منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   حصري 377 - الباقي من الزمن .. لحظة - ليندساي أرمسترونغ ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t170327.html)

جمره لم تحترق 04-12-11 11:37 PM

6- ذكريــــــــات وألم
 
بعد ما حصل في تلك العائلة , رفضت جو رفضاً قاطعاً العيش في
منزل مع رجل في الأرجاء , فانتهى بها الأمر مع أرملة متوسطة العمر
تعمل في الخدمات الاجتماعية , وابنتها التي أصبحت أعز صديقة لجو .
كان الجميع مقتنعاً بأنها سوف تنسى الموضوع البغيض وتضعه خلفها
لأنها عاقلة , قوية ومستقلة .
منتديات ليلاس


ولكنهم خطاً ظنوا , فقد غفلوا عن أنها حساسة أيضاً . ولن تنسى ما
حدث معها بسهولة . حتى أن تلك الذكريات المريرة وقفت بينها وبين
عدة رجال كان من الممكن أن تغرم بهم .
وربما عدم تصديق الآخرين لها في البداية هو أكثر ما ألحق بها الأذى
ولذلك باتت متعلقة باستقلاليتها , لن تعتمد على أحد من جديد .
إلا أن غافن هاستينغ قَلَبَ كل المقاييس وبدل كل المعايير .
ألأنهما عاشا الخطر نفســه ؟ أم لأنه رمى بنفسه في وجه سلاح مصوب
نحوها , شاء ذلك أو أبى ؟ أو ربما لأنها أسرا لبعضهما ببعض من
جوانب حياتهمـــا ؟
أياً يكن السبب , وحتى لو أن قلبها خفق عندما اقترح عليها
الزواج , فلا شـــيء هيأها فعلاً لدفق المشاعر التي جعلها تشعر بها الليلة .
أغمضت عينيها وفكرت في أنها وقعت في الحب , وهي سعيدة بهذه
الحالة ولكن ... كيف عساها تتكيف مع واقع أنه لن يعرف مجدداً ذلك
الحب المجنون العميق الذي عرفته هي ؟ وكيف يمكن لاستقلاليتها العاقلة
القوية العنيدة والحساسة أن تتكيف مع هذا الوضع الجديد ؟
http://www.al-wed.com/pic-vb/102.gif
نهاية الفصل (( الســادس ))...

جمره لم تحترق 04-12-11 11:50 PM

7- زوجــة مناسبة
 
7- زوجــة مناسبة
http://www.al-wed.com/pic-vb/102.gif
استيقظت جو صباح اليوم التالي , لتجد روزي جالسة على طرف
سريرها .
منتديات ليلاس


جاهدت لتنهض وحدقت بالساعة الموضوعة بجوار السرير . كانت
السادسة والنصف وضوء النهار بدأ يتسرب لتوه عبر النوافذ .
ـ صباح الخير .
أجابت روزي مشرقة : (( مرحباً . نحن نستيقظ دائماً عند طلوع
الفجر . ظننت أنني أخبرتك بذلك )) .
ـ لاحظتُ ذلك .
ـ تقول جدتي إنك سترسمينني . أنا متحمسة جداً لأنني أحب أن
يرسمني أحد . هل نبدأ الآن ؟
ـ الآن ؟ آه ...
ـ ما رأيك لو أحضر لك فنجاناً من الشاي ؟
ـ شكراً . سيكون هذا لطفاً منك .
خرجت روزي فاستحمت جو بسرعة . وكانت قد ارتدت ثيابها قبل
أن تعود روزي بصينية محملة بكوب شاي وفنجان حليب وقطعتين من
الخبز المحمــص .
قالت روزي: (( قطعة لي وقطعة لك . وكوب الحليب لي . لقد حضرته
السيدة هاربر وهي تتذمر لأنني أستيقظ باكراً . ولكن بما أنني
استيقظت , فلن يضرها أن تحضر كوب شاي لك . قلت لها إن الوحي لا
ينتظر أحداً )) .
نظرت جو إلى ابنة غافن هاستينغ بذهول . فـ روزي هاستينغ على ما
يبدو فتاة ذكية وأكبر من سنها .
من الواضح أنها اعتادت على رفقة الراشدين وهي تلفظ الكلمات
بوضوح تام .
كانت الصغيرة ترتدي فستاناً زهرياً طويل الكمين له حزام أبيض
وقد ربطت شعرها الداكن الطويل على شكل ضفيرتين .
ولكن مظهرها كان يشوبه شــيء من عدم الترتيب , فبعض أزرارها
كانت مفكوكة وحزامها كان مفتولاً وشعرها غير مربوط جيداً ... بدت
كأنها فتاة صغيرة من عصر قديم .
قالت جو : (( شكراً لك . لم أتناول هذا النوع من الخبز المحمص منذ
وقت )).
فابتسمت روزي : (( كيف تريدينني أن أجلس ؟ )).
فكرت جو لحظة وهي ترتشف الشاي ثم قالت : (( بما أنك تحبين
الرسم , ما رأيك لو ترسمين بنفسك ؟ سأعطيك بعضاً من أوراقي ويمكنك
استخدام أقلامـي )) .
وأشارت إلى علبة صغيرة على الطاولة .
أجابت روزي بحماسة : (( يا لها من فكرة رائعة ! ماذا سأرسم ؟
أعرف , لقد وضعت كلبة أبي المفضلة جراءً . لنرَ إن كنت أذكر شكلها )).
رسمتا حوالي نصف ساعة وكانت روزي تتكلم طيلة الوقت .
وإذا كانت روزي نور حياة والدها , فهو بالنسبة لابنته بطلها
المحبوب . وكان للجدة حضورها في حديث روزي ولكن أكثر من كانت
تتحدث عنه غافن . وقالت روزي أيضاً إنها تحب الحياة في المزرعة
وتتشوق لدخول المدرسة , لكنها تنهدت عند قولها ذلك وأسندت ذقنها
على يدها .
فسألتها جو : (( ما الخطب ؟ )).
ـ هناك بعض التعقيدات .
وأسهبت روزي في الشرح .
كانت على ما يبدو ترغب في الالتحاق بمدرسة للتعليم عند بُعد ,
وهي قد سبق وسُجلت في مدرسة (( تشالرلفيل )) الإعدادية .
كانت جو مطلعة نوعاً ما على مدارس التعليم عن بُعد , مما أخبرتها
إياه زميلتها في السكن (( لين )) التي عملت على هذا المشروع . كانت
تعرف , مثلاً , أن المدرس المنزلي يعلب دوراً مهماً . وفي حال كين كان
التي تضم أربعة أولاد غير روزي , فإن جانين زوجة كايز رئيس العمال ,
هي أفضل من يمكنه الاضطلاع بدور المدرسة , فهي لطيفة جداً وقد
عملت في مدرسة سابقاً , وثلاثة من التلاميذ هم أولادها .
وعلمت جو أيضاً من (( لين )) أهمية الدور الذي تلعبه هذه المدرسة ,
ليس فقط في تثقيف أبناء البراري , أنما أيضاً في الوصول إلى حياتهم
المنعزلة .
توسعت روزي في هذا الموضوع . كل الأولاد الذين تعرفهم
سيلتحقون بالمدرسة . فقالت : (( أعرف أنه ذات يوم سيكون علي
الالتحاق بالمدرسة الداخلية , ولكن إلى أن يحين ذلك الوقت , أريد
البقاء هنا . هذه دياري )) .
ـ ولِمَ لا تبقين هنـــــا ؟
ـ جدتي تحب أن تمضي وقتاً في بريزبان وأنا أرافقها دائماً , ولكن لن
يعود بإمكاني مرافقتها متى بدأت المدرسة , فاقترحت أن ألتحق بمدرسة
في بريزبان وأزور كين كان في العطل .
ـ ألا يروقك ذلك ؟
ـ لا . أنا أحب جدتي , ولكن لو كان لدي أم مثل كل الأولاد الذين
أعرفهم , لما كان هناك أي مشكلة ! إنها فعلاً مصيبة يا جو .
وكان التجهم بادياً على وجهها .
تجمد قلم جو في يدها وقالت مقترحة : (( تبدين على علاقة جيدة
بالسيدة هاربر . ألا يمكنها الاهتمام بك أثناء وجود جدتك في
بريزبان ؟ )).
حل الازدراء مكان التجهم : (( لن يقبلوا حتى السماع بذلك )).

جمره لم تحترق 05-12-11 12:05 AM

7- زوجــة مناسبة
 
ـ فهمت . وما رأي والدك ؟
تغير صوت روزي وهي تقول مقلدة والدها : (( لدينا أشهر لنفكر
بالموضوع يا سمكتي الصغيرة . وبما أنني غافن هاستينغ الرابع , كوني
أكيدة بأنني سأتخذ القرار المناسب )) .
ضحكت جو : (( سمكة ؟ )) .
ـ إنها نكتة بيننا .
منتديات ليلاس


وتوقفت روزي عن الكلام عندما تناهى قرع خفيف على الباب قبل
أن يفتح .
ـ بابا !
وقفزت روزي راكضة إلى والدها , حاملة الرسم في يدها : (( أنظر إلى
هذا )) .
ـ روزي , ماذا تفعلين هنا في مثل هذه الساعة من الصباح ؟
وإذ ألقى نظرة سريعة على الرسم , قال : (( إنه جميل ولكن ... لا
تكرري ذلك مجدداً . الوقت مبكر جداً . صباح الخير يا جو . أنا آســـف
بهذا الشأن . لقد غُفوت ولم أنتبه لمرور الوقت )) .
ـ لا بأس . لقد تعارفنا أنا و روزي .
ضاقت نظرة غافن وهو يسألها : (( ما الذي كانت تخبرك به ؟ )) .
ابتسمت جو : (( إنه سر بيني وبينها )) .
وافقت روزي قائلة : (( أحب من يحفظ سراً . هل الفطور جاهز ؟ أنا
أتضور جوعاً )) .
مرت فترة الصباح بسرعة .
لحسن الحظ , مر الطبيب لتفقد غافن , ما أراح جو كثيراً . وأنبه وهو
يغير له ضمادات الجرح : (( إسمع يا صاح , عليك أن تعطي إصابتك
بعض الوقت لتشفى , ماذا كنت تفعل بحق الله حتى تنزف هكذا ؟ )) .
التقطت جـو أنفاسها , بينما أجاب غافن بعد أن رمقها بنظرة ذات
معنى :
ـ كنتُ ... أحرق المراحل في العمل .
ـ إذاً كف عن حرق المراحل ... أياً يكن قصدك من ذلك . أنت لم
تعد فــي الاستخبارات .
وضب الطبيب حقيبته ونظر إلى جو , كما لو أنه لاحظ ذبذبات معينـــة
في تلك اللحظـة , فرفع حاجبيه .
قام غافن عندئذٍ بواجب التعريف : (( إنها جوان لوكاس يا طوم , هـــي
هنا لترسم أديل . جو , أعرفك إلى طوم وانسون )) .
ـ آه ! السيدة التي سمعنا عنها , تشرفت . أظن أنك كنت شجاعة جداً
في تلك الظروف المريعة .
أجاب غافن قبل أن تتمكن جو من الرد : (( بالفعل ... كانت
شجاعة . ولهذا السبب أحاول إقناعها بالزواج منـــي )) .
ضحك طوم , وقال : (( مكانك سيدتي , لفكرت ملياً قبل الإقدام على
ذلك . فـ غافن معروف بأنه ينال ما يريد . حسناً , علي الرحيل الآن )) .
ولكنه توقف فجأة عابساً ثم هز رأسه وصعد على متن الطائرة .
وبينما هما يراقبان الطوافة تحلق في الجو , سألته جو : (( كيف أمكنك
ذلك ؟ )) .
ـ أمكنني ماذا ؟
ـ أن تخبره بأنك تفكر بالزواج بــي ... لا تتغابى .
ـ لقد ظننــي أمزح .
رمقته جو بنظرة جانبية فابتسم غافن وأمسك بيدها : (( هو ليس غبياً ,
ولم تكن تلك بمزحة )) .
ـ غافن ...
ـ جو , هل لـي أن أقترح عليك شيئاً ؟
نظرت إليه بحذر وهو يقـول : (( ما رأيك لو نأخذ أسبوعاً أو اثنين
لنفكر بالموضوع ؟ يمكنك أن تكونـي فكرة عن الحياة في الريف وعن عائلتي
وعني , كما يمكنك أن ترسمي والدتي )) .
ـ أنــا ..
ـ هل أطلب منك الكثير ؟
ـ أتعني ... مقابل إنقاذك حياتـي ؟
ـ لا , طبعاً لا . إنســـي أنني قلت ذلك . بالمناسبة , ماذا قالت لك
روزي هذا الصباح ؟
كانت جو تفكــر في ما إذا كان عليها إخبار أم لا , عندما لاحت لهما
أديل و روزي في الأفق .

جمره لم تحترق 05-12-11 12:06 AM

7- زوجــة مناسبة
 
فقال : (( حسناً , لننس هذا الموضوع في الوقت الحاضر . ولكن هل
ستبقين هنـــا ؟ )) .
نظرت في الأفق الأغبر : (( إذا وعدتني بـشــيء واحد )).
ـ ما هو ؟
نظرت في عينيه : (( إذا أجبتك بالرفض , ستقبل بذلك الأمر )) .
ـ اتفقنا .
كان رده سريعاً بحيث أثار شكوك جو .
ـ هل تعنــي ذلك ؟
ـ أنا رجل أحترم كلــمتي .
عبست : (( هل لي أن أضيف شيئاً ؟ )) .
ـ دعيني أحزر ... هل لذلك علاقة بعدم الضغط عليك ؟
ـ أجل .
ـ جو , إذا كنتِ مُحرجة للطريقة التي عانقتني بها الليلة الفائتة , فلا
داعــي لذلك . كان ذلك رائعاً .
احمر خداها , بينما أضاف غافن : (( ومثيراً أيضاً )) .
ـ ليس الأمر أنني مُحرجة ... صحيح أن هذا أحد العوامل ,
ولــكن ...
ـ بل عامل أســـاسي .
ورفع يده إلى فمها يرسمه بإصبعه . فارتجفت جو .
قالت بجهد : (( أمك وابنتك على وشك أن تصلا )) .
أنزل يده وألقى نظرة من فوق كتفه .
ـ حسناً . يمكنك أن تقولي لي عندما تشعرين بأنني أضغط عليك .
اتفقنــا ؟
خطر لها أن تضيف بنوداً إضافية إلى اتفاقهما : عدم ذكر عرضه أمام
الآخرين , وعدم إظهار انجذابهما الواحد نحو الآخر بشكل علنـي ....
وغير ذلك . ولكن كل ما تسنى لها لتقوله كان : (( نعم )) .
ـ جيد .
واستدار غافن ليحيي روزي وأديل .
* * *
بعد أسبوعين , كان الوقت قد مر بسرعة فائقة , إذ شعرت جو
بانجذاب كبير لطريقة عيش آل هاستينغ . مع أن أمرين عملا لصالحها في
ما يتعلق بعدم الضغط .
فـ غافن لم يكن بإمكانه مشاركتها العمل نظراً لإصابته . ثم غالباً ما
كانت تحبس نفسها في غرفتها بحجة العمل على لوحتي أمه وابنته .
ولكنه تحدث معها عن الماشية وقتاً لا بأس به , وأخبرها أن كين كان
تعمل على طريقة جديدة تقضي بدمغ الأغنام الكترونياً .
ـ كيف هذا ؟
هز كتفيه : (( هذه الطريقة تعطيك معلومات عن وزن الماشية وحاجتها
للتلقيح وغيرها من الأمور . فتعطيك معلومات دقيقة عن حالتها )) .
ـ العلم مذهل !
وهزت رأسها بدهشة . كانا مستندين إلى السياج يراقبان الأغنام .
كان الجو أغبر والكلاب تجول في كل مكان والماشية تقفز . نظر إليها ,
كانت ترتدي بنطلون جينز وقميصاً أزرق والنسيم يتلاعب بشعرها .
ـ أنت ...
ولكنه توقف من دون أن يُكمل ما كان ينوي قوله .
نظرت إليه مستفسرة , فأجابها : (( كنت سأبدي ملاحظة شخصية
ولكن يمكنني أن أكمل حديثي عن الأغنام . الأمر عائد إليك )) .
ابتسمت قائلة : (( إذاً أكمل حديثك عن الأغنام )) .
ـ لستُ أدري لما سألتك ما دمتُ أعرف أن هذا ما ستجيبين به .
وفكر لحظة قبل أن يكمل : (( حسناً , أنت أردتِ ذلك . إن أفضل
الأصواف هي أخفها وزناً ... )) .
ـ أتعني أنكم تزنون كل خــــيــط ؟
ـ نعم . وكلما كان وزنه أخف , كانت جودته أعلى . ولهذا السبب
نربي بشكل خاص أغنام الميرينو, لأن أصوافها عالية الجودة . وكلما
اتجهنا جنوباُ في كوينزلاند , كانت جودة الأصواف أفضل . وتضم
كوينزلاند ما بين تسع أو عشر ملايين رأس غنم .
توقف لحظة , ثم تابع شارحاً : (( الصين أكبر أسواقنا وتُعتبر
أستراليا أهم منتج للصوف في العالم . يمكن للعامل المحترف أن يجز
صوف مئة وعشرين إلى مئة وأربعين خروفاً في اليوم ... )) .
ـ ماذا ؟
ـ هذا صحيح , ولكنك قطعتِ حبل أفكــاري ...
ـ الحمد الله . أظن أن هذا يكفي لأستوعبه حالياً .
ـ هل أنت واثقة ؟ هناك المزيد ....
ـ غافن , أنا واثقـــة .
ـ إذاً هل لـي أن أقول لك إنك جذابة بشكل مذهل يا آنسة لوكاس ؟
هذا كل ما كنت أريد قوله منذ البداية .
قال هذا محاولاً طمأنتها , فانفجرت جو بالضحك .
تعلمت جو أيضاً قيادة الدراجة , وأمضت وقتاً ممتعاً في جمع الماشية
مع (( كيز )) كما تعلمت كل أنواع الإشارات والصفارات الضرورية
لقيادة الكلاب . وكم كانت فرحتها كبيرة عندما أخبرها كايز (( الرئيس ))
بأنها ريفية بالفطـــرة .
وأخذتها روزي في جولة في أرجاء المزرعة , مُظهرة معلومات وافية
وحباً كبيراً للحياة هناك . كانت روزي تمتطــي حصانها الصغير الخاص ,
وقريباً تحصل على جرو كلب خاص بها . ولكنها ما زالت حائرة , لا
تعرف أي واحد تختار .
عندما يكون الطقس مشمساً . وكون جو سباحة ماهرة , استطاعت
روزي خلال أيام قليلة أن تتعلم السباحة , فلم تسعها الدنيا من
الفــرحة .

جمره لم تحترق 05-12-11 12:19 AM

7- زوجــة مناسبة
 
ولم يكن رضى الوالد محصوراً بابنته , إنما بمدربتها أيضاً . وكانت
نظرته إليها في ثوب السباحة أفصح من أي كلام قد يُقال .
ولكن كل ما اكتفى بقوله أثناء ابتعاد ابنته عن المسمع , كان أن جمال
الساقين بات نقطة مهمة لديه للكمال الأنثوي . فرمقته جو بنظرة ساحرة
سريعة ولفت جسدها بمنشفة طويلة غطتها حتى مستوى الركبتين .
وهذا لا يعني أنها كانت منيعة حصينة إزاءه , فكان عليها أن تقر بأن
طريقته في تمرير يده في شعره مثيرة جداً , وكذلك ابتسامته الماكرة التي
تقول إنه يعرف ذلك . وقد أدركت أن الجميع , من مدير العمال إلى
مدبرة المنزل ووالدته وابنته , وحتى هي , يضعفون أمام ابتسامته .
كما تبين لها أنه اعتاد الحصول على ما يريد . ولكن في مشادة صغيرة
جرت بينهما تعمدت فيها معارضته الرأي , بدا متفاجئاً لدرجة اضطرت
أن تقاوم الرغبة في ضمه إليـــــــــــها .
منتديات ليلاس


أدركت فجأة أن تلك ليست فكرة جيدة لأنه على الأرجح قرأ
أفكارها . فتفحصها من رأسها حتى أخمص قديمها وهمس : (( هل
تشعرين بحس الأمومة يا جو ؟ )) .
ـ حسناً ...
ـ صدقيني أنا لا أنظر إليك من هذه الناحية . في الواقع غالباً ما
أتساءل كيف أنت فعلاً في الأوقات الحميمة ؟
وإذ شعر بأن نظراته تحرجها , توقف عن الكلام .
ولكنها تلك الليلة لم تتوقف عن التفكير بـ غافن ورسم الأحلام عن
علاقتهما. وفكرت في أنه إذا كانت مراقبته وهو يمشي تؤثر فيها هكذا ,
فكيف ستكون الحال في الأوضاع الأكثر حميمية ؟
* * *
عرفت جو من غافن المزيد عن (( إمبراطورية )) آل هاستينغ . فكين كان
لا تنتج الأصواف فقد أنما تربي أيضاً أغناماً تُصدر إلى كافة أنحاء العالم .
فضلاً عن أن مالكي المزرعة يملكون أيضاً مزرعتي ماشية أخريين
و اسطبلاً للخيول ومزرعة قصب سكر في شمال كوينزلاند بالإضافة إلى
لائحة طويلة من المؤسسات التجارية .
قالت جو وهي تتفحص خريطة كوينزلاند , لُونت فيها ممتلكات آل
هاستينغ باللون الأزرق : (( يبدو أنكم لا تحبذون جمع كل الممتلكات في
مكان واحد )).
كانا في مكتبه الذي لا يزال يُذكر جو بمشهد العنف الذي حصل منذ
أسبوعين .
هز غافن كتفيه قائلاً : (( لا يمكننا المخاطرة . الجفاف الفيضـانات
تسبب الكثير من الكوارث في هذا الجزء من العالم )) .
قطبت حاجبيها : (( وهل تحصل الفيضانات هنا ؟ )) .
ـ آه أجل . ولدي إحساس بأن هذا سيحصل هذا الموسم . ولكن
الجفاف أكثر شيوعاً هنــا .
ـ تابع حديثك , أنا أصــغي .
ـ حسناً , تمر الأصواف بمواسم جيدة وأخرى سيئة . وأسعار
اللحوم يمكن أن تكون متقلبة جداً , مع أننا نحقق أرباحاً حالياً , أما
السكر فيصعب التنبؤ بوضعه حالياً ولهذا السبب أفكر في إنشاء مزارع
لتربية الأسماك في مزرعة قصب السكر .
ـ ماذا بشأن الخيول ؟
ـ أسعار الخيول الصغيرة , أقله الأصلية منها , عالية جداً وقد ارتفع
سعرها مؤخراً . وهذا أمر يناسبني .
تأملته جو مطولاً . كان مستنداً في كرسيه الجلدي الأسود خلف
مكتب من خشب السنديان . بدا مسترخياً جداً وكأن السلطة كلها
محصورة فيه , كما تبين من خريطة الإمبراطورية الموضوعة أمامه .
عبست عندما خطـرت لها فكرة أخرى فجأة : (( هل تدربت على القيام
بكل هذا ؟ )) .
شبك يديه خلف رأسه قائلاً : (( لقد تربيت على ذلك . لطالما كان
والدي يعتقد بأن الخبرة خيـر تعليم , وقد نقل إلي خبرته فيما أنا أكبر )).
ـ ألم ترغب في القيام بأي شيء آخر ؟
ـ ليس تماماً .
ـ ماذا عن الاستخبارات العسكرية ؟
أنزل يديه وهز كتفيه شارحاً : (( إنه تقليد عائلي بأن يخدم الأبناء في
الجيش لبعض الوقت . ويبدو أنني كنت أتمتع بالميزات المطلوبة
لاستخبارات الجيش , ولكنني لم أكن أنوي يوماً أن أجعل منها مهنتي .


الساعة الآن 02:52 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية