون) ؟ ..... حر .. لكن .. ما يحس حريته؟

ليه جرحي يا وطن عندكيهون ؟؟ ..... ليه قلبك ما شملني برحمته ؟؟

الوفا بدمي ولا يمكن اخون...... تشهد اجساد دماها سالته

على اسوارك صارت دروع وحصون ..... ليه كفك ها الوفاما ردته !؟

رقم كل هذا .. نرددلك تمون ..... وطنا وباكر يحس بغلطته

للشاعر حافظ الرسن ( غريب بديرته )

% اللهم صلي على محمد وآل محمد %

ارتفع صوت الاغاني من المسجل والتي حرصت دلال ان تخلوا من الموسيقى تماما لكنها بحق رائعه وتحرك الجو كما الاخرى واكثر .. "

رضا المولى هو ما نحتاج اليه اليوم وغدا وبعد الغد وفي كل حين ...

ابضع ساعات لهو تستحق ان نغضب لها الرحمن ؟!! ...

خاصه ان الشرع ما حرم امر الا وجعل له بديل ...

ولكنها النفوس الضعيفه التي تستجيب للهوى ووسوسة الشيطان .."

اخترقت الصفوف لتنتهي بعناق حار لصمود...وهي تطلق ضحكاتها

صمود تحيطها بذراعيها : مريوووووم

مريم تهمس بعتاب : اشتقت لج يا القاطعه

صمود بسعاده : وانا اكثر والله

همست دلال : ماجنكم كل يوم تهذرون مع بعض لين تطق اذونكم وسماعة التلفون ..

ضحكن الاثنتان ثم همست صمود لها: بسلم على الضيوف وارجع ...

دلال بتوتر : لا .. خلاص نادي عهود والا ميثا.........

ابتسمت صمود بخبث : زين بس لا تبجين

ضحكت مريم وصرخت دلال من بين اسنانها : صميِّد وجع ..

% اللهم صلي على محمد وآل محمد %

هذا ما قاله المأذون بنبرته الناصحه الامينه

: انا يا جماعة الخير اقدر اسوي اللي تبونه ولا ضارني شي...

بس لاني ناصح واعتبركم اخواني وهلي قلت لكم ... وانتم بعد تاكدوا من هالكلام ...

هذا لمصلحتكم عشان تكونون على بينه

حرك بوخالد راسه شاكرا : الله يجزاك الخير ويحسن اليك ..

ومثله قال بوفهد ..

بينما انتشر كل من صقر وفهد وخالد ومشعل ونايف كل امسك بهاتفه يبحث عن جواب..

وبقي الاخرين على جهل بما يدور ... يتناولون اطراف الحديث .. ويترقبون اعلان التتويج ...

اغلق نايف هاتفه وبان على ملامحه الضيق

صقر : بشر يا نايف ؟

نايف بضيق وانزعاج واضح : والله مادري يا صقر .. بس يقولون قرار جديد ومادري ايش ...

صقر : ايه .. وشنو هالقرار ؟؟

% اللهم صلي على محمد وآل محمد %

قبلتها على كلا وجنتيها وهي تهمس بفرح : الف الف مبروك يا حرم اخوي المصون

توردت وجنتاها حمرة وهي ترد بخجل: الله يبارك فيج يام سلطان ..

اما عبير فكانت اشد سعادة وهي تتوسط حلبة الرقص وترقص .....بعد ان باركت لدلال وعانقتها بحب ...

*

انحت صمود على عمتها تقبل راسها وهي تبعد جانباً خصلات شعرها الكستاني الطويل المنعكس عليه بريق

فستانها الاحمر لتمسك ام فهد بوجهها وتقبله

: بسم الله عليج يا قلبي الف لا اله الا الله ... والله كبرتي يا صمود ياجعل عين امج ما تبجيج ونفرح فيج بعد دلول

ابتسمت صمود بعذوبه وهي ترد : الفال لميثا يا عمه هي اكبر مني وتوسعت ابتسامتها العذبه لتخطف قلب ام فهد اكثر واكثر ..

وانتقلت من ام فهد لاحضان الخاله ام ناصر
: وهـ بسم الله على عروستي الف لا اله الا الله ...الله يحميج ويحرسج يا بنتي ...

ضحكت صمود وهي تبتعد من حضن خالتها : اشدعوه يا خالتي ..حسستيني اني الليدي

حركت الخاله يدها بعبوس : تهبى الا هي ... ومسحت على شعرها بحنان الله يحميج ويبارك فيج ..

ابتسمت حصه وهي تسحب صمود لتسلم على وجنتها : بسم الله عليج قمر...

بس صج لقالوا ان الحلا ما يكمل .....

ارتخت يد مريم الممسكه بيد صمود وهي ترسل اشارات ناريه لشقيقتها ...

كشت ملامح صمود ... ثم رفعت حاجبها بكبرياء قائله بنبرة واثقه ...

: الا مع صمود ...

ارتسمت الحيره على ملامح حصه من مقصدها

والتتت اليها مريم ...

فاردفت صمود بذات النبره الواثقه يتخللها غرور يليق بها ..

: انا حاله فريده .. ومعاي كل شي يكمل ..واسبلت رمش عينيها بدلع وغرور تغيض الاخرى قصدا ...

% اللهم صلي على محمد وآل محمد %

نايف بضيق وانزعاج واضح : والله مادري يا صقر .. بس يقولون قرار جديد ومادري ايش ...

صقر بانفعال : ايه .. وشنو هالقرار ؟؟

واجتمعوا حول نايف يستمعون الخبر ..

ازدرد نايف ريقه ثم همس مفرغا غضبه باحكام قبضته على هاتفه

.

.

: مااافي .... ماافي عقود زواج للــ " بدون ...

توسعت محاجرهم صدمه .... والتفت كل منهم للاخر مستنجد غير مستوعب...

ثانيه اثنان ثلاث ..............................

حتى التقت نظراتهم بالارض وعانقت ذرااات الرمل

وتسربت آخر بقايا الفرح من بين اصابع الاسى وقيود الحزن ...

وعـود 11-03-12 12:26 AM

المعزوفة الثامنة
عزف المحاجر

تمر الصوره والصوره وانا اناظر على الجدران
وترحل بس خيالاتي الي ابعد من الصوره

سنين اتمر في لحظه ترتب خاطر الوجدان

سنين اتصير في عيني مراية وقت مكسوره

وداعي للخيال اللي يمر وماعليه انسان

وداع الذكرى لا صارت بسجن الامس مكسوره

طفل يكبر وله بستان غدى مترامي الاغصان

زهوره ذابله باقات عليها دموع معصوره

تجاوز مبدأ التاريخ سكن في غيهب الحرمان

تفكر وانتهى التفكير .. تمنى ترجع الدوره

تحسف .. قبل يتحسف .. اخذ يتصفح الجدران

وراح يعيد تفكيره الي ابعد من الصوره

" منقوله "

سبحان الله وبحمده ^ سبحان الله العظيم

في الديوان الداخلي الصغير ..

الذي هو بالاصل مكان لتجمع شباب العائله ونومهم وسمرهم لضيق منازلهم ...

كان هذا الاجتماع المغلق

بين بوخالد وبوفهد لينتهي الى حيث الان ..

مع الصقر...وخالد ......

صقر الذي اصابته خناجر الواقع بمقتل ... بدت الصوره امامه منكسره .. لا يفيدها التجبير ...تكلم اعمامه بالامر

وتنقاش ابناء عمومته فيه ...

لكنه يرى كل ذلك كمن يجتهد ويبذل جهدا ليزيل التراب عن الحجر... فيجده بعد ذلك صلدا

لم يستحسن الفكره ولم تعجبه .. بل لا يريد ان ينفذها فتصبح واقعا

زواج بلا توثيق من محكمه ؟ ولمن لشقيقته الوحيده؟ لطفلته ؟ ابنته ؟

بل اكبر من ذلك للامانه الثقيله المثقل بها روحه وعاتقه

بوخالد ينهي الحوار ويضع النقاط على الحروف او السكين على الاعناق ....

: نكمل ونكتم على الموضوع وكان شي ما كان ..والحريم ابد ما يوصلهم شي ....

..كانت كلماته كالرماح التي مزقت صقر اربا فنطق بعد الصمت بالوجع : شلون ؟؟ بس يا عم ....

قاطعه عمه : صقر انا فاهم اللي تبي تقوله .. وتاكد وانا عمك دلال بنتي مثل خالد بالضبط ولا افكر اضرها ابد

انتفض برهبه : حاشاك يا عم .. ابد والله ما كان هذا تفكيري .... بس دلال ثقل يا عم .. ثقل وامانه وانا خايف اظلمها .

.خلني ع الاقل اكلمها بس ابراء للذمه ...وانا متاكد ان رايها ما يطلع عن رايكم

" كم تمنى بداخله ان تخالف دلال توقعاته ... يا الهي ما هذا التناقض المر الذي يعصف بروحه

كيف يجتمع عنده الشعوران بنفس اللحظه ؟ كيف ينطق بشيء ويتمنى ضده

اهذا ما يسمى بالنفاق ؟!

انتفض قلبه جزعا لمجرد ظنه انه ينافق عمه ...

وانحنى ممسكا يده يقبلها ...وظل جاثيا لحظه ...

احس بيد عمه فوق رأســــه

ورفع نظره اليه بخشية من العقوق والاثام ...

ليشير الاخر براسه ...دليل الرضا والموافقه

: قم الله يرضى عليك ياولدي ... قم خذ راي امك واختك وارجع لنا بالخبر ....

اطلق زفرة الم كانت قد احتشرت بصدره فضاقت انفاسه

كلمات العم كانت كماء بااارد سكب فوق رأسه الى أخمص قدمه

ليس سهلا ان يفرض رايه امامهم ؟ ... فكيف براي شقيقته ؟

ليس سهلا ان يكسر كلمة عمه ... وليس سهلا ان يسلب خالد ودلال فرحتهما

ليس سهلا ان يقف ضد التيار...

لكن ماذا يفعل ان كان السير مع التيار يعني الانكسار !

الا يشعرون به ؟؟ اهو الوحيد الذي يشتم رائحته ؟

لن يكون هناك زواجا قريب ... فقط عقد قران بخط امام المسجد

غير موثق ..هذا ما توصلوا اليـــه

ماذا لو صدر قرار بوقع حكم الزنا على كل من تزوج بهذه الطريقه ؟

ايستبعد ذلك؟؟!!

قبل يد عمه اخرى ونهض ليقبل رأسه

وينسحب بكل هدوء ...

هدوء يخالف تماما الضجيج والزوابع التي تعصر بروحه

.

خالد يقترب من والده ... يريد الاستيعاب اكثر

نعم يريد اتمامه لكن ليس على حساب من يحب

يريد لها السعاده وفقط ...

سيتحمل هو العذاب .. لكن لن يقبل ان يمسها او يلفحها شيء منه

وصله صوت والده الدافئ : خلها عليّ.يا خالد.. وثق فابوك ....

سال خالد بتوتر : والعقد ؟

: الحين بنملك عند الامام ... ونتمم الليله على خير ... لا احنا كسرنا بخاطر عيالنا ولا نقص وجهنا قدام المعازيم

وبكرا باذن الله نروح المحكمه ... ونشوف القصه ونتأكد أكثر ...

صمت لبرهه ومحاجره تضيق شيئا فشيئا محاولا التركيز فيما قاله والده وفيما يتحدث ....

ليصله الدفئ من يد والده الحانيه التي ثبتها على كتفه بحنان

: توكل على الله ياولدي ولا تشيل هم..

اغمض خالد عيناه يحاول لم الشتات الذي تبعثر بداخله....

نظر بوخالد لاخيه بو فهد .. الذي التفت لابنه فهد وحرك راسه ففهم الاخر مقصده واسرع لامام المسجد يقربه منهم....

سبحان الله وبحمده ^ سبحان الله العظيم

آلا يا خوي لا تسأل عن اللي

{ ح ـطم أح ـلامـي }

عن الدمعه عن النظره الحزينه والعنا والـ آهـ

أحتضنت العلبة الحمراء ..

واناملها الرقيقة تعزف سمفونية المشاعر الحالمة لتصطدم وتتهشم على جدرانها المخملية

ابتسمت بخجل حتى اعتلت الحمره وجنتها البيضاء عندما تذكرت

تلك اللحظات ..

دخوله ..عطره... صوته ... عزف خطواته الصامته

كلماته التي اجاد انتقاءها فكانت كالسهام حده اخترقت قلبها المغلف فأسرته

لم تستطع رفع نظراتها الخجوله لترسم تفاصيل ملامحه والتي نقشت في ذاكرتها منذ امد

...كل ما استطاعت رؤيته ... مكان حذائها وحذائه...

واناملها الناعمه تشتبك ثم تنفصل بتوتر شديد وارتجاف واضح في حجرها

وعندما اخترق صوته جدران الصمت لقلبها انتفض اضطرابا وحياء..

قال : زين ارفعي راسج شوفيني ... يمكن تغيرت يمكن ماعجبج يمكن تغيرين رايج فيني..

زاد توترها حتى كان بامكانه ان يلمح ارتجاف جسدها واحمرار وجنتيها ... فتوسعت ابتسامته وانتقل من امامها ليجلس بقربها

وهو يمسك بيدها المرتجفه

: مبروووك ... الف مبروك يا قلبي ..

سالت دمعاتها بصمت ...وهي تعيد الساعات الماضيه .. لحظه بلحظه......

هل تستحق فعلا هذه الكلمه ؟! .... عجبا له ؟ كيف استطاع ان يصمد ويبتسم ويمطرها باحاديثه المعسوله ... وقد علم ما علم ....؟!!!

تزايدت دموعها .. وفاضت فيها المحاجر ...اسقطت العلبه ودفنت وجهها بين كفيها تكتم صرخه كادت تفضحها ....سالت دموع صامته...

وحاولت التوقف ...والامتناع ...لكن

انطلقت شهقاتها المكبوته وارتفع نحيبها وانينها... بكت .دموعا... وزفرت آهات لتنقش ذكرى سعيده في ليلتها المميزه كما تفعل العروس عادة!! ...

سبحان الله وبحمده ^ سبحان الله العظيم

اطلقت ام ناصر كلماتها المتوجعه : آخ يا قلبي تقطع عليها ...لاحول ولاقوة الا بالله .. يارب انك تعطيهم الصبر وتفرج كربتهم يارب ...

" بينما هو لم يكن اقل منها توجعا .... ربما لانه القادم ؟؟؟ "

القى بجسده المنهك على الاريكه واذناه المتعبتان تلتقطان اطراف الحديث المر ...

مريم : والله حرام ليش يسوون فيهم جذي .. ياربي ماعندهم قلب ... حالهم يذوب الحجر فشلون ما يحسون فيهم؟

ام ناصر بحزن : الله كريم يمج ... البشر فيهم الظالم والمظلوم وربج عادل مايضيع حق احد

مريم وقد امطرت عينيها الدموع : ما قدرت امسك دموعي وانا اشوفهم يدارون دمعاتهم ويكتمون القهر اللي فيهم ...

تنهدت ام ناصر بضيق واحتضنتها تطبطب عليها ثم التفتت لناصر المرهق ... وقد اسند راسه للخلف ...وقترته بجانبه

: ناصر تعبان يمك؟

لم يرد ...

فهتفت باسمه بقلق ... وابتعدت مريم عن صدرها ملتفته اليه

: ناصر ؟ .... ناصـــر يمه ؟

رفع راسه بثقل وهو ينظر اليهما سحب نفسا ثم امسكا براسه : تعبان شوي لا تحاتين ...... نهض ساحبا قترته معه

لتصله كلمات والدته الخائفه : يوجعك شي يمه ؟؟ انت مريض؟؟؟

قطع خطواته متوقفا .. ثم عاد ادراجه حيث هي .. انحنى نحوها وقبل راسها : سلامتج يالغاليه .. بس مرهق من العشا ..

وقبله كنت طالع للمباراة مع الشباب .. يبيلي ارتاح شوي واصير مثل الحصان ...

ركزت نظراتها في نظراته راغبه في ان تتاكد من صدقه

ابتعد عنها ... فهمست بقلب الام النابض : الله يحفظك ياولدي ويرضى عليك ...

سبحان الله وبحمده ^ سبحان الله العظيم

زواج مع وقف التنفيذ ...

هذا ما يشعر به ... رغم قرب الخطوات المتبقيه

الا انها الاصعب ...

تحقق حلمه ولم يتحقق

ظفر بما يريد ولم يظفر

تزوج ولم يتزوج

كل الاضداد الكريهه اجتمعت في هذا اليوم

كل الاماني والاحلام غفت عند عتباته ..

التفت لليد التي وضعت على كتفه ومحاجره الحمراء الضيقه تفضح شعورهـ

ضرب صقر بخفه على كتفه هامسا : قم نام .... وخلها على ربك ....

ثم صمت صقر .. ليكمل بجديه مغلفه بالمزح : يكفيك فخر ان اخت الصقر رضت فيك رغم عيوبك ... ...

" صدقت يا صقر.. قبولها وتحديها ووثوقها اكبر سبب ليجعلني سعيد

وهو نفس السبب الذي يمزقني الما .. وخوفا ...وترقب للمصير...

الم اقل لكم ... شعور الاضداد تعصف بي

حتى لم اعد اعرف ما اريد ...

اعاده للواقع كلمات صقر الذي ابتعد : نم وراك قعده من الصبح ابتدى ليل الشقى

خالد > لا يعلم لما ابتسم ؟

ابتسامة ...نابعه من اعماق قلبه ...لكن هل هي ابتسامة الم ؟.. ام امل ؟

ربما لان كلمات صقر كانت الشي الوحيد الذي وثق به من زخم كل تلك الاحداث....

همس بداخله

كم اشعر بالانانيه..... لاني لم افعل مثلك ومثل فهد يا صقر...

سبحان الله وبحمده ^ سبحان الله العظيم

دخلت الغرفه بتعب ..

لتجد الاخرى فوق سريرها ممدده على جانبها وهي تتحدث بالهاتف...

عقدت مريم حاجبيها وهي تنظر لعقارب الساعه الحائطيه...

ارتفعت ضحكات حصه ثم همست وهي تغلق الهاتف : زيد يسلم عليج ..

ردت مريم وهي تخرج ثيابها من الدولاب : الله يسلمج ويسلمه ...غريبه كم الساعه عندهم ؟

حصه تعبث بشعرها : أي حتى انا استغربت ... يقول تونا رجعنا من برا ...

مريم بابتسامه خفيفه : وناسه ...

حصه بحماس : يووه مريوم وناسه وبس ؟؟؟ يقول طافكم الجو بسوريا خيااال طلعات وطبيعه وجو نقي ...

اه بس ياليتني سافرت معاهم ...

مريم بابتسامه : نعوضها بالعطله ....

حصه بعد سكون غريب اختلت فيه بافكارها همست : صراحه مادري شلون يفكرون لو انا مافكرت الا بيومي وبس وما خططت للمستقبل

عقدت مريم جبينها : منو هم ؟؟

رفعت حصه حاجبها : البدون ....

بقيت مريم صامته ثواني لتستوعب قصدها ... ثم ردت بغضب : ليش البدون مو بشر؟؟

حصه تستدرك : لا مو قصدي ... بس .. مممم يعني حياتهم صعبه..فشلون يفكرون انهم يعيشون مثلنا

ويخططون لباجر اللي هو معدوم من حياتهم

لم ترد مريم الا بـ : حسبهم الله وهو نعم الوكيل

سبحان الله وبحمده ^ سبحان الله العظيم

لم تشعر بها الا وهي تقف فوق راسها

صمود : ابي اعرف الحين هذي اللي يسمونها دموع الفرح ؟!

صدت دلال بوجهها وهي تعبث بفستاها الذي لم تستبدله بعد

صمود : حتى من الفرحه مو راضيه تبدل ثوبها ...وكتفت يديها هامسه ( يئطع الحب شو بيزل )

ابتسمت دلال بل انفلتت منها ضحكات قصيره وهي تصرخ بصمود : اطلعي برا

صمود ويدها تتوسط خصرها : اخاف صج .؟!!. حبيبتي اطلعي برا ما تقولينها حقي ؟؟

هذي تقولينها لخويلد لما يكون معاج بالغرفه بروحكم .. لان هذيك اللي تكون غرفتج ..

اما هذي فهي غرفة اجيال واجيال ..

توسعت عينا دلال

لتكمل الاخرى : هو كله نص بيت بغرفتين ومطبخ وحمام يعني اطلع وين اروح ...شوفي الاوادم المكوده برا تنطرج تبدلين عشان تدخل

تبدل وتنام وترتاح وحضرتج تعزفين سمفونية دموع وتغردين احلام حمراء .. وكاشته بالكل

: صمود وجع ... فضحتيني الله ..( قطعت كلامها لتستدرك دعوتها بـ ... يستر عليج ...

ثم صرخت اطلعي ببدل ملابسي ..

رفعت صمود حاجبها بسخريه: لا والله ؟ خلاص راحت فرصتج يا حبيبتي.. الحين دوري واطلعي انتي يا الحالمه

صرخت : صمود ....

لكن صمود لم تتح لها ان تكمل جملتها .. لانها همت بما قالت

صرخت دلال بحياء وهي تدفن وجهها بيديها : صموووووود

ليصلها صوت الاخرى بنبرتها الواثقه : وجع غضي البصر ...

سبحان الله وبحمده ^ سبحان الله العظيم

افترشت مصلاها

استعدادا لملاقاة من بيده الامور كلها ..وبيده مقاليد السموات والارض

من يسمع الاصوات ويجيب الدعوات ويفرج الكربات وينصر المظلوم !

وينصر المظلوم ...

ولو بعد حين ..

كان امرا جديدا بالنسبة اليها ... لم تسمع به من قبل لذا هي غير مستعده لتفهمه ولا لتقبله ..

تعلمت من والدها قديما ان في الاسلام لا فرق بين اعجمي ولا عربي ولا ابيض ولا اسود ولا غني ولا فقير الا

بالتقوى وحسن الخلق والمعامله..

أأخطأ والدها ؟.. ذاك الشيخ الوقور .. الذي حفظ على يده القرآن الكثير من الاطفال والشباب..

أأخطأ ؟ ام ان الموازين تغيرت ؟ والقلوب قست ؟ والنفوس طغت ؟

لم تخرج للدنيا الا باثنان ...عانت من اجلهم وكافحت حتى لا يذوقوا من كأسها وابيهم

نزفت احزانها وعزفت آلامها لاجل ان ترسم افراحها فيهم ..

" صقر ودلال "

وهاهي تحصد اضعاف اضعاف من الالم والحزن

وهي تراقب بصمت ازهارها حجبت عنها الشمس ...

وبدأت تذوي وتذبل

مسحت دمعه حرقت وجنتها ...

ورفعت كفيها لخالقها ( حسبنا الله ونعم الوكيل )

قال الله - عز وجل: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ
عَظِيمٌ (172)
الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ(173)
فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174)} / آل عمران

سبحان الله وبحمده ^ سبحان الله العظيم

اعتلت الصفقات والاغاني باصواتهن العذبه منها والمضحكه

بمجرد ان دخلت دلال الصاله ببجلابيتها القطنيه وشعرها المنثور على كتفيها

اعتلت وجهها حمره .. وتنقلت بنظراتها بينهم عبثا واحراجا ..

هلا يافتنه الحفله .... هلا والفرحهأكتملت

هلا باللي سحرت كل العيون والزين كاسيها

هلا باللي القمر منها رحليومنها طلت
هلا بدلول ومثل دلول بالدنيا أثنين مافيها
نويت أني أوصّفهاوحروفي بوصفها أحتفلت
وأشوف الشعر يسبقني ويكتب كل معانيها
عليها من الحسدعيني ذكرت محمد وصلت
وعليها من الفرح شعري رقص بأحلى لياليها
أنا بوصفهاأببدأ بشعرها يوم له فلت
سواد الليل والجبهه قمر نوره يغطيها
وعيونها عيونحوريه ومنها الحور أتحلت
يعني بأختصار كامله وجمال الكون بيديها
ودلال أذارخت رموشها وسلت
تصيب اللي يحب الزين ويعشق غواليها
ودلال مثل القمر عيونامنها ماملت
عسى ربي من الحاسد بأمره اليوم يحميها

عسى ربي من الحاسد بأمره اليوم يحميها

ضحكت هنوف وهي تعلق : ياحليلج يا مرت خالي للحينج تستحين

توسعت عينا دلال.... لتقول ميثا : وجع شايفتها متزوجه من قبل ترا هذي اول مره ؟؟

هنوف تمثل الصدمه : احلفي؟ يعني هذا اول زواج لها ؟

صرخت دلال بصدمه : هنييييييييفه

لتنفجر الاخريات ضحكا ...

دلال : مالت عليكم بس ..

عهود تاتي بصينية نصبت فيها اطباق صغيره انواع من الطعام ..

عهود : قربوا يالله حياكم ... وقصروا اصواتكم ترا الناس نايمه

هنوف وهي تقترب : من هذول الناس ؟

عهود ساخره : جدي وجدتي ... الناس يعني المنطقه كلها .. تحسبين انج بفله على البحر ؟ تراج بمنطقه لو تكحين يسمعج سابع جار

صمود التي وصلت للتو تجلس حول الصحن وتهمس ساخره :

هههههههههه ياختي من صجج نايمين الحين ؟؟ اطلعي برا والا شوفي من الدريشه تلقين بن السنتين طالع يتمشى ويوسع صدره

شهقت هنوف ثم انفجرت ضاحكه ...وضحكت دلال معها

بينما قالت ميثا بدفاع : وهـ بس فديتها منطقتنا ...اصلا مافيه مثلها اثنين بالكويت كلها

تقوي الاواصل وتعين على التواصل ..

همست صمود وهي تمسك بقطعة الجبن : ايه كثري منها ...

لتصرخ عهود وهي تسحب صمود من شعرها

: صمود يمال العافيه انتي سبحتي

صرخت صمود وراسها للخلف من شدة عهود : اآآح .. ثم ابعدت يد عهود عن شعرها المبلل : اييه أي قطعتي شعري ..

عهود بغضب : قومي نشفيه قومي لا تمرضين علينا ..

صمود بلا مبالاة : ماراح امرض ..لا تخافين ..
ميثا : أي عمر الشقي بقي

عهود تشهق : بسم الله عليها اختي فديت روحها ..

ميثا تضحك : ههههه اعترفي عهود خايفه عليها والا على الدينار والدينارين اللي تدفعينهم للمستشفى هههههه

ارادة الاشتراك بالحرب فتلك متعتها ... لكن اهتز هاتفها معلنا عن رساله واردهـ ..

دفعت الجبنه في فمها ... وامسكت جهازها بيدها الاخرى ..

فتحتها بعجل و.........

" صج ما تستحين ؟ "

عقدت جبينها باستغراب ؟ من المرسل ؟ ولما قالها ؟.. اقرب ما وصلت اليه من تحليل انها من مخطئ

اغلقت الرساله وتركت جهزها في حجرها ..

عهود : تخيلوا نصور دلول بدراعتها وشكلها هذا ونطرشها لخالد ... تهقون يغير رايه ؟؟ وحركت حاجبيها بخبث ...

لترد صمود : الا يبوس ايده بطن وظهر انها وافقت عليه ..

هنوف بدفاع : هيه هيه .. تراه خالي

صمود تقهرها : تخلخلت عظام العدو .. هذي دلول مو حي الله

لتقطع حديثها رساله أخرى

" اقول لا تطالعين فوق تنكسر رقبتج .. خلي عيونج بالارض هذا اللي يصلحلج .."\

شدت من قبضتها على الهاتف وهي تهمس بداخلها : من....من يمكن ان يكون ؟!

.

لم تنتظر طويلا لتصلها الثالثه

" لا ام ولا ابو ولا حتى اخو .. صج اذا غاب القطو العب يافار !!"

ضغطت اناملها المشتعله الازره كتبت ردا

" وصج ان المجنون ما عليه حرج !! "

ثم ارسلته لنفس الرقم دون ان تراجع ما كتبته

لكن عقلها بدأ بتحليلاته وتوقعاته ....

.

اقتحم تفكيرها صت هنوف : يالله صمود قومي بنرقص

التفتت لها وعقلها مشغول بذلك المرسل التافه

كررت هنوف نداءها : يالله صمود ....

صمود : على شنو ترقصون ؟؟

هنوف بحماس : اغاني احنا نغني

مدت صمود يدها لهنوف تساعدها على النهوض وهمست : لا بجيب المسجل مانبي اصواتكم النشاذ...

ردت ميثـا ساخره : لا تكفين يا بلبل الخليج ..هههههه

عهود تشارك ميثا السخريه : تحسب انها شاديه على غفلــــــه هههههههههههه

صمود بثقه : ماحتاج شهاده من احد ... ثم همست بعذوبه قهرتهن.. صوتي يذوب الحجر

رفعت عهود حاجبيها ..ومثلها ميثا وكذلك هنوف

لترد دلال مؤيده لها : انا اشهد يا قلبي...

.سبحان الله وبحمده ^ سبحان الله العظيم

زفر فهد بغضب : الاذان قرب والشياطين تناقز

اطلق مشعل ضحكاته القصيره بهمس : هههههه

فهد يحثه : قوم طق عليهم كلم ميثا او أي خبله خلهم يسكرون هاللي يلعلع وفضحنا والتفت لخالد المتمدد تحت لحافه وهو يكمل حديثه ناس نايمه ثم التفت لصقر باحد الزوايا
قائما ... وناس تصلي ...وهم يناقزون تقول عفاريت الليل

مشعل وقد اسند راسه للجدار : ياخي خلهم يوسعون صدورهم ..يكفي الضيقه اللي كلوها اليوم ...

تنهد فهد بتوجع : اخ لاتذكرني يا مشعل... والله انها حرة بصدري ...

مال فم مشعل بسخريه : حرة بصدرك ؟؟؟ اجل انا شقول يا خوي ...

صمت فهد... ثم همس بنبره جاده : تبي الصدق والا ولد عمه

مشعل : ولد عمه

التفت اليه فهد بعجب ..

ليفسر مشعل قوله : ادري الصدق ماراح يعجبني ...

ابتسم فهد وهز راسه مستغربا منه..راقبه لبرهه ثم تمدد في فراشه هامسا : تصبح على خير

رد مشعل : تلاقي الخير ....

ياليت الانسان كـ الجهاز وكـ الاله لا يشعــر ...

وبين فتره واخرى ينفض غباره .. ويطوي اخباره .. ويبدأ من جديد

ليته يستطيع ان يتحكم بتلك المضغه المتمرده خلف اسوار الضلوع .. ويصرفها كيفما يشاء

ليته يستطيع ان يقتل كل احساس مؤلم فيه او مستحيـــل ..

آهـ يا مشعل ... ثم آهـ

يكفي جنون .. يكفي احلام... يكفي أمل زائف ..

سبحان الله وبحمده ^ سبحان الله العظيم

فرغن من الصلاة ... وقد اجبرتهن دلال على قراءة الاذكار...

ومن تحججت بعدم حفظها مررت عليها كتيب حصن المسلم ..

فكن متمددات على فرشهن فوق الارض بجنب بعضهن البعض.. والكتيب يمرر عليهن

هنوف برجاء وتمسكن : بليز صمود ربي يوفقج انا ميته نعاس .. خليني اقراه وانتي وراي..

صمود متمدده على الارض راسها على الوساده وقد جمعت شعرها الكستنائي على الجانب الايسر ولحافها المشترك يصل

الى منتصف صدرها وقد رفعت الكتيب فوق عينيها لتقرأ : اششش هنوف لا تقاطعيني .. بستوعب اللي اقوله

هنوف : احلفي بس

صمود تلتفت لها : وجع هذي اذكار ادعيه يعني اناجي فيها ربي ... لازم اعرف اللي اقوله

هنوف ترجوها : زين عطيني اقراهم اول عشان ما أقاطعج بعد ..وبعدين اخذيه انتي وناجي على كيف كيفج..

رفعت صمود حاجبيها باستنكار وهي تنظر لها.. ليصلها صوت عهود المتمدده بقرب هنوف ...

عهود : صمود بعرف حبيبتي انتي تختمين القران والا تقرين اذكار

لتصرخ صمود بضجر ...

: ياااربي عليكم ماتخلون الواحد يخشع ... اوف بس.. ( والتفتت لدلال ) على فكره دلول ترا ميثا شكلها بخبر كان مالها حس.. شكلها نامت وما قرت الاذكار

دلال ترفع مصحفها فوق الرف وتخلع رداء الصلاة : ميوووث ميثه ... لا تنامين .. قبل ماتقرينهم ...

وصلها صوتها الناعس : ماني نايمه .. انطر الشيخه صمود تخلص ..

توسعت ابتسامة صمود بمكر والتقطت عيناها صورة دلال المبتسمه .. وهي تهم بالخروج من الغرفه

فزت صمود جالسه في فراشها وهي تنادي : لحظه لحظه ..

التفتت اليها دلال ... لتقول صمود : على وين يا حلوه ( وحركت حاجبيها بخبث )

نهضت هنوف.. والتفتت لها ميثا وكذلك عهود

صمود تواصل حركاتها الاستفزازيه : يمديه رجع من الصلاة الحين وتبتسم بخبث ...

دلال تصطنع البرود ... : منـــــو؟؟؟ آهـ صقـــــر ؟

كشت ملامح الاخرى باشمئزاز لتصرخ : وجع .. سديتي نفسي على الصبح شبي فيه الشايب ... تعرفين من اقصد ...

دلال تبتسم لتقهرها : شاب راسج يالعوبه ... اخوي شيخ الشباب .. وما تحق له الا الشيهانه ...

" هناك ضربات قلب ارتفعت ... حتى خشيت صاحبتها ان الكل استمع اليها فسحبت الغطاء لتدفن روحها تحته... "

عهود تقاطعها : على وين دلول مو نعسانه

دلال تمسك بقبضة الباب : بلى والله .. بس بسوي القهوة لامي والشباب وارجع انام ..

ابعدت صمود لحافها : لحظه اجل اجي معاج ... وعدلت من شعرها وهندامها : الناس هنيه تضيق الخلق

رمت الكتيب على هنوف.. لتنتزعه منها عهود ...وتصارعتا ...

بينما تقلبت ميثا بين نار ..وحنين ...

سبحان الله وبحمده ^ سبحان الله العظيم

دخل المجلس الداخلي والقى السلام ...

رد المتواجدين باصوات متفرقه : وعليكم السلام ...

اختار مكانا بقرب خالد .. فالقى بجسده المنهك ...وسحب نفسا ...

اغمض عينيه لبرهه ... ثم همس لخالد وقد راقب تقلباته الكثيره ليلا : مانمت ؟؟

مال فم خالد بابتسامه : اشدعوه انت اللي قطعت النوم ؟؟

" كان خالد يراقبه بصمت قضى ليلته بين قراءة وصلاه ..

نعم من عادة صقر ان لا يترك الوتر لكن هذه المره اطال قيامه وقراءته ...

ولقرب خالد منه في تلك الليله وسعه ان يسمع حشرجة همسه وازيز صدره ..

كم هو مؤلم انكسار الرجل وذله ..

لكن لله له طعم ولذه

: تنهد صقر هامسا .. الله كريم اللي فيه الخير ربك يكتبه وييسره

خالد : ونعم بالله ... الحين متى نروح المحكمه

صقر يخرج هاتفه متفحصا اياه : لا محنا رايحين المحكمه... نروح لمحامي اول ... كلمت نايف وراح يضبط لنا موعد معاه ..

خالد يعقد جبينه باستغراب : محامي ؟ وشنو يسوي المحامي

صقر يشرح موضحا : يشرح لك اللي لك واللي عليك ... ومنها تكون علي بينه ...

ازدر خالد ريقه : واذا قال مثل ما قال نواف ؟

امسك كتفه يصبره : يصير خير يا خالد بس انت لا تشيل هم ...فكرت والا ما فكرت تراك ما تصيب الا نصيبك

" نعم تم عقد القران ...

لكن الزواج واتمامه يبقى مرهونا بالعقد "

سبحان الله وبحمده ^ سبحان الله العظيم

سالتها وهي تضع الابريق على النار

: ماكلمتي خالتي ؟ .. وغدروه وعبور والله مشتاقه لهم موووت ..

ردت الاخرى وهي تسند ظهرها الى الثلاجه وتعبث بخصلات شعرها : بلى امس بالليل .. وصج كلهم يباركون لج .. وامي قالت بتكلمج اليوم

: الله يبارك فيهم يارب .. وعقبال فرحتي فيكم ..

مال فمها بابتسامه وهي تهمس بداخلها : فرحه ؟؟ تسمينها فرحه يادلال ؟؟

نسيتي انها محرمه علينا بشرع القانون ..
كم كانت تود لو انها علمت بالقضيه قبل انتهاء العقد .. كانت لتقلب الفرح صرااخ وتخطف دلال وتقوم باي عمل

على الا توافق دلال على الزواج بهذه الطريقه

لكن الان لن يفيد التفكير بالامر بعد تمامه ...

ولن يفيد اصلاح الطبخه بعد نضوجها ..

" صباح الورد ... تبون مساعده "

التفتا اليها ...كانت ميثا ...

لم ترد صمود .. لكن دلال رحبت : أي والله تعالي ساعديني بالفطور ..

تقدمت ميثا بود : من عيوني.. كم عروس عندنا ...

ضحكت دلال بخجل ... وابتسمت صمود ...

ميثا تمد الهاتف لصمود : تلفونج دق اكثر من مره وازعجنا ...

عقدت صمود حاجبيها ..وهي تستلم الهاتف من ميثا وفي داخلها سؤال : مكالمه ...بهالوقت ؟؟

صمود بعجب : ازعجكم وانا حاطته صامت ....؟؟؟

ضحكت ميثا : ادري اضحك معاج بس اهتز تحت هنوف وانصرعت البنت وافضحتنا بصراخها ...

ضحكت صمود بصوت مرتفع وكذلك ميثا ودلال ..

ارتفع رنينه ..

فرفعته هامسه

" مكالمه خارجيه "

صاحت بفرح : غدوره ...

ضحكت دلال : فديتها الحلو عند طاريها ...تونا بسيرتها ...

صوت صقر يقطع حديثهن : دلال ...

ابتعدن لاخر المطبخ وانحشرن بزاوية الا ينكشفن ... وخرجت اليه دلال ....وهي توصي ميثا

: خلي بالج من الماي اذا غلا ...

حركت ميثا راسها ايجابا وهي تهمس : سكري الباب وراج ..... وما ان خرجت دلال مغلقه الباب ..اقتربت ميثا من الابرق...

كم يشبه غليانه غليان الدم في قلبها ..

كلما رن في مسامعها اسمه او اخترق قلبها صوته ...

همست بضعف : يارب قويني وخلصني من هالشعور اذا مالي فيه نصيب..مابي انصدم ..

ومابي انفضح...

ياارب تعبت من هالاحساس ... وصرت اضعف من الاستمرار في كتمانه ..

اغمضت عينيها بقوه وهي تهمس من اعماقها : يارب يارب سالتك ما تجعله الا من نصيبي ...

صرخه مدويه افزعتها مع صفعة قويه للباب في الجداار

: صمووووووووووووود

التفتت ميثا لدلال القادمه .. ثم التفتت حيث لتلك المتصلبه في الزاويه ..

ومجاجرها الحمراء فاضت بالدمع ...

وتجمدت نظراتها ...

على

اللاشي ..

وجسدها المشدود المصطلب يقف بلا حراك....

صرخت ميثا : صمووود ...

ومثلها دلال التي شلت حركتها من منظرها ...

صمووود

هرعت اليها ميثــــا ... فتشجعت دلال ...

ليسقط الهاتف من يد صمود

وتغمض عينيها باستسلام وتفر هاوية على الارض ..

ارتفعت صرخاتهن باسمها ...

لالالالا صمود

صمود

صمود

صقـــــــــــــــــــــــــــــر

وعـود 11-03-12 01:04 AM

المعزوفه التاسعـه
عزف المحاجر
.



# اللهم صلي على محمد وآل محمد #

وإذا يعني تضايقنا....و إذا بهدومنا ضقناوإذا مات الزهر بـ أجمل حدايقنا /....تغيّر شي !!!

لمحت طيفها في الشرفه .....

توجهت اليها بخطوات حذره ... ثم فتحت الستاره لتظهر الاخرى امامها بشكلها المخيف

عبير بصدمه : غدير تكلمين منو بهالحزه ؟؟ ...

غدير : لم ترد

عبير بتوجس : غدير شنو فيج ؟؟

حركت الاخرى راسها : مافيني شي ..

لم تصدق عبير قولها : اجل ليش تبجين ؟؟ شنو صاير ؟؟؟ غدير خواتي فيهم شي؟

نفت غدير ذلك بقوه : لا لا ... قلت لج مافي شي مافي شي ..

عبير وقلبها ينقبض بشده : ما اصدق

غدير تتهرب من الامر : ششش بس لا تقعد امي تسوي لنا سالفه ...

عبير حاولت التخمين فامسكت بذراعها توقفها .... : عشان سالفة زيد ؟؟

توسعت عينا غدير بصدمه

لتشهق الاخرى برعب : لا يكون قلتي لصمود يالخبله ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

فتنهار غدير باكيه ...

صرخت عبير وهي تسحب الهاتف منها : ذبحتيهـــــا يــــــــــــــــا غبيــــــــــه ذبحتيــــــــــها

ارتفعت شهقات غدير .... بينما ضغطت عبير بتوتر شديد ازرة الهاتف لتتصل .....

# اللهم صلي على محمد وآل محمد #

يحدق بكفيه بعمق......

قضى زمنا كذلك ... يقلبهما.. ثم يعيد النظر اليهما .

ملطختان بالدماء ...

واية دماء ؟!!

كفيه .. ذراعيه ... ثيابه ...وحتى جانبا من رقبته ووجهه ..

صبغتها جوريته الحمراء ..

لا يعلم كيف فعل ذلك ... كيف حملها بين ذراعيه ...كيف سار بها كل ذلك الطريق وحدهما ؟

كيف دخل بها صارخا في ارجاء المستشفى ..

وهي متشبثه به ... كما المتشبث بحبل النجاة ..

انفاسها المضطربه تستغيثه..

وعيناها المغمضتان تنازع الظلام لترا النور ...

انتزعوها من ذراعيه ليتمدد جسدها المنتفض على السرير الابيض... يدفعه ثلاث ..

مسافه حتى وصلوا الى باب الدكتور ...

ليقف ذلك المتعفرت مانعا .. مطالبا بالبطاقه ..

حاول ان يفهمه ان الفتاة بحالة حرجه

متعبه

تنازع

تحتضر

لكن الاخر شدد على كلمته واصر على طلبه ...

حاول صقر باخر انفاسه الصابره معه ... ولما لم يستجب .. كانت الصرخه الاخيره موجهه من صقر اليه ...

وهي لكمه قوية سددها الى وجه الموظف طرحته ارضا ...

ليقبع صقر خلف جدران هذه الغرفه ..

معزولا عنهم وعنها...

وسيبقى ..

الى ان يفصل في امره ...

# اللهم صلي على محمد وآل محمد #

خالد ..

يقف متأملا اياها بصمت ..

منذ ان رحل صقر بصمود ...وهي تقبع في زاوية المطبخ ..مسحت الدماء التي نثرت على الارض .

.وجثت على ركبتيها وبقربها هاتف صمود المبعثر ...

تفرغ شعورها آهات وتطلق احساسها شهقات

كان خالد قد

اوصى ميثا بصرف ام صقر والاخريات عن المطبخ

وان تتكتم على الموضوع كلياً.. وان ترد هي على الهاتف ولا تسمح لغيرها ان يفعل ...

لكن تبقى تلك

التي تنتزع شيئا من روحه كلما ارعدت آها لها وبرقت دمعه في سماء ليلها

همس خالد بحنان : افا عليج يا دلول اذكري الله بس قولى لا اله الا الله ...

ولما لم ترد

قال : زين قومي يالله نروح وراهم ..

حركت راسها بعنف ووجهها مدفون بين كفيها يحتضن مدامعها الغزيره ...

اردف بحزم : مافي لا.. يا تسكتين يا تقومين الحين معاي ...

ازدادت شهقاتها...ليقترب جاثيا منها وامتدت يديه الى كفيها مبعدا اياهم عن صفحة وجهها الدامع ..

انتفضت خوفا وخجلا منه ... وحدق بها خوفا عليها.....

رفع ذقنها هامسا بنبره موجعه : تسكتين .. والا تمشين قدامي... قلبي ماعاد يتحمل ..

ابعدت يديه وتراجعت تثبت شالها على شعرها ...

قالت من بين شهقاتها المرتجفه : وصقر ؟

رد بثقه وهو يمسح دمعها : انا اتفاهم معاه ... قومي بس اجهزي ............

حركت راسها بخوف وعادت دموعها التي لم تتوقف : لا ..

امسك بكتفيها فـتراجعت بجسدها للوراء .. قربها منه هامسا وهو يضع عباءتها بحجرها

: خمس دقايق يا دلول ان ماطلعتي لي برا دخلت لج داخل ...

نهض مصطنعا الحزم لاجلها ... وتحرك نحو الباب باصرار..

همست بذعر : خااالد

التفت اليها ....محاولا السيطره على مشاعرة ...

فهمست بخوف : ماقدر ... صـ

اغمض عينيه ثم تنهد ممسكا بقبضة الباب : صقر خليه علي ... حتى هو بيواجه مشكله

شلون يطلع معاها بروحه ..خلينا نلحقهم ونسكر ع الموضوع قبل لا ينفتح ومحد يقدر يسكره..

اقنعتها كلماته .... ليكمل هو بثقه رافعا حاجبه ...

" وبعدين لا تنسين .... انج زوجتي ...."

# اللهم صلي على محمد وآل محمد #

رات كل ما حدث...

لم يسعفها الوقت للمساعده ... شهقت وهي تشاهد صقر يقيد من الامن محاولين ابعاده عن الموظف طريح الارض

اسرعت بخطواتها اليه .. لكنها بترتها في المنتصف .. لن تستطيع فعل شي .. انتهى الامر هنا..ازدادت ضربات قلبها .

.حتى توزعت نبضاته اللاذعه في جسدها المرتجف ....كتمت شهقاتها بيدها ....حتى اشرقت فكره تبث الامل في روحها ...

تراجعت للخلف ..

لم ترد على صيحات زميلتها المتعجبه : ميشو .. ميشو ...

تجاهلتها ..و اسرعت الى حيث حقيبتها في المكتب...

دفعت الباب بقوه ..والقت بجسدها على الكرسي ...

اخرجت الهاتف بعجل وارتجاف : رنه اثنان ثلاث ........و ..... الو نايف ... الحق يا نايف الحق ......

# اللهم صلي على محمد وآل محمد #

اغلقت الهاتف بتوتر هامسه بضيق : مغلق !!...اكيد صار فيها شي

غدير بتوتر مماثل : لا تفاولين ... يمكن نايمه يمكن مو يمه يمكن ...

عقدت عبير حاجبيها بضيق : ودي اصدق ودي ..... ثم التفتت الى غدير بحده وانتي ليش تقولين لها ليش ..

مافكرتي فيها ما فكرتي شنو راح يصير لها ..

غدير تنفجر غاضبه : يعني لو انتي اللي خاطبج زيد بتسكتين ؟؟

عبير : مو مهم انا والا انتي ... المهم صمود فهمتي ... تتوقعين بعد اللي سمعته تكون نايمه والا تسولف ...

هوت غدير بجسدها على سريرها وهي تبكي

فاقتربت منها عبير تحتضنها : بس يا قلبي خلاص ... خليه الحقير ما يستاهلها ...خليه يدور على اللي تستاهله ..

غدير من بين دموعها : ليش يسوي فيها جذي ... ليش ....الحقير النذل ...ليش . ومن حقارته يخطبني انا ... انا ......

عبير تحتضنها بقوه وتمسح على شعرها بحنان: ششش خلاص غدوره خلاص.... انتي سمعتي رد امي على ابوي ... خلاص انتهى .....

: خايفه .. خايفه يا عبير

: بسم الله عليج من شنو فديتج ... ما لا داعي الخوف ..

: خايفه ... من كل شي... ابوي .. زيد ... صمود ... من كل شي

: تعوذي من ابليس ... هذي كلها وساوس ... خلينا نطمن على دودي بالاول

ابتعدت غدير عن حضنها وهي تمسح دموعها : عطيني انا احاول يمكن ترد .....

# اللهم صلي على محمد وآل محمد #

.

# اللهم صلي على محمد وآل محمد #

طرقات ضعيفه على الباب قطعت خلوته الاجباريه

رفع راسه حيث الطارق ... ثم اشاح بنظره الى الارض ..

كانتا ممرضتان اتشحتا بالبياض من راسهما الى قدميهما ...

تقدمت احدامهما بخطوات متردده بينما بقيت الاخرى على بعد مسافه ما ...

الممرضه بصوت مرتجف : السلام عليكم

رد دون ان يرفع راسه : وعليكم السلام

ثواني صمت تبعها صوتها المرتجف وهي تعبث باصابعها توترا : محتاج شي اخوي ؟؟

رفع راسه وحاجبه مرتفعا باستغراب : نعم ؟

فاردفت بسرعه .. مستمده القوه من تفكيرها انه لا يستطيع اكتشاف توترها لان وجهها مخفي خلف ذلك الستار

: محتاج شي ... تبي نساعدك بشي ؟

رد بسرعه مماثله مطرقا راسه : لا شكرا ..

التفتت الممرضه الى الاخرى التي حركت يديها بمعنى فلنغادر ... لكن الممرضه الاولى اصرت على هدفها

قالت بتوجس: ممم المريضه اللي كانت معاك...

نهض بفزع كمن لدغته افعى يكاد ان يلتهمها بنظراته : شفيها .. صار لها شي

ازدردت ريقها وتراجعت خطوات للخلف وهي تحرك راسها نفياً

: لا.... واكملت وهي تشد قبضتها قلقا : بس حبيت اسال عنها .. اذا اقدر اساعدها او تطمن عليها

حرك راسه بلهفه : أي اذا ممكن ... حالتها حرجه وكانت تنزف ....

حركت راسها بصمت واخيرا اطلقت زفرات الراحه

فانتظر جوابها بصمت مملوء بالقلق ...

لم تنطق بشي ..

فقال يستدرجها : ايه ؟؟

لترد بابتسامه مخفيه خلف ذلك النقاب : الاسم ..ماعطيتيني اياه ؟؟؟

اغمض عينيه بتعب ... ثم مسح على وجهه بارهاق وهمس بعد الاستغفار : صمود الـ .....

لا تعلم هل ازداد الجو برودة فجأه ؟؟ ام انها امسكت بسلك كهربائي مكشوف فوصلها تياره ؟

كانت تتوقع انها شقيقته دلال ... من طريقة حمله اياها .. وكونه لوحده معها ... دون مرافق ثالث

وقلقه الشديد ... وارتكابه لتلك المجزره ...

لكن لم تتوقع ابدا انها صمود ؟

هل ممكن ان تكون شقيقته ايضا ؟

لا هي تذكر جيدا كلمة دلال انها ابنة عمها ....

هل يمكن ان تكون زوجته ؟

او ممكن خطيبته ؟

لا ليس ذلك ...

ربما هي شقيقته من الرضاع ....

قطع صمتها صوته : وبعد ؟؟

فحركت راسها باضطراب ...وانسحبت للخلف ...

: راح اطمن عليها ......

# اللهم صلي على محمد وآل محمد #

# اللهم صلي على محمد وآل محمد #

انتهى من نسف قترته .. سحب محفظته .. ثم مفاتيح سيارته

خطى بخطوات واسعه صامته باتجاه الباب ليصله صوت مشعل الساخر

: على وين ؟!

فاشار له خالد فزعا بيده ليصمت : اششش

مشعل يصطنع الصدمه : افا ..يا ولد عمي ما هقيتها منك .. ما يمديك امس مالج واليوم تطلع مواعد

: قطب خالد جبينه ثم حرك راسه غاضبا ...وخرج على ضحكات مشعل

تاكد من خلو المكان ... ومن حسن الحظ ان احدا لم يستقيظ او لم يخرج بعد ...

سحب نفسا وهو يهمس : لاحول ولا قوة الا بالله ...

اخرج هاتفه من جيبه وفكرة الاتصال بصقر تلوح براسه ... تردد لحظه ونظراته

بين الممر الموصل للمطبخ يرتقب قدومها وبين الهاتف يقلبه بيده اعاد التفكير

ثم عزم وضغط زر الاتصال ...

وصله الصوت من الطرف الاخر ...: هلا خالد

خالد : هلا صقر... ها بشر شلونها صمود ؟

صقر بنبرة بضيق واضحه : مادري يا خالد بس شوي واسمع عنها ....

: ماتدري ؟ شلون ؟؟ وينها فيه .... شنو صار ؟؟؟ صقر صاير شي ؟؟ صمود ..............

:

:

فتح الباب لتخرج مشاعل مع ثلاث اخريات .. وخرجت اخيرا من غرفة العمليات الصغرى

رافقتها مشاعل وانضمت لهن دلال مسرعه لنقلها الى الجناح ..

اتجهوا اليها ..

فتقدمت احداهن من صقر وخالد ونايف ..

: منو معاها ؟

خالد وصقر : انا

نظرت اليهم .. فتراجع خالد ليقول صقر : انا ...

لكن صقر بنفس الوقت اهملها عندما شاهد الدكتور واقترب منه يساله

صقر : شلونها دكتور ؟

الدكتور: الحمدلله .. خيطنا الجرح .. ونزفت كمية من الدم ... لكن يتعوض ان شاءالله حالتها الجسديه مستقره .. بس بتقعد تحت الملاحظه ..

شكره صقر .. وكذلك خالد ونايف ..

لتذكره الممرضه بالاوراق : ممكن توقع ؟!

حرك صقر راسه بالايجاب واخذ الاوراق.. ثم التفت لخالد : خالد خلك قريب منهم.. وانا بروح اغير ثيابي وابلغ عمامي ..

خالد : لا خلك هنيه انا اروح ابلغهم ..

لم يعارض صقر واقترب من الطاوله مخرجا قلمه ليوقع الاوراق .....

حدق مليا بذاك الاسم الذي حفر الاوراق ... عقد جبينه .. ثم التفت لنايف رافعا حاجبه

نايف مستندا على طاولة الاستقبال : عجبك ؟

مازال صقر ينظر اليه يحاول ان يربط اطراف الموضوع ... ويتذكر الاحداث بالصوره ..

فوصله صوت نايف يؤكد ما استنتجه: أي صح .. بس لا تسال اكثر تراني مقسم على المصحف ما تكلم

رفع صقر حاجبه مسترغب : اختك ؟

حرك نايف راسه مبتعد عن الطاوله : استغفر الله قلنا لا تسال .(واشار للورقه )..عندك الاسم يافالح واربط ...

واردف قائلا والله ودي اروح الحين بس اخاف العضلات تطلع مره ثانيه

قطب صقر جبينه وهو يدفعه من كتفه : هوينا بس ..

نايف يصطنع الدهشه : افا...

يقاطعهم رنين هاتف صقر ..نظر الى الرقم ...ثم الى نايف الذي لاحظ ملامحه المتغيره فساله

: خير ؟

فهمس صقر متوترا : خالتي ...

# اللهم صلي على محمد وآل محمد #

وصلها صوته الاشبه بفحيح الافعى : خطبتها

توسعت عيناها وشدة قبضتها على هاتفها : منو ؟... وكانها استدركت فقالت بفرح ... احلف .؟؟.

وصلتها ضحكاته المؤكده للخبر

ففزت من سريرها .. وشبرت الغرفه بخطواتها فرحا... اضطرابا .. توترا

قالت مستفسره : أي وحده فيهم ؟... عبير ؟

زيد : لا غدور

حصه : ليش ؟ اقصد عبير اكبر ...

زيد بنبره غريبه : مو قلتي انها تشبهها ..ونسخه منها ...

ابتلعت حصه ريقها .. ولا تعلم سبب الغصه التي شعرت بها ...

: أي بس,,,,,

انتقلت لقرب النافذه وفتحتها لعل مزيدا من الهواء ينعش رئتيها التي ضاقت

زيد يستفسر : بس شنو ؟

ابتلعت ريقها : يعني .. احسه اهون لو خطبت عبير يعني ...ثم غيرت الموضوع لـ...ممم تعتقد عمي يوافق

زيد بثقه : ليش لا ؟... يحب ايده وجه وظهر.... ولو اني اتمنى انه ما يوافق

: ليش؟؟!!

: تدرين ليش ؟ جتني فكره جهنمية متاخره بس تنفع .. عصفورين بحجر ... احسن من افكارج المعفنه

شهقت : زيد !!

فانهى المكالمه : يالله سلام

# اللهم صلي على محمد وآل محمد #

بصعوبة شديدة كانت قد اقنعت من استيقظ منهم ان هناك عمالا ينقلون بعض الاغراض بقرب المطبخ

وان صقر قد حذرهم من الاقتراب او فتح الباب

وكل من سال عن صمود ودلال

قالت بانهما محجوزتان بداخل المطبخ حتى حين...

لكن الوقت قد طال اكثر ... والكذبه انكشفت ... وتوضحت بقدوم خالد من لحظات ...

جلست في الزاوية تحتضن قدميها بذراعيها وتدفن راسها بحجرها ...

فما راته اصعب من ان تتحمله ..

لا تعلم كيف جرت الامور بسرعه كتلك

كيف تحول الضحك الى صراخ

كيف سقطت صمود فارتطم راسها بالزاوية المعدنيه ...

وكيف تناثرت الدماء لتملأ الارض البيضاء حمارا ... وظل جسد المنهاره ينتفض كما العصفور ينازع ..

صرخاات دلال المتواصله باسم صقر ..افزعتها فصرخت بها تذكرها انهما دون غطاء ...

لكن دلال لم تتوقف عن الصراخ ...

فهرعت هي لتجلب غطاء لها ولدلال وصمود ...

فلا تعلم من سينطلق منهن الى المستشفى ومن سيدخل مع صقر ..

وما ان عادت بسرعه لم تحسب لها وقت لدوامة الافكار التي تعصف براسها ...

وجدت خالد يقف بالخارج فزعا استفسر منها .. فلم ترد عليه لفزعها الذي كان اشد منه ...

دخلت بسرعه المطبخ لكنها توقفت عند الباب ... وعينيها تلتقط صورة صقر جاثيا بقرب صمود ....

راقبته وهي تنتفض خوفا ذعرا ... و "غيرةً " ... راقبته وقد انزل قترته بعجل ولف راس صمود بها ..

وشهيق دلال التي تحتضن صمود يرتفع شيئا فشيئا ...

طالبها صقر بالصمت وبحده فكتمت دلال شهقاتها ...كان يسالهما طوال الوقت عما حدث فترد دلال بالبكاء وترد هي بلا اعلم ...

وعندما انتهى من مهمته القى تحذيراته لهن ... بصرامه ..

ثم نهض بعد ذلك ..

حاملا صمود بين ذراعيه وخطى مسرعا نحو الباب

اوقفته وهي ترتجف من الموقف ...... همست بلعثمه : هذي عباتها ...

فاردف بعجل : غطيها ..

مجرد منظرها بين ذراعيه وقربه هو منها اصابها بالشلل ... والبعثره ... والشتات

غرقت في تيار مشاعرها المضطربه ..الغريبه ...

لكن صوته الحاد ايقضها : ميثا غطيهااااااا

القت عليها العباة بارتباك وكل خليه فيها ترتجف ...وزعت العباة على جسدها وهي تكتم انفاسها لئلا تختلط بانفاسه الغاضبه

انتهت اخيرا ...

فابتعد " بها " عنها ....

تاركا اياها في اعصار من المشاعر والاحاسيس

" كم هو صعب تمرد ذلك القلب ... كم هو مؤلم ذلك الاحساس القاتل "

:

ايقضتها صرخات عهود من عمق ذكرياتها : ميثا ....

رفعت ميثا راسها لعهود وهي لم تستوعب ما قالت .....

فجث عهود بقربها باكيه : شنو صار لها ... شنو صار لاختي يا ميثا شنو صار لصمود

.

.

لم تجبها ميثا ... الا بدمعه ساخنه تشق وجنتها الناعمه ...

وعـود 11-03-12 02:01 AM

المعزوفه العاشره

عزف المحاجر

ماهي شجاعه تطعن القلب و تروح

اطعـــــــــــــــــــــــن ولا كن حط عينك بعيني

عندما نشاهد اصحاب الاسرة البيضاء ...كم يجب ان نحمدالله على الصحه والعافيه..

فلا يشعر بقيمة تلك النعمه الا من فقدها وحرم منها ...

نسـأل الله السـلامه ولهم الشفاء والمعافاة ..

.

اقتربت دلال منها بحذر ... تاملتها بهدوء .... ثم ارتسمت على شفتيها ابتسامة حزينه ....

تبدوا كطفله صغيره تغفو باحلامها على صدر والدتها الحنون ....

تعلم انه لولا الله ثم ذلك المخدر الذي انتشر في خلاياها المستنفره فاخمدها .. لم تهدأ طرفة عين ....

فبعد الهيجان الذي اصابها قبل لحظات ... باتت تتوقع منها الاسوأ ...

مرت في ذاكرتها تلك السنوات التي جمعتهما سويا ... سنوات مضت لكن عبق شذاها باق ...

وجرس ذكراها يدق بين حين وحين

صمود لم تكن كالاخريات كانت مميزه بكل شي ... وصعبة المراس ... تحصل على ما تريد ...

صاحبة افكار شيقه ومتجدده ....لا تكاد تحلو الجلسه من دونها ...

وكم كانت دلال تعتبر نفسها محظوظه لانها حظيت بثقتها وقربها ...

رغم مزاجها المتقلب وطباعها الحاده ...

توفي والد صمود وهي لم ترا النور بعد ... وتزوجت والدتها وصمود بعمر السنه ..

انتقلت فيهن للعيش معها الى عمر الثالثه ..

لتعود بعدها الى احضان شقيقها فيصل وشقيقتها واعمامها ...

لا تنسى غضب صمود الطفله من شقيقها الشاب فيصل الذي لم يكن يناديها الا بالاسم الذي اختاره لها وصنعها له ...

" صمود "

كانت تكلح ملامحها الصغيره كلما ناداها بـ صمود ...

لكن فيصل رغم حنانه كان قاس بعض الشي معها بعكس عهود ...

فهو يرى صمود تختلف ..او اراد لها ان تختلف .... ان تصبح شيئا ما ...

... ارادها ان تكون كما ارادها هو .... وكما رسم شخصيتها الفولاذيه ..

فزرع فيها افكاره ... احلامه ... قوته ... طموحه .... صلادته ....

وبعد استشهاد فيصل في الحرب...عادت صمود لكنف والدتها ...

لذا كانت صمود تختلف عنا... بافكارها امنياتها احلامها التي تجاوزت مجرتنا الصغيره...

وتخطت حدودنا السوداء التي رسموها لنا ...

.

.

مشاعل بهمس وهي تلقي بجسدها المرهق على الكرسي : شكل هالصمود غاليه عندكم

دلال بابتسامه : اكيد ... هذي دودي مو حي الله ...

مشاعل باستدارج : حتى نايف يقول ان صقر قلقان عليها حيل

دلال الجالسه بقرب صمود تتاملها بصمت ثم تبرر: يمكن لانها يتيمه ... وامها مسافره .. اكيد بيحس بالمسؤوليه ..

وصقر من النوع اللي يشيل هم

مشاعل براحه : اها ... بس جذي

دلال تبتسم وتنظر اليها : اذا في شي ثاني اسالي عنه صقر

مشاعل تشاركها الابتسامه الممزوجه بالتوتر : شنو يعني شي ثاني ؟

دلال تحرك كتفيها : ممم مادري ... بس لصمود اهتمام خاص منا ...والاحظ حتى من صقر ...

" مشاعل تصرخ بداخلها "

لا هذا ما لا اريد سماعه ... قفي فقط عند قولك انها يتيمه ... ووحيده ... ولاسند لها ... ساقبل بكل ذلك ..

لكن مشاعر خاصه لا يادلال لا ...

صقر الشخصيه التي طالما ابهرتني وسحرتني من حديث شقيقي عنه ...والفارس الذي رافقني باحلامي...

منذ ايام مراهقتي..

لم اكن ارى غيره ولم احلم بسواه..

استولى على كل امنياتي وحياتي.... فكم كنت اشتاق ثم اشبع هذا الاشتياق

وهذا الحلم بحديث شقيقي عنه ...

قالت بهمس لتبرد صدرها: احســه يعدها مثلج يا دلول ...مو صح ؟

دلال تقبض جبينها .. ثم ترفع حاجبيها : اخته ؟؟ ممم يمكن ...

وانحنت برفق لتطبع قبله دافئه على جبين صمود النائمه ... ثم انطلقت لشقيقها الذي طرق الباب طرقا خفيف ...

فهو الاخر لم يذق طعم الراحه ولم يهدأ له بال ...منظرها وهي تنزف اعاد اليه مشهد نصفه الاخر " فيصل " ...

وهو مغرق بدمائه

يلفظ انفاسه الاخيره بين يديه .... لم يستطع مساعدته ... لم يستطع انقاذه ....فهو الاخر كان ايضا ينزف ...

لم يكن بيده الا ان يضمه لصدره لتختلط دماءه بدمائه .....

ضمه بقوه وهو يصرخ باسمه لعل روحه ترافق روحه الاخرى وتابى ان تفارقها ..

@ سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم @

خرجت اليــــه دلال

سلمها الاغراض وهو يتمتم بكلمات لم تنتبه لهن ... فملامحه المرهقه سلبت كل تركيزها ...

كم افتقدت الابتسامه الصادقه على وجهه ... منذ متى ؟ منذ رحيل توام روحه ؟.... وكانما رحل ورحلت معه كل اسباب السعاده ...

وصلها صوته المرهق : شلونها صمود ؟

همست : الحمدلله .. مشاعل ما تركتها ساعه الله يسعدها .. صج هالبنت تنحط على الجرح يبرى ...

: حرك راسه متفهما .. وقال وهو يمسح جبينه : اذا صار أي شي دقي علي .. انا قريب

احست بالوجع لاجله همست بحنان : روح ارتاح يا صقر... شكلك هلكان من التعب ...

حرك راسه بالايجاب : رايح .... بس مثل ما وصيتج ...

حركت راسها ... وهي تراقبه ينسل بصمت من امامها ... الى الخارج ....

# لا حول ولا قوة الا بالله #

@ اليوم الثالث @

يقتل القتيل ويمشي في جنازته ؟!

.

.

تقلد وسام البطوله .. وارتدى زي الشجاعه ... وهو ابعد ما يكون عنهما ...

اصرت زوجة ابيهن الاولى البقاء واكمال الرحله مع ابنتيها...واصرت والدتهن العوده للوطن ولو كلفها ذلك حياتها...

ا العودة مشيا على الاقدااام ...

فاحتار والدهن مع ايهن يبقى ؟! وماذا يفعل ؟؟

حينها ياتي دور الثعلب الماكر ليحيك بالخبث شباكه ...وينتصب قائما عارضا فزعته بايصال الخاله وابنتيها الى الوطن ....

اضطررن لقبول فزعة القاتل مرغمات ...

فرؤية صمود والاطمئنان عليها هو ما يشغلهن ...

.

" في المطار "

خطواته الماكره ... تسابق خطواتهن المتعبه ...وانفاسه الخبيثه تسابق انفاسهن المحترقه ...

توقف برهه ثم عاد ادراجه يقترب من خالته يحمل عنها حقيبتها

: عطيني عنج يا خاله...

تراجعن غدير وعبير ...لينفرد هو بخالته التى ردت بصوتها المبحوح من كثرة الدعاء والصياح

: لايمه خلها ماهي متعبتني ...

اصر على قوله وسحب الحقيبه : جيبيها عنج وانا شحقه موجود...ثم .... احاطها بذراعه كالابن الحنون

همست بـضعف: الله يحفظك ياولدي ....

مازالت مشتته فسهامه التي اطلقها في السفر واكدها في الطائره اوقدت تنور يشتعل داخلها .. هل يعقل ؟!

هل يعقل ان صقر من قام بذلك ؟ ابدا لا تشك بصقر ولا مقدار ذره... لكن قد يكون لفعله اسباب تجهلها ...

فهي تثق به وبرأيه ثقة عمياء...

الافكار والتساؤلات التي لم تجد لها حل...كلمات زيد ..حالة ابنتها كل ذلك شتت تركيزها واضعف قوتها .....

خلفهما تسير غدير وعبير خطوات مرتجفه مضطربه مبعثره

وكل منهما تود ارتكاب جريمه في ذلك الحقير ...

همست غدير من تحت غطائها : يقتل القتيل ويمشي في جنازته ؟!

لترد عبير بذات الهمس : حسبي الله عليه

غدير : الحمدلله اللي فكني من شره والا الموت اقرب لي منه

حينها تهمس عبير بشك : غدور مم يمكن كلامه صج ... خلينا نتاكد قبل ما نحكم ...

فيرتفع صوت غدير منفعله : اقص ايدي ...

ليصلها صوته الفظ : بسم الله على ايدج بنت عمي....

توقفت خطواتها فزعا وتراجعت ...

ليلتفت اليها بحنق : لولا احترامي لخالتي يا غديِّــر (قالها بالتصغير )... عرفت شلون ارد عليج ...

اما والدتهن ... فكان ما يشغلها اكبر من الالتفات لما يحدث الان ...

فقط تريد ان تصل ... لترى ابنتها .... فتلفظ انفاس الراحه ...

هل فعلا مصابها سهل ... ام انهم يخفون عليها امرا

لم تعد تحتمل ما بقي من وقت... تتمنى ان تسارع الانفاس بخطواتها

ان تطرف طرفة عين فتجد روحها تعانق روح ابنتها

زفرت غائبه عن الضجيج والعالم من حولها بـ : يارب رحمتك ...

@ اللهم صلي وسلم على محمد @

..

طرق الباب .. بطرقات عرفتها دلال وحفظتها جيدا ... فهرعت اليها بعد ان اسدلت غطاءها ..

كان يقف على مقربه ..بيديه مجموعة من الاكياس ..اقتربت منه وحملتها عنه

: هات عنك فديتك ..

رد بهدوء : تفداج العافيه .. ثم سال : شلونها الحين ؟

رفعت راسها اليه : الحمدلله احسن ... ثم سالت : جبت المرآيه ؟؟

اجاب : ايه جبتها ...ثم عقد جبينه متسائلا الا شتبين فيها ؟

وصلت اليه ضحكاتها الهادئه لتقول : مو حقي ... حقها .. بس لو درت اني قلت لك تذبحني

علته علامات الدهشه : حقها ؟؟ منو .... ثم رفع حاجبه بدهشه اكبر صمود ؟

ضحكت دلال : ههههههه ايه طلبت مني اجيبها من البيت ... تبي تشوف شكلها تخاف تشوه والا شي ..

مال فمه بابتسامه ساخره : اما عجيبه هالبنت ... ثم تحولت ملامحه للجديه : ما قالت شنو صار ؟

حركت راسها نافيه : لا .... مصره انها داخت وطاحت ... ثم اردفت بتردد بسسس ..

استدرجها : بس ؟؟

همست : مم اللي اتذكره انها كانت تكلم غدير ....

: غدير اختها ؟ ....

هزت راسها : ايه ... هذا اللي اذكره قبل ما اطلع اكلمك ...

تنهد وحرك قترته يثبتها : يصير خير .... نادي على امي وعمتي بلحق اوصلهم واطلع للمطار

انزلت الاكياس واخرجت من احدها عصير : لحظه ... صقر شكلك ما اكلت من ايام ...

كان جوابه ابتسامه باهته وكانها ذكرته بشي قد غفل عنه ...

قالت بحده : هذا وانت متبرع بدمك بعد .. خذ هالعصير لا تطيح علينا انت الثاني

دفعه بيده : ماني بطايح ..لا تخافين ... خليه لكم ...

قالت ممازحه : كل هذا لها... ؟؟ فوق دمك بعد مشتري كل هالاغراض لها ؟؟....شكلي بتدلع عليك واسوي مثلها

ضربها على راسها بخفه : خبله ...... اولا انا قلت لكم مو لها ؟ ..ثانيا ... خليها تقوم بس وابشري دمي اطلعه من عيونها ...

ضحكت دلال ... فابتسم لها ...: يالله ناديهم ...

ردت بسعاده : ان شاءالله

:

@ استغفر الله واتوب اليه @

قبل ساعات فقط استعادت وعيها ....فعادت الروح ترفرف بين جوانح احبابها ...

تجلس حولها عهود بينما دلال ترتب المكان والاغراض التي جلبها صقر وتساعدها ميثا التي فضلت البقاء معهن...

وللتو غادرتهم العمه ام فهد وام ناصر ومريم بينما رافقت ام صقر صقر الى المطار لاستقبال شقيقتها...

فكان المكان يغلبه الهدوء ..بعد ضجة الحضور ..

همست دلال وهي ترفع المسجله الصغيره : شوفي صقر اش جايب

عهود بتعجب : مسجله ؟!

دلال بابتسامه واسعه : وفيها شريط ....

عهود تحرك حاجبيه بخبث : متاكده من صقر ؟؟؟ ياعيني بس لا يكون من اللي خبري خبرج

ارتفعت ضحكات دلال ... ثم كتمتها بيدها لئلا تستيقظ صمود

: وجع عهيِّـد ..

تفحصت الشريط وابتسمت : الله قرءان .... ثم شهقت بفرح ماهر المعيقلي وهـ بس ..

التقطته ميثا منها بلا شعور ... اخذت تقلبه بيديها وعيناها تنطق حسره

" يراودها شعور مجنون وهي تتفحص الاغراض التي جلبها صقر ...

كم تتمنى لو انها من تعرض للاذي ... فقط لتحظى باهتمامه ...

لن يهمها الالم حينها بقدر اللذه التي ستشعر بها عند ذلك ... ستتنفس السعاده التي حلمت وتحلم بها طويلا...

رفعت نظرها الى حيث صمود وهي تقول ...يكفي ان دمه يجري في شرايينها الان

يكفي انه لم يذق طعم الراحه ... ولم يدخل المنزل الا لتغيير ثيابه ...

يكفي انه لم يذق طعاما ولم يستلذ بشراب طوال تلك الفتره ...

ههههه كم انت مجنونه يا ميثا .. كل هذه غيره من اهتمام شقيق بشقيقته

نعم فصمود كدلال عند صقر ... اجل فاهتمامه اهتمام اخ لا اكثر

ثم ان صمود اصغر سنا منه ... اظافه الى ان صمود لا تستسيغه اخ فكيف بـ ....

لم تستطع النطق بها وغصت في حلقها.....لتكمل هواجسها المجنونه

اذن لما كل هذه الغيره ؟ ...

لانك غبيه ... تاكدي بان صقر ان فكر في الزواج

لن يفكر بسواك ... فانت الاقرب ... وابنة عمه

انت الاولى يا ميثا انتي انتي ..."

.

ادارت دلال الشريط

فصدح صوت الحق وملآ الاجواء سكينه وطمأنيه ... وخمدت الارواح الخبيثه

وتلاشت الافكار الشيطانيه ...وسكنت الانفس واطمأنت القلوب "

.

@ سبحان الله @

@ استغفر الله واتوب اليــه @

اسدلت الستاره وصدى ضحكاتها يرن في الغرفه الصغيره

فجر : شكل ابوي وامي عايشين المراهقه متاخره

لم ترد عليها الاخرى السرحانه في عالمها ...وملامحها الغاضبه تهدد بالانفجار ...

اقتربت فجر من سريرها وقفزت أعلاه ثم جلست تتامل شقيقتها بطريقه مزعجه ...

زفرت شقيقتها بغضب وهي ترمي الوساده نحوها صارخ : وجع ...

ضحكت فجر وهي تصد الوساده عنها ثم سالتها وهي تعلم الجواب مقدما : وليش الضيقه يا جي جي ..

لم ترد جواهر بل صدت بوجهها الحزين عنها ...لكن فجر استدرجتها بمكر

: كل هذا عشان السي سيد رجع هههههههه

صرخت جواهر وهي تنظر اليها : سي سيد بعينج ....ثم زفرت بالم حسبي الله عليهم خربوا سفرتنا هما واختهم المعقده ...يا جعل الطياره ما توصل فيهم آميـ ........

صرخت فجر تحذرها : هيييه هيييييه لاتنسين انه معاهم

شهقت جواهر ورفعت يديها بالدعاء : استغفر الله استغفر الله لا يارب يوصلون بالسلامه وخاصه زيود ..

سقطت فجرعلى فراشها ضاحكه بقوه : هههههههههههه والله انج تحفه يا جي جي

لترد جواهر بغيض: هه هه هااي والله انج اكبر مغثه يا جرجر ...

اعتدلت فجر بجلستها تمسح دموع الضحك : ياختي احمدي ربج انج الحين مارجعتي وضاعت سفرتنا .. زين ان ابوي وافق نظل ...

امسكت جواهر راسها بغضب : وشالفايده ؟ .... اخ بموت من القهر ...

.ياني بنيت احلام واحلام على هالسفره .. لتجي بنت الفقر وتخرب علي وتهد كل اللي بنيته ... حسبي الله عليج يا

صميِّد من يومج وانتي مسببه لي ازمه ....

فجر تكتم ضحكتها لتغثها : حرام عليج البنت بين الحيا والموت

جواهر بغضب وغيض يوشك على الانفجار : هه هه ههااي ... بجيتيني ... هذي قطوه بسبع ارواح ...

نهضت فجر من سريرها نحو الباب : زين يالله قومي خلينا نطلع نغير جو ... مو جايين ننحبس بين اربع اطوف ..

.

@ استغفــر الله العظيم @

كن يتناولن اطراف حديثن هادئ ... ممزوج ما بين احلامهن .. وواقعهن ...

حاولت صمود النهوض .. فهرعت اليها عهود تساعدها ....

احاطتها بذراعها : شوي شوي بسم الله عليج ...

خرجت منها آهه : وين انا ؟؟ امي ...

عهود بقلق: دودي .. قلت لج انج بالمستشـ .....

لم تكمل لان صمود حركت يدها انها قد فهمت وتذكرت ..

همست عهود بقلق : في شي يعورج ؟ تحسين بشي ؟

صمود هربت بنظراتها عن شقيقتها كي لا تفضح عينيها مصابها

آخ يا عهود .. شي ؟ الا اشياء واشياء ... طعنه يا عهود طعنه بالظهر مادري ان كنت اقواها او اروح ضحيتها ...

مادري الالم اللي احس فيه من الطيحه ... والا من قوة الصدمه ..

مادري الجرح في راسي والا في مكان ثاني

احلام سنين وامنيات عمر انهدمت بلحظه يا عهود ... بلحظه .... تنهدت بعمق ثم حركت راسها بالنفي ...

: لا ما احس بشي ....

كم كانت تتمنى عهود ان تسالها عن السبب.. وعن ما حدث ...

توقعت حينها ان شيئا ما حدث لوالدتها وشقيقاتها لولا ان صقر جعلها تحادث والدتها وتطمئن عليها..

اذن مالذي حدث ... مالخبر الذي تلقته صمود بالهاتف في تلك المكالمه ؟؟

ستعلم قريبا ... لكن ستنتظر الى ان تتحسن حالتها اكثر ... او تخبرها هي من نفسها ..

وكم تستبعد هذا من صمود ...

@ استغفر الله واتوب اليــه @

في المطار

استقبل خالته مقبلا راسها ... فارتمت في حضنه باكيه ... وكانها انتظرته كل هذا الوقت لتفرغ شحناتها في صدره

ضحك صقر يلطف الجو : افا بس ... وليش هالدموع الغالين يالغاليه ...

تمتمت بكلمات فالتقط حروف اسم صمود من بين شهقاتها فرد مطمئنا

: والله انها بخير وعافيه ... ما عليها باس

ابتعدت عنه وكانها تريد ان تؤكد صدق كلماته من هيئة ملامحه ...

قال : هذا وانا مقترح عليهم قبل ماجي يربطونها في السرير ...

شهقت بذعر : ليش

فابتسم قائلا : لانها صايره مثل الحصان من العافيه

ضحكت الخاله وهي تمسح دموعها ...وضحكن شقيقاتها القلقات

ثم التفتت لشقيقتها وبدات بالاستفسار وطرح الاسئله لتتاكد وقد طمأنتها هي الاخرى ..

سلمن الفتيات على خالتهن وشاركن والدتهن في طرح الاسئله والاطمئنان..

حتى انتهى الشطر الاول من تبادل الاخبار ليعجلهن صقر

: يالله توكلنا على الله ...

سرن خلفه ... لكن ام فيصل تنادي باسمه ليتوقف..

ام فيصل : صقر يمه ... وزيــــد ؟

توقف صقر والتفت اليه ... كان يقف هناك بعيدا يتحدث بهاتفه ...

فقال ببرود ممسكا بيدها : اللهم كثر التكاسي في الديره .....

ابتسمت غدير من تحت غطائها وهي تهمس : الله يبرد قلبك يالصقر ...

وشاركتها عبير الضحك ...

سارا خلفه الى حيث سيارته ...ركبن ... يسابقهن الشوق لرؤية صمود ...

ركبت والدته بقربه ... وعبير وخالته بالخلف

احس بصوت رقيق خلفه ينطق باسمه ...

اغلق باب السياره على خالته والتفت اليها

لم يستطع تمييزها لغطائها ..

همست بتوتر : صقر عندي شي مهم بقوله

صقر باستغراب يعقد جبينه : خير ... سمي ...

حركت راسها : مو هنيه .. مو الحين ... كلام يطول ....

صمت صقر يستوعب ...

ولما لاحظت البرود بملامحه ... همست : شي يخصك ويخص صمود

حينها توسعت عيناه بدهشه .. حارت به الافكار وهو يجمع الاحداث ويستوعب الكلمات

فهمس مدركا : انتي غدير ؟

@ لا اله الا الله @

.

وحان وقت اللقاء ... وتعانقت الارواح ... وانطفأت جمرة الشوق ...

احتضنتها والدتها بقوه ... كم تود ادخالها بصدرها لتطفئ نار القلق والخوف المشتعله بداخلها

احاطتها صمود بذراعيها النحيلتين ..

وقد تمردت منها دمعه قاومتها لكنها تحررت...

مسحتها بسرعه .. وهي تهمس لوالدتها : هذي انا قدامج يمه .. مافيني الا العافيه ..

قبلت والدتها راسها وجبينها ووجنتيها بشغف وهي تسالها عما حدث

لترد صمود باصرار : دخت واغمى علي ... مادريت بنفسي الا هنيه ..

عاتبتها والدتها وهي تتامل ملامحها المجهده : ليش تدوخين .. ماتكلين عدل ... مهمله نفسج انتي

رسمت ابتسامه ذابله لتقول : لا يمه اكل... بس يمكن حاشني برد .. المهم اني الحين قدامج مافيني الا العافيه

ردت والدتها ساخره : اشوف العافيه طالعه من عيونج وجيس المغذي وجيس الدم معلق فوق راسج

ابتسمت صمود ... لتحتضنها والدتها بشوق ...

وتعلق دلال : تراه دم اخوي يا خاله ...

كشت ملامح صمود بلوعه : وع وع اسكتي بس .... ثم احمرت خجلا عندما تلاقت عيناها بعيني خالتها ام صقر ...

فهمست بخجل مبرره : تلوع جبدي لما اتخيل أي دم غريب يدخل جسمي ...

ابتسمت الخاله وردت : وصقر قريب ماهو غريب ... وبيصير اقرب لج ان شاءالله....

لم تستوعب الكلمات ... فعناق غدير وعبير اشغلها ..

واحاديثهن المفعمه بالاشواق سرقها لعالمهن ..

كانت تستطيع ان تميز نظرة الاعتذار في عيني غدير ... لم تفارقها ...

فهمست بابتسامه مقاطعه حديثهن : اشتقت لج غديِّر .. اشتقت لج مووت

لترتمي الاخرى في احضانها باكيه ...وتضمها صمود اليها مستمده القوه من آلامها

@ استغفر الله واتوب اليــه @

اوصلهن للغرفه وبقي خارجا مع ابناء عمومته....قبل ان يلمح خروج الاثنتان باتجاه دورة المياه..

بقي لحظات ثم تبعهن ....

عبير بقلق شديد: راح تفضحينا يا غدير ... ما تجينا المصايب الا منج

غدير : اسكتي بس... وربي لابرد حرتي فيه

عبير: وصقر شكو تدخلينه

غدير: محد يبرد حرتي وحرة صمود غيره

عبير: شراح تقوليله ؟؟ زيد خطبج وبعدين هو اشدخله ؟؟

غدير: اصبري بس ولا توتريني ...

عبير بتوتر: يوووه ... انا بروح ...

امسكت غدير بذراعها: تخليني بروحي

عبير بغضب : طبخ طبختيه يالرفله اكليه .. انا مالي شغل فيج بروح ..

شدت على ذراعها تمنعها المغادره : لحظه كاهو وصل ...

توقفت عبير تنظر اليه بخوف : حسبي الله عليج ...

اقترب فالقى التحيه .. ورددنها بهمس ...

قال بعجل : تكلمي غدير ... شنو عندج

ملامحه الجاده تثير الرعب وتنشر الربكه في اوصالها ... همست : لما طاحت صمود ... انا كنت اكلمها ...

لم تلاحظ تغيير في تعابير وجهه ... قال : ايه ...

ازدردت ريقها وهي تكمل : قلت لها ان زيد خطبني

كلح وجهه وقبض جبينه : شلووون ؟؟

احست بان رسالتها وصلت .. اكملت بحماس : أي هذا اللي صار زيد خطبني ... ومو بس جذي الا قال لامي

صرخت عبير : غدير لا

فازداد غيض صقر ليامرها : كملي

عبير بحشرجه وخوف : لا ما فيه .. مافيه ... غدير جب اسكتي

فاصر صقر ان تكمل واوداجه منتفخه من الغضب ...

هرعت عبير بعيدا ...

بينما اشتعلت في صقر نارا لا يعلم مصدرها ... أهي رغبه في معرفة ما قال زيد

ام لان انهيار صمود كان بسببه ؟ لتركه اياها ؟ لمشاعر تكنها له في قلبه ؟

شد قبضته وقال من بين اسنانه: كملي يا غدير ...

ارتجف جسدها اضطرابا فلففته بذراعيها... واكملت : لما رفضته وقلت هالشي بوجهه اني مابيك

ولا عمري راح ارضى فيك ...راح قال لامي انه يبي صمود...

صرخ صقر بحده : نعـــــــــم ؟!

لتكمل تفجير قنابلها : وانك انت هددته اذا خطب صمود او قرب منها ..

وهو ما يبي يخسر القرب من امي ... فخطبني انا

:

أي نار اشعلتيها يا غدير ...

ومن سيخمدها ؟؟ ان كانت ستخمد ؟؟؟

.

.

صرخ باسمه عاليا : زيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد

ليلتفت الاخر بابتسامه بيضــاء....ما لبثت ان تلونت باللون الاحمر ....

سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك

وعـود 11-03-12 02:04 AM

المعزوفه الحاديه عشر

#عزف المحاجر #

شَامِخَةْ مِثلِ الْجِبَالَ الرَّاسِيَات
لـَو أَطِيح يـِقـُول مَبدَاي : إصعِدِي

" المطـار "

كان على بينة من الامر ... فلما حادث ناصر قبل ساعات ليستقبله في المطار ... اطلعه عليه ..

فبينما كان ناصر جادا في نقل ومناقشة الموضوع ... استقبله زيد بقهقه ساخره

" في سيارة ناصر "

زيد يضحك بسخريه : مشعل البدون ؟ هههههههه ضحكتني والله .... ماشاءالله ماشاءالله ومن متى هالناس رفعوا روسهم وقاموا يطالعون فوق ؟

ناصر مستنكر سخرية شقيقه : استغفر ربك يا زيد الشماته مهيب زينه ... والـ

زيد ومازالت النبرة الساخره بلسانه : واشقلت له ؟؟

ناصر .. ونبره حزينه : لمحت له بعد ما كلمت ابوي وقال صرفه بطيب ... هو بعد كان حاب الامر بينيا .. مايبي يجيب ابوه مثل هذيك المره ونكسر بخاطره ...

زيد واضعا اصبعه على فهمه بطريقه التفكير ثم حرك يده في الهواء : استغرب من هالناس ليش ما تفهم ؟؟

ناصر بحد : ليش ما تستغرب من نفسك ومن اللي مثلك ؟؟.. تراه اولى ؟؟

زيد يلتفت له : اشتقصد ؟؟؟

ناصر بتعقل ونبره جاده : عمر الرجوله ما تنقاس باوراق... ومشعل رجال والف من يتمناه ... ومالخاسر الا اختك يا زيد

زيد بغضب : روح بس ... قال رجال ...وباجر من وين يوكلها ان شاالله ؟؟؟ والا بدال ما تصرف على اختك ..

تصرف عليها وعلى زوجها واولادها .. غير كل يوم جارتك من مخفر لمخفر ومن قضيه لقضيه ... قال رجال .. خله يعيش بالاول بعيد يفكر يتزوج بنات الناس

ناصر : تراني بخطب عهود ..

زيد بدهشه : احلف ؟

ناصر بسخرية : هذا شي ماظن لاحد سلطه فيه... لاني مريم ولاني حصه ... خليكم انتم وافكاركم المتحجره ...

زيد : لا انطر بس .. احم .. مادريت اني بصير عديلك ....

ناصر مستغرب : عديلي ؟ ؟؟ :

" ابتسم زيد ابتسامه عريضه "

لتتوسع عينا ناصر ونظراته مابين الطريق وزيد ولما استوعب قول شقيقه ... همس بـ : زيد !! على شنو ناوي ...

ليرد زيد وابتسامته العريضه تشق وجهه : كل خيـــر ....( واتكأ بذراعه على المقعد قائلا ) لا تنسى مر المستشفى مو البيت ...

& &

قطع افكاره الناريـه صوت الهاتف وهو يعلن وجود مكالمه ..

شد على هاتفه بعد ان اخرجه وهمس لها بامر : غدير ارجعي داخل... ومابي مخلوق يدري باللي صار..

همست براحه كمن اطلق سراحها : زين ... ان شاءالله ....

سارت بخطواتها نحو الداخل.. ورفع هو هاتفه وحروفه كاامثال الجمر تتقاذف من حنجرته الملتهبه

: نعم ..

مشعل بنبره غريبه : صقر .. انت وين ؟؟

صقر يخفف نبرته الحاده : هلا مشعل.. في المستشفى ...

مشعل بضيق واضح : صقر ....

صقر بقلق : تكلم .. شنو فيه ؟؟ مشعل صاير شي ...

مشعل بذات النبره : ابي اكلمك... ضايقه فيني الدنيا ... يا صقر ..

مسح صقر جبينه بتعب : افا بس... شهالكلام ... وين انت ؟

مشعل : ع البحر ..

صقر يتقدم بخطواته : اشصار...

مشعل : رفضوني للمره الثالثه... وماظن بعدها رابعه يا صقر....

صقر علم بوقع الصدمه على بن عمه اسرع بخطاه وهمس : لا تتحرك ... انا جايلك ...

&&

، عند باب المستشفى ،

ناصر : عندي شغله قريبه اخلصها عشر دقايق وراجع ..

امسك زيد بالمقبض وفتح الباب : اوك لا تتاخر يا العريس اخاف تطفش العروس وتروح من ايدك

ابتسم ناصر له : انزل بس ...يمال العافيه ...

" قهقه زيد عاليا قبل ان يترجل من سيارة شقيقه مخترقا بعدها الباب الزجاجي للمستشفى "

&&

كان من يريد يقف امامه .. كفريسه سهله ترِّغب بافتراسها ....

لم يرى في الساحه سواه ....

وما اشعل النار فيه اكثر ابتسامته الخبيثه التي علت وجهه الفظ ...

عجلت خطاه ... توقدها انفاسه المحترقه .... صرخ باسمه عاليا : زيـــــــــــــــــــد

ليلتفت الاخر بابتسامته البيضاء التي ما لبثت ان تلونت باللون الاحمــــر ...

لكمة سددها صقر لزيد فغرست انامله في انيابه .. واختلطت دماؤهما ....

اختـــــــــــــل توازن زيــــــــــــــــــــــد ...

...ثم سحبه من ثيابه واخرجه خارجا ...كالفداء ....

وبالقرب من الحائط الخارجي رفعه صقر ... ليسدد له ضربه اخرى واخرى فيردها الاخر بضرباات مبعثره ...

لكن صقر انقض عليه كفريســـه ... فضربه تتلو الاخرى ... وكل ضربة ماء زلال يروي ظمأه ... ويطفئ ناره ....

تساقطت .. الدماء .... والغتر ... والاحذيـه ..... وتقطعت ازرة الثياب ... وتلون البياض بالوان التراب وقطرات الدم ..والسواد..

حينها ... لما نال كفايته ...

تشبث بجيب زيد وقربه حتى حرقت انفاسه صفحات وجهه قائلا من بين اسنانه : وروح قولهم يا حقير ... صقر اللي شوه وجهي عشان لا اقرب بنت عمه ..

ثم اتبعها بصقه ...لطخت وجه زيد المدمى ... فاعادها له زيد بصقات وركلاااات مشتته ... وكلمات سوقيه قذره ..

حرره صقر من قبضته ...متوجها لسيارته ...

فانطلقت تهدايدات زيد الهالك المتورم وجهه: يالساقط السافل.. وربي لتندم ... وبنت عمك باخذها غصب على راسك يا................ ..

.

لحظات يصل فيها ناصر ... فتتوسع عيناه لذلك المنظر ....شقيقه مدمى ممزق الثياب ومبعثر المنظر ..

هب اليه فزعا : زيد شنو صار؟؟؟

حاول الاخر الثبات ... فاسرع اليه ناصر يثبته : شنو صار؟؟ منو اللي سوى فيك جذي ؟؟؟

كانت كرامته اكبر من ان يدلي بالحقيقه امام شقيقه .وبالذات الآن ..

وهو يعلم يقينا ان صقر لن يخبر احدا بذلك حتى يفعل هو قبله ...

وتلك فرصتــه ..

& &

على شاطئ البحر ... قبيل الفجر ...

ألا ياليل علّمني وش آخر ليلتي بلقاه؟؟

احس بضيق في صدري وقلبي نبضته تضمر

احس بشي ماعرفه واحس برعشةٍ تتلاه

احس بوحدتي تشكي, فضا قلبي بدا يكبر

ألا ياليل علّمني ياهل بلقا الذي يملاه؟؟
أم إني بنتهي راحل بلا عاشق معي يسهر

تعبت اسامر الوحدة واردد فالخلا ويلاه

ويرد من الصدى صوتي وارد اقول له اصبـر

تعبت احاصر دموع" فموقي سيلها ادماه

وإلى منّي بغيت انسى بغزارة شفتها تهمر

تعبت أجمع بقى جروح" تنادي للألم تنخاه

وكل ماجيت أنثرها تزيد فخافقي و تكثر

تعبت آنادم الظلمه وِنجم" لي يلوح ضياه

أراقب صبح هالليله عساه بطلته يَنْوِر

تعبت اضف احساس" ولدته والحزن ربّاه

حضنته بين ضلعين" ياخوفي لا كبر يغدر

دخيلك ياحزن إبعد, خفوقي طالبك تنساه

دخيلك ودّع ركوني وخل السعد بي يزخر

ياكم عانيت فالدنيا وعشت بوقت يامقساه

وشفت فهالزمن اشيا ابد عالبال ما تخطر

ألا ودي بمن يفهم شعور" فالخفا معناه

أبي انسان يحضنّي واهيم بعالمه وابحــر

ابي لا من بكيت القى على خدّي دفى يمناه

وتمسح ايده اليسرى دموع" حرّها يسعر

ألا ياليل كيف اقدر احقق للخفوق مناه

وكيف احس بالفرحة وقلبي نبضتــه تضمـــر

ضناني الشوق و تشطّر كتبني عاشقه للآه

وكل ماجيت أقراني كتبت بصفحتي أسطـــر

يقولون الشعر معنى ويوصل للذي يقراه

وانا اقول الذي يقرا ياليت يحس أو يشعر

ألا ياليـل مــا ودّي اعكّــر لِلْسّـواد صْفــاه

واخلّي كل من حولك يشاهد نفس هالمنظـر

ياليتك تقدرتوضّح ملامح ضيقتي فسماه

وترسم دمعة فعيوني لمن يمسحها هي تنطر

مدامي جيتلك أسأل وش آخر ليلتي بلقاه

اكيد انّي معك بلقى اجابــه تقولي أبشر

للاخت بحر الحبر

صقر بعد ان استمع الى حديث مشعل وآهاته .. همس له : يعني بحزنك بتحلها يا مشعل .... كل شي قسمة ونصيب واللي كاتبه ربك بيصير غصب علي وعليك وعلى الكل ...وتراه
خيره وخير وان كان ظاهره سوء ... محد يعلم وينها الخيره الا ربك ... فوض امرك له وارضى باللي كتبه

مشعل بذات الضيق الذي يشعر به : مادري شقول يا صقر ... بس الكلام اسهل من الفعل

صقر ينكر : هذا للضعيف مهوب لك يا مشعل ... لا تنزل راسك ابد دامك ما غلطت ... وان طحت طيح واقف

مشعل بياس : لمتى يا صقر لمتى

صقر : ليش رحت بروحك وابوك وعمي موجودين ؟

مشعل بحسره : مابغيت لهم الحرقه اللي تشتعل بفؤادي الحين ... كأني حاس بجوابهم بس منيت نفسي ...

صقر محاولا مواساته : ماهي اول مشكله ولاهي اخرها ... اصبر واتصبر ياخوك .. واللي اعرفه انك اكبر منها

مشعل بابتسامه ساخره : اخاف اصدمك بس بضعفي

صقر بثقه : ابد ماعندي ادني شك.. انت مشعل ... ولد بوفهد ... ماخاب ظني فيك يوم

مشعل بحيره : والحيله!!

صقر : فكر باللي ينفعك ويرفعك واترك مريم على جنب

مشعل : شلون!!

نهض صقر ليبقى مشعل جالسا والذي للتو ركز في شكل صقر : الا شفيها ثيابك ؟؟

نظر صقر لثيابه كانه يتاكد منها فابتسم : .. سلامتك ... جلب اكرمك الله ... وجا في بالي اعيد تربيته ...

ضحك مشعل وهو يعلم يقينا ان الكلب ليس بكلب حقيقي ..

همس له صقر قبل ان يمضي : الدنيا كبيره يا مشعل... ما تضييق الا لما تضيق نظرتك لها .... وربك ما يسد باب الا يفتح غيره ابواب ...

ثم اردف : قم اذكر ربك وصل ...ما باقي ع الفجر شي ...

&&

سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم

&&

لاحول ولا قوة الا بالله

اغتسل وغير ثيابه ثم هم خارجا .. راى خالد متمددا في المجلس..

فلم يزعجه اراد الخروج فاوقفه صوت خالد :

: الشمس قربت تغيب وانت نايم من البارحه ...

صقر : لا صليت فروضي ورجعت نمت ...

خالد ينهض جالسا : حرقنا تلفونك وينك فيه ؟

التفت صقر لهاتفه المتصل بالكهرباء وكاد ان ينساه : مافيه شاحن ... ليش اشصاير ؟

خالد : وصلت اهلك من شوي ... احتمال اليوم يرخصون بنت عمك ...وتدري خالتك ما بتطلع الا معاك او مع عيال بوناصر ...

توسعت عينا صقر من ذاك الاسم ...

قال بحده : والحين ؟؟

خالد : مادري يمكن تكلم زيد والا ناصر ...

رجع صقر بخطواته ثم نزع هاتفه من الشاحن وفتحه خمس عشرة مكالمة ... ضغط ارقام معينه ثم زر الاتصال ...وهو يخطي بخطواته للخارج

ليصله صوت خالد : مر اهلك يبون يطرشون معاك اغراض ..

حرك صقر راسه واعاد الاتصال مره واثنتان..وووو.........

/

" المستشفى "

عبير من مصلاها تصرخ على غدير : غدور ردي على التلفون ...

غدير تقفز على السرير الطبي بقرب صمود : صمود ردي ؟

صمود تبعد عن شقيقتها الهاتف : لاااا عييب ..( وببرود ) خلي امي تخلص وترد

غدير ترفع حاجبها مستنكره : احلفي بس.!!.. عطيني اشوف منو المتصل ... امي تصلي ...

ابعدت صمود يد غدير عنها: ابعدي ... (ثم ابتسمت بخبث) بشلع قلبه مثل ما شلع قلوبنا ... خليه يذوق اللي ذقناه

عرفت غدير من المقصود فانفجرت ضاحكه ...

غدير بحركة سينمائيه تجمع كفيها عند قلبها : وهـ الشيخ صقر ؟؟

صمود ترفع حاجبها باستنكار : احلفي يا شيخه ؟؟

غدير باستعباط : وااو ... شيخ وشيخه تحسينا لايقين لبعض مو ...

ثم تحولت ابتسامتها لضحكات عاليه بعد الضربه التي تلقتها من صمود على راسها ...

لتمتد حينها يد والدتهن المبتسمه منتزعه الهاتف من صمود : الله لا يوليكم على احد ....

ابتسمت صمود وهي تنقل الهاتف لوالدتها : اجل من ساعتين واحنا نتصل والاخ سافهنا ..

بادلتها والدتها الابتسامه وهي ترد : ياهلا بولدي ...

صقر : هلا بج زوود يمه ... شلونج يالغاليه

ام فيصل : مانشكي باس .. نحمده ونشكره ..

صقر : وشلونها صمود ؟؟

ام فيصل : لله الحمد ... رخصها الدكتور ... بس باقي توقع الاوراق ونطلع ...

صقر : أي انا جاي في الطريق ....

ام فيصل بحرج : اذا مشغول اكلـ ...

صقر بفزعه : افا بس ...اشهالكلام يالغاليه ... ازعل منج ها .... اجهزي دقايق وانا عندكم

ام فيصل بامتنان : باذن الله .. حافظك الله يمه ...

رفعت صمود حاجبيها تنتظر الاجابه : فهمست والدتها : يالله اجهزوا دقايق ويكون عندنا

تنهدت بسخريــه : زييين واخيـرا تنازل الاخ صقيـر ...

والدتها من بعيد : اهجدي يااا بنت ...

/

اخذ الاغراض من دلال ... كيس صغير طلبت منه ايصاله لصمود ....ثم تبعته والدته بتوصية وتاكيد ان يأتي بهم جميعا الى هنا لتقوم بضيافتهم

فوعدها بذلك .... توقفت خطواته عند المجلس الخارجي ... لم يستطع ان يكمل قبل ان يطئمن على عمامه ...

سلم ودخل كان المجلس عامرا برجال المنطقه كالعاده ...

جلس بالقرب من عمة بوخالد الذي ساله عن حاله وصمود فقال صقر : الحمدلله اليوم يرخصونها

ابو خالد : الحمدلله .. ماقصرت ياولدي

صقر : ما قمت الا بالواجب يا عم ...

" كان الحديث الدائر كـ العاده عن الاوضاع والحيره التي تكتنفهم .. عن المآسي والمشاكل التي تواجههم عن الابواب المفتوحه والطرق التي يمكن ان يسلكوها بآمان عن
القرارات الجديده ......."

بوخالد بعد تردد : صقر

صقر : سم ..

بو خالد : ثامر من كم يوم كان في السجن

صقر بدهشه : افاااا .... وليش ماجاني خبر ؟؟؟ وخالد ماجاب لي سيره ابد ؟؟؟

وضع بوخالد كفه على فخذ صقر مطمئنا اياه : انت مشغول ياولدي ... والحمدلله انها عدت على خير

صقر مستفسر : واللي صار؟

بوخالد : كان واقف قدام بسطه له ولـ خويِّه ... وخالفوهم ...

صقر مستغرب : بسطـه ؟؟

: أي بسطة خُضار استأذن مني بهالاجازه وسمحت له.... مابي اكسر مجاديفه يا صقر... وبدال لا يقضيها لعب خله يعتمد على نفسه ماني بدايم له

ابتسم له الصقر : الله يطول بعمرك على طاعته ..

بادله عمه الابتسامه : ترا خويِّك النايف ما قصر ...

رفع صقر حاجبيه باستنكار : وهذا الشيخ ماجابلي خبر ؟؟ ( وامسك بكف عمه ) انا لك فيهم

ضحك العم : الله يكون في عونك ... انت ما تقصر ياولدي واللي نقدر نشيله عنك نشيله

شد قبضته على كف عمه : واذا ماشلت عن اهلي اشيل عن من ....؟

العم : الله يحفظك ياولدي .... طالع؟

صقر : برخص اللي في المستشفى واوصلهم ... تآمر على شي ؟؟

العم : سلامتك يبه ...بس .. ناصر كلمني بيجي باجر هو وابوه ....

صقر بنفسه ( ناصر شي عادي .. لكن ابوه الغريبه .. همس بـ : الله يحييهم ...

كانه شعر باستغرابه فقال : وابيك تكون موجود .....

صقر: ايه .. ان شاءالله .( وبعد صمت تفكير سال عمه ) ماذكرا سبب ...؟

العم : ما قالوا .. يجون ويصير خير ان شاءالله ...

صقر ناهضا : ان شاءالله خير ...

العم : دربالك على نفسك ..

تقدم بخطواته نحو الباب حيث ثامر وسلطان ..

ضرب على راس ثامر وهو خارج ... ليدرك الاخر ان الخبر قد وصله فقال ضاحكا : السجن للرجاله لاه ؟؟؟

فابتسم صقر : انا اشهد ...

لترتفع ضحكات ثامر وسلطان ....

: ارجع لشغلك انت وخويِّك ولايهمك ....

ثم غادر بعد ان اشعل قوة وحماس بروح ذلك الشاب اليافع

وتاركا ابتسامه عريضه ملؤها التحدي والامل على وجهه

.

&&

في تلك الجلسه العصريه .. حول الشاي والقهوه والفطائر والحلا..

يثار حديث ساخن بسخونة تلك الفطائر ولذتها ... ويعتبر من احاديث الساعه ..

لم تكن الفرحة تسع مريم ووالدتها ... للسعادة التي يبديها ناصر ....

بينما هتفت حصه بغضب وهي تجلس بقربهن : وناسه اخوي خاطب واحنا آخر من يدري ...

والدتها بغيض : صار خاطب الحين ؟ الولد للحين ماراح للناس وسويتوه خاطب ؟؟

حصه تنظر للهاتف بيدها : اجل جواهر داقه علي تبارك لي ؟ وهذي هي في سوريا عرفت وانا بنفس البيت اخر من يعلم ؟؟؟

والدتها تهدئ الوضع : اكيد عرفت من ابوها ... اكيد ابوج مكلمه ... لازم بعد ياخذ بخاطر اخوه قبل لا يخطب غير بناته ..

تزفر حصه بغضب : انقهرت والله وقعدت احقق معاها ....ولا والاخ خاطب عهود بعد...

ليش اشفيهم جواهر وفجر والا غدير وعبير ياربي انجنيت من هالاخوان المعقدين ...

مريم بحمية : واشفيها عهود ؟؟؟

حصه تقاطعها بغضب : اسكتي انتي ....

والدتها تصرخ : حصه !.. ثم اردفت محذره امسكي لسانج يا حصيص ... هذول خوانج تاج راسج...

حصة بصدمه : الحين كلكم محامين لعهود ... انتم مو متخيلين الوضع ؟؟؟

والدتها : عهود اللي مو عاجبتج .. داعيتله امه اللي بياخذها ...

حصه : قال من يمدح العروس ...... وبعدين انا ما عبت عهود .. وهي ما فيها عيب وانا اشهد .. بس ...

قاطعها صوت النازل من السلم وبنبره حاده صارمه اخافتها : بسِّج خليـــه لنفسج ...

التفتت له ... وضاعت الحروف في فمها ...

ليكمل ناصر بنفس الحده ..

: وكلام بهالموضوع مرة ثانيه مابي اسمع فاااهمه

قالت بربكه : زين مو المفروض انا نروح احنا اول ونشوف ...

ابتسم بسخريه وهو يتقدم منهم : عز الله لو رحتي ... وخاصة انتي الا بيتفركش كل شي

قبل راس والدته التي اهلت عليه بدعوات الرضا والتوفيق ..

مريم بابتسامه : المهم انها معجبته ... هو اللي يبي يتزوجها والا احنا ؟؟

التفت لها مبتسم : صح لسانج يا اميره ...

توسعت ابتسامتها بخجل ... بينما احس ناصر بحسره .. على موضوعها الذي تجهله .. ولم تتطلع عليه

ولم يؤخذ رايها فيه ...

ام ناصر : يمه ناصر .. زيد من جا من السفر ماشفته ؟؟

تذكر الحادثه البارحه .. فقال بابتسامه مزيفه : اييه .. تلقينه سهران عند واحد من ربعه ..

والدته : قلبي ماكلني عليه ... ولا يرد على تلفونه

ناصر متجها الى الباب : مافيه الا العافيه ان شاء الله ...

&&

سعادتها لا توصف بحجم الكون لمجرد انها ترى صمود بغطائها ...

لاتعلم من السبب وما السبب ... ولا يهم ... يكفيها ان تراها تلتف بجلبابها

تنشد الستر والطهر ..

:

توقفت اقدامهن عن الخطا.. وكذلك قدميه ... عندما شهقت ام فيصل بـ : زيـــــد

فالتفت الاخر بفزع ..... وكدمات وجهه تشرح الامر المهول الذي تعرض له ....

انصدموا بمنظره ... ولم يتمنى ابد رؤيتهم له بهذا الشكـــل ....

كان للتو خارجا من العلاج ... وتركيب احد ضروسه الذي انخلع ..

ارتجفت الاوراق التي بيده ... توترا ... خجلا ...ارتباكا ...

وبقي واقفا حيث هو

اقتربت منه ام فيصل تتفحصه بذعر : يمه زيد اشصارلك ؟؟؟ حاادث .!!!..

لم يرد ... لكن عيناه انتقلت الى حيث الصقر الذي يقف منتصبا ... راسما ابتسامه عريضه

ونظرة استهزاء واضحه ...

قبل زيد راس خالته ... وامسك بكتفها يطمئنها : جلب مسعور ....

شهقت ام فيصل .... ليتحدث صقر من بعيد .. : افا .. ابعدي عنه ياخاله... تراه يعدي ...( وابتسم ايضا )

لتزداد النار بجوف زيد ...

قال زيد لخالته : طالعين ؟

ام فيصل : أي يمه رخصونا ...

بعثر زيد نظراته على الفتيات الثلاث في الخلف .... ايهن هي ؟؟؟ لا هي لا تتغطى ؟؟ اذن اين هي ؟؟

ظلت نظراته تتفحصهن ... حتى اشتعل الاخر غيضـــا ....

... اما هي فلم تعد تتحمل اكثر استنفدت جميع طاقتها في الصمود حتى اضطرت الى اغماض عينيها اخيرا ...

فاقتحم صوته سكونها لينفضها نفضا ...

زيد : شلونج صمود ؟؟؟

بعد ناوي جرح ثاني ..
ما بقى بقلبي مكانٍ تجرحه ..
انت لو مثلي تعاني ..
كان ظلك لو تطوله تذبحه ..

ولما لما ترد

اردف قائلا : حمدلله على السلامه ....

لم ترد ....

فابتسم بقهر مشيرا على وجهه صانعا الفكاهه ونظراته بين الثلاث لايدري هي ايهن منهن : تدرين هالتشوه .. كله بسببج .....

لم يخفى على صقر ارتجافها ... كان يراقب حركاتها كيف لا ؟ وهو يعلم بتفاصيل الحادثه التي مازالت تشعل صدره نار !!

لاحظ كيف امتدت يدها لتمسك بيد شقيقتها لتستمد منها قوة ......

وارتجاف جسدها الضعيف وارتعاشه ... الذي كاد ان يفضح شخصيتها امام ذاك الـ....

فهو يعلم يقينا ان زيد لم يعرفها .!

زيد لخالته : امشي يا خاله اوصلكم واقولج على كل شي > قال جملته الاخيره وهو ينظر لصقر بتهديد

صقر تقدم نحوهما وزفراته تحرق ما امامه : اقول توكل على الله ... ويالله يا خاله ترا البنت ما تتحمل ...

" صمود " كم حمدت الله ان تدخل صقر اخيرا

ارتجفت قدامها .. فامسكت بشقيقتيها ...

... ومن كثرت الوجع ... صارت ترغب بالاستفراااغ ..

&&

ارخت ظهرها براحه على السرير...

كم اشتاقت لسريرها ...بينما قضت البارحه في منزل عمها وعند خالتها ام صقر التي لم تقصر بالضيافه...

وكم تحس بالانتعاش ... والسعاده على خلاف والدتها الغاضبه ..

همست بداخلها : ولو اني ماحب اقولها ... بس شكرا صقر ...

احست بانه اسكب ماء زلالا على صدرها ... فأطفأ بضعا من ناره...

لم تعلم سبب الضربه التي وجهها صقر لزيد ... ولم تخبرها والدتها لكنها استرقت السمع على المكالمة....

كما انهاا تستطيع ان تخمن السبب بسبب العلاقه

بين زيد وصقر من الازل ..

انكمشت ابتسامتها لما تذكرت كلمات زيد في المستشفى : تدرين هالتشوه .. كله بسببج
رددت كلماته محاوله استيعابها : بسببي ؟!...وصقر طقه ؟!

فزت جالســه في سريرها تستوعب الاحداث ...ثم انطلقت لوالدتها .. التي كانت ممسكة بهاتفها وتشبر الصاله بتوتر ...

ام فيصل : شاللي سمعته يا صقر ؟؟ اشسويت بالولد ؟؟؟

صقر : اذكري الله يا ام فيصل .. وقولي اشسمعتي ؟

ام فيصل : طقيته ؟؟ طاق زيد ومهدده ... انت ... انت يالصقر تسوي جذي ؟؟؟

صقر فهم العله فقال بثقه : خليني اوصل وافهمج ... ما ينفع بالتلفون ....؟؟

ام فيصل : وانا شيصبرني لما توصل ....

صقر يحاول تهدئتها : اذكري الله ...

: لا اله الا الله ... قلبي بيوقف من اللي سمعته منه يا صقر ؟؟

صقر وتغيرت نبرة صوته للقلق : شنو قالج ؟؟؟

فقالت بصوت مرتجف : ... تدري لو يشتكي عليك ....

قال بذات الثقه : ماراح يسويها ...

صرخت بخوف : لا راح يسويها و ...( ارادت ذكر شيء لكنها لمحت صمود تقف عند الباب ) فهمست بضعف صقر دربالك على نفسك ..

صقر بثقه : ولو ... ما تثقين فيني يمه ؟؟

ام فيصل بعبره : انت تدري بغلاتك يا صقر.... بس ثقتي فيك تساوي خوفي منك وعليك ... طمني يا صقر...

نظر لهاتفه لديه مكالمه اخرى منذ فتره .. وتبدو مهمه لتواصل الاتصال

همس لخالته بحنان : يمه دقايق وانا عندج ..

/

صمود تقترب من والدتها : ليش طاقه ؟!!

ام فيصل تمسك راسها : بيجي ونعرف ... اصعدي ارتاحي مالج بهالسوالف ...

صمود : زيد ما قالج ؟!

تنهدت بضيق : قالي ... بس ما آخذ كلامه على كلام صقر ...؟

" صمود تغرق بحيره "

ماذا يمكن ان يكون السبب ؟؟ مجرد التفكير بالامر يثير فيها الرعب؟؟

ان يضربه صقر امر محتمل ووارد ... لكن ان اكون انا السبب ؟؟

كانت تراجع افعالها ... كلماتها ....كشريط سينمائي ماذا فعلت ..؟؟؟

شهقت وهي تضع يدها على فمها : ايمكن انها هذرت بكلمات فضحتها عند سقوطها .فوصلت مسامع صقر ؟...

والدتها مفزوعه من شهقتها : صمود اشفيج ؟؟

حركت صموت راسها نفيا ... ولفت جسدها البارد بذراعيها : بروح انام ...

& &

كان في عمله المسائي...

خرج منــه متوجها لسيارته التي ركنها بعيـدا ..

ضغط زر الاستقبال هو يحاول الوصول لخالته القلقله ثم لمجلس عمه بعد ان تاخر على الموعد : الو

الطرف الاخر : صقر ...

صقر يبادره : انا جااي في الطريـ .... قاطعه الاخر باستعجال

: زيد خطب بنت عمـــك يا صقر

ردد صقر بعدم استيعااب : مـــــن!!!!!!!!

ليخرق الاخر صدره برمح الاجابه : زيـــد خطـب صمود ..

ركزت عيناه على انوار السياره القادمه باتجاهه وبسـرعه : صمــــود ؟!!!

وطعنة اخرى من ذات الشخص قائلا

: وانا نهيت عليهـــا ....!!

وانا نهيت عليهـــا ....!!

وانا نهيت عليهـــا ....!!

طوووووووووووووووووووووووووووووووووط

استغفر الله واتوب اليه

.

" سبحانك اللهم وبحمدك اشهد أن لا إلـه إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

mozah 11-03-12 10:08 AM

هلا اختي
ابدااااااااااااااااااع ورائعه جدا خليتيني اعيش الجو صدق بانتظارك وياليت تبلغينا موعد البارت

وعـود 11-03-12 05:10 PM

8
8
8

هلابك زود يالغاليه

البارتات كل يوم
وانشاء الله هاليومين بتكون كل البارتات نزلت

..

وعـود 11-03-12 05:12 PM

المعزوفه الثانية عشر

عزف المحاجر ^^

مخنوق ! وما اعرف ليه مخنوق ..؟
ضآيق ولا ادري ليه .. بـ الحيل ضآيق !
ثوب الصبر من حزن الايام مشقوق "
والياآ سالوني / قلت بالحيل رايق
احيان ودك ترتفع لـ السماء فوق .. تطير /
تبعد / ماتشوف الخلآيق ..!

كان في عمله المسائي...

خرج منــه متوجها لسيارته التي ركنها بعيـدا ..

ضغط زر الاستقبال هو يحاول الوصول لخالته القلقله ثم لمجلس عمه بعد ان تاخر على الموعد : الو

الطرف الاخر : صقر ...

صقر يبادره : انا جااي في الطريـ .... قاطعه الاخر باستعجال

: زيد خطب بنت عمـــك يا صقر

ردد صقر بعدم استيعااب : مـــــن!!!!!!!!

ليخرق الاخر صدره برمح الاجابه : زيـــد خطـب صمود ..

ركزت عيناه على انوار السياره القادمه باتجاهه وبسـرعه : صمــــود ؟!!!

وطعنة اخرى من ذات الشخص قائلا

: وانا نهيت عليهـــا ....!!

وانا نهيت عليهـــا ....!!

وانا نهيت عليهـــا ....!!

طوووووووووووووووووووووووووووووووووط

سبحان الله وبحمده

&&&

" المجلـــس "

بوخالد :...ناصر رجال واحنا نشتري الرجاجيل ...

كانت هناك انفاس ساكنه ونظرات تترقب وتتصيد الانقضاض باي لحظه - - > زيد

ونظرات اخرى اهلكها الخبر

*

ياليتهم يوم حكوا فيك ماناظروني

ولاقالو بصوت مخنوق عـــزاااااااه

*

اهلكه الخبر وان كان يتوقعه من قبل .. وقد هيئ له نفسه... بل هو من سعى اليه عندما اخبر ناصر

قبل ايام يستعجله بانه ان لم يكن صادقا في خطبته لعهود سيتقدم هو لها .....

.لكن .الحقيقه دائما تختلف.. والواقع ليس كالخيال ...

الحقيقه مره ووقعها اشد

الخيال مهما كان يبقى ارض خصبه للامل والاحلام .... بعكس الواقع تماما

رغم قربه منها ... ورغم قدرته على حجرها ... ورغم معرفته انه لو تقدم لخطبتها فلن ترفضه ...

لكنه فضل ان ينتزع قلبه ويطأه بقدمه ... وان يسقي زهرته بدماء احلامه وانفاس امنياته ...

لاجل ان تحيا كما تريد

وكما تحلم ... لاجل ان تتذوق طعم السعاده .. ولو كان الثمن ان يتجرع هو العلقم ، فرش ورود احلامه لتداس ..

وصنع من عروقه النازفه حبلا

تتسلقه عهود فيوصلها الى من سيمتلكها الى الابد /

عفوا هل هذا غباء ؟؟؟ ام هو ما يسمى بالحب ؟!! - - >." فهد "

هناك نظرات ثالثه تحترق ؟

*

اهـمـس وصـوتــي تشتـهـيـه [ المـنـابـر ]

ويـضـج صــدري " طعنتـيـن ومسامـيـر"

*

قلب يشتعل ... ومحاجر ضيقه تحبس ألسنة اللهب ..

ماهو الحق بضنهم الذي يكفل لهم القدوم بهذا الشموخ وكل تلك الثقة ، ولايمتلكه هو فيتوجب عليه بنظرهم ان يتقدم لهم بذل وخضوع ؟

ان يُعلنو كلمتهم ؟ ويُسر هو حروفه ؟ الامر مؤلم جد مؤلم .... فلو كان عيبا لاصلحه ... ولو كان زلة لاعتذر ، ولكن الامر خارج يديه

فالعيب الذي التصق به ... لاصلاح له .... وبلا ذنب ارتكبه ؟

والمؤلم والاكثر مراره....ان ينضم القريب للغريب .... ويرشقك معه بالحجاره مبتسما ؟ - - > مشعل

قبل ان ينفض المجلس على الكلمات الاخيره التي تبادلها الكبار وسط صمت الصغار...

دوت كلمات زيـد مشعلا نار الختام : بعد اذن الوالد واذنكم يا عم بوخالد وعم بوفهد ... انا طالب يد بنت ابو فيصل ............ صمود

صدمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه

وللكل ....

لكن لوالده " ابو ناصر " النصيب الاكبر منها... والذي التفت اليه بنظرات تشتعل جمرا .... يعرف ابنه تماما...

يعلم انه حرص ان يختار هذه اللحظه القاتله ليطلق كلماته ... واضعا اياه تحت الامر الواقع

لو استشاره ما كان ليوافق .... كيف يوافق وهو قد وعد شقيقه " ابو لافي " بان زيد سياخذ احد ابنتيه بدل ناصر ....

ماذا فعلت يا زيد ..... تبا لك ....

لم يكن احد يتوقع توقيت الخبر المفاجئ الذي ألجم السنتهم ...

نظرات بوناصر المصدومه لم تخفى عليهم ... وتدارك بوخالد للامر كان حكيما ..فلم يرفض ولم يؤكد ممسكا بالعصا من الوسط

ابو خالد : هذي الساعه المباركه ... وانت رجال والنعم فيك .... (ابتسم زيد بكبرياء مالبث ان انكسر عندما اكمل بوخالد كلماته )

ابو خالد : بس تعذرنا يا زيد اذا كان واحد من عيال عمها باغيها ......( خصه بهذا القول ؟؟

لما لم يقل لناصر مثل ذلك ؟؟؟ ) اشتعلت نار الغضب في صدره لكنه حاول كتمانها .. والانتظار ..

وبينما عبس وجه زيد وكلحت ملامحه... ...اتسعت ملامح ابو ناصر فرحا بهذه العقبه...

او الامل بالنسبه اليه فقال مبتهجا ... : محنا مستعجلين يا بوخالد... بس عطيناكم خبر ... اخذوا راحتكم في زيد .. وخلونا في ناصر وعهود ...

لكن زيد ثارت ثائرته فحاول ان يكتمها قائلا :.... صمود مسمايه لي والكل يعرف هالشي... منو اللي يعترض يـ .....................

- - > انــــــــــــــا

توجهت الانظار بدهشـه لصاحب الاعتراض ...

مشعل :....... بعد اذن عماني .. واذنك يا عم بوناصر .. قدرك كبير وربي شاهد .. صمود بنت عمي وانا اولى فيها

محاجر زيد المتسعـــــــــه كانت كفيلــــه بان تطفئ بعضا من النار التي اشعلها في جوف مشعل قبل ساعات ..

: واحده بواحده :هكذا تكلم بها قلب مشعل وارسلتها نظراته ليستقبلها زيد فتزيده احتراقا هامسا بداخله..." وحده بوحده يعني يامشعل ؟! )

زيد لابو خالد : لك الحشيمه ياعم ... انا خطبت ومشعل نهى .... والبنت اليتيمه اظن من حقها تقول رايها وتختار ...

بوفهد بحميــة : ما للبنت كلمة على ولد عمها يا زيد ...

بوناصر بحمية مماثلة : بس ولدي ما فيه عيب ... وزيد رجال ينشرى ما ينرد ؟

بوفهد يعلل : وانت صادق .. بس انت اخبر بعاداتنا يابو ناصر ... طلعنا عهود لاجل ما نردك واكراما لوجودك ...

وصمود ولدي احق فيها ....

بوناصر بغيض : اشقلت يا بو خالد ؟!!

بوخالد بموقف لا يحسد عليه .. هو امام نارين .. واحدهما ستلتهم المجلس ... فكر بصمت مستعينا بالله مقدما الحكمه قدر استطاعته .. والكل يترقب جوابه وينتظر على
جمر .....

ابو خالد : (التفت لبو ناصر قائلا ) الله يتمم على خير ... لناصر

واعذرونا بزيد السموحه منك يا خوي بوناصر

.

نهض زيد منقهرا فصرخ وسط المجلس مشيرا الى مشعل بسبابته : انا لو مثلك مافكرت في الزواج ابد ...

تبي تاخذها وتموتها من الجوع ... خلها تشوف عيشه مع غيرك علم يوصلك ويتعداك ...والله ان ما اخذت صمود بالطيب لاخذها بالقوه

سبحان الله العظيم

&&&

لم يرجع بنفس السياره مع والده ... لانه يدرك تماما ما ينتظره ...

لكن كل ذلك لا يشغله بقدر تنفيذ مخططاته ...وازالة تلك العقبه المسماة مشعل

لم يصدق انه استطاع اقصاء صقر ودبر امره ليظهر ذلك الاحمق الاخر

صقر ؟!

توسعت ابتسامه ماكره عندما ذكره ..!! وصمت لحظه وهو يتوقع مصير ذلك الصقر

ثم قهقه ضاحكا مبتهجا متوقعا له الاسوأ

&&&

دارت بخطواتها المضطربه بتوتر واضح وبيّن .. تضغط اناملها الرقيقة تاره ... وتفرك كفيها مرارا تارة اخرى

وآثار اقدامها خطت مسارها في ذلك المكان الضيق ...

معقوله ناصر جاي يخطبني ؟؟ معقوله كلام مريم صحيح ؟؟ الغريب ان محد قال شي للحين ؟؟؟

بس صح ناصر وابوه كانوا موجودين اليوم ؟؟ ياااربي يعني خلاص ؟ بيتحقق حلمي ؟؟

معقوله ناصر باع كل شي واشتراني ؟

معقوله كلامج صح يا مريووم ؟؟؟

احس اني احلم ... مو مصدقه ... فرحانه لدرجة اني مااثبت بمكان واحد ... احس قلبي يناقز بصدري ...

واحس بدقاته راح تفضحني ...

هذا كل اللي بغيته من الدنيا سند اشد الظهر فيه ويحارب الدنيا عشاني آخ ياربي لك الحمد ....

مو قادره اصدق ....

جان زين يصدق كلامج يا بنت خالتي ياااربي فرحانه فرحانه ....ومو سايعتني الارض ...

دخلت دلال الغرفه فوجدتها مثل ما تركتها : ياااا دلبي على الناسات المتوتره ...

رمقتها عهود بنظرات مرتبكه ... ثم توجهت للنافذه هربا من الاحراج ...

دلال تقترب منها بابتسامة خبث: روقي يابنت استريحي وخلينا نعرف نفكر ..

عهود تلتفت لها : نفكر ؟؟ بشنو ؟؟؟

دلال : بالملجه وتجهيزاتها ... والا تبينها مثلي خبط لزق

عهود : دلالالالال ... وجع ماصار شي لا تفضحيني

دلال : هههههههه عاذرتج يا حبيبة قلبي ...بس ماله داعي هالقلق ....

عهود : احلفي بس ؟ نسيتي والا اذكرج ...

دلال تضرب كتفها بغضب : وجع .. هذا وانا اخفف عليج ...

دفعتها عهود بخفه : فارقي بس وبخف على نفسي .... انا الغبيه اللي مارحت مع امي .... مدري اش خلاني اقعد وقابل كشتج

دلال تغيضها : الله يا عهيد ...... جااان زييين صمود هنيه صج هذا وقتها

عهود : جان اكملت والله .... انتي وغاثتني بعد صمود ....

دلال : ههههههههههههههههه

عهود : الهبله كل ما ادق عليها نايمه ...

دلال : أي والله صج ... اشتقت لها ... ودي اقوم اكلمها ...

عهود : توني كلمت عبير .. تقول نايمه من العشا ....

دلال : خليها تعوض التعب ... مافي مثل بيت الانسان وغرفته وفراشه اللي متعود عليه ...

عهود بخبث : صدقتي ... الله يعينج لما تروحين عند خالد .... شلون تنامين ؟؟؟

دلال مفجوعه : عهيــــــــد وجـــــــــع ....

عهود : هههههههههههههههههههههيااي

دلال تلتقط كتيبا من الدرج وتتوجه لفراشها : قومي توضي وصلي لج ركعتين استخيري ربج بدل هالقلق اللي اقلقتينا معاج فيه

زفرت عهود تنفس عن شتاتها ..ثم كتفت ذراعيها تسكن توترها واضطرابها .. ...وعيناها تجول في الفراغ

دلال وهي تتصفح الكتيب : تدرين ان آلبك دليلك يا عمري ...( رفعت راسها لعهود ) كنتي حاسه صح ؟؟؟...

عهود مستغربه : حاسه بشنو ؟!!

دلال تحرك حاجبيها : نقول حاسه وانج ماكنتي تدرين عن شي بحاول اصدق.. بس هل كنتي حاسه بخطبة ناصر اليوم ؟؟؟

عهود تصرخ : دليِّــــــــــــــــــــــــــل

دلال : هههههههههههههههههههههههههههههه

تقترب منها ملتقطة الوسادة لتضربها : وبعدين انتي طايحتلي عمري وحبيبة البي لايكون مفكرتني خالد على غفله

دلال تضحك وتدافع عن نفسها بضعف : لا يعمري خالد هذا شي ثاني ..... بس حبيت ادربج على الرومانسيه شوي ... كاسر خاطري ناصر

زادت ضرباتها لدلال : دليل وجع

دلال تصرخ : ههههههههههه خلاااااص بناااااام بناااااااام

*

تمادت عهود بالافكار حتى اهلكتها ..

ان تكون بين السماء والارض فلا سقف تلمس ولا ارضا تطأ .. امر متعب للغاية ...

متى توضع النقاط على الحروف ؟!

ذكرت ربها مستغفره ... نهضت فتوضت ثم توجهت لخالقها تفوض امرها اليه

ليختار لها الخيره وييسر امرها ويبارك لها فيه ...

أستغفر الله وأتوب اليـه

&&&

دوى صدى الصفعه في المكان ..

وانحنى لها راس زيد مصدوما او متوقعا لها ...

: تتجاهلني يالنذل ... تخطط وتنفذ وتخطب على كيفك ...وانا شنو دوري ها ؟.

. اخطب لاخوك اللي اكبر منك وانت حضرتك تخطب لنفسك

زيد يتحسس مكان الصفعه : يعني لو قلت لك توافق

بوناصر بغضب : يعني انت عارف السبب

زيد يحاول السيطره على اعصابه : من صغرها مسمايه لي شنو اللي تغير الحين

بو ناصر يهدد بسبابته : شيلها من راسك

زيد بعد صمت لحظه : يبه لك الحشيمه بس صمود محد ياخذها غيري

بو ناصر تتوسع عيناه صدمه : تكسر كلمتي

زيد : لك الحشيمه ياغالي ...

بو ناصر : باجر يوصل عمك بولافي ... وبالليل احنا عنده نخطب لك بنت عمك جواهر

زيد بصدمه : شنـــــــــــــــو

بو ناصر يعود ليجلس متصنعا الهدوء : اللي سمعته

زيد يقترب بفزع : يبه

لكن بو ناصر : رفع يده ناهيا النقاش....

&&&

لا حول ولا قوة الا بالله

وعـود 11-03-12 05:50 PM

المعزوفـة الثالثة عشر

عَــزْفُ الْمَحَاجِــر ،،

ياشينها لاطاح " دمع الأكابـر ".!!
ياهي كبيره فـي " عـيون العصافـير" ..
هــذا [ الـزمن ] بعـيون الأيـتام غـابر ..
وفي عين من عاش [ التـرف ] هالزمن غير

كان في عمله المسائي...

خرج منــه متوجها لسيارته التي ركنها بعيـدا ..

ضغط زر الاستقبال هو يحاول الوصول لخالته القلقله ثم لمجلس عمه بعد ان تاخر على الموعد : الو

الطرف الاخر : صقر ...

صقر يبادره : انا جااي في الطريـ .... قاطعه الاخر باستعجال

: زيد خطب بنت عمـــك

ردد صقر بعدم استيعااب : مـــــنو !!!!!!!!

ليخرق الاخر صدره برمح الاجابه : زيـــد خطـب صمود ..

ركزت عيناه على انوار السياره القادمه باتجاهه وبسـرعه : صمــــود ؟!!!

وطعنة اخرى من ذات الشخص قائلا

: وانا نهيت عليهـــا ....!!

وانا نهيت عليهـــا ....!!

وانا نهيت عليهـــا ....!!

طوووووووووووووووووووووووووووووووووط

سبحان الله وبحمده ،،

لم يخلدن للنوم ... خاصه بعد قدوم ميثا ...فاجتمعن في الصاله يستمعن الى عذب الحديث

من العمه والخاله ام صقر .. تحكي لهن حكايا تنبض بروح البساطه والقدم ...

طفولتها وطفولة شقيقاتها ... شقاوتهن ... ثم بساطة زواجهن ... ومن حديث شيق لاخر ... لم يمللنه رغم تكراره ..

التفتت ام صقر لابنتها القادمه من الباب : منو يا دليل ؟؟

دلال تقترب وتنحني عند والدتها بهمس : يمه ...هذي محتاجه .. اصرفها ؟

ام صقر بهمس مماثل : محتاجه ! ( غريب فالوقت شبه متاخر؟؟ ما اخرجتها الا الحاجه ) لا يمج ... تعالي ...

نهضت منهن .. وهن يتشوقن لاكمال الحديث .. جاهلات الطارق واسبابه

لتعلق عهود على دلال التي قطعت حديثهن .. وتقابلها الاخرى بحركات استفزازيه تشعل غيضها ..

ثم حركت شفتيها باسم لم يلتقطه غير عهود مشيره باصبعها للباب : خالتي ام ناصر ..

وما ان رات تلون وجه عهود بالخجل ووجنتيها بالحمره ...

حتى انفجرت دلال ضاحكه

لتدرك عهود حينها انها تكذب ! ودت قتلها لولا خروج خالتها بتلك اللحظه من الغرفه

اخرجت ام صقر من جيبها مبلغا لم تره ... وان كانت بحاجة بعضه... دسته في يد دلال التي نقلته الى تلك السيده ....

بصمت ....

قال ابن القيم: ( فإن للصدقة تأثيرا عجيبا في دفع البلاء ولو كانت من فاجر او ظالم بل من كافر فإن الله يدفع بها انواعا من البلاء ..
وهذا امر معلوم عند الناس خاصتهم وعامتهم واهل الأرض كلهم مقرون به لأنهم جربوه )

:

لم يحرك ساكنا بل ظل واقفا كما هو يحدق بكتلة اللهب التي امامه وعيناه تنظر الى ابعد من ذلك المشهد ......

وما ان استوعب حتى هرع اليه مع القله الذين شهدوا الحادث

حاولوا اخراج السائق لكن السنة النار ارتفعت ولهيبها اشتد ودخانها اسود ... ولفحها محرق من بعد امتار ..

اعاذنا الله من نار جهنم

ابتعد الكل ... رغم محاولات يائسه هنا وهناك ...

.

كانت سرعته الجنونيه ... سببا في انحراف المركبه واصطدامها بالسياره الواقفه هناك ...

مشهد اسرع من ان تلتقط العين تفاصيله او ان تفسر اسبابه ..

فقط

لا حول ولا قوة الا بالله

:

بعد ما تلقاه من والده ... وما حصل في مجلس بوخالد ...وموقف مشعل الاخير

ود لو يرتكب جريمه باحد ما حتى يهدأ بركان الغضب الذي اشعلوه بداخله..

ذاك حجر صمود .. وهذا أمر بجواهر

وزيد بين قبضة هذا .. وطعنات ذاك

لم يترك شيئا سليما ف الغرفه ..حطم كل ما طالته يده ...

.

سيغادر فورا لشلة انسه .. او أي مكان يفرغ فيه قهره ..

لكن هيهات ان يستسلم فمازال الامر في بدايته ..

رنين الهاتف قطع خلوته المزعجه بازعاج اكبر ..

لكن رؤيته للشاشه جعلته يبتسم بشده كما الظمآن عند رؤيته الماء

زيد بفرح : الوو

الطرف الاخر : اسف بدنا ناجلها

كلح وجهه : اشصار؟؟؟

الطرف الاخر : الغبي صدم السياره وهي فاضيه مافيها حدا ..وخسر حياته بلا معنى

زيد بصدمه : شلون يعني

الطرف الاخر : فشلنا هالمره ... مع انا .كنا على شفا حفره .....

احمر وجه زيد وانتفخت اوداجه ليصرخ غاضبا : مالت عليكم وعلى اللي يعتمد عليكم .. قال شفا حفره ... حفره اللي تطيح فيها انت واللي معاك ان شاااااءالله

قاطعه الطرف الاخر معتذرا : استاد زيد

لكن زيد مازال هائجا : جب بس جب ... اربع انفار اوديهم لنفر واحد راجعين يتحججون نأجلها وسيارة فاضيه وشفا حفره ... اذلف بس اذلف لابارك الله فيك ولا بربعك
...

ومن قوة قهره وغيضه وغضبه رمى هاتفه ليصطدم بقوه بالجداار ...ويتناثر قطعا ...

ثم احتضن راسه بيديه ... وهو يشعر بالم شديد يطوقه

يكاد ينفجر من قوة الضغط والالم ....

صرخ مقهووراااا

داايم الحظ معااه بن الـ ,, ....آآآخ بس ... آآآآخ ....

.

انتهت المعركه ... وخمدت البراكين الثائره ... فلم يبق الا الاطلال ....

سجل اقواله بما شهد ...

وانصرفت سيارات الشرطه والاسعاف .. ببعض اقوال .. وادله ..وصور ... وجسد متفحم ..

امسك بعدها بهاتفه واعاد زر الاتصال بشكل متواصل .. يعبر عن نفاذ صبره ..

وما ان بانت ملامح السياره المنتظرهـ ... حتى رمى بنفسه امامها .....

وصله صوت السائق من خلف المقود : تبي تنتحر كيفك ؟؟؟ بس مو تدبسها براااسي ...

اكتفى صقر بالصمت وشي ما يحجب عقله عما يدور حوله ... انزل هاتفه ووضعه في جيبه هامسا لنايف الذي نزل من سيارته ...

صقر : اركب اركب ... خلنا نمشي ...

نايف ينظر لسيارة صقر : والسياره ؟

صقر بشبه ابتسامه : قصدك اللي بقى منها ؟! ...

نايف وقد استوعب الحدث انتظر حتى جلس صقر بقربه فبادره بالسؤال قلقا : اشصاير يا صقر ؟؟

...

صقر يمسح راسه بتعب : عندي مشوار مهم تاخرت عليه ...

نايف بغيض : خلنا من مشاويرك اللي ما تخلص ....

ابتسم صقر بخيبه بعد ان نظر في ساعته : الوقت اصلا تاخر ....( تنهد بضيق ) اكره اخلف موعدي ....

نايف مخففا : عندك عذر ما تخلفت قاصد ... اتصل واعتذر ......

حرك صقر راسه بملل ...

ليساله نايف القلق : اشصار ؟ قولي بالتفصيل ...

.

سبحان الله وبحمده

.

فتحت الباب بقوه ...

حصه : شفتي الدنيا شلون قابه تحت ؟!! ما تقولين غدا كل جمعه استغفر الله

مريم بفزع تضع يدها على قلبها : بسم الله الرحمن الرحيم .. ليش شنو فيه ؟؟

حصه تقترب من الدولاب الذي تتامل مريم بداخله : مادري يمكن صاير شي امس ابوي وناصر وجوههم ما تبشر بخير ...

مريم بتوجس : قصدج الخطبه ؟ .. لا .. لا تفاولين يا حصيص ...مافي الا الخير ان شاء الله

حصه : اقولج الدنيا مخبوصه ... وبوي مولع نااار ... وناصر مو اهون منه .... آخ بس زيد مدري وين فيه والا هو عنده

الاخبار كلها

مريم : زيد مو تحت ؟

حصه : لا ... ادق على تلفونه ما يرد ... مدري وينه فيه ...

مريم : اها ... بغير ملابسي وانزل اشوف اشصاير ...

حصه تتجه للباب : اوك انا نازله قبلج ... يارب صار اللي في بالي يارب

^

اصر على الاختلاء به قبل ان يلتقي باحد قبله ...

بدا عليه التوتر الضيق ... الانزعاج ...

بعد الصلاة ...

في سيارة مشعل .....

صقر يؤشر لمشعل بيده : لا انزل ... انا بسوق ....

لم يجادل مشعل ... واستجاب لطلبـــه

تبادلا المقاعد ...

ادار صقر المحرك ..... وبعد دعاء الركوب الذي همس به حرك السياره .......ثم التفت لمشعل الصامت : تكلم

مشعل بضيق : اولا حمدلله على سلامتك ... سمعتك تتكلم ف المجلس وعقلي ما كان معاي ارد عليك

صقر مبتسم : سلامة عقلك ... ايه هذي حال الشعراء .... الله يعافينا يارب

ابتسامه يتيمة ارتسمت على شفتي مشعل .....قبل ان ينطق بـ .. امس جا بو ناصر يخطب عهود لناصر

صقر يحثه على المواصله : ايه ...

مشعل : خلص الموضوع وتم كل شي على خير وانا بداخلي اغلي حلال عليهم حرام علي ... كنت اتمنى الامر بيدي واذوقهم من الكاس اللي شربوني اياه ..

ولو ان ناصر ما يستاهل بس بداخلي بركان هايج ... كنت بطلع من المجلس وابعد عنهم لا اعفس الدنيا وانا عارف ان اعصابي صار بينها وبين الانفجار شعره ..

وفعلا هذا اللي صار انفجرت لما .تكلم زيد وخطب صمود

صقر بهدوء : زيد هو اللي خطب لنفسه ؟

مشعل : ايه الكل انصدم حتى ناصر وابوه واضح ما كان عندهم خبر ...

صقر : اتوقع هالشي من شخص مثل زيد ...مو غريبه عليه ..( صمت ثم اكمل ) ... وقمت انت نهيت ..

مشعل بغضب : ايه ... ولا يقربها ذاك النذل ....

صقر يستدرجه : والحين ؟؟

مشعل : بس هذا اللي صار ..( يلتفت لصقر متوجسا ) . غلطان انا بشي ؟؟؟

صقر : اذا كنت قد اقوالك يا مشعل فمنت غلطان .. الا رجال وينشد فيك الظهر ....

توقفت السياره عند الاشارة الحمراء ... سكنت فيها حركة العجلات وانفاس صقر المضطربه .....

بينما حدق مشعل فيه مستفسرا .....: قد اقوالي ؟!

صقر : ان كنت ماخذ اخت فيصل لاجل تحرق قلب زيد وبس...... تاكد يا مشعل ..... انا..... اول من يوقف في وجهك

مشعل باستغراب : شالفرق ؟

صقر يكتم غضبه : الفرق انها بنت عمك ... يتيمه ... بنت ام فيصل واخت فيصل ... وانت آخر من يفكر يستغلها

مشعل : استغلها ؟ ... ( اصطنع ابتسامه ) اطمن ... بنت عمك ف عيوني .............

اردف صقر هامسا : كفو .......صمت قليلا يبتلع غصـــــــه ... ثم سأله : ومريم ؟؟

شخصت عينا مشعل .... ليكمل صقر

: ماراح تفكر فيها ؟

سحب مشعل نفسا عميقا ... اتبعه بتنهيده قاسيه و .... : احاول ....

صقر : ابي تاكيـــــــــــد

مشعل : مــو بيدي ؟؟

التفت اليه صقر بنظرات ونبره حادة : غصب عنك مو طيب منك ... دامك اخترت خلك قد اختيارك فهمت ......

سكت مشعل لبرهه يفرغ شحناته السالبه في قبضة يده المشدوده ... ثم نطق بعجز : ما اقدر ...ماقدر يا صقر

لتاتيه الاجابه قاطعه كالسيف : اجل حرر صمود ...

سبحان الله العظيم

^

انفرجت اساريره بمجرد ان لمح ذلك الرقم على شاشة الهاتف الجديد

خفض صوت مسجل السياره الذي يكاد يصم الاذان .. واشار لصحبه بالهدوء

رفعه بسرعه .. هاتفا بـ / بشــــــــــــر

اتاه الصوت من الجهة الاخرى واثقا : تمــــت

اتسعت ابتسامته وهتف بتوجس : احلف ؟!!

الطرف الاخر بنفس الثقه : ولو

تنفس زيد الصعداء ... ثم سال بشغف : شنو صار ؟؟

الطرف الاخر :... مثل ما بغيت ... المدير طلعت اعرف لي معرفه يعرفه ويثق فيه.... ووصيت عليه من ذاك اليوم واليوم جاني الرد .... صقر من اليوم اعتبره فنش ....

شهق زيد فرحا : الله يبشرك بالخير ... اجل تستاهل الوعد

الطرف الاخر : حاضرين للطيبين ...اي خدمه ثانيه ..؟

زيد بامتنان : تسلم حبيبي ... اردها لك بالافراح

الاثنان : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههه

الطرف الاخر : لك من عيوني تآمر آمر

زيد : يلا حبيب قلبي سلام ...

الطرف الاخر : سلام

اغلق زيد هاتفه وسرحت مخيلته فيما حصل ... ثم اطلقها قهقهات خبيثه ... ومخيلته تصور حال صقر عندما يعلم بما حدث ...

ضربه تاديبيه ارادها لمن اشعل النار في قلبه ...

طُرد من عمله ههههههه فليبحث ع عمل آخر ذلك المتعجرف ..

التفت لصحبه هاتفا : الغـداا على حسااابي

.

^

.

طالت الجلســــــــــــــه ... ومازالت الحروف تتفلت منه ....

كيف يخبرهـ ؟؟ ماذا يقول ؟؟

لكن ... يجب عليه ان يفعل ... ليس هو من يستغل او يظلم احد ... فكيف بابنة عمه ؟

لن يستطيع ان ينصفها .. ولو حاول ... على الاقل سيبذل الان جهده امام والده ليتخلص من مرارة الذنب

فان لم يتم الام ... فظلمه لها لن يصل لظلم ذاك النذل زيد ...

همس لوالده بعد تردد ..

مشعل : يبه انا مالي حاجه في بنت عمي بو فيصل ...

شخصت عينا والده ... الذي اراد التهامه بنظراته ...

فصرخ به : ولد

ليبرر مشعل محاولا ربط جأشه : يبه تبي آخذ البنت واظلمها ....

بو فهد : تظلمها ؟؟ حتى انحرك قدامها ؟؟؟

مشعل : لاجل هذا ... بحررها ...

بوفهد مصدوم : انت شتقول .... صاحي والا فقدت عقلك وليش نهيت عليها دامك مالك حاجه .... انت تلعب يا لـ ...

مشعل مدافعا : لا يبه .. انا ما نهيت عليها الا لاجل تحرم على زيد ...

( صمت ...)

مشعل : صدقني يبه .. ما سويت هالشي الا لصالحها .. ما كنت ابي النذل ياخذها

بوفهد بحسره : وطلعت انذل منه .....

كلح وجه مشعل وتلونت ملامحه ... ليكمل ...والده

تنهي على بنت عمك قدام رجال .... وتتركها بدون سبب ... لا انت اللي تركتها تشوف نصيبها ولا انت اللي اكرمتها ترضاها لميثا يا مشعل ..

مشعل وصدره بدا يضيق بانفاسه ..: ما ارضاها ..... الا اذا كان هالشي بينصفها ... وخير لها

رفع بوفهد اصبعه مهددا : ان سمعت هالكلام وصل لعمك بوخالد وانك حررت صمود يا مشيعـل لا انـ ...... قاطعه مشعل مستدركا ..

: حتى لو كان احد غيري .. واولى مني باغيها ؟؟

عقد بوفهد حواجبه : احد ......

لم يكن امامه الا الورقه الاخيره ... ولن يفكر في عواقبها فهي جُلّ ما لديه .... : ولد عمها...وولد خالتها ...

بو فهد باندفاع ولم ترتسم بعد صورة ذاك الشخص امامه : وليش ما تكلم ولا نهى عليها قبلك ..

مشعل يمسح عرقا تجمع في جبينه : باغيها واحس انه احق مني فيها..... بس يومها ما كان في المجلس ....

لحظات قليله فقط ... ليدرك ابو فهد المقصود من كلمات مشعل ...

ولد عمها

ولد خالتها

ماكان موجود ف المجلس

فتوسعت عيناه غير مصدق : .؟؟

" صقر ؟!! "

ليزدر مشعل ريقه محركا راسه بالايجاب

.

سبحان الله وبحمده

اغلقت سماعة الهاتف ... وزفرت بضيق وغيض شديد

: آآآخ بس يالقهر ... صج الدنيا انقلبت ...

مريم تتصفح مجلة الازياء : حصيص حرام عليج لا تقعدين تحسدين الفقير على موتة الجمعه

حصه تقترب لتبث سمومها : اجل هالبدون اثنينهم بيوم واحد ينخطبون ..

مريم : مسكينه صمود ما تمت خطبتها ليش بعد فاتحه عيونج عليها ...

حصة بانفعال : ما تم فيها عظم صاحي .. اجل ترفض زيد .. تبوس ايدها بطن وظهر ... بس هذا من حظ اخوي والله يحبه ...

مريم لم تستطع كتمان ضحكتها فاطلقتها : ههههههههههههههههه

نظرت اليها حصه بشزر .. لكنها اكملت حديثها : لا وصميد اثنين بدال الوحد يتهاوشون عليها ... خلي القهر على صوب ... يعني ما تشكين بشي شنو مسوين للناس ...

مريم بصدمه : احلفي .؟؟؟ (واتبعتها بفرح ) صمود خطبها احد غير زيد ؟؟

حصه بغيض : انت لو تدرين منو اللي نهى عليا متِ قهر اكثر مني ...

مريم بانقباض : نهى عليها !! .... منـــو ؟

حصه مشدده على الحروف : مشـعــل ...

( صـدمـــه )

مريم غير مستوعبه : منـــــــــو

حصه تسحب المجله من امامها وكانها وجدت ضالتها في مريم : مشعل ولد عمها ....

مريم ونبضاتها تتسارع : جذابه

حصه ومال فمها بابتسامه ساخره : مو اقولج مسوين شي للناس ....دلال وبعدها عهود وبعدها صمود .. وميثا اكيد بالطريق ...

الضباب هو كل ما كانت تراه ..ضباب شوه الصور امامها ...

كما شوه الخبر الذي سمعته كل شي جميل بداخلها وافناه

لم تسمع شيئا من كلمات حصه الاخيره ...

فقد سمعت ما يكفي ليسلب روحها ... ويؤودها حيه ....

مستحيل ان يفعل ... حصه تكذب ... مستحيل ان يحدث ذلك ...

ليست مشاعر مراهقه في صدري وصدره

هي خطبه .. باركها الاهل قديما ..

لم يبق الا تصديقها

مالذي حدث ؟؟

لما انقلبت الموازيين لما تبدلت الاحوال ؟؟

كأن بها عاصفه هوجاء وريح عاتيه عصفت وهبت فمحت تلك النقوش والاثار

واقتلعت ما زرعناه من ازهار ...

اين زيد وصمود

اين انا ومشعل

اين ناصر وعهود

لما اسودت الدنيا بعد ان كانت مسفره ؟

لما يفنى فيها كل شي جميل ..؟

يااارب رحمتك ...

ياارب رحمتك ..

: مريوم ليش الدموع

تدفقت دموعها كشلال .. لم تقوى ايقافه ...

اعادت والدتها السؤال وقلبها يهتز قلقا : مريوم اشفيج يمه ؟؟

كتمت مريم شهقتها ... واستجمعت قوتها لتنطق بحروفها التي اعلنت الحداد ..

مريم : رفيـ جـ تي .... توف ت

نهضت بعدها على تصفيق كفي والدتها وحوقلاتها ... واسفها .....

: انا لله وانا اليه راجعون ... لا حول لا قة الا بالله

.

سبحان الله

^

توسط المجلس العودي المذهب .. ينتظر قدوم خالته .. كم يشعر بالخجل لتاخره في الزياره

وان كانت ظروفا اقوى منه حالت دون ذلك ..

قطع تفكيره صوت الهاتف ....

رفعه سريعا ليصله صوت مشعل ...

: صقر تراني حررت صمود

لحظه حتى استوعب صقر كلمات مشعل ... مسح جبينه قائلا : الله يكتب لك الخيره ياخوي

لكن الاخر اتبعها بالخبر الاقوى والاشد : حررتها لك

صرخ صقر بصدمه : نعم !!

ليأكد مشعل الخبر : لك انت ... ابوي وعمي دروا بالموضوع ... قدامك حلين ... اما توافق وتحررها مني ...

او اخذها انا ... بس ما اوعدك باللي طلبته

صرخ باسمه غاضبا : مشعل ..

لكنه خفض صوته هامسا من بين اسنانه وهو يلمح طيف خالته اقترب : مشعل لي معاك حساب بعدين ؟؟؟

نهض بابتسامه

قبل راسها وهو يغدقها بعبارات الترحيب والحنان

فلم تمتلك الخاله الا ابتسامه واسعه بددت ما بداخلها من عتب تجاهه

امسك بيدها موصلا اياها للمقعد : السموحه منج يالغاليه ... ادري مالي وجه اقابلج بعد هالتقصير

: سلامتك بالدنيا يابوي ...

احتضن كفيها بيديه : الله يسلمج ولا يحرمنا منج يالغاليه

طرقات على الباب ابتسمت على اثرها ام فيصل : هذي عبور بقوم اجيب منها الجاي

صقر : افا يمه وليش متعبتها ومتعبه نفسج ... تراني ولدج ماني ضيف

ام فيصل : عارفه انك ولدي .. والا في ضيف نقدم له بس جاي ..

ضحك على قولها ...

وما ان عادت حتى استقبلها ليحمل عنها ..

ام فيصل : من سافرت نيتا واحنا معفوسين .. شهادة لله بناتي ما يعتمد عليهم في شي

توسعت ابتسامته وهو ينصت لحديثها العذب ويراقب بصمت حركتها

في وضع السكر وصب الشاي لم تتغير كما هي ...

بل لم تنسى بعد مقدار السكر الذي يفضل ؟

.

اللهم صلي على محمد

:

القت بجسدها على المقعد ..

واخذت تقلب القنوات .بملل .. ... حتى توقفت عند برنامج ثقافي

لم تهتم له ولم تنتبه له

لكن اشمئزاز غدير منه اشعل رغبة في التحدي لابقائه

غدير : وع وع صميد غيريه ...

صمود : مناك بس ... انا انطره من يومين ...

غدير : احلفي بس ... والله مادريتي عن هوآ داره .. غيريه بس

صمود : غوغو تفارجين والا شلون ... انا بتابعه وعاجبني ..

غدير : من متى ؟

صمود : من اليوم

غدير بابتسامه خبيثه : آها هذا تاثير زيارة صقر يعني ؟؟

نظرت اليها صمود بطرف عينها ..... ولم ترد

غدير تخبئ وجهها بكفيها : وع صمود انتِ ما تلوع جبدج ؟؟ ( ثم قالت بتهديد ) اشوفج تجيني بالليل تتسحبين تنامين عندي

صمود ومظاهر التلذذ على وجهها : ماراح اجي بس ممكن تسكتين ترا طافني والسبه انتي

( لم يكن سوا برنامج عن عالم الحشرات.. باشكاله وانواعه ... واجهزة التنصت والانذار المبكر لديه

كيف ان الحشرة عندما تشعر بالخطر تحذر جماعتها منه ... وعندما تتعرض احداها للخطر ترسل اشارات استغاثه لابناء جنسها فتصلها المعونه فورا ..)

غدير تكتف ذراعيها وتتسمر نظراتها على التلفاز : مابي بتابعه معاج زين

صمود بهدوء مصطنع : زين بس انخرسي ..

.

غدير بضحكه مكتومه : ان شاءالله

ظاهريا

لم تكن صمود اهدى مما عليه اللحظه ..

.لكن هل هو هدوء بمعناه الحقيقي ؟؟؟

او ان عقلها محمل بامور ثقيله لا تتحمل معها وزر غيرها

انفجرت غدير بالضحك ... لتلتفت اليها صمود السرحانه : خير ؟!!

غدير تمسح دموعها التي نزلت : ماسمعتي شقال ؟؟

صمود وسندت جانب وجهها على كفها : ماقال شي يضحك ؟؟

غدير : لان عقلج مو معاه هههههههههههااا ... اللي ماخد عئلك يتهـ .... لم تكمل

لان صمود قفزت عليها لتبدأ المعركة التي لا تنتهي ....

بينما غدير تضحك .... وتزداد ضحكا مع ضربات صمود ...

عبير من حيث الهاتف : صمود تلفون ؟؟

صمود باستفسار واصابعها مغروسه في شعر غدير : منو ؟؟

عبير تجيب : ماترضى اقول تقول قولي لها مفاجاه

تنهض صمود من مكانها محررة غدير التي لم تتوقف عن الضحك للان ...

وتتحرك بملل الى الهاتف

غدير تحادثها من مكانها : تدرين صميد شقال ..

صمود تحرك يدها عبثا في الهواء : لا مابي ....

غدير تتحدث : يقول ان الحشرات وان تشابهت فلكل منها وطن وهوية يميزها عن غيرها ولما تبدأ المعركة ويصير هجوم مع حشرات ثانيه من جنسها تعرف ابناء وطنها وما تحاربهم
.. تعرفهم من ريحة الفيرومون

اللي يحدده المناخ ونوع التربه والغذاء ..

عقدت صمود حاجبيها وهي تمسك بسماعة الهاتف ... لم تفهم مقصدها ؟؟

لتفسر غدير قولها : ففكرت احنا البشر عندنا الفيرومون ؟؟ ممم ماظن والا جان ماكان عندنا بدون خخخخخخخخ

انفجرت عبير معها بالضحك ....

بينما مال فم صمود بابتسامة ورفعت سماعه الهاتف لاذنها وما ان

استمعت للصوت القادم حتى ابتسمت والقت بجسدها على المقعد برااحه

صمود : عاد توني قارية الاذكار وآية الكرسي من وين طلعتي لي انتي ؟

وصلتها ضحكة دلال المميزه : هو لانج قاريتهم طلعت لج انا والا جان ماشفتيني ولا سمعتي صوتي

صمود : احلفي بس

دلال : اشتقنالج يالشينه تعالي عندنا مافيج الا العافيه

صمود : قل اعوذ برب الفلق انا حصان لاني ماشفت وجهج

دلال : ايه هين تلقين ما ضحكتي الا لما سمعتي صوتي

توسعت ابتسامة صمود لتهمس : اخص على الواثقين

دلال تضحك : هههههه احم احم ..... اقولج دودي عندنا حدث مهم

صمود تعبث بخصلات شعرها : اللي هو ؟؟

دلال بتشويق : ماتصدقين لو اقولج ؟

صمود : جربي وقولي ؟؟

دلال : عهود انخطبت اليوم

صمود بسخريه بارده : هاهاها

دلال بجديه : شفيج ؟؟؟ وربي صج

صمود تعتدل بجلستها وبصدمه : احلفي ؟؟

دلال تؤكد : وربي انخطبت

صمود بهمس : منو ؟؟

دلال : هع ماقووول كم تعطيني ؟؟

صمود بغضب : كف وعضة اذن ......( وبهمس قالت ) لحظه انا مو بروحي ماراح اخذ راحتي وانا ابي التفاصيل .. باخذ نقال امي واكلمج ..

دلال : اوك .. كل ما تاخرتي نسيت شي من تفاصيل الخبر الهـ .....

طووووووووووووووووووط

اغفلت صمود الخط قبل ان تكمل دلال ...... لتهمس دلال بغيض : يمال اللي منيب قايله .. انا اوريج ياصميد

لحظات قليلة وجاء الاتصال من صمود التي بادرت الحديث بحماس

صمود بحماس : تكلمي

دلال تستفزها : واذا مابي

صمود : اخلصي تراه بفلوس ما يتحمل ملاغتج ... منو خطبها ؟؟

دلال وهي تسمع انفاس صمود المتلاحقه : شفيج احد لاحقج ؟؟

صمود : لا طلعت الحوش ... غدو اذا شافتني اكيد بتوقف في حلقي .. ويالله خلصيني انتي الثانيه

دلال : زين زين ..... بس امسكي اعصابج

لا تعلم صمود لما شعرت بارتجاف جسدها .... مجرد افكار مجنونه تدافعت في مخيلتها وحركت نبضها ... فكتمت انفاسها تترقب خبرا توقعته مفرحا قبل لحظات

دلال تزيد من حربها النفسيه : دودي اخاف ما تتحملين الخبر ... وانتي بروحج توج .....

صمود : لم ترد عليها ...

دلال : متاكدة تبين تسمعين ؟؟؟

صمود : لم ترد

دلال : ياربي خايفه عليج ... يمكن ما تتحملين

صمود : لم ترد

دلال باستغراب : صمود معااي ؟؟؟

" تـكلمـي " / خرجت الكلمه من بين اسنان صمود وبصوت مبحوح رغم قوة نبرته سرى عبر الاسلاك ليصل الى دلال فتشعر كم اغضبتها

دلال : كيفج بقول ... اممممم عهود خطبها امس .....خطبها ... ن ا ص ر ... ناصر

: شهقت صمود ...احلفي !!!!!!!

دلال تكمل :..بس ها محد يدري حتى محد قالنا .. الخبر جانا من مريوووم لا تقولين لاحد ...

" هذا سبب قدوم صقر اذا ؟؟ "

دلال : دودي ؟؟؟؟

صمود بعجله : اكلمج بعدين ... عندي مهمه ....

دلال تستوقفها : دووودي لـ ...................

طوووووووووووووووووط

.

اغلقت الهاتف ...وفكره ما تراودها ...

فكره جنونيه ربما .... لكن ستفعلها ...

اقتربت من المجلس الخارجي الذي يجلس فيه صقر مع والدتها

كم كانت تتمنى ان تعرف ما يدور بينهما .. وربما امسكت بطرف الخيط الان .... اغراها الفضول ...

وتسرب في دمائها حتى تشبعت به ...

تلفتت حولها ... ترددت لبرهه ..ابتلعت ريقها .. . ثم اقدمت بقوه .... ستستمع وليحدث ما يحدث ...

رفعت الغطاء على شعرها ...

واقتربت بحذر شديد ..كاتمه بعض انفاسها ...

.... وضعت كفها على الجدار القريب .. تلفتت بحذر ... ثم مالت بشقها الايمن نحو النافذه الكبيره ....

تكاد تسمع همسا يشبع فضولها ......" ابتسمت بانتصار "

واخيــرا حققت ما تريد ..

سحبت نفسا .. واسترخت مستنده على الجدار والنافذه ... واخذت تستمتع بالاستراق ..

وتعبث بطرف شالها .

.

.

.لا حول ولاقوة الا بالله

بس بس

همس مخيف جعل اوصالها تهتز وترتجف ....

: قطوتي

: التفتت اليه ولسانها معقود من الصدمه ...

: اشتقت لج ...

حاولت التراجع ... لكنه امسك برسغها ...: دودي لحظه خليني اشرح لج ... لا تظلميني ..

حركت يدها المأسوره بعنف وسط سجن قبضته : وجع وجع اتركني لا افضحك ..

: دودي ... بس بكلمج اسمعيني بالاول ..................

لم تكن تسمع او تعي شيئا ... ...فقط تريد التحرر ....

هو : يتحدث

وهي : تدفع وتصد

الى ان

سـ ـكـ نـ ت أخيرا .. وتوقفت عن الحركه ...

ليس استسلاما ....

فعيناها تعلقت بتلك النظرات الناريه والصوره الجامحه التي سدت ظهر الاول ....

فقط الصمت جوابها ...

استغفر الله واتوب اليه

بالله قـل لي ../ كـيف ودك اكابر..؟
كيف اعتـذر / .. واحكي عـن الدمـع تبريـر ..؟
ماقلتلـك ...؟ لـو طاح دمع الأكابر ..
.. / ( ياهي كبيـره فـي عيـون العصافيـر ) ..

وعـود 11-03-12 11:41 PM

المعزوفه الرابعة عشر

عَـزْفُ الْمحَـاجِــرْ
.
.

تـدري وش آللي يكسر الظَهر "حزااات " !!
لامِن عَطيت " إحســاس " ماهو مَحّله
و تدريْ متى تستآهل الطعن مـــرآات !!
لآمنْ خَطيتّ الدرب وإنتَه" تدلّــه "

زف اليها خبر خطبة ناصر لعهود ..هذا ما كُلف به ..

بينما يحمل في داخله ثقلا القاه مشعل عليه منذ قليل .

ان يعزف صقر عن فكرة الزواج دهرا ... ثم يقع الاختيار على صمود

تلك كارثه بالنسبه اليه

ليس لعيبا فيها ... ولكن لامور ومصالح ...

فعزوفه كان بسبب حاله واحواله خوفا من ان يظلم زوجته واطفاله بتلك الحياة التي ستفرض عليهم

رغما عنهم .

فكيف بان يقع الظلم الذي يخشاه على صمود

استبعد فكرة الزواج نهائيا

حتى من فتاة ترضى بالواقع ومستسلمه له كميثا

فكيف بمن تتطلع للنور ..وتترقب بصيصه ؟ كيف له ان يخطفها من آحلامها ويطفئ ذلك النور في حياتها ؟

لا لا

لن يتمم الامر لقد عزم

فقط سيتحمل طول الفتره .. ويصبر الى ان يهدأ الوضع وتحل الامور

بل انه سيطلب من أعمامه كتمان الامر لاسباب سوف يختلقها الى حين ..

تنهد صقر براحه لظنه انه وصل لحل ما للقضيه

.

" لكن يأتيه الصوت مؤنبا من داخله "

والى متى يا صقر؟؟؟ الى متى ستبقى على تلك الحال ؟؟؟

الم يئن الأوان لنفض الغبار ؟

" ليرد صقر بحسره على ذلك الصوت بداخله "

ليته كان بيدي .. ليت الامر سهلا ..

كل الحلول صارت تتوقف على الرحيل .. هذا الذي أراه الان مناسبا ...

لكن ذلك ليس سهلا ولا ميسر ...وانا اعمل عليه منذ شهور

نعم استطيع اختصار الامر بالهجره ... لكنها ستمنعني من العودة وذلك صعب ....

مارست تلك الحيلة فقمت بتقديم طلب السفر بحجة الدراسه وبعثت اوراقي الى جامعة بريطانيا ...

فان وافقت الجامعه ... سهل استخراج الجواز وبعده الفيزا ..

وهناك ان تم الامر ساقدم طلب اللجوء واحصل على الجنسية والشهاده

عندها ستتغير امور كثيره ...

.
صوتها الشجن يخترق عالمه البعيد .... ليعيده الى الواقع : يمه صقر ؟

نظر الي عينيها بابتسامه : عيونه .. آآمري يالغاليه

ابتسمت لتخاطبه بعتب : اكلمك انا وين سرحت

عدل قترتة بحركة عفوية تعبر عن الاحراج : افااا ... اعذريني يمه ...

في احد يقعد مع الغاليه ويسرح ....بس شتقولين للعقل المشغول 24 ساعه ... امري تدللي عيوني لج ...

ابتسمت له بحنان هامسه : ما يامر عليك عدو ولا ظالم يا ولدي ... قلت لي في خبر مهم

وكأنه تذكر ما أتى لاجله فتنحنح : صح يمه .. احم .. امس جاا لمجلسنا بوناصر وناصر ... وناصر خطب اختي عهود

قالت بابتسامه دون علامات التعجب والدهشه : ناصر .. هذي الساعه المباركه ....

فمال فم صقر بابتسامه : وكانه عندج خبر يام فيصل ؟

ضحكت ام فيصل ضحكات هادئه : هههههههه

ليعلق صقر رافعا حاجبه الايسر : ماشاءالله عليكم يالحريم ... مصادركم اوسع من مصادرنا ...في كل مكان لكم وتد ....

ردت ام فيصل مبتسمه : كلمتني امس خالتك ام ناصر ... وقالت لي ان ناصر وابوه راحوا لكم

عقد حاجبيه بقلق : بس ؟ كان يخشى ان تكون وصلتها خطبة زيد وما ترتب عليها .....

ام فيصل : أي بس ليش في شي ثاني ؟!

رسم ابتسامه توجس : سلامتج ... وانتي شرايج

ام فيصل : : ناصر والنعم والله ماعليه كلام ...بس ...

صقر : بس شنو يام فيصل

تنهدت بالم : بس اللي شالع قلبي صمود يا صقر ... جانها بتروح لزيد

صقر يرد بغضب : يخسي الا هو

ام فيصل بهمس : انت تدري انها له من صغر... وهو لمح لي انه بيجي يكلمني فيها ..

صقر بذات الغضب والغيض : ويروح يخطب اختها ...

ام فيصل بصدمه : من قالك ؟

صقر : ما يهم من قال كثر ان هالخبر صحيح ...شلون نثق بانسان حقير مثله

ام فيصل : بسالك يا صقر واصدقني وما عرفت منك الا الصدق انت هددته من قبل لا يقرب لصمود ؟؟؟ ... اصدقني دامك عرفت ....

اخذ نفسا عميقا .. ثم رد بنبرة واثقه وهادئه خلاف نبرته السابقه تماما : كل اللي قلته له ... اذا عندك شي تدل الباب ...

ثم اردف بهمس : يمه صمود بنت عمي وتهمني مثل دلال وميثا وعهود ...

وولد العم اللي ما يغير على بنت عمه ومحارمه ديوث ... واكيد دمي يفور لما اشوفها واقفه مع زيد

وهم ما بينهم شي ؟ .. اللي طلع مني كلام ... لكني مثمنه ... وانتي تعرفيني يالغاليه ...

ام فيصل بابتسامه هادئه : حبيت اسمعه منك عشان ما اظلم

اعرفك عدل .. وواثقه فيك يا صقر يا ولدي (سكتت لحظه ثم همست بحيره ) ...والحين شقول لزيد ...

صقر بجديه : انسي امره .... لانه خطبها امس في المجلس اللي انخطبت فيه عهود

ونهى عليها واحد من عيال عمها يعني ماله شي ....

ام فيصل باستغراب : خطبها ؟... ونهى عليها ؟... منو ؟ ... وشلون يرجع يكلمني ؟

صقر : يبي يلف راسج بكلمتين ومسرحياته اللي ما تخلص ... انسي امره ..ولا تهتمين له
خلينا في عهود وناصر

ام فيصل بصوت هامس ممتلئ حيره وتوجس : صقر!

رد عليها : سمي يالغاليه

ام فيصل بهمس : منو اللي نهى على صمود ؟؟

%

سبحان الله وبحمده

خرج من المقهى بعيدا عن الضجيج

رفع هاتفه هاتفا : هلا ناصر

ناصر : زيد وينك فيه ... من الظهر واهلك يتصلون فيك ليش ماترد

زيد يمسح على شعره بتوتر : انشغلت شوي وقلت اول ما افضى بتصل فيهم .. خير في شي

ناصر : نسيت العشاء عندا اليوم هذا وابوي مكلمك؟؟؟ انا رايح للمطار الحين اجيب عمي واهله عندنا

عقد زيد حاجبيه وكلح وجهه بغضب : يوه وهذا وقته الحين ابوك يرتكب جريمته

ناصر : عاد انت وابوك تصافوا ... المهم ابوي كان يبيك تجيب عمي من المطار

بس لما حضرتك مارديت رحت انا بدالك

زيد يزفر براحه : كفووو والا اخو اف بلاش

ناصر : لا ما خلصنا وانت تروح تمر خالتي وبناتها وتجيبهم عندنا

زيد بدهشه : خالتي أي هي ؟

ناصر : خالتي ام فيصل ... منو يعني ... اقولك بجيب عمي بولافي من المطار يعني اكيد خالتي ام فيصل ... زيد انت معاي

زيد يزفر : أي أي فهمت .. متى اجيبهم

ناصر : الحين انا في المطار ... روح لهم الحين ... اكيد امي والا مريوم معطيتهم خبر ...

زيد ينظر الى ساعته : زين ساعه بالكثير ونكون عندكم

ناصر : يلا فمان الله

%

سبحان الله وبحمده

الصور والالبومات منثوره في المكان ..

وكذلك الثياب والاكسسوارات

غدير تتفحص الثياب ....وهي تتذمر بايهن ستخرج للعشاء

وعبير تقلب الالبوم وتتحدث بالهاتف

عبير : عهود خلي احد يقطج علينا ... والله بتستانسين مع مريوم وخالتي ...

عهود ومجرد الفكره ارعبتها .. : بيت خالتي ؟ لا لا ااا ... بيكون شكلي غلط !!

عبير : ياغبيه شنو اللي غلط تراه بيت خالتج ...

عهود : ادري ... بس ..

عبير : بس شنو ؟؟

عهود: .. بس ..امم .. لا مابي مو اليوم .. مره ثانيه ان شاءالله

عبير : يوه والله انج تغثييين زييين

عهود : ممم امس خطبني ناصر ...

شهقت عبير بـ : احلللللفيييييييييييي

لتقفز غدير اليها بفضول : شنوووووووو وحاولت التصنت بتقريب اذنها من سماعة الهاتف

دفعتها عبير عنها ... وهي تعود للمحادثه المهمه : احلفي عهيد متى .. وشنو صار .. يالبطه من امس وما تعلمينا

غدير تحاول سحب سماعه الهاتف بازعاج : شنو شنو

عبير تخاطبها بعجلها لتتخلص من ازعاجها : ناصر خطب عهود

غدير بصدمه : احلفي

عبير تضحك : والله امس بالليل

غدير وبفرحه كبيره : حطييه سبيكر ... عبير بسمعها شي ؟؟؟

فعلت عبير بابتسامه ....لتطلق غدير بفرحه عارمه : كلللووولللووووولييييييييييييييش

وكذلك عبير تتبعها : كللللووولييييييش

عهود بخجل واحراج : بس يابنات فضحتوني ... تو ما صار شي ... قبل شوي خالتي ام صقر كلمتني ...وقالت صقر راح عندكم يبلغ امي

غدير تصرخ: يااااااااي ونااااااااااااسه ونااااااااااااااااسه انا اخت العروووس

وتكمل عبير بخبث : هههههههههههه بتموت صميد من الحره انا سمعنا بهالخبر قبلها

لكن عهود تخيب املها : هههههههههه لا صمود درت فيه قبلكم من دليل

غدير بحسره : يوووه لازم تخرب علينا دليل ... جان ذليتها ذل قبل ما اقولها ...

عبير بسعاده ترفع السماعه لاذنها : يااااااي وربي فرحانه لج عهود

عهود باحراج : يوه بس استحي ... ترا وجهي احترق ههههههههه

عبير : زين عهود والله الطلعه بتكون شي شي وانتي مخطوبه ورايحه لبيت زوجج المستقبلي هع

عهود : وجع ...

عبيييير : ههههههههههههههههههه

عهود : صمود تروح ؟؟

عبير تتلفت حولها وكانها افتقدتها : صميد مدري عنها .. تصدقين مدري وينها فيه ....

عهود : كانت من شوي تكلمنا ...

عبير : اها .. الظاهر من تلفون امي ... ماشفتها من نص ساعه او اكثر ..
عهود : طيب لا تنسين تجيبين لي الاحداث اول باول ... والتفاصيل

عبير : ابشري ولا يهمج ... بس لو تجين بتكون الطلعه شي خاصه ان اللي جاينا نصور

عهود بامتنان : خيرها بغيرها ان شاءالله ... (وعندما انتبهت للاسم الاخير) ... همست بـ " وجع عبير وجهي احترق خلاص "

عبير تنفجر ضاحكه : ههههههههههههههههههههههاااااي يلا سلام بشوف لي شي البسه

هههههه تدرين امي للحين ما تدري واحنا بنتجهز

عهود : هههههههههههه ياحبكم للطلعات بس

عبير : ما يبيلها خاصه لبيت الخاله .. واختي المستقبلي ههههههههههه

عهود : يلا سلام

عبير : سلالاميشن

%

سبحان الله العظيم

اغلقت الهاتف ...وفكره ما تراودها ...

فكره جنونيه ربما .... لكن ستفعلها ...

اقتربت من المجلس الخارجي الذي يجلس فيه صقر مع والدتها

كم كانت تتمنى ان تعرف ما يدور بينهما .. وربما امسكت بطرف الخيط الان .... اغراها الفضول ...

وتسرب في دمائها حتى تشبعت به ...

تلفتت حولها ... ترددت لبرهه ..ابتلعت ريقها .. . ثم اقدمت بقوه .... ستستمع وليحدث ما يحدث ...

رفعت الغطاء على شعرها ...

واقتربت بحذر شديد ..كاتمه بعض انفاسها ...

.... وضعت كفها على الجدار القريب .. تلفتت بحذر ... ثم مالت بشقها الايمن نحو النافذه الكبيره ....

تكاد تسمع همسا يشبع فضولها ......" ابتسمت بانتصار "

واخيــرا حققت ما تريد ..

لم تلتقط الكثير ... فقد وترها الاتصال المتتابع من خالتها ام ناصر ....

وضعته على الصامت لكن وميض الضوء المستمر وترها واقلقها

ابتعدت عن النافذه ..ثم المكان ...

ورفعت الهاتف : هلا هلا هلا مليووون بالخاله اسفر التلفون وانور واستهل وامطر

وصلتها ضحكات ام ناصر : هههه الله يسعد هالصوت وصاحبته ...

صمود : شلونج يا خالتي شخبارج اشتقنالج

ام ناصر : تشتاقلج العافيه يارب .. بشري عنج يا صمود شلونج الحين

صمود : عال العال ما نشكي باس

ام ناصر : الحمدلله .. الله يتمم عليج عافيته وستره واشوفج في بيت زوجج وعيالج حواليج قولي آمين

صمود : ههههههه آمين ...شلونها مريوم

ام ناصر بنبرة حزن : الحمدلله ... اليوم سمعت وفاة رفيجتها وفاتحتها مناحه

صمود تعقد حاجبيها : رفيجتها ... منو ..

ام ناصر : مادري يمه ماسمعت منها غير الدموع

صمود بهمس : ياقلبي عليها ... بحاول اكلمها ان شاءالله

ام ناصر : لا بتكلمينها مو بتحاولين ... اليوم معزومين عندنا على العشاء ... وانتي اول الحاضرين

صمود بدهشه : عشاء .. شنو المناسبه

ام ناصر : وصول عمج بولافي ... بيجون من المطار سيده لبيتنا ...

انا كلمت عبير بس كنت بكلم امج والظاهر مافي نصيب ..

صمود : خالتي اذا تبين تكلمينها اناديها واعطيها التلفون لانه عندي

ام ناصر : لا خلاص يمه انتي بلغيها ... واجهزوا ...عشان السياره تمركم بعد ساعه

صمود : ان شاء الله ...ممم خالتي منو اللي بيمرنا ؟

ام ناصر : ناصر يمه

صمود : طيب .. ببلغ امي اول ما اشوفها

ام ناصر : يلا يا قلبي مع السلامه

صمود : مع السلامه

.%

سبحان الله وبحمده

رد بعد صراع كبير في داخله تغلب عليه هامسا : انا ...

توسعت عينا ام فيصل .... ليتبع هو قوله

صقر : القرار الاول والاخير لج يام فيصل لج حق انج ترفــ.....

قاطعته بفرح : من صجك انت؟؟ تتكلم جد ؟؟ يخطبها الصقر ويكون لي قرار ؟؟

: طعنه طعنه طعنه ( لا تقتله الا كلمات الثقه التي لا يشعر انه يستحقها )

ام فيصل بنشوة الفرح : هذي اللحظه اللي تمنيتها وحلمت فيها يا صقر ...

قال بهمس محاولا توضيح الصورة لعلها لا تراها بوضوح : يمه فكري عدل هذي بنتج ولج الحق تفكرين وتسالين .. ترا حالي مو احسن حال من ......

حركت راسها نافيه : لا ... انت غير يا صقر

يشعر بكلماتها خناجر تغرس في كبده .. لا يستحق كل تلك الفرحه فأنا من سيخطف احلام طفلتك ... الا تستوعبين يا خاله

هتف بـاعصاب مشدوده : غير ؟؟ ..بشنو غير بشنو ؟؟...

ام فيصل بهدوء ممزوج بالسعاده : انت حر ... وصمود ما يناسبها الا الحر ....ما يناسبها الا انت يا صقر

بنتي معاك انت يعني بشيلها من عيني اليسار واحطها في عيني اليمين

ارتخت اعصابه ومال فمه بابتسامه ساخره : من يمدح المعرس ؟؟ .....

ضحكت : ههههههههههههههه

لاول مره يرى ضحكاتها النابعه من قلبها ....اهكذا فعلت بها خطبتي لصمود ؟؟؟

احيتها و .... اماتتني ؟؟؟

صقر راسما شبح ابتسامه : يمه نخلي الامر بينا الحين ... في امور لازم تعرفينها قبل ... ومستجدات بتصير

وتاكدي دايم ان قرارج فوق كل قرار ...انا ولدج وصمود بنتج ... والراي لج

ردت بابتسامه : الله يسعدك يا صقر مثل ما اسعدت قلبي اللي ما ذاق الفرحه من زمن

الله يشهد اني الحين بس ذقت طعم الفرحه والراحه ...

ابتسم لابتسامتها وهو يستمع لكلماتها العذبه الصافيه الحنونه التي انتشلته من التفكير المزعج الذي يعصف به ...

همست بعدها محذره : صقر بوصيك اذا انت ولدي وتسمع الكلام واذا لي عندك معزة وغلاه

رد رافعا حاجبه : افا بس .. آآآمري

همست : مايامر عليك عدو ولا ظالم قول امين

ابتسم مرددا : امين

ام فيصل : تجنب زيد ... كثر ما تقدر تجنب هالولد

عقد صقر حاجبيه : قالج على شي

ام فيصل : بدون لا يقول... انا ادري بتقوم قيامته لما يعرف ..

رد بتنرفز وغضب يصاحب دائما اسم زيد اذا ذُكر : تقوم ولا تقعد ان شاءالله ... ماعليج ماشفت اجبن منه ... ماعنده غير الكلام

لم تستمع له لكنها اصرت على كلامها : حلفتك بالله يا صقر تتجنبه كثر ما تقدر

امسك بيديها هامسا : لا تشيلين هم يالغاليه ...مالج الا اللي يرضيج .. والصقر ما تهمه هالاشكال ...

استغفر الله واتوب اليه

%

لا حول ولاقوة الا بالله

سحبت نفسا ..

واقتربت اخرى من المجلس استرخت مستندةً على الجدار والنافذه ... واخذت تستمتع بالاستراق ..

عابثه بطرف شالها ...

وعقلها ينسج الاحداث القادمه وما ستكون عليه ...

بابتسامه فرح لعهود ... وحياتها القادمه ...

بس بس

همس مخيف جعل اوصالها تهتز وترتجف ....

: قطوتي

: التفتت اليه ولسانها معقود من الصدمه ...

: اشتقت لج ...

حاولت التراجع ... لكنه امسك برسغها ...: دودي لحظه خليني اشرح لج ... لا تظلميني ..

حركت يدها المأسوره بعنف وسط سجن قبضته : وجع وجع اتركني لا افضحك ..

: دودي ... بس بكلمج اسمعيني بالاول ..................

لم تكن تسمع او تعي شيئا ... ...فقط تريد التحرر ....

هو : يتحدث

وهي : تدفع وتصد

الى ان

سـ ـكـ نـ ت أخيرا .. وتوقفت عن الحركه ...

ليس استسلاما ....

فعيناها تعلقت بتلك النظرات الناريه والصوره الجامحه التي سدت ظهر الاول ....

فقط الصمت جوابها ...

صرخ باسمه حتى دوى في المكان فارتجفت له الاوصال : زيييييييييييييييييييد

شخصت عينا زيد ... وحرر يد صمود سريعا وهو يلتفت لمن يقف كالاعصااار خلفه

زيد بصدمه وارتباك وخوف : آ .آ عـ ..هـ هلا هلا بالغالي هلا ,,,

وتقدم نحوه ليقبله متحمدا له على سلامة الوصول ...

لكن الاخر استقبله بكف ساخن استقر على خده ...

شهقت صمود وهي تتراجع ...

وخرج صقر .. مع ام فيصل من المجلس على اثر الصرخااات ... ليشهدوا بعثرة المشهد

زيد يضع يده بصدمه على مكان الصفعه ...

صمود تقف بذهول ... تحتضن كفها بيدها الاخرى وتضعها على صدرها

وابو لافي يقف والشرر يتطاير من عينية ....

ام فيصل بذعر : ابو لافي شنو فيه ..

ابو لافي يأمرها بحده : ادخلي داخل ... وبعدين اكلمج ...

" المشهد يثير الريبه والشك ... ولاشيء مؤكد .... صمود بلا غطاء ...

زيد تلقى صفعه ....ابو لافي غاضبا ثائرا بينهما ؟؟ "

.

الرعب يسري في اوصال ام فيصل التي لم تستوعب الامر بعد !!

والدماء تجري في صقر الذي يود الانقضاض عليها وعليه .....

اما صمود فكانت تود لو انها تقطع تلك المسافه الفاصله جريا

لتلقي بجسدها

المرتجف في احضان والدتها

لعلها تسكن شيئا من ذلك الارتجاف المخيف الذي يعصف بجسدها ....

لكن اقدامها ثابته كالوتد الذي ضرب في الارض ..وكانهما

حُمِّلا اطنانا من حديد ...

اثقلت حركتهما ....
و تلك المسافه القصيره بينهما بدت لها دهرا...

عيناها بعيني صقر ...

حتى الغطاء ... لم تتذكره الا عند رؤيته ... لكنها عاجزة عن

وضعه ورفعه ...عضلاتها متصلبه مشدوده ... لا تقوى على فك

رموزها ..لتتحرك

امسك ابو لافي زيد من اعلا ثوبه وهو يصرخ فيه حانقا : في بيتي ... في بيتي يا زيد ... وانا مأمنك عليه وعلى اهله

كان ينفضه في كل كلمه يخرجها ... والاخر يهرب بنظراته ... ويحاول جمع الكلمات والحجج ليبرأ

نفسه من اسوا موقف مر عليه في حياته ... يشعر بروحه تهوي كمن يهوي من قمة جبل ..

اخرج حروفا مبعثره مرتجفه : انت انت فاهم غلط يا عمي انا انا

صرخ ابو لافي به : بس بس جب .. ولاااا كلمه ... ثم نفضه بقوه ليصرخ به : برااا ....اطلللع براااا عن بيتي برااااااا

انتفض زيد ... ثم رتب هندامه ومشاعر الغضب والاضطراب تنتابه

لقد اهانه امام عدوه اللدود ..... هذا يكفي لاشعال النار بداخله

ام فيصل تتقدم من زوجها مذعوره : بولافي شنو صاير شنو صاير

تجادل بين ابو لافي ... وام فيصل على الامر ... وزيد كالغريق يتمسك بقشه

فيصرخ ابو لافي : خليه النذل يطلع برااا...( ويشير اليه باصبعه مهددا ) وياويلك لو عتبت باب بيتي مرا ثااانيه

خرج زيد كالقذيفه الناريه ...

وصقر كمن ضرب بصاعقه يحاول تكوين الصوره ومعرفة الموضوع ...

ثم يتوجه ابو لافي بخطوات سريعه والغضب يملي قلبه الى صمود التي تقف هناك...

اما هي ... فشهقت ... وتحررت خطواتها اخيرا ..

تراجعت بخوف ...

لياتي صراخ والدتها مستنجدا ....: بو لافي لااااااااا

ويتدخل صقر فازعا ممسكا به

صقر : بولافي اذكر الله .. قول لا اله الا الله

بولافي بغضب يحاول التحرر من قبضة صقر : خليني اادبها واربيها قليلة الادب

لم يأثر بها الموقف ...بقدر تلك الكلمه التي طعنتها في الصميم ... قليلة ادب !!

فاضت دموعها بصمت ... لكن حروفها أبت ان تغتال وتكتم ...

فخرجت كلماتها بقوة تعاكس تماما اهتزازها ...واضطرابها من الداخل ...

صمود : ماني قليلة ادب يا عمي ... واللي رباني عـــ.. ....

لم تكمل لان الصفعه بعثرة باقي الحرووف ...

كم تشعر باليتم ... بالضعف .. بالوحده .... فعلا عند تلك اللحظات

هذا ان كان من يتسلط عليك قريب ... فكيف بالغريب !!

التف وجهها من شدة الصفعه وصرخت بآهـ ...

غرست في صدر والدتها .... والصقر ....

وتهجم عليها بولافي اخرى ... ليقف صقر بينهما ....

مخاطبــاً والدتهـا ..

صقر : اخذيها يمـه وروحوا داخل ...

آلمه المشهد ... ويؤلمه ان تهان امامه وان كانت مخطئه ...

... يشعر انه اقرب اليها من عمها وزوج امها...

يشعر بانه وحده من يملك حق تاديبها ومعاقبتها

ليس هينا عليه ان تهان بوجوده ؟؟؟

تمنى لو انه لا يعرف هذا الرجل ... ولا يمت له باي صله .....

وانه لا يحترم شيبته

ليفرغ فيه غضبه وقهره وغيضه ..

راقبهما صقر حتى دخلا ......

ثم التفت لذلك الغاضب الذي يمسك به من ذراعيه ليمنعه ان يؤذيهما ...

تركه صقر .. بعد ان شعر بهدوئه ...ثم قال ...

بجديه ونبرة قويه ثابته ممزوجه بالتحذير المبطن : بو لافي ...

انت مثل ابوي الله يرحمه واحترامي لك مثل احترامي لعمي بوخالد ..

ولو ان ابوي او عمي مد ايده على بنت بوفيصل بوقف انا بوجهه ... وامنعه

رد بو لافي بغضب : انت ماشفت اشسوت بنـ

فرد صقر بغضب مكتوم : اللي سوته بنت عمي يلحق عمانها ... وقبل هذا زوجها ...

توسعت عينا بولافي ليستوعب الخبر ....فاطلقه صقر مؤكدا

صقر : صمود خطيبتي ... وقريب بتكون على ذمتي ...

مسح ابو لافي وجهه مستغفرا : استغفر الله واتوب اليه .... ياولدي ما قصدي اللي قلته وتربيتها نعم

التربيه بس الشيطان شب فيني النار....من اللي شفته ...

وانا عارف هالزيد الحقير..... بس صدمتي فيها ...

.%

سبحان الله وبحمده

عبير وغدير ينزلان بهروله من الاعلى ...

تكسوهما علامات الحيره والاستغراب والخوف ...مما تسمعان ومما تشاهدان

ام فيصل تقف في منتصف الصاله تستفسر من صمود بغضب ....

وصمود ثاائره بقوه .. حطمت كل ما حولها ...

ام فيصل : فهميني بس شنو كنتي تسوين ... بس فهميني خليني افهم

صمود وعيناها احمرت ... وآثار الكف الخشن مطبوعا على وجنتها الناعمه ... وشعرها المتناثر ملتصق على وجهها المبلل

صمود من بين دموعها تصرخ : ما ابي اقووول ... واللي تفكرونه فيني فكروووه ..... دام هذا ظنكم فيني ... فاي صح كل اللي تفكرون فيه صح صح

صرخت ام فيصل بالم : يا حسافة تربيتي فيج يا صميد

لترد صمود بالم أعمق واشد : دامج ربيتيني ليش تشكين فيني ...تصدقينه وتجذبيني ...

لو كنت ابي اسوي شي ما اسويه قدامكم ... وانا عارفه انج في المجلس مع صقر ..

ردت ام فيصل بعبره وغصه : زين فهميني قولي اشصار يا بنت خليني ادافع عنج ..

حركت الاخرى راسها بعنف ورمت بالتحفه على الارض لتدوى بضجيج يشبه ضجيج انفاسها ومن حولها

: مابي احد يدافع عني ... ومابي اقعد في هالبيت ... ماراح اقعد ولا دقيقه فيه

لو اموووت ما اقعد دقيقه فيه

رفعت ام فيصل اصبعها مهدده : صميد قصري صوتج واصعدي لغرفتج يلااااا

ضربت الاخرى الارض بقدمها : ماراح اقعد بروح لبيت عمي

صرخت ام فيصل : صموود

لتردد الاخرى نفس الكلمات بصراخ هستيري وصوت مبحوح من الصياح : ماراح اقعد انا قلتها ماراح اقعد في بيت شك فيني وفي تربيتي انا لي بيت عم يحميني ويثق فيني ..انا
مو يتيمه فاهمين مو يتيمه

غطت ام فيصل وجهها لتتهاوي على المقعد مجهشه بالبكاء ..

تهرع اليها غدير تحتضنها

بينما تتدخل عبير محتضنة ذراع صمود ومحيطه اياها بذراعها الاخرى : صمود يا قلبي امشي فوق وما يصير الا اللي تبينه

نفضتها صمود وهي تصرخ : ماراح اتحرك مني ... ابي اروح لبيت عمي ...

الكل بدا يعرف الحاله التي وصلت اليها صمود ... انهيار .... لن ينفع معها جدال ولا حوار

بل سيزداد الامر سوء كلما شد احد معها او تابع الحديث ..

همست ام فيصل من بين دموعها وعبراتها : بكلم خالتج الحين ... واكلم صقر ياخذج ... بس اصعدي جمعي ملابس ..

القلب وش خلاه مخنوق الانفاس

بين الضلوع العوج ينزف وريـده

الا الفراق وغربة النـاس للنـاس

وبعض السوالف والعلوم المكيده

ياقلب لا تحزن ولا يغلبـك يـاس

ارتاح واستبشر بلحظـه سعيـده

اقولها يا قلب لا بـاس لا بـاس

لاتقهرك سـود الليالـي العنيـده

سبحانك اللهم وبحمدك اشهد أن لا اله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

وعـود 12-03-12 07:11 PM

المعزوفـه الخامسه عشر


عَـزْفُ الْمَحَـاجِـرْ

.

مساءٍ ما تطوله ليالي البعدْ
مساءٍ يعطر الوجدان
وتسهر لاجله ورود الارض والريحانْ
مسا الذكرى... ويوم الامس.... وامل بكرا
مساء النرجس الحاني

أحيآن من كثْر الحكي ..
تسكتْ ومآقلت الحكِي !
تتزاحم بـ راسِك طوَابيرالجُمل | وتصدّها
وأحيان من كثْر الدمع .. ما عآد يمديك البَكي
كل ماتخُونك دمعتك تشهَق بها .. وتردّها !

خروج زيد مسرعا من منزل ابو لافي بملابس وهيئه مبعثره

وخطوات سريعه ناريه

ايقظ الدهشه والتكهن في صدر ناصر الجالس في سيارته

ينتظر قدوم عمه ابولافي بعدما طلب المنزل لامر مـا

وزادت دهشته اكثر عندما رآه يغادر بسيارته دون خالته وبناتها

استيقظ من صدمته على قول العمه : هذا زيد ؟!

همس بـ : الله يستر ... رفع الهاتف وضغط بارقام زيد .. مره اثنان ثلاث

لكن الاخر لم يرد ...

ادخل الهاتف جيبه قائلا : شوي وراجع ..

ما ان دخل ناصر المنزل حتى تحركت جواهر لتنزل خلفه

امسكت مقبض الباب هامسه : بنزل اشوف

تحركت فجر معها : وانا بعد

قاطعتهن ام لافي بغضب : بس اسكتي انتي وياها ... الحين ابوكم راجع وين رايحين

لكن جواهر فتحت الباب : يمه شوي بس..... ونزلت لم تنتظر رد والدتها بل اسرعت للداخل ...

بخطواتها السريعه وهي شبه متاكده من وجود امر ما

خطت بسرعه اكبر لكنها تراجعت للوراء عندما شاهدت والدها يخرج مع صقر وناصر امامهما ..

كانوا يتحدثون بامر ما .. يبدو مهما من ملامح وجوههم العابسه .. لكنه لم يكن واضحا

صرخ بها والدها بعدما لمحها : اش نزلج ؟؟

ارتبكت وتوترت : آ ب .. ق ..قلت تاخرت و ..

صرخ بها اخرى : ارجعي يلا

حركت راسها من خلف الغطاء والتفت لترحل ..

لكنه اوقفها بصوته الغاضب : وقفي ... روحي لخالتج استعجليها ... قولي لهم يروحون مع ناصر

وانتم اركبوا سيارتي

حركت راسها وهمست : ان شاءالله

لكن صقر اعترض لم يكن يود ان ترى المشهد هناك والذي بالتاكيد هو اقرب للحرب وقرع الطبول

: عن اذنك بولافي ... بس انا بسلم على ام فيصل قبل ماطلع .. وبعطيها خبر بطريقي

حرك بولافي راسه واشار لابنته: اجل يلا قدامي ....

تحركت امامه .. وسار خلفها ..

" تمنى صقر لو ان سيارته موجوده .. لتكفل بهم ... "

تحرك نحو الداخل لكن ناصر امسك بذراعه "

ناصر بتوجس : صقر شنو فيه صاير شي

طبطب صقر على كتفه : خير ان شاء الله .. خير

.
سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم

لم تجف دموعها بعد ... لا تريد لاحد ان يراها ... تكره الضعف .. تكره الامتهان والظلم

ليس لهم أي حق ان يختاروا عنها ويجبروها

لن تقبل بصقر ولا بغيره

لم تعد تريد احدا منهم

فقط تريد ان تبقى كما هي .. حره ... بلا قيد

احاطت راسها بكفيها ... يكاد ينفجر من الضغط ...وعيناها المتورمه بالكاد تفتحهما ..

لكنها لن تستسلم بسهوله .. ولن تقبل .....

ستستخدم كل ما لديها وسترمي بكل ورقه بيدها وتستغل كل ما يمكن استغلاله

ألِـ مجرد انهم رأوها مع زيد يحصل كل هذا ؟؟

توسعت عيناها عندما نطقت باسمه ؟؟

زيد

زيد

ويمكن ان يكون الاخر ورقه تستخدمها

مسحت دموعها .. وهي ترى بابا للامل قد انفتح

ولن ترى خطأه من صوابه

فقط تريد التحرر

سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم

.

احتواها بذراعـــه

ضمها اليه ويده الاخرى على راسها تقربه الى صدره .

: افا بس ... ماعاش من يشوف هالدموع ويسكت ؟؟

ردت وهي تبتعد قليلا عنه : بسم الله عليك ياصقر ... كافي راح واحد وفيك العوض بعد الله

سالها وهو اعلم بالاجابه منها : ليش البجي ؟

نطقت من بين عبراتها : كل اللي صار وما تبيني ابجي يا صقر ؟

حرك راسه .. ثم قال : خلاص اللي صار انتهى ... ولا تفكرين فيه

: وانت ماراح تفكر فيه ؟؟ ادري ما تقدر .. ومالومك ...

بس بس صدقني يا صقر ان كنت تشك باختك دلال تسوي اللي تفكر فيه .. فصمود راح تسويه

سحب نفسا عميقا ثم اطلقه : ماني شاك بشي يام فيصل .. ولا مفكر بشي ...

نظرت اليه برهه ... ثم زفرت بالم : ياليت اقدر اصدق

حرك راسه ومسح دموعها باصبعه : صدقي ... ماراح احكم قبل ما اسمع منها ...

زاد المها وهي تتذكر حالة الاخرى الثائره : ياليت تقدر تاخذ منها حق والا باطل ...

توهي عفست الدنيا فوق وتحت لا قالت اللي يبرد قلبي ولا غيره

مع اني واثقه فيها وواثقه انها بريئه ياصقر

صمود بنتي واعرفها مثل ما اعرفك انت

" ليس سهلا ذلك المنظر ولو حاولت تبريره خاصة ان كان الطرف الاخر يستخدمه كسلاح يطعن فيه ويجرح "

قالت ام فيصل بوجع : صمود ما راح تعترف بشي ولا تتكلم .. تبينا احنا نثق فيها وندافع عنها بدون كلمه منها

همس بـداخله : بل يجب عليها ان تفعل والا احرقتها نيراننا : اقدر اكلمها

حركت راسها معتذره : مو ف عقلها يا صقر .. مجنونه هالبنت اذبحتني ...غير عن خواتها اللي اقصاهم دمعه اثنين ويسكتون ... هذي غير

" زاد شعور الغضب في صدره تجاهها .. لم تعجبه حركاتها يوما .. تختلف في كل شي عن قريناتها وقريباتها

وهذا الاختلاف دوما ما اشعل فيه الغيض اتجاهها ... رغم انه يبغض صفة الخضوع والاستسلام ...

لكنه لا يعجبه قناع القوة الذي ترتديه ... دائما سعى الى تصيد عثراتها ليكون هو السد لها ...

ومواطن ضعفها ليخبرها بانها تحتاج لمن تستند اليه لا يعلم ما هو شعوره بالضبط تجاهها ...

لكن كل ما يعرفه انهما عندما يجتمعان ... يكونان ف ساحة حرب ...

ربما لانهما متشابهان .. والاقطاب المتشابهه تتنافر ؟؟!!

سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم

تركتها بعد ما اكثرت من وصاتها ... لا تتركها لوحدها ، لا تخبر احدا بما جرى ، تنتبه للطارق ، وللمتصل ،

هكذا هي ام فيصل بين نارين ... لن تعتذر عن حضور عشاء بوناصر حتى لا تدع مجالا للريبه ...

وان ذهبت فقلبها سيبقى حيث صمود

خاصة بعد ان هاجت وماجت بعد ان اطلعتها على خطبة صقر لتثنيها عن الذهاب الى بيت الخاله

نزعت عهود عباءتها ووضعتها على القنفه ... وتوجهت للسلم بعد ان احكمت غلق الابواب .

ورقت بهدوء للطابق العلوي.... وعقلها يقلب

الاحداث ويفصلها ويحاول ان يرتبها بعد ان القتها عليها والدتها جملة واحده ...

للان عاجزه عن الفهم والاستيعاب

فتحت عهود الباب بحذر لتجدها تجلس على سريرها بصمت واضعه كفها على وجهها الذي

غطته خصلات شعرها المبعثر ...

والغرفة اشد بعثره ...

وما ان سمعت صمود الباب يفتح حتى رفعت راسها نحوه :

فاألقت عهود عليها التحية : السلام عليكم

صمتت صمود للحظة تتأملها ثم همست بـ : جيتي ؟؟

زفرت عهود تهدئ اضطرابها ..وواصلت خطواتها نحو صمود مبتسمه : ايه توني الحين واصله

صمود بذات النبره الغريبه وعيناها معلقه بشقيقتها : سمعتي ؟؟

عهود تصمت للحظة .. ثم تجيب بهمس حنون : حتى لو سمعت يهمني اسمع منج ...

التهمتها صمود بنظرات حاده .. وكانها تستخرج منها مالم تقله وما لم تنطق به ..

عهود وتجلس بقربها : صمود ....

تحركت صمود من سريرها ...نزلت ونفضت ثيابها ترتبها ثم اتجهت للمرآه ... جمعت شعرها بطريقه مبعثره ...قائله

: امشي ننزل تحت ...راسي يعورني .. بسوي قهوه ...

عهود تقاطعها : ب صمـــ

اشارت صمود بيدها ف الهواء عبثا : لاحقين على الكلام الفاضي

ولم تترك بعدها مجالا لعهود ان ترد ... بل سارت من امامها الى خارج الغرفه

سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم

رشفت من القهوة .. ثم وضعت الكوب تتأمل دخانه .... الذي يكثر فيرتفع ثم يتلاشى ويختفى

لن تسمح لأحلامها ان تصبح مثله .. ابداً ... ولو كان ذلك لآخر رمق في حياتها

أحيانا من اجل تحقيق ما نريد ... نتعلق بحبال .. وننصب عليها الآمال ونشد بأيدينا عليها حتى توصلنا لما نريد

.... لكننا لا نكلف أنفسنا يوما التأكد من صحة مسار تلك الحبال ... ؟؟

ليس كل حبل هو حبل نجاة ؟ وليس كل طريق سالك وآمن ....؟

همست صمود قاطعة الصمت عابثه بكوب قهوتها : صقر اكثر واحد فاهم عدل منو انا ...

واني مستحيل افكر ارتبط بانسان من وضعي ...

وعارف اكثر ان خطبني من امي ماراح ترفض وتحاول تجبرني ...

وفوق كل هذا هدد زيد انه يقرب مني ...

ثم رفعت راسها بنظرات حاده ونبرة قويه عكس الاولى قائله

: ابصم بالعشر ...ان صقر ماله هدف الا أنه يذلني ويكسرني بعد ما شاف موقف اليوم وبيمسكها علي ...

بس وربي ماخليها له ...( وضغطت بقوه على كوب القهوة ) وكل دمعه نزلت مني أخليه يدفع ثمنها عشر ...

عهود الجالسه بالقرب تمسك بيدها لتهدئ من غضبها : دودي يا قلبي ... صقر عمره ماذل عدو فشلون فينا احنا ..

لا تخلين العصبيه تعميج ... صقر لو فكر بشي ما فكر إلا بمصلحتج ..

صمود تسحب يدها بشده : مصلحتي ؟؟ الله يخليج أسكتي لا تتكلمين اذا أنتي مو فاهمه ... هذا أكبر حقير على وجه الأرض ....

عهود بلهجة ناصحه : استغفري ربج ولا تظلمينه ...

: انتي ماتدرين شلون حماج ودافع عنج قدام عمي ... والا جان الحين الله يعلم اشصار

والا امي اشصار فيها ...

واذا وصل الكلام لعماني وعيالهم .. وغيرهم شنو يكون موقفنا ...

ما تضمنين زيد يكتم او لا ؟؟ وإلا يألف له أقوال ويطلع فيها

على الأقل الحين انتي الحين ف حمى صقر .. محد يقدر يقرب صوبج

توقعت ان صمود استوعبت الامر وحجمه .. فابتسمت بهدوء وطبطبت على يد شقيقتها قائله : شوفي يا قلبي .. انتي قومي توضي واستخيري و....

لكن صمود ثارة ثائرتها : مجنونه انتي ؟؟؟ استخير على شنو ؟؟؟ هذا شي مستحيل حتى افكر فيه عشان استخير !!...

ان فكرت الحين بشي فتفكيري في شلون ابرد حرتي فيه وبس ...

والا انا مااا أرضى فيه لو تنطبق السما على الارض

عهود بحده : وزيد احسن منه بشنو ؟؟؟

صمتت صمود للحظه تستوعب : لم تستطع الاجابه ... فصورة زيد مازالت مشوهه ..

وان كان التشويه بدأ بالزوال شيئا فشيئا بعد ان اختلطت اكاذيب زيد بخطبة صقر التي اعطت الاخر

وسام البراءه والصدق عندها ....همست بـ : والدنيا ما وقفت على صقر وزيد .. اللي يقول عمري 40 وطحت ف جبد اهلي .....

عهود كاتمة غضبها : مصيرج بتوصلين العمر على نفس الحال اذا ظليتي تفكرين هالتفكير

صمود وانتفخت أوداجها غضبا اشارت باأصبعها للباب : عهود من غير مطرود اطلعي براا

عهود بسخريه : عشان اقول الصج ؟ انا مابي اجرحج ... ولا ابيج تفكرين هالتفكير اللي يحتقر الناس

صمود : انا ما احتقر احد ولا عمري احتقرت احد ... انا حره ف افكاري وباأحلامي ....

انا اللي ابنيها وبس ومحد له دخل فيها ... انا اللي احققها ولو وقفتوا كلكم من اولكم لاخركم قدامي ....

لا صقر ولا زيد ولا احد منكم يقدر يمنعني فاهمه ....

فزت قائمه وسكبت القهوة بحركة هستيريه لتتطاير اشلاء الكوب وتتناثر جزيئات البن السائلة

على الطاولة وارضية المطبخ .. ومازال الدخان يتصاعد منها ......

" مؤلم ان تشعر بأن الكل يعطي نفسه الحق في التحكم بحياتك وتوجيهها .. ويسلب منك ذلك الحق وانت صاحبه ... !

كم هو صعب ان توصل اليهم نظرتك .. خاصه ان كانت تخالف نظراتهم ومعتقداتهم وان كانت لا تخالف الشرع ...

لكنها تخالف الطريق الذي اعتادوا على جر خطاهم فيه ، فردا فردا ،

فمبدأهم يقول كل ما عليك ان تغمض عينيك وتسير بكل هدوء في نفس الطريق ...

لان احدا لا يريد تحمل عبأ التفكير بما كان وسيكون !! "

التفتت الى الهاتف ....اتحادث دلال ؟

هي شقيقته ...

اتفعل ؟؟ ام لا ؟؟؟

ربما يقتنع فيتراجع ؟؟

نعم هذه ورقتها الاولى ... صقر لن يتحمل ان يرفضه شخص ويحتفظ به

ليفعل ما يفعل وليغضب كما يشاء لكنه لن يحتفظ بي عندما يعلم باني رافضه اياه ..

ستنجح الخطة حتما

فقط لا اتردد

امسكت بالهاتف ودخلت به الغرفه القريبه

ضغطت الأرقام التي اعتادت عليها وحفظتها

منزل الخاله المفضله لديها ..

طوووووط ... طوووووط ..... ثم

: الوو

توسعت عيناها ... كما هي حاله اظن ؟؟

تقفل الخط ؟؟ ام تطلب دلال ؟؟ ام تحدثه هو ؟؟

هذه هي فرصتك يا صمود لتفريغ شحناتك السالبه...

هو من اشعل تلك الحرب ... لو انها انتهت على تلك المشاهد لاكتفينا ...

لكنه اشعلها بخطبته التي حرقت كل ما هو قادم بالنسبة لك

انزلت السماعه سحبت نفسا عميقا مرة واثنتان وثلاث

ثم رفعتها لأذنها حيث المتحدث صقر ...

همست بـ : صقر !

هدوووء ..سحبها معه لعالمه الاصم ...

وزوبعات من الافكار والتحدياات تتسارع لمخيلتها

ومثلها من الكلمات حشرت في حنجرتها ...لتقذف بها نحوه

سمعت صوته يخترق صمتها: ايه خطبتج

لا تعلم كيف ومتى سالته ؟؟ لا لا هي لم تساله ؟؟ كيف علم بسؤالها اذن ؟؟

كيف استطاع خرق روحها وقرآءة افكارها ؟؟

أردف بقوله : تسمعيــــــــــن !!

زادت ضربات قلبها ... وتسارعت أنفاسها لم تتوقع الصرامه في لهجته ونبرة صوته على ماذا ينوي ماذا يريد

قالت بصوت جاهدت ان تثبت اهتزازه : وانا رافضه

أتاها صوته الهامس بحده : للاسف مو بيدج يا صمود ... عندج شي ثاني

تحركت بخطوات هستيريه وزادت من حركاتها والكلمات التي تغص في حلقها ...

: انت فاهم انه غصب

اجاب بغلظة : لقبل ماشوف المنظر ... اللي رفضتي تفسرينه يمكن كنت راح أنتظر رايج ...

... بس انتي اللي حكمتي عليْ وعلى نفسج ...

صرخت بـ : مجنوون انت

: اشششش قصري صوتج

لا تظنين أني هيمان ترا الحال من بعضه ومن اليوم ورايح كل شي بتسوينه غصب واللي اقوله يصير فاهمه

تسارعت انفاسها : تحلم

رد ببرود مع شبه ابتسامه : نشوف

ثم اردف قبل ان تكمل : سلام

طووووووووووووووط

سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم

تصنعت الهدوء بقدر ما تستطيع في ذلك العشاء ... قابلتهم بابتسامة جاهدت ان ترسمها طويلا ...

وقامت بالضيافه على خير ما يكون

خانتها دمعه واثنتان عند ذكر اسمها واسمه بين طيات الحديث ...

لكنها نجحت ف التعليل بوفاة صاحبتها كما قالت من قبل

نهضت من مصلاها ... ورمت بجسدها المرهق على السرير ..

صلاة الفجر ولم تستطع النوم بعد .. لا تستطيع أغماض جفنيها مع انها مرهقه بعمق ،

كيف يجتمع الضدان مرهقة ولا تستطيع النوم لا تستطع اغلاق جفنيها المتيبسه وكأن عينيها غسلت بماء البحر ،

تذكرت صوت غدير وهي تخبرها بأن صمود بقيت مع عهود ف المنزل لأن الآخرى محرجه من القدوم ...

كان صوتها يخفي شيئا تجهله

هل هو ثورة صمود لخطبة مشعل لها ؟ تعلم علم اليقين ان صمود لن تقبل الا ان حدث شيء ما ؟

لكن ما جرحها هو تقدم مشعل بتلك الخطوه ؟ لماذا فعل لماذا ؟ هذا ما لن تغفره له ؟

يارب الهمني صبرا وقوة .... يارب ...

سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم

أختار الفطور مع والدته ليدلي لها بطرف الخيط

لابد ان الأمر سيظهر وينكشف ... وستغضب عليه حينها لأنه لم يخبرها .....

.( يشعر بان الدائرة تكبر كبقعة ماء ...من سبب لاخر حتى وصل للغضب والتحدي

لكنه مازال يظن السيطره عليها )

كانت والدته تتكلم وهو يبتسم لها ... حتى وصلت كالمعتاد لقصة الزواج ...

همست بحنية ورجاء : ودي يمه افرح بعيالك وأكحل عيوني بشوفتهم .. انت ولدي الوحيد ...

وعيالك أنت اللي راح يشيلون اسم ابوك واسمك .... تبي تحرمني منهم..

هذا ناصر وهذا خالد زواجهم عن قريب

وراهم فهد ومشعل .. يمه صقر خليني اخطب لك ياولدي فرح قلبي فيك

زادت دهشتها عندما راته يبتسم ولأول مره عند الحديث عن ذلك الموضوع

ليردف هو بقوله : واذا قلت لج أخطبي لي منو اللي راح تخطبينها..

اتسعت ابتسامتها وبرقت عيناها بفرحه : انت بس أشر واختار وبرقبتي ان ماجبتها لك

ضحك ثم سأل : ف بالج احد ؟

ردت بحماس : اثنين

كشت ملامح وجهه .. ثم جاهد لبسطها : واولهم ؟!!

راقبت عيناه وهي تهمس باسمها : بنت خالتك صمود

اشاح بنظره ثم فز قائما : تم

اتسعت عينا والدته وتحجرت بصدمه.... تحاول استيعاب الموضوع ...

وعاصفه من المشاعر تعصف بها

لم تستطع تحديد هويتها ولم تستوعب مالذي قصده لم تلحق ان تساله

لانها لم ترجع لواقعها الا على صدى خطواته التي اتجهت للباب ..

بعد ان طبع قبله على راسها ...

سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم

القى نظرة مطوله على التقرير الذي بيده ثم رفع راسه للجالس بقربه يلتهمه بعينيه القلقه

اما الآخر يعبث بازرة الهاتف سارحا في عالم آخر .. مرتديا قناع اللامبالاه ...

تحدث نايف قلقا : متى ..؟!!

فرد عليه صقر دون ان يرفع راسه عن هاتفه... : شهر اثنين بالكثير

نايف منقهرا من برودته : ياسلااام .. وعادي عندك ؟!!

فبادره صقر بالاجابه : لا

نايف بغضب : يا برودك يا اخي .... تكلم فهمني ...

رفع صقر راسه كالحا.. : لا تخليني اندم اني قلت لك .يا نايف ....

نايف : فهمني بس ... متى طلعت الموافقه ... ليش ما قلت لي

صقر يسند ظهره للخلف : قبل ساعات بس... جاني الأتصال بالموافقه .. بيني وبينك ما كنت متوقعه .وظنيته يطول اكثر ... لكن يا هلا به

نايف : صقر انت فاهم اللي راح يصير ؟؟ فاهم انا ماراح نشوفك ولا راح ترجع لخمس سنين اذا مو اكثر ؟؟ يا تصيب يا تخيب ؟؟؟

صقر : عارف ....ترا باقي للحين الموافقه على الفيزا ... يعني ما خلصنا

نايف : وبس ؟؟

صقر : عارف اني ماراح اتراجع عن قراري ... لو اهتزت الارض من تحتي وطلعت ذهب يا نايف ذهب

نايف : ونظرة تعجب ودهشه : مو فاهم ؟؟؟

صقر : ادري انه مو اول قرار لي... واني اخذت مثله من قبل لكن الفرق اني كنت اوقف بأول عقبه تواجهني ....

واتراجع او أأجل لبعد حين ...

لكن الهدف تغير يا نايف ... الاول كنت افكر ف نفسي وشلون اتخلص من قيودي واتحرر .... والحين هدفي اكبر واوسع

هجرتي ماراح تخصني انا وبس ... راح اكون باذن الله الثقب اللي ينتشر منه النور ... وقطرة اول الغيث ... وخطوة

الالف ميل

نايف بتوجس: صقر على شنو ناوي ؟؟

صقر بثبات : احمل رساله وهم امه نذرت نفسي لهم ... وراح اقدم كل اللي اقدر عليه ... يوصل الصوت او اموت دونه

نايف منكر : شنو بيدك تقدمه ؟؟؟ انت صاحي هذول ملايين ... انت مو متكفل فيهم

صقر بحزم : من اليوم انا متكفل ... وصوتهم امانه برقبتي ....

نايف محذر : واهلك .. امك ...

صقر بثقه : دامني ساعي فخير .. واثق ان ربي مايضيعني ولا يضيعهم

نايف بغضب : صقر انت مستوعب اللي تبي تسويه ؟؟؟

صقر : تصدق اييه ولاول مره ....( وابتسم )

وخطبتك اللي ما كملتها ؟؟؟ ومادري شلون صارت ؟؟؟

تنهد صقر وزفر عندما تذكر :

الخطبه صارت بوقت غلط ومو محسوب احسابها ... بعد ما ظنيت اني شبه تحررت ...

وشلت مسؤولية اختي ...تنهد بقلق استغفر الله

نايف عاقدا حاجبيه : لا تقول انك انغصبت ما اصدق

رفع صقر حاجبيه بدهشه : احلف بس ...

مسح نايف وجهه بتوتر وضيق : والله مادري يا صقر معاك ضاعت علومي ....غرد ...منو سعيدة الحظ

سعيدة الحظ وانا اسعد ... تخيل عاد عيالنا اشيطلعون

نايف : ههههههههههههه تكلم شللي صار ؟؟

صقر : زيد خطب اخت فيصل ... وانا نهيت ....

نايف فرحا : ياجعله للجنه بس عقب ما يتعذب ف النار ... اجل زيد يطلع منه شي زين ( ابتسم )

رمى اليه صقر نظرات حاده فهم منها نايف غضبه فاستدرك نايف ..

وكشت ابتسامته ومثل الجديه : خلاص يبه كمل ..........

تحدث صقر .. ونايف يستمع اليه وهو يعلق آمال على تلك الخطبة والزواج المقبل لعله يثني صقر عن قراره

نعم يحبه ويحب له الخير .. لكن ان تقبل برحيل من تحب امر مؤلم لا تتقبله مهما كانت الاسباب ...

رحيل لا تعلم ان لحقته عوده

ووداع لا تعلم ان عقبه لقاء ... رحيل لست متاكدا ان كان ضياع ام استقلال واستقرار ...

هو الان قريب يستطيع الاعتناء به والاطمئنان عليه فكيف ان غدا بعيدا عنه لا يستطيع الوصول اليه ،

ربما توقع هذا الخبر يوما ، لكنه بدا سريعا ، وعلى غير ما توقع ، لا يعرف كيف يصف شعوره كل ما

يعرفه انه يحب صديقه وشقيقه صقر ... ويخشى فراقه الذي بات يلوح من بعيد ...

نايف : والحين شنو راح تسوي

صقر بنبرته المتزنه : بخلي الامور تهدى شوي ( وفي داخله اربيها ) ... وبعدها ابلغ ام فيصل بقراري ...

نايف : اللي هو ؟؟

سحب نفسا ثم اطلقه : خله لوقته يا نايف ...

سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم

:

في مكتب احد المحاميين

دخل صقر مع خالد .. صافحه الاثنان والقيا السلام ثم جلسا

ابتدا صقر الحديث: معاك صقر الـ .. كلمتك ف التلفون قبل كم يوم عن عقود زواج

البدون وتوثيقها ف المحكمه

المحامي مرحبا: ايه ايه حياك الله يالصقر أي عرفتك ... حياكم الله

خالد وصقر : الله يحييك ما تقصر

المحامي مشيرا نحو خالد: والاخ ؟

خالد يرد : خالد الـ ** صاحب القضيه

المحامي مرحبا : حياك الله يا خالد ... وان شاءالله بوضح لكم كل شي اعرفه بهالخصوص ...

وما اقصر معاكم بشي

صقر : وهذا اللي نبيه وجايين عشانه .. نبي كل صغيره وكبيره اللي لنا واللي علينا ...

واللي عرفته عنك انك ملم بهالقضايا وشاطر فيها...

المحامي : ان شاءالله .. شوفوا الامر فيه تعقيد شوي .. فركزوا معاي ...

طرق الباب فدخل الخادم مع ثلاث اكواب قهوة ومثلها اكواب الماء ... طرحها على الطاوله ثم خرج ...

تكلم المحامي بجديه بعد ان ارتدى نظارته وتفحص بعض الاوراق التي امامه :

بالنسبه لاجراءات الزواج

اول خطوة لك انك تعقد عند شيخ وتذكر تاريخ عقد القران

صقر : هذا تم وعندنا العقد ..

المحامي : ممتاز ... نجي للخطوة الثانيه ..

انك تروح المحكمة قسم الدعاوي وتكتب صحيفة دعوي

في الحقيقة هم راح يساعدونك ويسألونك اسأله مثل تاريخ عقد القران والمهر وهل دخلت عليها

واي اثبات شخصي كليسن أو البطاقة الخاصه فيكم وثم يطلب منك الذهاب لقسم لديهم تابع

للهيئة العامة للمعلومات المدنية

للتأكد من شخصك وبالطبع الزوجة واب الزوجة وبعد ختم الورقة

صقر : طيب وبعده ؟

المحامي : ترجع مره ثانية لقسم الدعاوي ويكتبون لك صحيفة الدعوى

وتذكر عنوان بيتك وعنوان الزوجة

ومن ثم يطلبون منك الذهاب للمحامي في نفس المحكمة معين من جمعية حقوق الانسان

ودفع رسوم مقدارها 15 دينار لتوكيلة وفي الحقيقة هو فقط يختم لك صحيفة الدعوى

بعد هذا تاخذ صحيفة الدعوى وتعود ليتم ادخالها في الكمبيوتر ويتم تحديد جلسة بذلك

خالد : وكم تطول الجلسه على ما يجي موعدها

المحامي : موعد الجلسة تقريبا بعد اسبوعين من الاجراءات السابقه

أو اكثر

خالد : ومنو اللي يحضر لها

المحامي : تحضر انت واب الزوجة والزوجة لدخول على القاضي

ويتم سؤال الزوجة واب الزوجة

فان اكتملت الاجابات بتوفر عقد القران والمهر

ورضا الاب والشهود فالزواج بالنسبة للقاضي مكتمل وسوف يحكم لك بذلك

بعد هذا ما يبقى لك الا انك تعرف

عن طريق موقع وزارة العدل رقم القضية حتى تعرف صدور الحكم

صقر : وكم يطول الحكم قبل صدوره ؟

المحامي : اكثر من شهر تقريبا

هنيه ممكن انك تكتفي بما يصدر لك الحكم ..

وممكن تكمل براحتك

صقر : لو بكمل شنو المطلوب

المحامي : تاخذ حكم المحكمة وتتجة إلى التوثيق الشرعي لتطبيق الحكم لكنهم يحولونك إلى

اللجنة التنفيذية وبالتالي يطلبون منك صورة من الحكم وصورة بطاقة الزوج

في الحقيقة انصحك انك تكتفي بأخذ الحكم لانه صادر بأسم سمو الامير وبحكم قاضي العدل

اما اللجنة راح تضع لك جنسية من مخيلته وحتى في حال رفضك وبالطبع التوثيق الشرعي

لايقبلون الا بتوفر ورقة من اللجنة تعترف بجنسية لا تملكها

اقوال المحامي من مصدر

خالد : يعني الافضل ان اكتفي بحكم المحكمه من غير ما اوثق العقد

المحامي : هذا اللي انصحك فيه ياخوي ... اخذ الحكم .. لين ربك يفرجها

سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم

سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم

ارتفعت ضحكاتهن ..وتعليقاتهن ...حتى دخلت عليهن عبير بهمس

: اششش صقر ف الصاله ..

نهضت دلال مرحبه : عبوور ياهلا والله .احتضنتها ...ثم قالت بعجل صقر وربي اشتقت له بطلع اشوفه ...

ميثا تحرك حاجبيها : جيبي لنا الأخبار ....

ضحكت دلال وهي تحرك يديها ف الهواء : لا توصيين حجه وحاجه

ارتفع صوت اليباب من ام صقر ...فاحمرت دلال

وانفجرت ميثا ضاحكه ...

الكل توقع ان الامر يخص دلال وربما توثيق العقد ... بينما الحقيقة خلاف ذلك ..

فالأمر الذي تلقته ام صقر أقرب إلى قلبها وأروع

كلحت ملامح صقر وهو يمسك بيد والدته راسما أبتسامه مبعثره : فضحتينا يالغاليه ...

: يا ولدي هذا اليوم اللي تمنيته وحلمت فيه ... ولو فيني شده قمت ارقص من الفرحه

الف الف مبروووك يا ولدي الله يبلغني اليوم اللي اشوف فيه عيالك وعيال عيالك قول آمين

قبل رأسها هامسا : آمين الله يطول ف عمرج يالغاليه ويعطيج الصحه والعافيه

" كانت الفرحه لمجرد موافقة صقر التي اكدها اليوم على الخطبة "

سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم
.

دلال بحماس : اقولج قال لامي اليوم تخطب له .. وربي مو مصدقه ...

لا ولما دريت باللي اختارها يااااي اموت واشوف وجهها ههههههههههههههههههه

همست عهود بداخلها ( الافضل والاسلم لج ما تشوفينه ) ثم اردفت : الله يتمم على خير يا دلول ...

ويكتب لهم اللي فيه الخيره ...

دلال بفرحه : امين امين يارب .... ياربي والله احس فرحتي بخطبة صقر اكبر من فرحتي بخطبتي وملجتي

عهود : اها .. عيني ف عينج

دلال : هههههههههههه أنقلعي ...

صمت من الطرفين وكان كل منهم سرح في احلامه او ربما أوهامه وهمومه ..

قبل ان تهمس عهود بـ : دلول مم آ .. تهقين صمود توافق ...

: تنهدت الاخرى وكانها لامست للتو ارض الواقع : أتمنى ... ادري بأحلام صمود بس...

بس وربي صقر ما يتعوض وهو اللي يناسبها مو عشانه أخوي ... بس هو اللي يناسبها

عهود مؤيده : عارفه والله ... صقر ما يبي له مدح ... بس خايفه من ردة فعلها ...

هي أختي وصقر أخوي ومابي شي يصير بينهم

دلال بتوجس : تهقين ترفض ... وصقر يلا اقتنع ... وامي طايره من الفرحه ..

عهود وتحمدالله ان الفكره وصلت : هذا اللي خايفه منه ...

دلال : زين جسي النبض .. والا أنا اكلمها....

عهود : لا لا .. أنا من الحين اقولج انها بترفض .

دلال : سمعتي منها شي ؟؟

عهود : تعرفين صمود ..

دلال : خليني اكلمها اول .. بتاكد قبل ما اسوي شي ...

عهود : صدقيني ما بيعجبج كلامها .. مابيج تشيلين بنفسج عليها ....

دلال بدهشه : زين متى وصلها الخبر ؟ وشلون عطت رايها قبل ما يصير ؟

عهود توضح : صقر كلم امي ..وثارة ثايرة صمود

دلال بحزن وخيبه : ياويل قلبي عليك ياخوي ...

عهود : دلول امي مصره وصمود رافضه لج تتخيلين الوضع حاولي تكلمين صقر ...

هو عاقل ويعرف يتصرف

دلال وتغيرت نبرة صوتها : والله خايفه من هالعاقل يركب راسه وهو من اول راسه براس هالصمود ...

عهود بضيق : اسفه ضيقت خلقج .. بس ما حبيت اخش عليج وابيج تكونين بالصوره

دلال : وينها صمود ؟؟

عهود : فوق ف دارها .. نار محد يقرب منها إلا حرقته

دلال تزفر : استغفر الله واتوب اليه ... ادري من حقها تختار ... بس هم من حقها انا ننصحها

عهود بيأس : كلمتها والله وعجزت معاها ...

دلال بحزم : شوفي بخلي صقر يجيبني عندكم لازم اكلمها قبل على الأقل اتصرف وانا مو نادمه ...

لازم اسمعها

عهود تتنهد : براحتج .. بس تحملي ما يجيج

دلال بضيق : بتحمل .. بتحمل

سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم

منذ سمعت الخبر وهي في عالم آخر ... عالم وردي نسجت هي شباكه منذ زمن

وترى الوقت حان لكي تتعمق فيه وترتدي ثيابه

صقر وافق على الزواج ... ومن غيرها ستكون له ...

احمرت وجنتاها من مجرد التفكير ... يااه كم هو شعور مخجل ...

اذن مالذي سترتديه عندما تاتي ام صقر لخطبتها ؟ لابد ان الأمر قريب قريب جدا

كيف لو طلب رؤيتها ؟؟ لا لن تقبل

عليه الأكتفاء برؤيتها في الزواج ... زواج ياه كم هي كبيره هذه الكلمه

فكيف ان كانت مع الصقر

ياا ألهي .. كم أنا سعيده ...و أخيرا سيتحقق الحلم ... وأخيرا سأغدو زوجة

صقر ...

نداءات والدتها الجالسه ف الصاله قطعت احلامها ..

سقط منها الصحن .. فشهقت وهي تنظر اليه يتحطم ويتناثر اشلاااء صغيره

ونداءات الوالده مستمره

نفضت يداها ... واسرعت لوالدتها

ميثا : آمري يمه

ام فهد : وينج يا ميثا راح صوتي وانا انادي

ميثا بتوتر : هـ آ ش ليش منو جاي

والدتها : ومنو اللي يجي ؟؟ ابوج وخوانج معزومين فلا تسوين غدا

ميثا بذات التوتر : معزومين ؟؟ ايه آآ .. ان شاءالله

والدتها بتوجس : ميثا فيج شي .. من أمس انتي مو طبيعيه

ميثا تمسح شعرها المتطاير بيديها المبلله : انا لا .. آآ بس .. راسي يعورني

حركت الوالده راسها بتفهم : أتركي عنج المطبخ وروحي أرتاحي يا قلبي

حركت ميثا راسها برضا : ان شاء الله

سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم

على خلاف ما توقعوا ..

لم ترفض محادثتها ... بل أستعجلتها وطالبت بها ....

امسكت بالهاتف بعد ان تناولته من عبير .. وأشارت لها بالخروج .....

صمود : هلا دلول

دلال بأندفاع : هلا وغلا ومسهلا بالقاطعه المعفنه شلونك دودي شخبارج أشتقت لج والله

صمود : وانا بعد .. الحمدلله بخير ...أخبارج انتي وخالتي

دلال : كلنا بخير ومتولهين عليج ... مو متعودين تغيبين عنا لا حس ولا خبر

بابتسامه ساخره قالت صمود : تدرين بسوالف أخوج

كتمت دلال الضحكه : أي صدمنا ...ما صدقت ...بس أنتي شرايج ؟

آتاها رد صمود القوي كما توقعت تماما : تعرفين رايي عدل !

بلعت دلال الغصه : اللي هو ؟

حاولت صمود تغيير الموضوع .. فقالت : دلول .. بغيت منج طلب ..

دلال : آمري تدللي

صمود وهي تضغط بشده على الهاتف : بعد كم يوم تبدأ الدراسه .. وما عندي اغراض لها

كتب ودفاتر وشغلات .. ابيج تقنعين اخوج وتمريني نروح المكتبه

دلال بصدمه : اليوم ؟؟

صمود بهمس : ايه ..( وأكدت ) ضروري دلول أنطر ردج ...

دلال : ممم بس صقر ماعنده سياره الـــ

صمود: وبعدين ؟؟

دلال : ممم ما عليج أبشري باللي يسرج

توسعت ابتسامة صمود وهي تغلق الهاتف

" هين يا صقر "

سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم

شرب من فنجانه .. وهو يراقب ملامح عمه الغريبه

هناك أمر ما يخفيه ، أمر اصابه بالضيق والهم والتوتر

يقرأ كل ذلك في ملامحه ..

يعرفه جيدا ...

وأن لم يصرح به العم الآن ... سيستخرجه منه بأي وسيله

صقر : سم ياعم

رفع ابو خالد راسه إليه ... وقد فهم تماما ان صقر علم ما به ..

وقد حاول أكثر من مره صياغة الموضوع قبل طرحه ..

ابو خالد : الله يكملك بعقلك ويتمم عليك يا ولدي ...

صقر : اسمعــــك .. خذ راحتك يبه

تنحنح ابوخالد قبل ان يخفض صوته بقوله : اقول يا ولدي ... انت مصر على بنت بو فيصل

عقد صقر حاجبيه : ليش في شي ؟

ابو خالد : لله مافيها قصور ..بس أني شايل هم بنت عمك ميثا لمنو تبقى وانا بوك ..

مابي أضغط عليك .. بس أبوها يحاتيها مثلي .. وانا فاهم حالته ..

وصمود قدامها فهد ومشعل وحتى زيد ...

صقر : أفا عليك يا عم الله يبارك فيك النصيب ف علم الغيب محد يدري

وين فيه نصيبه ولا عن اللي مقدر ومكتوب

وميثا بنت عمي على عيني وراسي ... بس انا كلمت ام فيصل والوالده ..

ومو حلو اتراجع لا بحقها ولا بحقي

ابوخالد : اذا على أم فيصل لا تشيل هم أنا اكلمها .. والموضوع ما توسع نقدر نتداركه

صقر عاقدا جبينه : يبه انت سامع شي ؟؟ احد كلمك ( وفي داخله يكاد يبصم انها تلك المجنونه من فعلت )

ابو خالد بضيق : مابيك تفهمني غلط يابوك ..بس

صقر يستدرك: ماعاش من يغلطك يبه .. خذ راحتك

لا يستطيع الأدلاء بالحقيقه .. فخطر معرفتها اكبر من كتمانها

تنحنح قبل ان يتكلم بما خطط له .... ولاول مره يضطر لذلك

ابو خالد : كلمني بوناصر وكلامه اشبه بالرجا ... ماقدرت ارده ...وطلب مني اكلمك واقنعك

زاد احمرار عينا الصقر وهو يتلفظ بـ : على ؟؟

ابو خالد : يبي صمود لزيد

" يعلم تماما انها ثقيله .. وصعبه ... لكنه مجبر على ذلك "

صقر وعيناه مثبته بعينا عمه : يبه طلبتك !

بو خالد : سم ياولدي

صقر : ابي أملج هاليومين

سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم

شهقت .. اتسعت عيناها ... وتسارعت أنفاسها

حصـــه : ش شـ شنو ؟؟ منو اللي نهى .. مو قلـ مشـ

زيد الذي يندس في سريره : حصيص طفي الليت واطلعي برااا تراني ماني فاضي لج

صرخت منفعله : لا بتفضالي غصب .. كلمني قول شنو اللي صار ...

زيد من تحت اللحاف: بعد لين الثلاث .. والله ها والله ياحصيص ان شفت ظلج بس ظلج ماتلومين الا نفسج

وااااااااحــــــــــــــــــــــــــــــــد

خرجت بسررعه وأغلقت الباب متسنده بظهرها عليه .. والصدمه قد تملكتها ...

مستحيل .. لا يمكن .... شقيقها يهذي ... مستحيل ان تصدق

كيف صقر ؟ لا هو مشعل ؟

لا لا ستجن ان كان صحيحا

ستجن

ستجن

صقر مستحيل ؟؟؟

ومن ؟؟ من طالبتها ؟؟؟

صمود

الوقحه

سليطة اللسان

لا ..

لا

لا

ارتفعت اصوات اليباب من الأسفـــل

فزادت ضربات قلبها حتى كادت تنخلع

رفعت كفيها تسد أذنيها وتحرك راسها بعنف خاصه بعد ما مزجت الواقع بالخيال

زواج صقر ..

لالالالا

أسرعت بخطاها للأسفــــل

نزلت السلم باأقصى سرعه ... حتى وقفت على اعتابه الاخيره

والدتها ، ووالدها ، ومريم ، وناصر .... غادر والدها لغرفتــه ..راقبته حتى ابتعد فهمست بانفاس متلاحقه

حصه : شنو فيـــــــــــه ؟!

التفتت عليها مريم بابتسامه : وافقوا على ناصر ... والملجه قريبه

ابتلعت حصه ريقها الجاف وسحبت نفسا عميقا تهدئ من اضطرابها ...

نزلت بضع درجات وهي تهمس : وليش ما يوافقون ؟ الحمدلله والشكر يبوسون ايدهم بطن وظهر

رمقها ناصر بنظره ... ولم يرد .. بل قبل رأس والدته .. واتجه للسلم حيث هي

تراجعت بخوف فأمسك بوجهها هامسا من بين اسنانه

: اذا طلبت رايج ذيج الحزة تكلمي ... أنتي اللي تبوسين ايدج بطن وظهر ان لج أخ مثلي وللحينج تشمين الهوآ

توسعت عيناها .... وشهقت ...

تركها بهدوء وصعد إلى غرفتــــه ...

اعقبت والدتها بتذمر : أعوذ بالله منج من بنت لازم تعكرين مزاجه

حسبي الله ونعم الوكيل جاني فشلت ف تربيتج وتربية هالزيد

حصه بغيض : وأنا اشقلت ؟؟ الحق عندكم ممنوع ؟؟

والدتها بغضب : حقج كله باطل ... وثاني مره كلام عن مرة أخوج ما اسمع فاهمه

حصه بابتسامه ساخره : صارت مرة أخوي الحين ههههه كشخه

والدتها تصرخ بها : وجع يوجع العدو ... أنطمي بس ولا كلمه

مريم تتدخل لتهدئة الموضوع وتقترب من والدتها : خلاص يمه هدي أعصابج ما صار إلا الخير ...

هذي حصيص تعودنا عليها

حصه بغضب : احلفي بس لا يكون أصغر عيالج بعد

مريم محتضنه أكتاف والدتها من الخلف : لا أبد .. المشكله انج مو أصغر عيالي

رفعت حصه حاجبها بسخريه : اشوف النفسيه اليوم عال العال

ابتسمت مريم هامسه : الحمدلله بفضل ربي

حصه : دووم يارب مو يووم ... مممم مافي اخبار عن صمود ؟

: مريم بذات الابتسامه : بلى ...

.

.

.

ول ياكبر القهرلا صار ما بـ اليد حيله

والجروح من القرايب والخطا مني وفيني !

إن نويت اشفي غليلي ما لقيت أية وسيله

كيف ابلقى دام جرحي سبته طعنة يميني ؟!

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا اله الا انت استغفرك وأتوب اليك

وعـود 12-03-12 07:27 PM

المعزوفه (16)

،، عَـــزْفُ الْمَحَـاجِــر ،،

أتـعبني الحلم لين الواقع أنـــكرني *** كني مسكت الفرج بيدي وهديــته

جلس بقرب شقيقه بعد ان ألقى التحيه وردها عليه الآخر وهو مثقل بالتفكير والهموم

ابو فهد : كلمته ؟!!

ابو خالد : كلمته ومازاده كلامي إلا إصرار

ابو فهد : وشلون ؟ والتهديد اللي قالت عنه ام فيصل ؟؟؟

ابو خالد : والله محتار يا بوفهد ؟ خوفي على صقر وخوفي على بنت بو فيصل ... وخوفي من زيد الطايش

بو فهد : قلت له عن زيد

بوخالد : لا تعللت .. بس ياريته نفع ...

بوفهد بحيره : تعرف ياخوي ، عمري ما توقعت أن صقر يبي صمود وإلا غيرها ، كنت مستبعد هالشي عنه ،

وفجأه يجي وياخذها من مشعل ويحارب زيد عشانها

بوخالد موضحا : مشعل ما نهى عليها إلا عشان صقر مو موجود ، وهذا كلامه ،

وهم شباب وبينهم يعرفون بعض

بوفهد بتوجس : وخوفي يكون صقر ماخذها عناد ف زيد ، وزيد يبيها عناد في صقر

وتضيع بنت بو فيصل

بوخالد يفند مخاوفه : لا ياخوي ، صقر ولدنا وماهي معرفة يوم او يومين ،

اذا انت تقول عن صقر هالكلام اجل غيرك وش بيقول

بوفهد مستغفرا : أستغفر الله ، مو قصدي وأنت عارف ، ثم تنهد قائلا الله يتمم هالأمور على خير

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم


دخلت الصاله فوجدته يتصفح أوراقا ما ومندمجا فيها ...تقدمت منه بضع خطوات وهي تقول برجاء

دلال : صقر طلبتك ؟

رفع صقر راسه ناظرا إليها ... وبصمت منتظرا طلبها ؟

.. قالت : ابي اروح المكتبه ؟

صقر باستغراب : المكتبه ؟ خير ان شاء الله

جلست بقربه وهي تبتسم : توديني ؟؟

ابتسم وداعب أنفها : ماعندي سياره ..

ولما كشت ملامحها حزنا ... أردف قائلاً

صقر : بس إذا شي مهم وضروري بشوف سيارة مشعل وإلا خالد

حركت رأسها بفرح : أي أي مهم .. ثم سكتت .. لتكمل ممم هُوا مو لي انا ...

ممم بس مهم للي طلب منا نمره وناخذه معانا

صمت لحظه .. ثم رفع حاجبه : صمود !

توسعت عيناها بصدمه ثم ابتسامه : أييييه صح .. شدراك ؟

: خليج من صمود الحين ... بكلمج بشي مهم

أبتلعت ريقها ... ورمشت بتتابع منتظره ذلك الخبر المهم ... والأفكار تعبث بها إحراجا تارة وتوجسا تارة اخرى ..

بينما طوى هو الأوراق والتفت إليها بجديه ممزوجه بالحنان

صقر : بعد اسبوع او اسبوعين بالكثير لنا موعد في المحكمه عشان عقد الزواج ...

وان شاءالله تتم الأمور كلها على خير

همست بخجل : ان شاءالله

ليكمل هو بنفس النبره : قبل يا دلال كلمت خالد وشرطت عليه شرط وبشرط عليج مثله لكن ابي منج وعد

ابتسمت بقلق : آمر يا صقر

قال وهو يركز في عينيها : تكملين دراستج

رفعت حاجبيها بدهشه وكأنها لم تسمع جيدا : شنو؟!!

صقر : اللي سمعتيه .. مافي زواج إذا ما وعدتيني ؟ تكملينها في بيتنا وفي بيت زوجج لين تنهينها

ولو صار عندج درزن عيال

ضحكت على كلمته الأخيره ... فأبتسم لها واكمل : ما تنفعج غير دراستج وشهادتج يا دلال .. وانا ابي مصلحتج

عبثت بأصابعها بتوتر : بس شلون ؟ صقر انا طايفني اشكثر .؟؟ للحين ما خلصت المتوسط ؟؟

مسح على رأسها هامسا بثقه : تخلصينها .. إذا عندج اراده وطموح تخلصينها ؟؟

وكلها سنين وتعدي ؟ بس نفعها يدوم ويعين

مازال القرار مفاجأه لها يحملها على موج الأمل تاره ويقذفها على موج الخوف والتوجس تاره اخرى

: صقر والله استحي يعني الحين كم عمري ؟؟ واروح بين بنات صغار فشله والله

ابتسم وقد فهم مقصدها فقال يطمئنها : لا يا قلبي انتي بتدخلين مسائي يعني اللي معاج بعمرج تقريبا واكبر

رمشت بتتابع : مسائي ؟

ضرب وجنتها بأصبعه هامسا : بالضبط

ابتسمت ... ثم اردفت : والرسوم ؟؟ انت من وين لك يـ ...

قاطعها قبل ان تكمل : راح تكون أقل ... وانتِ لا تشيلين همها انتي بس عطيني كلمة اعتمد عليها

ابتلعت ريقها .. وشبكت أصابعها بتوتر : خليني افكر

عقد حاجبيه بغضب : دلال عطيتج وجه أشووف ؟ دراسه بتدرسين رضيتي والا لا فاهمه

قالت بخوف : واذا فشلت

رد عليها : مو عيب !. العيب انج تظلين على حالج ونفس مكانج وما تتحركين خطوه ،

ومافي نجاح الا بعد فشل ...

لاحظ عليها الأضطراب والتوتر فهمس ممسكا بيدها : راح اكلم خالتي وعمي بوفهد عن ميثا وعهود

ابتسمت بفرح : أي جذي زين

نظر اليها رافعا حاجبه : شنو اللي فرق ؟؟؟

ابتسمت بأحراج : يعني يونسوني

حرك راسه ثم نهض قائما لتوقفه دلال : والمكتبه ؟؟

وكأنه تذكر ... قال : طالع قبلج اجهزي وكلميها تطلع اول ما نوصل لا تنقعنا عند الباب ....وراي شغل

قفزت فرحا : ان شاء الله

لم يخفى عليه غرابة الطلب ، ان تطلب منه بالذات بعد ماعلمت بخطبته وابلغته برفضها ،

تُخفي امرا وتخطيطا ما ، وسيعرفه قريبا ...

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
[/size]

لم ينتظروا طويلا حتى خرجت بعد ان اخبرت والدتها بالامر ..

القت التحيه بنبرة قويه عكس المتوقعه منها : السلام عليكم

دلال ثم تبعها صقر منفردا : وعليكم السلام ...

حرك صقر على حديث دلال وصمود الذي بدأ منذ الصعود ...

وبعد مسافه قصيره قطعها وصلوا للمكتبه ..

ولأنهن لم ينتبهن للوصول قطع حديثهن قائلا

صقر : الله يديم الحماس .. المكتبه وكم يوم باقي على الدراسه مو من عادة صمود

توجهت بنظرها اليه.. وهي لا ترى الا ظهره وجانبا من وجهه : تغيرنا ... مافي شي يظل على حاله ..

صقر : زين عاجبتكم القعده ... وصلنا والا ما تشوفون ...

صمود باعتراض : لا من قال هذي ؟؟ انا أبي مكتبة جرير..دلال انا مو قايلتلج ؟؟؟

: التفتت دلال لصقر ليرد : عندي شغل ماني فاضي ... هالمكتبه تكفي وتوفي ... اشتفرق عن جرير يعني

صمود باصرار : لا ما ينفع اذا مو جرير رجعني للبيت

نظر اليها في مرآته قائلا : لايكون سايق عندج وأنا مادري ؟؟؟

صمود بغضب : ليش ترضى من الأول جان شايفه غيرك

ملايين مستعديين يودووني وهم يضحكون ؟؟

رفع حاجبه : محد متحملج وراح يبتلش فيج غيري ..

صرخت بغضب : رجعني البيت .. بتصل على ولد خالتي زيد وإلا ناصر ولا منتك

توقف عند المنزل ونزل من بابه مسرعا متجها لبابها

تراجعت للخلف كردة فعل طبيعيه عندما فتح بابها بقوة ....صرخ بها : إنزلي

كررها آخرى بصوت اقوى : إنزلي

ردت : ابعد زين شلون انزل وأنت ساد الباب

اقترب أكثر من الباب حتى سده كلية هامساً من بين أسنانه : تدرين يبيلج تربيه

ابتسمت من تحت نقابها : عشان قلت اني رافضتك

حاول كتم غضبه ومجاراتها الهدوء هامسا : لا هذا مالج فيه قرار ...

على فكره ... تجهزي .....

قطع حديثه ... ليثير فضولها ودهشتها .... ونجح ....

ليكمل بعدها

: اليوم والا باجر بشوفج الشوفه الشرعيه

تجمدت أطرافها ... حتى وصل الجمود لقلبها ...

بينما توسعت ابتسامته وهو يشعر تماما بما تشعر به هذه اللحظه

ابتعد عن الباب لتنزل هي متعثره .. تجر ثيابها كما تجر خيبة آمالها ... وأكوام من الغيض والقهر ...

لماذا عجزت عن الرد لماذا لم تفرغ ما بداخلها لماذا تشعر بكل هذا الضعف أمامه ... كم تكرهه

وتكره نفسهااا

استقبلتها والدتها الجالسه في الصاله بالحديث مندهشه : ليش رديتي ما لقيتيهم ؟؟؟

توقفت مكانها وهي التي كانت منطلقه كالسهم قاصده غرفتها ... قالت بغضب كتمته طوال تلك الفتره معه

: يمه لو وافقتوا على الحقير صقر وأجبرتوني عليه لسوي بنفسي شي ...

ثم انطلقت للأعلى مسرعه

بينما صفقت الوالده بكفيها : لا حول ولا قوة الا بالله ...

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

صعدت إليها ... كانت تجلس على سريرها تضم ساقيها لصدرها وتدفن رأسها فيهما ...

تكلمت إليها كثيرا ... دون أن ترد عليها صمود ... كانت فقط تستمع .. دون أن ترد

ولا تنظر إليها ....

همست والدتها بحنان بعد كل ذلك الكلام : تشكين في حبي لج ياصمود وخوفي عليج ... بس جاوبيني

تشكين فيني ؟؟

ردت صمود من حجرها دون أن تنظر إليها : لا

اكملت والدتها وهي تمسح على شعرها المتطاير : زين اسمعي كلامي واحكمي بعده ولج مني اللي تبين ...

: تسمعين ؟؟؟

حركت رأسها أيجاباً... لتقول والدتها بعد أن سحبت نفسا عميقاً

: صقر عمره ما راح يقتل لج حلم ... بالعكس يمكن يعينج ويساعدج ..

ما شفتيه هو الوحيد بينا اللي يتحرك واللي نعتمد عليه بعد الله ...

في أمور يمكن محد يعرفها كثري عنه ...

تدرين ان صقر يمشي في اوراقج وعهود في التجنيس مثل ما يمشي في اوراقه واوراق دلال ...

عمره ما أظهر هالخبر ولا تمنن فيه بس من ورا لورا ...همه يأمن مستقبلكم وحياتكم ...

شلون تظنين أنه يقتلها ؟ أنت بنتي وحبيبتي والله يشهد بغلاتج عندي وخوفي عليج ...

عطيه فرصه لا تسدين الباب سيده بوجهه... عطيه وأن ما كان مثل ما قلت لج انا اول من يوقف معاج وبصفج ...

رجع أدراجه الى السياره بعد أن تركها للحظات مضت ..

وصوت مسؤوله في القسم يتردد في مسامعه مدح وثناء ثم إبلاغ بالخبر ... طرد من العمل ...

برر المسؤول موقفه وقدم اعتذاره وأنه قد حاول إقصاء مالك الشركه عن هذا القرار بعرض خدمات صقر ونشاطه

ولكن المالك كان مصر على قراره لم ينثنِ عنه

ما هون الامر على صقر ان المسؤول اعطاه رقم شركة أخرى لصاحب له تأمل فيه خير ...

لم يفتر صقر عن إخماد اللهيب المشتعل بداخله بـ استغفر الله ، و ، قدرالله وماشاء فعل ، ولا حول ولا قوة الا بالله

توقف عند تلك الشركه وترجل من سيارته إليها ... طلب من السكرتير مقابلة المدير وبعد دقائق تم اللقاء ...

وكان عند المدير خبر بقدومه وتفاصيل مفصله عنه ....رحب به ... وبعد الأستماع الى اقوال صقر ... وحديثه

ابلغه بإمكانية استلام العمل من اليوم ..... في شركته ...

مسؤول في قسم المبيعات ... براتب أقوى مقابل للمكافآت ووظيفه مريحه عن السابقه .....

لم يكن ذلك عن غفله ... ولكن مسؤول قسمه السابق وصف لصاحبه همة صقر وتفانيه واخلاصه في عمله

فأعجب الآخر به ... فكان لصقر في نفس اليوم ..... انتهاء عقد وابتداء جديد افضل منه ؟

من يصدق ؟سبحان الله

ابو سعد مسؤول الشركه بابتسامه : تقدر تتوجه لقسمك الحين وتبدأ الشغل من اليوم يا صقر

صقر وابتسامة ارتياح : باذن الله ...

" كم هو رائع ذلك النور الذي يشع بعد حلكة الظلام ، والأمل الذي يتدفق بعد تشعب اليأس ، فلا حول ولا قوة الا بالله *_^

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
[/size]

تكلم بأنفعال وهيجان : اقسم بالله يا خاله أن وافقتوا على صقر واجبرتوا صمود عليه

ليبات ف القسم بليلة ملجته وينحرم حريته وتنحرمون شوفته وانا عند حلفي

" هذا التهديد الثاني الذي تتلقاه ام فيصل من زيد ... وان كان مبطنا بنوع من الأحترام لها فقط "

ردت عليه بحزم وغضب : انت ما تستحي تكلم خالتك جذي

رد مخففا من حدة لهجته : ياخاله من حبي لكم ... ياخاله ترضين يهددني ويبعدني وياخذها مني

وانا اظل ساكت لا والله ما اسكت

ام فيصل بحده : صمود هي اللي اختارته يا زيد ووافقت عليه

زيد بصدمه : ماصدق مستحيل

ام فيصل بنفس اللهجة الحاده : لا صدق يا زيد صمود رافضتك واختارت صقر محد غصبها على شي ...

زيد ومازال غير مصدق : اكلمها اول

ام فيصل : كلمها .. وتأكد بنفسك وإذا صار اللي قلت لك عليه

زيد بعدم أستيعاب : مستحيل ...( كيف يصدق وهي من استغاثت به ؟ )

ام فيصل تشرط : اوعدني اول ... اذا سمعتها من صمود تبعد عن صقر

زيد : اكلمها اول

ام فيصل : أوعدني قبل ما تكلمها إلا لما توعدني

زيد بعد تفكير دام لحظه : بس أشوفها واكلمها مو في التلفون

ام فيصل : لك هالشي بس أوعد

زيد : اوعدج يا خاله ثم همس بتوجس : وعمي ؟؟

ام فيصل : تعال وما عليك انا أفهمه الموضوع ....

رد برااحه : اليوم ؟

ام فيصل : اليوم بعد العشــــــــا

" هو شبــــه متيقن من قرارها .... وواثق من ردها ومطمئن فهمس بالموافقه .. "

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

امسكت بيديها وعيناها مغورقه بالدموع

ام فيصل : طلبتج يمه فكي ولد خالتج منه صارت حياته بيدج ....

هالزيد راح يحطمه ويحطم خالتج ويحطمنا معاه

نظرت اليها صمود بدهشه ... ثم احتضنت كفي والدتها براحتيها الصغيره : اشصار يمه ... أي ولد خاله ...

واشيبي فيه زيد

تحدرت دمعات والدتها المحجوره في محاجرها لتشق طريقها على وجنتيها الساخنه

وكانها سكاكين تغرس في صدر صمود ....

ام فيصل : ولد خالتج ولد عمج صقر ... زيد متهدد فيه ان وافقتي عليه يسجنه ويبهدله

"... رفعت حاجبيا بدهشه ... ثم حبست ابتسامه كادت ان تفضحها اذن تحقق ما تريد ...

همست بــ : يمه اجل خلاص ما اوافق على صقر هذا احسن حل

حركت والدتها راسها بعنف ساحبه يديها : لا هذا اللي يبيه عشان يتفرد فيج ...

منتي ارخص من صقر يا صمود لا والله هالزيد ما يشم ريحتج وانا حيه

ابتلعت ريقها موضحه : مو شرط يمه ... اذا ما وافقت على صقر ... مو شرط اوافق على زيد ....

لكن والدتها مصره : تهقين بتهدى الحرب اذا رفضتيهم ؟

بيسكت زيد وما يبحارب كل من يقرب صوبج ؟؟

والا بيسكت صقر اللي اكيد راح يعرف سبب رفضج ؟

ثم غطت وجهها بكفيها وهي تلهج بالحوقله والاحتساب ...وتسقيهما الدموع

اقتربت منها صمود ورفعت كفي والدتها عن وجهها بحنان : يمه ... يعني الحين لازم اكون انا المنقذه

انقذ صقر وهو رجال .؟ حتى صقر ماراح يرضاها لنفسه ولا لي ؟

ابعدت والدتها صمود عنها : اجل نخليه يضيع في السجن وتضيع وراه امه ؟

: بس انا مو مجبوره اضيع عمري واللي بنيته

لتردف والدتها : انتي تبين زيد ؟؟؟

حركت راسها نفيا : لا

اغمضت عينيها براحه هامسه : بسس هذا اللي ابيه منج ....( ثم نظرت اليها )

بس ارفضيه وبيني له انج ما تبينه

اتسعت عينا صمود وابتسامتها وارتفعت بجسدها تقبل رأس والدتها : غاليه والطلب رخيص

لتكمل والدتها بعد تنهيده : الله يرضى عليج ...

اليوم بالليل زيد بيكون موجود

وراح يسألج وانتي تعطينه قرارج ...( ثم اكدت بلهجه تحذيريه ) صمود تراج عطيتيني كلمه

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
[/size]

القت بجسدها على القنفه التي تتوسط غرفتها العوديه ..

وضعت الألبوم على فخذيها ...فتحته بتوتر ... وأنفاس متسارعه

قلبت الصور ... لاتبحث إلا عن صورته هو ... رغم قدمها ...

لكنها تشعر بتجديدها كلما نظرت إليها ...

اعتادت فعل ذلك بين حين وحين

تصطفيه من بين الحشود ...

تتأمل ملامحه بشغف .....تراهـ

ينظر إليها ؟ يقف بقربها ؟ يهتم لها ؟

هكذا بدت عيناه في جميع الصور الجماعيه بين أبناء العم والخاله ...

في الأعياد في المناسبات أثناء اللعب ... حي واحد كان يجمعهم ببساطته وبعثرته ..

" صقر "

قلبت الصور ... وجبينها معقود .... صوره بعد صوره ... وأنفاسها المتسارعه من الخبر الذي

سمعته للتو من والدتها يهز اركانها ... وكل ما فيها

وجواهر التي لاترد على هاتفها ؟؟ من لها تحدثه فتتأكد منه ؟؟؟

ارادت الهروب إليه الى ذلك الألبوم ... ليطمئن قلبها برؤيته ...

حيث نظراته المحبه ... فتستمد منها القوة والثقه بنفسها

لكن ... ليس هذا ما تراه الآن فيه ؟؟

كيف اختلفت الصوره ؟

كانت ترى نظراته معلقه بها هي فقط ؟ وتشعر بقربه منها في كل صوره له.؟؟؟

فلماذا اختلفت النظره الآن ؟ ما الذي حدث ؟؟

تنظر إليه بعيدا ... غير مبالي .... قريب من الكل في كل صوره إلا منها ؟؟؟

ماهذه النظره يا حصه ؟؟

ما هذه النظره ؟؟؟

اهي نظرة اليقظه بعد الاحلام ؟؟ ام انها وساوس مريضه شوهت الصور ؟؟

كما شوهت مخيلتها بالأفكاار ؟؟

هل فعلا لم يكن يفكر بها ؟

لا مستحيل هي تعلم بأنه يريدها ولكنه يخشى التقدم ؟

كان يتردد خوفا من الرفض ؟؟

هذا ما يجعله صابرا كل تلك السنوات ينتظر اشارة منها ليأتي سريعا ...؟؟

نعم ... نعم .... هذا هو الواقع ....

لكن ؟؟؟

وصمود ؟ وخطبته ؟ لا لا هذا كذب ؟ ربما اراد اختبار ردة فعلها ؟

أجل ؟ مستحيل فصمود لا تناسبه ابدا

أنا .. أنا فقط من أناسبه ... أنا من يملك المستقبل له ولأولادنا ....

.

اغلقت الألبوم بقوة وهي تزفر بغضب :

ياااويلج يا صمود ان طلع هالكلام صج ... وربي ماخليج وأحطمج مثل ما حطمتيني ...

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

رشفت من القهوة التركية ... وعيناها محدقه بمن يجلس بالقرب ... متصفحا الصحيفه ..
وقد وقف طويلا عند نفس الصفحه مما يدل على سرحانه
همست ضاحكه : اللي ماخذ عئلك .... وخرجت منها ضحكات هادئه بهدوئها
التفت نايف إليها .. ثم ابتسم مكملا : يتهنا به
مشاعل : بشنو سرحان ...
نايف يسألها : ما ارجعوا أمي وخواتي ؟
مشاعل : لا اظنهم بيتأخرون ... تدري عرس وحوسه ما يخلص الا متأخر
نايف مستفسراً : وأنتي يا عسل ليش مارحتي
مشاعل تبتسم : كانت عندي مناوبه ... ما قدرت أعتذر .. بس أنا رحت أمس لعماتي
ابارك لهم واعتذرت منهم ...
وبعدين باجر الحفله الثانيه واعوض ولا يهمك
: ابتسم نايف بحنيه لتلك الشقيقه التي تختلف عن باقي شقيقاته الثلاث ...
حلما ، ورقة ، وطموحا ، وعذوبه
اكمل ساخرا : زين دام فيها تعويض !... اقول أنتو الحريم ما تطوفون هالمناسبات الا بعوض
مشاعل : ههههههههههههههه اشدعوه .. والله من باب الواجب ... والا أنا مو من ربع الهيصه والخبال
نايف رافعا حاجبه: العرس هيصه وخبال ؟ أجل عرسج شتسمينه ؟ مستشفى للمجانين ؟؟
توسعت ابتسامتها الهادئه .. ثم قالت : يعني فريت الموضوع ... قول مابي اجاوب ....
نايف : أي موضوع ؟؟
مشاعل : اللي شاغلك ومو مخليك تبطل سرحان
تنهد وكأنه يريد إخراج مابه : تدرين صقر طلع أوراق الهجره
: مجرد اسمه ينفضها ؟ فكيف بحضوره ....
ارتسمت على شفتيها ابتسامه لا تعرف مصدرها ثم كشت ابتسامتها عندما استوعبت الموضوع
: يهاجر ؟ وين
نايف : لندن .. خلاص مابقى شي ...
مشاعل باستغراب : ليش ؟ اشصار ..... شنو اللي خلاه يتخذ هالقرار
نايف : متخذه من زمن ... بس الحين مصر عليه ... وخلاص ما بأذنه ماي ...
مشاعل : وأهله وديرته يستغني عنها بهالسهوله
نايف : عجزت معاه لا تقولين .... عنده أفكار مجنونه ... بيضيع نفسه ... ويضيعنا وراه ...
وهمس بوجع / شلون نتحمل بس

مشاعل : اكلم أخته دلال
نايف : لا ... لا تجيبين سيره لأحد .. لولا ثقتي فيج ما قلت لج ...
محد يدري بقراره للحين ما بلغ أحد غيري ....
مشاعل : وتخليه يروح ؟؟؟
نايف : مو بيدي ... بس اللي مهون علي ان عندي أمل بالله ثم بخطبته
مشاعل بصدمه : خطبته !!
نايف : أي خطبته ... خطب أخت فيصل
شهقت : صمود؟؟
نايف : أي تعرفينها ؟؟؟
مشاعل بلعثمه : أي ... بس ... أي ...
نايف : للحين الخطبه مو أكيده .... بس عندي أمل بالله أن تمت أنها تثنيه عن الهجره
مشاعل باندفاع : وليش ما يفكر باللي تثبته بدال لا يختار اللي من نفس حالته ...
ما توقعت منه بعد كل هالصبر وكل هالسنين يختار هالأختيار
نايف : ليش سهله أحد يرضى فيهم ... ومستحيل صقر يذل نفسه لأحد
مشاعل بنفس الأندفاع : وليش ما يرضون ؟؟ صقر رجال مثلك وألف وحده تتمناه
ابتسم لأندفاعها لكنه رد بحسره : مو بالرجوله صاير المقياس يا مشاعل ،
المقياس الحين بالأوراق والفلوس والمناصب
حركت رأسها نافيه : مو عند الكل
نايف : عند الأغلب .... بس وينهم
مشاعل : خله يدور وراح يلقى ...
نظر إليها برهه .. ثم سألها : يعني أنتي ترضين بواحد نفس صقر
مشاعل : ليش لا ؟ قلت لك المقاييس مو بالأوراق ولو تقدم لي مثله من وصفك له وحبك له
اكيد ماراح ارفض
ابتسم ساخرا : كلام
حركت راسها نافيه : لا أكلمك جد ... يعني لا يحطم عمره ويضيع مستقبله ...
خله يفكر دام الأمور للحينها ما تمت ...
هالزواج لا هو بمصلحته ولا مصلحة بنت عمه

نايف بجديه : مشاعل ... جد لو خطبج صقر توافقين ؟؟؟
ضغطت بقوتها على الكوب بيديها وهي تهمس بإحراج وتوتر : تحسسني أنه خطبني خلاص ...
ثم ابعدت خصله من شعرها خلف أذنها هامسه : انا اقول أفتراض ...
ومازلت عند قولي المقياس عندي الرجوله مو بالأوراق
تأملها نايف بصمت لحظه ... ثم اردف بإعجاب : تحسسيني يا مشاعل ان الدنيا بخير ....

كالساعة الرمليه استنزافا وسرعه هكذا اصبحت لحظات حياتها
مالذي يحدث لماذا الأحداث تتسارع وكان احدهم يدفعها من الخلف بقوة لتسير
بكل تلك السرعه في ذلك الطريق الذي تحاول تفاديه بكل طاقتها وتخشاه
هي تتجه إليه الآن ...
دون انحراف أو توقف ؟
يااارب أغثني ....
شدة من قبضتها على الطاوله وهي تتأمل انعكاسها في المرآه ..
كم تبدو قوية ثابته... عكس ما بداخلها من اضطراب وبراكين
طرقات على الباب ثم فتح لتدخل عهود : خلصتي تراهم ينطرونج في المجلس ...
تبعتها غدير التي دخلت وجلست على السرير : وأخيرا جا اليوم اللي اشوف فيه دودي بنتي عروس
ردت عليها صمود بحده : غدير خلي ملاغتج على جنب اللي فيني مكفيني ....
غدير ترد : افا بس ... توقعتج بتفرحين
التفتت إليها عاقده حاجبيها : على شنو أن شاء الله ؟؟
حركت غدير حاجبيها : أنج تنتقمين .... لي ولج ...... هذا وقته
غدير الغبيه دائما تنجح في تغيير مسار تفكيرها ... نعم نجحت في تحريك الرماد ...
وأشعال شرارة النار بداخلها
نظرت صمود اليها وهي تستعيد تلك اللحظات ... لحظه بلحظه ... وغدير تتبتسم إليها بمكر
صمود لعهود : عهود دقايق بس أبي اكلم غدير
فهمت عهود مقصدها .. فصمود وغدير توأمتان رغم فارق السن ... ولا عجب في اشتراكهما في الأسرار
خرجت عهود بعد ان اكدت أن الكل ينتظرها في الأسفل ....

صمود لغدير : صقر تحت ؟؟
غدير : لااا .. تخيلي بس يكون موجود ؟ والله ليطربق الدنيا ... اصلا ما يدري بالسالفه ..
صمود بشبه راحه : زين صمتت ثم اكملت : وأذا كان كلام زيد صج انه خطبج عشان تهديد صقر
غدير : ولو كان صج ؟؟ انتي مقتنعه بفعلته حتى لو كان السبب صحيح
حركت راسها : لا ...وشدة على قبضتها أكثر ... بس أبي شي أقوي
غدير وفهمت مقصدها .. تريد إشعال النار اكثر بداخلها .. لا تريد أن تضعف امامه ...
تريد أن تنتقم بقوه .. كالقوة التي قصم بها ظهرها ..
غدير : جذاب ... لانه كان يحاول يتمولح معاي ويتقرب مني بس أنا
ماعطيته وجه ماظن صقر قاله هالشي بعد

صمود بتنرفز : غدير ؟
فترد غدير : والله ما جذبت ... زيد أكبر حقير
سحبت صمود نفسا عميقا واستدارت للمرآه ... وكأنها تعد ثلاثا قبل ان تطلقه .....
هامسه : مو غريبه عليه ... دومه أصلاً حقير ...
سحبت نقابها من القرب ثم لفت لفتها عليه ... وارتدت عباءتها ... لترد غدير عليها
: تنزلين بعبايه !!
صمود وهي خارجه : ايه ... ما يستاهل الحقير يشوف مني شي
ابتسمت غدير ... وهي تعلم رد صمود وما ستفعله مسبقا ....

طبطبت عليها والدتها وهي توصيها ..حتى اوصلتها المجلس ...
سحبت صمود نفسا عميقا لأكثر من مره قبل أن تتقدم ...
وهي تشعر بسخونه وجهها لأرتداد أنفاسها الحاره إليه من تحت نقابها ..
طرقت الباب بخفه .. ثم دخلت ... لتجد المجلس عامرا بـ عمها ابوخالد ، عمها ابو فهد ،
عمها ابو لافي ، زيد ، ناصر ،

زيد تفاجأ بهم كما هي تماما ... فلم يكن يتوقع وجودهم ... وكم شعر بشدة المأزق ..

ابتلعت ريقها واطلقت حروف السلام مخنوقه : السلام عليكم .....
لم تنظر إليه بعد ... لكنها تعرف انه موجود ...رد الكل وميزت صوته من بينهم
اسعفها عمها ابوخالد الذي رحب بها : هلا ف بنتي هلا بصمود تعالي قربي يابوج ..
وهو يشير الى مكان بينه وبين عمها أبو فهد ...
اقتربت بخطواتها التي حاولت قدر استطاعتها تثبيتها ...
قبلت رأس أعمامها وجلست بينهم مكوره يديها في حجرها ...
ابوخالد : وهذي بنتنا ... تكلم يا زيد ... قول اللي عندك وتأكد انه الحد بينا وبينك ...
وأنت عطيت كلمه وأن كنت رجال تكون قدها
ضاعت من عنده الكلمات ... وكأن حروفه تتطاير في السماء وهو يحاول صيدها وتجميعها ...
لم يتوقع إلا أن يكونا لوحدهما هو وهي والخاله
لكن الآن ما عله يقول ؟ الكلام الذي خطط له لا يناسب وجود أعمامها ؟؟
مسح جبينه بتوتر ثم همس بـ : .. الكل يدري اني خاطب صمود من عمر او شبه خاطبها ...
وانتم أدرى بحالها شلون راح تكون معاي بالنسبه لوضعها ومستقبلها ...
هذي حياة عمر مو يوم وأثنين ومثلك عارف يا عمي ..
ترضى يجي صقر و يهددني أخليها له ؟ بأي حق يا عمي ؟ أذا كانت تبيني وأبيها وأحنا لبعض من عمر ؟
بوخالد بعد صمت : خلصت اللي عندك
زيد : ايه
بوخالد : زيد ياولدي أن كنا نتكلم عن الحق .. فلصقر كل الحق في بنت عمه هذي الأصول ...
لكن انه يهددك يمكن مبالغه منك ..
انت واحنا واثقين ان صقر ما يطلع منه هالشي ولا يصدر منه هالتصرف ..
.ورغم كل هذا انا اقول ان القرار الاول والاخير لبنتي صمود
ان رضت فيك محد يجبرها ... وان رفضتك ... تكف شرك عنا ... وهذا اخوك وعمك بولافي شاهدين من صوبك ...
نظر زيد لناصر .. وتحركت نظراته لأبو لافي الذي يشتعل منه غضبا ...
اطرق رأســـه قائلا وهو واثق بردها مسبقا لمكالمتها له : موافق ...

نظر بو خالد لصمود القريبه : تكلمي ياصمود ... انتي موافقه على زيد ؟؟؟
واخذي راحتج يابوج ترا محد غاصبج على شي ....
" .حان الوقت لتسقيه من الكاس نفسه الذي أسقاها منه .."
هو أول أهدافها الأنتقاميه ... وحان طيه والأنتهاء منه ... رفعت رأسها نحوه ...
ستبدو قويه وهي تنطقها ... ستنفض كل ما غلف قلبها به من أكاذيب وألاعيب ....
ستحرق كل أمل وحلم علقته به ... ستستلذ برؤية الصدمه تعتلي وجهه وتتفجر في عينيه
ابو خالد : صمود موافقه على زيد ؟؟؟
: لا
احيت بكلمتهـــا بعضـــا ... وقتلت بها بعضـــــا
فرت منها دمعه ... لا تعرف اهي فرح أم هي حزن على حلم قد قضى
كررت مستلذه بالنصر : لا مو موافقه...
فز زيد صارخااا : صموووووووووود
و أمسك به ناصر ... مهدئاً اياااه .....
لتزيد هي من قهره وألمه واحتراقه .....
: مو موافقه يا زيد ...

اطلق مشعل كلماته وهو يحتضن والدته بذراعه الأيمن

أنا يابحر ماجيتك فضىول مشاهدك شفقان
أنا جيتك أبنـــــسى الياس وبعض الهم يباريني
على جالك انا جالس اسامر موجك الغضبان
أسولف له عن اوجاعي و عناي وغربه سنيني
علامك يابحر غاضب علامك تصرخ بكتمان
اناجيـــــــتك ابشكيلك وابي منك تواسيني
أنا مثلك بحر لكن وسط نفسي انا غرقان
تعبــــت ابحر مع نفـــــــــسي واسالها اناويني

لتقول ميثا بأعجاب : صح لسانك ...

وتردف والدته بأسى : والله لو تترك عنك هالكلام اللي يقطع القلب ... أنت منت ناقص ياولدي
مشعل ضاحكا : ههههههههههه يمه هو يطلع رحمه ... لو يظل في القلب يذبح
والدته بخوف : بسم الله عليك يا ولدي ... اذكر الله
مشعل يقبل راسها : لا اله الا الله ...
فهد مستدركا : أيه يمه اليوم كلمني صقر ...
: انتفضت ميثا احست بأن الأنظار كلها توجهت إليها .. كتمت انفاسها ... وفزت قائمه....
لكن فهد يوقفها: اقعدي ميثا الكلام يخصج
: لا لا لا ... تتمنى الارض تبتلعها حياء .وخجلا لن تحتمل .. هو ذلك الخبر بالتاكيد
احمرت وجنتيها ... وجلست ...
ليعلق مشعل : اشفيج سخنتي ؟
نظرت إليه بلعثمه وهي تلتمس وجنتيها : انا .. لا لا انا
والدتها بضيق: من كم يوم وهي تشتكي وجع راسها ومو راضيه تروح الطبيب
فهد بعتاب : أفا ... وليش يا ميثا
مسحت شعرها بتوتر : مافي .. مافيني شي والله ... بس صداع عادي ويروح ...
فهد : أكيد ؟؟
: ميثا تحرك راسها أيجاباً و بصمت ...وهي تعبث بأصابعها توترا
فهد : زين ...والتفت لوالدته : يمه صقر كلمني على ميثا ...
ميثا تشد من قبضتها على ثيابها .. وقلبها يكاد يخرج خارج صدرها من قوة دقاته ...
والدته : على شنو يمه ؟؟؟ اشفيها ميثا
فهد : إنها تكمل دراستها
: لم يكن الخبر سيئا لها ولا مخيبا للآمال... بل كان مريحا نوع ما ... وممهدا لما بعده ...
فقط لتهدأ نبضتها المجنونه التي تريد شق صدرها والصراخ عالياً ...
ان بقيت اكثر ستفضحها حتما ..وتلك الحمره التي كست وجهها ..
وعرق جبينها والأرتجاف الذي يهزها بوضوح ..
ام فهد : دراستها ؟؟
فهد : ايه يالغاليه مع أخته وبنت أبو فيصل
ام فهد : والله يسوي فيها خير على الأقل تاخذ لها شهاده تنفعها

: فهد : و أنا من رايج بعد ... ( التفت لميثا ) اشقلتي يا ميثا ؟؟
ميثا بأرتباك : بشنو ؟؟
مشعل المتمدد بالقرب يفز ضاحكا : صار له ساعه الأخ يتكلم ويشرح
وجايته حضرتج ببرود شنو ؟.. هههههه لا عز الله نجحتي وتخرجتي
عقدت حاجبيها بغضب : مالك شغل اسكت عني ... فهد شوفه
فهد ابتسم قائلا : اشقلتي في أنج تكملين دراستج
عبثت بأصابعها : مادري .. ( وصوت يؤنبها بداخلها ياغبيه هذا قرار صقر يعني هو يبيج تكملين عشان يخطبج ) أيه موافقه
فهد بأرتياح : خلاص أنا كلمت أبوي وقال اسألج .. على خير ان شاء الله
تنهدت براحه بعد هدوء الوضع .....تنوعت الأحاديث ....
وخرجت لتجلب الشاي والقهوة ..
وعادت في منتصف الحديث بين والدتها وفهد
تحدثت والدتها ..لفهد وهي تعبث بشعر مشعل الذي وضع رأسه على فخذها ...
فهد : ايه وان شاء الله خطبته قريبه
والدته بتحسر : والله أني تمنيتها لك و إلا لمشعل ..
مشعل : انا عارفه منو ابي .....
والدته بغيض : خلك على اللي تبي لين تطيح ضروسك
رد مشعل : يفدونها
فضربته على رأسه بخفه لترتفع ضحكاته
فهد برضا : قسمه ونصيب يمه
والدته : و أنت متى نفرح فيك يافهد
فهد : الله كريم
ميثا : فهد محد يخطب له غيري أخطب له ست البنات
مشعل محارشا لها : و أنااا
ردت عليه : لا ماخطبلك .. ماعلي فيك
رد عليها مشعل : أفااا ومنو هذي ست البنات اللي بتخطبينها للسيد فهد
ميثا بابتسامه : صمود
كشت ملامح والدتها وفهد ..

بينما أنفجر مشعل ضاحكا : هههههههههههه كان غيرج أشطر
ميثا بدهشه : شنو ؟؟
والدتها : انخطبت صمود ؟
ابتسمت ميثا وهي تمسك بدلة القهوة : والله ... ما شاء الله منو خطبها ...
والدتها : صقر
: صقر
: صقر
تجمد كل شي فيها ... حتى دقات قلبها ....
فهد يفز قائما : تآمرين على شي يالغاليه ..
والدته : سلامتك ياولدي ... سلامتك
آآآآآآآآآهــــ
صرخه انطلقت منها هزت المكان :
من اعماق أعمــاق قلبها قلبهـــــــــــــــا الموجـــوع .....
التفت اليها الكل ..
والدتها تحاول الوصول ، مشعل فز من مكانه اليها ، فهد عاد ادراجه نحوها .
احتظنت يدها وهي تطلق سيلا من الدموووع .بعد ان احترقت يدها من القهوهـ ..
صرختها بآهـ كانت أضعاف مضاعفه لذلك الألم ...لأنها لم تكن له ..
والدموع المتدفقه كالسيل .... لا توازي ذلك الألم البسيط ... لأن هناك ألم أكبر منه
قتلتها كلماتهم ... وليتهم يشعرون

تنهدت بضيق وهي تحرك رأسها : وبعدين ؟؟ما خلصنا يا زيد ؟؟
أتاها صوته : بلا .. هذه آخر مكالمه ... وآخر كلام بينا ...
ردت : اشعندك ؟
اجاب بعد صمت لحظه : ترا بنتج تلعب من وراج ... و أنتي ياغافلين لكم الله
هي اللي كلمتني وطلبت مني أفكها من صقر ...وهي اللي حرشتني عليه ...
سلام

الله اكبر لأشرقت شمس يتلاها زوال~
كيف أبفرح في صباح / مع الليل استوى

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا اله الا أنت أستغفرك وأتوب اليك
[/SIZE]

وعـود 12-03-12 10:21 PM

المعزوفه ( 17 )

عَــزْفُ المَحَـاْجِـرُ

...ترحل الأمنيات

وأبقى أنا أرقب الراحلين .. وفي العين تتراقص دمــــــــعة

لم تجدي نفعـاً أيام الاضراب عن الخروج ولا الطعام عن ثنيها عن قرارها ، سهام زيد اصابتها بمقتل ، لتطلق هي الاخرى سهامها وتحد مخالبها ضد ابنتها التي استغفلتها
، لم تكن تتوقع ذلك التصرف من صمود ، لم تتخيل انها ستفعل ذلك يوما ؟ هل اجرموا بحقها فعلا لتفعل ما فعلت ؟ ام هي من اجرم بحقهم ؟ كل ما تعرفه الان ان صمود
اصبحت خطرا عليهم وعلى نفسها ايضا ، لديها قوة وطاقه عجيبه ، لكن تحتاج من يوجهها .....
والا احرقت نفسها قبل الكل ...!

اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد

هتفت ام ناصر بالم وقلة حيرة : جان زين تاخذ زيد معاك يابو ناصر تراهـ متعبني هالولد خله يتعلم له صنعه شغله يشغل فيها عمره بدل هالهياته وفي قلبهاوالصياعه
تأمل (على الاقل يعدي زواج الناس على خير )
أيدها ابو ناصر : ايه والله صادقه .. هالولد اكل ومرعى وقلة صنعه يبيله تربيه من جديد ...

ام ناصر باشفاق : انت بس لا تشد عليه .. اخذه بالسياسه تراه كبر بدون عقل
ابوناصر : آخذه اخذه لا تشيلين همه ...
استدرك ناصر ان الحديث عن سفر قريب فهمس لوالده : يبه مسافر ؟
ابو ناصر : أي الفجر ان شاءالله ...قاصرك شي
ناصر : سلامتك يالغالي ثم اردف بعد تردد .. مو المفروض ملجتي مع ملجة صقر
ابوناصر يعقد جبينه : نرجع ويصير خير البنت مهي طايره يا ناصر ، وانت باقي على سفرك ، والا تبوني اهد اشغالي واقابلكم انتم واخوكم الاهبل
ناصر بضيق : اللي تشوفه طال عمرك ، ( يستطيع ان يدبر اموره بغير مشورة والده لكن تادبا مع والده واحتراما له لن يقدم على خطوه إلا ان تكون مكلله برضاه )
احس والده بانه قد جرح ناصر بقوله الفظ فاستدرك قائلا بابتسامه : ولا يهمك يا ولدي كم ناصر عندي ؟ انا عارف ان عقلك كبير يا بوك و أنك تفهم شغلي ؟ بس اوعدك
ملجتك اول شي اسويه بعد ما ارجع ، اشقلت ؟
ناصر بابتسامه مماثله : الله لا يخلينا منك ما بعد قولك قول .......
حرك والده راسه بابتسامه راضيا عنه ... ثم رفع هاتفه بعد ان ضغط زرا على اسم زيد .... ثواني معدوده حتى قال بحزم وتغيرت ملامحه للجديه : زيد كلم بدر قوله يحجز
تذكرتين لسنغافورهـ لي ولك واشوفك قبل الساعه 12 قدامي ...تتأخر دقيقه يا زيد ... وشوف اللي يجيك ...لم ينتظر رده لأنه اغلقه بوجهه ...

اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد

لم يجد بدا من اخبارها والايام تتوالى .. وقد استجمع كل أساليب التلطف واستعان بالخاله والشقيقه فقط ليخفف من وقع الخبر عليها .. لم يسميها هجرهـ كي لا تهجر
روحها المهزوزه جسدها الهزيل ... بل ادعى انه سفر دراسه .. وهي كذلك وان لم تكن سببا وحيدا ... شرح لها مستقبله المجهول ...ان لم يفعل .. والصورة المشرقه ان
فعل ... هي ام ويصعب عليها فراق فلذة كبدها ... كما يصعب عليها موته البطيْء امامها ...
تعلم بانه يستطيع تكفل اموره وتستطيع الاعتماد عليه ، لكنها الغربه ، ولكنه الفراق ، من يقوى عليه يا رباه ..
كتمت همها وآلامها وعزاؤها موافقته على الخطبه ... لكن الألم كان اشد فكاد يفتك بها ....
رغبتها الوحيده التي اجبرته عليها ... كانت قاصمه لظهره .... ولظهر تلك الأخرى
همست من بين ضعفها : تتزوج يالله تسافر .. والا ما رضى عليك ليوم الدين
تعلم انها لا تستطيع تحقيق ما قالت ولكنه سلاحها الوحيد لإرغامه
قال مصعوقا بطلبها : يمه شتفرق الملجه عن الزواج ... خليني ارجع واستقر ولج اللي طلبتي بس الـ
قاطعته بهدوء ملامحها المنهكه : وتضمن لو رجعت تلقاني ؟!
طعنته كلمتها ... حتى جف ريقه واختفى الهواء من صدره
شد على يدها وهو يهمس احتضارا تحت قدميها : روحي تفداج يالغاليه ... لا تقولين هالكلام
استغلت الوضع اكثر وتسلقت على جذوع حنينه : حقق لي هالأمنيه ... تزوج وفرحني ... خلي ونيس في هالبيت اشم فيه ريحتك ... ويعزيني على بعدك
كم يتمنى صقر لو يصرخ صرخه تدوى فتهز أركان العالم اجمع ... ، يااااالله الغوث ...
تعلم والدته كم هو صعب لمثل الصقر أن يربط زوجه في بيته يتركها سنوات .. لكنها ستكون أنانيه بطلبها .. تريد رائحة منه تصبرها على فراقه ... وتؤملها حقا برجوعه
...ستحتمل معاناته ... وستصر على رأيها ... وسيرضخ حتما ....

اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد

خرج الأمر من يدها فعلا ، مابين خالتها المستنجده ؟ ووالدتها الغاضبه ؟ وزيد الاحمق ؟ والآخر المتعجرف ؟ اشتعلت حربا ! فاحرقت كل شي ؟

الأسابيع القليله التي مضت بدأت الدراسه وعلى خلاف عبير وغدير هي لم تذهب لمدرستها انشغلت او اشغلت نفسها عنها بتجهيز جهازها مع شقيقاتها ودلال وحتى مريم ..
جهازا يرضيها نوعا ما ..وان كان سريعا بوقت ضيق
نعم ليست راضيه بزواجها ؟ لكنها لن تخرج بأي شي لا يناسب صمود ..
ستبقى صامده شامخه ولو انحنى عنقها تحت نصل السيف ...
ضحكت امامهن وهي تبكي قهرا ، وسايرتهن احاديثهن العاشقه وهي تستفرغ غثياناً ... وبكت دماً وهي تدعي الفرح ... لن تخبرهم ولن تظهر انها مرغمه ؟ هكذا تريد ؟ وهذا
ما ستفعل ؟

.

اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد

اسندت ظهرها لوسادتها وتصفحت الكتيب الذي بين يديها ، ( الرضا بالقضاء والقدر) ، وهي تتعتع بأحرفه حرفا حرفا لتكون كلمه فجمله ، تريد شيء ما يهون عليها امرها
ومصابها ، تريد لنفسها ان تستكين ان تهدأ بعد الاعصار الذي عصف بها اعتزلت الناس فتره حتى اهل بيتها متعلله بالوهن ، اختلست نظره لكفها المضمد ...ماهو الا حجة
.. تنهدت بعمق ثم زفرت كيف لها ان تنسى او تتغافل ذكراه ؟ ، وقد ابى الا ان ينقش في يدها ذكرى يذكرها به كل حين ، لا تبالغ ان قالت انها لم تعد تجد للحياة طعم
، ولا للضحكه سبب ، ليس صقر من خسرت ، بل هي حياة كامله رهنتها تحت قدميه .. فنحرها غير آبه بتأوهاتها ، واني له ان يسمع تلك التأوهات وهي مكتومه في الصدر ،
لا تستطيع الخروج لاقرب المقربين ، لا تكره صمود ، لكن تشعر بالغيره تنهش فؤادها عند ذكرها ، ربما نعم ، تشعر ببعض الحسد والغضب لانها اخذت شيئا كان ملكا لها
ولو باحلامها ،

وصلها صوت دلال المرح : شلونها الميثووو
رفعت ميثا راسها وهي تعتدل بجلستها ...: هلا دلول
اقتربت دلال منها وهي تتحرر من العباءة والغطاء : لا ماشاءالله عليج اليوم احسن بوايد
همست ميثا بضعف ليس من شدة الم الحرق ، ولكنه حرق بداخلها لا يعلمه سوى عالم الغيب والشهاده : الحمدلله احسن
نظرت دلال للكتيب وهي تهتف فرحا : اشوفج من الحين تتثقفين ههههههه قالوا لج على كلام صقر .. يبينا ندرس مسائي لا ومو بكيفي غصبن علي
آآه يا دلال لا احتاج للذكرى لتذكريني كُفِّي عني اسمه : حركت راسها بابتسامه فاشله وهي تهمس : أي .. مدري افكر
اعترضت دلال بمرح : لا شنو تفكرين رجلي على رجلج ... انتي وعهود غصبن عليكم مو طيب ......
ميثا تغير دفة الحديث : وينج صار لي كم يوم ما شفتج ؟
دلال تتنهد بتعب : ايه والله انشغلنا صج صج عفسه.. صبغ وأثاث وحجوزات والله دوخه الله يعينكم على فهد ومشعل اذا جا دورهم ،
ميثا بتردد : خلصتوا كل شي ؟
دلال : أي الحمدلله .. حتى غرفه النوم من شوي وصلت وهذي آخر شي ...
ابتلعت ميثاغصه كادت تاتي باجلها فورا ؟؟ سحبت نفسا ثقيلا ومسحت عرقا تصبب من جبينها... لتكمل الاخرى حديثها غير منتبهه صميد بنت عمي طالبه عرس على مستوى ثم
اطلقتها ضحكات هههههههههه والله انها تحفه هالبنت ... دوخت راسنا بطلباتها .. بس تدرين ما توقعت انها توافق
ميثا بوهن : ليش ماتوافق ؟ ابتلعت ريقها : صقر الف من تتمناه ( خانتها دمعه وهي تردد ) الله يتمم لكم على خير
دلال بدهشه : اشفيج ميثاء ليش الدموع ؟؟ فيج شي
ميثا تحرك راسها نافيه : لا لا بس تمنيت احضر معاكم واساعدكم ...
ابتسمت دلال براحه : على المساعده ادري فيج ماراح تقصرين وعمتي بعد ما قصرت ، وعن الحضور راح تعوضين بالعرس ...
انتفضت ميثا في مكانها : لتكمل دلال حديثها : كلشي صار بسرعه بس الحمدلله صراحه انجزنا اشياء كبيره ماتوقعنا نخلصها والحين ابيج تطلعين معاي نشتري ملابس العرس


حركت ميثا راسها بهستيريا : لا لا ... شلون . وو ايدي .. و انا تعباته ... لا ماقدر .. دلول لا
دلال باصرار : ميثا . تحضرين غصبن عليج مو قاعده اخيرج انا ؟ مافيج الا العافيه بس تدلعين ... تطوفين عرس صقر يعني .... قطعت حديثها عندما رات سيل الدموع ...
لتهمس دلال برعب : ميووث

فتنفجر الاخرى بين ذراعيها بالبكاء ممزقة جدار الصمت ...

اضحــك وفي آعمــاقي ألــم مكـبوت 00 أبضحك دام بدنيتي غــــالي
مابيــــه يسمـــــــع بحــة الصوت 00 وما بيه يعلم عن ردى حــالي
مابيـــه يسمــع زفـــــرة المــوت 00 لامن حـشرجت بالصـدر عالي
بالصوت اضحك والبكا بســكوت 00اضحك عشانه لو بعزّ انشغالي

هذي حالتها مع كل قطعه تدخل المنزل من ممتلكات العريس ، اطلقت اليباب فرحا ... بينما صقر يبتسم لها محيطا اياها بذراعه وهو يريها غرفته واثاثه الذي وصل : كلللووليييش
بالمبارك بالمبارك ياصقر مبروووك وليدي ياعساك اتهنى كلللووولللييييييش
لم تكن الفرحه تسعها .. فهذه الفرحه الكبيره التي انتظرتها اعوام وتمنت تحقيقها
همس لها بعد ان قبل راسها : اشرايج يالغاليه في شي ناقص ؟
دارت بعيناها فرحا ثم همست : مو ناقص الا العروس تنور غرفتها
كشت ملامحه .. ثم همس متهربا : اجل بروح اشوف باقي الشغل ..
تركها مبتعدا على دعواتها الصادقه الحنونه
: الله يوفقك ويسعدك ياولدي يا صقر مثل ما فرحت قلبي ...

اخذت المبخره ودارت فيها في ارجاء الغرفه وهي تدعوا الله لهما بالبركة والخير وتسرح باحلامها بعيدا الى ذاك اليوم الذي تحمل بين ذراعها حفيدها المنتظر ...

اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد

تكاد تفترس الكل بنظراتها ... لم تخرج من غرفتها منذ اياام تعللت باشغال المدرسه واختبارات الطالبات التي لم تبدأ بعد .. تعللت بكل ما يمكنها التعلل به ...
لكنها لن تخرج لن تسمح لهم بالنظر اليها بنظرة الشفقه والعطف ، لن تسمح لاي كان ان يسرق احلامها وتقف مكتوفة الايدي ، نااار تشتعل بداخلها كيف لها ان تهدأ..؟
مستحيل كيف مرت الايام سريعا ... حتى عملها في المدرسه لم تذهب اليه كانت تخرج بسيارتها تجوب الاماكن والشوارع الى ان يحين الانصراف ثم تعود .. تشعر بالكل ينظر
اليها باشفاق حتى الذي لا يعرفها .. تشعر بأن الكل يعلم ما بداخلها ، وتشعر ان بامكانهم ان يشاهدون ذلك الشرخ في روحها وبوضوح .. تريد التخفي من الكل ... حتى
من نفسها ان استطاعت ...
مزقت الاوراق التي امامها والتي تحتج بها على عدم الخروج ... وضربت الطاوله بقبضتها وهي تدفن راسها بين ذراعيها وتشهق قهرا والما .... مستحيل ... مستحيل ان
يحدث ذلك .. كيف انطوى حلم السنين فجأه ؟ كيف تغير مساره بعد ان حفر على الصخر سنوااات ... ايعقل انها ستشهد مراسم الاحتضار لروحها ... لا لا لن تذهب لن تفعل
... مستحيل ... وكيف ان عرفوا انك لم تحضري لانك مكسورة ...
آآآآه يااارب .... جانب منها لا يريد الذهاب ، وجانب يصرخ بها ان تفعل .. لن تضعف ... ومن انتزع منها الحق يستحق ان يتذوق من كأس المرار ... اقسم بان اريك الويل
يا صمود ... اقسم بان لا تذوقي طعم الراحه معه ... بل لن تذوقي معه شي لانه لي لي يا حقيرررره ...

.
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

طرقات على الباب تدخل بعدها غدير : مساااؤووو
عهود الجالسه على سرير صمود ترد بغيض : انتي ماتوبين عن خبالج ؟ لو موقفه قلبي الحين
غدير تغلق الباب خلفها : احسن شتبين في الحياة من حلاتها يعني ؟
عهود بسخريه : اللي يقول ضامنه آخرتج عشان تذمين دنيتج ...
غدير تتنهد : الله يغفر لنا ...وتقدمت بخطوات للامام .. سمعتوا آخر خبر ؟
عهود : اللي هو ؟
غدير تجلس على الكرسي الهزاز وهي تراقب صمود التي تجفف شعرها امام المرآه
غدير : صقر تحت
رفعت صمود حاجبها ثم اردفت بتعجب : الحين ؟
غدير: أي بس بروحه مع امي
رفعت ساعة معصمها من على الطاوله تحدق فيها : الوقت مبجر ؟
تنهدت عبير برومانسيه : الحب اعمى
صرخت صمود بهدوء : انقلعي
اردفت غدير بينما خرجت عهود للخارج :تصدقين صمود ...

صمود بانفعال مكتوم : لا ما اصدق .. واطلعي يا غدير ورا عهود ماني فاضية لج
لكن غدير تكمل حديثها : ماصدقت في يوم انج توافقين على صقر
اشغلت صمود نفسها بتصفيف شعرها لتخفي توترها : ليش مو عاجبج

غدير وهي تتأرجح بالكرسي الخشبي : بلى بس

التفتت اليها صمود مضيقه محاجرها : جنج صدقتي عمرج ؟ منو ماخذ رايج أصلا ؟ اقول اطلعي برا لا تشوفين اللي ما يسرج

عبير تفتح الباب بقوه : قاعدين هنيه !!

صمود بتذمر : اوووف كملت ؟؟ منو دازكم علي اليوم ؟

عبير بابتسامه : نبي نشبع من شوفج قبل ما تروحين عنا

صمود تضع المشط جانبا وترفع حاجبها : هذي الحسنه الوحيده بالزواج ..

عهود تعود مرة اخرى : دودي البسي وانزلي امي تبيج تحت

صمود تسال بشك : صقر تحت ؟

عهود : ايه ؟

غدير تعلق : وشحقه تلبس مو هو زوجها ؟

فترد عبير : وجع للحين ما ملجوا بعد ساعات تصير زوجته رسمي

صمود تلتفت اليهما : اكرمونا بسكوتكم ممكن !! .. ترا بالي طويل عليكم اليوم

غدير تبتسم : أي مو عروس خخخخخخخخ

رمقتها صمود بنظره اضحكتها... ثم اخذت تلف لفتها على شعرها وغطاءها

صفقت غدير وتبعتها عبير بحماااس وهما يرددان
هلا يافتنه الحفله .... هلا والفرحه أكتملت
هلا باللي سحرت كل العيون والزين كاسيها
هلا باللي القمر منها رحل يومنها طلت
هلا بدودي ومثل صقور بالدنيا أثنين مافيها

التفتت عليهن صمود رافعه حاجبيها بصدمه : بس بس يمال الوجع الحين يصدق عمره ويرفع خشمه فوق ماهو مرفوع

انفجرن بالضحك وشاركتهن عهود ... بينما نار تشتعل في جوف صمود وغصة مؤلمه لا تستطيع اخراجها ولا ابتلاعها
( ستقبى كذلك .. فهذه آخر بقايا الصمود الذي تتمسك به ... لن تبين لأحد رفضها وغلبه امرها حتى شقيقاتها ستبين للكل رضاها .. وانها من وافقت بلا ضغط ... هكذا
تحتفظ ببعض من شموخها المهشم ... كما تعتقد )

عبير تتأمل صمود حتى خرجت فهمست : ما كنت اتوقع صمود توافق على صقر
ردت غدير وهي تجلس مرتفقه : وانا ما كنت اشوفهم الا لبعض
ياطفلة القَلب الـ حزيَن !
- وش تحترين ؟
( احّبابك !!

همست من وراء الباب الشبه مفتوح : يمه !

ليعتدل هو في جلسته ... وتهتف لها والدتها : تعالي يا صمود مافي الا صقر هنيه ...
ساعات فقط تفصلهما عن عقد القران او النحر كما سمته من قبل ... دخلت ولم تلقي السلام بل جلست بعيدا عن كليهما

صقر يكسر الصمت : شلونج صمود ؟؟
اشاحت صمود بوجهها المغطى ولم ترد ؟
ولم تضغط عليها والدتها بشئ بل اكتفت بالمتابعه الصامته ....يكفي ما فعلته معها في الايام السابقه ، فلقد قست عليها كثيرا ،
صقر يحاول مره اخرى كسر الجمود : عندج أي شي تبين تقولينه او طلب قدامي وقدام امج ... ومالج الا اللي يرضيج
لم ترد صمود ليقول صقر ...: قلتي شي ماسمعت ؟
ردت بقوة : حتى لو عندي ما راح قوله الا قدام عمي بوخالد ..
رفع حاجبه متعجبا : وليش ما تقولينه الحين !!
ردت بذات القوة والثبات : هذا طلبي وانا حره متى اقوله ... وبعدين ما أضمن حقي الا قدامه
شعر صقر بالغيض والغضب من اسلوبها الاستفزازي .لكن امسك لسانه .. قال بهدوء : ماشي يا صمود لج اللي تبين ... على العموم ابيج تكونين على بينه ، ان الملجه راح
تكون على ورق من مأذون ما راح اطلعه من المحكمه رفعت راسها مستغربه ليكمل هو .. اذا الله كتب راح اسافر بريطانيا قريب .. وماراح ارجع الا ف الجنسيه .. لذا مابي
ينكتب العقد الا بتوثيق صحيح يعتمد عليه

حدقت به وتوسعت محاجرها غير مستوعبه : تسافر !

ومازالت الملامح الجاده مرسومه على وجهه عندما همس بثبات: ان شاءالله

وكأنما لاح بريق أمل من بعيد وحبل تدلى لها تبصر طرفه وحياة دبة باوصالها جعلتها تنتفض فرحا : وانــــا ؟!!

تدخلت والدتها حتى لا يرد صقر بشئ مما تخشاه : تظلين هنيه عندنا لين يرجع بالسلامه مع شهادته واثباته (لا تريد لابنتها الهجره .. لن تسمح بذلك هذا آخر ما ستسمح
به ... وهذا الامر هو.. ما اقلقها مؤخرا .. وشتت تفكيرها وكادت تتراجع عن الزواج لولا مرض شقيقتها ورجائها وافقت بعد ان اتفقت مع صقر على شرطها الذي شرطته ان
تبقى صمود بينهما )...
ردت صمود بغضب : يعني انت تثبت نفسك ، وانا اضيع .؟
ارادت والدتها النطق لكنه اشار لها بيده : اثباتي من اثباتج واكمل بهمس مو انا زوجج ؟
وجع وجع وجع قالتها ثلاثا في صدرها قبل أن تغمض عينيها وتشد قبضتها بغضب ...
اخترق صوته مسامعها : المهم هذا اللي حبيت تعرفينه
فتحت عينيها ساخره : ليش عندي حق بالقرار ؟
نهض قائلا : للاسف لا ...وعماني ولا مخلوق يدري بسالفة زيد واتصاله فاهمه ...
ارتجفت من نبرته الاخيره ( يريد تذكيرها دائما به ) لكنها تماسكت بقوة .... وكتمت انفاسها لئلا تفجر قذائفها بصدره ...غادر المجلس تاركا دوي خطواته خلفه ...
وصدى حروفه ... وبقايا عطره ....

نهضت بعده ومخالب القهر تنهشها وتدميها ... ليوقفها صوت والدتها : صمود ؟
التفتت اليها فقط دون ان تنطق بحرف ولا ان ترفع وجهها ... لان هناك سيلا من المشاعر والالم تحجزه تلك العينين وتلك الشفتين

اقتربت منها والدتها وهي تضع كفها الدافئ على كتفها هامسه بحنان : الله يوفقج يا بنتي
لم تنطق صمود ولن تحتمل ان تخرج حرفا واحدا لانه ان خرج سيندفع خلفه سيلا من الحروف والدموع هرولت بخطى سريعه الى الاعلى ...دون ان تستمع الى باقي الكلمات ...

ياْ حظّك يا طير .. تطير كانك شعرْت بخوف ....
و اْنا لى شعرْت بخوف تتطاير أحلامي ..!
ياْ حظّك .. متى تتقدّم أكثريزيـد الشـوف
.... و اْنا كلّ ما تقدّمت .. ما شفت قدّامـي

انفردت بالغرفه بعد ان تعللت بالصلاة... لتهرب من نظراتهم المتفحصه ، والعاشقه ، والمتأمله...ساعات وربما اقل يفصلها عن عقد قرانها .....وايام فقط تفصلها عن
زفافها

هـه ؟ هاهي خطاها تجر جبرا على نفس خطاهم ... وهي التي عاهدت نفسها على الصراع حتى الظفر ....
ايام قليله ستنحر بعدها احلامها لاخر قطره ... وستحيا كما هم .... اجساد خاويه ....
تاهت عيناها بين الحروف ... حتى اشتبكت عليها .. واختفت معالمها ... رمشت بتتابع لتحرر دمعه سالت بحراره على وجنتها فاحرقتها ...
اغلقت مصحفها وبقيت في محرابها رفعت كفيها ... تستغيث .... وتسال الله ان لا يضيعها ...ربما اخطأت الطريق والوسيله ... لكن .. الغريق يتعلق بقشه ! والضمآن ينخدع
بالسراب !

نغمة مسج لهاتفها الجديد تعلن وصول رساله ...امسكت به باستغراب من يعرف رقم هاتفها الجديد وللتو استلمته ! لم تخبر به احدا بعد ! فتحتها فزادت صدمتها عندما
قرأتها ؟

" مبـــــــــروك "

المرسل : زوجي

تحجرت عيناها .. ثم رمشت تتابعا لتستوعب الامر اغلقت الرسائل وفتحت السجل بحثت في الاسماء لتجده مسجل مسبقا بــ ؟ زوجي ...؟ لكن كيف ؟
اعتلت في هذا الوقت اصوات اليباب من الاسفل معلنة انتهاء الجولة حقا بعقد القران ، اصوات فرح كالخناجر تغرس في صدرها فتدمي روحها .
اطلقت تنهديده بألم وهي تحدق بالهاتف
آه كم انا غبيه انه هو من احضر الهاتف والشريحه الجديده من يكون غيره ؟ اعادت قراءتها وكانها تريد ان تستوعب ثم همست بسخريه : اذن تم الامر !!

أصبحت الان صمود شرعاً زوجة للصقر

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

عقد حاجبيه وهو يطوي الصحيفه ويضعها جانبا : قلت لج زيد هذا مو بالعه ، ولا مرتاح له ،

قدمت له فنجان الشاي هامسه : تبي شوري يابولافي ؟ زيد ولد عمها .. ، وبعدين انت قلت ان اخوك يلح عليك يبي الرد منك ومو حلوه بحقك انك ترده ...

بولافي بغضب : واقط بنتي علي واحد ما يسوى ؟ اقولج مو صاحي !

ام لافي مستدرجه : يابولافي مهما كان فيه من الطيش فهو شباب ومصيره يعقل ، وبعدين جواهر عمرها مو صغير .. خلها تتيسر وتشوف طريقها ..( بعض الاحيان نلقي بانفسنا
واحبابنا في التهلكه دون شعور او تفكير ، فقط انها الغيره والحسد ومجاراة بعضا من الناس )
تنهد بو لافي بعمق وهو يهمس : لو كان ناصر ما ترددت بس هالصعلوك ما يستاهل

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

ادارت القنوات واحده تلو الاخرى .. ثم رمت الجهاز بملل ، ناظرةً الى فجر القادمه من المطبخ بطبق المعكرونه والتي تحدثت قائله : تهقين شلون شكل حصيص الحين هههههههههه
جواهر بسخريه : اكيد ودها الارض تنشق وتبلعها ... اصلا مفضوحه قدام الكل ولو مثلت العكس
فجر وتجلس على القنفه وتاخذ الجهاز تقلب بين القنوات : مسكينه كسرت خاطري ... كل هالسنوات واخرتها ما تحصل ولا شي ؟
تنهدت جواهر ساخره : خليها من هالحال واردى ... المهم يتحقق اللي في بالي انا ... وافتكيت من صميد ...
فجر بحماس : يالله شدي حيلج هذي فرصتج
جواهر تنهض للمرآه المعلقه في وسط الحائط : أي لا توصين مخططه على خطط جهنميه هههههههههههههه ... ثم مسحت على وجهها برفق باناملها هامسه بس خل يجي يوم العرس

فجر باستدراج وفضول : شنو تبين تسوين ؟

جواهر تضحك ثم تردف : بلزق في ام ناصر واشيل واحط .. لين تقول هاالبنت ومابي غيرها هههههههههههههه
فجر وهي تأكل من صحن المعكرونه : المشكله بزيد مو بام ناصر
انتفضت جواهر بلوعه : زيد وع موضه قديمه مااالت عليه بس... حبيبتي انا مخططه على اللي اكبر منه
شهقت فجر حتى شرقت سعلت بقوه ثم اردفت : هيييه جيجي ناصر من صجج ؟؟ وعهود تراها خطيبته ؟
جواهر تقترب لتشاركها الاكل من الصحن : باللي ما يحفظها ؟ ياما ناس مالجه وتفركشت الملجه ... جت على خطبه يعني ؟
فجر بابتسامه ماكره : بس ناصر يبيها ؟
جواهر تعقد حاجبيها : ناصر خليه علي ان ماجبت راسه ماكون جواهر ..
فجر بابتسامه خبيثه اقول جيجي ما تلاحظين بنات ام فيصل مشى سوقهم ؟؟
جواهر تبلع لقمتها وتحرك يدها باشمئزاز : مالت بس .. على قولة حصيص عندهم بلى ... والا منو ميت على اشكالهم بنات ليلوه
فجر تكمل بغيض: لا وصمود هشك شك الا زواجها بعد كم يوم زين لحقنا نجهز ... وانا اقول الحركه مو طبيعيه في بيتهم وناس داخله وناس طالعه يخافون من العين يعني

جواهر : مالت بس خلينا نسلم من عيونهم ما طيح حظنا غيرهم .. ومايبونا نطلع احسن منهم ، بس على منو الزين زين لو قعد من منامه ، يقولون صقر يبي يسافر لجذي عجلوا
بالعرس ..بس احسن عشان ما تكشخ صميد ونطلع احسن منها باعراسنا .. ما يمديها جهزت شي ههههههههههههههههه
فجر تبتسم ثم تسأل: زين الحين اذا سافر صقر تسافر معاه ؟
اكلت جواهر ملعقه ثم قالت : سمعت من امي انها تظل هنيه .. يعني معلقه
فجر ساخره : خافوا يطير الرجال قالوا ندبسه بزواج مو ملجه خاف يتراجع .. جواهر تكمل : خاصه انه بيرجع بجنسيه وشهاده
فجر باستغراب : شهاده ؟؟ اشهادته ؟؟
جواهر تحرك كتفيها : مادري بيكمل دراسته هناك .. مادري شنو ناوي عليه
ثم تضيق عينيها قائله : مو هين هالصقر ... تدرين احسه بيصير شي ؟ ....
فجر بشك : تهقين ؟؟
جواهر تلعق اصابعها : شبه متاكده .... !
فجر بخبث : حرام في صمود يعني ؟
جواهر عاقده حاجبيها : قهر لو صج صار شي وصمود زوجته ....
فجر تضربها على كتفها : يوووه لا تبنين احلام ... يمكن حتى سفر ما يسافر .. حسبالج كل شي لهم بالساهل .. يوووه يا عاااايش لذاك اليوم .....
جواهر تعاود الاكل : على قولتج ... خلينا باليوم ... واحلام اليوم

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

امتلأ المنزل بالحركه في الطابق العلوي وفي الطابق الارضي ..وهمهمات وضحكات وتساؤلات ممزوجه بالنداءات المبعثره ... كحالة الفوضى في المناسبات خاصة ساعه الانطلاق
الى الفندق ...
اعادت سؤالها اكثر من عشر مرات : صمود يمه مانسيتي شي ؟؟
صمود وهي تلف طرحتها : لا يمه اخذت كل الاغراض لا تحاتين ؟
والدتها بتوتر وهي تقلب الاغراض في الحقيبه : نفنوفج ؟ واكسسوارتج ؟ وعطرج ؟ و ...
اقتربت منها صمود وهي تقبل راسها : كل شي كل شي ... ولو نسيت شي ماني بالمريخ برجع وآخذه
سادت لحظات صمت ، تكرهها كل منهما ،

[ طفلتك ] :
شابت وبكاها الجفا ..
وإهدموا أحلامها بـ/ إيدينهم ..!

دمعت عينا ام فيصل وهي تضم صمود لصدرها وتشهق بصوت مرتفع ..ابت صمود ان تشاركها اياهـ ... بل ابتلعت غصتها كعادتها وصدرها يرتفع معلنا احتجاجه ويريد تحرير صرخات
كتمتها بقوة وهي تهمس : افا يمه انا اللي اهون عليج والا انتي ؟ اللي اعرفه البنت تبجي والام تسطرها
ضحكت ام فيصل وسط دموعها وهي تمسح على رأس صمود : اللي مهون علي انج الوحيده اللي تطمنت عليها ... وراح تعرفين ان قلب الام ما يخطئ ..
رسمت صمود ابتسامه وهي تحتضنها هامسه : المهم رضاج يالغاليه

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

في ذلك الفندق المشهور ، هدية والدتها اليها ...
حجزت به مع شقيقاتها ، وكذلك دلال التي لم تصل بعد لانشغالها مع والدتها في الترتيبات ..

ساعات قلة تفصلها عن الرحيل وترك كل ذكرى خلفها كما هو الحلم

تسحب نفسا عميقا تحبسه ثم تطلقه .. هكذا كلما شعرت بالتوتر يطوق عنقها ويحبس انفاسها ....

تكاد لا تعرف تلك الفتاة التي تتاملها في المرآه الجالسه بكل استسلام بين يدي المصففه تصفف شعرها بعنايه ... وسط ضجة اغاني الحفله التي انطلقت من المسجل ...
وحرصت عهود ان تكون بالدفوف فقط ..

كم كانت صمود تنتظر هذه اللحظه ! وكم بدت مختلفه تماما !
كم كانت تراها بداية لانطلاقة حياة ! والان تراها كفن لنهايتها !

سحبت نفسا عميقا وهي تردد ... لا تضعفين ياصمود .. انتي اقوى ... فقط احسني استغلال الفرص واحسني اقتناصها ..

صرخت غدير بـــ : مفاجأأأأأهـ

التفتت صمود بعجل لمكان الصوت .. ولكنها اخذت ثواني حتى استوعبت من امامها همست بتردد : عوآآش ؟!!
ضحكت عائشه وعيناها مغورقه بالدموع ؟ بينما هتفت غدير وهي تدفعها للامام : روحي سلمي عليها لا تخافين ما يخرب المكياج

ابتسمت لها صمود وهي توبخها غير مصدقه : يالخاينه يالدب متى وصلتوا من السفر ؟ فتقدمت عائشه لتصافحها وتقبلها بحذر لكنها لم تستطع منع نفسها من احتضانها وهي
تردد بفرح : الف الف مبرووك يا دودي الف مبروووك
صمود بفرحه : الله يبارك فيج ... متى وصلتي وشلون دريتي ؟
عائشه بتوتر اللقاء والفرحه : كلمت غدير قبل كم يوم .. واتفقنا نسويها لج مفاجأه
صمود تضحك: هههههه دام فيها غدير الدب تعالي وربي اشتقت لج والله .. اجلستها بمقعد بقربها ...بينما اكملت المصففه عملها .. وصمود تتناول الحديث مع عائشه بشوق
ولهفه
تاملتها عائشه بصمت وتعجب " كم تنجح هذه الفتاة في اخفاء شعورها ومشاعرها ؟ لكني انجح اكثر في كشف ذلك الزيف وان لم تصرح بذلك غالبا ! اعلم انها تصطنع السعاده
؟ لكني لن اسالها وسأعيش معها هذه اللحظات كما هي.. وان كانت وهما ! "

عائشه : تعالي دودي ماراح تكملين دراسه
سرحت صمود بهاتفها الذي اعلن قدوم رساله .. قبل ان تنتبه لسؤال عائشه وتبتسم : اذكري شي زين .. تراني عروس الحين
دمعت عينا عائشه وهي تشد على كفي صديقتها : واحلا عروس وربي
ابتسمت صمود : واسرع عرس في العالم
عائشه تعلل : لانج طول عمرج مميزه وكل شي فيج مميز حتى عرسج
صمود بابتسامه : يالله عقبالج عواشه .. وتعزميني
عائشه بفرح : اكيد ... بس الاهم ما تنقطعين عني
ابتسمت صمود وهي تشد على يدها : وانا اقدر ؟!!

التقطت هاتفها وفتحت الرساله لتجدها من مريم
" دودي احنا رحنا صالون ثاني حصيص غثتني مارضت نجيكم
والله بموت من القهر آآه "

تنهدت صمود ثم ارسلت : ياقلبي انتي اشوفج في الصاله ^.^
وانهال بعد ذلك عليها مسجات المباركه من صديقاتها بعد ان ارسلت اليهن رقم هاتفها الجديد وزفت اليهن الخبر ...

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

اشرف على الترتيبات الاخيرهـ في الخيمه رغم وجود من يقوم بذلك الا انه يريد اشغال نفسه .. لا يريد ان يرتاح فتنهال عليه الافكار التي اصبح لا يطيقها مؤخرا ...
كم من الهموم تراكمت فوق عاتقه وكم من المسؤوليات المضاعفه التي اثقلته ، من تكاليف وديون علاج والدته سفره زواجه ، لكنه لن يفكر في شيء .. يريد الهروب من كل
ذلك ولو لساعات معدوده ...
احس بكف وضع على كتفه فالتفت الى صاحبه
مشعل : روح ارتاح ياخي معرس وهالك نفسك لو انا مكانك ما رفعت راسي عن المخده
اعاد صقر نسف قترته بطريقة مبعثره وهو يتابع العمال بناظريه : هذا عندك يا شاعر ، اما عندنا كل شي جد في جد ... معرس والا غيرهـ
مشعل يبتسم : منو انتم ؟ المحاميين مثلا ؟
توسعت ابتسامة صقر وهو يغمز بعينه قائلا والضباط بعدها انتبه مشعل لقدوم نايف ..الذي ضحك وصافحهم قائلا : احد جاب سيرتنا !!
مشعل يشير لصقر : انا برئ هذا صقر اللي يتحرش فيكم
نايف رافعا حاجبه : صج يا اخ صقر ؟
صقر عاقدا جبينه : اخاف عندك مانع يا اخ نايف ؟
ابتسم نايف قائلا لمشعل : معرس ونتجاز عنه
ضحك مشعل وكذلك نايف وصقر

نايف : ها صقر مشينا ؟؟
صقر يظر الى ساعته : بشوف الاهل اشناقصهم .. وهالخيمه للحين ما خلصت ؟ وبقت شغلات داخل البيت وغيرها ينقلونها للصاله ؟

مشعل يتكفل : ماعليك انت لا تشيل هم انا وخالد وفهد موجودين روح شوف شغلك ولا تهتم ..
صقر مؤكدا عليه : شوف خالد خلي يودي اهله الفندق ... وانت و فهد واحد يتابع الخيمه والثاني يودي الاغراض للصاله

مشعل يربت على كتفه : لا تحاتي كل شي نسويه كم صقر عندنا ؟ وكم مره يتزوج ؟ الا ان جان ناوي على بنت عمي الثانيه انا اللي من الحين اذبحك مانرضى ...

رمقه صقر ثم قال بحده : اقول مشيعل .. أكرمنا بسكوتك .... ضحك مشعل لردة فعل صقر لم يتوقع ان يغضب لذكره سيرتها امامه !

صقر : يلا اخليكم ... والله يقويكم

مشعل : ويقويك ...

غادر صقر مع نايف الذي اتي ليرافقه في ليلة فرحه ، وفرحته ،

خالد يتامله من بعيد ثم قال ضاحكا : صج انه قسمة ونصيب
مشعل يلتفت اليه : اللي هو ؟
خالد يقترب منه : الزواج ... شوفني ملجت اول واحد ؟ وبعدي خطب ناصر ؟ وبعدنا يجي صقر اللي ماكان في البال انه يفكر في الزواج يخطب ويحدد العرس واليوم عرسه

قهقه مشعل ضاحكا: قلتها قسمه ونصيب ، وتنهد ، يالله تحسن عاقبتنا وتعوض صبرنا خير .

خالد : آمين .. يلا انا رايح للاهل اوديهم ..

مشعل : الله معاك ...

ابتسم صقر عندما وقعت عيناهـ على سيارة نايف : ماشاءالله سيارة جديده ؟
التفت اليه نايف مبتسما ثم رفع يده ليلقي اليه شيئا : امسك !
بسط صقر يده سريعا ليسقط في قبضته المفتاح ورفع راسه لنايف المبتسم
ينتظر تعليقا ؟
نايف : هدية اخوي في زواجه
اقترب منه صقر اعاد اليه المفتاح وهو يدفعه عن الباب الجانبي للسائق ليركب : مجنون !
نايف يمنعه من الركوب : وربي ان ركبت هنيه يا صقر لا انت اخوي ولا اعرفك ؟
صقر بغيض : انت من صجك نايف ؟ مهديني خروف انت ووجهك ؟ هذي سياره ؟
نايف بغضب مماثل : ادري شايفني حول ؟ وبعدين ما تغلى عليك
همس صقر معللا : نايف انت عارف اني لو بغيت اشتريت مثل ما اشتريت الاثاث وغيره .. بس انا ماراح اطول كلها كم شهر ورايح
نايف بنبره متوجعه وان اخفاها : وراجع باذن الله .. بتقعد تنطرك لين ترجع .... وبعدين بشنو ناوي تمشي المدام ؟؟ لايكون بتكرفها مشي روحه ورده ؟؟؟
ابتسم صقر .. وبادله نايف الابتسامه ، ثم اتبعها صقر بدفعه قويه لنايف كادت تسقطه ارضا ليصرخ به الاخر وتتوسع ابتسامه صقر على صرخاته ... كم هو ممتن لهذا الاخ
والصديق .. كم هو رائع ان تحظى باخوة مشابهه .. لكن رغم هذا تبقى في القلب غصه ! فالعطايا وان كانت عطايا ان لم يكن باستطاعتك اهداء ما يماثلها او شبيها لها
تكون كالدين تقصم الظهر وتحرق الفؤاد ....

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

وتمضي الساعات كالدقائق ..معجلة بموعد النهاية ..

نظرت الى انعكاس صورتيهما في المرآه ثم اطلقت ضحكاتها
صمود : هههههههههههههههههههههههههه

غدير تمسح على لفائف شعرها التي لم تفتحها بعد : وه بس حاصلج ؟ قالوا عروس ترفع خشمها علينا ...

وتكمل عبير بالمثل : ترا لو احنا عرايس نصك عليج جمالا واخلاقا بس الحظ نايم

اكملت صمود ضحكاتها : ههههههههههههه والله انكم علل ... متى تفتحونها ان شاءالله ؟

عبير بتملل : غدير مو راضيه تقول آخر شي عشان ما تخرب التسريحه

صمود تعقد جبينها : وانتي شعليج فيها ؟ روحي بطليهم شكلج تحفه انتي وياها

غدير تمسك بذراع عبير : ماعليج منها .. مو شايفه نفسها بالمنظره .. لا ويمكن محتررره ما تبينا نطلع احسن منها ...

حركت صمود راسها بحركات ساخره واسكنت نظراتها على مرآتها .. كم تتمنى ان يكون هذا حلما ... وتصحى منه قريبا ... او انها ليلة احد غيرها !
لم تكلف نفسها عناء التفكير .. تجاهلت وتناست ماهي مقدمه عليه ؟ لن تفكر وكفى .. ستعيش لحظاتها ... لحظه بلحظه الى ان تلفظ انفاسها الاخيره ..
حدقت بعقارب الساعه وهي تتمنى لو باستطاعتها ايقاف الزمن هنا ... على ان لا يتقدم بها للامام ... لم يبقى شي .. ستاتي بعد ساعات سيارات الزفه تنقلها من الصالون
الى صالة الافراح

عهود تقطع سرحانها : دودي هذا عصير اشربي

نظرت اليه صمود ثم همست : ماحب البرتقال تعرفيني عهود ؟

دلال التي جلست بالقرب مبتسمه : أي انا قلت لها عشان بشرتج
صمود تعقد حاجبيها : مالت عليج زين.. بسم الله علي بشرتي ماتحتاج ...روحي يلا بدليه
دلال تلقي بظهرها على الكرسي : هييه ماني خدامه عندج ..
صمود تضرب الارض بقدمها : تقومين وانتي خوش بنت
تنهض عهود لتحل الاشكال : انا قايمه شنو تبين ؟؟
صمود : فرواله
دلال تصطنع الدهشه : يمه منج الله يستر على اخوي بس
صمود بابتسامه مكر : اذا تبونه سالم بعدوه عني كثر ما تقدرون
دلال : بسم الله على خوي .. ماجني اشوفج باجر تلحقين وراه وين مايرح
صمود وهي تعبث باظافرها الملونه : اكيد مو زوجي والا ؟
دلال تنهض من مكانها : ياااربي بس على الرومانسيه يا ناس ... يالله ترزقنا ..
ابتلعت صمود ريقها وهي تصرف دلال : دليل قومي شوفي الخبول الثنتين لحقي عليهم قبل لا يخبصون الدنيا
دلال تضحك : ههههههههههههههههه ان شاءالله
ما ان نهضت دلال حتى اطلقت صمود زفراتها التي حبستها واغمضت عينيها تسحب نفسا وتطلقه ... يآآآآآآآهـ ياااربـااهـ كم هو صعب استنزاف المشاعر من محبره قلب جافه
...

تنتفض بي عَبْرِتِيْ
.............بيـن الشهيق~

تحترق من حـرّها
...................بيض الثياب!

افتـقد في غربتي
.............معـنى|رِفِيِقْ|
امسكه .. لا هـزّني .. كثر المصاب
......................كثر المصاب
......................كثر المصاب

وعـود 13-03-12 01:20 AM


عزف المحاجر 18

( أستغفر الله وأتوب إليه )

ساعات فقط تفصلها عن مغادرة الحفل ، وأحداثه ، ساعات وينتهي عقدا من الزمان وينطوي ليبدأ غيره ، بحلوه مره ،
تنظر إليهم بلا وضوح .. لا تستطيع ان تميز الملامح .. ولا نبرات الأصوات التي اختلطت مع بعضها البعض
يرقصون أمامها فرحا ، وتتعالى ضحكاتهم الممزوجة بمشاعر السعادة والفرح ..

اقتربت دلال من تلك الجالسة بهدوء على الطاولة وكأنها بعالم آخر
لوحت بيدها أمام ناظريها لتصحو من سرحانها : هيييه ميوووث ... ميثا .. ميثاا
بارتباك انتبهت الأخرى وإحراج : هلا هلا كانتا يتحدثان بصوت مرتفع قليلا حتى يُسمع لارتفاع أصوات الأغاني والدفوف
قدمت دلال الفتاة التي معها ممسكة بيدها لميثا: ميثا هذي ميشو ، تذكرينها

نهضت ميثا من مقعدها مرحبة بمشاعل : أي أكيد ، حيالله الدكتوره تصافحتا وقبلت كل منهما الأخرى

دلال تجلس وتشير إليهن بالجلوس : حلو زين تتذكرين احد ، صراحة كنت احاتيج وبديت اشك بقواج ومقدرتج العقلية ..

ضحكت ميثا بخجل : هههههههههههه بسم الله علي ..مالت دلول فاولي بخير .

مشاعل تشاركهن الحديث : ما شفتج رقصتي يا ميثاء ؟

دلال باستخفاف : لا احنا مقعدينها هنيه وقايليلها ياوليج ان تحركتي تكملة ديكور يعني

ضربتها ميثا بخفة : وجع دلول ، يمال العافيه

مشاعل بابتسامة : ليش ما رقصتي ؟

ميثا بتعذر : تعبانه شوي ...

دلال توضح : ان تحركت تدوخ ، صارلها فترة جذي الاخت مو راضية تسوي فحوصات لذا نبي نستغل مهاراتج الطبية تقنعينها وتلينين راسها اليابس

مشاعر ضاحكة : ههههههه افا ميوث عاد عسل وراسها الين منه مافيه ..

ميثاء باحراج : تسلمين يا قلبي

دلال : والله القعده مو للمستشفى والامراض .. بس بوصيج عليها ، اغصبيها طقيها كفخيها لازم تسوي التحاليل

مشاعل : هههههههه لا ان شاء الله تنورنا بدون طق ولا تكفيخ ، صح ميثا

ميثا : ان شاءالله

كانت مشاعل تتأمل ميثا بصمت .. وكأنها تقرأ ما يجول بداخلها ... صراع ونزاع كالذي بداخلها هي تماما .. ( شكل السهم اللي صابني صايبج يا ميثا ، وتعبج هو نفسه
تعبي ، بس انتي تنرحمين يالمسكينة ...
الله يعينا ويعينج ويصبرنا ويعوضنا خير )

:

اقتربتا منهن مريم وغدير القين التحية ثم بادرت غدير بالحديث : عجايزنا آمرن بس قهوة شاهي ..؟؟ مااالت بس مالت قوموا ارقصوا تحركوا هزوا طولكم يمكن تيسرون وافتك
منكم

دلال ترمش بغنج : انا متيسره ولله الحمد ، الفال لكم ، وتحرك حواجبها بخبث ...
غدير تسحب مشاعل بيدها وميثا بالاخرى : مالت بس قوموا قوموا قاعدين مع وحده ضامنه الحياة المستقبليه ووقعت شيك القفص الذهبي ، قوموا شوفولكم صرفه لا تعطلكم
عن حياتكم وضمان مصيركم المجهول ...

ضحكت مشاعل ساحبة يدها : ياختي المستقبل عند ربج ، وعلى قولتهم لو تجري جري الوحوش غير رزقك ما تحوش
غدير ويدها على صدرها : بسم الله علي من الوحوش انا اجري جري الغزلان ... وتشوفون اليوم ما يعدي الا وانا في بيت الطاعه خخخخخخخ

.
( أستغفر الله وأتوب إليه )

.

حان الوقت ..

وكأن ذهابها أذهب معها كل بهجة وفرح، ورغم ضجة الحضور وضربات الدفوف، فالصمت هو ما يلف عالمهم، ومحاجرهم الضيِِّقة تودع بتلألؤ الدمع فيها طيفها الأبيض.
غادرت ليستقبلها صقر عند بابها بعد أن أصر على عدم الدخول للقاعة، تلقى التهنئة من والدته شقيقته وخالاته مع باقة من التوصيات المعتادة،
أحاط صمود بذراعه مسنِّدا إياها وامسك بيدها الأخرى لتتخطى عتبات السلم بسلام..
ركبا السيارة التي يقودها مشعل وخالد وتبعتهم السيارات المهنِّئة بأصوات الاغاني والابواق
جوّ السيارة هادئ الا من تعليقات مرحه يلقيها كل من خالد ومشعل على بعضهم البعض ، وكلمات تتسم بالثقل يوجهونها الى صقر فيرد عليها بالمثل
توقفت السياره ، ووصلوا اخيرا لكن ليس للمنزل ؟ فضول تمّلكها ! وحيرة لكنها رغم ذلك لم تسأل ولم تتفوه بكلمه رغم تشوقها لمعرفة الذي يحدث ؟ والى اين تذهب ،
لكنها لزمت الصمت ، وماهي الا دقائق حتى عرفت التفاصيل من الحوار الدائر بينهم . انه فندق ، وستقضي الليله هنا ..
نزل كل من خالد ومشعل لترتيب الأمور والتأكيد على الحجز ، فأصبحا في خلوة استغلها صقر في سؤالها ان كانت تحتاج لشئ ما ؟ فاكتفت بتحريك رأسها نفيا والضغط على
أصابعها غيضا
كيف يخطط لذلك دون ان يخبرها ؟ كيف تبيت الليلة وحقائبها في المنزل ؟ لم تستعد لذلك ، ألم يفكر بها ؟ يا لغبائه الـ .......

: جهزت لج جنطة باغراضج اللي تحتاجينها ،
اخترق صوته الأجش بنبرته المميزه مسامعها فاصمها عن سماع غيره ! وأخرسها حتى عن التفكير ؟ كيف عرف ما تفكر به ؟ وكيف اكتشفه ؟ أيقرأ الأفكار أيضاً!!

ردت باستنكار وصوت مهموس : أغراضي ؟ وأنت شدراك بأغراضي؟؟

: كتبت إعلان في الجريدة ؟ ( لا يترك سخريته منها أبدا ! )
ازداد غيضها : المفروض تقولي ، وبعدين شلون ... يعني فتشت أغراضي ..ما احترمت الخصوصية ؟!
: فتشت ؟ وخصوصية ؟( ردد كلماتها مستنكرا وساخرا ) أما يبيلج إعادة صياغة مصطلحات يا صمود
رنّ هاتفه فأخرجه ، تحدث بصوت واضح ، ثم تغيرت نبرته وبآن على صوته الضيق فتح الباب ونزل بقيَ قريبا من السيارة ، وهو مازال يتحدث مع المتصل بدا على حركاته
الانفعال وأطال الحديث مختلسا النظرات لها بين حين وحين ، حتى ختمها بـ ، يلا البيت !
أغلق هاتفه وسكنت حركته لحظه مسترجعا أمرا ما محدقا بالأرض ، ثم سحب نفسا عميقا واستند بظهره على السيارة .. عبث بهاتفه ثم رفع رأسه إلى السماء برهة وكأنه يحدق
بشيء ما هناك لا يراه سواه ، ودّت لو تعلم مالذي حصل ؟ وما الخبر الذي أزعجه ؟ ماذا حدث .... انشغلت بالأمر تنهشها الوساوس خوفا على أهلها .. وأقربائها ...

عادا مشعل وخالد واستقبلهما صقر .. تحدثا على عجل ... ثم ركبا السيارة .. ولم ينتهي حديثهما بعد مِمّا كشف الأوراق أمام صمود ...

لم يقبل الفندق بعقد الزواج لأنه غير موثق ، ولم يستطع صقر أن يذهب لمجادلتهم خشية على صمود الجالسة وحدها في السيارة ، حادثهم وحاول معهم في الهاتف ، لكن تبقى
القوانين المستبدة كما هي دون حراك وكأنها منزله من السماء لا تقبل التغيير !

لم يكن غضب صقر كغضب خالد ومشعل اللذين سعيا لتقديم هذه الهدية له ، فكم خاب رجاءهما واستولى الحزن على قلبيهما ، فهذا ابسط ما أرادا تقديمه له فرحا بسعادته
، وعرفانا بصنائعه ، وشكرا ومودة ، لكنه في النهاية لم يكمل ، وانقطع الحبل ، وسُدّ الباب ، ليستمر مسلسل الطعنات والخيبة من نفس القضية ، بهدف تضييق الخناق
بل إزهاق الأرواح وحرقها ثم نثر الرماد ، ساد صمت خانق جو السيارة ، حتى رطبّه صقر قائلا ،
: إلا ما قلت لي يا مشعل عسى رجعوا لكم الفلوس ؟!
أجاب مشعل بغيض يكتمه
: أي رجعوها
رد صقر : اها زين اجل ، شوف لي فيها هدية ثانية ترا منت مسموح بهدية عرسي ابيها منك
اغتصب مشعل ابتسامة
: تآمر آمر ، بدون لا تطلب هديتك واصلتك
تنحنح صقر وتب قترته
: اتحراها منك ولو بعد شهر ، لكن ما أتنازل عنها

ما كان ذلك إلا ترطيبا للجو وتلطيفا له بعد ان شعر بحرارة الأنفاس ولفَحَهُ لهيبها ، يتفهم شعورهم تماما ، ويعلم كيف هم الآن ، خيبة وغيض وحزن وغضب ، ولم يكن
اقل منهم ، لكنه حاول امتصاص غضبهم بالحديث المتقطع معهم طوال الطريق ،

غادر مشعل وخالد بعد ان انزلاهما عند منزله.. .
.

المنزل فارغ وهادئ جدا ، يخلو من الأصوات ، إلا من صوت قرآن يُتلى ، امتزج عطره برائحة الطيب المنتشرة في المكان لتتسع لها الصدور الضيقة ، وتلين وتستكين الأنفاس
المضطربة وتهدأ ، فعلا هذا ما كانت تحتاج إليه ، ويحتاجه ليطفِئ ألسنة اللهب المشتعلة في ضلوعه ..
الغريب أنها تشعر وكأنها تدخل المنزل لأول مره ، كما هو يشعر بذلك أيضا !!
أشعل الأنوار وفتح باب الغرفة لتستقبلهما الروائح الطيبة .. حِرر يدها التي أمسك بها منذ نزولها من السيارة

تقدمت ببطء للداخل وما تنفست الراحة حتى شعرت بانفراد خطواتها في المكان التفتت بحذر لتتأكد من رحيله زفرت أخرى حينما لم تجده وألقت بجسدها جالسة على السرير
الخشبي المذهب دارت بعينيها في المكان ، وكأنها تصدق مخاوفها وتوثقها بالصورة ،ازدادت ضربات قلبها وضاقت أنفاسها ، تشعر بالضعف بالخوف بالرهبه ، تشعر بالوحده
، بالخيبه ...
جميع المشاعر السيئة اجتمعت بها الآن !
رفعت عينيها عندما باغتها صوته مناديا باسمها ..
اكتفت بالتحديق الصامت له ، وغرست أناملها في فراشها ....

: مطوله !

رمشت بتتابع ،

ليردف قوله : ماراح تغيرين !
كان يقف عند باب المدخل متكئاً بكتفه الأيسر عليه ناظرا إليها وكأنه يتأملها منذ زمن

ازدردت ريقها الجاف بصعوبة ثم حركت رأسها نفيا
استغرب رافعا حاجبه مستنكرا ، وأدهشته ردة فعلها أكثر عندما انهمرت دموعها وأخذت تشهق بقوه ، دخل موصدا الباب خلفه واقترب منها جالسا
: ممكن اعرف سبب هالبجي ؟ ( لم تبكِ أمامه قط بهذا الشكل ولم ير نظرة انكسار كهذه في عينيها من قبل )
كرر سؤاله بنبرة اخف : ليش هالدموع ؟؟
أجابت بوهن : لو عرفت بترحمها
قال بحزم : جربي !
رفعت نظرها إليه ومن بين شهقاتها قالت : صقر سألتك بالله إن كانت لفيصل معزة بقلبك لا تفجعه في اخته
انتفض كمن امسك بسلك كهربائي مكشوف وجحظت عيناه غضبا : اشقصدج ؟
أكملت بخوف : لو كان اخوي فيصل حي ما كان احد يجبرني على شي بس لأني ....... ( آآه ) تأوهت من شدة قبضته على ذراعها ولفحها لهيب أنفاسه
: ادري لوين تبين توصلين يا صمود ، فاهمج عدل ، ولا تحاولين تمسكيني من ايدي اللي تعورني
أكملت برجاء وبكاء : تكفى يا صقر ما قلتها لقبلك تكفى
شد من قبضته ومازالت عيناه تلتهمها غضبا .... حتى زمجر محررا ذراعها بعنف : تكلمي
تحدثت مجاهدة الخوف والوهن الذي غزا أوصالها : رضيت فيك بظروف أنت اعلم فيها ، ولو انك ولد عمي وما يعيبك شي ، كل اللي أبيه تعطيني فرصه حتى أحس إني ما انجبرت
على قراري أنا متاكده انك محتاجها مثلي بالضبط ، ليش نبدأ غلط دام بامكانا نبداها صح

( باختصار كانت أشجع منه في التعبير عن رغبتها وان غلفتها بغلاف ملون أو بالأصح شجاعة بالدفاع عن حقوقها ومبادئها ... لكنها جرحت كبرياءه ، طعنت رجولته ، أشعلت
فيه غضب حاول قدر استطاعته السيطرة عليه )

نهض مبتعدا .. لتنادي باسمه ..: صقر انـ !
فالتفت إليها رافعا سبابته لشفتيه : جب ولا كلمه !
( نعم كان يريد ذلك ، كان يتمنى ان يخبرها بما أخبرته ، فلِمَ ثار غضبه عندما ساعدته بطرح الموضوع من جانبها ؟ الم تيسّر عليه الأمور !
توجه لمدخل صغير في الغرفة.. والتفت إليها قبل ان يدخل قائلا بحده : غيري ملابسج وأنا طالع شوي وراجع ...

لم تستطع الرد بل لم تستوعب كلماته قبل أن تدرك بأنه غادر فعلا ؟
من صوت الباب الذي أُغلق خلفه
المهم أن الأمور ستكون بخير هكذا أقنعت نفسها ، سحبت نفسا عميقا ملأت به رئتيها ثم أطلقت زفرات متتالية لتريح أعصابها المشدودة وتُهدّئ من ضربات قلبها المتسارعة

لحظات قبل أن ترتسم على طرف شفاهها ابتسامة وهي تتذكر منظر صقر الغاضب هامسة : ماشفت شي يا ولد عمي !

( أستغفر الله وأتوب إليه )

كان من المفروض أن يتناولا عشاءهما في الفندق حيث السكن ، لذا لم يفكر احد من اهله بتجهيزه لهما ولم يحسبوا له حساب ،وربما هم حتى الان لم يعلموا بعد بعودتهما
منه وإلغاء الحجز ، ، توقف عند المطعم دون أن يدرك كيف وصل ؟ ومتى ؟! ( كلماتها بل مطلبها ) أشعل بداخله غضبا بل تحديا مجنونا بعنادها وكسر رغبتها وطلبها ،
لكن صوتا رحوما بداخله انتفض طالبا الرحمة وفازعا لها متعذرا بضعفها وغربتها ،
حدّث نفسه ساخرا ماذا كنت تتخيل بل ماذا كنت ترنو من زواج على ورق وغير وثق وتحت ضغط من عدة جهات وفي ظروف صعبة كالتي حدثت . يتبعه سفر قد يكون بلا عودة !!
لكن تلك المجنونة تحتاج لـ ... قطع أفكاره صوت النادل حاملا بيده الفاتورة والطلب
اطلق تنهيدة بعد ان شكره وحرك السيارة عائدا : هـه اخترتي الشخص الخطأ للعب معه يا صمود!!

رفعت حاجبيها دهشة بعد أن اكتشفت أخيرا أين يؤدي ذلك المدخل الذي دخل فيه صقر
غرفه صغيره جدا بها بعض أغراضه وأوراقه وبآخرها بابان يبدو أن احدهما يوصل للخارج
تود لو بإمكانها الاتصال بدلال وشقيقاتها ههههه فكرة مجنونه ربما ، لكنها ستكون محفوظة الحقوق لها هههههه ، .. لا تعلم اين هو هاتفها ؟ ربما عند احد شقيقاتها
،

: واو لابتوب ؟ لم تعلم ان صقر لدية خبره فيه ؟ لم يحدثهم عنه من قبل ، ولم تره يستخدمه أبدا ؟ مدت يدها إليه تتفحصه لكن سحبتها بفزع عندما فُتح الباب ...
كان صقر حاملا بعض الأكياس معه .... وهو الأخر تفاجأ بوجودها هنا ...
توقف برهة .. قبل ان يدخل ويغلق الباب بمرفقه : تبين مساعده عشان تغيرين ؟

ابتلعت ريقها وهي تنظر لفستانها وكأنها تستوعب كلماته ليتبعها بأخرى
: هذا الحمام إذا تبين ( مشيرا بيده إلى الباب الآخر في الغرفة الصغيرة بجانب الباب الذي دخل منه )
حركت رأسها إيجابا فأردف بعد أن جلس على قنفة طولية في الغرفة
: تعالي اقعدي
أشارت لفستانها تهربا : بغيِّـر
رفع حاجبه قائلا : خليني اخلص كلامي بعدها سوي اللي تبين
حركت رأسها فأعاد كلامه : تعالي قربي
اقتربت وجلست تفرك في أصابعها توترا ونظراتها للأرض
فرك وجهه مرارا قبل أن ينطق بكلماته وكأنه ينتقيها من بين ملايين الكلمات ، وينتزعها من بئر عميق
: مثل ما قلتي وتعرفين .. زواجنا وان كان شرعي ، جا في وقت وضغوط من كل ناحية ، ويتبعه أمور الله بها عليم ، لكن كل هذا ما يمنع إني لي حق عليج ولج حق علي ،
إن احترمتيه جاج مني اللي يسرج ، ماراح أكون جاهل واهدم حياة بقصد إني ابنيها ، ولا اناني بتتبع رغباتي وتنفيذها على حساب غيري ، وتعرفين شكثر كنت معارض لزواج
دلال وخالد ، مو عيب فيه ابدا ولا انتقاص من قدره ، لكن لان الواقع فرض حضوره بهالامور ، وخلانا نقيس حتى المشاعر بالعقل ، فاطمني مو صقر اللي يقدم رغباته ويبني
حياته على موت غيره ...

أحست بماء بارد انسكب على رأسها الى أخمص قدميها ، أكمل كلامه : أبي منج الطاعة والاحترام ، لي ولاهلي ، بحضوري وبغيابي ، وانا اثق فيج ولولا ثقتي باخت فيصل
ما وافقت عليها ،
ابتسمت بذهول ...
ليكمل : لج وعد مني اشهدت عليه عماني ، بعد أربع سنين من سفري ، إن ما حققت اللي أبيه ، الخيار يكون بيدج يا صمود ، وبعطيج الفرصه تختارين وتقررين ، لكن قبل
هذا كلمتي هي كلمتج ، وحياتي هي حياتج ، وبيتي وأهلي بيتج واهلج ، ... والكلام اللي يدور هنيه في الغرفة وبيني وبينج ما يعرف فيه ثالث ...
حركت رأسها إيجابا
أكمل مميلا بجسده للأمام محتضنا قبضته بيده اليمنى : تعرفيني صبور يا صمود ، لكن لصبري حدود ، وأول حد ينتهي فيه صبري العناد ، كثر ما كنتِ متفهمه ومطيعة كنت
لج أكثر ، لكن إن بديتي العناد معاي وإلا حركاتج البايخه راح تشوفين مني وجه ما يعجبج ابدا
أرادت التحدث فأكمل : دام اسمج ارتبط باسمي فانا زوجج وطاعتي واجبه ومن صوبي ما يجيج إلا اللي يرضيج دامج عاقله وذكيه ، ولو سمعت كلمه طلعت لدلال وإلا لامي
أو غيرهم كل الاتفاق اللي بينا ينهدم
فزت قائمه : تطمن ماراح يطلع مني شي وأنا احرص منك من هالناحية
اعتدل في جلسته : تمام
أردفت : بدخل أغيـّر و .. ثم صمتت واستدارت لتغادر
وصلها صوته : لا تنامين قبل لا تتعشين ... امسكي اخذي العشا ..
التفتت له واقتربت لتمسك بالأكياس ...: وأنت ؟
عقد حاجبيه وملامحه المرهقة واضحة جدا : انأ ؟!
تراجعت للخلف خطوات : قصدي .مم تنام هنيه ؟
سكت برهة قبل أن يستوعب سؤالها ثم عقد حاجبيه هامسا بسخرية : صمود تقرين روايات ؟! وإلا متأثرة بالمسلسلات ؟
فتحت ثغرها دهشة .. ليقول ساخرا : هذا مكان احد ينام فيه ؟
انتفضت .. أحست بخيبة بل برهبة .. والأرض تدور من تحتها قبل أن يردف قائلا
: إلا إذا أنتي تنامين فيها فهذا شي راجع لج انتي
ردت بسرعة : أي أنام .. والله عادي
لترتفع ضحكاته الساخرة متمددا على تلك القنفه واضعا ذراعه على عينيه : إذا خلصتي قعديني ..

( أستغفر الله وأتوب إليه )

امتلآ المنزل بالمهنئين وأصوات الحضور بعد أن لفّهُ السكون الليلة الماضية ، وجلس الجميع ينتظر قدوم العروس لتقديم التهنئة ورؤيتها ...
الساعة تشير إلى التاسعة صباحا وطرقات خجولة تطرق على الباب
أكمل ترتيب هندامه .. بينما كانت الأخرى تجاهد لإغلاق سير حذائها ...
بث من عطره حتى انتشرت جزيئاته في أنحاء الغرفة .. وتوجه إلى الباب فاتحا إياه
: انطلقت أصوات الفرحة من الوالدة لينحني مقبلا رأسها : كلولولييييش كلولوليييييش ، مبروك يمه مبروك يا وليدي مبروك يا روح أمك
احتضنها هامسا : الله يبارك فيج يالغالية
اختلست النظرات لتلك الجالسة على السرير بفستانها الحريري وشعرها المموج ، دخلت إليها لتنهض الأخرى باستقبالها وعانقتها مباركه لها بحرارة واكتفت صمود بالصمت
، وابتسامه خجولة رسمتها على شفتيها بمهارة
استأذن حينها صقر خارجا من الباب الداخلي ... وتوالت بعدها جموع المهنئين ..

( أستغفر الله وأتوب إليه )

ابتلعت حبوب المسكن بنهم لعل عينيها تغفو وجفنيها يغلقان فيتوقف عقلها عن إعادة شريط الأحداث الخانق قاصدا قتلها ألف مرة في الثانية ، حفظت الأحداث عن ظهر غيب
بالصوت والصورة والحركات والهمسات ، نظرات الحضور والقريبات ، كانت تشعر بعمق نظراتهن التي تخترقها وتشرحها إلى ملايين القطع الصغيرة تتقاذف كالجمر المشتعل
ثم يتحول رماد فيذر مع الريح .
لم تصعد المنصة كالباقيات ولم تهنئها مثلهن بل اكتفت بمجرد التحديق بها طوال تلك الساعات التي قضتها هناك ، بل أنها لم تمنع نفسها من تتبع صمود حينما خرجت من
القاعة إلى الأخرى لملاقاة صقر والتصوير إلى أن غادروا خارجا يدا بيد ،
لم يكن انسيها في هذه اللحظات سوى جدار خلفها تستند إلية لتقوي به ضعفها ، وغطاء كان سترها فلم يكشف عن سيل غزير من الدموع تدفق من محاجرها المحمرة فأتلف مكياجها
الفاخر

أكثر ما آلمها توصيات صقر لها على صمود في المدرسة حين اجتمعت به صدفه في ممر الإدارة ، نعم أراد نقلها لأخرى لكنها هي من أصرت أن تبقى تحت عينيها بحجة أن تعينها
وتراقبها وحرصا على مصلحتها ، ومرادها أبعد من ذلك بكثير ، وجود صمود معها في نفس المدرسة فرصتها الكبرى للانتقام ، والورقة الرابحة لديها ..

( أستغفر الله وأتوب إليه )

وقف بشموخ ينسق هندامه وقترته .. بينما استفزته حركات تلك الفتاة المزعجة ..
اختلس لها النظر من انعكاس صورتها المتذمرة في المرآه .وهي تتأفف وتشبر المكان بخطواتها المبعثره : خير ان شاء الله ؟؟؟!!
اطلقت زفراتها وجلست على السرير بثيابها المدرسية ومازال شعرها منسدل على كتفيها وحجابها الابيض في حجرها
: طول عمري اروح مع الباص اشمعنى الحين لا ؟ يعني شنو اللي فرق ؟
اجاب بحده وجدية : الفرق انج الحين زوجتي وانا اقرر مع منو تروحين ووين ومتى ..
ردت بانفعال وتضجر وضيق : ياربي يا صقر افهمني شنو يقولون عني البنات لما يشوفوني معاك ما فكرت بهالشي ؟
رد ساخرا : ماظنج قصرتي معاهم وعطيتيهم كل التفاصيل
توسعت محاجرها تستوعب كلماته ! ابتلعت ريقها ثم همست بغضب : لا والله ؟
بث من عطرة واشار بسبابته لساعة معصمة : صمود الحين سبع الا عشر ... سبعه ضبط القاج برا ولو تاخرتي دقيقة بوصلج للصف بيدي مو بس لباب المدرسة

رمت بحجابها خلفه بعد ان خرج متوعده بغضب : ماراح اروح يا صقر زين ، واشوف شنو اللي راح تسويه ...

( أستغفر الله وأتوب إليه )

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

وعـود 13-03-12 01:43 AM



المعزوفة الاخيرة

عزف المحاجر

ثارت رياح الجفا وإهتزت /......أركاني

واللي /.... بقى بي سوى عبره وتنهيده
طال الألم وإنتثر صمتي من /.... أجفاني
تعبت /....... أصب الأمل بالصدر وآزيده
من غاب صارالحزن بشويش /... يرقاني

وأعلن /...... خفوي حِداده وإنتشى عيده

خمس سنوات !!

كم مرت ثقيلة وسريعة ،، ثقيلة وانا ارقب فجر ذاك الافق البعيد ، واقلب الاوراق لعلي ابلغ ما اريد ، واجلس الليالي مرتفقا فلا أنيس ولا جليس ،، سريعة بفقد من
أحب ، سريعة لانتقالي لزمن اصبحت فيه غريب ،،

من بين أهل وأحبة الى ديار غربة الى عودة قريبه ،،لكن الى من .؟

شتان بين عودة رسمتها قبل تلك السنين ، وعودة فُرضت علي تحت وطأت الصدمات وواقع مرير

فقدتُ أمي وآخر صورة رسمتها مقلتي ، ابتسامة مغتصبة ودمع محاجر علمت انه لم ولن ينضب

مسح باطراف اصابعه دمعه نفرت من محجره ، وقلب الاوراق يتأمل ذلك الخط المرتجف ، يحكي له معاناة

كتبت بدم المحاجر لا دمعها ،،

توفي عمي بوفهد وهو يتمنى شوفة ولده فهد اللي هاجر بعدك لكندا ، ماقدرنا نتصل فيه ، ولا نبلغه بالخبر ، اصلا ماندري اذا هو عايش والا لا ؟ ...

تدري صقر عمي ما طلعت له شهادة وفاة ؟؟ اندفن مثل ما يبي وتمنى بارضه ، بس ما اعترفوا فيه حتى بوفاته ؟

صقر لو عمى مات في امريكا والا كندا والا أي دوله ماتعرف حتى الاسلام ، هم بعد ماراح تطلع له شهادة وفاة ؟ صقر هو ميت بشنو راح يضرهم اذا عطوه ؟ لهالدرجه احتقارهم
للانسان اللي ربي كرمه ، لهالدرجه مافي رحمه في قلوب البشر ،، خلونا نكره في حياتنا وبعد موتنا ،

سحب نفسا طويلا قبل ان يطوي الاوراق ، واغمض عينيه توجعا والما

هكذا كان حال أمه وعمة ابو خالد ، حالت الاوراق بينه وبين رؤيتهم ، بل كانت سدا منيعا بين والدته وطلبها للعلاج ، حاول جهده ليخرجها ، كان مستعد ان يتراجع ان
يخسر كل شي فقط ان تشفى والدته وان يتيسر خروجها من الدوله للعلاج في الخارج كغيرها من المرضى ، لكن باءت محاولاته بالفشل ، فتح عينيه يغتصب صورة ربما خيالية
لواقع مشرق قريب

لن ييأس ، سيناضل من اجل نفسه ، ومن أجلهم ، ومن أجل وطنه ،،

طوال تلك الفتره التي قضاها في ايام الغربة لم يغمض له جفن ، ولم يهدأ له بال ، سعى سعيا دؤوبا لحل تلك القضية ، ولو بالتعريف بها ونشرها ،،

اجتمع مع عدة شباب يحملون القضية نفسها وغيرهم ممن اهتزت قلوبهم لها من شباب العرب وحتى الاجانب

نذروا نفوسهم لرفع الظلم ، واظهار الحق ، بالادلة والبراهين ، والحوار

انشأوا صندوقا لمساعدة الاسر المهجرة ، ولدعم القضية ، ونشروها بكل اسلوب ممكن ،،

ستشرق الشمس ولو بعد حين !

استاذ صقر !

التفت اليه يرمقه من تحت نظارته

: الجلسة بعد خمس دقائق

حرك رأسة شاكرا له ،، ثم عاد الى تنسيق اوراقه استعدادا للانطلاق

" هي جلسة تقديم مستندات وطلب التماس لحضور مؤتمر جنيف لحقوق الانسان كوفد مستقل تحت اسم حركة الكويتيين البدون >> حرصوا على ترتيب امرها منذ شهور متتالية وبذلوا
جهودا مضاعفه

من اجل ان يقبل تدويل قضيتهم ليتم طرحها دوليا

.

خرجوا من جلسة استمرت ساعات

بذلوا فيها جهدا وقدموا الحجج ،،

وصل مسامعه صدى ضحكاتها عبر الاسلاك : سويتوها يا صقر

رد عليها مسرعا بخطواته مبتعدا عن الضجيج : يعني كنتِ تشكين في قدراتنا حضرة المحامية ؟

: هههههههه لا ابدا ،، بس ما توقعت بهالسرعه ...كانت مفاجأه مو بس حقي حتى دلول وخالد والكل

صمت عند كلمتها " الكل " من بقي يا صمود لتشمله كلمة الكل ؟؟

مشعل ؟ ام فهد ؟ ام اعمامي ؟ ام والدتي ؟

رد : تيسير من الله

همست بضيق : صقر متى ترجع ؟

تنحنح قائلا : عندي خط ثاني ، اخليج الحين

: كعادته يتهرب ؟؟؟

وصلها صوته قبل الاغلاق : فمان الله

رد على المكالمة الاخرى : اهلا اهلا

مشعل : بالمهلي القاطع المشغول دوما وما يعطينا وجه
صقر : ههههه افا بس ان ما عطيت وجه لشاعرنا اعطيه لمنو ؟

مشعل : أي اضحك علينا بكلمتين .. المهم .. بشر اشصار تراني قاعد على اعصابي وكل ما اتصل مشغول والا ماترد وان ماخب ضني الخطوط مشغوله مع اهل الكويت

:ههههههههههه بشنو حاس ؟؟

: تراك تقتلني ببطء ،، قول يا صقر انعدم عندي الاحساس قول

صقر : وافقوا

مشعل : احلف !!

صقر : وافقوا يا مشعل ، وافقوا ، وبعد 6 شهور نعتلي منصة جنيف

مشعل : صقر ؟ .. انت تتكلم جد ... يعني خلاص ...

صقر : الطريق طويل يا مشعل .. بس بداية الغيث قطره

................................................. ......... قطره

.................................................. ............. قطره

امام الجهاز المحمول

رفعت يده الصغيره لتلوح بها نحو الشاشة : قول سلاااام ،، سلاااام خالو ... خالو تعال اشتقت لك

قهقه بصوت عال ثم همس : يا عيون خالك ، وانا اشتقت لك موت

احمرت وجنتاها ودارت بعينيها تتاكد من خلو المكان ، ثم همست بحرج : يلا صقر ماطول عليك

: وين تونا ؟

: بقوم انوم صقور شوفه شلون يغفي حرام

: شلون امه ؟

: دلول الحمدلله بخير ، اليوم كنت عندها

: ودودي ؟ اقصد البنت

: تجنن يادلبي عليها

: تشبهج ؟

رفعت حاجبيها : وانا شكو ؟ لا تشبه امها

ابتسم : يلا عقبال ما شوف نسختج

توسعت عيناها فشهقت : صقر باي

توسعت ابتسامته عندما اسودت شاشه الكاميرا وتبعتها رسالة معلنه خروجها من المحادثه

كان من المفروض ان تتبعه صمود بعد سنه او اثنين بالكثير بعدما يستقر ، لكن حظها كان اوفر واطيب

بحصولها على الجنسية تبعا لوالدتها ، كانت ثمرة لمراجعات كثيفه قام بها صقر منذ سنوات خلت ووكل امرها لصديقه نايف بعد هجرته ،،

لازالت تذكر نظرات صقر النازفه عبر الشاشه عندما اخبرها بضرورة انفصالهما ؟ وثورانها بوجهه واعتراضها

كانت ايام صعبة جدا بذلت فيها جهدا لتوصل رسالتها لصقر ، انت لي خير من الف اثبات وهوية

اليس غريبا طبع البشر !

الآن هو يتخلى عنها ليس حسدا منه ، ولكنه تفضيلا لها على نفسه عندما علم ان خيرا لها الانفصال ، وان لها الاولوية في اصدار القرار ،

وهي تتشبث به وبقوة

ميثا اكملت تعليمها وهي الان زوجة لنايف ووالدة لابنه صقر وابنته مشاعل

وقد عوضها الله خير لصبرها واحتسابها

د. مشاعل فتحت عياده خاصه بها ، تحتسب فيها معالجة البدون بلا اجر تبغي الاجر من الله

وعلى اتصال دائم بلجنة البدون مع صقر الذي طرح الفكره فتبنتها واجر باقي الممرضين من دعم الصندوق ،

اما ناصر هو الاخر على اتصال بصقر ،، فقد استاجر منزلا باسمه

واختاره في نفس الحي الذي يقطنه اعمام زوجته عهود ، اتخذوا منه مدرسه

مجانية وان كانت بدائية لتعليم الاطفال القراءه والكتابه وعلوم الدين يقوم عليها المتطوعين والمتطوعات من ابناء المنطقه وخارجها

صمود وميثا وعهود ودلال ،، فتحوا منزل ام صقر لتعليم النساء كبار السن القرآن وعلوم الدين ،

كل يوم صباحا وبعد العصر ، صباحا على يد ميثا وعهود ودلال

ومساء صمود وغدير وعبير ومريم فما ان يرجعن من الجامعه حتى يتفرغن للنساء

تبتسم جروحهن امام تحدي تلك النسوة ويذبل تعبهن امام دعواتهن الصادقه

همست مريم : دودي تراج ضعفانه

صمود : يعني انتي الاحسن؟

مريم : اهتمي باكلج لا يذبحنا صقر لاشافج

صمود : يجيب الله المطر

مريم : قولي الحمدلله ياقلبي على الاقل احسن من غيرج

: اللي هو انتي ؟؟

: ــــــــــــــ

: كل شي خيره يامريم ، الحمدلله على كل حال

مشعل بعد موت والده ووالدته وهجرة شقيقة فهد زاد المه وحسرته واحس بالوحده والغربه
تنهش عظامه وروحه ، أُتيحت له الفرصه في برنامج شعري استضافه فألقى قصيده استغاثة في الملك بعد الله ،
تحركت حميته وارسل اليه مُكرما اياة بحمل الجنسية السعودية
فانتقل الى المملكة واستقر بها وحصل على وظيفة تمكنه من الاستقرار مؤقتا على امل العوده ،،
الى الديار !

جواهر تزوجت من زيد ، الذي تم القبض عليه مؤخرا بتهمة حيازة مخدرات وحكم عليه بالسجن
خمس وعشرون سنه

وعهود تزوجت من ناصر وطفلهما ينبض في احشائها

حصـة ، ظلت على أمل ما لبث ان تلاشى بحصول صمود على الجنسيــة ، وتحت وطأة وضغط والديها قبلت بزوج تقدم اليها ، عاشت معه سعادة خيالية سفر وسهر وامسيات وردية
،،،
لتكتشف بعدها انه اثقل كاهله وكاهلها بالديون والقروض ثم فر خشية السجن والمدينين ،،
تاركا اياها مع ثلاث زهرات اشبه باليتيمات
فاضطرت للعمل صباحا للسداد ، ومساء لسد الحاجه ولقمة العيش ،،
رغم ان والداها وناصر لم يتركاها ولم يتخليا عنها وبناتها ، لكنها ترفض ان تكون عالة ،
وتحاول العيش بما بقي لها من كرامة ،

عبير وغدير قارب حصولهما على الشهادة واللقب اللتان حلمتا به
الدكتورة عبير ، والمهندسة غدير

صمود أكملت تعليمها في جامعة الكويت ، ولازالت بها ، تخطي خطواتها الاخيره نحو سلم المحاماة ،،
تأمل في ان تضئ سراجا وتشعل شمعة في حياة
أولئك الموءودين وان تكون سببا في تفريج الكربة عنهم ورفع الظلم والاذى

خالد مازال يستكمل اوراق الهجرة مع زوجته دلال فوجود ابنائه بلا شهادة ميلاد ،
وحرمان ابنه من الدراسة قريبا امر لن يحتمله صحيح انه تأخر لكن ان تفعل خير من ان لا تفعل

اما ثامر فلقد التحق في الجامعة الاسترالية
بعد ان انتهى من دراسته الثانوية ، كما وعده صقر تماما ولم تنقطع اخباره عن شقيقه وبن عمه صقر
بل ان صقر قام بزيارته في السنة الاخيره بعد حصولة على الهوية
وهاهو ثامر يقترب من الحلم ويشرف على التخرج بنجاح من كلية الطب ،
وحصوله على الجنسية الاسترالية

.

أحسسه/حُلم يصعّب مع مُرور آلوقـت[تفسيره] ـــ
وأحسسه/ شئ لآا يمكن يصير..و صآار..بـ/أعمآااقـي!!

وَن تُو ثري

هيييييييييييييييييييييييييييييييي

ارتفعت القبعات السوداء عالية محلقة في السماء كقلوب اصحابها التى ترفرف فرحا معلنة انتهاء عقد من زمن التعب والجد والاجتهاد ، وتكلله بالنجاح

الا قبعتها بقيت كما هي فوق راسها لا حراك ،،فعيناها ما تزال على اتساعهما صدمة مما تراه امامها

تشكككككككككككككككككككككككككككككككك

والتقطت الصورة لتحتفظ بتلك النظره الغريبه في عينيها دهشة صدمه عدم تصديق غير آبهه بضربات
شقيقاتها غدير وعبير لها للتنبية

اسرعت بخطواتها بمجرد ان اعطاها تاكيدا بابتسامته انه واقع لا حلم ،، تبعتها شقيقاتها بنظراتهن المستنكره لتصرفها الغريب ؟ حتى اتضحت لهن الصورة فاعتلتهن الدهشه
كما هي

كان يتوسط والدتها ودلال ،،

توقفت امامه تماما ورفعت راسها الى قامته الطويله ترتجف فرحا وعجبا وجنونا

بادرها بصوته الذي اكد حضورة تماما بلا شك : مبروك يا صمود كنت واثق انج قدها

لا تعلم كيف خرجت كلماتها متزنه رغم بعثرتها : صقر صقر شلون جيت ؟؟ ،، متى وصلت ؟؟،، شلون عرفت اني .......؟؟

: رفع قبعتها ممسكها بيده : المهم اني جيت !... صح !

: توسعت ابتسامتها وحركت راسها : صحين ...... فابتسم ملقيا قبعتها عاليا نحو السماء

نصبت الخيمتان إحداهما توسطت الحي والأخرى بعيدة نسبيا عنه

الأولى للنساء والأخرى للرجال

اعتلت الزينة وتزينت أرجاء الحي بأضوائها وارتفعت أصوات الدفوف والغناء واختلطت بشقاوة الأطفال ولعبهم

وهمسات الفتيات وضحكاتهن ، الضيافه على قدم وساق والسعادة ترفرف باجنحتها وان كانت على موعد للرحيل ،

ام فيصل ، ، ام ناصر وغيرهن من نساء الحي يجتمعن يتسامرن الحديث على نغم تلك الاناشيد

تبرق محاجرهن بدموع مُزجت بين الملوحة والمراره ، بين الاسف والحسره والشوق والحنين لمن تركهم ورحل ،،، وبين التسليم والرضا بالقضا والقدر ،،

كانت ليلة اجتمع فيها الغائبون بعد غربة دامت سنين اقتصت فيها الايام من صحتهم وتغذت على نزف مشاعرهم

وكانت ليلة شاهدة لاجتماع الاجساد بعد تفرقها

صقر قد أتي بالشهادة والهوية ، وكذلك مشعل وكذلك فهد وثامر ،

ليلة اجتمعت فيها الارواح بعد عناء الهجرة الطويل وشقاء الغربة الموحشة

ليلة يتزودون بها من الحنين ليكملوا ما بدءوه في مسيرتهم المتعثره ،،

فلم يعودوا من اجل البقاء ، لكل منهم مسيره وواجب عاهد نفسه على ان لا يخل به

هم كالخليه في خدمة القضية وان تفرقت اجسادهم ، فكل منهم على اتصال بالاخر ، وكل من موقعه

هذا يقوم بخدمة الضعفاء منهم وهذا نذر نفسه لتعليمهم والاخر لتمريضهم والاخر لنشر قضيتهم شعرا ومقالا ورواية

اما هي

لم تكن تحيا هذه اللحظات كما يجب فما يشغلها اكبر من ان تغفل عنه او تتجاهله

بالامس خيرها بين البقاء والهجره ، خيرها بين رفقته وعدمها ،

خيرها وليته ارغمها على احدهم ، لاول مره تتمنى ان تجبر على فعل احدهما

دون اختيار منها

كم هو صعب ان تُخير بين البقاء في وطنها بعد اعترافه بها ،، وان ترحل لانه لم يعترف بمن تُحب

اتشعر باللذه عندما يقدم لك طبق الحلوى ويُحرم منها اشقاؤك وابناؤك ؟؟

بل تكون كجرعات السم تتزقمها غصبا !

مازال حديث البارحة يتردد في مسامعها ، صوته الحزين الشجن ، في غرفتهما تحت الضوء الخافت الذي كان من المفترض ان يجلب لهما الراحة ،

: صمود تاكدي انج مو مجبوره على شي ، وتاكدي اني اكثر من راح يتفهم قرارج

: ليش يا صقر ليش ترجع الجنسية واخذتها شنو تبي بعد منهم ؟

: صح اخذتها يا صمود لكن مو هي طموحي ولا هي اللي احلم فيها ، انا ما اخذتها الا لاني بوصل للي ابيه

: وما تقدر وانت هنيه توصله

: للاسف لا ، تهقين لو اقدر بتغرب مره ثانيه ؟ مابيدي حل وعلى اكتافي ثقل وامانه لازم اوصلها

:صقر ما اشتقت لارضك واهلك ؟ تراهم اشتاقوا لك ؟ لهالدرجه هانت وهانوا عليك

هانت علي ؟؟ اصحح لج السؤال لهالدرجه هنت وهنا على ارضنا يا صمود ؟ لج فرصه واخذي راحج بالتفكير ، ولا تفكرين الا بنفسج ومصلحتج انتي

: وليش انت تفكر بغيرك ؟

ابتسم : انا غير

: صقر تكفى لا تسافر احنا محتاجينك اهلك واهل ديرتك محتاجينك ليش تتخلى عنهم

: اهلي وعيال قضيتي واللي احبهم هم سبب سفري ،، حملت نفسي همهم وما راح اتراجع لاخر نفس يطلع مني

صدت بوجهها مخفية الم فاضت به عينيها فزاد وجعه ليهمس لها بالم مضاعف

: عيشي حياتج يا صمود ، لا تربطين نفسك فينا ، جتج الفرصه استغليها

: لو كنت مكاني يا صقر ، راح تعيش حياتك بعد ؟

غادر مشعل للمملكة ، وتبعه فهد لكندا ، وكذلك ثامر الى الامارات لقبوله في وظيفة بإحدى المستشفيات ،

غادروا لتعود الوحشه الى المنازل المهجوره

الا من عطر ذكرياتهم ،،

هكذا بدت ميثا تئن وجعا وسط ديارهم ، بين ذكرى الوالد والوالده

وذكرى شقيقيها

لم تكن صمود افضل منها حالا ولا دلال رغم انهما تحاولان التخفيف عنها وجبر قلبها المحزون بفراق شقيقيها

فكلاهن مكلوم ، وكلاهن تصارع الدمع والالم

ودّعُوه على امل اللحاق به قريبا ،، دلال شقيقته وخالد بن عمه ، اوصاهما بنفسيهما والاخرين ، وسيبقى على اتصال بهما الى حين اللقاء ،

ودعه صديقه نايف الذي لم ينقطع عن زيارته بين الحين والحين وعلى اتصال ودعم دائم ومستمر له وللقضية ،،

بادلهما كلمات الوداع والوصية ، وعيناه تدور في المكان تبحث عن شيء ما ؟!

لعلها تلتقطه ، او تلمحه قريبا ....

لم يجدها بينهم ، ربما بقدر امنيته ان تبقى بين اهلها ووطنها كانت له امنية بان تأتي معه بان ترافقه

ربما تعتبر امنية انانيه نوعا ما ،، لكنها كانت تتدافع اليه وتتملكه رغما عنه ،،،

قبل ان يصعد لسيارته توقفت سيارة ناصر وعهود ترافقهم اخرى ،،، كانت هي بعينها وان كانت تتلحف تحت غطائها ... يمكنه معرفتها وتمييزها بين الالوف

بين شهيق ودموع كانت تزف الية خطواتها

تركت والدة وشقيقات مكلومات

وستترك موطنا طالما حلمت بان تحيا وتموت بين اركانه

تعلم انه لا يزال بامكانها التراجع ، والخيار لها

لكنها لا تريد ان تخسره ، ولا تريد ان تخسر عائلتها

اخبرها ان بامكانها ان تخدم القضيه من مكانها وارضها

لكنها تابى الا ان تشاطره الدعم من نفس الارض

التي سيتوسدها

ارضا لم يعرفها الا من خمس سنوات

فاعترفت به واعطته حقوقا وجعلت له مركزا

ومكانا معلوما

شتان بينها وبين ارضه ؟!

وشتان بين المشاعر التي يحملها لكلاهما ؟

فتلك بلاده وان جارة عليه عزيزة

" المطار "

ضجيج وأصوات مرتفعه خطوات بين مسرعه ومتأنيه ، صدى ضحكات وأخرى عبرآت

وبين هذا وذاك .. ترانيم عزفتها القلوب وتغنت بها الارواح .. وانشدتها الدموع..

.

~ ضبـاب أم عزف المحاجر ؟ ~

" صمـــود "

مازال الضبـاب يغلفهما .. لا ارى بوضوح ؟!

أغمضتُ عينيّ بتتابع لعل الصـورة تتضـح أكثـر !!

~ نعم اتضحت بعض الشـيء وان كان الثمن تدفق ذلك الدمع المحجور ~

ازدرت ريقي بصعوبه .. ثم شددت على يديّ اخفف من توترهما..

وقدمي تصنع مع الارض نغمه موسيقيه سريعه

~ خوف اضطراب قلق بعثرة شتات هذا ما اشعر به ~

سحبت نفسا عميقا لعلها تسكن تلك الروح المضطربه بين حناياي ...

ويستريح قلبي الذي يرقص كـ الطير الذبيح ...

وضعت يدي عليـه أتلو بعض الآيات...

أخاطب بها روحي لتستكين وقلبي المرتجف ليهدأ ويطمئن ....

وما ان سكن ...

اغمضت عيني

ارسم صورة غرفتي .. ولعبتي ..وامي .. واخوتي ...

فتحت عيني ببطئ أودع تلك الذكريات الدافئـه التي صنعتها ... فتلاشت الصوره

وتناثرت كما مشاعري واحاسيسي ...

وقعت عيني على ذاك القـادم من بعيـد ..تسـارعت خطـواتـه تبرزهـ هيبته ويسبقـه وقـارهـ

راقبتـه بصمت

عبثت يداه بأوراق تصفحها ثم دسها في الحقيبه... واقترب أكثر حتى لفحتني حرارة أنفاسه

وأشرقت ملامحـه الجاده بناظري ... تأملني قبل ان ينطق... وغزت نظراته عمق عيناي

وكأنه يبحث عن جواب لسؤال يعصف بروحه... ولأنني لا املكه أجدت فن الهروب وأشحت بنظري عنه ...

مد يده فأسرعت يدي المرتجفه للتشبث بها ..ساعدني على النهوض .. حتى استويت واقفه

شد على يدي يؤكد علي... فابتلعت ريقي الذي جف.. وحركت راسي بـ الإيجاب ..

أطلق زفرة كان قد احتبسها فتره ... وشد على يدي اكثر وهو ينطلق بي الى حيث المجهول....

تحركت خطوه ثم أبيت...لا لست أنا بل قدماي التي أبت أن تتحرك... حاولت .. لكنهما خذلاني...

خذلاني .... و ..... خذلاه ..

توقفت مرغمــه ... فتوقف هو مصـدوم ...

التفت نحوي... وتعلقت نظراته بعينـي لتمطر وجعا وحسـرهـ ..

ارتسمت على شفتيه شبح ابتسامه....فازددت ألما...

شد على يدي أكثر.... فضاعت حروفي وألجم لساني..

.

"

~ خيبــــه ~

اغمض عينيه وسحب نفسا عميقا .. وكأنه وجد جوابه...ارتخت قبضته..

فحركت راسي نافيه ...

لا اريد ان يتركني..لا اريد ان افقده

ابتسم... ولمعت عينيه ببريق ترجم احاسيسه ... وشعوره...
اقترب مني اكثر حتى لفحتني انفاسه

وهمس باذني

" صمود انتي حره

حره

حره

سحب يده .. ليعصف بروحي الضعف....

واستدار ... لاتابع طيفه يتلاشى كما الذكريات ....

صقــــــــــــــــــــــــ ر ررررر

صقــــــــــــــــــــــــ ر ررررر

صقــــــــــــــــــــــــ ر ررررر

لااااااااااااااااااااااا

دوت صرختها عاليا لتلفحها برودة صداها

.

.

.

تمت

" سبحانك اللهم وبحمدك اشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك "

# اللهم صلي على محمد وآل محمد #

fadi azar 31-10-14 04:06 PM

رد: عزف المحاجر ، للكاتبة : رواسي الامال ..
 
رواية رائعة جدا تبين معاناة البدون كتير روعة

ندى ندى 29-12-16 05:17 AM

رد: عزف المحاجر ، للكاتبة : رواسي الامال ..
 
رائعه وقمة الابداع ما شاء الله

تسلم ايدك حبيبتي ووفقك الله


الساعة الآن 10:09 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية