2- الــضحية والجــلاّد * *
تمكنت من السيطرة على صوتها ليكون هادئاً غير مكترث : ـ كما تشاء . . مع أننـي ما كنت لأظن أن التردد عادة من عاداتك . فجأة عادا غريبين . كانت تقصد من وراء كلماتها الأخيرة أن تلذع وتؤلم , ورأت وجهه يتغير , وعرفت أنهما على وشك الخصــام وكأنما غيمة سوداء مفاجئة اجتاحت السماء الزرقاء الصافية . ـ واضح أن هذا ليس عادة ما عاداتك . . هل تتخذين دائماً آراء متهورة بشأن الناس , أم بشــأن الرجال فقط ؟ كان رده ضربة مؤلمة لها ولكنها عجزت عن الاعتراف بأنهــا لم تتجاوب من قبل مع أي رجــل كمــا تجاوبت معه . عاد إلى الصالة , ولحقت نادين به , متأكدة أن اليوم قد افسده الكـــلام . أردف يقول : (( أظن أن من الأفضل إلغاء خطتنا لهذا اليوم )) . توقف أمام صورة موضوعة في إطـار على الطاولــة , تظهر فيها نادين مع أبيها , ومع أحد أصدقاء الأب القدامى . . اخذ ينظر إلى الصورة بتركيز حيرهــا . وما استغربته أن عينيه وفمه اجتاحتهما الكآبة , فقالت لــه : ـ إنه صديق قديم لأبــي . . إنه . . لقد مات السنة الماضية . ارتجف صوتها , وعضت شفتها بقسوة . . لم تكــن تعرف الرجل جيداً . مع أنه وأباها كانا صديقين لسنوات طويلـة . مع ذلك كانت تجد من الألم التحدث عن موته , فقد كان ضحية عملية اختطاف , وموته على يد مختطفيه كان العنوان الرئيســي في الأخبار . كانت نادين حتى الآن تجد صعوبة في إبعاد الرعب المثير عن نفسها , ولكنها لم تخبر والدها عن خوفها من أن تكون هي أيضاً ضحية اختطاف . وأقنعت نفسها بخفة أن بعض الناس يخافون العناكب , أما هي فتخاف المختطفين . كانت تشك أن مرد خوفها هذا يعود إلى موت أمهــا . . كانت فــــي المدرسة الداخلية عندمــا ماتت , ولم تعرف بالأمر . ولكن وصول غريبتين , عرفت فيما بعد أنهما سكرتيرة أبيها ومساعدته الشخصية , أبعدتاها عن المدرسة بدون أن تقدما تفسيراً ثم لم تلبثا أن أخبرتاها بموت أمها وهذا الخبر ترك في نفسها جرحاً لم يندمل حتى الآن تماماً . أجبرت نفسها على أن تردف : ـ لقد اختطفه الإرهابيون . ـ إنها مــأساة ! بدا سيرجيو وكأنه يعني ما يقول ووجدت نادين نفسها , تعود لتحيا حزن أبيها . ولكنها نفضت عنها هذا بسرعـة . . وقالت : ـ آه , لا أدري . . أليس هذا ما يجول في خيال الجميع ؟ كان هذا كلاماً مقبولاً بين الزمرة التي عايشتها نادين , وطالما استخدمت هذا التعبير لتدافع عن نفسها غير عابثة بالاستنتاج الذي قد يكونه مرافقها عنها , لكنها الآن . . تهتم . وتمتمت بمرارة لو أنها لم تتفوه بما قالت خاصة عندما رأت نظرة سيرجيو إليها . قالت وصوتها وعيناها يساعدانها في التوسل ليفهمها , ويسامحها , مساحة لا تسمح لها كبرياؤها بطلبها : ـ سيرجيو ؟ تغيرت ملامح وجهه , وطردت ابتسامة العبوس والمرارة القاسية التي ظهرت عليه , والتوى فمه ساخراً : ـ يبدو أننــي استيقظت هذا الصباح ومزاجــي ســــيء وربما السبب أنني غير معتاد على حرير الفندق . كم تحتاجين من وقت للاستعداد ؟ لم يشر إلى أنه منذ دقائق قليلة كان على وشك أن يلغي نزهتهما , ولكن الفرح الذي غمر نادين جعلها لا تذكر له ذلك بل وعدته : ـ عشــــر دقائق . وكانت عند قولها . فما هي إلا عشر دقائق حتى وقفت تراقب بإثارة سيرجيو وهو يضع سلة الطعام في صندوق المرسيدس , ثم يفتح لها الباب لتصعــد . كـــان الطـــــريق لهما وحدهمـــــا تقريــــباً , واسترخت نادين مستندة إلى ظهـــر مقعدهـــــا مستمتعة بالنسيم العليل الذي يتلاعب بخصلات شعرها وراحت تتنشق عبير الريف الهاجع تحت حرارة منتصف الصيف . . مرا ببساتين الزيتون المعمرة سنيناً قديمة . وصلا إلى أعلى التلال خلف منطقة الفيلا , فبان البحــر في البعيد يلمع أزرق لازوردياً ويلتحم بالأفق . جلست نادين على الأرض وركبتاها تحت ذقنها , تحس بحرارة الشمس وهي تلفح كتفيها . . منذ نصف ساعة , أوقف سيرجيو السيارة بعيداً عن الطريق , في هذه البقعة الجميلة المعزولة , وها هو الآن يستلقي إلى جانبها فوق العشب الطري ينظر إلى السماء . حركت نسمة لطيفة الهواء الساخن حولهما . . كان يجب أن تشعر بالراحة والسعادة بعد الوجبة التي تشاطراها ولكنها شعرت بوضوح بكل حركاته حتى دون النظــر إليه . كن قد انتزع قميصه وبنطلونه , وبقي بثوب السباحة الذي كان يرتديه تحت ملابسه , ولامت نادين نفسها لأنها لم تحذُُ حذوه وترتدي ثوب السباحة . أجبرت نفسها على عدم النظـر إليه وفكرت في أن بإمكانها الذهاب إلى السيارة لتغيير ثيابها , فلا أحد سيراها . . وكأنه قرأ ما تفكر فيه , فقــال متكاسلاً : ـ لماذا لا تقصدين السيارة لتبدلي ملابســك ؟ إنها ترغب في هذا . . فلماذا تتراجع ؟ وما هذا الإحساس الغريب الذي يجعلهــا مترددة في عرض نفسهــا أمام سيرجيو ؟ رفع نفسه على مرفقه ليتأملها . ـ تبدين وكــأنك إحدى عذارى المسيحيين التي تفضل ثياب الأسود على أحضان آسرك الروماني . . إنها تجربة جديدة من نوعها . أبعدت عينيها عنه لئلا يقرأ فيهما صحة تخمينه فهي فعلاً ما تزال طاهرة . لماذا , وهي التي لم تهتم بهذا من قبل , تحس بالرهبة أمامه ؟ ليتها تملك بعض الخبرة لتستطيع الرد . قست كلماته وهو يردف : ـ لماذا تبدو البـراءة شركاً مغرياً للرجال متى شهدوها ؟ حين أنظــر إليك يصعب علي أن أتصور أن رجلاً آخـر قد لمس قدك الرشيق . يا إلهــي . . لا شك أننــي سـأفقد سيطرتــي على نفســي ! ضاعت وهو يميل إليها يأســرها بين ذراعيه : ـ ثمة ما ينبئني بأننــي سأندم على هذا . لكننــي لا أستطيع التفكير إلا بالألم الذي يخز في نفسي ويذكرني بأنني من البشر . . ماذا تتوسل مني عيناك حين تنظرين إلي هكذا ؟ الإنقاذ . . . أم هذا ؟ عرفت نادين منذ رأتــه أول مرة , أنه رجل يعرف كل شيء عن الجنس الآخــر . . لكن يبدو أنه أساء الحكم عليها , فضغط ذراعيه القاسيتين عليها , والرغبة التي لم يحاول كبحهــا , أخافتها بدل أن تثيراها . وجردها غضب داخلي من كل إحســاس أو إغواء . ســألت نفسها بوهن وهي مجمدة بين ذراعيه . . لماذا تشعر بالخوف من التغييرات التي تطرأ عليه ؟ فقاومت لتتحرر منه واجتاح الذعـر عضلات جسدها أما عقلها وجسدها فكانا يصرخان لها بأنها حمقاء لأنها سمحت له بالانفراد بها في عزلة تامة . ماذا تعرف عنه على أي حــــــــــال ؟ وكأنما أحس بمسار تفكيرها , فخفف فجأة من وطأة عناقه وتمتم معتذراً في أذنها ثم راح يخفف من ذعرها بهمسات رقيقة . ـ سامحيني (( كارا )) كنت متهوراً , لكن رغبتي فيك أقوى منــي . رغم كلماته ورغم نظرة عينيه شعرت بأنه يلعب دوراً وكــأنه يتفوه بكلمات لا يشعر بها , لكن هذا الشعور مات فور ولادته . . ربما تصورت غضبه . . ربما كان سبب غضبه الرغبة , فهي لا تعرف الكثير عن الأحاسيس التي تسير الرجال ومن الواضح أنه ليس بالرجل المعتاد على إنكـــــار رجولته . أخافتها استجابة جسدها له فحاولت الابتعاد , متمتمة : ـ يجب أن نعــــود . . فــأنا . . نظر سيرجيو إلى ساعته , ثم أعاد نظره إلى المنظر أمامهما وإلى السماء المهجورة , والطريق المهجور . وقال بعذوبة : ـ ليس الآن . حين مضت في اعتراضها , تجاهلها ومضى في عناقه لها , فعلقت أنفاسها بموجة صادمة . وانسل اسمه من بين شفتيها : ـ سيرجيو . . قاطعهــا بصوت أجــش : ـ أعرف . . ولكنك جعلت المقاومة صعبة علي . . صعبة جداً . |
2- الــضحية والجــلاّد * *
كان وجهها قد أصبــح ببياض الورق . . أرادت أن تخلل أصابعها في شعره , وتشده إلى ذراعيها ولكن الخجــل , وقلة الخبرة أبقياها متباعدة حذرة . . وما هي إلا لحظات حتى وقف سيرجيو , يجذبها معه ويقودها نحو السيارة . لم يكن لديها الوقت للاعتراض . وفيما كانت تنتظره , أدركت أن سمعه المرهف التقط صوت تقدم اللاندروفر الهابط من التلال نحوهما . . وقف اللاند على مقربة منهما وقفز منه ثلاثة أشخــاص : رجلين وفتاة وهم يرتدون الجينز والتي شيرت , ويحملون في أيديهم رشاشات معلقة على أكتافهم , ومصوبة إليها . أحست نادين أنها دخلت فجأة إلى كابوس , وراقبتهم بعجـــز يقتربون منها . . من خلفها سمعت سيرجيو يتحرك , فأحست بالراحة لأنها ليست وحدها , فالتفتت إليه تشهق باسمــه . ـ اخرجــا من السيارة ! كانت الفتاة تلقي الأوامــر بكلمــات حادة اللكنة اخترقت ضباب الرعب الذي غلف نادين . . فتمتمت باسمه مرة أخرى وكـأنه تعويذة ضد الشر وراحت تتوسل إليه ولكن عينيها اتسعتا وكأنهما لا تصدقان ما تريانه على وجهه من تعابير حجرية وما تسمعه من فمه : ـ نفذي ما قـــالت لك نادين . ـ لكن . . . ألا يرى أنها لو غادرت السيارة لأصبحت أكثر عرضة للخطــر ؟ آلمتها ضحكة الفتاة الشرسة وهي ترى وجه نادين الشاحب المذعور أمام ارتبـــاك سيرجيو . صاحت الفتاة : ـ انظروا إليها ! إنها لا تصدق حتى الآن . . لا بد أنك قمت بعمـــل رائع في إقناعها بتقبلك سيرجيو . . إنها حتى هذه اللحظة لا ترى الحقيقة الحمقاء الصغيرة ! . . سيرجيو شريكنــا وهو لن يساعدك . نظرت نادين إلى وجهه القاسي وعرفت أن الأمر حقيقـــــي . أدار رأسه , وعيناه الرماديتان تتفرسان في كل ذرة ضعيفة فيها , وعرفت بوضوح مرعب , أن كل شيء كان مخططاً له , كل تفصيل ممل , كل كلمة , كل مداعبة , وهي كالبلهاء وقعت في حبائله . . وليس هذا فقط , بل أنها حاكت بكل غباء أحلاماً عاطفية بشأنه . . . أوهمت نفسها بأن شيئاً نادراً , ثميناً , موجود بينهما . . . ودار رأسها وهي تتذكــر كيف كانت قريبة جداً من تسليمه نفسها . . شكرت الله لأنه وفر عليها هذا الإذلال النهائي ! تصورته , وهذه الفتاة الزيتونية البشرة ذات العينين البنيتين , يضحكان على عذريتها الضائعة , وعلى ثقتها التي لم تكن في محلها , مدت يدها مغشية البصر إلى مسكة الباب , لتنزل من السيارة ولكنها تعثرت بصخرة ناتئة وكادت تقع لولا ذراعا سيرجيو ولكنها دفعته عنها دليل كراهية مريرة . . تخبـــئ الألم المرير , تستخدم ألم خداعه لها لتحويل الألم إلى غضب , تقول بصوت أجــش : ـ لا تلمسنــي ! منتديات ليلاس ضحكت الفتاة المسلحة للمرة الثانية بسخرية : ـ آه . . سيرجيو . . لقد أفسدت عليها كل أحلامها الجميلة . ظنتك تريدها لنفسها , ولكنك في الواقع لا تريد سوى مال أبيها . . ترى كم من المال سيسارع لدفعه مقابل حريتها ؟ من الأفضل ألا يتأخر . . روما تحتاج إلى دعم مالي سريع لشراء المعدات اللازمة . صمتت فجأة تشهق ألماً بعد أن تقدم سيرجيو ليمسك بمعصميها ويديرها لتواجهه , ويقول بصوت ثابت بارد : ـ احفظــي لسانك ليديا ! رفعت ليديا رأسها بتحد : ـ ولماذا ؟ ثمة طرق لمنع صديقتك الصغيرة من تكرار ما تسمعه , ولكن هل فقدت إخلاصك لقضيتنا يا صديقي ؟ هذا هو اليوم الثاني الذي نتواعد فيه هنا . هز كتفيه : (( لقد تأخرت )) . لكن رده لم يعجبها , وانضم حاجباها الكثيفان في عبوس شديد , وقالت بصوت خطير تنظر إلى نادين : ـ أخرتك هذه . . سيرجيو . . قاطعها سيرجيو : ـ تأخرت في روما . . تذكري أننــي المسؤول هنا ليديا , وأنه من غير المسموح لك أن تسألــــي عن تحركاتـــي . والآن اصطحبي الفتاة إلى الآندروفر . . لقد قضينا وقتاً طويلاً هنا . استقرت فوهة رشاش ليديا في أسفل فتحة قميص نادين , وقالت ليديا متمتمة من بين أسنان بيضاء حادة : ـ تعالي . . أنت جميلة ولكن رقيقة . . انظروا كيف ترتجف ! هــذا الرشاش حساس جداً . . ارتجاف جسدك كاف لــ . . قاطعها سيرجيو ببرود قاتل : (( لن تنفعنا ميتة )) . كان قد تغير إلى حد كبير كادت معه لا تعرفه . فقد اختفت الابتسامة الدافئــة والسحر السهل وحل محلهما الشر المخيف والقسمات المحفورة حفراً . لكن ليديا ســارعت لتوافقه الــرأي : ـ لا نريدها ميتة ولكن والدها سيدفع فدية ابنته حتى وإن شوهناها قليلاً . لقد أحسنت صنعاً باختيارهــا سيرجيو . . لقد قرأنا كثيراً في الصحف عن نادين كلايتون , وعن علاقاتهــا ومال أبيهــا . . التفتت إلى نادين تردف : ـ سمعنا أنك آتية إلى إيطاليا , فوضعنا خططاً دقيقة وحذرة , قال سيرجيو إنه لا يصعب عليه كسب ثقتك . . فلديك ضعف أمام الرجال . صــــاح بها سيرجيو : ـ توقفي عن إضاعة الوقت ليديا , اصحبوها إلى المزرعة . يجب أن أعيد المرسيدس وعلي أن أراسل أباها بالتلكس , قد نرى النتائج بسرعة . . والآن تذكري أن يظهر كل شيء طبيعياً حالما تصلون إلى المزرعة خشية أن تكون مراقبة . ـ ومتى تعود ؟ ارتفع حاجباه بسبب العداء في سؤال ليديا المتملك : ـ لا أدري ! إن عودتــي وقف على موعد انتهاء الأمـــر . سألته ليديا وهي تدفع بفوهة الرشاش نحو نادين : ـ وهي ؟ ـ حافظي على الخطة فقط , وحذار الخشونة فلا جـدوى . . ـ ألأنك لا تريد أن يفسد بشرتها الناعمة شــيء ؟ فجأة فهمت نادين أن ليديا تغار منها . . فما هي علاقة هذه الفتاة به ؟ أهما عشيقان ؟ صدمها ما شعرت به من ألم ولكن أَلم يقتل اكتشافها خدعة سيرجيو كل ما شعرت به نحوه وإلى الأبــد ؟ وسمعته يرد : ـ لا تهمني بشرتها بل الثمن الذي ستضعه لها . كما عليك أن تعرفي أن علينا أن نملك دليلاً قاطعاً على أنها ما تزال حية لأجل أبيها , ولهذا لا أريد أن تُمس شعرة من رأسها , على الأقل في الوقت الحالي . سأقرر ما يلزم حين أعــــود . نظر إلى ساعته الذهبية , وأحست نادين بالإعياء الجسدي لمجرد التفكير في المال الذي يسعى إليه . لقد توقفت عن الوجود كآدمي بالنسبة له , ولكن هل كانت موجودة بالنسبة له أصلاً ؟ ها قد أصبحت ببساطة سلعة مميزة . . أما الكلمات التي تفوه بها قبل أن يتركها مع حراسها الثلاثة فكــانت : ـ لا تحاولي فعل ما هو متهور . . لدى ليديا الأوامر بإطــلاق النار عليك إن حاولت الفرار . إنما ليس الأمر أن تقتلك بل أن تجعل ساقيك أقل جاذبية وذلك بأن تغدوا محطمتين . صعُب على نادين كبح الذعر , فضحكة ليديا الشرسة أخفتها فقط رعدة محرك المرسيدس , التي التمع طلاؤها البراق في الشمس قبل أن تسلك الاتجاه الذي سلكته منذ وقت قصير . كان هذا إحياء حقيقــي لأسوأ كوابيسها . . هبوط مباشر من الجنة إلى الجحيم . . . صرخ بها كل عصب بذعر مجنون فقاومت رغبة في الارتداد على عقبيها للفرار ولكنها تعلم أن فرارها سيكون دعوة سهلة لرد ليديا الذي ستنفذه بكــــل سرور . وفيما كانت واقفة تحت حرارة الشمس , أمسكــت الحقيقة الباردة بكل مشاعرها الضعيفة . . الحب والرغبة سحقا سحقاً رهيباً , أمام رغبة حارقة في الانتقام . ليس بسبب الاختطاف فحسب بل بسبب الطريقة التي تم بها الاختطاف , وبسبب الطريقة التي استخدمها سيرجيو للوصل إلى حياتها , وبسبب ضعفها وانكشاف مواقع تعرضها للخطر أمامه . لقد استغلها ببرود , وجرأة , وستجعله يدفع الثمن غالباً حتى ولو اقتضاها ذلك سفك آخــر قطرة دم من دمائها ! استحوذ عليها فجأة ظمأ للانتقام , محا كل خوف وذعر من نفسها وأعطاها القوة لمواجهة هذه الوجوه الباردة , ورشاشاتهم القاتلة . والدها مليونير وهو سبب يبرر اصطيادهم لها , ولكن معظم ثرائه مرتبط بأعماله , فهو وإن استطاع جمع الفدية المطلوبة , لن تخرج على قيد الحياة . . فقد قرأت قدرها ومصيرها في عيني خاطفيها . . كم من الضحايا عانت من الوضع ذاته ؟ وكم منهم أطلق سراحهم ؟ تذكرت صديق والدها مثلاً . لقد اختطف وقتل . . وهي الآن تواجه خيارين : إما الاستسلام للذعر الذي ينتشر في داخلها , أو الاحتفاظ بآخر ذرة من قوة احتمالها لتزعزع ثقة خاطفيها بأنفسهم . إنها الغريزة نفسها التي جعلت أباها يرتقي من حالته المغمورة نسبياً , إلى المركز الذي يترأسه الآن . انتشرت في نفس نادين الحاجة القديمة للحياة والبقاء , وكان أن اتخذت القرار , وهي تسلك الاتجاه الذي أشارت إليه ليديا بسلاحها , ولسان حالها يقول : البقاء حية أفضل انتقام . . ! وهذا ما ستتمسك به فعليهــــا أن تعيش , وستقــــدم للعدالة كــــل من شارك في ارتكاب هذه الجريمة بحقها . . أما سيرجيو فسيكون الانتقام ألذ ما ستتجرعــه من شراب , وراح عقلها يفكـــر بسرعة بحثاً عن وسيلة للهرب , متجــاهلة صمت البندقيتين المصوبتين إلى ظهــرها . http://smiles.al-wed.com/smiles/13/i...17_42994_4.gif نهاية الفصــل (( الثانـــي )) . . . |
موعدنـــــــا غداَ بإذن الله http://files.maas1.com/images_cache/...22065656cU.gifمع فصــول جديدة تحيتي جمره لم تحترق |
مبروووووووووووووووووووك علينا روايتك الجديدة جمرة موفقة حبيبتى يسلموا أيديكى عجبنى الملخص كتير شكلها أكشن وطريقة عرضك للملخص جميلة قوى يسلموا أيديكى جمرة دايمن أختيارتك رائعة |
السلام عليكم باين من الملخص ان الرواية روعة موفقة انشالله
|
الساعة الآن 06:05 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية