منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   من عيون الشعر العربي والعالمي (https://www.liilas.com/vb3/f289/)
-   -   المساء (https://www.liilas.com/vb3/t171999.html)

مس تومي 02-02-12 10:26 AM

المساء
 
http://www.iraqup.com/up/20120118/k6...F_49141164.gif
هذه القصيدة من أكثر القصائد التي أحببتها
القصيدة بعنوان

المســــــاء
للشاعر خليل مطران

دَاءٌ أَلَمَّ فخِلْتُ فيهِ شِفَائي
من صَبْوَتي ، فتَضَاعَفَتْ بُرَحَائي

يَا لَلضَّعيفَينِ ! اسْتَبَدَّا بي ، ومَا

في الظُّلْمِ مثلُ تَحَكُّمِ الضُّعَفَاءِ

قَلْبٌ أَذَابَتْهُ الصَّبَابَةُ وَالجَوَى ،

وَغِلاَلَةٌ رَثَّتْ مِنَ الأَدْوَاءِ

وَالرُّوحُ بَيْنَهُمَا نَسِيمُ تَنَهُّدٍ

في حَالَيِ التَّصْوِيبِ وَالصُّعَدَاءِ

وَالعَقْلُ كَالمِصْبَاحِ يَغْشَى نُورَهُ

كَدَرِي ، وَيُضْعِفُهُ نُضُوبُ دِمَائي

***

هذا الذي أَبْقَيْتِهِ يَا مُنْيَتِي

مِنْ أَضْلُعِي وَحُشَاشَتِي وَذَكَائي

عُمْرَيْنِ فِيكِ أَضَعْتُ ، لَوْ أَنْصَفْتِني

لَمْ يَجْدُرَا بتَأَسُّفِي وَبُكَائي

عُمْرَ الفَتَى الفَانِي ، وَعُمْرَ مُخَلَّدٍ

ببَيَانِهِ ، لَوْلاَكِ ، في الأَحْيَاءِ

فَغَدَوْتُ لَمْ أَنْعَمْ ، كَذِي جَهْلٍ ،وَلَمْ

أَغْنَمْ ، كَذِي عَقْلٍ ، ضَمَانَ بَقَائي

***


يَا كَوْكَبَاً مَنْ يَهْتَدِي بضِيَائِهِ
يَهْدِيهِ طَالِعُ ضِلَّةٍ وَرِيَاءِ

يَا مَوْرِدَاً يَسْقِي الوُرُودَ سَرَابُهُ

ظَمَأً إِلَى أَنْ يَهْلِكُوا بظَمَاءِ

يَا زَهْرَةً تُحْيي رَوَاعِيَ حُسْنِهَا

وَتُمِيتُ نَاشِقَهَا بلاَ إِرْعَاءِ

هَذَا عِتَابُكِ ، غَيْرَ أَنِّي مُخْطِىءٌ

أَيُرَامُ سَعْدٌ في هَوَى حَسْنَاءِ ؟

حَاشَاكِ ، بَلْ كُتِبَ الشَّقَاءُ عَلَى الوَرَى

وَالحُبُّ لَمْ يَبْرَحْ أَحَبَّ شَقَاءِ

نِعْمَ الضَّلاَلَةُ حَيْثُ تُؤْنِسُ مُقْلَتِي

أَنْوَارُ تِلْكَ الطَّلْعَةِ الزَّهْرَاءِ
نِعْمَ الشّفَاءُ إذَا رَوِيتُ برَشْفَةٍ
مَكْذُوبَةٍ مِنْ وَهْمِ ذَاكَ المَاءِ

نِعْمَ الحَيَاةُ إذَا قَضَيْتُ بنَشْقَةٍ

مِنْ طِيبِ تِلْكَ الرَّوْضَةِ الغَنَّاءِ

***

إِنِّي أَقَمْتُ عَلَى التَّعِلَّةِ بالمُنَى
في غُرْبَةٍ قَالُوا : تَكُونُ دَوَائي

إِنْ يَشْفِ هَذَا الجسْمَ طِيبُ هَوَائِهَا
أَيُلَطِّفُ النِّيرَانَ طِيبُ هَوَاءِ ؟

أَوْ يُمْسِكِ الحَوْبَاءَ حُسْنُ مُقَامِهَا ،

هَلْ مَسْكَةٌ في البُعْدِ لِلْحَوْبَاءِ ؟

عَبَثٌ طَوَافِي في البلاَدِ ، وَعِلَّةٌ

في عِلَّةٍ مَنْفَايَ لاسْتِشْفَاءِ

مُتَفَرِّدٌ بصَبَابَتي ، مُتَفَرِّدٌ
بكَآبَتي ، مُتَفَرِّدٌ بعَنَائِي

شَاكٍ إِلَى البَحْرِ اضْطِرَابَ خَوَاطِرِي

فَيُجيبُني برِيَاحِهِ الهَوْجَاءِ

ثَاوٍ عَلَى صَخْرٍ أَصَمَّ ، وَلَيْتَ لي

قَلْبَاً كَهَذِي الصَّخْرَةِ الصَّمَّاءِ !

يَنْتَابُهَا مَوْجٌ كَمَوْجِ مَكَارِهِي ،

وَيَفتُّهَا كَالسُّقْمِ في أَعْضَائي

وَالبَحْرُ خَفَّاقُ الجَوَانِبِ ضَائِقٌ

كَمَدَاً كَصَدْرِي سَاعَةَ الإمْسَاءِ

تَغْشَى البَرِيَّةَ كُدْرَةٌ ، وَكَأَنَّهَا

صَعِدَتْ إلَى عَيْنَيَّ مِنْ أَحْشَائي

وَالأُفْقُ مُعْتَكِرٌ قَرِيحٌ جَفْنُهُ ،

يُغْضِي عَلَى الغَمَرَاتِ وَالأَقْذَاءِ

يَا لَلْغُرُوبِ وَمَا بهِ مِنْ عِبْرَةٍ

لِلْمُسْتَهَامِ ! وَعِبْرَةٍ لِلرَّائي !

أَوَلَيْسَ نَزْعَاً لِلنَّهَارِ ، وَصَرْعَةً

لِلشَّمْسِ بَيْنَ مَآتِمِ الأَضْوَاءِ ؟

أَوَلَيْسَ طَمْسَاً لِلْيَقِينِ ، وَمَبْعَثَاً

لِلشَّكِّ بَيْنَ غَلائِلِ الظّلْمَاءِ ؟

أَوَلَيْسَ مَحْوَاً لِلوُجُودِ إلَى مَدَىً ،

وَإِبَادَةً لِمَعَالِمِ الأَشْيَاءِ ؟

حَتَّى يَكُونَ النُّورُ تَجْدِيدَاً لَهَا ،

وَيَكُونَ شِبْهَ البَعْثِ عَوْدُ ذُكَاءِ

***


وَلَقَدْ ذَكَرْتُكِ وَالنَّهَارُ مُوَدِّعٌ ،

وَالقَلْبُ بَيْنَ مَهَابَةٍ وَرَجَاءِ

وَخَوَاطِرِي تَبْدُو تُجَاهَ نَوَاظِرِي

كَلْمَى كَدَامِيَةِ السَّحَابِ إزَائي

وَالدَّمْعُ مِنْ جَفْني يَسِيلُ مُشَعْشَعَاً

بسَنَى الشُّعَاعِ الغَارِبِ المُتَرَائي

وَالشَّمْسُ في شَفَقٍ يَسِيلُ نُضَارُهُ

فَوْقَ العَقِيقِ عَلَى ذُرَىً سَوْدَاءِ

مَرَّتْ خِلاَلَ غَمَامَتَيْنِ تَحَدُّرَاً ،

وَتَقَطَّرَتْ كَالدَّمْعَةِ الحَمْرَاءِ

فَكَأَنَّ آخِرُ دَمْعَةٍ لِلْكَوْن ِ قَدْ

مُزِجَتْ بآخِرِ أَدْمُعِي لرِثَائي

وَكَأَنَّني آنَسْتُ يَوْمِي زَائِلاً ،

فَرَأَيْتُ في المِرْآةِ كَيْفَ مَسَاءِ


منقووووووول

بوح قلم 02-02-12 11:55 AM

يعطيج العافيه حبيبتي


ينقل للقسم المناسب

السيد سالم 17-02-12 08:38 AM

كلمات جميلة
تقبل تحياتي
وتقبل مروري
د. السيد عبد الله سالم

_Amira_ 09-12-12 07:26 PM

رد: المساء
 
بسم الله الرحمان الرحيم

في البداية اتقدم لك بالشكر اختي عن القصيدة
ورغم ان الامر مخجل الا انني اعترف أني لم أقرأها قبلا وهي فعلا قصيدة رائعة و احببت ان امارس عليها هوايتي المفضلة وهي التحليل المختصر والمقتضب وطبعا ليس بالضرورة ان يكون تحليلي صحيحا فالمسالة مسالة راي
وافتتح ذلك بالعاطفة : عادة ما تكون عاطفة الشاعر صادقة وقوية فالاساس ان الشاعر يستلهم قصيدته مما يحسه وهذا ينتج دائما عن تجربة عايشها الشاعر ونلاحظ في هذه القصيدة مجموعة من العواطف تجسدت اساسا في
في الشعور بالالم القلبي والجسدي وذلك في الابيات الاولى تخلله شيء من الامل بعدها ثم يعود بعد ذلك للاستسلام للياس والحزن وهي طبعا صادقة وموحية ومؤثرة

الألفاظ :رقيقة موحية بعيدة عن الغرابة والخشونة سلسة وواضحة
الاسلوب:من خلال القصدة يتضح ان الشاعر اعتمد على مجموعة من الالفاظ الوجدانية واعتمدها كمعالم لقصيدته ونذكر منها (الروح . الظلم .الداء.نسيم . القلب بمعناه الوجداني .............) وهذا ما منح القصيدة رونقا صاف عذب قرب القارئ من القصيدة

ساد الاسلوب الخبري معظم القصيدة كون الشاعر في موقف تقرير وتعبير عن الشعور، كما اعتمد على بعض الانشاء ندكر منه :
- أيلطف النيران طيب هواء؟ استفهام للنفي والاستبعاد.
- ليت لي قلب كهذي الصخرة الصماء تمن.
- يا للغروب نداء للتعجب.
- أو ليس نزعاً للنهار وصرعة للشمس استفهام للتقرير.
فيما يخص البديع نلاحظ ان الشاعر لم يسهب في استعماله كما انه لم يهمله على الاطلاق ونذكر منه

الطباق - ( (مهابة * رجاء)
الجناس الناقص- (عبرة * عبرة) (خواطري * نواظري)

اما البيان- نلاخظ ان الشاعر اعتمد التشبيه نذكر منه ( العقل كالمصباح......
والاستعارة نذكر منها (داء الم.........
والكنايةونذكر منها (عمر مخلد ببيانه .........
اما فيما يخص المظهر الخارجي للقصيدة
نلاحظ الشاعر اعتمد وحدة الوزن ووحدة القافية.
- القافية همزة مكسورة مشبعة بالياء أحياناً تعبر عن الجو النفسي الحزين والقلب الكسير الحزين.
اما الوزن اعتمد الشاعر على البحر الكامل وهو بحر طويل النفس ساعد الشاعر على ايصال معاناته للقارئ


في الاخير تقبلوا مروري بصدر رحب
وشكرا

سيمفونية الحنين 27-12-12 01:47 AM

رد: المساء
 
شكرا على تنزيل القصيدة الرائعة
والتحليل للقصيدة


الساعة الآن 10:26 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية