منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   141 - كفى خداعا - دافني كلير - روايات عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t171768.html)

نيو فراولة 29-01-12 06:24 PM

وغادرت كارسا الشقة لتعود الى مكتبها ، ورغم تراكم العمل عليها ، إلا انها أحست بسعادة كبيرة لأبتعادها ، ولو لساعات قليلة عن كايد ، وفي الموعد المحدد للإنصراف ، تركت كاريسا المكتب بعد ان سلمت الفتاة التي ستنوب عنها في فترة غيابها كل ما يمكن أن تحاجه من أوراق وملفات ومعلومات ، حزمت حقائبها بسرعة وعادت الى شقة موريس.
وفي تمام الساعة التاسعة والنصف إنطلقت السيارة بإتجاه المنزل الريفي ، وإطمأنت الشابة وهي ترى في مرآتها الأمامية أضواء سيارة المرسيدس الخضراء التي سترافقها طول الطريق.
وركزت كاريسا ذهنها على القيادة وهي تحاول بصعوبة ان تتجاهل الرجل الجالس قربها ، حافظت على حدود السرعة القصوى المسموح بها ،وكانت تسترق النظر بين الحين والآخر لتتأكد من وجود الحارسين وراءها.
أحست بكايد يلتفت الى الوراء ، وأحرقتها النظرة الفاحصة التي رماها بها قبل ان يعيد بصره الى الطريق.
حاولت كاريسا أن تسيطر على توترها، وهي تذكّر نفسها انه يعتقد انه لم يرها من قبل ، طبعا لن تذكّره بلقائهما القديم ، لا تريد ذلك ، ما تشعر به الان ليس حبا ، بل مجرد تاثر لذكرى محزنة تركت آثارا سلبية على حياتها كلها ، لكن لماذا ترتعش عندما يلامس كتفها كتفه؟ حبها له إنتهى منذ سنوات طويلة ! وجوده قربها يزعجها ، لا بد أن تسيطر على هدوء اعصابها.
وإسترقت كاريسا نظرة خاطفة الى الرجل الجالس بجوارها ، إنه لا يشعر بوجودها إلا كما يحس أي رجل امام إمراة جميلة ، هل حذّره موريس ، يا ترى ، من ان واجباتها نحوه لا تتعدى المطبخ والإهتمام بشؤون المنزل ؟هي غير متاكدة من ذلك ، فمن عادة موريس ان يتملّص من أي مواجهة مباشرة قد تحرجه أو تزعجه.
وجاءها صوت كايد :
" أنت سائقة ماهرة".
صوته الهادىء جعلها تضغط بقوة على المقود وكانها تحتمي به من نفسها .
" هل تمانعين بان اتحدث اليك وانت تقودين ؟".
" لا ، طبعا لا ".
كان هدوؤها المصطنع يفضح مشاعرها الحقيقية ، من عادتها ان تفرح لوجود رفيق يؤنس وحدتها في الرحلات الطويلة لكنها خائفة هذه المرة من أن تصدر عنها أي كلمة تذكره بها ، عليها ان تتغلّب على إضطرابها ، من واجبها ان تروّح عنه، فلتدعه يتكلم عن كان يريد ذلك .
"كم يبعد المنزل الريفي من هنا ؟".
" بضع مئات من الأميال ،وخمس ساعات من القيادة ، أي سنكون هناك حوالي الساعة الثانية صباحا".
" أعتقد بانني استطيع ان احسب بمفردي ".
سخريته اللاذعة جعلتها تعتذر بعفوية :
" آسفة ".
إقترب منها بسرعة وأخذ يحدّق في ملامحها ، توترت أعصابها وتساءلت عن السبب الذي يجعله يتصرف هكذا؟
حاولت ان تبدأ حديثا سطحيا عابرا تداري فيه إضطرابها .
" هل تستطيع القيادة ؟".
صمت لحظات قبل ان يجيب :
" نعم ، كانت القيادة من أولى الأشياء التي تعلمتها بعد إستعادة بصري ، هل تريدين ان أنوب عنك قليلا ؟ إنني لا أعرف الطريق لكن..".
" لا ، شكرا ، موريس طلب مني ان أقوم أنا بهذه المهمة ".
" هل تنفّذين دائما كل ما يطلبه منك موريس؟".
" في معظم الأحيان ، هل نسيت أنه رئيسي في العمل ؟".
كان لا يزال ينظر اليها لكنها أبقت نظرها مسمّرا على الشريط الممتد أمامها ، لن يستطيع في أي حال أن يتبين ملامحها في هذا الظلام الدامس وسالها :
" منذ متى تعملين لدى موريس؟".
" منذ خمس سنوات ".
" كمساعدته الخاصة؟".
" بدأت كموظفة إستقبال ".
" وصعدت السلم تدريجيا ؟ فتاة ذكية ".
لم تعجبها الطريقة التي تكلم بها ، لكنها لم تجد في الكلمات شيئا يجعلها تعترض ، فسكتت ، وكذلك صمت كايد ، لكنها احست بتوتره رغم تظاهره بالهدوء.
وعادت كاريسا تنظر في المرآة الأمامية لتتأكد من وجود السيارة الخضراء وراءها ، ولا بد ان كايد كان يفكر بالأمر ذاته إذ علّق قائلا :
" لا تخشي شيئا ، هما خلفنا ، أعتقد ان موريس أطلعك على تفاصيل القصة؟".
" قال ان حياتك في خطر وأن عليك أن تختبىء في مكان أمين حتى يقبض رجال الشرطة على المجرم"
رفع كايد يده بعصبية ففهمت أنه تضايق من كلمة تختبىء ، وتابع حديثه قائلا :
" يعرفون من هو وراء التهديدات ، لكنهم بحاجة الى أدلة دامغة تثبت الذنب على المذنب".
" آه ، فهمت ".
" أنت هادئة جدا".
" ليست حياتي المعرضة للخطر ! ".
وضحك برقة فتذكرت كاريسا اياما ماضية مرّت كشريط سينمائي في عتمة السيارة ، واحست بألم حاد وهي تحاول ان تبعد شبح الذكريات.
" حياتك ستكون معرضة ايضا يا كاريسا ، لا تنسي انك ستبقين معي حتى تنتهي هذه القصة".
" موريس أكّد لي ان أحدا لم يلحق بكما من سيدني ، لا داعي للقلق المجرم لا يعرف بالتأكيد اين انت الآن ، الحارسان هما لمزيد من الحرص لا أكثر ، ستمضي أياما قليلة في المنزل الريفي ، وعندما يحصل رجال الشرطة على الأدلة التي يريدون سيصبح بإمكانك....".
" الخروج من المخبا ".

نيو فراولة 29-01-12 06:25 PM

قاطعها ساخرا قبل أن يضيف:
" هل تحاولين التخفيف عني؟".
وارادت كاريسا ان تبادله سخريته فقالت :
" هذا جزء من عملي يا سيد فرانكلين ".
" اخبريني عن الأجزاء الأخرى أيضا".
" حسنا ، سأعرفك أولا على المكان ، يقع المنزل الريفي في بقعة ساحرة ، ويطل على بحيرة رائعة ، تستطيع ان تقوم يوميا بنزهات طويلة في الغابات ، وإن كنت تحب رياضة التجديف ستجد مركبا صغيرا بإنتظارك ، أما أنا فساهتم بطعامك ، وبترتيب المنزل ، وبالسهر على راحتك".
" راحتي؟ يبدو انني ساتمتع فعلا بالإقامة هنا".
حاولت كاريسا أن تتجاهل قصده لكنه تابع قائلا :
" الم تفعلي شيئا في هذا البرنامج الحافل؟".
" ماذا تعني؟".
" فهمت أن برنامج موريس يتضمّن أيضا مسرحية ميلودرامية ، أليس من المفروض أن تكوني عروسي الجديدة؟".
وبإقتضاب اجابت كاريسا :
" نعم ، لكنني لا أظن أننا بحاجة فعلا الى تأدية الدور ، المنزل الريفي بعيد عن المدينة ، والجيران الذين يحيطون بنا قلائل جدا ، لا أعتقد أننا سنلفت إنتباه أي كان ".
" الآن تبدين حقا كما وصفك موريس ؟".
" حقا؟".
إنتظر قليلا ، ولما لم تعلّق اضاف قائلا:
" لن تساليني ما قصدت اليس كذلك ؟ سأخبرك في أي حال ، قال موريس أنك فتاة ذكية وجديرة بالثقة ، وأنك تحافظين على هدوء أعصابك في أي موقف ، وقال أيضا انك شخصية مميزة... ولذا فوجئت عندما رايتك".
"حقا؟ لم أعرف ذلك".
" حقا ؟ واعتقد انك فوجئت ايضا برؤيتي ، أليس كذلك ؟".
وإعترفت رغما عنها :
" نعم ".
لكنها عادت تستطرد بسرعة :
" لم أكن أعلم أنك إستعدت بصرك".
" انت لا تتابعين أخباري إذن ؟قصة العملية الجراحية نشرت على الصفحات الأولى في معظم الصحف العالمية ... وبعضها يصدر هنا ".
" كنت دائما معجبة بفنك ".
أجابها ساخرا :
" أنت دبلوماسية ماهرة ، لا استغرب الآن أن يعتمد عليك موريس الى هذه الدرجة ، أنت مساعدة ماهرة في كل شيء إلا ...".
وفجأة أمسك بيدها اليسرى ومرر أصابعه عليها برقة وهو يقول :
" كان عليك أن تضعي حول اصبعك خاتم زواج ".
إرتعشت للمسته وسحبت يدها بسرعة :
" لم يكن من المفروض بك ان تمسك يدي وانا أقود ! ".
" لماذا ؟ لا أعتقد ان الطريق بهذه الخطورة".
وحاولت ان تبرر إنفعالها فقالت :
" فاجأتني".
" آسف ، المرة المقبلة سأحذرك قبل ان ألمس يدك ".
لا بد انه يسخر منها ، هل عرف السبب الحقيقي وراء ردة فعلها الساذجة؟ كان عليها أن تهز كتفيها بلا مبالاة ، وان تضحك قبل ان تسحب يدها من قبضته ، وتابعت حديثها :
لا أعتقد ان أحدا سيلاحظ خاتم الزواج ، لن نبتعد كثيرا عن المنزل في أي حال ، سنتجنب الناس".
" انت تفكرين في كل شيء يا كاريسا ، تبدين في غاية الهدوء والثقة وكأنك تقومين بهذا النوع من المهمات كل يوم ".
" لا ، ليس بالتحديد هذا النوع من المهمات ! ".
وسألها هامسا :
" وهل تقولين الحقيقة دائما يا كاريسا ؟".
إرتعشت عندما ذكر إسمها الكامل ، صحيح أنها لم تكن تحب الأسم المختصر الذي أطلقه عليها موريس لكنها أجابت :
"موريس يناديني بإسم كاري يا سيد فرانكلين ".
" افضل إسم كاريسا ، ومن جهة اخرى ، ألا تعتقدين يا عروسي العزيزة أنه من غير اللائق أن تنادي زوجك بالسيد فرانكلين ؟ ما رايك بإسم كايد".
" آه طبعا".
وإنتظر قليلا كي تلفظ إسمه ، لكنها لم تفعل ذلك ، بل سالته :
" هل تحب الإستماع الى الراديو ؟".
بلا مبالاة اجاب:
" إفعلي كما يحلو لك ".
وإرتفعت الموسيقى في السيارة فإنقطع الحديث تدريجيا .
وبعد دقائق إنحرفت كاريسا عن الطريق الرئيسية .
إنتظرت قليلا عند المنعطف لتتأكد من وجود السيارة الخضراء وراءها ، وإنطلقت مجددا ، ولاحظت كاريسا بعد فترة بسيطة ان أضواء السيارة خلفها تضيء وتطفىء بسرعة فتوقفت الى جانب الطريق.
" ما الأمر ؟".
سالها كايد ، كانت تظن نه نائم لكنها كانت مخطئة .
" اعتقد انهما يشيران لنا بالتوقف".
وحاولت أن تسكت المحرك لكن كايد منعها من ذلك :
" دعي المحرك ".
إقترب منهما أحد الحارسين قائلا :
" أطفئي الأضواء الأمامية يا نسة مارتن ، إنتظري إشارتنا قبل الإنطلاق مجددا ، نريد التأكد ان أحدا لم يلحق بنا ".
فعلت كما طلب منها وإختفى الرجل في الظلام ، وخرج كايد عن صمته ليقول :
" أطفئي المحرك الآن ".
وعندما سكت ضجيج المحرك سمعت كاريسا نبضات قلبها تصرخ عاليا ، قالت لنفسها ان ما تشعر به هو الخوف من الظلام الدامس ، وإمكانية وجود رجل مجهول يتربص بهما ليقتلهما ، لكنها كانت تعرف جيدا ان ما تحاول أن تقنع نفسها به ليس الحقيقة ، سبب إضطرابها هو وجود كايد بجانبها ، وفجأة شعرت برغبة في الإحتماء به....

نيو فراولة 30-01-12 07:04 PM

3- لمسة الذكرى

جلسا في الظلام الدامس يلفهما الصمت ، وبعد ربع ساعة تقريبا اشار لهما الحارسان بالتحرك ، فعادت كاريسا تركز إهتمامها على القيادة ، كم تشعر بالإرهاق ، هي تعبة ، وتريد ان تغلق عينيها في نوم عميق ، عليها ان لا تستسلم لهذا النعاس.
كان كايد قد أسكت المذياع عندما طلب منها إطفاء المحرك فسالته :
" هل تمانع الإستماع الى المذياع مجددا ".
" طبعا ، كما تريدين ".
وعادت الموسيقى الهادئة تملأ الجو .
" ما بك يا كاريسا ؟ هل أنت بخير ؟".
" نعم لا تقلق ، اشعر بإرهاق بسيط ، القيادة متعبة في الظلام والطريق طويل ، أحسس بملل".
" هل هذا تعليق على رفقتي؟ هل تفضلين أن أتحدث اليك ؟".
" طبعا لا ".
" طبعا لا ... ماذا؟".
" اقصد أنني لم أعلق على رفقتك ، مللت الطريق ... لا رفقتك ، تكلم إن كنت ترغب بذلك ، لكن لا تعتبر نفسك ملزما بتسليتي ".
وهمست كاريسا لنفسها : بل على العكس تماما ، من المفروض أن أكون أنا الملزمة بالترويح عنك على الأقل هذا ما طلبه موريس منها ، لو عرفت مسبقا شخصية الرجل الذي وضعه مديرها في عهدتها ، لما وافقت على القيام بهذه المهمة ، لكنها لا تستطيع أن تتراجع الآن بدون إثارة شكوك موريس ، في أي حال ، لن تترك وجود هذا الرجل يؤثر عليها ، عليها أن لا تنسى أنها لم تعد مراهقة في السابعة عشرة من عمرها بل إمرأة ناضجة في الخامسة والعشرين ، لن تكرر مرة أخر اكبر خطأ إرتكبته في حياتها.
تبادلا بضعة أحاديث سطحية تخللها الكثير من فترات الصمت ، وعندما توقفت السيارة أخيرا أمام بوابة المنزل الريفي تنفست كاريسا الصعداء.
توقفت سيارة المرسيدس وراءهما ، فترجل الحارس ذاته وإقترب منهما ، اشارت له بيدها الى الدرب المؤدي الى كوخ الصيادين ، فاشار بدوره الى صديقه بالتوجه الى هناك ، ولم يتحرك هو من مكانه.
" إن كنت لا تمانعين يا آنستي ، سأذهب برفقتكما الى المنزل الريفي".
ناولته مفاتيح البوابة الحديدية ، وعندما فتحها على مصراعيها إنتظرا مرور كاريسا ليعود ويغلقها جيدا ، ثم صعد في المقعد الخلفي، لم يتكلم حتى أوقفت الفتاة السيارة في المرآب.
" ارجوكما البقاء هنا ، سأتفقد المنزل اولا ، أعطني المفاتيح من فضلك ، لا تغادرا مكانكما قبل عودتي".
وإختفى في الظلام ، احست كاريسا بتوتر كايد الذي فتح باب السيارة بعصبية ، فذكّرته برقة :
" طلب منا البقاء هنا ! ".
" إنه يعمل عندي ، انا الذي أصدر الأوامر ".
" إنه يؤدي عمله ، دعه يفعل ذلك ".
تمتم بكلمات غير مفهومة فعرفت أنه يريد اللحاق بالرجل ، بدل الجلوس كأي جبان رعديد ، وتذكرت ان عليها الإهتمام بسلامته ، فكذبت قائلة :
" من جهة ثانية ... لا أحب البقاء بمفردي في هذا الظلام الدامس ".
نظر اليها بحدة وأغلق الباب بقوة :
" لم أكن أظن أنك إمرأة ضعيفة ".
" لست كذلك ! ".
وأحست فجأة بأصابعه الباردة تلف معصمها ، وسمعت نبرة ساخرة في صوته وهو يعلق ببطء :
" اعتقد ان نبضك سريع بعض الشيء ".
لم تستغرب كاريسا ذلك ، دقات قلبها كانت تتسارع وهو لا يشعر بالذكريات التي تدفقت في وجدانها حين لمسها ، فجاة أحست بكره شديد نحوه.
كيف يجرؤ على التصرف بهذه الحرية واللامبالاة ، لقد غيّر مجرى حياتها وجعلها عاجزة عن التجاوب مع أي رجل آخر ... حطم حياتها ، وها هو يجلس قربها الآن ، لا يتذكر أي شيء عن اللحظات الحميمة التي جمعتهما... وكرهته أكثر لأنه لا يتذكر.
هذه المرة لم تسحب يدها من قبضته ، بل شعرت برغبة بدائية لرفعها وصفعه بكل المها وغضبها ، تمالكت أعصابها ، وسحبت يدها بهدوء.
وبعد دقائق عاد الحارس ومعه رفيقه فإستغربت كاريسا الأمر.
" كيف تمكن رفيقك من فتح البوابة ؟ ظننت انك اغلقتها بالمفتاح بعد دخولنا".
" السيد ويات أعطانا مفتاحا إضافيا ، إستعدادا لكل الإحتمالات ، تستطيعان دخول المنزل الان ، تركنا رقم هاتفنا على طاولة الإستقبال ، تصبحان على خير ".
خرج كايد اخيرا عن صمته ليقول:
" شكرا لك يا ستان ، تصبح على خير يا بات ".
وعندما إبتعد الحارسان سألت كاريسا بدهشة :
" ستان ؟ بات؟ متى إلتقيت بهما؟".
" أثناء وجودك في المكتب ، لا يستطيعان بالطبع اداء مهمتهما بدون التعرف أولا على المعني بالقضية".
" آسفة ، لست معتادة على هذا النوع من المغامرات البوليسية ".
" ولا انا ".
غادرا السيارة وحملا حقائبهما الى المنزل ، دخلت كاريسا المطبخ الصغير وألقت حقيبتها ارضا.
" ساضع ابريق القهوة بالماء " ووضعته على نار هادئة ، وصعدا معا الى الطابق الأعلى ، فتحت كاريسا باب غرفة النوم الأولى وسالته :
" اتعجبك هذه ؟ إنها مجهزة بحمام خاص".
" حسنا ، سأبقى هنا ".
القى غيتاره على السرير بينما ذهبت كاريسا لإحضار الاغطية والوسائد والمناشف ، وعندما عادت كان كايد قد خلع سترته وربطة عنقه ، كم يبدو وسيما وجذابا ، لا ، لن تستسلم لسحره.
" القهوة ستكون جاهزة بعد خمس دقائق ".
ولحق بها الى المطبخ ، رأى حقيبتها مرمية أرضا فحملها سائلا :
" أين تريدين ان أضعها؟".
" دعها الآن ، سأحملها الى غرفتي لاحقا ".
لم يتحرك من مكانه ، ولم ينزل الحقيبة من يده.
" أين تريدين أن أضعها؟".
ترددت كاريسا لحظة فسبقها الى القول :
" ما رايك بالغرفة المجاورة لغرفتي؟".
" لا بأس ، شكرا".

نيو فراولة 30-01-12 07:06 PM

لماذا تشعر بكل هذا الخوف ؟ يا لها من بلهاء ! ما الفرق إن نامت في الغرفة المجاورة أو في الجهة الثانية من المنزل ؟ هما بمفردهما في أي حال فما الفرق ؟ وعندما عاد كايد كانت القهوة بإنتظاره على المائدة.
" كيف تفضل قهوتك ؟ مع حليب ؟".
" لا بدونه ، شكرا ".
كانت تعرف جيدا كيف يفضل قهوته ، وإن إدّعت عكس ذلك .
شربا القهوة بصمت ، وعندما رفعت كاريسا الفناجين لتغسلها تعثرت بالكرسي وكادت تسقط ارضا لو لم يسارع كايد لأسنادها.
" أنت مرهقة ، دعي الفناجين ، ساغسلها بنفسي ، إذهبي الى فراشك ".
لم تعارضه ، كانت متعبة فعلا.
عندما فتحت عينيها صباح اليوم التالي رأت كايد واقفا قرب النافذة.
" جئتك بطعام الفطور ، ستتناولينه اليوم في الفراش".
إبتسمت وتناولت طعامها بشهية ، وعندما إنتهت حمل الصحون الفارغة وخرج من الغرفة.
إرتدت كاريسا ملابسها ونزلت الى المطبخ ، إبتسمت مجددا وهي ترى الأطباق نظيفة مرتبة ، بحثت عنه فلم تجده في المنزل ، خرجت الى الشرفة تفتش عنه بعينيها حتى رأته واقفا قرب البحيرة القريبة ، فلحقت به.منتديات ليلاس
توقفت على بعد خطوات منه تراقبه بإهتمام ، ظنت أنه لم يشعر بوجودها ، ونسيت انه يستطيع بحاسته المرهفة التي إكتسبها وهو اعمى ، ان يحس بوجود الأشخاص حتى بدون ان يسمعهم أو يراهم.
" ألا تعتقدين أن العروس العاشقة تقترب عادة من عريسها لتمسك بذراعه ؟ هناك شهود".
ورات كاريسا بضعة قوارب على البحيرة ، صيادو اسماك يجربون حظهم.
" أعتقد أن إهتمامهم كله منصب على الأسماك ".
ورغم ذلك إقتربت منه ووضعت يدها تحت ذراعه.
" هل أنت مسرور الآن ؟".
" لا ، كنت أفضل عناقا اكثر حرارة".
وضحك عاليا عندما رأى حمرة الخجل تلون وجنتيها ، لكنه توقف عن الضحك وهو يرى لمحة الكره في عينيها ، حاولت أن تسحب يدها فمنعها بقسوة.
" لا تقاومي ، لن تستطيعي التغلب علي".
" القوة الجسدية ليست كل شيء".
" تملكين أسلحة خاصة بك ؟ اسلحتك يا عزيزتي تكون أكثر فعالية لو لم تظهري نفورك مني بهذا الوضوح".
وتذكرت كاريسا انها هنا لتأدية عمل .
" أنا لا أنفر منك ".
لكن غضبها عاد لينتصر على إحساسها بالواجب.
" لا تلمني إن غضبت ، انت تتعمد إهانتي".
" لماذا؟ لأنني ارغب بعناقك ".
" افضل أن لا تلمسني على الأطلاق".
" هذا أمر صعب ! لا تنسي انه من المفروض بنا ان نمثل دور العاشقين ".
" فلنعد الى المنزل.
وبعد الغداء ذهبت كاريسا الى القرية المجاورة لشراء بعض الخبز والبيض الطازج ، كانت حجة للهروب من صحبة كايد ولولساعات قليلة.
دخلت كاريسا المحل التجاري الصغير الذي قصدته مرارا في زياراتها السابقة وحيّت السيدة الواقفة وراء الطاولة الكبيرة ، لم تعرف إسمها ، لكنها تذكرت وجهها.
" اهلا ، الست انت السيدة التي تعيش في البيت الريفي الكبير ؟".
هزت كاريسا رأسها بالإيجاب وهي تخرج لائحة بكل الأشياء التي تريدها.
" أين تضعين البيض الطازج الآن ؟".
" عل الرف المقابل يا عزيزتي ، لم نرك منذ فترة طويلة، ألديك الكثير من الزائرين هذه المرة؟".
ترددت كاريسا قبل أن تجيب:
" لا ، أنا.... وزوجي فقط ".
أغلق ستان الباب وراءه بشدة وهو يدخل المكان ، حياهما بهزة رأس لا مبالية ، طبعا لم يكن من المفروض ب هان يعرفها.
وتجاهلت البائعة وجود ستان لتسأل بفضول :
" لم أكن أعلم انك متزوجة ".
" لم أكن متزوجة".
وإبتعدت كاريسا بسرعة وهي ترتعش قلقا ، هل صدّقتها البائعة يا ترى؟
جمعت الأشياء التي تريد وعادت لتدفع الحساب ، ولاحظت أن السيدة تنظر الى يدها بإهتمام قبل ان تعلق قائلة :
" آه.... فهمت الان ".
وغادرت كاريسا المكان وهي لا تعرف ما الذي فهمته البائعة ، لحق بها ستان وهمس بسرعة وهو يمر قربها:
" أريد أن أراكما الليلة ".
وأكمل سيره وكأنه مجرد عابر سبيل ، وعندما أخبرت كاريسا كايد برغبة الحارس قال لها:
" سنذهب في نزهة قصيرة الى جانب البحيرة".
وهناك وجدا ستان منهمكا في إلقاء صنارته الى المياه ، بينما بات جالسا في قارب صغير وسط البحيرة.
رفع الصياد يده محييا ، فاحاط كايد كاريسا بذراعه وإقتربا منه :
" كيف الصيد اليوم؟".
" لم يعلق شيء بصنارتي ، لكنني لن أيأس ، لن تفلت السمكة من يدي ، أنا بإنتظارها".
وخفض صوته ليضيف:
" لا تذهبا في نزهات طويلة قبل إخبارنا أولا بوجهتكما ، الغابة غير آمنة ، وهناك شيء آخر ، السيدة نسيت أن تضع خاتم زواجها اليوم ، لاحظت البائعة ذلك ".
" لكنني لا أملك خاتم زواج ".
" إشتري واحدا وبسرعة ، من الأفضل ان لا نتكلم طويلا ، قد يكون هناك من يراقبنا بنظارات مقربة ، الى اللقاء".
وعندما إبتعدوا عنه ، إستغل كايد دخولهما في طريق فرعي ليهجم على كاريسا محاولا عناقها ، فدافعت عن نفسها بضراوة إضطرته الى التراجع عن موقفه.
وعادا الى المنزل ، شغلت كاريسا نفسها بإعداد طعام العشاء وجلس كايد في غرفة الجلوس يعزف على الغيتار أحيانا وعلى البيانو أحيانا أخرى ، فعرفت أنه يؤلف أغنية جديدة.
رفضت كاريسا أن يساعدها كايد في غسل الصحون بعد أن إنتهيا من تناول الطعام فعاد الى غرفة الجلوس ليحمل غيتاره .... ويحملق في الفضاء ، لحقت به كاريسا بعد قليل ، تناولت كتابا بوليسيا وإدّعت الإستغراق في القراءة ، سرحت مع أفكارها، فلم تسمع كايد يقترب منها:
" جرّبي هذا".
رفعت عينيها اليه فراته يحمل خاتما ذهبيا".
" جرّبي هذا الخاتم ، كان عليّ ان أفكر بذلك قبل الآن".
الخاتم يبدو مالوفا ، وتذكرت انها راته في يد كايد ، ترددت قليلا ، لا تريد أن تضع خاتمه حول اصبعها ، امسك يدها اليسرى بعصبية وأدخل الخاتم في أصبعها.
لم يترك يدها ، أخذ يحدق في الخاتم ، ثم ضحك بمرارة وقال :
" هذا خاتم زواج والدتي".
ضحكته اخافتها ، سحبت يدها بسرعة لتنزع الخاتم عن اصبعها ، فمنعها قائلا:
" لماذا تريدين نزعه؟".
" أتسأل لماذا ؟ أنا لست زوجتك ، ان أضع خاتم والدتك مهزلة لن أقدم عليها ، ومن جهة ثانية الخاتم كبير على أصبعي ، ماذا لو فقدته؟".
" لا يهم ، أنا لا ارى فيه أي قيمة عاطفية ، لا يعني لي شيئا".

زهرة منسية 30-01-12 10:48 PM

مشكوررررررررة كتير فراولايا وموفقة فى الكتابة وتكملة الرواية


الساعة الآن 10:02 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية