منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   حصري 377 - الباقي من الزمن .. لحظة - ليندساي أرمسترونغ ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t170327.html)

جمره لم تحترق 08-12-11 12:01 AM

9- عســـــــــــل
 
ـ حسناً ... لا أظنها فكرة جيدة أن تتساقط بعض الشعيرات على
المائدة , وأن كان شعري نظيفاً .
ـ لا أطلب منك أن تنفشيه . إسدليه فقط ببطء وحذر . في الواقع
أُفضل أن تفعلي ذلك على مهل وبحذر .
فغزا الاحمرار عنقها وخديها .
ـ هذا منافٍ لآداب المائدة غافن .
ـ إذاً من الأفضل أن نعود إلى المنزل إن كانت الآداب تعني لك إلى
هذا الحد .
منتديات ليلاس


ووقف ومـــد يده نحوها .
اعترضت قائلة : (( لـم انته بعد )) .
ـ يمكنني أن أسدله لك إن شئتِ .
ـ لا . ليس هنا !
ـ تعالي جوزي .
كان الناس قد بدأوا يحدقون بهما بغرابة .
ـ لا ... لا يمكننا الخروج هكذا . أنت لم تدفع الحســـــاب .
لوح بيده مستعجلاً : (( هم يعرفونني )) .
نظرت جو حولها فتلاقت عيناها بعيون فضولية كثيرة . وضعت
منديلها على المائدة بسرعة ووقفت , قائلة من بين أسنانها : (( هل هذه
عادة عندك ؟ )) .
ـ لا , أنت أول امرأة تفعل هذا بـي .
تشابكت نظراتهما , وكان في طريقة نظره إليها شيء غريب يثير
الأحاسيس .
كانت طريق العودة إلى المنزل سريعة جداً وصامتة أيضاً . ولم يزعج
غافن نفسه بركن السيارة في المرآب , بل أبقاها أمام الباب الأمامي .
وما إن أصبحا داخل الباب الرئيسي حتى وضع يده على كتفها :
(( أتعرفين كم أثرتِ جنوني خلال الساعتين الماضيتين بشعرك هذا ؟ )) .
ـ آه ؟
لم تفهم تماماً كيف يمكنها أن تثير جنونه بمجرد رفع شعرها هكذا .
ولكنها ذكرت نفسها بأنه أحرجها رغم كل شيء , والسؤال الآن هو :
كيف يمكنها أن تتعامل مع كل هذه الانفعالات المتضاربة ؟
إلا أن شيئاً داخلها لم تستطع تحديده تعامل مع الموضوع عوضاً
عنها , شيئاً ما أنبأها بأنهما يستطيعان النجاح كزوجين .
ـ ما رأيك بهذا إذاً ؟
كانا ممددين في السرير , الواحد منهما يواجه الآخر . وكانت
الوسائد الحريرية مبعثرة مرة أخرى على الأرض تحت ثيابهما .
وأخذ يعانقها حتى استسلمت للأحاسيس التي ولدتها وحلقا معاً في
غمرة أحاسيس متفجرة ألواناً .
وأخيراً غطا في نوم عميق وكل منهما في ذراعــي الآخر .
بعد أيام قليلة , انتهى شهر العسل الرسمي . كانا لا يزالان على
الشاطئ الذهبي ولكن الحظر الذي وضعه غافن على الأعمال
والاتصالات الهاتفية كان قد رُفع , وأتت شارون بريتشارد لزيارة
العروسين برفقة بناتها الثلاث وأديل و زوري .
تناولوا الغداء معاً ثم أخذ غافن الأولاد في نزهة في المركب , تاركاً
شارون و أديل وجو يشاهدن صور الزفاف التي أحضرها أديل معها .
ـ أنظروا إليها في هذه الصورة !
أشارت أديل إلى إليزابيت مورغان تتحدث مع عم غافن . علقت
شارون ضاحكة : (( كانت تضيع وقتها إن كانت تحاول التأثير على العم
غارث فحديثو النعمة لا يستهوونه )) .
وافقتها أديل ولكنها أضافت : (( منذ زمن ليس ببعيد , كنا جميعاً
حديثــي نعمة )) .
قالت شارون : (( ولكننا الآن نعلم أن سلالتنا أصبحت أو قد تصبح
في مأمن , والحمد الله )) .
أنبتها أديل : (( شارون ! )) .
رفعت جو عينيها فجأة عن صورتها هي و غافن وسألت مستغربة :
ـ في مأمن ؟ كيـــف ؟
ـ بإنجابك صبياً يا عزيزتي .

جمره لم تحترق 08-12-11 12:02 AM

9- عســـــــــــل
 
كان جواب شارون مقتضباً , ولكنها تابعت شارحة : (( كان غافن
الأول في سلالة آل هاستينغ الذي لم يرزق بوريث ذكر , الأمر الذي
سبب لنا قلق . وأنا لم أساعد كثيراً لإنجاب ثلاث بنات )) .
استدارت جو إلى أديل عابسة فقالت أديل : (( لا تهتمي لأمرها يا
جو . كل هذا هراء ... )) .
ثم استدارت نحو ابنتها موبخة : (( شارون ... أنت أحياناً أسوأ من
إليزابيت مورغان ! الأمور لا تسير على هذا الشكـل في أيامنا هذه )) .
أجابت شارون : (( ربما ولكن لا يمكن أن تكون الفتاة تحت رحمة الرجل
الذي تزوجته )) .
ابتلعت جو ريقها بصعوبة ونظرت إلى الصورة التي تحملها . كانت
هي و غافن واقفـين جنباً إلى الجنب , ينظر الواحد منهما في عينــي الآخر ,
وقد جعلتها هذه الصورة تشعر بقشعريرة في جسمها .
كل ما استطاعت التفكيـر فيه هو أنه أخفى عنها حاجته إلى إنجـاب
صبـــــي واكتفى بالقول إنه يريد زوجة .
هل كان باقي أفراد العائلة على علم برغبته هذه ؟ وتذكرت جو عمتيه
اللتين أخذتا تثرثران سراً في حفل الزفاف .
علقت أديل قائلة : (( يمكن للأبناء أن يهدموا إمبراطورية تماماً كأي
رجل غريب )) .
ـ أجل ولكن ما أفكر فيه هو أن جو أظهرت شجاعة استثنائية
خلال عملية الخطف تلك وأظن أنها ستنجب مع غافن أبناء شجعان
وصالحين .
وتناولت شارون صورة أخرى .
في نهاية فترة العصر , ودعت جو غافن و روزي أديل وشارون
وبناتها .
وقال غافن لـ روزي : (( حسناَ يا سمكتي . ما زال أمامنا يومان هنا قبل
أن نعود إلى كين كان . فكيف تودين أن تمضيها ؟ )) .
ـ أرغب في زيارة عالم البحار! لديهم دببة قطبية هناك . رأيتها عندما
كانت صغيرة . هل رأيتها يا جو ؟
ـ لا .
قال غافن : (( إذاً سنذهب إلى عالم البحار غداً . هل من أمر آخر ؟ )) .
ـ لا . سأستمتع برفقتكما . أردتُ أن أسألك شيئاً يا جو . هل
أناديك باسمك أو ماما ؟
ألقت جو نظرة سريعة إلى غافن من فوق رأس روزي فرأت عينيه
تضيقان فجأة .
وقالت بعد تـردد بسيط : (( أظن أن اسم جو جيد , لا ؟ أقله في الوقت
الحاضر )) .
تدخل غافن سائلاً ابنته : (( ماذا ترغبين في مناداتها يا روزي ؟ )) .
أخذت روزي نفساً عميقاً : (( أنت تعرف كيف ودعنا أمي قبل
مراسم الزواج يا أبي )).
ـ نعم , يا عزيزتي .
ـ حسناً , رغم أنني لم أعرفها , إلا أنها كانت أمي الحقيقية , وفكرت
أنه لا يجب أن أنادي أحداً سواها ماما , رغم أنني سعيدة جداً بالحصول
على أم جديدة .
ثم أضافت قائلة : (( هل هذا منطقـــي ؟ )) .
قالت جو برقة : (( منطقــي جداً . والأمر لا يزعجني يا روزي )) .
بينما كانا يستعدان للنوم تلك الليلة , سألها غافن : (( ماذا عن أولادنا
الآخرين ؟ )) .
كانت جو قد ارتدت ثوباً من القطن وجلست أمام المرآة تسرح
شعرها . نظرت إلى انعكاسه وشعرت بأعصابها تتوتر وهي تستعيد ما
قالته شقيقته عن السلالة .
ـ ماذا عنهم ؟
ـ نحن ننوي إنشاء عائلة , أليس كذلك يا جو ؟
وقف خلفها وأخذ الـفرشاة منها . لم يكن قد بدل ثيابه بعد , وكان
يرتدي بنطلون جينز وقميصاً كحلياً .
ـ لم نناقش الأمر .
كان قد بدأ بتسريح شعرها , ولكنه توقف فجأة : (( ظننت أن الأمر
تحصيل حاصل )) .
كانت عيناه في المرآة ثاقبتين , فابتلعت جو ريقها : (( وأنا أيضاً , على
ما أظن )) .
ثم عبست وسألته : (( هل تقول بأنه كان علي تشجيع روزي على
مناداتي أمي؟ )) .
ـ أنا أتساءل فقط إن كان هذا سيشعرها بالغرابة إذا كانت الوحيدة
التي تناديك هكذا .

جمره لم تحترق 08-12-11 12:04 AM

9- عســـــــــــل
 
ارتسمت ابتسامة على شفتي جو : (( وكم تنوي أن تنجب يا غافن ؟ )) .
عاود تسريح شعرها : (( الأمر عائد لك )) .
قالت جو على مهل : (( إسمع , بصراحة أظن أن المسألة حساسة لك
ولـ روزي , وهي أثبتت ذلك )) .
ـ ظننتِ أنني قد أعارض مناداتها لك أمي ؟
ـ أجل , وهذا طبيعي تماماً , فذكرياتك ....
منتديات ليلاس


قاطعها قائلاً : (( ذكرياتي لا تتضمن روزي وهي تنادي أحداً هكذا )) .
استدارت جو في مقعدها وأخذت الفرشاة منه قائلة : (( غافن ...
يبدو أننا على موجتين مختلفتين . أرجوك أن تخبرني ما الذي تفكر فيه ؟ )) .
جلس على حافة السرير قبالتها ونظر إلى الأرض : (( نظراً للمنحنى
الذي أخذته الأمور , ليس لدي ذكريات عن ساشا تهتم بـ روزي . ولكن
من جهة أخرى , لدي ذكريات كثيرة معذبة عن حرمان روزي من والدة
ترعاها وتحنو عليها )) .
ـ ولكنك أخذتها لتودع أمها .
ـ أجل . ساشا مدفونة في مقابر العائلة في كين كان . فكرت في أن
كلينا يحتاج إلى توديعها , ولكن لم أكن أتوقع أن يؤثر عليها الأمر بهذا
الشكـــل .
فكرت جو في كل هذا ووجدت نفسها وكأنها تعبر حقل ألغــام .
خلال الأيام الخمسة الأخيرة , كانت هي و غافن مُقربين جداً بحيث
نسيت السبب الكامن وراء هذا الزواج ... وهو روزي .
ثم فرضت مسألة الأبناء تلك نفسها عليها , وها هو غافن يتحدث
عن إنشاء عائلة , ناهيك عن قلقة من ألا تتآلف روزي مع جو العائلة .
وهي طبعاً تشاركــه قلقه . ولكن لديها شعور بأنه ما إن انتهى شهر العسل
حتى بدأ الحديث عن الوريث يتوالى ويتكـــاثر .
هل كانت تتخيل ذلك ؟ هل كان كل ذلك مجموعة صدف ؟
هل كانت شارون محقـة في التفكير بأنهم وجدوها مناسبة لـ غافن من
الناحية الوراثية ؟
شخصت نظراتها فجأة على غافن . هل هذا هو سبب قناعته بأنها هي
التي يريد الزواج بها وليس امرأة أخرى ؟
وماذا عن قناعتها هــي الآن بأنه لم يكن واضحاً تماماً معها ؟
ـ جو ؟
ـ آه ...
بذلت جهداً لتركز أفكارها قبل أن تقول : (( في ما يتعلق بـ روزي ,
أظن من الحكمة أن نأخذ الأمور بروية )) .
ـ و ماذا في ما يتعلق ببقية أفراد عائلتنا ؟ بروية أيضاً ؟
ـ غافن , لم يمضِ على زواجنا ستة أيام !
التوت شفتاه : (( أعلم . ولكن أليس إنجاب الأولاد من ضمن
مشاريعنــا ؟ )) .
ـ ولِمَ تشك في الأمـــر ؟
ـ لأنك أحياناً ... كتومة جداً يا جو .
ـ ماذا تعني ؟
ـ قد أكون مخطئاً ولكنك أخفيت عنـــي أنك عذراء.
ـ أهذا كل ما في الأمـــر ؟ أين المصيبـــة ؟
ـ على العكـــس . هذا ... هذا يشرفنــي . ولكنني لم أفهم لِمَ أخفيتِ
الأمر عنــي .
ـ ما حصل هو أنني كنتُ على وشك إخبارك عندما احترق المركب
في النهــر !
ـ وبعد ذلك ؟
ـ لم يبدُ الأمر ... أعنـي كنت أنوي إخبارك لأنني كنتُ أخشى
الارتباك , ولكن هذا لم يحصل بفضلك .
رقـت نظرته .
ـ ثم كنا قد اتفقنا أن الماضي هــو الماضي .
ـ لا يحق لــي إذاَ أن أعرف لمَ بلغتِ الرابعة والعشرين من دون أن
تخرجـــي مع حبيب ؟
ـ لا أحد ... يمكن مقارنته معك , يا غافن .
ـ إذاً أنت لم تتزوجـــي بـي عن مصلحة فقط ؟
ـ لم أقل يوماً إن الأمر كذلك .
ـ حقاً ؟ والآن ماذا تقــــولين ؟
حدقا ببعضهما وسألته بصوت أجش : (( لِمَ ينتابني شعور بأنك تضعني
في قفص الاتهام وتوجه إلي شتى أنواع المزاعم ؟ )) .
ـ أليس من الطبيعي أن نتحدث عن مشاعرنا الآن وقد تزوجنا ؟
ترددت الكلمات في ذهنها , وحاولت ضبط أفكارها , إلا أنها لم
تستطع إلا أن تفكـر في أن قرارها بتوخـــي الحذر يبقى حكيماً ... حتى
تكتشف هذه المسألة ومدى صحة توقه لإنجاب صبـي .
نهضت وتوجهت إلى النافذة حيث استطاعت مشاهدة القوارب في
النهار مضاءة باللونين الأحمر والأخضر . بدا هذا المشهد انعكاساً
للصراع الفكري الذي تعيشه . الأخضر لمصارحته والأحمر لتوخي الحذر
لئلا تصاب بخيبة قاتلة . فربما لن يرزقها الله بصبي , مثلاً !
قالت له من دون أن تستدير نحوه : (( لا أظن من الضروري البحث في
هذه الأمور النظرية الآن . ما اختبرناه حتى الآن كان رائعاً . فلنمضِ
قدماً ونحاول البناء عليه )) .
لم يُجب والتزم الصمت وقتاً طويلاً . ثم دنا منها من الخلف ووضع
ذراعيه حولها فاستندت على صدره .
ولكن على الرغم من روعة ما عاشاه , إلا أن جو قد بقيت تشعر
وكأنها نجت من إعصــار .
وخلال الأشهر الثلاثة التالية , استمرت تشعر بتلك الأزمة التي
يمكن أن تحمل اسمين : الأبنــاء وذكريات عن ساشا .
http://www.al-wed.com/pic-vb/102.gif
نهاية الفصل (( التــاسع )) ...

جمره لم تحترق 08-12-11 12:08 AM

10- أين أنــا ؟
 
10- أين أنــا ؟
http://www.al-wed.com/pic-vb/102.gif
كان الطقس قد ازداد دفئاً بشكل ملحوظ بعد ثلاثة أشهر على وصول
جو إلى كين كان للمرة الأولى .
نهضت من النوم ذات صباح , ارتدت سروالاً قصيراً كاكــــي اللون
وقميصاً زهرياً وانتعلت حذاءً خفيفاً . أما غافن فكان قد استيقظ قبل
بزوغ الفجر ليراقب العمال .
راجعت جو خططها للنهار بينما كانت تتناول الفطور مع روزي ,
كانتا ستعملان على منزل الدمى الذي تبنيانه معاً . هو في الواقع ليس
منزلاً للدمى بكل معنى الكلمة فـ روزي لا تحظي بالوقت لمثل هذه
الألعاب . أنما و أشبه بحظيرة مسقوفة للأغنام , فقد تبنت روزي حملاً
يتيماً ضمته إلى مجموعتها المؤلفة من جرو وحصان صغير وببغاء .
وفكرت جو في سرها أنها تبرع في الأمومة على ما يبدو , وهي
تستمتع في دورها هذا . لقد حرصت على أخذ الأمور بروية وعدم فرض
نفسها على روزي كأم , ويبدو أن الأمر ينجح .
جل ما كانت تخشاه جو هو أن ترفض روزي مشاركة والدها مع
شخص آخر, والتحديد مع زوجة . فالفتاة في السادسة من العمر ولم
تحظ يوماً بوالدة , لذا قد يكون هناك احتمال كبير بأن تصاب بصدمة .
غير أن روزي لم تُظهر أي امتعاض على الإطلاق , بل على العكس
كانت تتحمس دوماً لكل الأمور التي يفعلانها معاً , كالسباحة والرسم .
والقراءة وحتى التجول في أرجاء المزرعة .
وقد بدأت روزي تستشير جو في ما يجب أن ترتديه وفي ما يتعلق
بأصدقائها , وكان اقتراح جو بناء منزل صغير لحيوانات روزي الورقة
الرابحة التي أكسبتها قلب الصغيرة .
عندما كانت جو تشعر أحياناَ أن روزي تحتاج إلى رعاية والدها
والاستئثار باهتمامه , كانت تنسحب لترسم وتتركهما وحدهما , ليوم
كامل في بعض الأحيان , وكانت روزي دوماً تعوض عما تحتاجه خلال
هذه الأوقات .
في الواقع دخلت الصغيرة قلبها بسرعة واتضح ذات يوم أن الأمر
نفسه حصل مع روزي ... عندما اتفقتا ضده , على حد قوله .
بدأ الأمر مع الحمل اليتيم . فقد أخذته روزي في غرفتها حيث سبب
خراباً كثيراً .
جن جنون السيدة هاربر بحيث أخبرت (( الرئيس )) على الرغم من
حبها الكبير لـ روزي .
أخرج الحمل من المنزل , فغضبت روزي واتهمت والدها بالقسوة .
وعندما قيل لها إن الجرو الصغير يُمنع دخوله إلى المنزل , ضربت
قدمها في الأرض وقالت لـ غافن إنها تكرهه فعلاً .
ولكن جو قصدت كايز لاستشارته , فظهر عصر ذلك اليوم منزل
خشبي صغير في الحديقة تحت غــرفة روزي .
اصطحبت جو غافن و روزي لرؤيته قبل العشاء , واقترحت أن
يسكن الجرو والحمل معاً في هذا البيت , بالقرب من غرفة روزي , شرط
ألا يدخلا المنزل الكبير طبعاً .
وقبل أن يتسنى لـ غافن أن يوافق أو يعترض , أحاطت روزي جو
بذراعيها وقالت لها بعاطفة حقيقية , إنها أفضل أم يمكن لولد أن يحصل
عليها . حضنتها جو وأحسـت بشعور لذيذ لرؤية روزي سعيدة .
قال غافن أخيراً وهو يراقب كل هذا : (( فهمت )) .
ـ ماذا فهمت يا أبـــي ؟ أليست فكرة رائعة ؟
ـ فهمت أن المرأتين الوحيدتين في حيــاتي اتفقتا وتأمرتا ضـــدي .
دست روزي يدها في يد جو وطمأنت والدها قائلة : (( ولكننا نحبك ,
والآن هل يمكننـي أن أحضر حيواناتي ؟ )) .
أومأ لها فأسرعت مبتعدة .
نظر غافن في عيني جو , فهزت كتفيها وكأن ما بيدها حيلة : (( آسفة ,
ولكن ... )) .
عانقها وقال لها : (( كنت رائعة . ولكن عليك أن تفكــري منذ الآن فـي
أن الجرو سيكبر معتقداً أنه حمل والحمل سيكبر معتقداً انه كلب )) .
فانفـجرت جو بالضحك .
بعد عدة أيام , قالت روزي إنها ترغب في الحصول على إخوة .

جمره لم تحترق 08-12-11 12:09 AM

10- أين أنــا ؟
 
تبادلت جو والسيدة هاربر نظرات مجفلة , بينما تابعت روزي شرحها :
(( لست أكيدة في ما يتعلق بالصبية , فشقيق صديقتي جوليا شقي جداً ,
ولكنني أود أن أحظى بأخت )) .
حاولت جو والسيدة هاربر عندئذٍ إخفــاء ابتساماتها .
عادت جو إلى الواقع وتابعت درس مخططاتها لهذا اليوم .
منتديات ليلاس


قبل أن تقوم بأي شيء آخــر , عليها الاجتماع بالسيدة هاربر ومناقشة
النشاطات المُدرجة على جدول أعمال المزرعة , وما يجب شراؤه . فإدارة
مكان شاسع كهذا ليس بالأمر السهل . وسيكون من الجيد والمريح لها
ترك الأمور على عاتق مدبرة المنزل الماهرة هذه , إن لم يكن على عاتق
أديل .
وكانت أديل حضرت إلى كين كان بُعيد وصول جو و روزي و غافن
من الشاطئ الذهبي , إذ كان غافن مضطراً للسفر مجدداً لحضور اجتماع
في سيدني . وكانت مُصرة على أن تتعلم جو كل شاردة وواردة من مدبرة
المنزل .
فصحيح أن رجال عائلة هاستينغ يحبون أن تكون السلطة في يدهم
ولكن مسؤوليات كثيرة ستقع على عاتقها , كما قالت لها أديل .
خلال الأيام القليلة التالية , كانت جو مضطرة لموافقتها رأيها ولكم
أُعجبت بلمسة أديل وتعاطيها مع العائلات التي تعيش في المزرعة , فقد
سهلت كثيراً حياة عائلات العمال وجعلتها مسلية قدر المستطاع .
فقد افتتحت معملاً للخياطة ونادياً للقراءة ومكتبة للأفلام .
واقترحت على جو أن تعطي دروساً في الرسم . لقد أظهرت أن كين كان
تحفة معارض الأصواف ويجب أن تحافظ على مرتبتها هذه في نظر الزبائن
والزائرين من كل أقطار العالم .
كما أنها قالت لجو إن حس الجماعة أمر لا بد منه حتى وإن كان
أقرب جيران لك هم على مسافة أميال , كما هي الحال في هذه البقعة من
العالــــم .
ـ من المهم يا عزيزتي أن تختلطي مع الآخرين وتتركـــي بصمتك
الخاصة على كل شيء , ليس فقط من أجل المزرعة إنما من أجلك أنت
أيضاً . وإلا فإن مزرعة المواشي يمكن أحياناً أن تفقدك صوابك .
ضحكت جو وقالت : (( حتى الآن تعجبنـــي الحياة هنا . هناك الكثير
من المساحات والحرية )) .
ـ جيد . وإذا احتجتني , فلا تترددي إطلاقاً في مناداتــــــي .
ـ كيف ...
ترددت جو قبل أن تسألها : (( كيف تجري خطط زواجك ؟ كنت أفكر
في ذلك , وشعرت بالذنب قليلاً لأنني أنسيتُ غافن هذا الموضوع )) .
ابتسمت أديل وقالت : (( في الواقع , إنني أعيد التفكير في الأمر )) .
ـ أبسبب ما قاله غافن عن ....
ـ عن صائدي الثروات ؟ والأرامل الوحيدات ؟
تنهدت أديل ثم قالت بحزن : (( الأمور تكون معقدة عندما تتضمن
مبالغ طائلة من المال ... ولكن أجل , قد يكون محقاً , ربما تسرعت
قليلاً )) .
لم تقل جو شيئاً بل اكتفت بالضغط بحرارة على يد أديل . إلا أن
شعور حماتها أعاد إلى ذهنها موضوع الأبناء والورثة . ولا علاقة لهذا
بأي شيء قاله غافن , إنما تلك الأفكار لم تفارقها وهي تتسلم زمام
الأمور في كين كان .
كما أن لا علاقة لتلك الأفكار بأحاسيسها تجاه غافن , فهذه تزداد
يوماً بعد يوم . ولكن كان هناك أمر لم تستطع تحديده , شـــيء ما بينها
وبين غافن يجعلها تشعر بالانزعاج , وهي الآن تفكر بذلك وهي تتناول
قهوتها الصباحية .
هي لا تزال مقيدة بذلك البند الاحترازي , فهي لم تعترف له بحبها ولم
تأتِ إطلاقاً على ذكر ماضيها . ولكنها وجدت أنهما متلائمان في كل
شـــيء .


الساعة الآن 11:11 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية