منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   سلاسل روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f752/)
-   -   حصري 474 - الحب المر - سلسلة الكاتبة ربيكا ونترز ( الجزء الثالث والاخير) (https://www.liilas.com/vb3/t172375.html)

زهرة منسية 17-02-12 01:00 PM

1 شباط كينغستون نيويورك

[COLOR="DimGray"
]
-بايبر داتشس دى باسترانا . ليس لديك فكرة عن مدى سعادتى لرؤيتك متزوجة أخيراً . لم تخلق المرأة لتقضى حياتها وحيدة
حمل السيد كارلسون محامى عائلة داتشس كلتا يديها فيما أظهر لها أبتسامة ساطعة وقورة
كانت غريس وأولفيا لتقهقهان ضاحكتين لو رأتا الطريقة التى ينظر بها المحامى إليها .تابع قائلاً :
-هل لى أن أكون أول من يهنئك أنت و زوجك على بداية حياة جديدة معاً ؟
[COLOR="White ]منتديات ليلاس[/COLOR]
بادلته بايبر الأبتسام آملة أن تتمكن من السيطرة على مشاعرها إلى حين خروجها من هناك وقالت :
-شكراً لأنك سمحت لنا أن نقيم المناسبة فى مكتبك سيد كارلسون إنه لطف من قبلك
أكد نك قائلاً :
-نحن ممتنان جداً لك
منذ ذلك العناق الشغوف الذى تبادلا فى نهاية الحفل أبقى نك قبضة تملكيه حول خصرها
حين وافقت بايبر على الزواج به حتى يلقى القبض على القاتل قالت له من دون تردد أنها لا تنوى إقامة أى علاقة معه وإذا لم يستطيع تحمل ذلك فهو حر فى اللجوء إلى محررته التى أبقى علاقته معها سراً
سمعته يقول للمحامى :
-لاحقاً سنقيم حفلة زفاف فى كنيسة ماربيلا للعائلة أجمع
آهـ لا لن نفعل ....
أضاف نك :
-لكننا لا نستطيع الأنتظار كل هذا الوقت لنتبادل النذور
أظهر السيد كارلسون ابتسامة عريضة ووقع نظره على خاتم الزفاف الذهبى البسيط الذى يزين اصبعها . لم يكن هذا الزفاف يطابق ذاك الذى حلمت به بايبر طوال حياتها لذا رفضت أن تأخذ شئ من نك
-يشرفنى أن تعتمدى علىّ بايبر لا شك أن والديك كانا ليباركان هذا الزواج وكانا ليشعرا بالسرور لأن حماماتهما الثلاثة الغاليات أنتقلن لبيوت ليدرنها ويهتممن بها
أعتاد والد بايبر أن يطلق على بناته أسم الحمامات الغاليات بالنسبة إلى الحمامة البيضاء الجميلة لعائلو داتشس التى كرمها الإيطاليون تكريماً لدوقة عائلة بارما . كادت بايبر تختنق من الضحك بسبب كلمات السيد كارلسون لكنها نجحت تقريباً فى السيطرة على نفسها وأجابت :
-أنا واثقة من أنهما سعيدان بذلك
-لابد أن أبويك ملهماً ليبتكرا صندوق الزوج . لا تتصورى مدى أمتنانى لأن الشيكات التى أعطيتكن إياها فى اليوم الذى أجتمعتن لتسمعن رغبة والدكن التى أدّت إلى لقائكن بأبناء عائلة فارانو
أبتسم الرجل الكبير لزوج بايبر الجديد الذى بدأ رائعاً ببذلته الحريريه الرسمية ذات اللون الأزرق الداكن فيما بدت بايبر متألقة بالفستان الأبيض من نوع الشيفون الذى أرتدته لذهاب إلى فيلا فالكون
-كما قلت لـ غريس حين أتصلت بى من مطار جنوا فى السنة الماضية إن المرأة فى حاجة إلى رجل لتكمل عالمها
بدأ أن نك يحب ما يحصل , هز رأسه موافقاً بالرغم من أنه عرف أن ذاك الأتصال كان ألتماساً للمساعدة كى تتمكن الفتيات من الإفلات منه ومن أبنى عمه فيما كانت بايبر لا تزال تبتسم ابتسامة سعادة وسلام للمحامى الذى هو صديق أبيها المخلص خطر ببالها أحد الشعارات غريس المطبوعة على روزناماتهن . لم تتمكن من مقاومة رغبتها فى مضايقة نك فقالت :
كما قلت لـ نك حين وافقت على الزواج به "إذا أردت أن تنجز عملاً ما فأطلب ذلم من امرأة"
ربما لم يدرك السيد كارلسون المغزى الكامن خلف كلماتها لكن نك فهم قصدها . نك يحتاج إلى سند يدعمه أثناء التحقيق بقضية القتل لكن ما لا يعرفه هو أن الخوف هو الذى دفع بايبر إلى الموافقة على طلب الزواج أخيراً خوفها من أن يكون نك وابنى عمه هم المستهدفين من قبل القاتل
ماذا لو قرر القاتل أن أياً من أفراد عائلة فارانو يفى بالغرض لأنه يفترض أنهم يلاحقونه ؟ هذا يعنى أن أختى بايبر تحت الخطر أيضاً . بايبر مستعدة لأن تقوم بأى شئ لمساعدة الأشخاص الذين تحبهم حتى لو أضطرت إلى مصادقة كاميلا كى تلقى القبض على لارس أما فكرة الحياة من دون أبناء عائلة فارانو...من دون نك....لم تستطيع بايبر تخيل ذلك ليس الآن
[/COLOR]

زهرة منسية 17-02-12 01:02 PM


بعد أن أتصلت بايبر بـ نك فى الفندق الذى ينزل فيه وأعطته جوابها عملا معا خلال الأيام الثلاثة التالية عليها أن تعترف أنه بفضل مجيئئه إلى شقتتها لمساعدتها تم توضيب الأغراض بسرعة فائقة أما اللحظة العاطفية بإمتياز فهى عندما طلبت بايبر منه أن يحمل رسومات زيتية كبيرة من غرفة التخزين الأرضية إلى غرفة الجلوس ليتم نقلها بحذر أستغرق ذلك من نك وقتاً طويلاً وحين دخلت بايبر رغرفة التخزين وجدته واقفاً أما تلك الرسومات يتأملها بعمق أعتبرت بايبر صمته المطلق علامة مديح على أعمالها
تلك الرسومات هى عبارة عن هدايا الزفاف التى أحضرتها لأختيها كانت بايبر تنتظر وصولهما إلى نيوريوك حتى تتمكنا من إنتقاء الأطارات المناسبة لها أظهرت أحد الللوحات ماكس منحنياً باتجاه غريس على متن سفينى البتسونى قبل أن تغطس الفتيات الثلاث منها بغية الهرب وظهرت نظرت الشغف فى عينى ماكي كما ظهرت الطريقة التى نظرت بها غريس إليه بعينيها الأرجوانيتين الرائعتين اللتين تذوبان حباً له تمكنت بايبر من التقاط نظرتهما الخاصة على قماش الكانفا وهى نظرات ملئية بالشغف والشوق أما اللوحة الأخرى فالتقطت فيها بايبر لحظة سحرية بين لوك وأوليفيا خارج كنيسة عائلة باسترانا الخاصة قبل زواجهما حيث كانا غافلين غير مدركين أن احداً يشاهدهما . كانت أوليفيا تنظر إى وجه لوك المتيم بالحب وعيناها تتوهجان بلون أزرق جذاب باهر حفظت بايبر الفنانة نظرة الشغف بينهام ونفذتها على قماش من الكانفا فى وقت لاحق
-أن الحمالين ينتظرون توضيب اللوحات نك
أتى صوته عميقاً أجش :
-رسومات رائعة ! سوف يتأثر أبنا عمى بها كثيراً
بدأت بايبر بدفع الرسم الأقرب نحو ممر الباب المفتوح وقالت :
-سيظنان على الأرجح أن اللوحات كبيرة جداً
تجاهلت بايبر مديح نك كى تخفى الأرتجاف فى صوتها . أعترض نك سبيلها وحمل اللوحة إلى الغرفة الأمامية قبل أن ينتقل إلى اللوحة الأخرى بعدئذ أشرف على عملية توضيب الأغراض قبل أن يتم نقلها بالطائرة الأمر الذى منح بايبر الوقت لتقوم بزيارة الأخيرة إلى أعلى الدرج كى ترى مالكة الشقة أعطتها بايبر المفاتيح ثم عانقتها مدركة أن لا شئ يضمن لها أن تجد هذه الشقة متوفرة حين تعود إلى نيويورك فى وقت لاحق
عندما أنطلقا إلى المطار فى سيارة نك المستأجرة نظرت بايبر إلى الخلف فى اتجاه بيتها بعينين دامعتين وبعينى مخيلتها الذهنية رأت والديها يقفان على الشرفة فى الخارج . عاشت هناك طوال السنوات الستة وعشرون من حياتها ولطالما كانت عائلتها ترفل بالسعادة لكن تلك الأيام ولت . أختاها هما امراتان متزوجتان وهى على وشك الزواج أيضاً لكن مع فرق شاسع...تزوج نك بها كى تساعده على تحقيق مبتغاه وعلى التجسس لصالحه لن تحظى بليلة زفاف حقيقية وحين تنتهى أى منفعة لهذا الزواج سوف يتم إلغاؤه
بعد أن رافقها نك على متن الطائرة وأطمان على راحتها أعتذر منها بذريعة التكلم مع الربان . تناول هاتفه الخلوى ونقر أحد الأرقام وسرعان ما سمع صوتاً مالوفاً من الجهة الأخرى يقول :
-آهـ صديقى ! هل أتكلم مع رجل متزوج الآن ؟
أحنى نك رأيسه وقال :
-نعم لكنها لاتكف عن الأعتراض
-ما دامت تضع خاتمك فى أصبعها لا شئ يهم
وهذا ما ظل نك يقوله لنفسه حين قضى ليلة زفاف معذبة تنعمت فيها بايبر بنوم آمن فى الغرفة الأخرى بينما ظل مزاجه مضطرباً . قال
-لوك....هل أنت لوحدك ؟
-نعم....أين أنت ؟
-فى المطار . هل كل شئ على ما يرام ؟
-بالطبع حين تصل إلى الفيلا ستكون العائلة مجتمعة
- ما الحجة التى أستقريت عليها أخيراً ؟
-يصادف عيد ميلاد ماكس الأسبوع القادم قررنا أنه السبب الأفضل لأجتماع العائلة كلها فاقترحت على أمى أن تقيم حفلة كبيرة له هذه الليلة لأننى سأحضر مؤتمراً يختص بصناعة رجال آليين فى يوم عيد ميلاده . قُلت لها إنك ستحاول العودة من نيويورك فى الوقت المحدد للحفلة . أسرعت أوليفيا وغريس لمساعدتها إلا أن أحداً لم يعلم أن بايبر ستطل من الباب
-عظيم ! هديتنا لـ ماكس سوف تكون بمثابة صدمة قوية
-آهـ ! أحقاً ؟
-نعم
لدى بايبر هدية لـ لوك أيضاً هدية سوف تزعزع كيانة عندما يرأها
-عملنا أنا وماكس على توفير درجة عالية من الأمن ستتم مراقبتكما حالما تطأ أقدامكما أرض نيس
أخذ نك نفساً عميقاً وعلق قائلاً :
-وعدت بايبر إنها لن تتعرض لأى أذى . أقسم بالله إذا حصل لها أى مكروه....
قاطعه لوك بقوة :
-لن يحدث شيئاً لن ندع أى خطب يحدث لأى منا بالمناسبة لن نتمكن من إقامة حفلة كهذه فى أى وقت قريب
-لماذا ؟
-فى حديث جرى بين أمى وأمك قالت أمك أن أباك سعيد جداً لأن فترة الحداد أنتهت وهو متحمس لأن يجد أبنه الوحيد حباً جديداً وهو يخطط لأن يجلس معك ويتحدث إليك حديث الأب لأبنه حالما تعود من نيويورك
تصلب فك نك وقال :
-لقد أخترت شريكة حياتى والليلة بالذات ستأخذ دوراً سوف يخدغ الجميع حتى أختيها , تعتقد بايبر أنهما فى خطر مميت وإنها قادمة لأنقاذهما
-هذا ينجح فى كل الأوقات
-أراك هذا المسا لوك
-إلى اللقاء
أقفل نك الخط وعاد إلى حجرة الطائرة كى يربط الحزام حوله إذ أن الربان كان جاهزاً للأقلاع
بدأ صوت المحركات كالموسيقى فى أذنيه . أعتمد نك على حب بايبر للمغامرة كى تقبل بما عرضه عليها حتى لو كان ذلك مخاطرة حتى الآن لم تخب ظنونه مطلقاً
منتديات ليلاس
جلست عروس نك الجديدة بالقرب منه وهى تبدو فى مزاج مثالى تصرفت بايبر بذكاء حين أبقت مشاعرها مخفية عنه لأن غرائزه البدائية كانت تهدد بالسيطرة عليها

زهرة منسية 17-02-12 09:04 PM


4- صدمة وإعجاب
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
منتديات ليلاس

أخذت السيارة السوداء المريحة الفخمة التى تحمل شعار الصقر تصعد الطريق الممتد عبر التل حتى رأت بايبر فيلا لوك فى موناكو . على غرار تلك الليلة قبل حدث الجائزة الكبرى فى شهر حزيران الماضى كانت الفيلا البروفانسية الجميلة التى يعود بناؤها إلى القرن 19 "كلو دى فالكون" تسطع بوهج جذاب
لكن الليلة حملت العديد من المفروقات . لم ترا بايبر عدد المراكب نفسه اللذى كان فى المرفأ المشهور وقد ذكرها نسيم شهر شباط البارد بأن فصل الشتاء مازال مقيماً
بالطبع , هناك فارق شاسع . منذ الصيف الماضى تزوجت التوائم الثلاث لعائلة داتشس من أبناء العم فى عائلة فارانو واليوم نك يتوقع من بايبر أن تتصرف كعروس مثالية . قد يكون هذا مستحيلاً لأن آلمها أزداد ثلاث أضعاف بعد قضاءها ليلة زفافها وحيدة فى غرفة فى الفندق محاذية لغرفة نك . أما المؤساة الوحيدة التى دفعتها إلى التحمل هى حقيقة أن كونسويلا مانور ليست هى التى تضع خاتم الزفاف الذهبى
بعد فترة وجيزة سينتقل خبر زفاف بايبر ونك إلى أفراد العائلة المجتمعين داخل الفيلا وسيتحول كل إحساس بالفرح إلى إحساس بالصدمة والدهشة والألم بل حتى إحساس بلبغض من جانب سيج عائلة باسترانا حمى بايبر الجديد حضرها نك جيداً للعب دورها :
منتديات ليلاس
- قال لها وظيفتك أيها السينيورا هى أن تبتسمى بسعادة فيما أنا أتكلم
أفترضت بايبر أنها تستطيع أن تقوم بما طلب منها حتى ذلك الحد أما الصعوبة فهى ألا تدع أختيها تلاحظان ما هو خفى خلف أبتسامتها
أحضر نك لها بذلة حريرية جديدة عاجية اللون مرصعة بأزرار من اللؤلؤ كهدية زفافهما . بدا شعر بايبر أطول مما كان عليه فى الصيف الماضى فأختارت أن تتركه منسدلاً من جانب واحد
-قبل أن ندخل أحمل لك هدية زفاف أخرى . أعطينى يدك
مال رأس بايبر نحو الرجل الذى يرتدى بذلة توكسيدو سوداء رائعة فى مؤخرة السيارة الليموزين . لم يتلامس جسداهما قط لكن بايبر شعرت بتلك الهالة الرجولية المسكرة فيما تنشقت أريج الأزهار الذى يفوح منه . بقلب يتمزق مدت يدها اليمنى نحوه فقال نك بصوت ناعم عميق حرك عواطفها :
-يدك الأخرى
-لدى محبس ذهبى
-أنت عروس عائلة باسترانا الملكية وعائلة بارما بوربون الآن أختطف يدها اليسرى من حضنها
-هذه اللؤلؤة المسمأة دمعة القمر(ليلاس) هى إرث ينتقل عبر الأجيال . لا أحد يستحق أن يضعها إلاعروس أنجليزية ذات شعر ذهبى مغزول
كلماته هذه جعلتها عاجزة عن الكلام وحين أخفضت بايبر نظرها نحو اللؤلؤة البيضاء المستديرة الضخمة والمخرمة بالذهب والتى أستقرت بجانب المحبس الذهبى حبست أنفاسها
أستغل نك حالتها المدهوشة تلك فرفع يدها نحو شفتيه وقبل راحة كفها
شعرت بايبر بالأرتجاف بسبب ملامسته لها فأزاحت يدها بعيداً وقالت :
-أنا....أنا لا أستطيع أن أضع هذه
تجهمت تعابير وجهه وأجاب :
-إذا لم تفعلى لن يقتنع أهلى بأن زواجنا حقيقى
صاحت بايبر بقلق :
-لكن هذه مسؤولية كبيرة . ماذا لو أضعتها ؟
-وماذا لو فعلت ؟
-نك ! لا تتظاهر بالامبالاة . هذه اللؤلؤة لا تقدر بثمن وهى ذات قيمة تاريخية . أخشى حدوث مكروه لها . هل نسيت أن السبب الوحيد لإجتماعنا معاً هو مسألة مجموعة الدوقة المسروقة ؟
جاء جواب نك البرئ :
-لم أنسى شيئاً
ما لبث أن أردف :
-لا تنظرى الآن , لكن تم الأعلان عن وصولنا وهاهما أختاك تتبعان أبنى عمى إلى الباب الأمامى أقتربى من حبيبتى
ضاعت شهقة الدهشة التى كادت تفلت منها فما أنحنى نك نجوها ليعانقها . عانقها بشغف كما تمنت أن يفعل دوماً...عانقها كأنها أهم شخص فى عالمه
نك.....! أحست بايبر بغصة فى قلبها لعلمها أنه فعل ذلك للتظاهر فحسب . كيف يمكنه أن يعانقها بمثل ذاك الشغف المطلق فيما هو مغرم بأخرى ؟ منذ اللحظة التى قالت فيها بايبر "أقبل" غدت كل أفعاله وتصرفاته وتعليقاته جزءاً من دور يلعبه . شعرت بايبر كأن خاتم اللؤلؤة يسخر منها لكنها ترسخت الآن فى تلك الخدعة وفات الأوان على التراجع وافقت على مساعدة نك فى التحقيق لأجله ولأجل عائلته ولأجل أختيها الحبيبتين . صحيح أنه تم توظيف رجال آمن كى تتجنب العائلة وقوع حادثة قتل أخرى لكن عمل بايبر ينقضى أن تندس فى عائلة روبلز وترى إن كان بإمكانها أن تعلم شيئاً عن القضية
قام أحدهما بفتح الباب من جهتها فى السيارة الليموزين قبل أن ينتهى عناقهما كما لو أنهما قصدا أن يتم ضبطهما متلبسين وهما يتعانقان , فلا تستطيع أختاها أن تسيئا فهم ما حدث
- بـــايــــبـــــر !
همس نك فى شعر بايبر من غير توقع :
-سأدعك الآن
ثم أفلتها لتتلقى صيحات أختيها المتحمستين اللتين راحتا تشدانها إلى خارج السيارة
مضت اللحظات القليلة التالية وهن يقفزن ويتعانقن ودموع الفرح تملأ عيونهن . مضى الكثير من الوقت منذ رأتهما لآخر مرة.....
أنتفضت أولفيا قائلة :
-أنت تضعين زهوراً صفراء !!!!
وقالت غريس :
-دعينا نرى يدك اليسرى
مدت بايبر لهما يدها كى يمعنا النظرات إليها . لهثت الأختان لرؤيتهما حجم اللؤلؤة وجمالها . سألتها غريس :
-متى تزوجتما ؟
أبتلعت بايبر ريقها بصعوبة وأجابت :
-نهار أمس
همهمت غريس محاولة أن تفهم ما سمعته لتوها :
-نهار أمس . الأول من شباط !
-صاحت أوليفيا :
-أين ؟
-فى مكتب السيد كارلسون
التوت شفتا أوليفيا إلى أعلى وقالت :
-لابد أنك تمزحين
-لا ! لن تصدقى كم بدأ الأمر مرحاً
طيلة الدقائق القليلة التالية بقيت بايبر تمتعهما بالتفاصيل حتى أخذتا تقهقهان من الضحك ما وفر لـ بايبر تغطية ممتازة كى تخفى الحقيقة المروعة بأن زوجها ليس مغرماً بها . تمعنت بوحهى أختيها المألوفتين الغاليتين على قلبها إلى حد لا يوصف ثم قالت :
من منكما ستحظى بطفلها أولاً ؟
لسعتها نظرات غريس اللأذعة حين ردت قائلة :
- لا تقولى أنك أنت من ستفعل !
أتسمى بايبر أظهر أبتسامتك كى لا تكتشف غريس وجود خطب ما
-على الأقل نعرف أن طفلى سيكون الأخير أما السؤال هو من منكما تتوقع الحصول على طفلها قبل الأخرى .أنت أم أوليفيا ؟
ظلت غريس تنظر إلى بايبر مما جعل بايبر تضطرب أكثر ثم قالت :
ظننت أنك لن تسامحى نك مهما فعل
كررت أوليفيا بصوت رزين :
-وأنا أيضاً
ثم أضافت :
-كما أتذكر قلت لى أنه عدوك اللدود عليك أن تعترفى أن زواجك منه فى اليوم الأول من حريته بعد فترة الحداد يبدو غريباً بعض الشئ إلا إذا كنتما تتواعدان خفية
أرادت بايبر أن تقول شئ ليزيل أى شكوك تتمحور حول زواجها من نك نقلت نظراتها من أخت إلى أخرى وقالت :
- أريد أن أعترف لكما بشئ
سألتا فى الوقت عينه :
-مـــاهـــــو ؟
-قصدت محللاً نفسياً فى شهر آب الماضى وقد ساعدنى على تصويب مشاعرى نحو الجهة الصحيحة
عبست عريس وعلقت :
-منذ متى تحتاج توائم عائلة داتشس إلى طبيب نفسانى ؟
أجابت بايبر بصوت خفيض :
-حين تبقى تؤام واحدة بمفردها ....
ثم أضافت :
-بمساعدة الطبيب أرنافيتس أدركت أننى أصب مقداراً كبيراً من غضبى على نك فى الواقع كنت أعانى من فقدانكما
سخرت أوليفيا قائلة :
-لـم تفتقدينا !
-بلى ! هذا ما حصل وبدأ ذلك مروعاً حين عرفت أخيراً مصدر ألمى المبرح أدركت أننى كنت أعاقب نك لأنه عارضنى إلا أن ذاك العقاب لم يتناسب مع ما أقترفه السبب الوحيد الذى دعاه إلى رفضى هو ألتزامه بفترة حداده وعزمه على أحترامها . حين تمكنت من التفكير بالموضوع بعقلانية أدركت أنه رجل نبيل وهذه ميزة لطالما قدرتها فى أبى

زهرة منسية 17-02-12 09:08 PM


ما أن ذُكر أسم أبيهن حتى غشيت الدموع أعينهن . أكملت بايبر :
نصحنى الطبيب أرنافيتس أن أتمتع بالصبر . قال لى إذا كانت المشاعر بينى وبين نك صادقة فسوف يقوم نك بفعل شئ بعد إنتهاء فترة حداده
رأحت الأكاذيب تنساب من بين شفتيها بسهولة وخيفة . أضافت :
-عملت بنصيحة الدكتور وبدأت أعمل على مشاريع أخرى . ها انتما تريان ما حصل فى اليوم النالى لأنتهاء فترة حداده سافر نك إلى نيويورك كى يرانى
توقفت بايبر عن الكلام قليلاً لتترك بعض التأثير فى أختيها فحسب ثم أكملت :
-وهذا....هذا ما كنت أصلى لحصوله
قالت بايبر كلماتها الأخيرة بنبرة منخفضة جداً حتى لا يتمكن الرجال الواقفون فى الجانب الأخر من السيارة من سماعها فيكتشفون أنها مغرمة بـ نك حقاً . مهما كان ما ظنته أختاها بها فقد بدأت الرعشة فى صوت بايبر حقيقية تماماً
أوقفتهما غريس فى وسط البهو الذى أوصلت له بايبر مسبقاً وقالت :
-أفراد العائلة مجتمعون فى قاعة الأستقبال . تعرفين أن هذا الخبر سوف يشكل صدمة كبيرة لوالد نك
هزت بايبر رأسها بالإيجاب
همست أوليفيا :
-الحمد لله إن عائلة روبلز لم تُدع إلى هذه الحفلة
-طلب منى نك أن أكسب صداقة كاميلا وعائلتها بعد أن نغادر إلى ماربيلا
رفعت الأختان حواجبهما وقالتا :
حظاً موفقاً !
فجأة شعرت بايبر أنها دُفعت بعيداً عن أختيها بإتجاه ذراعى ماكس الذى قال :
-أهلاً بك إلى العائلة إيتها الجميلة ! لم تدخلى الفرح العارم إلى قلب نك فحسب بل أنقذت زواجين أخرين أيضاً
قاطعه لوك موافقاً قبل أن يعانق بايبر مرحباً بها :
-ماكس على حق....
ثم اكمل :
-بوجودك هنا مجدداً لربما تحوّل زوجتانا أنتباهما إلى عائلتيهما أخيراً
رمقته بايبر بنظرة تنم عن الأنزعاج ثم سخرت منه كى تخفى أنزعاجها القوى فقالت ممزحة :
-لابد أن أختى كرستا لكما بعض الأنتباه فأنتما تنتظران مولودين بالرغم من كل شئ
فى ومضة عين أنزلقت يدان قويتان إلى كتفى بايبر من خلفها وراحتا تدلكاهما بإصرار :
-أنا متحمس جداً لأتلقى نوع الأهتمام نفسه منك لاحقاً
همهم نك بهذه الكلمات بصوت عال بما يكفى بالقرب بايبر متعمداً أن يسمعه الجميع ثم سألها :
-هل يمكننا أن ندخل إلى قاعة الأستقبال الآن ونحيى حفلة عيد ميلاد ماكس ؟
-يشرفنى أن أقوم بواجب أستقبالكما أيها العروسان !
وضع لوك ذراعاً حول كتفى زوجته وفتح الأبواب المؤدية إلى الغرفة الأخرى يبعهما ماكس وغريس بينما عمل نك على مرافقة بايبر خلفهم فيما هيّأت هذه الأخيرة نفسها للبلوى التى تنتظرها
لمحت بايبر من البهو ثلاث مجموعات من الأهل فى أبهى حلة بالإضافة إلى اخت ماكس وزوجها وهم يجلسون فى الغرفة المفروشة بأثاثا فخم . كانوا يتحدثون ويستمتعون بالأطعمة والمشروبات . الشخص الوحيد الغائب عن هذا الأجتماع هو سيزار أخ لوك . نك أخبر بايبر أنه يتمرن للمشاركة فى المنافسة للحصول على الجائزة الكبرى البريطانية
-أعطونى أنتباهكم من فضلكم
حين تكلم لوك أتجهت كل الأنظار إليه .
قال :
-تمكن نك من الوصول إلى الحفلة فى الوقت المناسب لكنه لم يأت وحده فقد أنتقى عروس أثناء رحلته إلى نيويورك
الصمت الجلى الذى خيم بعد تصريح لوك لم يزعج بايبر أكثر مما فعله هيئة الصدمة التى بدت على وجه سيد عائلة باسترانا . بدت تعابيره الأرستقراطية جامدة كالحجر الغرانيت والتمع فى عينيه الداكنتين الكثير من المشاعر ألم دهشة غضب....يا لها من لحظة مقلقة لن تنسأها بايبر طوال حياتها
والدة نك الأيطالية هى أول من نهض عن المقعد المزدوج وقطعت المرأة الغرفة كى تعانق بايبر وتبعها الآخرون
-أخيراً منّ نك علينا بزوجة لا أصدق ذلك أهلاً بك إلى العائلة
أظهرت عيناها البنيتان الحنونتان عاطفة حقيقية
-أحببت أبنك منذ وقت طويل جداً سنيورا باسترانا
-نادينى ماريا
وضع نك ذراعه حول كتفى بايبر فأذاب دفؤه عظامها وقال :
-وقعنا فى حب بعضنا على البتسيونى ماما
-أستطيع أن أرى ذلك وألا لما كانت تضع لؤلؤة العائلة . هل أخبرك نك قصتها ؟
طرفت بايبر بعينيها وأجابت :
-ما أعرفه هو أنها إرث تتوارثه العائلة منذ أجيال وأنا خائفة من أضاعتها
تعليق بايبر جعل كل من حولها يضحك ضحكاً خاقتاً . على الفور شعرت بايبر بعاطفة جياشة وصادقة تحيط بها من قبل الجميع ما عدا والد نك الذى لم يكن قد رحب بها إلى العائلة بعد
أصبحت بايبر أكثر قرباً منه الآن فلاحظت أحمرار باهتاً يعلو خديه . إن رؤيتها وهى تضع خاتم الزواج حطم أحلام الرجل الكبير التى بناها لأبنه الوحيد . شعرت بايبر بالأسف حياله
أخبرها نك من قبل أن والده يعتبر نينا كأبنته وأنه أحبها كثيراً لذا فأن رؤية امرأة أخرى تحل محلها لسعته فى الصميم
-تهانى سينيورا باسترانا
هز والد نك رأسه بجمود لكن من الواضح أنه لم يتمكن من معانقتها
نظراً للظروف الراهنة لم تتوقع بايبر منه أكثر من ذلك لن يبدو صادقاً لو عانقها عناقاً لأبوياً :
-شكراً لم سينيور
شعرت بايبر بكتلة عالقة فى حنجرتها لكنها أضافت :
-ليدك أبن رائع سأفعل ما بوسعى لأجعله سعيداً
وضع نك ذراعاً تملكية حول خصرها ثم شدها بإتجاهه فى حركة حميمة وقال :
حين وافقت بايبر على الزواج بى جعلتنى أسعد من أى وقت مضى بابا
بدأ نك ممثلاً بارعاً وأدركت بايبر أن كل من يسمعه سيصدقه
سألبه والده بصوت جاف :
-متى تزوجتما ؟
-البارحة
نظر الرجلان لبعضهما البعض كمحاربين قديمين . حدد خطان فم أبيه على شكل هلالين ما أعطاه مظهراً كئيباً وأحست بايبر بثقل يضغط على قلبها وهى ترأه يكافح
-لم أستطيع الأنتظار أكثر كى أتزوج بها لذا نظمنا المراسم فى مكتب المحامى السيد كارلسون وهو صديق مقرب من والد بايبر لكن بما أننا عدنا إلى الديار الآن سنقيم مراسم الزفاف فى الكنيسة كى تشهد العائلة كلها على زواجنا
ضغط نك يده على خصر بايبر إلى حد يكفى ليحذرها من معارضته
هتفت أمه والفرح يلتمع مشرقاً فى عينيها....فرح بدأ صادقاً جداً :
-سنقيم حفلة فى الحل نعلن فيها زواجكما
علقت بايبر :
-سوف يكون هذا رائعاً
ثم أكدت والدة لوك :
-كلنا سنساعدك
-لن نقيم الأحتفال إلا حين تلقيان بـ بيبنيتو وإينيز
خططت للقيام بذلك غداً مساء بعد أن نسافر أنا و بايبر إلى ماربيلا بابا
هتفت والدة بك كى تزيل التوتر :
لكم هذا مثير أن تنضم إلينا توأم أخرى من عائلة داتشس !
وأضافت :
-أليس من الغرابة أن يتزوج أبناؤنا الثلاثة بثلاث توائم ؟
هزت والدة ماكس رأسها بالإيجاب وعلقت :
لابد من وجود تفسير علمى لظاهرة كهذه
هزت أوليفيا رأسها أيضاً موافقة وقالت :
-حين كنا أصغر سنا قرأنا كل ما وصلت إليه أيدينا عن التزائم وعرفنا أن ليس من الغرابة أن ينجذبوا إلى الأشخاص أنفسهم . يعود ذلك إلى تركيبة الجينات
أكد نك وهو يضم بايبر بشدة :
-سواء أكان السببب علمياً أم لا فقد أغرمنا بفتيات عائلة داتشس من كينغستون منذ النظرة الأولى
ثم أضاف :
-وأعرف أنى تغيرت منذ ذلك الوقت
لأثنى أبنا عمه على ملاحظته تلك وفيما كانت بايبر لا تزال تنظر عالياً إليه بأندهاش لأن بكلماته تلك بدأ أنه يعنى ما يقول أخفض نك رأسه وعانقها أمام الجميع مع أنه أبقى عناقه فى حدود الأحتشام مع ذلك ترنحت بايبر فى مكانها وكان عليها أن تتشبث به كى لا تهوى
حين رفع نك رأسه أخيراً قال :
-بما أننا نحتفل بعيد ميلاد ماكس فلنقدم له هديته الآن لينتظر الجميع هنا . سأعود على الفور
لامس نك خد بايبر برقة بإصبعه قبل أن يغادر غرفة الأستقبال
ترنحت بايبر فى مشيتها حتى وصلت إلى الأريكة الأقرب . أنضمت إليها أختاها فيما عاد بقية أفراد الأسرة إلى أماكنهم بعد بضع دقائق ظهر نك مجدداً حاملاً معه إحدى اللوحات ثم أدارها ليرأها الجميع
سمعت بايبر ماكس وهو يتمتم شيئاً غامضاً ومل لبث أن أختطف يد زوجته ومشى الأثنان نحو اللوحة
هتفت أختها بصوت ملؤه العاطفة لم يبدو مطلقاً من طبيعة غريس :
- بـــايــــبــــــر...!!
أستدار ماكس ونظر إليها فيما بدت عيناه السوداوين لامعتين وقال :
-أنت عبقرية ! سنحتفظ بها إلى الأبد
أعلن نك قائلاً ثمة المزيد
ترك نك ماكس يمسك باللوحة وذهب إلى الردهة وسرعان ما عاد مع لوحة أخرى مطابقة للأولى فى الحجم
-بالرغم من أنه عيد ميلادك بعد بضعة أشهر لوك لكن بايبر وأنا أردنا أن تحصل على هديتك الآن
حين عرض نك اللوحة ليرأها الجميع سمعت هتافات الأندهاش فى غرفة الأستقبال . فى هذه اللحظة راحت أوليفيا تبكى تأثراً بين ذراعى لوك . أستدار لوك نحو بايبر وكرر قائلاً
-أنت عبقرية !
منتديات ليلاس
بدأ صوته أجش تماماً مثل صوت ماكس . ردت بايبر :
-شكراً عزيزى
تداخلت الأحاديث فيما أجتمع أفراد العائلة الأخرون حول عمل بايبر الفنى . نهضت بايبر عن الأريكة وأقتربت أكثر ثم قالت :
-قررت أن أدعكم أنتم تختارون الإطارات لأننى لم أعرف أين ستعلقونها
أبتسم ماكس لزوجته وقال :
-أعرف تماماً أين سنعلق لوحتنا
همهم لوك قبل أن يعانق أوليفيا :
-وأنا كذلك
لم يوجه نك كلامه لأحد بالتحديد حين قال :
-أشعر أننى مهمل
وعلى الفور أسرعت اختا بايبر لتعانقاه
لم تجرؤ بايبر على النظر إلى أختيها بعد ذلك وبدأ التوقيت مثالياً لوالدة لوك التى أختارت تلك اللحظة كى تعلن أن العشاء جاهز فتوجه الجميع نحو غرفى الطعام

زهرة منسية 17-02-12 09:11 PM



حاولت بايبر ألا تنظر إلى والد نك أثناء تناول الطعام وبالرغم من أن ماكس أبقى جو المرح سائداً وهو يفتح هداياه , شعرت بايبر بالأرتياح حين أنتهت الوجبة وتضاعف أرتياحها حين أعلن لوك أن أبنى عمه و زوجيتهما سينتقلون إلى فلته الخاصة لقضاء الليلة . تمنى الحاضرون لبعضهم ليلة سعيدة لكن فى خضم ذلك كل ما لاحظته بايبر هو هزت الرأس المقتضبة لسيد عائلة باسترانا بإتجاهما قبل أن يرافقها نك إلى السيارة الليموزين
حين وصلا داخل السيارة جذبها نك نحو ذراعيه وقبل مؤخرة عنقها . لمسة شفتيه على بشرة بايبر الحارة تركتها كتلة مرتجفة . عندما وصلا إلى فناء الفيلا بالكاد أستطاعت بايبر أن تمشى فيما ساعدها نك لتخرج من السيارة
كانت أوليفيا قد أرسلت إلى بايبر صوراً عن منزلها ولوك لذا عرفت هذه الأخيرة كيف يبدو من الخارج والداخل . لكن الفيلا بدت فى الواقع أكثر روعة مما بدت عليه فى الصور . إنها فيلا قرنفلية اللون مؤلفة من طابقين تعلو نوافذها مصاريع زرقاء اللون كأنها تنادى بايبر بأعلى صوتها وتطلب منها ان تخطها على القماش . لكن ذلك يحتاج إلى يوم حار من شهر تموز كى تعطى اللوحة حقها بالكامل . وخزها ألم فى قلبها حين أدركت أنه مع حلول الصيف سوف تكون قد حققت مأربها من السفر إلى أوروبا وسوف تعود إلى كينغستون مجدداً لترجع وحيدة......
قفيما تجمع الرجال فى مكتب لوك قادت أوليفيا بايبر وغريس إلى الأعلى كى تدلهما على الغرف التى سينمون فيها . كانت غرفة بايبر ونك فى نهاية البهو وقد نقلت إليها أمتعتهما مسبقاً
فى اللحظة التى لمحت فيها بايبر السري الملوكى شعرت بالذعر وسارعت نحو أحدى النوافذ وقالت :
-يا له من منظر رائع!
-أنا لا أشبع من تأمله
ساد صمت غريب بعد تعليق أوليفيا هذا فيما حدقت بـ بايبر وأضافت :
-بعد الألم الذى عانيت منه السنة الماضية من كان ليتخيل أنك ستنامين فى هذه الغرفة مع نك هذه الليلة
أرادت بايبر أن تسير الحديث فى أجاه آخر قبل أن تضيف أوليفيا ملاحظات شخصية أخرى
-تغلبت على الألم ولا أريد التكلم عن الموضوع . هل أخبرتكما أن السيدة ويلاند ترسل قبلاتها إليكما ؟ إنها تقول لكما كلما أشتقتما إلى كينغستون فهى ترحب بكما فى منزلها . إنها دعوة مفتوحة
-حين يصل طفلنا ويصبح بعمر يسمح له بالسفر سوف نسافر أنا وماكس إلى نيويورك ونزورها . ما دمنا نتكلم عن الموضوع هل يعرف توم أنك تزوجتى ؟
هزت بايبر رأسها بالأيجاب قائلة :
-أخبره دان الشبان يواعدون فتيات أخريات الآن لذا نحن بعيدات عن الملامة , ما دامت جان تدير المكتب لا أشعر بالسوء إذا ما قمت بحصتى من العمل من هنا . أخطط لأن أعمل فى الفيلا الخاصة بـ نك . قال أن ثمة متسع من المساحة فى مكتبه لطاولة لرسم التصاميم
أرتفعا حاجبا غريس وسألتها :
-الآن بعد أن أصبحت السينيورا باسترانا هل سيبقى لك وقت للقيام بأعمال مماثلة ؟
فى الواقع قد تحظى بايبر بالكثير من الوقت فيما يلاحق نك وأبنى عمه القاتل . مجرد التفكير بالخطر الذى يحدق بهم بعث موجات أرتجاف فى أنحاء جسدها
-سأرسم فى المساء فيما يعمل نك فى كتابه الأخير . أثناء النهار سأتلقى دروس فى اللغة الأسبانية . ففكرت فى أن أسأل كاميلا روبلز أن تكون معلمتى
هزت أوليفيا رأسها إلى اليمين واليسار وقالت :
-لا تستطعين القيان بذلك
صرحت غريس :
-أوليفيا على حق
-نك واع لهذه المسألة طلب منى أن أكسب ودجها لأنه يريد أن يتجنب العداوة وأظن أن هذه هى الطريق المثالية لأكسب صداقتها . أنتما الأثنتان تلقيتما دروس فى اللغة الأيطالية والفرنسية وسأفعل الشئ نفسه
علقت غريس قائلة :
-لكن معلمتى لم تكن ترغب فى أن تمسح الأرض بى !
ثم أضافت :
أمضيت مع كاميلا فترة وجيزة فحسب لكننى لاحظت إنها سريعة الغضب
فى الواقع قال لها نك الكلام نفسه ردت بايبر :
-بما أنه طلب منى هذه الخدمة علىّ المحاولة
-كونى حذرة ! يقول لوك إنها مغرمة به سراً من سنوات
تحذير أوليفيا هذا جعل بايبر تشعر كما لو أن أحدهم يمشى فوق قبرها . لم تعرف أى من أختيها أن السرقة تحولت إلى عملية قتل أو أن نك يتوقع مساعد بايبر فى حل القضية
-من المهم بالنسبة لـ نك أن يبقى على علاقة وطيدة مع عائلة روبلز لذا لابد من طريقة للتخفيف من طبعها الحاد
غمغمت غريس :
-لست واثقة من أن هذا ممكن . شكل نك جزءاً كبير من حياة عائلة روبلز لسنوات طويلة
-أعرف لذا على أن أقوم بجهد أكبر كى ألين الأوضاع
علقت أوليفيا قائلة :
-كانت أمى محقة بشأنك لطالما كنت حمامة السلام بيننا
وضعت غريس يداً على ذراع بايبر وقالت :
-نك محظوظ أكثر مما يعلم
قاطع نك حديثهما بصوته العميق المرتج :
-لكننى أعلم
فيما عانقت غريس بايبر قالت لها :
-أظن أن زوجك يريدك لنفسه لذا سنتمنى لكما الآن ليلة سعيدة
سارعت أوليفيا لتعانقها أيضاٌ وقالت غداً سوف نتناول وجبة الفطور معاً قبل أن تغادرا لإلى مناربيلا
قامت الأختان بمعانقة نك أيضاً قبل مغادرتهما الغرفة . بعد أن أقفلتا الباب راح قلب بايبر يقرع كالطبل لوجودها وحدها معه
-بدأ أداؤك الليلة مقنعاً للغاية فلم ينسحب أبى من الحفلة
عضت بايبر شفتها وسألته :
-هل توقعت منه أن يفعل هذا ؟
-نــــعــــــم

أخذ جسدها بالأرتجاف فسألته مجدداً :
-لماذا لم تقل لى مسبقاً
بعد فترة صمت قصيرة أجاب نك :
-خضت مغامرة مدروسة لا ريد أبى أن يحبك لكنه لا يستطيع تجاهل حقيقة أنك تصرفت بنبالة كافية بإختفائك تماماً من حياتى حتى أنتهت فترة الحداد بالأضافة إلى ذلك أذهلت لوحاتك الجميع بما فيهم أبى الذى يقدر الموهبة الفنية الحققية . أعمال تظهر أنك امرأة ملئية بالمفاجأت وغنية فى الصميم . لمست إدراكه لهذه الصفات فى عينيه
تنشقت بايبر الهواء بقوة وردت :
-شكراً لك مديحك لكن جل ما رأيته هو رجلاً محبطاً لأن أبنه الوحيد أختار المضى فى مسار آخر . شعرت بالأسف العميق حياله وأعتقد أن والديك تحملا الصدمة برضا مذهل . الجميع فعلوا ذلك أيضاً
أتى تعليق نك الجاف ليفاجئها :
-كان يجب عليه أن يعانقك
-لا. نك! أنت تطلب منه الكثير يوماً ما حين يلقى القبض على القاتل يمكنك أن تخبر العائلة بكل شئ وفى ذلك الوقت سأكون قد غادرت وهم سيسترجعون أبنهم والآن إذا كنت لا تمانع أود أن أستحم قبل الخلود إلى النوم
فتحت بايبر حقيبتها لتتناول ثوبها ورداء النوم . وفى طريقها إلى الحمام التابع للغرفة قالت :
-بما أنك لن تجد متسع لك على الأريكة فسأنام أنا هناك الليلة
وجد نك فراشاً إضافياً فى الخزانة وحول الأريكة إلى سرير وأضعاً وسادة عليها . بعدئذ وضع عليه علبة كرة محلة من الشوكولا بالحليب . هو مستعد لفعل أى شئ لإرضاء عروس قلبه
الليلة نجخت بايبر فى أختبارها الأول بنتائج أفضل مما توقعها لها . لم يكن يمازحها حين قال لها أنه كان يتوقع من أبيه أن ينسحب من الفيلا . أما أنفجاره من الصدمة على الفور أو ثورانه ومغادرته فهى ردات فعل محتملة أيضاً لكنه لم يفعل أياً منها والسبب بذلك أنه أفتتن بالتوأم الأخيرة الساحرة غير المتوقعة من عائلة داتشس كما دعا لوك أوليفيا ذات مرة . لا يستطيع المرء يدرك عن بعد النار المختبئة فى طيات جمالهن الأشقر الهادئ لكن قضاء تلك الأيام الأربعة معاً على سفينة بتسيونى برهنت أن بايبر وأختيها هن مزيج من الصفات العديدة الساحرة . فى الواقع تغيرت حياته وحياة أبنى عمه منذ ذلك الوقت
فيما كان نك مستغرقاً فى التفكير مرت بايبر من جانبه بثوبها القرنفلى المصنوع من قماش المناشف ورائحة معجون الأسنان تفوح منها . تناولت كرة الحلوى
-همممم....أحب هذه الحلوى ! شكراً
-على الرحب والسعة
-سأتركها حتى نهار الغد . أكثر ما أحبه فى الصباح هو قطعة من الشوكولا
يجب على نك أن يتذكر ذلك . علق قائلاً :
-البعض يعتبر هذا أنصياعاً وراء الملذات
-أعرف . كان أبى يقول أن ذاك هو الشق الفنى فىّ
ضحك نك فى سره وقال :
-قبل أن نغادر إلى المطار سأتصل بالسيد روبلز وأدعو العائلة لتناول العشاء غداً مساء مع عائلتنا
-جيد لدى خطة لأصادق كاميلا وأنا متحمسة لتنفيذها
منتديات ليلاس
إذا وضعت فتاة من عائلة داتشس خطة ما فلتكن السماء فى عون من يقف فى طريقها
علق نك :
-أتحرق شوقاً لأرى عروسى تفعل فعلها
-أتحرق شوقاً لذلك أيضاً . حالما يصبح الوحوش اللذين خططوا لحادثة الترام خلف القضبان أستطيع أن أعود إلى حياتى الطبعية مجدداً
على الفور شعر نك كأن أحدهما يغرز فى صدره السيف المعلق على جدار غرفة الأسلحة فى قصر الدوق
-لن يحدث هذا قبل فترة من الزمن
-أعرف لكننى لا أستطيع الرهان على طبيعة دان الطيبة للأبد
أستلقت بايبر على الريكة وسحبت الأغطية فوق جسدها ثم قالت :
-ليلة سعيدة , نك . تقول أختاى أننى لا أشخر مطلقاً لذا يمكنك النوم جيداً
حلّت الكآبة على نك ولولا ذكرى الطريقة المرضية التى بادلته بها بايبر العناق لما تمكن من إطباق جفنيه مطلقاً
فى المرة المقبلة حين يعانقها لن يدعها تفلت منه حتى يستشعر بكامل حواسه إنها لا تتظاهر بمشاعره


نهاية الفصل الرابع قراءة ممتعة للجميع
:8_4_134::8_4_134::8_4_134:


الساعة الآن 02:39 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية