1- حورية البحر ... غرقت !
قال بلهجة آمرة زاجرة : ـ لقد انتهت تمثيلية حورية البحر هذه الليلة . . . . انهضــي على قدمـيــك . قبل أن تتمكن من لملمة قوتها لتتحرك , مال فوقها وجذبها إلى فوق . . . تهاوت ساقا جانيس وكادت تقع مجدداً , لولا أنه امسكها في الوقت المناسب . تمتم بغيـــظ : ـ اللعنة ! أعتقد أن علــي أن أحملك . لم يكن هناك أي لطف في الذراعين اللتين ضمتاها , التلامس الإجباري بينهما جلب فيضاً من الحرج وزاد من توترها . ـ أرجوك ... يمكننــي أن أسير لو . . . ـ اخرســـي ! منتديات ليلاس جعلتها حدة الرجل النافذ الصبر ترتبك فحاولت التململ لكنه شدهـــا إليه أكثر فأكثر . قالت : (( أرجوك . . . )) . ـ لن أقضي الليل اللعين كله على شاطئ بارد أتودد إليك . ـ لو تركتنــي لما اضطررت للقلق علـي . تجاهلها وتوجه نحو الطريق , غير أنه لم يتجه باتجاه سيارتها التي تقف على بعد مئة متر إلى الخلف . . . وتحول الارتباك والحرج إلى خــــوف . سألت بصوت مخنوق حاد ؛ والذعر يملأ صوتها : ـ إلى أين تأخذنـــي ؟ وصل إلى أرض صلبة , وأوقفها فجأة على قدميها . . . كانت يداه تمسكان خصرها لتبقى ثابتة وكان يأخذ نفساً عميقاً ثم يزفره . . . أخيراً تكـلـــــــم ؟ ـ اسمعي أيتها السيدة ! أنا غير مهتم بك . . النساء المتوترات يضجرننــي . . بصراحة أنت مزعجة كالصداع . . أنا متعب . . وبسببك تبللت واخترق البرد عظامــي . . . سأعود إلى كوخي لأستحم وللبحث عن الدفء , وإذا كان ممكناً , أن أنام , و ستأتين معي . ـ معي سيارتي . . . ولا داعي أن . . صاح بنفاذ صبر : (( لا مجال ! إذا ظننت أنني سأعطيك فرصة أخرى لتغرقي ما يكربك , فمن الأفضل أن تعيدي التفكير مرة أخرى . . . من الأفضل لي ألا أجد جثة غارقة رماها الماء على الشاطئ . . . هذا عدا ذكر مشقة استدعاء الشرطة )) . ـ لكننــي لم أقصد أن . . . ـ أنت تهدرين وقتك سدى . . . ـ لا . . . حقاً أنا . . ـ أوه . . . حباً بالله ! لقد رأيت أنوار سيارتك وهي تنزل ثم راقبتك لأعرف ما تنوين فعله . . تقدمت مباشرة إلى البحر , وغطست دون تردد ودون إلقاء نظرة إلى الخلف . . . عملية انتحار عن سابق تصور وتصميم لم أرَ مثلها من قبل , وعندما ناديتك تجاهلت ندائي وما إن رأيتنــي وأنا قادم إليك حتى أغرقت نفسك لئلا أراك . ـ لقد تشنجت ساقاي و . . . ـ الماء بارد . . وأنا أشعر بالبرد , ولن أقف هنا لأجادلك . . . ما تفعلينه بنفسك غداً أو الأسبوع القادم , لا شأن لي به . لكنك الليلة , أتيت إلى شاطئي لذا أصبحت شأناً من شؤوني . . الآن اصمتي وسيري معي , بما أنك لا تحبين أن أحملك . يقع كوخــي وراء تلك الأيكة . |
1- حورية البحر ... غرقت !
أدارها ودفعها بالاتجاه الصحيح . . فاندفعت إلى الأمام متعثرة , فيده التي كانت على ظهرها لم تسمح لها بأي خيار , ولم يكن لديها القوة لتقاومه . . . ثم إنها الآن ترتجف برداً . . بعد قليل بدا أمامها في الظلام مبنى صغير . الواضح أن هذا هو مصدر النور الذي شاهدته عندما كانت في السيارة . . . كان كوخاً مستطيلاً , صغيراً , وبدائياً , بابه الأمامــي مفتوح . ترددت على العتبة . . . وهاجمها الذعر مرة أخرى من فكرة إغلاق الباب عليها وهي وحدها مع غريب عدائـــي . لكن الرجل دفعها إلى الداخل وأغلق الباب , يقول آمراً : ـ قفــي دون حراك لأضـــيء النور . تسمرت جانيس في مكانها . . . كان عقلها مخدراً تخديراً يجعلها غير قادرة على أي عمل آخر . . . كان النور متدفقاً من مصباح (( كاز )) قديم الطراز . . . قفز وجه الرجل إلى الحياة في وهجه الأصفر . . . وجهه قاسٍ مهيب , يحيط به شعر أسود كث مشعث . . حاجبان مستقيمان يمتدان فوق عينين عميقتين بنيتـي اللون . . أنفه معقوف قليلاً . فكه قوي ومربع , خطوط عميقة محفورة من الخدين إلى الفم , فم جذاب أصبح بالتدريج رفيعاً مستقيماً بتوتر شديد وهو ينظــر إليها . ـ سأشغل سخان الماء . . خذي بطانية عن السرير , وضعيهــا حولـــــــــــك . قفزت عيناها بعيداً عنه وعن القوة الرجولية المخيفة الكامنة فيه . . . رأت سريراً مزدوجاً في زاوية الغرفة وغطاءً من (( الموهير )) ممتداً أمامه على الأرض . تحرك الرجل نحو الباب الخلفــي , واختفى في الخارج . . . لأنها استراحت لغيابه , انتزعت جانيس الغطاء ولفته حولها , وجلست على السرير . . كانت ساقاها ترتجفان بشكل كبير وهي بحاجة للراحة ولاسترداد توازنها . تدافعت الأفكار المشوشة إلى تفكيرها . . إنها أكثر إرهاقاً من أن تفكر بصفاء , ومن الأسهل الجلوس ببساطة . . بانتظار الرجل ليقول لها ماذا تفعل . لقد أنقذها من الغرق . . لولاه لماتت , لكنها غير واثقة ما إذا كانت مسرورة لبقائها حية , ولا تستطيع أن تجد الإرادة لـتهتم بالمستقبل الآتـــــي . ـ تعالي . المياه تجري ساخــــنة . نظرت مخدرة الإحساس إلى الرجل , دون فهم لكلماته . . هو أكبــــر سناً مما ظننته قبل قليل لقسماته النضوج المستقر . . إنه أقرب إلى الأربعين منه إلى الثلاثين , مع ذلك فجسمه جسم شاب صغير . ـ تحركي . . اللعنة ! لقد حملتك بما فيه الكفاية لليلة واحدة . أجبرت جانيس ساقيها على الطاعة , وأشار لها إلى الخارج , فلحقت به عبر شرفة صغيرة إلى غرفة مضاءة بمصباح من الكاز كذلك . بدا أن الغرفة تحوي عدة أغراض . . ففيها أدوات صيد وخراطيم الغسيل على جدار آخــر . . وطاولة , وحوض تستره ستارة طويلة . قال لها الرجــــل : ـ أسرعـــي ! فالماء يجري في الحوض . ولكنها لم تتحرك بل ظلت واقفة جامدة فراح يتأمل جمالها . فجأة سألـــها بقــــوة : ـ لماذا بحق الله تخاطر امرأة لها مثل جسمك بإغراق نفسهـــا ؟ تمتمت وقد سرى دفء غادر شرايينها : ـ لم أكن أفكر في إغراق نفســـي . أمسك الرجل بكتفيها وهو يفكر فانبعثت منه قوة شعرت بها تخترق أوصالها . . أمامها رجل حقيقي . . . وليس مثل ستيفنز , هذا الرجل يعي حقاً أنها امرأة . ـ أنتِ لست قبيحــةً أبداً . لاقى قوله آذاناً صماء . . . وجاشت في داخلها مشاعر مجنونة , فقد جعلتها صدمـة خيانة الرجل الذي أحبته تصرخ أنها امرأة وتريد أن تحب كامرأة . . . تريد أن تعرف بما كانت ستشعر لو كان ستيفنز ذلك الرجل الذي ظنته , لو أرادها وأحس بها كهذا الرجل . . كانت تتطلع بشوق إلى ليلة زفافها . . ليلة لن تأتــي الآن ! دفعها الإحباط , والفضول المنحرف , إلى مد يدها إلى كتفــي هذا الرجل بأصبع ناعمة , رقيقة , مذهولة . |
1- حورية البحر ... غرقت !
سحب الرجل أنفاساً سريعة ثم تبع ذلك رفض فوري فقد ضرب يدهـــا ليبعدها عنه , ونظر إليها بازدراء متوهج : ـ ما أنت ؟ مجنونة بالرجال ؟ أم أنك تحبين الحياة الخطرة ؟ قد يكون عرضك مغرياً . . لكنني لست يائساً للنساء لدرجة أن أقبل أي شيء يعرض علي . أسرعــي إلى الحوض واستحمــي وفي هذا الوقت سأعد بعض القهوة التي ترد إليك بعض تعقلك . عرفت جانيس أن عليها أن تخجل من نفسهـــا , والواقع أن تصرفها منتديات ليلاس ذلك صدمها . . لكن الإحساس بالفراغ عاد يغلفها مرة أخرى . . في مكان ما من أعماق عقلها كانت مصدومة , لكن هذه الصدمة لم تبدُ مهمة , لم يكن مهماً ما يفكر فيها هذا الرجل . إنه غريب وليس من عالمها , موجود هنا الليلة وغداً يرحل . . هذا أمر يثير السخرية حقاً . . . فهي ليست أبداً مجنونة بالرجال , لأنها بكل بساطة عذراء , وعذريتها لم تُهدد ولو مرة واحدة . . لفت الغطاء الموهير حولها مرة أخرى , وعادت إلى الغرفة الرئيسية . كان الرجل قد ارتدى بنطلون جينز وكنزة , ووقف قرب المدفأة التي تشتعل على الغاز منتظراً إبريقاً ما ليغلي . كان هناك كوبان على طاولة خشبية . . جذبت جانيس كرسياً لتجلس وفي هذا الوقت امتنع كلاهما عن الكلام . . . الواضح أن الموقف لا يعجبه , و جانيس ليس لديها ما تقوله له , ولن تشرح له سبب تصرفها . . . لقد أخذ زمام المبادرة لـنفسه وجاء بها إلى هنا . . فإذا لم يكن هذا يعجبه فلا يلومن سوى نفسه . . . صفرت غلاية الماء , فصب الماء الساخن في الكوبين ووضع واحداً لهـــــــــــــا . ـ في الفنجان سكر ولكن ليس فيه حليب . ـ أنا لا أستخدم أياً منهما . من غير المقبول أن يزيد وزن عارضات الأزياء , هذا ما ركزه ستيفنز في ذهنها . . كان معجباً بخصرها النحيل وبوركيها غير المكتنزتين وبساقيها المديدتين , لكنه طالما انتقد صدرها العامر وطالبها بوضع مشد ليظهرا أصغر حجماً في بعض الصور . . . وكان يقول بقرف : ـ عارضات الأزياء الشهيرات لسن بقرات . بعد استعراض سريع لكلماته وتصرفاته وجدت أنها كانت عميــاء بلهاء , ساذجة لأنها لم تدرك أن في علاقتهما شيئاً غير طبيعــي . . ستيفنز لم يكن قط رجلاً , ليس كهذا الرجل الجالس أمامها عابساً . . طقطقت كرسيه , فنظرت إليه , لتجده يدرسها باستهداف بارد . ـ يبدو أنني أعرف وجهك . . فهل هذا ممكن ؟ ثار الذعر في قلبها , فآخر ما تريده هو أن يعرفها أحد انفصالها عن ستيفنز سيجلب انتقادات ستكون أكثر من كافية ولكن إذا أشيع أنها حاولت الانتحار فستتصدر العناوين الأولى في كل الصحف . أجبرت نفسها على عدم إظهار أي اهتمام بما يقول : ـ لا أرى سبباً , لأننا بكل تأكيد لم نلتقِ قط . نظر إلى يدها : (( غير متزوجة )) . هزت رأسها وأحـست بالراحة لأن الخطر ابتعد عنها . ـ مشكلة مع رجل ؟ التوى فمها قرفاً : (( بإمكانك قول هذا )) . ـ هذا ما يفسر الأمـــر . جذب تعليقه الجاف الاحمرار إلى وجنتيها . . . فالواضح أنه يحمل ردها أكثر مما كانت تعنــي . وأن تلك الرغبة المتهورة في لمسه , أظهرتها على أنهـــا امرأة راغبة . قالت : (( أنا آسفـــة لأنني . . . أزعجـــت ليلتـــك , وتسببت لك بالمتاعب .. أنا . . . لم أعتقد أن في هذا المكان أحداً )) . ـ من حس الحظ أنني كنت هنا . ردت بصوت كئيب : (( أجـــل من حسن حظــي )) . تمدد إلى الخلف في مقعده , يرجعه متأرجحاً إلى الـــوراء . ـ ألم يرغب فيك ؟ ارتفع نظرها إليه للحظة فبان عمق خيبتها في عينيها , قبل أن تركزهمــا عليه بتعب : ـ لا . . . لم يرغب في . . بل كان يريد الصورة , ولم يردنــي أنا . |
1- حورية البحر ... غرقت !
سأل بصوت ملؤه الحيرة : ـ أية صورة ؟ أتقصدين الوجه والجسد ؟ أم الشخصية . . . . قاطعته بسرعـــة : ـ لا . . لا . . إنه لا يرغب في امرأة . . امرأة حقيقية . . . كنا سنتزوج الأسبوع المقبل . الليلة . . . لم يكن يتوقع قدومـــي إلى شقته . . لكننــي ذهبت . . . كانت الموسيقى مرتفعة , لذا لم يسمعني عندما قرعت جرس الباب . . فاستخدمت مفتاحـي , ولما دخلت شممت رائحة ثقيلة , حلوة . . كرائحة البخور , لا ادري ما هي , ولكنها أقلقتني . دخلت إلى منتديات ليلاس غرفة النوم . . فإذا هو مع . . مع . . وكانا . . . كانا .. هربت ورحت أقود سيارتـــي حتى وجدت نفســـي هنا . الدموع التي حبستها جانيس لساعات طــويلة بدأت تنهمر على خديها ... وأصبحت العينان الكبيرتان الخضراوان بركتين من البؤس , وبسبب انشغالها بألمها الداخلــي لم ترَ لمعان الفهم على وجهه , ولا الشفقة التي ظهرت في عينيه . تابعت الدموع جريانها وتدفقها , فانحنت جانيس إلى الأمام , تضع رأسها على يدها وتبكــي دونما رادع . . . وبدا لها أن قلبها يكاد ينفجر , وأخذت تنتحب وتنتحب حتى شعرت بالراحة من هذا الطيف الذي يمسك بخناقها . . مضى وقت طويل قبل أن يتحول النحيب إلى تنهيدات صغيرة محطمة , ومسحت البلل عن عينيها بظاهــر يدها . لحظتئذٍ فقط أحست بأصابع تنقر على الطاولة لحناً رتيباً , فارتفع صدرها مرة أخرى وقاومت لتسيطر على نفسها , ثم اختلست نظرة إلى الرجل فلاحظت العبوس العميق الذي شد حاجبيه المستقيمين معاً . . توقفت الأصابع عن النقر على الطاولة , وأحست بنظرته عليها . ـ هل ترغبين في الاستلقاء ؟ حمل السؤال الهادئ التورد إلى خديها , فأحنت رأسها لا تعرف بماذا ترد , لقد ثابر هذا الرجل على إساءة الحكم عليها ولا تستطيع أن تعرف ما إذا كان لطيفاً معها أم منتقـــداً . ـ لا بد أنك تشعرين بالاستنزاف . . لقد كانت ليلة قاسية لك , وأنا لم أسهل الأمور عليك . تنهد . وفتح يده دلالة الاسترخاء : ـ آسف لأننــي كنت . . غير متعاطف . ـ لم أفكر حقاً في إغراق نفســي . . أنا فقط . . أحسست . . أننــي بحاجة . . . لوح يده يصرف النــظر عن حاجته لشرحها : ـ لا داعي للشرح , احمدي الله لأنك تخلصت منه . . همست : (( أعرف )) . رفع نفسه ليقف , ودار حول الطاولة ثم ضغط على كتفيها بلطف . ـ تعالي إلى السرير , وفي الصباح ستشعرين أنك أفضل حالاً . . . وكأنه متأكد أنها ستقبل اقتراحه إذ مال إلى الأمام وأطفأ المصباح , لكن جانيس لم تستجب بسرعة , فاندست ذراعه حول كتفيها ترفعها للوصول إلى السرير . ـ أرجوك . . أنا قادرة على السير دون مساعدتك . رفع الغطاء لها , وما إن استلقت على الفراش حتى شعرت بالراحة والأمان . . . وما لبثت أن اتخذت وضعية النوم التي اعتادت عليها , غير أنها سرعان ما تنبهت , إذ سمعت الفراش يتحرك , إلى الرجل الذي جلس على السرير وفي عينيها تساؤل . قالت بصوت مختنق : (( ماذا تريد ؟ )) . ـ اسمعي ! لقد عاملتك بسوء وكدرتك , وعذري أننــي لم أكن أفهم ما تشعرين به , ولم أفهم الصدمة التي واجهتها . . وما من امرأة تستحق الأذى هكــذا . . امتدت يده بلطف تمسك كتفها : أنت امرأة . . امرأة . . امرأة جميلة مرغوبة وأنت كامــلة . نظرت إليه , وعقلها في حيرة . . فابتلعت ريقها بينما يده تتابع جرينها على كتفها , بخفــة الريش . . ـ استرخـــي . . وأرخــي أعصابك فلن أؤذيك أبداً . . . ثم ما لبث أن عـــــــانقها بلطف . * * *http://www.al-wed.com/pic-vb/124.gif نهاية الفصل (( الأول )) . . . |
موعدنــــا غداً و فصلين جديدين http://www.al-wed.com/pic-vb/102.gifإهداء إلى زهرة منسية وكل المتابعين وبإذن الله كل يوم سيتم طرح فصل جديد إلا أن وجدت متابعة كبيرة فسيكون موعدنا بأكثر من فصل تحيتــــــــــي جمره لم تحترق |
الساعة الآن 11:33 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية