منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   104 - بانتظار الكلام - ليليان بيك - روايات عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t170578.html)

نيو فراولة 14-12-11 06:01 PM

بهت سرورها للسبب الذي اعطاه حول تقديم المساعدة .
" متى سآتي , هل أنت متفرغة هذا المساء ؟ لا صديق تستقبلينه مثلا؟".
" ليس هذا المساء".
"ما إسمه ؟نيكول ؟". هزّت راسها بالتأكيد فلمعت عيناه.
" آمل ان لا افسد الجو الطيب العجب الذي بيننا الآن في هذه اللحظة إذا قلت انه يجب ان يضيف لسمه ,س , حتى يكون نيكولاس وذلك ما يناسبه".
توقّع منها أن تضحك , لكنها وقفت على قدميها بغضب .
سحب يدها وجرّها الى الأسفل لتجلس.
"آه ، إذا ذهبت غاضبة فإنني لن أقدم خدماتي الثمينة ,خاصة وأنها خدمات مجانية".
لقد غيّرت لمسة يده الإنزعاج عندها الى عاطفة حلوة جعلتها تبتسم:
" حسنا ,هذا المساء , هل ل كان تتناول الطعام عندنا؟".
"أوه , لا أعتقد ذلك شكرا".
" ذلكما سبق وقلته ,والداي كانا قد طلبا إليّ أن أبلغك ان بإمكانك ان تاتي وتذهب أي وقت تشاء , أنهما يرحبان بزيارتك دائما".
" ذلك لطف منهما , إنني أستغرب لماذا؟".
" ربما لأنك تملأ ذلك الفراغ الذي طالما أحسا به بسبب رغبتهما الدائمة في الحصول على إبن ولم يحصلا على ذلك".
" قد اكون كبير السن بالنسبة لذلك ، فإنني ابلغ من العمر 34 عاما ".نظر اليها بتحد ثم قال : " ولكن إذا كان المر هكذا ، فإن ذلك يمكن أن يعني أنني سأكون أخوك بالتبني ، ما رايك في ذلك؟".
غيّرت تقاطيع وجهها :
" أخي ؟ لا أبدا ، شكرا ، لا يمكنني أن أنظر اليك كاخ ".
" هل صحيح ذلك ؟ إنني اجد لرد فعلك أهمية خاصة عندي".
نظر اليها بنصف إبتسامة مليئة بالمعنى فتململت بعدم إرتياح .
" حان الوقت لن أذهب الان".
" هل إتفقنا على وقت؟".
" يمكنك أن تأخذني بدلا من والدي عند إنتهاء الصفوف فنذهب الى البيت ، لقد أبلغني أنه سيتأخر قليلا هذا المساء".
" حسنا ، إنه موعد إذن ، الساعة الخامسة؟ الى اللقاء". لوّح بيده وذهب.
في الساعة الخامسة مدّ ادريان راسه في غرفة هيئة التدريس حيث جلست روزالي:
" هل انت مستعدة يا روزالي؟".
قامت وإتجهت نحوه في الحال .
" انك دقيق في مواعيدك ".
" تلك عادة ثابتة عندي".
مشى الى موقف السيارات وفتح باب السيارة بمفتاحه وجعلها تدخل الى الكرسي الأمامي ، وبينما هما يتجهان الى الطريق العام سألها:
" هل إعتدت الان على عملك الجديد؟".
" نعم ، شكرا ، إنني اجد متعة به ، وأجده يشتمل على إبداع في تدريس الشبان والشابات ، ومع ذلك يجب ان أعترف ان الأفكار والاراء التي يطرحونها تذعرني احيانا بصراحتها!".
" ولكن بكل تاكيد إنك لست أكبر سنا بكثير منهم, كم عمرك أنت؟".
" اربعة وعشرون سنة ، لم أعد شابة جدا كما تراني".
ربت على يدها:
" سيدة كبيرة السن بالفعل!".
تحركت يدها اليمنى لتغطي يدها اليسرى على المكان الذي لامسته يده:
" اصبحت صديقة لماريون هارلينغ".
" سكرتيرة ماسون؟ يبدو انها فتاة طيبة ، كما انها كفوءة جدا في العمل ، أكثر من سكرتيرة والدك ، ومع ذلك لا يمكن ان يكون كل شيء على ما يرام ، لدى جين جمال وجاذبية ، ما الذي يريده أي رجل اكثر من هذا؟".
" ربما يتطلب المر وجود الذكاء أيضا".
"آنستي ! الذكاء موجود عندها أيضا".
اطلق نظرة بإتجاهها ولا بد أن يكون لاحظ قبضة يدها المشدودة لأنه إبتسم فجأة.
وعندما تكلمت حاولت ان تجعل صوتها منخفضا وتحت سيطرة كاملة:
" إكتشفت ان ماريون تحب المشي كثيرا مثلي تماما ، لقد خطّطنا بصورة مبدئية لقضاء بضعة أيام معا حول المصارف لقضائها أما في ديربي شاير أو يورك شاير".
إرتفع حاجباه:
" هل تحبين المشي ؟ بكل تأكيد أنكمن مستوى لا يتقبل مثل هذه الفعاليات التي تقوم بها الفتيات في الهواء الطلق ، بالنسبة لماريون ، نعم يمكن ان تقوم بها ولكن انت ، بكل تأكيد لا".
" متاسفة لن أخالف فاعرقل نظرياتك لجديدة حولي لكنك لا تعرف طبيعتي ، لقد مشيت الميال في أوقات فراغي خاصة خلال عطلة الجامعة".
" هل حدث وشاركت في بيوتات الشباب؟".
" مرات عديدة ،وكانت مصدرا للمتعة عندي ". نظرت اليه وتابعت:
" هل ستسافر في عطلة نصف السنة؟".
" انا ؟ إنني دائما اذهب الى بيت والدتي ". لم يتحدث تفصيلا عن ذلك".
" ها قد وصلنا".
نزلا من السيارة.
" تفضلي امامي يا آنسة بارهام".
وبينما سارا على السلم بإتجاه غرفة نومها ، فكرت أنه يجب تهيئته لذلك ، فقالت وهي تشعر بقليل من عدم الراحة:
" لم أكن أتوقع زائرين ، لذلك آمل انك ستعذرني للفوضى التي قد تراها".
" فوضى ! لا أعتقد بوجود شيء خارج مكانه في غرفتك".
ضحكت ودفعت الباب ، نظر الى الكتب والفايلات مرماة على سجادة الغرفة والى الأوراق التي غطّت فراش النوم والكرسي المحمّل بالملابس المرمية على كلا جانبيه ، وضع يده على رأسه وتراجع قليلا الى الوراء.
" ارى ما تقصدينه ". تابع خطواتها وتظاهر بالتهديد حينما قال لها:
" لقد تحمست لترتيب وتنظيم مكاني ؟ لقد أيقظت عواطفك الأنثوية ، أليس كذلك؟ ما قيمة تلك العواطف الآن؟".

نيو فراولة 14-12-11 06:03 PM

تراجعت قليلا عنه وضحكت:
" الم احاول أن انذرك مقدما عن فوضى غرفتي ، ولكن حتى رايت رد فعلك اقسم لك أنني لم أحس بلسعة الفوضى الموجودة فيها ، أعتقد ان المرء يستطيع أن يرى فوضى الآخرين ولكن ليس الفوضى التي عنده ما لم تنظر اليها من خلال عيون الآخرين".
" ذلك عذر واه". ابتسم وهو يخطو في الغرفة.
" لكنني سأقول لك شيئا ، أنني أعجب بك أكثر بسبب ذلك ، إذ ان ذلك يجعلني غير غريب ، هل يمكنني أن أجلس؟".
اسرع وجمعت الملابس من الكرسي:
" تفضّل خذ راحتك ". رمت البدلات على السرير : " هل يعجبك كوبا من الشاي؟".
" لن اقول كلا".
" سأنزل واضع غلاية الشاي على النار ، هذا هو جهاز التلفزيون".
نظر الى الجهاز بتجهم:
" إنه من النماذج القديمة أليس كذلك؟".
"نعم فقد كان موضوعا في الطابق الأسفل ، لكن والدي ابدله بجهاز حديث وأعطاني القديم ، هل تسمح لي أن اهيىء الشاي؟".
هز رأسه بالموافقة بينما إنهمك في الفحص ، عندما عادت مع الشاي والبسكويت كان ظهر التلفزيون مفتوحا وأدريان مشغولا به حتى انه لم يشعر بوجودها ، قالت له ان شايه قد صبّ في الكوب ، لكنه لم يجب رغم سماعه قولها ، راقبت أصابعه تجس وتفحص تسحب وتدفع ، ثم راحت عيناها تنظر الى كتفيه العريضتين وشعره البني الكثيف ، توجد فيه موجة خفيفة ، أدارت نفسها بسرعة وشربت جرعة من الشاي قبل أن تسرح أفكارها خارج سيطرتها.
" شايك أصبح جاهزا يا أدريان".
قالت برقة فإلتفت إليها اخيرا وأخذ يمسح يديه بمنديله ، عمل رجالي بحت ، قالت مع نفسها ،مع تدفق شعور هو بالتأكيد يبعد كل البعد عن الشعور الذي يحدث عادة بين الأخت وأخيها ، نبهت نفسها مرة أخرى بضرورة السيطرة على الموقف.
" هل وجدت ما هو العطل فيه ؟".
" كلا ، من الصعب بدون ادواتي وجهاز التلحيم".
شرب شايه وأخذ واحدة من البسكويت بينما كانت افكاره ما زالت في الجهاز.
" هل من الممكن أن آتي مرة أخرى لأحاول ثانية حيث ستكون معداتي معي ؟ لقد وعدت والدك في أي حال ان ىتي من أجل الكتاب".
" ساكون موجودة في المساء ". قالت له : " لدي ملاحظاتي التي يجب ان احضرها وبعض الواجبات للتصحيح ، أي وقت بعد السابعة".
انهى شايه وغادر الى بيته.
كانت روزالي تغسل الواني في المطبخ عندما أجابت والدتها على جرس الباب الخارجي ، سمعت صوت أدريان وشعرت برعشات من الأنفعال.
" مرحبا سارة ". قال وهو يدخل : " هل فرانكلين موجود؟".
إذن اصبحت السماء الأولى تطلق للجميع في هذا البيت , هكذا؟ فكرت روزالي مع نفسها وهي تطرد طعنة سخيفة من الغيرة.
" اين روزالي؟".
كلمات بعثت فيها موجات إهتزازية من الفرح.
" في المطبخ تنظف الواني كالعادة؟".
ضحكت سارة:
" هذا صحيح ، إنني ام غير جيدة ، أليس كذلك ، أجعل إبنتي يقوم بكل العمل؟".
" في يوم ما ، ساعطيها جهازا لغسيل الواني ، مع تحياتي".
قال وأخذ صوته ينخفض قليلا وهو يدخل غرفة الدراسة.
ضحكا معا وأغلقا غرفة الدراسة عليهما ، وبعد وقت طويل كانت روزالي جالسة في غرفة نومها وحولها في كل مكان كتب مدرسية ، وتمارين وحافظات الأوراق ، إنها تعمل ملاحظات واسعة تريد أن تكفيها للأيام القليلة القادمة ، قفزت على النقرات الخفيفة على الباب.
" هل يمكنني الدخول؟".
"نعم تفضل يا أدريان ؟". كان في يده صندوق الأدوات : " هذه تجربة جديدة لي في دعوة مهندس تلفزيون الى غرفة نومي".
" لا تشجعيني ، على الأقل حتى انجز العمل الذي جئت لتأديته".
" التلفزيون هاهوفي متناول يدك".قالت وإستغرقت في كتابة ملاحظاتها من جديد ، وبعد عشرين دقيقة سالته:
" ها....... كيف تجري الأمور؟".
منتديات ليلاس
إن رائحة التلحيم الحادة أثارت إنفعال خياشيمها ، ولاحظت حلقات الدخان تخرج من الجهاز.
" اعتقد انني وجدت العطل ، احد الأسلاك المنفصلة وزوج من الصمامات المعطوبة ، لا أعتقد بوجود أي عطل آخر ، يجب ان أشتري صمامين جديدين من المخزن القريب وإذا لم نتوفق فسأطلبهما من مكان آخر".
أعاد غطاء التلفزيون ........وشد براغيه بقوة.
" إنه لطف منك أن تتجشم عناء ذلك ". قالت وهي تنظر الى ساعتها :" سآتيك ببعض القهوة".
" ألا تستطيع أمك عمله لي في الحال ؟خاصة وانك منهمكة في عملك".
" لو ننتظر أمي ان تأتي به ، فإنني سأنتظر الى ما لا نهاية".
بدأ يجمع أشياءه بينما خرجت هي للقهوة وهي تسال:
"اين تود تناول قهوتك مع والدي ، ام معي؟".
"معك ".
ركضت الى الطابق الأول وهي تشعر بفرح وخفة غامضتين ، فهيأت صينيتين , رن جرس التلفون فأجابت هي.
"نيكول ؟ أوه ، مرحبا يا عزيزي ، جيدة شكرا وكيف حالك انت ؟ ما رأيك بمساء غد؟ لا تستطيع ذلك؟لماذا؟ اوه ، هل هي كذلك؟كلا , لا مانع لدي ، إذهب ومتّع نفسك ، نعم انني متفرغة يوم السبت , الى اللقاء إذن ،مع السلامة نيكول".
إذن فإسمها جونا ، قالت لنفسها وهي تطرد شعورا بالإكتئاب ، وهي تأخذه للبيت ليلتقي مع والديها ، وهو يقول ليس هناك شيء جدي وإنما هو ذاهب حبا للأطلاع ، وساراه يوم السبت.

نيو فراولة 14-12-11 06:04 PM

صارت تحركاتها لا إرادية وقد حملت قهوة والديها الى غرفة الدراسة.
" أدريان سيتناول قهوته معي". أخبرتهما وقد تجاهلت إرتفاع حاجبيهما إستغرابا : " إنه لا يزال يعمل على تصليح تلفزيوني".
اخذت الصينية الثانية الى الطابق العلى ودفعت باب غرفة نومها وفتحتها برجلها ، كان ادريان جالسا الى منضدتها يقرأ ملاحظاتها.
نظر اليها وكان يهمهم بالكلام عندما راى وجهها :
" ما الذي حدث؟". سألها.
" أكاد أرى تغيرا في وجهك ، هل كان المتكلم في التلفون صديقك؟".
" نعم".
"وهوالذي اثارك؟".
" هذا شيء لا يخصك".
" حسنا ، سنغيّر الموضوع ، كنت اقرأ ملاحظاتك ، إنني أتعجب من مدى سعة الموضوع ، هل درست كل هذا عند حصولك على درجتك الأكاديمية ؟".
"معظمه وأما الباقي فقد درسته بصورة خاصة".
" هل فعلا تحسين انك مؤهلة شخصيا وأكاديميا , لتدريسهم كل هذه المواد حول العلاقات الشخصية ؟ مثلا". مرر اصبعه على طول سطر مكتوب : " كيف تنسجم مع عائلتك , كيف تتصرف مع الصديقة والصديق ,مدى وحدود علاقات الحب ؟ إنني شخصيا أحب هذا ، ماذا يعني الوقوع في الحب ؟ هل هو أن تحب الآخر؟ كذلك هو ، هل هناك فعلا شيء يسمى الحب من النظرة الولى ؟ أم هل هو إنجذاب فيزيولوجي.
ايتها الستاذة , ما هوالجواب؟".
تغيّر لونها على هذا السؤال المثقل وحاولت التملص منه وتغيير الموضوع:
" لماذا يجب أن تركّز على هذا وتتجاهل الاشياء الاكثر أهمية ؟ إنظر هذه المواضيع ، النقابات العمالية ، الدائرة المحلية ، الحكومة الوطنية ، القانون ، دراسة عن التلفزيون المحلي ، المجتمعات والعلاقات ، القضايا العامة".
" إنك لم تجيبي للان عن سؤالي، إذا كنت غير قادرة على إجابتي ، كيف يمكنك إجابة طلابك؟".
أصبحت أكثر إضطرابا:
" انك تختلف كثيرا ، في أي حال ، بناء على إعترافك أنت ، الحب الوحيد الذي تعرف شيئا عنه هوحب الوالدين ، كيف إذن اتحدث اليك حول الحب بين الجنسين أكثر مما يمكنك أن تتحدث به لي عن الحقائق العلمية؟ ". تحركت مبتعدة عنه وقد حملت كوب قهوتها : " ماذا قلت لنيكول في ذلك المساء ؟ليس هناك فائدة في محاولة توضيح ذلك لك ، لأننا لا نتحدث بلغة مشتركة يمكن أن نتفاهم بها حول الموضوع".
" أوه ، هذا قول جيد يا آنسة بارهام !".
"لقد تجنبت اصول السؤال بكامله ، بأسلوب تفخر به دبلوماسية أوعضو في البرلمان يسأل حول الموضوع ".
إنحنى في إتجاه التلفزيون ومد يده لأخذ قرص من البسكويت .
" ولكن انت بالطبع تعرفين جميع جوانب الحب ، بصورة كافية حيث تلقين محاضرات على مجموعة من الطلبة المراهقين حوله".
هزت كتفيها إستهجانا على سخريته ثم إبتسمت:
" واضح ، إنك سوف لن تستدرجني للحديث".
ظلت صامتة ، أكمل ادريان آخر رشفة من كوبه ووضعه على صحنه محدثا قرقعة طفيفة:
" الشيء الذي أودمعرفته ". إستمر في إلحاحه : " هو كيف تنصبين من نفسك داعية أخلاقية بينما انت بسبب صغر سنك النسبي ، تكادين تفتقدين النضج الثقافي الذي يمكنك من ذلك، إنني أكبرك بعشر سنوات ومع ذلك فلا يمكنني الأدعاء بمعرفتي كل الجوبة ، في أي حال ، إذا حدث لي طال مشكلة أدبية أخلاقية حقيقية ، وهذه بالطبع حالة منتشرة عند اكثير من الطلاب هذه الأيام فإن حلها يعتمد على شخصيته ، تجاربه السابقة واصله العائلي ، وليست على برنامج محاضرات تقدمينه أنت ن مدرّسة إمراة صغيرة السن".
" لكن الحديث مع تلك المدرّسة قد يغيّر الموازنة ويضعه في الخط الصحيح ، في أي حال ، الدراسات العامة تشمل أشياء أخرى كثيرة علاوة على العلاقات الإنسانية كما قلت قبل ، إنني متأكدة بانك تتجاهل تلك المواضيع الإنسانية كما قلت قبل قليل ، إنني متاكدة بانك تتجاهل تلك المواضيع لمجرد انك تود ان تبرهن على وجهة نظرك".
إبتسم فقط ولم يقل شيئا آخر ، كان هناك صمتا إستغرق كلاهما فيه بالتفكير حتى سالته هي:
"كم من الوقت تطلّب حصولك على الدكتوراه؟".
" بضع سنوات ، تفان ومثابرة ، لم اتوان لحظة".
" لذلك إتخذت اسلوب حياة أشبه بالرهبنة".
" لا ليس هكذا ، أسلوب حياتي هومن إختياري ، انت تعرفين آرائي حول ذلك".
ترددت لبرهة من الوقت ثم شيء في داخلها دفعها للقول:
" بعد سنتين على زواج والدي كانت والدتي تريد أن تبدا الدراسة للدكتوراه لكنها.... لكنها إكتشفت أنني ساولد مما جعلها تترك الفكرة ". نظرت بعيدا عنه : " لا اعتقد أنها سامحتني بسبب ولادتي".
لم تكن تعرف ما الذي تتوقعه منه بهذا الحديث ، عطفه ! ربما ، ولكن بكل تأكيد لم ترد منه ذلك الغضب الذي هاجمها به لتوه:
" إتركي هذا ايتها الفتاة ، لا تبداي بإيلام نفسك عن طريق الأشفاق عليها وإلا سأقف على قدمي وأغادر المكان ، سأقول لك شيئا حول حياتي ن ليس من عادتي ان أتكلم عن نفسي لأحد ، خصوصا لإمراة ، لكنني ساجعل من ذلك إستثناء بالنسبة اليك ". تراجع قليلا الى اوراء في جلسته ثم أطبق ساقيه : " لم يكن لدى والدي ما يكفي من المال حينما جئت لهم ، بعد سنتين على ولادتي اصيب والدي بمرض حصل له بسبب الجوع والإنهاك في العمل ، بعد سنتين من ذلك توفي ، لذا فقد نموت وترعرت بدون اب تقريبا ، والدتي عملت وناضلت فحافظت على تماسك العائلة وأصرت ان أحصل التعليم الذي كانت قد صممت أن توصلني اليه ، إن حقيقة الحاجة الى المال كانت تطاردها دائما الى أن اكملت دراستي وحصلت على عمل ، ومنذ ذلك الوقت فإنها لم تعد تنظر الى الوراء بالنسبة للحاجة الى المال ، فإنني دائم التأكد من ذلك ، لقد مرت عليّ حياة صعبة ، يا روزالي ، لكنني لم أشك مثلك ، الشيء الذي تتذمرين منه هو في الواقع حاجتك لبضع قبلات وبعض التدليل ؟ تزوجي صديقك حالا وسوف يعطيك كل ما تريدين من هذه الأشياء".
لكنها لم تنصت لحديثه هذا فتابع:
" اعتقد ان امك رائعة ، وأنك سعيدة الحظ".
وقف على قدميه وهو يفقد صبره : " لم تفهمي قصدي ، ايتها الفتاة اليس كذلك ؟ يبدو انك متعقدة من الإفتقاد الموهوم لحنان الأبوين ، ولا ترين غير ذلك ". ألتفت الى الباب ، تردد ثم عاد يقف امامها , وقست تعابير وجهه وهو يأخذ يدها : " إنني مقتنع بشيء واحد بدون أي شك وهو عندما تتزوجين ويصبح لديك اطفال خاصين بك ، سون تحبينهم وترينهم الحب بدون تحفظ ، تصبحين على خير يا روزالي".
إمتلت عيناها بالدموع وأدارت رأسها بعيدا عنه لتخفيها ، نظر اليها لبضع دقائق ، ترك يدها وغادر.

الملآك القاسي 15-12-11 08:32 PM

باين انها روعــــــــــــــــه بس ياريت تكملينها عيونــــــــــــي

أموووله 17-12-11 08:37 PM

يعطيك الف عافيه الروايه رووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووعه ^_^ بانتظار التكمله


الساعة الآن 12:26 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية