منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   61 - لو تحكي الدموع - مارغريت روم ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t171723.html)

Rehana 16-02-12 03:44 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سومه كاتمة الاسرار (المشاركة 3011101)
بلييييييييييييييييييييز كملي بسرررررررعه منتظرين ياقمر لا تتاخرى علينا
:8_4_134:


اهلين سومتي..
ان شاء الله اكملها
منورة الرواية

Rehana 16-02-12 04:11 PM

6 - الهدنة

تسلل ريموس بحذر الى مكتب راوينا في الصباح التالي و هو اشبه بكتلة صلبة من التوتر المرتجف ،فعلمت انه يسير علي ارض محرمة عليه نظر بقلق الى باب المكتب المجاور و قال هامساً :
- آنسة هافرشام ! متى احصل على امنيتي ؟
- اجلس لتناقش الأمر .
- علي الا اقعد فقد يدخل عمي سكوت .
- صحيح .. انما ماذا لو قعدت ؟
- طلب مني البقاء بعيداً عنك قائلاً انك موظفة و علينا الا نعاملك و كأنك فرد من افراد العائلة .. لا افهم كيف ان مجرد التحدث اليك يجعلك من العائلة . الا يجب ان يتزوجك عمي اولاً ؟
-لا سمح الله !
اجفله ردها الشرس . و لكن قبل ان يتابع كلامه اردفت :
- انس عمك سكوت الان، لقد خرج الى احدى المزارع ولن يعود قبل موعد الغداء ...اخبرني ما هي امنيتك ؟ فاذا كانت ممكنة اسع لتحقيقها .
منتديات ليلاس
عندما زال عنه خطر وجود عمه صعد ريموس الى الطاولة ليجلس عليها ثم انطلق بحماسة في شرح مشروعه ..
- ارغب في رؤية عائلة هلينغ مرة اخرى، ارجوك آنسة هافرشام. لم ار هذه العائلة الا مرة واحدة و كنت سعيداً برؤيتها و قد وعدني عمي سكوت باصطحابي اليهم ثانية و لكن ليس لديه وقت .. لذلك ان استطعت ..
ضحكت لتوقف من حماسه :
- مهلك لحظة ! والآن اخبرني ببطء اين تعيش هذه العائلة و كيف نصل اليها ؟
- لست واثقاً بالضبط .. في مكان ما من الاملاك لكن عمي سكوت يعرف اين تماماً .
- اوه .. اذن، انا آسفة ريموس لكن ..
ظللت عينيه غيمة اسى، فابتلع ريقه بصعوبة ثم انزلق عن الطاولة متوتراً بسبب الاحباط و قال وهو يكاد يبكي :
-الكبار لا يفون بوعدهم ابداً .. و لكنني ظننت .. طننتك مختلفة .
ارتد بحدة و ركض ليخرج و كاد يغيب قبل ان يوقفه صوتها اليائس :
- ريموس.. هل انت متأكد ان عمك فقط يعرف مكان هذه العائلة ؟ الا يمكن ايجاد شخص اخر يعرف الطريق ؟
- انهم لا يخرجون الا عندما يطلب عمي ذلك فالجميع يخشاه .
نظرت الى جسده المتصلب فأدركت ان خطوة واحدة او كلمة خاطئة ستحطم ثقة الطفل بالطبيعة البشرية ،يبدو انه عانى كثيراً من الرفض في الماضي ،و هي لا ترغب ان يضعها في صف الكبار الذين لا يعتمد عليهم .
- حسنا ريموس . سأتحدث الى عمك حالما يصل، انما لا اعدك بشئ ! سأبذل قصارى جهدي فقط .
- شكراً لك آنسة هافرشام قولي لعمي انني سأكون هادئاً و طيباً جداً جداً .

Rehana 16-02-12 04:13 PM

حين ركض مبتعداً، حاولت العودة الى عملها .. لكن تفكيرها رفض التخلي عن التفكير في هذه العائلة الخاصة التي لا تتخلى عن وجودها الا امام شخص واحد ،هم بالطبع لا يستطيعون رفض مقابلة السيد، لانه صاحب الملك و له الحق في دخول منازلهم متي شاء مع ذلك فعزلتهم التي فرضوها علي انفسهم اذهلتها... فارتجفت تحس باضطراب و الحيرة لمجرد التفكير في الالتقاء بهم و لكن كيف ستطلب هذا المعروف من السيد .
لم تكد الفواتير تختفي من امامها حتى وصل السيد ليعاين بنظراته تقدمها في العمل و كالعادة تلقت تحذيراً مسبقاً انباتها بوصوله فبل ان تسمع صوته ،رفعت رأسها واذا تراه واقفاً في الباب المفتوح ينظر اليها عبر الفسحة الفاصلة بين مكتبيهما ، هذه الفسحة التي لا تنتمي الى مكتب احد منهما و التي يكره كلاهما عبورها .
- لدي بضع رسائل امليها عليك و لكن بما انني اراك مشغولة بالعمل فسأعود لاحقاً .
على الرغم من كلامه اللطيف احست بانه يلومها فردت على الفور :
- امليها عليّ الآن لا امانع . سأوجل هذه التي ليس لدي سواها . انا اعمل بسرعة تحت ضغط العمل .
رد بجفاء :
- اذن يجب ان ازيد ضغط العمل عليك دائماً .
منتديات ليلاس
تنحى جانباً لتمر به الى مكتبه .. و كان املى ما املاه بسرعة و حزم و اختصار فلم يستخدم كلمتين حين تفي الواحدة بالغرض، فهو واثق مما يريد ان يعبر عنه لا يحتاج الى المراجعة او التغيير و لا بكلمة او بفاصلة ،عندما انتهى كانت اصابعها تقبض على القلم بشدة لا شعورياً ، لكنها تمسكت بجو الثبات، و لم تعطه ما يدل على راحتها التي احست بها حين توقف عن الاملاء .
وقف متمتماً بطريقة كريهة :
- يجب ان يكون هذا ضغطاً كافياً آنسة هافرشام و ان لم يكن اخبريني .
- اوه ..
كان التعبير المختصر كافياً لايقافه عن التوجه الى الباب فهي عادة كانت تسبقه دائماً بالعودة الى كتبها و تصرفها ذاك دليل واضح على مقتها لصحبته، اما الآن فارتفع حاجبه بتساؤل متعجرف :
-نعم ؟ الديك مشكلة ؟
- اجل .. لدي مشكلة . انما لا علاقة لها بالعمل .
رد بلهجة نفاذ صبر :
- حسناً ؟
ايها الوحش المتعجرف !
التقط الرسالة التي ارسلتها عيناها ،فالتوت شفتاه ..فمن العسير التظاهر بالرضى عن رجل تمقته .
- بالأمس اجريت و ريموس سباقاً خسرته .
-لا استغرب ذلك فانت تبدين من الذين يدعم الخاسرين دائماً .
تجاهلت سخريته و اردفت :
- وعدته ان ينال امنيته اذا وجد والده اولاً . كنت اود التحدث اليه بشأن ريموس .
- لا حاجة للأعذار لا تهتمي بأسباب ملاحقتك لأخي افهم ان ريموس تمكن من ايصالك له ،و هو الآن يطالب بأمنيته !
- اجل و هنا يأتي دورك .
- انا ؟
- يريد زيارة السيد و السيدة هلينغ و عائلتهما و يصر على انك الوحيد القادر على ايصالنا الى منزلهم.

Rehana 16-02-12 04:18 PM

اقسمت برهة ان بريق الضحك لمع في عينيه قبل ان يطبق حاجبي النسر ليتفوه بما فيه هزء و سخرية :
- هذا صحيح .. زرنا العائلة مرة ، و لقد تكلم عنها كثيراً منذ ذلك اليوم و لكن لسوء الحظ لم اتمكن من توفير الوقت اللازم للقيام بزيارة ثانية و هذه هي طريقة " السعدان " الصغير لاجباري .
تنهدت براحة :
- اذن ستصحبنا .
- بل سأحصب ريموس
يعرف تماماً هذا المتوحش الكريه انها تكره صحبته ! وقفت و جسدها الوقور مشدود من جراء الاهانة التي تلقتها :
- هذا يناسبني تماماً .. فليس لدي رغبة في التعرف الى عائلة مضجرة اخرى من عائلات الحدود .
لكن ريموس لم يكن مستعداً لقبول التنازل، و اوضح رأيه بعاصفة حادة في ذلك المساء سعي اللورد اليها و هو يقود الولد الثائر من كتفه و قطع الغرفة و هو يعرج و توجه نحو النافذة التي كانت تجلس عندها تتأمل الحديقة .
قالي بجفاء :
- يبدو اننا اصطدمنا بجذع شجرة يا آنسة .. ريموس مصر على ان ترافقيه كجزء من المكافأة و بما ان الرهان كان بينك و بينه اشعر ان الامر متروك لكما لحله .
تخلص ريموس من قبضة عمه و اسرع اليها يرجوها :
- ارجوك آنسة هافرشام قولي انك سترافقينا الآن ،و في هذه اللحظة.. يجب ان نصل الي هناك قبل حلول الظلام و الا خرجوا !
- خرجوا ؟
منتديات ليلاس
ارتابت في امر هذه العائلة التي تتجنب نور النهار و تحب التجول ليلاً و نظرت الى اللورد فوجدت تعابير وجهه متحفظة ..و لكنها احست بأنها مدينة للوفاء بالوعد .
- حسن جدا سأحضر معطفي .
كانو ثلاثياً صامتاً شق طريقه بأتجاه الغابة حيث اطبقت عتمة المساء عليهم و هم يسيرون في ممرات صامتة هادئة و كأنها دهاليز مدفن في كاتدرائية مظلمة.. سار ريموس بينهما و يد صغيرة في يد راوينا و الاخري في يد عمه وجدت الشجاعة لتسأل :
- الن يعترض هؤلاء الناس على زيارتنا في منزلهم من دون دعوة ؟
توقف ريموس فجاة وكاد يفقدها توزنها :
- ناس ؟ انهم ليسوا ...
قاطعه عمه بوقار متهجم :
- لا احسبهم يدعوننا الى العشاء .
فجأة تداعى ريموس الى الارض و هو كتلة ضاحكة فنظرت راوينا باستغراب الى اللورد و شاهدت انه كذلك يجد صعوبة في كبح ابتسامته رفعت الريبة رأسها لتسأل بعجرفة :
- ايحاول كلاكما التلاعب بي ؟
بدات فعلاً تحس بالغباء.. فمن الواضح انهما كليهما يتمتعان بأخفاء سر على حسابها التقط اللورد ابن اخيه و اخذ ينفض الغبار عن ثيابه.
- نحن مضطران لاخبارها ريموس.. اتشرح لها انت ام اشرح انا ؟
كان ريموس متعباً من الضحك فلم يستطيع الكلام و كانت دموع الضحك تنحدر على وجنتيه و ضحكته الطفولية ترن كالجرس في الغابة الصامتة .. ولكنها حتى في تلك اللحظة من الاذلال رات ان اللورد قد بدا اصغر عمراً عندما ارتدي وجهه مظهر الضحك .

Rehana 16-02-12 04:20 PM

- عائلة هيلينغ هي عائلة " غريرات " و منزلها هو الحجر ..وبما انها حيوانات تنشط ليلاً فقط ،فنحن مضطرون للجلوس خارج حجرها قبل المغيب فللغرير حاسة شم قوية و اذا شم رائحتنا لن يخرج.. انه يعرف وجود الانسان اذا مر في طريق يسلكه و مع ان نظره ضعيف فأقل حركة تزعجه، لذلك يجب ان نبقى صامتين هادئين لتمر قربنا دون ان تعرف بوجودنا .
حدقت راوينا اليه تكره ابتسامته و مع ذلك و بسبب مرح الموقف لم تستطيع ان تغضب .
- اوه .. فهمت .. بالطبع !
منتديات ليلاس
و بدات تضحك ..و سرعان ما اغرق الثلاتة في الضحك حتى ازعجت اصواتهم الطيور في اعشاشها و المخلوقات في مخابئها و ما ادهشها ان لصاحب السعادة ضحكة جذابة و هي كثير من الاوقات كانت تحكم على الرجال من خلال ضحكاتهم و ذلك قبل ان تعرف شيئاً عنهم ..كان هذا التناقض محيراً لها.. فهي تجد من المستحيل ان تغضب من شخص شاركته ضحكة .
كان اللورد اول الصامتين و قال بوقار :
- اجد روحك المرحة مدهشة آنسة هافرشام ومع انني كنت اظن ان الانكليز يفتقرون الى هذه الميزة . لقد قال احدهم يوماً اننا خلقنا في هذا العالم لنضحك ففي الجحيم لن نستطيع الضحك و في الجنة الضحك غير ملائم .
مسحت راوينا عينها :
- ان هذا لصحيح !
ثم و لسبب مجهول لم تستطع الا ان تضيف بلسان لاذع :
- ما زال امامك امل لورد كالدونيان فحيث المرح توجد القدرة على التساهل .
- ناديني سايتون، فهو الاسم المفضل لدى الموظفين . انا اكره الرسميات بمقدار كرهي لرفع الكلفة .
هزت رأسها وقالت تحاول التهرب من موضوع الاسم .
- اخبرني المزيد عن عائلة " الغرير " ! تبدو عائلة جذابة .
- اجل.. انها كذلك و تستحق الجهد لرؤيتها.. فحين نتغلب على بعض الصعوبات نستطيع دراستها عن كثب، لا اعتقد ان في الكون حيوانات مثيرة مثلها، سنصل قريباً الى احد الجحور ..فهي تمكث عادة في الغابة و لكن يمكن ايجادها كذلك بين الشجيرات الشائكة على ضفاف الانهر ..سيكون الدليل الاول على وجودها كمية كبيرة من التراب ،ففي الربيع و الخريف تظهر اكوام من التبن ازيلت من الجحر لتستبدل بأخرى طازجة ..انها تستخدم الجحر نفسه منذ مئات السنين و تتمدد تحت الارض كثيراً .
تدخل ريموس :
- الغرير نظيفة جداً آنسة هافرشام و هي تنظف جحورها بأنتظام.. بعضها يفضل العشب والآخر يحب اغصان الشجر.. انها تحتضن كومة كبيرة بين قوائمها و تستلقي على ظهرها لتزحف نحو الجحر لقد راقبتها تفعل ذلك في ايلول الماضي، اليس كذلك عمي سكوت ؟
- اصمتا الآن علينا من الآن فاصاعداً ان نلوذ الى الصمت .
كان امامهم التراب كوماً كوماً.. و ممرات متقاطعة تقود الى مكان غير محدد تحرك الثلاثة بهدوء قدر مستطاع و لكن فجأة اوقف اللورد راوينا و اسند ظهرها الى الشجرة ثم كمن مع ريموس امام دغل من الشجيرات و صمت الجميع بصبر ينتظرون .
مرت نصف ساعة قبل ان تظهر الغريرات التي تعالى صراخها الحاد و قد ظل هذا الصراخ مستمراً فترة حتى ظهر الذكر الذي راح يشم الهواء بريبة قبل ان يفسح الطريق امام الانثى التي بعد ان اطمأنت الى ان كل شئ على ما يرام راحت تدفع جراءها الى الخارج .


الساعة الآن 01:18 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية