منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء (https://www.liilas.com/vb3/f484/)
-   -   ((( حكايتي .... ))) (https://www.liilas.com/vb3/t172243.html)

kingmoon 08-02-12 10:39 PM

((( حكايتي .... )))
 
.........................
....................
...............
...........
.......
....
...
.
.
.
.





(( حكايتي ... ))



هذه حكايتي بين أيديكم ....
قررت أن أكتبها , بعد أن عجزت عن البوح بها لمن حولي من المقربين ..
أرجوا أن تقرأوها بتمعن وتروي ..
............
............

أحببتها من النظرة الأولى , وكنت لم أزل شاباً , في أولى خطواته نحو تأسيس مستقبله ..
وكانت هي فتاة رائعة بمعنى الكلمة .. فيها كل الصفات التي يتمناها الشاب في شريكة حياته .. جميلة , أنيقة , طيبة , ومثقفة .. حيث لم تزل في سنتها الأخيرة من مرحلة التعليم الأعدادي ...
أحببتها كما أحبتني بكل أخلاص وصدق ...
وكنت أخاف عليها وعلى مستقبلها ,كما خوفي على مستقبلي.لكونها تمثل مستقبلي الذي أحرص عليه يدون أي شك..!!
كنت أحاول أن لا أكثر من تلاقينا , وكنت اختصر لقائاتنا في اي مكان وفي أي وقت , لخوفي عليها وحمايتها من أي كلام ..
بصريح العبارة ..
كنت أخشى عليها من أي كلمة تمسها من قريب أو بعيد .. وذلك من جراء خوفي على مستقبلها كخوفي على مستقبلي .. حيث أصبحت تعنيني بكل ما بالكلمة من معنى ..
فلذلك كله ..
كنت أحاول أن أختصر لحظات لقائنا , واستعيض عن مناجاتها وجهاً لوجه بكتابة الرسائل المعطرة لها ,لتنوب عني بالكلام ..
ولكوني كنت في أولى خطواتي لبناء مستقبلي العملي , ولكونها لم تزل في مراحل الدراسة الاعدادية .
كنت أحرص دائماً على تشجيعها لأكمال دراستها بنجاح , لحين يقوى عودي ونتحد بالرباط المقدس ..
دائماً احاول ان ازرع فيها الأمل بتذكيري لها بمستقبلنا الزاهر مع بعض ..!

وأستمر حبنا الطاهر الشريف , وأستمرت لقاءاتنا عبر الرسائل لفترة من الزمان ..
حتى ..؟؟
وقعت أحدى رسائلي .. بين يدي أخيها الأكبر .....
فحصل الذي كنت أخشاه ..!!
وهاج الأخ الأكبر ... وهاجت معه العائلة برمتها ,مستنكرين الجرم الكبير الذي أقترفته أبنتهم ..!!
ووقع المحضور ..
وضيق الخناق حولها ..
ومنعت من الذهاب الى المدرسة . بل ومنعت من الخروج من الدار نهائياً..!!
وسجنت في أحدى غرف الدار الداخلية ..!!
وكانوا يذيقونها العذاب والاهانة والذل بأنواعه , وكانوا يبالغون في ضربها وتعذيبها لكي تقر وتعترف بأسم صاحب الرسالة ..!
ولكنها كانت بين يديهم .. كالجسد من دون روح , حيث كانت لاتنطق بأية كلمة , وكانت دموعها تسيل عل خديها , وهي صامتة تنظر اليهم برعب وخوف من دون أن تعي منهم شيء ..
وكانت قد أيقنت أن نهايتها قد باتت وشيكة ..!!
كانت تشعر بالخزي من الموقف الذي هي فيه , والذي وضعوها هم فيه وسلطوا عليها الأضواء , واصبحت اسرارها معلنة وتعرت جميع خصوصياتها ..
حيث كانت تذوب خجلاً أمام نظرات كل شخص من العائلة , وهو يتطلع اليها بعد أن عرف الحدث , واسهب في شرحه وتأويله ..!!
وأصبحت تشعر أمام نظراتهم تلك . وكأنها قد تعرت من سترها , فما كان منها ألا أن تلملم نفسها وتتقرفص حول بعضها وهي تحتضن صدرها ورجليها بين ذراعيها , وكأنها تحاول أن تستر نفسها من نظرات عيونهم المطلة الغاضبة ...
شعرت بالأهانة وأستشعرت الذل والخذلان ,وأكثر شعور سيطر عليها في تلك اللحظات , هو شعورها بالخوف من نهايتها القريبة الحتمية ..
فقد سمعت الكثير من حالات الشرف المماثلة والتي كانت نهايتها التقليدية .. هي قتل الجانية , لرد شرف العائلة من فضيحة ... الحب ..!!

كانت من خلف باب سجنها في الغرفة الداخلية , تنادي امها وتطلب منها المساعدة والغفران بخوف وتذلل وهي تقول بصوت مرتجف خائف :
_ يمه ... دخيلك يمه ..
وكانت الام تهرب من صوت ابنتها الذي يقطع قلبها , من دون أن تفعل لها أي شيء ..!!
وبعد أن شعرت باليأس من رحمة أمها .. لاذت تنادي أخيها الطفل الصغير ( حمودي ) عله يحميها لما له من غلاوة عندهم , حيث لم يبقى لها من تستنجد به .. سواه .!!
ولكن الكل تغافلوا عنها مبتعدين ,وكأنها اصبحت كأي شيء مخيف والجميع يستترون بالابتعد عنه ..!!
لم يعد لديها أي شك في أن نهايتها اصبحت وشيكة , وسيكون الموت مصيرها لامحال ..

وأخافتها الأفكار التي أنتابتها في عزلتها ووحدتها .
وأسهبت بتخيل الطريقة التي سيجزون بها رأسها ويفصلونه عن جسدها , أو يقتلونها خنقاً بالضغط الشديد على عنقها حتى تموت وهي ترفس رفساتها الاخيرة بين أيديهم ..
كل هذه الافكار أخافتها , وأخذ جسدها يرتعش , وأهتزت كل جوارحها من شدة الرعب والخوف من تلك الميتة الرهيبة , ولم يبقى لديها غير أن تنهي حياتها بيديها بعد ان تنبهت الى وجدود أدات حادة قاطعة .. فما كان منها غير أنها أخذتها , وأمسكتها بيدها اليمنى المرتعشة , ومررتها على مكان الاوردة الدموية في رسغ يدها اليسرى , وهي تضغط بكل ما تبقى لها من قوتها الخائرة ....

وتدفقت الدماء من مكان القطع ...
وأرعبها منظر الدماء وهي تنفجر بقوة من يدها , وتنزل كسيل من القطرات المتصلة على الارض .. !!
وأخافها الموت القادم الأكيد ..!
وشيئاً فشيئاً ..
شعرت بدوار خفيف يلف رأسها ,وأحست بتثاقل في جميع جسدها وبداية تشنج ثقيل في أطرافها .. مما أجبرها على أن تتكور ساقطة على الارض .. وما هي إلا لحظات حتى ..
شعرت بتراخي جسدها المتشنج من الخوف , وهوى جسدها ممتداً بأسترخاء لاشعوري على سطح الأرض,ثم أنسابت أطرافها منبسطة تلامس الأرض بأسترخاء كامل, وخمدت حركتها .. ولم يبقى منها سوى السيل الجاري من الدماء الزاحفة على سطح ارض الغرفة ....

ولم يعد يسمع لها صوت ..

وبعد أن أكتشفت امها الأمر ..
صرخت ولطمت خدودها , وقطعت ملابسها , وهرع اليها كل من في الدار .. فوجدوها ممددة , وقد خمد جسدها .. وتراخى كالعجينة الطيعة بين ايديهم وهم يتلاقفونها ويهزونها بحركات هسترية مرعبة محاولين افاقتها ..
وصعقهم منظر الدماء المنتشرة حولها ...
وتحول الموقف الى محاولة لأنقاذ حياتها ..!!
فلم يكن بحسابهم أنهاء حياتها .. كان هدفهم أخافتها فقط , ومعرفة غريمها , لأصلاح ذات البين , ولم يدور بخلدهم موتها , لوثوقهم من طهارتها وعفتها ..!
...........
وتم حملها الى المستشفى على وجه السرعة .. وتمكن الطبيب الذي هرع لنجدتها من أنقاذ حياتها , بعد أن أجرى الازم من الاسعافات , وتم تجهيزها بالدم المطلوب _ والذي تبرع به اخيها الأكبر _ بعد أن فقد جسمها كميات كبيرة من دمائها ..
وبعد مرور فترة من الوقت .. تمكن الطبيب من افاقتها , واكد لأهلها بزوال الخطر ..
وشيئاً فشيئاً ..
أستعادت وعيها , وبدءت تعود اليها الحياة,وأخيراً تمكنت من أن تدراك وضعها بعد أن ابتعد عنها شبح الموت ...
وكان الطبيب المكلف بأسعافها وعلاجها من لحظة دخولها المستشفى حتى تلك اللحظة , لم يفارقها , وكان يتابع حالتها أولاً بأول .. حتى أستردت عافيتها بالكامل ..
وتنفس افراد العائلة الصعداء
وأصبحو جميع أفراد العائلة ممتنين لذلك الطبيب النجيب , وشاكرين له جهوده التي بذلها لأنقاذ حياة أبنتهم ..
وبعد ان تعافت بالكامل ..
تم الأيعاز بأخراجها من المشفى ..
وعادت الى الدار ..
ورداً للجميل .. فقد طلبت العائلة من الطبيب المعالج أن يشرفهم بالزيارة لدارهم , ليقوموا له بواجب الضيافة , للخدمات الجلية التي قدمها لأنقاذ الابنة ..

وحضر الطبيب تلبية للدعوة , وحضر معه بعض من أهله والمقربين ..
وقبل أن يضع يده في طعام العائلة الكريمة ...
تقدم الطبيب بطلب يد أبنتهم لتكون له زوجة وشريكة لحياته القادمة ..
فلم يسع العائلة ألا الموافقة . لما لمسوه فيه من نبل الاخلاق , وطيب الخصال ..
وبكل سرعة ..!!
تم الزواج ..
وكان حفل الزفاف تتحاكى به الألسن , حيث ساهمة العائلتين على أقامته , وأظهاره بالصورة الائقة المشرفة ..
وعاش الزوجان بكل سعادة وهناء , ورزقى بأول مولود ( بنت ) حيث نشرت الحياة في أرجاء بيتهم الصغير ...

هذه هي حكايتي ...
فقد عرفتموها بالكامل .. !!

ولكن ..؟!

الشيء الذي لم تعرفوه بعد ولم يعرفه أي من الاهل والاقارب هو .....
أن الطبيب المعالج هو نفسه أنا الحبيب صاحب الرسائل .. والذي كان أهل حبيبته يبحثون عنه ليقتصو منه ..!!
وقد أصبحت الان كواحد من أبنائهم بعد أن كانوا يرومون قتلي مجرد كوني طرف في حكاية حب شريفة .. طرفها الاخر أبنتهم ... زوجتي الحبيبة ...!!






......................... تمت ............................





............................................................ . شكرا

براعم 09-02-12 05:22 PM

حكاية جميلة ومؤثرة

kingmoon 18-02-12 11:30 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة براعم (المشاركة 3004907)
حكاية جميلة ومؤثرة


_______________________

اهلاً
ببراعم
ومرحباً بمرورها المميز
مع تشكراتي للكلام الرقيق
تحياتي
^
^
^
كنج مون
...................شكرا

kingmoon 07-03-12 11:35 AM

شكرا
لجميع الاعضاء
وبأنتظار المرور والرد الجميل
^
^
^
كنج مون
................. شكرا

kingmoon 17-04-12 03:40 PM

معقوله
رد واحد يصلني لقصتني هذه
أكيد
ستكون هذه قصتي الأخيرة لو استمر الوضع .. هكذا
تحياتي
^
^
^
كنج مون
.....................شكرا


الساعة الآن 04:05 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية