منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   حصري 19 - أهديتك عمرى - آن ميثر ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t170786.html)

زهرة منسية 22-12-11 04:04 PM

19 - أهديتك عمرى - آن ميثر ( كاملة )
 
http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13245612601.gif

[COLOR="rgb(95, 158, 160)"]أهلا وسهلا بيكم جميعا بروايتى الجديدة
أنا حبيت أهدى الرواية لعضوة جديدة بالمنتدى لأنها كانت السبب لأختيارى الرواية دى بالذات
sososafa
الرواية للكاتبة آن ميثر وهى ممن الكاتبات المميزات لدى وبحب كل روايتها وأتمنى أن الرواية تعجبكم [/COLOR]

الملخص



القدر يضع أمامنا ما لم تحسب حسابه تسير حياتنا لكنه دائماً يعترضها بما لا نريده
نيل برمج حياته حتى تكون خالية من النساء لكن القدر وضع تحت وصايته طفلة أكتشف فيما بعد أنها صبية جميلة بعيدة عن الطفولة
سافرت جينيفر معه إلى مزرعته النائية حيث تعرّف قلبها إلى مشاعر جديدة حولت لياليها إلى سهاد وأدركت إنها وقعت فى الحب
لكن نيل وقد بدأت عواطفها تتسلل إلى حصونة المنيعة قرر أن يبعدها إلى المدينة ليعيد الأمان إلى قلبه وحياته فهل يستطيع هذا؟



لا أحل نقل جهدى وتعبى دون ذكر أسمى زهرة منسية وأسم منتديات ليلاس

إذا أعجبتكم الرواية لا تنسوا الضغط على أيقونة الشكر

زهرة منسية 22-12-11 04:07 PM

الرواية مكونة من 11 فصل


1- مـمـنــوع اللــمـس
2-مـشـاعــر أخــــرى
3-أرضــ الـغــمــوض
4-دفـــــء جــــــديـــــد
5-أحــلام عــلى ضفتيه
6-ســـيـــدة الــمــنـــزل
7-عـــــاصــفــــتـــــــان
8-نــــمــــر الجـــبـــــال
9-وحــدهـا فى الـعـريــن
10-أرحــــــــــــلــــــــــى
11-اللـــقــاء الأخيــــــــــر

فى أنتظار تشجعكم ليه

Rehana 22-12-11 04:13 PM

اهلين زهوري..
احس نفسي وانا اقرأ المخلص اني قرأتها من قبل
راح اتابع واشوف
تسلمين على الاختيار .. وموفقة في الكتابة والتنزيل


* تثبت الرواية *

زهرة منسية 22-12-11 07:45 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Rehana (المشاركة 2957270)
اهلين زهوري..
احس نفسي وانا اقرأ المخلص اني قرأتها من قبل
راح اتابع واشوف
تسلمين على الاختيار .. وموفقة في الكتابة والتنزيل


* تثبت الرواية *


أهلين ريحانتى يسعدنى كتير متابعتك وبإنتظار رايك بالرواية ومشكورة كتير حبيبتى على التثبيت
وإنشالله تعجبك الرواية

زهرة منسية 22-12-11 07:49 PM


1-ممنوع اللمس
××××××××××

منتديات ليلاس


أتجه نيل نحو نافذة غرفته فى الفندق ليطل على الشارع المزدحم دون حماس إنه لم يحب لندن عندما كان تلميذاً فيها وحبه بات أقل فى الوقت الحالى.
الشارع ذو الأتجاه الواحد ضجيج حركة السير رائحة الديزيل مجتمعة جعلته يحن أكثر فأكثر للمساحات الواسعة فى مزرعته.
من الغريب وهو من ولد وترعرع فى أنكلترا فى رعاية مجلس وصاية أن يشعر بالراحة فى أمريكا الجنوبية حيث منزله.لقد ترك أرض أجداده التى لم تكن تهمه بشئ بعد أن حصل على شهادة الهندسة وهاجر ليسعى وراء المغامرة.
لكن بناء الجسور ومد أنابيب النفط بدأت تفقد بريقها.ولأنه وجد أن هناك مالاًً وفير أمامه أنضم إلى مرتزقة حربية فىأفريقيا الوسطى لكن المال لم يكن كافياً لتعويضه عن أحترام نفسه الذى فقده فى مواجهة الأعداء المسلحين بأسوأ أنواع الأسلحة والذخيرة مقابل أحداث أنواع الأسلحة وأكثرها تقنية فترك العمل وسافر إلى أمريكا ومعه ما يكفى من مال ليدفع تأمين شراء قطعة أرض لكنه خسر كل ماله فى صفقة مضاربة تركته مفلساً.....
وهكذا ألتقى هارفى هانت...
هل مرت خمس عسرة سنة حقاً منذ ذلك الشجار فى الحانة؟لا يستطيع أن يصدق!لقد حدث الكثير خلال تلك السنوات....هانت عالم أثريات كان فى إجازة من عمليات حفر فى مكسيكو عندما ألتقى نيل فى أحد الشوارع الملئية بالحانات والفنادق كان نيل قد بدأ خناق مع ساقى الحناة الذى نجح فى إخراجه للشارع وضربه لكن هانت الذى سمع لهجة مواطن أنكليزى سارع إلى التدخل فدفع الفاتورة التى كانت سبب الشجار وأخذ هانت نيل إلى مكان إقامته حيث قادهما الحديث إلى أن يعترف لمضيفه بفشله فى المضاربة بالأراضى فكان أن عرض هانت عليه عملاً فى مكسيكو فوافق مع أنه لا يعرف سوى القليل عن علم الآثار .
عملا معاً ما يقرب السنتين قبل أن يكتشفا أطلال هرم "مايانى"لم يمس منذ مئات السنين أنه إلى الآن رغم مرور السنين يتذكر الآثار التى أحس بها حينما أكتشف القلائد والخواتم والأساور التى كانت تزين الهيكل العظمى المهترئ فقى غرفة الدفن والقناع المصنوع من الجاد الذى يخفى محجرى العينين والفم الفاغر
قرر هانت أن يستفيد من حصته بتأسيس مؤسسة للأبحاث فى أنكلترا لكن نيل قرر القيام بجولة فى أمريكا الجنوبية عاش فى البرازيل سنة ثم أشترى قطعة أرض منذ أثنتى عشر سنة فى سانتا فيتوريا وهو بلد صغير يقبع فى البرازيل والأرغواى.
رغم أتفاقه مع هانت على التصال الدائم إلا أن مكان إقامته فى "سان غابريل"لم يعطه الوقت الكافى للكتابة له.
كان عليه تعلم أمور كثيرة فى زراعة الذرة والقنب وزراعة بساتين أشجار الفاكهة ليتمكن فيما بعد من جنى محصوله الزراعى من البرتقال والليمون والخوخ والعنب لكن كان عليه أكثر تعلم تربية الخيول وتناسلها وتربية الأبقار التى كانت حبه الحقيقى ثم....منذ ستة أسابيع....تلقى رسالة.....
قطع رنين الهاتف عليه حبل أفكاره فإجتاز الغرفة ليرفع السماعة:
-ستيوارت يتكلم
أحس بالراحة عندما قال له عامل الهاتف بالفندق :
-ثمة فتاة شابة ترغب فى رؤيتك سيد ستيوارت.تقول أنك تتوقع وصولها....
فقاطعه :
-هذا صحيح....أرسلها إلى فوراً
-حاضر سيدى
-أوهـ أتوقع كذلك وصول شخص أخر صبى.عندما يصل أرسله فوراً
-حاضر سيد ستيوارت
أعاد نيل السماعة مفكراً يحرك عضلات كتفيه مقابلة لتوظيف مربية للصبى ليس جزءاً من أهتماماته ليت هناك مربيون ذكوراً يرغبون فى ترك أضواء لندن للعمل فى مزرعة نائية فى سيرا غراندى وليت هذه المرأة غير صغيرة فـ كاترينا لن توافق على إدخال امرأة يقل عمرها عن الخامسة والثلاثين إلى منزله.
تقدم نحو المدفأة قلقاً...الرجلان الذان قابلهما للوظيفة تقدما إليها معتقدين أنه ثرى يسكن فى مدينة كبيرة مثل بورتوتوفا أو فالفيدرة عندما علما أن مزرعته تبعد مئتى كيلو متر عن الساحل سرعان ما فقدا الأهتمام بمثل هذا العمل...ترى هل ستشعر امرأة بأحساس مختلف؟إلا إذا مانت عانساً.....ضحك....سنوات من الحياة الصعبة يناضل لأجل البقاء علمته إلا يثق بدوافع أحد وحده هارفى هانت ساعده .وبموته الآن....صمم نيل أن يفعل ما يستطيع لأجل أبنه....ولكن ليس على حساب حريته...هو يحب النساء نعم لا ينكر هذا لكن الزواج لم يعد له وجود فى خططه وهذا وضع كان يلهب دم كاترينا اللاتينى.
قرع خفيف على الباب رده إلى واقعه ليحس بألم خفيف فى معدته فتقدم من الباب وفتحه ثم تراجع دهشاً عندما رأى فتاة مبتسمة لا يزيد عمرها عن الستة عشر سنة تخطو إلى الداخل ثم تمد رأسها إليه وتطبع قبلة على كل خد من خديه الأسمرين بدت طفله فى سروالها الذى ترتديه وما زاده أقتناعاً بعمرها خصلتين شقراوين تتدليان من غرتها :
-نيل؟أجل هذا أنت تماماً كما وصفك والدى
-والداك؟
أحس نيل بالأرتباك أكثر لأن الفتاة تجاوزته ودخلت الغرفة تنظر حولها بدهشة....فسألها مذهولاً:
-أسمعى....من أنت؟
وحتى وهو يطرح السؤال كان يعرف الرد فأجتاحته مشاعر الأحباط:
-أنت....لا يمكن أن تكونى....
-أنا جيف هانت....صحيح ألم تكن تترقبنى؟
فرد بذهول :
-جيف هانت؟!!!

زهرة منسية 22-12-11 07:52 PM



-فى الواقع أسمى جينفر...لكن الجميع ينادونى بأسم جيف
-صحيح؟
أغلق الباب ولو متردداً ثم أكمل:
-ولكن....أتعلمين ظننتك صبياً....ألم تعرفى بهذا؟
-صحيح؟أسفة...لم أظن أن هذا يشكل فرقاً كبيراً
أبتعد عن الباب مرتبكاً....منزعجاً من سوء الفهم فالرسالة التى تلاقها من محامى هانت لم تكن واضحة....لابد أنهم ظنوا أنه يعرف عمر وجنس الطفل.طفل؟!حتى فى هذه الفترة القصيرة من معرفتها لاحظ نيل أن جينفر هانت ليست طفلة كم عمرها يا ترى؟هارفى لم يذكر شئ عن زواجه خلال مدة تعارفهما فهل تزوج بعد عودته لكن هذا يعنى أن الفتاة لا تتجاوز الثانية عشرة من عمرها.نعم أن ذلك يعنى فترة وصاية أقل...لكنها فترة أكثر تعقيداً !
-هل تعيش هنا؟
أضطر نيل للتركيز على سؤال الفتاة فرد عليها:
-لا طبعاً...أنت تعلمين أنى أقيم فى سانت فيتوريا.
-أعنى وأنت فى أنكلترا.لم اقم من قبل فى فندق والرهبات لم يكن يوافقن على مثل هذه الإقامة.بعض الفتيات كن يقضين إجازتهن مع أهلهن فى جزر الأنتيل شتاء أو على شواطئ المتوسط صيفاً ولكننى لم أزر قط مثل هذه الأماكن فأبى كان دائم الأنشغال بحفريات فى مكان ما من العالم
-أنتظرى لحظة...ألا تظنين أن من واجبك تفسير سبب تركى جاهلاً بحقيقة جنسك...وماذا تتوقعين أن أفعل بهذا الواقع بحق الله؟
فعبست:
- ماذا أتوقع أن تفعل؟ماذا تعنى؟أنت وصىّ مهما كان جنسى؟!
أطلق نيل انفاسه متنهدا:
- لا أصدق أنك الأنسة هانت الساذجة....أن تعرفين تماماً أنى كنت أتوقع صبياً!
- هذا ما تقوله أنت....لكنى لست أدرى ما أستطيع أن فعله لك
ضحكت....فكانت هذه القشة الأخيرة....فصاح بها بغيظ:
- إذن سأقول لك كان والدك صديقاً مخلصاً وعندما سمعت أنه مات و ترك طفلاً.....طفلاً.....تحت وصايتى....كنت مستعداً لفعل ما فى وسعى لأؤمن للفتى حياة محترمة...
فقاطعته مسرعة تمسك بكم سترته:
- ألم هذا....
فسارع لسحب ذراعه منها وتابع:
- تلك الرسالة ذكرت أسم جيف هانت...فأعتقدتك فتى فى الثانية عشر من عمره
- حسنا لا حيلة لى فى هذا لم أطلب انا أن يعهد بى إليك...ولم أختر جنسى الذى ولدت عليه.لوكنت قادرة على تغييره....صدقنى...لأرضيت رغبتك
- ماذا تعنى؟
-أقصد أن والدى لم يكن يرغب فى أبنة....كرغبتك أنت الآن
أحس نيل بوخز الضمير لما ظهر من آلم فى عينيها :
-كان يجب أن أكون صبياً فلو كنت صبياً لأخذنى معه فى رحلاته بدل تركى فى دير إلى أن أحسست أنى أكاد أموت ضجراً
-كم عمرك تحديداً
-سبعة عشرة عاماً
فحدق إليها وهو لا يصدق :
-سبعة عشرة ؟ولكن...لكن
-أبى لم يذكرنى قط؟
هزت كتفيها دون مبالاة لكنه أحس إنها تقاوم مشاعرها
-هذا لا يدهشنى...فهو أصلاً لم يكن يريد الزواج وما كان يجب أن يتزوج . عندما ماتت أمى وهى تلدنى....حسنا وضعنى فى رعاية دير للراهبات
فهز نيل رأسه:
-تتكلمين الأنكليزية بطلاقة...مع أن الدير كان فى فرنسا
-أجل....قرب باريس...فى الواقع أمى كانت فرنسية....ولكن العديد من الراهبات كن إنجليزيات وقد أصر والدى أن أتعلم لغته
-لقد قلت أن والدك ذكرنى أمامك؟
-أجل!لست أدرى إذا كان قد كتب يخبرك عن رحلاته لكنه فى نهاية الأمر عندما لزم....لزم الفراش أخذ يتحدث عنك كثيراً
سحب نيل نفساً عميقاً وأشار إلى مقعدين متقابلين فى الغرفة :
-الأفضل أن نجلس علينا أن نتحدث ونتفاهم
أبتسمت الفتاة:
-طبعاً
جلست وأنفتحت أطراف سترتها لتكشف عن جسد متكامل يضغط على القماش وهذا دليل إضافى يشير إلى نضجوها.تردد لحظات ثم جلس فى مواجهتها مكرهاً
-والآن...أخبرينى قليلاً عما حدث لوالدك بعد عودته من المكسيك.
-ليس هذا بالسهل(منتديات ليلاس)فأنا لم أكن أعرف دوماً أين هو أو ماذا يفعل.أظنه مول حفريات فى مصر مع أننى ليست واثقة
-وماذا جرى بمؤسسة الأبحاث؟كان والدك ينوى أستخدام ماله لإنشاء مؤسسة للأبحاث
بدت الحيرة على الفتاة إذ يبدو أنلا فكرة لها عما يقول
-أسفة إذا كنت تظن أن والدى مات رجلاً ثرياً...
-لم أقل هذا!
أحس بوخزة من معانى الكلمات....وتابعت:
-خسر أمواله كلها فى مشروعه الأخير الذى كان عليه تنفيذه فى قرية نائية فى جبال طوروس التركية حيث التقط المرض أصيب ببرد تبعه ألتهاب رئوى كانوا يسكنون فى خيم وحتى أوصلوه إلى المستشفى كان مرضه قد تفاقم وأصبح يعانى من ذات الرئة لكنه أستعاد عافيته بالطبع.إلا أنه لم يكن يمتلك القوة الكافية للأستمرار فعاد إلى لندن...وعندها أرسل ليطلبنى
-متى كان هذا؟
-منذ ستة اشهر أظن أن الألتهاب الرئوى أضعف عضلات قلبه وهذا ما جعله يخشى الموت لذا أراد معرفة أبنته عن كثب
أختفى صوتها بعد دفعته مشاعرها إلى الأرتفاع قليلاً وأكملت بعد صمت قصير:
-لم أكن أعلم أنه أتصل بمحاميه إلا بعد موته. كان يعلم أننى لن أرضى بوصى لأننى أستطيع العناية بنفسى
فرد عليها بخشونة:
-صحيح؟
ولكنه داخلياً أعجب بروحها المرتفعة إذ لا يعقل أن يكون وطء تلك الأشهر الستة خفيف الواقع مهما كانت الزاوية التى ينظر بها إليها
ضمت كتفيها إلى الأمام ونظرت إليه :
-حسنا...هل ستتخلى عنى الآن؟
-لا ! ولكنى أحتاج إلى بعض الوقت...لأعيد ترتيب خططى
دفع جسده بيديه ليقف على قدميه فبدأ طويلاً...أسمر...وخطيراً فوقفت بدورها وطبعت قبلة على أصابعها لتمررها على فمه :
-شكراً لك كان والدى على حق بشأنك أنت رجل طيب
ثم قرع الباب فمنعه هذا من الرد إنها دون شك المربية التى عليه مقابلتها الآن على الأقل هذه المقاطعة ستكسبه بعض الوقت لألتقاط أنفاسه وغضب من نفسه لأنه ترك فتاة صغيرة تفقده السيطرة على مشاعره
-سأواجه بعض الأرباك أظنها المرأة التى أنوى مقابلتها لوظيفة...المربية
-مربية....؟ لى أنا؟
أنفجرت بالضحك وتراقصت عيناها :
منتديات ليلاس
-اوهـ نيل! هل تظننى حقاً بحاجة إلى مربية؟
-قد تدهشين ولكن بما أن والدك لم يذكرك يوماً أمامى فقد أعتقدت أنه تزوج بعد عودته من المكسيك لذلك من الطبيعى أن اظنك طفلة أصغر مما أنت عليه
-لست طفلة!

زهرة منسية 22-12-11 07:56 PM




لكنه كان قد تركها ليفتح الباب فإذا بالمرأة الواقفة بالباب تجاوزت منتصف العمر عمرها يتراوح ما بين الخامسة والأربعين والخمسين ثيابها ومظهرها يليقان بمهنتها لو أنها فقط وصلت قبل الآن لربما تمكن من التعامل بفاعلية أكبر مع وصيته
-سيد ستيوارت؟(سألت المرأة بأدب)
فأحنى نيل رأسه ومد يده يصافحها مشيراً إليها بالدخول
-هل أنت الأنسة تيوبولت؟
-أسفة على تأخرى
أقفلت الباب وراءها ثم أمتد بصرها إلى جنيفر الواقفة خلفه
-أنا...لم أجد تاكسياً بسهولة...ثم الزحام...
-لا باس أنسة تيوبولت ولكن تأخرك أحدث ما قد غير الوضع جذرياً
أمتد بصرها مرة أخرى إلى جنيفر ومرت على وجهها نظرة قلقة أعتقد نيل أن الوظيفة كانت تعنى الكثير لهذه المرأة فقد لاحظ قدم معطفها الكحلى والرتق الدقيق المرتب فى قفازها الصوفى .قدم لها كرسياً ثم قال:
-أخشى أن الوظيفة...لم تعد موجودة....فالصبى أنقلب إلى فتاة...وهى كما ترين كبيرة لن تحتاج إلى مربية
تقاسيم الأنسة تيوبولت القلقة أظهرت خيبة أملها فقالت:
-أجل....أرى هذا
-أنا أسف
فوقفت المرأة وواجهته بثقة زائدة بالنفس:
-سأذهب الآن سيد ستيوارت شكراً على مقابلتك أنا أسفة أن الأمور لم تسر كما توقعت....أقصد...أننى لا أعنى....
-لا باس أنسة تيوبولت أعرف تماماً ما تعنين
أبتسم لها ليمحى أثر أرتباكها فهزت المرأة وأبتسمت لـ جنيفر وأستدارت نحو الباب فقال لها نيل وهو يفتحه لها :
-حظاً طيباً
فكانت أبتسامتها أبلغ من أى كلمات
أقفل الباب وأستند إليه.ماذا الآن؟ماذا سيفعل بهذه الفتاة؟إن الشئ الوحيد المؤكد هو عدم أستطاعته أصطحابها معه إلى سان غابريال فبستثناء كاترينا يعتبر منزله الخالى من النساء غير مؤهل لوجود مراهقة مثيرة تنتظر أن تجرب مخالبها...ثم...ليس هناك شئ يناسب فتاة فى مزرعة.إن حياته بعيدة عن الترف وبعيدة عن أى تجمع أجتماعى ومع صبى سيكون الأمر مختلفاً كان سيجول به فى المزرعة يعلمه ركوب الخيل وربط العجول وترويض الخيول والنوم فى العراء تحت النجوم عندما يبدأ موسم الجمع السنوى كان سيعامله كأبنه....الأبن الذى من غير المحتمل أن ينجبه حالياً ولكن....فتاة...بحق الله....ماذا يمكن أن يفعل بها؟
كأنما أحست بما يشعر به....فتركت جنيفر مكانها قرب المدفأة وتقدمت منه...فأجفل عندما وقفت أمامه وسألته:
-ما الأمر؟فيم تفكر؟أتريد تغيير رأيك بشأنى؟
فقطب:
-أغير رأيى؟لست أدرى ما تعنين
-بل أعتقد أنك تدرى أنت تتمنى لو أننى صبى أنت مثل والدى تماماً ماذا دهاكما ؟ما الخطب فى أن أكون فتاة ؟أليس للفتيات فائدة؟
أبتعد نيل عن الباب بسرعة وقال :
-حسنا...لا أنكر هذا كنت أفكر فى هذه الأمور ولكن كونك فتاة يعقد كل الأمور
-ولماذا؟
-لماذا؟أوهـ أيتها الأنسة هانت...لا أظنك بهذه السذاجة
-أرجوك دعك من منادتى بالأنسة هانت أسمى جيف....جنيفر أحببت اسمى أم لم تحبه أنت تفضل الجنس الذكرى
-كنت أفكر لو كنت صبياً لرافقتنى إلى سانتا فيوريا لتقيمى معى فى سان غابريال
-سان غابريال....وما هذا...منزلك؟
-بل مزرعتى
-هذا رائع! أوهـ....أحل نيل....سأحب جداً الذهاب معك
-رويدك لحظة....قلت لو كنت صبياً...وما الفرق مادمت أنا أريد الذهاب ؟
رفع نيل عينيه إلى السماء مظهراً سخطه
-مادمت تريدين الذهاب؟يا عزيزتى الأنسة.....جنيفر!تعرفين تماماً أننى لا أستطيع أصطحابكة إلى المزرعة
-وهل ستعترض زوجتك؟
-لست متزوجاً
فركت أنفها بيدها مفكرة:
-أهـ...لا...لن تفعل هذا
فقال بغضب:
-وماذا تقصدين بهذا الكلام؟
-لا شئ...فقط أنك ممن تكره النساء ألست كذلك؟
-لا....تباً لك ! أنا لست كذلك لأننى أتمتع بصحبة النساء كأى رجل آخر لكنى لا أنوى أصطحاب تلميذة معى إلى مزرعة لا يرى فيها الرجال امرأة بيضاء من سنة إلى آخرى
أفلتت ضحكة عميقة من جيف وهى تقول ساخرة:
-قرر ما تريد....أما أن أكون تلميذة أو أكون امرأة ...أيهما؟
-أنت تفهمين ما أعنىوالآن فلنبحث عما تريدين القيام به فى حياتك
-أريد البقاء معك...أما هنا أو فى سان غابريال...همم أسم جميل هل هى مزرعة جميلة كأسمها؟
-جنيفر!!
تحذيره مضى دون أن تهتم به :
-هكذا أفضل...احب الطريقة التى تلفظ بها أسمى
ألتفت نيل يائساً نحو النافذة...لا طائل من كل هذا....يا إلهى...لماذا فعل هارفى بى هذا ؟كان يعرف دون شك التعقيدات التى سيسببها كل هذا لى فما كان قصده؟ماذا توقع ان أفعل أنا بها؟ألم يهتم بكل الأخطار التى قد تحيط بفتاة تعيش وسط رجال هم فى شوق لصحبة امرأة ؟ ثم ماذا يعرف هارفى عنه ليثق به ويضع أبنته تحت وصايته؟
-نيل...
صوت جنيفر جعله يعرف أنها تحركت لتنضم إليه عند النافذة
-نيل أرجوك...ألا يمكن أن نتفاهم؟أعلم انك صدمت لدى رؤيتى وأعترف أننى جعلتك جاهلاً متعمدة ولكن هذا لأننى كنت خائفة من عدم مجئيك
-أى نوع من الخنازير تعتقديننى ؟يا إلهى لقد تركك والداك تحت وصايتى حتى الثامنة عشر على الأقل مهما كانت دوافعه لن أتخلى عن مسؤلياتى
-أهـ...مسؤولياتك لا أريد أن أكون مسؤولة من احد ! أنا أنسانة كائنة حية لها حقوقها ولا أريد أن أكون عبئاً على أحد لا أريد أن أكون جزءاً من حياتك أو جزءاً من حياة أى كان...
صر نيل على أسنانه :
-حاولى أن تفهمى ! أرجوك!
-وماذا أفهم؟هل أنت خائف منى سيد ستيوارت؟أتخشى أن أغريك؟
-لا تكونى سخيفة هكذا! أحاول ان اشرح لك ان حياتى ليست خيالية كما ترينها على شاشة السنيما بل فيها رجال شرسون يعتبرون أى امرأة غير مرتبطة لعبة ...هل أوضحت قصدى؟
-كل الأيضاح؟...ولكن كونى وصيتك يعطينى دون شك بعض الأحترام
-ربما....ولكننى لا أشعر برغبة فى تمثيل دور حاضنة أطفال
-وهل هذه هى الحقيقة .أوهـ أنت كوالدى تماماً !
أدارت له ظهرها تبحث فى حقيبتها عن منديل لم تجده...راقبها نيل يائساً مرتبكاً عدة دقائق ثم قدم لها منديله
بدلاً من أن تشكره كما توقع أنتزعت المنديل من يده ورمته علىالأرض لدوسه متعمدة بقدمها ثم رفسته بعيداً ومسحت أنفها بظهر يدها فصاح:
-أيتها....
-هيا! قلها!أشتمنى!هذا أفضل من أن تنكر وجودى !
فأنحنى ليستعيد المنديل تفحصه لحظات ثم طواه ليعيده إلى جيب سترته وفى هذه الأثناء أخذت جنيفر تتنشق دموعها ولكنه لم يحاول مواستها بل أخرج علبة سيجار رفيع طويل ووضع أحدها فى فمه واشعله
كانت رائحة التبغ لطيفة مهدئة كان يريد أن يحافظ على هدوئه لكن بطريقة ما يجب أن يجعلها ترى المنطق ثم عنت له فكرة هذه الفتاة(زهرة منسية)بحاجة لمن يرعاها أمرأة فجأة!برز أمامه اسم الأنسة تيوبولت يمكن أقناعها بقبول وظيفة مديرة منزل تقوم بعمل مربية يمكن أن يستأجر منزل لهما فى لندن وستتمكن جنيفر عندئذ من أختيار الدراسة أو العمل وهو سيسمح لها بزيارته فى (منتديات ليلاس)سانت فينوريا فى بعض المناسبات.
قال لها بصوت هادئ:
-جنيفر.....
ألتفتت مستجيبة للهجته اللطيفة
-نعم؟
-لقد توصلت إلى قرار...

منتديات ليلاس

زهرة منسية 22-12-11 07:58 PM


-....زسأستاجر منزل هنا فى لندن لك....وللأنسة تيوبولت
-أنسة تيوبولت؟
-صحيح! المراة التى كانت هنا منذ خمس دقائق...إنها بحاجة للوظيفة ربما ستكون مستعدة لتلعب دور الحاضنة أثناء غيابى...
-لا!
-ماذا تعنين بـ"لا"؟هل على ان اذكرك بأننى حتى بلوغك الثامنة عشر واصياً عليك؟وهذا يعنى أن عليك تنفيذ ما أقول
فأستدارت بحدة تواجهه:
-لن تجبرنى...أوهـ...أعترف!ربما تقدر تلك الأنسة على جعلى أطيعك أثناء وجودك هنا ولكن بعد ذهابك أتعتقد حقاً أنها ستقدر على ذلك؟لن تستطيع حبسى فى غرفتى يجب أن أخرج أحيانا.....ومن يقول أننى قد اعود؟
أصبح وجهه قاسياً كالفولاذ بعد أن أنهت كلامها فقال بقسوة:
-أتهدديننى؟
-أنا...لماذا...لا....لست أهددكولكن...أوهـ نيل أرجوك! لا تفعل بى هذا دعنى أرافقك سأكون مطيعة ولن اقترب من أحد من عمالك مهما يكن الأمر....سأنفذ كل ما تقوله...أستطيع الطهو والتنظيف وترتيب الفراش
-لا.....جنيفر!
-لماذا لا...؟لما1ا؟
بدلاً من الأنفجار فى وجهه كما توقع سارعت إلى تقصير المسافة الفاصلة بينهما حتى أضطر إلى أخراج يديه من جيوبه ليمنعها من الألتصاق به
-نيل....والدى كان يحترمك أرادنا أن نكون صديقين ألن تحاول على الأقل أن تحبينى ؟كانت يدا نيل على كتفيها هشاشة العظام تحت اصابعه جعلته يتردد قبل أن يقول:
-إنها ليست مسألة محبة جنيفر
-إذا ماذا؟
وأكتشف أن عواطفه ليس محصنة ضد عينيها البريئتين...والتسبب بالألم لها كان كمن يؤلم غزالاً مجروحاً ولكن ماذا دهاه ؟
والدها تخلى عنها أعواماً طويلة فهل سيحذو حذوه؟
ماذا سيحل بها لو تخلى عنها ؟ممن يعلم ماهى الأخطار التى ستمر بها فى لندن
-حسنا...حسنا جداً...أستسلم...سأصحبك والأنسة تيوبولت إلى سانتا فيتوريا
-أتعنى هذا حقاً ؟
تدفقت الدموع من عينيها فحدقت إليه وهى لا تكاد تصدق لكنه أبعدها عنه لأن هذا لا يعنى أن وجودها لن يخلق مشاكل عديدة لا يدرى هو نفسه نوعها
مسحت دموعها وقبل أن يعرف ماذا ستفعل أرتمت عليه تمطر وجهه بوابل من القبلات
-أوهـ نيل......!!
حاول جاهداً إبعادها عنه خاصة وهو يحس بحرارة جسدها وبرائحة الدفء فى ذراعيها الملتفتين حول عنقه بما إنها ستسافر معه فيجب أن يكلمها عن طريقتها المتهورة فى التعبير عن سرورها وتساءل كيف تنظر إليه يا ترى..؟كعم قاس أم أب لم تعرفه مطلقاً...مهما يكن عليها أن تتعلم أن الشابات مهما تكطن حماستهن لا يرمين أنفسهن بين ذراعى غريب
-الأنسة تيوبولت...يجب أن توافق...أفهمت؟إذا رفضت...
-لن ترفض...لقد أعجبتها أنا واثقة!
-لكنها ستتعامل معك أسمعى عليك أن لا تكونى مندفعة كثيراً...
-مندفعة؟أتقصد تجاهك؟
-تجاه أى أنسان
فأبتسمت:
-لماذا؟ألم يعجبك هذا؟ألا تريدنى أن المسك؟
-لا علاقة إعجابى بالأمر......
فهزت رأسها وحاولت تحرير يديها من قبضتيه :
-بل أظن ان لهذا علاقة.....فى الدير حيث كنت أعيش مع الراهبات كنا نمنع من لمس أى شخص كنا أجزاء منفصلة نتحدث معاً نبتسم معاً نصلى معاً ولكننا لم نتلامس مطلقاً وأظن على الناس أن يلمسوا بعضهما بعضاً هذا هو معنى الأهتمام أنا أحب ملامسة الناس...أحب ملامستك
-هذا يكفى!
تركها فجأة ولكنها لم تعد تجرؤ على لمسه بعد لحظات أستدار وأتجه نحو الهاتف فطلب من عامل السنترال أن يعطيه رقم وكالة التوظيف التى بعثت إليه المربية
وكانت مكالمة مزدوجة النتيجة أوصلته بسرعة للأتصال بالأنسة تيوبولت وأعطته فرصة للتفكير فيما سيجلبه على نفسه من متاعب


منتديات ليلاس

زهرة منسية 22-12-11 07:59 PM


-....زسأستاجر منزل هنا فى لندن لك....وللأنسة تيوبولت
-أنسة تيوبولت؟
-صحيح! المراة التى كانت هنا منذ خمس دقائق...إنها بحاجة للوظيفة ربما ستكون مستعدة لتلعب دور الحاضنة أثناء غيابى...
-لا!
-ماذا تعنين بـ"لا"؟هل على ان اذكرك بأننى حتى بلوغك الثامنة عشر واصياً عليك؟وهذا يعنى أن عليك تنفيذ ما أقول
فأستدارت بحدة تواجهه:
-لن تجبرنى...أوهـ...أعترف!ربما تقدر تلك الأنسة على جعلى أطيعك أثناء وجودك هنا ولكن بعد ذهابك أتعتقد حقاً أنها ستقدر على ذلك؟لن تستطيع حبسى فى غرفتى يجب أن أخرج أحيانا.....ومن يقول أننى قد اعود؟
أصبح وجهه قاسياً كالفولاذ بعد أن أنهت كلامها فقال بقسوة:
-أتهدديننى؟
-أنا...لماذا...لا....لست أهددكولكن...أوهـ نيل أرجوك! لا تفعل بى هذا دعنى أرافقك سأكون مطيعة ولن اقترب من أحد من عمالك مهما يكن الأمر....سأنفذ كل ما تقوله...أستطيع الطهو والتنظيف وترتيب الفراش
-لا.....جنيفر!
-لماذا لا...؟لما1ا؟
بدلاً من الأنفجار فى وجهه كما توقع سارعت إلى تقصير المسافة الفاصلة بينهما حتى أضطر إلى أخراج يديه من جيوبه ليمنعها من الألتصاق به
-نيل....والدى كان يحترمك أرادنا أن نكون صديقين ألن تحاول على الأقل أن تحبينى ؟كانت يدا نيل على كتفيها هشاشة العظام تحت اصابعه جعلته يتردد قبل أن يقول:
-إنها ليست مسألة محبة جنيفر
-إذا ماذا؟
وأكتشف أن عواطفه ليس محصنة ضد عينيها البريئتين...والتسبب بالألم لها كان كمن يؤلم غزالاً مجروحاً ولكن ماذا دهاه ؟
والدها تخلى عنها أعواماً طويلة فهل سيحذو حذوه؟
ماذا سيحل بها لو تخلى عنها ؟ممن يعلم ماهى الأخطار التى ستمر بها فى لندن
-حسنا...حسنا جداً...أستسلم...سأصحبك والأنسة تيوبولت إلى سانتا فيتوريا
-أتعنى هذا حقاً ؟
تدفقت الدموع من عينيها فحدقت إليه وهى لا تكاد تصدق لكنه أبعدها عنه لأن هذا لا يعنى أن وجودها لن يخلق مشاكل عديدة لا يدرى هو نفسه نوعها
مسحت دموعها وقبل أن يعرف ماذا ستفعل أرتمت عليه تمطر وجهه بوابل من القبلات
-أوهـ نيل......!!
حاول جاهداً إبعادها عنه خاصة وهو يحس بحرارة جسدها وبرائحة الدفء فى ذراعيها الملتفتين حول عنقه بما إنها ستسافر معه فيجب أن يكلمها عن طريقتها المتهورة فى التعبير عن سرورها وتساءل كيف تنظر إليه يا ترى..؟كعم قاس أم أب لم تعرفه مطلقاً...مهما يكن عليها أن تتعلم أن الشابات مهما تكطن حماستهن لا يرمين أنفسهن بين ذراعى غريب
-الأنسة تيوبولت...يجب أن توافق...أفهمت؟إذا رفضت...
-لن ترفض...لقد أعجبتها أنا واثقة!
-لكنها ستتعامل معك أسمعى عليك أن لا تكونى مندفعة كثيراً...
-مندفعة؟أتقصد تجاهك؟
-تجاه أى أنسان
فأبتسمت:
-لماذا؟ألم يعجبك هذا؟ألا تريدنى أن المسك؟
-لا علاقة إعجابى بالأمر......
فهزت رأسها وحاولت تحرير يديها من قبضتيه :
-بل أظن ان لهذا علاقة.....فى الدير حيث كنت أعيش مع الراهبات كنا نمنع من لمس أى شخص كنا أجزاء منفصلة نتحدث معاً نبتسم معاً نصلى معاً ولكننا لم نتلامس مطلقاً وأظن على الناس أن يلمسوا بعضهما بعضاً هذا هو معنى الأهتمام أنا أحب ملامسة الناس...أحب ملامستك
-هذا يكفى!
تركها فجأة ولكنها لم تعد تجرؤ على لمسه بعد لحظات أستدار وأتجه نحو الهاتف فطلب من عامل السنترال أن يعطيه رقم وكالة التوظيف التى بعثت إليه المربية
وكانت مكالمة مزدوجة النتيجة أوصلته بسرعة للأتصال بالأنسة تيوبولت وأعطته فرصة للتفكير فيما سيجلبه على نفسه من متاعب


منتديات ليلاس
نهاية الفصل الأول
قراءة ممتعة للجميع

جمره لم تحترق 23-12-11 12:24 AM

مبروك علينــــا الرواية الجديدة
وفرحت sososafa لانها سبق وطلبت
بس للاسف ما عرفت اطلع اي من الروايات الي عندي
وافتكــر اي وحده بطلها وصــي

طبعاً الملخــص واوووو
منتظرة تكمليها وراح اقرأهــــا
وفقك الله على مجهوداتك
وسلمت لنا اناملك
تحيتـــي
http://www.nsaayat.com/up/uploads/nsaayat2c41b66ce9.gif

Rehana 23-12-11 05:41 AM

رووووعة عجبتني الرواية زهوري
لفت انتبائهي .. البطل .. عدد المشاريع والاعمال الى دخل فيها ..
اول مرة اقرأ كذا .. والبطلة ياعيني عليها تهبل ^^
حبيتها
تسلمين حبيبتي.. اختيار موفقة ..جذبتني القصة حيل

زهرة منسية 24-12-11 12:41 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمره لم تحترق (المشاركة 2957553)
مبروك علينــــا الرواية الجديدة
وفرحت sososafa لانها سبق وطلبت
بس للاسف ما عرفت اطلع اي من الروايات الي عندي
وافتكــر اي وحده بطلها وصــي

طبعاً الملخــص واوووو
منتظرة تكمليها وراح اقرأهــــا
وفقك الله على مجهوداتك
وسلمت لنا اناملك
تحيتـــي
http://www.nsaayat.com/up/uploads/nsaayat2c41b66ce9.gif

أهلين جمرة مرورك من أروع ما يكون حبيبتى أن فى روايتك قرأت طلب سوسو عن الروايات الى البطل بيكون وصى على البطلة وكان بالصدفة مرت عليا رواية أهديتك قلبى بالرغم أنى مش كنت ناوية أنزلها بس نزلتها بنا على رغبت سوسو وإنشالله تعجبها
فرحنى كتير أن الملخص عجبك وانشالله لم تكمل الرواية تعجبك
مشكورة كتير يا قلبى

زهرة منسية 24-12-11 12:46 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Rehana (المشاركة 2957637)
رووووعة عجبتني الرواية زهوري
لفت انتبائهي .. البطل .. عدد المشاريع والاعمال الى دخل فيها ..
اول مرة اقرأ كذا .. والبطلة ياعيني عليها تهبل ^^
حبيتها
تسلمين حبيبتي.. اختيار موفقة ..جذبتني القصة حيل

أنتى الأروووووووووووع ريحانتى
نيل من أول الرواية لأخرها علطول مشغول وشغله واخد كل وقته
أما جيف فهى فعلا تهبل ^^ وأنا كمان حبت عفويتها وأندفعها
يسلم عمرك ريحانتى أسعدتينى مرة بتعليقك والأكثر أن الرواية عجبتك
موووووووووووووووووووة

زهرة منسية 24-12-11 12:55 PM


2- مشاعر أخرى
××××××××××

منتديات ليلاس


لم تكن جنيفر قد عرفت مثل هذا الأحساس بالمساحات والحرية.أميال واميال من السهول المعشوبة تمتد على مدى البصر فدادين شاسعة من الأرض ترعاها قطعان من الماشية القصيرة القرون نظرت إليهم وهم يمرون
ألابقار فى فرنسا وإنجلترا ليس لها مثل هذه العيون الصغيرة الكروية وليس لها هذه الغطرسة البادية فى هذه الحيوانات.
منذ شرعت سيارة الرانج القوية تمر أمام الأعمدة الخشبية المتقاطعة التى تحمل الشريط الشائك الذى يحدد أرض نيل توقعت جنيفر رؤية منزل المزرعة ولكن الأميال أنطوت ولا شئ أمامها سوى أرض ملئية بعشب برى يغطى سهل سانتا فيتورا . الطريق من فالفيدرا كانت واسعة أما الآن فهى ممر ضيق.
عندما آلمها ظهرها من جراء قفز السيارة ندمت على عرضها على الأنسة تيوبولت الجلوس بالمقعد الأمامى.كانت الأنسة تيوبولت قد أخذت على عاتقها مسؤولية جنيفر وكأنها مربية لطفلة مرت أوقات عليها جعلتها تشعر بأنها طفلة ترافقها امرأة كاملة وهذا مجحف فى حقها فهى فى السابعة عشر من عمرها!نعم هى أمضت حياتها فى الدير إلا أنها قرأت الكثير ومعظم ما قرأته كتب لو عرفت بها الراهبات لأصبن بالذعر الشئ الوحيد الذى لم يحرمها منه والدها كان المال الذى صرفته على العلوم والكتب على أختلاف أنواعها فكل معرفتها عن العلاقة بين الرجل والمرأة أكتسبتها عن طريق الكتب ولكنها تحس أن بإمكانها النجاح لو واتتها الفرصة وموافقة نيل على تصرفات الأنسة تيوبولت معها أزعجتها.
وراء نوافذ الرانج أمتدت الأرض وراحت السيارة تتوجه صعوداً فأدركت جنيفر دهشة أنهم أصبحوا فى منطقة(منتديات ليلاس)تلال سلسلة تلال غرانيتية ترمى ظلالها فوق الأرض حيث بدت قمم حمرا قرمزية لسلسلة سيرا غراندى المستنبة الرؤوس والغامضة وتغير وجه الريف كله كان الوقت قد تجاوز العصر وبدأت الظلال تطول وتظلل أغصان السرو التى لونها الريح وكانت شجرات السرو ترمى ظلالاً شبحية فوق الأرض
كان وصولهم إلى واد تسطع فيه الشمس مفاجأة مذهلة فمن بعيد بدت ساقية عريضة أتية من فوق منحدر وهناك رأته تحت أشعة الشمس الذهبية الغاربة يقف على مرتفع صخرى كان حصاناً أسود عظيماً وكأنه صورة عكسية للأرض والسماء الذهبية شاهدته لحظات هناك(زهرة منسية)....ثم أختفى وراء الزهور حتى أنها ظنت أنها تخيلت وجوده
-أوهـ!
الصوت خرج منها كتنهيدة فرد نيل على تنهيدتها بالرضى :
-هل رأيته؟
التفتت الأنسة تيوبولت بدهشة:
-أرجو عذرك....
ولكن جنيفر مدت يدها إلى ظهر المقعد الأمامى وقالت بلهفة :
-أجل...أجل...لقد رأيته! لمن هو؟أهو لك؟أوهـ نيل إنه رائع الجمال
نظر إليها نيل ساخراً من فوق كتفه:
-أشك فى أن يكون هذا المتوحش ملكاً لأحد ولكن تقنياً أجل تستطيعين القول إنه يجرى فوق أرضى لذا فهو لى ولكن ما أحد مطلقاً نجح فى كسر جماحه
-وهل ألتقطموهـ إذن؟
-أجل لكنه لعين متكبرفهو يعتبر أن ركضه فى مزرعتى وعبثه مع أفراسى واجبه الأول
ضحكة جنيفر المنخفضة كانت مثيرة وأدركت أن ذراعها العارية ترتاح فوق كتفه العريضة لكنه تحرك قليلاً ليبعدها وكان من حسن الحظ أن الأنسة تيوبولت أختارت تلك اللحظة لتطرح سؤالاً :
-أنت تربى الخيل لتناسل سيد ستيورات؟
-الخيل حبى وهواى لكن أنتاج اللحم البقرى هو أهتمامى الأول
-ولكن هذا الحيوان الذى رأته جنيفر مخلوق متوحش
-أظن هذا ولكنى أحيانا أتساءل عما إذا كان أكثر منا تمدناً فلا شئ يجرى فى المزرعة يجهله هو بعض المواطنين من الهنود يؤمنون أن روح آله من آلهتهم تتجسد فيه إنه مقدس عندهم أما عندى فأقل قداسة
فجأة علقت أنفاس جنيفر فى حنجرتها وذلك حين وقعت عيناها على مبنى أمامهم كان يقبع هناك فى الوادى ولكن قراميد سقفه المدهون الممتد فوق شرفة عريضة أعطاها أول فكرة عن المنزل الذى يعيش فيه نيل
دون أن تكتثر لعدائه مالت مرة أخرى إلى الأمام وتركت أصابعها تلامس مؤخرة عنقه عند شعره الكثيف الطويل تنهدت قائلة:
-أهذا بيتك؟
أختلطت أنفاسها بعبير الحشائش البرية المندفعة إليهم عبر النافذة فأرتفعت يد نيل ليعيد ترتيب شعره ولكنه دفع أصابعها عنه بتصميم وأجاب:
-أجل...هذا هو سان غبريال
أبدت الأنسة تيوبولت رأيها:
-أليس منزلاً كبيراً سيد أستيوارت؟
أعلمها نيل أن الأمتداد البنائى للمنزل ماهو إلا سكن الغاوتشوز الذين يعملون لديه وأشار إلى منزل الطباخ ومنامة العمال ثم أردف :
-لدى عشرون عاملاً دائمون وقد يعمل ضعف هذا العدد عندما تدعو الحاجة ثم هناك أنريكو بيغليو رئيس عمالى وباتريك ايفانوس الذى يسكن وحده فى منزل يقع عند الطرف الآخر للوادى وهو أفضل راعى بقر فى هذا الجزء من جبال الأند
أتسعت الطريق بعد وصولهم إلى السفوح المنخفضة المليئة بالعشب وبرز أمامهم النهر النامى عند ضفتيه قصب الذهبى والأزهار الصفراء الغريبة كان هناك أبقار ترعى قرب النهر لا تشبه الأبقار الوحشية العيون التى شاهدتها جنيفر خلال الرحلة بل كانت مخلوقات سمينة هادئة لا تهتم إلا بقضم الحشيش .عند أقرابهم من المنزل شاهدت جنيفر الحظائر التى يحتفظون فيها بالأفراس والمهرات الصغيرة ثم فيما بعد شاهدت الماعز والدجاج الذى هرب بعيداً عن الطريق


زهرة منسية 24-12-11 12:59 PM



ى الأمام بينما كان يفتح باب السيارة من جهته أطلت امرأة من داخل المبنى أمرأة بدت لـ جنيفر شابة صغيرة طويلة ذات شعر أسود كشعر نيل تماماً طويل مستقيم يغطى كتفيها قسماتها تنم عن قسمات مادونا هادئة وقورة لكن عند خروج جنيفر من السيارة أحست بموجة من العداء تطل من عينيها.
حياها نيل ببرود قبل أن يساعد الراكبة الأخرى فى النزول ثم قال:
-هذه مديرة منزلى أنسة تيوبولت إنها السنيورا باترفاه....كاترينا هذه وصيتى و وصيفتها
-مرحباً
تقدمت جنيفر تمد يدها مصممة على أن لا ترهبها هذه الأنثى الدكناء العينين.حينما أقتربت لاحظت إنها شابة
أمسكت بيد جنيفر قبل أن تقول بلهجة تنم عما لا تشعر به:
-بينففيندا سنيوريتا(أهلاً وسهلاً)
فقال نيل محذراً :
-بالأنكليزية كاترينا
فسارعت لتحية المرأة المسنة بالأنكليزية مظهرة حماساً أكثر نحوها وأخذ نيل يتسلق الدرجات العريضة :
-تفضلا إلى الداخل
تبعته جنيفرتنظر إلى عينيه مباشرة لكنه رفض الرد على السؤال المطل من عينيها بل دخل إلى ردهة باردة أحستجنيفر فيها أحساساً لم تشعر به قط إحساساً بإنها تعود إلى بيتها ولم تحس بأن نيل تركها إلا بعد أن انضمت إليها الأنسة تيوبولت والمرأة التى قالت بأدب:
-أتحبان رؤية غرفيتكما؟سأريكما إياهما بينما يحضر ريكو بعض الشاى
طغى جمال غرفتها على إنزعاجها كانت كبيرة مرتفعة السقف تطل على الوادى كله ومع إن أثاثها لم يكن فاخراً إلا أنه بدأ جميلاً وجذاباً غرفة مربيتها كانت قرب غرفتها لها الأناقة ذاتها والأثاث نفسه وقد ذكرت كاترينا أن هناك حماماً واحداً بالمنزل للأسف وأكملت :
-الرجال يستخدمون الحمامات من مهجع العمال
سألتها جنيفر عما تعنى فردت بإبتسامة شاحبة :
-نيل بالطبع.....وأنريكو
لاحظت جنيفر الطريقة العفوية التى تذكر كاترينا فيها أسم مخدومها وسألتها:
-أنريكو....هذا يعنى رئيس العمال عند السيد ستيوارت؟
بدت فى عينى كاترينا الوقاحة المهنية :
-هذا صحيح ستقابلينه وقت العشاء والآن هلا عذرتمانى سارى إن أعد الشاى
دخلت الأنسة تيوبولت مع جنيفر إلى غرفتها وجلست على السرير بينما أتجهت الفتاة إلى أبواب الشرفة
-أتظنين أنك ستكونين سعيدة فى هذا المكان؟
فأستدارت جنيفر نحوها :
-ولماذا هذا السؤال؟
-لأننى أحس أنهم لا يرحبون بنا أوهـ....لا أعنى السيد ستيوارت إنه ساحر ولكن السنيورا باترفاه.
-تعنين كاترينا...إنها مدبرة المنزل...وهذا كل شئ لن أدع مدبرة منزل ترعبنى
-أتظنيها مدبرة منزل فقط؟إنها تبدو لى السيدة الآمرة هنا
-حسنا....ربما...ولكنها لن تأمرنى أنسة تيوبولت وهذا هو المهم
فأبتسمت العجوز
-أوهـ يا لكبرياء الشباب!
أجفلتا عندما سماع صوت رجل يأتيهما من الخلف:
-هل كل شئ على مايرام؟
فأستدارت جنيفر إلى نيل متسألة عما سمعه من حديثهما:
-هل يجب أن تتجسس علينا هكذا ؟
-لم أتجسس على أحد ! كنت أود التأكد بنفسى أنكما حصلتما على كل ما تحتاجان إليه(منتديات ليلاس)
-حسنا....ليس تماماً لأنه تنقصنا الضيافة هذا شئ والآخر...أين أختفيت؟
أسترخى فم نيل قليلاً:
-أنا أسف...ولكن هذا ليس فندق لقضاء عطلة إنها مزرعة عمل والعديد من الأمور تنتظر أنهاءها يؤسفنى أن تشعرى أنى أهملتك
وقفت الأنسة تيوبولت ونظرت إلى جنيفر مؤنبة ثم قالت:
-أوهـ نحن لم نفكر بمثل هذا....لابد أننا تعبتان...
صاحت جنيفر بحدة وهى ترفه رأسها تحدياً :
-لكنى لست تعبه
فرد نيل على العجوز ببرودد:
أقترح عليك أن تنام قليلاً ياأنسة تيوبولت العشاء لن يقدم قبل الثامنة وهناك وقت كاف للأستحمام إذا اردتما
ثم لم تلبث جنيفر أن سمعت صوت باب غرفتها يقفل
ودخل نيل ليصبح وراءها تماماً ووجهه متجهم وغير راض
-أتظنين انك قادرة على عدم إحراجى أمام الأنسة تيوبولت؟
-أجل...إذا أستطعت ضمان أن لا تحرجنى كاترينا أمامها!
-أوهـ...يا إلهى! ماذا قالت لك؟
-قالت....؟إنها لم تقل شيئاًإنه....تصرفها.
-فهمت....هل هذا كل شئ؟
-لا....ليس هذا كل شئ أحب غرفتى إنها جميلة ولكننى لا اريد أن أرتاح فلست تعبة أريد رؤية المزرعة أريد أن أكون معك
-سانتا فيتوريا تحتوى على عشرون ألف فدان فكم تعتقدين أنك سترين منها قبل حلول الظلام؟ غدا أو بعد غد إذا كنت تجدين إمتطاء الخيل سادع أنريكو يريك الحقل القريب من المنزل حيث تروض الخيول
-أنريكو! لا أعرف أنريكو ولا أريده أن يرينى الـ....سانتا فيتوريا أريدك أنت أن.....
-جنيفر! كلما أسرعت بمعرفة أن رغباتك لن تكون أوامر كان هذا أفضل(زهرة منسية)لقد سمحت بمجئيك بناء على رغبتى ولكن مادمت تعيشين تحت سقف بيتى عليك تعلم اشياء محددة وأولها أننى لن أستطيع تخصيص كل وقتى لتسليتك!
سادهما الصمت للحظات كان خلالها يحدقان ببعضهما بعضا ثم تكلمت لكن بهدوء حتى كاد لا يسمع ما تقوله :
-أنت تريدنى أن أكره الحياة هنا؟تريدنى أن أجد الحياة رهيبة لأحزم أمتعتى عائدة أدراجى! وعندها لن تكون مضطراً لأزعاج نفسك بى! أليس كذلك ؟
تقدم منها ليمسك بكتفيها ويهزها حت أحست بثقل فى رأسها
-جنيفر....! توقفى عن هذا!توقفى عن الأسى على نفسك!بالطبع أريدك هنا وإلا سمحت لك بالمجئ
-حقاً؟
رفعت يدها إلى وجهه تلامس وجنتيه :
-نيل....أنت تهتم بى؟
-لقد قلت لك هذا
لما التصقت به أحست به يتوتر وبرائحة عرقه الرجولى تمتد إليها ثم شعرت بعضلاته تلامسها وأحست بشوق غريب لشئ مربك لم تفهمه فهذا الأتصال لا علاقة له بالعطف والمؤاساةوعندما رفع يدها ليطبع قبلة راحتها سحبتها وضمتها إلى صدرها وكأن ناراً لسعتها ثم اجتاح جسدها مشاعر لم تكن مستعدة لقبولها أو أستعابها وإذا بدوار فى رأسها وبضعف ووهن فى ركبتيها وإذا بفمه يلتوى ساخراً فجذبت نفسها بعيداً عنه
-أجل...أنت مازالت طفلة جنيفر....ألست هكذا؟توقفى عن لعب دور الأنثى الملتهبة أنه دور لن يرضيك
فأنفجرت فى وجهه بسرعة وتشنج تلف ذراعيها حول جسدها
-أعتقد انك تظننى خائفة منك!
فهز رأسه وتساءل ببرود:
-ألست خائفة؟
مر بها ليترك الغرفةوكأن صبره قد نفذ
منتديات ليلاس
××××××××××

نهاية الفصل الثانى
قــراءة مــمــتــعة للــجــمــيـــع

ربي اسالك الجنة 26-12-11 02:50 AM

يسلموووووووووووووووووووو الروايه روووووووووعه بانتظار التكمله حبيبتي سلمت يداك
ودمتي في حفظ الله

زهرة منسية 26-12-11 05:23 PM

يسلموا حبيبتى على كلامك الحلو والأروع مرورك مشكورة كتير

زهرة منسية 26-12-11 05:27 PM


3- أرض الغموض
×××××××××××××××


منتديات ليلاس


كانت الفرس مخلوقة صغيرة قوية لها عينان لطيفتان لم تر مثلها فى الجياد لونها لم يكن مميزاً كان رمادياً تتخلله بقع بيضاء فى مؤخرتها.بالمقارنة مع الجواد الذى كان فى الدير كانت هذه أصيلة وأنيقة أحست جنيفر بالسعادة لأنها أمضت وقتاً طويلاًفى الدير مع ذلك الجواد الإنكليزى تعتنى به وتنظفه وتمطيه بدون سرج .
لكن أنريكو لم يكن مقتنعاً بقدرتها على الإمتطاء فجعلها تمتطى الفرس وتدور بها مراراً حول الحظيرة إلى أن أقتنع إنها قادرة على السيطرة عليها .
كان ذلك فى صباح اليوم التالى لوصولها عندما أستيقظت يرافقها أحساس بالوهن فى عزيمتها وهذا أمر غير عادى لها إنها عادة نشيطة متفائلة لكنها فى ذاك الوقت أستلقطت بضع دقائق تراجع أحداث الأمسية السابقة.........
ألتقت بـ أنريكو بيغليو على طاولة العشاء إضافة إلى أنريكو وكاترينا بعد أن تعاونا فى تقديم العشاء على الطاولة أحست جنيفر بالخوف من جسد أنريكو الضخم وشعره الأسود المتجعد النامى حتى خديه ليلتف قرب أنفه مشكلاً شارباً ضخماً لكن ضحكته القلبية كان ترن دائما فى الغرفة العالية السقف وقد أسعدتها ممازحته المزعجة لـ كاترينا وجعلها صديقته إلى الأبد
أما ريكو فكان مختلفاً قدمه نيل على أنه شقيق كاترينا رؤيتهما معاً أوضحت الشبه لـ جنيفر فكلاهما أسمر أدكن رغم قسماتهما الأسبانيةلكن كاترينا كانت أجمل وربما فى أواخر العشرينات من عمرها بينما لم يتجاوز ريكو عمر جنيفر.خلال العشاء لم يتبادلوا الحديث كثيراً بل أخذت كاترينا تسأل نيل عن رحلته بينما أنريكو يلقى النكات على حساب مديرة المنزل
كشف أنريكو النقاب عن معرفته بـ هارفى هانت أيضاً وأسعدها أن هذين الرجلين لم ينسيا والدها
فى الصباح أستيقظت جنيفر باكراً فجسدها لم يعتاد بعد على تغيير الوقت بين القارتين بعد تأكدها من استغراق الأنسة تيوبولت بالنوم نزلت سعياً وراء الفطور فلمحت كاترينا تتجه نحو ممر يقود إلى(منتديات ليلاس)مؤخرة المنزل فتبعتها لتشاهد بإهتمام أن الممر الذى تعلوه قنطرة يطل على باحة داخلية.كان مقصد كاترينا باباً فى مؤخرة الممر ودون تفكير او تردد لحقت بها جنيفر.
وجدت نفسها داخل مطبخ ضخم قديم الطراز حرارة الموقد شديدة فيه رغم وجود باب عريض يطل على الباحة الداخلية حيث ترتاع الدجاجات.
وجهت كاترينا نظرة بطرف عينها إلى الفتاة التى لحقت بها قبل أن تتوجه إلى الفرن وتسحب منهصينية ملئية بأرغفة بنيةذهبية لذيذة الرائحة وضعتها على الطاولة ثم أغلقت باب الفرن فقالت جنيفر:
-صباح الخير!
فردت كاترينا عابسة:
-صباح الخير
حاولت جنيفر أن تكون أكثر تمدناً :
-هل تصنعون خبزكم هنا؟
فنظرت مدية المنزل لها بإزدراء:
--ليس لدينا محلات هنا سنوريتا ولا نستطيع الذهاب إلى....ماذا يقال له....أهـ السوبر ماركت كلما أحتجنا إلى رغيف
-فى الدير كنا نصنع خبزنا بنفسنا كذلك
-الدير! هل كنت راهبة؟
-أوهـ لا....كنت أعيش فيه إنه نوع من المدرسة الداخلية والدى أرسلنى إليه عندما كنت صغيرة
-والدك ؟ الرجل الذى جعل نيل مسئولاً عن أبنه؟
-لا....لا فى الواقع كنت أنا
-أنت؟
-أجل...أترين ! والدى كان دائماً يريد صبياً لذا كان ينادينى جيف وبالطبع أستخدمت أناذلك الأسم
-كة تخدعى نيل .كى تأتى إلى هنا كى تجعلى منه مربية أطفال!
-لا....فأنا لست طفلة
-لا....أنت لست طفلة إذن لماذا لا تعتنين بنفسك؟
نظرت جيف حولها متنهدة متمنية أن يدخل أحد لتغيير الجو المشحون ثم قالت:
-أنظرى...أليس من الأجدى أن تبحثى تذمراتك مع مخدومك؟فأنا جائعة.هل لى ان اتذوق خبزك ذو المظهر اللذيذ؟
زودتها كاترين بصمت بالخبز والذبدة ومربى الخوخ ثم كذلك القهوة وعندما أوشكت جنيفر على الأنتهاء من شرب القهوة أطل أنريكو وسرعان ما شعرت جنيفر بجو من التنافر بين الأثنين.
حيا أنريكو مدبرة المنزل بصفعة على مؤخرتها وهى تنحنى لتضع الحطب فى الموقد وكانت ردة فعلها شرسة كما كانت عند العشاء فى الليلة السابقة ودون أن يرد أستدار أنريكو إلى جنيفر :
-كيف حال ضيفتنا اليوم؟ ألم تنامى جيداً؟لقد استيقظت باكراً!
0هذا لأن الوقت الآن فى إنكلترا يتجاوز العاشرة وأعتقد انكم صحوتم باكراً
-هذا ما قلته لك؟
أشار بإصبعه إلى مدبرة المنزل أتبع هذا بإشارة صرف من يده :
-أتظنين أنى سأترك الراحة والدفء فى فراشى باكراً لو لم أكن مضطراً ؟أنا ونيل توجهنا إلى فناء الماشية عند الخامسة والنصف كنا....كما تقولين....نضع علامات عليها
-تسمونها؟
ضحك أنريكو وهز رأسه:
-سى...هكذا!
وضع ملقاط النار فى النار ثم أخرجه يتصاعد منه الدخان ووضعه على ظهر كاترينا التى قفزة إلى الأمام مجفلة غاضبة ورفعت جنيفر يدها إلى فمها برعب ولكن رئيس العمال كان يمزح وتعالى صوت ضحكته ثم قال ساخراً:
-ما بك كترينا هل ظننتنى سأضع وسمى عليك....يا حبيبتى؟.
ثم ألتفت إلى جنيفر :
-بونيو سنيوريتا..إذا كنت جاهزة فالأوامر وضعتنى تحت تصرفك
-تحت تصرفى؟
- سى....هل تريدين رؤية شئ ما من المزرعة؟هل تركبين الخيل؟قال نيل انه يجب أن أعلمك....
-أنت؟
-هيا بنا
فقالت كاترينا :
-أجل سنيوريتا أذهبى معه....فلست أطيق رائحة الخنزير هنا
رافقتهما ضحكات أنريكو حتى الخارج وما ان أصبحا بعيداً عن السمع حتى قاللها:
-لا تقلقى بالاً لـ كاترينا سنيوريتا أنا وهى عدوان قديمان زوجها كان أفضل أصدقائى ولكنها لم تحبنى قط ...ربما لأننى أعرف أى نوع من النساء هى
-وهل هى متزوجة؟
-ليست الآن فزوجها مات...هى قتلته ليس فعلياً بل بسبب طموحها وجشعها إلى المال الذى جعل المسكين الغبى يجهد نفسه حتى الموت ليرضيها
*************

زهرة منسية 26-12-11 05:30 PM


بعد ذلك تابعا طريقهما إلى الحظيرة ثم قدم لها الفرس التى تمتطيها الآن طبعاً بعد ساعة من التمرين أى بعد أن اطمأن أنريكو لسلامة ركوبها عليها . ولكنها الآن شعرت بإرتخاء فى ساقيها فقال أنريكو مازحاً:
-ما بالك يا أنستى....ألا ترغبين فى القيام بنزهة؟
فنظرت إليه بإمتعاض :
-أنت تعلم كم اتألم لماذا لم تدعنى أستخدم السرج مثل أى شخص آخر؟
-ألا تعلمين ان من الأفضل فى بلاد كهذه أن تتعلمى الطريقة الصعبة؟وركوب الخيل بدون سرج إنجاز هام أنه يعنى أنك تسيطرين عليه أنه الأتصال الجسدى...ها.والآن لن تنسى ما تعلمته فأنت بت تعرفين الأحساس بالحيوان التلامس....ها؟
التلامس....مرة آخرى تلك الكلمة! أبتسم أنريكو مشجعاً(زهرة منسية):
-هل سامحتنى على هذا الدرس؟
أحست بالندم لغضبها منه :
-أوهـ...أجل...أعتقد أنى سأسامحك......شكراً لك
-شكراً لى؟على ماذا؟أعلى ما سببت لك من ألم؟...لا أنظرى أليست هذه السيدة العجوز التى ترافقك؟
-أنسة تيوبولت؟
التفتت الأنسة تيوبولت فوجدتها تقطع الممر بين الحظائر بإتجاهما فأحنى أنريكو رأسه ليهمس لها:
-هل سنعلمها الركوب؟أستطيع أعارتها سروالاً وقميصاً؟
فتجاهلته لتسير نحو الأنسة تيوبولت متألمة ولم يفت هذا السيدة فنظرت إليها أولاً ثم إلى العملاق الضاحك ورائها :
- جنيفر!
-مرحبا أنسة تيوبولت أسفة إذا كنت أقلقتك ولكن...كما ترين؟؟؟؟
-ماذا فعلتن بنفسك؟
نظرت إلى أنريكو, وبكل وقار الرجولة فيه أنحنى لها محيياً وخطا إلى الأمام قائلاً:
-كنت أعطى صديقتك الشابة درساً فى ركوب الخيل سنيورا وللأسف....كيف أقول؟....بالغت....
-بالغت....؟بالغت فى ماذا؟
فتنهدة جنيفر وأخبرنها أن ظهرها يؤلما من التمرين
فصاحت الأنسة تيوبولت :
-وفى هذا الحر؟أتريدين أن تمرضى حال وصولك إلى هنا؟
وما ان قالت هذا حتى أحست جنيفر فعلاً بالحرارة مست جبينها المبتل بالعرق فعلمت أن وجهها أيضاً يرشح عرقاً وتابعت الأنسة تيوبولت :
-ألا تدركين أنك قد تكونين شديدة الحساسية فى طقس جديد عليك؟
ولكن جنيفر تجاوزت أحتجاجاتها وقالت:
-هل قابلت أنريكو؟
وتم التعارف وهذا ما أوقف تماماً أى أعتراض من جهة الأنسة ولكن أنريكو تبع مرحه وأصر على تقديمها إلى الفرس ولأن الفرس لطيفة وهادئة سرت بها الأنسة تيوبولت كثيراًة ولكن اثناء عودتهما إلى المنزل عادت إلى هجومها:
-يجب ان أخبرك أننى دهشت عندما سمعت أن السيد ستيوارت أقترح السنيور بيغليو مرشداً لا يبدو على الرجل أى أثر لتمدن أتظنين هذا؟له أنف كبير....هل هو هندى؟
-الهنود لا يتركون أى شعر على وجههم عادةً
ذكرها الهنود أعاد تذكيرها بنيل فظللت عينيها بيدها تنظر عبر الوادى لكنه كان واسعاً ممتداً بحيث لم تتمكن من رؤية أكثر من أمتداد طفيف لأرض معشوبة وإنحناء للنهر الأزرق المائل إلى الرمادى تحت السماء الزرقاء المشعة وشاهدت تصاعد غبار شاحب على بعد وهذا قد يعنى أى شئ لكنها تمكطنت من سماع أصوات مألوفة للبقر من بعيد وأصوات الدجاج فى المنزل
من هذه الزاوية يبدو المنزل مختلفاً المستودعات المسقوفة كما قال لها أنريكو تحتوى على كل شئ ضرورى لمجتمع بحجم هذا المجتمع إضافة إلى علف الحيوانات وإلى الأت الزراعة وأدوات فخارية وجلود وطعام مجفف ولحم مقدد للحالات الطارئة وهناك كذلك محل للحدادة بين الحظائر وأمكنة مسقوفة لجز صوف الخراف الموجودة الآن فى مراعى الجبال والمنزل بحد ذاته هو الأساس فى إدارة المزرعة أى المحور الذى تدور عليه عجلة مختلف وجوه الحياة فى سان غبريال
تساءلت مع نفسها عما إذا كان نيل سيعود وقت الغداء لكنها ظهراً خاب أملها فالوجبة التى قدمت فى المطبخ رغم أمتعاض الأنسة تيوبولت كان يشاركهما فيها كاترينا وريكو
أنريكو أختفى لأكمال عمله أما جنيفر فلاحظت أن رفيقتها تجد الحياة هنا مختلفة كثيراً عما أعتادت عليه وفكرت للحظات فى ما قد تفعل أن أختارت الأنسة تيوبولت توضيب أغراضها والعودة إلى أنكلترا.فمن الممكن أن تجد الحرارة أو العزلة أو حتى تصرفات كاترينا أكثر مما تستطيع تحمله وتقرر أنه مهما كانت ظروفها بائسة فالحياة فى بلدها افضل حالاً من العيش فى هذا الوادى النائ
مهما كانت حالتها فهى أولاً وقبل أى شئ سيدة مهذبة والمزاج الجلف الذى يخرج من أمثال أنريكو بيغليو إنما سيزيد الفوارق
تنهدت جنيفر وحاولت التركيز على الطعام أمامها يجب إلا تفكر بتشاؤم فعلى كل الأحوال الأنسة تيوبولت أبلغت بظروف الحياة هنا وان كانت الحياة مختلفة عما تصورتاه فهذا لا يعنى أن الحياة لن تكون مقبولة لهما



منتديات ليلاس

نهاية الفص الثالث

زهرة منسية 26-12-11 05:34 PM



4- دفــء جــديــد
*******************

منتديات ليلاس

كأنما تعويضاً لها عن تعب الأمس أستيقظت جنيفر فى الصباح التالى ما أن أشعت أنوار الصباح تشعر بدهشة لأنها لم تجد أثار تعب البارحة فى جسدها فكل ما شعرت به بعض التصلب وهى الآن على أتم الأستعداد لإعتلاء صهوة الفرس ثانية
توجهت إلى الحمام متوقعة أن يكون فارغاً فى مثل هذه الساعة لكنها هناك إصطدامت بـ نيل لأول مرة منذ ليلتين كان يغسل رقبته وشعره تحت مياة المغسلة
-أوهـ....أسفة....أعنى...كاترينا قالت إنك عادة تستحم.....
التقط نيل منشفة ولفها حول رقبته كان عارياً حتى الوسط لكن ما لفت نظرها كان خدشاً بليغاً ممتداً ىعلى طول ذراعه من المرفق حتى المعصم ففغرت فأها متأثرة.عندما رأى ردت فعلها قال:
-هذا هو سبب عدم أستحمامى هذا الصباح.قررت أن من الأفضل ترك الخدش يشفى أولاً
-لكن يجب تقطيب الجرح!
نسيت فى تلك اللحظة إنها ترتدى فقط قميص النوم فتقدمت منه وأمتدت أصابعها الناعمة تلمس الجرح ترتجف تلك الأنامل فوق لحمه الدافىء
-كيف أصبت به ؟إنه جرح عميق!
أبعد نيل أصابعها عنه بحزم وأكمل تجفيف رقبته
-سيشفى....ثور شرير قرر وضع دمغته على بدل من أن أضعها أنا عليه هذا كل شئ سأعيش أوكد لك هذا
-أليس لديكم هنا أية أسعافات أولية....ضمادات؟
-وهل أنت ممرضة؟
-لقد عالجت جروحاً عديدة أتريد أن تصاب بإلتهاب قد يؤدى إلى قطع يدك؟
-يا إلهى !ألست متشائمة بعض الشئ؟
-أرجوك نيل دعنى أضع بعض المرهم المضاد للألتهاب على الجرح وبالطبع لن تعيق الضمادة حركتك
فأنحن ليلتقط القميص المشبع بالدم الجاف :
-سأجعل كاترينا تضمده لى
فضربت الأرض بقدمها :
-ولماذا لا أضمده أنا؟
-حسنا....سأضع بعض المرهم على الجرح بنفسى لدى حقيبة من المراهم فى غرفتى وأظن أن هناك بينها ما هو مضاد للألتهاب
لم تقل جنيفر شيئا بل نحت نفسها جانباً عندما مر بها لكنها وضعت حقيبة الحمام من يدها ولحقت به
كان قد فتح درج فى خزانة قرب النافذة وعلى وشك لف رباط طويل حول ساعده عندما شاهدها تقف عند باب غرفته أما الكلمات التى كان يتمتم بها لنفسه فلم تكن كلمات مما توافق عليها الراهبات....وسألها:
-ماذا تريدين؟
فدخلت الغرفة مشيرة إلى إنها ستضمد الجرح
-وماذا تقول الأنسة تيوبولت عندما تشاهدك فى غرفة نومى وأنت بهذه الثياب ؟
أدركت للمرة الأولى ذلك الصباح إنها مازالت ترتدى غلالة النوم لكنها صممت أن لا تبدى سذاجتها فقالت:
-لكنى مستترة بشكل ملائم لو كنت أرتدى البيكينى......
-لكنك لا ترتدينه...صحيح؟هنا ليس شاطئ...أوهـ...بحق الله...حسنا...ساعدينى ولكن أسرعى!
أخذت تلف الرباط حول ذراعه أناملها تلامس بشرته أحيانا فوق صدره وكان منظر الجرح رغم المرهم بشعاً وأقتنعت إنها تقوم بأفضل ما يمكن لها ان تفعله وتمتم عندما وصل الرباط إلى مرفقه:
-أنت بارعة جداً
مزقت الرباط ثم عقدته حول المرفق فأضاف وأنفاسه غير متجانسة:
-لم أرك منذ ليلة وصولك....هل أستقريت؟
أنهت جنيفر عملها لكنها لم تبتعد عنه فوراً بل أجابته بهدوء تمرر أصابعها على أطراف الرباط:
-أظن هذا....هل تشعر بأن الرباط ضيق؟
-لا بأس به.لقد سمعت أن أنريكو أعطاك درساً فى الركوب بالأمس؟
فأبتسمت:
-هل قال لك أنى وقعت مرة؟
-وقعت؟وهل أصبت بمكروه؟لم يقل لى هذا
فهزت رأسها قائلة
-أوهـ...لم يكن لذلك تأثير كانت غلطتى لكنه ألتقطنى
-التقطك؟حسنا...أنتبهى وحذار فى المرة القادمة
-سأحذر...يسرنى أهتمامك بى
-أهتم بك...على الذهاب الآن ستكون كاترينا منتظرة لتقديم فطورى
فتحت جنيفر فمها تعبيراً عن الأستياء
-أوهـ لن تعود إلى الحظيرة مرة ثانية
-ليس هذا الصباح أريد الذهاب إلى بورتو توفا لشراء بعض التموين للطاهى تشان.لما تسألين؟أتريدين مرافقتى؟
-أيمكن هذا؟
-أظن هذا
حاول أن يمد يده ليتناول قميصه ولكنها منعته بأن لفت ذراعيها حول خصره تحتضنه:
-شكراً لك...
ثم ضغطت شفتيها على بشرة صدره
-جنيفر!
أحتجاجه المنزعج رافقته حركة عنيفة من يديه اللتين أمسكتا ذراعها ودفعناها ولكن هذه الحركة أرسلت ألماً من ذراعه المصابة إلى كتفه فصدرت عنه آهه ألم فتركها فجأة فشهقت بفزع:
أوهـ....ذراعك!نيل أنا أسفة....
-أنسى الأمر
-لا أستطيع هذه غلطتى كنت مهملة
-قلت أن لا بأس
لاحظت بعض الدماء تظهر فوق الرباط فقالت تجادله:
-لا ليس الأمر بسيطاً لقد عاود الجرح نزفه من جديد
جعل غضبه شريان يبرز بقوة قرب فكه فظنت جنيفر أن غضبه بسبب نزيف الجرح من جديد لذا أسرعت تفك الضمادة فأوقفها بذراعه الأخرى لتمسك يديها الأثنتين بيد واحدة ثم يقول متوتراً:
ماذا تحسبين نفسكفاعله الآن بحق الجحيم؟
-كنت سأعيد تضميد الجرح من جديد
لكن الكلمات البشعة التى تلفظ بها أوقفتها...
-ثم ماذا؟بعد أن تضمدى الجرح.ماذا؟هل ستقبلينه ليصبح أفضل حالاً؟
أرتجفت جنيفر من النيران المشتعلة فى عينيه فردت مرتجفة :
-إذا....إذا رغبت فى ذلك
فأبعد يديها عنه بقوة حتى كادت تقع وقال حانقاً:
-أنت....أنت....شريرة !أتعلمين هذا؟أوهـ هيا أخرجى من هنا سأضمده وحدى
-ولكن نيل....
-قلت أخرجى!
-هل...هل ستصتحبنى معك...إلى بورتا نوفو؟
-أسمها بورتو نوفا...أجل أجل سأصطحبك والأنسة تيوبولت إا أحبت
-أنسة تيوبولت
لم تستطيع جنيفر إخفاء خيبتها لكن يد نيل على ظهرها كانت تدفعها نحو الباب :
-أجل الأنسة تيوبولت أسأليها لكن ضعى بعض الملابس على جسدك قبل أن تسأليها
وعاد بسرعة إلى غرفته
بورتو نوفا بلدة جبلية صغيرة تقع بين فالفيدرا و مونتيسانتو عاصمة المقاطعة الغربية ويمكن الوصول إليها من اغلساحل عبر خط سكة حديد حيث تبدأ عبره رحلة الأبقار من سان غبريال
الأنسة تيوبولت أختارت الأنضمام إليهما بكل سرور.جزئياً لم تلمها جنيفر لعدم رغبتها فى قضاء يومها مع كاترينا
أما نيل فلم يظهر أهتماماً بجرحه إلا من وقت إلى الآخر حين يمسكه لهنيات قليلة لكن جنيفر كانت قلقة من خطر الألتهاب ورغم ذلك أمتنعت عن فرض رأيها عليه بوجود الأنسة تيوبولت
سأل نيل الأنسة تيوبولت عن رأيها فى المزرعة فقالت إنه لم يكن لديها الوقت الكافى لتكون رأى بعد وأضافت:
-آمل أننى وجنيفر سنتجول بحرية أكثر بعد أن تتعلم فن الركوب
ففغر فم الفتاة ونظر إليها نيل وكأنه لا يصدق:
-أتجدين الركوب....أنسة تيوبولت؟
-بل أتقنه عندما كنت مربية لأولاد اللورد غاردنر كنا نمضى وقتاً طويلاً فى أملاكه فى اسكتلندا ومن الطبيعى أن يتعلم الأولاد أمتطاء الجياد وكنت أرافقهم
ضحك نيل:
-عظيم...هذه موهبة كانت مدفونة .أعتذر يا أنسة يجب أن أعرف أن أمراً بسيطاً كالسيطرة على جواد ليس أكبر من قدراتك.أسمعت هذا جنيفر؟سيكون لك ولـ أنريكو رفيقاً وإذاكانت الأنسة فى صحبتك لن أشعر بعد اليوم أنى أهملك
لم ترد جنيفر ولكن ظهر التحدى فى عينيها البنفسجيتين الذهبيتين فى الوقت الباقى راحت تتأمل المناظر حولها بعينين حزينتين
بورتو نوفا بلدة مكتظة أثناء أقترابهم منها مروا بمنازل كثيرة ووجدوا إزدحاماً بالسير خانقاً كان الوقت يقارب الظهر فأقترح نيل أن يتناولوا وجبتهم فى الفندق قبل أن تسرعا فى التسوق وهو بإتمام بعض الأعمال جنيفر التى توقعت أن تبقى معه كبحت إحتجاجها عند سماعها هذه المعلومات وصمتت على غير عادتها وهى تتناول اللحم المشوى الذى قدم إليهم مع سلطة لذيذة
أنهت الطعام بتناول الفاكهة بينما راقبت الأنسة تيوبولت تزدرد حلوى محشوة بالسكر والكريما ثم شربوا المته وهى نوع من الشاى المحلى ودخن نيل سيكاراً وأقترح علىى السيدتين الذهاب للتسوق حتى يكمل عمله على أن يقابلهما فى المطعم نفسه عند الرابعة
بعد مغادرته بقيت جنيفر صامتة فهى لم تستطيع إخفاء إنزعاجها لذا نظرت إليها الأنسة تيوبولت تترقب كلاماً منها لكنها قطبت جبينها :
-أنه يزعجنى لم أكن أعلم إنه سيحضرنى إلى هذا المكان ثم يتخلى عنى
-يا طفلتى العزيزة....رجل على عاتقه مسؤوليات السيد ستيوارت لن يتخلى عن عمله ليبقى معنا يجب أن نتذكر أننا نحن الغريبتان هنا ولولا وصية والدك لما أصبحت تحت رعايته أظنه يسعى جاهداً لإبقائك تحت رعايته إلى ان تبلغى الثامنة عشرة ولكن يجب إلا تتوقعى منه الكثير فلديه حياته الخاصة ويجب أن ننسجم مع واقع حياته
مر بعد الظهر ببطء فالأنسة تيوبولت شعرت بالملل لأن مجال الشراء محدودة فى ساحة أفندا فاعارتا أهتمامهما لإكتشاف الحدئقة حول نصب تذكارى لأحد أبطال الحرية المشهورين ولزيارة الكنيسة
كان نيل ينتظرهما عندما وصلتا إلى المطعم وكان قد طلب شاى ثم أخذ يصغى بإهتمام إلى حديث الأنسة تيوبولت عن كيفية قضاءهما بعد الظهر ولاحظت جنيفر أنه يحرك ذراعه بتصلب أكثر فلم تستطيع منع نفسها عن السؤال عن حالته
بدت الدهشة على الأنسة تيوبولت للسؤال فهى لم تكن تعرف شيئا عن الأصابة.التوى فم نيل عند زاوتيه وهو يعترف أنه ذهب للطبيب لتقطيب الجرح فأحست جنيفر بالراحة ولم تستطيع منع أبتسامة خبيثة وهو يشرح للأنسة ما حصل فقالت الأنسة وهى تضغط المنديل المزركش إلى فمها :
-يا إلهى !كان يمكن أن تقتل !
-أمر مستحيل!إنه مجرد خدش أواجه الخطر من الألتهاب أكثر من الجرح نفسه
نظرت إليه جنيفر بعينين متحديتين إذن فقد قابل الطبيب كما أقترحت عليه تماماً وهذا يثبت شيئا أليس كذلك؟
العودة إلى(منتديات ليلاس)المزرعة كانت أقسى فالشمس كانت تغيب والظلال خيمة على الطريق وغيابها بين اغصان الشجر كان له تأثير ساعة تحديد السرعة عليهم ثم ان نيل كان يقود بسرعة لا كما فعل عند مجئيهم فبذلك لم يتسنى لها التمتع بمناظر الطريق الوقت أصبح متأخراً وهو يريد الوصول قبل حلول الظلام
تنفستا الصعداء هى والأنسة تيوبولت عندما لاحت لهما أنوار المزرعة فمالت جنيفر إلى الأمام فى مقعدها الخلفى خلال الدقائق الأخيرة على وصولهم فأدهشها الأحساس الذى خامرها فقد شعرت أنها تعود إلى بيتها عندما أستراحت ذراعها بعفوية فوق كتف نيل لكنه هذه المرة لم ينسحب وهذا ما جعلها تتمنى لو أن أمامهما أكثر من بضع مئات من الأمتار قبل الوصول إلى المنزل


نهاية الفصل الرابع

زهرة منسية 28-12-11 06:07 AM


5- أحلام على ضفتيه



منتديات ليلاس

أصرت الأنسة تيوبولت على إرتداء زى قديم للركوب بدأ غير مألوف مع ما يحيط بها لكن قدرتها على الركوب لا مجال لأنكارها وقد أصبحت معروفة تماماً فى المزرعة فالرجال دعوها لاميولا أى العنيدة ودعوا جنيفر بـ لانينا أى الطفلة ولم تكترث لهذه التسمية الطفولية فى تعرف أنها شكل من أشكال التحبب
خلا هذه الأيام لم تشاهد جنيفر نيل كثيراً كان يمضى معظم وقته خارج المنزل وبعد العشاء يخلد إلى مكتبته ليتابع العمل الكتابى كان يعمل جاهداً كأى عامل أخر لديه وكان يشارك بنفسه فى كل صغيرة وكبيرة فى إدارة المزرعة ولأنه مهندس تمكن من أستغلال مهارته التقنية.أنريكو أخبرهما أنه مدد التمديدات الصحية فى المنزل بنفسه وحفر أباراً جديدة لتحل محل البرك المحفورة لتجميع المياه للحيوانات وهذا يعنى أن فترة جفاف طويلة لم تعد تعنى موت الماشية عطشاً وهذا يعنى إزدياد تناسلها
خلال إحدى رحلاتهم الصباحية شاهدت الحصان الأسود ثانية كانوا فى طريقهم إلى الجبل فوصلوا إلى حيث يرعى قطيع من الجياد أقترانهم سبب توتراً بين القطيع وذهلت جنيفر لمرأى هذا العدد من الجياد وجعلها ذلك لا ترى الأذانان السوداوان ترتفعان بحدة عند أقترابهم وما أن شاهدته حتى تحرك رعيل الخيل يتردد صدى وقع حوافرهم الراعد بين جدران الوادى
تأوهـ أنريكو بحسرة والجياد تختفى عن الأنظار
-كى ديابلو ! أنه شيطان متعجرف ذلك الحصان له كبرياء أبليس
سألته جنيفر وهى ما تزال مسحورة بما شاهدته :
-هل هى جياد برية؟
-ليس هناك من جياد برية فى سانتا فيتوريا كل هذه تنحدر من سلالة جياد أشتراها نيل الباترون من البارغواى تركت مرة لتجرى فى الحقول والقطيع هذا ملك للـ باترون وهو كقطيع الماشية يتم عده كل سنة ويباع الزائد منه
-و....و ذلك الحصان؟
ضحك أنريكو:
-ذلك اللعين الأسود؟إنه حيوان متوحش مغرور يحتفظ بكل الأناث لنفسه
-قال لى نيل إن الهنود يعتبرونه مقدساً -بعضهم يعتقد والبعض لا إنهم شعب.....تقول؟مؤمن بالخرافات ولأن ما من أحد أستطاع البقاء فوق ظهره مدة تكفى لكسر جماحه فأصبح..."ليجلدرايد"....أسطورة(منتديات ليلاس)
-لكنه أسطورة جميلة
-إلا عندما نرغب فى عد الجياد إنه يعرف كل واد وكل ممر
ذلك المساء عند العشاء تحدثت جنيفر عن الجواد الأسود فدهشت عندما رفع نيل حاجبيه الأسودين لينظر إلى أنريكو بحدة
-أما وعدتنى بألا تصحبهما إلى الجبال؟
ودهشت أكثر عندما تفوه أنريكو بلهجة تنم عن الأعتذار:
-لم نبتعد كثيراً باترون ولم نكن عرضة للخطر
بدأ الذهول على الأنسة تيوبولت وهى تقول :
-خطر؟نحن...أى أنا و جنيفر...راكبتان كفوءتان سيد ستيوارت...لذا لاداعى للقلق
فرد نيل بأدب :
-أنريكو يعرف أوامرى سيدتى فى الوقت الحاضر الأفضل أن تبقيا حول المنزل
حينها صدر عن الأنسة تيوبولت صوت ينم على عدم الموافقة وحارت جنيفر وأنبت نفسها لأنها ذكرت ذلك الحصان الأسود ولكنها عكس رفيقتها لم تعلق بشئ
عندما ترك نيل الطاولة بعد قليل أعتذرت جنيفر بسرعة ولحقت به فأدهشتها رؤيتها له لا يوشك على الخروج من الباب الرئيسى فقد كانت تظنه سيذهب إلى مكتبته وترددت قليلاً قبل أن تنطق بأسمه سألها:
-نعم؟
-أنا....إلى أين أنت ذاهب؟
فالتوى فمه :
-أتصدقين ؟ أطلب نزهة
فتقدمت منه:
-هل لى أن أرافقك؟
-ألا تلعبين الشطرنج عادة مع الأنسة تيوبولت فى الأمسيات؟
-أجل....أحيانا....ولكن أنريكو يلعب معها كذلك وهو يوفر لها منافسة جيدة
-حسنا....ولكن ألن تحتاجى إلى معطف؟
-لا أحس بالبرد
هز كتفيه وقال :
-كما تشائين
يا لجسده الرائع التقاسيم ليتها تفهم سبب تلك الرغبة التى تدفعها إلى لمسه.انه لم يسألها ذلك بل هم لا يحب أن تلمسه ومع ذلك لم يمنعها هذا من الأحساس بالإغراء
قطع الباحة أمام المنزل ثم أنعطفا بإتجاه الحظائر
كانت رائحة أزهار العسل والحطب المقطوع تملأ أنفيهما فتمتزج برائحة الحيوانات ورائحة اللحم المطبوخ من غرفة منامة العمال.سمعا من يعزف الغيتار يرافقه أخر على الهارمونيكا ونفخت الريح تطارد الغيوم المحيطة بالقمر المنحدر وتطاير شعر جنيفر خلف أذنيها عندما التفت إليها نيل قال:
--حسنا؟أعتقد أنك ترغبين فى قول شئ لى . صح؟
كانا وصلا إلى سياج الحظائر فأسند ظهره إلى عمود ينظر إليها مقطباً
-أردت معرفة سبب منعك أنريكو من أصطحابنا إلى الجبال
فهز رأسه:
-هذا ما ظننته....ألا يكفى أن تعلمى أننى أفضل ان تبقى فى الوادى؟
-هل لهذا علاقة بإنك تحسبنا غير قادرتين على الركوب فى تلك الممرات الضيقة؟أم شئ أخر؟هل للأمر علاقة بالحصان الأسود؟
-يا للجحيم...لا! كل ما فى الأمر أننى لا أعتقد أنها فكرة جيدة....فالجبال غادرة خاصة عندما يتصاعد الضباب
-أنا واثقة أن أنريكو يعرف متى يكون الطقس خطراً نيل.....لم لا تبوح لى بالحقيقة؟لست طفلة وأن كنت تحب ان تعاملنى كطفلة
فتنهد:
-ربما لا أجد هذا أسهل(زهرة منسية)لم يكن لدى أبنة من قبل...ولست مستعداً بعد لتعامل مع أبنة
-أنا لست أبنتك
ومررت أصابعها على أثر الجرح من تحت قماش كم القميص:
-أرى أنه بدأ يشفى...لست بحاجة إلى ضمادة
أمتدت أصابعه كالعادة ليبعد أصابعها عنه :
-لا ! لا تفعلى هذا ظننتك خرجتى معى لتعرفى سبب منعك من الذهاب إلى الجبال
فردت بصوت ناعم :
-وقلت أنك أخبرتنى
راحت تلف أصابعها على اصابعه بينما هو يحاول التحرر منها
-همم يداك فيهما صلابة ونتوءات...أتؤلمك؟
-أنهما يدا رجل...رجل عامل وليستا يدا رجل عالم كوالدك؟
-ولكنك عالم كذلك....قال أنريكو إنك مهندس وقال أنك من مدد أنابيب الماء إلى المنزل بنفسك
-أنريكو يكثرمن الكلام
رفعت يدها لتضمها إلى الأخرى فغطاهما معاً بأصابعه القاسية ووقف لحظات طويلة ينظر إلى أيديهما المتشابكة ثم أخذ يمرر أصابعه فوق راحة يدها وتمتم:
-لن يتهم أحد هاتين اليدين بالخشونة أنهما ناعمتين كما يجب ليدى الأنثى أن تكونا
ورفع يديها إلى شفتيه...ثم أردف:
وحلوتا الرائحة كذلك
ضج قلبها بقوة فى أذنيها وأندفعت الدماء بغزارة فى شراينها فلمسة شفتيه الساخرتين على بشرتها كانت تلسع مشاعرها بلهيب حار ووجوده قربها وترها وجعلها تشعر بإثارة محمومة ورغم علمها بإنها تتلاعب بالنار لم تتراجع كما فعلت فى السابق لابد إن للإثارة التى يثيرها فى داخلها معنى ما فرغم ذعرها كانت ملهوفة لتتعلم حقيقة نفسها
-ماذا تظنين أنك تفعلين جنيفر؟تخرجين معى إلى هنا بهذا الثوب الرقيق....فى وقت أحس من لمسة يديك أنك ترتجفين؟لماذا خرجت معى حقاً؟لماذا الإصرار على الركض خلفى ؟أبطلب الأهتمام!أم لتشجيعى على تقبيل أصابعك ةوكاننى فارس يرتدى بدلة حديدية...أتظنينى هكذا؟أنا لست فارسك....جنيفر...أنا....أنا...رجل....أنسان....يملك ضعف الأنسان
فأرتجفت شفتاها:
-أعرف هذا....فلماذا الغضب؟ألا يحق لى إظهار صداقة نحوك؟هل أنت منيع ضد العاطفة ؟هل مشاعرى تحرجك؟
-مشاعرك؟أية مشاعر؟وما هى المشاعر التى يمكن أن أحركها فى صدرك؟
-الحب....أنا مغرمةبك!....لقد كنت....لطيفاً معى
فقال ساخراً:
-صحيح؟
لكنها تجاهلت سخريته
-أجل....وأنا....ممتنة لك
-أوهـ....فهمت....وهذا العرض هو طبيعتك فى إظهار أمتنانك...هناك أسم لما تفعلينه جنيفر لكنه ليس الحب!
فأنتزعت يدها من قبضته ورفعت رأسها إليه متحدية تخفى الآلم الذى سببه لها دون علم وصاحت به :
-ألن تفهم ؟ طوال حياتى كنت محاطة بأناس لم يحاولوا فهم كنة مشاعرى عندما ألتقيتك تصورت كالغبية أنك مختلف ولكنك لست مختلف أنت بارد دون مشاعر
أعطته ظهرها ترتجف فأحتاجت إلى دعم السياج كى تستمد شجاعة لمقاومة الدموع التى هددت بأذلالها إنه ظالم ومتآمر يريد أن يعقدها ويمزقها دون صبر أو أحساس وأطبقت يداه على ذراعها تحت كتفها تماماً لمسته كانت ثابتة وقوية وهو يسألها بصوت منخفض شرس:
-ماذا تعرفين عنى ؟ماذا تعرفين عن المشاعر....عن العاطفة؟
وجذبها إليه لتستند إلى(منتديات ليلاس)جسده المتصلب:
-تتكلمين عن الصداقة والمحبة....ولكن ما تريدينه حقاً هو التجربة! أجل.......التجربة!
بينما كانت تقاوم لتتحرر منه أنزلقت يداه حولها تثبتان ذراعيها إلى جانبها:
-كنت أعلم أنه ما كان على أصطحابك إلى هذا المكان...كنت أعلم أنك ناضجة....لكنك صممت على الحصول على ما تريدين وكنت واثق أنك ستسأمين من حياتنا المحدودة هنا
-أنا لم أسأم!
صاحت بالكلمات غاضبة ثم رفعت ذراعها لتجبره على تركها لكنها نسيت الأصابة الهشة فى ذراعه فلما أحست بردة فعله تذكرتها فتلاشى غضبها أمام آلمه وأغمضت عينيها وأراحت رأسها على صدره وهى تشعر برغبة غامرة تدفعها إلى البقاء هكذا ثم نفخت الريح شعرها الذى أرتفع إلى وجهه ثم أحست بشفتيه تلمسان عنقها
بدأت حالاً تقاوم لكنه كان اقوى منها فرغم إصابته تغلب على جهودها العقيمة بسهولة أخذت أنفاسها تتسارع وأستيقظت رغبات أخرى فأدركت غريزياً ماذا تفعل به مقاومتها فما يحدث هو ضد إرادتها
لما أحس بضعفها أسترخت ذراعاه وحبس الهواء فى حلقها فقد تحركت يداه إلى أعلى وعاد الأحساس بالذعر يتصاعد داخلها لا يجب أن يلمسها هنا حتى ولو أن أحساساً خطيراً رحب بتلك اللمسة وإدارها فجأة لتواجهه :
-لا تكرهينى لهذا جنيفر
عناقه لاصاعق حطم كل خيوط المعارض فى نفسها....
لم تكن قد ذاقت عناق رجل من قبل فوجدت نفسها تتجاوب بشكل أعمى دون أن تعى أن محاولتها عدم الظهور بمظهر الساذجة جعل تجاوبها معه أكثر إثارة ودون وعى أمتدت يداها تنزلقان فوق القماش الناعم وصولاً إلى عنقه فيما كانت تطوق عنقه بذراعيها تراجعت أكمام الفستان إلى الوراء فلامست بشرتها بشرته فى أول عناق حميم لها وأطبقت أصابعها على عنقه تجوس خلال شعره الكث الطويل
لم تعد تهتم بالتوتر الذى أصابه بل أرادته أن يستمر لتتعلم كيفية خفقان كل ذرة من جسدها
أخيراً أستجمع قوته ليبعدها عنه لكنها أطلقت أصواتاً صغيرة محتجة فإضطر إلى هزها بغضب لتستفيق وألصقها بالسياج وراءها ليبقيها متعمداً بعيداً عنه وبدأ فى صوته الأنفعال :
-حسنا....هل أكتفيت الآن؟
لعقت جنيفر شفتيها الجافتين بلسانها الأكثر جفافاً:
-لماذا....لماذا تسألنى
-هذا ما أردته لتثبيتى إنك أصبحت أنثى مرغوبة....وأننى أنا أيضاً ليس منيعاً ضدك
أحست فجأة ببرودة الطقس الذى لم تحس به حتى تلك اللحظة :
-كنا....رجلاً وامرأة...ما قمنا به لتونا كان طبيعياً.......قاطعها بقسوة:
-لا! ما قمنا به لم يكن طبيعياً....فلم نكن رجلاً وامرأة....بل أنا رجل بينما أنت طفلة مثيرة تتمتعين بالإزعاج !
فشهقت:
-لم أكنت أزعجك!
-ماذا تسمينه إذن (زهرة منسية)؟
-قلت لك....لن أستطيع إنكار أنك.....رغبت....رغبت فى لمسى ؟
وجذبت ذراعها منه....فحدق إليها للحظات ثم مرت على وجهه سخرية :
-أوهـ....أردت لمسك....أجل....بل أردت أن أفعل أكثر من هذا!
وذابت دفاعاتها أمام القلق البادى على وجهه
-صحيح؟صحيح يا نيل؟قل لى....
وكأنما ندم على ضعفه فأشتد وجهه قساوة :
-لا....يا إلهى....سترغبين فى هذا....أليس كذلك؟رجل فى مثل سنى....وفتاة يستحوذ عليها الفضول عن الجنس الآخر!
-هذا غير صحيح ! أنت تعلم أن هذا غير صحيح ! فلست أهتم بـ ريكو أو بأى رجل آخر
فضاقت عيناه :
-ماذا تقترحين إذن....إنك....تهتمين....بى؟
فأحمرت وجنتاها :
-وهل هذا أمر عجيب ؟
-يا إلهى؟
-لماذا تقول هذا؟أنت تعرف ما أحس به نحو....
فصاح غاضباً:
-جنيفر....أنا بعمر والدك؟
-ولكنك ليست والدى ! وأنت أصغر منه
-أنا فى الرابعة والثلاثين....صدقى أنى تجاوزت مرحلة من عمرى
فأرتجفت شفتاها:
-لا يهمنى عمرك
-ولكننى أهتم ومهما كان الوهم الذى تعيشين فيه فيما يتعلق بك وبى .........أنسيه!
وضع يديه على وجهه بإحباط فجائى :
-جنيفر...من خداع نفسك ما تبحثين عنه هو التجربة فقط....التجربة وصدف أننى موجود لتجربى أختباراتك....
-لا...
بلى يا إلهى! كان يجب أن أحتفظ بسلامة عقلى ولكننى على ما أظن أحسست بالغرور لأنك سعيت إلى صحبتى
-لا أصدق ما تقول !
-جنيفر أنا لا أتورط مراهقات...
-لا أطلب منك التورط !
-وأنا لا أتورط بإى التزامات....
-ولا أتوقع منك هذا
-إذن ماذا تقولين
حاولت جنيفر أن تبقى هادئة:
-أنا...لماذا لا تستطيع الكلام عن هذا؟أنت رغبت فى...عناقى وأنا أيضاً رغبت فيه....فأين الخطأ؟
تأوهـ نافذ الصبر ثم أثرها داخل حلقة ذراعيه قائلاً :
-جنيفر دعك من الأدعاء أنت ليست متحذلقة وأشك أن يكون اى أنسان قد مسك من قبل.صحيح؟ما كان يجب أن ألمسك.إذن لا تستنتجى مما جرى أشياء لا وجود لها
أرتجفت شفتاها:
-شكراً لك.
-على ماذا؟
-لتوضيحك موةقفك
-ألن تسهلى الأمور على؟
أحنت رأسها :
-ولماذا أسهل عليك امر تجنبى؟
ودون إرادة منه ترك السياج الذى يمسك به ليمسك بخصرها وليشدها إليه هذه المرة لم يكن فى عناقه لطف....ولكن أمله ان تقاومه خاب.فقد كانت فى شوق لعناقه فأمتدت يداها إلى ظهره. بين ذراعيه كانت تتعرف إلى مصيرها إلى متطلبات جسدها الذى أخبرتها غريزتها فقط أن ما من أحد قد يفى حاجاتها إلاهـ
كانت تعلم أنه لن يسامحها على ما تقوم به لأنها كانت تثيره عمداً تصفق الأبواب فى وجه علاقة حميمة يمكن أن تنشأ بينهما مع إنها تريده أن يحتضنها إلا إنها لا تريدهأن يفعل هذا ضد إرادته فطرتها أخبرتها إنها ليست الطريقة الصائبة ولهذا السبب أنتزعت نفسها منه لتقف مرتجفة مقطوعة النفس أمامه:
شأهدت على وجهه تلك النظرة الساخرة التى أصبحت تعرفها جيداً ولونت السخرية صوته وهو يقول :
-هل أنتهت اللعبة؟ هذا ما ظننت.ليس لديك الشجاعة لتكملى المشوارعند أول بادرة خطر تهربين!
-هذا ليس السبب بل لأن....
صمتت عندما شأهدت الشك البادى فى عينيه ما فائدة الجدال ؟ لن يصدقها مطلقاً ثم لماذا يصدقها؟فهى نفسها لا تفهم ما يجرىونفضت عنها الأحساس بالخيال الذى تحس به وسألته:
-هل....هل ستخبر كاترينا عن...عن ما جرى؟
فرد عليها وهما يسيران جنباً لجنب:
أوهـ...طبعاً...سأخبر الجميع....كيف سأقول؟هل على أن أقول إن أصغر ضيفة فى المنزل لديها شكوك بشأن قدرتها ؟أو أن وصيتى..وصيتى لديها فضول مثير بشأن أشياء غير أخلاقية؟ أجل هذا سيثير صراخ الأستنكار فى أفراد منزلى المتدينين !
فتوقفت جنيفر تحدق فيه بذعر :
-لن تفعل هذا!
بعد لحظات كاد قلبها يتوقف خلالها قال:
-لا...لا....لن أفعل....فأنا نفسى لست فخوراً بما فعلت....فلماذا أذيع هذه الواقعة؟
-نيل....
صاح بها أمالاً :
-أدخلى إلى الداخل !
فهو غير مستعد لمناقشة الأمر أكثر وبتنهيدة ثقيلة دخلت أمامه إلى المنزل


منتديات ليلاس
نـهـايـة الفـصـل الخـامــس

زهرة منسية 28-12-11 06:14 AM


6 - سـيــدة الـمـنــزل
*******************
منتديات ليلاس


أستيقظت جنيفر فى الصباح التالى تحس بثقل فى رأسها وآلام مبرحة فى معدتها وكانت الأنسة تيوبولت قد أتت لتعلم سبب عدم إنضمامها إليهم لتناول الفطور ولكنها سرعان ما أكتنشفت إنها الأنفلونزا فأصرت على أن يستدعى السيد ستيوارت الطبيب
فزفرات جنيفر أنفاسها :
-أنه بعض البرد هذا كل شئ أنسة تيوبولت جيئينى ببعض الأسبرين وشراب ساخن وسألازم فراشى اليوم فيأتى الغد وأنا بألف خير
ولكن الأنسة لم تتراجع وعندما عادت بعد خمس عشر دقيقة كانت كاترينا برفقتها وعلى وجهها تعابير يصعب تفسيرها فكرت جنيفر بمرارة لو أنها شربت أى شئ بعد عودتها إلى المنزل مع نيل ليلة أمس لمالت للشك فى أن كاترينا مسوؤلة عن حالتها , قالت للأنسة:
-السيد ستيوارت خرج إلى الحظائر لذلك طلبت من السنيورا باترفا أن تأتى لتعطينا رأيها
أبتسمت كاترينا أبتسامة شاحبة :
-قالت الأنسة تيوبولت إنك تشعرين بألم هنا! فهل تقيأت؟
-لا!
فأكملت الأنسة تيوبولت :
-يجب أن يرأها طبيب فقد يكون السبب تسمماً من الطعام وهذا خطر جداً
فصاحت جنيفر دون جدوى:
-إنه البرد!
دار تبادل حار للكلمات بين كاترينا والأنسة حول سلامة الطعام وإمكانية التسمم بمأكولات غليظة على الهضم وكان سيستمر دون نهاية لولا إضطرار جنيفر للذهاب إلى الحمام
وما ان عادت ضعيفى ترتجف من نوبة تقيؤ وكانت الأنسة تيوبولت وحدها فلفتها بالبطانية قائلة:
-قلت للسنيورا باترفاه إننى أصر على أحضار الطبيب
وكانت الفتاة اضعف من ان تجادلها
أعتلت الأنسة بتصميم الجواد ثم قصدت الحظائر حيث أبلغت نيل ومع أنها قبلت مرافقة أنريكو لها أثناء طريق العودة إلا أنها كانت تحس بالإنتصار وهكذا أحضر نيل الطبيب الذى وصل متأخراً بعد الظهر ومع أن جنيفر وأثقة من نواياه الطيبة إلا إنها أحست بأصابعه المتفحصة جسدها وكأنها وخز الأبر
وبعد أن أرضى نفسه بأن لا أثر لورم أو التهابات شخص ما بها على أنه ألتهاب بالمعدة سببه جرثومة فترك لها دواء للألتهاب وأصر على أن تلزم الفراش أسبوعاً
وهكذا قضت جنيفر الأيام القليلة التالية فى الفراش ومع نهاية الأسبوع كانت جنيفر قد غادرت(منتديات ليلاس) السرير لتتجول فى المنزل من جديد أنها شابة قوية والجرثومة لم تكن قادرة على إبقاءها طريحة الفراش فترة طويلة
مقابلة نيل عند العشاء فى اول أمسية تستطيع فيها النزول إلى غرفة الطعام هزت أعصابها فهى لم تشاهده أو تتحدث إليه منذ تلك الليلة كانت قد جلست على مقعدها متوترة تتمنى لو تقدر على إخفاء مشاعرها أكثر خاصة أن نيل كان يتصرف بشكل مختلف قليلاً عن عادته فعدا عن أستيضاحه عن صحتها لم يحاول الكلام معها مباشرة فأدركت أن الوضع بينهما لم يتغير
بسبب الفراغ الكبير من وقتها راحت تكتشف المبنى وكانت عندما تعلم أن نيل خارج المنزل تدخل مكتبته الغنية بالكتب على مختلف أنواعها وشاربها فكانت تمضى الساعات تقلب المجلدات الملئية بالغبار وعلمت أن بعضاً منها كتب أمتلكها نيل خلال سنوات دراسته لكن بالإضافة إلى كتب الهندسة الميكانيكية وتقنية البناء كان هناك مؤلفات لـ ديكينز وسكوت إضافة إلى مؤلفات فيتزجيرالد وهمنغواى بل وجدت أيضاً نسخة مترجمة لـ الأوديسة فأمضت ساعات بعد الظهر غلرقة بين صفحاتها
لكن الكتاب الذى أصار اهتمامها أكثر كان دروساً مكتوبة لتعلم الأسبانية فبدأت العمل على تعليم نفسها هذه اللغة فمعرفتها بالفرنسية ساعدتها على التعرف على الكلمات وميلها الفطرى إلى اللكنة جعل أولى محاولاتها لتنطق الإسبانية مقبول وهكذا تشجعت على أن تبقى أدنيها مرهفتين لكل كلمة تسمعها فأذهلها تقدمها السريع فى تعلم هذه اللغة
بعد ظهر أحد الأيام سمعتها كاترينا تردد جملة بصوت مرتفع من وراء باب مكتبة نيل فدخلت عليها لا تكاد تستطيع إخفاء غضبها وهى تقول بالأسبانية :
-ماذا تفعلين هنا؟
فأجابتها ببرود وبلغتها نفسها:
لوى....تريدين شيئا؟
-لماذا تستخدمين مكتبة نيل ؟هل طلبت إذنا منه للقراءة هنا؟
فأغلقت جنيفر الكتاب بحدة ووقفت وسألتها بصوت أجش:
-ولما أحتاج إلى إذن منه؟أنه ليس هنا ولا أظنه سيعترض...أنا أقرأ فقط ولا أتطفل على شئونه الخاصة
فأتسعت فتحتى أنف كاترينا :
-إلام تلمحين سنيوريتا ؟
دهشت جنيفر عندما رأت ردة فعل المرأة الدفاعية :
-ما قصدت شيئا
-أعلم قصدك سنيوريتا فأنت سريعة فى الإجابة الذكية....أهذا ما تقولينه له...؟أبهذه الطريقة تأملين ان تلفيه حول أصبعك الصغير ؟خاصة وأنا لست موجودة لأدافع عن نفسى؟
-كاترينا...
فقاطعتها مدبرة المنزل:
-لا....! أنت إذن تتعلمين الأسبانية كذلك؟ربما تحاولين إقناع الباترون بالبقاء هنا إلى الأبد؟
وضحكت بخشونة :
-أنت حمقاء ! لا تخدعك أوهامك فحالما تبلغين سن الرشد سيعيدك إلى بلادك حيث تنتمين!




زهرة منسية 28-12-11 06:17 AM




مغادرة كاترينا الغرفة ترك أحساساً بالمرارة فى الجو ووجدت جنيفر نفسها غير قادرة على إكمال عملها فأعادت الكتاب مكانه وغادرت معترفة أن كاترينا قد ربحت جولة فى هذه المعركة
أستيقظت جنيفر فوجدت نوافذها مشبعة بالمطر والستائر مبتلة بسبب تسرب المطر من أبواب الشرفة فهرعت إلى النافذة لتحدق فى الجو الرمادى المكفهر الذى حجب التلال وراء ستارة من الضباب
أرتدت(زهرة منسية) سروالاً صوفياً دافئاً وكنزة صوفية ذات ياقة مرتفعة تحيط بوجهها ونزلت إلى الفطور تحس بالإكتئاب وقد زادت رؤية نيل يجلس على طولة المطبخ يشرب كوباً من القهوة من إضطرابها ولكن ما أثار دهشتها وجود الأطباق غير نظيفة وهذا يعنى أن كاترينا ليس هنا
نظر إليها ثم وقف بدأ نحيلاً قوياً فى سترته وسرواله الجلديين وحذاء طويل الساقين قال لها بإنحناءة مؤدبة من رأسه:
-أستيقظت باكراً....أتريدين بعض القهوة؟
-أستطيع صبها بنفسى
أخذت تنظر حولها تفتش عن إبريق القهوة فوجدته يغلى فوق النار ثم قالت بطريقة عفوية :
-أين كاترينا؟
-فرفع قدمه ليضعها على الكرسى وإتكاء على الطاولة :
-ألم تقل لك؟
عندما بدت الحيرة عليها أردف :
-إنها ليست هنا ريكو أقلها بالسيارة إلى فالفيدرا أمها مريضة!
-أمها؟
لم تكن جنيفر تعلم أن ام كاترينا حية فأكمل نيل بقوة:
-هذا صحيح! وصلت رساله يوم أمس عبر الطبيب فى بورتو نوفا فالسنيورا غوميز كانت مريضة منذ بعض الوقت ولكنها الآن أدخلت إلى المستشفى وطلبت رؤية ولديها
-أهـ...فهمت...إنها لم تذكر شئ أمامى
أرتشفت قليلاً من القهوة وكشرت وجهها لمذاقها المر فهى لم تضع السكر أوالحليب عندها أنزل نيل قدمه إلى الأرض وأستقام
-لا....لم تكن تريد الذهاب....ولكنى أقنعتها بالذهاب
-وهل فعلت هذا؟
أحست بغباء سؤالها ولكنه الشئ الوحيد الذى خطر لها . أحست بطريقة ما أن لهذا علاقة للطريقة التى كلمتها كاترينا بها فى اليوم السابق وتحرك نيل ليشعل سيجار من الموقد :
-أجل....طبعاً كانت قلقة بشأن عملها هنا إنها مدبرة منزل حية الضمير
-أنا واثقة من هذا...كم ستغيب؟
-من يعلم ربما يوم أو يومين أو ثلاثة....أو أسبوعاًّ هذا يقف على حالة أمها
-صحيح....هذا طبيعى....أتمنى لأمها الشفاء بسرعة
-أحقاً تتمنين هذا؟
وقفت لتجمع الأطباق القذرة ثم وضعتها فى المغسلة تجنباً لرد مباشر فقد أحست برضى بينما كانت تعمل أخذ ذهنها يعمل كذلك. إذا كانت كاترينا بعيدة فهذا يعنى أن لا أحد يعتنى بالمنزل أو بالمطبخ ودون ريكو سيكون المنزل لها وللأنسة تيوبولت فقط لأن نيل وأنريكو سيمونان فى العمل
فتحت الحنفية فوق الأطباق فى المغسلة لكنها فوجئت بـ نيل يتقدم منها ليغلقها قائلاً بخشونة :
-أنا واثق أنك فى شوق لإثبات مقدرتك ولكن هذا غير ضرورى فالطاهى تشان سيطهو لنا مع الآخرين وزوجة باتريك تتوق إلى خدمتنا هى وأبنتها
التوت شفتا جنيفر غضباً فصاحت به:
هل تمتعت بقولك هذا؟أنت تعلم أننى أقصد ان أكون مفيدة لمرة واحدة ولكنك تتمتع بإفساد الأمر على
نظر إليها ساخراً :
-لعبة البيوت قد تروق لك فى هذه اللحظات ولكننى لا أعلم كم ستغيب كاترينا ولا يمكننى رفض عرض باتريك بينما سأضطر بعد أيام لطلب العون منه مجدداً
-ومن تظنه أعتنى بأبى ستة أشهر قبل موته؟لم نكن نستطيع دفع أجرة خادمة فكنت أهتم به وبالبيت وبالحديقة!
-ولكن ذلك فى منزل صيفى فى أنكلترا لا يقارن بمنزلى...أيمكن هذا؟ أنسيت الأنسة تيوبولت؟
-أنها لا تحب كاترينا أكثر مما أحبها وأظنها ستكون سعيدة بمساعدتى
-لا....جنيفر
-ماذا تعنى لا؟من المفترض أن يكون هذا منزلى كذلك
-لا
-ولماذا لا؟
-لا أنوى الجدال معك
فرفعت كتفها دليل الهزيمة :
-أراهن أنها جعلتك تعدها بأن لا تجعلنى أقوم بشئ ؟ما هى السلطة التى لها عليك؟لماذا تتصرف دائماً وكأن لها الحق هنا ؟الأنسة تيوبولت تعتقد إنها عشيقتك......فهل هى كذلك؟
تفرس فيها نيل للحظات ثم تلاشى البرود من عينيه ليحل محله مكانه الأعجاب:
-أتدركين عما تسألين؟لو أن رجلا قال هذا....
فأحمر وجهها ولم تتمكن من فهم حقيقة نظرته فأخفضت عينيها بحرج وتساءلت كيف تجرأت على سؤال كهذا
-لا تظنى أن ما حدث بيننا يعطيك الحق بمعرفة من أقضى ليالىً معها...وإذا كنت نمت فى فراش كاترينا فهذا شأنئ أنا وحدى..... هل هذا واضح؟
فطأطأت برأسها:
تماماً
فأبتعد عنها :
-جيد...ماذا ستفعلين اليوم؟
لم تستطيع منع الأرتجاف من صوتها :
-أوهـ...حقاً...تبدو تماماً مثل الأنسة تيوبولت ! بالله عليك! لماذا تصر على معاملتى كأننى فى الثانية عشر من عمرى
-لقد بحثنا هذا الأمر من قبل
ثم وقف فى النافذة ينظر إلى هذا الطقس :
-تباً لهذا الطقس ! أريد أن...حسنا...لدى عمل
ومد يده ليأخذ معطف المشمع الواقى من المطر فسألته:
-هل انت خارج؟
-ألا يبدو لك هذا؟
-أجل
-إذن فأنا خارج
-وهل ستذهب راكباً؟هل أستطيع المجئ معك؟
-فى مثل هذا الطقس؟لا أظن
-أستطيع أن أتدثر جيداً
فرد بغضب:
-أسمعى أنت لم تستردى عافيتك بعد من الأنفلونزا ولا شئ أسوأ من الجنون سوى أن اسمح لك بالركوب فى طقس كهذا
فتنهدت:
-لكنك لا تسمح لى القيام بأى شئ أخر
-أنت تصعبين الأمر على جنيفر!
-أسفة
-يا إلهى....حسنا بإمكانك العناية بالمنزل أثناء غياب كاترينا...و....
ولم يستطيع إكما لما سيقوله فقد رمت نفسها عليه تعانقه بتهور وتطبع قبلة حارة على خده يداه اللتان تبعدانها عنه أتخذتا فجأة ردة فعل معاكسة فأنزلقتا إلى خصرها تجذبانها إليه
أنتزع نفسه بعيداً عنها عندما سمع الباب الخلفى يفتح كانت النظرة التى رافقت أنسحابه متجهمة فقد دخل أنريكو متجنباً النظر إلى رئيسه وأخذت جنيفر تجذب كنزتها إلى الأسفل لتغطى خصرها الذى بان من تحتها ثم واجهت رئيس العمال بكل رباطة جأش إستطاعت أن تجدها
تبع أنريكو إلى المطبخ فتاتان موحلتان كل منهما تحمل غطاء فوق رأسها للحماية تنورتهما مبللتين بسبب ركضهما من السيارة إلى المنزل فقط وجودهما منع أنريكو من أى تعليق بشأن المشهد الذى رآه لكن عينيه السوداوان كانتا تشيران إلى خبث ما...عندئذ أملت أن لا يوبخ نيل على صغر سنها....
فما هم كم تبلغ من العمر ؟ عندما يضمها بين ذراعيه,عندما يضغطهما إلى جسده القاسى تحس أن لها عمر حواء ولها نفس اللهفة لتذوق الفاكهة المحرمة
قال أنريكو يقدم الفتاتين لـ جنيفر :
-هاتان لوسيا والينا
فأبتسمت لهما كانتا متشابهتين صغيرتان سنا وبدينتين وسمراوين لهما معاً قسمات جميلة لكن نظراتهما إليها كانت خجولة
أستدار أنريكو إلى رب عمله الذى كان يضع القبعة الواقية
-لقد قلت للوليزا إننى سأطلبها أن أحتجت إليها هنا
فألتفت نيل بهدوء إلى الفتاتين :
-السنيورا هانت ستقول لكما ما تريدكما أن تفعلا أنتما تفهمان الأنكليزية قليلاً...أليس كذلك؟
فتمتمت جنيفر بحذر :
-أبل وأن بوكو أسبانول...وأنا اتكلم القليل من الإسبانية كذلك نيل
-أتتكلمين الأسبانية....ومن علمك؟
-علمت نفسى
فهز رأسه مستغرباً ثم إستدار إلى الفتاتين
-حسنا...ربما ستتمكنون من التفاهم
ثم ألتفتت إلى جنيفر وكأن قوة خفية تدفعه :
هل كنت تقرئين كتبى؟
-بعضها
-إذن هذا أنت....هل تظنين أن بإمكانك النجاح؟
-سأحاول
شاهدت فى عينيه أرتجاف السرور المتردد والإعجاب لكنه أدرك فجأة أن نظراتهما وحديثهما الحميم تراقبه ثلاثة أزواج من العيون فتحرك نحو الباب قائلاً بإختصار :
-حسنا...هل أنت قادم أنريكو؟
لم ينتظر أنريكو كثيراً ليلحق به لكنه أرسل غمزة من عينيه بإتجاه جنيفر بعد ذهابهما أنطلقت الفتاتان تتحدثان همساً فلزم جنيفر كل رباطة جأشها كى تبقى حيث هى إلى ان التفتتا إليها فقالت:
-أيستابينى...هل نبدأ العمل الآن؟أنت لوسيا وأنت أيلينا...سى؟
فردت لوسيا الكبيرة:
-سى...وأنت السنيورا هوت
-هانت...ولكن لكما أنت تناديانى جيف...سى؟
فقالت الفتاة الصغرى التى هى بعمر جنيفر تقريباً
-جييف.....سى جييف
أخذت لوسيا وأيلينا تغسلان الأطباق الوسخة وأقبلت الأنسة تيوبولت فكان أول ما فعلته فتح النافذة على مصراعيها ليخرج منها الهواء المشبع برائحة المطبخ لكن هذا سبب ضغطاً فى جو المطبخ أثر على عمل المدخن فأسرعت جنيفر لإقفاله وقالت:
-كاترينا ستغيب بضعة أيام لذا فأنا المسؤولة هنا...هل أعطيك بعض القهوة؟
نظرت الأنسة إلى الفتاتين اللتين كانتا تنظران إليها بتوتر لم تستطيعا إخفاءه ثم قالت:
-أستطيع تحضير فطورى
تناولت فنجاناً من الخزانة وأقتربت من أبريق القهوة :
-اين ذهبت السنيورا باترفاه؟
-إلى الفيدرا أقنعت نيل أننى قادرة على إدارة المنزل أثناء غيابها
-وهل ستقدرين؟
فاجأ السؤال جنيفر لكنها لم تستطيع إخفاء حيرتها :
-غنها مسألة إيجاد الأشياء كاترينا لم تخرنى من قبل أين تحتفظ بأى شئ وعندما تنتهى الفتاتين من عملهما لا أدرى ما سأكلفهما به
-فليرتبا الأرة وفى هذه الأثناء نرى محتويات هذه الخزائن
أكتشفت جنيفر قرب المطبخ غرفة مؤنة كبيرة تحتفظ فيها كاترينا بمعظم ما تحتاج إليه من أكياس الأرز والحنطة والمعلبات إلى اللحوم والخضروات الموضوعة فى برادات وقد أذهل جنيفر تنوع الأطعمة الموجودة هناك وصممت فى غياب كاترينا على أن يكون لخا نظام مثير أفضل من النظام الثابت الذى كانوا يتناولونه من اليخنة التى تطبخ فى الأطباق وتقدم على المائدةكما كانت تفعل كاترينا ستتحدث إلى تشان لتقول له إنها تنوى أن تطهو وجباتهم بنفسها وعندها سيكتشف نيل الفرق بنفسه. ثم راحت تتصور نفسها معه يتعشيان على ضوء الشموع
منتديات ليلاس

زهرة منسية 28-12-11 06:19 AM


أكتشفت كذلك أن كاترينا لم تكن مدبرة منزل كفوءة كما توهم الجميع فلم تكن نظامية وقد وجدت الأنسة تيوبولت مآزر مدبرة المنزل وأعربت عن إشمئزازها من الطريقة التى تركت العديد من أدوات المطبخ تتلوث وتفقد بريقها ووجدت بعض مواد التلميع فأمضت هى والفتاتين ما تبقى من الصباح ينظفن أوعية المطبخ ليحولن خارجها الأسود إلى نحاس لامع براق
ونظفت جنيفر الخزائن والرفوف التى بدأ أنها لم تمس منذ سنوات وكان وجهها مبتلاً بالعرق متسخاً بالغبار عندما وصل تشان ومعه الغداء ووضع الطاهى طبق اللحم الممزوج بالطماطم والحرّ الأحمر على الطاولة فصاحت جنيفر :
-أهـ تشانأريد التحدث إليك طلب منك السيد ستيوارت تحضير وجبة الطعام لنا حسنا سأطهو طعامنا بنفسى فلاداعى إلى أن تزعج نفسك
-ما من إزعاج أتعنين أنك لا تريدين عشاء الليلة؟
-لا...فسأحضر للسيد ستيوارت عشاء إنكليزياً من قبيل التغيير لن تمانع أليس كذلك؟
أبتسم تشان بقلق :
-لا....إنه قرارك سنيوريتا...أتمنى لك الحظ
-شكراً لك
أقفلت جنيفر الباب خلف الطاهى الصينى ثم ألتفتت إلى الأنسة تيوبولت بشجاعة وشرعت تصب اللحم المطبوخ فى الأطباق
توقف المطر عن هطوله بعد الظهر ولكن الجو الكئيب أستمر فأشرفت الأنسة تيوبولت على الفتاتين وهما تنفضان السجاد وبسط الطابق الأرضى وتزيلان الغبار عن المفروشات وتلمعانها إلتقتت جنيفر باقات من الزهور لتضعها فى المزهريات فى الردهة ولما حان إعداد الطعام كانت تشعر بالتعب حتى تمنت لو تركت تشان يحضره لهذه الليلة فقط أما الأنسة تيوبولت فقد استحمت بعد أن جاء باتريك ليرافق أبنتيه إلى المنزل
قررت جنيفر تحضير طعام إنكليزى تقليدى من الروستو والفطائر يتبعه فطيرة تفاح لكنها وجدت بعض الصعوبة فمن الصعب تقدير قوة الموقد فلا ميزان للحراة فيه لكن إذا كانت كاترينا تعاطت مع ذلك بنجاح فهى قادرة أيضاً
جعلتها رائحة الروستو اللذيذة تستريح وتطمئن أصبح كل شئ الأن على مايرام فاللحم على النار والكريما جاهزة للحلوى والخضار معد ولم يعد أمامها سوى تحضير الطاولة وتبديل ثيابها قبل التحضيرات الأخيرة للعشاء
صعدت إلى (منتديات ليلاس)غرفتها لتستريح حتى تخرج الأنسة تيوبولت من الحمام فأستلقت على الفراش تاركة طراوة الفراش تحتضن جسدها المتعب.هل هى حقاً أمضت أحدى عشر ساعة من العمل؟بدأ لها الوقت أطول من ذلك حقاً لقد حدث الكثير منذ هذا الصباح بدأ لها وكأن أيام مرت لا ساعات
ما هذا اليوم! مددت ذراعها بكسل فوق رأسها لقد بدأ اليوم ممطراً ثم تحول إلى نعمة لأنها ستبقى مع نيل...مدت لسانها لترطيب شفتها العليا...نيل...تنهدت
تلك اللحظات الساحرة مع نيل فى المطبخ دعمت قوة تحملها طوال النهار قوة ذراعيه حرارة جسده لا يهم إنه فقد صبره معها قد ينكر أنه تمتع بعناقها لكن عاجلاً أم أجلاً سيعترف
وأرتفعت بسمة عند أطراف فمها وأغمضت عينيها وقبل أن تشعر تغلب عليها النوم..............

منتديات ليلاس
نـهـايــة الـفـصـل الـسـادس

زهرة منسية 01-01-12 06:17 PM

7- عــاصـــفـــتــــان
 

7- عــاصـفـتـان
××××××××××

منتديات ليلاس


أستيقظت والغرفة غارقة فى الظلمة ثم أحست بأن جسدها نصف عار تحت الغطاء لمست جسدها بحذر فعلمت أنها لا ترتدى سوى البيكينى عبست وهى تحاول أن تتذكر مكان وجودها وسبب نومها فى ثيابها الداخلية فقط
دوى الرعد الفجائىالذى تبع البرق الخاطف للبصر جعلها تجلس مجفلة فحدقت بأرتباك إلى النوافذ غير المغطأة بالستائر إذن لابد أن العاصفة أيقظتها
رمشت عينا جنيفر وأرجعت شعرها إلى الوراء تحاول التفكير.كم الساعة الآن؟ متى بدأت العاصفة ؟ متى أوت إلى فراشها ؟ ولماذا لم ترتدى ثياب النوم ؟ثم تذكرت...
جف فمها وهى تتذكر أحداث اليوم السابق جدالها مع نيل وخضوعه لها كرهاً والطاقة التى صرفتها فى تنظيف خزائن المطبخ وخطتها للمساء.....و...العشاء....!
لم تعد مهتمة الآن بالبرد بل رمت الأغطية ووضعت قدميها على الأرض فوق السجادة الناعمة توقفت للحظات متسائلة عمن خلع عنها ملابسها ووضغها تحت الأغطية لابد أنه الأنسة تيوبولت لكن لماذا لم تلبسها ثياب النوم ليتها أيقظتها إنها دوم شك تعلم كم تتوق إلى تحضير أول وجبة لها وها قد حرمت من هذا الأنتصار البسيط
فتشت فى الظلام فوجدت ثوب نومها القطنى ودفعت ذراعيها داخل كميه ثم لفت طرفيه حولها ومدت يدها لتضئ المصباح لمن الزر تحرك عدة مرات دون جدوى لابد أن العاصفة قطعت قطعت التيار فأتجهت إلى النافذة ونظرت إلى الساعة بإمعان فبدأ لها أنها تشير إلى ما بعد منتصف الليل لقد مرت الأمسية وأنتهت ولابد أن الجميع الآن فى أسرتهم
أحست بسخف أنها تكاد تبكى فتحت باب غرفتها لتنظر إلى الخارج لمعان نور البرق أنار لها الممر ولكنها لم تسمع أى صوت إلا الرعد لاشك فى أن الجميع نيام رائحة الرستو الذى أعدته مازالت عالقة فى الجو فذكرتها الرائحة إنها جائعة وبصمت خرجت إلى الممر ومنه إلى السلم .
بعد ذلك دخلت إلى المطبخ فأحست للمرة الأولى بالرضى بسبب حرارة الموقد العتيق فمدت يدها نحو الحطب المشتعل قبل أن تتناول بعض الحليب من البراد بينما كانت تشرب الحليب لأحظت أن لا أثر للوجبة التى طبختها فأحست بموجة أمتعاض لابد ان الأنسة تيوبلوت اكملت صنع الحلوة وقدمت الوجبة بنفسها هل ذكرت ياترى أنها هى جنيفر قد حضرت كل شئ ؟لكن ربما كان الرجال تواقين للطعام فلم يطرحوا أى سؤال
وقع أقدام فى الفناء الخارجى أجفلها وسرها أن التيار قد عاد قبل قليل لكنها لم تضئ نور المطبخ وتصورت أن أحد رجال المزرعة عائد من سهرة فى مكان قريب
وبدأت أصوات وقع الأقدام تقترب من المنزل وفى فورة ذعر تساءلت عما إذا كان نيل قد تذكر اقفال الباب أم لا...أهو من واجبات كاترينا ؟هل نسى الأمر فى غيابها؟
تسمرت من الرعب لكنها ركزت عينيها على مقبض الباب الذى بدأ لها باهتاً فى وهج النار كانت تمسك بكوبها وكأنه نوع من القذائف يمكن لها أن ترميه على متطفل محتمل , عندما أدير المقبض وأنفتح الباب كادت ترميه لكنها رغم الضوء الضئيل المنبعث من النار أستطاعت تميز شكل نيل فصرخت بأرتياح ووقع الكوب من يدها ليتحطم على الأرض
-يا إلهى......جنيفر!
أقفل الباب ليستند إليه ثم تحركت هى إلى دائرة الضوء ولم يكن معروفاً أى منهما تلقى الصدمة الكبرى
-ماذا تفعلين هنا بالله عليك ؟ لماذا تتسللين فى الظلام ؟ ألم تجدى النور ؟
-التيار كان مقطوعاً
أجفلت عندما يده ليضغط الزر ويشع المصباح فى المطبخ فأستدار إليها :
-صحيح....أنقطعت الكهرباء فخرجت لأرد التيار
-فى مثل هذا الوقت من الليل ؟
فهز رأسه :
-لدينا ثلاثة ثلاجات كما أكتشفت لذا لا يمكن أن نسمح بذوبان ما فيها
-لا....كان يجب أن أعرف هذا
- و لماذا تعرفين؟أنت لم تعتادى على نمط عيشنا بعد...هل أيقظتك العاصفة؟
-أظن هذا وأنا أسفة على الكوب الذى كسرته لكنك أخفتنى
-هذا من جراء نزولك إلى هنا .لماذا نزلت؟هل كنت جائعة...أم خائفة؟
فترددت قبل أن تجيب:
-قليل من الأثنين...كما أعتقد
أحست بالإثارة أنهما وحدهما المستيقظين فى المنزل وإذا ظنها خائفة...
سمعته يقول:
-العواصف عندنا مخيفة...وهذه عاصفة....
أستخدم كلمة أسبانية لم تفهمها لكنها قدرت أنها ليست إطراء على الأطلاق وضحك وهذه أحد المناسبات النادرة التى لا يكون حذراً أمامها...لماذا .ألأنه يظن أنه قادر على السيطرة على الموقف؟أم أنه يظنها لن تتصرف بتهور إذا كانت خائفة؟
بدأت تلملم القطع الكبيرة من الكوب المكسور وسألته:
-هل ذهبت لفراشك؟
-لا...كنت أقرأ لقد أنقطعت الكهرباء من قبل أثناء العواصف وكنت أتوقع ان تنقطع الآن
-أسفة لأنى لم احضر العشاء...هل أعتنيت بك الأنسة تيوبولت؟
ساد الصمت بضع لحظات قبل أن يرد:
-أجل...يمكنك قول هذا
-أحس بالغباء...بعد أن...حضرت كل شئ
فظهر الفضول على وجهه ثم إستدار ليضع بعض حطبات فى النار .قال بعد قليل:
-أجل...لكنك كنت تعبة فقررنا إلا نزعجك
-من الذى قرر؟
-أنا....فى الواقع....كنت مرهقة...وما كان عليك إرهاق نفسك إلى هذا الحد
-لكن المكان كان قذراً.وكنت أعمل فقط ما كان يجب أن يتم منذ شهور عديدة!
-ربما...كان يمكن أن يتم هذا على مراحل
-بالطبع كنت أعرف أنك ستقول هذا فأنت لا تهتم بأن تكون الخزائن والرفوف ملئية بخيوط العنكبوت أو أن تكون المقالى التى تأكل طعامك منها سوداء
التوت شفتاه تسلية عند هذه النقطة فإزدادت سخطاً
قال :
-أنا أكل من الأطباق والصحون لا من المقالى لكن هل أفهم أنت من نظفها؟
-أيها...أيها...الـ...
ونظرت إليه بغضب فضحك لوجهها الغاضب :
-أنا أسف...ومن الطبيعى أن أكون شاكراً لما فعلته لكن ما كان عليك إرهاق نفسك إلى درجة جعلتك لا تستطيعين البقاء يقظة
-كان على الأنسة تيوبولت أن توقظنى أردت تقديم العشاء بنفسى أردتك أن تتمتع بعشاء أنكليزى محترم
فهز كتفيه بعدم إكتراث وأزاح ما تبقى من زجاج مكسور إلى الموقد ثم قال:
-إنسى الأمر حان وقت نومنا فالغد يوم طويل
إضطرات جنيفر أن تسير أمامه صاعدة السلم لكنها كانت تجر قدميها جراً ولما أقتربت من باب غرفتها تقدم ليضئ لها مصباح الكهرباء وتراجع جانباً أثناء ولوجها إلى غرفتها :
-هل أنت بخير الآن؟
عندها فقط لاحظت عودته إلى التحفظ . فى تلك اللحظة أختارت صاعقة ضخمة أن تنفجر فى الجو فوق المنزل ورغم قلة إكتراثها بالعاصفة أجفلت بعنف وكان شحوب وجنتيها كاف لإيقافه عند الباب فعاد إليها وهو يتمتم لاعناً الرعد ولف ذراعه مطمئناً حول كتفيها
-لا بأس عليك أنت....آمنه هناصوتها الداوى يبدو أكثر سوءاً مما هى عليه فعلاً.....صدقينى !
تحرك تفكيرها بجنون وهى تدفن وجهها تحت ذراعه وتسمع ضربات قلبه الخافقة بسرعة متزايدة تحت وجنتها
-أنا...أكره العاصفة!ولطالما كرهتها...منذ...منذ كنت صغيرة!
-لست كبيرة الآن....هل أيقظ الأنسة تيوبولت؟
فرفعت رأسها تنظر إليه ثم ردت فوراً :
-لا ! لا تفعل هذا أعنى سأبدو أمامها غبية
-وهل ستكونين بخير وحدك؟
-لم لا تبقى معى فترة بسيطة حتى تنتهى العاصفة؟
وكاد ينسحب لولا أمساكها بيده الى تمسك بكتفيها :
-أن ! جنيفر هذه عاصفة تستمر حتى الصباح !
-أوهـ...أرجوك
-لا أستطيع البقاء هنا لكن إذا كنت خائفة فعلاً لما لا تأتين إلى غرفتى؟
-غرفتك؟
-ولم لا ! لا فرق بين غرفة وآخرى لكننى لا أريد أريد إغضاب الأنسة تيوبولت بقضائى الليل فى غرفتك
وبخت نفسها لترددها أليس هذا ما تريده فإن بقيت هنا فهذا يعنى أنها تعترف برغبة طفولية فى البقاء على مسمع الأنسة تيوبولت
-حسن جدا
أشار إليها نحو الباب بإنحناءة قصيرة ثم أطفأ النور وأقفل الباب قبل أن تحلق بها عبر الممر إلى غرفته
ودوى الرعد ثانية وهى تجلس فى معقد قرب سريره الكتاب الذى كان يقرأه كان مقلوباً فوق الغطاء وقد ظهر على الغلاف أسم كاتب مشهور لكنها لم تجرؤ على إلتقاطه ووجدت عيناها مثبتين على البيجاما مرمية بإهمال فوق الوسادة فأمتدت يديها بإندفاع فلمست القماش الناعم وداعبته بين إصابعها
-ماذا تفعلين ؟
أجفلها صوت نيل الذى أتى من علو فجعلها تعى أنه يقف أمامها يحدق إليها....فى هذه اللحظة أحست برغبة جامحة فى أن يلمسها حتى تحس بآلم جسدى
فرفعت القماش الناعم إلى خدها...لكنه أنتزعه منها قبل أن تلمسه شفتاها ثم رماه أرضاً قائلاً لها بغضب :
-إذن لهذا جئت إلى هنا...يا إلهى ! ماذا علموك فى ذلك الدير؟
أحترق وجه جنيفر خجلاً لكنها بقيت حيث هى فى وقت كان فيه كا عصب من أعصاب جسدها يصبح بها أن تقف وقالت محتجة بصوت أجش :
-أنا....أنا....لا أعرف ما تعنى
-هل يكون والداك فخوراً بك أنك شاهدتك الآن ؟تندسين فى غرفة رجل مدعية أنك خائفة من العاصفة
-قلت أننى لا أحب العاصفة...وأنا لا أحبها!1
-وهل هذا ما تتعللين به لإقامة علاقة سرية؟
فإندفعت واقفة ترتجف من السخط والأحساس بالظلم تخطى مشاعر الخوف من غضبه فصاحت بشراسة :
-أنا ليست هكذا ألأننى لجأت إليك....ألأننى دون أب...تتصرف معى وكأننى ....فاسدة !
فأبتعد عنها يمرر أصابعه فى شعره
أوهـ هيا...لم تأتى إلى غرفتى بحثاً عن صورة والد كلنا يعرف الألأعيب التى تحبين القيام بها لكن الوقت متأخر وأنا تعب ولا أستطيع السيطرة على ما أفعل هل أوضحت ما أقول ؟قد تجدين الوقت متأخر مغرياً ولكننى أجده مثيراً للإعصاب وإذا لم تكونى خائفة من العاصفة أقترح عليك العودة إى غرفتك قبل أن تواجهى شيئاً لن تستطيعى مواجهته
فجف حلق جنيفر وقالت متلعثمة :
-أتعنى...أتعنى...أنك تفضل ...أن أبقى هنا ؟
-يا إلهى القدير ! كم كم تحبين الخوض فى مثل هذه الأحاديث ! حسنا! سأقولها لك بصراحة...الآن أود لو أنام معك...ولو كاترينا كانت هنا لوفت بالمطلوب
-أوهـ !
أرتفعت يدها إلى فمها بذعر لوقاحة كلماته لقد كان قاسياً من قب لكن ليس بهذه الوحجشية أحست كأنه صفعها على وجهها . ومع ذلك أردف دون رحمة :
-إذن...هل تفاهكمنا الآن؟
بينما كانت تهز رأسها بالأيجاب أحست بحرارة الدموع تحرق محجريها قبل أن تنزل ساخنة إلى وجنتيها وكأنه أحس أنه تجاوز الحد وقف فى وجههاوهى تركض نحو الباب فأمسك كتفيها بأصابع قاسية وهزها بلطف :
-أوهـ يا إلهى! جنيفر أنا أسف...
حاولت جذب نفسها منه وصاحت بصوت مختنق :
-دعنى أذهب...ولا تآسف على !
-آسف عليك...تباً أحس بالأسف على نفسى !
جذبها إليه وجهه مدفون فى عنقها جعلها عاجزة على البقاء دون تأثر فقد راحت يداها المحشورتان بينهما تتلمسان صدره لكن كل ما أثارها كانت حرارة جسده وتجول فمه كالنار فوق وجهها
عندها فقدت السيطرة على تصرفاتها فلفت ذرؤاعيها حول عنقه والتصقت به تحس بتصلب جسده ثم تنهد تنهيدة قبل أن يحملها بين ذراعيه ليضعها فوق السرير
بينما كانت مستلقية بين ذراعيه قرع الباب ففقدا بذلك عزلتهما شخص ما يقرع الباب يطلب الدخول وتصاعد صوت الأنسة تيوبولت الأنسة تيوبولت منادياً:
- سيد ستيوارت....؟سيد ستيوارت ؟هل أنت هنا هل أستطيع التحدث إليك لحظات؟
تصلب جسده وأغمض جفنيه ليخفى القلق فى عينيه وتمتم بصوت منخفض:
-لا....لا...ليس الآن !
فعقدت جنيفر ذراعيها حول عنقه وهمست :
-لا ترد....ستذهب الآن
وإذا لم تذهب...لا...تباً لها يجب أن أرد تدثرى بالغطاء لن أتاخر
تدثرت جنيفر بالغطاء مطيعة فى حين أن نيل توجه متوتراً إلى الباب فوجد الأنسة تيوبولت تنتظره بتوتر ظاهر مرتدية ثياب نومها وروبها الصوفى الأزرق وغطاء الرأس تغطى وجهها بمسحوق ليلى
-أوهـ....سيد ستيوارت....أنا....قلقة....جنيفر ليست فى غرفتها
فرد عليها
فرد عليها بصوت ثابت هادئ:
-ليست فى غرفتها؟
-لا....لقد استيقظت لست أدرى لماذا أظن بسبب العاصفة أو لأن صوتاً تناهى إلى من غرفتها فقلقت فهى لم تأكل شيئاً منذ الغداء خرجت من سريرى لألقى نظرة عليها لكننى لم أجدها هناك فقد كان سريرها فارغاً
ساد الصمت لحظات قطعه نيل بقوله :
-ربما نزلت إلى المطبخ لتأكل شيئاً
-لا نور فى المطبخ
-ربما أطفاته لئلا تزعج أحداً
-لعلك على حق....هل أنزل لأتأكد؟
فتردد ثم قال :
-ربما هذا أفضل ما تفعلينه سأرتدى بعض الثياب أثناء تفقدك المطبخ فإذا لم تكن فيه أخرج لأفتش عنها
بعد أن ذهبت الأنسة تيوبولت تقدم نيل من جنيفر وهو غرأبط الجأش وقال:
-هيا بنا !
فحدقت إليه دون كلام فأضاف:
-أخرجى من السرير أريد إعادتك إلى غرفتك قبل عودتها !
-نـيــــل !
أشاع وجهه عن توسل عينيها
-أنا أعنى ما أقول جنيفر كنت غبياً عندما تركتك تبقين هنا ....والآن أسرعى
-لكن نـيـل....
-أوهـ يا إلهى! يجب أن تذهبى
ثم أمسك كتفيها الناعمتين فمالت إلى الأمام تلمس عنقه بشفتيها...وهمست :
-أحـــبــــكــــــ
-إلى النوم جنيفر !
تركته تجهش بالبكاء
بعد دقائق عادت الأنسة تيوبولت لتطرق بابها ولترفع حاجبيها دهشة عندما ردت عليها جنيفر وهى فى ثياب النوم
-هل كنت فى الحمام طوال الوقت ؟أوهـ يا عزيزتى ! قلقت عليك !
-لا داعى لقلك هذا
-ألم تسمعينى أتحدث إلى السيد ستيوارت ؟ أخشى أن أكون أقلقته دون ضرورة
-أوهـ لقد قال لى
-أوهـ....يا عزيزتى...لقد وجدك بالطبع...بدأ منزعجاً لما حدث....لكن لو كنت أعلم...
-ألا يمكن أن نتحدث عن هذا فى الصباح...أنا تعبة أنسة تيوبولت !
-أوهـ....أوهـ بالطبع تصبحين على خير نامى جيداً
-شكراً لك
أقفلت جنيفر الباب وإستندت إليه عدت دقائق قبل ان تتحرك نحو الفراش وعندما غرقت فى الراحة التى توفرها الأغطية أستلقت فى الظلام هى الآن تعرف إنها بإظهار مشاعرها إنما أذلت نفسها تماماً

منتديات ليلاس

زهرة منسية 01-01-12 06:20 PM


8 - نـمـر الـجـبـالــ
****************
منتديات ليلاس


أستغرقت جنيفر فى النوم حتى التاسعة من صباح اليوم التالى فجرت نفسها جراً لتنزل إلى الطابق الأرضى حيث وجدت الأنسة تيوبولت تخرج صنية الخبز من الموقد أما أبنتا ايفانوس فكانتا تغسلان الخضار فى المغسلة فأحست عندها إنها دخيلة على المطبخ
جالت بإضطراب حول الطاولة النظيفة فوضعت الأنسة تيوبولت إبريقاً من القهوة وطبقاً فيه خبزاً ساخناً وبعض الزبدة أمامها وقالت بكياسة :
-تناولى طعامك...لوسيا عندما تنتهين من غسيل اللوبيا أذهبى وأسالى تشان أين يحتفظ السيد ستيوارت بالزيت
جلست جنيفر على الكرسى قرب الطاولة ومع إنها أرتشفت قهوتها برغبة إلا أنها لم تمد يدها إلى الطعام إذ بدت لها الأنسة تيوبولت تتمتع بوجودها فى المطبخ...هادئة كفؤة بينما كانت هى تكافح كى تتذكر حماستها التى كانت فى اليوم السابق بعد ذهاب لوسيا للحديث مع الطاهى الصينى التفتت الأنسة لإى جنيفر :
-لولا معرفتى بأطباع السيد ستيوارت لقلت إنه أخبرك عن العشاء الكارثة الذى حضرته ليلة أمس
فشهقت جنيفر:
-عشائى ؟ وما خطبه ؟
-ما خطبه ؟ يا طفلتى العزيزة ما من أحد يطهو الرستو من لحم الكتف هذا على الأقل إلا إذا كان لديك ساعات طويلة للإنتظار حتى ينضج
فحدقت فيها جيف مذهولة ونسيت بؤسها الشخصى أمام رغبتها فى الدفاع عن قدرتها على الطهو
-هل يعنى هذا أن اللحم كان قاسياً ؟
-قليلاً !
-الفرن هو السبب ! لم يكن ساخنا كفاية
-بل على العكس
-وفطائر الحلوى
-لاباس بها مع إنها كانت هشة الصنع لكن لا بأس بها
فشهقت:
-ماذا....ماذا....قالوا؟
-من ؟ السيد ستيوارت والسيد بيغلو ؟كانوا متعاطفين كما اعتقد
-متعاطفين ؟لا أريد شفقتهما!
فهزت الأنسة كتفيها :
-كان يجب أن أحذرك وكان يجب ان أوقظك ليلة امس لكن السيد ستيوارت قال إن من الأحسن تركك نائمة
-أتعنين...أنه...منعك....من إيقاظى؟
-صحيح لقد صعد إلى غرفتك وعندما عاد قال إنك نائمة
-صحيح؟
فتذكرت جنيفر وقائع أستيقاظها خلال العاصفة وتذكرت الوضع الذى كانت عليه عند أستيقاظها فأضافت بفم جاف :
-هل قال شيئاً آخر ؟
-لا...ماذا أصابك هل كنت تنوين الأستراحة قليلاً أم ماذا؟
-لا....لقد أغمضت عينى فقط هذا كل ما أذكره
- ثم خلعت ملابسك قبل الدخول إلى الحمام ؟
أحست جنيفر بخديها إلى الحمام ؟
أحست جنيفر بخديها يحمران :
-ماذا ؟أوهـ...أوهـ....هذا صحيح لابد أننى أزعجتك
فأرتشفت الأنسة قليلاً من القهوة :
-أجل ماذا قال لك السيد ستيوارت عندما وجدك ؟
-لا لا شئ فقط انك تبحثين عنى
فإستدارت النسة نحو الفرن وكانها تصرف النظرموضوع الحديث :
-حسنا أقترح عليك الأن الخروج لتنشق بعض الهواء النقى تبدين شاحبة أما أنا فسأصنع فطيرة للغداء هل تحبين تناول اللحم الستيك؟
تنهدت جنيفر :
-لا استطيع أن أذهب هكذا وأتركك تعملين وحدك
-تستطيعن وستفعلين بكفيك ما تعرضت إليه من مرض فلا تعرضى نفسك لمرض آخر بالأمس عملت جاهدة واليوم منتديات ليلاس سترتاحين تحت أشعة الشمس لتجد قسماتك الشاحبة لوناً


××××××××××

زهرة منسية 01-01-12 06:23 PM


وصل أنريكو وجنيفر تساعد عامل الأسطبل فى الكنس كان الجو بارداً رطباً فى الأسطبلات ورائحة الخيل كالترياق لنفسها المضطربة تمتعت بالرفقة التى شاركتها مع الهندى العجوز الذى فهم كل ما تحاول قوله بالأسبانية
ودوت ضحكة رئيس العمال وقال:
-ما هذا؟ قالت لى العجوز أنك ترتاحين نينا !
فأستوت واقفة لكن ظهرها آلمها نتيجة إنحناءها
-أردت التنزهة راكبة لكنك لم تكن هنا لمرافقتى
آهه لكننى هنا الآن لقد جئت بشخص يود مقابلتك أبنى غابريل
-أبنك؟
لحقت به إلى الخارج كانت قد سمعته يتحدث عن أبنه من قبل وقد ذكر لها أنه يعمل عند نيل لكنه كبقية العمال نادراً ما يقترب من المنزل
ما كانت تتعرف على الشاب المتكئ إلى جذع شجرة الكالبيتوس القديمة فى الخارج على أنه أبن أنريكو فبنيته كانت أنحف من بنية أبيه وقسمات وجهه بيضاء لا سمراء أما عيناه فكانتا خجولتين لا وقحتين كعينى أبيه وشعره كان ناعماً مسترسلاً لا أجعد كا أبيه
أستقام لدى أقترابهما مبتسماً بلطف فأحست فوراً بحالة يديها ووجهها الملئتين بالغبار
-هذا أبنى غابريل هذه السنيوريتا هانت
فرد غابريل بإنكليزية جيدة كإنكليزية أبيه لكن بصوت هادئ :
-أعرف هذا
-غابريل يعمل فى المزرعة منذ أنهى كليته أى منذ ثلاثة أشهر لكن عمله مؤقت سيكون مهندساً مثل الباترون
فأبتسم غابريل ثانية :
-ما يحاول والدى قوله إننى غير موظف فى الوقت الحاضر فليس هناك عمل لمهندس كما يوجد لغارتوش أى عامل مزرعة
فأبتسمت جنيفر إنه حقاً شاب وسيم وسرها أن تجد شخصاً غير نيل يستطيع إرباك أنريكو فسألته:
-هل يعجبك العمل كغارتوش ؟
-فى الصيف العمل جيد أفضل بكثير من العمل فى مكتب ولكن مع قدوم الشتاء....
فقاطعه أنريكو :
-فى الشتاء ستعمل فى البرازيل أنت تعلم أن جاكسون عرض عليك وظيفة
هز غابريل كتفيه :
-لست أدرى ما إذا كنت أريد الذهاب للعمل فى البرازيل على أية حال خططى للمستقبل قد لا تهم السنيوريتا
-أوهت بل تهمنى
فقاطعها أنريكو :
-هذا صحيح...سنيوريتا غابريل هنا ليحل محلى لبضعة أيام الباترون يحتاجنى وأقترح أن يكون غابريل البديل المناسب لى إذا كان ليس لديك إعتراض
أقترح نيل؟أحمر وجه جنيفر رغم الإنكماش الذى أحست به هل أقترح نيل حقاً أن يرافقها هذا الشاب الوسيم؟ولماذا ؟ ألأنه لا وقت لديه يضيعه فى رفقتها ؟ أما أنه يريد أن يبعدها عن ظهره ؟ ستجعله يخسر الكثير من غروره بسبب هذا التبديل غابريل شاب وسيم متعلم وذكى عمره يقارب عمرها هذا أن لم تكن مخطئية
مسحت يديها القذرتين على مؤخرة سروالها وقالت:
-هذا....لطف منه....منكم كلكم خاصة وأننى واثقة من أن غابريل لديه أعمال أكثر أهمية من مرافقتى
فقال الشاب بتلهف :
-أنت تمزحين ! سأكون سعيداً بخدمتك سنيوريتا
فقاطعه الأب ليطمئنها :
-سيعتنى بك جيداً...
ثم رفع رأسه للشمس وأكمل:
-ولا تنسى قبعتك
أحست بالسعادة للشعور بالفرسة البنية اللون تحت جسدها من جديد فأطلقت لمهرتها العنان متحدية فوق عنقها وهى ترمح بها عبر المروج بخفة وطيش حتى وجد غابريل صعوبة فى اللحاق بها فوق جواده القوى المعد لسرعة فائقة وأخيراً أستراحت جنيفر وأنتظرته ليلحق بها
-أسفة لهذا....ولكننى لم أخرج إلى هنا منذ زمن طويل
-أخبرنى أبى أنك كنت مريضة لعلك أستعدت عافيتك حالياً
ضحكت :
-أوهـ أجل لم يكن مرضى سوى رشح بسيط
-لكنه كان خطراً فدفعهم ذلك لإحضار الطبيب
لكزت جنيفر فرسها فقفز الفرسان معاً
-أوهـ تلك كلنت فكرة الأنسة تيوبولت أنت لم تقابلها بعد أليس كذلك ؟إنها....مـ.....مرافقتى
فهز رأسه بمرح :
-لقد شاهدتها الجميع شاهدها تركب الجواد أنها ترتدى قبعة مستديرة وسروالأً....هكذا!
وأخرج أطراف سرواله ليفتحها إلى أخرها يقلد حجم سروال الأنسة تيوبولت فأبتسمت جنيفر ثم اتسعت أبتسامتها لتصبح ضحكة:
-هذا صحيح فى الواقع هذه الثياب التى يرتدونها لركوب الخيل فى إنكلترا مع أن ثيابها قديمة الطراز
أظهر غابريل تفهمه وأكملا الركوب بصمت متبعين الطريق الذى أعتادته جنيفر مع أنريكو سارت على طول تعرجات النهر فترة ثم تسلقت بخط مستقيم سفح التلة
كانت رائحة الصنوبر والعرعار قوية بعد المطر وقوة الشمس كانت تبعث تبخرات من الأرض على شكل ضباب
أحست بالغبطة للبرودة التى توفرها لها أطراف قبعتها لكنها كانت دائما تمد يدها لتبعد شعرها عن وجهها
أستدارت فوق سرجها قليلاً فرأت سطح منزل المزرعة تحت الوادى والنهر قد أرتفعت مياهه بسبب العاصفة وشاهدت أغصان شجرة الأكاسيا (السنط) مغسولة بماء المطر خلف غرفة المستودع ورأت كذلك أزهارها متساقطة منها خلال الليل
ثم أستدارت ثانية إلى غابريال وقالت له فجأة :
- تظن أننا سنرى الحصان الأسود اليوم ؟إنه وحش جميل قوى ملئ بالحيوية ! لقد شاهدته عدة مرات ولكننى أتتوق للأقتراب منه
-أليس هذا ما نتتوق إليه جميعاً ؟ لكننى لا أظن أن هذا ممكن سنيوريتا. من الأفضل إلا نصل إلى الأخدود قبل أن يلقى القبض على السارقين....قال والدى....
قاطعته :
-أى سارقين؟
وعرفت من تعابير وجهه أنه أحس أنه شيئاً خاطئاً
-ليس الأمر مهم
وإستدار ليشير إلى سرب أوز برى يصعد من ضفة النهر:
-أنظرى إلى ألوان أذنابها سنيوريتا أليست جميلة ؟لدى صديق فى الجامعة يرسم الطيور.....
فقاطعته بحدة بعد أن مدت يدها تمسك بقرن سرجه :
-غابريال....! لا أعبأ بالطيور بل أود معرفة ماذا عنيت بالسارقين! أتعنى أن هناك....رجالاً....
-رجال؟لا !أنه ليس سارقاً بشرياً سنيوريتا ليس فى سان غابريال
-إذن ما هو؟ قط وحشى؟قط الجبال؟حيوان من نوع ما؟
لدى مراقبة تقاطيع وجهه أثناء حديثها علمت أنها فى الطريق الصحيح :
-أسد؟ هذا هو إذن........أسد الجبل؟
فأنحنت كتفا غابريال وقال متثاقلاً :
-إنه نمر....نمر جاكوار على الأرجح سيقطع أبى رأسى لأننى أخبرتك عنه
-إذن لهذا أصر نيل.......
وصمتت فجأة تحس بوخزات الخوف الحقيقى واستدارت متسعة العينين إلى غابريال :
-لكن الجاكور يلتزم منطقته ولا ينزل إلى الوادى
قرر غابريال بما إنها عرفت الأسو فلا مانع من التحدث فتنهد :
-ليس فى العادة فهو حيوان مفترس نهاب لكن كما قلت لا يقترب عادة من الأنسان لكن هناك شاذ لكل قاعدة.وعندما يصبح الحيوان كبير فى السن أو مريضاً...فلعقت جنيفر شفتيها الجافتين :
-أتعنى...أن هذا الحيوان كما وصفت؟
فتردد...ثم أعترف :
-أظن هذا
لكنها أحست إنه يخفى عنها شيئا فسألته:
-وهل شاهدته؟
فهز رأسه:
- لا أنا لا
-والداك؟ أو نيل؟
-ربما
لكن رده لم يرديها فصاحت بإحباط :
-غابريال! إذا كنت تعرف شيئاً أخر أخبرنى!...يجب أن أعرف!
أخذ غابريال يتحرك فوق سرجه بقلق ثم قال:
-حسنا الجاكور مصاب جرح غوميز أحد رجال الباترون أطلق عليه النار منذ ثلاثة أسابيع
-هل أنت واثق؟
-أيستو سيغور...أيل باترون شاهده بنفسه لكن للأسف لم يكن معه بندقيته
-يا إلهى!
تصورت أسوأ ما كان يمكن أن يحدث فهزت رأسها بيأس
-و.....ذلك المخلوق إلى الوادى؟
-ينزل بعد حلول الظلام...أجل
-وهل قتل شيئاً؟
-ألا تقتل مثل هذه الحيوانات عادة سى سنيوريتا قتلت الخراف الماشية ومنذ ليلتين حصان
-ما أفظع ذلك !
ونظرت إلى الجبل أمامها بنظرة من نوع جديد وأكملت:
-و...وهل هو مختبئ فى مكان ما هناك؟
-أجل...فى مكان ما والآن تعالى! أظن أن علينا العودة
فالتوت شفتاها :
-هل انت خائف؟
وأحست بالندم على سؤالها لأن السخط ظهر على وجه الفتى وهو يجيب بشراسة :
-لا لكن والدى
-أعلم...أعلم والداك قال لك إلا تأخذنى إلى الجبل هيا إذن سأسابقك حتى النهر
فصاح بها:
-أحذرى
لكنها كانت قد لوت لجام فرسها ولكزتها بقدميها وأبتسمت وهى تبتعد والهواء يتلاعب بشعرها باعثاً إليها الراحة بعد القلق
كانت تقترب من النهر عندما شاهدته أقرب من أى وقت آخر كان الحصان الأسود يقب بكبرياء على حافة النهر فى الجانب الأخر وبدأ لها أنه يحدق فيها مباشرة وعلمت أن أهتمامه كان بالفرس التى تمتطيها أكثر من راكبتها فشدت اللجام وفغرت فمها أمام جمال ذلك الجسد وتناسقه
غابريال المسرع كالعاصفة خلفها بهت للمنظر فشد لجام جواده بسرعة وتراجع محتجاً وهذا ما أجفل الحصان الأسود رافعاً ذنبه بكل عجرفه ودار على عقبيه وقفز مبتعداً عبر العشب
أحست جنيفر بالغضب لما أعتبرته قلة حذر من غابريال ثم زاد غضبها رؤية الحصان الأسود متوحشاً متوتراً
-أنه جميل ! أجمل حيوان رأيته فى حياتى !
وحثت فرسها إلى الأمام وصولاً للنهر بسرعة خالية من الحماس فجأة أحست بدنو الخطر قبل أن يحدث...
لكنها لم تستطيع منع الفرس من خفض رأسها بسرعة جعلت جنيفر تتدحرج رأساً على عقب فوق العشب
لم تتأذ فى الواقه بل صدمت فأنقطعت أنفاسها من الخوف وتابع غابريال الطربق وراءها وتعابير وجهه ملؤها الخوف واللهفة ففكرت فى تمثيل دور المغمى عليها لكن أحساسها الداخلى المنصف لم يسمح لها أن تمازحه لهذه الدرجة خاصة أن اللوم يقع عليها وصياحه:
-جـنـيـفـــر !
وهو يسرع إليها جعلها تبتسم وتقول بصوت منخفض :
-أنا بخير
فأنتزع قبعته وأخذ يتلاعب بإطرافها بين أصابعه بقلق :
-آديوس غراسيس (شكراً لله)
أصفر وجهه أكثر من وجهها وأنقلبت تجثو على ركبتيها ثم مد يدها نحوه معتذرةوقالت:
-لقد ناديتنى بأسمى جنيفر وأتمنى أن تستمر بإستخدامه فـ سنيورا رسمية كثيراً !
فأغمض عينيه قليلاً ثم فتحهما ومسح العرق عن جبينه :
-قلقت عليك......ألم تتأذى حقاً ؟
مدت ذراعيها تلوحهما حولها
-وهل أبدو لك متاذية ؟
تعالى الأحمرار على قسماته الوسيمة وقال بصوت منخفض :
-لا....بل تبدين موى هيرموسا...(رائعة)
-أعرف ما تعنيه هذه الكلمة
-صحيح؟
ومدت يدها إليه ليساعدها على الوقوف عندما وضعت يدها بيده قالت له :
-أنت أنيق وشهم
فضحك :
-فتاة جميلة تستحق دائماً الشهامة لقد هربت الفرس أظن أن علينا الأسراع فى العودة قبل أن يعتقد الجميع أن أضعتك
سمحت له أن يساعدها لتصل إلى حيث يقف جواده العربى الأصيل
ثم قالت:
-لا أستطيع أخذ جوادك هذا ليس إنصافاً
-لن أعطيك أياه أنه قادر على حملنا معاً...لو سمحت؟
ترددت جنيفر لحظات قصيرة قبل أن ترفع نفسها فوق ظهر الجواد ولماذا لا؟ إذا لم يعجب هذا نيل فلا يلومن سوى نفسه
كانت الأنسة تيوبولت تتنتظر عند سياج الحظائر عندما وصلا ووجهها متوتراً إشارة إلى الدقائق القلقة التى قضتها فى الأنتظار حلت الراحة سريعاً مكان الأستهجان عندما شاهدته سالمة ونظرت بإستنكار للطريقة التى عادت بها آمنة بين ذراعى غابريال فأسرعت تساعد الفتاة على النوةل حالما وصلت إليها فأسرعت جنيفر للقول وهى تبتسم لـ غابريال :
-إنها غلطتى كنت غير حذرة أود التظاهر ! يؤسفنى القلق الذى سببته عودة فرسى وحدها
فمطت الأنسة تيوبولت شفتيها:
-الأسف لا يعوض عما شعرت به عندما عادت فرسك وحدها!رباه!ماذا كنت تفعلين ؟ العشب يغطيك حتى شعرك
فضحكت جنيفر وقالت بخبث :
-لقد دحرجنى غابريال فوق العشب !
نظرة الرعب التى أطلت من عينى الشاب أقنعت الأنسة تيوبولت أنهالا تقول الحقيقة فسألتها :
-أيمكن أن تخبرينى هذا فيما بعد أذهبى الآن وأستحمى أستعداداً للغداء وأشكرى حظك أن السيد ستيوارت لم يكن هنا عندما عادت مطيتك
تلاشت بهجة جنيفر فقالت بخشونة :
-أشك فى أنه لاحظ ما حدث ,هل سأراك فى الغد غابريال ؟
-إذا رغبت...
-أرغب
وأتجهت نحو المنزل قبل أن تتمكن الأنسة تيوبولت من الإعتراض على ما قررته


منتديات ليلاس
نهاية الفصل الثامن

fati_mel 02-01-12 07:54 PM

وااااااااااااو
مبين من الملخص ان الروايةممتعة

انا حقرءها لما تخلصيها ان شاء الله


زهرة منسية 04-01-12 06:10 PM

أهلين فاطومة كل سنة وأنتى دايمن وكل حبيبك بخير نورتى الرواية بطلتك وأنا بإنتظار رأيك فيها لما تقريها

زهرة منسية 04-01-12 06:13 PM



9-وحدها فى العرين
××××××××××××



كانت جنيفر فى غرفتها عندما وصل نيل وأنريكو سمعت صوتيهما فى الردهة فخفق قلبها بسرعة وتساءلت عما إذا كانا قضيا على الحيوان المفترس ثم أدركت إنها لن تستطيع السؤال لأنها ستفضح غابريال
ثم كيف لها أن تواجهه بعدما حدث بينهما ؟ لا فائدة من إقناع نفسها إنه ملام كذلك فهى قد قصدت غرفته وهى من شجعته وعليها أن تشكر الله على مقاطعة الأنسة تيوبولت التى أنقذتها من نفسها
فى غرفة الطعام وجدت الأنسة تيوبولت تضع فطيرة اللحم على الطاولة وهذا أنتصار أخر تسجله لنفسها وعندها تذكرت بمرارة محاولتها الفاشلة فى الليلة السابقة .
سمعت صوت نيل أولاً ثم دخل أنريكو وهى تضع الملاعق على الطاولة قرب الأطباق المحتوية على اللوبيا والجزر والبازلاء والبطاطا المهروسة حياها أنريكو فوراً :
-هولا سنيوريتا ! تبدين مشرقة هذا المساء...لا يا باترون ؟
-أنت تحرجها أنريكو أنا واثق أن هذا بسبب حرارة الفرن فى المطبخ
-ربما.أو ربما لذكرى النزهة التى قامت بها مع ولدى هذا الصباح غابريال كان أحمر الوجه كذلك عندما سألته عن النزهة !
-أوهـ......صحيح
بدأ نيل غير مهتم ثم هز رأسه مفكراً وإستدار ليجلس على المقعد فى رأس الطاولة وعندما أتيحت الفرصة لـ جنيفر أن تنظر إليه لم تستطيع أن تبعد أفكارها عن الذكرى التى أثارتها رؤيته فيها فلما دخلت الأنسة تيوبولت سارعت جنيفر تجلس على مقعدها قرب أنريمو
عند إنتهاء الوجبة التقت عيناها بعينى نيل فستقرت نظرتها عليه لخمس ثوانى أو أكثر ثم اشاحت بصرها عنه وهى تشعر بإضطراب من جراء تفرسه فكان أن سارعت إلى مساعدة الأنسة تيوبولت فى تنظيف المائدة وعندما وضعت الأطباق فى المغسلة تساءلت عما إذا كان توقع منها مثل هذا التصرف مع غابريال إنه أستنتاج مرير وكادت تتمنى أن تكون من النوع الذى يقدر على الأنغماس فى مثل هذه العلاقات دون داع.....فسيكون أنتقامها عندها قاسياً يجعله يغلار فهو رغم كرهه لتصرفها معه لن ينكر ما تثيره فيه من رغبات
فى الصباح التالى وصل غابريال بينما كانت تساعد الأنسة تيوبولت على جمع البيض من خمّ الدجاج ولم تكن سعيدة بما تفعل بل انصب تفكيرها على الطقس الحار الذى ستجد فيه السعادة لو سبحت فى مياه النهر الباردة
عندما وقف غابريال فى منتصف الفناء وحياهما :
-بوناس دياس سنيوريتاس أليس الصباح جميلاً؟
نظرت الأنسة إلى جنيفر زاجرة ثم التفتت أليه:
-أتريد شيئا سنيور ؟
-طبعاً يريد أنت تعرفين أننى طلبت منه المجئ لنقوم بنزهة اليوم أيضاً
فعبست الأنسة :
-لتقعى ثانية ؟
فتجاهلتها جنيفر ووجهت سؤالها إلى غابريال :
-ماذا حدث بالأمس؟هل وجد نيل نمر الجبل؟أردت أن أسال بالأمس لكنى لم أستطيع
نسيت أن تقول لغابريال أن الأنسة تيوبولت موضع ثقتها لكن نظرة القلق كانت إشارة كافية منه :
-أوهـ...لا بأس الأنسة تيوبولت تعرف لكننى لم أخبر شخصاً آخر...صدقاً بقى غابريال مرتاباً ولكن شوقه لمشاركة ما يعرف دفعه إلى القول :
-أنهم لم يشاهدوه حتى هو وحش عجوز خبيث المطر محى أثاره لعلهم اليوم...
رغم الخوف الذى اجتاحها أضطرت إلى التصرف بشكل طبيعى فهى بأمس الحاجة للأبتعاد عن المنزل وعن كل ما يذكرها بـ نيل فأجبرت نفسها على الأبتسام :
-هيا بنا نذهب سأحضر قبعتى
لكن صوت الأنسة أوقفها :
-جنيفر! إلى أين تظنين نفسك ذاهبة؟
-إلى الخيل ...وإلى أين غير هذا؟
-حذار الذهاب إلى البحث عن....ذلك....المخلوق بنفسك
فرد عليها غابريال:
-لنا عقل أرجح من هذا سنيوريتا ! ثم إذا كان الباترون لم يستطيع إيجاد الوحش العجوز فنحن بكل تأكيد لن نستطيع
فوعدتها جنيفر :
-لن نتأخر سأعود لأساعدك فى تحضير الغداء لم لا ترافقينا؟
تبدلت تعبيرات وجه الأنسة من التجهم إلى الأبتسام
-ألن يخيب أملك لو قبلت. لا يا عزيزتى....ليس هذا الصباح أنا تعبة قليلاً أعتقد أننى سأقرأ كتابى تحت أشعة الشمس
مع صوت الريح الساخن على العشب المرتفع والطيور المحلقة فوق الماء أحست بسعادة مترددة فصممت على نسيان كل ما يتعلق بالموت والكوارث لكن غابريال المتقدم أمامها أساء تفسير تعابير وجهها.فقال:
-لا تقلقى على الباترون أعلم أن هذا هو سبب أهتمامك بقتل ذلك المخلوق لكن السيد ستيوارت مر بتجارب أدق وأخطر من هذه وخرج منها سالماً
-ماذا تعنى؟
حثت جنيفر راحلتها لتلحق به فقال لها :
-ألم تعرفى أنه كان جندياً ؟ كان...كما يقولون...من المرتزقة ! جندى يحارب فى أى بلد يدفع له
-أعرف ما المرتزقة لكننى لم أكن أعرف أنه كان من المرتزقة متى كان ذلك؟
-أوهـ منذ سنوات طويلة
- قبل أن يلتقى بـ أبى ؟
-أعذرينى لا أعرف شيئاً عن والداك لكن هذا جرى قبل 15 سنة كما أظن
-لكنه كان دون العشرين من عمره ؟
-وأن يكن الرجل رجل سواء أكان فى العشرين أو الخمسين فهو يبقى قادراً على القتال...هل يريح هذا بالك؟
-ليس كثيراً...أخبرنى...متى ستقرر قبول أو رفض تلك الوظيفة فى البرازيل؟
وهكذا تابعا رحلتهما وهما يتبادلان أحاديث مختلفة
وبقيا على هذه الحالة كل يوم من أيام الأسبوع لكن الأنسة كانت ترافقهما أحيانا وكان غابريال رفيقاً مسلياً أكثر من أبيه ربما لأنه أصغر منه سناً وربما لأنه كان يغازلها فتشعر بالسعادة عندما يطريها على الأقل هناك من يجدها جذابة
نمر الجبال بقى مراوغاً وهذا ما كان يحد من مجال أستكشافاتهما صباح أحد الأيام لم يحضر غابريال فى وقته المعتاد فأحست جنيفر بالمرارة من مساعدتها للأنسة تيوبولت على تنظيف الصالون فنزلت إلى النهر لتنعم بمياهه الباردة فلما عادت أدراجها إلى البيت رأت تشان فعلمت أن شيئاً ما جرى
-لن يأتى غابريال اليوم سنيوريتا والده أحتاجه أنهم يضعون سياجاً عند الحدود الغربية ويطلب منك عذره
فزفرت جنيفربإرتياح :
-هكذا إذن...
-أنا أسف سنيوريتا لكنك تفهمين العمل يأتى أولاً
-طبعاً طبعاً سأراه فى الغد
-ربما لا الباترون قال....أن هذا قد يستغرق عدة أيام
-الباترون قال هذا؟
منتديات ليلاس
كان يجب أن تعرف أن له ضلعاً فما السبب يا ترى؟أيظن أن علاقتهما أصبحت وطيدة جداً ؟ أيظن أنه حان الوقت لإيقاف علاقتهما ؟أخائف هو من أن تفسد أخلاق أحد الغوشوس الأبرياء؟ يأخذه لتسيج الحدود ! أليس عنده رجال آخرون؟
فكرة قضائها يوم كامل داخل جدران المنزل جعلها تحس بالقلق وعدم الراحة

زهرة منسية 04-01-12 06:15 PM


نظرت بشوق إلى الأسطبل لا شك فى أن العامل الهندة هيأ لها مطيتها أستعداداً للخروج وعليها الآن الذهاب إليه لترأه أنها لن تخرج....ألن تخرج حقاً ؟
وتقدمت بضع خطوات بإتجاه المنزل لتقول للأنسة إنها ذاهبة ثم ترددت فمما لا شك فيه ان العجوز ستمنعها وان هى خالفتها ستحطم كل أعراف الأنضباط والطاعة وبما إنها لا تتوقع عودتها قبل الحادية عشرة فلما تخبرها عن إمتناع غابريال عن المجئ
لكن عامل الأسطبل أعترض :
-دوندى أيستا غابريال؟(اين غابريال؟)
-لا بأس....سألقاه عند النهر
لكنه لم يقتنع:
-ولماذا؟
لكن جنيفر لم تنتظر بل لوحت بيدها وأعتلت صهوة الفرس وخرجت بها من الأسطبل تاركة العجوز ينظر لها بإرتباك
كان النهر قد أنخفض كثيراً من العاصفة الأخيرة وهذا يعنى أنها قادرة على إجتياز الأماكن الضحلة التى أشار إليها غابريال
غاصت قدماها فى المياه الباردة وهى تعتلى صهوة الفرس عند الضفة الأخرى كان هناك مجموعة من نبات الخشخاش الأحمر والأقحوان الأبيض مع بعض الأعشاب العطرية التى تستخدمها الأنسة تيوبولت وكان العشب أعلى بكثير هنا من سائر الأماكن والماشية التى ترعى هنا لم تلق بالاً لها .دفعت جنيفر بفرسها عبر الممر الذى حفرته حوافر الماشية عبر الأجيال
وأوصلها إلى صخور الغرانيت التى تنبت بينها أشجار تناضل للبقاء فى تربة غير عميقة وإلى اليمين من بعيد بدأ لها أطراف السهل المرتفع بين الجبال لكن تعقلها منعها من الأستسلام إلى التهور فآخر شئ قد ترغب فيه هو تحدى نيل
لكن هذا غير صحيح إنها تريد أن تتحداه لكنها لن تستطيع جذب اهتمامه إليها بطريقة أخرى عليها أن تهزمه لتحس بعد ذلك بإحترام ذاتها
لما أحست إنها تجاوزت حدها نزلت عن مطيتها
فربطتها فى بعض الشجيرات وجلست على صخرة ناعمة حيث تمكنت من الإشراف على منظر الوادى المنتشر أمامها إن جماله لا يصدق وكذلك الهدوء هنا وأحست بوخز الألم عندما فكرت أن هذا المكان بعد عدة أشهر لن يكون منزلها فمنذ أن غادرت كاترينا المزرعة تجنبت التفكير فى هذا الموضوع...لكن من المستحيل أن تصدق أن المرأة الأسبانية لم تكن صادقة
أبعدت عنها هذه الأفكار إلى أخرى تبعث بها اضطراباً أقل....ليلة أمس كان نيل وأنريكو يتحدثان عن جمع أناث الخيل مع مهورهن وأستمعت بإهتمام متمنية أن تنضم إليهما لكنها تعلم أن ما مجال لهذا فهو لن يثق بها أو بنفسه مطلقاً
أحست بالأكتئاب فعلى بعد لا يزيد عن 15 متر رأت الحصان الأسود وأقفاً أستغرقها فى أفكارها منعها من سماع وقع حوافره لكنه الآن وأقف وإن كان متوتراً بعض الشئ بسببدخيل فى منطقةسيطرته
فتنفست جنيفر :
-أوهـ....أيها الجميل!
ووقفت ببطء لكنها أثناء وقوفها إستدار الحصان إلى جانبه فأنتصبت أذناه فى رأسه فهمست له :
-أجمد!...مهلاً!لن أؤذيك رفعت الفرس البنية رأسها فصهل الحصان بصوت متكبر متغرسط تردد صداه بين وعلمت جنيفر أن رائحة الفرس جعلته يلحق بها...أطلقت الفرس صيحة احتجاج ولأنه شعر أنه لن يتمكن من الغزو أستدار مطلقاً صهيلاً هو أشبه بآهة وأختفى فجأة كما ظهر.
عادت إلى الصخرة تجلس فوقها وراحت تبعث بالعشب لقد قال لها أنريكو إن الحصان متكبر وهو على حق ماهى كلماته بالضبط ؟متبكر كإبليس !ضحكت فمن يستطيع أن يعرف بالتأكيد مدى تكبر إبليس؟فأين الكبرياء فى الخروج من الجنة طرداً إنه دون شك ملاك ساقط !وابتسمت إذن هذه هى التسمية التى ستتخذها : الملاك الساقط إنه وصف ينطبق على شخص آخر تعرفه......
ضرب حوافر الفرس على الصخور قطع أفكارها فقفزت على قدميها لترى أن الفرس بطريقة ما تمكنت من الأفلات وأتبعت الطريق التى سلكها الحصان الأسود فصاحت بغضب :
-هـــــاى ! أنــــتـــ !
لكن الفرس كانت مصممة على اللحاق بالحصان الأسود فجأة فقدت فكرة بقائها وحيدة بريقها
هناك أميال وأميال قبل العودة إلى المنزل والتفكير بالسير ملأها بالخوف وهى لا تنكر قوة حذاءها لكنه لم يكن حذاء ركوب وقد حذرها غابريال دايماً من وجود الأفاعى فى الوادى ثم أن فكرت إجتياز مجرى النهر وإبتلالها حتى العظام لم تعجبها وخاصة إنها تصورت ردة فعل الأنسة تيوبولت فيما لو عادت مبللة بالماء
لكن فكرة الجرى وراء الفرس أمر مشكوك فيه فهى لم تنس السبب الذى جعل نيل يمنع الجميع من الذهاب إلى الخندق الصخرى وستكون كمن يستدعى الخطر وهى سائرة على قدميها
وجدت خلف المكان الذى هى فيه خندقاً صخرياً ملئياً بالعشب فيهواحة خضراء ويتساقط من بعيد شلال تحفر ميأهيه طريقها إلى البركة.........!
وبرز لسانها فوراً ليرطب شفتيها ما أشد حاجتها إلى أن تغرق وجهها فى الماء ليريح جفاف حلقها بمياهيه الباردة نسيت فى غمرة سرورها بالبركة الفرس وهروبها
ولم يعد للزمن أهمية لديها فهى ستتأخر فى العودة فى مطلق الأحوال فلماذا القلق على دقائق تمضيها فى النزول إلى الواحة؟ربما إذا أحبط سعى الفرس فى إيجاد رفيقها قد تعود
كان جانبى الوادى الصغير أكثر إنحداراً مما اعتقدت ووجدت نفسها بدون قوائم الفرس الثابتة تنزلق معظم الطريق ةعلى مؤخرتها لكنها أخيراً وصلت إلى البركة فمدت يديها إلى الشلال عنده فقط شاهدت لون الدم الأحمر يمتزج بالماء فعلمت أن يديها مخدشتان فسحبتهما من تحت الماء لتحدق بهما كانتا مليئتين بالجروح والخدوش وقد بدأتا تؤلمانها بعدما زال وقع تخدير الماء البارد
وألتفتت إلى المنحدر الذى نزلت منه وأحست بالذعر كيف ستتمكن من معاودة التسلق؟ منظر يديها جعلها تحس بالدوار وعندما تصورت الجهد الذى ستبذله بالتمسك والشد على ذلك المنحدر القوى غار قلبها من الإحباط إلى الحضيض
أمرت نفسها بالهدوء ثم راحت تراجع بحذر موقفها إنها تقف تحت قمة الوادى الصغير المنحدر كخندق تماماً حيث البركة تكون حضناً طبيعياً ليلقى مياة الشلال وعلى وعلى طرف البركة الأخر تتدفق المياه هبوطاً من الخندق وما من شك إنها ستصل إلى النهر فى نهاية الأمر.....الــنــهـــــر........
سأرع قلبها من وتيرة نبضاته بالطبع! هنا يكمن الحل!عاجلاً أم أجلاً هذه لاساقيى يجب أن تصب فى النهر والمياه عاجة لا تصعد للجبل والمسافة لم تعد تهم مادامت لن تستخدم يديها للصعود والتسلق
كان الوقت قد تجاوز الظهر عندما وصلت إلى نهاية الخندق ولكن الممر الذى كانت ترجو إيجاده لم يكن سوى شق مظلم تختفى فيه المياه المتدفقة
حدقت بأسى وذعر إلى تلك الهوة الضيقة الزلقة السطح بالطحالب التى تتدلى من فوقها النباتات المتسلقة فأدركت إنها حتى أن تمكنت من حشر نفسها فى الشق لن تستطيع القيام بشئ فهذا واد منغلق وهو موقف رائع لكمين...أن هذا المكان تحديداً حذر نيل الجميع من سلوكه
أحست برغبة فى الجلوس والبكاء كان جسدها كله يرتجف منديلها مشبع بدماء يديها ومدت يديها لتغسل المنديل بالماء فتألمت عندما عصرته على الأقل جروحها تبدو نظيفة ليتها تملك شيئاً لتجففها به
ماذا أن عجزت عن العودة ؟كيف سيعرفون مكانها؟هذه المنطقة ملئية بالأخاديد كيف لهم أن ينجحوا فى إيجادها وهم عجزوا عن إيجاد نمر الجبل . أمعنت النظر فيما يحيطها بذعر هل يعقل أن تكون هى قد وجدت عريت الجاكوار؟
لا فائدة من أطالة التفكير فأمامها طريق طويلة تقطعه وهى الآن ضعيفة وواهنة وعليها الخروج من هذه الوهدة قبل غروب لاشمس
أقصمت بصمت إنها إن خرجت من هذه المحنة سالمة فلن تعصى أوامر الأنسة تيوبولت مطلقاً
تدحرج أحجار وصخور فجأة خلفها جعلها تستدير بحدة حصاة كبيرة تدحرجت من فوق قمة الوهدة ووقفت تحت قدميها أغمضت عينيها تشهق مذعورة ففى هذه اللحظات المرعبة تيقنت أن نمر الجبل وجدها ومع أنها فتحت فمها لتصرخ إلا أن صوتها أنحبس فى حنجرتها
- جـــنـــيــــفـــــر !
حتى الصوت الذى ناداها كان غير حقيقى فى دائرة رعبها فهى لم تدرك أنه حقيقى إلا بعد أن تكرر النداء ففتحت عينيها ووجدت نيل يقفز فوق العشب متجهاً إليها
فى البدايةظنته وهماً من جراء هلوسة لكن دنوه منها أقنعها إنه هو وأنه على خلاف ما رأته من قبل دون حقد مشعث الشعر قميصه مفتوح حتى خصره يتقدم نزولاً من المنحدر نجوها ومن خلفه يبدو جواده وجواد أنريكو عند قمة الوهدة يمسك بهما رئيس العمال إذن أنه صوته الذى سمعته لا وهماً من نسيج خيالها
- نـــيــــل !
منتديات ليلاس
الآن لم تعد فى شك من الحقيقة فمدت يدها نحوه...
تترنح وتتعثر فى إندفاعها نحوه...إلى ذراعيه...وسمعت صوته المعذب:
يا إلهى ! سأقتلك !

زهرة منسية 05-01-12 03:05 PM


10- أرحــــلــــــى
×××××××××××


وجهها المغطى بالدموع دفن فى صدره الناضح عرقاً لم تستطيع التفكير إلا بالنعيم الذى تخلقه ذراعاه وهما تضمها ثانية.هو لم يحتضنها منذ زمن طويل أيام وليال طويلة مرت وهى تعتقد أنه يكرهها وها هى الآن حيث أرادت أن تكون حيث تعرف أنها تنتمى لا يهمها إن كانت الطريقة الأنفعالية التى يحتضنها بها نابعة عن الغضب أو عن عاطفة ما يهمها أنه قلق عليها , جسدها المرتجف أخبرها هذا وحرارة جسده المبلل عرقاً حدثتها عما عاناه من عذاب كانت يده على مؤخرة عنقها أصابعه تتحرك بين خصلات شعرها المبتل كان يبذل جهداً فائقاً ليسيطر على نفسه لكن ضربات قلبه العنيفة لم تكن تطاوعه كما يريد إنه الرجل الذى تحتاجه إنه الرجل الذى تحبه
وكأنما أحس بمشاعرها فتراجع عنها لقول بخشونة :
-إلى أى حد تحسبيننى قادراً على الأحتمال ؟
ثم شاهد الدم يملأ صدره فأمسك بمعصميها وأدار راحتيها لينظر إليهما ثم حبس أنفاسه متأوهاً
-يا إلهى من هنا الدم إذن.......!
وأحنى رأسه يقبل مكان الجروح
-نحن....أعنى أنريكو وأنا وجدنا بعض الدم على الصخور فوق فظننا...يا إلهى! لم نكن نعرف بماذا نفكر, جنيفر.......ماذا سأفعل بك؟
تعلقت عيناها بقسمات وجهه الحبيب وهمست:
-ما......ماذا....تريد أن تفعل بى
فتمتم بخشونة :
-لا تسألى....أوهـ....جنيفر....
وجذبها إليه يعانقها بقسوة فالعذاب الذى مرا به زاد من حدة مشاعره تعانقا بشوق بائس فالكبت و كبح المشاعر أطاح بهما الشوق الذى طالما أنكراه ثم تراجع عنها قليلاً :
-عندما لم تعودى...أتعلمين بما أحسستوقتذاك؟
-أنا أسفة....أسفة...لم أشأ بعث القلق إلى أحد لكن الفرس هربت منى فلم أعرف ماذا أفعل
-أنت لم تعرفى ماذا تفعلين؟!يا إلهى !أما أنا فكدت أجن !
-علمت أنك ستغضب...
-أغضب...الغضب لا يصف الحالة التى مررت بها....تمنيت أن تكونى بين يدى...
-هكذا؟
وتأوهـ عيناه المغمضتان تظهران مدى الرغبة التى تحرقه:
-لا ....بل...هكذا....وودت أن أهزك.....أخنقك !أى شئ لأمنعك من........تدميرى !
فشهقت :
-ماذا تعنى ؟
-أوهـ جنيفر لقد حاولت دفعك إلى كرهى ولكننى لم أنجح
-لكننى أحبك نيل !
-أنت تعتقدين هذا أنت أصغر من أن تعرفى ماذا تريدين
-أكاد أبلغ الثامنة عشرة
-تكادين؟جنيفر...الثامنة عشرة ليست بالعمر المديد أنت لم تفعلى شيئاً فى حياتك بعد لم تشاهدى شيئاً من الدنيا عشت حايتك فى دير ولن يكون عدلاً أن أفعل ما....ما تدعنى غريزتى إليه
فسألته هامسة بأنفاس مقطوعة :
-وما هو؟
-تلك الليلة....فى غرفتى...أردتك رغم علمى بأننى أخطئ ومقاطعة الأنسة تيوبولت لنا نعمة من السماء
-بالنسبة لك؟
-لا...بل لك فلو نمت معك لما قدرت على تركك تذهبين
-تتركنى أذهب؟
-أسمعى....!كما قلت أنت صغيرة جداً ! وأنا أكبر منك سناً أمضيت عمرى فى تجوال دائم كنت جزءاً من الحياة وقد تزوجت سابقاً وأن كان منذ مدة بعيدة جداً
أحست بالصدمة فسألته بشفتين مرتجفتين :
-أكان هذا قبل أن تكون من المرتزقة؟
-ومن قال لك هذا؟غابريال...أليس كذلك؟غابريال المثالى...بشبابه...وجماله...وفتنته...وإعجابه الخفى بك !
فجأة أحست أنها فهمته فسألته وهى لا تصدق:
-أنت تغار؟ نيل...أنت تغار من غابريال ؟
قسماته المتجهمة كشفت عن سخرية ذاتية:
-أجل....بجنون,أليس كذلك؟ رجل فى مثل عمرى يغار على تلميذة!
فلفت ذراعيها حول عنقه تضحك وتبكى معاً :
أوهـ نيل ! لا يجب أن تغار من أحد ألا تعلم هذا؟لست أهتم بـ غابريال أنا أحبك أنت !وأنت وحدكـ ! ضمنى أليك....ضمنى! لا أطيق بعدك عنى
فضمها بداية ثم تراجع يحرر نفسه كرهاً ليتأملها :
-ماذا سأفعل بك؟لا أستطيع تركك تبقين هنا وأنا أحس كما أحس الآن فلن يمضى وقتاً طويلاً قبل أن....أنه الحل الوحيد....ولقد فكرت فيه منذ زمن يجب أن أعيدك إلى إنكلترا
-لا....
-بلى...فهذا هو الشئ الذى يجب أن أقوم به وذلك لسلامة عقلى ! ولتكن فترة إستراحة لن تدوم إلى الأبد
-ماذا تعنى ؟ أنت تعرف أنى ببلوغى الثامنة عشر....ستنتهى مسؤوليتك عنى
-أتظنين هذا؟أتظنين أنك عندما تبلغين الثامنة عشر ستتغير علاقتنا؟
-حسنا لا يمكنك الأستمرار فى إعالتى بعد أن أبلغ الثامنة عشر
-لم لا؟
-لأن...أوهـ...لأنه لا يمكنك وأنت تعلم أننى يجب أن أجد عملاً
-عملاً؟ أتظنين أن بلوغك الثامنة عشر يقطع كل الروابط بيننا؟ يا إلهى....هل قلت أنا هذا ؟هل أعطيتك هذا الأنطباع؟
وألتفتت نحو رئيس عماله:
-لن نستطيع الكلام هنا أكثر من هذا....لقد أدنت نفسى كفاية أمام أنريكو بعناقى لك ...و...
-أدنت نفسك ؟
-أجل أنريكو رجل متدين وأن كان لا يظهر ذلك لكنه يعتبرنى كبير السن سبالنسبة لك وكان يظن أنه وجد الحل الأمثل....
-إذن كانت فكرته....أستبدالك بـ غابريال؟
-كانت فكرة جيدة...لكن للأسف لم أتقبلها ربما سيتعاطف معى إذا عرف ما تفعلينه بى
-أوهـ....نيل !
-أبقى بعيدة عنى لا تجعلينى أحتقر نفسى أكثر مما أنا عليه
ولف ذراعه حول خصرها ليساعدها على تسلق المنحدر إلى حيث يقف أنريكو فى أعلى الوهدة فنظرت إلى الخلف وأصابتها الرعدة لكن أنريكو أسترعى أنتباهها بسؤاله :
-ماذا حدث؟
فأمسك نيل بسرج حصانه وتنهد :
-لقد هربت الفرس
وشرحت جنيفر:
-لقد رأيت الحصان الأسود . فقد نزلت لأستريح وأخالنى لم أربط الفرس جيداً
فصاح أنريكو:
-هاهـ لو كان غابريال معك....
فقاطعه نيل :
منتديات ليلاس
-لكنه لم يكن معها....هيا بنا قبل أن تصيب الهستريا الأنسة تيوبولت
تسلقت جنيفر مطية نيل لتجلس أمامه ولحق بهما أنريكو قائلاً:
-أليس أستقبالاً رائعاً لـ كاترينا؟لكن وجودها كان خيراً لأنها ستواسى العجوز المسكينة
حت تلك اللحظة لم تتساءل جنيفر عن معرفته بغيابها لكن كلمات أنريكو أفهمتها ما جرى فعندما خرج نيل صباحاً لم تكن وجهته الخروج مع الرجال كما تصورت بل ذهب لإحضار كاترينا
وكأن نيل أنزعج من كلام رئيس عماله فقال لها بهدوء :
-والدة كاترينا تحسنت كثيراً فأرسلت رسالة بالأمس تقول فيها إنها مستعدة للعودة إلى البيت
"العودة إلى البيت !" مزقت الكلمات دفاعات جنيفر المشتتة الآن وفتتها أرباً أرباً بمعانيها الحميمة...."العودة إلى البيت !"بيت كاترينا لا بيتها...ولن يكون مطلقاً ! بعد أن وصلت كاترينا قرر أن يبعدها ومعانى كلماته واضحة كل الوضوح

زهرة منسية 05-01-12 03:08 PM


عندما تقدمت الأنسة تيوبولت لمقابلتهم أنتزعت جنيفر نفسها من ذراعى نيل وأرتمت بين ذراعى المرأة العجوز التى قادتها دون سؤال إلى غرفتها لكن فى الحمام والباب موصد أطلقت الأنسة العنان لمشاعرها :
-كنت عرضة للموت! كنت تعرفين بما سأحس به لو عرفت المكان ستقصدينه ولكنك لم تهتمى!
- بل أهتم لكن....لكن...
-لكن عليك إثبات أستقلاليتك للسيد ستيوارت ! أوهـ جنيفر ! كان يجب أن تسمعى اللهجة التى تكلم بها معى عندما علم بإختفائك !
-ولماذا؟ ماذا قال؟كان هذا بعد أن أحضر كاترينا ؟
-أنه لم يحضر السيدة باترفاه بل أنريكو لقد عاد السيد ستيوارت إلى المنزل ليصحبك فى نزهة فأكتشف إختفاءك عندها سيطر عليه الخوف وفى هذا الوقت وصلت السيدة باترفاه
-أوهـ أنسة تيوبولت لو كنت أعلم....لو كن أعلم!
-حسنا....والآن عرفت ما هى المشاكل التى تضفينها إلى كاهله وهذا ليس سهلاً لك
-وماذا تقولين لو أخبرتك أننى واقعة فى حبه؟
ساد صمت طويل بحثت خلاله الأنسة تيوبولت عن مرهم مضاداً للإلتهابات ثم فتحت رباطاً للجرح وقالت:
-سأقول إننى أرتبت بأن شيئا ما يجرى...هل نمت معه؟
صعقتها كلمات الأنسة تيوبولت فهى لم تتوقع منها مثل هذه الصراحة فأجابت متلعثمة :
-أنا...لا...لا لم أنم معه...إنه...يعتبرنى طفلة!
-إنه على حق...إذن؟ماذا ينوى أن يفعل إزاء هذا؟
-يريد أن يعيدنى إلى إنكلترا مدة ستة أشهر
فرفعت الأنسة حاجبيها :
-ستة أشهر...أقتراح ممتاز
فصرخت جنيفر متألمة :
-أقتراح ممتاز؟إنه أقتراح بائس وهو يعتقد أننى لن أعود هكذا هو الأمر يعتقد أن بعودتى إلى لند أنساه
ردت الأنسة برد عملى وهى تضع المرهم على الجرح قبل أن تلق يدها:
-قد يحدث هذا.
لكن الفتاة حدقت فيها والدموع تملا عينيها فأضافت:
-ثم...قد لا يحدث....وأظنه يؤمن بهذا
فأخفضت جنيفر رأسها :
-لست إدرى
-أوهـ...هيا...أنت تعرفين شيئاً
-لا...إنه يريدنى...هذا ما أعرفه أظنه بحاجة إلى لكن...الحب...لم يقل لى أنه يحبنى
فأطرقت الأنسة تيوبولت وشدت الرباط بعناية خبير
-تذكرى يا جنيفر من الصعب على رجل مثله أن يعترف بهذا الأمر أعنى أنه ليس ولداً وليتك تفهمين هذا
فأرتجفت شفتا جنيفر :
-تبدين وكأنك....كثيرة التجربة ومع ذلك لم تتزوجى قط
شغلت الأنسة نفسها بعملها عدة لحظات ثم رفعت رأسها :
-ماذا ستقولين لو أخبرتك أن سبب عدم زواجى أنى أحببت رجلاً متزوجاً ؟
فشهقت جنيفر :
-هل هذا صحح؟
-فى الواقع...صحيح أنه كالسيد ستيوارت كان أكبر منى بكثير
-هل أحبك؟
فأبتسمت :
-هذا ما قاله لى وربما كان صادقاً بطريقة ما لكنه كان يحب سمعته أكثر منى
فصاحت جنيفر :
-اللورد غاردنر؟
كان اللون الأحمر الخفيف الذى أكتسح وجه الأنسة خير إجابة فسارعت جنيفر للأعتذار :
-أوهـ أسفة أنسة تيوبولت!أسفة جداً!
-لا تأسفى يا عزيزتى لقد أنتهى الأمر منذ سنوات بعيدة دايفد الآن فى الثمانين من عمره وهو بعيد كل البعد عن التفكير فى أمور كهذه
-وهل....هل...
لم تجد جنيفر الشجاعة لتلفظ الكلمة فأبتسمت الأنسة وأكملت سؤالها:
-هل كان بيننا علاقة؟أعتقد أننى لا يجب أن أقول لك...صحيح؟
صمتت ثم لاحظت لهفة الفتاة فأكملت:
-حسنا...كان بيننا علاقة لا أقول إنها تشبه العلاقة التى بينك وبين السيد ستيوارت فأنا لم أكن أتجول بسروال ضيق ولا قميص يكشف كل حنايا صدرى لكننى كنت أسمح....له....بعناقى وقد ذهبنا مرة للسباحة معاً
-أكنت ستتزوجينه إن أستطعت؟
فتنهدت:
-لو طلب منى
-نيل كان متزوجاً...ولكن ذلك أمر أنتهى منذ زمن طويل
أكملت الأنسة عملها ونظرت إلى الضمادة :
-هاك...هكذا أفضل
-أبدو كالمومياء....ماذا سأفعل؟
-ماذا يمكنك أن تفعلى ؟أفعلى ما يقوله عودى إلى إنكلترا أمضى الصيف هناك وإذا كنت تحبينه فعلاً...عودى وإذا كان يحبك فستجدينه بأنتظارك
-لكن....ماذا لو لم يكن؟
هزت الأنسة كتفيها :
-أليس من الأفضل أن تعرفى ؟
لم ترغب جنيفر فى تناول الغداء بل أمضت طوال بعد الظهر مستلقية فى الفراش تشعر بالسقم والمرض حتى معرفتها بأن نيل ذهب إلى بورتو نوفا لم يخرجها من إحباطها وصل الطبيب برفقة الأنسة تيوبولت إلى غرفتها وقال لها :
-إذا لم تهتمى بنفسك سنيوريتا فأهتمى على الأقل بمن يهتم بك السنيور ستيوارت قلق عليك جداً هل فقدت كمية كبيرة من الدماء؟
تلوت جنيفر فوق السرير :
-ليس كثيراً لم يكن هناك حاجة لمجئيك حقاً سنيور لقد نظفت الأنسة تيوبولت الجروح وضمدتها
-من حسن الحظ أن الأنسة تعرف مخاطر جروح كهذه فالكزاز مرض خطير يصيب مثل هذه الجروح سنيوريتا وعليك أن تتذكرى هذا
الحقنة التى تبعت لم تكن مريحة بل تركت جنيفر تحس أنها على وشك البكاء...ماذا يفعل نيل الآن ؟هل ستراه اليوم؟ أم إنها مضطرة أن تعانى من مقت وإزدراء كاترينا ؟
عندما نزلت (زهرة منسية)إلى الطابق الأرضى وجدت نيل يقف فى الردهة يحدق فى الظلام ويداه خلف ظهره فتقدمت منه بقلب خافق فألتفت إليها فوراً وأمسك يديها بيديه القويتين الباردتين :
-حسنا...كيف تشعرين؟
-متألمة ! وأنت ؟
لم يرد على سؤالها بل سألها :
-هل غضبت منك الأنسة تيوبولت كثيراً ؟
-كانت قلقة بسبب ما قلته لها . لماذا لم تقل لى أن كاترينا ستعود اليوم؟
-كنت سأخبرك هذا الصباح ألم تقل لك إننى جئت لأصطحبك فى نزهة
-أجل....أسفة نيل...يبدو أننى دائماً أقول هذا لك !
-ألست تقولينها...؟يداك....هل ستكونان على ما يرام
-طبعاً فالجروح ليست بليغة...نيل بشأن السفر إلى إنكلترا؟
فترك يديها ووضع يده فى جيب سرواله:
-نعم....
-إذا....إذا كان هذا...ما تريدينى أن أقوم به....فأنا على أستعداد
وساد بينهما صمتت متوتر قطعها بقوله :
-هكذا إذن على أن أشكر الأنسة تيوبولت على هذا؟
وكأنما أصيب بخيبة أمل لإذعانها فحدقت فيه جنيفر فيه جنيفر بحيرة محاولة قراءة المغازى السوداء فى تعبيرات وجهه ثم سمعت صوتاً لن تنساه أبداً يقول بنعومة :
-آهـ....أتشعر السنيوريتا أنها أفضل حالاً ؟ما أروع رؤيتك معافاة أنسة هانت! ما كنت أرغب أن يفوتك العشاء فى أول أمسية أعود فيها إلى المنزل
منتديات ليلاس
بعد أنتهاء العشاء طلب أنريكو التحدث إلى سيده فوافق متردداً تاركاً جنيفر وحيدة مع كاترينا ذلك أن الأنسة تيوبولت توجهت إلى الصالون لتحضر الشطرنج فدفعت جنيفر كرسيها إستعداداً للوقوف لكن كاترينا سحبت رسالة من داخل قميصها ورمتها لها:
خذى هذه لقد جمعت بريد نيل قبل عودتى إلى المنزل وهذه ستهمك
-تهمنى؟...ولماذا....؟أوهـ !
صمتت لقد تعرفت إلى الخط الضغير المرتب الذى لا يمكن أن تخطئ أناقته كما لن تخطئ مغلف الدير ونظرت إليها كاترينا بمكر:
-أرى أنك عرفت المكان الذى أرسلت منه هذه الرسالة ربما تتساءلين لماذا يبعث الدير برسالة إلى وصيك؟
فقطبت جنيفر وصاحت بها:
-وكيف عرفت إنها من الدير؟الرسالة موجهه إلى نيل وهى مختومة هل....هل فتحتها؟
-يجب أن تشكرينى سنيوريتا لأننى عرفت ما بداخلها وأنا واثقة أن نيل سيكون مهتما جداً لو عرف أن والدك أرد أن تعودى إلى الدير بعد وفاته
فأبيض وجه جنيفر من الشحوب:
-ماذا تعنين ؟
-أعنى سنيوريتا أن الراهبات الطيبات فى الدير لا يعرفن أى شئ عن وصاية نيل
أجبرت جنيفر نفسها على البقاء هادئة ودافعت عن نفسها :
-ولماذا يعرفن؟لا علاقة لهن....
وتحول وجه كاترينا إلى قناع مرعب وهى تقاطعها :
-أوهـ...بل لهن علاقة سنيوريتا أترين لقد أتصل والداك بالرهبات الطيبات قبل يومين......أتسمعين قبل يومين من موته ليعلمهن برغباته الأخيرة ليقول لهن إن محاميه سيتصل بهن
وأخذت جنيفر ترتجف لكنها لم تجرؤ على إظهار صدمتها :
-لا أصدقك....ولماذا أصدقك؟
-ولماذا أكذب...أفتحى الرسالة وأقرئها
-لكنه مرسل إلى نيل
-أجل...هل تتصورين ما ستكون عليه ردت فعله عندما يقرأ الرسالة عندما يعرف إنك خدعته؟أوهـ سنيوريتا لقد فكرت ملياً فى الأمر فأنت من كتب الرسالة إلى المحامى وأتخذت نيل وصياً لك لماذا...أنا دهشة ؟أنت لم تريه من قبل هل كنت يائسة جداً للحصول على رجل؟سنيوريتا؟
و أوقعت جنيفر كرسيها على الأرض وهى تقف بحدة :
لا تجرؤى مطلقاً على قول مثل هذا لى فأنت لن تفهمى أبداً...
فسخرت منها كاترين :
منتديات ليلاس
-وهل تظنين أن نيل سيفهم؟
-لا أعرف...
-إذن دعينى أخبرك أنه....لن يفهم! ما من رجل يحب أن يُخدع خاصة من قبل فتاة صغيرة تصلح أن تكون أبنة له
وضعت جنيفر يدها على رأسها...أنه يدور أهى حقنة الطبيب المسؤولة عن هذا الدوار ؟أم عدم تناولها الطعام طوال النهار ؟أحست بالغثيان والإرتباك...كاترينا تتفوه بما خافت أن ينكشف منذ زمن طويل:
-لماذا تسلميننى هذه الرسالة ؟ لماذا لا تسلمينها لـ نيل؟
وقفت كاترينا ووضعت يديها على الطاولة :
-لدى أسبابى ! أريدك أن ترحلى من هنا سنيوريتاوليست أهتم بالوسائل التى قد أستخدمها لتحقيق هذا الهدف!
-لست...أفهمك؟
-سأشرح لك كما قلت نيل لن تعجبه فكرة أستغلالك له هل تتصورين ما قد يشعر به لو أن رجال الغاوتشوز علموا أنك دخلت منزله عبر الخداغ ؟سيكون....كيف تقولينها ؟مادة للضحك أتظنينه سيرضى بهذا؟
وعلمت جنيفر أن كاترينا سيدة الموقف فردت بإنكسار :
-لا !
-لا...هذا ما أراه لذا لا أرى حاجة إلى أن يرى هو أو غيره هذه الرسالة وعندما تصلين إلى إنكلترا تشرحين الموقف للراهبات
-أتبتزينى؟هل ستفضحين أمرى إن لم أوافق على الرحيل ؟ألست خائفة مما سيقوله نيل عندما يعرف أنك تقرأين بريده؟
هزت كاترينا كتفيها :
-سيغضب...وأن يكن؟إنه بحاجة إلى هنا ومن غير الممكن أن يصرفنى بسبب أمر تافه كهذا؟
-وماذا لو رفض رحيلى؟
التوى فم كاترينا بشكل بشع:
-لقد شاهدت الدم على ثيابه لايوم وسمعت ما قلته له فى الردهة منذ قليل ولا أظنه سيعترض طريقك
وضعت جنيفر يدها على معدتها :
-أتظنين أن بأمكانك الحصول على كل شئ ؟ولكن ماذا ستفعلين لو...لو عدت ؟
ردت كاترينا ساخرة :
-سأستقبل و زوجى الغرباء دائماً فى منزلنا
فشهقت جنيفر وأكملت كاترينا ببرود :
-أوهـ...صحيح سيتزوجنى سنيوريتا حتى لو إضطررت إلى أن أحمل طفله إنه مهمل فى مثل هذه الأمور ويعتمد على تماماً فيها . هل تفهمين؟
وفهمت جنيفر فهمت جيد جداً وهذا الفهم سلب منها القوة والقدرة على ترك الغرفة لكن يجب أن تترك الغرفة بل يجب أن تترك المزرعة مبتعدة عن كاترينا و...عن سان غابريال....والأهم أن تبتعد عنه...عن نيل

نهاية الفصل العاشر
قراءة ممتعة

زهرة منسية 05-01-12 08:45 PM


11- اللقاء الأخير
×××××××××××



المنزل المفروش الذى أستأجرته الأنسة تيوبولت فى ساحة مونت يقع فى مبنى طويل وضيق واجهته تمتد إلى السماء كان كبير أكثر من أى شئ توقعته جنيفر لكن الأنسة أخبرتها أن نيل أصر على راحتهما درجات السلم العريضة إلى جانب الباب كانت تقود إلى شقة فى القبو تسكنها مدبرة المنزل السيدة بيرلى وزوجها المنزل حقاً كبير بالنسبة لأمرأتين تعيشان وحدهما لكن الأنسة تيوبولت قالت أن الشقق أماكن فارغة من الحيوية
كان فى المنزل مكتبة قديمة ضخمة دفنت جنيفر نفسها فيها منذ أن وصلت إلى هذا البيت وقد فشلت كل محاولات الأنسة تيوبولت فى إقناعها بالخروج لتمتع بشمس الربيع
منذ وافقت على مغادرة المزرعة تحركت الأمور بسرعة فلم تعرف من أعد لهما مسيرة العودة فى نهاية الأسبوع لكن نيل لم يظهر أهتماماً بالأمر كله فـ كاترينا هى من أبلغتها أن تذاكر السفر قد حجزت لهما للسفر يوم الجمعة صباحاً وأن انريكو هو من سيوصلهما إلى مطار فالفيدرا
مساء الخميس طلب نيل من الأنسة تيوبولت التحدث إليه فى مكتبته بعد إنتهاء العشاء فبقيت جنيفر وحدها تشعر بإنها بالنسبة له ليس سوى طفلة لا تستحق أن تشارك الكبار فى أحاديثهما الخاصة وهو سيعطى الأنسة تعليماته للعناية بالطفلة تلك الليلة أوت إلى فراشها دون أن ترأه ثانية
أما وداعها له فكان رسمياً أكثر مما يجب فقد وصل إلى(منتديات ليلاس)غرفة الطعام أثناء تناولها الفطور وبدأ متوتراً لأنه وجدها باكراً هناك وربما ظنها ستنهار...حسنا لن تنهار....ولن أرضى غروره
بعد أن وضع أنريكو حقائبهما فى السيارة ودعته الأنسة تيوبولت مدت جنيفر يدها تصافحه فشاهدت الغضب فى عينيه وكان وداعهما وداع الغرباء كانا غريبين ليس بينهما صداقة
فى البداية بكت كثيراً خاصة عندما كانت تدفن وجهها فى وسادتها لكن تدريجياً تلاشى ضعفها فحل محله نوع من القساوة والأزدراء الساخر بقلة نضوجها وهذا ما وهذا ما أعطاها القوة للأستمرار نيل كان تجربة فى حياتها...أول تجربة لها...أول وأخر من ستتخلى له عن قلبها
عند أتخاذها هذا القرار قررت أن تتمتع بحياتها من جديد لكن حينما أنتهى الشهر الأول أحست بالملل
خروجها مع الأنسة تيوبولت إلى المتاحف والمسارح أضجرها كما أضجرها أن تمضى بقية حياتها سعياً وراء سعادة زائفة وما أخافها محاولاتها الدؤوبة إلى ملء فراغ أيامها لتمنع نفسها من التفكير بـ نيل وهذه ليست وسيلة ناجحة للعيش وعندها فكرت فى البحث عن وظيفة...لكن لماذا ؟حديث طويل فى الموضوع مع الأنسة تيوبولت لم يكن مرضياً فالأنسة تيوبولت تعتقد أن جنيفر أن تمنح نفسها مزيد من الوقت قبل أن ترمى نفسها ملزم مثل المهنة فلننتظر حتى أنتهاء الصيف فماذا حدث بالنسبة لتصميمها على العودة إلى نيل؟ولكن الأنسة بالتأكيد لا تعرف لم تكن تعرف شيئا عما حدث بين جنيفر وكاترينا
إيجار المنزل لمدة ستة أشهر دفعه نيل لكن جنيفر قررت أنها حالما تستلم وظيفة ستقترح على الأنسة تيوبولت الأنتقال إلى شقة مناسبة تختارها بنفسها أنها تعرف أن نيل يدفع راتب الأنسة كذلك ولم تكن متأكدة تماماً مما يمكن لهذه السيدة أن تفعل عندما تتخلص هى من وصيها فى الوقت الحاضر يجب أن تقل كرمه لكن بقى لها ذلك رأس المال الصغير الذى وفره لها بيع منزل ابيها ولابد أن هذا سيوفر لها فرش شقة صغيرة عند الحاجة
لم يكن إيجاد الوظيفة بالأمر الأسهل خاصة وهى لا تملك مؤهلات فالعمل المكتبى كله بحاجة إلى إتقان تام باللغة ومعرفة جيدة بالطباعة على الألة الكاتبة وهذه أمور لا تمتلكها جنيفر والأعمال الأقل شأناً ليست بذات أجر مرتفع وقد أدركت أخيراً أنها إذا كانت تريد وظيفة تكسبها راتباً العيش عيشة لائقة عليها العودة إلى المدرسة وخوض الأمتحانات ولكن كيف السبيل إلى ذلك والوقت صيفاً ؟
منتديات ليلاس
وأخيراً قبلت وظيفة ساقية فى مقهى لم يكن المقهى حديث الطراز وكان صاحبه يونانياً مهلهل المنظر يدعى ستافرو لكن الوظيفة على الأقل تعنى أن هناك مكاناً تلجأ إليه فى ساعات النهار الطويلة
أحست الأنسة تيوبولت بالذعر فهى لم تتصور أن جنيفر قد تقبل بعمل كهذا
-ماذا سيكون موقف السيد ستيوارت عندما يعرف أننى أعيش هنا برخاء وبذخ بينما أنت تمضين أيامك فى ذلك المحيط غير الصحى؟
-فى الواقع لا أهتم بما يفكر فيه السيد ستيوارت وأنا أفضل ألا تخبريه
كانت تعرف أن الأنسة تيوبولت مضطرة لكتابة تقرير أسبوعى لمخدومها ولطالما تساءلت عما تكتبه أما الآن فهى تفضل أن يبقى موضوع عملها سراً
سألتها الأنسة تيوبولت :
-جنيفر أتقولين أنك قد غيرت رأيك ؟
-وماذا لو فعلت ؟
-لن أصدقك بالله عليك يا فتاة ! لقد أستحوذ على لبك حب ذلك الرجل وقد رأيت ذلك بوضوح ! أنا لا أفهم ما تحاولين فعله ؟
-ليس عليك أن تفهمى سوى أن الأمر أنتهى....إنه لا يريدنى....ولم يريدنى يوماً ما كنت إلا تسلية له أثناء غياب كاترينا
-أتؤمنين بهذا؟
-أؤمن به...أصدقه...ليتك تفهمين...
-أفهم؟ وماذا هناك لأفهم؟
-تفهمين أمر كاترينا
- وماذا عنها؟
-إن....نيل سيتزوجها
-أشك كثيراً فى هذا ولو كان يريد الزواج منها لفعل ذلك من زمن
-حسنا...هى تريد الزواج منه
-هل لى أن أذكرك بإننى كذلك أردت الزواج من اللورد غاردنر
-ولكن...لو....حملت...
-كاترينا ليست حاملاً
-لا ولكنها قد تحمل إذا تركت الأمر يحدث
-أنت تلمحين أن السيد ستيوارت قد يمون مسؤولاً عن حملها؟
-أجل
-لم أسمع بشئ خيالى كهذا ! هل تصدقين فعلاً أن رجلاً عرك الحياة كالسيد ستيوارت سيترك شيئاً كهذا يحدث أن لم يكن يشأ ذلك
نظرت إليها جنيفر وشفتاها ترتجفان :
-إذن أنت تعترفين أنهما يتشاركان الفراش
-أنا لم أقل هذا ولا أقول أنهما لم يقوما بذلك فى الماضى....من الواضح أنها راغبة...والسيد ستيوارت رجل على كل الأحوال
هطلت الدموع على وجه جنيفر :
-أووهـ أنسة تيوبولت...ليتك فقط على حق!
-يا عزيزتى...أنت بكل تأكيد لن تدعى امرأة مثل كاترينا تمنعك من أكتشاف الحقيقة بنفسك ؟
-وكيف ؟
-عودى فى نهاية الصيف وقابلى نيل قومى بهذا على الأقل !
فركت جنيفر وجنتيها بيديها ثم قالت :
-أنت لا تعرفين شيئاً لقد كذبت على نيل طوال فترة إقامتى فى سان غابريال كنت أعيش فى كذبة
فقطبت الأنسة :
-تابعى....
-حسنا...والدى لم يكتب تلك الرسالة ليطلب من نيل أن يكون وصياً على...بل أنا كتبتها
-أنت؟
-أجل
شرحت لها بألم مرير الموضوع برمته دون أن تختلق عذراً لتصرفاتها :
-لم أكن أريد العودة إلى الدير أردت أن أكون حرة
- لماذا لم تخبرى نيل أنا واثقة أنه كان سيفهم دوافعك
-لا...لقد وصلت رسالة وكانت كاترينا من أحضرها يوم عودتها كانت من الدير لابد أن الرهبات أتصلن بمحامى والدى وعلمن أنه مات وأننى أعيش فى سان فيتوريا فكتبن له ليقلن له إن والدى أتصل بهن ليطلب منهن رعايتى بعد موته
-ومن قال لك هذا ؟
-كاترينا فتحت الرسالة وأرتنى إياها لكنها أخفتها عنه
-وأين تلك الرسالة الآن ؟
-لابد أن كاترينا أتلفتها لست أدرى لم أشاهدها بعد ذلك
بدت الأنسة تبولوت تمعن التفكير فسألها جنيفر :
-هل لك أن تصورى ردة فعله لو عرف الحقيقة ؟إنه لم يردنى كان يرفض أن أذهب إلى سان غابريال وأنت تعرفين هذا ولو عرف أننى تعمدت خداعه
-ومع ذلك فأنا أعتقد أنك كان يجب أن تخبريه وإذا كنت لا تنوين أصلاً العودة...فماذا ستخسرين؟
فهزت رأسها :
-لا....لا...لا أستطيع فعل ذلك
-لماذا؟
-هددتنى كاترينا بنشر الرسالة بين الجميع إذا لم أغادر المزرعة وقالت أنه سيكره أن يظهر بمظهر الغبى أمامهم
-يا لها من شريرة خبيثة لا أفهم لماذا أستخدمها أصلاً مدبرة لمنزله؟
-إنها أرملة قلة من النساء قد يرغبن فى العيش يعيداًعن المدينة
-ومع ذلك يستحق أن يعرف الحقيقة ربما يجب على...
-لا...لا تفعلى شيئاً فهذا أمر بينى وبينه فقط ومهما حدث يجب أن أهتم به بنفسى

زهرة منسية 05-01-12 08:49 PM


لم يمضى أسبوع على هذا الحديث حتى حضر زائر غير متوقع إلى المقهى حيث تعمل جنيفر وسمعت صوتاً مألوفاً يأتيها من وراء ظهرها يقول:
-بونوس دياس سنيوريتا(نهارك سعيد)كوموأستاتوسدى(كيف حالك)
فإستدارت وهى لا تصدق أن غابريال بيغليو أمامها
-غابريال ! ماذا تفعل هنا ؟يا الله ! هل لديك أخبار سيئة ؟هل حدث شئ؟هل نيل بخير؟
-لا...لا...نعم وهذا يجيب على أسئلتك أما سبب وجودى هنا هو رؤيتك طبعاً
-ولكن كيف وجدتنى؟ وماذا تفعل فى لندن؟
أبتسم غابريال :
-لن نستطيع التحدث هنا وسط المقهى هل لنا أن نتغدى معاً ؟
-ولكن وقت الغداء هو وقت عملنا الجدى قد أتعشى معك
فرد غابريال بأسى :
-هذا مستحيل فأنا فى طريقى إلى روما وعلى السفر على طائرة المساء ولم أكن أعرف أنك تعملين نيل لم يخبرنى
-إنه لا يعلم أوهـ غابريال ! لو كنت أعلم أنك قادماً !
-سى ! أعلم ما سأفعل سأتناول الغداء هنا ثم من وقت إلى آخر سنتحدث
وكان هذا حل مرضى بل هو أفضل ما يمكن أن يفعلاه بالرغم من أن جنيفر بقيت مشغوة بأستمرار لكن بين الحين والآخر كانت تتمكن من تبادل بضعة كلمات معه
علمت أن غابريال أتبع نصيحة أباه فوافق على العمل فى مؤوسة جاكسون ولأن للمؤوسسة فرعاً فى إيطاليا أرسلته كى يتعلم الطرق الأوربية فى تطبيق علوم الهندسية مدة ثلاثة أشهر وقد توقف فى لندن لرؤيتها بناءاً على طلب والده
لم يكن الحديث عن نيل سهلاً إذ كان من الصعب طرح الأسئلة التى تريدها دون فضح مشاعرها لكن بدأ لها من كلامه أن الوضع فى المزرعة عادى على الأقل علمت إنه لم يتزوج وبإمكانها الآن التفكير فى العودة إلى هناك حتى وأن كانت الفرصة ضئيلة لهذا فـ نيل لم يكتب لها قط ولابد أنه يعرف إنها لا تستطيع العودة دون دعوة منه
شهر حزيران من الأشهر الحارة فى لندن لذا كانت فى جو المقهى الخانق تشعر بإن قواها تجف عندما تعود إلى المنزل فلم تجد قدرة على البحث عن شقة ومعرفتها أن الإيجار ستنتهى مدته بعد أقل من ثلاثة أشهر ملأ أعصابها توتراً لن تستطيع دفعه ولو أستخدمت المال الذى ورثته عن أبيها
أمامها مشاكل كثيرة وكلها دون حل ربما كان من الأجدى لو بقيت فى الدير عندها لما وقع عليها هذا العبء كله ربما الأفضل أن تكتب إلى الرهبات فتطلب منهن أستقبالها من جديد
فى أحد أيام حزيران الأخيرة أستغرقت جنيفر فى النوم وكانت الساعة تجاوزت الثامنة ونصف عندما نزلت إلى الطابق الأرضى فقابلت رجلاً ففتحت فمها لتكلم الرجل فلاحظت إن الشعر الأسود الكثيف والبشرة السمراء ليس لزوج مدبرة المنزل كما أن البذلة الفاخرة التى يرتديها لا يرتديها رجل فى الستين من عمره كان رجلاً عريض المنكبين جسده بادى العضلات يتحرك برشاقة
لم تستطيع سحب نظرها عنه وأحست بمعدن سياج السلم يحفر راحة يدها عندها فقط علمت إنها تجمدت فى مكانها وتسلق نيل السلم السفلى ليقف أمامها فأدركت إنها مازالت تتذكر كل خط من خطوط وجهه كل التفصيلات الجميلة القيقة آهـ يا ليته يتكلم...ليته يقول شيئاً...أى شئ...يخبرها عن سبب وجوده هنا...وهل هو وحده...؟
لاحظت بقلق أيضاً إنه تعب وأنه خسر القليل من وزنه ومع ذلك بقى الرجل الوحيد القادر على إرسال الدم الحار فى شرايينها أو على تحويل عظامها إلى سائل
وآخيراً قال:
-لقد استيقظت آخيراً
-فى الواقع لقد تأخرت عادت أخرج من المنزل قبل هذا الوقت بكثير
وضع نيل قدمه على أول السلم الذى تقف عليه :
-أوهـ أجل عملك الشهير فى المقهى! لم أنسى هذا!
فشهقت:
-وكيف عرفت إننى أعمل ؟أوهـ فهمت الأنسة تيوبولت أخبرتك ولكنها وعدتنى...
-الأنسة تيوبولت لم تخبرنى شيئا مع أنى كنت أترقب منها ذلك
فتنحت إلى جانب السلم وأشارت له ليصعد :
-حسنا...إذا كان هذا ما جئت لأجله...
تنحى بدوره إلى الأتجاه نفسه ليسد عليها طريقها :
-لا ليس هذا سبب مجيئ هل لنا أن ندخل إلى الداخل؟
-فتمتمت بحدة:
-أنا...لا أستطيع...لقد قلت لك...لقد تأخرت والسيد ستافرو لا يعجبه التأخير عن العمل يوسفنى أختيارك الوقت غير الملائم للأتصال بى
-لم أختار أنا الوقت لقد حضرت رأساً إلى هنا من المطار وصلت من الريو منذ أقل من ساعة
أحست جنيفر بجفاف فى فمها لم تكن تعر سبب مجيئه ولا كيف علم بعملها إلا إذا كان هذا عن طريق غابريال...لكنه وعدها إلا يتدخل
-نيل أرجوك...
-لا أرجوك أنت
ومد يده إلى حقيبتها
-أعتقد ان معك مفاتيح هنا ؟
-لا تفعل هذا...أعنى ليس لك الحق..
فرد متجهماً:
--ليس لدى الحق؟أظن أن صاحبة الملك لن توافق معك على هذا
وجرها إلى جناحها بعد أن وجد المفتاح وفتح الباب فصاحت بغضب:
-إذا كنت تظن أن كنت تدفع الإيجار قادر...
وصفق الباب خلفه وأتجه إلى غرفة الجلوس الصغيرة الملحقة بغرفة نومها ووقف وسط الغرفة يسد عليها الطريق الخروج عاقداً ذراعيه :
-والآن! قبل أن نبحث أمر أستقالتك من عملك فلنفترض أنك ستخبرينى كيف أرتكبت هذه الخدعة الصغيرة ؟
وأخرج من جيبه المغلف الأبيض الصغير المكتوب بخط رئيسة الدير الصغير الجميل
تراخت ساقا جنيفر وهى تحدق إلى الرسالة...لقد أكتشف الأمر إذاً...يبدو أن كاترينا لم تشبع غليلها إلا بالأنتقام منها
-هذا....هذا...خطاب من الدير
-صحيح؟وأظنك تعرفين ما تحتويه الرسالة
منتديات ليلاس
-أنا...حسناً...أعرف شيئاً عنه...وأنا ليست خجلة مما فعلت كان الأمر يستحق فأنا وأن كنت تحتقرنى الآن كنت سأعيد الكرة ثانية إذا إضطررت...
-وهل ستفعلين؟
-أجل لقد وعدتنى كاترينا إلا تريك الرسالة مطلقاً
-فلندع كاترينا لشأنها الآن أود أن أعرف كيف أستطعت أقناع والدك بكتابة تلك الرسالة ؟
-أوهـ....حسنا...كنت أكتب له كل رسائله...أترى لم تكن يداه ثابتتان وكان يوقع فقط
-آهـ...بدأت أفهم الآن
-كنت أود أن أخبرك...لكنك كنت تكره المسؤولية
-وهل فعلت هذا؟
-أنت تعرف.لو كنت صبياً!
فتنهد وأخفض رأسه فلم تستطيع رؤية تعبيراته
-حقاً؟
-لماذا جئت؟ إذا كان من أجل...المال...
-أى مال؟
-المال الذى تدفعه لإعالتى والأنسة يتوبولت
أحست بحرارتها ترتفع وهو يتقدم من منتصف الغرفة نحوها ويقف أمامها قائلا :
-طبعاً...وما غيره؟
-من قال لك أننى أعمل؟إذا لم تكن الأنسة تيوبولت فلابد أنه غابريال هل أرسلته إلى هنا ليتجسس علىّ؟
-وهل تظنينى قد أفعل شيئاً مماثلاً؟

زهرة منسية 05-01-12 08:52 PM


إنه يتلاعب بأعصابها دون شك كما يلاعب القط الفأر ومهما كانت دواعى مجيئه إلى لندن فالـ كاترينا يد فيها ولابد إنها واثقة منه كى تتجرأ وتتركه يأتى وحده
-كيف....كيف حال كاترينا؟
ضاقت عيناه :
-أظنها بخير لست أدرى لم أرها منذ أكثر من أسبوع
حدقت إليه جنيفر مذهولة ثم أنهمرت دموعها فأستدارت عنه لكنها أحست بجسمه يقف خلفها مسبباً لها العذاب والبهجة معاً
-جنيفر....جنيفر...!لماذا جعلتينى أبعدك؟ ألديك فكرة عما مر بى ؟أو بما شعرت عندما قال لى أنريكو أنك تعملين...
-أنريكو ؟
-أجل أنريكو أنستك الخبيثة لم تكتب لى شيئاً عن ذلك الخطاب الذى وصل من الدير ولا عن قرارك بعدم العودة بل كتبت إلى أنريكو وهى تعلم أنه يعارضنى لأننى أريد أن أتزوجك وأن كنت صغيرة السن
التفتت إليه لتصبح بين ذراعيه :
-نيل؟أصحيح ما تقوله؟
لم يستطيع مقاومة الأغراء فى مس شعرها بشفتيه :
-وهل أكذب عليك ؟
-لكنك قلت...إننا نحتاج إلى وقت
-قلت أنك تحتاجين إلى وقت ولكن والله لقد أمهلتك ما فيه الكفاية
لمعت عيناه شوقاً فكره تركها لذا جذبها إلى الأريكة القريبة منه ليضغط على جسدها الطرى بجسده القوى فتمتمت جنيفر محتجة :
-الأنسة تيوبولت....
ففرك لها أنفها :
-لدى ما أقوله لها فيما بعد لكننى لا أعتقد أنها ستندهش لرؤيتى
طرفت عيناها وهى تتذكر كلامه:
-هل قلت أننى...تصورت أنك لا تعرف شيئاً عن الرسالة من الدير ؟
فقال وهو يضمها أكثر :
-فلنتحدث عن هذا فيما بعد
النظرة فى عينيه لم تترك أى شك فى نفسها لما يقصده وأدركت بقلب خافق أن عليها كسب الوقت فرددت السؤال
-سأخبرك أولاً عن كاترينا
-ماذا عنيت عندما قلت أنك لم ترهامن أسبوع؟وأنك أتيت مباشرة من الريو؟
-أصبرى سأشرح لك فى البداية سأتكلم عن الرسالة أعتقدتنى كاترينا لا أعرف شيئا عن الرسالة....حسنا تلك كانت كذبة لعينة يا...يا...حبيبتى...أنريكو هو من يجمع البريد لا كاترينا وليس ذلك من صلاحيتها فأنا لا أثق بها إطلاقاً فى الأمور الخاصة وبالطبع أعطانى أنريكو الرسالة وكما تذكرين أضطررت يومها للسفر إلى بورتو نوفا لإحضار الطبيب لك أتذكرين عندما نزلت ووجدتنى فى الردهة؟كنت قد قرأت الرسالة لتوى و وقفت أفكر فيها وإذا بى أسمعك تقولين أنك راحلة فبانت على ما أعتقد مشاعرى وقتذاك
-أعتقدت يوما أن تصرفك غريب...وكأنك...كانك كنت تتوقع منى العكس
فتنهد ومرر شفتيه على خدها ثم أردف:
--هذا صحيح فبعد قراءة الرسالة كنت لأقطع لسانى قبل أن أطلب منك الرحيل
-نـيـل !
-ألم تفهمى؟عندما قرأت رسالتك علمت مدى اليأس الذى كنت تعانيه ولما ذكرت أنك راحلة تشتت عقلى
-ليتك أخبرتنى
-لقد حاولت أن أخبرك صبيحة اليوم الذى غادرت فيه فقد قصدت غرفتك وقرعت بابك فلم تردى
-لكنى ذلك الصباح أستيقظت باكراً جداً وكنت أتناول الطعام مع طلوع الفجر
فأغمض عينيه :
-إذن ذلك كان السبب يا رباهـ !...كم سببت لى من أوقات عصيبة! لو عرفت ما فعلته كاترينا لقتلتها
-ألم تعرف؟
-وكيف لى أن أعرف ؟هل لن تخبرنى طبعاً وأنت منعت الأنسة تيوبولت من الكتابة لى
-قالت إنها....ستجبرك على...على الزواج منها حتى وأن أضطرت إلى الحمل منك
-أوهـ يا إلهى! كى تحمل عليها أن تفعل أكثر من طبخ طعام الرجل وغسل ثيابه وهذا كل ما تفعله كاترينا لى
أرتجفت شفتاها وهى ترد :
-لقد قالت...
-لست أهتم بما قالته...لا أنكر أننى عاشرتها مرة لكننى لا ألزم نفسى كثيراً بهذه الأمور من الأسهل الذهاب إلى المدينة لو أضطررت
فأحمر وجهها
-وهل فعلت هذا...بعد....ليلة....
-بعد ليلة العاصفة؟يا طفلتى العزيزة....لن أرضى فضولك....لكن إذا أسعفتك ذاكرتك لعلمت أننى كنت قلقاً بشأن أمور أخرى
-الجاكوار؟هل نلتم منه؟
-أجل...قتله أنريكو فى الأسبوع الذى سافرت فيه
-المسكين!
أحست بالأشفاق حتى وهى تتذكر رعبها منه فى تلك الهوة
-فلنعد إلى كاترينا تلقى أنريكو خطاب الأنسة تيوبولت قبل فترة وبما أنه كان يعلم أن غابريال مسافر إلى روما طلب منه أن يتوقف فى لندن ليرأك وعندما أكد له غابريال ما ذكرته الأنسة فى خطابها قرر ولو ضد إرادته أن يخبرنى ولا حاجة لأقص ما حدث بينى وبين كاترينا يكفى أن أقول إنها وضبت حقائبها ورحلت
لم تستطيع جنيفر إلا أن تشفق على المرأة
-أوهـ نـيـل !
-ستعيش لديها شقيقها ووالدتها لترعاهما ثم أن أمها ستخرج من المستشفى قريباً ولم تفهم أننى لن أتزوج ثانية....لا...لا تستنتجى أستنتاجاً خاطئاً فقرارى هذا كان قبل أن ألتقيك
فشبكت ذراعيها خلف عنقه :
-ومتى قررت المجئ إلى هنا؟
-ما أن عرفت لكن الأمر لم يكن سهلاً فلدى مزرعة يجب أن أديرها أترين المشاكل التى تسببيها لى! أقفز كالأبلة على أول طائرة أخذ سيارة أجرة إلى ساحة مونتساى وأرمى حقائبى عند الأنسة بيرلى ثم أواجه امرأة سليطة اللسان نارية الطبع !
وساد صمت مرض تبعه همسها الأجش:
- ذلك اليوم فى الوادى الصخرى قلت أنك لن تستطيع خيانة الثقة التى وضعها والدى فيك...لكنك كنت تشك فى أنه كتب لك فلماذا لم تتحدانى؟
-لأننى أردتك أن تخبرينى ثم مازلت أحس بأننى مدين لوالدك كثيراً
-ليس بسبب...
-زواجى؟أوهـ أنت لا تعرفين إلا القليل عن الرجال ! أتظنين حقاً أننى قد أربط نفسى بامرأة لأننى مدين لأبيها؟
-سأكون زوجة صالحة لك أعلم أننى ليست طاهية قديرة لكننى كفؤء فى التنظيف ومستعدة لتعلم
-أعلم ولكن فى الوقت الحاضر ستذهب معنا الأنسة تيوبولت
-الأنسة تيوبولت؟
-طبعاً أتظنينى سأتخلى عنها ؟
-وماذا عن أنريكو؟هل سيرضى بى؟
-طالما ألزم أنريكو بما لا مهرب منه ويجب أن تتغاضى عن عفويته لقد عشنا زمناً طويلاً معاً
-يقول أنه يعرف والدى؟
-صحيح لقد عمل معى فى المكسيك ولأنه يستطيع ترويض الخيول عرضت عليه العمل معى لقد أستثمرت كل بنس أملكه فى المزرعة والشكر لوالدك
-أتعنى أنك دفعت ثمنها بما كسبته مع أبى؟
-أجل
-أوهـ لقد ظننته من مصدر أخر ما أشد أسفى...لم أكن أعلم
-ذلك المال خسرته فى المضاربات فى أمريكا أما المال الأخر فأشتريت به المزرعة وقتذاك رافقنى أنريكو وأبنه غابريال الذى كان يومها طفلاً
-ولم يزل طفلاً....نيل كيف فكرت يوماً فى أننى....
-الرجل الذى يحب يفكر بجنون
التصقت به أكثر
-لا أستطيع الأنتظار حتى أعود إلى المزرعة لقد كرهت لندن وكرهت بعدى عنك متى نستطيع الرحيل؟
-حالاً فلن أتركك ثانية
فتنهدت :
منتديات ليلاس
-أتعرف ماذا أريد أن أفعل أريد أن أرافقك فى رحلة لجمع الخيل
-بعد أن يزول الثلج . أوهـ أجل لدينا القليل من الثلج....ليس الكثير..وماذا تريدين أن تفعلى ؟أتبحثين عن فرسك البنية التى هربت منك؟لا حاجة لهذا لقد أعدتها سالمة
-صحيح !
فهز رأسه وأبتسامة خبيثة على شفتيه :
-ربما تعبير سالمة تعبير مخادع ...إنها حامل وسأدعك تختارين أسم ما ستلده أترغبين فى ذلك ؟
فصاحت جنيفر بسعادة :
-الحصان الأسود ! عند شلالى يوم أنقذتنى !
عندما دخلت عليهما الأنسة تيوبولت لترى إذا كان كل شئ على ما يرام أضطررت للأنسحاب على أطراف أصابعها لئلا تزعجهما


تـــمــت
http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13257892592.gif

Rehana 06-01-12 05:50 PM

شوقتيني اقرائها .. زهوري
الله لا يحرمني من تواجدك العطر
دمتي متألقة ومميزة
لك وودي وتقديري


http://www.shindigz.com/images/itm_img/10SZTYN490.jpg

جمره لم تحترق 06-01-12 07:08 PM

يعطيك الف الف الف عافية
على مجهودك غلاتــي
جهد تستحقين عليه أكثر من كلمة شكــر
ولكن لا نملك سواهاااااا
شكــراً جزيلاً وأجمــل تقييم مني لك
http://www.nsaayat.com/up/uploads/nsaayat6c9bf5a54b.gif

katia.q 07-01-12 10:26 PM

رواية رااااااااائعة
يعطيك العافية يا قمر علي تعبك ومجهودك
في انتظار جديدك

كن فيكون 09-01-12 04:57 PM

الله يعطيك الف عافيه
الروايه رائعه

زهرة منسية 09-01-12 06:14 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Rehana (المشاركة 2970163)
شوقتيني اقرائها .. زهوري
الله لا يحرمني من تواجدك العطر
دمتي متألقة ومميزة
لك وودي وتقديري


http://www.shindigz.com/images/itm_img/10SZTYN490.jpg

كل الشكر ليكى ريحانتى لتشجيعك الدائم وأتمنى أن الرواية تعجبك لما تقريها

زهرة منسية 09-01-12 06:20 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمره لم تحترق (المشاركة 2970212)
يعطيك الف الف الف عافية
على مجهودك غلاتــي
جهد تستحقين عليه أكثر من كلمة شكــر
ولكن لا نملك سواهاااااا
شكــراً جزيلاً وأجمــل تقييم مني لك
http://www.nsaayat.com/up/uploads/nsaayat6c9bf5a54b.gif

الله يعافيكى جمرة مشكورة كتير على التقيم الحلو يا حلوة
ولا تقللى من حروف كلمات الشكر منك فمقدارها لدى
كببببببببببببببببببببببييييييييييييييييييييييييير
يسلموا على ذوقك جمرة

زهرة منسية 09-01-12 06:26 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة katia.q (المشاركة 2971418)
رواية رااااااااائعة
يعطيك العافية يا قمر علي تعبك ومجهودك
في انتظار جديدك

الأروووووووووع مرورك كاتيا اللى نور الرواية وزادها قيمة شكراً على مرورك العطر

زهرة منسية 09-01-12 06:31 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كن فيكون (المشاركة 2973470)
الله يعطيك الف عافيه
الروايه رائعه


يسلموا حبيبتى والله يعافيكى مشكورة كتير على مرورك العطر

عصافير الجنة 12-01-12 10:12 PM

:rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1: :rdd12zp1:

tayba 18-01-12 01:49 AM

شكرااااااااااا ليكى كتير على المجهود الرائع ده

زهرة منسية 18-01-12 03:51 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عصافير الجنة (المشاركة 2977297)
:rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1: :rdd12zp1:

شكراً لطلتك الحلوة عصفورة
http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13268939972.gif

زهرة منسية 18-01-12 03:55 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة tayba (المشاركة 2982493)
شكرااااااااااا ليكى كتير على المجهود الرائع ده

أول حاجة أهلا وسهلا بيكى عضوةجديدة فى ليلاسنل وأتمنى ليكى أن تقضى معنا أحلى الأوقات
وفرحنى كتير أن مشاركتك الأولى كانت فى روايتى نورتى المنتدى يا قمر
http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13268939971.jpg

نجلاء عبد الوهاب 19-01-12 12:38 AM

الله عليكى الروايه ممتعه جدا
:8_4_134::8_4_134::8_4_134::8_4_134:
:f63::f63::f63::f63::f63::f63::f63::f63::f63::f63:
:110::110::110::110:
:356::356:
:d428a6aa93::d428a6aa93::d428a6aa93::d428a6aa93::d428a6aa93:

fati_mel 20-01-12 07:32 PM

وااااااو

دي رواية تحفة بتجنن انا قريتها على الجوال
شكرا والف شكر لكي يا احلى زهورة


امبراطورية ع 21-01-12 02:27 PM

روايه روووعه زهوره
تسلم ايدك حبيبتى

زهرة منسية 24-01-12 01:00 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجلاء عبد الوهاب (المشاركة 2983248)
الله عليكى الروايه ممتعه جدا
:8_4_134::8_4_134::8_4_134::8_4_134:
:f63::f63::f63::f63::f63::f63::f63::f63::f63::f63:
:110::110::110::110:
:356::356:
:d428a6aa93::d428a6aa93::d428a6aa93::d428a6aa93::d428a6aa93:

مشكورة كتير نوجة الأحلى هو مرورك حبيبتى

زهرة منسية 24-01-12 01:04 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fati_mel (المشاركة 2984764)
وااااااو

دي رواية تحفة بتجنن انا قريتها على الجوال
شكرا والف شكر لكي يا احلى زهورة


ذوقك هو الحلو فاطومة الأحلى تواجدك بالرواية ورائك أسعدنى كتير حبيبتى
موووووووووووووووه

زهرة منسية 24-01-12 01:10 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة امبراطورية ع (المشاركة 2985617)
روايه روووعه زهوره
تسلم ايدك حبيبتى

شكراً كتير حبيبتى على مشاركتك الأرووووع

نائلية 03-02-12 10:01 PM

شكرا سلمت اناملك

سومه كاتمة الاسرار 19-02-12 07:33 PM

سلمت الايادى ياقمر
:8_4_134:

ملك فارس 10-04-12 02:38 AM

روايه فظيعه وجديده وشيقه بصراحه الكلام ميخلصش فيها كل اللى اقدر اقوله انى استمتعت بيها جدا

ندى ندى 12-06-12 11:02 PM

رائعه وجميله ومميزه جدا

fadi azar 13-06-12 01:29 PM

رائعة جدا مشكورة على تعبك

زهرة منسية 14-06-12 02:16 PM

مشكورة حبيبتى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نائلية (المشاركة 2998183)
شكرا سلمت اناملك


الله يسلم عمرك نائلية
كل الشكر لمرورك
:8_4_134::8_4_134::8_4_134:

زهرة منسية 14-06-12 02:18 PM

شكراً ليكى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سومه كاتمة الاسرار (المشاركة 3013776)
سلمت الايادى ياقمر
:8_4_134:

الله يسلمك سمسومتى
:8_4_134::8_4_134:

زهرة منسية 14-06-12 02:21 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ملك فارس (المشاركة 3064086)
روايه فظيعه وجديده وشيقه بصراحه الكلام ميخلصش فيها كل اللى اقدر اقوله انى استمتعت بيها جدا

ملوكة ردك أسعدنى كتير كتير كتيرررررررررر
لأن الرواية أمتعتك
وصلنا شعورك حبيبتى

زهرة منسية 14-06-12 02:43 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ندى ندى (المشاركة 3118194)
رائعه وجميله ومميزه جدا

أنتى الروع والأجمل ندوش ومرورك يزيد الرواية تميز

زهرة منسية 14-06-12 02:45 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fadi azar (المشاركة 3118529)
رائعة جدا مشكورة على تعبك

مشكور كتير أخى الكريم

عبير عمار 29-06-12 10:24 AM

روايه حلوه جداً صراحه روعه شكراً لك

ربي اسالك الجنة 30-06-12 05:25 PM

يسلموووووووووووو الروايه كتييييييييييييييييير حلوة
تسلم هااليدين

زهرة منسية 30-06-12 09:44 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبير عمار (المشاركة 3130244)
روايه حلوه جداً صراحه روعه شكراً لك

مرورك أنتِ الأأأأأأأأحلى عبير
شكراَ لمرورك

زهرة منسية 30-06-12 09:46 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ربي اسالك الجنة (المشاركة 3130995)
يسلموووووووووووو الروايه كتييييييييييييييييير حلوة
تسلم هااليدين

الله يسلمك...أسعدنى أنها عجبتك

الجبل الاخضر 02-07-12 07:13 PM

:55:برافو :55:برافو :55:برافو :55:برافو :55:تسلم الانامل :hR604426:على المجهودك الرائع والاختيار الممتاز:55::peace: ونشكرك على تعبكي:lol: ياعسل :wookie:وننتظر جديدك:dancingmonkeyff8:

زهرة منسية 02-07-12 07:31 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الجبل الاخضر (المشاركة 3132376)
:55:برافو :55:برافو :55:برافو :55:برافو :55:تسلم الانامل :hR604426:على المجهودك الرائع والاختيار الممتاز:55::peace: ونشكرك على تعبكي:lol: ياعسل :wookie:وننتظر جديدك:dancingmonkeyff8:

شكراً حبيبتى على كلامك الرائع أسعدنى كتير
جديدى على منتدى سلاسل أحلام المكتوبة هتسعدنى زيارتك

سماري كول 01-10-12 01:55 PM

تسلمين ع الروايه الحلوه حبوبه

شووقهـ 03-10-12 11:28 AM

يعطيكِ العافية ياقمر

روية جميلة مثلك

:>

زهرة منسية 13-10-12 06:50 PM

رد: 19 - أهديتك عمرى - آن ميثر ( كاملة )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سماري كول (المشاركة 3186302)
تسلمين ع الروايه الحلوه حبوبه

الله يسلم عمرك سمارى أنتى الحلوة حبيبتى
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شووقهـ (المشاركة 3190396)
يعطيكِ العافية ياقمر

روية جميلة مثلك
شووقهـ مشكورة كتيررررر على كلامك الحلو أنتى الأجمل
أسعدنى أن الرواية عجبتك
:>


ليله صيف 21-07-14 05:24 PM

رد: 19 - أهديتك عمرى - آن ميثر ( كاملة )
 
حلوووووووه

ليله صيف 21-07-14 05:26 PM

رد: 19 - أهديتك عمرى - آن ميثر ( كاملة )
 
انا بحب كتييير النوع ده من الروايات ارجو اعطائي اسما روايات يكون البطل فيها وصي علي البطله

دم الورده 21-08-14 02:40 PM

رد: 19 - أهديتك عمرى - آن ميثر ( كاملة )
 
السلام عليكم
انا عضوه جديده معاكم فى المنتدى
مش عارفه اقرا اى روايه
اول صفحه تيجى وبس كده
اعمل ايه

زهرة منسية 24-08-14 12:51 AM

رد: 19 - أهديتك عمرى - آن ميثر ( كاملة )
 
أهلا و سهلاً بيكى عضوة جدديدة

نورتى أسرة ليلاس

سعيدة كتير أن أول مشاركاتك على صفحات روايتى

شوفى بالنسبة أن بعد ما بتظهر عند الصفحة

تتنقلى للصفحة التالية بالضغط على رقم 2 زى ما مبين فى الصورة الجزء اللى حوليه هاله حمراء

http://www.liilas.com/up/uploads/lii...0883397081.png

وضح ليكى الأمر

دموع شتاء 29-08-14 02:40 PM

رد: 19 - أهديتك عمرى - آن ميثر ( كاملة )
 
الله يعطيك الف عافيه
الروايه رائعه

زهرة منسية 29-08-14 03:18 PM

رد: 19 - أهديتك عمرى - آن ميثر ( كاملة )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دموع شتاء (المشاركة 3467783)
الله يعطيك الف عافيه
الروايه رائعه

الله يعافكى يا قمر

مبروك علينا أنضمامك الجديد للمنتدى

أكتر ما يسعدنى تفاعل الأعضاء الجدد على صفحات روايتى

الله بيك بعالم ليلاس الأروع

ارنا وايلين 19-02-16 06:00 PM

رد: 19 - أهديتك عمرى - آن ميثر ( كاملة )
 
يعطيك العافية وتسلم ايديكي علي هالتحفة

مها سليمان 20-02-16 07:39 PM

رد: 19 - أهديتك عمرى - آن ميثر ( كاملة )
 
يسعدني ويشرفني انضمامي لليكم

زهرة منسية 20-02-16 09:10 PM

رد: 19 - أهديتك عمرى - آن ميثر ( كاملة )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مها سليمان (المشاركة 3597501)
يسعدني ويشرفني انضمامي لليكم

يا اهلا و سهلا مهاوى بيكى انضمامك لاسرة ليلاس يسعدنا

واسعدنى كتيرررر ان اول مشاركاتك على صفحات موضوعى

نورتى إن شاء الله تفيدى و تستفيدى

hibamyousif 24-02-16 07:46 PM

روووووعه الروايه وجميله تسلمي كتييبير

hibamyousif 24-02-16 08:04 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مها سليمان (المشاركة 3597501)
يسعدني ويشرفني انضمامي لليكم

نتمني تكون رفقه جميله

ريما المدلله 15-04-16 02:13 PM

رد: 19 - أهديتك عمرى - آن ميثر ( كاملة )
 
يعطيكي الف عافية
الرواية حلوة كتييير

احساس غير 30-04-16 03:14 PM

يعطيك العافيه مجهود رائع نشكرك عليه

ميرين 18-05-16 09:56 PM

رد: 19 - أهديتك عمرى - آن ميثر ( كاملة )
 
كثير من التفاصيل الزائدة في الرواية
فقط النهاية جميلة

ويسلمو على المجهود

فرحــــــــــة 02-09-16 01:15 AM

رد: 19 - أهديتك عمرى - آن ميثر ( كاملة )
 
غاليتى
زهرة منسية
قصة مثيرة رااااااااائعة
لم اشعر بالوقت فى قراءتها
حتى انتهيت منها
أجد نفسي قد تاهت مني الحروف
والمعاني ولا أجد مايليق على
هذا السيل الجارف من الجمال
فلك كل الشكر والتقدير
على هذه الروعة والانتقاء المتميز
دمتى بكل الخير
فيض ودى

زهرة منسية 06-09-16 06:32 PM

رد: 19 - أهديتك عمرى - آن ميثر ( كاملة )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميرين (المشاركة 3608977)
كثير من التفاصيل الزائدة في الرواية
فقط النهاية جميلة

ويسلمو على المجهود

مشكورة عزيزتى على مشاركتك القيمة

بخصوص التفاصيل شئ عائد للكاتبة

انا مجرد ناقلة للاحدث ليس إلا

زهرة منسية 06-09-16 06:34 PM

رد: 19 - أهديتك عمرى - آن ميثر ( كاملة )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فرحــــــــــة (المشاركة 3657870)
غاليتى
زهرة منسية
قصة مثيرة رااااااااائعة
لم اشعر بالوقت فى قراءتها
حتى انتهيت منها
أجد نفسي قد تاهت مني الحروف
والمعاني ولا أجد مايليق على
هذا السيل الجارف من الجمال
فلك كل الشكر والتقدير
على هذه الروعة والانتقاء المتميز
دمتى بكل الخير
فيض ودى

مشكورة عزيزتى على كلماتك

اسعدنى كتير انك تمتعتى بالرواية

اتمنى انى اكون عند حُسن ظنكم دايمن

تايري حنين 17-09-19 09:38 PM

رد: 19 - أهديتك عمرى - آن ميثر ( كاملة )
 
زهرة منسية اهنئك علي هاذي الرواية التي اقل ما يقال عنها ساحرة وتنقل القارء من الواقع الي عالم وردي تسلم ايديكي وننتظر منكي المزيد من التالق .


الساعة الآن 01:17 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية