منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   104 - بانتظار الكلام - ليليان بيك - روايات عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t170578.html)

نيو فراولة 13-12-11 03:43 PM

104 - بانتظار الكلام - ليليان بيك - روايات عبير القديمة ( كاملة )
 
104 - بانتظار الكلام - ليليان بيك - روايات عبير القديمة

الملخص



هناك من يقول : العلماء بعيدون عن حياة الحب, بل أكثر من ذلك أحيانا ,يتهمونهم بقلة الحساسية والإنسانية وبأنهم يبنون حياتهم على أسس علمية بحتة....ويذهب بعض العلماء ومنهم أدريان كرافورد عالم الرياضيات الى منع دخول المرأة في حياتهم أوحتى بيوتهم ولو لغرض التنظيف! تسأله روزالي مدرسة الكلية الجديدة عن أسباب عدائه للمرأة , فيعطيها رأيه بأن المرأة ملهاة بغيضة عما هو مهم في الحياة . وأنها مصدر للإزعاج يمكن تجنبه .
تخاف روزالي من آرائه خاصة أن عواطفها تتجه نحوه بشكل يفقدها السيطرة على نفسها . فتهرب لتختبئ بصداقة واليس ماسون , هل تستطيع الإستمرار وهناك إمرأة أخرى تدخل حياته؟

نيو فراولة 13-12-11 03:46 PM

1-لا نساء في حياتي




دقّت روزالي على باب مكتب أبيها ثم فتحت الباب فدفعت برأسها الى الداخل , أنها فارغة , أحست بخيبة , لكنها دخلت وأغلقت الباب خلفها , ثم مشت بتأن وأطلت على مكتب السكرتيرة المتصل بمكتب أبيها , إنه فارغ أيضا , لا بد أن تكون جين قد ذهبت الى البيت.
ثم تنهدت روزالي , إنه اليوم الأول لعملها الجديد , لذلك فهي متوترة الأعصاب قليلا , لكنها مفعمة بالرضى والأعتزاز , كم تود أن تتحدث عن ذلك , أن تقول لأحد ما , كيف أستمتعت بعملها , كيف تفضل عملها كمحاضرة في كلية , بدلا من معلمة في مدرسة للأولاد , ولكن حيث لا يوجد من تكملة عما في قلبها فليس أمامها سوى التحكم بتشوقها للحديث هذا , فترضى بالتفكير فقط.
منتديات ليلاس
أسقطت حقيبتها الى الأرض , وجلست على الكرسي المتحرك خلف طاولة والدها , ذلك الكرسي الذي كثيرا ما شعرت بسرور خاص كلما جلست عليه , ولطالما فعلت ذلك حينما كانت تزور الكلية مع والدها , قبل أن تصبح هي نفسها من أعضاء هيئة الكلية التدريسية , حين ذاك كان هدفها الأول ذلك الكرسي المتحرك حيث تروح تتأرجح بدوائر لا نهاية لها فيطفح البشر على وجهها حتى يصيبها الدوان , وكان من عادة والدها أن يدع لها الحبل على الغارب فيعطيها بضع دقائق لتمرح وتتعب نفسها قبل أن يطلب اليها ترك الكرسي فيجلس هو عليه.
لكنها اليوم أكثر حذرا بجلوسها , أنتصبت على الكرسي بهدوء وقاومت الرغبة الدفينة نحو التحرك اللولبي , لقد هيأت نفسها لأنتظار طويل , فهي تعرف أن والدها سيتأخر , فطالما فعل ذلك , كانت تعطي نفسها نصف ساعة أضافية على أي وقت يعود فيه بالوصول , نزعت سترتها ووضعتها على مسند الكرسي الى الخلف , وقع نظرها على سلة المهملات فوجدتها فارغة , وقلبتها رأسا على عقب , جلست مرة أخرى على الكرسي , خلعت حذاءها ووضعت قدميها على سلة المهملات المقلوبة , ثم راحت تنتظر.
وحيث أخذ الملل يتمكن منها قليلا , راحت تبحث في حقيبتها اليدوية , فأخرجت علبة من الشوكولاتة وبدأت تأكل لتلهي نفسها في قضاء الوقت , بعد ذلك جعلت تفتش حولها , ألتقطت شيئا ما من بين أوراق والدها ثم أعتدلت في الكرسي , وراحت تقرأ.
أنهمكت بالقراءة لدرجة أنها نسيت الوقت , حتى أنها أندهشت عندما وجدت النصف ساعة التي أعتادت أضافتها لموعد والدها قد مر , فصارت تفقد صبرها , وخالجها قليل من الأنزعاج , وبينما هي تهم بجر نفسها من مقعدها المريح أنفتح باب المكتب , أسرعت بعرض أبتسامة ترحيبية على وجهها , ولجمع الكلمات التأنيبية الرقيقة : ( جئت بموعدك بالضبط كعادتك !) , التي كثيرا ما أعادتها على والدها , ولكن هول المفاجأة هو أن من فتح الباب لم يكن والدها , بل شخصا غريبا تماما.
إنه طويل القامة قوي الجسم ذو وجه وسيم تمتاز ملامحه بالعزيمة والأرادة مما أضفى بريقا مخيفا لعينيه السوداوين , خطا الى داخل الغرفة بينما أخذت عيناه تنظران اليها بقوة , وكأنهما لا تريدان تصديق ما رأتاه , وعندما تكلم , أتسم صوته بالأنضباط , لكن بوادر الأنزعاج كانت بادية عليه بدون شك.
" هل لك من فضلك أن تقولي لي بالضبط , ما عساك تعملين هنا؟".
وبينما هي ترقب الغضب في عينيه , وصار يحول وجهه الى مظهر التعالي والغطرسة , صارت هي على درجة حادة من الأضطراب : ( كيف يبدو مظهري الآن ؟ ) , راحت تفكر مع نفسها وقد ساورها الحياء وأضطربت علائم وجهها وقد أنزلت قدميها الى أرض الغرفة بسرعة , وأعادت لطاولة والدها الأوراق التي كانت تقرأ بها , ثم أخذت تبحث بأضطراب عن حذائها , لبستهما ووقفت على قدميها بأنفعال وهي تشعر وكأنها قد أقترفت جريمة شنيعة – يبدو أن الأمر كذلك في عيني هذا الرجل الذي راح يحملق بحركاتها بصمت متجمد.
" أرجو المعذرة..... متأسفة". هو كل ما أستطاعت قوله بينما أستمر الرجل مقطبا حاجبيه.
" هل أنت موظفة جديدة هنا ؟ لم أرك هنا من قبل ؟".
" نعم , بدأت العمل اليوم فقط , أنه اليوم الأول من السنة الدراسية كما تعلم".
أي حد من ضعف الشخصية يمكن أن أصله؟ راحت تفكر مع نفسها , لقد كان جوابه لها وكأنها في الخامسة من العمر فقط , فشعرت أن لا لوم يقع عليه من ذلك.
" أنني أقدّر جيدا كونك جديدة ولكن ما لا يمكنني فهمه كيف يمكنك أن تخطئي بهذه الغرفة وهي تعود لرئيس قسم – فلم تميزيها عن غرفة الموظفين الواسعة المشتركة أو حتى غرفة أستراحة السيدات , والتي كما يبدو لي تعتقدين أنك جالسة فيها ! ألا تستطيعين أن تقرأي العنوان بحروف واضحة على الباب : رئيس قسم العلوم والرياضيات – واضحة بما فيه الكفاية حتى لشخص دون مستوى الذكاء ليحل رموزها , لأي قسم تعودين أنت؟".
لقد كان لأسلوب السخرية هذا فعل شديد فيها , أصابها في الصميم , فأمسكت بقبضة حقيبتها المكتبية وكأنها تريد أن تفلت من بين أصابعها , ثم سحبت شفتيها وقالت:
" إذا وجب عليك أن تعرف , فإنني من قسم الأعمال والدراسات العامة , أنني محاضرة في الدراسات العامة".

زهرة منسية 13-12-11 04:14 PM

سلم أيديكى حبيبتى كل كلمات الشكر و الثناء ما توافيكى حقك على مجهوداتك بالمنتدى

نيو فراولة 13-12-11 09:56 PM

وهنا لم تصدق عينيها , وهي تراه يدخل يده في جيبه بصورة عاجلة , ويخرج ورقة راح يكتب عليها المعلومات التي أعطتها له.
" الأسم؟".
عند هذا الحد أخذت تستعيد بعض هدوئها , لم تكن الأمور سهلة أمامها في السابق وهذه المناسبة يمكن أعتبارها في سياق الصعوبات المارة , لماذا يجب علي أن أعطيه أسمي؟ فكرت مع نفسها , هل يتصور أنه يستطيع أرباكي بأسلوبه المتعالي هذا لمجرد كوني موظفة جديدة ؟ لقد عرفت أنه ليس المدير ولا وكيل المدير لأنها كانت قد قابلتهما في السابق , إذن قررت أن لا تعطي أي معلومات لهذا الشخص المتباهي.
" أعيد مرة أخرى , إسمك؟".
لا زالت صامتة , لم تقل شيئا.
" ربما ينبغي أن أوضح لك ". قال وهو يظهر مزيدا من الصبر : " إنني أحد كبار أعضاء المؤسسة , إنني في الواقع , وكيل رئيس هذا القسم".
هنا بدأت تلمس رأس الخيط , بدأت تعرف من يكون هذا الرجل , فهو إذن ذلك الرجل الذي تحدث أبوها عنه بعبارات المدح المتناهية , إنه لامع , كان أبوها يقول عنه , أنه سيتقدم , سيصل الى القمة , قبل أن تنقضي بضع سنوات وأكمل كلامه:
" وعليه , فإنني مسؤول عن محتويات هذه الغرفة حينما يكون رئيس القسم غائبا , لا يمكنني أن أسمح لأي أحد بما في ذلك أنت , أن يفلت بدون عقاب مما يمكن أعتباره عملية أغتيال , لاحظي أحتلالك الوقح لهذه االغرفة موقفك عندما دخلت أنا , وفوق كل ذلك , الحقيقة الصارخة وهي أنك كنت تقرأين مستندات سرية , أستحصلت عليها من هذه الطاولة , الآن هل لك أن تعطيني إسمك؟".
" متأسفة لكنني أرفض".
بعد كل الذي قاله , لا يمكنها , لا تستطيع أن تقول له , بكل بساطة , عن العلاقة التي تربطها برئيس القسم , في الوقت الذي شعرت به بعدم الأرتياح لهذا الرجل , فأنها لا تستطيع أن تضعه بموقف لا بد أن يكون محرجا له لو أكتشف أنها أبنة رئيس القسم .
" حسنا !". أعاد الورقة الى جيبه , " لديّ الآن معلومات كافية لأتهامك , وكونك ترفضين أن تعطيني إسمك سيجعل المسألة أسوأ , ولكن حقيقة كونك حديثة العهد في العمل قد تشكل نقطة تخفيف لمشكلتك على أنني سأحاول أن أقلل من أهمية تلك الحقيقة بالنسبة لما قمت به , الآن , أخرجي من هنا بسرعة!".
إحمرت وجنتاها من الغضب , سحبت معطفها وجمعت حاجياتها أدارت سلة المهملات غلى وضعها الأعتيادي , ثم رمته بنظرة مليئة بالتحدي وهي تخرج من ممر الباب لتواجه أبيها يدخل مسرعا الى الغرفة:
" روزالي , يا عزيزتي , متأسف تأخرت طويلا عليك , هل تعبت من الأنتظار ؟ تعالي أرجعي وأنتظريني للحظة , ها هو , دكتور كرافورد , إنكما قد ألتقيتما".
وقفت الى جانب أبيها وهي تتمتع بمنظر الذهول والأضطراب الذي بدا على وجه نائب رئيس القسم , ولكن تلك اللحظة مرت بسرعة وأرتسمت على وجهه أبتسامة ساخرة.
" لا يمكنني الأنتظار لكي أقدم بصورة رسمية لأبنتك الساحرة أيها السيد بارهام".
أشار فرانكلين بارهام عليهما التقدم أحدهما للآخر لكن يداهما لم تتلامسا حيث أحتفظت روزالي بيدها ممسكة بحقيبتها المكتبية.
" روزالي , أقدم الدكتور كرافورد .... أي ..... أدريان , الأسم الثاني أليس كذلك؟ دكتور أدريان أقدم إبنتي روزالي , إنه يومها الأول هنا , كيف تعرفتا على بعض يا عزيزتي ؟". ثم ألتفت الى دكتور كرافورد : " إنها محاضرة في موضوع الدراسات العامة".
قال موضحا وهو يبتسم الى أبنته , لكن روزالي تعلم ما تعنيه تلك الأبتسامة كا تعلم ما في الأكمام.
" وأقول بإعتباري عالما , أن مدرسي موضوع الدراسات العامة شر لا بد منه بالنسبة لكلية متخصصة بالعلوم , وإبنتي تعلم بآراء أبيها حول ذلك , أليس كذلك؟".
أبتسمت روزالي أبتسامة فاترة.
" أعرف ذلك جيدا يا بابا ". نظرت الى الرجل الآخر : " أنت بلا شك أيضا واحدا من هؤلاء العلماء المهرة يا دكتور كرافورد".
" نعم بالفعل يا آنسة بارهام , أنني عالم رياضيات مثل أبيك , لكنك أضفت كلمة ( اماهر ) وأنا لست كذلك".
" نعم أنه من العلماء المهرة يا عزيزتي ". قال الأب : " لقد حصل لتوه على درجة الدكتوراة , فلا تسمعي لتعابيره المتواضعة هذه".
لم تستطع روزالي أن تاقوم شعورها بالسخرية أتجاه الرجل.
" هل الدكتور كرافورد متواضع بالفعل؟ أنت تثير أستغرابي؟ فتلك صفة لا تخطر ببالي أنطباقها عليه".
" آه , إنها تتلاعب معك الآن يا دكتور كرافورد , كما ترى أنها تعيش في عائلة من العلماء , أمها عالمة بالرياضيات أيضا , أن أبنتي أكتسبت بمرور السنين حساسية خاصة أتجاه العلماء , وكلماتها هذه نتيجة فرض الأتجاه العلمي عليها منذ طفولتها".
" أنني أتفهم ذلك". قال الرجل الآخر وراحت عيناه تتفحصان وجهها عن قرب مما أثار غضبها.

نيو فراولة 13-12-11 09:59 PM

" ألسنا ذاهبان الى البيت يا بابا؟".
سألت وقد أختلج صوتها من الغضب.
" سأحتاج فنجانا من الشاي , لقد أخذت ما يكفي من التجارب المزعجة لهذا اليوم وأحتاج الآن لما ينعشني".
تمسك والدها بالكلمات التي تفوهت بها.
" التجارب غير المسرة؟ لماذا يا عزيزتي , ألم تستمتعي بيومك الأول هنا".
" نعم , جدا , قالت وقد رمت الدكتور كرافورد بنظرة آملة أن يفهم الأشارة.
" أنني لم أعن ذلك".
وهنا أغلق أبوها حقيبته المكتبية وأمسك بذراعها.
" أراك غدا يا دكتور كرافورد حول مسألة التعاون الذي تحدثنا عنه".
ثم ألتفت الى إبنته.
" سيساعدني الدكتور كرافورد في كتابة الكتاب الدراسي للرياضيات الذي يشغل بالي".
رفعت روزالي حاجبيها بأسلوب تعمدت أن يظهر عدم أكترثها :
" أليس ذلك لطف منه".
قالت ببرود , أبتسم الدكتور كراوفورد , بسبب عدم الجدية في نبرتها.
تبعت روزالي أبيها الى البيت , علّقت سترتها في مشجب الملابس الموجود في صالة البيت وتوجهت مباشرة الى المطبخ.
" هل ماما هنا هذه الليلة؟".
سألت بصوت عال , أجابها والدها وهو في منتصف درجات السلم المؤدي للطابق الثاني من البيت:
" كلا , لا بد أن تصل مبكرة لكي نتناول الشاي معا".
أليس أختراع الطباخ الحديث نعمة لا تنكر؟ راحت روزالي تسائل نفسها وهي تلبس قثازاتها الوقائية ثم تفتح الفرن , كانت شريحة اللحمص تتحمّص في طبقها الخزفي , أدارت زر الطباخ لكي تتباطأ الحرارة , ثم أخرجت هلامة الفاكهة من الثلاجة وأدارتها من قالبها في الأناء , ثم فتحت علبة من القشطة الطازجة , وبينما أصبحت وجبة الطعام مهيأة للتقديم دخلت والداتها الى البيت .
وجدت سارة بارهام أبنتها في المطبخ.
منتديات ليلاس
" مرحبا يا عزيزتي ". قالت بينما تتهيأ روزالي لحمل الطعام الى الغرفة , لقد طبخت وجبة الطعام , أليس كذلك؟ كم أنت لطيفة يا بنيتي؟".
نظرت روزالي الى أمها , نحيفة البنية قامتها لا يمكن أعتبارها طويلة , وشعرها الأصفر الضارب الى الحمرة الذي أختلطت به بضع شعيرات بيضاء , ففكرت كم هي جذابة رغم أنها في أواخر الأربعين من العمر.
وضعت روزالي ذراعيها حول والدتها:
" أنت تعرفين أنني أطبخ الوجبة دائما يا ماما".
قالت وهي تضع خدها على شعر أمها , رفعت سارة ذراعي أبنتها وسحبت نفسها.
" يجب أن أرى أبيك , أريد مساعدته في مسألة رياضية , طلب تلميذ مني أن أحلها , أين هو , في الطابق العلوي؟".
هزت روزالي رأسها محتجة على عدم تجاوب أمها , أتجهت سارة نحو السلم وهي تقول:
" يجب أن أغتسل أولا".
وهناك في الطابق الثاني ظلت سارة وزوجها يتحدثان ويضحكان طويلا حتى أنهما لم يسمعا النداء عليهما لتناول الطعام.
وفكرت روزالي مع نفسها كيف سيكون الحال لو كانت لديها أم من نوع الأمهات الأعتياديات اللواتي لم يمتلكن الذكاء الكافي ليكن بمركز المحاضرة في جامعة مثل أمها , أن تكون لديها أم تعمل في مخزن مثلا , أو بعمل من هذا المستوى العام فتمنح حبها بدون تقتير أو تحفظ؟
لجأت روزالي الى تناول الجزء الأول من وجبة الطعام لوحدها , لا زالا يتحدثان في الطابق الأعلى وروزالي متأكدة أنهما يجلسان على سرير النوم والأقلام بيديهما والورق أمامهما وهما مستغرقان تماما في المسألة الرياضية التي أشارت اليها أمها.
وعندما نزلا من السلم أخيرا , كانت يداهما متشابكتين , وهنا كانت روزالي تطرد من فكرها حقيقة شعورها أنها معزولة عن حبهما , وربما تكون زائدة عن محيط حياتهما إنني بضاعة قابلة للصرف ) , قالت بصمت وقد ساورها إحساس عميق بالإشفاق على النفس : ( إنهما سعيدان ببعضهما , ولا شك أنهما ليسا بحاجة لي ) , لكنها سرعان ما راحت تؤنب نفسها لتفكيرها هذا.
لم تتذكر سارة أن روزالي قد أنهت أول يوم لها في عملها الجديد إلا بعد أن قاربت وجبة الطعام على الأنتهاء.
" أنني متأسفة ". قالت الأم : " كيف أسمح لنفسي أن أنسى ؟ هل أعجبك العمل في الكلية , أكثر من عمل المدرسة؟".
أحست روزالي فجأة بالفرحة حيث أدخلت في الحديث أخيرا بين الأثنين , وراحت تتحدث بإنشراح وحماس:
" نعم يا ماما , إنه أفضل بكثير , العمل في الكلية يختلف كثيرا , فالطلبة يبدون أهتماما أكبر بما يعطون من تعليم , كما وأن التفاهم والتحدث الى أناس من هذا المستوى أسهل من التحدث الى أولاد الى أولاد صغار ممن أجبراوا على الأستماع للدرس سواء أكان ذلك طوعا أو أكراها؟".
" لقد قابلت صديقي الحميم , الدكتور كرافورد ". أخبر فرانكلين زوجته : " هل قلت لك يا سارة أنه قد حصل الآن على الدكتوراه , لقد وافق على التعاون معي في كتابة الكتاب المدرسي الذي أفكر في أصداره؟".
" إنه لكف منه أن يقبل التعاون معك , يا حبيبي , هل تعتقد أنه قادر على المساعدة في المسألة التي أحيلت لي؟".
فرك فرنكلين ذقنه وهو يفكر مليا.
" يمكنني أن أسأله , إنه شاب مستجيب".


الساعة الآن 09:16 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية