كانت خشونة صوته تماثل شعوره نحوها . انها صديقة اخته المفضلة 0 -لا استطيع ان اتركهما نائمين لاعيدك الى المدينة كما ان البستانى الجديد خرج الليلة ولن استطيع ان اطلب منه ذلك . سيكون عليك ان تبقى هنا الليلة 0 -لا داعى لان تشكرنى الان 0 منتديات ليلاس وتجاوزته الى الغرفة التى كانت تستعملها كلما جاءت لزيارة اخته وهو امر لم يعد يتكرر مؤخرا ، قبل ان تضيف : انا ادرك ان كبرياءك قد جرحت الان . اذهب لتنام وربما ستتمكن غدا من ان تتقبل فكرة اننى احسن ما حدث لك هذا الاسبوع 0 -لن تبقى هنا 0 لكن كلماته هذه ذهبت عبثا لانها كانت قد صفقت الباب فى وجهه 0 اخذ يحدق فى الباب . من تظن نفسها على اى حال ؟ **** كان هذا صوت تحطم ضخم . فى الواقع ، لم يبد هذا مهما حتى التفتت فوبى لترى الخراب ، فهتفت : لقد وقعت فى ورطة الان 0 كانت يدها على مقبض باب سيارة ماكس الضخمة الرباعية الدفع تستعد للخروج عندما تذكرت ما لديها وكانت نسيته لجزء من الثانية ، وهو انها ليست وحدها 0 لم يتردد الطفلان فى ان يذكراها بوجودهما وقال جيك الذى استطاع ان ينزلق من مقعده فى السيارة ليتمكن من رؤية شرفة البيت الريفى المحطمة : لقد حطمتها . سيجن ماكس ... سيجن ، يجن ، يجن ! عبست فوبى فى المرآة وهى ترى الوجهين الضاحكين المتشابهين مفكرة فى روعة ان يشعرا بكل هذا الامان والسعادة ما يجعلهما يعبران عن نفسيهما . قالت : ماكس هو ابوك يا جيك وكما قلت لك مرات عدة اليوم ، عليك ان تناديه باباوليس ماكس . كما انك لا تدرى ان كان سيجن لانه لم ير الضرر بعد 0 كانت فوبى تعلم انه سيغضب ، لكن هذه ليست مشكلتها الان ، لقد نجحت اليوم ايضا اذ ايقظت الولدين والبستهما ملابسهما ثم اخرجتهما من البيت لتدع ماكس ينام 0 ارغمت نفسها على قيادة سيارته الضخمة الى اقرب مدينة كبيرة بالرغم من خوفها ، واشترت للطفلين فطورا بما بقى لديها من نقود تقريبا . لقد فعلت هذا ككله لمساعدته . ولكن هل سيفكر ماكس فى هذا الان ؟ انها تشك فى ذلك . لم تشأ فوبى ان تعترف بانها تريد ان تنال استحسان ماكس على مجهودها الاضافى هذا . ما الفائدة من ذلك ؟ وركلت الفرامل بقدمها باحباط ... انه ذنبه اذ ترك المواد الغذائية تنقص بهذا الشكل ، فلا حبوب فطور فى الخزائن ولا حتى الحليب كما لم تجد خبزا او فاكهة 0 منتديات ليلاس ورفضت ان تعترف باى مشاعر اخرى مثل القلق او الخوف او الشعور بالذنب . هذه المشاعر كانت فى ما مضى حين كانت مراهقة لا تشعر بالاستقرار ، خصوصا هنا ، تحت نظرات ماكس التى تراقبها على الدوام . وتمتمت بان صداقة كاترين كانت تستحق ذلك . انما ثمة امر واحد عليها ان تفعله ، ان تصل الى ماكس قبل ان يصل هو اليها . وقالت بملامح جادة للغاية : جيك ، جوش . انتظرا هنا حتى اخرجكما ، اياكما ان تتحركا ، مفهوم ؟ نزلت فوبى من السيارة الى حيث هواء الصباح المنعش ببرودته وتنفست بعمق . لمحت شابا يعمل فى احدى الحظائر بعيدا ، لكن لا بد انه لم يرها . اتراه ... البستانى الجديد ؟ ما الذى كانت تفكر فيه وهى تقود السيارة بتلك الطريقة ؟ هذا حسن ، فلتذهب لمواجهة العاصفة الان . وفيما اتجهت نحو المنزل ، جاء ماكس متجهما ، وفى عينيه نظرة تنذر بالسوء . |
كان يرتدى بنطلون جينز وقميصا اسود مقفلا بدا وكأنه لبسه على عجل ، وقد تشعث شعره من الفراش لتوه ، وحدثت فوبى نفسها بأن تهدأ وتتماسك لتنهى الامر كعادتها 0 -لم لا يدهشنى ان ارى سيارتى تصعد الى الشرفة ؟ الشرفة التى اصبحت مهشمة الان تماما . آه ، صحيح . هذا لانك فى المنزل 0منتديات ليلاس تحولت نظراته الى طفليه اللذين كانا لايزالان يحدقان ضاحكين من فوق ظهرى مقعديهما 0 -كنت اعلم انك ستؤثرين عليهما بشكل سئ وها هو ذا البرهان . لم يمض حتى اربع وعشرين ساعة على حضورك . لا اظنك ستحاولين شرح ما كنت تفكرين فيه 0 -كنت اعلم انك ستتصرف بهذا الشكل 0 لعلها اخطأت قليلا فى هذه المسألة بالذات ، لكنها لم تشأ ان تعترف بذلك 0 وتقابلا وجها لوجه اسفل الشرفة 0 -ما الذى جعلك تاخذين سيارتى وتتلفين الاشياء بها 0 واشار الى السيارة ثم الى الضرر الذى تسببت به واضاف : انظرى ماذا فعلت . انت تعلمين انك لست سائقة ماهرة ، ما كان لك ان تصعدى اليها قط 0 -لو كنت سائقة سيئة ، وانا لست كذلك ، فعليك ان تلوم نفسك 0 ايظنه ان ما حدث جعلها سعيدة ؟ لقد حدث هذا عن حسن نية 0 -انت من حاول ان تعلمنى القيادة ، لكنك اظهرت انك لست بالرجل الذى يجيد عمله . فى الواقع انا اخذت السيارة لاساعدك 0 -لا افهم كيف ان تحطيم السيارة سيساعدنى ، ولمعلوماتك لقد واجهت الموت منذ اشهر لكى اعلمك القيادة . ويبدو ان هذه هى طريقتك فى شكرى 0 انه يحملها الذنوب كلها ، ولم لا يفعل ؟ ورفعت اليه وجهها الذى بدا عليه التجهم : كنت اشترى مواد بقالة ، الثلاجة فارغة 0 -وهل هذا ذنبى ؟ انت اكلت كل ما فى المطبخ الليلة الماضية 0 منتديات ليلاس اخذ يتاملها من راسها حتى اخمص قدميها ، من السروال الجينز الازرق الى الحذاء والجورب ، ثم رفع عينيه عائدا الى القميص البرتقالى اللامع ، وبلغ منه الغضب اقصاه : انت فوضوية 0 -وانت غير عقلانى على الاطلاق 0 رد ماكس ببطء ووضوح : اذا كنت غير عقلانى فلآنك تثيرين اعصابى كلما تقابلنا فنبدا بالصراخ على بعضنا البعض 0 كانا من القرب من بعضهما البعض بحيث استطاعت ان تنظر فى عينيه وترى الغضب العاصف عندما حدق فيها ، وانقطعت انفاسها وحاولت ان تسيطر على سخطها . لا اريد ان اعانقه ! -سادفع لك تكاليف اصلاح سيارتك وشرفة منزلك يا ماكس 0 وابتعدت عنه وهى تهز بيدها وكانها لم تشعر بالانزعاج لقربه هذا منها . فوضع يديه على وركيه : لاباس ، ساتكفل انا بهذا كله . كيف جئت الى هنا امس ، بالمناسبة ؟ لم يهتم بذلك ؟ هزت كتفيها وردت : بايقاف السيارات المارة 0 فقال مستنكرا : هذا خطر 0 -ايقاف السيارات ليس خطرا حين تعرف السائق او السائقة 0 ونظرت خلفها مضيفة : ولا تحاول ان تلهينى . سوف ادفع نفقة اصلاح السيارة والشرفة ، انا اتحمل مسؤولية تصرفاتى بعكس بعض الذين اعرفهم 0 -اتعنين الوالد الجديد ؟ وحذرتها لهجته ، لكنها اومات وردت : نعم ، بالضبط . اتساءل عن رأى اخر صديقاتك بالضيفين الجديدين فى بيتك ؟ -ما من .... وهز راسه ، ثم انفجر قائلا : ها انت تنتقديننى مرة اخرى . الا تتعبين ابدا ؟ |
فوكزته باصبعها فى صدره : انا لا افعل هذا بدون سبب 0 بدا هذا منذ وصولها الليلة الماضية ، او بالاحرى منذ اخبرتها كاترين ان ماكس اكتشف فجأة انه أب . ربما من الافضل ان تصرح بذلك وينتهى الامر : لم يسبق لك ان كنت من النوع الملتزم ، اليس كذلك ؟ حبيبة تلو الاخرى ، تودع الواحدة منهن عند اول اشارة منها الى انها تريد علاقة طويلة الامد . لا عجب فى انك لم تعلم انك أب ويدهشنى الا تهتم بامر كهذا 0 ووكزته باصبعها مرة اخرى : هل تريدهما حقا يا ماكس ؟ انت لا توحى بذلك 0 عندما نطقت بتلك الكلمات ، ادركت انها تمادت ، وتمنت لو تستطيع ان تستعيدها . فقد ارتسم الجمود على ملامح ماكس وقال بصوت ببرودة الثلج وهو يمسك بذراعها : اظن ان الوقت حان لتصمتى قبل ان افقد اعصابى . اما بالنسبة الى حياتى العاطفية فهى ليست من شانك 0 فقالت متظاهرة بالشجاعة : هل يفترض بى ان اخاف ؟ حملق فيها ببساطة : لعلها فكرة جيدة 0 -حسنا ، انا لست خائفة ابدا 0 وجذبت ذراعها من يده فتركها . لكنها لم تستطع ان تدع هذا الحديث ، فتابعت مدركة انها تثير موضوعا حساسا : هل تنكر انك تحاول فقط ان تبعد ولديك عنك وتوكل رعايتهما لمربية ، وبهذا يمكنك ان تتجاهلهما ؟ لايمكنك ان تدفن نفسك فى العمل فقط ، مدعيا ان لا وجود لاى شئ اخر 0 مضت لحظة لم ينطق فيها باى كلمة ، وعندما تكلم جاءت كلماته باردة : سافعل ما فيه مصلحة ولدى وهذا ، يا فوبى امر لن ابرره لك او اتفاوض معك حوله 0 ورغم انه بدا غاضبا الا انها شعرت بانها المته . تملكها الندم فمدت يدها اليه : ماكس 0 تجاهل اليد وتراجع الى الخلف ، ثم اشار الى السيارة : لقد تملك الضيق الولدين . ربما عليك ان تخرجيهما من السيارة ، اذا ما انتهى هذا الحديث 0 عضت شفتها : وماذا عنك ؟ ماذا ستفعل الان ؟ -سادخل الى البيت واجرى اتصالات بحثا عن مربية جديدة 0 لم تشأ الرحيل رغم انها لم تظهر ذلك ، اليس هذا غباء منها ؟ ان تبقى هنا وتدور فى الانحاء ؟ وهذا ممكن اذا ما وطدت صلتها بولدى ماكس لكنها ستتالم عندما تضطر لان تتركهما 0 حاولت فوبى السيطرة على غريزة الامومة لديها لكنها عجزت 0 كما انها رفضت الاعتراف بانها ربما لاتريد ان تترك ماكس 0 -افعل ما تظنه الافضل يا ماكس . كل ما يهمنى هو ان اشعر بأن ولديك فى ايد امينة وهذا امر اريد ان اتاكد منه تماما 0 هز راسه : هل انا بحاجة حقا لان اذكرك ان هذا امر لا يعنيك ؟ هذا صحيح ، ولم تجد ما تقوله فالولدان ليسا ولديها وليس لها اى حق فيهما رغم انهما احتلا زاوية من قلبها بظرفهما وحدة مزاجهما 0 لا ينبغى على فوبى ان تشعر بهذا الانجذاب نحو ماكس ايضا ، حتى لو كان الشعور جسديا فقط 0 -يمكنك ان تقول ما تريد لكن هذا لن يغير موقفى مثقال ذرة 0 وبادلته التحديق ، متاكدة من انه لن يخمن انه لمس منها وترا حساسا حين قال كلامه الاخير 0 -احقا ؟ سوف ننظر فى هذا الامر 0 واستدار ماكس على عقبيه ثم ابتعد 0 ***** انتهى الفصل الثانى 0 |
|
اقتباس:
تسلمى حبيبتى من كل شر . الف شكر لك على المعايدة الرقيقة مثلك . عام سعيد عليك وعلى جميع احبابك . |
الساعة الآن 03:57 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية