منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   61 - لو تحكي الدموع - مارغريت روم ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t171723.html)

Rehana 24-01-12 07:58 PM

61 - لو تحكي الدموع - مارغريت روم ( كاملة )
 
http://www.desicomments.com/dc1/02/76084/76084.gif

اليوم بنزل اليكم رواية

لو تحكي الدموع

للكاتبة .. مارغريت روم

الرواية للأمانة منقولة .. وكل الشكر لكاتبة الرواية

تم تصحيح الاخطاء الاملائية من قبلي

اتمنى تنال اعجابكم

Rehana 24-01-12 07:59 PM

الملخص


" لقد شاهدت هالة الإنتقام ترفرف فوق رأسك منذ أن وقفت على عتبة باب القصر كملكة ، ولكن هذا لن يقلقني فقبل وقت طويل ستغادرين و انت تتجرعين مرارة الندم "
لم تردع هذه النبوءة رواينا عن المضي في مخططها فعهد السحرة قد ولى ، وهي قد اقتحمت قصر " الطاعون الاسود " اللورد كالدونيان ، و أوقعته في حبائلها ، ولم يبق إلا انتظار اللحظة المناسبة لتقطف ثمار انتقامها .
ولكن لماذا هذا الصوت الضعيف في أعماقها يحذرها : هذا اللورد اخطر مما تظنين و إذا وقع فلن يكون وحده !

Rehana 24-01-12 08:11 PM

الغلاف الأصـــــــــــلي للرواية

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13274272371.jpg

Rehana 24-01-12 08:23 PM

1 -الانكليزية الباردة


شدت راوينا قبضتها علي المشتريات المتنوعة التي تحملها بين يديها و راحت تشق طريقها صعوداً على السلالم المفضية إلى شقتها .
كان الانزعاج و العبوس باديين عليها بسبب تعطل المصعد مرة أخرى.
وهذا ما لا تواجهه في مدينة عالمية كبروكسل التي هي مكان عملها حالياً فلو حدث في بروكسل ما يحدث هنا الآن لسارع المسؤولون إلى حلها ، وفي الواقع الخدمات التي تقدم هناك قد تصل إلى درجة الدلال ، و كيف لا يكون ذلك والخدمات إنما تقدم للنخبة الراقية من وزراء السوق المشتركة و سكرتيراتهم .. و هلين احداهن .
ما إن بلغت باب شقتها حتي حلت البسمة مكان عبوسها ، وقالت لنفسها و هي تفتش عن مفاتيحها " يا لي من محظوظة لأنني وجدت وظيفة كهذه ، أجد فيها المتعة بدل الرتابة في بعض الأعمال .. فالجهد للوصول إلى أعلى سلم العمل السكرتاري هو تحد مثير و ليس بنزهة رتيبة كما يظنها بعضهم ! " ترددت لحظة .. فقد التقطت أذناها نغماً مخنوقاً يأتي من خلف الباب المقفل .. هناك من يدير اسطونتها المفضلة أوه.. ليس هوارد ثانية .
فتحت الباب و دخلت بسرعة ، ثم وضعت ما بين يديها من مشتريات في الردهة و أسرعت إلى غرفة الجلوس متسائلة .
- مرحبا أختي !

Rehana 24-01-12 08:24 PM

لوح هوارد بيده متكاسلاً ، و لكنه لم يحاول إزعاج جسده النحيل الممدد بالعرض على المقعد ذي الذراعين ، وتابع تلويح ساقيه في الهواء مع النغم الموسيقي .
تقدمت لتطفئ جهاز الاسطونات دون أن تزعج نفسها بالرد ثم استدارت بسرعة لتواجهه :
- لم انت هنا هوارد .. أعرف أنك تعمل في مكان ما في براري اسكتلندة ؟
اطلق ضحكة مستهترة صغيرة ولكن نظرتها الثاقبة التقطت عدم ارتياحه .
- تحسيناً لمعلوماتك الجغرافية قومي بجولة في الجزر البريطانية عوضاً عن التسكع في " مناطق غربية " صحيح ان دمفري شاير في اقاصي الغابات ولكنها ليست في البراري الاسكتلندية الشمالية ، بل هي على رمية حجر من الحدود الانكليزية .
ردت بجفاء :
-هلا زدتني و اخبرتني بما حصل لوظيفتك .
صعد سؤالها المركز الاحمرار إلى خديه فراح يمعن النظر فيها بشئ من الاضطراب ، وكأنه يتسأل أي مدى سيجرؤ علي اختيار صبرها معه .. فأخته غير الشقيقة رغم محبتها له بدأت مؤخراً تظهر له نفاذ صبرها منه بسبب تنقله الدائم من عمل لآخر . و أخيراً قرر تبني دور الولد الضائع الذي لم يفشل يوماً في كسب عطفها .
منتديات ليلاس
- بصراحة يا أختي ، لم تكن وظيفة ، بل سجن .. فقد كان رب عملي السابق طاغية يحمل عقلية القرون الوسطى . عقلية اسلافه الذين كانو يمكلون الخدم و الأتباع و يخضعونهم لإمرتهم و طاعتهم ممارسين عليهم السيطرة المطلقة الكاملة . المركيز كالدونيان ، إيرل روزمور ، هو رجل كريه شرير يحجب نفسه عن المجتمع الحديث كما كان أجداده يحمون أنفسهم من أعدائهم . فالخدم يقومون بدوريات على حدود أملاكه ، لإبعاد الغرباء غير المرغوب فيهم . ومع أنه مجبر لأسباب اقتصادية ، على فتح أبواب حصنه وأراضيه للعامة و لكن التواريخ و المواعيد تنفذ بدقة لئلا يكون هناك خطر أن يواجه العامة من الزائرين . أما حقوق موظفيه فهو يصرف النظر عنها بإشارة من إصبعه و أما يكون للموظف حياة خاصة ، فهذا امر بعيد المنال لا مجال البحث فيه! ، فلموظف الذي يدخل عتبة داره ويصبح في عداد الساكنين فيه ، حُكم عليه بحياة عبودية يحاسبه الماركيز على أدق تحركاته ، ويتوقع منه أن يكون ممتناً للهواء الذي يتنفسه تحت سقف إحسان السيد للمسود .
قالت راوينا محتجة لأنها تعرف مدي ميل شقيقها للمبالغة :
-ليس هناك من هو سيء إلى هذا الحد .
-ألا تصدقين قولي ؟ !
حين هب واقفاً وعلى وجهه السخط ، أحست أنها مجبرة على تصديقه لأن أخاها لا يستسلم عادة إلي نوبات غضب عفوية بل على العكس فطبيعته باردة خاملة إلى درجة كانت تتوق معها إلي هزه غضباً .
قال متهماً :
-انت لم تصدقيني يوماً حتى و نحن صغار ، كنت تميلين إلى تصديق أخصامي على تصديقي . وليتك تحكمين علي الوقائع بنفسك ..لو سافرت إلى اسكتلندة و سألت عن املاك كالدونيان لقيل لك ما قيل لي " اوه ! انك تسألين عن بيت الطاعون الأسود !"
حين انفجر غاضباً ، غاصت في المقعد امامها محاولة التفكير في الموقف ... كانت فرحتها بالعودة إلى الوطن قد تلاشت بفعل قوله مع أنها منذ أشهر وهي تتطلع للعودة إلى شقتها التي أسستها بحب لتكون منزلاً لها ولأخيها الأصغر منها .. لم يكن قد بلغ الخامسة عشرة حين توفي الله والده و والدتهما التي ماتت قبل زوجها بأشهر . أما هي فكانت في العشرين ، فتاة متشبثة بأعتاب الحياة ، في حوزتها شهادة سكرتاريا و في قلبها توق للخطو إلى عالم العمل يومذاك نصحها زوج أمها :
-لا تتمسكي بأول وظيفة تعرض عليك . تمهلي و انظري إلى ما حولك ثم اختاري بحذر .

Rehana 24-01-12 08:25 PM

ولكن الظروف في النهاية حكمت أن يكون الراتب في الطليعة اهتماماتها . فمع وجود أخ غير شقيق في الخامسة عشرة من عمره و مبلغ قليل من المال بل اقل من قليل كان قد ترك لهما ، لم تستطع الانتظار لتختار.
اسندت رأسها إلي ظهر المقعدها ، تنظر ببطئ إلى ما يحيط بها . في غرفة الجلوس هذه أثاث كانت قد عمدت خلال سنوات إلى شرائه أما المقاعد البيضاء الباهتة الثلاث فمن الأشياء القليلة التي بقيت لها من منزلها القديم . وأما السجادة البنية ، الطويلة الأهداب ، المرقشة بلون عاجي ، فكانت تبذيراً كبيراً ، و تذكر أنها اشترتها بالتقسيط لمدة سنتين شعرت بالذنب لأن زوج أمها و أخاها لم يوافقا على مبدأ التقسيط . ثم تدريجياً مع ازدياد راتبها ، أضافت بعض اللوحات المختارة إلى جدران الشقة العادية ، وهذه الستائر المخملية الفخمة إلى النوافذ ، و مؤخراً ، بعدما أصبح السفر إلى أوروبا جزءاً من عملها ، اشترت قطعاً فخمة من البورسلان و الزجاجيات ، و مجموعة من أشياء غير عادية اعجبتها .
منتديات ليلاس
أجفلها صوت هوارد الذي انتشلها من أفكارها :
-آسف لأنني صرخت في وجهك يا أختي .. أنا فظ أناني . أنت دون شك تعبة بعد رحلتك . اتودين أن أحضر لك العجة و بعض السلطة ؟ لن أتاخر أكثر من عشر دقائق .
أنها تسامحه دائماً كلما ابتسم لها ابتسامة تشجيع أو لوى رأسه بهذه الطريقة:
-شكراً لك هوارد سيكون هذا رائعاً . فلنحضر الطعام معاً . سأحضر السلطة ، أما أنت فتقلي البيض و بهذا نجد وقتاً لنتابع اخبارنا .
كان كلما تحرك احداهما في المطبخ الصغير دفع الآخر بمرفقه .. و لكنهما كانا مسرورين لأنهما معاً مرة أخرى بعد ستة أشهر من الفراق .
-كم ستمكثين هذه المرة ؟
- ثلاثة أشهر ، فلم يكن رب عملي السير دوغلاس على ما يرام مؤخراً ، وقد نصحه الطبيب بأن يأخذ عطلة طويلة . كنت مستعدة للاستمرار في العمل عوضاً عنه حتى يعود ، ولكنه و اللايدي ليستر ، رأيا أنني بحاجة إلى الراحة بمقدار حاجتهما إليها، ويجب ان اعترف انني لم اجادلهما في هذا .. فلقد كانت حياتنا مرهقة في الأشهر الماضية ، فقد تركت اللايدي ليستر منزلها لتهتم ببعض الشؤون العائلية فاضطررت لتمثيل دور المضيفة في مناسبات اجتماعية عديدة كان من العسير إلغاؤها . فما رأيك بالعمل المضني طوال النهار ثم الاهتمام بالجانب الاجتماعي حتي ساعات الصباح الاولى ، كنت أشعر بالإعياء التام لذا تطلعت شوقاً إلى الراحة و الاسترخاء في شقتنا ، ورغبت في زيارة الأصدقاء ، و الإخلاد إلى النوم قبل العاشرة كل ليلة .
نظر إليها بقرف :
-يا إلهي .. ما هذه الطريقة لقضاء عطلة ! هذا البرنامج الذي يدفعني إلى الجنون !
- أجل .. أعرف هذا يا عزيزي .. و لكن وجهات نظرنا لم تكن يوماً واحدة ! فأن أعتبر التسكع عملاً كريهاً أما أنت فينعشك وكذا الحال بالنسبة للعمل ، ففيما اجد المتعة فيه تجده أنت شراً لا بد منه .
هز رأسه موافقاً :
- أنت على حق . لكل منا طريقة مختلفة في التفكير و التصرف ايضاً غير متشابهين ، و هذا ليس عجيباً لأن كل منا أب مختلف .

Rehana 24-01-12 08:27 PM

توقفت عن تقطيع الخس ، و تغصن جبينها عبوساً :
-كنت أذكر نفسي دائماً بهذا الواقع ، لقد ترملت أمي و هي صغيرة جداً ، ولم أكن سوى طفلة حين تزوجت مرة أخرى ، وكان والداك هو الأب الوحيد الذي عرفته . كنت بالخامسة من عمري عندما ولدت انت ..أذكر يومذاك أن " دادي " فرح كثيراً وقد رماني بالهواء إلي أن صرخت طلباً للرحمة ، ومع ذلك لم يظهر يوماً في تلك السنوات ما يدل على إنه يفضل أحدانا على الآخر . كان يقسم كل شئ بيننا بالتساوي : حبه ، وتفهمه ... و ...
قاطعها هوارد و المرارة في صوته تكبح ما تبقي من كلامها .
-كل شئ عدا ماله . لا تنكري أنه كان علي أفضلية فقد ألحقك بمدرسة خاصة و لم يكتف بذلك ، بل أصر "دادي " ان تدرسي دورساً خاصة في السكرتاريا .. أما أنا فحرمت من أصدقائي الذين ترعرعت معهم ووضعت في مدرسة رسمية كنت فيها غريباً عن الأساتذة و التلاميذ في آن . لقد خرجت من المدراس الخاصة و ما فيها من أساتذة أكفاء و زججت في مدارس يزيد عدد التلاميذ في الصف الواحد على ثلاثين تلميذاً و المميز فيها أن التلاميذ لم يكن لديهم الرغبة أو القدرة على التعلم أما الأساتذة فكانوا يكافحون أوضاعاً شاذة لا تقهر للاحتفاظ بعملهم .
منتديات ليلاس
بقيت راوينا صامتة جامدة بحيث ظهرت صورة متكاملة للتحفظ ، ثم قالت بصوت أجش :
-اعرف انك تكدرت كثيراً حين تركت المدرسة الخاصة . لكنني لك أكن اعرف أبداً مدى تأثرك ..إنما لا تلم "دادي " على ذلك فهو لم يمت بإرادته و اختياره .
رد بقسوة :
- ولم يختر كذلك ان يوفر احتياطات وقائية لعائلته . كان أنانياً حين رتب شؤونه بحيث نستريح في حياته و نشقي في مماته ، الا تظنين هذا ؟
همست ببؤس :
-لم يكن يعتقد بل على الأرجح لم يفكر في انه سيموت صغير السن كما فعل .
-ربما لا .. لكنني كنت افكر فيه أثناء تنقلي من عمل إلى لآخر في ذلك ، و ليس غريبا أن افكر فيه و انا أرى نفسي غير قادر على تحقيق ترقية لأنني لا املك مؤهلات أو علاقات مدرسية أو غير مدرسية مهمة لها تأثيرها في الوصول غلي وظائف هامة في المدينة .
-المقدرة و التصميم يتغلبان على كل العوائق .. كان يمكن أن أجلس نادبة حظي لاعنة قدري السيء و أقضي ما تبقي من حياتي في العمل في أول وظيفة مملة لكنني التحقت بمدرسة ليلية حتي اتقنت ثلاث لغات ، ثم تركت أذني مشنفتين و عيني مفتوحتين حتي عثرت أخيراً على وظيفة عظيمة .. ان كان الرجل ماهراً في عمله فلا هم ما لون ربطة عنقه ؟
- من السهل ان تجد المرأة في هذه الأيام وظيفة اما الرجل فيعسر عليه إذ يعاشر غير رفاق السوء ، كما عليه ان يكون مقبولاً في دوائر خاصة . ولايهم إطلاقاً إن كان له عقل أو قدرة او تصميم بل المهم ان يدعمه أشخاص من ذوي القيمة و هذا يذكرني بخدمة اريدها منك . ولكن فلنحمل أولاً هذا الطعام الى المائدة ولنتحدث أثناء الوجبة.
أحست راوينا ان السلطة اللذيذة والأومليت الشهية ستصدمها ، فأخذت تتلاعب بها بالشوكة و السكين ، تفكر وجلة في ما سيطلبه منها فبسبب تلميحات سابقة ، استطاعت أن تقدر موضوع الطلب المقبل ، و خشيت من عواقب رفضها ، الذي يتشكل منذ الآن في رأسها.

Rehana 24-01-12 08:29 PM

كانت شهية هوارد عظيمة وهذا غريب بالنسبة لشخص نحيل مثله .
سألها فجأة :
-هل حملت معك هدايا من بروكسل لم تخضع لرقابة الجمارك ؟
-اجل .. بعض العطور و علب السيكار. تركتها في الردهة .. اخبرني المزيد عن رب عملك الأخير .. عن عائلته .. هل زوجته خاضعة له وهل اولاده بلا شخصية ؟
رد بازدراء :
-كان يمكن أن يكونوا كذلك لو كان له زوجة و اولاد . إنه يعيش حياة النساك داخل حصنه الحجري المنيع مع قبيلة من المحليين الذين يقومون على تأمين احتياجاته و احتايجات الصبي .
-الصبي ... ؟
-طفل في الخامسة من عمره هو ابن اخيه ، على ما اعتقد . اخيه الأصغر سايتون الأحمر.
ظنت انه يسخر منها فزجرته:
-لا تمزح هوارد ! أنا حقا مهتمة بمعرفة أخباره .منتديات ليلاس
-صديقني اختاه ... يجب أن تختبري ذاك الوضع الإقطاعي لتصدقي ! هناك حقا سايتون الأسود و سايتون الأحمر ... يقول السكان هناك إن هذين الأخوين يظهران من وقت الى آخر في العائلة، الكبر دائماً هو الأسود ، و يكون اسمر اللون أسود الشعر ، ويطلق عليه " الطاعون الأسود " أما الثاني فيكون إما أشقر أو أحمر الشعر و لكنني لم أر قط الأخ الأصغر الذي يقال إنه منبوذ لا يملك مالاً و يحاول رمي سبب تعثر حظه على اخيه الأكبر .. لكن كفى كلاماً عن عائلة سايتون وما ورثوه من القاب عديدة . لقد قطعت كل صلة لي بتلك العائلة ، و سأكون سعيداً إن لم تقع عيناي ثانية على سايتون الأسود.
- حسناً، فلنتناول القهوة في غرفة الجلوس ، ولا تزعج نفسك بتنظيف الصحون فسانظفها لاحقاً .
لم يطرق هوارد الموضوع الذي شغل رأس أخته طوال الوقت ، إلا بعد ان تمدد في مقعد مريح ، و أشعل سيكاراً من أحد العلب التي جلبتها معها . وعندما سأل كان سؤاله أشبه بالعفوي :
-ايمكنك استخدام نفوذك لدى اليسر دوغلاس ليستر من أجلي ؟ أعلم أنه في الوقت الحاضر مشغول بشؤون السوق المشتركة ، و لكنه مدير عدة شركات و أحسبه إن طلبت منه بلطف سيؤمن لي وظيفة ما في مكان ما.
هذا تماما ما توقعت ، وعلى أساس هذا رتبت مناقشتها معه .. فقالت بلطف لئلا تجرح مشاعره :
-آسفة هوارد ،لقد ناقشنا هذا الأمر سابقاً . و الجواب ما زال " لا " وكما قلت سابقاً ، أكره أن أفرض نفسي على رب عملي .
مال إلي الأمام بغية المزيد من التأثير :
-لا تطلبي منه ذلك كسكرتيرة بل كصديقة ، إنه يقدرك كثيراً وقد اعترف أكثر من مرة بأعتماده الكامل عليك . بل سمعته مرة يتغني بمدحك أمام زميل له قائلاً : " تملك راوينا مقدرة فائقة و إخلاصاً لا شك فيه ، و هذا في بعض النساء مخيف ولكنها تقوم بكل سحر الأنثي "
ارتفع ذقنها الصغير بعناد ، و لمعت عيناها العنبريتان :
-وماذا ... ؟ اتقول إن عليّ الضغط عليه ليجد لك عملاً ؟

Rehana 24-01-12 08:30 PM

بلغ سخطه حداً كبيراً دفعه إلي إطفاء السيكار بغضب :
-لا تكوني سخيفة ! لا أطلب منك إلا تلمحي له تلميحاً، استخدمي سحرك انوثتك ، إبكي قليلاً على كتفه و صبي متاعبك و قلقك من شقيقك الأصغر الذي يملك مواهب كثيرةو الى من يحتاج من يساعده في ارتقاء أولى درجات السلم . لا أطلب منك إلا فرصة ... فرصة واحدة أختاه !
هبت علي قدميها واقفة و راحت تذرع الغرفة في محاولة لتنفيس الغضب الذي بدأ يتعقد في داخلها ... وما هي إلا لحظات حتي ارتدت على عقبيها نحوه تهاجمه :
-انت لا تعرفني إن ظننت أنني قد أغوص إلى هذا الدرك ، فرب عملي يضع في اولويات مقدرتي و مواهبي ، و قدرتي على مواجهة المشاكل ببرود و هدوء و تعقل . فكيف ستكون ردة فعله ، لو انهرت فجأة على كتفه و سالت دموعي ؟ استخدم خيالك هوارد ! لن أبدو حمقاء فقط ، بل سيحس السير دوغلاس بالإحراج !
منتديات ليلاس
تقدم إليها ليقف غير بعيد عنها بحيث يتسنى له ان يمعن النظر في وجهها المضطرب . كان الشبه الخارجي بينهما و هما يقفان معاً ضمن دائرة ضوء المصباح المعلق فوق رأسيهما ، ظاهراً . فلكل منهما شعر اشقر فضي و جسد نحيل و لكن فيما كان فمه رقيقاً ، كان فمها مكتنزاً يدل بأدل طريقة على التصميم الذي ينعكس أيضاً في عينيها العنبريتان اللامعتين لمعان الكهرمان و هما تتصادمان مع عينيه الزرقاوين الشاحبتين قال بعد صمت و كأنه يتهمها :
-لن يكون أبداً كالحرج الذي يصبني و انا أقف في نهاية صف طويل ممل ! أنت قاسية أنانية راوينا .. فكل ما تريدينه وقع بين يديك مباشرة : وظيفة مهمة وسفر الى الخارج و راتب جيد يخولك الحفاظ على هذه الشقة التي سمحت لي بشهامتك بمشاركتك إياها .. يا لك من محظوظة ! محظوظة جدا يا أختي .
-وكلما عملت إزداد حظي و عظُم
قاطع سخريتها بحدة :
-وفري عليّ سماع هذا ! لو كان وضعنا معكوساً و كنت أنا من جنى فوائد التعليم الكثير الكلفة ، لما جعلتك تتوسلين فتات مائدتي ! لو أن لي وظيفة محترمة لاستطعت أن أحصل على شقة لنفسي ، و لكان في جيبي مال و ها أنا بدأت اشك انك تفضلين ان ابقى كما انا معتمداً كل الأعتماد على إحسانك . أتشعرين و الحال هذا التفاخر ؟ هل أنت واحدة من النساء المكبوتات المحتاجات إلى الشعور بأن الآخرين بحاجة إليهم ليرضين غرائز الأمومة المحبطة ؟ أنت جميلة يا أختي ..أعترف لك بهذا و مع ذلك ، لم أر لك صديقاً دائماً و لم أشهد لك علاقة أقمتها .. فهل أخبرك السبب ؟ إن برودتك و رفعة منزلتك اللتين تظهرينهما هما تصدان الرجال .. و يجب أن تخلصي نفسك منهما ،أما أنا فلست مستعداً لانتظار وقوع الأعاجيب . سأقطع الرباط الذي يربطني بميدعتك و مئزرك . أريد حريتي . أريدها الآن ! صديقني ..و عليك لصالحك أن تساعديني في الحصول عليها !

*************


نهاية الفصل الاول

زهرة منسية 24-01-12 10:13 PM

هااااااااايه أنا أول الحاضرين وأول الضاغطين على أيقونة الشكر
باين أن الأحداث هتكون حامية جداً فى الجو البرد دهـ شو بتعملى فينا ريحانتى
أنا هنتظر لما تكمليها وهستمتع بأحدثها مرة وحدة
مششششششششششششششششكورة يا قمر
موووووووووووووووووووه

Rehana 26-01-12 11:43 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة منسية (المشاركة 2988481)
هااااااااايه أنا أول الحاضرين وأول الضاغطين على أيقونة الشكر
باين أن الأحداث هتكون حامية جداً فى الجو البرد دهـ شو بتعملى فينا ريحانتى
أنا هنتظر لما تكمليها وهستمتع بأحدثها مرة وحدة
مششششششششششششششششكورة يا قمر
موووووووووووووووووووه

تسلملي ياعمري
الله لا يحرمني من طلتك الى بتفرحني كثيرررر
اتمنى تعجبك احداث الرواية
العفووو ياعسل
موووووووه

زهرة منسية 27-01-12 11:31 AM

‎أنا رجعت فى كلامى وقررت أعرف حكاية سايتون الأسود خطوة خطوة بس اللى شاغل بالى دلوقتى هو أزاى هتقبله فى أنتظار متابعة باقى الأحداث من أناملك الرقيقة‎

اماريج 27-01-12 08:52 PM

هذه الرواية حلوة كتيررررر
وخطيرررررررة
موفقة حبيبتي بالاختيار كالعادة بالتوفيق يارب

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13276903211.gif

كن فيكون 28-01-12 06:03 PM

الله يعطيك الف عافيه
على الابداع في اختيار
الروايات تسلم اناملك
الحلوه ياعسل

Rehana 29-01-12 07:44 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة منسية (المشاركة 2990436)
‎أنا رجعت فى كلامى وقررت أعرف حكاية سايتون الأسود خطوة خطوة بس اللى شاغل بالى دلوقتى هو أزاى هتقبله فى أنتظار متابعة باقى الأحداث من أناملك الرقيقة

اهلين زهوري
ههههههههه.. انا سعيدة انك بدك تعابعي الرواية خطوة بخطوة
ان شاء الله تعجبك الرواية
لك وودي

Rehana 29-01-12 07:46 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اماريج (المشاركة 2990705)
هذه الرواية حلوة كتيررررر
وخطيرررررررة
موفقة حبيبتي بالاختيار كالعادة بالتوفيق يارب

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13276903211.gif


اهلين حبيبتي
سعتيد لمرورك وطلتك الحلووة
الله لا يحرمني منك

Rehana 29-01-12 07:49 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كن فيكون (المشاركة 2991418)
الله يعطيك الف عافيه
على الابداع في اختيار
الروايات تسلم اناملك
الحلوه ياعسل

الله يعافيك ويسلمك يارب
منورة حبيبتي الرواية
واسعدني كثير كلامك
تحياتي لك ياحلووة

Rehana 29-01-12 07:57 PM

2 - الطاعون الأسود

لم يغمض لراوينا تلك الليلة جفن لأن تبدل تصرفات هوارد نكأ جرحاً مؤلماً عليها أن تعاين خطورته . فالنجاح كما اكتشفت في بداية حياتها المهنية ليس السبيل الأفضل للصداقة ، بل الكراهية و الضغينة ، و الخبث و تعمد الأذى هي الثمن الذي يجب أن يدفع المرء لمجرد الجرأة على الحلم ، فما بالك بتسلق القمة ، إن الصداقة عند راوينا تعني الالتزام التام و الأخلاص الصرف و المشاركة بالفرح في السراء و الأحساس بالشفقة العميقة في الضراء و لكنها وجدت الصداقة في مفهوم الآخرين مختلفة.
كانت سهام الغيرة قد تركت آثارها في مشاعر الرقيقة حتي تراجعت في النهاية إلى قوقعة من عدم الاهتمام المنعزل ... إنها تضع ثقتها في شخص واحد تعلم حقاً إنه يهتم بها : هوارد . ولكنه هو أيضاً خان ثقتها به ... إن غريزتها دفعتها للتخفي وراء واجهة باردة من اللا مبالاة أثناء حوارهما ،أما الآن وهي في عزلة غرفتها فقد اطلقت العنان لدموعها الحارقة و كان أن هزت التشنجات جسدها النحيل المتمدد فوق الفراش و راحت تغرق في موجات متلاحقة من الذهول و الأرتباك ، تحس إنها خائفة ، مهجورة و إنها قطعة من حطام بشري يتلاطم علي الصخور بلا مرساة .
حين انضمت في الصباح إلي هوارد لتناول الفطور ، كانت قد استعادت هدوءها ظاهرياً و كان الذنب الذي يشعر به يجعله متوتراً . و لكن البسمة اضاءت عبوس وجهه حالما قالت له بصوت متزن خفيض :
-قررت أن افعل ما طلبته مني .. سأتصل بالسير دوغلاس لأسأله إن كان قادراً على إعطائي بضع دقائق من سفره إلى منزله الريفي .
منتديات ليلاس
-هذه انباء رائعة يا أختي !
تحرك نحوها ، لكنها تجنبت عناقه و ذكرته في الوقت ذاته ببرود :
-لكنني سأقوم بذلك بدون قناعة لذا أريد وعداً منك ، وعد شرف ، أن تبذل جهدك للنجاح في العمل الذي قد أنجح في تأمينه لك بمساعدة السير دوغلاس .. فليس مستقبلك وحده في خطر ، بل مستقبلي أنا ،فإن فشلت بعد توصيتي بك فلن استطيع الاستمرار في العمل لأنه عندما يراني أهلاً للأحكام الصائبة .
-أعدك أختاه .. لا داعي للخوف من هذا . فلا احتاج إلا لبداية حقيقية تخولني الانطلاق ، و سأثبت لك أنك لست الوحيدة في العائلة من يستطيع الوصول الى القمة !
رد السير دوغلاس بنفسه حين اتصلت بمنزله :
-راوينا عزيزتي .. بالطبع سأقابلك .. فوراً إذا أستطعت . وينفرد تقول إن عليها توضيب الحقائب و هذا يعني أن أمامي ساعتين قبل السفر .
تعلثمت راوينا و هي تشكره و لكن بعدما أقفلت السماعة أسرعت تطلب سيارة أجرة . و ما هي إلا ربع ساعة حتي كانت أمام منزل السير دوغلاس اللندني الأنيق ، و ما هي إلا لحظات أخري حتي كانت تدخل مكتبه حيث كان ينتظرها .. ألقى عليها نظرة حادة حاذقة تشير إلى أنه فهم أن سكرتيرته الهادئة عادة ، في حالة عصبية مجهدة .. و لكنه لم يشير إلى هذا بل تريث حتى جلست و قال لخادمه :
-أحضر لنا القهوة و البسكويت ، أرجوك روبرت .

Rehana 29-01-12 07:58 PM

لوح بيده رافضاً احتجاجها ، وترك الحديث يدور بينهما حتى عاد الخادم و بعد ذلك استقر في مقعده و قال يحثها :
-ما الأمر يا أبنتي .. أهنالك ما يقلقك ...؟
ارتشفت جرعة من القهوة ، ثم وضعت فنجانها على الطاولة قريبة فعاودت تغطية عصبتها بصوت مبالغ في مرحه ، رن مزيفاً في أذنيه ، فبدأت بلاعتذار :
-أحس أن وجودي هنا عبء ثقيل سير دوغلاس . لقد كنت لطيفاً معي دائماً في الماضي و كريماً و متفهما أيضاً و أحس بالخجل لأنني سأقدم على طلب معروف منك .
مال إلى الأمام يشجعها :
-لم تتلقي مني شيئاً لا تستحقينه ، أنت تسيئين تقدير قيمتك لديّ .. الغبي وحده لا يكافئ موظفة قديرة كفؤة مساعدة مثلك ..فلولا أخلاقك الجميلة ..و استعدادك لتحمل المسؤوليات إلى ابعد مما هو متوقع من سكرتيرة ، لوجدت الأشهر الستة الماضيه عبثاً لا يطاق يا عزيزتي ، أنا مدين لك بالكثير ، لذا سيكون مطلق طلب تطلبينه سبيلاً لأقدم لك مساهمة صغيرة تخفف من عبء ما أكن لك من أمتنان .
طفرت الدموع في عينيها و لكنها كبحتها بسرعة ووجدت نفسها غير قادرة على الكلام أما السير دوغلاس فشغل نفسه بملء فنجانه ثانية و لكن فضوله أثاره قلق الفتاة التي شاركته علاقة الرئيس بالمرؤوس و مع ذلك بقيت بالنسبة له لغزاً مغلقاً .
في البداية تردد في قبول اقتراح زوجته القاضي بأن يطلب راوينا بمهام المضيفة اثناء غيابها فقد تعلم خلال سنوات عمله الطويلة ان من الحكمة إبقاء كل الموظفين علي مسافة من الصداقة .
منتديات ليلاس
ففي الماضي أساء الكثيرون ممن منحهم بعض الصداقة اليه ولكنه اكتشف ان الامر مع راوينا هو العكس فهي التي تركت حواجز التحفظ بينهما ، و ملأت فراغ الذي خلفته زوجته ، واكتسبت التقدير من ضيوفه الاثرياء بسبب الطريقة التي لبت فيها حاجاتهم . ومع ذلك ، و على الرغم من اعتماده هذا عليها ، لم تتخط الحد بالتطفل على علاقتهم و اعمالهم .
عندما بدأت تجبر نفسها تدريجياً على الكلام ، كان اهتمامه قد زاد ..قالت مترددة :
- لا ادري اذا كنت تذكر ان لي اخاً نصف شقيق هو اصغر مني .
هز رأسه نافذ الصبر لتتم كلامها وقال معلقاً :
- كان في الخامسة عشر حين مات ابواكما . اليس كذلك ؟ و منذ ذلك الحين وضعت على عاتقك مسؤوليته .
ابتلعت ريقها بصعوبة :
-أجل .. و لكن لسوء الحظ ، لم انجح في حمل مسؤولياتي . فمع انه يملك عقلاً راجحاً كات تعليمه قليلاً . ظل اخي حتى مات والده في مدرسة خاصة و لكن بعد وفاة والده لم اجد الا راتبي و بما انه لم يكن يستطيع تغطيه نفقات المدرسة الخاصة ، اضطررت للاعتماد على التعليم الرسمي . و بالطبع هزه هذا الانتقال وهو حتى الآن على الرغم من بلوغه العشرين عاماً ما زال يشعر بالاحباط و السخط غير انه مقتنع بأن له القدرة على النجاح لو حصل على فرصته لاثبات نفسه للآخرين .
بدأ السير دوغلاس يرى الصورة فتنهد بارتياح :
-يا فتاتي العزيزة .. هل المعروف الذي تطلبينه هو حقاً هذا الأمر الصغير ، في ان اجد عملاً لأخيك ؟

Rehana 29-01-12 08:04 PM

اتسعت عيناها العنبرتيان ولول مرة منذ ان بدات تتكلم ، رفعت رأسها تسأله باضطراب :
- امر صغير؟ سير دوغلاس .. ليس لديك فكرة عما يعنيه له هذا الامر بل عما يعنيه لكلينا !
- اذن ن يجب ان نري ما نستطيع عمله . قلت انه في العشرين ؟ فيم برع ؟
- برع دائماً بالارقام .
-واين عمل آخر مرة و في اي مجال ؟
بدات الحيرة عندما راي الاحمرار الذي اجتاح وجنتيها .
- عمل آخر مرة عند الماركيز كالدونيان .. كان مساعد مدير الأملاك .
ارتفع رأس السير دوغلاس بحدة :
-ماركيز اوف كالدونيان ؟ هذا بحد ذاته توصية كافيه . سكوت صديق قديم .
-سكوت ؟ لا .. اظن ان اسمه سايتون .
- صحيح ياعزيزتي إنه سكوت سايتون .. و عائلة سايتون من اقدم العائلات بين قبائل اسكتلندة . عندما ورث القصر و الاملاك كان كل شئ على وشك الإفلاس . نعم لا انكر انه كان هنالك ارث عيني كبير ، الا ان سكوت اصرّ علي الاحتفاظ به .. وهذا ما كان . قصر كالدونيان ليس فقط اكثر القلاع التاريخيه جاذبية ، بل هو الآن جزء من املاك تعتبر عالمياً مثالاً على الديناميكية في الادراة . وقد تبين لحسن الحظ ان سكوت زراعي قديم يميل الى تطوير العمل . ولقد قام بمشروع طموح يقتضي اعادة تشجير منطقة الغابات ، و تحديث المزارع ، و مشكور على ما قام فبفضله اضحت املاك كالدونيان املاك زراعية مزدهرة ،لاشك في ان اخاك اخبرك بذلك ، فما من احد عمل مع سكوت الا و اضطر الى الاعجاب بشجاعة هذا الرجل و تصميمه .
منتديات ليلاس
كان في كلام السير دوغلاس علامة استفهام ، و لكنها قررت تجاهلها . فلن تتمكن من الاعتراف بان هوارد قد اساء وصف رب عمله السابق .. و الامر محير .. وظلت على حيرتها حتى تذكرت ان السير دوغلاس ينظر الى الماركيز من زاوية رب عمل لا من زاوية الموظف و هذا يعني انه لا يعرف شيئاً عن تصرفات هذا الماركيز مع من يعملون عنده من سيئي الحظ !
جلس السير دوغلاس وراء مكتبه :
-و الآن الى العمل ! قولي لاخيك ان يحمل هذه الرسالة الى مؤسسة محاسبة سأدون اسمها و عنوانها على الغلاف . آسف لانني لن اتمكن من الحضور و لكن لا تخافي ساكتب في الرسالة توصية لرئيس المحاسبين و هي ستكون سبيلاً ليتلقى افضل معاملة . لقد اعلن عن الوظيفة ، لذلك سيواجه منافسة ، طبعاً .. انما قرار رئيس المحاسبة سيكون النهائي . ان قدم اخوك الانطباع الحسن ساعده هذا الكتاب و اعطاه خطوة لنيل الوظيفة .
ردت بصوت مرتجف ، و قد بدأ السير دوغلاس بالكتابة :
-شكراً سير دوغلاس .. إنه .. بل اننا مدينان لك .
-هراء ما تقولينه يا عزيزتي ، فإن كان يملك نصف ما تملكين من مزايا فسيكون كسباً لاية مؤسسة .
اعطاها الرسالة، فالتقطت حقيبتها بسرعة لئلا تؤخره اكثر من هذا ولكنه عندما كان يرافقها نحو الباب سألها و كانه يفكر :
-بالمناسبة هل ستمكثين في لندن طوال اجازتك ؟
-اجل . اتصور هذا .. فليس لدي خطط محددة.
قطب قليلاً :
-المسألة كل المسألة انني اريد معرفة مكانك فيما اذا جد شيء عاجل . لدي عنوانك ولكن ان قررت الابتعاد فاتركي عنوانك مع روبرت احتياطاً .

Rehana 29-01-12 08:05 PM

ابتسمت :
- سافعل طبعاً .
استدارت قبل ان تخرج من منزله قائلة :
- لكن ارجو الا يحصل هذا .. فانت و اللايدي ليستر بحاجة الى اجازة بعيداً عن اية مقاطعة.
-و انت كذلك يا عزيزتي .. و انت كذلك .
لم تكد تستطيع الانتظار حتى العودة الى هوارد .. كانت تمسك بالغلاف في يدها و كانها تخشى ان تفقده ان وضعته في حقبية يدها و عندما وصلت امام منزلها ركضت ترتقي الادراج ثم دخلت الى الشقة كالعاصفة . كان هوارد يجلس ساهماً يحدق الى الخارج النافذة و لكن حين ظهرت تلوح بالرسالة تحت انفه و كانها علم الانتصار ، هب على قدميه واقفاً على وجهه مزيج من التوقع و عدم التصديق . حين قرأ العنوان على المغلف ، عاد ليغرق في مقعده مصدوماً لا يستطيع الكلام فقالت تحثه :
-حسناً .. هل لاقت المؤسسة اعجابك؟
-لاقت اعجابي ؟ السؤال يجب ان يكون اذا كنت انا سلاقي اعجابهم ! انها اكبر مؤسسة محترمة في المدينة .
ضحكت على تعبيره الوجل ، و قالت مازحة :
- اليس هذا ما كنت تطلبه ؟
-طبعا .. ولكن هذه المؤسسة تطلب مواصفات عالية في موظفيها يا اختي ! ماذا نا فشلت ؟
جلست تواجهه و قد تهجم وجهها فجأة :
-سيكون لك المساعدة و التشجيع فهذا ما اكده السير دوغلاس لي وستبدأ من الاسفل ، طبعاً . لكن ان كان عملك مرضياً فلن يكون هناك حدود لما ستصل اليه من مركز . عدني ارجوك بالمحافظة على الوظيفة و ابذل جهدك من اجلي و اجلك . هه ؟
لم تشك في صدقه حين وعد ، بصدق الاطفال :
-لاتخشي شيئاً يا اختاه .. هذه فرصتي الكبرى ، اعدك انني لن افسدها .
ابتسمت :
- سافعل طبعاً .
استدارت قبل ان تخرج من منزله قائلة :
- لكن ارجو الا يحصل هذا .. فانت و اللايدي ليستر بحاجة الى اجازة بعيداً عن اية مقاطعة.
-و انت كذلك يا عزيزتي .. و انت كذلك .
لم تكد تستطيع الانتظار حتى العودة الى هوارد .. كانت تمسك بالغلاف في يدها و كانها تخشى ان تفقده ان وضعته في حقبية يدها و عندما وصلت امام منزلها ركضت ترتقي الادراج ثم دخلت الى الشقة كالعاصفة . كان هوارد يجلس ساهماً يحدق الى الخارج النافذة و لكن حين ظهرت تلوح بالرسالة تحت انفه و كانها علم الانتصار ، هب على قدميه واقفاً على وجهه مزيج من التوقع و عدم التصديق . حين قرأ العنوان على المغلف ، عاد ليغرق في مقعده مصدوماً لا يستطيع الكلام فقالت تحثه :
-حسناً .. هل لاقت المؤسسة اعجابك؟
-لاقت اعجابي ؟ السؤال يجب ان يكون اذا كنت انا سلاقي اعجابهم ! انها اكبر مؤسسة محترمة في المدينة .
ضحكت على تعبيره الوجل ، و قالت مازحة :
- اليس هذا ما كنت تطلبه ؟
-طبعا .. ولكن هذه المؤسسة تطلب مواصفات عالية في موظفيها يا اختي ! ماذا نا فشلت ؟
جلست تواجهه و قد تهجم وجهها فجأة :
-سيكون لك المساعدة و التشجيع فهذا ما اكده السير دوغلاس لي وستبدأ من الاسفل ، طبعاً . لكن ان كان عملك مرضياً فلن يكون هناك حدود لما ستصل اليه من مركز . عدني ارجوك بالمحافظة على الوظيفة و ابذل جهدك من اجلي و اجلك . هه ؟
لم تشك في صدقه حين وعد ، بصدق الاطفال :
-لاتخشي شيئاً يا اختاه .. هذه فرصتي الكبرى ، اعدك انني لن افسدها .
امضيا نهاية الاسبوع سعيدة و لكنهما كانا قلقين يحاولان بشتي الطرق ملء الفراغ القائم بين الجمعة و الاثنين . في هذه الاثناء اصرت راوينا على قضاء الوقت بسعادة بعيداً عما قد يعكر صفو هذه السعادة فكان ان قبلت اقتراح هوارد بالاحتفال بتلك الامسية و القيام بجولة على اماكن لم يرياها منذ الطفولة ،اما يوم الاحد فقاما برحلة الى بريتون لزيارة اصدقاء ظلا عندهم حتى منتصف الليل .
عندما عادا الى الشقة قبلها هوارد على جفنيها المثقلين بالنعاس :
-تصبحين علي خير ...اختي! مازال امامي تسع ساعات لاكتشف مصيري ! اذهبي الي النوم .. ولكن اضطرابي سيمنعني من النوم لذا سأقرا قليلاً .
كانت متعبة و لكن سعيدة ، فتوجهت الى غرفة نومها غير انها التفت اليه تحتج :
-هوارد ! يجب ان تستريح . سيكون المسؤولون في المؤسسة انطباعهم الاولي عنك غداً و لا اريد ان تقوم بالمقابلة و الدوائر السوداء حول عينيك ..
-بل سأكون متفجراً حماسة . صدقاً ، انا منفعل انفعالاً كبيراً سيمنعني من النوم .. اريد فقط ان اجلس بهدوء لاتذوق طعم الفرصة المثيرة .. فالنجاح لا يبعد عني سوى ساعات ! و من اليوم فصاعداً ستتخد حياتي منحني جديداً يدفعني الى القمة .
احست راوينا بشئ من الفخر ، حين انطلق في الصباح التالي الى موعده . و على الرغم من قلة الساعات التي نام فيها بدا مشرقاً يقظاً لامع العينين . كانت بذلته المكوية تستقر على جسده النحيل الذي يجعل من ارخص الثياب انيقة . اذا كان المظهر وحده هو المقياس فسيحصل على الوظيفة دون عون السير دوغلاس ..
امضيا نهاية الاسبوع سعيدة و لكنهما كانا قلقين يحاولان بشتي الطرق ملء الفراغ القائم بين الجمعة و الاثنين . في هذه الاثناء اصرت راوينا على قضاء الوقت بسعادة بعيداً عما قد يعكر صفو هذه السعادة فكان ان قبلت اقتراح هوارد بالاحتفال بتلك الامسية و القيام بجولة على اماكن لم يرياها منذ الطفولة ،اما يوم الاحد فقاما برحلة الى بريتون لزيارة اصدقاء ظلا عندهم حتى منتصف الليل .
عندما عادا الى الشقة قبلها هوارد على جفنيها المثقلين بالنعاس :
-تصبحين علي خير ...اختي! مازال امامي تسع ساعات لاكتشف مصيري ! اذهبي الي النوم .. ولكن اضطرابي سيمنعني من النوم لذا سأقرا قليلاً .
كانت متعبة و لكن سعيدة ، فتوجهت الى غرفة نومها غير انها التفت اليه تحتج :
-هوارد ! يجب ان تستريح . سيكون المسؤولون في المؤسسة انطباعهم الاولي عنك غداً و لا اريد ان تقوم بالمقابلة و الدوائر السوداء حول عينيك ..
-بل سأكون متفجراً حماسة . صدقاً ، انا منفعل انفعالاً كبيراً سيمنعني من النوم .. اريد فقط ان اجلس بهدوء لاتذوق طعم الفرصة المثيرة .. فالنجاح لا يبعد عني سوى ساعات ! و من اليوم فصاعداً ستتخد حياتي منحني جديداً يدفعني الى القمة .
احست راوينا بشئ من الفخر ، حين انطلق في الصباح التالي الى موعده . و على الرغم من قلة الساعات التي نام فيها بدا مشرقاً يقظاً لامع العينين . كانت بذلته المكوية تستقر على جسده النحيل الذي يجعل من ارخص الثياب انيقة . اذا كان المظهر وحده هو المقياس فسيحصل على الوظيفة دون عون السير دوغلاس ..

Rehana 29-01-12 08:07 PM

وقفت تراقبه من النافذة و هو يستقل التاكسي الذي سرعان ما ابتعد عند المنعطف . و كانت اناملها بطريقة لا شعوريه تتقاطع برجاء و قد ظلت على هذه الحال حتى عاد بعد ساعة . لم تدرك انها ما تزال واقفة حيث هي متوترة منتظرة حتى سمعت مفتاحه يدور في قفل الباب .
صاحت بصوت حاد :
- حسناً؟ كيف تم الأمر ؟
تقدم منها فلاحظت ان الكثير من الحيوية هجرت خطواته .
-جيدة .. الى حد ما .
-لكن .. ؟
جلس في مقعد قبل ان يرد :
-انهم يطلبون كتاب توصية من رب عملي السابق .
تنفست الصعداء وتقدمت منه تشجعه :
- هذه ليست مشكلة بالتأكيد. فان كنت قد اديت عملك بشكل مرضي . فلا شك ان المركيز سيذكر ذلك في توصيته . ما من رجل يترك الامور الخاصة تسئ الى مستقبل رجل اخر . و من المستحيل ان يكتب توصيه تحط من قدرك لمجرد عدم اتفاقكما .
رد ساخراً و عيناه تعكسان الخوف الصرف :
- الن يفعل ..؟ سنعرف قريباً ، فسيراسله رئيس المحاسبين الليلة .
بعد مرور اسبوع بدا انه لن ينتهي ، وصلت الرسالة ، رسالة قصيرة رسمية تشكر لهوارد تقدمه للعمل ، مرفقة باسف لان المركز لم يعد شاغراً .
منتديات ليلاس
كانت راوينا في الخارج تتسوقحين وصل البريد وعندما عادت وجدت الشقة خاويه ، و الرسالة مرمية على السجادة بازدراء ، التقطتها و قرات الجمل المهذبة ثلاث مرات قبل ان تستوعبها تماماً . كان شعورها الاولى الشفقة الخالصة على هوارد .. ثم الخوف .. فهو في الوقت الحالي يتارجح علي الخط الرفيع الذي يفصل بين الاستقرار و عدم النضوج .. و هذا الاحباط يدفعه الى سلوك السبيل الخطأ و قد يرسل طبيعته السريعة الثأر للتارجح فوق سلك مرتفع .
بدات داخليا
يدأت داخلياً تميز غيظاً، حدقت الى الورقة المطبوعة على الآلة الكاتبة ، فتراءت لها الفسحات البيضاء بين الاسطر ، يد سايتون الاسود او من يطلق عليه القريون " الطاعون الاسود " ..ان نفوذه وحده قادر على التغلب على نفوذ السير دوغلاس .. وهو بكل تأكيد كتب اتهاماً مشيناً بحق موظفه السابق .. انه كما قال هوارد ، طاغية دون رحمة ، مجنون سلطة ، لا يتردد في تمزيق نسيج حياة رجل شاب لمجرد اشباع ضغينته الحقيرة .
بعد نصف ساعة ، وصل هاورد الى البيت و لكنها سمعت صوت العاصف يدعو شخصاً للدخول :
-ادخل توبي .. لن أتاخر في توضيب ثيابي اكثر من دقيقة .
غاص قلبها .. توبي كوينز هو القلائل الذين عاد هوارد الى مصاحبتهم بعد فراقه عنهم في المدرسة الخاصة ، و هو شخص لا شخصية له ، مدلل غني لكن لا اصدقاء له يعرفه معهم . و كانت قد اعتقدت ان هوارد تخلى عن صداقته منذ امد طويل .
تحققت اسوأ مخاوفها حين دخلا معاً الى غرفة الجلوس ووقفا امامها تجتاح وجهيهما ابتسامة بلهاء فبادرت اخيها بازدراء :
- اكنت تتسكع معه !
- صحيح تماماً .. اختي الكبيرة و السبب وجيه جداً . اطمئني لا حاجة بك بعد الآن الى دس انفك الانيق في شؤوني فانا راحل ..!

Rehana 29-01-12 08:08 PM

شهقت :
-راحل ؟ لكن الى اين ؟
رمي ذراعاً على كتفي توبي :
- في عطلة مع صديق قديم طيب .. هذا .. في جولة طويلة متطفلة الى اوروبا .. لذلك لن استطيع ان اقول لك الي اين .. او متي سأعود .
- لا هوارد .. يجب الا تفعل هذا ! سأدير عملاً اخر .. فرصاً اخرى .
نحاها جانباً ، و تقدم الى غرفته و بدأ يرمي اغراضه كيفما كان في حقيبته فقال له توبي و هوي يتكئ الى جانب الباب :
- لن تحتاج الى الكثير يا بني بنطلون جينز و بضع قمصان تكفي .
راحت راوينا مذعورة تتوسل هوارد حتي يبقى و لكنه ادار اذناً صماء الى كلامها و نصائحها بالابتعاد عن الذهاب لئلا يقع في ورطة كبيرة فيجد نفسه دون مال يحمله الى بلاده و لكنه قال لها قبل ان يخرج :
- لدى توبي من المال القذر ما يكفينا .
ثم اردف بصوت قاسٍ :
- ابتعدي عن طريقي يا اختي .. فانا ذاهب .. من يعلم ربما الى الابد . لقد سئمت حتى الموت من هذه البلاد اللعينة وروابط الوراثة الضيقة ، و المجتمع المعادي الذي ما ان تزعج احدهم فيه حتى ينزعج الاخرون .. و لقد انتقم مني ذلك الطاعون الاسود ولن اتمكن من الحصول على وظيفة لائقة في نطاق نفوذه لذلك يستحسن ان اسافر .. وداعاً اختاه .. سأراسلك .
بعد ساعات من البكاء راحت تعيد ترتيب ادراج خزانته فوجدت الصحيفة لابد انه دسها بين اغراضه حين غادر اسكتلندة . كان عمرها لا يقل عن اسبوعين ، مليئة بالاخبار المحلية و بمقلات زراعية ، و اعلانات مبوبة كان احداها مميزاً لانه كان مربعاً بارزاً يضع كلمات جافة متسلطة كالرجل الذي طلب نشرها :
" مطلوب سكرتيرة للعمل في املاك ريفية نائية ليس فيها اضواء او تسلية ابداً . مطلوب من الكفؤات التقدم للعمل علي ان تتم المراسلة على العنوان التالي : قصر كالدونيان دمفري شاير "
اعادت قراءة مرات ومرات حتى استوعبت الرسالة . و عندها هدأت مشاعرها المنفعلة المتقدة و راحت تلح عليها شوقاً للانتقام....


نهاية الفصل الثاني

زهرة منسية 01-02-12 10:31 PM

:3EO05175::3EO05175::3EO05175::3EO05175::3EO05175::3EO05175: :3EO05175::3EO05175::3EO05175:
أنا بأنتظارك ريحانتى لا تطولى بليييييييييييييييييييييييييييز :hR604426:

جمره لم تحترق 02-02-12 08:37 PM

شكـــراً لك على النقل ريحانه
وشكراً أكثر على الامانه في النقل
وعلى إثراء القسم برواية جديدة
تحيتي لك . . ومودتي
http://www.nsaayat.com/up/uploads/nsaayat9a2bc6e237.gif

Rehana 03-02-12 06:22 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة منسية (المشاركة 2996364)
:3EO05175::3EO05175::3EO05175::3EO05175::3EO05175::3EO05175: :3EO05175::3EO05175::3EO05175:
أنا بأنتظارك ريحانتى لا تطولى بليييييييييييييييييييييييييييز :hR604426:

انا بعتذر منك ..زهوووري..
تحمليني .. كثيررررررررر مشغولة
وراح انشغل في الفترة القادمة بسبب دوامي .. بس بحاول اني ماتأخر
وهلا بنزل فصل جديد ياعسل

Rehana 03-02-12 06:32 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمره لم تحترق (المشاركة 2997201)
شكـــراً لك على النقل ريحانه
وشكراً أكثر على الامانه في النقل
وعلى إثراء القسم برواية جديدة
تحيتي لك . . ومودتي
http://www.nsaayat.com/up/uploads/nsaayat9a2bc6e237.gif

اهلين .. زوووووز
العفووو .. لابد من الامانة ..وهو اساس تعاملي مع الجميع
فماهو الفائدة من نسب شيء ليس لي
حياك الله .. ولك كذلك مودتي

Rehana 03-02-12 06:35 PM

3 - اسنان اللورد

لم يكن من الصعب ايجاد قصر كالدونيان.. فما ان قطعت راوينا الحدود في سيارة هوارد التي هجرها ، حتي وجدت نفسها فعلاً في بلد اخر .. فقد مرت نصف ساعة و هي تقود السيارة على ارض زراعيه خصبة مترامية الاطراف يسرح فيها النظر الى اللا نهاية حيث المناظر الرائعة و الحقول الخضراء المتصلة بحواجز من الشجيرات الشائكة الشديدة الاخضرار .. كان الريف هادئاً كله تلال جميلة ، تتخللها سواق و اراض زراعية و تبتعد عنها جبال مرتفعة مكسوة بالخليج .
كانت تمر احياناً بمخازن غلال مهجورة ، و مرت مرة بقلعة مهدمة هيكلها الفارغ يتطاول شامخاً بفخر نحو السماء و خطوطه المتعرجة القاسية تذكرها ان هذه الارض ارض نزاع ، ارضا عانت قروناً من صليل الفولاذ و هو يقارع الفولاذ و من وقع حوافر الجياد التي كانت تحمل الفرسان الانكليز الي عمق مناطق الاسكتلندية التي كانت تتعالي فيها صيحات العشائر الحادة و نحيب الامهات اللاتي كن يحدقن الي بناتهن الشابات النبيلات و هن تنتزعن من احضانهن لتوضعن وراء ظهور الفرسان كانوا ينقلوهن بعيداً بحيث لا يرونهن ثانية .. كانت ارضاً عانت الكثير ففيها كان يصطف الرجال من الاباء و ابناء العم و الاخوة صامتين و مصممين وجوههم كالحة محفورة عميقاً بالمرارة يختفون تحت جناح الليل ثم يظهرون ثانية من بعيد و كأنهم صور يعكسها خط الافق قبل ان تبتلعهم التلال . انهم رجال قلوبهم سوداء كانت تحمل الانتقام الذي كان يعذبهم بشراسة ليتقدموا الى الاعداء .
منتديات ليلاس
ارتجفت راوينا .. لقد قرأت القليل عن تاريخ الحدود الدامي منذ ان تلقت ردًا يشير الى القبول بطلبها الذي يقتضي ان تكون سكرتيرة لدى الماركيز كالدونيان و هاهي تعبر الحدود و دافعها الانتقام ...و لكنها بدأت تشعر بالخوف .. فالتاريخ يسرد ان الانكليز و الاسكتلنديين كانوا متكافئين بشكل عادل .. و الانتصارات و الهزائم كانت منقسمة بينهم بالتساوي .. لكن هذا كان قبل ان تؤثر المدنية بحضارتها حتى على الانكليز القساة القابعين على الحدود . و قد ذكر هوارد ان هذا التاثير ما زال سارياً و كأنه برقع خداع فوق مزاج الاسكتلنديين شرس ، تختبئ خلفه القسوةو البربرية الجاهزة في اية لحظة على الانقضاض .
راحت تدريجياً اثناء سيرها تقرأ اسماء المناطق الاسكتلندية النكهة : ماكسويل تاون ، لوتشار بريغز ، بلاك كريغ ، .. ثم أخيراً.. كالدونيان ! انتفض قلبها عندما لاحظت ان للقصر لوحة خاصة به يشير السهم فيها الى طريق ريفي طويل ، يمر بين احراج كثيفة و بين حشائش من الاشجار الشائكة المرتفعة الكثيفة ،بحيث لا يرى شيء من فوقها او من بينها و لكن غريزتها انيأتها انه طريق خاص واسع، فرش بالحصى و شق بين غابة من الشجيرات الوردية الكثيفة ، التي ترتفع عن الارض ما لا يقل عن ثمانية اقدام . وهي مليئة بالورود ، و كانها ممر براق قرمزي اللون قادها الى الامام حتى وصلت فجأة ، و بشكل مباغت الى فسحة ..و هناك امامها مباشرة في موقع متعال شامخ ارتفع صرح فخم مهيب و هو قصر كالدونيان !

Rehana 03-02-12 06:37 PM

سرعان ما توقفت هناك مذهولة . فللقصر شكل حصن و مناعته ، و ليس هناك ما يخفف من صلابة منظره الا نحت كثيف فوق قناطر نوافذه.. كان هناك درج حجري شبيه بحدوة حصان يرتفع عن المدخل الرئيسي كذراعين حجرتين ممدتين و كانهما على اهبة الاستعداد للعناق او السحق . و كان هناك ايضاً برج ساعة الذي حفر فيه تاج الدوقية، نظرت اليه مسحورة ثم لم تلبث عيناها أن جالتا على لون حجره الوردي و على قبته الرمادية . بدا لها القصر منيعاً ضد اي غزو فهو محصن على جوانبه و من خلفه تقبع غابات كثيفة من الصنوبر.
ركنت سيارتها تحت ظل عواميد منخفضة قبل ان ترتقي السلم الحجري الذي قادها الى الاعلى حيث الباب الضخم المصنوع من خشب السنديان الصلب . سحبت نفساً عميقاً ، ثم امسكت بمقبض الجرس النحاسي بشدة .. و لكن الصوت الذي تعالى عقب طرقتها لم يخترق الجدران بوضوح ، ما هي الا دقيقة حتي تأوه الباب و وقفت وجهاً لوجه امام عجوز شمطاء حادة القسمات ، ترتدي الاسود من رأسها حتى اخمص قدميها ، و لهذه العجوز عينان ثاقبتان مشبعتان بالريبة ، راحت تمعن بهما النظر في راوينا قبل ان تفتح فهما الاشدق لتقول :
- القصر مقفل امام العامة .. لقد دون الوقت المحدد لفتحه على لوحة قرب الباب الرئيسي و هي واضحة للعيان .
انتفضت راوينا قليلاً لكنها لم تلبث ان قالت بوقار هادئ :
- اسمي راوينا هافرشام .. لدي موعد مع الماركيز . هلا قلت له اني وصلت ؟
تراجعت العجوز الى الداخل دون ان يرف لها جفن ، ثم اشارت برأسها الى روانيا لتلحق بها و بعد ذلك امرتها بالتوقف ثم شقت طريقها في الردهة و اختفت في العتمة :
- انتظري هنا .. سأرى في اي مزاج هو .
سترى في اي مزاج هو !
منتديات ليلاس
غاصت راوينا متهالكة على اريكة خشبية ، واخذت تنظر الى ما حولها فلما رات المدينة تلتف حولها ارتفعت معنوياتها قليلاً .. كان في الردهة لوحات زيتية ممتازة و ساعة فرنسية رائعة مستطيلة الشكل و تمثال ايطالي نادر و كراسي تعود الى القرن السابع عشر و هي مصطفة امام جدران مكسوة بخشب مصقول حملت قلوباً مطلية بالذهب .
بعد دقائق من صمت ثقيل لم تقطعه سوى دقات الساعة الرهيبة ، وجدت الشجاعة الكافية للسير نحو المدفأة التي ادهشها ان تكون مصنوعة ببراعة من خشب يماثل ما راته على البرج الحجري . فعلى سطحها حفر بعمق تاج الدوقية و تحت التاج حفر شعار باللاتينية يقول:
" صدق انك تملكه ، و ستملكه !" .
كانت حائرة بشأن معاني الشعار حين رن صوت رفيع في اذنها :
- صاحب السعادة سيراك الآن .
ذعرت راوينا فقد آن اوان المواجهة . بعد لحظات ، ستكون وجهاً لوجه مع الرجل الذي قدمت الى هنا لتكرهه ، ولكن عليها كونها الموظفة المحتملة ان تبتسم له بعذوبة و ان تجلس عاقدة الذراعين و عليها في الوقت نفسه مقاومة مشاعر كره تدفعها الى تمرير أظافرها الحادة على طول بشرة وجهه الخالي من الرحمة .
أدخلت عبر باب قادها الى قاعة ظنتها فارغة فراحت تتمتع بجمالها . كانت الجدران مغمورة بلون أخضر شاحب و بزخرفة مائية ذات اطار ذهبي و كانت الرفوف مليئة بالبورسلان المنمنم و في القاعة ايضاً كراسي مذهبة ، و مساند مغطاة بأعمال يدوية ، و خزانة جميلة التطعيم ، تحتوي على وعاء من خزف ميسينا يعود الى القرن الخامس عشر و هو مزين برسوم تنين ذهبي و على اليمين الزاوية مدفأة و اريكة مريحة المنظر ، مزدانة بالوسائد المكسوة بالقماش المزخرف و على جانبيها طاولات تحمل مصابيح ذات قوائم عاجية ، اطارتها من الحرير العاجي اللون .وهناك عدة مجلات منتشرة كانت تشكل واحة بيتيه امامها طبق مجوف مليء بأزهار عطرة الرائحة، ساعدت في تشتيت القليل من الجو الرسمي الطاغي .

Rehana 03-02-12 06:38 PM

لفتت نظرها حركة قرب النافذة فالتفتت مذعورة الى ذلك الاتجاه و اذا بعينيها تلتقيان بعينين سوداوين كالأبنوس ، تعكسان قلة اهتمام مهينة فقد راحت هتان العينان تمران فوق جسدها النحيل المتوتر و فوق وجهها المتهجم و عينيها الواسعتين المحطاتين بأهداب تتناقض مع لمعان شعرها الاشقر الفضي . عندما رفع هامته ، انتصب جسده النحيل و كأنه شجرة من اشجار السرو الباسقة المنتصبة التي تحمي قصره .
- آنسة هافرشام ؟
جذبت نفسها بقوة الى الانتباه فقد احست وكأنها مضطرة الى الانحناء ،ثم ، وبعد ان صدمتها تفاهة الفكرة ، دفعت نفسها للرد بصوت معتدل :
-اشكرك لورد كالدونيان ، لأنك سمحت لي بهذه المقابلة .
توقعت ان يكون صوته خشناً و لكن، الرنين العميق الذي خرج من بين شفتين قاسيتين كالغرانيت ادهشها .
- اريد منك منذ البدء الا تتوهمي شيئاً عن طبيعة الظروف السائدة في هذه المنطقة . ليس هنا سينما او ديسكو او حانات وباختصار اقول انه ليس فيها اي نوع من التسالي التي اعتادها جيلك .
منتديات ليلاس
كان يتحدث وكأنه رجل آلي معتاد على تكرار كلمات حفظها فكان ان اخترقت نظرته الحادة المهيبة درع تحفظها ، و اثارت فيها احساساً بخطر كامن منذ سنوات . لم يسبق لها ان تسارعت نبضاتها بهذه الطريقة أو تعرقت راحتيها و جفت شفتاها حتي عندما قامت بمقابلتها الأولى طلباً لوظيفة إثر تخرجها من الكلية ردت متعلثمة :
- انا .. انا ، لا احب هذه الاشياء و ما احببتها قط . حتى حين كنت مراهقة . انا في الخامسة و العشرين ، لورد كالدونيان ، و هذا عمر يخولني اكون لنفسي ذوقاً لا يُدان .
قاطعها بسرعة :
-ربما.. سنرى .
اشار اليها ان تقعد دون ان يتحرك و تريث حتى استقرت على اريكة ، ثم فاجأها باعتراف مفاجئ :
- لم يكن لدي خيار سوى عرض العمل عليك على اساس التجربة .. فطلبك هو الطلب الوحيد الذي تلقيته رداً على اعلاني . كنت أفضل موظفاً ذكراً ، و لكن قلة من الذكور بارعون في فن الاختزال و الطباعة ..لذلك انا مضطر و إن مرغماً على القبول بما هو اقل من الافضل .. امرأة . على ان تكون اسكتلندية ! و لكنني اراني مضطر للقبول بك .. اعتقد انك تعرفين الطباعة ، و ان سرعة اختزالك تبلغ عشرين كلمة بالدقيقة على الاقل ، و انك قادرة على الكتابة دون اخطاء املائية او قواعدية .. ؟
أخفضت اهدابها تخفي عنه لهيباً عنبرياً مفاجئاً ، و ردت و هي تعض على شفتيها لتمنع تدفق الكلمات الغاضبة .
-أظنك ستجد مهارتي مرضية لك .
ردع بصوت لاذع :
- وهل انا مضطر للاعتماد علي كلامك فقط ؟ اليس معك شهادات او توصية من رب عمل سابق ؟
لم يفته اجفالها .. يا لها من غبية ! ففي توقها الى مواجهة هذا الرجل الكريه نسيت ضرورة هذه الطلبات . احست انها بدأت تحمر و قالت :
- انا .. انا ..
- اوه .. نسيتها ؟

Rehana 03-02-12 06:39 PM

لم تسمع من قبل صوتاً مشبعاً بهذا القدر من الازدراء :
- سأقدر قدراتك بنفسي ، و ان كنت لم تتمكني بسبب طيش عابر في الماضي ، من ايجاد عمل في مكان اخر ، فهنا ، في قصر كالدونيان لن تجدي الفرصة لارتكاب اي هفوة . و اذا اغوتك نفسك بالفرار ببعض فضيات العائلة فستعتقلين قبل ان تصلي الحدود . و اذا ، و هذا يبدو اكثر احتمالاً ، كان الطيش من الجنس الآخر هو سبب سقوطك ، فمن الصعب ان تجدي بديلاً تزدهر عليه اهتمامتك .
تملكها غضب لا يوصف ، فوقفت بحدة صائحة :
- كيف تجرؤ على هذا الكلام !
بدا سئماً و هو يرد ببرود :
- اوه .. بل اجرؤ .. هل تنكرين عجزك عن احضار توصية من رب عملك السابق ؟
فتشت في عقلها بجنون عن كلمات تهشم فيها غرور هذا المتعجرف الذي يتمتع بإذلالها . و لكن ما العمل ؟ فلو اتصلت بالسير دوغلاس طلباً لتوصية شفهية لتلقت منه اسئلة لن تنتهي و لن تتمكن من الرد عليها . نعم هي تملك شهادات كثيرة و لكن ان قدمتها له الآن اثارت شكوكه .. فما هو الرد الذي تقدمه على هذا التحدي ، و السؤال الحتمي هو ما الذي يدفع سكرتيرة تملك هذه المؤهلات الى التقدم لوظيفة من الدرجة الثالثة في غابات اسكتلندة النائية ؟ ..
ما عليها سوى ان تبتلع ريقها و معها كرامتها و تهمس :
- لا .. لا انكر . . .
منتديات ليلاس
كانت تعتقد ان صوته بارد ، حتى قال لها آمراً ، فخطف الجليد انفاسها :
- بإمكانك البدء بشهر تجربة منذ صباح الغد .. سأرن الجرس لأليس لترشدك الى غرفتك .. اظنك فعلت ما نصحتك به ، و احضرت معك ما يخولك الإقامة هنا فترة قصيرة ؟
بدا كلامه وكأنه يظن ان الشهر اكثر من كاف ، و عند هذه النقطة وافقته . انها حتى الآن لم ترسم خطة للأنتقام بعد. فقد تقدمت للوظيفة بتهور و غضب ، و لم تدرس الأمر ملياً فكل تفكيرها انصب علي ان تكون قريبة من المركيز لتسنح لها فرصة الانتقام و ما زالت تتعلق بهذا الأمل ، خاصة بعدما اكتشفت بنفسها الى اي درجة مقيت هذا الرجل و عليه و مهما كلفها الأمر ستجعل " الطاعون الأسود " يجثو امامها .
و لكن الفكرة لم تكد تتجسد حتى تحرك المركيز لاول مرة امامها . كان هناك حبل جرس قديم الطراز تدلى علي بعد ياردات منه . عندما تقدم منه ، تجمدت نظراتها ، فقد لاحظت بإشفاق غريزي حاد ، ان لديه عرجاً مؤكداً و هذا الاكتشاف آلمها في الواقع .. كان الألم يشبه ذهولاً و صدمة احست بها مرة في حديقة حيوان في لندن عندما رات منظر ذكر اوز مكسور الجناح .
لم تدرك انها تحدق اليه الا حين ايقظتها لهجته القاطعة :
- اجل آنسة هارفشام .. كما ترين .. انا عاجز . و الآن تفهمين لماذا قلت انني افضل توظيف الرجال ؟ اذا كنت تعتمدين على اضافة جلدة رأسي الى حزامك ، فلا شك انك الآن تعدين التفكير .
حطمت سخريته اللاذعة آخر حاجز لاذت به للسيطرة على نفسها ، فتطايرت الشفقة و عينين غاضبتين و صاحت :
- يبدو لي انك عليل العقل اضافة الى اعتلال الجسد لورد كالدونيان . ان عدم قدرتك على تحمل المرض هو بحد ذاته مرضاً .

Rehana 03-02-12 06:40 PM

اصبح وجهه عاصفاً :
- يا الهي ! هل انا مضطر الى المعاناة من التزمت شهراً ؟ انما عتقد ان عليّ ان اكون ممتناً لانك منحتني الشفقة و الافكار المريحة ! فأنا رب عملك الكاره توظيفك آنسة هافرشام ، و انت اليائسة الى العمل . قد يظن المرء ان عليك الحفاظ على لسان متمدن ، ام ان ما اسمعه هو التقليد القديم العهد الذي يقتضي ان تصارع المراة الرجل ؟ اتحاولين العبث بطريقة ما و التدلل لانك رشيقة خفيفة الحركة فيما انا عاجز ؟ احذرك من البداية ، انني رغم حالتي المنفرة اجدك غير جذابة .. و احذرك من اشياء قد ترتكبينها فقد تعمدين الى اثارتي و سأبدل بعدم اهتمام ، لكن هذا التصرف قد يؤدي الى تبدل التصرفات . ترى كيف ستتصرفين عندما تتبدل الأمور ؟ في الواقع لست بحاجة الى التساؤل ، فأنت بطبعك النسائي الغادر ستنكرين انك تقودينني الى شئ و ستقسمين بأن العبث هو آخر ما يرد في ذهنك . ثم ربما تنفجرين بالبكاء متهاوية ، تنتحبين مجاهرة الاحتشام و الطهارة . لذلك ، و قبل ان تسلكي هذا الطريق آنسة هافرشام ، انصحك بالحذر ، و اذكرك ان المساواة بين الجنسين في هذه الايام ، تميل الي ادانة المرأة لانها تقوم بالإغواء و لا تلقي العبء على الرجل لانه يستجيب .
منتديات ليلاس
تصاعدت كراهية رواينا الغاضبة حتي راحت ترى وجهها عبر غلالة من لهيب .. و بحثت بجنون عن كلمات تجرحه فيها ، عن خناجر لفظية حادة تهشم بها كبرياءه كما هشم كبرياءها . حاولت التكلم مرة ، مرتين ، ثلاث مرات و في كل مرة منعها الغضب الذي خنق الكلمات في حنجرتها . اما هو فلاحظ عذابها و بدا مسروراً به ، كان وجهه القاسي يبدو مظلماً امام وجهه الشاحب القاسي قساوة الصخور و كانت عيناه ساخرتين ، و فمه غير متسامح . و لكنه كان حساساً من عجزه و هذا سلاح وضعه بنفسه بين يديها .
و استخدمته .. و قد اعماها الغضب عن الاهتمام بما ستكون النتيجة ، فهي لا تريد سوى الانتقام لمشاعرها المهانة ، و الهدف انتزاع هذه البسمة عن وجهه .
- انت تكره بنات جنسي جميعهن لورد كالدونيان . و لكن هل كرهك لهن مجرد واجهة ؟ فأنت رغم إرادتك الحديدية ، و الكراهية الزائفة التي تدعيها للنساء ، تحس في الواقع بأنك مخدوع ، محبط ، مربوط بقيود من العفة فرضتها على نفسك بنفسك ؟
ضحكت بصوت بارد حاد اجفلها . . و اضافت :
-اذا كانت هذه هي حقاً المسالة ، فأنت فعلاً اهل للشفقة . . هذه انا .. شابة جذابة ربما عليك القبول بها سكرتيرة لك . . . ما هذه المفارقة ! يبدو انني بالنسبة لك هدية لوز لرجل لا اسنان له !


نهاية الفصل الثالث

زهرة منسية 03-02-12 11:38 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Rehana (المشاركة 2998016)
انا بعتذر منك ..زهوووري..
تحمليني .. كثيررررررررر مشغولة
وراح انشغل في الفترة القادمة بسبب دوامي .. بس بحاول اني ماتأخر
وهلا بنزل فصل جديد ياعسل

لا.... أوعى العفو دهـ أنا اللى بعتذر منك على ألحاحى بس والله الرواية حلوة و من جمالها كنت لحوحة أنا أســــــــــــــفـــــــــــــــة
ع

Rehana 07-02-12 06:51 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة منسية (المشاركة 2998353)
لا.... أوعى العفو دهـ أنا اللى بعتذر منك على ألحاحى بس والله الرواية حلوة و من جمالها كنت لحوحة أنا أســــــــــــــفـــــــــــــــة
ع


كلك اخلاق وذووق .. زهوري
شاكرة تفهمك وماتعتذري انت كمان ..
وودي وحبي لك

Rehana 07-02-12 06:54 PM

4 - لعنة الساحرة

بعد اسبوع على هذه الاحداث ، فوجئت راوينا ، لأنها وجدت نفسها ما تزال موظفة عند المركيز ، فبعد انفجارها الغاضب المتهور الذي ندمت عليه فيما بعد ،توقعت ان يتخلص منها في الصباح التالي و لكن لسبب حيرها سمح لها بالبقاء .
كانت أليس تردد اماها مثلاً مأثوراً يقول : هناك اكثر من طريقة لسلخ القطة ! و لقد فسرت راوينا هذا التعبير على ان هناك طرقاً مختلفة لاتمام اي عمل و فيما يختص بالقصاص ثمة طرق كثيرة لتنفيذ و المركيز يعرفها كلها .
ظلت اسبوعاً كاملاً تواجه معركة ارادات فمن جهته مال لدفعها الى العمل حتى الاعياء و من جهتهتا صممت الا يشعر بالرضى عندما يسمع كلمة احتجاج تقولها . صبيحة يوم الاثنين تبعت طيفه المتهجم الى مكتبه و هناك اشار الى طاولة مكدسات بالملفات : فواتير ، ايصالات ، كشوفات حساب و آلة تسجيل تحتوي شريطاً طافحاً بالرسائل ، هذا عدا شريطين آخرين حافلين ايضاً بالرسائل كانا قرب الآلة.
رمى لها دفتر عناوين امام الآلة الطابعة ، ثم دخل غرفة مكتب مجاور ، قائلاً بإبتسامة مخادعة خبيثة :
- نادني ان احتجت شيئاً .
ولقد احتاجت و لكنها لم تناده.
كافحت لتفك رموز عمل لم تعتد عليه فامعنت النظر و الدراسة لئلا يجد سبيلاً الى اي شكوي . قضت الأيام الاولي محبطة احباطاً تاماً لكنها تدرجياً راحت تحمل اليه اكواماً من البريد الجاهز و كانت في كل مرة تعود دون ان يقول لها كلمة تقدير و دون ان يشكو ان عملها ،وما ان حل يوم الجمعة حتى وجدت انها بدأت تتمتع بمهارتها في انجاز هذا العمل الصعب و ما عزز غرورها كسبها جميع الجولات في هذه المعركة .
منتديات ليلاس
في الساعة الثالثة بعد ظهر يوم الجمعة الحار الرطب دخل مكتبتها يعرج . . فحضرت نفسها تلقائياً للمعركة و راحت تنظر الى جسده البرونزي المفتول العضلات التي برزت تحت قميص من الحرير مفتوح الياقة . نظرت اليه بعيني قطة مرتابة و لكن فروها عاد الى نعومته عندما سمعته يقول :
- توقفي عن العمل اليوم فالطقس اللعين حار جداً، ثم يبدو انك قد انهيت معظم العمل المتاخر .
كانت جملة متكلفة ولكنها تكاد ان تكون تقديراً ! الاان قوله هذا لم يمنعها من الرفض الذي قصدت منه الأساءة و العناد.
- سأكمل العمل فترة اخرى . . . هناك ...
- بالله عليك ! وفري عليك هذا التظاهر الانوثي بالتضحية و افعلي ما اقول ! ضعي الغطاء على الآلة الكاتبة و اذهبي .. الآن !
هبت على قدميها واقفة بخوف مخز و لكن ذلك لم يمنعها من رفع رأسها بشموخ قبل ان تخرج لتواجه ابنسامات رجال كانو يعملون قريباً بحيث استطاعوا سماع اوامر السيد ترن عبر نوافذ المكتب المفتوحة و لكن الابتسامات كانت ابتسامات اشفاق كما اكتشفت فحين مرت بجماعة تنشر الاخشاب قال احدهم و هو المسؤول :
- لو سلكت هذا الطريق آنسة وصلت الى سقيفة صيفية تطل على شلال.. و هي ابرد منطقة في الاملاك كلها اؤكد لك .

Rehana 07-02-12 07:00 PM

تضرج وجهها فقد اثارتها الكلمة اللطيفة الاولى التي تسمعها منذ اسبوع:
- شكراً لك . . اقلت من هنا ؟
- اجل آنسة، في الممر اسهم تشير اليه و لكن لا يسمح للزائرين بدخول السقيفة الصيفية ،فلإنها قديمة جداً يجب ان تحمى من الضرر ان انتظرت لحظة احضر لك المفتاح، فأنا واثق ان صاحب السعادة لن يمانع.
و فيما تنظر بريبة الى ظهره الذي كان يعطيه للمكتب، ترددت لانها توقعت ان يرفض صاحب السعادة و لكنها دهشت حين عاد الرجل وهو يحمل لها المفتاح :
- هاك آنسة ..تأكدي من اقفال الباب ثانية و اعيدي المفتاح الى السيد بعد عودتك .
كان الطريق يمر في غاية بهيجة، سارت فيه راوينا ببطء، تنشق عبير زهر الشجيرات الكثيفة حولها، عندما وصلت وعلى غير توقع الى وهاد منخفضة مكسوة بازهار برية عطرة الرائحة اغرتها نفسها باستكشافها ما بعد الممر لكنها قاومت اندفاعاً الى الهيام على وجهها في احضان العشب المرتفع لئلا تضيع في هذه الأملاك الضخمة التي بدت لها بلداً بحد ذاتها .
راح الممر يرتقي صعوداً، ثم انجلى عن فسحة احتل وسطها بناء مستدير ذو سقف مخروطي الشكل.. تقدمت منه بفضول و استغراب و قد حيرها تركيب الجدران ذات المنظر غير مالوف ثم اقتربت لتلمسها و عندها شهقت بذهول لانها اكتشفت ان هذه الجدران مصنوعة من القش .. كان البناء عبارة عن هيكل متين محبوك يعلوه سقف من قش كذلك .
فتحت الباب بلهفة و دخلت و سرعان ما انجذبت الى فتحة لها شكل نافذه خالية من الزجاج ،نظرت الى الخارج فسحرها منظر ممر صخري يضيق في اسفله الذي يقبع عند شلال يترقرق مندفعاً نحو الصخور المنتشرة حوله .
منتديات ليلاس
في هذه اللحظات احست بالرضى و بالسعادة العامرة ،كان الجو حولها ساحراً فقد رأت في هذا المنزل قروناً من التاريخ النضالي الممزق، كما رأت فيه واحة امن لمن سكنه من عائلة كالدونيان فهو مكان يأو اليه سوى اشخاص مرحين سعداء.. مكان ،ربما شارك فيه زوجان فرحة الاتحاد مجدداً بعد طول فراق، مكان كان الاحبة فيه يلتقون و الاطفال يلعبون .
تمطت باسترخاء و كسل ... انها نعمة من الله ان تأخذ قسطاً من الراحة من جبل المراسلات الضرورية لإدارة مثل هذه الاملاك الواسعة . فامتداد و تنوع مصالح السعادة ادهشها من خلال الرسائل التي مرت بها علمت الي اي مدى يستغل املاكه.. فالغلال التي تجمع من الاراضي تنقل الى معامل و اسواق و الملفت للنظر ان الخدم و التابعين وظفوا فقط لتأمين الخدمة الجيدة للزائرين الذين يودون التمتع بصيد السمك و الذين ينفقون مالاً وفيراً مقابل الامتيازات التي يتلقونها لايجاد ما يحبونه اصطياده في انهر مليئة بالسمك على انواعه و لكن لبعض هؤلاء الزائرين هوايات اخرى تنحصر في التفتيش عن الصيد البرّي و هم لقاء السماح لهم بالتجول في الاحراج و الوديان يدفعون ثمناً باهضاً ايضاً.
ان مبلغاً ضخماً من العائدات يتدفق على خزينة القصر من الزائرين الذين يتوافدون من كل حدب و صوب لإبداء إعجابهم بالقصر من الداخل و لكنهم اثناء تجولهم في القصر يشترون المرطبات و الكتب و الصور و اشياء يدوية الصنع و وشاحات صوفية حيكت يدوياً كما يشترون في تلك الاثناء حيوانات حفرت على رؤوس ذكور غزلان المحفورة في الخشب كذلك ،هذا عدا الحلي المميزة او الحلويات اللذيذة التي تصنعها ايادي عمال الاملاك و زوجاتهم .

Rehana 07-02-12 07:01 PM

حين قاطع صوت احلام يقظتها، انتفضت متسائلة من هو صاحب هذا الجسد النحيل الصغير الذي ظهر وكأنه اختراع خيالها .. لكنه ليس خيالاً .. فها هو يحييها مرة ثانية.
- مرحباً.. انا ريموس سايتون، من انت ؟
- اسمي راوينا هافرشام و انا اعمل لدى صاحب السعادة .
لم يظهر وجهه الضغير الوقور الدهشة او الاهتمام ان هذا الواقف امامها لا يزيد عمره عن الستة او السبعة اعوام ولكنه رغم ذلك ليس فيه ذرة من الطفولة، فهو يبدو رغم شعره الاحمر كبرفيسور وقور.
- فهمت.. انت إذن سكرتيرة عمي سكوت الجديدة .
- وهل صاحب السعادة عمك ؟
هذا هو ابن الاخ الذي ذكره هوارد اذن، ابن اخ المركيز و الغريب انها لم تصادف احداً منهما في الاسبوع الماضي ،ولكن من اين لها رؤيتهما و العمل كان يبقيها في المكتب طوال النهار ،اما في الليل فكانت وجبات طعامها تقدم لها في غرفة صغيرة في الطابق السفلي وكانت كل مساء تشعر بالسعادة عندما ترمي نفسها في الفراش باكراً قدر المستطاع لتستعيد قوتها لعذاب اليوم التالي .
مدت يدها تقاوم ابتسامة :
-كيف حالك ريموس ؟ انا سعيدة بالتعرف اليك .
امسك يدها و هزها قليلاً :
- وانا سعيد ايضاً.
منتديات ليلاس
كان هدوءه الوقور موروثاً ، و ليس تظاهراً كما ظنت في البداية لذا وجدت تصرفاته غريبة جذابة حذرة كعادة اطفال الاقطاعين و هذا ما احزنها بطريقة ما .
دنا منها لينظر ايها بعينين واسعتين قبل ان يسأل باهتمام يكاد يكون ابوياً :
- ايعجبك العمل عند عمي ؟ يعجب العمل بعض الناس و لا يعجب بعضهم . هذا يعتمد علي ما اذا كانو يقفون الى الجانب الصحيح ام الخاظئ .
- انا .. اجد العمل مسلياً .
بدا خائبا الامل :
- الست خائفة منه .. اذن ؟
- يا الهي ! لا ! وهل يجب ان اخاف منه ؟
هز رأسه :
- اظن هذا يقول ابي ان على من يعمل عند عمي سكوت ان يكون جلده سميكاً كجلد وحيد القرن و ان تكون قوته قوة ثور ..و انت تبدين رقيقة لطيفة و هو سيء الطباع ،انما هذه ليست غلطته في الواقع كل ذلك بسبب اللعنة .
- اللعنة ؟
- اجل .. لعنة عائلة سايتون .
اعتدل في وقفته فنظرت اليه مذهولة مما تسمع .
- لقد اخبرتني ماريان كل شئ عنها .. فإحدي جداتها كانت ساحرة ..اتعلمين هذا ؟
حين هزت رأسها نفياً سارع ليوضح لها الأمر :
- اجل ..و بسبب جرائمها في الشعوذة ربطت الى وتد حتى خنقت ثم احرقت ..و تظن ماريان ان جدتها هذه هي التي رمت اللعنة على عائلة سايتون ..و لو كانت ماريان موجودة قبل مئات السنين لأحرقت على الارجح مربوطة على وتد ..فهي تملك قدرة الاستبصار و التنبؤ المسبق بما سيحدث .

Rehana 07-02-12 07:07 PM

- اوه ... لا اعتقد ذلك ...
لكن احتجاجها قطع :
- لقد عرفت بموت كلبي الصغير اخبرتني انه سيموت قبل اسبوع ! يجب الا تهزئي من قدرات السحرة ! هذا ما فعله اجدادي و لذا اصبح عمي سكوت اعرج !
اتسعت عيناه و هو يتكلم فسارعت راوينا تحتج خجولة من نفسها لانها سمحت لطفل بالتمادي الى هذا البعد :
- اوه ... حقاً ..
لكن عناد سايتون اظهر نفسه من الذقن الصغير الذي ارتفع عندما لاحظ عدم تصديقها له فقال مصراً :
- منذ قرون بعيدة استخدمت عائلة سايتون كالدونيان جدة ماريان بسبب قدرتها على قراءة الغيب مستشارة ..بعد استعادة الملك تشارلز الثاني عرشه عام 1660 استدعي زعيم عائلة سايتون الى لندن ليقوم بعمل خاص بالدولة تاركاً زوجته في القصر و بما ان زوجها تأخر في اتمام عمله طلبت اللايدي سايتون عرافتها ان تقول لها ماذا يفعل زوجها .. في البداية رفضت ان تقول .. و لكن اللايدي اصرت على المعرفة و مع ذلك اصرت على الرفض حتى قالت الحقيقة اخيراً اثناء اجتماع قامت به عشيرة سايتون في القاعة الكبرى في قصر كالدونيان .
منتديات ليلاس
" سيدك لا يفكر فيك و لا في اولاده و منزله . انا اراه يحيط ذراعيه سيدة شقراء واضعاً يدها على شفتيه !" ولأن اللايدي كانت تشك في هذه الحقيقة المخزية غضبت فصبت حقدها علي العرافة المسكينة و حكمت عليها بالموت بسبب تنجيمها فاخذت المسكينة تتوسلها لانقاذ حياتها و لكن حين رأت ان اللايدي سايتون لن تغير رأيها .. تكهنت لها بالمزيد و كان بمثابة اللعنة .
اردف الصبي بصوت مرتعش بارد بعث القشعريرة الي نفس راوينا :
" انني اري المستقبل البعيد و اقرأ فيه ان هناك سقوطاً مريعاً لمن يضطهدني ..اري ان في كل جيل من اجيال العائلة " سايتون الاسود " و " سايتون الاحمر " الاحمر سيتملك السحر و الفتنة تعويضاً عن قلة ثروته ..اما الاسود فسيرث كل ما يحق للابن البكر اضافة الى حمل كبير من سوء حظ اخيه و الدليل الذي يعرف به كل واحد منهما التشوه فالاحمر سيحمل اصبعاً مشوهاً و الاسود ستكون قدمه مشوهة ... ! "
رفع يده ليبرز اصبعاً ملتوياً امام عينيها :
- الست محظوظاً لانني ولدت احمر ؟
غطت راوينا عينيها بيديها خائفة وجلة :
- توقف عن هذا !
احست بالغضب الشديد من ماريان التي ادخلت الى رأس هذا الطفل مثل الخرافات الخيالية التي راح يكررها كالببغاء و لكن سايتون الاحمر نظر اليها بخبث راضياً عن عنف ردة فعلها .
- قلت لك لاتسخري ! انت تصدقيني الآن .. اليس كذلك ؟
- اصدقك ؟ انا لم اسمع قط مثل هذا القدر من الهراء ! سأكلم ماريان في هذا الصدد فلا يحق لها ان تملأ رأسك بمثل هذه القصص السخيفة !

Rehana 07-02-12 07:09 PM

فيما كانت تهب واقفة شعرت لسبب مجهول بأنها ثأرة ثورة لا تطاق اما هو فوقف يواجهها قائلاً :
- انها ليست سخافات .. حينما اصبح صاحب السعادة فسأشرف بنفسي على معاقبتك بسبب ما قلته !
على الرغم من حداثة سنه او ربما لهذا السبب بالذات احست راوينا ان مثل هذه العجرفة يجب الا تمر بدون ردة فعل .
- حين تصبح صاحب السعادة ؟ لكن هذا امر بعيد الاحتمال فعمك ما زال شاباً و هو دون شك سيتزوج و يرزق اطفالاً ستكون لهم الافضلية.
نظرته المحقرة لها و الساخرة منها لم تهيئها نفسياً لرده فعله المفاجئ :
- عمي سكوت لن يتزوج ادباً .. ما من امرأة ترضى بحمل طفله المشوه حتى ولو تمني ذلك ..و هو لن يفعل .
اغضبها رأيه الواعي و تماسكه غير الطفولي هذا التصريح الاخير لا يمكن ان يكون استظهاراً عفوياً و لا يمكن ان يتوصل اليه بقوة منطقه .. بل لا بد ان يكون نتيجة استراقه السمع لاحاديث الكبار .. الكبار الذين كان عليهم ان يكونو اكثر حكمة و تعقلاً لئلا يضعوا مثل هذه الافكار المشينة في رأس طفل صغير وحيد ،يُترك كثيراً لأفكاره الخاصة حيث يدفعه السأم الى اخذ اقوال الخدم علي محمل الجد .
منتديات ليلاس
وضعت يدها فوق كتف ريموس بقوة جعلته يئن ألماً، فقالت آمرة و لهيب الغضب يحذره من العصيان :
- اصحبني الى والدتك .. لدي كلمات اقولها لها .
رد عابسا :
- لا تعيش والدتي معنا .
- والدك اذن .
فجأة سقط قناع النضج عن وجهه و اصبح صبياً صغيراً مضطرباً و قال متعلثماً :
- لست واثقاً اين اجده .. ثم هو لا يحب ان ازعجه .
- و انا واثقة انه لا يحب ان تزعجه ! .
و تلاشي غضبها عندما رأت الاسنان الصغيرة تعض على الشفة السفلي المرتجفة ، فأنحنت تحضنه قائلة ، بعدما قررت تغيير اسلوبها معه :
- دعنا نلعب لعبة التفتيش عن الكنز و إن اول من يجد اباك منا ، تتحقق له امنية !
بدا لحظات مشتت الافكار ، كان كأن جزءاً منه يبحث عما تبقى له من نضوج مصطنع و الأجزاء الاخرى تميل الى لعب العاب الطفولة و فازت الطفولة :
- حسناً .. أظنه في المسبح، تذكري ان اول من يجده هو الرابح !
عندما انطلق راكضاً تبعته و هي لا تدرك اخطار الاحساس بمثل هذه المشاعر القوية من الغضب بسبب " سايتون الأسود " الرجل الذي اقسمت ان تكرهه !


نهاية الفصل الرابع

زهرة منسية 07-02-12 10:58 PM

يسلوا أيديكى ريحانتى
فــصـــــل حـــــــــــلـــــــــــو كـــــــتـــــــيـــــــــــر
بس أنا ما كنت متوقعة أن سايتون الأسود بـــــهـــــــــذا
السواد

بيعجبنى كتير الروايات اللى بيكون فيها البطل قاسى كتير لأن لما بتبان حنيته بيكون حلو كتيرررررررررررر
وأنا معاكى لغاية ما راوينا تحس بحنية سايتون

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13286482891.gif

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13286482892.gif

Rehana 12-02-12 06:00 PM

اهلين حبيبتي

هههههههههه.. بس قاسي.. قهرني هذا البطل .. انا عكسك
مااحب البطل يكون قاسي .. بحب اللطيفين بحضور قوي ^^

تسلميلي على تواجدك العطر

Rehana 12-02-12 06:07 PM

5- الاسد المجنح

خرج ريموس من الغابة الى حديقة ورد غارقة بأشعة الشمس فمر بملعب تنس ثم اختفى داخل بستان و كانت راوينا في إثره طوال الوقت تشاهد جسده الصغير و هو يسير ملتوياً بين اشجار الفاكهة و لكنه حين دار حول صف من اشجار كبوش العليق البري غاب عن بصرها اما صوته المنفعل فظل يقودها الى مكانه و مان ان وصلت الى فسحة خالية شاهدته يقف فيها امام حافة مسبح قديم الطراز لم يكن سوي حفرة عميقة في الأرض يحيط بها بضع احجار وردية اللون كحجارة القصر ،و ست درجات خشبية تقود الى الماء الذي على الرغم من حرارة اليوم بدا بارداً بسسب افتقاده الى اشعة الشمس .
كان جسد نحيل يشق الماء عندما سمع صاحبه الصوت المنفعل الصادر عن الطفل ،ارتفع رأسه الاحمر البراق فوق الماء و بدا صاحبه السباحة نحو الدرج الخشبي .
- لقد ربحت آنسة هافرشام .. لقد رأيته اولاً .. و سأنال امنيتي !
- اجل عزيزي .. ستحصل على ما تريد .
منتديات ليلاس
ربتت رأسه بمحبة عن غير وعي تتساءل و المواجهة الآن كانت وشيكة كيف ستصيغ احتجاجها الغاضب بدبلوماسية ،حين سمعت صفير الاعجاب ادارت رأسها بأتجاه والد ريموس التقدم نحوها .. قال لابنه مهنئاً :
- حسناً فعلت يا بني الكبير، اما زال هناك جنيات جميلات في اعماق الغابة ؟
حاولت راوينا السيطرة على تضرج وجهها فنظرت الى الرجل بثبات و عندما أطمأن قلبها لما راته ، فقد اعتلت هذا الوجه ابتسامة فاتنة تعبرعن تاثير صاحبه بما يراه، كانت عيناه مرحتين عابثتين واثقتين مع ان عليهما ان تكونا مرتبكتين و هما تجولان على جسدها النحيل بعد تجربتها مع كلمات الغزل التي كانت تتلقاها من الاستقراطين الشبان .استطاعت مواجهته باتزان بحيث ادرك على الفور ان سيل سحره و فتنته قد ارتد عنها اسرع من تبخرالبخار الماء عن جسده تحت اشعة الشمس الحارقة ، فارتدت بسمته قليلاً وهو يمد يده ليتناول المنشفة هازاً كتفه هزة خفيفة توحي بانه يقنع نفسه بأن ليس بالأمكان اكتساب كل شئ !
لوت فم راوينا شبح ابتسامة ملؤها الريبة، ليس هذا الرجل بمقاتل فهو يحب ان تقع الاشياء بين يديه ،و هو قطعاً ليس من عيار اخيه الذي لا يقهر .
رنت ضحكة ريموس المفعلة بالغبطة :
- انها ليست جنية ابي .. هذه الآنسة هافرشام سكرتيرة عمي سكوت !
- صحيح! كنت سأقسم ... ! حسناً! علي اي حال كيف حالك آنسة هافرشام سمعت منذو اسبوع بوصولك لكنني بدأت أظن ان معلومات مغلوطة اين كنت مختبئة بحق الله ؟
قاطعه ريموس :
- وجدتها في السقيفة ابي .. و تسابقنا بحثاً عنك و لقد كسبت ،لذلك سأحصل على امنية !
رفع حاجبه متسائلاً و تمتم :
- بحثاً عني ؟ هذا يرضي غروري !

Rehana 12-02-12 06:10 PM

ردت بسرعة :
- اجل .. لدي ما يدفعني الى التحدث اليك .
ابتسم لها :
- نادني جاك .. و انا سأناديك ... ؟
- راوينا .
- حسناً راوينا .. ان انتظرت بعض الوقت ريثما ارتدي ملابسي تحظي مني على كامل اهتمامي و انت ايها الشاب الى الغداء .. الم يحن موعد غذائك ؟
عكس وجه الصغير خيبة امله و لكنه لم يحاول المجادلة . راقبته يسير على مضض نحو القصر فاحست مجدداً بتصاعد غضبها .. فالصبي مهجور منقطع عن المجتمع و كأنه يتيم .
منتديات ليلاس
حين عاد والده مرتدياً ثياباً بسيطة ابرزت احمرار شعره الذي اشعلته اشعة الشمس بعدما جففه ، لم تضيع وقتها بل تطرقت الى صلب الموضوع و لم تتريث حتى يقعد الى جانبها على مقعد خشبي .
- تعرفت علي ابنك قبل اقل من ساعة و مع ذلك احس بالقلق عليه ،اتدرك ان الطفل يأخذ اشاعات و أقاويل الخدم على محمل الجد ؟ و ان ماريان قد ملأت رأسه بقصص خرافية يصدقها و يراها الحقيقة الأكيدة ؟
ضرب جاك ركبتيه مطلقاً صيحة ضاحكة :
- اهذا كل شئ ؟ يا الهي قصص ماريان جزء من ميراثنا ،نشأت و سكوت معها و لم تضرنا بشيء، اؤكد لك ان الصبي سيتعلم عما قريب التفريق بين الواقع و الخيال .
- لكن ، اليس ظلماً تركه يصدق انه يوماً سيصبح وارث هذه الأملاك ؟ اليس ظلماً ان يصدق تلك التخيلات التي توحي بأن عمه لن يتزوج ابداً بسبب لعنة خرافية سخيفة ؟
سرعان ما عبس جاك :
- هل اخبرك ذلك الشيطان الصغير هذا حقاً ؟
- اجل .. و اشياء اخرى كثيرة .
- حسناً .. اشكرك على ما اخبرتنيه .. سأسعى جاهداً لأفهمه أن يُبقي الشؤون العائلية سراً في نفسه في المستقبل .
- ليست هنا القضية ! الأ تري ان الصبي في الواقع يؤمن بهذه الخرافات ! لذا من المهم توضيح الأمر له بحذر ،وذلك بان تؤكد له أن الشائعات التي سمعها ليست سوى اكاذيب .
رد برصانة صارمة خطفت انفاسها :
- لكنها ليست كذلك ! اللعنة في عائلة سايتون موجودة . و سكوت اوضح منذ سنوات طويلة نيته الأكيدة بأنه لا يتزوج . و انا اعرف اكثر من اي شخص آخر ، ان هناك فتاة حاولت المستحيل ليغير رأيه و كادت تنجح ..لكن لسوء حظها تمسك سكوت بأفكاره ،في اللحظة الأخيرة فتزوجتني انا ردة فعل علي ذلك ، و لم ينجح زواجنا . بعد ولادة ريموس بسنة طلبت حريتها ، و اردات العودة الى عملها و لكن الواقع انني لم اكن املك منافسة مواصفات سكوت .. وكان علي ان اكون اذكى فلا احاول منافسة اخي .. فحتي في طفولتنا كانت صنارته هي السباقة الى اصطياد افضل السمك و كان جواده الاول في الوصول خط النهاية و بندقيته الاسرع في اصابة الهدف . و ما كنت اغلبه الا حين يتطلب الامر القدمين و هو كان دائماً حساساً من عجزه لذا لم يحاول قط القيام بما لا يستطيع ،و كان ان وضع الزواج في هذا الاطار و بناء على ذلك سترين ان ريموس مع الوقت سيصبح وريث هذه الاملاك .

Rehana 12-02-12 06:15 PM

مررت يدها على عينيها بذهول ، و قالت :
- لست واثقة من فهمي لك ،انت لا تلمح بكل تأكيد الى ايمانه بأن سبب اعاقته هي اللعنة ؟ لا ..هذا بكل بساطة غير ممكن فشقيقك ذكي بل كلاكما ذكي !
- عزيزتي راوينا .. لا علاقة للذكاء ابداً بالأمر .. خذي .. انظري بنفسك .
مد لها يداً برونزية كاملة التكوين بأستثناء اصبع مشوهة بطريقة غريبة ..فهزها الغضب من الضرب المستمر علي وتر ارث صغير وقالت هازئة :
- هذا لا شئ ! ان معالجة هذا الأصبع في الصغر امر سهل ،هل عاينك طبيب يوماً او عاين اخاك ؟
بدت عليه الصدمة و التراجع امام منطقها البسيط و قال :
- لا.. لكن كل جيل من آل سايتون يتوقع ان...
- بالضبط ..و هو مكتوب في شعار العائلة: صدّق انك تملكه و ستملكه .
جعله عنفها يرفع رأسه بحدة :
- يا الهي! انت عنيفة ! انت محارة باردة لها لب من نار و انا شاكر لك اهتمامك بنا او .. ام أن الاهتمام ليس بعائلتي بل بفرد من افرادها ؟ ليتني اعرف سر جاذبية اخي التي يجذب بها النساء اليه .
وقفت تقاوم ارتجاف الغضب :
- اهتمامي بعائلتكم هو اهتمام ناظر اذهلته خرافاتكم و تعلقكم بها، يبدو هنا ان لكل شخص جذوراً مدفونة في الماضي و اصراراً علي التعلق بمحظورات كان يجب ان تدفن مع مثيريها منذ قرون !
نظرت الى القصر الرامي ظلاله فوق البستان المدثر بنور الشمس ثم قامت بأشارة يأس :
- استطيع فهم طبيعة الحجر و العقد التي لا تتحرك ولا تتغير .. ولكنني لا استطيع فهم ركود عقول الرجال .. في الثلاثمئة سنة الماضية خارج سكون قصر كالدونيان تغير العالم كثيراً، اتدرك هذا ؟ اتدرك ان اول انسان وطئت قدماه القمر ، تمتد جذوره الى مكان ليس ببعيد من هنا ؟
التوت شفتاه : منتديات ليلاس
- بلي .. ذكريني ان اريك الشجرة التي غرسها نيل ارمستونغ في حديقة القصر حين زاره منذ سنوات ..و يجب ان افند مزاعمك بأننا متخلفون لقد حول أملاكه الى مكان عرض.. مستغلاً كل قطعة يملكها للكسب ، فحتى بيتنا تحول و يتحول مرتين في الاسبوع الي سير لتسلية السواح الناظرين ببلاهة .
لم يردعا عن الرد طعم المرارة في رنين صوته :
- اري ان اخاك يكره ما يفعل اكثر منك و لكن يبدو ان ما سمح به شر لا بد منه .
اكد جاك كلامها بضحكة :
- بمقدورنا الاعتماد على المنطق و رأي سكوت مهما كانت النتائج غير مرضية: كم اتمني لو اراه مرة واحدة فقط يعاني مما تعانيه مخلوقات الله علي الارض من عذاب و احباط ،على اية حال الجوع يرشدني الى ان وقت الطعام قد حان و انا اصرّ على ان تنضمي الينا لتناول الطعام في المستقبل .
هزت رأسهخا بالرفض و لكنه قاطعها قبل ان ترد :
- بلي ! تناول الطعام مع اخي النكد الطبع امر لا يحتمل في اي وقت كان و لكن تناوله مع امراة جميلة ذكية امر لا يستطيع التفكير فيه ..ارتدي ثوباً لعوباً و قابليني بعد نصف ساعة لتناول المرطبات قبل الطعام .

Rehana 12-02-12 06:15 PM

يملك جاك القدرة على القاء الأوامر كأخيه حين يرغب لذلك بعد خمس دقائق وجدت راوينا نفسها تبحث في خزانة ملابسها عابسة قليلاً، لان ليس امامها خيار كبير و لكن اخيراً قررت ان ترتدي ثوباً من الجيرسيه الرائع، ثوب يصرخ طلباً لجسد لا شائبة فيه و حين يجد من يقدره حق قدره يكافئ من يرتديه مكافأة عظيمة . بعدما رمت قماشه الابيض على جسدها وقفت و كأنها شمعة رقيقة يعلوها رأسها فضي الشعر ،تلمع فيه عينان كهرمانيتان مائلتان الى الصفرة تحت قوس من الاهداب الناعمة التي ترف بجمال و اناقة ، كرفيف نور الشمعة .. راوينا فتاة بطبعها تحب العزلة و لكن حتى شخص مثلها قد يتوق الى عشاء مع ناس بعد اسبوع من العزلة المرهقة لاعصابها و لكن الرفقة لن تكون كلها رائعة ،فأحدهم مرضي و احدهم كريه قررت: صاحب السعادة لن يكون مسروراً بهذا .. لكن هل يرضى عن شيء ابداً ؟
و ما خيب املها انها قابلته اولاً حينما دخلت القاعة الكبيرة ، كان يقف و ظهره اليها و يداه في عمق جيبي سرواله اما اهتمامه فانصب على تمثال برونزي، التقط نظرها منظر جسدي إمراتين احدهما عند الاقدام و الاخر بين ذراعي رجل مسيطر .. عندما سمع وقع اقدامها استدار اليها فجأة فاضطربت و لكنها جمعت شتات اعصابها و قالتك مبتسمة تشير الى موضوع اهتمامه :
- يبدو مثيراً للأهتمام .
لم تكن تعابير وجهه الباردة اقل هولاً من رده المتهجم :
- انه رمز (اغتصاب نساء سابينا ) .. من صنع الفنان ( جيوفاني بولونجا ) .
تحرك جانباً حتى تنظر الي تأثير الأجساد البرونزية التي تبرز التناقض بين النساء الرافضات المقاومات و بين مغتصبيهن و لسبب ما احست بالحرج ، فأعرضت عنه نظرها فقال و كأنه يتسلى :
- هل آذى المنظر مشاعرك ؟
ردت ببرود : منتديات ليلاس
- تؤذيني دائماً المظاهر الوحشية . لم استطع يوماً ان افهم ماذا يحصد الرجال من اكتفاء من نصر جسدي بحت !
- لكن يقال ان نساء سابينا كن يتمتعن بمثل هذا !
- وهل هناك امرأة عاقلة تستمتع بعبوديتها ؟ و هل يمكن ذلك لرجل ؟
- لا ... ولكن الجبن في النساء كثير و في الرجال قليل ، اما الخوف من العبودية فهو يديم العبودية .
تراجعت امام كلامه المشبع بالأزدراء ، لكنها احست بأنها مجبرة على الرد :
-لم تعد النساء خائفات من الرجال !
قطب ينظر الى نحولها الذي يشبه نحول الشموع .
- على هذه النقطة لا اوافقك الرأي . فالنساء عبدات مشاعرهن ، لا يرضين حتى يجدن وليفاً يضعن علي اكتافه احمالهن، اما الرجل فيقدر حريته، حب امرأة هو القيد و على الرجل ان يبقى دائماً على حذر ان يصبح عبداً على مضض .
نظرت راوينا الى وجهه المشبع بالأزدراء تتساءل اذا كان يقول حقيقة مشاعره ام انه خلق من حوله سداً، يخفي وراءه مطالب رجل ممتلئ رجولة و لكن صوته قاطعها قبل ان تفهم .
- لقد ابدى اخي رغبة ان تشاركينا العشاء .. و بما أنك جئت حاضرة مستعدة فهذا يعني لا اعتراض لديك ؟
عندما كانت تتقدمه الى غرفة الطعام احست بثورة الغضب مما اوحاه صوته من انها تمنت ذلك، و لكن بما انها لا تستطيع المجاهرة بالدفاع عن شئ لم يذكر ، لم تستطع سوى ان تعض شفتيها وهو يرافقها الى حيث ينتظر اخوه .

Rehana 12-02-12 06:17 PM

احست بالغربة بسبب جلوسها بين رجلين، احداهما احمر كالنار و الآخر اسود كالخطيئة . و لكنمها كانا يرتديان ثياباً رسمية، فالسترة رسمية و ربطات العنق سوداء و القميص ابيض و هي جميعها تبرز القسمات السمراء اما هي فكانت بينهما نحيلة بيضاء كالشمع، جليلة ساكنة و مع ذلك احست بأنها غير قادرة على الانسجام مع طبيعة مرافيقها المتناقضة .
كانت الغرفة المكسوة جدرانها بألواح السنديان المصقول في الاصل ردهة، فلها مدخل من الفناء الخارجي يمر عبر باب ضخم صلب من السنديان يقع من الداخل بين مدفأتين حجرتين .. و كانت على الجدران لوحات لأفراد العائلة ، على كل واحدة منها لوحة نحاسية صغيرة حفر عليها اسم صاحب الصورة و لقبه و مولده و وفاته و كان فيها طاولة خشبية بيضاوية الشكل وضع في وسطها الشمعداتان توأمان عليهما نقش حروف رمزية متشابكة و تاج . اما النور فتصاعد من الشموع طيبة الرائحة، يلمع نورها الأصفر على الأوعية و الكؤوس الفضية المزخرفة و للأوعية حمالتان حفر عليها شكلان احدهما صورة لراس حصان خرافي له قرن حاد و الآخر لحيوان مفترس برزت بوضوح مخالبه و بانت انيابه المكشرة بعدائية شرسة .
ارنجفت ارتباكاً تفكر، كم يلائم رمز الحصان الوحيد القرن جاك .. فالحصان الخرافي هو الحيوان الوحيد الذي تطوع لمهاجمة فيل و لكنه كان يقع في الفخ حين يرى عذراء شابة في خطر، فيسارع لرمي نفسه عند قدميها واضعاً نفسه تحت رحمة صياديه، اما سكوت فلا يمكن الا ان يكون ذلك الحيوان الشرس المكشر الأنياب سليل الاسود و النسور كما تقول الأسطورة و هو حيوان نبيل كان يستخدم شعاراً للأمراء لذا كان يحفر على دروع العديد من العائلات النبيلة في اوروبا .
منتديات ليلاس
قدم لهم العشاء على اطباق فضية و عندما لاحظ جاك دهشة راوينا نقر على الطبق الثمين بأظافره :
- لا تظهري هذا القرف ايتها الساحرة الفضية.. انما نستخدمها للمنفعة و المناسبات و ليست تقليداً لأسلافنا المبذرين، لقد استخدمت ماريان و مساعدتها الكثير من الاواني الخزفية و اتلفتاها حتي لم يعد لدينا خيار الا استخدام هذه، فالفضة لا تنكسر .. مثلك انت .. انه يخبئ قسوته تحت مظهر مخادع من الرقة .. اتعلمين ان العلماء القدامى كانو يظنون ان الفضة هي ممثلة القمر ؟
سأل صوت كريه :
- قمر الصيادين ؟
مد سكوت يده الى علبة الملح و هو يلقى نظرة لاذعة على راوينا فأحست بان عنقها واقعة تحت مخالب نسر ... رد جاك ساخراً من التشبيه :
- راوينا الصيادة ؟ لا يمكن هذا، انها من البشر .. الآن اتقبل هذا الواقع! فهي على الرغم من مظهرها الطاهر مهتمة بعمق بمصلحة الاخرين .. هذا ما اظهرته لي قبل ساعة اضف الى ذلك انها امرأة عصرية تزدري الخرفات الدائرة حول عائلتنا .
قطع سكوت إجاصة بطريقة حادة عمداً .
- لم اكن على علم ان منا اهل هذا البيت من يحتاج الى اهتمام الآنسة هافرشام .
ثم اردف بتعالي السيد يشغل نفسه بشؤون اتباعه :
- هل لي ان اعلم اسم السيء الحظ الذي اثار شفقتك ؟ وما مشكلته ؟

Rehana 12-02-12 06:18 PM

علق بعض الدخان المعطر المنبعث من الشموع في حنجرتها ، فعجزت للحظات عن الرد شهقت تقاوم احساس ضيق خانق.
- انه .. انه ابن اخيك .. لكن بعدما تحدثت الى ابيه، لا اري حاجة الى ازعاجك بالمسألة .
اتسعت فتحات انفه ووضع السكين من يده ثم مال الى الامام لاضفاء المزيد من التأثير :
- انا المسؤول عن تصرفات شؤون كل فرد في هذه الأملاك آنسة هافرشام .. ان جاك لا يحمل مسؤولياته الأبوية على محمل الجد، لذا اذا كان هناك من مشكلة تتعلق بالولد ان تسمحي ببحثها معي .
اتجهت عيناها مذعورتان فوراً الى جاك .. و لكن رأس الحصان وحيد القرن ظل مطأطئاً .. ثم و كأنه أحس بحيرتها رفع راسه و لكن دون ان يكون في عينيه اثر للمقاومة :
- اذا كان هكذا حال سكوت فمن الافضل ان يكون ظهرك عريضاً فما دمت قادراً على وضع كل جرم يرتكبه شخص ما على عاتقك فأتسأل كيف لك ان تنام ليلاً و انت تفكر في الاضرار الني سببها احد موظفيك .. ذاك الرجل الذي كان عيوبه واضحة للجميع ، الا لك .
ارتاعت راوينا و لكنه لم يذكر اسماً، لماذا يجتاحها الخوف ؟ ظهر البياض على عقد اصابع سكوت و هو يشد على جوزة و حين انكسرت احدثت صوتاً اجفاهما كلاهما
قال سكوت :
- اعترف انني مذنب بالنسبة للخطأ الذي ارتكبته في المسألة التي تشير اليها ..لقد زرع فينا و لأجيال طويلة عدم الثقة بإنكليزي و لكنني للأسف تجاهلت النصيحة مرتين !
افرغ الجوز من القشرة ببطء و نظر الي راوينا بحدة احست معها بأنه يطعنها .
- لهذا السبب ستجدني في المستقبل اشد حذراً و اكثر انتباهاً.. بشان الغرباء من اهل الحدود .


نهاية الفصل الخامس

زهرة منسية 13-02-12 05:26 PM

ريحانتى..........شذا عطرك يملأ المنتدى بأرق الكلمات
يسلموا أناملك الرقيقة

سومه كاتمة الاسرار 16-02-12 12:22 AM

بلييييييييييييييييييييز كملي بسرررررررعه منتظرين ياقمر لا تتاخرى علينا
:8_4_134:

Rehana 16-02-12 03:35 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة منسية (المشاركة 3009151)
ريحانتى..........شذا عطرك يملأ المنتدى بأرق الكلمات
يسلموا أناملك الرقيقة

تسلمين زهوري .. على كلامك الحلووو
الله لايرحمني منك
والله يسلمك يارب


Rehana 16-02-12 03:44 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سومه كاتمة الاسرار (المشاركة 3011101)
بلييييييييييييييييييييز كملي بسرررررررعه منتظرين ياقمر لا تتاخرى علينا
:8_4_134:


اهلين سومتي..
ان شاء الله اكملها
منورة الرواية

Rehana 16-02-12 04:11 PM

6 - الهدنة

تسلل ريموس بحذر الى مكتب راوينا في الصباح التالي و هو اشبه بكتلة صلبة من التوتر المرتجف ،فعلمت انه يسير علي ارض محرمة عليه نظر بقلق الى باب المكتب المجاور و قال هامساً :
- آنسة هافرشام ! متى احصل على امنيتي ؟
- اجلس لتناقش الأمر .
- علي الا اقعد فقد يدخل عمي سكوت .
- صحيح .. انما ماذا لو قعدت ؟
- طلب مني البقاء بعيداً عنك قائلاً انك موظفة و علينا الا نعاملك و كأنك فرد من افراد العائلة .. لا افهم كيف ان مجرد التحدث اليك يجعلك من العائلة . الا يجب ان يتزوجك عمي اولاً ؟
-لا سمح الله !
اجفله ردها الشرس . و لكن قبل ان يتابع كلامه اردفت :
- انس عمك سكوت الان، لقد خرج الى احدى المزارع ولن يعود قبل موعد الغداء ...اخبرني ما هي امنيتك ؟ فاذا كانت ممكنة اسع لتحقيقها .
منتديات ليلاس
عندما زال عنه خطر وجود عمه صعد ريموس الى الطاولة ليجلس عليها ثم انطلق بحماسة في شرح مشروعه ..
- ارغب في رؤية عائلة هلينغ مرة اخرى، ارجوك آنسة هافرشام. لم ار هذه العائلة الا مرة واحدة و كنت سعيداً برؤيتها و قد وعدني عمي سكوت باصطحابي اليهم ثانية و لكن ليس لديه وقت .. لذلك ان استطعت ..
ضحكت لتوقف من حماسه :
- مهلك لحظة ! والآن اخبرني ببطء اين تعيش هذه العائلة و كيف نصل اليها ؟
- لست واثقاً بالضبط .. في مكان ما من الاملاك لكن عمي سكوت يعرف اين تماماً .
- اوه .. اذن، انا آسفة ريموس لكن ..
ظللت عينيه غيمة اسى، فابتلع ريقه بصعوبة ثم انزلق عن الطاولة متوتراً بسبب الاحباط و قال وهو يكاد يبكي :
-الكبار لا يفون بوعدهم ابداً .. و لكنني ظننت .. طننتك مختلفة .
ارتد بحدة و ركض ليخرج و كاد يغيب قبل ان يوقفه صوتها اليائس :
- ريموس.. هل انت متأكد ان عمك فقط يعرف مكان هذه العائلة ؟ الا يمكن ايجاد شخص اخر يعرف الطريق ؟
- انهم لا يخرجون الا عندما يطلب عمي ذلك فالجميع يخشاه .
نظرت الى جسده المتصلب فأدركت ان خطوة واحدة او كلمة خاطئة ستحطم ثقة الطفل بالطبيعة البشرية ،يبدو انه عانى كثيراً من الرفض في الماضي ،و هي لا ترغب ان يضعها في صف الكبار الذين لا يعتمد عليهم .
- حسنا ريموس . سأتحدث الى عمك حالما يصل، انما لا اعدك بشئ ! سأبذل قصارى جهدي فقط .
- شكراً لك آنسة هافرشام قولي لعمي انني سأكون هادئاً و طيباً جداً جداً .

Rehana 16-02-12 04:13 PM

حين ركض مبتعداً، حاولت العودة الى عملها .. لكن تفكيرها رفض التخلي عن التفكير في هذه العائلة الخاصة التي لا تتخلى عن وجودها الا امام شخص واحد ،هم بالطبع لا يستطيعون رفض مقابلة السيد، لانه صاحب الملك و له الحق في دخول منازلهم متي شاء مع ذلك فعزلتهم التي فرضوها علي انفسهم اذهلتها... فارتجفت تحس باضطراب و الحيرة لمجرد التفكير في الالتقاء بهم و لكن كيف ستطلب هذا المعروف من السيد .
لم تكد الفواتير تختفي من امامها حتى وصل السيد ليعاين بنظراته تقدمها في العمل و كالعادة تلقت تحذيراً مسبقاً انباتها بوصوله فبل ان تسمع صوته ،رفعت رأسها واذا تراه واقفاً في الباب المفتوح ينظر اليها عبر الفسحة الفاصلة بين مكتبيهما ، هذه الفسحة التي لا تنتمي الى مكتب احد منهما و التي يكره كلاهما عبورها .
- لدي بضع رسائل امليها عليك و لكن بما انني اراك مشغولة بالعمل فسأعود لاحقاً .
على الرغم من كلامه اللطيف احست بانه يلومها فردت على الفور :
- امليها عليّ الآن لا امانع . سأوجل هذه التي ليس لدي سواها . انا اعمل بسرعة تحت ضغط العمل .
رد بجفاء :
- اذن يجب ان ازيد ضغط العمل عليك دائماً .
منتديات ليلاس
تنحى جانباً لتمر به الى مكتبه .. و كان املى ما املاه بسرعة و حزم و اختصار فلم يستخدم كلمتين حين تفي الواحدة بالغرض، فهو واثق مما يريد ان يعبر عنه لا يحتاج الى المراجعة او التغيير و لا بكلمة او بفاصلة ،عندما انتهى كانت اصابعها تقبض على القلم بشدة لا شعورياً ، لكنها تمسكت بجو الثبات، و لم تعطه ما يدل على راحتها التي احست بها حين توقف عن الاملاء .
وقف متمتماً بطريقة كريهة :
- يجب ان يكون هذا ضغطاً كافياً آنسة هافرشام و ان لم يكن اخبريني .
- اوه ..
كان التعبير المختصر كافياً لايقافه عن التوجه الى الباب فهي عادة كانت تسبقه دائماً بالعودة الى كتبها و تصرفها ذاك دليل واضح على مقتها لصحبته، اما الآن فارتفع حاجبه بتساؤل متعجرف :
-نعم ؟ الديك مشكلة ؟
- اجل .. لدي مشكلة . انما لا علاقة لها بالعمل .
رد بلهجة نفاذ صبر :
- حسناً ؟
ايها الوحش المتعجرف !
التقط الرسالة التي ارسلتها عيناها ،فالتوت شفتاه ..فمن العسير التظاهر بالرضى عن رجل تمقته .
- بالأمس اجريت و ريموس سباقاً خسرته .
-لا استغرب ذلك فانت تبدين من الذين يدعم الخاسرين دائماً .
تجاهلت سخريته و اردفت :
- وعدته ان ينال امنيته اذا وجد والده اولاً . كنت اود التحدث اليه بشأن ريموس .
- لا حاجة للأعذار لا تهتمي بأسباب ملاحقتك لأخي افهم ان ريموس تمكن من ايصالك له ،و هو الآن يطالب بأمنيته !
- اجل و هنا يأتي دورك .
- انا ؟
- يريد زيارة السيد و السيدة هلينغ و عائلتهما و يصر على انك الوحيد القادر على ايصالنا الى منزلهم.

Rehana 16-02-12 04:18 PM

اقسمت برهة ان بريق الضحك لمع في عينيه قبل ان يطبق حاجبي النسر ليتفوه بما فيه هزء و سخرية :
- هذا صحيح .. زرنا العائلة مرة ، و لقد تكلم عنها كثيراً منذ ذلك اليوم و لكن لسوء الحظ لم اتمكن من توفير الوقت اللازم للقيام بزيارة ثانية و هذه هي طريقة " السعدان " الصغير لاجباري .
تنهدت براحة :
- اذن ستصحبنا .
- بل سأحصب ريموس
يعرف تماماً هذا المتوحش الكريه انها تكره صحبته ! وقفت و جسدها الوقور مشدود من جراء الاهانة التي تلقتها :
- هذا يناسبني تماماً .. فليس لدي رغبة في التعرف الى عائلة مضجرة اخرى من عائلات الحدود .
لكن ريموس لم يكن مستعداً لقبول التنازل، و اوضح رأيه بعاصفة حادة في ذلك المساء سعي اللورد اليها و هو يقود الولد الثائر من كتفه و قطع الغرفة و هو يعرج و توجه نحو النافذة التي كانت تجلس عندها تتأمل الحديقة .
قالي بجفاء :
- يبدو اننا اصطدمنا بجذع شجرة يا آنسة .. ريموس مصر على ان ترافقيه كجزء من المكافأة و بما ان الرهان كان بينك و بينه اشعر ان الامر متروك لكما لحله .
تخلص ريموس من قبضة عمه و اسرع اليها يرجوها :
- ارجوك آنسة هافرشام قولي انك سترافقينا الآن ،و في هذه اللحظة.. يجب ان نصل الي هناك قبل حلول الظلام و الا خرجوا !
- خرجوا ؟
منتديات ليلاس
ارتابت في امر هذه العائلة التي تتجنب نور النهار و تحب التجول ليلاً و نظرت الى اللورد فوجدت تعابير وجهه متحفظة ..و لكنها احست بأنها مدينة للوفاء بالوعد .
- حسن جدا سأحضر معطفي .
كانو ثلاثياً صامتاً شق طريقه بأتجاه الغابة حيث اطبقت عتمة المساء عليهم و هم يسيرون في ممرات صامتة هادئة و كأنها دهاليز مدفن في كاتدرائية مظلمة.. سار ريموس بينهما و يد صغيرة في يد راوينا و الاخري في يد عمه وجدت الشجاعة لتسأل :
- الن يعترض هؤلاء الناس على زيارتنا في منزلهم من دون دعوة ؟
توقف ريموس فجاة وكاد يفقدها توزنها :
- ناس ؟ انهم ليسوا ...
قاطعه عمه بوقار متهجم :
- لا احسبهم يدعوننا الى العشاء .
فجأة تداعى ريموس الى الارض و هو كتلة ضاحكة فنظرت راوينا باستغراب الى اللورد و شاهدت انه كذلك يجد صعوبة في كبح ابتسامته رفعت الريبة رأسها لتسأل بعجرفة :
- ايحاول كلاكما التلاعب بي ؟
بدات فعلاً تحس بالغباء.. فمن الواضح انهما كليهما يتمتعان بأخفاء سر على حسابها التقط اللورد ابن اخيه و اخذ ينفض الغبار عن ثيابه.
- نحن مضطران لاخبارها ريموس.. اتشرح لها انت ام اشرح انا ؟
كان ريموس متعباً من الضحك فلم يستطيع الكلام و كانت دموع الضحك تنحدر على وجنتيه و ضحكته الطفولية ترن كالجرس في الغابة الصامتة .. ولكنها حتى في تلك اللحظة من الاذلال رات ان اللورد قد بدا اصغر عمراً عندما ارتدي وجهه مظهر الضحك .

Rehana 16-02-12 04:20 PM

- عائلة هيلينغ هي عائلة " غريرات " و منزلها هو الحجر ..وبما انها حيوانات تنشط ليلاً فقط ،فنحن مضطرون للجلوس خارج حجرها قبل المغيب فللغرير حاسة شم قوية و اذا شم رائحتنا لن يخرج.. انه يعرف وجود الانسان اذا مر في طريق يسلكه و مع ان نظره ضعيف فأقل حركة تزعجه، لذلك يجب ان نبقى صامتين هادئين لتمر قربنا دون ان تعرف بوجودنا .
حدقت راوينا اليه تكره ابتسامته و مع ذلك و بسبب مرح الموقف لم تستطيع ان تغضب .
- اوه .. فهمت .. بالطبع !
منتديات ليلاس
و بدات تضحك ..و سرعان ما اغرق الثلاتة في الضحك حتى ازعجت اصواتهم الطيور في اعشاشها و المخلوقات في مخابئها و ما ادهشها ان لصاحب السعادة ضحكة جذابة و هي كثير من الاوقات كانت تحكم على الرجال من خلال ضحكاتهم و ذلك قبل ان تعرف شيئاً عنهم ..كان هذا التناقض محيراً لها.. فهي تجد من المستحيل ان تغضب من شخص شاركته ضحكة .
كان اللورد اول الصامتين و قال بوقار :
- اجد روحك المرحة مدهشة آنسة هافرشام ومع انني كنت اظن ان الانكليز يفتقرون الى هذه الميزة . لقد قال احدهم يوماً اننا خلقنا في هذا العالم لنضحك ففي الجحيم لن نستطيع الضحك و في الجنة الضحك غير ملائم .
مسحت راوينا عينها :
- ان هذا لصحيح !
ثم و لسبب مجهول لم تستطع الا ان تضيف بلسان لاذع :
- ما زال امامك امل لورد كالدونيان فحيث المرح توجد القدرة على التساهل .
- ناديني سايتون، فهو الاسم المفضل لدى الموظفين . انا اكره الرسميات بمقدار كرهي لرفع الكلفة .
هزت رأسها وقالت تحاول التهرب من موضوع الاسم .
- اخبرني المزيد عن عائلة " الغرير " ! تبدو عائلة جذابة .
- اجل.. انها كذلك و تستحق الجهد لرؤيتها.. فحين نتغلب على بعض الصعوبات نستطيع دراستها عن كثب، لا اعتقد ان في الكون حيوانات مثيرة مثلها، سنصل قريباً الى احد الجحور ..فهي تمكث عادة في الغابة و لكن يمكن ايجادها كذلك بين الشجيرات الشائكة على ضفاف الانهر ..سيكون الدليل الاول على وجودها كمية كبيرة من التراب ،ففي الربيع و الخريف تظهر اكوام من التبن ازيلت من الجحر لتستبدل بأخرى طازجة ..انها تستخدم الجحر نفسه منذ مئات السنين و تتمدد تحت الارض كثيراً .
تدخل ريموس :
- الغرير نظيفة جداً آنسة هافرشام و هي تنظف جحورها بأنتظام.. بعضها يفضل العشب والآخر يحب اغصان الشجر.. انها تحتضن كومة كبيرة بين قوائمها و تستلقي على ظهرها لتزحف نحو الجحر لقد راقبتها تفعل ذلك في ايلول الماضي، اليس كذلك عمي سكوت ؟
- اصمتا الآن علينا من الآن فاصاعداً ان نلوذ الى الصمت .
كان امامهم التراب كوماً كوماً.. و ممرات متقاطعة تقود الى مكان غير محدد تحرك الثلاثة بهدوء قدر مستطاع و لكن فجأة اوقف اللورد راوينا و اسند ظهرها الى الشجرة ثم كمن مع ريموس امام دغل من الشجيرات و صمت الجميع بصبر ينتظرون .
مرت نصف ساعة قبل ان تظهر الغريرات التي تعالى صراخها الحاد و قد ظل هذا الصراخ مستمراً فترة حتى ظهر الذكر الذي راح يشم الهواء بريبة قبل ان يفسح الطريق امام الانثى التي بعد ان اطمأنت الى ان كل شئ على ما يرام راحت تدفع جراءها الى الخارج .

Rehana 16-02-12 04:24 PM

تسمرت راوينا في مكانها مبتهجة تراقب حركات العائلة ..في البدء تمتعت بحك جلودها بشكل مثير ،ثم قررت الجراء ان تلعب.. فراحت تقفز على بعضها بعضاً تختبئ و تبحث عن المختبئ و تصرخ بمرح و كل ذلك تحت انظار امها .
بعد ساعة كاملة اخذت الاجساد السمينة الرمادية القاتمة ذات الوجوه المخططة بالابيض تختفي عائدة الى الجحر عندما اشار اللورد اليهما بالبقاء صامتين فسار الثلاثة على اطراف اصابعهم حتى وصلو الى الممر الي يقضي الى خارج الغابة و لحظئذ انطلق ريموس بالكلام :
- الم يكن هذا رائعاً آنسة هافرشام ؟ الم تحبي الجراء ؟ ان عمرها لا يتجاوز الثمانية اسابيع و هي تتعلم التجول وحدها .
ردت حالمة لا تريد ان تكسر السحر الذي يلفها بالأكثار من الكلام :
- اجل عزيزي .
و كأنما حس الاثنان بمشاعرها فعادوا الى القصر بصمت ، صمت غير متوتر او مقيد بل حميم عميق تشاطروه بسعادة و عندما وصلو الى القاعة الكبيرة افترقو و كان ان تطوعت راوينا بأصطحاب الصبي الناعس الى غرفة نومه.. و عندما ارتد اللورد على عقبيه الى مكتبه حيث ينتطره العمل تمكنت راوينا من التلفظ بكلمات الشكر :
- شكراً لك لسماحك لي بمشاركة في هذه التجربة الرائعة .
ارتفع رأسه و قد عاد اليه دور صاحب السعادة المتعجرف الذي لا يلين :
- اعتبر هذا تعويضاً عن افتقار القصر الى اسباب التسلية العصرية آنسة هافرشام حتى لو كان لتيسليتنا هذه ميزة خاصة فمن سوء الحظ انك ستغادرين قريباً.. فما لدينا من عروض تسلية هو موسمي كما شاهدت و لا يمكننا استعراضها كلها امامك في شهر واحد .
ارتقت الدرج و هي تشعر بأنها تلقت مداعبة على خد و صفعة على الاخر فذكرت نفسها بأنها تكره هذا الرجل من كل قلبها ان ينتهي عملها في قصر كالدونيان قبل انتهاء الشهر .


نهاية الفصل السادس

سومه كاتمة الاسرار 18-02-12 08:12 PM

بارت رووووووووعه هستنى البارت اللى جاى بفارغ الصبر
:8_4_134:

Rehana 22-02-12 09:49 PM

الارووع مرورك .. سومة
وسعيدة لحضورك ومتابتعك لرواية

Rehana 22-02-12 09:54 PM

7- نبؤة الشر

بعد مرور ثلاثة اسابيع اصبح العمل في المكتب رتيباً بحيث اعتادت عليه ، و لكنها لم تقترب من حل مشكلتها ، و لا اقتربت من ايجاد طريقة للأنتقام من صاحب السعادة .
كانت تدرس المسألة في الأوقات التي كانت تجد فيها بعض الراحة و التي ازدادت بعدما وثقت نعم الثقة بكفاءتها . فقد كان الرجل حصيناً جداً كالقصره .. فجسدياً كان محمياً بجيش من العمال الذين اكتشفت انهم يضحون بحياتهم لأجله .. انا معنوياً فكانت تحميه قوقعته القاسية و اكتفاؤه النفسي التام . و لم يعد لديها الا امل وحيد و هو اعتماده علي مهارتها اكثر فأكثر .. صحيح انه لم يقل هذا اطلاقاً ولكن دلائل التوتر تلاشت من عينيه و فمه و اصبحت السرعة التي ينهي بها عمله اخف حدة .. و اللحظات التي يتوقف فيها للتحدث و المزاح مع الرجال باتت الآن من الظواهر اليومية .
لم يكن في نيتها ان تخفف عنه حمله، و مع ذلك حصل ذلك و لكن ما العمل و شهر التجربة يكاد ينتهي ، فلم يبقي امامها الإ خمسة ايام لتعد خطتها .
منتديات ليلاس
كانت غارقة في التفكير و الدرس حين قرع جاك الباب بخفة ليدخل و لكن ابتسامة الترحيب اختفت علي وجهها حين لاحظت عبوسه و قلقه .
- راوينا ، هلا اعطيتني بضع دقائق من وقتك ؟
-اجل ، طبعاً . هل حدث شيء ؟
- ارجو ان لا . ولكنني لست واثقاً .. انه ريموس . تطلب ماريان الا اقلق . ربما من السخف الشك في كلامها بعدما ربتني و ربت سكوت و بعدما رعتنا في طفولتنا . موظفونا يعتبرونها كانهة الحكمة بالنسبة لتشخصيها للأمراض . ولكني رغم ذلك ..
- أتريد رأيي ؟
- لو سمحت ، انما احذرك اولاً بأن ماريان لن ترضى .
كانت قد زارت غرفة الصبي مرة من قبل ، في ذلك اليوم صدمها الجو الرطب البارد الذي رأته في الغرفة . وها هي الآن اثناء دخولها اليها من جديد تشعر بوخز في ذراعيها اللتين راحت تدلكهما .
كان جسم ريموس الصغير النحيل مختفياً في سرير ضخم ، مدثراً بكومة من البطانيات الثقيلة . وكان رأسه الصغير ذو العينين البراقتين شديد الاحمرار ، وقد بدا احمراره واضحاً اما بياض الوسادة .. وكانت ماريان تجلس تحيك الى جانبه و كأنها عنكبوت اسود ضخم ، تحيك الفخ حول ذبابة عالقة في خيوطها .
ما إن شاهدها الصبي حتى قال بصوت متحشرج :
- آنسة هافرشام ، حنجرتي تؤلمني .
اسرعت اليه :
- حقاً حبيبي ؟ لا شك انك التقطت انفلونزا و هذا ليس عجيباً ! .
استدارت غاضبة الى جاك :
- اليست هناك غرفة مريحة اكثر من هذه ؟
قبل ان يرد وقفت ماريات لتقول :
- كانت غرفة الصغار دائماً في البرج المستدير و قد توارثها صبيان سايتون جيلاً اثر جيل .
وردت راوينا بخشونة :
- ليس عجيباً ان عاش منهم القليل .

Rehana 22-02-12 09:55 PM

تطلعت الى النوافذ فلم تجد سوى نافذة واحدة لا تعدو ان تكون شقاً مستيطلاً وهو الى ذلك عال وان تجرأت الشمس على ان تنفذ ، صدتها ستارة سميكة سوداء تهمس رسائل النحس اثناء تمرغها على حجارة الجدران الخارجية . اما الارض فكانت تغطيها قطع رقيقة مبعثرة من السجاد على احدى هذه القطع خزانة ثياب طويلة استقرت خلفها بقعة سوداء .
تقدمت نحوها :
- ما هذه ؟
ثم ارتدت بعنف وهي تصيح :
- انها رطوبة ! الماء يجري فوق الجدران ! .
صاحت ماريان :
- ليس هناك سوي هذه البقعة .. وهي هنا منذ سنوات طويلة .
تحرك جاك بقلق متمتماً :
- انها على حق .. كنت و سكوت نستخدمها لبل الطوابع .. كي نوفر على انفسنا لعقها .
سوت راوينا وقفتها و قد راعها هذا الاهمال ، وجعلها تتساءل كيف بالله عليهم تمكنت اجيال آل سايتون من العيش هنا . قالت بحزم :
- لو كنت مكانك يا جاك ، لأستدعيت الطبيب ... انا متأكدة انه سيوافقني الرأي بشأن نقل الطفل الى غرفة ادفأ و بأسرع ما يمكن .
استطال عنق ماريان و كأنها حية كوبرا على وشك الهجوم :
- طبيب ؟ ما من طبيب داست قدماه قصر كالدونيان فطالما اعتنيت بالمرضى هنا ، وهذا ما فعلته امي و من قبلها جدتي ! .
تجاهلتها راوينا و صبت اهتمامها كله على وجه ريموس الصغير المتألم منتظرة من جاك التكلم . لقد اعطته رايها و القرار اليه الآن .
- اوه .. ماريان لا اعتقد ان استدعاء الطبيب مرة واحدة يضر بشيء . سأذهب لأتصل بالطبيب حالاً .
وهرع خارجاً وكأنه خائف من شجار وقع بين نسوة ، وشعر بالإحراج لأنه اضطر الى تأييد جانب على آخر . حين اقفل الباب وراءه تطلعت عينا ماريان وهما تقذفان الشرر الى راوينا :
- كنت اعلم منذ دخلت هذا القصر انك تقصدين الشر ..
منتديات ليلاس
كان صوتها شريراً مخيفاً كالموت، فسبب جواً من الذعر مر على وجه ريموس الشاحب :
- اتيت بهدف الاذية .. احسست بهذا فوراً .. رأيتك تقفين على عتبة القصر و كأنك الملكة بوديسيا ، ملكة القبائل الانكليزية التي ثارت على الرومان ، والتي سعت وراء اعدائها مقسمة على الثأر لما اوقعوه بعائلتها .. شاهدت بوضوح تام هالة الانتقام ترفرف على رأسك ، وشاهدتك تلعقين شفتيك و كأنك تتذوقين اولى قطرات الانتقام الحلوة . ولكنني لم اقلق ، لن اقلق .. فقدرتي على الرؤيا تقول لي انك وقبل مضي وقت طويل ستغادرين وانت تحملين مرارة الندم !
ارتجفت راوينا رغم ايمانها بسخافة ما تقول . ايمكن ان يكون للسحرة وجود .؟ فقد تحدث الامور ضمن هذا الجو الغريب حسبما تكهنت العجوز . لكنها سرعان ما هزت رأسها تنفض عنها شباك الخوف الذي رمته ماريان على احاسيسها .
حينما وصل الطبيب تنفست صعداء ، كان شاباً يشغل مكان احد الاطباء المحليين . هذا ما اخبرها به عندما كان ينتظر ان ينضم اليه ممرضات من المستشفي متخصصات في معالجة الاطفال . ارسل كلامه المبهج للنفس ماريان الى المطبخ تتمتم بحنق و تحذر من مغبة الثقة بالهواة . قال الطبيب :
- يا الهي ، هل هذه غرفة اطفال ام زنزانة ؟ ماذا فعلت ايها الشاب لتستحق عقاب التسمر على آلة التعذيب ؟ .

Rehana 22-02-12 09:56 PM

تخلص بحركة عنيفة من نصف ما دثر به ، ثم دس يده تحت الغطاء الاول بحثاً عن معصم ريموس و رفعه :
- آه ! لا ارى اصفاداً ! .
اطلق ريموس ضحكة ضعيفة ، اما الطبيب فراح يفحص نبضه ، ثم بدأ بلطف يفحص الاصبع الصغيرة المشوهة ، كان قد انهى فحص الاصبع عندما دخل جاك :
- انا والد ريموس .. جاك سايتون . وانت دكتور .. ؟
تبسم الطبيب :
- يونغ .. اي الشاب ، بالاسم و الطبيعة كما ارجو .
- كيفك حالك دكتور .. ماذا عن الولد . هل حالته خطرة ؟ .
- لا .. ابداً .. اتسمح لي بكلمة ... ؟
واشار الى الباب، فقال جاك قبل ان تجلس راوينا قرب ريموس على السرير :
- وانت كذلك راوينا ! بما ان الطبيب هنا بناء على الحاحك ، اظن انه من الافضل ان تسمعي ما سيقول .
تأكدت من راحة الولد الشاعر بدوار قبل ان تلحق بهما الى الخارج ، و احست بالفخر حين قال الطبيب :
- قبل ان اعطي اي تحليل ، يجب ان اجري بضعة فحوصات مخبرية ، انما ذلك بعد ان تحسن حاله . في هذه الاثناء ، وقبل اي شيء ، يجب نقله الى مكان ملائم . يجب ان اعترف انني وجدت هذا الجناح اختياراً شاذاص لتربية الاطفال .. انه منقطع تماماً عن دفء الشمس بسبب الاشجار التي تعزله عنها .
هز جاك كتفيه :
- اننا نتبع بكل بساطة التقاليد . وهذا الجناح مستخدم للاطفال قبل وقت طويل من وجود الاشجار .
- ان هذا مثير للاهتمام !
منتديات ليلاس
فيما هما سائران في الممر راحت راوينا تنصت الى الطبيب وهو يتحدث الى جاك باستغراب :
- انا مهتم جداً بتاريخ المنطقة سيد سايتون و أجد تقاليدها و عاداتها ساحرة ، انا من غلاسكو ، لذلك اراني لا افهم القصور و الاملاك الواسعة و تقاليد الحدود ..
قررت راوينا ان غرفة ارتداء الثياب الملحقة بغرفة نومها ستفي بالغرض ، فهي مناسبة لأقامة ريموس فيها . انها صغيرة و غير معزولة ، وبما انها في مؤخرة القصر فهي تتلقى اكبر قدر من حرارة الشمس ..
اما السرير المفرد الصغير فيتسع للصغير الذي سيبدو فيه وكأنه فرخ بط داخل عشه و الاهم من ذلك انها هي نفسها موجودة قربه لمساعدته اذا اراد شيئاً خلال الليل .
نسيت تماماً واجباتها الاساسية المهجورة في المكتب و بدأت تنفض الغبار و تعيد ترتيب الاثاث .. وكانت قد انهت عملها حين سمعت وقع اقدام ثابتة و مسرعة في الممر ، ترافقها رنة عرج .
توترت غريزيا توتر الارنب يشعر بصائده .
هاجمها بسرعة النسر حالما وقع نظره عليها :
- آنسة هافرشام ! لماذا تركت المكتب دون عناية و الهاتف بلا من يجيب على المكالمات ؟
ارتفعت يدها الى فمها و اتسعت عينياها العنبريتان بعدما ادركت خطورة اهمالها .
- اوه ! انا آسفة .. كان يجب ان اجد من يرد على الهاتف . لكن الامور تسارعت فنسيت .
- اي نوع من الامور ؟ .

Rehana 22-02-12 09:57 PM

في تلك اللحظة لاحظ منفضة الغبار في يدها ، ثم لاحظت عيناه المتسائلتان الحائرتان بقعة غبار على انفها و المنديل الاصفر اللماع على شعرها .
- لماذا تقومين بتنظيف البيت .. هل ماريان مريضة ؟
- لا .. ليست ماريان المريضة .
انتزعت المنديل و هزت رأسها لتطلق العنان لشعرها فقال نافذ الصبر :
- من إذن ؟
- ريموس .. اضطررنا الى استعداء طبيب .. لا تقلق ، لا شيء خطير .. مجرد رشح و قد اقترح الطبيب نقله الي غرفة ادفأ لذلك فكرت ..
- يبدو انك تفكرين كثيراً فينا مؤخراً آنسة هافرشام .. هل في نيتك ان تجعلي من نفسك ضرورة لا تستغني عنها ، ام انك فضولية بطبعك ؟ .
ارتدت عنه غاضبة :
- كنت انفذ اوامر الطبيب لورد كالدونيان .. ولكن اذا كان هذا رايك .. فخذ ! .
رمت المنفضة الى قدميه و اكملت :
- قم بالعمل بنفسك ! من الآن و صاعداً لن اقوم الا بالعمل السكرتيري .. واذا احتجت الى اي مساعدة من نوع آخر فعليك ان تتوسلني !
بدا راضياً :
- جيد .. بما اني لا اطلب منك منة او معروفاً آنسة هارفشام عليك متابعة العمل الذي وظفتك من اجله و اتركي ادارة المنزل الى من هم اكفأ منك .
صاحت به و قد مسها عدم امتنانه :
- تعني ماريان كما اعتقد ؟ .
- بالضبط .. كيف تجرؤين على المساس بمركزها و استدعاء الطبيب ؟ لم نحتج نحن السايتون بفضل مهارة ماريان و رعايتها و رعاية اسلافها الى طبيب .
منتديات ليلاس
بدت عليها دلائل الدهشة وعدم التصديق :
- ابداً ؟ اتقول لي لورد كالدونيان , ان عائلتك منذ اجيال قابعة في جهل مطبق جعلها تضع صحتها و صحة اطفالها بين امرأة عجوز معتوهة تملأ رأسها الخرافات ؟ قل لي .. حين كنت وجاك صغيرين ألم تتعرضا للانفلونزا ، اما اصبتما بحمى و انفلونزا كحال ريموس الآن ؟
- مرات عدة . ان ماريان كانت تشفينا من هذه الامراض البسيطة بوضع زجاجة الماء الساخن على اجسادنا و الاكثار من الاغطية و من الشراب الساخن .
عندما ترسخت فكرة الكلام الذي قاله ذهنها ،ظلت وقتاً طويلاً صامته حتى نفذ صبره :
- ان انهيت امعانك بي ، اتسمحين بنزع هذه النظرة البلهاء عن وجهك و العودة الى المكتب ؟. تركت لك شريطين سجلت عليهما رسائل اريدها مطبوعة و جاهزة للتوقيع بعد ساعة .
- ولكن ماذا عن ريموس الذي سيستقيظ عما قريب ؟ ان الطبيب طلب نقله من البرج المستدير ، في اسرع وقت .
صاح ببرود :
- سيبقي الصبي حيث هو .
- لكنك لا تستطيع مخالفة نصيحة الطبيب وان خالفته كان ذلك غباء اجرامياً .
اشاحت بصرها عن وجهه الكريه وهي تشعر بالغضب يتطاير كالصواريخ وماذلك الا لأن معاناة الطفل ستطول بسبب تصرفات رجل مجنون ، مصمم على تنفيذ ما يريد.

Rehana 22-02-12 09:59 PM

صاحت به :
- بربري حدودي ! لن ترضى نفسك حتى يصبح الولد مقعداً مشوهاً مثلك !
حالما انطلقت الكلمات المرعبة احست بالخجل المرير ، اما هو فبدا على وجهه النحيل الصدمة ، ما من رجل يبدو كما تراه في هذه اللحظة الا بعد طعنة خنجر او طعنة سيف مؤلمة , ومن المستحيل ان يبدو كذلك بسبب لسان امرأة .
شد يده حتى ابيضت مفاصل اصابعه فعلمت راوينا انها تمادت كثيراً وقررت الفرار وكادت تنجح حتى مد يده بسرعة مذهلة و امسك كتفها ليدفعها ثانية الى الغرفة ، فوقعت على ركبتيها فوق الارض .
وراقبته برعب وهو يركل الباب قبل ان يتقدم اليها لترفعها يداه الساحقتان من كتفيها حتى تقف مستقيمة، كانت اصابعه الطويلة القاسية تحفر لحمها الطري ، تنغرز بلا رحمة .
كانت هذه الحركة الاتصال الجسدي الاول بينهما ، فصدمتها لمسته و ارسلت الرعدة الى اوصالها ملاعبة شبكة اعصابها خانقة انفاسها .
- لقد حذرتك مما قد يحدث لو اصررت علي تحدي سلطتي ، الم احذرك ؟ يروقني عنادك آنسة هافرشام .. لا شيء احب لي من ترويض ماهو غير مروض و من تعليم الجواد الاصيل حتى يحني ركبتيه .. ومن تدريب الصقر حتى يذعن على معصمي .. ومن تعليم المرأة المقاومة من اجل لمسة مني .. وهذه الاشياء جميعها تمتعني !
كانت قوة الاسد في قبضته وهول النسر في انحناءة رأسه . اخفض رأسه شيئاً فشيئاً حتى شاهدت رعبها منعكساً في عينيه .. تمتم مقترباً اكثر :
- آسف لأنني خيبت ظنك بتكريس نفسي للعفة ، انا لست براهب آنسة هافرشام ، بل انا ككل الرجال حين اثار اعض !
اثبت كلامه بالانقضاض عليها فراح يتذوق صفاءها بوحشية متعمدة ، مجبراً اياها على التجاوب ليحصل على اقصى سعادته بأخذ ما كافحت طويلاً لتكبحه .. اكتسحتها قشعريرة هائلة ، اهي احتجاج ام ضعف ؟ لكن لم يكن لديها وقت لتحلل الامر فقد استمر الاغواء مدنساً معه برائتها . مقتحماً اماكن سرية في قلبها ، جسداً و روحاً .
منتديات ليلاس
عارضاً امامها تقنية متفوقة جعلتها تحس ان هفوة واحدة من ارادتها قد ترميها الى هوة الاحاسيس النساء .
كانت مقطوعة الانفاس ومع ذلك ، احست بالصدمة حين ابتعد عنها و قد ماتت الشعلة المتوحشة في عينيه ، لتترك وراءها دخاناً خطيراً .. بدت الصدمة عليه ايضاً حين همس في اذنها :
- ايتها الساحرة الفضية ، هل ارسلت الى هنا لزيادة عذابي ؟ .
ورماها بخشونة عنه . فترنحت تنظر اليه بكراهية و لكنها لم تلبث ان تعمدت مسح فمها بظاهر يدها مظهرة القرف في عينيها ايضاً .. فقال ضاحكاً :
- هل كرهت عناقي لك الى هذه الدرجة ؟
- انا اكره المعاملة الخشنة ، خاصة على يد .. يد ..
- عاجز ؟ يسرني ان تجدي عناقي هذا مقرفاً ، فعلى المرء ان يتأكد من ان العقاب يساوي الجرم .
رفع يده بتحية ساخرة و ارتد على عقبيه منصرفاً ، ظلت بلا حراك وقتاً طويلاً تنتظر فيه ان تهدأ اعصابها المتقدة و ان تبرد احاسيسها المشتعلة ، وبعدما هدأت قليلاً قعدت على كرسي شاعرة بالعزاء بسبب المعلومات التي كشفها لها عدوها عندما هاجم دفاعاتها .
انه معرض للخطر مهما ظن نفسه منيعاً ، فلديه ضعف الرجال و اساسه بقرب المرأة يثيره، وشعوره بالبشرة الناعمة و الشفتين المرتجفتين يعذبه .
ها هي الطريقة الفضلي لتنفذ انتقامها الذي ستواجهه اليه بالتظاهر بالرغبة فيه حتى اذا ما ايقن انه كسب المعركة تقلب الطاولات على رأسه السلتي البربري !


نهاية الفصل السابع

سومه كاتمة الاسرار 23-02-12 03:59 PM

لالالالالالالا حراااااااااااااام وينها التكمله
:EWx04511::EWx04511::EWx04511::Taj52::Taj52::Taj52::Taj52::T aj52::Taj52::asd::asd::asd::asd::asd::asd::asd::asd::asd::as d::asd::asd::asd::Taj52::Taj52::Taj52::Taj52::Taj52::Taj52:: EWx04511::EWx04511::EWx04511::EWx04511::EWx04511:

Rehana 28-02-12 12:30 PM

ههههههههههههه
كل هذا زعل
معلش تحملي شوي

Rehana 28-02-12 12:33 PM

8 - اجنحة الحب

فتحت راوينا الرسالة بدون تفكير .. كان يجب ان تنفصل هذه عن الرسائل الاخرى قبل ان تصل اليها ، وليس حتى تفتحها لتعرف انها رسالة خاصة . كانت الكلمات ملتهبة في مقدمتها السبب في الاسراع الى طيها ثانية و اعادتها الى المغلف :
- حبيبي سكوت !
جعلت الكلمات قلبها يخفق وانفاسها تنقطع . امسكت الرسالة بدهشة بين اصابع مرتجفة ، اما سبب دهشتها فجرأة اية امرأة على ادعاء صلة حميمة مع رجل قلبه من حديد .
سحبت نفساً عميقاً ، بل ان تشجع نفسها لتقرع الباب المؤدي الى مكتبه . انها المقابلة الاولى بينهما بعدما حصل في الامسية السابقة ..
منتديات ليلاس
كان رأسه الاسود الشعر محنياً فوق كومة من الاوراق ، ولكنه ارتفع بحدة حين كلمته بلهجة عذبة لا تفضح شيئاً من التقلص الذي اصاب معدتها او من الضعف الرهيب الذي حل في ركبتها .
- سكوت .. ارجو ان تسامحني .. لقد فتحت هذه الرسالة خطأ .
تجاهل يدها الممدودة و ركز عينيه السوداوين على وجهها ، وكأنه قادر على اكتشاف السبب الكامن وراء تقدمها الودي غير العادي . لم تجد صعوبة في جعل وجهها يتضرع حياء او في ادعاء الارتباك و الخجل . ولكن الجزء الاصعب كان اخفاء الكراهية التي كانت تلمع في عينيها الصادقتين و عرفت انها نجحت حين ابتسم ابتسامة مغرور ساحر :
- لا بأس في هذا ... راوينا .. ربما هي رسالة من احدى عماتي الكثيرات .

Rehana 28-02-12 12:34 PM

اظهر تركيزه على لفظ اسمها قبولاً بأن يستخدم اسمه .. وكان عليها ان تجبر نفسها على عدم الفرار عندما ارتدت على عقبيها لتخرج .. كان قلبها يخفق بجنون ، وكانت الدماء تخضب وجنتيها بحمرة الخجل و العار .. ماهذه اللعبة الغبية التي بدأتها ؟ وكيف ستنتهي ؟
- مهلك لحظة راوينا .
احست بأن قدميها التصقتا بالارض عندما اطاعت اوامره , انتظرت حتى وصل اليها .. وما اذهلها و ارعبها إحاطته لها بذراعيه وهو يشرح لها قائلاً :
- هذه الرسالة من سيبيل ، زوجة جاك .
(حبيبي سكوت !) ما زالت الكلمات مطبوعة في رأسها ..
و تابع :
- لقد دعت بطريقتها المتهورة بعض الاصدقاء للانضمام اليها في العطلة هنا .. الآن فقط ، وبعدما فعلت ما فعلت ، فكرت ان من المناسب ان تكتب لتسأل عما اذا كانت الزيارة مناسبة .
منتديات ليلاس
لم تكد تفهم ما يقول لأن عقلها كان مشغولاً بأمور اخرى : مشغولاً بالطريقة المتملكة التي يمرر بها يده على كتفيها و مشغولاً بغمزة عينه التي افهمتها انه لم يقع بعد ولكنه قرر اللعب حتى تتوقف اللعبة عن اثارته .. شهقت قائلة :
- هذا امر رائع لك .. لجميعكم ، خاصة ريموس .. لاشك في انه مشتاق الى امه كثيراً .
خف توتر اعصابها حين ابتعد عنها عابساً :
- الصبي لا يعي وجودها تماماً .. سيبيل جذابة جداً ، امرأة مذهلة ولكنها خالية من مشاعر الامومة . لا .. ان كان هناك من سيرحب بها فليس ريموس طبعاً .
فجأة احست بالقلق على جاك ، فسألته بحدة :
- وماذا عنك ؟
بدا دهشاً :
- انا ؟ اوه .. فهمت .. لقد اخبرك جاك بعلاقتي القديمة بها ولكنني في الواقع لا اعترض على مجيء سيبيل الى القصر متى شاءت ، بل انا ارحب دائماً بزوجة اخي ، انما هناك عقبة واحدة .. فسيبيل تقول انها تنوي المجئ الى القصر قبل ضيوفها بأيام لتمهد لهم الطريق ولأنها لا تتفق ابداً مع ماريان ، اتسائل عما اذا كنت تمانعين في ان تساعديها ؟ سيبيل رائعة في تنظيم الحفلات ، وانا اثق بأنها تريد تنفيذ شئ ما اثناء وجودها عندي حتي اكون صادقاً اقول انني اهوى ان يرفل هذا المكان القديم بحلة فاخرة مرة اخرى .. اريد منك ان تري القصر حيث كما كان على عهد والديّ الذين كانا يستقبلان الناس دائماً في القصر حيث كانت تصدح الموسيقى و يرقص فيه الراقصون تحت الثريات المشعة المضيفة سحراً اضافياً عندما تشع على المجوهرات و الحرير الناعم و على النار الزرقاء .. نعم .. لقد عملنا طويلاً وجاهدين في قصر كالدونيان ، ويجب ان ناخذ قسطاً من الراحة .. ما رأيك راوينا .. اترغبين في المساعدة ؟
جعلها نطقه اسمها تخجل فتمتمت :
- اجل .. سأفعل ما استطيع .
لم يظهر ريموس رغم تحسن صحته حماساً يذكر عندما سمع ان امه آتية بل قال لراوينا انه سعيد لوجوده في الغرفة المجاورة لغرفتها .
- افضل ان اكون معك راوينا .. امي لا تلازمني كثيراً حين تكون هنا ، بل تحدث الضجيج ، واذا حاولت محادثتها تطلب من الابتعاد عنها . هي ليست مثلك .. انت لطيفة .. لماذا لا تتزوجين عمي سكوت فتمكثين معنا الى الابد ؟

Rehana 28-02-12 12:36 PM

وبخته بعناد :
- كف عن هذا ! .
عندما رأت تعابير وجهه البائسة عذبها ضميرها فقد كان صوتها اكثر حدة مما قصدت .. ولكنها كانت قد اصبحت اكثر من حساسة حتى لمجرد ذكر اسه عمه !
طبعت قبلة على جبينه :
- نم يا حبيبي . كلما اسرعت بالشفاء تمكنت من الذهاب الى المدينة . يريد الطبيب يونغ ان تزوره في عيادته اتذكر .. و اريدك ان تكون في صحة جيدة لتجول بي في المحلات الموجودة هناك حين نذهب .
- اعدك بأنني سأكون في صحة جيدة ، مازالت حنجرتي ملتهبة قليلاً جداً و لكنها غداً ستكون افضل حالاً .
- فلنمهلها حتى آخر الاسبوع لنثق اكثر بشفائها .
مرت بجاك اثناء توجهها الى المكتب فرأته يذرع القاعة الكبرى وهو ساهم .. وكان عليها ان تبتسم لشبهه الكبير بأبنه الصغير .
- مرحبا جاك ، لم كل هذا التهجم كله؟ .
لم يرد الابتسامة :
- الم تسمعي الخبر ؟
- خبر قدوم زوجتك ؟ الست مسروراً ؟
- ولماذا اسر ؟ انها تأتي فقط من اجل ان تكون قرب سكوت .
- آسفة جاك .. ان هذا مؤلم حقاً لك ؟؟ اليس هناك فرصة للعودة ؟
- ما دام اخي غير مرتبط فمستحيل . من المؤلم الوقوف جانباً لمراقبة المرأة الوحيدة التي احببتها ، ام ابني ، ترمي نفسها على رجل آخر ! ولكنني لا استطيع لوم سكوت فهو لم يشجعها قط . فمنذ زواجنا كان تصرفه معها صحيحاً . بل فلنقل ان اهتمامه كان اهتمام العم بزوجة ابنه .. ولكنها لم تتخلى عن الامل بأن يغير رأيه .
- ان هذا امر محبط لكيلكما .. لكن ربما كان الامر هذه المرة مختلفا .
- ربما .. اذا طارت الافيال . ولكن ان اظهر سكوت اهتمامه بامرأة اخرى .. فسيردعها ذلك .. سيبيل مقاومة ، لكنها عملية ، اذا اصبح ما تريده خارج منالها اقتنعت بما يليه ، لقد حدث هذا مرة ، ويمكن ان يحدث ثانية ..
منتديات ليلاس
كان كمن يركل حجراً خيالياً فوق الارض .. فتركته لتسرع الى مكتبها ، تتساءل لماذا سمحت لنفسها ان تتورط الى هذا الحد بشؤون عائلة لا تشفق عليها شفقة حقيقية . انها عائلة افرادها متعجرفون ، مغرورون متعودون على الافتخار بأنفسهم منذ الولادة وعلى رمي الاوامر ، لا على تلقيها .. فلماذا تشعر بالاسى على مشاعر احدهم ؟ انها آسفة اسفاً صممت معه على فعل ما باستطاعتها لمساعدته !
دخلت مكتب سكوت ، يساعدها قلبها المتطاير اشفاقاً على جاك ، وانطلقت تتهجم عليه :
- لقد تركت جاك من هنيهة، انه متكدر جداً بسبب زيارة زوجته ، واظن من المخزي ان يعاني لعلمه انها قادمة من اجلك انت فقط ! بأمكانك مساعدته لو جعلتها تدرك انك لا تهتم بها . ولكنك عوضاً عن ذلك تشجعها ! لا تنكر ! قرأت عنوان رسالتها بدون قصد طبعاً .. لكن ..
- و لكن عقلك قفز الى استنتاج خاطىء !
ارجع كرسيه الى الخلف لينظر بأمعان .
- تري هل شعرت بالغيرة ؟ راوينا ؟ لقد كان الطريق امامك فسيحاً خالياً حتي الآن مع رجلين حساسين جداً . ربما لا تروقك فكرة مشاركتنا مع امرأة اخرى ؟ .

Rehana 28-02-12 12:37 PM

تذكرت في الوقت المناسب دورها الذي تبنته فأخفظت عينيها و رمشت باهدابها بطريقة انيقة ثم همست :
- انا .. الا يحق لي ان .. اغار ؟
شدت على اسنانها غيظاً وقد احست به يقترب .. وانتظرت . وقف على مقربة شديدة منها ولكنه لم يلمسها .. حين تكلم بدا كلامه مشبعاً بغضب ساخر :
- كما سبق ان قلت لك . انا لا اسمح لأية امرأة بالمطالبة بحق عندي . ان اقصى ما انا مستعد له هو عبث بسيط لا ارتباط فيه .
حين رفعت اصبعه ذقنها رأته عابساً :
- لا اراك ممن يسيطر على مشاعره . اتعرضين مشاعرك دائماً بمثل هذا التهور ؟ الهذا السبب حضرت الى هنا من المجهول بدون كتاب توصية او تعريف ؟ اكنت هاربة من مشكلة عاطفية ما كان يجب ان تحدث ؟
- لا !
كان نكرانها السريع احتجاجاً لا بد منه ضد اتهاماته و دفاعاً ضد التواء شفتيه المزدرتين لها ، ثم هزت كتفيها .. فماذا يهمها رأيه ؟
ذكرها صوت داخلي صغير هامساً :
- بل يهم كثيراً .. هذا ان اردت فعلاً خداعه !
ولكنها حتى من اجل هوارد غير مستعدة الى ان يظنها المركيز عابثة فكان ان قالت كحل وسط :
- لا بد لي اذا وجدني الرجال جذابة .. فلم اقصد ان الفت انتباههم .
ادهشها رده :
- اصدقك . ولكن تصرفك البارد الذي يقول للرجل (لا تلمسني) ، هو ما يثير اهتمام الرجال ولكن هناك استثناء .. بالامس مسحت وجهك و فمك بعد معانقتي لك . و اليوم تلمحين الى انك لن تنفري بعد الآن .. فأي الموقفين اصدق ؟
احست بتوتر شديد لأضطرارها الى النظر الى عينيه مباشرة و الى القول كذباً :
- كان تصرفي بالامس ردة فعل طبيعية تبدر عن امرأة تحتضن بالقوة .. ولكنني رغم ذلك احسست احساساً رائعاً ، احساساً لم اتمكن من نسيانه .
همس لها :
- احساساً جميلاً . وكأنما احدهم اعطاك اجنحة ؟ يسمي بعض الناس هذا الاحساس حباً .. راوينا . فماذا تسمينه ؟
منتديات ليلاس
حدقت اليه و كلها امل الا تكون معاناة قوبه منها و خطورة لمسة يده و تهديد فمه المقترب منها حملاً تحتمل بدون مقابل .. قالت متوسلة وهي ترتجف :
- انا .. انا لست واثقة .. فلننتظر قليلاً .. و لنعط انفسنا وقتاً لنعرف .
تمتم :
- الوقت يشفي الانسان من كل شيء ، حتى من حياته , ربما انت على حق .
عندما سمعت دقة خفيفة على الباب شعرت بالراحة فأسرعت تفتح الباب وهناك وجدت احد العمال :
-اتسمحين يا آنسة بالقول للسيد ان زوجة اخيه وصلت وهي تسأل عنه ؟ .
صاح سكوت :
- ماذا . ابهذه السرعة ؟ .. اللعنة !

Rehana 28-02-12 12:39 PM

كان يمسك بمرفقها بقوة وهو يقودها الى مقدمة القصر حيث كانت السيارة صغيرة تقف امام المدخل . كان جاك هناك يفرغ الحقائب من الصندوق و فتاة تتكيء بلا اهتمام الى عمود حجري مبتسمة بنفاذ صبر .
- كن محترساً يا جاك .. انها جديدة !
جاء صوته من عمق الصندوق :
- يا لها من حقيبة لعينة . كيف وضعتها هنا ؟ الم يكن بأمكانك ارسال بعضاً منها في شاحنة ؟.
- حبيبي .. لقد وصلت لتوي من اوروبا ، منذ يومين فقط . ولم ازعج نفسي بافراغ الحقائب .. لا شك ان بعض ملابسي مشعثة و لكن اليس ما تزال هنا تترأس فرقتها من النساء الممتازات ؟
- لفرقة نسائها الممتازات عمل اهم بكثير من كي ملابسك .. لماذا لا تحاوين القيام ببعض اعمالك بنفسك حبيبتي ؟ لا بد ان تجدي عملاً تستطيعين القيام به دون ان تتسخ يديك الوردتين البيضاوين .
ارتعبت راوينا فقد كانت كلماته مشحونة بالسخرية ، فكيف بالله يمكن ان تعود المياه الى مجاريها وهو يصر على تصرفه هذا معها ؟ وذلك قبل ان يحصل شرخ في علاقتهما يعجزان عن اصلاحه .
- سكوت .. حبيبي ...!
كانت عينا سيبيل اللامعتان بالبهجة مسمرتين على وجهه ، وكأنهما تودان استيعاب كل تعبير من تعابيره ، وكل جزء بسيط من مظهره :
طوله و نحوله و مشيته الواسعة المستعجلة قليلاً و رأسه الاسود المتفاخر ، الذي تضيئه الآن بسمة ترحاب , هرعت اليه بذراعين ممتدتين متجاهلة يده التي مدها للمصافحة رامية نفسها عليه ، لافة ذراعيها حول عنقه ، معانقة اياه بلهفة وشوق حتى شعر جاك و راوينا بالاحراج . كان من الصعب معرفة من تخلص من الاخر اولاً .. ولكن سيبيل بدت مترددة تكره الابتعاد فتعلقت بذراع سكوت غير مهتمة ابداً بالاخرين .. و قالت :
- لماذا لم ترد على رسائلي ؟ كنت اراسلك مرة في الاسبوع ، ولم اتلق منك الا رسالة قصيرة كتبتها على عجل .
- كنت مشغولاً .
احست راوينا بالغضب بسبب لهجته المتسامحة ..
- مشغولاً حتى عني ؟ لن اصدق هذا يا سكوت !
قاطعها جاك و هو يستشيط غيظاً :
- وماذا عن رسائلي لك يا زوجتي الحلوة ؟ ما هو العذر الذي لديك لعدم الاجابة عنها و عدم الاهتمام بصالح ابنك ؟
- انت معه .. اليس كذلك ؟ لماذا يفترض الجميع ان حمل الطفل في احشاء امراة يورث بشكل آلي مشاعر الامومة . انا .. لم اعرف امي يوماً . ومع ذلك عشت ! ولكن والدي لم يكن يوماً ظلاً لرجل آخر !
منتديات ليلاس
غطت على شهقة راوينا الغاضبة احتجاجات سكوت الحادة :
- الا يمكنكما التوقف عن المشاحنة ولو لدقيقة ؟ ريموس لما يستعد صحته . سيبيل انه مازال في فراشه ولكنني واثق انه يتوق الى رؤيتك .
تركزت عينا راوينا على وجه سيبيل .. فأذهلها جمالها و لكنها احست بالكره بسبب انانيتها عندما قالت سئمة :
- ايجب ان اهرع اليه الآن ؟ لقد انتظرت طويلاً حتى اتحدث الى سكوت .. فلندخل الى مكتبك حيث نجد الراحة .
توسلت عيناها الزرقاوان وهي واقفة كعارضة ازياء تشمخ برأسها الذي حركت الريح خصلات شعره و الصقت الفستان بثنايا جسدها الرائع . كان تعي التأثير الذي تلقيه على الرجلين معاً .

Rehana 28-02-12 12:41 PM

لم يدل صوت سكوت الكسول المتشدق بنعومة ، على القنبلة التي كان سيرميها :
- قبل ان ندخل .. اريد ان اقدمك الى عضو في منزلنا .. راوينا .. راوينا اريد ان تلتقي بزوجة اخي سيبيل .
هزت سيبيل رأسها بكسل ، ولكن البسمة اعتلت وجه سكوت عندما اردف :
- سيبيل .. هذه راوينا هافرشام .. خطيبتي !



نهاية الفصل الثامن

زهرة منسية 29-02-12 12:55 PM

يسلم أيديكى ريحانتى
الرواية تزداد روعة مع أعلان الخطوبة
من فضلك لا تطولى علينا الغيبة علشان بنشتقالك

tootty 29-02-12 03:55 PM

عللي بعدو بالانتظار بليز ما تطولي علينا

سومه كاتمة الاسرار 29-02-12 05:35 PM

طيب انا مش هعيط اهوه بس بليييييييييييييييييييييز نزلى فصلين فصلين يادوب الجرعه تبقى معقوله شويه ههههههههههههههه
:8_4_134:

Rehana 03-03-12 10:21 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة منسية (المشاركة 3021834)
يسلم أيديكى ريحانتى
الرواية تزداد روعة مع أعلان الخطوبة
من فضلك لا تطولى علينا الغيبة علشان بنشتقالك

الله يسلمك زهوري
عم احاول اني مااطول عليكم
تحمليني

Rehana 03-03-12 10:25 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة tootty (المشاركة 3021921)
عللي بعدو بالانتظار بليز ما تطولي علينا

عم احاول عزيزتي .. تووتي
وان شاء الله مااطول عليكم

Rehana 03-03-12 10:42 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سومه كاتمة الاسرار (المشاركة 3021997)
طيب انا مش هعيط اهوه بس بليييييييييييييييييييييز نزلى فصلين فصلين يادوب الجرعه تبقى معقوله شويه ههههههههههههههه
:8_4_134:

هههههههههههههه
دأنت طماعة سومة .. بس بحاول .. تحمليني شويه

Rehana 03-03-12 10:49 PM

9- هل تنتهي اللعنة ؟

كانت ممتنة و مصدومة من الحل الذي ابتكره سكوت لحل المشكلة سيبيل ، ولكنها مع مرور الايام لم تجد سهولة في تقبل ذراعه الملتفة بحب حول كتفيها ، او في احتمال نظرات هيامه حين تكون معهما سيبيل التي ما ان تغيب عنهما حتى يعود الى طبيعته ، ورغم مثابرتها على نزع سلاحه كانت تشك في انها تتقدم بسرعة الى اي مكان .منتديات ليلاس
ولكن وصولها الى لعب دور خطيبة سكوت حقق بعض النجاح .. فلم تعد تحرشات سيبيل وقحة و صريحة ، مع ان عينيها بقيتا تنظران اليه بجوع و صوتها ظل يداعبه ، لكن اثار العاطفة الأخرى كانت مقيدة ولو مؤقتاً ، فسيبيل كما ترى راوينا لم تنخدع تماماً ، وكانت تختار توقيتها ، كي تقنعه ان التحالف غير المتناسب لن يطول .
تأكدت مخاوف راوينا بعد مرور يومين ، حين توقف سكوت يوماً عن الاملاء ليقول لها :
- يجب ان نحضر لك هدية الخطوبة .. كانت سيبيل تطرح اسئلة ذات مغزى ، ولعلها عندما ترى ما يدل على صحة خطوبتنا تزول شكوكها .
رفعت راوينا رأسها وقد وجهت القلم في يدها بطريقة متوترة .
- بكل تأكيد لا ارى حاجة للمضي في هذه التمثلية الى هذا الحد ؟
- بل هناك حاجة . وانا اري من المستحسن ان تحصلي على بعض مجوهرات العائلة حين ترحلين لتكون ذكرى ، ام تفضلين ان يبقي الامر ذكرى مربكة بسبب ما كان يمكن ان يحدث ؟

Rehana 03-03-12 10:53 PM

احمر وجهها بشدة ولكنها تمكنت من ابتلاع رد عنيف مذكرة نفسها ان سيبيل ليست الوحيدة التي يجب ان تنخدع ، فكان ان تبنت تعبير من جرحت مشاعر سكوت عميقاً .
- انت قاس يا سكوت .. لماذا لا تثق بي الى هذا الحد ؟
اطلق صيحة ساخرة وفيما كان يعمل ، راحت اصابعه تعبث بشعره ، فتساقطت على جبينه خصل سوداء اعطته مظهر شاب خليع .
- اتجرؤين على السؤال ؟ انت امرأة ذات ماضي وانت الى ذلك انكليزية .
كانت هذه الفرصة التي انتظرتها طويلاً و بصبر ، فعندما سألت عن اخر شخص انكليزي عمل في القصر ، اجاب جاك بهزة كتف لا مبالية :
- اخر مساعد لسكوت ترك العمل وهو موضع نقمة .. يومذاك كنت غائباً .. ولم اسمع سوى شائعات .
ثم سألت سكوت بحذر :
- لماذا تكره الانكليز هكذا ؟ اليس هناك الطيب و الفاسد في كل الاعراق ؟
- بكل تأكيد .. ويمكنني تعداد بعض اصدقائي الانكليز الجنسية ولكن بعد دراسة حذرة لأخلاقهم ، وبعد الاطلاع على تاريخ عائلتنا تبين لي الى اي مدى قد يكون الانكليز منافقون والي اى مدى قد يصلون في انتقامهم .
ذعرت داخلياً ومع ذلك تجاهلت همساً داخلياً يحثها على الحذر و تاعبت :
- وماذا عنكم يا اهل اسكتلندا ؟ وماذا عن اصراركم على ابقاء الحياة لمآسي الماضي ؟ اليس من الافضل دفنها مع امواتكم ؟
منتديات ليلاس
ضاقت عينياه فظنت في لحظة ذعر انه فهم اهتمامها شخصي لا موضوعي . بدت عيناه تنبشان في عمق روحها وهو يرد عليها :
- كنا لنفعل لو سمح لنا . ولكن لسوء الحظ ، العيوب التي وضعتها في لائحة موجودة اليوم في طباع الانكليزية كما كانت تماماً منذ قرون .. في الواقع .. مؤخراً ..
صمت فجأة وكأن ذكرى سيئة ازعجته :
- ولكن ، يكفي ، تلك المسألة لا تستحق النقاش .. تعالي الى مكتبي متي كنت جاهزة ، في البلدة صائغ رائع سيتمكن من توفير ما تريدين .
- اوه .. ولكن موعد ريموس مع الطبيب اليوم ! يريد اجراء فحوص تامة له .
اظهر عبوس حاجبيه معارضته للفكرة .. ولكنه لم يعترض بل قال :
- انت عنيدة و مثابرة .. اصررت في البدء على ان يغير غرفة نومه .. والآن تصرين على هذا ! على اي حال ، لا استطيع الا ان اشكر لك اهتمامك بمصلحة الصغير الذي اوافق على ان نصحبه معنا ، مستغلاً وجودكما عند الطبيب لأتمام بعض الاعمال .
حين اصطحبت ريموس الى الطبيب بعد الظهر تبين لها ان لا حاجة لبقائها مع الصغير فقط قال الطبيب بمرح :
- لا داعي الى الانتظار آنسة هافرشام اذا كان لديك ما تشترينه .. خذي وقتك ، فبأمكان ريموس اللعب مع اطفال شريكي في الحديقة .
- لكن ، قد يحتاج الي .. انه مرتبك قليلاً .
ضحك ودفعها بلطف نحو الباب:
- لا تجزعي .. اعدك بأن اجعله يعتقد ان ما سيحدث لعبة ، و اذا كان هناك ما اريد معرفته اطرحه عليك حين تعودين .

Rehana 03-03-12 10:59 PM

احست انها غير مرغوب فيها ، فعادت الى سكوت المنتظر في السيارة و قالت بجفاء :
- لا يحتاج الي .
واحست بتزايد توترها حين ضحك عالياً :
- يبدو ان روح الامومة فيك قد اهينت عزيزتي .. ومن الواضح ان الوقت قد حان ليكون لك اطفال .
كانت البلدة الريفية رغم صغرها جوهرة كاملة . يقطعها نهر الى نصفين ، يتصل احدهما باالآخر عبر جسرين ، يسبح تحتهما الاوز الناظر الى الناس و المتنازل بكبرياء ليقول فتات الخبز الذي يرميه الجالسون على مقاعد خشبية كبيرة على ضفتي النهر .
كانت راوينا قد مرت بالبلدة اثناء توجهها الى قصر كالدونيان ، و قد تمنت يومذاك لو سنح لها الفرصة لتستكشف الشوارع الضيقة المنتشرة على محاذاة النهر ،والمؤدية الى مركز التسوق المكتظ بالسواح التائقين الى شراء قمصان التارتان الشهير في اسكتلندا ، و قماش التويد الصوفي و قمصان الصوف المحبوكة في جزيرة فاير .. وشغل الابرة محلياً باسم فلوورين و الي التطريز الناعم .
توقفت خارج محل يتوسط معروضاته وشاح صوفي رائع تشبه حياكته خيوط العنكبوت .
احس سكوت انه فقد مرافقته . فتوقف ثم تراجع ، وقال معلقاً :
- ارى انك تبدين اعجاباً بوشاح شهير معروف عندنا باسم شيتلاند . وهو يزن حوالي اونصتين و نص ، يخضع الى اختبار قديم لمعرفة قوته و متانته و ذلك بتمريره في خاتم الزواج . مازلت الطريقة الصنع متوارثة من الجدات الى الحفيدات ، و الشيء نفسه ينطبق على هذا القماش الصوفي المعد لصيادي السمك .. فالمناطق عندنا تلتزم بمصنوعاتها الاصلية خاصة ، فجزيرة (لويس )مثلاً تقدم تصاميم اسمها (نوافذ الكنيسة) و (مخالب الكركند) اما منظقة (ايرسكاي) فمشهورة بتصميم (شجرة الحياة) و (رباطات الحب) و التصاميم جميعها هي رمز للأغراض التي صنعت من اجلها .
تشجع عندما رأى اهتمامها الشديد فأردف مبتسماً :
- هذه التصاميم تسافر مسافات بعيدة مع بنات الصيادين في رحلاتهن على ظهر المراكب من اجل تنظيف السمك . و اثناء السفر تلتقي البنات بمسافرات من مناطق اخرى فيتبادلن التصاميم .. في هذه الايام الالوان كثيرة و متنوعة ولكن قماش صيادي السمك هذا ، من جزيرة (ايريكي) وهو يُحاك دائماً بأدق الابر اما الالوان فأما ان تكون خضراء دكناء او سوداء . لأن لكل عائلة تصميم خاص بها ترين ان الناس يتعرفون الى اجساد الصيادين الغرقى في البحر من قماش ثيابهم .
منتديات ليلاس
كانت راوينا تفكر في كلامه حين توقف بها امام واجهة مختبئة بعيداً في شارع فرعي . ولكن ما ان دخلا ، حتى ظهرت المعاملة الممتازة فقد اسرع سيد عجوز الى تحتيهما ، انحنى باحترام كبير انما بدون ما يدل على الخضوع .
- لقد اوليت مؤسستنا شرفاً كبيراً لورد كالدونيان و ارجو ان نتمكن من خدمتكم .
- ارجو هذا سيدفروبيشر .. هذه الآنسة هافرشام خطيبتي وهي ترغب في اختيار هدية الخطوبة .. الديك ما هو مناسب ؟
- بكل تأكيد .. اتفضل السيدة الشابة بروشا بدلاً من خاتم الخطوبة التقليدي ؟
من الطبيعي ان تبدو راوينا حائرة فأردف الرجل :
- استطيع ان اقول من تعابر وجه خطيبتك سيدي اللورد ان زواجك سيكون زواج الشوك بالورد .. اليست السيدة انكليزية ؟

Rehana 03-03-12 11:01 PM

- نعم هي انكليزية سيد فروبيشر .. اقترح ان تريها ما هو موجود لديك و دعها تختار بنفسها .
أدخلا الى غرفة داخلية معزولة قعدا فيها امام طاولة راح العجوز يضع على مخمل اسود مجموعة مختارة من البروشات المثيرة و كان العديد منها يحمل رسم الصليب السلتي الذي شاهدته رواينا محفورة على حجارة القصر القديمة ، و على ما حوله , كان بعضها كبيراً ذا نقوش عميقة لها شكب اوراق الشجر ، ولكن الوحيد الذي اخرج شهقة فرح من شفتيها بروشاً فيه قلبان متشابكان يربطهما تاج . تبادل سكوت و العجوز الابتسام حين مدت يدها لتضعه في راحتها .. قال السيد فروبيشر ضاحكاً :
- انه اختيار ممتاز آنسة هافرشام ، انه بروش " لاكنبوث " .. وهو عادة يهدى عند الخطوبة ، ولكنه يعتبر تقليدياً تعويذه من السحرة ..
جعلها خجل عامر لا تقوى على النظر الى سكوت .. اعادت البروش الى مكانه و قالت :
- يبدو فريداً من نوعه و جميلاً ولكنني افضل ما هو ارخص ثمناً .
حل صمت و ذهول فأدركت متأخرة غلطتها .. فمن غير المحتمل ابداً ان يتردد المركيز كالدونيان امام ثمن هدية عروس المستقبل!
ولكن سكوت قال بنعومة :
- سنأخذه .. ان الانكليز يؤمنون ان الاسكتلندي يقبض بشدة على ماله و علينا من قبيل الواجب سيد فروبيشر ان نثبت بطلان هذه الخرافة .
منتديات ليلاس
لم يدرك السيد العجوز ان الضحكة التي تلت انما كانت تغطية لأستياء سكوت , و حرج راوينا العميق . كانت على استعداد للقبول بخاتم متواضع على ان ترده له حين تغادر القصر ولكن البروش ذا القلبين المتشابكين كان اشبه برمز لالتزام الشخصي .. ولآنها كانت تعلم ان اي احتجاج سيسبب المزيد من الاحراج لاذت بالصمت حتى تمت عملية الشراء .. ولكنها اثناء ذلك عزت نفسها بالتفكير ان البروش سيؤمن لها حاجزاً من ماريان الساحرة .
بناء على الحاحها اوصلها الى خارج العيادة الطبيب .. ثم تركها هناك ليكمل ما لديه من عمل و قال واعداً :
- لدي فقط زيارة واحدة خاطفة .. سأكون معك و مع الصبي بعد نصف ساعة .
كان الطبيب يونغ ينتظرها . حينما وصلت ادخلها الى عيادته وهناك تناهى اليها من الحديقة صوت ريموس و قهقهاته . سألت :
- ماهي الاستنتاجات التي توصلت اليها ايها الطبيب ؟
تفرس فيها جيداً قبل ان يرد بسؤال مضاد :
- كم تعرفين عن ظروف الصبي آنسة هارفشام ؟ وعن عائلة سايتون بوجه عام ؟
- ليس كثيراً . كل ما اعرفه عبارة عن معلومات متناثرة تلقيت معطمها من والد ريموس و من مدبرة المنزل و من الصبي نفسه .
- هممم .. ريموس ثرثار صغير .. اليس كذلك ؟ كم من المصداقية يمكن ان تضعها على معتقداته المذهلة ؟
تنهدت راوينا :
- اكان يخبرك عن لعنة العائلة ؟ انها خيالية طبعاً . ولكن الجميع يصدقها حتى صاحب السعادة !
- خيالية ؟ اعتقد ان وصفها بالمذهلة انسب .
شهقت :
- انت لا تصدق بكل تأكيد !

Rehana 03-03-12 11:03 PM

ابتسم ورفع يده وكأنه يرد هجومها ساخراً :
- مهلك .. مهلك آنسة هافرشام . اسمعيني قبل ان تلقي محاضراتك المتعلقة بساخفة الايمان بالقصص الخرافية .. اتعلمين ان الفلكور الشعبي اثار اهتمامي الى درجة اني قمت بدراسة عنه .اجد الاغاز تضايقني كما تضايق حبة رمل المحارة ، انت مستعدة لصرف النظر عن قصة لعنة سايتون على انها قصص عجائز خرافية ، ولكن قبل هذا اطرحي على نفسك هذا السؤال : هل هناك سبب وجيه للاعتقاد بأن الناس في القرون الماضية كانو اكثر سذاجة و ميلاً للتصديق مما نحن اليوم ؟ هم مثلنا عرضة للمخاوف و القلق . لذلك لجؤوا الى قوة الخيال لتفسير ما هو ابعد من حدود معرفتهم .
لوحت بيدها احتجاجاً :
- صحيح ولكن ، لا يمكنك ان تصدق ..
- اتؤمنين بالاشباح آنسة هارفشام ؟
استوت في جلستها و الانكار متجمد على شفتيها و لكنها تذكرت ترددها و خوفها يوم سارت في ممر مظلم قاتم طويل في القصر المرعب .
- آه . لا .. بلى !! لست واثقة ..
ضحك :
- آه .. هكذا اذن . انت كالعديد منا يؤمن بالاشباح و ينكرها انت مستعدة لنكران وجودها ومع ذلك تكرهين البقاء وحيدة ليلة واحدة في منزل يقال انه مسكون .. اليس كذلك ؟
منتديات ليلاس
حين هزت رأسها بخجل ، تابع راضياً بأنه نجح في اثبات وجهة نظره :
- يكمن اهتمامي في الخرافة التي تتصل بالطب .. لقد اثبتت ابحاث طبية اجريت اخيراً مقدرة بعض الوصفات على الشفاء التي تصفها النساء القرويات من الاعشاب للشفاء . فأوراق الصفصاف مثلاً تستخدم من قبلهن لمعالجة الحمى ، و الادوية التي اساسها السلسيك اسيد اليوم تستخدم للغرض نفسه و مستحلب شجيرة الساحرة ، الصفراء الزهر ما زال مستخدما لتخفيف الآم الرضوض و التواء المفاصل .. و البنسلين يذكرنا بالكمادات التي كانت تستخدمها الساحرات من الخبز او الخميرة و الجزر و الخضروات الآخرى .. هكذا ترين ان لا فائدة من الاستهزاء .
بدت عليها الحيرة :
- ولكن .. ما علاقة هذا كله بلعنة عائلة سايتون ؟
- العلاقة عزيزتي ، قد تكون في واقع ان ما ينظر اليه الآن على انه لعنة كان اصل منذ قرون . فقد تحمل الاجيال المتعاقبة مرضاً بسيطاً مرده انا الوراثة او محيط معين .
راحت تستجمع المعلومات في رأسها :
- اتعني .. ان عاهة اللورد يمكن ان تكون ...
- خللاً تشنجياً في العضلات . اما سببها ان لم اكن مخطئاً فالاصرار الغبي على استخدام غرف النوم الرطبة في الطفولة .
ذعرت راوينا و صعقت ثم بدأت تتمتم :
- كان عند العائلة منذ قرون عداء للطب لذا اعتمدوا على وصفات كانت تضعها ماريان و اسلافها .. ولكن ذلك كله غير منطقي خاصة ان عرف ان احدى جدات ماريان هي التي انزلت اللعنة بالعائلة !

Rehana 03-03-12 11:05 PM

- في عصر غارق بالخرفات ، حين كان الناس يؤمنون بالسحر و الشعوذة كان يمكن لطب الساحرات ، مهما كان اساسه ان يسبب لعنات مختلفة . و الساحرة البارعة قادرة على استغلال الظروف لتلقي لعنة . تذكري يا عزيزتي ، كانت الساحرات بسبب اقبال الناس عليهن رئدات الطب الحديث . لا شك انه كان لدى اسلاف ماريان القدرة على معرفة نقطة الضعف في اية عائلة ولا شك ايضاً انهن كن يتمسكن بها ليطلقن لعنة وفي غياب شخص عاقل يقول ان افراداً سابقين من العائلة كانوا يعانون من المرض نفسه كن يحققن غايتهن . فمن المعروف اليوم ان الخوف و التوتر او اي ضغط نفسي اخر قد ينتج عوارض مؤلمة و ان افضل علاج في مثل هذه الحالات ، موجه الى العقل لا الى الجسد .. قد تكون تعويذات الساحرات بلا فائدة للعلاج الجسدي ولكنها علاج فعال للعقول .
منتديات ليلاس
تراجعت راوينا في مقعدها مشتتة الفكر من منطقه و مطمئنة في الوقت نفسه لأنها فهمت الآن فقط لماذا كان تأثير سكوت في عقلها .
- اشرح لي ايها الطبيب ؟؟ ماذا يعني هذا كله بالضبط .
- لا اقدر ان اكون متأكداً مئة بالمئة الآن .. لكنني واثق ان لعنة عائلة سايتون هي في الواقع نوع نادر من مرض العضلات بدأت في وقت مبكر من الطفولة . وتؤثر اكثر ما تؤثر على الذكور و تظهر تشوهات، اما في اصابع اليد او في اصابع القدم .
تسمرت عيناها :
-هل يمكن شفاؤها ؟
اطلقت نفساً عميقاً حين هز رأسه :
- اجل آنسة هارفشام . فبسماعدة التدليك ، و الحركة و جلسات كهربائية تم تسجيل حالات شفاء كبيرة .


نهاية الفصل التاسع

زهرة منسية 08-03-12 01:11 AM

‎يسلم أيايكى رياحينى بأنتظارك حبيبتى‎

Rehana 08-03-12 04:39 PM

الله يسلمك حبيبتي.. انت منورة الرواية دائما
بطلتك الحلووة

Rehana 08-03-12 04:43 PM

10- تبكي على كتفه !

كان موعد وصول ضيوف سيبيل نهار السبت وكانت الحفلة ستجري في الليلة ذاتها . لم يكن عند راوينا ذاك اليوم عملاً كثيراً لذلك ، تسنى لها مساعدة سيبيل في إخراج الأواني الكريستالية مم اعماق خزائن مغطاة بالغبار ، وفي رد الفضيات الباهتة الى لمعانها الاصلي ، والاشراف على ازاحة المفروشات و التنظيف و تلميع ارض القاعة الكبرى المسكوة بألواح الخشب المصقول التي ستجري فيها الحفلة الراقصة .
أظهر جاك حماساً غير متوقع و كان يداً مساعدة في امور كثيرة .. لكن يا ترى هل كان وجوده نابعاً من رغبة حقيقة في العمل ام كان تظاهراً أبقاه قرب زوجته . والملاحظ ان الاثنين كانا على وئام و اتفاق ، هذا ما لاحظته حين شاهدت جاك يزيل بقعة غبار على انف سيبيل باهتمام و حنان كما شاهدت وجهه يضاء اشراقاً حين اظهرت له شكرها بابتسامة ساحرة ، ولكن سيبيل تبدو شخصية مختلفة حين لا يكون سكوت موجوداً ، فعندها تصبح اقل عدائية و اكثر استرخاء , وتظهر تقبلاً لمدعبات زوجها . حتى ان راوينا احست بالاعجاب بها حين قالت بعذوبة لزوجها و المنديل مازال معقوداً حول شعرها منفضة الغبار في يدها و البقعة ما تزال على انفها :
- انا قلقة بشأن اختيار انواع الاطعمة عزيزي . كان سكوت فظاً معي حين ذكرت الأمر له .. بل تمادى معتبراً تنسيق اصناف الطعام عجرفة لا معنى لها . طبعاً هو لا يملك خبرتك في هذا المضمار لأنه لم يدرس قط هذا الموضوع بعمق مثلك .. لذلك ، انا واثقة انه لن يغضب ان طلبت منك ان تتولى تنسيق انواع الطعام بنفسك .

Rehana 08-03-12 04:44 PM

- لسكوت سلطة لا يستحقها .. و هذا كله عائد الى تقاليد آل سايتون . لو سحبت لي لائحه يما تودين تقديمه ، اعدك بالأهتمام بتنسيقها ، بحيث يرضي هذا اصعب الذواقة في العالم .
ابتسمت سيبيل و استدارت تسأل راوينا :
- اليس من الرائع ان نتخلص من التفكير في المشاكل ؟ كنت حائرة في ما اختار ، الم تكوني حائرة ؟
تخلت راوينا عن الحذر بسبب الحماس الذي يجري :
- لقد فكرت قليلاً في المشكلة ، لكنني لست خبيرة .. فمعرفتي في هذا المضمار محدودة .
و طققت تردد انواع الطعام التي اعتادت على تنسيقها اثناء العمل مع السير دوغلاس .. و كادت تعض لسانها حين رأت صمت متسائل بعدما ذكرت ما ذكرته .. و زاد انزعاجها حين نظرت اليها سيبيل بخبث و قالت بقسوة :
- انت تدهشينني . لا يتوقع المرء عادة ان يجد سكرتيرة تملك ولو جزءاً يسيراً من المعلومات عن موضوع متخصص كهذا .. كنت افكر دائماً ان حب التنسيق انواع الطعام هو معد لفئة مختارة من الناس ، فئة لها ذوق في مزج الاحاسيس المختلفة كأن تتمتع بحمام معطر ، و بالوجبات اللذيذة ، و بالحب في آن واحد .
قاومت راوينا لتستعيد القليل من وقارها ، و قد ازعحها تشامخ تعابير سيبيل :
- أتحاولين الاشارة الى ان مثل هذه الامور من حق الطبقة الارستقراطية فقط . وأن من هم ادنى منزلة يجب ان يرحموا من الإحساس بحيث لا يتمكنون من التميز او التمتع بهذه المباهج ؟
بدا على سيبيل الانزعاج , فهزت كتفيها بارتباك :
- ليس بالضبط .. انما يجب ان تعترفي ان الناس في مجتماعتهم نادراً ما يهتمون بمثل هذه الامور .
منتديات ليلاس
ضحكت راوينا و كان ارتباك سيبيل يزداد مع تصاعد تسلية راوينا بالموقف ثم قالت اخيراً :
- اوه سيبيل ! انت بعيدة جداً عن الطبقة الكادحة .. العطلات في اوروبا في متناول معظم الناس و جيوبهم هذه الايام .. في الواقع و بالتحديد في الاعوام الاخيرة كنت اقضي معظم عطلاتي و انا اتجول في فرنسا و المانيا و ايطاليا . و اعرف ما افضله من ملذات الحياة يشاركني في الآف ممن يملكون عقولاً راجحة ترفض مجرد الركود فوق رمال شاطئ بسأم او الى جانب بركة سباحة .
بدا صوت سيبيل الضجر المزدري :
- أووه .. اتعنين الرحلات السياحية العامة و ما الى ذلك ؟
هزت راوينا رأسها دون ان يرف لها جفن :
- اجل .. وما الى ذلك !
احس جاك بتبدل مزاج زوجته فقاطعهما بمرح مصطنع :
- راوينا على حق في امر واحد ، هو لا فرق بين الطبقات الاجتماعية في هذه الايام .
قاطعهم صوت تناهى اليهم عن الباب :
- لا تبدو الفروقات كبيرة في وقت متأخر من الليل ، او في ساعات الصباح الأولى ، خاصة مع رفيق من الجنس الآخر .
دلف سكوت الى الغرفة و التواء شفتيه الخبيث يدل على معانيه الشيطانية .. حبست راوينا انفاسها بحدة متسائلة كيف خُدعت يوماً و اعتقدت انه يسلك سلوك العفة .
صدق انك تملكه ، و ستملكه !

Rehana 08-03-12 04:45 PM

يولد هذا الشعار نوعاً من العجرفة غضت النظر عنها من قبل .
فالمركيز كالدونيان ، لا يطلب شيئاً .. بل ما يشتهيه يحصل عليه !
احست بأن لون وجهها راح يشحب كلما تقدم منها و قال متمتماً :
- هل صدمتك .. ايتها الطاهرة الصغيرة .. سامحيني . انسى دائماً عزلتك . فمن دون شك انك لا توافقين على مثل هذا الكلام الدال على التهتك و الاستهتار .. لكن بعض الرجال يعتبرون هذا الكلام مساعداً لهم على الاغواء .
كان قد وقف مستمتعاً باحمرار وجهها . اما مزاجه فالغاية منه اثارة من يتطلع اليهما . ولكنها انتفضت حين استقرت يداه على كتفها حيث راحت اصابعه تدلك بشرتها الناعمة، و كادت تتراجع مذعورة حين احنى راسه ليطبع شفتيه القاسيتين على خال اسود يقع بكل فخر في موقع يلفت الانتباه .
- ما من رجل يحتاج الى ما يثيره ما دام برفقتك . ربما يحتاج فقط الى اضواء خافتة و موسيقي ناعمة ، للمساعدة علة تهدئة مخاوفك .
هزها قليلاً ليخرجها من حالة الذهول ، فقد كان تأثير عينيه المغناطيسي قوياً الى درجة السيطرة عليها ولكن كلماته الساحرة حطمت التعويذة من حولها . وكان وحده من احس بارتعاشة جسمها .
- للوصول الى استنتاج ناجح يجب ان يشعر الشريك بالجاذبية نفسها .. في هذه الحالة ضوء شمعة , و فنجان شاي اكثر تأثيراً و أقل كلفة .
منتديات ليلاس
ضحك جاك دون ان يدرك ما يكمن وراء الكلمات من توتر:
- كلام عظيم راوينا .. اتركي اخي معلقاً .. فالطالما وقعت النساء في سحره بسهولة في الماضي . و انا اشك ان عاهته هي التي تلعب على احاسيسهن الغريزية ، مع اني مضطر للاعتراف انهن ما ان يعلقن حتى يصبحن على غير عجلة للخلاص .
كان هذا القول اللاذع موجهاً الى زوجته التي كافحت دون نجاح في اخفاء تكدرها ..
اعترضت سيبيل بلطف خبيث :
- اجد في ما قالته خطيبتك تناقضاً ساذجاً سكوت . فبعدما اظهرت معرفة مدهشة بأصول تنسيق الموائد الفاخرة ، و اعترفت بالسفر الى اوروبا بشكل واسع لا اعتقد انها ساذجة كما تشير انت .
لمعت عيناها بالانتصار حين رأت انتفاضته وحتى رده السريع لم يخدعها :
- كنت اشير الى بساطة الطباع لا الى بساطة العقل ، سيبيل .. ربما سافرت راوينا كثيراً ، و لكنها رغم ذلك ما زالت تمتلك القدرة على ان تبهجها اشياء بسيطة ، و ما زالت تمتلك ايضاً روح المرح و تفتقر للمرارة و السخرية , و لهذا يمكننا ان نتعلم منها انا و انت.
انهى كلامه ببطئ و كأنه متعجب من الصدق الذي تحتويه كلماته .. ولكن شوكة الحقيقة وخزت كبرياء سيبيل ، فارتدت عنه بوحشية شريرة و صرخت بحدة :
- ما دمت مسلوب اللب بخطيبتك الى هذا الحد فلماذا لا تعرفها للعالم معلناً موعد زفافك ؟ اجدها .. فكرة رائعة ! ما رأيك سكوت هل تجعل حفلة ليلة السبت موعداً لإعلان الخطوبتكما ؟
ساد الصمت على الجميع بأنتظار رده .. اما هو فجال بناظريه على كل منهم ببرود و بطء . كان وجه سيبيل مرتدياً تعابير التحدي و كأنه راية مرفوعة و كانت عيناها جريئتين تتحديانه بالاعتراف بما طالما ارتابت فيه .. فهي تظن ان الخطوبة لا تعدو ان تكون مصطنعة لسبب وحيد الا وهو رميها بين ذراعي زوجها . بدا جاك تائقاً ، كانه مرتاب هو ايضاً من هذا التحالف , و محتاج الى من يطمئنه .

Rehana 08-03-12 04:46 PM

اما انطباع راوينا فكان اسهل للقراءة ، فردة فعلها الاساسية كانت اتساع عينيها رعباً ، ثم عندما توضحت الفكرة احست بمشاعر الخوف العنيف تثيرها و تلقي في قلبها الذعر وفي معدتها التقلص الحاد وفي حنجرتها عدم القدرة على ابتلاع ريقها الفكرة منافية للعقل .. ولكن الوقت يداهمنا . لقد جاءت الى قصر كالدونيان لا لتحل مشاكل عائلة سايتون .. بل لزيادتها .. سحبت نفساً عميقاً بصمت لتقول بنفسها : هل اجرؤ ؟ لمع في عيني تفكيرها صورة للقاعة الكبيرة و هي محتشدة بأقارب العائلة و اصدقائها الذي يصفقون و يهللون بابتهاج للاعلان عن قرب زواج كبير عائلة سايتون . وتراءى لها سكوت متقبلاً الامر الواقع مبتسماً للمهنئين . كما تراءى لها استيائه الغاضب الذي سيجتاح وجهه حينما ترمي في وجهه هدية الخطوبة امام الجميع قائلة له في جملة واحدة بليغة رأيها بالضبط بشخصيته الكريهة .
سمعت من خلال الضجيج الذي عم اذنيها رد سكوت الهادئ :
- هذا قراره يجب ان يكون لراوينا .. ولأن خطوبتنا كانت منذ فترة وجيزة ، فأنا متأكد انها ستفضل ان نحافظ على سرنا فترة اطول .
سمعت صوتها يقول من مكان بعيد :
- أوه .. لا ادري يا سكوت . فيحق لأصدقائك ان يشاركونا سعادتنا . وبما ان من الغير الممكن ان يقام حفل كبير في القصر في المستقبل القريب , لااظن ان حفلة يوم السبت مناسبة للإعلان .
نظر اليها نظرة من لا يصدق ، نظرة ذهول و استياء و تهجم . اما هي فتحملت نظرته بابتسامة زائفة ، تنتظر لمعان الانتصار الذي يجب ان يتبع كلامها بدل هذا الرعب السلتي الفاقد للحس .
ولكنها اضطربت للإعجاب لسرعة استعادته لجأشه ، كانت الوحيدة الى لاحظت الطريقة التي سلكها للتعامل معها .
- إذت .. فليكن هذا .
منتديات ليلاس
من مكان ما خلفها ، سمعت تمتمة سيبيل المخنوقة و هي تهرع خارج الغرفة وحين لحق جاك بزوجته ، ادركت انها لم تفر هاربة ، فستكون وحدها وجهاً لوجه مع الاسد في عيرينه !
اعار الخوف جناحين لقديمها فسارت في اعقاب جاك ، محاولة الهرب , و عندما اصبحت على بعد خطوة من السلامة اطبقت يد على كتفها و جرتها بقسوة لتعود الى الغرفة التي صفق بابها بسرعة , حدقت ببلاهة الى وجهه العاصف و تفكيرها في فراغ و لسانها جاف الى درجة انه علق في سقف حلقها .
و عندما تحدث بصوت رهيب ذعرت اكثر مما لو تحدث بغضب مستعر .
- أظن من الواجب التوضيح .. اليس كذلك ؟
- أنا ... انا ...
- لا تزعجي نفسك بأختلاق الاكاذيب .. فالسبب وراء عملك واضح ! و بما انني ابله ، فقد لعبت لعبتك ، و اعطيتك فرصة ارسلها الله لتحققي الاحترام لنفسك و لتحصلي على صيد ثمين . كما هو معروف في اوساطك . و انا من كنت لدقائق خلت اقدر بساظه شخصيتك .. يا الهي ! لابد انك اعظم النساء شراً و اكثرهم خداعاً ومن سوء حظي انني قابلتلك ! .
قاومت راوينا خوفها منه و سعت الى ايجاد الكلمات تقنعه لتستمر الخطوبة وهي واقفة و اهدابها منخفضة و رأسها منحنٍ بما يشبه الخجل ، تصاعد الاحمرار الى وجنتيها ، بالوان متدرجة ما بين الوردي الناعم و الاحمر القاتم . ولكن عقلها كان في سباق مع التفكير الشرس ، ثم وكأنما رمى اليها طوق نجاة تذكرت نصيحة اخيها لها : استخدمي ارادتك كامرأة . ابكي قليلاً على كتفه !
اظهرت الضعف الذي يجرده من سلاحه فانهارت على كتفه وبدأت تبكي بصمت .

Rehana 08-03-12 04:48 PM

- انا آسفة سكوت .
اضطر الى اخفاض رأسه ليفهم الكلمات المخنوقة على صدره :
- اعلم ان ما فعلته سخيف ولكني كنت يائسة .. اترى .. انا أحبك .. كانت فكرة الاعتراف بي زوجة المستقبل اغواء وحشياً مجنوناً و عذاباً جعلتني افقد صوابي، ارجوك .. !
رفعت عينيها العنبريتين الغارقتين بالدموع وهي تتابع الرجاء :
- ارجوك.. سكوت ، لا تذلني امام سيبيل و جاك .. ما الضير ان سمحت ان تعلن الخطوبة كما خطط لها ؟ لن الزمك بها ، وكيف استطيع ؟ اعدك انني صباح الاحد سأختفي من حياتك و بعد ذلك لن تسمع عني شيئاً .. انما ارجوك ، اترك لي ليلة واحدة اذكرها ! اهذا طلب كبير ؟ ليلة سعادة تعزيني العمر كله في منفاي الوحيد ؟
بدت له شهقة الانتصار التي خرجت منها تنهيدة الم و راحة فقد التفت ذراعه ببطء على خصرها .. يا لغرور الرجل ! ضغطت وجهها على قميصه المبلل بدموعها .
- كم اتمنى ..
و صمت ، ولكنها احست بالانتصار لسماعها لهجته المخنوقة ، فتحرك جسدها النحيل بتوتر عندما لمست يده المرتجفه رأسها ، تداعبها بحنان لا يصدق . همست :
- سكوت ... ؟ ماذا تتمني ؟
شدها اليه فارتجفت .
منتديات ليلاس
- تعلمين راوينا اني اقسمت الا اتزوج ! ولم اندم على هذا القسم الا مؤخراً . فلم يحدث ان شعرت بأحاسيس عميقة نحو اية امرأة ، ولم التق بمن رغبت ان اشاركها كل لحظة من ساعات النهار و الليل حتي دخلت منزلي و سرت رأساً الى قلبي ، لقد حاربت طويلاً و بضراوة مشاعر اثرتها في داخلي مرات و مرات عندما كنا نعمل معاً . كان علي ان اكبح نفسي لأمنع يدي عن ملامسة شعرك الجميل و عن مداعبة وجنتيك ، وكان علي ان ازجر نفسي لئلا انتزع جسدك الصغير المتحفظ من وراء حاجز الطاولة لأذيب الجليد في عروقك بعناقي العاصف . لكنني كنت اذكر نفسي باستمرار انك انكليزية ، و انك مخادعة لا تستحقين الثقة . كنت اختلق الاعذار لصرف النظر عن حاجتك لكتاب توصية و اقول لنفسي ان لك الحق بالاحتفاظ باسرار ماضيك .. كل هذه الامور لم تعد تهمني الآن .. لن استطيع ان اعمي بصيرتي عن واقع اني اريدك يائساً . احبك حتى الدمار . و مع ذلك .. لا يمكنني ان اطلب منك ان تصبحي زوجتي ، ولا يمكنني تحمل وزر عذاب الحياة مع طفل قد يولد مشوها ...
رفهت راوينا رأسها الى وجه يشع صدقاً و اخلاصاً ، كانت قسماته مثال للكبرياء وكان فمه المتهجم ملتوياً بخطوط الاسى و الاحباط . حان الآن وقت تبديد خرافة لعنة عائلة سايتون ، بأن تكرر له الكلمات التي ذكرها لها الطبيب يونغ . كان بمكانها حتى وان لم تتح لها هذه الفرصة الثمينة ان تقول له ان زوجين في هذه الايام قادرين على اختيار عدم انجاب الاطفال . لكنها تذكرت هوارد و الانتقام الذي يجري في عروقها كالحمى .. ها هو النجاح في متناول يدها مع ان طبيعتها كانت تنفر من تنفيد مثل هذا المخطط البارد فتذكرها حياة اخيها المدمرة اضفى على تصميمها قوة لينال الطاعون الاسود ما يستحق .
ادعت ان قلبها محطم فانتزعت نفسها من بين ذراعيه بأسى شديد و هرعت باكية في الردهة تعي انه مازال هناك دون حراك ، عاجزاً عن الامساك بها , شعرت به جسداً مستوحداً رأسه الاسود منحني و عينياه السوداوان غائرتان بالبؤس ؟


نهاية الفصل العاشر

زهرة منسية 08-03-12 07:28 PM

تسلم ها الأنامل الذهبية التى تمتعنا بأرق المشاعر
بس ممكن أعرف باقى كام فصل من الرواية

Rehana 10-03-12 09:55 PM

الله يسلمك حبيبتي
طبعا ممكن.. بقى اربع فصول ^^

ساحرات 11-03-12 07:25 PM

:55:شكرا على هذه الرواية الرائعة

Rehana 12-03-12 10:27 PM

العفووو .. الارووع مرورك
وانا سعيدة ان اول مشاركة لك هنا ^^

Rehana 12-03-12 10:32 PM

11 - رجل من ماضيك

سمعت راونا وهي في المكتب توافد الضيف الاول ، فكان وضعت الغطاء على الآلة الكاتبة لأنها وعدت سيبيل بالمساعدة في ايصال الوافدين الى غرفهم . و بما ان المراسلات ليست كثيرة ، لم تجد عذراً في البقاء داخل المكتب الصغير الذي اصبح الآن مرتباً و الذي بات ملاذها الآمن ، فهو المكان الوحيد الذي تحس به بالراحة في قصر كالدونيان .
دنت من مرآة صغيرة معلقة خلف الباب لتتأكد من شعرها اذا كان مرتباً ومن وجهها اذا كان خالياً من اية بقعة سوداء قد تنتقل اليه من الآلة الكاتبة . ولكن الذي طالعها عينيان متعبتان تحملان التعاسة الى تشعر بها منذ اعتراف سكوت المذهل .
كانت الكلمات قد دارت في رأسها مرات و مرات وفي كل مرة كانت تشعر بأن يداً عملاقة تعصر قلبها و تقطع عنها انفاسها و تسارع في اسقاط دموع ساخنة .
كان لديها يومان كاملان لتفكر في ما مر بها . في البداية رفضت الاستنتاج الذي قدم نفسه لها و لكنها في النهاية ، اعترفت بأن المشاعر التي تعاني منها ، و تؤثر على جسدها كلما سمعت وقع اقدام مقبلة و تسارع الدماء بوحشية في عروقها كلما تذكرت ذراعيه وهما تداعبانها و تحضنانها ناهيك عن تلمسها الخال الذي الصق شفتيه به ، كل هذا يمكن اختصاره بكلمة واحدة .. الحب ! لقد ارتدت عليها جذوة الانتقام فهي تحب الرجل الذي سعت لتكرهه بعمق .
منتديات ليلاس
كان الامل احياناً حتى وسط يأسها يتصاعد الى نفسها .. لقد اعترف سكوت لها بأنه يبادلها مشاعرها وليس عليها الا بأن تبادره باعتراف مماثل ذاكرة له ما قاله الطبيب يونغ . لتزيل آخر الحواجز بينهما نحو مستقبل سعيد .. ولكن كان يطيح بهذه الافكار شعورها بعدم الإخلاص لهوارد الذي لا تريد ان تقيم سعادتها على حسابه .
فالسنوات التي تولت فيها رعايته تركت بصماتها عليها .. و تعلم جيداً ان ردة فعله على هذا ستكون الازدراء ، و الاحتقار و الارتباك لأنه حرم من ملاذه الوحيد الآمن في هذا العالم المعادي له .
كانت اسراب من السيارات تتوقف قرب المدخل عندما وصلت الى الباب . نادتها سيبيل ما ان شاهدتها فسحبت راوينا انفاساً قوية لأن كل العيون توجهت اليها . حينما سمعت صوتاً آخر يناديها باسمها ، ظنت ان مخيلتيها تصور لها ما ليس موجوداً ولكن عندما تعرفت الى شخص كان بعيداً عن المجموعة بيض وجهها و شعرت بأن سيفاً مشؤوماً قد سلط عليها .
- راوينا .. يا للروعة ! ماذا تفعلين هنا ؟
تمتمت تحس بفضول سيبيل المتصاعد :
- سير دوغلاس .. قد اسألك السؤال نفسه . هل ترافقك زوجتك ؟
أتاها صوت من روائها :
- اتعرفين ديردر ايضاً ؟
ثم تحرك سكوت نحو اليد الممتدة اليه :
- اهلاً بك في قصر كالدونيان دوغلاس ، صداقتك مع خطيبتي تجعلك على الرحب و السعة بشكل مضاعف .
ترك السير دوغلاس فمه ينفتح على غاربه .. و قال مردداً لا يصدق :
- خطيبتك .. ؟

Rehana 12-03-12 10:33 PM

حين ضاقت عينا سكوت تعجباً ، جمعت راوينا شجاعتها و قالت بسرعة :
- اسمح لي ان اوصلك الى غرفتك .. ان بيننا كلام كثيراً انما لا يجوز ان نتطرق اليه ونحن على اعتاب القصر .. دعنا نترك هذا الى ما بعد .. ايمكن هذا ؟
باركت سرعة فهم و تقدير رب عملها الذي استجاب الى لطلبها .
- فكرة رائعة ! يجب ان اعترف ان رحلتي الطويلة قد ارهتقتني حتى بت اتوق الى الاستحمام و الاغتسال .. دليني على الطريق رواينا عزيزتي .. فكما قلت ثمة احاديث كثيرة نتناولها .
عندما كانت تقود السير دوغلاس احست بعيني سكوت تثقبان ظهرها ولكنها ظلت مسرعة في سيرها .. ولم تشعر بالأمان و الأطمئنان حتى اوصلته الى غرفته .. كان يمكن ان تكمل اقتراحها حرفياً و تنسحب حتى تراه لاحقاً ، الا ان السير دوغلاس اوضح رغبته في بقائها معه .
- لا .. لن تذهبي سيدتي الشابة .. ليس قبل ان توضحي لي هذا اللغز ! عندما ذكر سكوت في سياق الحديث منذ اسابيع ، لم تذكري ما يوحي الى لقائك باقدم صديق لي .. وها انا الآن اراك في فترة وجيزة خطيبته !
تهالكت على المقعد .. فالسير دوغلاس المع العقول القانونية في البلاد .. ولا مجال ابداً لخداعه بأكذوبة . كما انها لا تستطيع الا ان تقول الحقيقة و هذا ما حدث فعلاً .
- يستحسن ان ابدأ منذ البداية .
سردت كل شيء بسرعة : ابتداء من فرح هوارد الذي توقع الحصول على الوظيفة وصولاً الى ضياع الفرصة من يده بسبب تدخل رب عمله الاسبق الظالم ، و مروراً بقرائتها الاعلان الذي يطلب فيه المركيز سكرتيراً و انتهاء رغبتها في الانتقام و بالمأزق الذي جعلها تكون خطيبة المركيز .. سمعها بصمت حتى اعترفت بنيتها تحقير سكوت امام اصدقائه لتحقق انتقامها النهائي الذي تهدف منه الى تحطيم كبريائه السلتية المتقدة .
منتديات ليلاس
عندها قفز السير دوغلاس مذعوراً:
- يا رب العالمين ! لن تجرؤي على هذا بكل تأكيد .. فلن تكون حتى لشخص مجنون الشجاعة للإقدام على عمل كهذا ، عليك ان تعرفي يا عزيزتري انني الآن و بعد ان عرفت كل الوقائع ، لن اسمحلك بهذا .
مادت السجادة امام عينيها و قالت بصوت مخنوق :
- اعرف .. و اشعر براحة كبيرة .. فلم اكن واثقة من قدرتي على المحاولة .
مال نحوها يطبطب على كتفها :
- ليس الانتقام من شيمك راوينا ، فليس في روحك ذرة شر .
- ماذا ستقول لسكوت ؟
- القليل .. قدر المستطاع . الآن بعدما تأكدت من عدم اقدامك على الشر اجدني غير مضطر لأخباره بما ذكرته لي .. ولكنني اظنك مدينة له بتقديم تفسير مناسب ليمتنع عن اعلان الخطوبة في حفلة هذا المساء .. اليس كذلك ؟
هزت رأسها ببؤس وهو يقف مردفاً :
- لا اشك انك سترتاحين وهو سيرتاح ايضاً لوضع حد لهذا الموقف الحرج . محاولة مساعدة اخيه أمر وإلزام سكرتيرتي الثمينة و اشراكها في مؤامرة ، أمر آخر .
توسلت اليه :
- لا تذكر انني موظفة عندك .. سأغادر القصر باكراً صباح الأحد ولك بعد رحيلي ان تخبره بما تشاء ..
- سأتجنب التطرق الى الموضوع وان حدث ان طرح سؤالاً مباشراً فسألوذ الى رد غامض مهما كان الامر صعباً عليّ .

Rehana 12-03-12 10:34 PM

- شكراً لك سير دوغلاس .. يبدو انني سأشكرك على ما تفعله من أجلي .
وصمتت بائسة ..
احس السير دوغلاس بتعاطف مع الفتاة المسكينة التي تختلف كل الاختلاف عن تلك السكرتيرة الكفؤة التي اعتاد التعامل معها و قال لها بوقار :
- انا آسف لأن الامور لم تكن على ما يرام بالنسبة لشقيقك !
ارتفعت كتفاها بهزة كئيبة :
- إذن كنت على حق . انه سكوت الذي حال بين هوارد وبين الوظيفة .
رد مقطباً :
- أجل .. لقد نجح شقيقك في المقابلة ولم يكن تعينه معلقاً الا على توصية سكوت التي حين وصلت احدثت خضة في المكتب .. اخشى راوينا الا يكون راي سكوت بأخيك جيداً .
تحرك في نفسها الاحساس القديم بالعداء ، فوقفت تلمتلم ما تستطيع من وقار ، وردت ببرود :
- اشكرك للمحاولة سيدي .
اثناء توجهها الى الباب توقفت ثم التفت اليه لتضيف :
- على فكرة انت لم تقل لي سبب مجيئك الى القصر .
ابتسم :
- أوه .. هذه ليست رحلتي الأولى الى هنا .. فأنا اتمتع كثيراً بصيد السمك في أملاك كالدونيان . لذلك . ما ان استدعيت ديردر الى جانب عمتها المريضة مرة أخرى حتى قررت الانضمام الى اصدقاء كانو قد ذكروا لي انهم قادمون الى هنا .
- بهذه البساطة ..
منتديات ليلاس
تنهدت ولكن لم يعرف ما اذا كان تنهدها ارتياحاً او ندماً .
- بالضبط ... لذلك ترين عزيزتي ، كم من السهل تعقيد الحياة فشئ بسيط قد يقود الى آخر عظيم .
أمضت راوينا ما تبقى من يومها في غرفتها تشعر بالجبن من مواجهة سكوت و ما سيطرحه عليها من اسئلة . ولكن اثناء مرور ساعات الثقيلة الوطأ التي قضتها في القراءة و التهيؤ للحفلة ، كان تحذير السير دوغلاس يثقل كاهلها .. يجب ان يلغي أعلان الخطوبة ، و عليها بأسرع وقت اختلاق عذر معقول . راحت تفكر ملياً في حلّ حتى أخذ رأسها يؤلمها ، لو كانت تملك شيئاً من الشجاعة لرمت حقيبتها في صندوق سيارتها و لهربت بدون ان ترى سكوت مرة اخرى . ولكن هذه الطريقة طريقة جبانة و اضف الى ذلك انها رغم خوفها من النتائج لم تكن تملك من الارداة ما يجعلها قادرة على الرحيل بدون ان تلقاه مرة اخيرة .
انهت ملابسها ثم دنت من المرآة الطويلة لتقوم النتيجة .
حدقت الى صورتها فرأت الفستان التي اختارته : كان عالي الياقة طويل الارداف . لا يظهر ذرة واحدة من كتفها الناعمة العاجية اللون . ولكن القماش اضفى جمالاً على قدها المياس و قامتها الرشيقة فانسدل برقة و انسياب و كان ثوباً قد اثار صيحات الاووه و الآه ، و لهذل اختارته فقد اردات الثقة بنفسها لتجد ما يدفع نفسيتها المذعورة الى مواجهة سكوت .
عبست غير راضية عن الصورة الطفولية التي يقدمها الشعر الفضي على كتفيها فمدت يدها لتتناول ملقط الماسي كان هدية وداع من زوجة رب عملها . تفرست فيه ملياً :
- هممم .. هكذا افضل .

Rehana 12-03-12 10:35 PM

رضيت عن المظهر الصارم الذي اضفاه عليها وضع الكتلة الفضية في الملقط ، و لكنها رغم ذلك تمنت لو كان لديها وقت لترتيب حلقات من شعرها فوق جبينها ووجنتيها ، استدارت نافذه الصبر تقول لنفسها :
- أوه .. يكفي هذا !
ذعرت عندما سمعت نقر اصبع على الباب :
- من الطارق ؟
زودتها الحاسة السادسة بالرد قبل ان تسمعه .
- سكوت .. هل لي ان ادخل ؟
استدار مقبض الباب ودخل قبل سماع الرد .. اما هي فذعرت لأنه سرعان ما قطع المسافة الفاصلة بينهما . كان يبدو وسيماً حتى وهو مرتد بنظلون العمل فكيف الحال وهو مرتد بذلة سوداء رسمية . بدا شعره الاشعت عادة ممسداً و بدت قسماته السمراء بارزة بحدة امام قميصه الابيص و اكمامه الذهبية ازاراها ، وربطة العنق الرائعة . وكان ان احست انه ليس جذابا فقط، بل ارستقراطيا عريقاً . و الليلة لم يكن رب عملها مصدر العذاب ، المعادي ، بل المركيز كالدوينان الذي تحس معه الليلة بالخجل الشديد .
- قبل ان ننزل .. هناك ما يجب ان نتباحثه .
انتفضت مذعورة لأن في نبرته صوته حزماً لا يعكس اياً من العواطف التي اطلقتها في وقت سابق .. فتراجعت الى الوراء قائلة :
- الن تجلس ؟ سرني قدومك لأنني ايضاً اعاني من مشكلة تقلقني .
لاقت دعوتها اذنا صماء و نظرة ممعنة في جمال الشكل المائل امامه .. تصاعد اللون الى وجنتيها عندما راحت عيناه تستكشفانها . وفكرت ! انه كالذواقه الذي ينتظر تذوق طعم طبقه المغري الخاص .
منتديات ليلاس
اغضبها مزاجه المبكوت ، فقالت :
- انت اولاً .. كيف لي ان اخدمك ؟
- بأن تجلسي.. على ان يكون ذلك خلف لوح سميك .
جلست لا استجابه لطلبه الساخر بل لأن ساقيها كادتا تنهاران .
بدا انه يقوم بجهد كبير ليجمع شتات افكاره و لكن ما إن حاول البدء في الكلام حتى تراجع و قال :
- لا .. سأسمع كلامك اولاً .
كبحت رعشة توتر مردها غضبه ولكنها تاقت الى التخلص من عقدة ذنبها .
- حسن جداً . لقد غيرت رأي بخصوص اعلان الخطوبة . كانت فكرة سخيفة . ولا ادري لماذا ..
- الا تدرين ؟ إذن ، هل لي ان اذكر لك السبب ؟
شهقت بريبة لأنها خشيت ان يكون لسان السير دوغلاس قد زل .
- اتعرف ؟
- كنت غبيا لأنني لم اعرف السبب قبل الآن . اتظنين انني اعمى و اصم و فاقد قوة التفكير و الأدراك ؟ لقد شاهدت تأثير السير دوغلاس لستر فيك كما شاهدت توقك الشديد لمعرفة اذا كانت زوجته برفقته ام لا .. انه الرجل الذي في ماضيك اليس كذلك ؟ انه السبب وراء سعيك الى وظيفة من الدرجة الثالثة رغم كفاءتك و مؤهلاتك في عالم السكرتاريا ! واضح ان الموقف بينكما اصبح محرجاً ، و لقد سألت دوغلاس فإذا مراوغته في الرد تزيد شكوكي .. اخبريني الحقيقة , الى أي مدى كنت تعرفين دوغلاس قبل قدومك الينا ؟
اختبرت الماً هائلاً راح يتضخم ، و تسارعت في عقلها المشلول هذه الفكرة العجيبة التي لم تكن السبب في الالم الجسدي الذي تشعر به . ثم لم تلبث ان ادركت ان الالم ليس خيالياً بل واقعاً . اما سببه فضغط اصابعه الوحشي على كتفيها ، وكان عليها ان تتكلم .. او بلأحرى كانت مجبرة على الكلام ! ولكن ان تكلمت فقد تجد الراحة من الضغط المتزايد الذي سيزداد حتماً مادمت صامته . بدا لها في تلك اللحظات قادراً على تحطيم كل عظام جسدها وهو متمتع بما يفعل !

Rehana 12-03-12 10:36 PM

- حسنا .. ! هذا صحيح .. اعرف السير دوغلاس جيداً .. كان و مازال رب عملي
.. او ... لم اعد ادري شيئاً ...
- رب عملك .. ماذا غير ذلك ؟
اشتد ضغط اصابعه ، حتى كاد يغمى عليها .. ولكنها من مكان بعيد سمعت صوته الخفيض الوتيرة ، المشتعل غضباً و ريبة .. اردات ان تصرخ منكرة ، لتؤكد له ان استنتج اشياء خاطئة . ولكن الألم جعلها تفقد النطق .. ثم راح العذاب الجسدي يخف تدريجياً عندما اخترقت تفكيرها فكرة ما . لماذا تحرره من وهمه ؟ قد يكون هذا هو الحل الذي كانت تسعى اليه ليفسخ الخطوبة ؟ وسيكون مسروراً بهذا العذر .. فهو مهما ادعى شغفه بها لن يقبل ان يأخذ ما تخلص منه رجل آخر !
فجأة اصبح قريباً منها بشكل مخيف فراح يهزها و عيناه تقدحان شرراً حتى وقع المشبك الماسي عن شعرها :
- لا ادري كيف تعترفين بأنك كنت عشيقة رجل ، ومع ذلك تبدين كفتاة بريئة نظيفة لم تمس ، الرجل ينفع ان يكون والدك !
هزها مجدداً حتى اصبح شعرها ستارة فضية امام وجهها ولكنها تجرأت على القول بصوت مخنوق :
- هل افهم من هذا ان خطوبتنا لن تُعلن ؟
- بل اقسم انها ستعلن ! ديردر لستر امرأة غالية على قلبي ، شخصية رائعة تثق بزوجها كثيراً ، لا شك عندي ان دوغلاس نفسه قد عاد الى تعقله في الوقت مناسب وحاول وضع حد للعلاقة ، ولكن ما ان عاد الى براثنك ، حتى صممت على إغوائه مرة أخرى ! حسناً، اعملي اني لن اسمح لك بإيذاء ديردر .. خطوبتنا ستعلن كما هو مخطط لها الليلة .. و سيسمعها دوغلاس كما ستسمعها المنطقة كلها ، انه سيد مهذب ولن يحاول خداعي تحت سقف بيتي .. لذا لن اقلق .. لكن لو تجرأت ..
امسك حفنة من شعرها الفضي و شده حتى اصبح وجهها المتألم على بُعد انش من وجهه و كرر بتهديد :
-إن تجرأت على انكار خطوبتنا او حاولت الهرب فسألحق بك مطارداً اياك من بلدة الى بلدة ، و من مقاطعة الى مقاطعة ، ومن بلد الى بلد ، وحين اعيد قبضتي عليك ستكتشفين ، الي اي حد طبيعة السلتي البدائي بربرية خالية من الانسانية! .


نهاية الفصل الحادي عشر

سومه كاتمة الاسرار 14-03-12 12:23 PM

الاحداث اصبحت مشوووووووقه مش عارفه ازاى هستنى الباقى ممكن اطمع شويه كمان وتحاولى تنزلى الباقى بليز :hR604426::hR604426::hR604426::hR604426::0041::0041::0041::0 041::c8T05285::c8T05285::c8T05285::c8T05285::c8T05285::c8T05 285::c8T05285::c8T05285::c8T05285::c8T05285::c8T05285::Pleas e::Please::Please::Please::Please::Please::Please::Please::5 ::5::5::5::5::5::5::5:
:8_4_134:

Rehana 15-03-12 10:31 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سومه كاتمة الاسرار (المشاركة 3033720)
الاحداث اصبحت مشوووووووقه مش عارفه ازاى هستنى الباقى ممكن اطمع شويه كمان وتحاولى تنزلى الباقى بليز :hR604426::hR604426::hR604426::hR604426::0041::0041::0041::0 041::c8T05285::c8T05285::c8T05285::c8T05285::c8T05285::c8T05 285::c8T05285::c8T05285::c8T05285::c8T05285::c8T05285::Pleas e::Please::Please::Please::Please::Please::Please::Please::5 ::5::5::5::5::5::5::5:
:8_4_134:

اهلين سومه
هههههههههه.. هتستني
وان شاء الله انزل بسرعة

Rehana 18-03-12 07:49 AM

بما ان اليوم عندي اجازة ^^
راح انزل اليكم ثلاث الفصول الاخيرة للرواية
واتمتى للجميع قراءة ممتعة

Rehana 18-03-12 07:51 AM

12 - وخسرت اللعبة

دنت راوينا من الجماعات المحتشدة بوقار ملكة ، فبدت اشبه بوريثة ملكية اسكتلندية شابة تساق الى المقصلة .
كانت الانوار عندما هبطت الدرج الكبير برفقة سكوت تتحول الى السنة النار فضية كلما وقعت على رأسها الشامخ بشجاعة .. تزن كل واحدة من تلك الثريات الضخمة ما يزيد عن مئة بوند ، لها فروع على شكل دلافين و حوريات بحر . وكلها من الفضة وهي معلقة بحبل يبدو رفيعا ، و هذا الحبل يتدلى مباشرة فوق السلم .
اثناء نزولها هذا ، ارتفعت عيناها برجاء متمنية لو ينقطع هذا الحبل فينتهي عذابها . ولكن السلك الرفيع الذي تحمل عبء القرون لم يستجب لها . و تابعت خطواتها نزولاً نحو بحر العيون الذي يكان يتأمل بفضول و استغراب الفتاة الانكليزية التي سحرت صاحب السعادة ، و جعلته يحنث بقسمه الذي لطالما سبب الاحباط للنساء و الندم للرجال .
ذعرت راوينا من العيون الباردة ، فما من زوج منها يريدها هنا .. ان ريبتهم بالانكليز اعظم من السماح بالتساهل حتى مع عروس الماركيز الوشيكة . مضت قرون كثيرة على معاهدة الاتحاد بين اسكتلندا و بريطانيا ، ومع ذلك ما زال الانفصاليون الاسكتلنديون يرتابون بالانكليز ولا يثقون بهم بل هم الي ذلك يضمرون لهم الكراهية و العداء .. رددت من بين انفاسها :
- أحمد الله ، لأنني لن اضطر الى مواجهة وجوه هذه القبائل المعادية ثانية !
منتديات ليلاس
على الرغم من ان هذا الجو شمل القاعة كلها حتى كادت تلمسه بيدها ، اضطرت بعد لحظات الى الظن بأنها كانت تحلم .
عندما قدمها سكوت بحركة بارعة من يده على انها عروس المستقبل بدت اشبه بوردة تطل من بين الاشواك ، فارتفعت اصوات ودود ترحب بها ، و تلقت مصافحات كانت قاسية حتى كادت تسحق يدها ، فكذبت شكوكها بالصدق ، اما النساء الانيقات و الرجال المهذبون فراحو يقدمون تهانيهم بتمدن .
كان الاحتفال في أوجه عندما تمكنت من تبادل بضع كلمات مع السير دوغلاس .. كانت قد ابتعدت للحظات عن سكوت وفي هذه الاثناء رأت رب عملها يقترب منها حاملاً كوباً ، قدمه اليها مبتسماً :
- اشربي هذا يا عزيزتي تبدين بحاجة لما ينعشك .
- وهل اضطرابي واضح الى هذا الحد ؟
- على العكس . لقد تمالكت نفسك بشكل مثير الي للاعجاب . لكن الم احذرك من مغبة السماح بإعلان الخطوبة ؟ الم تعديني بنسيان الأمر ؟ فلماذا غيرت رأيك ؟
- لم يكن القرار بيدي سير دوغلا .. من المهم جداً ان نتحدث .. هناك ما يجب ان تعرفه ، ما سيصيبك بالصدمة .. لكنني لن استطيع الشرح هنا ..
ارتفع حاجباه:
- إذن .. من الافضل ان نجد مكاناً لا يسمعنا فيه احد .
وضع يده على مرفقها استعداداً لأصطحابها بعيداً .. ولكن ما ان ابتدأ التحرك حتى قاطعهما سكوت :
- أرى انك تؤمن بساعات الليل المغرية دوغلاس .

Rehana 18-03-12 07:53 AM

بدت الحيرة على السير دوغلاس :
- أخشى انني لم افهم الملاحظة .
نظر سكوت الى صديقه نظرو فولاذية :
- لا حاجة للتظاهر .. لقد انتهت اللعبة .. الم تخبرك حتى اللحظة ؟
في تلك اللحظة ، تحلق جماعة من الشبان يحثون سكوت على الانضمام الى قطار راقص يدور بين القاعة و الردهة بصخب مجنون . تجاهل الجميع رفضه الصارم بروح الشباب و استجابوا لدعاء راوينا الصامت بإبعاده عن الأنظار .
امسكت بكم سترة السير دوغلاس :
- بسرعة .. اعرف مكاناً نستطيع التحدث فيه على حدة دون ان نخشى اكتشاف مكاننا .. الحق بي !
اسرعت به الى الخارج و هناك طلبت منه الانتظار لحظة لتدخل مكتب سكوت الذي عادت منه وهي تمسك بمفتاح المنزل الصيفي .
لحق السير دوغلاس بها دون ان يسأل و بقيا صامتين حتى دست المفتاح في القفل القديم . ثم دخلت الى المنزل القديم ، تحثه على اللحاق بها .
منتديات ليلاس
ما ان اصبحا في الداخل حتى اطلق العنان لفضوله :
- انا واثق يا رواينا ان ما ستقولينه في غاية الاهمية ، لكن لماذا الحاجة الى هذه المأساوية .. الم يكن بالامكان الحديث براحة داخل القصر ؟
- ما كان لسكوت ليسمح لنا بالبقاء معاً . ولهذا اخترت هذا المكان فهو لن يفكر فيه ابداً .. اتعلم سير دوغلاس انه يتعقد ان بيني و بينك ما هو اكثر من علاقة رئيس بسكرتيرته .. وقد اقنع نفسه بأن سعادة زوجتك في خطر ، واصر على اعلان الخطوبة لأنو يحتقرني بعمق .. وما ان تبتعد عن القصر حتى يرميني خارجه بالقسوة التي كان يكنها اسلافه للانكليز !
تهاوي على الكرسي الخشبي ، لا يستطيع الكلام .. اما رواينا فدنت من النافذة الخالية من الزجاج لتنظر الى الليل ولكنها سمعت شهقة تعجب طغت على خرير المياه المتدفقة في الاسفل . لم تلتفت اليه حين سألها صوته المشبع بالصدمة .
- لكن لماذا لم تنزعي اوهامه عن مثل هذه الفكرة السخيفة ؟ من السهل اثبات خطأه .. ديردر نفسها يمكن ان تؤكد له ...
- انه يريد ان يصدق الفكرة .. ارجودك سامحني سير دوغلاس .. اعلم انه لا يحق لي زجك في هذه المشكلة ، ولكنني اراه الحل الامثل . فاتركه ارجوك يعتقد ان شكه صحيح . قبل بضعة ايام اعترف لي بأنه يحبني ، و اعتقد انني اذا صدمته تخلى عن ذاك الحب . الا تظن هذا ؟ الامر يستحق المجازفة مهما كان رأيه وضيعاً بي ، فقد يريحه هذا من ثقل احماله . كان يعاني منذ سنوات عذاباً شديداً من جراء فكرة تصور انه من الغير العدل ان يطلب من امرأة الزواج .. وكان بإمكاني ان اقول له انه من غير العدل ان يطلب من امرأة الزواج .. وكان بإمكاني ان اقول له ان ما يقال لها لعنة آل سايتون لسيت سوى ضعف وراثي سببه رطوبة الجو داخل القصر .. و بسبب شوقي الى الانتقام ، انكرت عليه الراحة و تركته يستمر في الاعتقاد انه لن يستطيع ان يكون اباً لطفل .. الا تظن ان هذا خبثاً مني استحق عليه العقاب .. ؟ الا تظن انني استحق العذاب ؟
قفز اليسر دوغلاس واقفاً :
- يا ابنتي العزيزة .. لا ادري من اين حصلت على هذه المعلومات .. اجرى سكوت منذ سنوات فحوصات كاملة فقيل له ان عرجه نتيجة ضعف عضلات لو عوجلت في الوقت المناسب لأمكن شفاؤها . اذكر تماماً غضبه على والديه اللذين تقع علي كاهلهما مسؤولية عاهته . لا ادري ان كان يعلم ان الرطوبة داخل القصر هي عامل مساعد ، ولكنني واثق من ازدرائه لخرافة اللعنة العائلية .

Rehana 18-03-12 07:56 AM

نظر الى صمتها وذهولها فتساءل عن الافكار الكامنة وراء مظهرها و ذهولها . أخيراً قالت :
- ايمكن ان تعيد كلامك .. ببطء .. لا .. لا تزعج نفسك .. لقد سمعت جيداً .. ! اتدرك ما يعني هذا ؟ لقد دبر لي عمداً مكيدة ليظهرني غبية فقد ذكر لي اكاذيب كثيرة و لعب دور الحبيب المفجوع .. وهو طوال الوقت ..
صمتت وهي تشعر بالخزى و العار .
تحرك السير دوغلاس بقلق :
- انت دون شك افضل حكم على هذا عزيزتي . انا شخصياً لا استطيع التفكير في ما يدعو سكوت الي ..
قاطعته :
- و انا ايضاً لا استطيع ! ولكنني سأعرف بكل تأكيد .
بعد لحظة واحدة لم يستطيع السير دوغلاس ان يرى منها سوى وهج فستانها المتطاير خلفها ، وهي متجهه الى القصر ، عاد الى الجلوس على المقعد الخشبي ، ليأخذ سيكاراً من علبة في جيبه الداخلي ثم تمتم بدون وعي وهو يشعله قولاً قديماً : شر البلية ما يضحك !
تنهد مشفقاً على سكوت الذي يوشك ان يكتشف ان المرأة نادراً ما تسامح الرجل الذي يجعلها تحمر حرجاً .
لم تجد راوينا في ايجاد مكان سكوت الذي كان يجوب الحديقة بحثاً عنها .. وما ان تقابلا حتي صاحا معاً بغضب :
- اين كنت ؟
- اريد محادثتك !
- سندخل الى مكتبي .
منتديات ليلاس
امسكها بمرفقها و بدأ يقودها وهو يصر على اسنانه ، اما هي فكبحت غضبها ، ولكن ما ان اصبحت في المكتبة حتي التفتت اليه ونار الاذلال في اوجها :
- ايها الغشاش ، الكذاب الوقح المجرد من الضمير ! كنت تعلم منذ سنوات ان لعنة سايتون ليست سوى خرافة ومع ذلك خدعت الجميع و جعلتهم يظنون انك مؤمن بها . ولم تكتف بذلك و حسب بل ادعيت وقوعك في حبي ، و مثلت علي دور الحبيب الحزين ببراعة وجعلتني فعلاً ابدأ بالأسى عليك ! لماذا فعلت هذا ؟ الأنك تحصل على سعادة ما عندما تبني المرأة آمالها عليك ؟ هل اشفاقك على نفسك كبير لدرجة الحاجة لأجتذاب اكبر قدر ممكن من شفقة النساء عليك ؟ ام ، وهذا اكثر احتمالاً ، انك شيطان سادي النزعة تتلاعب بعواطف النساء و شفقتهن الغريزية موظفاً عجرك كمساعد على الإغواء ؟
رد ببرود :
- شيء من هذا القبيل .
صدمها اعترافه به بطريقة مهينة غير مبالية ، كان غضبه اثناء إصغائه اليها قد برد فلما التوت شفتاه بسخرية شهقت غاضبة :
- و تجرؤ على الاعتراف !
- بالطبع اجرؤ . كما كانت النساء في الماضي يجرؤون على خداعي بعاطفتهن المزيفة و بمشاعرهن الكاذبة و يتزلفهن عليّ ، راثيات حالتي ، محاولات اغوائي على امل ان اتزوج منهن ! اخيراً تمسكت بلعنة سايتون كنوع من الدفاع .. ولقد اثبت هذا الدفاع جدراته ، خاصة بالنسبة الى فتاة انكليزية خلت يدها ممن يصرف عليها ، ووجدت انني قد اكون افضل ما تحصل عليه . فتاة ادعت انها تحبني ، ورمت نفسها بين ذراعي على امل ان يذيب بكاؤها الحديد الصلب المحيط بقلبي ، فتاة لم تستطيع اخفاء بريق الانتصار حين ظنت انها نجحت .

Rehana 18-03-12 08:04 AM

رمى القفاز في وجهها منتقماً بحقد كبير فلم تستطع سوى التحديق اليه ... ابتسم ابتسامة كريهة و قال مردفاً :
- ما بك يا عزيزتي راوينا .. ؟ هل دهشت حقا لأنني لست ذلك الساذح الذي ظننت ؟. هل ظننتني حقا فاقد الذكاء فلا اتسأل عن سبب اقدام فتاة تملك مؤهلاتك كلها الى استلام وظيفة من الفئة الثانية مع العلم ان قدرة واحدة من قدراتك لو ملكتها اية فتاة لحصلت على ما تشاء من راتب , افلا اتساءل عن سبب رضائك عن العمل في مكان هادئ بثمن بخس ؟ كان الوضع سيبقى مدعاة للتساؤل مني لولا قدوم دوغلاس لألقاء الضوء على الامر . كنت اقرأ قبل اسايع الكراهية على وجهك كلما التقت عيوننا . كنت احس بنفورك مني ، وحيرتني الادانة التي كانت تشوب صوتك كلما خاطبتني . مع ذلك وبين ليلة و ضحاها تبدل تصرفك . اتوقعت مني ان اتجاهل دلائل كرهك السابقة . و اصدق انك تحبينني ؟ ... لا .. عزيزتي راوينا .. انت فاشلة مسكينة . اعترفي بهذا .. لقد لاعبتك بلعبتك نفسها و خسرت .
وصلها التوبيخ الساخن عبر ضبابة من العار و لكنها رغم ذلك واجهته بجفاء ، فأطلقت أخر طلقة لديها على المركيز المنتصر :
- يا لمكرك ! انت على حق إلا في شيء واحد !
- أوه ؟ و أين اخطأت ؟
- اخطأت الظن بالسير دوغلاس .. فلم يحدث ان تجازوت علاقتنا علاقة الرئيس بسكرتيرته .. اما دوافعي للمجيء الى هنا فمحض شخصية .. لديّ حساب يجب ان اصفيه معك ، بسبب خطأ شنيع اقترافته بحق افراد عائلتي .. خطأ دفعني للقدوم الى قصرك و علي عزم للانتقام منك . على اي حال ، لسنا جميعاً قساة القلوب مثلكم ايها الاسكتلنديون ، خاصة حين يكون الامر على القاعدة العين بالعين .. ولست اخجل من اعترف بهذا .. لو كنت انا المنتصرة لشعرت بأنني اسوأ حالاً مما انا عليه الآن .
منتديات ليلاس
احست باهتمامه ما ان ذكرت الانتقام .. كانت كلمة فهمها جيداً، كلمة لابد ان تثير شفقته !
- ذكرت ان هناك شخصاً من افراد عائلتك .. فما علاقتي به ؟
- انه اخي الصغير الذي كان موظفاً لديك .. كان شاباً تتوق نفسه الى ان يبدأ حياته ولكنك دفنت حماسته و اطفأت شعلة روحه حين تركك ليفتش عن رب عمل الطف منك .. شتت مستقلبه بتوصيتك التي وصفته فيها وصفاً كريهاً ، و زرعت فيها حقدك ، انه هوارد بنجمن .. اتذكره .. ام انه مجرد ذبابة سحقها حذاؤك الملكي المتعجرف ؟
احست مرة اخرى بالخوف من الكراهية التي ظهرت على وجهه عند ذكرها اسم اخيها :
- اذكره ... ؟ أجل اذكره جيداً .. بل لدي هنا في املاكي ما يذكرني به جيداً و ذكراه للاسف تنغص عيشي لأنني غضضت النظر عن فم ضعيف ، و نزوة مستهجنة و شخصية غير سوية . لذلك من غير المحتمل ان انسى ابداً وجود اخيك هنا !
تقدم منها فجأة فذعرت و أمسك كتفها بأصابعه :
- تعالي معي !
ما ان صدمت لهجته الآمرة اذنيها حتى احست ببرودة الموت .. في داخل هذا (الطاعون الاسود) يسكن شيطان ارادته من حديد ، ولكن هذا الشيطان اصبح الآن مفرطاً في العنف .
لم يهتم بفستانها الرقيق ، او بصندالها الخفيف بل راح يدفعها بقسوة الى الابواب الزجاجية ، ومنها الى الحديقة . كانت يده قابضة على مرفقها يجبرها على اللحاق بخطواته السريعة . اما هي فخافت ان تسأل او تحتج ، و بقى يجرها بكل حقده الى ما وراء القصر و من هناك الى ممر قادهما الى اكواخ مبعثرة تأوى عائلات عمال الاملاك ...

Rehana 18-03-12 08:07 AM

كانت المنازل بعيدة بحيث لم يبد منها الا انوار تتلألأ في سماء الليل المظلم .. ما ان بدأت تحاول الاحتجاج ، حتى علق كعب صندلها الرفيع بين حجرين كبيرين ، فخرت على ركبتيها فوق الطريق الوعرة . ولكنه رفعها بخشونة لتقف مجدداً ، ثم دون كلمة اهتمام او قلق تابع سيره .
- ارجودك توقف ! لقد التوى كاحلي حين وقعت !
بدا انه لم يسمعها .. و كأنه يقوده تهور عنيف طائش اجبرها على المضي في السير . لم يكن مهتما لتمزق فستانها او لأمتلاء صندلها بالوحل ، او لشهقات الالم التي كانت تخرج من رئتيها .. تعثرت عشرات المرات على الطريق الذي امتد ميلاً ، و في كل مرة وقعت فيها كان يرفعها لتقف مجدداً بدون كلمة عطف او شفقة . وظلت على هذه الحال حتى وصلت امام باب كوخ مطلي بالابيض ، يقود الى حديقة صغيرة و هناك تحديداً كادت تصرخ ارهاقاً و غضباً .. عندما خطا خطوة الى الداخل تمسكت بالسياج الخشبي ، و جمعت انفاسها لتحتج للمرة الاخيرة :
- لا يمكنني الدخول الى هنا ! انظر الى ثيابي و الى صندالي .. !
فعل لأول مرة ما طلبت منه فنظر الى وجهها الشديد الاحمرار من التعب ، و الى جبينها الذي لطخ بالوحل حينما حاولت رفع خصلة الى مكانها باليد التي اتسخت من الارض التي وقعت عليها مرارا ... قال لها :
- ما من أحد في الكوخ سيهتم بمظهرك .. فلديهم امور خطيرة تشغل بالهم .
دفعها عبر الممر الى الكوخ ، ثم بعد ان دق الباب بقسوة ، امسكها بحزم لئلا تتمكن من التراجع .. حين انفتح الباب تعرفت على الرجل الذي فتحه فهو عامل الذي تراه دائماً قرب القصر .. قال اللورد :
- مساء الخير جيرامي .. آسف على زيارتي في مثل هذه الساعة المتأخرة .. ايمكننا ان ندخل ؟
تراجع الرجل مستغرباً :
- بكل تأكيد سيدي اللورد . انت على الرحب و السعة في أي وقت .
منتديات ليلاس
هز سكوت رأسه شاكراً ، ودفع راوينا الى الداخل مستعيداً قبضته المؤلمة عليها ليجرها من الردهة الصغيرة الى الغرفة الرئيسية التي هي غرفة الجلوس دافئة منمنة ، فيها اريكة مغطاة بقماش قطني ، و مقاعد مريحة و رفوف حافلة بالكتب ، و طاولة تحمل مصباحاً يضيء وجه صبي صغير منهمك في كومة اوراق ، كانت امرأة تجلس على احد المقاعد سرعان ما وقفت حين دخلا ، عيناها البنيتان اتسعتا دهشة لرؤية الحالة التي عليها الزائرين , ولكن حسن الاخلاق منعها من التحديق ، لذلك وبعد التحية الخجولة ، اشاحت بوجهها متظاهرة انها لم تلاحظ حالة عروس اللورد .
تقدم سكوت الى جانب الصبي فوراً :
- كيف تشعر اليوم ستيفن .. اهو يوم جيد على ما ارجو لأنك تحرق زيت منتصف الليل في هذا القنديل ؟
حين ارتد الصبي على الطاولة لاحظت راوينا برعب مصدومة انه في كرسي متحرك . لم يكن سنه يزيد على اربعة عشرة سنة ، له شعر احمر وضحكة مرحة ، لكن تحت وجنتيه الحمراوين كان هناك شحوب مرض لم يكن بعيداً .
قاطعتهما الأم بلكنة اسكتلندية حادة :
- كان متألماً .. لكنه أصر على العمل هذا المساء .. لذلك وحتي لا اتعبه بالجدال ، تركته يفعل ما يحلو له .

Rehana 18-03-12 08:09 AM

نسيت راوينا حالتها فانحنت تتفحص الاوراق :
- ماذا تدرس ؟
ابتسم الصبي بخجل :
- مواضيع مدرسية ، التاريخ الانكليزي هذا المساء. أحاول دراسة موضوع مختلف كل مساء .. ولكنني رغم ذلك ما زلت متأخراً كثيراً في دروسي و اخشى الا استطيع المتابعة .
انخفض نظرها الى الغطاء الذي يغطي ركبتي الصبي . ترددت في السؤال ولكن والد الصبي رد على ما لم تنظق به :
- لأبني ذكاء غير عادي آنسة . كل الاساتذة كانو يتنبئون له بمستقبل لامع . ولكن قبل بضعة اشهر صدمته سيارة كانت سبباً في عظب عموده الفقري . نشكر اللورد لأن ابني تلقى العناية على يد افضل اخصائي البلاد ، و هناك أمل بأن يسير في النهاية ، ولكنه بسبب الآمه و مرضه لم يستطيع متابعة دراسته اشهراً . والآن بسبب شعوره بتراجع مستواه الدراسي يبدي توقه الى الدراسة ما وسعه الى ذلك سبيلاً .
منتديات ليلاس
احست ببرودة اثلجت دمها فهمست برعب :
- يالهذه المأساة المرعبة ! ما اشد اسفي على هذا الحادث !
قاطعها سكوت :
- لم يكن حادثاً .. بل عملاً اجرامياً نتيجة عدم مسؤولية ! كان سائق السيارة موظفاً عندي يومها ، لذلك احسست طبعاً بمسؤوليتي الجزئية .
صاح الوالدان معاً :
- ما كان عليك تحمل المسؤولية سيدي اللورد !
- لم تكن غلطتك .
لكنه تابع :
- اشعر انها مسؤوليتي .. كنت اشعر بانه غير ناضج وبأنه شخصية غير سوية ومع ذلك اعطيته عملاً على امل ان يريحني من عبء العمل . لكن تبين لي فيما بعد انه عبء علي اكثر مما هو عون , فهو كسول غير كفء ، يحن دائماً للعودة الى الاضواء التي خلفها وراءه .. كان يسعى الى الانحراف في البلدة ليلة الحادثة .. فبعد قضاء ساعات في احدى الحانات ، عاد الى القصر في حالة ارهاق ، و كان يقود بسرعة جنونية في آخر جزء من الطريق ولكنه كبح السيارة متأخراً فلم يتفاد صدم ستيفن الراكب على دراجته .
تنهدت الام :
- لم يكن ستيفن غير ملام ، فقد برز الى منتصف الطريق بسرعة ليدخل من باب الحديقة .
- هذا ما عرفناه بعد التحقيق الذي تلا الحادث ، لكنني ما زلت اصر على ان السائق لو التزم بتعلمياتي المتعلقة بعدم السرعة في حدود القصر ، لأستطاع تجنب الحادثة . انا اعلم جميع من اوظفهم بهذا القانون و عليهم اطاعتي ، اما السائق فكان محظوظاً لأنه نجا بسهولة من الادانة لكنه كان يخلو من الضمير .. ففي مرحلة من المراحل كان من الصفاقة بحيث ههددني بإقامة دعوة ضدي لأني صرفته تعسفياً ! وكان من حسن الحظ ان غيرّ رأيه !
سألت راوينا وقد اشتد شحوبها لأنها تحس بثقل كبير يجثم على قلبها :
- من كان الرجل ؟
ردت الام :
- كان اسمه هوارد بنجمن .
لم تكن تدري ان كلامها المنخفض الوتيرة جاء كالخناجر غرزت عميقاً في جروح العذاب .. هزت رأسها تكمل :
- انه شاب جنوبي .. يشبهك كثيراً آنسة .. لكنه قاسي ، حقود مخادع . وهذا ما لا يمكن ان تتصف به سيدة لطيفة مثلك .



نهاية الفصل الثاني عشر

Rehana 18-03-12 08:11 AM

13- الصيّادة في الفخ

- الى اين انت ذاهبة آنسة هافرشام ؟
جاء الصوت الصغير من وراء راوينا فأفقدها صوابها و منعها من الوصول الى الدرج الذي سيؤمن لها سبيل الفرار من قصر كالدونيان .
استدارات تضع اصبعها على شفتيها :
- ريموس ! ششش ! لا توقظ القاطنين في المنزل ، انت ولد طيب .
بدت امارات الذعر في عينيه :
- لماذا تحملين حقائبك ؟
وضعت حقيبتها من يدها على المضض ، و انحنت اليه هامسة :
- تعال الى غرفة نومك لأشرح لك . لم اشأ الذهاب بدون توديعك .. لقد تركت لك رسالة .. فقد ظنتتك غارقاً في النوم .
- اتفكرين في الرحيل ؟
ظل جسده رغم ارتجاف شفته السفلى مستقيماً وكأنه ينوي منعها .
وضعت ذراعها حول كتفيه ، و صحبته الى غرفة نومه ، مقفلة الباب وراءهما وهناك حافظت على انخفاض وتيرة صوتها :
- انا آسفة ريموس انما يجب ان اعود الى لندن . اعدك ان ابقى على اتصال بك ، اما انت فعليك مراسلتي اسبوعياً لتقص علي اخبارك . الن تفعل ؟
- لا اريدك ان ترحلي ! قاولا انك ستتزوجين عمي سكوت و تبقين هنا الى الابد .. كنت سعيداً بك و بعمي . لكن لن يدعك ترحلين .. اعرف انه لن يدعك ! سأذهب و احضره ليقول لك هذا بنفسه .

Rehana 18-03-12 08:14 AM

- لا .. ريموس لا تفعل هذا .. ارجوك ريموس .. حاول ان تفهم ! لا اريد ان اتركك ولكن حين تكبر ستدرك ان الظروف في اكثر الاحيان تجبر الكبار على فعل مالا يرغبون فيه . ارغب كثيراً ان ازيد من شرح الامر ولكنني لا استطيع .. ان كل ما استطيعه هو ان اطلب ثقتك و مساعدتك حتى ابتعد . ايمكنك مساعدتي ريموس ؟ سأكون شاكرة لك لو ساعدتني .
لم يذهب توسلها الى رجولته هباء ، واحست بتحطيم قلبها وهي تراقب كتفيه النحلتين ترتفعان باستقامة تحت سترة بيجامته .
- ماذا تريدين ان افعل آنسة هافرشام ؟
- لن يكون الامر سهلاً ريموس .. اريد منك ان تعود الى فراشك والا تذكر هذا اللقاء امام أحد . إن سألك احد ، عليك الا تكذب بالطبع و لكنني افضل ان يبقى رحيلي سراً ولو لبضع ساعات تخولني الوصول الى الحدود .
بعد صمت طويل ثقيل ، مسح خلاله دمعتين ضخمتين تدحرجتا علي وجنتيه ، همس :
- حسن جداً .. لكنك ستراسلينني ؟ سأنتظر ساعي البريد يومياً لأرى اذا كان يحمل لي رسالة !
كادت راوينا تنهار و هي تحتضن الجسد الصغير المحب ، المتعلق بشغاف قلبها .. ثم دفعته عنها :
- لن انسي .. سامحني حبيبي .. يجب ان اذهب الآن ...
كان الفجر يشق دربه حين حاولت تشغيل محرك سيارتها الصغيرة التي بدد صوت محركها سكون الصباح . وكانت دموعها تنهمر بغزارة بحيث جعلتها ترى طريق القصر الداخلية المحيط بها شجيرات مزهرة و كانت تجبر نفسها على عدم الالتفاف الى الحجارة الوردية وما خلفها من اشجار سرو سوداء ، ثم فجأة كادت تنحرف بها السيارة من جراء سماعها صراخاً حاداً .. اهو ضحكة ساحرة مسرورة ؟ ابعدت ماريان عن تفكيرها و فكرت في ان الصرخة انما صرخى طائر ازعجه هدير السيارة .
منتديات ليلاس
كان لها الطريق كله ، فداست على دواسة السرعة تقود بشراسة جنوباً ، وكأنما شياطين الجحيم تهدد باللحاق بها .. ولكنها مهما حاولت السرعة لن تستطيع الهرب من عذاب الضمير ، ولم ولن تستطيع نسيان عذابها عندما فضح سكوت اخاها امامها .. ففي الليل الطويل التي تقلبت فيه و تلوّت محّصت الافكار ثم نبذتها ، ووصلت اخيراً الة فكرة شتت بالها . لقد اعترفت اخيراً لنفسها ان تصرف سكوت كان مبراً تماماً ، فعدم مبالاة هوارد بما الحقه من ضرر للصبي و محاولاته الوقحة رفض تحمل المسؤولية حين واجه النتائج ، كلها امور تعرفها عنه .. ففي مرات عديدة سابقة تصرف بطريقة مماثلة لما وصف سكوت ولكنها سابقاً كانت تشك ببراءته اما الآن فهي موقنة انها الحقيقة . اخوها ضعيف ، كذاب ، مخادع و اناني الى اقصى الحدود .
ليلة امس عادت مع سكوت الى القصر بصمت ، كان التهجم و التحفظ بادياً عليه ، اما هي فكانت كالبلهاء شاعرة بخزي و عار .
تناهت نبوءة ماريان الي افكارها مراراً :
- لن يمضي وقت طويل حتى تتركي هذا القصر و طعم المرارة على لسانك !
ارتجفت و ضغطت قدمها مرة اخرى على دواسة السرعة مندفعة بانفعال الى ترك ارض السحرة و اللعنات و التعجرف ، و الرجال الغضابي وراء ظهرها .
كانت ما تزال منطلقة الى لا مكان حين صدر عن المحرك صوت كالسعال ، فدمدم ثم توقف ، اتجهت عيناها فوراً و برعب الى ساعة الوقود و قالت متأوهة :
- أوه .. رواينا ! ما اشد حماقتك !

Rehana 18-03-12 08:16 AM

تشير السيارة الى خلو السيارة من البنزين و هذا يعني انه ليس امامها الا متابعة رحلتها سيراً على الاقدام . على امل ان تحصل على قليل من الوقود من اقرب مزرعة او من اقرب كاراج . راحت الشمس تزداد سخونة على ظهرها اثناء انطلاقها سيراً ... في الثلاثين دقيقة الأولى تمتعت بحلاوة و عطر الصباح الباكر ، وبعبير الازهار المتدلية تحت الاوراق ، لم يكن لها من رفيق سوى قطعان الماشية السارحة في الاراضي المكسوة بالعشب الجميل و كانت هذه القطعان ترفع راسها بلا مبالاة بين الحين و الحين ، نحو الفتاة التي تنظر اليها بتوتر من جهة السياج الاخرى .
كان الخوف من الأبقار ضعف لم تستطع راوينا التغلب عليه .
كانت تكره هذا الخوف و خاصة عندما تسمع من الناس ان هذه الحيونات اللطيفة لن تؤذيها ، و لطالما وعدت نفسها بأن تقهر خوفها بالسير رأساً الى وسط القطعان لتربت على جلدها الناعم و تمرر يدها امام انوفها الناظرة ... ومع انها اقتربت اكثر من مرة الى ذلك ، لم تستطع ان تفعل ، فما ان تقترب من بقرة بهدوء حتى يطير من راوينا كل العزم ، و تسرع الى الباب خلفها ، وهو باب تكون قد اقفلته مقتنعة ان البقرة الوديعة اما ثور او عجل عابث .
ثم شاهدت المزرعة التي بينها و بين المبنى ، امتداد واسع من قطعان البقر السارحة .. قفز قلبها بخوف ، و قد ادركت ان امامها خياراً او احد من الخيارين : اما ان تكمل سيرها على امل ان تجد مزرعة اخرى يسهل الوصول اليها ، و اما ان تسير مباشرة الى القطيع لتحرر نفسها و الى الابد من جبنها . وكان ان فتحت باباً في السياج وسارت في المرعى .
عندما وصلت الى اول بقرة بدأت ترشح عرقاً ولكن حين رفع الحيوان رأسه ناظراً اليها بحزن و بلا مبالاة تنفست الصعداء و عندما لم يعرها التالي الاهتمام و لوح الاخر بذنبه ارتفعت روحها المعنوية الى درجة الاستهزاء من جبنها . قالت لعجل صغير ابيض الانف :
- يا لي من عصفورة مدنية جبانة ! لا تخف مني لن اؤذيك ! .
ثم ضحكت عالياً تذكر الاوقات التي كانت تقدم هذه النصيحة اليها .. اكتسبت الثقة مع كل خطوة ، و بدأت تشعر بالبهجة من هذا السير الصباحي ، ومن تغلبها على خوفها .
منتديات ليلاس
كانت في منتصف الطريق الى المزرعة حينما شعرت بقشعريرة خوف ، لم يكن لها سبب ظاهر . نظرت الى ما حولها فاذا بها ترى ان الابقار التي مرت بها ، قد اصطفت في صف طويل وهي تسير الآن في اعقابها .. فتصاعد الذعر القديم عاصفاً مرة اخرى ، فحثت خطاها ثم اخذت تركض . ولما القت نظرة الى الوراء رأت ان البقرات تقلد مشتيها ، وكأنها تنوي ان تسبق جسدها النحيل الفار .
كاد الوهم يشعرها بأنفاس البقرة على عنقها فبدأت تتوجه الى فجوة كانت على مسافة منها و دعت الله الا تقرر الحيونات التي لم تمر بها الانضمام الى القطيع الهائج وراءها . اندفعت بقوة غير واثقة مما اذا كان سبب الصوت الذي تسمعه وقع حوافر اللاحقة بها ام الدم الضاج في اذنيها ،كانت تنطلق بسرعة و عيناها مركزتان على المنزل ولكن عندما احست بالارض الصلبة تميد من تحتها و بجسمها يغرق بالوحل كادت الانفاس تشق رئتيها .
ما ان توقفت عن المسير حتى توقفت الابقار على بعد اقدام منها لتتحلق حولها مراقبة تحركاتها بأعين واسعة مستاءة من الدخيل الصارخ رعباً الذي ظهر فجأة وسطها ، بقرة منها كانت اجرأ من الاخريات ، رفعت راوينا قدمها من الوحل بصعوبة تنوي التراجع امام الوحش الضخم ذي العينين الواسعتين الشريرتين و الرأس المنخفض استعداداً للهجوم ، لكن حالما سحبت قدمها من الوحل فقدت توازنها فأنكبت على وجهها في الحفرة المليئة برائحة الوقود ، اعماها الخوف و الشحم معاً ، فتقلبت في الطين مقتنعة انها في لحظات ستغرق في قبر لزج ، فأخذت تقاوم ضغطاً غير مرئي كان يجرها الى الاسفل شالا اطرافها .. راحت تقذف الوحل الكريه الطعم و تشهق صارخة .. ثم احست بيدين تظهران الوحشية و الغضب ، تشدانها ثم سمعت صوتاً مبهجاً رائعاً يصيح بشتائم رائعة .

Rehana 18-03-12 08:17 AM

- من بين كل الحمقى البلهاء المذعورين ! بالله عليكي اهدئي واوقفي هذا العنف الشنيع!
كان لكلماته التأثير المطلوب فتسمرت ، وهي مغطاة من رأسها حتى اخمص قديمها بالوحل بحيث لم يكن من الممكن التعرف الا الى عينيها الكهرمانتين المثبتتين على مخلصها .
صاحت :
- سكوت .. اشكر الله لأنك وصلت في الوقت المناسب ! لو مضت بضع دقائق أخرى لابتلعني المستنقع . كان امامي اما الموت غرقاً و اما الموت تحت حوافر القطيع !
- هذا المستنقع ، كما تسميه لا يزيد عن بضعه انشات عمقاً ، و الابقار هي اشد الحيونات فضولاً علة وجه البسيطة .. فأي شيء غير عادي يثيرها .. وحين تسير واحدة منها تتبعها الاخريات ، ان صرخة واحدة على القائد كافية لتشتيتها كلها .
شكل فهما آهة عجب ثم ادركت ان مظهرها سخيف ، فنظرت الى ملابسها الموحلة هامسة :
- ماذا سأفعل الآن ؟
قال بازدراء كان كوضع الملح على جرح الاذلال :
- ستعودين الى القصر .. مازال الوقت مبكراً . وان كنت محظوظة نقلناك الى غرفتك دون ان يراك احد .
كانا في منتصف الطريق الى القصر . عندما سألت :
- كيف عرفت مكاني ؟
- هناك طريق واحد تتجه جنوباً من القرية .
- صحيح .. ولكن كيف عرفت انني غادرت القصر ؟ لم يشاهدني احد سوى ...
- ريموس !
آلمتها الخيبة :
- أخبرك ؟
- بطريقة مراوغة غير مباشرة . لا تقلقي لم يخلف وعده لكنه وجد طريقة ملتوية . منذ ساعة ايقظني ليطلب كوب ماء و بما انني اعرف ان ابريقاً مليئاً موجود قرب سريره ، ارتبت في الامر ثم ازدادت شكوكي عندما اصر علي انزل معه الى مكتبي قائلاً انه سمع صوتاً اقلق منامه وهناك وجدت الرسالة التي تركتها لي على امل ان اجدها بعد الفطور حين تكونين قد قطعت الحدود
منتديات ليلاس
لم يكن في لهجته غضب او ما يدل على الانتقام الذي وعد ان يكون ان حاولت الهرب . ووجدت راوينا هذا محيراً ، خاصة وان محتويات رسالتها تسرد خطتها التي اردات بها اذلاله و بسبب الصداقة القائمة بينه و بين السير دوغلاس شرحت له وضع علاقتهما الحقيقي برئيسها .
لكن سكوت لم يذكر لها شيئاً من هذا كله ، ولم تجرؤ هي كذلك على ذكره كان هادئاً ولكن يديه كانت تشدان على المقود حتي ظهر ابيضاض مفاصل اصابعه ، اما عيناه فكانتا ترميان مشاعر لم تستطع تسميتها و لكنها اخافتها ، اهي الكراهية ؟ الاستياء ؟ ام الثورة ؟ قد تكون واحدة منها او كلها مجتمعة .. ولكن امراً واحداً كان مؤكداً الا وهو الجو مشحون بالخطر ، فقط كان يجري بينهما توتر وهو جو مماثل لذلك الجو الهائج الى تتركه الصاعقة بعد ان تشق اجواز السماء محذرة من عاصفة وشيكة .

Rehana 18-03-12 08:20 AM

لم يكن في القصر روح تتحرك حين دخلاه .. اما الصوت الوحيد فهي تكتكة الساعة الكبيرة في الردهة حيث الاثاث الثمين المرتب حول مقاعد موشاة بالذهب . كانت شمس الصباح الباكر تتلاعب بالتماثيل و اللوحات الزيتية التي تظهر قسمات وجه اسلاف العائلة المتجهمة ، وكأنها تحدق بتحد ميال الى النقد الى الدخيلة الانكليزية الواقفة مرتجفة قرفاً من ثيابها المشبعة بالوحل . عندما اضاء شعاع من اشعة الشمس مرجلاً نحاسياً قديماً زعمت ماريان متباهية ان قائداً عسكرياً انكليزياً سلق في داخله حياً ، اشاحت بصرها عنه بسرعة ، تعزي نفسها بفكرة ان الاسكتلنديين هذه الايام قادرين على محكاة مثل هذا العمل ابداً .
لكن حين قطع صوت سكوت البارد المتباعد الصمت الذي ران عليهما بدأت تتساءل ما اذا كان الالم جسدي افضل بكثير من هذا العذاب النفسي .
- ان اسرعت تصلي الى غرفتك قبل ان يراك احد . عليك البقاء في غرفتك حتى ارسل بطلبك . امام ضيوفنا برنامج حافل هذا اليوم . جاك سيرافق جماعة للقيام بالصيد بري و سيصطحب الصبي معه .. اما سيبيل فستخرج لممارسة ركوب الخيل .. و هذا ما سيخولنا الحصول علي خلوة تامة تسمح لنا بالتحدث و النقاش . اتعلمين ان هذا النقاش ضروري ؟
اخفضت رأسها تنظر الى السجادة :
- أجل .
- حسن جداً، اذن آنسة هافرشام ، فلنر اذا كنت ولو لمرة واحدة ستطيعين اوامري دون اهمال . في الماضي اثبت انك مثيرة للغضب ، مخادعة لا يمكن الوثوق بها . وهذه كلها طباع انكليزية ،فلماذا لا تستبدلينها بأخلاق اسكتلندية ؟
ردت ساخطة وهي تنظر الى وجهه المرعب :
- كالتعجرف و القسوة و الظلم و قلة الاحساس ؟ اهذه هي الصفات التي تفكر فيها ؟ ان كنت لا تمانع سيدي اللورد فأتسمك بمقاييس اخلاقي الخاصة . على الاقل نحن الانكليز نعيش في الحاضر ، و لدينا تعقل يكفي لندرك ان يد الطغيان الحديدية ، لن يسمح بها في المجتمع الحديث !
منتديات ليلاس
حين تقدم خطوة يريد بها التهديد رفضت ان تذعر ، فقال ساخراً :
- يا لك من متمردة . ولكنك كسائر النساء ، تتمتعين بالعقاب الذي ينزل بك ، هيا ، كوني صادقة ، اعترفي ان بنات جنسك يفضلن الرجال القساة على الرجال الذي يمليون كما يميل الخيزران .. و انا تجذبني عذراء تملك اطباع مومس .
ارتجفت راوينا من الاهانة فشهقت :
- اهكذا تراني ؟ حتى بعد ان قرأت رسالتي ، اما زلت ميالاً الى الشك ..
- الميال الى الشك ليس هو الذي يشك دائماً بل هو من يتحرى .. فلنقل ان تفكيري لم يغلق كل الاغلاق امام الاقتناع . لذلك استفيدي من الساعات القادمة ما وسعك الى ذلك سبيلاً . راوينا الصيادة .. حضري حججك جيداً .. فمن يعلم قد تتمكنين من اقناعي بأنك قادرى على قول الحقيقة !


نهاية الفصل الثالث عشر

Rehana 18-03-12 08:28 AM

14- المتعه و الألم .

بعد تمرغ طويل في المغطس غني بالعطر شعرت راوينا بالراحة ولكن استرخاءها ذاك لم يرح بال الخدر الى مستوى الخدر اللامبالي .
كانت كمن القى الألم على احاسيسها و مشاعرها المرتجفة ملاءة سميكة . كان يمسكها بجو من الهدوء الزائف قبولها بواقع وصولها وسكوت الى آخر المطاف .فالآن لم يبق عليها الا ان تتحمل اللقاء الاخير و الوداع الاخير .
تناولت منشفة ناعمة جففت بها جسدها الذي دسته بعد ذلك في روب الحمام ، ثم دخلت غرفة نومها حيث تقدمت الى مقعد النافذة لتجلس حيث يمكن للشمس ان تدفئ جسدها ، و تجفف شعرها الفضي . صبت اهتمامها كله على تسريح كل خصلة منه لتتجنب التفكير فيه . ونسيت الوقت حتى سمعت اخيراً قهقات وهذر الضيوف المغادرين القصر بحثاً على انواع مختلفة من المتعة . عندها عملت انها لن تستطيع التأخر ، ففتحت احدى حقائبها و نظرت الى المحتويات وهي تفكر ان لا حاجة الى شيء مميز ، ففستانان من افضل فساتينها اتلفا لحد الآن .. الفستان الذي ارتدته الليلة السابقة و البذلة الذي ارتدتها هذا الصباح ، البذلة ملقاة الآن على ارض الحمام .
منتديات ليلاس
لم يبق في الحقيبة سوى تنورة العمل و بلوزة بيضاء غالباً ما كنت ترتديها للمكتب .. فتمتمت لنفسها بمرارة :
- انه ثوب مثالي لمواجهة رجل سأربط ذكراه دائماً بالخشونة . ارتدت بسرعة ولكن يدها المرتجفة كادت تعجز عن اقفال سحاب التنورة و اغلاق ازار البلوزة التي تصل الى العنق ثم تقدمت الى المرآة تصلح شعرها..فحدقت اليها صورة مرتجفة، تحاول منع الارتجاف عن شفتيها ... مالت الي تبني الهدوء و الحزم لكنها لما رفعت راسها وجدت ان عينيها قد غسلتهما الدموع و ان شعرها الفضي يلمع كالشجاعة البراقة .
خرجت من اعماقها تنهيدة مهتزة ثم عند اندفاع دمعه أخرى الى عينيها ، ابعدتهما و ارتدت على عقبيها بشاجعة نحو الباب .
ما ان وصلت الى الدرج . ونزلت الى القاعة الكبرى ، حتى تناهى الى سمعها الالحان الموسيقية ، كان شخص ما يعزف علة البيانو ، ببراعة و اندفاع عاطفي ، وكأنه ينتزع الانتقام الغاضب من المفاتيح .
ترددت وهي تعلم ان سكوت هو العازف المنتقم ، وانه اختار مقطوعة شوبان السوداء الشيطانية لتنسجم مع مزاجه . لا شيء على وجه البسيطة كان ليقنعها بالدخول في تلك اللحظة ، فجلست على الدرج تنتظر و بقيت هناك حوالي نصف ساعة حتى استنفد خلالها كل النار و العاصفة ، ودخل في مقطوعة اهدأ .. فدعت الله ان يكون غضبه الوحشي قد هدأ ثم تسللت بصمت من الباب النصف مفتوح ، ووقفت بعيدة عنه قليلاً و يداها قابضتان بشدة بانتظار ان يلاحظ وجودها .
لكنه تغافل عن وجودها و ظل يعزف عزفاً خفيفاً رقيقاً كان يتناقض مع الرجل الذي لطالما ربطت به القسوة و عدم الاحساس . ولكن شعاعاً مضيئاً تلاعب بشعره الاسود اظهره اكثر انسانية و الطف وجهاً . لا ! هزت رأسها بلا وعي ، وهي تصحح افكارها .. فقد كان انساناً ظالماً دائماً بخاصة عندما كان يبرز رجولته الفظة .
جذبت حركتها رغم خفتها انتباهه ، فارتفع رأسه وفي الوقت نفسه سحقت اصابع المفاتيح فانتزع من اعصابها بذلك ارتجافاً غير متوقع .

Rehana 18-03-12 08:30 AM

راحت عيناه الضيقتان تعريانها ، قال :
- تبدين انيقة متزمتة ! هل افهم من هذا انك ارتديت ما يناسب الدور الذي تنوين لعبه ، دور الطفلة الكئيبة الحساسة الى درجة الخوف من ان يساء فهم تصرفاتها .
- لك ان تظن ما تشاء . لم اعد اهتم برأيك بي .
ظللت غمامة سوداء وجهه فوقف ليعرج متوجهاً اليها فتساءلت بسرعة عما اذا كانت تؤلمه ام لا .. قال بغيظ :
- ماعدت مهتمة .. يشير اختيارك للكلمات الى انك يوماً كنت مهتمة جداً .
ابتعدت عنه مشيحة ظهرها لمعذبها :
- ما من إفادة ترجى ان فكرنا في ما كان يوماً او ما كان يمكن ان يكون . لو استمرت الامور كما كان مخطط لها لكنت الآن في طريقي الى انكلترا ، لقد وافقت على هذا اللقاء الاخير انما لا لأتحمل منك الاتههامات ، بل ليودع احدنا الآخر .
استدرات لتواجهه ، وصدمت حين وجدته يكاد يلتصق بها . ولكنه امسك كتفيها ليثبتها كما هي و ليتفرس في وجهها، فأحست بغضبه المكبوت يلذعها ، وببريق عينيه يرهقها ، لم يكن قد اخفى ازدراءه لها ولا كراهتيه لوجودها في قصره فلماذا اذن لا يصرفها بوداع سريع ؟ هل هو الآن في مزاجه السادي المتعاد ؟ هل يتمتع بعذابها ؟
سمعته يقول :
- هل توقعت فعلاً مني ان اصدق الاكاذيب الكامنة في رسالتك الذي تذكرين فيها ان دوغلاس لم يكن اكثر من رئيس طيب و انك عملت معه عن كثب و استضفت ضيوفه و انك قاومت اغراءات المجتمع العالمي في احدى اكثر العواصم صخباً ، محافظة على طهارتك نقية كالثلج ؟
منتديات ليلاس
رنت ضحكته الساخرة في اذنيها كالرعد ، و انخفض صوته الى تمتمة اغواء و اخذ يمرر اصابعه على شفتيها المرتجفتين :
- نعم هكذا .. كيف يمكن ان تكوني صادقة ؟
كانت مثبتة على جسده الصلب بسرعة خطفت انفاسها فأمسكت بقيمصه تشده ، و ارداة و تعقل ، و صفاء تفكير ! جعلتها وحشية عناقه تقاوم بكل ذرة من روحها لتحرر منه و اتخمد الصخب الملّح الذي راح يتسارع داخل عروقها . كان يعانقها بكراهية و كأنه يشتهي الجسد و يرفض القلب الذي وصفه بالمتقلب ، ينظر اليها كأمر تافه كأنثى مفيدة فقط لتخليص الذكر من احباطه .
فجأة أحست بأصابعه تعبث بأزرار البلوزة .. فقاومته بكراهية ، تكرهه و تكره دموع الضعف التي قفزت الى عينيها .. انه لا يستحق دمعه واحدة .. انه كريه ، وحش ضار ، تكرهه ! ولأنها عالقة بين ذراعيه القوتين لم تجد سوى دفاع واحد .. فرفسته ، رفسة قوية حاقدة على عظم ساقه فأطلق شهقة ألم و استغراب . ما ان تحررت من ذراعيه حتى اطبقت اسنانها على ذقته كأنياب فخ حديدي لتخرج من الدماء .
- اللعنة ... !
وكان رده صارماً ، مذلاً و سريعاً , فقط اطبقت يداه المتوحشتان على عنقها و أحست بعضلات عنقها وهي تستعد لتلقي الضغط ..ولكنها انصدمت وجللها الخجل حين امسك قماش البلوزة الرقيق بقوة هائلة و مزقه من العنق حتى الاسفل . منعتها الصدمة من الكلام و حدقت اليه برعب ، اما هو فبدا للحظة قصيرة مذعوراً من جنون ما فعل . ولكن تلك اللحظة كانت كافية لتهرب منه . فركضت في القاعة و منها الى الردهة ، فالدرج فغرفتها ، كانت مضطربة منفعلة ، بحيث لم تشاهد الجسد النحيل المنزوي الذي دخل الى الردهة من الباب الرئيسي ، ولم تع ِكذلك ان من يلاحقها اوقفه عند حده صوت السير دوغلاس السائل بنبرة من لا يصدق ما يرى :
- سكوت ! ماذا فعلت بالله عليك !

Rehana 18-03-12 08:32 AM

ظلت راوينا في غرفتها ما يكفي من وقت لترتدي سترة سميكه فوق جسدها المرتجف ثم وبعد ان تأكدت من خلو الطريق امامها هرعت باكية الى الخارج من باب القصر الخلفي مقتنعة تماماً انها من اجل سلامتها يجب ان تترك القصر و ممتلكاته حيث يقبع الشيطان ملكاً .
كانت تركض بدون تفكير في الممرات بين الاشجار ، وحينما اوصلتها قدماها الى الفسحة المحيطة بالمنزل الصيفي صدمت , كان الباب وباللصدفة السعيدة مفتوحاً ، فتسللت بكل امتنان الى الداخل ، و انهارت فوق المقعد الخشبي ، كومة مرتجفة ، مصابة بالغثيان و الحيرة .
بعد ساعات وجدها ريموس .. شاهدت ظله امامها على الارض المنزل حالما ارتفع صوته :
- اتلعبين لعبة الاختفاء آنسة هافرشام ؟
انتفضت عضلات جسدها من وضعها المتكور و ردت كاذبة :
- أوه ... أجل ... ريموس .
جلس قربها على المقعد :
- هذا ما ظننته . يبحث عنك عمي سكوت منذ ساعات . ولكن حين طلبت منه ان اشاركه في اللعبة نظر الي بغضب و طلب مني الابتعاد عن طريقه .. فقررت التفتيش عنك بمفردي .
- الم تخبر احداً .. اين تظن انك ستجدني ؟
صحك و التصق بها :
- لا .. فهذا مكاننا السري ، ولا اريد ان يعرف احد به .. ثم يبدو ان الجميع ثائر و مضطرب ، اعتقد ان عمي سكوت و صديقه تشاجرا مشاجرة رهيبة .
منتديات ليلاس
كرهت نفسها لتشجيع الصبي على سرد الاقاويل ولكن الضعف البشري جعلها تحثه :
- صحيح ؟ عمن كان الشجار بحسب اعتقادك ؟
- كان عنك على ما اظن .. لم نسمع انا و ابي سوى اطراف الحديث و لكن اثناء مرورنا بغرفة الاستقبال سمعت السير دوغلاس يوبخ عمي قائلاً :
- يجب ان تجد تلك الفتاة و تطلب منها الغفران بكل تواضع ، مع انني لن الومها اذا رفضت ان تتنفس الهواء الذي تتنفسه انت ، بعد تجربتها هذه ! .
كان يقلد صوت السير دوغلاس العميق برنة و ازداد زهواً بنسفه حين رأى الاهتمام على وجهها :
- ثم صاح عمي سكوت و الشحوب و الصدمة تعتليان وجهه و كأنه مريض :
- اللعنة دوغلاس .. لقد افتعلت المشاكل في كل اتجاه ! لماذا لم تخبرني من قبل ؟
ثم بدا على السير دوغلاس الاشفاق على عمي فقال بلطف :
- لأن مشاعر سكرتيرتي شأنها الخاص ، و ليس لدي عادة تحليل مشاعر موظفي . في الواقع ما كنت لأتدخل الآن لولا احساسي بالرعب من الانطباع الخاطىء الذي كونته انت عنها .
تحول صوت الصبي ثانية الى لهجة الامر الواقع :
- ثم اخذا يبحثان عنك .. هل ستسامحين عمي سكوت لأنه ازعجك آنسة هافرشام ؟
استجمعت راوينا شتات ذاتها فخجلت من نفسها لأنها استخدمت الصبي لأرضاء فضولها و قالت :
- لم يعد الأمر يهم الآن ريموس .. فلن ابقى في القصر لحظة أخرى ان استطعت .
ثم لمعت في تفكيرها وسيلة للهرب فسألته بسرعة :
- اتقدم لي معروفاً ؟ ارجوك اذهب و ابحث عن السير دوغلاس ثم احضره الى هنا .. فقط السير دوغلاس ، اتفهم ؟ لا تستدع احداً غيره !

Rehana 18-03-12 08:35 AM

انزلق الى الارض على مضض :
- حسن جداً .. حين اجده اهمس له لئلا يسمعني احد سواه ،و لن اتأخر , فأنا واثق اين اجده .
حين ابتعد اسندت راوينا ظهرها الى المقعد ، تدلك ذراعيها براحتي يديها لتتخلص من الوخز الذي يحمله البرد اليها . فالمنزل اصبح بارداً، و العتمة بدأت تتسلل و الظلال طالت تحمل دلائل الوقت الطويل الذي امضته هنا ، فارتجفت و شعرت بالغثيان من الحالة التي كانت عليها هذا الصباح حين اخرجها سكوت من الوحل .. و خجلت من التفكير في ما حصل ، و تمسكت بالتفكير في العودة سالمة الى شقتها و منها الى بركسيل حتى تتمكن من نسيان هذا الاسكتلندي البربري الذي عرى عقلها كما عرى جسدها من كل كرامة .. خالت نفسها مرة تحبه ! و رقدت ليالي وهي تتخيل ذراعيه تحضنانها ! ولكن المرأة تكون بلا عقل و قاسية لتقضي العمر كله مع رجل كهذا .. وهي ليست كذلك بل على العكس ، انها تتألم بسرعة ، و عاطفتها رقيقة متسامحة الى حد الغباء .. انها لمحظوظة لأنها ستتخلص منه .
إذن .. لماذا البكاء ؟؟؟
استسلمت لتدفق الدموع التي كبحتها طويلا ً، تضع ذراعيها على حافة النافذة لتستخدمها وسادة لرأسها المتألم و لدموعها المتدفقة بقوة الشلال .
كادت دموعها تجف حين سمعت صوتاً حبس عليها انفاسها فتساءلت عما اذا كانت تتخيل ذلك الصوت الذي يدعوها باسمها ..و سمعته مجدداً :
- رواينا!
رفعت رأسها ثم احست بالخوف من الظل الذي ملأ المنزل و بدا في صوت سكوت القلق :
- ارجوك لا تخافي مني .
لكنها كانت اشد انهياراً من الاهتمام برجائه , فشهقت تقول :
- اذهب عني ! لا اريد ان اكلمك !
- صدقيني .. افهم و احترم مشاعرك .. لن المسك .. لن اقترب خطوة اخرى . ليتك تصغين اليّ فقط .
منتديات ليلاس
اعتبر صمتها قبولاً ، فدس يديه القابضتين بشدة في عمق جيبي بنطلونه و طفق يتحدث بصوت خيفض :
- لن اهينك بمحاولة تبرير تصرفي ، لكنني احس ان عليّ على الاقل شرح الدوافع الكامنة وراء عملي ... تعلمت منذ ولادتي الا اثق بانكليزي ... ولم يقم الا القليل من بني عرقك بما يغير راي الراسخ .. كان دوغلاس حتى وقت قريب الاستثناء الوحيد .. ربما بدأت اتغير قليلاً اتجاهكم حتى جاء اخوك ليعيد الي مشاعري القسوة .. و هكذا حين وصلت انت ، و رغم عدم معرفتي بالصلة التي بينك و بينه . كانت معاملتي لك خشنة حتى التطرف ولكن .. اثناء عملنا معاً توصلت تدريجياً الى التعرف الى مزاياك ، و لم استطع سوى الاعجاب بهذه المزايا .. وكنت مستعداً تقريباً للاعتراف بهذا حين وصل دوغلاس و عندما رأيتكما معاً ثار جنوني و شعرت نحوك بكره و ازدراء جعلاني اتصرف بطريقة مخالفة لطبيعتي .. اردت ان اؤئمك . قلت لنفسي ان لتصرفاتي رغم قسوتها تبريرات كثيرة .
سحب نفساً عميقاً ثم اردف :
- ثم ... صدمت حينما اكتشفت اني رغم مقاومتي و بغضي لضعفي امامك وقعت في حبك .. و الكراهية التي تعتمل في نفسي انما هي لنفسي لأننى لأول مرة في حياتي لم اكن قادراً على السيطرة على مشاعري التي تتسارع بجنون كلما اقتربت مني .. و فيما خلتني اعاقبك، كنت اعاقب نفسي ايضاً .

Rehana 18-03-12 08:36 AM

رفضت تفسيراتك و رفضت تصديق حتي ما قاله لي دوغلاس ، الصديق الوفي الذي لطالما وثقت به , الى ان جعلني اخضع للمنطق بقوة . و رغم تردده في الحديث عن مشاعرك شرح لي عمق بغضك للعلاقات العابرة و اخبرني العديد من الرجال الاثرياء من ذوي النفوذ و الوسامة الذين فشلو في تجاوز حدود الصداقة الباردة معك .. و هذا برأيه كان درعاً لحماية مشاعرك الرقيقة السريعة التأثير .
مرر يده على عينيه و كأنه يمسح عنهما مشهداً كريهاً ستبقى ذكراه عابقة في ذهنه الى الابد ..ثم اردف بلهجة خفيضة مريرة :
- بت دون شك تكرهينني كرهاً عميقاً . انا آسف حقاً على كل الالم الذي سببته لك ، راوينا ، لكنك اردت هذا ام لم ترديه ستحصلين على انتقامك .. فاسوأ عقاب قد يقع علي يوماً هو لحظة خروجك من حياتي .
سمعته يرتد على عقبيه ماشياً يعرج ببطء، رفعت رأسها فرأته بعينين اغشتمهما الدموع شبحاً يتحرك فوق العتمة .. فصاحت بنحيب يقطع القلوب :
- سكوت ...!
تحول ظله الطويل الى حجر .. لم يستدر ولم يتكلم .. بل وقف فقط ينتظر متوتراً بدون حراك كتفاه منحنيتان الي الامام، رأسه منخفض وكأنه مستعد لتقلي الاتهام الذي لن ينكر انه يستحقه .
فتشت عن الكلام .. بدا اعترافه لها صادقاً مذهلاً ، ولكنها سبق ان اساءت الفهم وهي تعرف قدرته علي ايقاع الالم باوتار قلبها بتمثيله الرائع .. مع ذلك .. ما اشد رغبتها في ان تصدقه .
- قلت .. قلت لي مرة من قبل انك تحبني و بدوت لي مقنعاً يومذاك كما تبدو الآن ...
استدار ليوجهها :
- لا .. رواينا عليك حتى وان لم تستطيعي تصديق كلامي ان تشعري ان هناك اختلافاً كبير ، في المرة الاخيرة وقفت موقف دفاع يحولني الشك وانت تبكين على كتفي متوسلة الى شيطان ( دعني احظى بليلة واحدة من السعادة ! ) ولكنك حتى وانا امسكك بين ذراعي ، كنت تتآمرين على اذلالي .
منتديات ليلاس
انحني رأسها اللامع و اعترفت مرتجفة :
- كان كلانا يماثل الآخر خداعاً .. لهذا ربما نستحق معاً ان نعاني .
بدا صوته وكأنه يتمسك بصيص نور في قلب الظلام .
- انما ليس الى الابد راوينا .
ارسلت انفاسها طويلة ثم رفعت رأسها تبحث عنه :
- لا .. فيحق حتى للمجرمين نشدان الحرية في النهاية !
طارت نحوه لتضمها ذراعاه القويتان الى صدره ربطتاها برباط من فلاذ تشدانها بقوة الى جسده .. و قال متآوهاً :
- راوينا ... ياصاحبة القلب الحلو المسامح !
ثم عانقها بجوع و حب لا حدود لهما .. جفت الدموع عن وجنتيها ..واصبحا روحاً واحدة في جسدين ، يروي كل منهما ظمأ و عطشه الى الآخر .. كان عناقهما بلسماً شفى جرح كل كلمة فظة خشنة و كل عمل مؤلم و طرد آخر بذور للشك .. و الريبة .. تعلقا ببعضهما بعضا يرتجفان سعادة .. يتأملان ملياً كيف تمكنا من الخلاص من الفراق الذي لا يطيق التفكير به ، فكيف تنفيذه ..
قال متوسلاً وهو لا يزال بحاجة للاقتناع :
- اتتزوجنني حبيبتي ؟
تنهدت :
- اجل .. ارجوك حبيبي المتوحش .

Rehana 18-03-12 08:39 AM

فضمها الى قلبه اكثر و اكثر متأوهاً آهة الحب ، يشاركها سعادة عميقة عمق الصلاة التي كانت تحركهما على وقع موسيقاها . باركت نعمة الخجل الموروث فيها الذي ابقاها حتى الآن دون مساس . لقد حافظت على طهارتها للرجل الذي ستكون له وحده .
حين خفف سكوت قبضته عنها لينظر الى وجهها المسحور الشديد الاحمرار ، شاهد ضبابة صغيرة تعتم بريق عينيها فسأل :
- ما الذي يقلقك .. و يخفف لمعان العنبر في عينيك .. اهو شك آخر .. ؟
هزت رأسها بخجل همست :
- سيكون لنا اولاد .. اليس كذلك ؟
ضحك وهو يضمها ثانية الى صدره متمتماً بخبث في اذنها بلهجته الاسكتلندية :
- يا الهي يا امرأة ! طبعاً يا حبي .. يجب ان يكون لنا اولاد لنزيد عدد العشيرة .. لا اضمن ان يكونوا من ذوي الشعر الاحمر كريموس او من ذوي الشعر الاسود كوالدهم .. ولا اضمن ان يتجنبوا جميعهم لعنة العرج في عائلة سايتون ..
لفت يديها حول عنقه :
- لكنني اضمن لك .
منتديات ليلاس
امسك بيديها يضغطهما بقوة :
- عديني بانك ستحبيني دوماً .. وانك لن تترك طباعي الشيطانية تقودك بعيداً عني .
وقفت رواينا على اطراف اصابعها لتهمس بأذنه :
- اياك ان تكون غير متأكد من حبي حبيبي .. فأنا لك من الآن وحتى يوم الممات .
كان رده دالاً على الندم ولكنه في الوقت نفسه مليئاً بوعد مثير .
حين شاهد ريموس الجسدين في عتمة الليل كجسد واحد وهو يقود السير دوغلاس من يده الى منزل القش ، نظر الى السير دوغلاس بقلق :
- يا الهي ! .. ستنزعج الآنسة هافرشام .. لقد وجدها عمي سكوت اولاً .
ضحك السير دوغلاس فدهش الصغير ، ولكن السير دوغلاس رفعه بين ذراعيه ليعود به الى الممر الموصل الى القصر .. و اكتملت حيرة الصبي حين سمع تمتمة السير دوغلاس :
- لا يمكن للمرء أخذ وردة دون ان يعاني من وخز شوكتها .. و ما ألذ المتعة بعد الألم!


تمت

Rehana 18-03-12 08:43 AM

في نهاية الرواية بعتذر عن التأخير لضغوط خارجية
واتمنى القاكم برواية جديدة
لكم كل الود والحب من اختكم .. ريحانة


http://wow.mrkzy.com/breaks/rose/16.gif

سومه كاتمة الاسرار 19-03-12 12:04 AM

هيييييييييييييييييييييييييه الروايه خلصت تسلم ايدك احلى رريحانه قرائتها كانت ممتعه منتظرين الجديد ياقمر
:8_4_134:

زهرة منسية 19-03-12 04:31 PM

يسلموا الأنامل الغالية الرقيقة حبيبتى أنا أستمتعت كتيررررررررررر بمتابعة الرواية معاكى فصل بفصل حبيبتى
مشكوررررررررة كتير على الرواية الحلوة عجبتنى شخصية سايتون الأسود
مبرووووووووووك
عنوان الأناقة

خلوف 19-03-12 08:25 PM

وااايد رووعة الرواية

الله يعطيك العافيه
:55:

شمعة السماء 19-03-12 08:59 PM

رائعة جدا يسلموا يديك ياعسل

شمعة السماء 19-03-12 09:30 PM

يسلمو ياقمر عنجد بتجنن شكرا كتيييييييييييييييير

نجلاء عبد الوهاب 22-03-12 09:32 PM

الروايه حلوه كتيييييير انا عجبتنى شخصية البطل جداااااااااااا
:55::55::55::55::55::55::55::55::55:
:Welcome Pills4::Welcome Pills4::Welcome Pills4::Welcome Pills4:
:110::110::110:
:Supercool::Supercool::Supercool:
:85::85::85:

زهره حزينه 24-03-12 06:35 PM

روايه مدهشه زى ما احنا متعودين منك شكرا على الروايه الجميله

ندى ندى 31-03-12 01:03 AM

قمة الروعه والتميز

شووقهـ 27-04-12 05:54 AM

يعطيك العافية ريحانه داائماا مميزة بعطائك

مودتي لكِ

Rehana 06-07-12 11:36 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سومه كاتمة الاسرار (المشاركة 3037390)
هيييييييييييييييييييييييييه الروايه خلصت تسلم ايدك احلى رريحانه قرائتها كانت ممتعه منتظرين الجديد ياقمر
:8_4_134:

هههههههههههه
الله يسلمك سومتي .. ومبسوطة انك استمتعت فيها
ان شاء الله

Rehana 06-07-12 11:40 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة منسية (المشاركة 3038039)
يسلموا الأنامل الغالية الرقيقة حبيبتى أنا أستمتعت كتيررررررررررر بمتابعة الرواية معاكى فصل بفصل حبيبتى
مشكوررررررررة كتير على الرواية الحلوة عجبتنى شخصية سايتون الأسود
مبرووووووووووك
عنوان الأناقة

الله يسلمك يارب
مبسوووطة انك استمتعت فيها زهووري
والعفووو .. هههههههه.. عجبتك شخصيته!! .. دا قاسي ..

الله يبارك فيك حبيبتي ^^

Rehana 06-07-12 11:40 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خلوف (المشاركة 3038237)
وااايد رووعة الرواية

الله يعطيك العافيه
:55:

الارووع مرورج والله يعافيج يارب

Rehana 06-07-12 11:41 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شمعة السماء (المشاركة 3038278)
رائعة جدا يسلموا يديك ياعسل

الارووع تواجدك فيها .. شمعة
والله يسلمك يارب

Rehana 06-07-12 11:46 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجلاء عبد الوهاب (المشاركة 3041863)
الروايه حلوه كتيييييير انا عجبتنى شخصية البطل جداااااااااااا
:55::55::55::55::55::55::55::55::55:
:Welcome Pills4::Welcome Pills4::Welcome Pills4::Welcome Pills4:
:110::110::110:
:Supercool::Supercool::Supercool:
:85::85::85:

الاحلى تواجدك فيها نجلاء ..
آهة .. بنات انتُ بتحبوا البطل القاسي !!؟؟

منورة حبيبتي الرواية

Rehana 06-07-12 11:49 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهره حزينه (المشاركة 3043690)
روايه مدهشه زى ما احنا متعودين منك شكرا على الروايه الجميله

تسلمين زهرة حزينة
والعفووو .. وانا مبسووطة ان الرواية نالت اعجابك

Rehana 06-07-12 11:50 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ندى ندى (المشاركة 3049196)
قمة الروعه والتميز

الارووع مرورك .. ندى
منورة

Rehana 06-07-12 11:53 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شووقهـ (المشاركة 3080284)
يعطيك العافية ريحانه داائماا مميزة بعطائك

مودتي لكِ

شووقهـ ياعسل.. منورة الرواية
والله يعافيك وتسلمين على كلامك الحلوو

الجبل الاخضر 08-07-12 01:20 AM

:55:برافو :55:برافو :55:برافو :55:برافو :55:تسلم الانامل :hR604426:على المجهودك الرائع والاختيار الممتاز:55::peace: ونشكرك على تعبكي:lol: ياعسل :wookie:وننتظر جديدك:dancingmonkeyff8:

Rehana 17-10-12 08:17 AM

رد: 61- لو تحكي الدموع - مارغريت روم (كاملة )
 
اهلين خضراء
منورة الرواية بطلتك وتشجعيك لي

doctor.dodo 17-10-12 02:40 PM

رد: 61- لو تحكي الدموع - مارغريت روم (كاملة )
 
:rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1::lillas::1 03gi:

Rehana 08-04-13 01:04 PM

رد: 61- لو تحكي الدموع - مارغريت روم (كاملة )
 
العفووو .. عزيزتي

ايدن 13-04-13 11:27 AM

رد: 61- لو تحكي الدموع - مارغريت روم (كاملة )
 
رواية ممتعه

امل حبي 30-10-13 12:12 AM

رد: 61- لو تحكي الدموع - مارغريت روم (كاملة )
 
رواية رائعة

العنكبوتة الحمراء 25-11-13 01:34 PM

رد: 61- لو تحكي الدموع - مارغريت روم (كاملة )
 
سلمتي شكرا على المجهود

*الهوا الغايب* 02-12-13 03:55 PM

رد: 61- لو تحكي الدموع - مارغريت روم (كاملة )
 
شكرااااااا

ايهاب السيد 02-12-13 07:02 PM

رد: 61- لو تحكي الدموع - مارغريت روم (كاملة )
 
روووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووعة جمييييييييييييييييييييييييلة

ايهاب السيد 02-12-13 07:03 PM

رد: 61- لو تحكي الدموع - مارغريت روم (كاملة )
 
جميييييييييييييييييييييييييييييييييبلة

صرخة الياسمين 30-08-14 05:51 PM

رد: 61 - لو تحكي الدموع - مارغريت روم ( كاملة )
 
رواية كتير رائعة قراتها من 10 سنوات

ساسيل 01-09-14 11:54 AM

رد: 61 - لو تحكي الدموع - مارغريت روم ( كاملة )
 
:rdd12zp1:

تـخ ــتـو ـخه 22-09-14 04:39 PM

رد: 61 - لو تحكي الدموع - مارغريت روم ( كاملة )
 
يعطيج الف عافيه على القصه الروعه واااااااااايد حلوه

rebel angel 09-10-14 09:09 PM

رد: 61 - لو تحكي الدموع - مارغريت روم ( كاملة )
 
مبين انها كتير حلوه

دائرة الزمن 18-11-14 10:40 PM

رد: 61 - لو تحكي الدموع - مارغريت روم ( كاملة )
 
رائعة جدااااأا شكرا

فرحــــــــــة 04-08-16 06:10 AM

رد: 61 - لو تحكي الدموع - مارغريت روم ( كاملة )
 
غاليتى القديرة
ريحانة
قصة اكثر من رائعة
ترتوى الاحاسيس بهذا الفيض الغزير
كم هي الآنـــا ممتنه لهذا الجمال
الذى يشع من صفحاتك العبقة
لاحرمنا الله من روائع القصص التى تختارينها بعناية
دمتى بكل الخير
فيض ودى

doda qr 26-04-17 10:49 PM

رد: 61 - لو تحكي الدموع - مارغريت روم ( كاملة )
 
جميله جدا شكراااااا

fatat jamila 30-04-17 02:08 AM

رد: 61 - لو تحكي الدموع - مارغريت روم ( كاملة )
 
:55: :55: :55: KTIIIIIIIIIIIIIIIR HILWAAAAAAAAA

vivivivi 03-05-17 06:26 PM

رد: 61 - لو تحكي الدموع - مارغريت روم ( كاملة )
 
رواية رررروعة لكي كل الشكر

نورمال 14-07-17 04:55 AM

رد: 61 - لو تحكي الدموع - مارغريت روم ( كاملة )
 
رواية جميلة جدا جدا

paatee 10-06-18 02:16 PM

رد: 61 - لو تحكي الدموع - مارغريت روم ( كاملة )
 
رااااااااااااااااااااااااااااااااااااااائعه تسلم الانامل ياعسل

سمسمة لف 11-07-21 10:53 PM

رااااااااااااااااااااااااااااااااااااااائعه وجميله


الساعة الآن 12:00 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية