منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   حصري 227 - المبادلة العادلة - فاليري بارف - مكتبة مدبولي ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t171745.html)

فسحة هواء 09-06-13 06:17 AM

رد: 227- المبادلة العادلة - فاليري بارف - مكتبة مدبولي
 
يسلمو ايديكي زهرة منسية، إنتي رائعة كتير، الله يسعدك يا رب <3

جزئين في قمة الروعة.. والقادم مليء بالتشويق

أرق التحايا

زهرة منسية 09-06-13 06:41 PM

رد: 227- المبادلة العادلة - فاليري بارف - مكتبة مدبولي
 
يسلم عمرك فسحة مشكورة كتير حبيبتى
والله ذوقك خجلنى كتير و لعيونك أخر 3 فصول من الرواية

زهرة منسية 09-06-13 07:01 PM

رد: 227- المبادلة العادلة - فاليري بارف - مكتبة مدبولي
 
الـــفــصــل الــثــــامـــن /
عــنــكــبــوتــ الــفـــنــدقــ
منتديات ليلاس

كانت أمسية اليوم التالى هى قضاء السهرة فى أحد مطاعم مدينة سيمور لتناول طعام العشاء هناك كما كان مقرراً منذ بداية الزيارة كما كان المستر ناشى وعد جاكلين سابقاً...و فى الساعة المحددة للانصراف إلى أحد مطاعم المدينة جاء المستر ناشى كامبيل إلى جاكلين مسرعاً ليقول لها:
ــ هيا ارتدى أفضل ملابسك حتى نتناول طعام العشاء فى المدينة و أرجو أن ترتدى على وجه الخصوص الفستان الأسود...فستان التخرج..ذلك لن المستر سكوت هوارد سوف يتناول العشاء معنا بمصاحبة سوزان
اغتمت جاكلين و علمت أن ناشى يريدها أن تتجمل حتى تبدو فى صورة حسنة من أجل إغراء المستر سكوت و فى نفس الوقت ينفرد هو بالمسامرة مع سوزان فادعت أن ذلك الفستان غير موجود فى حقيبة ملابسها حتى تفوت عليه الفرصة على الرغم من أنها كانت قد أحضرت هذا الفستان معها فى الحقيبة .... سألته :
ــ و من هو المستر سكوت هوارد ؟ و ما سبب زيارته و دعوتك له؟
ــ أنه صاحب و مالك المزرعة المسماة هوكابورا التى تتلقى فيها سوزان تدريبها .
علمت جاكلين أنه حتى العشاء الذى كان مقرراً لها أن تتناوله معه بمفردهما قد سلباه سوزان و سكوت فلم يبق لها شئ تنتظره من المستر ناشى و بعد دقائق سوف يوطد ناشى علاقته بـ سوزان , لتصبح هى على الهامش لا حاجة له بها فى دنياه الجديدة , و إزاء إلحاحه بالإسراع , أهملت جاكلين عمداً تزين نفسها لأنها أمنت أنه إذا كان ناشى يريد إسعاد المستر سكوت فلن يكون ذلك بالتأكيد على حسابها هى. فلبست بنطلون جينز و أحد القمصان فبدا مظهر معتاداً .
خرجت جاكلين من غرفتها لتجد ناشى ينتظرها ,و خرجا بمصاحبة سوزان و المستر سكوت إلى أحد مطاعم المدينة , كان المطعم مزدحماً بالرواد على غير العادة نظراً لانعقاد المزاد , فكان رب كل أسرة يرفه عن عائلته و أفرادها بدعوتهم فى مطاعم المدينة على غير المألوف لأن ذلك لا يتكرر عادة إلا كل فترة طويلة.
اختار لهم ناشى لهم أحدى المناظر الهادئة فى أحد الأركان . و جلسوا جميعهم ينتظرون المشروب الذى أختاره كل منهم لنفسه قبل الدخول فى تناول العشاء.
وجدت جاكلين أن المستر سكوت هوارد و هو أبن المستر هوارد صاحب المزرعة الأصلى , كانت قد رتبت أمورها على أن تنهض منصرفة عنهم جميعاً بمجرد الانتهاء من تناول طعامهم , لأنها لم تكن مستعدة أن تكون مجرد زينة أو دمية يتسلى بها المستر سكوت هوارد .
قال ناشى يخاطب جاكلين:
ــ هل علمت أن المستر سكوت هوارد كان أحد طلاب منح الرابطة الزراعية الدولية , و أنه تلقى تدريباته فى الزراعة فى ولاية تكساس الأمريكية , أن هذا رائع و سوف يجعل أمامهما الفرصة لتبادل الحديث و التسامر.منتديات ليلاس
ــ رائع! هى فرصة طيبة بلا ريب , حتى أسأله عن آرائه فى كل شئ رآه تكساس!
طوال فترة العشاء كانت جاكلين تلاحظ كيف أن سوزان لم تسقط عينها عن المستر ناشى كامبيل كاشفة عن مكنون داخلها فى نظراتها , كما كانت تلاحظ – للأسف و المرارة التى أصابتها – أن المستر سكوت ينظر لها نظرات تنم عن حب عميق و تقدير كبير لم تلاحظه سوزان أبداً..
فتألمت كيف أن الفتاة سوزان قد استأثرت على قلبى الرجلين معاً فى سهولة و يسر....و كانت من الذكاء بحيث لم تبد مشاعرها بل كاظمتها حتى لا يعلم أحد عنها شيئاً.
عندما انتهوا من تناول العشاء و انصرف المستر سكوت بمصاحبة سوزان قال ناشى لـ جاكلين :
ــ هل أخبرتنى بحق الشيطان لماذا كان سكوت ينظر إليك هذه النظرات و ما سر اهتمامك به؟
ــ من حقى أن أهتم به, لأنه يهتم بى أم عن نظراته لىّ فسأله هو و لا تسألنى أنا....
ــ لقد أفسدت كل ما كنت أخطط له.
ــ ما الذى كنت تخطط له....هلا أعلمتنى حتى أخطط لك أنا أيضاً. أن سوزان كانت معجبة بك تماماً.
ــ أعلمى يا جاكلين أن المستر سكوت يحب سوزان و كان قد أفصح لىّ عن سر مشاعره , و سألنى المعاونة فدعوتهما على العشاء حتى أوفر لهما فرصة اللقاء المناسب ليعبر سكوت لها عن حبه...
اندهشت جاكلين و تساءلت هل هذا صحيح , إذن فلقد ظلمت المستر ناشى و ظنت به الظنون و ندمت على أنها لم ترتد الفستان الذى كان يفضله...أنه كان يريدها أن ترتديه ليراها هو به و ليس من أجل المستر سكوت هوارد....يا إلهى....لماذا تصرفت على هذا النحو جاكلين , لقد كدت أن تبتعد عن الصواب .
صمتت جاكلين برهة ثم قالت:
ــ و لماذا لا يعبر عن حبه ثم يطلب منها الزواج؟
ــ أمامه أعمال ينتظر القيام بها أولاً ثم الشروع فى ذلك!
ــ هو طلب منى ألا أفعل , أنه يريد أن يثبت شيئاً ما فى ذهنه أولاً ثم بعد ذلك يتصرف على بينه و هدايه...
ــ و هل أنت متأكد من أنك لا تحب سوزان؟
ــ أنها مثلها مثل كريس فأنا أعزها و أقدرها...فحسب.
رويداً ...رويداً أيقنت جاكلين أن مخاوفها من سوزان لم تكن سوى سحابة صيف سرعان ما تبدت سريعاً و انقشعت عن سماء صافية بينها و بين ناشى....
بمرور الوقت تصافت جاكلين مع ناشى و صارا أفضل من ذى قبل و لما لم تخبره جاكلين شيئاً عن موضوع بحثها عن أهلها الأصلين سألها ناشى قائلاً:
ــ هل جاء بحثك اليوم عن موضوع التبنى بنتيجة طيبة أم لا ؟
ــ لم أتوصل بعد إلى ما كنت آمل و أتوقع الوصول إليه و لكن على أية حال هذه لست النهاية فقد اكتشفت أن ثمة طرقاً و أساليب يجب إتباعها أهمها أنه بدون حكم قضائى لا أستطيع الإطلاع على شهادة ميلادى الأصلية أما شهادة الميلاد التى فى الملفات الخاصة بى فهى تبين فقط أسماء والداى الذين تبنيانى .
ــ فماذا سوف تفعلين ؟!
ــ أتمنى لو كنت أستطيع أثبات أن والداى الأصليين قد قضوا نحبهم و ماتوا... و لكنى لا أستطيع ولن أستطيع اثبات ذلك . و لا أعلم حتى من هم . و ما هى هويتهم, ألا ترى أن الأمر بمثابة مهزلة كبرى.
ــ إذن ليس هناك المزيد مما يمكنك أن تفعلين؟


مــنــتــديــاتــ لــيــلاســــ




زهرة منسية 09-06-13 07:04 PM

رد: 227- المبادلة العادلة - فاليري بارف - مكتبة مدبولي
 

حزنت جاكلين من هذه الحقيقة التى صرح بها المستر ناشى كامبيل فى هدوء كما لو كان يلقى بنكته من النكات , و لكن عين الحقيقة كانت أثقل على كاهلها من أى شئ آخر يمكن أن يتخيله إنسان فى هذه الدنيا...أنها تعنى اليأس و القنوط للأحياء , تعنى توقف كل شئ و أن كل شئ صار معدوم القيمة حتى الحياة .
و ولت بوجهها عنه خشية أن يستشف الوجد فى صوتها آهات دفينة و هو يتوارى بين أناتها كى لا يتبين ناشى منه شيئاً . أنطبقت أصابع جاكلين فى قبضة عابسة شقية تعساء تقترب بها طارقة على المائدة فى تسليم بحقيقة طالما تجاهلتها و أشاحت بشرودها عنها و صاحت:
ــ يجب أن يكون ثمة طريقة للخلاص , يجب ولا بدمن حل, و لن يهدأ لىّ جفن قبل أن اتوصل إلى الحل...و سوف أواصل بحثى عن الحقيقة جاهدة حتى أكتشفها .
صب المستر ناشى الحليب فى القهوة و راح يقلبها و هو يركز على الدائرة البيضاء الشهباء فى المنتصف و صاح:
ــ وما الفائدة إذن ؟ كل ما تقولينه هو أنك تتعسين و تشقين نفسك!
ارتعدت فرائض جاكلين و ارتعشت يداها حتى أنها سكبت بعضاً من القهوة الخاصة بها فى طبق الفنجان...تجاهلت ذلك و ركزت نظراتها الحانقة الغاضبة على ناشى و قالت:
ــ أعتقد أنك تفضل أن استسلم و أذعن و ألغى البحث , أليس كذلك؟
ــ هل تعنين حقاً ما تقولين؟
لمعت الدموع فى عيون جاكلين الشهلاء الملونة و تحشرج صوتها من التأثر بعواطفها الملتهبة المتصاعدة و لكنها رفضت الاستسلام للبكاء... قالت:
ــ لقد عثرت بالصدفة بالأمس على ملف عائلتك كامل...و الشكر يرجع إلى موظف عامل بدار التوثيق و السجلات, الذى صارحنى و أطلعنى على أكثر مما كان يتوجب عليه أن يفعله, لقد اكتشفت أنه ليس هناك أى سجل عن ميلاد كريس على الإطلاق .
ــ بل لابد و أن يكون هناك....فهى تحمل رخصة قيادة طائرات و جواز سفر... ربما كان ذلك بسبب امتناع الموظف لأنها متبناه.
ــ هذا ما خطر ببالى لأول وهلة و لكن ليس لها ملفات أو سجلات فى كلا الحالتين.
ــ يا للهول.... يا لها من مصيبة مطبقة و شر مستطير...لابد أن يكون هناك خطأ وظيفى...أننى أعلم أن أمى لديها شهادة ميلاد كريس!
ــ هل رأيتها بعينك؟
ــ كلا...لقد أعطت أمى كريس نسخة هى التى تستخدمها حينما تحتاج إليها .
ــ إذن...ماذا تفعل لو تأكدت أن شهادتها ليست فى الملف على الإطلاق؟
ــ هذه كارثة...لأن ببساطة ستكون هذه الشهادة ليست حقيقية أو أصلية...يا لها من ورطة و مأزق عظيم العواقب , ينذر بأوخم النتائج.
مالت جاكلين نحو المستر ناشى قائلة:
ــ ناشى...الحل الآن مع والدتك...لو تسنى لىّ أن أتحدث معها...أنها الإنسانة الوحيدة التى بمقدورها أن تقدم لنا الإجابات الكافية لحل هذه الألغاز.
ــ ربما تكونين أنت بحاجة إلى إجابات , أما أنا فلست بحاجة إلى ذلك....لماذا لا تصرفين نظرك عن هذا الموضوع برمته؟
ــ أتعرف معنى ذلك بالنسبة لىّ؟ أن الأمر لن يعنى لك شيئاً و الاحتمال الأكبر أنك سليل أجيال طويلة من عائلات كامبيل الذين عاشوا فى مدينة فيرنيدا فترة طويلة من الزمان...ولكن هل بوسعك أن تتخيل سوء ما تعنيه بالنسبة لىّ...أن معناه وجود فجوة عُظمى فى حياتى؟
ــ أنت مخطئة فيما اعتقدته بشأن عائلة كامبيل!
حينذاك علمت جاكلين أن الظروف فى ذلك الوقت وفرت فرصة تبنى كريس بدون أية مشاكل لأنه من خلال خبرتها كانت تعلم أن المجتمعات الزراعية تبيح و توفر شروط نمو و انتشار الشائعات و القيل القال مثل سرعة انتشار النار فى الهشيم,الأمر الذى يجعل وصول طفلة جديدة لا يمكن أن يمر بدون ملاحظة القوم....قال ناشى فجأة:
ــ لا تشغلى نفسك كثيراً بهذا الموضوع!
ــ على أية حال لقد عرفت أنت جذورك وحينما سيسألك... معذرة....أشعر بأنى ليست على ما يرام...سوف أصعد إلى غرفتى بالفندق فأنا بحاجة إلى الراحة قليلاً.
منتديات ليلاس
مضت جاكلين تاركة ناشى و قد أيقنت أنه من النوع الذى يجب أن يأخذ دائماً بدون عطاء....لقد صدقت السيدة جين إذن عندما حذرتها منه...فهى صارت لا تتحمل المزيد من مجادلاته العقلية المنطقية التى تضيع الوقت سدى.
بعد قليل وجدت طرقاً على باب غرفتها و سمعت صوت ناشى يقول :
ــ لقد أتيت لأتأكد من أنك على ما يرام !
ــ لقد تحسنت...أشكرك....بوسعك الآن العودة إلى الآخرين.
ــ ليس قبل أن أتأكد بنفسى أنك بخير و ليست مريضة!
فتحت جاكلين الباب قليلاً و أطلت برأسها لتقول بهدوء :
ــ كم ترى...فأنا بخير...و أشكرك على سؤالك عنى!
حاولت غلق الباب فقال لها :
ــ اللعنة...لقد قلقت عليك قلقاً عظيماً جاكلين...فأنت جزء من عائلتى!
لم تحتمل الألم عندما سمعت ذلك, فهى لا تريد أن تكون شقيقته الأخرى... فإذا كان ذلك يناسبه و مبتغاه فإنها سوف تكون الخاسرة التى تدفع الثمن... كان الحل الوحيد أمامها أن تعود من حيث أتت و أن تحاول أن تلتقط شتات نفسها و أشلاء حياتها المبعثرة... لفت نفسها فى الروب و قالت:
ــ عندما يسألك أطفالك عن جذورهم سيكون بإمكانك أن تخبرهم....أما أنا فلن أجد ما أرد به على أولادى حينما يسألونى عن أوصولهم و جذورهم!
استدارت جاكلين عائدة إلى غرفتها و قالت:
ــ لقد كنت على وشك الخلود إلى النوم.
ــ إذن...فأنت مريضة حقاً
ــ كلا...لقد شعرت بالتعب و سأتحسن بعد نوم وراحة ليلة كاملة.
ــ حسناً...إذا غيرت رأيك و أرتد التسامر,فسأكون بجوارك فى الغرفة المجاورة...فربما اشتقت إلى من يملأ عليك استيائك و يؤنس لك وحدتك.
عندئذٍ تمنى ناشى لها نوماً هادئاً و قال :
ــ تصبحين على خير جاكلين.
ــ تصبح على خير ناشى.
لم يأت لها النوم الهادئ إذ صار ذلك مطلباً عزيز المنال و صارت أعصابها ثائرة لا تعرف هدوء , أين أنت أيها النوم, ثم أين هى راحة البال ؟لقد صارت هى الأخرى بعيدة المنال, و شعرت جاكلين بالآسى و المرارة تعتصر قلبها , و تألمت وظنت أنها لو أخذت حماماً ربما ساعدها على استرخاء أعصابها و من ثم تستطيع الخلود إلى الراحة و النوم.
توجهت جاكلين إلى الحمامات و كانت منفصلة عن غرف الفندق...مرت على غرفة ناشى فى الممر المؤدى إلى مكان الحمامات حاولت استراق السمع و التصنت لعل و عسى تكون سوزان عنده و هى لا تعلم....إلا أنها لم تسمع أى صوت صادر من الغرفة...مضت إلى الحمام... فتحت الباب و غسلت وجهها و همت تمسك فرشاة الأسنان لتنظف أسنانها...شاهدت فى المرآة شيئاً مفزعاً...لقد رأت شيئاً كالعقرب معلقاً على الستارة....صرخت فهرع إلى الأرض....كان فى حجم طبق فنجان القهوة....ازداد صراخها و أطلقت صيحة أخيرة اهتزت لها الغرف المجاورة و هى تستغيث فلجأت إلى الحائط المقابل و كانت عليه أحدى المرايا فسقطت على الأرض و تكسرت إلى أجزاء صغيرة فصرخت ثانية...وهنا وجدت أحداً يحاول فتح أكرة الباب مرة بعد أخرى ثم اكتشفت أنه المستر ناشى كامبيل يقول – و الحشرة قد اقتربت من قدم جاكلين- :
ــ اللعنة...ماذا هنالك جاكلين....ماذا أصابك؟
أخذت جاكلين تشير إلى الأرض و تحشرج صوتها وغصت حنجرتها و هى تنطق بصعوبة بالغة :
ــ هناك ....على الأرض!
أرشدته نظراته الفاحصة إلى الجسم النابض المقرفص عند الصنبور و أجزاء المرايا المتناثرة حوله, مما زاد و فاقم من حدة الرعب و الخوف....
قال المستر ناشى فى نبرة واثقة وهو يهدئ من رعب جاكلين كما ولو كان يحاول تهدئة حيوان نافر خائف :
ــ ما فى شئ...حسناً....ما هى إلا عنكبوته كبيرة !
قالت جاكلين و هى تلهث و الرعب يملأ أطرافها :
ــ كبيرة جداً...أكره العناكب...إنه كالعقرب!
أشاحت بوجهها بعيداً عنه و هى تستغيث بـ ناشى و تلوذ به كى يخلصها من هذا المأزق و هذا الكابوس...صاح ناشى قائلاً :
ــ لا تخافى....أنك تعانين من الخوف المرضى بلا شك!
ــ أجـــــل...!


مـــنــتـــديــاتــ لــيــلاســــ



زهرة منسية 09-06-13 07:05 PM

رد: 227- المبادلة العادلة - فاليري بارف - مكتبة مدبولي
 

قضمت جاكلين شفتها السفلى لكبت و كظم صرخاتها حتى لا تصدرها ثانية... أومأت برأسها لــ ناشى مؤكدة له خوفها المرضى من كافة أشكال العناكب و العقارب فأخذ بيدها و ذراعها وحثها على القفز فى اتجاهه و جعل نفسه واقفاً بينها و بين ذلك الشئ المزعج فى الحمام و قال فى تؤده و ثقة:
ــ هلم تعالى...سوف أخرجك من هنا!
قالت جاكلين و هى مجمدة الأطراف :
ــ لا أستطيع !
ــ أجل سوف تستطيعين...هلم تعالى فى خطوة واحدة و سوف أطير بك من فوق الزجاج المتناثر على الأرض.
ركزت جاكلين على صوت نبراته و كلماته الهادئة و قبضة أصابعه المطمئنة لها....التقطها كما يقطف الوردة عبر أرضية الحمام حتى ارتطمت أخيراً بين ذراعيه و صارت واقعة فى أحضان صدره العريض ....قال وقد اكتسحها حاملاً إياها بين ذراعيه فلم تطأ أقدامها الأرض:
ــ كل شئ على ما يرام...لقد التقطتك!
بعد ذلك بدقائق أودعها على أرضية غرفتها ثم رجع أدراجه مرة أخرى ...تشبثت بذراعه قائلة فى صراخ:
ــ أين سوف تذهب؟
ــ سأقتل العنكبوت و أعود....لن أتأخر!
صدق ناش كامبيل فيما قاله....لقد اجتاز الطريق عائداً لتوه إلى الحمام...أسرع فى الصالة الرئيسية كالصاروخ و سمعت جاكلين صوت مطرقة عظيمة ثم صوت الماء المنساب الجارى و هو يجرف تلك الحشرة المزعجة بعيداً...أن صورها كانت تملأ عقلها و ذهنها فراحت ترتجف و ترتعش....عاد ناشى بسرعة إلى جانبها و قال فى صوت خفيض ملئ بالحنو:
ــ أنتهى كل شئ....هل أنت بخير الآن؟
ــ سوف أكون بخير ....كم تمنيت ألا أكون بهذه الدرجة من الجبن و الغباء. ــ أن مجرد خوفك و خشيتك من شئ ما ليس معناه الجبن أو الغباء, أن الإنسان الجبان هو الذى يحجم عن مواجهة و ملاقاة السفاح قاطع الطريق وهو يحمل مطواة.
ابتسمت جاكلين ابتسامة هادئة و قالت :
ــ لقد تحولت أنا إلى شئ هلامى لمجرد رؤية العنكبوت المزعج!
ــ أنت متعبة و منهكة القوى....ما كان عليك أن تنزعجى من هذا الشئ الصغير .
ــ لقد كنت أحسب أن كل شئ ضخم فى تكساس....أما هذه الحشرة فقد بدت و كأنها تستطيع التهام طائر بمفردها!
ــ بعضها يفعل ذلك...إلا أن معظمها غير مؤذ أو ضار...أن الاستراليين يبقون عليه من أجل إمساك و اصطياد الذباب.
ــ أوهـ ....يا إلهى....
منتديات ليلاس
أخذت جاكلين تنهيدة عظيمة و شهقت الهواء ثم قالت متذكرة:
ــ من الأفضل أولاً أن أرتدى شيئاً من الملابس!
ــ آهـ...بالمناسبة...عندى لك خبر هام
ــ و ما هو ؟
ــ عندما عدت إلى غرفتى وجدت أختى كريس قد تركت لىّ رسالة تقول فيها أن أمى سوف تعود ثانية إلى مدينة سيمور غداً !
قالت جاكلين فى لهفة :
ــ أصحيح ما تقول؟
ــ أجل...من المقرر أن أقابلها فى محطة الأتوبيس و أصطحبها بالسيارة إلى منزلنا بالمزرعة
ــ ربما لا تعرفنى عندما ترانى لأول وهلة!
ــ لا تشغلى بالك...سوف أعرفكما على بعضكما البعض !
تفكرت جاكلين برهة ثم قالت :
ــ إذن...لقد أنتهى بنا المقام و المكوث فى هذا الفندق...ينبغى على وحدى أن أبقى فى هذا المكان حتى أجد عائلة أخرى تستضفينى.....أو أرتب العودة إلى بلادى...إلى تكساس!
ــ كلا....هناك ما هو افضل من كل ذلك.
أعادت جاكلين أمر عودتها إلى بلادها فى ذهنها مرة أخرى....كانت تعلم انه حينما يأتى الأجل فإنه سوف يلزم عليها الإنفصال عن المستر ناشئ كامبيل... شعرت كما لو كان العالم كله قد توقف عند هذه اللحظة...هزت جاكلين رأسها يأساً و كأنما تقول لنفسها "ألقى وراء ظهرك الظنون التى ربما لا تفيد شيئاً فى عالم الواقع"
عندما أنصرف المستر ناشى من غرفتها متوجهاً إلى غرفته لينام وجدت جاكلين نفسها بمفردها , توجهت إلى النافذة و كأنما تريد أن تلقى منها شيئاً كبيراً يجثم فوق صدرها الرقيق...ألقت بنظرها فى أعنان السماء و هى تتنفس نفساً عميقاً أعقبته بتنهيدة غامضة , فرأت أبراج كنيسة سوثرن كروس و قد غلفتها السحب و غيوم الضباب فجعلت الأمر مستحيلاً على النجوم أن تسبح فى الفضاء الرحيب.
شعرت أن الأمور فى حياتها تمضى على نفس الوتيرة و النمط .
تساءلت فى نفسها ...هل سيأتى يوم ما تستطيع أن ترحل فيه عن هذه البلاد فى طريقها إلى موطنها مرة ثانية؟...لم تجد جاكلين رداً على سؤالها....بحثت طويلاً عن إجابة....إلا أن التعب تمكن منها فراحت فى نوم عميق....



الساعة الآن 10:47 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية