الي اين نحن ذاهبون ؟!
سرنا بطريق مظلم ، وحثثنا خطانا على السير نحو نور بازغ في الافق ، لا نرى مكانه ولكننا نراه واضح بازغ في الافق ، تشجعنا وسرنا نحوه ، مشينا ومشينا بخطوات سريعة تارة وبطيئة تارة
وكلما شعرنا بالتعب تذكرنا غياتنا وهدفنا ، فنحث انفسنا ونزرع الامل بداخلنا
نهتف بقوة ونزار بغضب: لن نتوقف، لن نتوقف .
نحن سائرون، صامدون، صاعدون .
اضعنا الدرب ،والتففنا حول انفسنا نسال :هل اضعنا الطريق ؟ نظرنا حولنا ، تتشابه علينا الطرق
نظرنا الي الاعلى فوجدنا غايتنا بازغه في الافق
فاستأنفنا السير بهمة ونشاط ودفعنا الامل بعروقنا
وبعد فترة صرخ احدنا : الي اين نحن ذاهبون ؟!
نظرنا الي بعضنا مستنكرين السؤال وهتفنا : الي النور سائرون
صمت صديقنا ولكننا لم نستطع ان نسكت صوت بداخلنا يسالنا :هل وصلنا الي الحافة ؟ ام اننا سقطنا الي هوة عميقة لا نعرف ابعادها ولا ماهيتها
استنكرنا هذا الصوت ولم نستمع اليه
نفضنا راسنا وابتعدنا عنه ، ونحن نهتف بداخلنا
لا مزيد من الاستكانة، لا مزيد من اليأس، لا مزيد من التخاذل والجبن
سنظل سائرون، صامدون، صاعدون .

ولكن المضحك في الامر ، اننا بالفعل سقطنا وغفلنا عن سقوطنا ، غفلنا عن دوراننا بنفس مكاننا ، غفلنا عن اننا تائهون ، ضائعون
ولكننا لا زلنا نوهم أنفسنا باننا سائرون ،صامدون ، صاعدون