منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   104 - بانتظار الكلام - ليليان بيك - روايات عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t170578.html)

نيو فراولة 21-12-11 10:41 PM

7- مشاعر ......... اخوية!


بعد بضع أمسيات ، أكملت روزالي عملها بوقت مبكر وقررت ان تقوم بغسل شعرها وقامت بحله ثم تجفيفه ونشره ناعما ومشرقا حول عنقها نازلا على كتفيها ، ثم لبست اقدم سراويلها وهو أحمر مشرق ذو رقعة على مكان الركبة ثم لبست قميصا اخضر زمردي ينقصه أحد الأزرار ، فاحست برغبة لصنع الملابس بيديها ، فتحت قطعة من قماش بدلة مزخرفة باشكال نباتية كانت قد إشترتها مؤخرا من أحدا لمخازن في موسم تخفيض الأسعار ن وقامت بنشر القماش على الأرض ووضعت عليه بترونا من الورق ثم بدأت تقص بمحاذاة البترون ، كانت تجلس على ركبتيها وهي تتحرك على طول البترون والقماش مستمرة في القص ، عندما سمعت وقع اقدام تصعد السلم ، تلتها دقة على الباب ، فنادت:
" إدخل يا بابا".
وإستمرت تقص حول البترون.
" أليس هناك نهاية لإنجازاتك يا آنسة بارهام؟".
" ادريان!".
إرتعشت على صوته وجلست على قدميها وقد قطبت وجهها:
" ماذا تريد".
" أنت تعرفين؟".
قال معلقا مع إبتسامة ملتوية: يجب ان تكتبي مرحبا على الحصير لأنها كلمة لا يبدو لها أثرا في قاموسك هذه الأيام".
" إنني متأسفة ".
تمنت أن تكون سخريتها قد اثبطت عزيمته ، لكنه بدا مستانسا منها:
" عندما تأتي مرة اخرى سأقوم لآداء التحية لك ، هل سيجعلك هذا أكثر سعادة ؟".
" نعم كثيرا".
قال ثم جثا على ركبتيه الى جانبها وتمنت لو أنه غادر الغرفة اشار الى المادة المستعملة في نسيج القماش والبترون الموجود فوقه وقال:
" هذا يدل ان لديك دماغا فنيا ، أوضحي لي ذلك !".
حاول ان يستهزىء قليلا من إجابتها :
" اوضح لك ؟ أنت بكل بساطة لا تدرك ذلك يا دكتور كرافورد ، لا يمكنني بعد الان تعليمك خفايا وفنون خياطة الملابس أكثر مما يمكنك تعليمي اسرار الرياضيات".
" ليس هناك أسرار في الرياضيات ، من الواضح أنك قد كرهت الموضوع في المدرسة بسبب سوء التدريس الذي كان يؤديه المعلمون، لم يستطيعوا ان يجعلوك تفهمين الموضوع ربما لأنهم أنفسهم لا يفهمونه ". كانت عيناه تتفحصان عينيها فنظرت الى الأسفل بإضطراب:
" ومع ذلك، فإنني أستطيع أن أدرسك الرياضيات حتى لو كنت مغمضة العينين".
" أوه ، وما الذي يجعلك متأكدا من هذا؟".
" في الموقع الأول لديك الذكاء المطلوب ،وثانيا".
نزلت عيناه من وجهها وراحت في رحلة من الإستكشاف حول بقية اجزائها :
" إنك مادة خصبة يمكن العمل عليها".
ثم عدل من نبرته مع إبتسامة:
" انت قابلة للتطعيم ، بضة كالساق الخضراء".
إحمر وجهها قليلا ووقفت على قدميها ، ثم إضطربت عندما رات أن قميصها كان قد افلت من حزام بنطلونها فكشف عن جانبها طوال الوقت ، قامت بإدخاله ثانية بصورة دقيقة وهي تشعر بقليل من الإحراج بينما كان أدريان يراقب ويبتسم فسالته ماذا يريد .
" لسوء الحظ ليس لدينا طابعة هذا المساء ، لم تتمكن جين من المجيء هذا اليوم والعمل كثير ينتظر الإنجاز ، قال لي والدك أن لديك هذه الكفاءة ، واحدة من كفاءاتك الكثيرة إذن هل يمكننا إقناعك بمساعدتنا؟".
قالت وهي مترددة:
" إنني لست طابعة جيدة".
" ذلك لا يهم ، كل ما نريده أن نجعل بعض الملاحظات المكتوبة باليد بشكل قابل للقراءة لكي يمكننا العمل عليها ، والطريقة الوحيدة لذلك هو ن نطبعها ، يمكنك ان تقومي بذلك بكل تاكيد ".
" ربما.....حسنا سآتي".
ربّت على ذراعها:
" ها هي فتاة طيبة حاضرة للمساعدة، تعالي إذن الى عرين الأسد".
" ولكن!".
نظرت الى نفسها.
" لا يمكنني أن آتي بهذه الملابس ، يجب أن أغيّرها".
" لماذا ! لا يوجد سوى والديك ، ولست سببا يستحق ان تغيري ملابسك من اجله ، اليس كذلك؟".
جلست الى الطابعة وغادر والدها بعد أن طلب من أدريان ان يشرف على الطبع ، لم تكن تود أن تبقى وحدها مع أدريان خصوصا وانه ينحني عليها بصورة قريبة جدا حتى أنها فكرت ما إذا كان يفعل ذلك متعمدا ، حاولت ان تنظم دقات قلبها بينما كان هو يدمدم:
" لديك رائحة عبقة حولك ، أي نوع من العطر تستعملين؟".
" ربما تكون رائحة الشامبو الذي غسلت به شعري".
" آه ....الان فهمت".
منتديات ليلاس
غيّرت الموضوع بسرعة ثم تركها اخيرا تستمر بالعمل ، جلس بهدوء على كرسي يكتب في دفتر الملاحظات ، وكلما إحتاجت الى مساعدة كان يأتي اليها فيقف الى جانبها ليعطي إيضاحا لها ، وعندما عاد والدها أكملت روزالي طبع جميع الملاحظات ، شكرها وقال أنه ذاهب لمساعدة سارة في تهيئة القهوة.
وفي اليوم التالي ذهبت لموعدها مع واليس وميلاني ، دقت على باب واليس ودخلت ، نهض من مكانه وفتح ذراعيه اليها وعانقها مثلما كان يفعل دائما ، واصبحت ترى رغبته في معانقتها أكثر مما تتحمل ، وكالعادة وجدت روزالي طريقها الى مطبخ واليس جلست الى المنضدة بينما راح واليس الى الجيران لجلب إبنته ، تناولوا شايهم معا وحاولت روزالي بكل جهد أن تبدو منشرحة لتقابل خفة الطفلة ميلاني".
" سأذهب للعب مع ميلاني لبرهة من الوقت حتى يحين موعد نومها".

نيو فراولة 21-12-11 10:46 PM

وذهبت بصحبة ميلاني ، إنها الساعة التي تحس فيها ميلاني بكامل سعادتها ، لعبتا لعبة المدرسة ، والمخزن ، ثم قامت روزالي بأخذ الطفلة الى حمام البيت ونظفت لها جسمها وأعادتها الى غرفتها.
وضعت ميلاني ذراعيها حول عنق روزالي :
" اتمنى لو أنك أمي".
قالت وقد تنهدت في شعرها : " لماذا لا تكونين هنا هذا الصباح عندما استيقظ؟".
" ذلك ما اود معرفته أنا".
قال ابوها وهو واقف قرب الباب.
تجاهلت روزالي:
" ولكن ميلاني ، يا حبيبتي ، إنني لست أمك وسوف لن اكون يجب أن تعرفي ذلك".
" لا تذهبي روزالي ، إبقي معي ". تشبثت بها.
" إنني ذاهبة الى بيتي بعد أن تنامي وانت تعرفين ذلك ، أليس كذلك؟".
بدأت الدموع ترطب شعر روزالي وحاولت أن تنتزع نفسها من ذراعي ميلاني ولكن كلما حاولت ، كلما وجدت الطفلة متعلقة بها ، إنتزعت نفسها أخيرا لكن ميلاني إلتصقت بكتفيها وهي تبكي بصوت هستيري ، احست وكأنها وقعت في فخ ، نظرت الى العلى فوجدت وجه واليس بتعابير وجهه الحادة وأنفه الكبير المدبّب ، لاحظت عينيه الصغيرتين عليها بنظرة نهمة ، قام بحركة سريعة ووضع اصابعه حول خصر إبنته لكن روزالي تراجعت طواعية ، سحب الطفلة منها :
" كفى ايتها الطفلة ، توقفي عن هذه الضوضاء التي تفعلينها".
توقف بكاؤها بصورة تدريجية.
" اريد أمي أن تعود ". قالت الطفلة " متى ستعود".
" إسألي بابا يا حبيبتي ". دمدمت روزالي : " لا أعتقد ان ذلك سيطول الان ". أخذت الطفلة الى فراشها غطتها ثم طبعت قبلة على خدها : " سأبقى حتى تنامي ".
بعد قليل ، إنسحبت روزالي من غرفة الطفلة وبسرعة إختطفت سترتها وحقيبتها اليدوية وخرجت الى الممر المؤدي الى الشارع قبل ان ينتبه والي ساليها:
" مع السلامة يا واليس".
نادت ومشت نحو الباب الخارجي.
" ولكن يا حبيبتي يجب ان اوصلك الى البيت ، لا تخافي مني ، لن أؤذي شعرة من رأسك الجميل".
ركبت في سيارته وتحركت السيارة في إتجاه بيتها ، لم يتكلما طوال الطريق:
" ستأتين مرة أخرى عن قريب يا روزالي؟".
كانت نبرة صوته ناعمة جدا وتوسلية وقد بدت لها بانها مخلصة حتى بالنسبة لعينيها الشديدتي التشكك والحذر ، ترددت في الإجابة لكنها قالت بعدئذ:
" ربما".
دخلت الى بيتها ، تمنت لو تكون لوحدها لكنها صعقت عندما عرفت أن ادريان كان هناك ، وتذكرت أن والديها قد عملا مفتاحا خاصا له لا بد ان يكون قد ترك سيارته في الطريق العام وليس قرب الباب ، لقد ارتدت من البرود .... في عينيه بينما كان يمشي في القاعة المؤدية من المطبخ الى غرفة الدراسة ، عرفت انه لا بد قد لاحظ التعب على وجهها ، فأحست بأنها منهوكة ومنبوذة وتمنت لو يواسيها أحد لكنه اغلق غرفة الدراسة في وجهها.
اسرعت الى الطابق العلى ورمت نفسها في فراشها ، وأطلقت لنفسها عنان البكاء ، لا بد لها أن تبكي ، أن تعطي الحرية لهذه القوة العارمة من العاطفة التي صارت كنهر جياش يسري بداخلها ، وبينما تجمعت الدموع وراحت تهطل كشلال وجدت تخفيفا لا حدود له من التوتر المتجمع في جسمها عبر الأشهر الماضية ، وأخيرا هدأت قليلا واخذت تدرك من الأصوات الموجودة في القاعة تحت ، ثم سمعت خطوات ثم دقة خفيفة على الباب:
" روزالي ، حبيبتي؟ ". صوت أمها جعلها تنتصب في مكانها.
" نعم؟".
" هل لي ان أدخل يا حبيبتي؟".
" حسنا".
امسكت بمنديلها المشبع بالدموع وفتحت الباب : " مرحبا ، ماما ، إنني آسفة فإنني لست بوضع جيد ".جلست على السرير.
" إذن فأدريان كان محقا ، قال انه سمعك تبكين ، هل يمكنني ان افعل شيئا يساعدك يا حبيبتي ؟ إنك تبدين في غاية الحزن".
رفعت عينين مثقلتين ونظرت الى قوام امها الرشيق امامها ، ارادت ان تقول:
" إمسكيني كما امسك انا ميلاني ، فإنني فتاة صغيرة تاهت في عالم من المشاكل الغريبة ، اريدك ان تقولي لي أن كل شيء سيكون بخير .... مثلما اقول أنا لميلاني".
رأت ذراعي امها معلقتين على جانبيها ، رأت النظرة الحائرة في وجهها وأحست بترددها والغموض الذي إكتنف موقفها ، فتحت روزالي فمها لتتكلم ، لتصب كل ما في قلبها ولتتذرع بطلب النجدة قالت وهي تهز راسها:
" اجد من الصعب ان أوضح ما بي ، المسالة في غاية التعقيد".
" الا يمكنك أن تحاولي؟".
هزت كتفيها بشيء من اليأس:
" هل حدث شيء ، شيء أنت نادمة عليه يا روزالي؟".
هنا إبتسمت من بين دموعها:
" كلا يا ماما ، افهم ما تقصدين ، لا عليك أن تقلقي بهذا الصدد".
تنفست أمها الصعداء واحست ببعض الإطمئنان :
" يقول ابوك أنه قلق عليك في الأيام الأخيرة ، لقد رآك مع....".
" اعرف ما تريدين قوله ، يمكنك أن تقولي لبابا ان لا حاجة له ان يشارك الأفكار المنتشرة في الكلية".
" إذن ،ما هو الذي يقلقك؟".
نظرت روزالي في الفراغ ، لا فائدة من الحديث ، فهي لا تتمكن من التفاهم مع امها من منطلق لا تتحسسه.

نيو فراولة 21-12-11 10:48 PM

" حبيبتي". قالت سارة بتوسل : " أنت تعرفين حبي لك ، أليس كذلك؟ إنني متاسفة إذا لم استطيع أن افهم ، احس أنني غير جديرة بك ، أعرف أنني لست أما جيدة ، لكنني ابذل جهدي في هذا الصدد....".
" اوه ، ماما ". وقفت روزالي ووضعت ذراعيها حول امها : " لا تقولي هذا!".
ترقرقت الدموع في عينيها دموع من نوع آخر ، دموع حزينة ، بأن هذه المرأة المثقفة الرائعة مدركة بنواقصها ونقاط ضعفها، هي تحس بفشلها كوالدة ، عرفت روزالي عندئذ أنها بالتجربة ونفاذ البصيرة اكبر سنا من امها وبذلك فهي مؤهلة للتعامل مع العالم القاسي المتقلب حولها ، وأخيرا فهمتا احداهما الأخرى وشعرتا بالتقارب اكثر من أي وقت مضى.
كانت روزالي تلبس ملابسها إستعدادا للخروج الى حفلة الكلية السنوية للعشاء والرقص رغم انها في مزاج يكتنفه القنوط ، وفكر متعب ، لم تحل ايا من مشاكلها ولكن قررت لهذه الأمسية ان تنسى كل شيء ، نظرت في المرآ6ة ورأت صورة غريبة لها في بدلة سوداء ضيقة ذات خيط فضي لامع حيك مع القماش ليعطي حياة بهيجة ، سيلاحظها ادريان بكل تأكيد ، ذلك واضح لا يمكن ان تنجو من العيون في مثل هذه البدلة ، مشطت شعرها وجعلته تسريحة منحدرة حول وجهها ولبست صندلا مسائيا أسود وإلتقطت حقيبتها اليدوية السوداء المصنوعة من الحرير الصقيل ، كان وجهها شاحبا رغم المكياج الذي وضعته بكل إعتناء ،وعيناها بلا بريق لكنها تتاجج بالتحدي.
كان نيكول قد وعد بان ياتي لإصطحابها ، وعندما رن جرس الباب نزلت لفتحه ، كان والداها قد ذهبا مبكرين.
" هل نذهب الآن ؟ هناك شراب قبل الطعام ، لا نريد ان يفوتنا".
تجمع الضيوف في قاعة الكلية ووضعت الطاولات على جانب لتقديم المشروبات ، وعندما أخذ نيكول يد روزالي وقادها من خلال البواب المتحركة تفتحت العيون واسعة نحوهما ، وبينما هي تشرب من كاسها وتتحدث مع نيكول كانت تنظر حول القاعة فرأت أدريان ، كان متعمقا في حديثه مع جين التي كانت تنظر في عينيه بذلك التعبير الطفولي الذي جعلته صفة من صفاتها ، بدلتها الزرقاء الفاتحة أبرزت بياض بشرتها وشعرها الأشقر القصير إلتوى قليلا حول خديها ، ثم إلتفت ادريان فراى روزالي ، كان مظهر العداء في عينيه قد جعلها أكثر تحديا فأدارت ظهرها وراحت تتكلم مع نيكول وتضحك ، ثم لاحظت واليس يقف لوحده ، يرقبهما بإهتمام.
"يوجد شيء ما يزيد من جاذبيتك هذا اليوم ، يا حبيبتي ". قال نيكول : " لن اتركك حتى لا أخسرك".
" أنت لست صديقي الآن يا نيكول ، إنظر الى القاعة لتجد أي فتاة بدون رفقة ، فأنت حر بإلتقاطها".
إلتفتت لتجد ادريان يراقبها ، فنظر نيكول حيث راى جين معه :
" إنظري ، أليست تلك جين ، إنني ذاهب الى هناك ، أتاتين؟".
تبعته روزالي مرغمة.
نظر أدريان بدون أن يعلق بشيء في شفتيه لكن عينيه ألقت كلمة طويلة حادة ، عبرتا عن الرسالة الأكيدة ، ولو تسمح الظروف لقام بإزالة البدلة عن جسمها بالقوة التي أخذ بها علبة السكائر من يديها بعد ظهر ذلك اليوم في شقته ، رأت روزالي والديها فقالت:
" اسمحوا لي ! ".كانا مع مجموعة من الناس فرآها ابوها أولا :
" أهلا روزالي عزيزتي! ". ثم رأى بدلتها : " لا يمكنني ان أقول انني قد رايتك من قبل بهذه البدلة يا عزيزتي ". امسك بيد زوجته : " هل رايتها انت يا سارة؟".
قطبت سارة وجهها:
" حبيبتي ، لماذا ، أعني متى إشتريتها".
" أوه ، قبل فترة قصيرة ، ألا تحباها ،ظننت انها جذابة".
" صحيح انها جذابة ، ولكن ، حسنا ، إنها إختيارك ، أين أدريان ؟ أوه ، إنه هناك مع جين ".
لوّحت بيدها له ، ثم نودي لتناول العشاء ، تحركت روزالي الى جانب نيكول ، مشيا خلف ادريان وجين نحو مائدة الطعام حيث وضعت الطاولات بعضها مع بعض على زاويتين قائمتين تقابل أحداهما الأخرى.
" روزالي انظري من هما قبالتنا ، جين وادريان".
لا بد لروزالي ان تكبت إنزعاجها ، لماذا يجب أن يجلسا مقابلهما؟ أنها لا تريد أن تجلس ساعة واحدة تراقب جين تتودد مع ادريان ، ثم راحت تختلس النظر حولها الى واليس وأحست براحة إذ رأت أنه في النهاية الأخرى من المكان ، قدم الطعام وأحست روزالي بقلق متزايد وعدم إرتياح مبهم لا تجد له تفسيرا ، إنها تشعر كان أحدا ما يراقبها وإمتد نظرها بدون إرادة نحو نهاية المكان وعندما لمحت واليس ادار نظره عنها في الحال ، امسكت بيد نيكول بقليل من القوة كأنها تبحث عن راحة في شخصه المألوف لديها ، نظر أدريان ورفع حاجبيه.
عندما إنتهى العشاء أخذوا طريقهم من السلم نحو القاعة الرئيسية وعندما بدأت فرقة الموسيقى تعزف أخذ نيكول روزالي الى حلبة الرقص بينما جلس أدريان وجين في زاوية يتحدثان كانت ذراع أدريان ممتدة حول ظهر الكرسي الذي تجلس عليه جين وروزالي تعلم جيدا انهما يراقبانها مع نيكول.

نيو فراولة 21-12-11 10:52 PM

" إن الرقص معك متعة".
" لا تكن عاطفيا لهذه الدرجة ، يا نيكول ، فإننا فقط أصدقاء الآن ، لسنا حبيبان ، ما لم ترغب ان تجعل جين غيورة عليك ، في هذه الحالة يمكنك أن تستمر إذن".
إنفعل نيكول بشدة ، وتغيّر وجهه كانه تذوّق لتوه عصير اليمون الحامض:
" إنك بعيدة عن طبيعتك هذا المساء يا حبيبتي ، هل لك أن تخففي من مزاجك قليلا وإلا فإنني سأضطر أن أقوم بإلتواءة لأذهب الى جين!".
" بكل تأكيد يمكنك ، يا نيكول ، فإنني ساجد مرافقا آخر في الحال".
رأت شفتيه تتقلصان ، وعندما إنتهت الموسيقى أخذها نحو الإثنين الآخرين.
إنحنى بصورة رسمية أمام جين ومد يده اليها ، نهضت جين ورافقته الى الرقص ، ظلت روزالي واقفة في مكانها.
" إجلسي يا روزالي".
قال أدريان بصوت منفعل لكنها تجاهلته ، ثم رات واليس يتجه نحوها فجلست في الحال.
" أدريان".
إبتسمت بلطف وقالت أول شيء جاء بفكرها:
" اتمنى ان يكون بإمكانك أن ترقص معي".
رفع حاجبيه بسخرية :
" اوه؟ وما الذي جعلك تظنين انني اريد ان أرقص معك؟".
لم تسمع ما قاله ، فتبع عينيها ورأى السبب في إضطرابها ، ثم ضحك بخبث:
" يبدو أنك ستجدين لنفسك الان مرافقا".
" ادريان ، ارجوك انا........".
وقف على قدميه:
" إنه كله لك!".
ومشى عنها ، قفزت روزالي وتبعته ، ثم إتجهت الى والديها اللذين جلسا في نهاية القاعة ، بعد ذلك قامت للرقص مع احد اعضاء الهيئة التدريسية ممن جلس قرب والديها ثم رقصت مع عدد آخر لكنها كانت تحاول كل ما في إستطاعتها تجنب واليس ماسون الذي إستمر يتابع خطاها طوال الوقت.
بعد ان تركها رفيقها في الرقص أثناء فترة توقف وقبل أن يطلب أحد آخر يدها للرقص رأت أدريان يغادر القاعة حاولت ان تطرد شعور الإنقباض ، هل هو ذاهب الى البيت ؟ بكل تأكيد لا يمكنه أن يترك جين هكذا؟ فإنها جاءت برفقته وليست مع نيكول ولا بد ان يعيدها الى بيتها.
وبينما هي في افكارها سمعت صوتا:
" أمسكت بك أخيرا يا روزالي! ". أمسكت يد بذراعها وأدارت نفسها فوجدت وجه واليس ماسون بإبتسامته المختالة.
" تعالي معي سآتيك ببعض الشراب ". حاولت ان تتخلص.
" كلا شكرا يا واليس إنني لا اشرب الآن ". إزدادت شدة قبضته وسحبها ، ظل يضع ذراعه حول خصرها وهو يشتري الشراب ويمسك يدها وهما يشربان ، أخذ كأسها الفارغ ووضعه على الطاولة :
" الان سترقصين معي ، يا حبيبتي ، لا مناقشة ، لقد إنتظرت طول المساء لذلك".
وراح يرقص معها في حلبة الرقص.
" الآن وقد حصلت عليك ، فإنني سأحتفظ بك".
" إنني متاسفة يجب ان أعود لصديقي".
" إذن فلديك صديق؟". ضغط على خدها : " لم تقولي لي ذلك يا حبيبتي".
إنتفضت بقوة وهي تقول له:
" لا تعمل هذا ، الناس ينظرون".
" لكنهم ينظرون منذ أشهر يا حبيبتي ، لم تكوني لتهتمي بذلك من قبل؟".
سحبها الى جسمه ومرا قرب نيكول وجين ، رفع حاجبيه وهمس في إذن جين ، نظرت جين اليه وضحكت.
" صديقك مرتاح مع إمرأة أخرى كما يبدو، إنظري يا حبيبتي ، يجب أن أذهب الى غرفة هيئة التدريس ، لأجلب ملفا تركته هناك".
" إذهب أنت يا واليس ، سأنتظرك هنا".
" إنك آتية معي ، إنني أخاف من الظلام يا حبيبتي ، هذه الأروقة الطويلة الفارغة تبعث القشعريرة في هذا الوقت من الليل ، تعالي يا حبيبتي حتى تكوني برفقتي". لقد بدت لهجته كانها أوامر ، وحاولت أن تسحب يدها منه لكنه أمسكها بقوة ، وعندما مرا عبر الباب المتحرك نحو بهو المدخل جاء أدريان نازلا من السلم ، إجتازهما في طريقه عائدا الى القاعة ، ارادت أن تطلب النجدة في عينيها لكنه لم ينظر اليها ، وصلا غرفة إستراحة هيئة التدريس ودفعها أمامه وأغلق الباب ، بحث عن المفتاح لكنه لم يجده ، فتذمر تحت انفاسه:
" لا يوجد مفتاح ". سمعته يدمدم ، أدارت نفسها.
" مفتاح ! لماذا تريد المفتاح".
بدأت تشعر بالخوف.
" أنت جئت من اجل ملف يا وايس".
قالت تذكره ، سحب طاولة ووضعها على الباب وثبّتها بقوة تحت قبضة الباب.
" سابحث عن الملف- عندما ننتهي".
" ماذا تعني؟ ننتهي مماذا؟".
أطفا جميع الأنوار وتقدم نحوها فتجنبته ، ركضت نحو الباب لكنه لحق بها وقبل ان تتمكن من عمل أي شيء:
" واليس ، لا تفعل ذلك ارجوك ". إرتفع صوتها : " لا تفعل ذلك!".
أخرس كلماتها وراحت تقاومه كالنمرة ، إنحرفت عنه وإنطلقت لكنه أمسك بها ثانية وحرك جسمها بعنف وهو يقول:
" توقفي عن المقاومة !". قال بصوت منخفض: " وإلا سأكون خشنا جدا معك".
ادارت وجهها عن تنفسه الذي ينضح برائحة المشروبات لكنه أمسك بيدها.
" كدت أجن في الأسابيع الأخيرة ، أيتها الصغيرة الشرسة ، الآن ستأخذين ما تستحقين ، إذن فتوقفي عن التمثيل بانك صعبة المنال وأطيعي رغباتي".
ظلت تقاومه بينما يحاول فمه الإلتصاق بها فصفع وجهها ، عندئذ صرخت عاليا فصفعها مرة أخرى ، وراحت تبكي ، ثم سحبها الى الأريكة القريبة وحاولت أن تستعمل قدميها لتبعده عنها ، أطبق عليها لكنها تمكنت من إبعاد وجهها ، إمتدت يداه الى حنجرتها فصرخت مرة اخرى ثم صار يسمع دقا متواصلا على الباب.

نيو فراولة 21-12-11 10:54 PM

" من هناك؟".
غطى واليس فمها بيده ، إستلقت هامدة لبضع لحظات ، ثم حركت وجهها قليلا وتمكنت أن تغرس اسنانها في جسمه ، فصاح من الألم ثم صرخت وهي تندفع بعيدا عنه ، اخذ احد يدفع الباب بقوة مرة وثانية وثالثة ورابعة فإندفع مفتوحا بعد ان راحت الطاولة تنزلق الى عرض الغرفة.
وقف أدريان متصلبا بالغضب:
" إترك الفتاة ، يا ماسون ". كان صوته هادئا مخيفا ، ثم صار صوته عاليا : " إتركها ! وإخرجي انت ، ايتها القملة وإلا سأحطم راسيكما !".
كان واليس يتنفس بشدة ووقف على قدميه ، عدل رباط رقبته ، نظر الى يده المجروحة ومشى بإعتدال الى الباب وملابسه مضطربة ، اغلق أدريان الباب خلفه وجلست روزالي في مكانها ووضعت راسها المضطرب النبضات بين يديها لقد تمزقت بدلتها وتمزق حذائها بينما صار شعرها تشكيلا من الفوضى ، ظل أدريان واقفا ، وينظر اليها بدون كلام.
لم تستطع تحمل ذلك:
" لماذا لا تقل شيئا ". تمتمت من بين كفيها : " قل لي أي إمرأة فظيعة انا ، هيا ، قلها".
جرب الباب مرة أخرى ليتأكد أنه مغلق ثم مشى ببطء نحوها:
" إنني لن اذهب ، لن اتركك بعد الآن".
كان صوته رقيقا ومنخفضا ، جلس الى جانبها ووضع ذراعه حولها .
" مرة جئت لي عندما إحتجتك ، أنا الان هنا حيث تحتاجينني ، إنها بهذه البساطة".
اخفت وجهها ثانية ثم بدأ رأسها يتحرك ، أجهشت بالبكاء وراح جسمها يرتعش وإتجهت اليه فأخذها بين ذراعيه ، أمسكها وحاول أن يوقف جسمها المرتعش.
" لا فائدة من ذلك يا أدريان ، لا استطيع ان اتوقف".
" انك تعانين من هزة نفسية – يجب أن أعمل شيئا".
إلتقط حذاءها ووضعهما في قدميها ثم أنهضها بإعتناء من الأريكة:
" سنذهب الى مكتب والدك ، لدي مفتاح الغرفة الثاني".
كان الرواق مظلما وفارغا والضوضاء القادمة من حلبة الرقص تسمع بصورة خافتة ، فتح أدريان غرفة أبيها وأدخلها فيها ، وأجلسها على الكرسي.
" تحتاجين الى دفء ، يوجد غطاء في سيارتي ساذهب وأجلبه ، أعدك أنني لن أتأخر طويلا ، إذا كنت تخافين أقفلي الباب".
لكنها هزت راسها ، جلست هناك لوحدها تنتظر فقط ، عاد لها في الحال ولف جسمها بقوة بقطعة من التارتان المقلم وهو يبتسم في وجهها:
" تبدين الان كأنك جدتي ".
ردت الإبتسامة عليه بضعف.
" سآخذك الى البيت".
قالت له:
" أنت تعاملني بكل طيبة يا ادريان ". ثم تذكرت : " لكنك لا تستطيع أن تاخذني الى البيت ،وماذا عن جين؟".
" إنها على أحسن حال مع رفيقك الشهم ، سأخبر نيكول بأنني برفقتك حيث سيكون متفرغا لرفقة جين ، إذا لا يوجد مانع عندك فليس لديه أي مانع ولا أنا".
" ماذا ستقول لوالدي؟".
" بأنك تعانين من صداع شديد ، إنه حقيقة أليس كذلك؟".
إبتسم ثم ذهب ، راحت هي في شبه إغماءة تريد أن توقف التفكير وهي تنصت الى أي صوت وحركة تعلمها عن عودة أدريان.
" تم ترتيب كل شيء؟".
منتديات ليلاس
ساعدها على لبس معطفها ووضع الغطاء حولها مرة اخرى ، وضع ذراعه على كتفها وذهب بها الى الخارج ، مرا في ظلام وهدوء ومشيا الى موقف السيارات ، أخذت الرعشة تخف في جسمها لكنها كانت في غاية الإنهاك والإعياء ، ساعدها لتصعد في سيارته والقت رأسها على جانب السيارة ، لم يتكلما طوال الرحلة ، إستعمل ادريان مفتاحه لفتح الباب الخارجي وأخذها الى بهو البيت ، فتح مدفأة كهربائية .
" يجب أن تتناولي قليلا من الشراب ، لا يمانع والدك إذا منحت لنفسي الحرية في مشروباته؟".
" كلا ، بالطبع ، أنت واحد من العائلة ، تذكر هذا؟".
نظر اليها بسرعة وإبتسم:
" بدأ الصداع يخف ، هذا واضح ، الان إشربي هذا كله".
أخذ الكأس الفارغ وأعاده الى مكانه:
" أدريان ، كيف وجدتنا ، ما الذي جعلك تنظر هناك؟".
تغيّر تعبير وجهه:
" رأيتك تذهبين خارجا معه ، وبقيت أضبط الوقت ، وبعد برهة من الوقت بدأت اقلق وساورتني الشكوك ، فذهبت أولا الى غرفته ، وجدتها فارغة ، ثم ذهبت الى غرفة عمل الموظفين ، لا شيء هناك، واخيرا قبل ان يتملكني الياس وأنا أفكر قد تكونين ذهبت معه الى بيته ، قررت ان أذهب الى غرفة هيئة التدريس فوصلت لحسن الحظ في اللحظة الحاسمة ".
" لا أعرف كيف أشكرك ، إنني متأسفة أن أسحبك هكذا من حفلة الرقص ، لكن يمكنك أن تعود الآن ، أليس كذلك؟".
" لا أعتزم ان أعود الى الحفلة ، سأنجز بعض العمل هنا لقضاء الوقت ، حتى يعود والدك".
" ولكن ادريان لا حاجة بك ان تبقى.....".
" أنظري يا روزالي ، قد إعتنيت بي مرة ، تنازلت عن عطلتك من أجل ذلك ، لا يمكن أن أنسى ذلك ،ولم أتمكن من رد ذلك الجميل ، الآن أستطيع عن طريق العناية بك ". رفعها برفق على قدميها : " تعالي وأصعدي السلم ، عندما تكونين في فراشك ، ساجلب لك بعض الحليب الساخن".
" إنك تعاملني بطيبة يا أدريان".
ورفع ذقنها الى الأعلى ونظر في عينيها ، كانت عظامها تذوب امامه وهو يقول لها:
" توقفي عن المناقشة وأصعدي معي السلم".
فعلت مثلما قال لها ، وعندما صارت في فراشها نادت عليه فاتاها بكوب من الحليب الساخن:
" مع قليل من الشوكزلاتة ، أليس هذا يناسب ذوقك؟".
وبينما هي تشرب جلس هو على سريرها.
" ادريان ؟". نظر اليها : " لم تقل كلمة من التانيب لي رغم أنك بلا شك تفكر بافظع الأشياء عني".
فكر قليلا ثم هز رأسه:
" ليس هناك ما يقال ، اليس كذلك؟".
قطب وجهه ثم وقف على قدميه.
" لا بد انك كنت عارفة ان ما حدث كان في الحسبان ، ومع ذلك فقد تجاهلت كل تحذير وجهته اليك ، السؤال الآن ، الذي يقلقني جدا هو ، ما الذي سنعمله بعد الآن ؟".
نظرت اليه ببرود:
" لا أعلم ، إنني لا اعلم أبدا ، لا زالت هناك ميلاني".
اغلقت عينيها والقت رأسها على الوسادة ، أخذ كوب الحليب الفارغ وهمّ بالخروج.
" هل اطفىء المصباح؟".
" نعم من فضلك ، لدي مصباح بجانب السرير ". إبتسم لها:
" شكرا مرة أخرى لكل ما عملته".
" بكل ممنونية ، إعتبريه من مستوى الحب الأخوي ، خصوصا بإعترافك أنت فإنني أخوك المتبنى ، الست كذلك؟".
أطفأ المصباح وأغلق الباب وذهب.


الساعة الآن 08:11 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية