منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   18 - بين السكون والعاصفة - كاي ثورب - روايات عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t170617.html)

Rehana 15-12-11 02:31 PM

18 - بين السكون والعاصفة - كاي ثورب - روايات عبير القديمة ( كاملة )
 
http://blog.chosun.com/web_file/blog.../1/welcome.gif

اليوم اخترت اليكم رواية

بين السكون والعاصفة

للكاتبة: كاي ثورب


ان شاء الله تعجبكم

وكل الشكر لكاتبة الرواية .. الى امتعتني بتعلاقاتها الحلووة :lol:
تم تصحيح الاخطاء الاملائية واكمال الفقرات الناقصة من قبلي

Rehana 15-12-11 02:39 PM

الملخص

وجدت ليان نفسها في بوينس آيرس بلا مال ولا صديق ووقعت في ورطة لم ينقذها منها سوى ريكاردو مندوزا.
فاعتبرت انها مدينة له بأنقاذها ، وأوضح لها ريكاردو ان بامكانها رد الدين والحصول على عشرة آلاف جنيه بالاضافة الى ذلك ، لكن الشرط الذي وضعه ريكاردو مندوزا يقضي بأن تتزوجه ليان زواجا صوريا لمدة ستة اشهر كي ينتزع الارث من اخيه غير الشقيق...
وعندما وافقت مرغمة وجدت نفسها امام عالم عنيف لم تشهد مثله من قبل، فهل تبقى في تلك المزرعة ام تفر مع اول منقذ يعرض عليها الفرار؟



Rehana 15-12-11 02:48 PM

1- ماذا يريد ريكاردو ؟

الارجنتيني كان يتحدث بالأسبانية .... قصده تجاوز جهلها اللغة , وفهمت قصده . فدفعت بيدها الشراب الذي لم تمسه بعيداً عنها وهزت رأسها وهي تنهض وتسوي هندامها بيديها في رباطة جأش مفاجئة . وقالت له :
" لا ..."
منتديات ليلاس
ونهض هو الآخر وعلى وجهه معالم الحيرة والغضب وراح يتساءل في صوت مرتفع عن سبب تصرفها . وأخذت الانظار تتجه نحوهما من الموائد المجاورة . وقد ثار الاهتمام حول الفتاة الانكليزية الشابة النحيلة القوام ذات الشعر الرمادي المصفف على شكل ناقوس . واستلفتت نظر رجل يجلس أمام مائدة مجاورة أخذ يرمقها بسخرية . كانت تعرف في وضوح مالذي يفكر فيه ... تماما كما يفكر الرجل الجالس في مواجهتها على الطرف الاخر من المائدة .... آه ما أشد غبائها فلم تدرك أي مكان كان ذاك الذي وأي شيء كان يرجى منها , فهي ليست في موطنها لندن بل غريبة في بوينوس ايرس : مدينة أجنبية في أرض اجنبية . ولم تشعر ليان بوحدة عارمة كما أحست في تلك اللحظة .
وراح الارجنتيني يستحثها على لتعود الى مكانها وقد خفض من صوته في حين أخذت لين تبحث عن كلمات تبلغه بها بأنه مخطىء , ولكنها لم تعثر على شيء منها يناسب مقتضى الحال . تراءى لها – وهي على حافة الجنون – أن كتب التعبير اللغوي لم تتسع لمثل هذه المواقف .

Rehana 15-12-11 02:49 PM

وتصورت أن في استطاعتها أن تستدير ببساطة وتبتعد عنه . ولكنها شكت في أن يكون الامر بمثل هذه السهولة . واجتذبها مرة أخرى حملقة الرجل الجالس على المائدة المجاورة . وتنفست في عمق وببطء قبل أن تسأله :
" هل تتحدث الانكليزية ؟"
فرفع أحد حاجبيه السوداويين وأجابها بلغة انكليزية ممتازة ولكن بنبرة ضاغطة على الكلمات لتأكيدها :
"نعم ... هل تريدين مني أن أترجم لك ؟"
فهزت رأسها وهي تتمنى أن تكون في أي مكان آخر غير هذا المكان , وقالت له :
" سأكون شاكرة لك إذا اوضحت له أنني لست في متناول يده بالصورة التي يظنها , فهناك خطأ في الامر ."
فسألها وقد ازداد حاجبه ارتفاعاً :
"إنك تعملين في هذا الملهى ... أليس كذلك ؟"
فقالت وهي في شدة الحرج والارتباك :
"نعم , ولكن ليس في هذا المجال ... أرجوك ياسنيور ..."
وتركت بقية العبارة تخفت وتتلاشى واضعة في اعتبارها أن غالبية الجالسين على الموائد المجاورة تلتفت اليهما . وغاص قلبها في صدرها وهي ترى صاحب الملهى يتجه نحوهما وسط الصالة المزدحمة التي يملأها الدخان , وقد اجتذبته بلاشك تلك الجلبة الخافتة . انه الرجل اللاتيني البدين الاصلع , الذي تشعر نحوه بالامتنان الشديد لأنه منحها عملاً , فلماذا تراه الآن في تلك الصورة المختلفة ؟
منتديات ليلاس
عرفت طبعا الاجابة على هذا السؤال . وان كانت هي نفسها لم تدرك هذا السبب من قبل .
كان يرى من المسلم به مع كل الاحتمالات أنه لا اعتراض لديها على أن توسع من نطاق عملها كمضيفة ليشمل كل نواحي الترفيه عن الزبائن .... سذاجتها المضحكة هي التي وضعتها في هذا الموقف .
وهز الرجل الجالس على المائدة المجاورة كتفيه استهاجانا وكأنه استجاب لرجائها بدون ان يصدقها , وتحدث الى جليسها بالأسبانية وبسرعة وطلاقة حتى انها لم تستطع ان تلتقط سوى كلمة هنا وهناك . وأنهى كلامه في اللحظة عندما وصل صاحب الملهى , وترك جليسها ينظر في عدم ارتياح , مدركاً أن بعضاً من سوء الفهم قد حدث , واتجه الى صاحب الملهى يتحدث اليه في ألفة وتودد , وتحول في ثوان الى رجل وديع يتذلل ويقول :
" المعذرة يا سنيور مندوزا ."
وتجاهل صاحب الملهى الرجل الجالس على الطرف المقابل من المائدة وجذب ليان من ذراعها ليرغمها بالقوة على الجلوس الى مائدة الرجل الآخر , وهو ينطق بالمزيد من عبارات الاسف والاعتذار , وتركها حيث هي ثم اتجه الى جليسها السابق وطرده .
والتقت عينا ليان اللتان أصابهما شيء من الانبهار بالعينين السودوين اللتين أخذتا تنظران اليها بازدراء غير مستتر . ولم يكن وجهه مما يعيد الطمأنينة الى نفسها وله قسمات مشدودة ومتوترة ولونه زيتوني غريب , يعلوه رأس متحجر أملس , وله شعر أسود فاحم , يرتدي سترة بيضاء على كتفين عريضتين . ومن المؤكد ان القميص تحتها من الحرير الطبيعي . كان رجلاً طويلاً نحيلاً يتمتع بالقوة او النفوذ . لقد أدخل الخوف الى نفسها لبعض الوقت . وخرجت عن صمتها قائلة :
"أنني لا أعرف بالضبط ماذا قلت له , ومع ذلك فأنني أشكرك لأنقاذي ."
وبأنحناءة بسيطة من رأسه تنم عن سخرية قال لها :
"اذا كان مظهر الرجل لم يعجبك فلم قبلت صحبته من البداية ؟"
فقطب جبينها في ضيق وقالت :
"كان يبدو لطيفاً , وهذا هو عملي أو هكذا ظننت ."
وفي لهجة تتسم بالشك , لم تستطع ليان ان تلومه عليها , قال لها :
"هل أفهم انك تحاولين القول بأنك لم تكوني على علم بمتطلبات عملك هنا ؟ ربما تكونين جئت حديثاً الى الارجنتين ؟"

Rehana 15-12-11 02:51 PM

ونظرت اليه نظرة تنم عن الصراحة والسذاجة وقالت :
"حقا ... يمكنني القول بأنه لا عذر للغباء , ولكنني اعتقدت في الحقيقة أن هذا العمل يتطلب مجرد الجلوس مع الزبائن واظهار المودة نحوهم . فتلك هي متطلبات مثل هذا العمل في البلد الذي جئت منه ."
وبدون ان يطرأ تغير يذكر على تعبيرات وجهه سألها :
"وهل سبق لك القيام بمثل هذا العمل في وطنك ؟"
فأجابته :
"قمت به مرة , الا أن الملهى حيث عملت كانت له تعليمات صارمة تحظر مخالطة المضيفات للزبائن خارج نطاق الملهى وملحقاته ."
وابتسم ابتسامة باهتة ظهرت معها للحظة أسنانه البيضاء وقال :
"وهنا أيضا يطبقون النظام نفسه . فهناك في الطابق العلوي غرف خاصة لأداء الغرض المطلوب ."
وأمسكت خديها الدافئتين بيديها وهي غير قادرة على مواجهة نظرته المتفحصة الساخرة وصاحت قائلة :
"يا ربي ... كان علي ان ادرك أن هذا العمل عرض ممتاز جداً لدرجة تثير الشك في حقيقته , فالحصول على عمل مع مأوى يبدو وكأنه منة من السماء وانا في الواقع ...."
وأطرقت برأسها عندما جال بذهنها خاطر معين , ورفعت رأسها تنظر اليه وتقول في تردد :
"هل لي أن أسألك عما قلته لهذين السيدين ؟"
وظهرت روح المرح عليه وان كانت ممزوجة بقدر من الازدراء , وأجابها بقوله :
"بكل تأكيد .... أبلغتهما أنني أشتريت وقتك لهذه الليلة ."
وسألته وقد أصابتهما صدمة وهي لا تكاد تصدق :
"ماذا فعلت ؟ لا يمكن أن تكون قد فعلت هذا ! "
فرد عليها قائلاً :
"كانت تلك الطريقة الوحيدة لتجنب المتاعب , فان , ريوس لن يغتبط اذا رفضت مجالسة أحد الزبائن بلا سبب وسوف يطالب غداً بنصيبه من الاجر الذي ستحصلين عليه الليلة ."
وعضت ليان شفتيها وبدت كالمستجير من الرمضاء بالنار . ولم تكن تدري بالضبط كيف يمكنها التصرف في هذا الموقف . وقالت أخيراً :
" لن أكون هنا غداً . بل سأرحل الآن وفي الحال ."
منتديات ليلاس
وبينما دفعت بكرسيها الى الوراء , استرخى هو على كرسيه في هدوء وقال لها :
"كلا .... لن تفعلي , وسوف تلزمين مقعدك حتى أسمح لك بالأنصراف , الا اذا كنت تفضلين ان استدعي ريوس من جديد ليقنعك ؟"
وراقبها وهي تتراجع وتستقر في مقعدها وقال لها :
"حسنا انك تظهرين فطنة الآن ."
فردت عليه ليان في جرأة :
"سنيور مندوزا ... أعرف أنني كنت غبية من جميع النواحي ولكنك لن تستطيع بأي حال من الاحوال أن تحملني على قضاء مزيد من الوقت معك رغماً عني . ان أحداً لا يستطيع منعي من مغادرة المكان ! "
وبدون ان يتأثر بثورتها سألها قائلاً :
"هل تظنين ذلك ؟ ما زال أمامك الكثير لتعرفيه عن أساليب رجال من نوع ريوس ... انه يعطيك مرتباً وينتظر منك عائداً مناسباً , واذا حرم من ذلك ربما يجد وسائل أخرى للحصول على الربح . هل سمعت عن تجارة الرقيق الابيض ؟"
وصدر منها صوت احتجاج ممزوج بالسخرية وقالت له :
"انك تحاول ان تبث الفزع في نفسي ! "
فرد عليها قائلاً :
"ربما أحاول قليلاً فأنك تستحقين التخويف . ولكن سوق الرقيق الابيض موجود رغم ذلك . وفتاة انكليزية في لون بشرتك ومظهرك سوف تحقق كسباً هائلاً ."
ثم سألها وهو يرمقها بنظرة مجردة من الشفقة :
"هل ما زلت ترغبين في الرحيل ؟"


الساعة الآن 06:35 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية