منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات ألحان (https://www.liilas.com/vb3/f480/)
-   -   حصري 110 - ملاك الرحمة (روايات الحان المكتوبة) (https://www.liilas.com/vb3/t170033.html)

روفـــي 19-11-11 01:36 AM

110 - ملاك الرحمة (روايات الحان المكتوبة)
 
http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13216591481.jpg
تحياتي يا احلى منتدى واطيب ناس
حتكونوا معي ب تنزيل رواية ملاك الرحمة (مكتوبة)
وان شاء الله تعجبكن .... :f63:



ملخص الرواية

تدور احداث هذه الرواية في ضيعة سانت توماس , حيث تقيم باتريشيا رولاند الفنانة المشهورة في عالم النحت .... وفي ذات يوم يتصل كيروس والدها ليخبرها ان ضابطاً في البحرية يدعى ميكا هولبروك قد اصيب بالعمى من حادث انفجار وانه سيرسله اليها لكي تعتني به , ما رد فعل المرأة الشابة تجاه قرار والدها ؟وخاصة انها تعرف ذلك الضابط الذي كانت قد وقعت في حبه عندما كانت فتاة صغيرة , وقد انقذ حياتها انذاك ... كيف ؟؟ ومتى ؟؟؟ ومن ناحية اخرى يقع الضابط في حبها ولكنه لا يبوح بحبه ... ما السر وراء ذلك ؟ وهل يحبها بالفعل ام انها مجرد نزوة عابرة ......
هذا ما سنعرفه من خلال الاحداث .

لا يحل نقل الرواية بدون ذكر كاتبات الرواية روفي , Rehana

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13216589771.jpg


الفصل الاول

الفصل الثاني

الفصل الثالث

الفصل الرابع

الفصل الخامس

الفصل السادس

الفصل السابع

الفصل الثامن

الفصل التاسع

الفصل العاشر

AZAHEER 19-11-11 02:01 PM

شكرا ليكى وفى انتظار بداية الروايه

Rehana 21-11-11 05:00 AM

صباح الخير
شيء حلووو .. بإنتظار الرواية من يديك عزيزتي
بالتوفيق في الكتابة والتنزيل


http://www.saudienglish.net/vb/uploa...1253071807.jpg

روفـــي 22-11-11 12:10 AM

ازهار وريحانة شكراُ للتشجيع :) .........ز وباقي سكان كوكب ليلاس وينكمممممم مالي شايفة حدى عم يستنى الرواية
صدقوني كتييييييييييييييييييييير حلوة
يلا ورجوني التشجيع والحمااااااااااااااااااااااااااس


وترقبو قريباً جدا الفصل الاول


http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13219132181.jpg

روفـــي 22-11-11 08:42 PM

الفصل الأول


الفصل الاول
لاحظت باتريشيا رولاند عيباً بسيطاً في الصلصال لما احست بعدم مقدرتها على تجاهله بللت اصابعها في طبق به ماء ومررتها برفق على تمثال كبير موضوع على قاعدة في وسط الاتيليه ثم تراجعت خطوة الى الوراء وابتسمت وهي مقتنعة بالنتيجة التي حصلت عليها . يظهر هذا التمثال الحالة السحرية والرقيقة لامراة تنحني أمام البحر الذي يداعب مؤخرة قدميها برقة متناهية .
إن باتريشيا خيرُ ناقدة لنفسها ولا ترضى الا بأفضل الأعمال أتاح لها هذا التمثال ان تشفي نفسها من فترة المراهقة الفوضوية بإضفاء جو من الصفاء على نفسها المعذبة , تنعكس موهبتها ومثابرتها في العمل الآن على مجموعة التماثيل المدهشة التي اعدتها من خلال سنة . يوجد في الاتيليه عشرات من التماثيل , لا يهم - بالنسبة لها الزرقة الموجودة حول عينيها الخضراوين وشعرها القصير غير الممشط جيداً وملابسها التي اصبحت فضفاضة , لم تحمل باتريسيا نفسها مشقة ان تبرر لنفسها انها لم تتناول بعض الوجبات , او لم تنم الا عندما شعرت بالاجهاد .
فأهم شيئ ان تجهز للمعرض الذي سيخصص لها بالكامل .
أدارت باتريشيا للمرة الاخيرة قاعدة التمثال وانهت فحصها وهي تجفف أصابعها بالـ تي شرت الخاص بها , ثم تمددت وهي تطلق تنهيدة طويلة امتزجت مع النسمة الرقيقة التي جعلت اشجار النخيل في منتزه الضيعة الفسيحة لسان توماس تتمايل . شعرت باتريشيا انه يمكنها الفخر بأعمالها مهما كانت آراء النقاد , فكل تمثال يمنحها احساساً باالرضى العميق عن نفسها ويعرب لها في نفس الوقت عن موهبتها التي قدرها المجتمع الفني الدولي من اجل ابتكاراتها الجريئة .
اخرجها رنين الهاتف من حالة التركيز التي كانت عليها وتوترت عندما تعرفت على صوت والدها ثم سألت بخجل :
- صباح الخير يا أبي كيف الحال ؟
- بخير , بخير
شعرت باتريشيا ببعض التوتر في صوت الناطق بلسان الرئاسة كيروس رولاند
- أيوجد ما يقلقك يا أبي ؟
- لماذا تسألين هذا السؤال !
- لأنك نادراً ما تتصل بي .
- هل هذا عتاب يا باتريشيا ؟
- لا , ولكن بهدف الاطمئنان فقط
- اتذكرين ميكا هولبروك ؟ ..... ردت عليه وهي مضطربة :
- بالتأكيد , كيف يمكنني ان انساه
لا بد ان المراة الشابة تريد الاعتراف في قرارة نفسها بانها تقارن الرجال دائماً ب ميكا ولم تجد واحداً منهم يصل لمستواه الجسماني والعقلاني والجمالي
- حسنا ... لقد دخل المستشفى في واشنطن .
أغمضت باتريشيا عينيها وكانك صاعقة حارقة اصابت قلبها
- وهل سيخرج منها ؟
- لم يصرح الاطباء بأي شيئ في هذا الشأن
- ماذا حدث له ؟
- ليس لدي الوقت للدخول في التفاصيل الآن يا باتريشيا ....
- يقولون : أن الاشياء لا تتغير ابداً ... ميكا لا يتذكرني بالتأكيد ولكن ابلغه تمنياتي له بالشفاء العاجل .
- لقد ارسلته الى سان توماس .
تشبثت باتريشيا بالتلفون .
- ولكن لماذا هذا ؟
- إنه في احتياج الى مثل هذا الجو , فهذا يساعد من سرعة شفائه .
- ولكن يا أبي لم يتبق أمامي الا أقل من شهر على معرضي القادم
- أدرك هذا تماماً , ولكن أؤكد لك ان كل شيئ سبق الاعداد له
سألت باتريشيا نفسها : كيف استطاع هذا الآب الغائب دائماً أن يعرف تفاصيل حياتها ؟ قالت معترفة :
- لقد انهيت في التو آخر تمثال .
- ميكا ساعدك عندما احتجت له واعتقد انه حان دورك الآن لكي تساعديه .
- ولكن كان هذا منذ فترة طويلة .... منذ أكثر من سبعة عشر عاماً يا أبي .
- لقد انقذ حياتك , أقل ما ينبغي لك ان تفعليه هو ان تستضيفيه , انت تعرفين أكثر من أي شخص آخر أنه يعاني في هذا الوقت .
جالت صورة الانفجار الذي دمر شارعاً بأكمله في لندن في مخيلتها رغماً عنها .... لقد جرح اناس كثيرون أو ماتو نتيجة ذلك الانفجار المروع . كانت باتريشيا في ذلك اليوم محاصرة تحت حطام محل ملابس ولكن انقذها ضابط اميركي شاب في العشرين من عمره وحملها الى الاسعاف وحملها بعيداص عن الخطر .
قال كيروس بإلحاح :
- هل تفهمينني ؟
- أعرف أنه انقذ حياتي .
- والآن هو في أشد الحاجة اليك
- ولماذا يحتاج الى مساعدتي ؟ هنالك بالتأكيد أماكن اخرى افضل من سان توماس .. لابد ان يعتني الاطباء هناك بحالته و ......
- إنني حزين من اجله يا باتريشيا , يمكنهم ان يعالجو جسده ولكن تبقى روحه .... العملية التي اجروها له ليعيدو اليه بصره ما زالت في اطار التجربة , ميكا يعرف ان نجاحها يقترب من نسبة السبعين في المئة وهو ساخط لذلك ويشعر بالخوف وهذا واضح عليه
همست ...
- مثل أمي .
- نعم مثل أمك
- وعائلته ؟ الا يفضل ان يعتني به اناس يحبونه ويثق بهم ؟
- إنه يرفض الاتصال بهم , ان صحة والده غير مستقرة
- أيمكنك أن تقول لي كيف حدث هذا ؟
بات صوتها الىن حازماً , رد عليها كيروس في النهاية :
- في اثناء انفجار مبنى الهيئة السياسية بأميركا الجنوبية في الشهر الماضي .
- هل كان احد الرجال الذين اخرجوك من السيارة المشتعلة لإنقاذك ؟
تذكرت باتريشيا مقالات الصحافة التي تحدثت عن الانفجار الذي كاد والدها يدفع حياته ثمناً له
- نعم
قالت له وهي تلومه :
- لماذا لم تتصل بي بعدها ؟ الا تعتقد أنني كنت احب ان اعرف إذا كانت حالتك الصحية جيدة .
- يسودني انطباع أنني استمع الى والدتك
- أمي ماتت منذ زمن طويل ... ولدي همومي الخاصة يا ابي وانا متعبة , هذا المعرض مهم بالنسبة لي منذ سنة وانا أعد له لا أعرف إذا ما كنت سأفيد ميكا وخاصة في مثل حالته
قال بصوت واضح
- باتريشيا أرجوكي افعلي هذا من اجلي نحن .. انا وانت مدينان له بالتأكيد
كانت كلمة أرجوك سبباص في صمتها . إنها لا تذكر انه نطق بمثل هذه الكلمة قبل ذلك . لقد اعتاد والدها مثل كل السياسيين على أن تكون لهجته في صيغة الامر ويفرض الشيئ ولا يطلبه . كان يتحدث بلسان الرؤساء ويضاهي الدكتاتوريين ويعيدهم الى صوابهم ويوقع على معاهدات ويضع نهاية للحروب . منذ ان انجب ابنته وهو يعطيها الاحساس بأنها تتعبه ... حتى ذلك اليوم الذي تعلمت فيه الا تطلب رأيه أو تنال رضاه .
- هل راحته مهمة جداً بالنسبة لك ؟
- نعم . انك قوية ويمكنك العناية به . إنني اثق بحدسك و رجاحة عقلك
- مفهوم با أبي
- شكراً . لقد اتخذت كل الترتيبات الضرورية , سيصل معه مجموعة من خدمي وطاقم الىمن , يعرف الجميع مكان الضيعة عدا ميكا .
سألته وهي تذكر طاقم الآمن :
- هل هو في خطر ؟
لما كانت باتريشيا معتادة على اجراءات الامن التي يحاط بها الاشخاص من ذوي المراكز المرموقة مثل ابيها فإنها لم تشعر مع ذلك بالراحة في ظل وجود رجال يتسكعون في انحاء الضيعة وهم متأهبون دائماً لاطلاق الرصاص . لم يأتي والدها منذ سنتين الى سان توماس والمرة الاخيرة التي طلب منها استقبال شخصية ذات اهمية قابلت فيها شخصاً بغيضاً يسعى للعيش في ملذات الحياة , وبناء على ذلك لم تفضل ان تقابله ابداً بعد تلك الفترة .
رد عليها كيروس
- لا نعرف . انني فقط أحب أن أكون حذراً لقد قضى ميكا فترة كبيرة بحكم مهنته في اوساط التجسس لحساب البحرية , لقد نفذ العديد من المهام السرية والمهمة , اتعرفين عنه الآن القدر الكافي ؟
- بالتأكيد ... أكثر من القدر الكافي , إنه احد اصدقائك اليس كذلك ؟ وليس شخصاً يعمل لديك
انفجر الآب ضاحكاً
- حاولي الا تحملي له اي ضغينة يا باتريشيا
لم تضحك البنت من كلام ابيها لحزنها عندما شعرت بأنه يشعر بالراحة مع اصدقاء العمل أكثر من اسرته .
- متى يجب أن يصل ؟
- بعد ظهر اليوم .
ودعت باتريشيا أباها و وضعت سماعة الهاتف , غير معقول بعد ظهر اليوم , رغبت في أن تطلق صيحة ولكن بدل من أن تفعل ذلك أدارت انتباهها نحو التمثال الموجود وسط الاتيليه وشعرت بعدها بصفاء داخلي . كان يلزمها هذا لكي تواجه ميكا هولبروك بعد كل هذه السنين

روفـــي 22-11-11 08:53 PM

إن شاء الله تكونو اتشوقتو لمعرفة الاحداث .... :dancingmonkeyff8:

تابعوني قريباً مع تتمة الفصل الاول ....


http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13219876841.jpg

روفـــي 25-11-11 11:34 PM

خرج رجال يرتدون زياً خاصاً بهم من الطائرة , تعرفت باتريشيا على بعض الاعضاء الذين يعملون في خدمة والدها واستنتجت ان الرجال الاخرين ينتمون الى الى طاقم الامن
كان ميكا آخر من خرج من الطائرة جعلها منظر ميكا تعتقد انه قرصان عظيم الشأن , وسعدت باتريشيا ان السنين لم تغير شكله كرجلٍ مغامر كبير , يبدو ايضاً ان علامات الرجولة باتت واضحة عليه أكثر من ذي قبل . على الرغم من ملابسه الفضفاضة الا انه كان يرتدي زياً وقوراً ومهيباً يلائم رجلاً عسكرياً .
احاط رجلان ميكا من جانبيه واستطاعت باتريشيا أن تلمح كيف وضع ميكا يده على كتف احد الرجلين على مضض بدت خطواته الواسعة ثابتة ولكن المرأة الشابة شكرت بداخلها البستاني لاعتنائه بالممر كالمعتاد . كانت اكبر وساوس والدتها هي ان تجعل من نفسها سخرية امام الغرباء عندما تتعثر بأي شيء .
كرهت باتريشيا ان ترى ميكا يتعلق بالاخرين , عدلت من هندامها وحاولت ان تبطئ ضربات قلبها عندما اقترب ميكا منها كان يصعب عليها ان تنسى انها وقعت في حب الرجل عندما كانت فتاة مراهقة .
شعرت برغبة مفاجئة في نحت تمثال لوجهه وتخليد قسماته , لقدحاولت مرات عديدة ان تفعل هذا ولكن خانتها ذاكرتها وخشيت الا تنحث تمثاله بمصداقية .
على الرغم من انها تدرك جيداً لماذا يضع نظارة شمسية على عينيه الا انها كانت تفضل الا يشعر بالحاجة الى اخفاء عينيه خلف نظارة سوداء , كانت باتريشيا تحب ان ترى وجهه بقدر الامكان مع قسماته الغليظة و وجنتيه البارزتين والذقن المستوي , كانت اطراف اصابعها متعجلة وينبغي عليها ان تبذل مجهوداً حتى لا تلمسه .
عندما توقف ميكا امامها شعرت بعاصفة من الاحاسيس المتناقضة التي جعلتها تشعر بالدوار .
امتزجت حاجتها الى حماية نفسها برغبة عارمة مقلقة وحاولت باتريشيا ان تظهر ابتسامة المضيفة ,كانت رغبتها في اخذ ميكا بين ذراعيها لكي تواسيه رغبة تصعب السيطرة عليها ولكنها توصلت لذلك في خلال ثوان , تمتلك باتريشيا ارادة حديدية وهذا ما ادهش الاشخاص الذين يفكرون ان الرشاقة والقسمات الهزيلة تتفق تماماً مع ضعف الشخصية , تساءلت باتريشيا عما اذا وقع ميكا في نفس الخطأ في الحكم عليها ؟
دعت باتريشيا بعد ان اتخذت خطوة جانبية الرجال ليتابعوا السير ورائها باتجاه صالة الدخول الكبيرة المرصوفة بالرخام الابيض , وتوقفت تحت ثريا كبيرة من الكريستال على بعد خطوات من السلم الكبير الذي يوصل الى الطابق الاول من الفيلا .
- ايها السادة مرحباً بكم في سان توماس بالنسبة لمن لا يعرفني منكم ادعى باتريشيا رولاند . شعرت باتريشيا في الحال باندفاع ميكا الذي يبدو كعاصفة قوية شديدة ويرغب في تحطيم كل شيء في طريقه , تجاهلت باتريشيا عمداً عدوانيته وتابعت ....
- البعض منكم أتى الى هنا من قبل , ادعوكم اذا الى الاستقرار والتآلف مع الفيلا , لا بد ان اجنحة الطابق الاول تكفيكم جميعاً , عدا الاتيليه الموجود في الجانب الاخر من الحديقة فإن المنزل بأكمله تحت تصرفكم افعلوا ما يحلو لكم وكأنكم في بيوتكم .
ثم اقتربت من ميكا لكي تأخذ يده .... تصلب ميكا ولكنها لم تضع ذلك في اعتبارها
- سأصحب الكابتين هولبروك الى جناحه
- سيدتي ... انا .... ابتسمت باتريشيا للرجل الشاب الذي يرتدي زي الحرس و الواقف بالقرب من ميكا
- لو سمحت ...
ابتسم الرجل خجلاً واستجاب لسحرها في الحال :
- نعم سيدتي
- ايمكنني الاعتماد عليك في حمل حقائب الكابتين ؟
- بالتأكيد سيدتي
- هذا كل ما في الامر اشكرك .
انتظرت المرأة الشابة ان يتفرقوا جميعاً قبل ان تخاطب ميكا :
- كيف كانت رحلتك ؟
- طويلة
وضعت في اعتبارها وهي هادئة ومحبطة بعض الشيئ انه لم يتعرف عليها , انها لم تكن الا صبية في السابعة عشرة من عمرها وكيروس اخبرها ان ميكا قد شارك في العديد من المهام الخطيرة السرية , كيف يمكنه في مثل هذه الحالة ان يتذكر انفجاراً في شارع تجاري بـ لندن؟
قالت مفسرة :
- لست ممرضة ولكن مضيفتك في اثناء اقامتك في هذه الضيعة , لقد اتصل بي كيروس مبكراً وشرح لي موقفك .
لم ينطق ميكا بأي شيئ ولكنها شعرت بيده تنقبض على يدها
- اريدك ان تعتاد على المكان , ينبغي ان تستريح وتحاول ان تثق بي , واتفق معك في صعوبة هذا الان ... وقبل ان ابدأ اود ان اخبرك أنني لم احاول ابدا ان اجعلك تتألم بشأن بصرك ... ولكنني مع ذلك لن اتجنب محادثتك بشأنه .
- أنتِ على الاقل تعبرين عن رأيك بصراحة قاسية .
ابتسمت باتريشيا - يبدو ذلك وهل ضايقتك ؟
- نعم ضايقتني ... كل شيء يضايقني .
- لا يمكنني ان الومك .. لدى كيروس طريقته في لوم الناس مقتنعاً بأن رأيه سديد , لا يتبقى امامنا الا ان ننتفع جيداص بهذا الموقف بلطف
ضحك ميكا ولكن بدون بشاشة :
- سأصحبك الآن الى جناحك , انا دائما اسير برجلي اليمنى اولاً .
لم تنخدع باتريشيا بنيته في التعاون معها لما رأت ميكا يوفق خطواته مع خطواتها القصيرة جداً . كانت تدرك انه ينبغي عليها ان تواجه جرعة لا بأس بها من الاحباط والغضب من جانبه في الايام التالية , وفهمت جيداً ما يمكن ان يشعر به ولكنها عزمت ان تخرجه من القوقعة التي يبدو انه قد حبس نفسه فيها .
- سندخل الان الى الجناح الشرقي , لقد لاحظت بالتأكيد كم هو منعش بالداخل , ان ارضيته وجدرانه من الرخام الرواق طويل الى حد ما ويبلغ عرضه مترين , هناك ثلاث شقق في هذا الجناح وستقيم في الشقة القريبة من شقتي , سنتقاسم معاً الشرفة التي تطل على الارض الخلفية الخضراء المؤدية الى الشاطئ , وستظل الشقة الثالثة غير مشغولة في اثناء اقامتك .
بينما كان الاثنان يسيران ببطئ في الرواق سعدت باتريشيا بوجود ميكا وتذكرت الوقت الذي كان يعتني هو بها ويشعرها بالطمأنينة بوجوده الى جانبها في مستشقى لندن وهو يمد اليها يده عندما كان الاطباء يعالجون جروحها وينزعون سلك الجراحة من على ساقها . ما زالت تحمل اثاره فهناك خيط رقيق يميل الى البياض . ولقد اصبح ميكا مركز عالمها في الساعات التالية للانفجار لم تنسه ابدا ولكن وضعت في اعتبارها حينذاك ان الضابط الوسيم لم يلحظ الاثر الذي تركه على قلبها المجروح وهي في سن المراهقة
- لا يوجد عائق من الكراسي او اي اثاث في الرواق لن تقابلك اذا اي عقبات امامك لدى خروجك من غرفتك
توقفت باتريشيا أمام باب مغلق و وضعت يد ميكا على مقبضه - نحن الان في نهاية الرواق
أدار ميكا مقبض الباب ودفعه , تنفست باتريشيا الهواء الممزوج بالملح والروائح المنعشة الاتية من البحر واجتازا الابواب المفتوحة على البلكون , اخذت يده وتركها ميكا تفعل ذلك
- الشقة تحتوي على صالون وحجرة وحمام خاص والوانه هي البيج والرمادي ... وهكذا وصفت لك شقتك
- وماذا يفيد هذا ؟
- لكي تكون صورة خيالية وتستطيع التحرك بسهولة في كل حجرة
سألها وهو يسحب يده :
- هل انت عمياء ؟
- لا
- اذن كيف تعرفين ما احتاجه ؟
- بالخبرة . ربما لا يوافق الاطباء على طريقتي ولكنها فعالة , لقد وثق بي كيروس .
اطلق ميكا سباباً فضلت باتريشيا ان تتجاهله وامسكت يده مرة اخرى ودارت به في الغرفة وهي تشير عليه بمكان كل قطعة اثاث والمرايا والحمام . كانت تعرف انه عند تعود ميكا على لمس الاشياء بأصابعه ومن بينها الحوائط سيساعده ذلك على طبع صورة في ذهنه . ثم رافقته حتى الابواب الكبيرة الزجاجية المفتوحة على الشرفة
- يمكنك ان تشعر بالنسمة على وجهك انها تقريباً فعالة مثل التدليك بعد يوم طويل مرهق , الجو جميل جداً اليوم لا توجد اي سحابة بادية في الآفق .
قال ميكا وهو يحيد عن المنظر الذي لا يمكنه رؤيته : - انا متعب .. ثم توقف بفظاظة
ادركت باتريشيا ما حدث له ... كان ينبغي الا توجهه ولكنها كانت تعطيه المعلومات التي تسمح له بتوجيه نفسه .
- يوجد كرسيان ومنضدة امامنا بارتفاع متر تقريباً المنضدة توجد بين الكرسيين .
خطا ميكا عدة خطوات محاولاً ان يحتفظ بيديه بطول جسمه وذلك افضل من ان يمدها الى الامام وقد كان عموده الفقري متصلباً مثل لوح خشب
قالت باتريشيا برقة :
- ميكا .. وسادات الكرسي توجد تقريباً على بعد عشرة سنتيمترات من ساقك عندما تتقدم قليلاً ستشعر بضغط الكرسي قبل ان تلمسه . ثق بحواسك ودعها ترشدك فهذا سيسهل عليك الامور كثيراً
تحرك ميكا بحرص وتأنق غير متوقع من رجل اعمى يتمتع بهذا الجسم , ما ان وجد الكرسي حتى ترك نفسه يسقط على الوسادة الرخوة .قال بصوت مشحون بغضب مكتوم :
- لم اطلب ان آتي الى هنا
- اعرف ذلك جيداً
- ماذا تريدين من غريب في بيتك
- إنك صديق والدي
كانت لديها الرغبة في ان تضيف الى كلامها .. وانت انقذت حياتي حتى ولو لم تتذكرني .
- انها ليست اجابة
- انها الاجابة الوحيدة التي امتلكها الآن , اعرض عليك صداقتي وضيافتي وليس شفقتي . احتفظ بالاخيرة لمن يحتاجونها اليها حقيقة .
تضايقت باتريشيا لانها تحدثت معه بقسوة ولكن هذا خير اسلوب يتبع معه فلديها حدس مسبق
- لست اريدها (شفقتك) ولا ارغيب في مساعدتك واريد ان تتركيني بمفردي الان
- افهم ذلك تماماً ولكنني لن اتركك تحول هذه الشقة الى مخبأ , لدي وقت فراغ بسيط وانوي ان استفيد منه خير استفادة في اثناء اقامتك هنا . اخبرني كيروس أنه ليس مؤكداً ان تسترد بصرك في يوم ما , ربما ان فقدانك للبصر يمكن ان يكون دائماً لذلك ينبغي ان تعتاد على بعض الامور الان .
صرخ وهو في اقسى غضبه :
- اخرجي
اقتربت منه وقالت :
- لا يمكنك ان تواجه هذا الموقف بمفردك وانطوؤك على نفسك حتى تعرف نتائج العملية خطأ كبير , اود ان اخبرك الان أنني لن اتركك تنطوي على نفسك . اعرف انك غاضب مني ولكنك ذكي بالقدر الكافي لكي تحول هذا الغضب الى صالحك بدلاً من ان يكون ضدك .
مرر ميكا يده في شعره الاشقر القصير ثم قال :
- أرجوك اخرجي واتركيني بمفردي .
عبرت باتريشيا الحجرة ثم استدارت ناحية ميكا ... استطاعت ان تشعر بخوفه وادركت انه ينبغي عليها ان تستمر حتى النهاية في مساعدته حتى يتخطى هذه الأزمة , ولكنها تدرك ايضاً انه لا ينبغي ان تتعلق به
- يقدم العشاء عامة في السابعة مساء , امل ان تنال اقامتك في منزل رولاند اعجابك , عندما تصل امتعتك انصحك بأن تفرغها بنفسك كلما انجزت المهام بنفسك قل اعتمادك على الآخرين
كان قلب باتريشيا ينزف لرؤيته يتصارع مع نفسه بحنق ويبدو ايضاص انه يشعر بالوحدة والعزلة .
- لن يسمح لأي شخص ان يخدمك يا ميكا ليس لمركزك اي اعتبار في منزلي . وبالتالي فليس مجدياً ان تعطي الاوامر مهما كان هذا الشخص الذي سيخدمك فسيطرد على الفور .
خرجت باتريشيا من الشقة واستندت الى الباب بعد ان اغلقته ... كان قلبها يدق بسرعة ويداها ترتعدان .
اغرورقت عيناها بالدموع ولكنها جففتهما بحركة غاضبة . لقد احسنت حقيقة لانها اوضحت له بمنتهى السرعة القواعد التي تحكم اقامته , لم يكن امامها اي خيار اخر مع مثل هذه الشخصية العنيدة التي يتسم بها هذا الرجل .

نهاية الفصل الاول
ارجو ان تكونوا قد استمتعتم بقراءته



لا أحل نقل جهدي وتعبي بدون ذكر اسمي او اسم المنتدى

Ellie 26-11-11 01:45 PM

شكلها قصة جميييييييييييييلة
لا تتأخري علينا
يعطيك العافية
يسلموا

روفـــي 27-11-11 12:13 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Ellie (المشاركة 2936976)
شكلها قصة جميييييييييييييلة
لا تتأخري علينا
يعطيك العافية
يسلموا

Ellie اهلا منووووورة ما بتأخر ان شاء الله .... ولساااااااااااااا الي جاي احلى :peace:

لوشة العزاوي 10-12-11 02:44 PM

مراااااااحب رفودة الغالية
شو هالمفاجأت الجميلة
ليش ما اعلنتي عن روايتك بشريط الاعلانات
دا انا بالصدفة دخلت لروايات الحان
سعيدة جدا لدخولي
ملخص جميل جدا
منتظراكي على ناااااااااار
مووووووووووووووووة

روفـــي 11-12-11 04:50 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لوشة العزاوي (المشاركة 2947134)
مراااااااحب رفودة الغالية
شو هالمفاجأت الجميلة
ليش ما اعلنتي عن روايتك بشريط الاعلانات
دا انا بالصدفة دخلت لروايات الحان
سعيدة جدا لدخولي
ملخص جميل جدا
منتظراكي على ناااااااااار
مووووووووووووووووة


اهليييييييييييييييييييين الاء نورتي والله يا حلوة لما بديت الموضوع ما كنت بقدر استخدم شريط الاهدائات
اسعدني مرورك كتييييير
واكيد حتحبيها للرواية كتير حلوة
وهلأ حينزل الفصل التاني

روفـــي 11-12-11 04:54 PM

الفصل الثاني


لم يكن ميكا يعرف الرجل الذي احضر امتعته كما كان يجهل الوقت الذي مر عليه . لعن ميكا كيروس رولاند وهو يحاول السيطرة على موجة الاحاسيس التي تحتاجه.
ظل ساكناً على كرسيه وكل عضلاته مشدودة بسبب التوتر الشديدكان يواجه غضب الرجل الذي رفض فجأة التحكم في مصيره.
كره ميكا الى حد ما التغيير الذي طرأ على موقفه في امكان ان يتبع الاخرين بقية حياته , انه لا يستطيع تحمل العيش نصف حياة كانت عادته ان يهتم بشؤون الاخرين ولم يعتد ان يهتم به احد اي احد .
انه لم يعتد ابدا على نظرة الشفقة من الاخرين ومن الافضل بالنسبة له ان يموت . بعدها بقليل سمع ميكا صوت خطوات في الشرفة وتعرف عليها في الحال ولكنه رفض ان يستجيب لوجود باتريشيا حتى لو كانت كل حواسه تشير عليه بأنها واقفة على عتبة الباب المفتوح . قالت ملاحظة وهي تستند الى الباب :
- لن يتاخر غروب الشمس , يقال ان الريح قوية الى حد ما الاىن لدرجة انها شعثت اشجار النخيل التي توجد بطول الشاطئ .
اقتربت باتريشيا من ميكا وقالت :
- عندما كنت صغيرة كنت استيقظ مبكراً في الصباح واجلس في وسط الارض الخضراء ثم آخذ نفساص عميقا وانا مقتنعة بأنه يمكنني هكذا ان اخزن في داخلي كل هذا الجمال وهذه الروائح .
اعتادت امي ان تقول : ان روائح الكاريبي تهدئ قلوب الذين يتعلقون بها . كنت اجد هذا منطقياً وانا صبية اما الان فيبدو هذا لي مضحكاً .
حاول ميكا وهو شارد في افكاره المتناقضة ان يكون صورة عن باتريشيا بجمع نواحي شخصيتها غير المعتادة , لقد تصرفت منذ قليل بآثر مشابه لحدة الديناميت ولكنه يجدها الان ساحرة .
انه يسمع همسات نسيج ناعم يطوق جسده عندما تقترب منه , شعر بقربها عندما وقفت امامه , داعب عطرها انفه وتعرف على هذا العطر الفرنسي الذي تتعطر به فله تأثير كبير عليه . لا بد انه قد جن لكي ينجذب الى باتريشيا رولاند , ولكن ماذا يستطيع ان يفعل ؟
- مساء الخير ميكا اتريد ان نبدأ ؟
ادار وجهه ناحية هذا الصوت الرقيق والدافئ واراد ان يحس بسحره ... كيف ..بحق السماء ... كيف يمكنه ان يرغب امرأة لم يعرفها او يرها ؟
- اعتقد انك ستحب اصطحابي الى صالة الطعام
- لست جائعاً.
- من الصعب اعتقاد هذا , اخبرني الطباخ انك لمتاكل اي شيء منذ الصباح الباكر .
- دعيني وشأني من فضلك .
- تعرف تماماً ان هذا مستحيل يا ميكا .
وتركت نفسها تجثو امام ركبتيه .
لم يرد ميكا ان تلمسه ومع ذلك رغب في وجودها لانها قطعت حاجز العزلة الذي يفرضه على نفسه منذ اجريت له العملية, كيف ادركت انه يحتاج الى الاتصال البشري في الحال ؟
قالت باتريشيا :
- لديك الحق في ان تستاء من كيروس انه استبدادي الى درجة لا يمكن تصديقها . ولكن كلينا يعرفه بالقدر الكافي لدرجة ان ندرك انه تحكم بحياتك فترة مؤقتة ريثما تستطيع التحكم بها بنفسك . لديك الحق ايضا في الاستياء مني وخاصة بعد محادثتنا التي جرت بعد الظهر , لقد اثرتك لكي اجذب اهتمامك , لم يكن لدي النية ابدا في ان اجعلك تشعر بالمشقة .
شعر ميكا بقوة يديها الرقيقتين عندما ارغمته على فتح راحة يده لكي تضع فيها يدها . ولكنه امسك معصميها وتمسك بهما كما لو كانا قارب نجاة .
- ينبغي ان تتخذ قراراً يا ميكا واختر احد الاثنين : المقاومة او التعاون .
- لقد اتخذت قراري قبل ذلك . ليس امامك الا ان تتركيني هادئاً
- بالتاكيد لا
- لا تثيريني .
- استمع الي يا ميكا لا يمكننا ان نتعامل مثل الطفل والمربية على مدار اليوم . كيروس قلق بشأنك , لقد ارسلك هنا لانه يثق بي وليس لانه يريد معاقبتك . يعتقد انك مهم وانا كذلك .
- انك لا تعرفينني بعد !
- اعرف الكثير بشأن حادثتك , اعرف انه لا يمكنك الان ان تستخدم الهاتف او الحاسب . اعرف انك تتردد في تناول طعامك امام الاخرين واعرف انك غاضب لان الاخرين يتخذون القرارات بدلا عنك ويخبرونك بما سترتديه وما ستفعله بيومك . اعرف انه لا يمكنك قراءة الجريدة او كتاب , اعرف ايضا انك تشعر انك واقع في الفخ , وبدات تعتقد انه يجدر بك ان تموت بدلاً من ان تصبح عبئاً على من يحبونك . كل ما حدث لك غير مسار الشخصية القوية الواثقة بنفسها .
توقفت باتريشيا لحظة لكي تترك له الفرصة لاستيعاب كلامها ثم سألته برقة :
- الا اكتفي بهذا يا ميكا؟
لم يستطع ميكا ان يرد عليها وهو مزعزع من سرعة بديهتها في التعرف على مخاوفه وقلقه المتزايد .
وبحركة رقيقة نزعت عنه النظارة التي تخفي الضمادات وبدأت تدلك جفنيه ببطء.
قالت هامسة :
- استرخ يا ميكا
كانت اثار التدليك التي قامت به رائعة للغاية , شعر ميكا بتوتره يتلاشى تدريجياً , على الرغم من طبع المراة القاسي الا انها رقيقة للغاية .من اين اتت ؟ هل يمكنه حقيقة ان يثق بها ؟ سحبت باتريشيا يديها ... وشعر ميكا بالعزلة .
- ميكا اريد الوقوف الان , واريدك ان تنهض انت ايضاً .
هذا ما فعله ميكا , وظل ساكناً , اخذت باتريشيا يده وفهم ان المراة الشابة تطلب ثقته بها , ابدا لن يمنحها ثقته خوفاً من ان يصبح متأثرا بها .
- ينبغي ان تراني وهذه خير طريقة بالنسبة لك لكي تحقق ذلك . اخذت المراة الشابة راحتي ميكا المفتوحتين وحملتهما الى خديها ومررتهما عليها , لم يتردد ميكا طويلاً قبل البدء في تفحص وجه المراة الشابة دون ان يكشف عن فضوله الشديد.
- لست كبيرة .
قالت ساخرة باسلوب رقيق
- لا تنخدع يا رجل
- اتريدين القول انك عجوز على الرغم مما يبدو عليك ؟
استمر ميكا في التفحص ... ولمس شعرها ثم تردد .
قال باتريشيا بصوت هادئ لتشجعه .
- المسني يا ميكا . انظر الي بأطراف اصابعك .
ينظر ... هل سيرى أمراة مرة اخرى ؟ هل سيشعر بنظرات الشوق بعد الحب ؟
واصلت باتريشيا حديثها دون ان تضع في اعتبارها اتر كلامها .
- كون في مخيلتك صورة تتوافق مع ما اخبرتك به حواسك التي منحك الله اياها لتتعرف على وجه صديق . لانني صديقتك يا ميكا .
كلام المرأة الشابة جعله يشعر بالضيق وايقظ بداخله الرغبة وكنه استمر في تفحصها و ركز على جبهتها التي كان جلدها املس ورقيقاً ورسم الحاجبين الذين يظهران رقيقين ودقيقين , وتطرقت راحتا يديه الى رموشها العريضة الناعمة .
قال لها وهو يتلمس انفها الصغير وتفاحة ادم البارزة :
- حدثيني عن نفسك
- عيناي خضراوان وشعري حالك السواد مثل الليل , يقال انني اشبه والدتي
داعب ميكا بطرف اصبعه شفتي المرأة الشابة ورسم محيطهما , كان فمها يدعوه الى اكتشافه وجسد ميكل يتأثر بهذه الدعوة .
أحس ميكا ان باتريشيا ترتعد ثم سمعها تكتم انفاسها . دون ان يجرؤ على التحرك كثيراً , اعتقد ميكا ان لمساته ضايقتها برغم تشجيعها له .
- ماذا حدث ؟
- لا شيئ .
- اتفضلين الا المسك ؟
- كلا , كلا . الامر على ما يرام
شعر ميكا ان باتريشيا تضع يديها على يده كما لو كانت تثبت له انها تقول الحقيقة .
اقترحت باتريشيا برقة :
- عندما تلمسني فكر في الجسر الروحي الذي يربط عالم المبصرين بعالم المكفوفين , يعرف كلانا ان نسبة بقائك كفيفاً تصل الى ستين في المئة ومن ثم ينبغي ان تفكر في انشاء هذا الجسر بنفسك , انها الطريقة الوحيدة بالنسبة لك لكي تشعر بالراحة .
لم يرد ميكا ان يسمعها تتحدث عن الخطورة , لقد اراد ان يركز انتباهه على باتريشيا وليس على نفسه , وحينذاك ركز عدة لحظات دون ان ينطق بكلمة واحدة , على شفتي المراة الشابة والصور التي تجول بخاطره وتسحر حواسه .
لا بد ان ممارسة الحب مع هذه المرأة متعة حقيقية .
استعاد ميكا توازنه وطرد كل تلك الصور المثيرة من خياله ثم قال :
- كل ما قلته لي وضعته في اعتباري
قالت مصرة :
- هل لديك النية في انشاء هذا الجسر يا ميكا ؟ هل تعتقد انك قادر على انشائه ؟ اتفهم حقاً ان روحك وقلبك وارادتك تمثل جزءاً منك منفصلا عن ابصارك ؟
كان يعرف الرد الذي تنتظره منه ولكنه لم يستطع ان يمنحها هذه الترضية . انه مازال لا يعرف الرد الصحيح وقرر حينذاك ان يصمت وهو مستمر في تفحص قسماتها ومدرك لاحباطها من خلال التنهيدة التي افلتت منها .
كان يجب ان يقبل هاتين الشفتين الفاتنتين ولكن باتريشيا لم تعرض عليه الا صداقتها .
همس ميكا لنفسه اكثر من همسه للمرأة الشابة :
- انني لا افهم شيئاً من هذا كله .
بدا غضبه واضحاً في صوته .دس اصابعه في شعر باتريشيا وجذب خصلة منه كما لو كان يلعب مع قطة .
تخلصت باتريشيا منه فجأة . رفع ميكا رأسه وحاول ان يجدها ويمسكها من كتفيها .
- حسناً ارأيت ما حدث عندما اثق بغرائزي ؟
قطب ميكا حاجبيه
- اخشى الاختبارات .
- أنا ايضاً . لن يكون هناك المزيد منها
- انك صغيرة الحجم جداً اليس كذلك ؟
- وانت ضخم جداً .
- كلنا كذلك في اسرتي
شعر ميكا بقلق عميق . كيف سيخبر والديه انه اصبح كفيفا ؟ احزنته هذه الفكرة الى اقصى حد .
- يبلغ طولي متراً ونصف و وزني يصل الى خمسين كيلو غراما وابلغ من العمر ثمانية وعشرين عاماص . وفضلاً عن ذلك فاسناني جميعها موجودة .
لاحظ ميكا انها لمحت قلقه وبذلت مجهوداً لتسري عنه . لكنه سأل نفسه عن سبب اهتمامها بحالته النفسية .
قال متسائلا عن اسنانها :
- هل من المفترض ان اعدها الان ؟
قالت مازحة :
- فقط اذا كان هذا ضرورياً .
ابتسم ميكا . كانت هذه اول ابتسامة حقيقية منذ وصوله ثم دار باصابعه في خصلات شعر باتريشيا التي سقطت على عنقها .
- انها ظريفة .
- الكوافير الخاص بي يشكرك على المجاملة
نزل ميكا وهو مركز تمماً حتى كتفيها وهنا تحسس نسيج القماش .
- من الحرير الخشن ؟
- بالضبط , ماذا فهمت من صوتي ؟
- الاستحسان
- وماذا استخلصت منه ؟
- ستعرفين !
- ينبغي ان تستمع الى الكلام والاحاسيس في الاصوات التي تسمعها , لا يقدر الناس انهم يكشفون عن مشاعرهم عندما يتحدثون , بما انه ليس متاحاً امامك دائما الاتصال الجسدي فان ما تسمعه تزداد اهميته بمقدار الضعف .
- عطرك فرنسي . وهذا ما اثبت ان انفي لا يزال يعمل . ولكن ماذا افعل به؟
لا يهم الامر بالنسبة لها عندما تجرحها تهكماته .
- حواسك ينبغي ان تعمل من خلال اللمس ولكن ينبغي ان تمنحها الفرصة . هذا العطر يعتبر بصفة خاصة عيبي الوحيد
- وانا الذي اعتقدت انك كاملة .
ترك ميكا يديه تنزل حتى معصمي المرأة الشابة الذين وجدهما رقيقين للغاية
قال لها ملاحظاً :
- انك نحيلة .
- انها ليست المرة الاولى التي تقول لي فيها هذا الكلام .
- يستطيع اي رجل ان يلحق بك الاذى بسهولة .
- ليس انت .
سمع ميكا الرضا والاقتناع في صوتها كل شيئ به ينبئ عن السعادة حيث انها لم تعتبره رجلاً مغتصباً ... لم يكن لديه الرغبة في ان يبدو شفافاً الى هذه الدرجة
- انك لا تعرفين عني اي شيء
- يداك اخبرتاني بالكثير عنك
- اخبرتاك بماذا على سبيل المثال ؟
- انك مدرك لقوتك البدنية عندما لا تشعر بالغضب او التهديد , ان لمستك خفيفة جدا . السؤال الحقيقي هو ان تعرف اذا كنت ستقبل مساعدتي لك في هذه الفترة العصيبة من حياتك . اظن انه دور جديد عليك .
- انني اتساءل عما حكاه لك كيروس عني ؟
- حكى لي القدر الكافي الذي يمكنني من ان اقول : انك اعتدت على التحكم في علاقاتك . حكى لي القدر الكافي الذي يمكنني من معرفة انك تغضب لمجرد فكرة خضوعك لشخص آخر في وقت الازمات .
- انك تكذبين . كيروس لم يقل لك شيئا من هذا القبيل
- تعرف ان عدم الكلام خير دليل
- انك محيرة يا باتريشيا محيرة جداً .
- لا .. انا فقط اعبر نفسي ولا اندم على هذا ابدا . وانت ؟ هل تندم على كونك هكذا ؟
- اوه ..كلا بالتأكيد
- اذن نحن انا وانت نسير على نفس المنوال . اليس كذلك وبما انه لم يجب عليها واصلت الحديث :
- لا يمكنني ان ارغمك على اي شيء اذا لم تكن تريد ان تفعله يا ميكا .
- ستكتفين فقط بمضايقتي حتى ما بعد الموت , اهذا كل مافي الامر ؟
انفجرت باتريشيا بالضحك .
- دون شك
احب ميكا صوت هذه الضحكة المجلجلة والمثيرة التي تكشف عن توقد الذهن الذي يرغبه .
دون ان يفكر في سلوكه ترك معصميها وداعب من جديد فمها باصبعه .
شعر ميكا وهو يتبع رسم شفتيها المبتسمتين باضطراب مفاجئ . انه لا يريد ان يحب اي شيء في باتريشيا رولاند , لقد رغبها قبل ذلك بمثل هذه القوة , انه لا يرغب في حياته امراة بهذه الطريقة وهذا يقلقه . انه يخشى ايضاً ان يصبح مجرد حالة تشفق عليها لكي تسعد والدها ... واكثر من ذلك يخشى ان يصبح تابعاً لها .
- ميكا ......
قال لها وهو يجلس :
- لا اريد منك ان ترثي لحالي وتتعاطفي معي . سأصبح كفيفاً اذا ما سمحت لنفسي ان اخضع لك . لست في حاجة الى ممرضة .
ادارت باتريشيا الكرسي وجلست خلفه وهدأته بتدليك كتفيه المتقلصتين .
- بالتأكيد لا تريدني ان اتعاطف معك لا بد ان تثق بي .
- لماذا .. لماذا تفعلين هذا ؟ لماذا تتدخلين في حياتي ؟ لماذا تثقلين كاهلك بهمومي ؟لست مدينة لي بأي شيء .
ردت عليه بجفاء :
- لست مشفقة عليك
امسكها ميكا من معصميها .
- كل انسان له دوافعه يا باتريشيا رولاند فما هي دوافعك ؟
اعتقد ميكا في اعقاب التنهيدة التي زفرت بها انه تجاوز الحد معها في حديثه هكذا او شعر بالحاجة الى ان يدفعها الى النهاية .
سألت باتريشيا :
- هل عثرت على دوافع من كل ما حكيته لك ؟
- حتما . في مهنتي تعتبر هذه الوسيلة الوحيدة للابقاء على حياتي
- انك رجل ذو شخصية قوية يا ميكا هولبروك . ولهذا تعمل في قسم المهام السرية ويحترمك الرجال ومنهم ابي . نجاحك او فشلك في هذا الوضع الخاص جدا يخضع الى حد كبير الى قدرتك على قبول التحدي .
قال ميكا بصوت منكسر :
- انك تتحدثين مثله
- اريد ببساطة ان اساعدك
ضغط على معصمها بقوة فقالت معترضة :
- انك توجعني
تركها ميكا عندما سمع هذه الكلمات . ثم اعتدلت واقتربت الى جانبه قائلة :
- تلقى الخدم اوامر مني بالا يحضرو لك اي طعام في شقتك بدون اذني. امامك ثلاث خيارات : اما ان تاتي معي في الحال , او ان تعثر على المطبخ بنفسك , او ان تموت من الجوع . وعليك الاختيار
- من حسن الى احسن !!
وضعت باتريشيا شيئا مستديرا وثقيلا وباردا في راحة يده المفتوحة , اطبق ميكا يده فزعاً من الفضول على الرغم من احباطه الشديد .
- انها ساعة جيب . اجذب الزر لتفتح , ينبغي ان تربطها مرة كل يوم
قال ميكا متذمراً :
- اذهبي الى الجحيم ! انا .... انا لا استطيع الرؤية
- ميكا لا تكن احمقاً فهذا لا يبدو عليك
ابتعدت باتريشيا ولكنها توقفت على عتبة الباب المؤدي الى البلكون .
فرصتك الاخيرة لتناول العشاء .
ظل ميكا جالساً صامتاً بهدوء مثل الصخرة . وعندما تاكد ان المراة الشابة غادرت الغرفة فتح الساعة وداعب سطحها .
لأول مرة منذ اسابيع يعرف التوقيت الصحيح .

نهاية الفصل الثاني ارجو ان تكونو قد استمتعتم معي بقراءته
القاكم قريباً في الفصل الثالث

ديدي 1990 19-12-11 09:03 PM

شكرااا علي الرواية الجميلة
في انتظارك

doctor.dodo 16-05-13 10:32 PM

رد: 110 - ملاك الرحمة (روايات الحان)
 
القصة رائعة فين التكملة للرواية منتظره اعرف احداث الواية بليييييييييييييييييييييز حد يكملها:lkjkjkjkj::lkjkjkjkj::lkjkjkjkj::rdd25hn7:

Rehana 26-01-14 03:01 PM

رد: 110 - ملاك الرحمة (روايات الحان)
 
ان شاء الله اكمل الرواية مادام روفي انشغلت بكتابة الروايات
في عبق الرومانسية ^-^

Rehana 27-01-14 06:44 PM

رد: 110 - ملاك الرحمة (روايات الحان)
 
الفصل الثالث

خشيت باتريشيا ان تشعر بالغضب وتتضايق منه, لابد ان تلبي احتياجات ميكا حتما قبل عذابها العاطفي, على الرغم من انها كانت الوحيدة الموجودة في صالة الطعام من اجل العشاء وانها قضت بقية السهرة في العمل بـ الاتيليه إلا إن احساسها بوجود ميكا كان مازال مستمراً.
لابد ان توجه باتريشيا لنفسها اللوم مراراً وتكراراً , يجدر بها ان تتحدى احاسيسها الخاصة او رغباتها حتى تكرس نفسها فقط من اجل ضيفها .
ولكن هل يسمح لها قلبها بأن تتجاهل الاحاسيس التي أيقظها ميكا بداخلها؟
لم تعد المرأة الشابة الى شقتها إلا بعد منتصف الليل المضطرب ايضا بشدة, اخذت حماماً قبل ان تخلد الى النوم ووضعت في حسابنها كم سيسعدها ان تحب ميكا مرة اخرى , لكنها اليوم هي امرأة ومخاطر اليوم ليست هي نفس المخاطر التي كانت موجودة منذ سنين عندما كانت لا تزال مراهقة وفي اول مغامرة عاطفية , ادركت باتريشيا ايضا انو لواعج الحب والاحلام لا ترضيها في هذه المرة , إنها تريد الكثير وتطالب بالمزيد .. لكن كيف ستصرف ميكا ؟
حاولت بسبب خوفها من ان تتأثر به ان تطمئن نفسها وهي تنظر الى صورتها المنعكسة في مرآة الحمام , اكتشفت من خلالها عينيها المرهقتين من جراء التعب وذكرى اولئك الذين هجروها بخيانة ثقتها بهم .
لابد انها حمقاء لأنها تريد رجلاً غير مقدر لها , لقد كبتت مشاعرها فترة طويلة , كانت حياتها كأمرأة مستقلة وثرية ونجاحها الفني غير المتوقع بمثابة التعويض لها عن ذلك لكن يبدو ان رغبتها الآن في ان تصير محبوبة لمزاياها الخاصة توشك ان تنفجر .ريحانة
زفرت باتريشيا الحائرة تنهيدة طويلة ثم اطفاءت الاضواء واحداً تلو الآخر ودخلت حجرتها , كان ضوء القمر يتسرب من خلال الأبواب وفجأة سمعت باتريشيا صوت اقدام وتوقفت ثانية قبل ان تتجه ناحية البلكون .
إنه بالتأكيد احد افراد حرس الأمن اتى لرؤية ميكا . ولكنها فضلت ان تتأكد بنفسها , ترددت كثيراً عندما تعرفت على الرجل الذي يروح ويغدو , نفحة من الزهو بنفسها عملت على تدفئة قلبها.

Rehana 27-01-14 06:46 PM

رد: 110 - ملاك الرحمة (روايات الحان)
 
اخيراً ترك ميكا الشرنقة التي كان يحبس نفسه بداخلها, على الرغم من انه لم يذهب بعيداً إلا ان باتريشيا اعتبرت وجوده هكذا يعتبر نجاحاً مدهشاً.
إن الطريقة التي يتحرك بها دون تردد دلت المرأة الشابة على ان ميكا يحترم من داخله المكان وانه اكتشف ايضا اماكن بعض الاثاث و أواني الزهور .ليلاس
كانت باتريشيا تتمنى في قرارة نفسها ان يستطيع ميكا في يوم ما ان يعجب بالمنظر الساحر الذي تبرزه الفتحة التي تنساب منها المياه الفيروزية التي تتزواج بدورها مع الشكل التدريجي للون الاخضر المنتشر في المتنزه , إنها علمته جيدا ان يستفيد من الحواس التي لا تنقصه حتى لو انتهى الأمر به الى ان يكرهها من من اجل هذا .
وقفت في صمت تام امام النافذة بينما اثارت نسمة هفهفة رقيقة في قميص نومها الحريري , ظل ميكا ساكنا في مكانه لحظة ثم بعدها ادار رأسه في اتجاهها , بدا عليه الاجهاد وهو لا يزال مرتديا نفس ملابس رحلته المكرمشة .
تقدمت باتريشيا ورجلاها عاريتان نحو البلكون , قالت وهي تعرف اهمية محادثته عن مكانه في كل لحظة حتى لا تضلله :
- اليوم كان مؤلما بالنسبة لك , اصابتني الدهشة لكونك مستيقظا حتى الآن .
- احب ان تتركيني وشاني.
منتديات ليلاس
لف ميكا نصف لفة ومد ذراعه وتوجه نحو شقته .منتديات ليلاس
- كنت شاهدة على ماحدث لأمي عندما فقدت بصرها قبل موتها بعدة سنوات , كانت مريضة بالسكر طوال حياتها , لقد قبلت كل المحظورات التي فرضها عليها مرضها ولكن عندما بدأ بصرها يضعف احست بالخوف والغضب .
توقف ميكا فجأة .
- اوه! اهذا ماتفكرين فيه بالنسبة لي؟ ان اكون غاضبا؟ او خائفاً ؟
عرفت باتريشيا انه من الأحسن ألا ترد على سؤاله .
- عزلت امي نفسها عن العالم , توقفت عن السفر ورفضت ان ترى صديقاتها او ان تيتقبلهن عندها, كنت في الصف الثالث الثانوي وقتها, عندما لم نحضر حفل نجاحي عرفت ان شيئا ماقد حدث وبعد ذلك رجعت , لقد اخفت عني الحقيقة عدة شهور ونفذ الخدم أوامراها ولم يخبروني بحقيقة الموقف.
اطلقت باتريشيا تنهيدة وهي تتذكر ماضيها ونظرت لحظة الى السماء الزرقاء المزينة بنجوم متلألئة مثل بريق الماس.
- بح صوتي في ان اخبرها بأن لديها من القوة لكي تتحمل ماحدث لها, لكنها رفضت الانصات إليّ ومرت شهور كثيرة حتى تمكنت من إقناعها بأن تستمع الى صوت العقل , واخيراً قبلت أمي ان تجاهد ضد المرض وعلمنا جميعاً بما تحتاج اليه لكي تعوض فقدان بصرها , وكيروس أرسلك لتكون بالقرب مني لأنه يعرف انني لن انسى هذا ابداً.
استدار ميكا ببطء وتقدم باحتراس , لكن بدون تردد.
- اعرف كيروس رولاند منذ وقت طويل ولكنه لم يحدثني ابداً عن امك.

Rehana 27-01-14 06:47 PM

رد: 110 - ملاك الرحمة (روايات الحان)
 
- هذا لا يدهشني , لاحظت بالتأكيد انه لم يتحدث ابداً عن حياته الخاصة , لقد انفصل والدي عن امي حينما كنت في الخامسة من عمري ونادراً ماتقابل الاثنان.ريحانة
- كنت تعيشين مع أمك؟
- تماماً.
- هنا ؟
- الى حد ما , ذهبت الى مدراس في سويسرا وانجلترا . امي لديها شقيق في زيوريخ وضواحي لندن , كنت احب السفر معها في اثناء الاجازة ولكني لم اضع في حسباني ان ترحالها المستمر راجع بصفة خاصة الى شعورها بالوحدة والخوف من الموت في عمر مبكر.
وقف ميكا بجانبها:
- إنك لا تحبين السفر كثيراً , اليس كذلك؟
ادهشتها حدة بصيرته بشكل كبير.
- بلى , عدا السفريات النادرة التي اقوم بها من اجل زيارة صديقاتي فإنني ابقى هنا , من الأفضل ان تقول إنني مقيمة هنا لأنني احب سان توماس.
تنفست باتريشيا بعمق رائحة الهواء التي تحملها الرياح ناحية المنزل واستدارت نحو ميكا لكي تسأله :
- وانت ؟ أيوجد مكان بعينه تحبه ؟ وأي مكان تتعلق به؟
- اشعر وانا في الشمال الشرقي من المحيط الهادي بأنني في بيتي , ولكن كان هذا منذ وقت طويل, إن حياتي منذ المدرسة عبارة عن حياة مقاتل يغير دائماً البلاد والاقطار والمهام, لم اعتد ان ارتبط بمكان او اشخاص مع نمط هذا العمل.منتديات ليلاس
مد ميكا يديه لكي يلمسها ويداعب كتفيها, حبست المرأة الشابة انفاسها وهي تكاد تصبح مشلولة وشعرت ان ميكا مضطرب هو الآخر.
مرت صور القبلات الحارة والشفتين اللتين تؤلمانها بلذة والعناق الشديد بخاطرها , وشعرت بضرورة ان تسيطر على نفسها حتى لا تلقي بنفسها بين ذراعي الضابط الشاب , هل فقدت رشدها؟
- ترتدين الحرير مرة اخرى؟
- نعم.
لم تجرؤ باتريشيا على الحركة وحلقها معقود وهي تشعر بأصابع ميكا تداعب النسيج الرقيق لقميص نومها , ثم تسللت اصابعه ببطء نحو رقبة القميص , واضاف :
- من الدانتيلا ايضاً؟
- نعم.
كان صوتها غير مسموع تقريبا وارتعدت عندما داعب جلدها الناعم .
- اشعر بالرغبة في لمسك عندما نكون معا.
زادت ضربات قلب باتريشيا وتوجهت يد ميكا على حلقها , لابد انه وضع في حسبانه اضطرابه مثلما فعلت هي نفس الشيء إنها ادركت ان هذا التلامس الجسدي ينبغي ان يطمئنه ولكنها تعرف ايضا انه من السهل عليها ان تسقطه ينبغي ان تتجنب بأي ثمن هذه الرغبة ولا تسمح له ان يمتلكها .

Rehana 27-01-14 06:47 PM

رد: 110 - ملاك الرحمة (روايات الحان)
 
ترك ميكا يده تنزلق بطول ذراع المرأة الشابة لكي يقيس خصرها , عندما جذبها اليه احست المرأة الشابة بأن ركبتيها خارتا من تحتها وان جسمها ينتفض من الرغبة حيث انها ترغب هي الاخرى في ان تجنبه اليها لكي تطمئنه وتطمئن نفسها .
- لا , هذا خطأ ..
ثم انفصلت عنه ببطء وهي لا تزال مرتعدة . سألها وقد عقد معصميه من الغضب:
- اتخافين مني؟
- بالتأكيد لا , لقد احسست بأشياء كثيرة عندما لمستني هكذا , لكن لم اشعر بالخوف.
- من الأجدر ان نقول : إنك إمرأة مستقيمة , مارأيك الآن؟.
- إنني مسرورة لكونك هنا.
بدا ميكا مضطرباً ومرر يده في شعره .
- وسبب ذلك ؟
- لأنني أحبك.
منتديات ليلاس
- إنك لا تكادين تعرفينني , هل تسمحين في اغلب الاحيان لرجال لا تعرفينهم بلمسك بهذه الطريقة .. الحميمة ؟
نهضت باتريشيا لكي تسيطر على غضبها .منتديات ليلاس
- إنني اثق ببديهيتي يا ميكا , ليست لديك النية في ان تلحق الأذى بي او ان تستعبدني , إنك ببساطة كنت تختبر حدود علاقتنا ولا يوجد مايدعو للدهشة في موقفك.
- يبدو انك تمثلين حالة كبيرة من البديهية والغريزة ..
- ليس مجدياً ان تبدو وقحا , اثق ببديهتي لأنها بصفة عامة صائبة واظن بقيت حيا من اجل نفس السبب.
- وبماذا اخبرتك بديهيتك بخصوصي؟
- من الصعب ان افسر لك هذا في بضع كلمات.
- حاولي دائما.
جذبها اليه مرة اخرى وداعب ظهرها , قالت له باتريشيا مفسرة دون ان تتخلى عن هدوئها :
- إنك ببساطة تحاول ان تغضبني ولكن هذا لن يحدث .ريحانة
- هل انت متأكدة من ذلك ؟
ابدى ميكا تذمراً بسيطا قبل ان يضيف :
- اقسم انك ستعذبين القديس نفسه.
قالت متذمرة :
- ميكا !
كانت لدى باتريشيا الرغبة في ان تستسلم لعاطفته ولكنها تحتاج ايضاً الى ثقته , إنها ستفقد بسهولة هذه الثقة إذا ماسمحت لعلاقتهما ان تصبح علاقة حميمة وودية.
- لا ينبغي علينا ان نزيد الموقف خطورة الآن.
- هل هناك رجل في حياتك؟
- لا.
- ولم لا؟
- لأنني لا امنح ثقتي بسهولة واخشى ان ينتهزها اي رجل.
لقد اخبرته بهذا الكلام لكي تضع النقط فوق الحروف مرة واحدة لكل شيء.

Rehana 27-01-14 06:48 PM

رد: 110 - ملاك الرحمة (روايات الحان)
 
- هل انتهزك احد قبل ذلك؟
- نعم , مرة واحدة , ولكن هذا لم يحدث مرة اخرى بعد.
ارخى ميكا قبضته , وعندما تراجعت لم يحاول ان يتشيث بها .
- تبدين امرأة حازمة جداً , لقد ذكرتني بامرأة اخرى اعرفها , إنها لولا اختي الصغيرة .
حمد لله إن المرأة التي ذكرها ليست منافسة لها, هكذا طمأنت باتريشيا نفسها .
- إنني حازمة حتى اتجنب بصفة خاصة المعاناة , احب الحياة التي اعيشها يا ميكا , لقد محتني كافة الترضيات , وانا لا اريد بأي حال من الأحوال ان اعقدها , وعلى مايبدو لي انها ايضا بالنسبة لك.
- لدينا شيء مشترك منذ شهر .
- عملك هو كل حياتك , اليس كذلك؟.
- بالفعل , لكن من يثق بكفيف ! كنت اعمل دائما ضمن طاقم المهام السرية ولا اعرف اي شيء سواها.
هذا الاضطراب احزن باتريشيا , ولكن اذا اظهرت له ذلك فربما سيفسره على انه شفقة .
- إذا لم تنجح عمليتك فسيفقد بعض الاشخاص ثقتهم بك والبعض الآخر سيرغب في حمايتك , اخشى ان تكون هذه النوعية من ردود الافعال لايمكن تجنبها , هناك ايضا بعض الناس يثقون بك ولكن عليك ان تمنحهم الوسيلة لذلك , عليك ان تعطيهم الطريقة يا ميكا , إذا اردت الشفقة فلن تفتقدها, ولكن إذا رغبت في ان اتعامل بشكل طبيعي فينبغي عليك ان تتصرف بشكل طبيعي.منتديات ليلاس
- تؤمنين حقا بما تقولين , اليس كذلك؟
رفعت رأسها :
- بلى , اسمح لي بالا استسلم يا ميكا .
امسك يدها وقبل راحتها.
- لا يمكنني ان اعدك بأي شيء يا آنسة رولاند.
عندما ترك يدها وتراجع خطوة شعرت باتريشيا بالاضطراب ولكنها اجابته :
- افهم ذلك .
نعم انها تفهمه شعرت باتريشيا ببعض الاحباط ولكنها احترمت صدقه .
قال لها معترفا بصوت واضح :
- كنت احب ان اعدك بشيء.
- حاول ان تبدو متفائلاً بشأن العملية.
- أينبغي ان آمل الأحسن مثل فتى الكشافة الصغير؟
توترت باتريشيا والغضب يغلي بداخلها :
- دون شك ولكن يجدر بك اولا ان تغير موقفك , سأذهب لاخلد للنوم وينبغي عليك ان تخلد الى النوم ايضا فانت بحاجة اليه.ريحانة
- نعم , انا في حاجة الى اشياء كثيرة .
توقفت باتريشيا خطوة امام باب شقتها وهي تريد ان تتأكد من انها تصرفت التصرف الصحيح من اجل ميكا .

Rehana 27-01-14 06:49 PM

رد: 110 - ملاك الرحمة (روايات الحان)
 
- اعرف انه لابد ان يسودك انطباع بالعيش على الجبال الروسية في هذه اللحظة , لكن لا يمكنني ان اسمح لك باستبعادي , اعرض عليك صداقتي , وليس هناك اكثر من ذلك , الصداقة يا ميكا ولا شيء آخر.
رد عليها بمرارة:
- لقد فهمت هذا قبل ذلك.
إنها لم ترجعه الى صوابه ولكن من الاحسن ان تجعله يعتقد أنها غير مبالية بسحره على الرغم من انها تعرف ان الرغبة المولمة التي تشعر بها ناحيته لن تجعلها تهدأ ابداً.
تمسكت باتريشيا بالباب وقلبها ممزق لكي تقاوم الرغبة في مساندته بمزيد من الرقة و الحب والعاطفة التي تحتفظ بها في تمثالها المنحوت , ولكنها تمكنت مع ذلك من التحدث بصوت هادئ:
- سيأتي الدكتور كالمر في صباح الغد , إنه طبيب متقاعد وقد كلفه الجيش بالعناية بعلاجك في اثناء إقامتك هنا.
لم يرد ميكا ودخلت باتريشيا الى شقتها واغلقت الباب وراءها بعناية , اغلق ميكا هو الآخر بدوره بابه بقوة شديدة حتى كاد ان ينكسر , لا يهمه أي شيء ! حتى لو تهدمت كل الفيلا!
منتديات ليلاس
اجتاز الحجرة المظلمة دون ان يعيرها أي اهتمام بقدر ماكان غضبه يحتدم بداخله بقوة , اطلق الفاظ سباب كثيرة عندما اصطدم بصوان الملابس , عندما عثر في النهاية على سريره القى بكل الوسادات على الأرض عدا واحدة , ثم خلع حذاءه وملابسه بحركة ساخطة , تمكن في النهاية من التمدد , وهو عار على الملاءات الناعمة وكل عضلاته متوترة من جراء الغضب الذي مازال يعتريه , وصورة المرأة المثيرة ذات الشعر الاسود التي تستقبله بقلبها وجسدها تجول بخاطره , هذه المرأة المثيرة ذات الشعر الاسود هي باتريشيا رولاند.
لايهمه ان يراها ولكن هذا لم يمنعه من ان يتخيل مشاهد العناق العاطفي الحار.
هل بات مجنونا؟ لن تهتم اي امرأة تتمتع بقواها العقلية برجل معاق مثله , ولكن مازالت باتريشيا تطارد افكاره وتحول بينه وبين النوم, استمر ميكا يتقلب على جانبيه محاولا بلا جدوى ان ينام.
ذكريات الانفجار الذي كاد يكلف كيروس حياته والدم و الجرحى و المستشفى .. كل هذه الصور اختلطت مع هذه الصور المثيرة للحظة العناق مع المرأة الشابة , لماذا القى به كيروس في هذا المأزق ؟ اوه , بمجرد ان تسنح امامه الفرصة سيفر من هنا.منتديات ليلاس
ترك ميكا سريره عندما سمع اصوات الطيور الأولى في الصباح وهي تغرد , لابد وانه الفجر ولمزاج لا يحتمل اخذ حماما وارتدى ملابسه ثم جلس على الكرسي في وسط الصالون عندما ادرك ان المنزل كله استيقظ انتظر بفارغ الصبر ان يأتي احد اعضاء فريق الأمن لرؤيته , كان يتضور جوعا مثل الذئب وكان لديه انية ان يحضر طبقا كبيرا سواء اخذ إذنا من باتريشيا او لم ياخذ.
انتظر باتريشيا في الدهليز عندما كان الدكتور كالمر يفحص ميكا ويغير الضمادة الموجودة على عينيه .
بدت وهي مرتدية برمودا بيضاء وبلوزة رائعة اكثر راحة عنما تشعر به في الواقع.
عندما فتح الطبيب العجوز الباب ابتسمت له :
- حسناً ينبغي ان اخبرك يا عزيزتي باتريشيا ان ضيفك غير مريح تماماً.

Rehana 27-01-14 06:49 PM

رد: 110 - ملاك الرحمة (روايات الحان)
 
تبعت باتريشيا الرجل العجوز بالشقة ونظرها معلق بشكل مباشر على ميكا , إنه يبدو متوتر للغاية ولكنها لاحظت انه اختار لنفسه ملابس من دولابه , إنه تحسن طفيف ولكنه يعتبر تحسنا.
لم تخف هئيته جسمه الأسمر ذا العضلات , وكذلك شعره الأشقر مثل حبات القمح الذي جعله يبدو مثل محارب الفايكنج.
زاد إيقاع قلبها ولكنها حبست رغبتها في ان تلقي بنفسها بين ذراعيه.
قال الدكتور ملاحظاً وهو يغلق حقيبته:
- حظك رائع ياميكا.
- أترى هذا! ولكن لماذا ؟
كان صوته جافاً ولاذعاً:
- باتريشيا اعتادت على العيش مع أناس يعانون مشاكل في الرؤية الى جانب تمويلها لمعهد المكفوفين الذي افتتحناه بالجزيرة تكريما لوالدتها المسكينة , إنها جميلة ايضا وذكية وموهوبة ولديها شخصية من ذهب.منتديات ليلاس
- نعم , هذا صحيح يادكتور , قديسة! اتريد ان اخبرك بشيء بخصوص القديسة باتريشيا ؟ إنها إخصائية كبيرة في التعذيب الذهني وتترك ضيوفها يشعرون بالجوع.
ضحك الدكتور وهو يستدير نحو المرأة الشابة , رفعت باتريشيا كتفيها وهي متضايقة بعض الشيء , ثم عانقت الطبيب العجوز الذي غمز بعينه غمزة الشريك المتواطئ واخذ حقيبته قبل ان يتوقف امام كرسي ميكا.
- إنني لا انتظر تحية عسكرية او شكراً ولكن اطلب المصافحة باليد.
نهض ميكا ومد يده , كانت باتريشيا مدركة ان الطبيب العجوز لم يقل هذا من اجل ان يصافح مريضه ولكن ليذكره بأن الحيل الجيدة ليست حكراً على العرافين فقط.
- باتريشيا امرأة جذابة ولديها كثير من الوسائل عندما تنتهي من الإشفاق على نفسك ستشعر بالحظ الجميل الذي ستنعم به.
لاحظت باتريشيا فك ميكا المتشنج ورأت انه من الحرص ألا تتدخل.
- ينبغي ألا تلوم الدكتور كالمر يا ميكا , إنه كفيلي وهذا مايجعله غير موضوعي بعض الشيء.
- لقد حضرت ولادتك ايضاً ياصغيرتي , ومن الطبعيي ألا اكون موضوعياً.
ثم اضاف قبل ان يخرج :
- سأعود لرؤيتك بعد غد , إذا احتجت الى أي شيء مهما كان فـ باتريشيا تعرف اين تجدني .
وبمجرد ان رحل الطبيب قال ميكا:
- إنني جوعان , اريد ان يحضر لي احد الفطور والآن .
- سيقدم الطعام في صالة الطعام في خلال عشرين دقيقة .
- لا داعي للمجاملة , سأتناول الطعام هنا.
- سأنتظرك في الصالون الصغير في نهاية الدهليز , عندما تجتاز الدهليز تأكد من حسابك لعدد خطواتك , من السهل عليك ان تنتقل بين ارجاء المنزل إذا حسبت خطواتك في كل الدهاليز والحجرات.

Rehana 27-01-14 06:49 PM

رد: 110 - ملاك الرحمة (روايات الحان)
 
اتجه ميكا نحو المرأة الشابة التي لم تتحرك , إن تأكدها من تمكنه من العثور عليها من خلال صوتها جعلها مفعمة بالسرور.
قال عندما وصل امامها :
- إن مسألة تعاملك معي كحيوان في السيرك خارج نطاق ماقلته.
- توقف إذن عن ملاحقتي يا ميكا ! لابد ان نحيا حياتك وأنا بدوري احاول ان ابدي لك الطريقة , هذا مافي الأمر , امامك عشر دقائق لكي تجد طريقك الى الصالة , وبالمناسبة حمل الحذاء ليس ضرورياً هنا.
ابتعدت المرأة الشابة عنه وعيناها ملئيتان بالدموع.منتديات ليلاس
شعرت بالقلق الذي يكسوه وكانت ترغب في مواساته , ولكن ينبغي ان تتصرف هكذا وتدفعه للخروج من صومعته , استدرات اليه عندما وصلت امام الباب وقالت :
- يضايقني كثيرا ان تعتقد انك جبان يا ميكا هولبروك.
غادرت الغرفة على الفور بمجرد ان انتهت من كلماتها , ليس لأنها تخشى رد فعله العنيف ولكن لأنها تدرك انه في حاجة الى الهدوء لكي يختار بين الأمرين : التعاون او الموت جوعا.

Rehana 29-01-14 07:35 PM

رد: 110 - ملاك الرحمة (روايات الحان)
 
الفصل الرابع

جبان ؟
وصلت هذه الكلمة الى مسامعه كالطلق الناري , جبان؟ خائف .. ولماذا يكون جبانا؟
رفض ميكا ان يعتقد ان باتريشيا رولاند يمكن ان تعتبره جبانا ولكن هذا بالفعل ما وصفته به .
لم يستطع ان يتحرك بسبب ذهوله فقد كان يغلي من الغضب ولا يفكر في شيء إلا الانتقام لنفسه, عقد معصميه وتنفس بعمق محاولا ان يستعيد هدوءه حتى يصبح ذهنه صافيا.
وصلت كبرياؤه الى مداها ولكن بعد عدة دقائق فقط كان ميكا يعرف انه لم يتبق امامه إلا التقاط القفاز الذي القته باتريشيا رولاند تحت قدميه , إنها هي الآن التي تمسك بخيوط اللعبة في يدها ولكنه اقسم ان يحاربها في القريب العاجل , ووعد نفسه ان يجعلها تشعر بالجرح ايضا مثلما جعلته يشعر مع هذه الاهانة .

Rehana 29-01-14 07:37 PM

رد: 110 - ملاك الرحمة (روايات الحان)
 
كانت كلمة جبان تتردد دائما على مسامعه , ولكن عندما تحكم في احاسيسه فتح باب حجرته بقوة, لم تكن لدى ميكا النية في الاستمرار في الاحساس بالجوع , ولا ان يسمح لامرأة تكاد تعرفه ان تتحكم فيه هكذا.
خرج من الشقة بعد ان ضبط كتفيه المربعتين ولمس الجدار بيده اليمنى لكي يعثر على مايستدل به , نزل الدهليز كله وهو يحسب كل خطوة.منتديات ليلاس
كان يهدئ نفسه وهو يمشي , وتمكن من استنشاق روائح الهواء البحري وسماع صوت الموتور الذي تحدثه دون شك المروحة المعلقة بالسقف , شعر ميكا عندما اقترب من الصالة بفراغ كبير , ابطأ مشيته دون ان يتوقف عن العد ولكنه توقف عندما لم يستطع ان يلمس الحائط .
- تدبرت امرك جيداً يا ميكا.
اقترب وهو ساخط عليها دائما , وهو ينقاد وراء صوت المرأة الشابة المغري , قالت له لتخبره بمكانها :
- قف امامك بالضبط , اعتقد انك ستحب الوجبة التي اعددتها من اجلنا.
اكتشف ميكا عطرها وتقدم خطوة خطوة ثم توقف , لم يجد اي مشقة وهو يمد ذراعيه في الوصول الى كتفيها اللتين تعلق بهما بدون اي رقة , انتظر رد فعلها ولكن باتريشيا ظلت ساكنة .ريحانة
منتديات ليلاس
ترك ميكا المتضايق عن عمد اصابعه تتسلل نحو ذراعي الشابة العاريتين , وحواسه جميعها متأهبة لأي إشارة تشير الى خوفها , لكن بدأ ان المرأة الشابة لم تضطرب من جراء هذا التشوش , وعندما داعب معصميها لم تتحرك .
ادرك ميكا فجأة انها لابد ان توقعت ان يتصرف بشكل عدواني وندم على انه حاول إرضاءها .
- إذا كنت غاضبا مني يا ميكا فأخبرني إنني لا اعرف قراءة الافكار.
- كفى عن محاولة التلاعب بي.
- إنني افعل ماينبغي علي ان افعله.
- لا احب اساليبك يا عزيزتي.
- إذن لا تجبرني على ضرورة استخدامها مرة اخرى.
ارتقى ميكا بيديه حتى نهاية طرف الكمين القصيرين.
- ماذا ترتدين؟
- برمودا بيضاء وبلوزة.
قال وهو يلمس النسيج:
- من القطن؟
اراد ميكا ان يضايقها وحاول ان يزيد من فحصه لجلدها العاري ولكن ينبغي ان يكتفي باستنشاق عطرها الفواح.
- إنه بالفعل من القطن.
نزلت اصابعه نحو معصميها ومرت على ظهر يدها واحس بها ترتجف , هل جعلها عصبية ؟ يتمنى ميكا هذا , إنه يتمنى هذا بصدق .

Rehana 29-01-14 07:38 PM

رد: 110 - ملاك الرحمة (روايات الحان)
 
لعن وهو واقف امامها هكذا , هذه الظلمة التي تمنعه من رؤية وجهها وتمنعه ايضا من قراءة احاسيسها من خلال عينيها , وفجأة تحررت باتريشيا وخلصت إحدى يديها.
- هلا ذهبنا الى صالة الطعام ؟
لم يتحرك ميكا .
- جلدك ناعم للغاية .
ابتسمت باتريشيا ابتسامة ضيق بسيطة :
- لكن ليس لدي الوقت لارتياد صالون مصفف الشعر , هذا بدون شك بسبب المناخ الرطب.
- غسلت شعرك هذا الصباح.
شعر ميكا ان الدهشة اصابتها وانها سعيدة لحدة بصيرته , كان لديه النية لأن يثبت لها انه ليس بطيء الفهم كما يبدو انها تعتقد ذلك.منتديات ليلاس
- كيف عرفت هذا ؟
- يمكنني الاحساس بالشامبو الذي استعملته.
- حسنا , عظيم جدا.
رفع ميكا كتفيه لكي يفهمها ان مجاملاتها لاتعنيه ثم ضبط إيقاع خطواته على إيقاع خطواتها القصيرة .
عثر ميكا شيئا فشيئا على عزة نفسه وهذا ارجع اليه ثقته بنفسه.
ابطأت باتريشيا خطواتها لكي تخبره :
- امامك درجتا سلم للنزول, كل ارضيات وحوائط المنزل من الرخام الابيض , لايوجد اي سجادة في هذه الحجرة .
نزل ميكا بحرص الدرجتين وهو يخفي قلقه بالتظاهر بعدم المبالاة , ثم توقف لحظة.
- لم يعاملني احد على انني جبان حتى يومنا هذا .
- لا اعتقد انني عاملتك هكذا.
- لقد افهمتني ان...
- لقد قلت إنني لا اريد الاعتقاد بانك جبان , لقد تحديتك لكي تثبت لي انك لست كذلك.
كان صوته هادئا ولكنه تساءل عما اذا كانت قد ادركت كيف جعلته غاضبا.
- موافقة تماما على هذا , ولكن لابد ان تثبت لنفسك شيئا ما .
كان لابد عليه ان يعترف ان هذه المرأة ليست امرأة حمقاء او سطحية , لقد وضعت يديها بالضبط على مكان جرحه , لكنه يريد ان يتلاعب بها.
علاوة على ذلك فإنه لايريد ان يفهمها , إنه يرفض ان يعتبر باتريشيا مثل الحليف , اعتاد ميكا على ان يتصرف بحرية على المستوى الشخصي والعملي.منتديات ليلاس
- بدون عطف , على الرغم من قوامك النحيل.
- هذا مايقال , هل انت مستعد ؟
اذعن ميكا لكلامها واخفى إعجابه الذي شعر به إزاء باتريشيا رولاند , تلك ذات الشخصية الفولاذية , إنه لا يتذكر انه قابل ابدا امرأة بهذه الروح.

Rehana 29-01-14 07:39 PM

رد: 110 - ملاك الرحمة (روايات الحان)
 
- مستعد.
- صالة الطعام فسيحة الى حد ما , يبلغ طولها حوالي عشرة امتار , حوائطها زجاجية الى حد ما لكي يدخل اليها ضوء الشمس وابوابها الكبيرة تطل على الحديقة, سقف هذه الحجرة عال جدا مثل كل اسقف هذه الفيلا , اتناول بصفة عامة وجباتي في المطبخ , ولكنني اعتقد انه من المناسب ان نتناول اول وجبة لنا معا هنا , تسع المائدة تسعة اشخاص , وسيجلس كل واحد منا امام الآخر.
اصغى ميكا الى خطواتها عندما كانت تلف حول المائدة , وجذب كرسيا عندما جلست ولكنه وضع يديه على ركبتيه.
- نسيت شيئا ما.
- حسنا , ماهو؟
- النجفة الموجودة باعلى المائدة , من الكريستال , اليس كذلك؟
- بلى من الكريستال , احب دائما طنينه عندما تهب نسمة هنا .
بسطت منشفتها واضافت:
- اريد ان تشعر انك على راحتك هنا يا ميكا.
جاهد ميكا نفسه لكي يبتسم , كان يشعر بالخوف من ان يبدو مثل الأحمق والابله , ازداد رأي باتريشيا رغما عنه اهمية.ريحانة
منتديات ليلاس
ادرك ان الوجبة وصلت عندما استنشق رائحتها وان جوعه سيخفي غضبه مؤقتا.
عدل ميكا بحركة من اصابعه مكان المائدة والطبق و المنشفة.
- إن طبقك موجود امامك بالضبط , وبما انه مستدير حاول ان تحدد إطاره , الاشخاص الذين ستذهب معهم بعد ذلك لتناول اي وجبة سيرددون في إخبارك بالطريقة المعد بها طبقك , شجعهم على فعل ذلك, فهذا سيجعلهم يتعاملون بشكل افضل مع حالة فقدانك للبصر.
- تصر الممرضات على إعطائي الطعام مثل الطفل وهذا يغضبني .
- فهمتك , الاستقلال الإلزامي بشع وخصوصا اذا لم يكن ضروريا .
- حسنا , إذا بدأنا .. يمكنك عند الظهيرة ان تتناول ساندوتشات الجبن واللحم , يوجد عنب اسود وقطع من البطاطس المقشرة في الثالثة مساء , وساندوتشات الدجاج في السادسة ثم الجزر والخيار والكرفس في التاسعة .
بسط ميكا منشفته وهو يركز على الصورة الذهنية التي اقترحتها عليه.منتديات ليلاس
- هناك كوب من عصير البرتقال على بعد احد عشر سنتيمترا وامامك سكينتك, وعلى اليمين قليلا يوجد كوب آخر مليء بالماء , وضعت ايضا قدحا من القهوة في منتصف المائدة مع قدحين وطبق من الحلوى الصغيرة .
مد ميكا يده بحذر وامسك كوب العصير , ثم سألها :
- هل نحن بمفردنا ؟
- بالتأكيد , اعتقد انك لا تستمتع الى اي اصوات في هذه اللحظة , عندما تشعر انك قادر على مقابلة الناس سنذهب الى المطبخ , إنه غير تقليدي وعامة ما اتناول وجباتي هناك, اعرف انك تشعر ببعض التأثر في هذه اللحظة ولكنني سأبذل قصارى جهدي لكي اجعلك تشعر بالراحة وسط العامة , إنني اخشى مثلك هذه الشفقة .

Rehana 29-01-14 07:40 PM

رد: 110 - ملاك الرحمة (روايات الحان)
 
قال لها ملاحظا بعد عدة رشفات :
- لديك شخصية معقدة , وفي نفس الوقت شخصية صبورة وغاضبة .
- إنني نصف ايرلندية .
- هذا يفسر كل شيء.
- يبدو انك تتحدث لغة الشاطئ الشمالي الشرقي , هل تقيم عائلتك هنا دائما؟
- نعم عدا اختي الصغرى.
لأول مرة منذ عدة اسابيع يفكر ميكا في لولا وزوجها وابنهما والاسباب التي ابعدتهم عن بقية آل هولبروك , انه يفتقدهم ولكنه يعرف انهم بمأمن , كان بيرت زوج لولا زميل عمل قديما وقد نقلته وكالة المخابرات المركزية لكي ينجو من تهديدات الارهاب الصادرة عن قوى غريبة تسعى للانتقام منه , كان ميكا يتعجل الاتصال بهما , كان يثق بهما ويعرف انهما سيحيطانه بالعطف اذا لم تنجح العملية الجراحية .
- هل اتيت من اسرة كثيرة الأفراد يا ميكا ؟
اشار بالايجاب وفكر في افراد اسرته :
- اخوان واخت ووالداي بالتأكيد , والعديد من ابناء وبنات عم والأعمام والعمات.
- هذا رائع , بسماع الطريقة التي تتحدث بها عنهم يمكنني ان اقول : إنك مرتبط بهم جدا .
- نعم , لكن للأسف لا اراهم في اغلب الاحيان لدواعي الأمن , ينبغي هذا مع من يعمل في طاقم المهام السرية .
- لماذا لم ترد ان يعرفوا بماحدث لك؟
رد عليها وهو متوتر :
- هذا لا يعنيهم .
- بل يعنيهم هذا وسنرى ذاك.
- أمي ممرضة وتولى اهتمامنا كافيا بأبي , إنه يعاني امراضاً قلبية خطيرة .منتديات ليلاس
- ولا تريد ان تصبح عبئا عليهما , أليس كذلك؟
- هذا صحيح تماما.
- الا تعتقد ان لديهما حق في تقرير هذا بنفسيهما.
- لا اريد ان تحول امي منزلها الى مستشفى لأن هذا بالفعل ما ستضطر الى فعله إذا .. فشلت العملية.
- وإذا نجحت العملية؟
- مارأيك أنت؟
- لا ينبغي علي ان اخبرك به.
ثم توقفت قليلا قبل ان تضيف :
- إنك لست واقعيا واعترف ان هذا ادهشني , لابد ان تدرك ايضا ان التجهيز للمعركة مهم ايضا مثل المعركة نفسها , ربما ينبغي عليك ان تبدأ في تحميص بعض الخيارات المستقبلية .. ألا تعتقد ان عائلتك لديها الحق في ان تعرف هذا ؟ اليست لديك النية ان تمحوها من خريطة حياتك إذا لم تنجح العملية ؟
- ليست لدي الرغبة في ان اتناقش عن اسرتي , لنتحدث في موضوع آخر إذن .
- اعلم ان اغلبية مهامك على درجة عالية من السرية ولكنني كنت احب ان اطلع على مزيد من التفاصيل عن الانفجار الذي حدث في وسط امريكا .

Rehana 29-01-14 07:43 PM

رد: 110 - ملاك الرحمة (روايات الحان)
 
لدى سماعه هذه الكلمات فقد ميكا شهيته , كان يخشى التفكير في هذا اليوم الذي لا يتذكر منه إلا مقتطفات, كانت صور العنف والدم والصرخات تطارده بالليل في احلامه.
- لماذا تريدين معرفة ماحدث؟
- لقد كاد كيروس يموت في اثنائها.
- لماذا تناديه باسمه بدلا من كلمة أبي؟
- إن علاقتنا غريبة, إنه يتعامل معي مثل الغريب إلا لو حدثته وجها لوجه او في التليفون , حسنا ستخبرني بالمزيد عن هذا الانفجار ؟
- لا , لا يمكنني .
- ألا ترغب في التحدث عنه؟
- لا يمكنني تذكر الجزء الأكبر مماحدث , ذاكرتي لا تسعفني كثيراً.
- هل ترى كوابيس؟
إن حلاوة صوتها جعلته يشعر بالضيق , ومده يده ليمسك كوب الماء وقلبه , ضرب بقبضة يده على المائدة وهو غاضب ثم سمع شيئا آخر يرتطم بالمائدة ظل ساكنا.منتديات ليلاس
منتديات ليلاس
تعجبت باتريشيا وهي تبتسم ابتسامة طبيعية للغاية :
- اوه , اف ! لقد كونا ثنائيا رائعا , ألا ترى ذلك؟ لكن لا توجد خسائر , لقد اعطينا المفرش حماما.
ظل ميكا صامتا وهو لا يزال ساخطا عليها . قالت باتريشيا بعد مرور بضع دقائق :
- حسنا , جفت المياه كلها , مارأيك في تناول قليل من القهوة مع بعض الحلوى الصغيرة ؟
أذعن ميكا لرأيها , كان يعرف أنها قلبت كوبها عن عمد حتى لا يشعر بالاضطراب .
سمعها ميكا وهي تقف وتدور حول المائدة لكي تأخذ طبقه .
سألها بينما كانت تقدم له القهوة :
- ماعمرك؟
- القهوة غامقة بدون سكر , امامك طبق يحتوي على قطعتين من الجاتوهات .
عادت الى مكانها ثم اضافت :
- إنني في الثامنة والعشرين من عمري, وانت تبلغ الثلاثين , اليس كذلك؟
- اظن ان كيروس ذكره لي في محادثتنا , ماذا فعلت من اجله في هذه الايام بخصوص اهتمامك بهجمات الإرهابيين ؟
وبما انه لم يجب بادرت باتريشيا بسؤاله :
- موضوع آخر محظور تناوله .
- لا , في الحقيقة .
- يبدو انك متحفظ في كل مايتعلق بمهنتك, اليس كذلك؟
- اغلبية الوقت , بلى .
- هل تزوجت قبل ذلك ؟
- بالتأكيد لا .

Rehana 29-01-14 07:43 PM

رد: 110 - ملاك الرحمة (روايات الحان)
 
- احد متطلبات مهنتك على ما أظن .
تجرع ميكا رشفة من القهوة ووضع القدح بحرص على المائدة .
- لقد اخبرتك قبل ذلك انه لم توجد علاقات مستمرة الأمر بسيط جدا هكذا.
- ان تبقى وحيدا . لا؟
- احيانا ولكنني اعتدت على ذلك .
قالت وهي تفكر :
- اسأل نفسي : إذا كان الاشخاص الذين يعملون لدى الحكومة ينبغي ان يفكروا في الزواج , إنهم على أية حال لا يقضون اوقاتهم تقريبا بمنازلهم .
- ولا تريدين من كيروس ان يكون أباً غائبا؟
- لا, في الحقيقة كنت احب ببساطة ان يحدث هذا بيننا بشكل آخر , لم تتزوج أمي بعد طلاقهما.
- أتلومينه على انه قضى جزءا من حياته بعيدا عن اسرته؟
- نعم , ولكن عندما كنت طفلة صغيرة .
- إنك صادقة على الاقل.
- كنت اريد ابا اعتمد عليه , كان يمدني بالمال من اجل الملابس والمدرسة والهدايا التي كان يشتريها طاقم السكرتارية الخاص به , ولا شيء اكثر من ذلك , إنني من نوعية الاشخاص التي تحتاج الى الحوار والوقت , اما الباقي فلا يعنيني .ريحانة
خيم صمت طويل , وفجأة سألها ميكا :
- هل تقابلنا يا باتريشيا ؟
لم ترد عليه باتريشيا .
- باتريشيا ؟
- اوه , نعم تقابلنا قبل ذلك منذ مايقرب من احد عشر عاما , لقد عشت بمدرسة قريبة من لندن , كيروس كان في مهمة بإنجلترا من اجل البيت الابيض.
- انا لا اتذكر هذا.
- هذا لا يدهشني , لايوجد مايستحق ان يذكر بخصوص ذلك الزمن.
ظل ميكا صامتا حينما كان يتناول بقية وجبته وسأل نفسه عن السبب الذي دفع باتريشيا الى القول بأن مقابلتهما الاولى لم يكن بها مايستحق الذكر.
سمعها وهي تنهض وتأتي للوقوف بجانبه , ونهض هو الآخر بدوره , عندما شعر انها وضعت عصا بيده ارتعد , إن فكرة ان يعبر المنزل وهو مسك بعصا جعلته مريضا مسبقا.
انتظرت باتريشيا رد فعله.
- قبل ان تضربني بهذه العصا اسمح لي ان احدثك عنها اولا.
- هيا تحدثي.
- كان جدي لديه شغف كبير بملاحظة الطيور , كان يقوم بجولات لا تنتهي في هذه الضيعة , في اثناء العاصفة تحطمت شجرة كبيرة عبر طريقه المفضل , ولما رأى انه لا يحتاج الى ان يكون هشا مثل الشمواه قطع عشرات العصي ووزعها على اصحابه واحتفظ بواحدة لنفسه . إنها تلك العصا وهذه هي كل الحكاية.

Rehana 29-01-14 07:44 PM

رد: 110 - ملاك الرحمة (روايات الحان)
 
قال ميكا مصرا :
- لست في حاجة اليها.
داعبت باتريشيا ظهر يده برقة متناهية وشعر بالرغبة في احتضانها .
- كان جدي رجلاً طيباً معتزاً بنفسه ومتحرراً مثلك يا ميكا , ولكنه لم يكن احمق واعرف انك لست كذلك , هلم بنا نعقد معاهدة , اصطحب هذه العصا الى حجرتك وفكر في الحرية التي ستجلبها لك, جرب ذلك عندما تكون بمفردك وبعد ذلك يمكنك ان تتخذ قرارك .
- إنك تطالبينني بالكثير.
همست قائلة :
- اعرف , ثق بكلامي.
امسكت ذراعه واصطحبته حتى الصالة .
- مارأيك في نزهة بسيطة على الشاطئ بعد ظهر اليوم ؟ الجو رائع وستستعيد قواك .
لأنه يريد اكثر من ذراعها واكثر من انتباهها انفصل ميكا عنها .
- لدي القدر الكافي منها اليوم .
- ميكا؟
توقف ميكا .‏
- شكراً على تناولك الوجبة معي, لقد قضيت وقتا ممتعا للغاية , إذا احتجتني فلا تردد في استدعائي .
كان لديه الرغبة في ان يصرخ لدي الرغبة فيك الآن , لكنه ابتعد دون ان ينطق اي كلمة وهو متوتر وممسك العصا بيده اليمنى دون ان يستخدمها .
عندما وصل الى شقته اغلق الباب وراءه وترك نفسه يسقط على الكرسي وهو يسأل نفسه عما إذا كان يمكنه ان يمسك بعنان حياته الخاصة من جديد.

Rehana 01-02-14 07:44 AM

رد: 110 - ملاك الرحمة (روايات الحان)
 
الفصل الخامس

ارادت باتريشيا ان تصدق ميكا تمكن من اجتياز كبريائه غير المعقولة , لأنها لم تكن ترغب قط في مواجهة مزاجه المتعكر في اثناء الساعات القليلة التي قضياها معا , اصبح الموقف لا يطاق بشكل سريع , إنها تعامله مثل الرجل الذي يرى بعينيه وتمنحه نصائحها وصبرها وصداقتها , ولا شيء اكثر من ذلك.
على الرغم من التشجيع المتكرر للمرأة الشابة إلا ان ميكا كان يرفض دائما ان يخرج من الفيلا , كان يقضي معظم اوقاته في شقته ويتناول وجباته في صالة الطعام مع باتريشيا , إنه يحدثها على مضض وعندما تطرح عليه فقط أي سؤال , ولكن مع ذلك استمرت باتريشيا في بذل قصارى جهدها لكي تخرجه من صومعته على الرغم من شعورها بالاحباط بعد هذه الساعات الطويلة التي قضياها معا, بعد مرور اربعة ايام قضاها في فيلا رولاند باتريشيا انه لابد ان تستخدم الديناميت لكي تجعله يخرج من شقته , وحينذاك سيفاجئها.
بعد ظهر ذلك اليوم قابلت باتريشيا ميكا على الشاطئ الخاص بالضيعة , توقفت لحظة لكي تتفرسه , كان وجهه مشرقا وكان يسير بمحاذاة الشاطئ وهو يرتكز على العصا التي منحته باتريشيا إياها .
داعبت موجات صغيرة رقيقة قدميه العاريتين وبد ميكا مبسوطا بذلك.منتديات ليلاس
كانت باتريشيا تحب ان تصفق لهذا العمل البسيط وتهئنه على خروجه من صومعته لكي يتجول .
جاءت نسمة وطيرت شعره وبدا جسمه الرياضي مجسما زرقة السماء, ياله من وسيم ! احست باتريشيا برغبة لا تقهر وشعرت برغبة لأن تجري ناحيته لكي تلقي بنفسها بين ذراعيه.
اقتربت باتريشيا , ولكن كان ينفي عليها ان تتذكر امام كل خطوة تخطوها انها تسعى فقط الى مساعدته على التكيف مع ظروف حياته الجديدة وليس لأن تتعلق به.
استطاعت باترتيشيا ان تحجب مشاعرها التي يحس بها قلبها بعد ان احكمت السيطرة على نفسها .
قالت لتخبره بوجودها :
- يقال إنك بلغت نهاية شاطئ المفضل , الرمل ناعم وابيض مثل سكر البودرة .
استدار ميكا فجأة وكاد يفقد اتزانه , ولكنه اعتدل بفضل العصا .
- لم تكن لدي النية في ان افاجئك .

Rehana 01-02-14 07:46 AM

رد: 110 - ملاك الرحمة (روايات الحان)
 
- ولكنك تفاجئيني .
كانت تعرف انه يكذب وندمت في الحال لأنها جعلته يضطرب , إن الشجاعة كما تعرف يمكن ان تكون هشة وخصوصا عندما يجب على الانسان ان يعيد اكتشاف مكانه في العالم , لقد رأت عضلاته تتوتر وذقنه يرتفع كما كان يفعل دائما عندما يتأهب للدفاع عن نفسه او يشعر بأنه مهدد.منتديات ليلاس
- هل انت موجود هنا منذ فترة طويلة ؟
- الى حد ما.
- لم أرك على الغداء , ألم تشعر بالجوع؟
هز ميكا كتفيه وادار رأسه , كانت بعض قوراب الإنقاذ تمخر الماء الصافي , ودل مركب على دخلوه الفوري الى الميناء بإطلاقه النفير .
ارتجف ميكا ثم بدا متردداً , امسكت باتريشيا يده وهي سعيدة لأنها عثرت مرة اخرى على هذا التلامس الذي كانت لدهشتها الكبيرة تفتقر اليه.
- هلا مشينا بعض الخطوات معا؟
منتديات ليلاس
وبدلا من ان يقبل عرضها او ان يبدأ يمشيء , استدار نحوها , القى عصاه وامسك المرأة الشابة , وضعت باتريشيا المحبوسة بين يديه القويتين يديها على صدره الكبير.
قال متسائلا :
- هل ستلعبين هذه اللعبة فترة طويلة؟
رفعت وجهها نحوه وهي مضطربة .
- لا افهم شيئاً.
- اوه , لا؟
امتقع وجه باتريشيا شاحبا , من الواضح جدا انه ادرك كيف ترغبه ولكنها كبحت رغبتها ثم قالت :
- لا يا مكا , لا افهم شيئا.
على الرغم من انها تحب تأثير يديه على جسدها إلا انها رفضت ان تترك نفسها فريسة للإغراء .
همس ميكا :
- لا تتواري هكذا.
- لاتتصرف هكذا انت الآخر.
همس وهو يضمها اليه :
- منذ فترة طويلة وأنا ارغب في فعل هذا.
ثم امال وجهه نحوها .
- ميكا ...
توارت الشمس واحست ان العالم كله يهتز دون اي تحذير.
- نحن...
وضع شفتيه على شفتيها الرقيقتين وانتزع منها اعتراضها بقبلة عاطفية حارة . ظلت باتريشيا ساكنة وهي دهشة من غارته المباغتة. همست :
- ميكا..
لكن صوتها كان يعكس الافتتان والاعجاب وليس الغضب , احتضنها بقوة وضمها اليه , لم تستطع باتريشيا ان تبتعد عنه وهي ترتجف .ريحانة

Rehana 01-02-14 07:47 AM

رد: 110 - ملاك الرحمة (روايات الحان)
 
إنها ترغب هي الأخرى في هذا الاتصال منذ مدة طويلة , شعرت بيدي ميكا تمسكانها من خصرها دون ان يتوقف عن تقبيلها , ايقظ ميكا بداخلها رغبة عارمة واحست باستعدادها لمنحه كل شيء.
همس امام فمها:
- لطيفة جدا.
شعرت باتريشيا بحواسها تنفجر و إرادتها تضمحل امام تمكنه منها , ولم تبد اي مقاومة . تساءلت باتريشيا عما إذا كان ميكا يشعر برغبتها كما يمكنها ان تشعر برغبته , انها تتذكر دائما الطعم الحريف لشفتيه , ابتعدت عنه وهي خائفة , لم يفعل ميكا اي شيء لكي يمنعها , ولم يسمع في خلال الثواني التي مرت إلا انفاسها اللاهثة.
تجرأت باتريشيا اخيرا وفتحت عينيها والقت نظرة سريعة على وجه ميكا , ادركت من خلال قسماته انه يريدها ان تتعلق بصدره.
- لا يمكننا ..
رد عليها بجفاء:
- انت مخطئة , يمكننا , إنني في احتياج اليك.
ارتعدت باتريشيا ليس من الرغبة ليس من الرغبة ولكن من الحزن .
- لست بحاجة الي , إنك في احتياج الآن الى اي امرأة تتواجد في طريقك لأن ماتريده هو النسيان , ارجوك...
- ترجوني على ماذا.
- بالا تفعل هذا, انا أحبك ولكنها فكرة سيئة , ينبغي ان اعود الى المنزل.
- لماذا هي فكرة سيئة؟
- لأن..
وجه ميكا لها السباب ثم بدأ يمشي.
- انتظر يا ميكا .
وتبعته وقد هدأت عندما توقف, لحسن الحظ كان افراد طاقم الأمن يقفون على بعد, وارادت ان تغتنم هذه الفرصة لكي تتناقش في الأمر بصراحة مع ميكا.منتديات ليلاس
- ممارسة الحب ارتباط مهم من جانبي لا استطيع ان اتعامل مع هذا بلا تفكير.
زفر ميكا زفرة طويلة ومرر يده في شعره .
- إنني لا اتناول الأمور بسطحية يا باتريشيا ابدا .
اقتربت باتريشيا منه وهي مترددة وخائفة من اتضعف او تلقي بنفسها بين ذراعيه .
- يمكننا ان نقوم بجولة بالسيارة , اترغب في المجيء معي؟ هذا سيهدئ اعصابنا بعض الشيء.
- دعك من هذا.
قالت مقترحة وهي قلقة :
- إذت سأصطحبك حتى المنزل.
هز كتفيه ثم قال وهو يتصنع عدم المبالاة :
- كما تريدين .
تقدم ميكا بطول الشاطئ , على الرغم من انه واثق تماما بوجود المرأة الشابة الى جانبه إلا انه اجبر نفسه على تجاهل الصور المثيرة التي تتراقص في رأسه لكي يركز في كل خطوة من خطواته .

Rehana 01-02-14 07:47 AM

رد: 110 - ملاك الرحمة (روايات الحان)
 
لم يستطع ميكا طوال سيره ان يبعد عن خياله صورة المرأة الشابة وهي بين ذراعيه والاستجابة العاطفية الحارة التي اظهرتها عندما قبلها.
تعتقد باتريشيا انه لا يرغب إلا في مغامرة لا تطلع عليها شمس الغد, إنها مخطئة , يطمح ميكا من داخل اعماق نفسه في اكثر من قصة حب عابرة , لقد ايقظت باتريشيا بداخله حاجة عميقة جدا التي لابد انه اخفاها عدة سنوات ليتفرغ لمهنته ولكنها ظهرت الآن بقوة شديدة.
لدى باتريشيا رولاند الموهبة لكي تسحره بشخصيتها الحازمة و إرادتها الحديدية , إنها تفتنه ايضا بعطفها وحلاوتها , ومن ثم لم تقف حواس ميكا امام جسدها المثير موقف المهتم..
نعم إنه يريد معرفة المزيد عن جوانب شخصيتها التي تريد ان تبدلها له من وقت لآخر.
هذه المرأة جعلته يضطرب , إنه لم يتوصل الى الاحاطة بمشاعره او احاسيسه , إنها تبدو اكثر تعقيداً من النساء الاخريات.منتديات ليلاس
منتديات ليلاس
في هذه الايام التزم ميكا بمسافة بينه وبينها , لأن احتمال ان يظل كفيفا بدا له امراً لا يطاق وايضا لأن هذه الوسيلة الوحيدة لكبح جماح حواسه المحتدمة , بدت له فكرة ان يكون تابعا لـ باتريشيا فكرة غير محتملة تماما.
لو كانا قد تقابلا في ظل ظروف اخرى! إن الحب في هذه الآونة لمن مثل حالته يعتبر امرا مفزعا , إنه لا يريد ان يستبعدها باتريشيا رولاند من نوعية النساء اللاتي يستحققن الكثير, ولكنه الآن يشعر بأنه غير قادر على شيء .
كان يحاول عبثا ان يطرد من ذهنه ذكرى مشهد عناقهما, لقد ايقظ بداخله رغبة عنيفة ايضا , حتى لو اعطته هذه الرغبة الاحساس بالحياة مرة اخرى.منتديات ليلاس
فجأة اخذ خطوة جانبا وهو غير قادر على التركيز مليا.
تعثرت باتريشيا بقدمه وتمسكت به , غتنما هذا التخبط , امسكها من خصرها وضمها اليه.
- اوه , ميكا إنني حمقاء تماما..
وبقبلة استبدادية اسكتها ميكا , إنه يحتاج اليها بشغف , إنه التفسير الوحيد الذي يستطيع ان يمنحها إياها , ولكنها لم تقاوم واستجابت لقبلته بتأوه جعله يضطرب كثيرا , كان يأمل من داخله ألا تطلقه مرة اخرى.
همس عندما عثر على المزيد من القوة ليتحدث:
- عندما ألمسك اشعر كأنني ألمس النار.
مرر شفتيه على خد المرأة الشابة وشم الرائحة العطرة لجلدها , عندما داعب ظهرها ببطء لهثت انفاسها.
- لدي الرغبة في وضع فمي على شفتيك , وأسمعك تتأوهين من الرغبة .
ارتعدت باتريشيا ولكنها لم تقل شيئا
قال مواصلا حديثه:
- اعرف انك ترغبينني ايضا .
- لا يمكنني ان اسمح لنفسي بأن ارغبك .
- ولكنك ترغبينني.

Rehana 01-02-14 07:48 AM

رد: 110 - ملاك الرحمة (روايات الحان)
 
- هذا جنون , لايمكننا ان نتصرف هكذا , إنك ظالم يا ميكا.
- الحياة ظالمة , اعرف انك ترغبينني اشعر بهذا.
- انا اكثر من جسد عاريا يا ميكا . انا قلب وروح , ولدي مشاعري .ريحانة
- لا ارغب في ان اكون عادلا يا برتيشيا.
مال وقبل من جديد شفتيها المتورمتين من الرغبة , ثم احتضنها برقة ليس لها مثيل.
ظلت باتريشيا ساكنة وصامتة .
- اخبريني بما تفكرين فيه يا باتريشيا .
- هل انتهيت؟
بدا صوتها الهادئ المميت وكأنه صوت امرأة غريبة , تفحص ميكا وجهها , وهو قلق ليقرأ قسماته ولكن بدا وكأنه منحوت من البحر.
تخلصت باتريشيا منه بخشونة واعادت ضبط هندامها .
- توقف ياميكا , ارفض ان تعاملني كفتاة مستساغة وسهلة المنال .
فوجء ميكا بغضبها وكلامها , كان يعرف انها ربما تبدو عنيدة ولكنه شعر بعدم الاستعداد الجيد لمواجهة الغضب الذي خمنه في صوتها , واستشاط غضبا .
- اظن ان شفقتك على كفيف مسكين لن تمتد حتى السرير!
- اذهب الى الجحيم! لست مشفقة عليك ولن اشفق عليك ابداً!
- لكن هذا هو ماحدث.
- اخشى قصص الحب العابرة وهذا كل ماعرضته علي, اريد ماهو افضل من ذلك, اريد ميكا هولبروك.
- إنك ترغبينني .
وبما انها لم ترد عليه اضاف:
- لقد تذوقت رحيق شفتيك يا باتريشيا ورأيت كم ترغبينني , إن ما كان سيحدث بيننا هو شعور متبادل .
- صحيح انني ارغبك , لكنني لست العوبة في يدك , والآن اخرج هذه الفكرة من رأسك.
قطب حاجبيه لم اصابته الصدمة من كلامها المباشر, قالت متذمرة:
- لاتبد دهشا هكذا , لست حمقاء لكي اقنعك انك لم تجذبني , بل أنك تجذبني كثيرا, لكن حالتك الذهنية الحالية هي التي لم تجذبني , إنها سلبية.ريحانة
قال متحديا:
- ليس امامك إلا ان تغيريها , غيري موقفي السلبي مادام يزعجك كثيرا.
- إنه يخصك انت ولا يخصني , كل مايمكنني القيام به هو ان اعرض عليك الوسائل, والباقي يخضع لك باكمله .
كان يعرف انها محقة في كلامها حتى لو وجد مشقة في الاعتراف بذلك , تباعدت خطوات الشابة.
- باتريشيا , أنا...
ظلت الكلمات التي اراد ان ينطق بها متوقفة في حلقه.
- اوه , اتركي هذا الأمر.

Rehana 01-02-14 07:48 AM

رد: 110 - ملاك الرحمة (روايات الحان)
 
ردت عليه وهي واقفة على باب الشقة :
- انت مخطئ الآن يا ميكا , لا أنا او أي شخص آخر يمكن ان يساعدك , عليك ان تساعد نفسك بنفسك وإلا ينبغي عليك تحمل النتائج.
شعر ميكا ان هذه الكلمات مليئة بالعاطفة , وادرك لأول مرة منذ وصوله انه يضيع وقته وطاقته في الرثاء لمصيره , وهذا يرجع دون شك , سبب الحرب التي بلا هوادة التي توشك ان تدور بداخله.
ولكن ميكا يشعر بأنه يدخل هذه الحرب بلا اي اسلحة , لكنه في المقابل استطاع ان يخرج من داخل باتريشيا كنوز الاحساس و العاطفة , العاطفة التي ارغمتها على كبح جماحها , وهذا مازاد في جاذبيتها , لدى العودة الى شقته مشى ميكا بخطوات يسيرة .
لأول مرة منذ انفجار امريكا الوسطى شعر باستعداده لتحدي الموقق الذي يعيشه , لقد انجذبت باتريشيا اليه على الرغم من فقدانه للبصر ولا يتبقى عليه إلا ان ينجذب ناحية تلك المرأة الشابة التي تطارده في احلامه.
***
كانت الأيام التالية متوترة جدا, وشعرت باتريشيا فيها بأن شخصا يحاول ان يدفعها الى هاوية الأحساسيس , كانت تحاول باستمرار ان تحجب مشاعرها نحو ميكا ولكنها ادركت ان كل محاولة في هذا الصدد لا جدوى منها , لم تعد تذكر مقابلتهما العاطفية ولا هو كذلك, استمرت باتريشيا في رؤية ميكا ولكنها احترست حتى لا تدعه يخمن احاسيسها.
عمل الاثنان بذكاء شديد مستخدمين المواهب التي امتلكها ميكا من عمله في فرقة المهام السرية , تعاون ميكا مع مجهودات المرأة الشابة لكي يستعيد استقلاله.منتديات ليلاس
علمته باتريشيا نظاما كوديا لألوان ملابسه ولاحظت تقدما واضحا عليه, عندما اعترف ذات يوم انه قارئ نهم احضرت له كتبا مسجلة على جهاز تسجيل , كانت تقرأ له ايضا الجرائد وعلمته طريقة بريل , لقد ساعدته ايضا معنويا تحسبا لإمكانية الا يرى مرة اخرى ابدا.
اصرت باتريشيا على اهمية ان يعرف كيف يمشي في الحديقة واشارت عليه بالطريق المحاذي للشاطئ واظهرت له ضرورة ان يمارس بعض التمرينات.
بعد مرور اسبوع احست بالرضاء لما رأته يتفحص الطريق اولا بعصاه ثم يمشي فيه بخطوات واثقة .
ذهبت باتريشيا بعد الظهر الى الأتيليه , سمح لها بالتعبير بمنتهى الحرية عن مشاعرها تجاه ميكا , عندما تكون معه كانت تبدو رقيقة وصبورة ولكن شرسة .
كانت ترجو بمفردها ألا تسقط في بحر الإغراء وتلقي بنفسها بين ذراعيه , وعلى الرغم من جهودها القوية إلا انها سقطت بالفعل في حب الشجاع ميكا هولبروك , ذلك الرجل ذو الطبع المعقد جدا.

Rehana 03-02-14 05:47 PM

رد: 110 - ملاك الرحمة (روايات الحان)
 
الفصل السادس

بعد مرور بضعة ايام وفي منتصف الليل كانت باتريشيا جالسة على الارجوحة الموجودة بين شقتيهما , الآن انسحب جميع الناس ويمكنها , اخيرا ان تتذوق طعم بعض الوحدة التي عثرت عليها .
استمر فقط طاقم افراد الامن في تمشيط ممرات الضيعة .
حاولت باتريشيا وعيناها مغمضتان ان تستجمع بقايا مشاعرها التي مازالت تشغل عقلها , إنها تحتاج الى الراحة , ساعدتها هدهدة الأرجوحة على تهدئة توترها الذي تراكم بداخلها في هذه الايام الأخيرة ومنعها من النوم.
اعاد صمت الليل والنسمة الخفيفة التي داعبت قميصها الحريري السكينة اليها.
اثار اعجابها وهي ترفع ركبتيها لتسند ذقنها عليهما , منظر السماء المزينة بالآف النجوم , لم يكن هناك اي مجال للشك في ان رغبتها في ميكا ظلت محفورة بداخل قلبها حتى عند رحيل الضابط الشاب ومن ثم فهي لا ترفضها , يجسد ميكا دائما من وجهة نظرها كل اشكال الهوى والرغبة واحلام الحب التي لم تكن تفكر بها ابداً والعاطفة و الرجل المثالي , ربما قد بدأ هذا كله في اثناء مقابلتهما الأولى بـ لندن عندما كانت فتاة مرهقة حمقاء.ريحانة
زفرت المرأة الشابة حزن طويلة وصوبت عينيها على نوافذ شقة ميكا .
في هذه الايام الأخيرة بذلت باتريشيا مجهودات كبيرة لكي تطرد هذا الرجل من مخيلتها وافكارها , لكن بدون جدوى , إنها احبته واحست انه يشغل جزءا كبيرا من عالمها .
كانت كل لليلة تجلس فيها على سريرها تشبه اختبار تحمل لها , ميكا هو الانسان الوحيد في العالم الذي روى ظمأها من كأس الحب , ومازال يتعذر عليها الوصول الى ميكا ..
كانت دائما تقضي فترات ما بعد الظهيرة في الأتيليه الخاص بها لكي تفكر في شيء آخر , ولكن ميكا يستحوذ هناك على تفكيرها كثيرا.
ولكي تتغلب على استئثاره على فكرها المعذب قامت بعمل تمثال لـ ميكا , وأوشكت اصابعها المضطربة على الانتهاء منه , لكنها لم تستطع ان تضع له اللمسة الأخيرة لسبب مبهم , لم تكن ترغب في ان ينتهي هذا التمثال كما لم يكن لديها الرغبة في ان يرحل ميكا .منتديات ليلاس
وبدلا من هذا تصرفت باتريشيا مثل المرأة المغرمة وادخلت على نفسها بعض التغيرات واللمسات وتفرغت لعاطفتها مع قليل من التحفظ عما كانت عليه عندما كانا معا .

Rehana 03-02-14 05:56 PM

رد: 110 - ملاك الرحمة (روايات الحان)
 
لقد سمحت لعواطفها التي تشعر بها ناحية ميكا ان تستوفي على خيالها وكانت نتيجتها حيوية كبيرة لم تشك باتريشيا نفسها ابدا فيها , يبدو ان ميكا يتنفس ويعيش تحت تأثير اصابعها ووضعت في التمثال قوة ورجولة كانت تتمنى ان تراها فيه عندما يأتي اليوم الذي ينبغي ان يتخطى فيها حاجزاً لتأكيد بأنه اصبح كفيفا.
لابد ان يؤثر تمثال ميكا الذي صنعته ذات يوم على ميكا الذي مازال حتى هذه اللحظة مجروحا , مجروحاً ولكنه مخيف لقد اوقعها دون ان يجري تحت رحمته , إنه يستطيع ان يحطم كل احلامها كفنانة شابة بكلمة او حركة منه.
انفتح باب ميكا بفظاظة وارتجفت باتريشيا , لقد خرج الى البلكون بخطى ثابتة , وعندما اقترب منها حبست انفاسها وزادت ضربات قلبها , ثم توقف امامها , ارتسم خياله الملفوف في ظل ضوء القمر .
كان جذعه عاريا ولم تستطع باتريشيا ان تبعد نظرها عن جلده, ياله من شيء جميل ان تلقي بنفسها بين ذراعيه وان تحتضنه وتستسلم له بعيدا بعيدا..
لم تقل باتريشيا شيئا خشية ان تخون الرغبة التي تجذبها بعيدا , لكن كان لابد ان تسمعه صوتها لكي تمنحه الفرصة لكي يعرف ما بداخلها .
- هل ازعجتك يا برتيشيا ؟
همست :
- لا .
- تعالي وانضمي إلي إذا شئت ذلك فالليل رائع.
منتديات ليلاس
املت باتريشيا عندما جلس ميكا الى جانبها , ألا يعكس صوتها التوتر الذي بداخلها .
مد ميكا يده ولكنها اوقفتها قبل ان تلمس فخديها العاريتين , كان قميص نومها قصيرا جدا وفضلت الا يحس بذلك.
سألها وهو يشبك اصابعهما:
- ماذا حدث ؟.
- لا شيء.
ولكن قلبها اختلج وارتعد جلدها من جراء تأثير يدي ميكا .منتديات ليلاس
- لكنك لم تعتادي على إنكار الحقيقة .
- لم انكر اي شيء .
إنها لم ترد ان تجعل من نفسها اضحوكة بأن تخبره بأنه هو سبب عذابها وسهادها..
- الوقت متأخر ولكنه انا الذي اضطرب في هذا الوقت .
- ولكني لست مضطربة .
- إذن لماذا هجرت سريرك؟
- الجو.. الجو حار جداً في حجرتي.
رد عليها بنفاد صبر ورقة :
- ينبغي عليك ان تعثري على سبب آخر.
- حسنا , حسنا , اتفقنا , لنقل إنني مضطربة.
- يقال إن أذنا مرهفة ترحب بهولاء الذين يرغبون في الكشف عما بقلوبهم.
- الأمر شخصي جدا , وسأتدبره بنفسي , ولكنني اشكرك لعرضك على مساعدتك.

Rehana 03-02-14 05:57 PM

رد: 110 - ملاك الرحمة (روايات الحان)
 
وبحركة طبيعية للغاية مرر ذراعه حول كتفيها .
- لم يدهشني انك لا ترغبين في التحدث الي, إنني ابدو كالدب وخصوصا في الاوقات الاخيرة.
ابتسمت باتريشيا وتركت رأسها امام كتفه .
- ان هذا طبيعي بعض الشيء , ولكنك مسامح بالفعل , لابد انك واجهت بعض الامور.
قال معترفا :
- ولم تنته بعد , مازال امامي بعض الامور اخرى سأعلمها في حالة فشل العملية .
كادت باتريشيا ان تهنئة وتصفق له على النجاحات الكثيرة التي انجزها في الايام الاخيرة وهي مقتنعة انه يمكنه الآن ان يواجه الواقع الذي ينتظره.
- إنه مجهود يومي يا ميكا وستنجح اذا اعطيت لنفسك الوقت اللازم .
- انك منحتني كنوزا من الصبر , ربما كان قد استسلم الآخرون منذ وقت طويل.
-إنني فعلت ماكانت لدي الرغبة ان افعله , لا اكثر من ذلك ولا اقل .
قالت متذمرة لنفيها كاذبة .. لم تفعلي اي شيء مما كنت تحبين ان تفعليه مع هذا الرجل.
- اعترف ان ايمانك بالكائن البشري يسليني .
- لماذا هذا ؟ إنني دائما اؤمن بقوة النفس , إنه أمر ديني الى حد ما , بالنسبة لي , اما فيما يخص حالتك فالهدف منها بصفة خاصة هو إعادة الثقة اليك بنفسك وتذكيرك بأن تستخدم القوة الكامنة بداخلك .
- تريدين مني ان اؤمن بسهولة ذلك, ولكنه ليس سهلا ابدا, وتعرفين ذلك جيدا , الهدف مازال بعيدا عن المنال .منتديات ليلاس
- لا ارغب ان اكرر ماقلته ولكن العالم بأسره يعرف ان المعارك الصعبة فقط تستحق معاناة دخولها , يلزمك ببساطة الوسائل المناسبة وصديق يساعدك ويناصرك.
ابتسم ميكا , وادركت باتريشيا كم هو رائع ان يكون ميكا رفيقها مدى الحياة ..
قال مازحا:
- لم اقابل ابدا صديقا له سحرك .
- سيكون هذا سرنا .
خيم الصمت .
قال ملاحظا :
- إنها المرة الأولى التي لم تحترسي فيها , لماذا؟
بماذا تجيبه ؟ هل ينبغي عليها ان تستمر في الكذب.
- اتريد حقا ان تعرف ؟
- نعم .
- إجابة صادقة ؟
- صادقة .
ردت عليه بعدم تصنع :
- إنك تستهويني.
رأت باتريشيا قسمات وجهه تنتفض ولكنها قررت المضي قدما في هذا الأمر .
- كنت اعرف انه لا يمكنني السماح لمشاعري بأن تطغي على علاقتنا في خلال إقامتك هنا , ربما كانت تعوق شفاءك وحياتك الجديدة .منعت نفسي من ان ايسر لك النجاح الذي كنت تحتاج اليه في البداية , لم اشأ ان ارحل في مغامرة ليس لها اي عواقب , امامك حياتك التي تنتظرك واوضحت لك مسبقا انني لا ارغب في استخدام طوق الإنقاذ , العلاقة الجنسية تترك وراءها جروحا كثيرة .

Rehana 03-02-14 05:58 PM

رد: 110 - ملاك الرحمة (روايات الحان)
 
- هل انت صادقة دائما هكذا؟
زفرت باتريشيا وهي مدركة ان طهارتها تجعلها تبدو في اغلب الاحيان كامرأة ساذجة امام الرجال.
- نعم , على الرغم من ان كل الناس لا تقدر ذلك.
- كنت نسيت انه توجد نساء مثلك على الأرض.
- آه .
ثم قال بصوت مخنوق :
- ولهذا لم اتزوج طيلة حياتي.
- آه.
- بدأت اترك صدى إهانتك.
غرست باتريشيا اصبعها في جانبه لتعاقبه , ولكنها وجدت صعوبة في وضع يدها , كم كانت تحب تفحص هذا الجسد وتعانقه..
قالت مازحة:
- لا تكن بغيظا.
- حدثني عن لندن.
- لماذا؟
- ارغب في ان تذكريني بنفسك .
- قلت لك سابقا , إنه لايوجد مايستحق ان اتذكره.منتديات ليلاس
- كفي عن اللف والدوران, لست في حاجة وانت امامي الى التخفي.
ضمها ميكا اليه بقوة حتى بدت وكأنها ملتحمة بجسده , قال مواصلا حديثه :
- عندما وصلت الى هنا استعملت كل الوسائل لكي انتقم لنفسي من موقفك التعسفي ولكنني لم اعد اشعر بمثل هذه الحاجة.
ادركت باتريشيا مغزى مايرغب في قوله , إنها قد اثارته بالفعل كثيرا لكي تمنعه من الإشفاق على نفسه , من ناحية لم يخف ميكا غيظه ولكنها لم تر فيه هذا العداء.
- كنت تبدو لي ممتعا جدا في لندن.
- لا تنخدعي يا باتريشيا , يعرف كلانا انني لم اكن فتى طيبا , إذا كنت قد نجحت حتى الآن , فهذا لأنني هيمنت على الاشخاص وانني كنت عنيدا...
- إنك انقذت حياتي , كنت وقتها في محل ملابس على بعد خطوات من محلات هارودز عندما انفجرت قنبلة ودفنت تحت الحطام. اعتقدت انك ملاك عندما سحبتني من هذا السجن الصغير.
- اوه, تذكرت , إنه حادث الارهابين .
- ارايت ان هذا لا يستحق معاناة التحدث عنه, هذا كل مافي الأمر على الرغم من انك لا تتذكرني.
- لماذا ؟
- سترغمني على قول ما لا اريده , أليس كذلك؟
- لا افهم شيئا.
إنه يبدو بالفعل لا يفهم شيئا .منتديات ليلاس
- لقد وقعت في حبك وادرك انني ابدو غير متحفظة , لم اشأ وخصوصا في اثناء إقامتك هنا , ان تتذكر موقفي كفتاة مراهقة.

Rehana 03-02-14 05:59 PM

رد: 110 - ملاك الرحمة (روايات الحان)
 
- كنت صبية ذات عينين كبيرتين مدهشتين رفضت ان توجهي الى اي كلام, كان يبدو من السهل وقتها ان انتزع منك سنة عن ان انتزع كلمة .
- كنت ابدو اسوأ من ذلك , كنت مثل الفأرة الصغيرة الخائفة , وبما انك كنت مرتديا الزي الأمريكي احسست بالطمانينة في ظل وجودك .
- كنت قد اصطحبتك الى المستشفى بعربة الاسعاف , ظننت في البداية انك في حالة صدمة ولكنني كنت خائفة ان تختفي إذا اغمضت عيني واجد نفسي في هذا المحل تحت الحطام . لم اكن ارغب في ان اراك ترحل واتذكر انك امسكت يدي عندما كان الطبيب يفحصني , لم تغادر المستشفى قبل ان تتأكد ان والدي علم بأمري وان هناك من يأتي للعناية بي, لم اعتقد وقتها انك كنت تعرف ان كيروس والدي.
قال لها متأملا:
- كثير من الأمور حدثت منذ هذا الحادث.
تلاشت ابتسامة باتريشيا عندما فكرت في التقدم البسيط الذي احرزته منذ ذلك الوقت , إنها لا تزال تحب ميكا كثيرا, هل تقدمت او تقهقرت؟ تطور عاطفي مشلول .. هذا هو بالفعل حالها الذي توجد عليه!
قالت دون ان تحرج نفسها:
- كثير من الأمور يمكن ان تحدث في إحدى عشرة سنة.
- تغلبت على خجلك.
منتديات ليلاس
- غير حقيقي , لا اعبر عن نفسي حقيقة إلا عندما اعمل في الأتيليه الخاص بي.
- كان ينبغي علي ان اتذكرك .
- لم يكن لي اي وجود , اظن انني لم اكن اكثر من قطرة ماء في محيط مغامراتك كرجل المهام السرية.
اخذ ميكا وجهها بين يديه برقة متناهية وداعب شفتيها بطرف اصبعه.
- احتللت اهمية كبيرة في حياتي يا باتريشيا رولاند , ربما لم الاحظ قيمتك عندما كنت في السابعة عشرة من عمرك وخوفك , ولكنني الآن اقدر انك امرأة جديرة بالاهتمام وحليف قدير , ما المهم في نظرك : الماضي ام الحاضر؟
تفرست باتريشيا في ظل ضوء القمر الذي يضيء البلكون وجه ميكا , على الرغم من ان عينيه مازالتا مختفتين تحت الضمادات إلا انها استطاعت ان تقرأ الصدق في قسماته , لكنه لا يزال يمثل تهديدا عاطفيا حقيقيا عليها , ومن ثم ينبغي عليها ان تحتفظ بحراس حول قلبها.ريحانة
- لست إلا عنصرا مؤقتا في حياتك يا ميكا مثل إقامتك هنا, اعرف انك ستتذكرني هذه المرة, ولكنني لن اكون اكثر من ذكرى , هذا كل ما في الأمر.
- إنك مخطئة.
- لا, أنا..
وضع ميكا أصبعه على شفتي المرأة الشابة لكي يمنعها من الاعتراض.
قال مشجعا:
- لا اريد ان اتنازع معك, من الأولى ان تحدثيني عن حياتك.
قاومت باتريشيا الرغبة في الضغط على هذا الأصبع بين شفتيها .
-وصلت الآن الى أوج حياتي , قمت بكثير من الرحلات عندما كنت فتاة صغيرة ودخلت مدراس عظيمة وهناك اناس مهمون , وطلاق والدي وركزت بصفة خاصة على عملي .

Rehana 03-02-14 06:01 PM

رد: 110 - ملاك الرحمة (روايات الحان)
 
- تتحدثين عن الأتيليه , هل انت رسامة؟
- نحاتة.
وياللغرابة ! شعرت باتريشيا بالهدوء تقريبا عندما لم يقرن بينها وبين النحاتة الشهيرة التي تعتبر إحدى النقاد الفنيين في العالم بأسره , إنها تفضل ان تكون معروفة باسم باتريشيا رولاند عن ان تعرف باسم إليزابيث رولاند النحاتة المعروفة.
لاحظت صمت ميكا اخيرا , ولكن دفعها وجهه المضطرب الى ان تسأل نفسها عما إذا لم تكن الأمور تسير على مايرام.ريحانة
- النحت هو عالمك الخاص , أليس كذلك؟
- بلى , بالفعل.
تكدرت باتريشيا وهي دهشة من انه خمن هذا وانه يبدو متالما.
- يبدو انك متأهبة تقريبا لدفاعك.
- لا ابرر هذا لنفسي , إنه عملي واهبه جسدي وروحي .
- وهذا العمل جعلك سعيدة؟
- بالتأكيد , لا يمكنني ان اتصور نفسي اعمل بمهنة اخرى .
- هل تتوارين وراء عملك بالنحت مثلما اتخفى وراء مهنتي؟
قالت معترضة :
- إنني لا اتوراى, إنك تحكي اي شيء يا ميكا.
- هذا يسمح بالا ارتبط بأي مكان آخر.
- هل هذا مافعلته يا ميكا ؟
اعادت باتريشيا الكرة الى ملعبه لأنه يقترب من الحقيقة بشكل خطير.
سألها ميكا :
- ألا تريدين ممارسة الحب معي بسبب كيروس؟
لم تعرف باتريشيا كيف تجيب بعد ان اصابها الاضطراب من جراء سؤاله.
جذب ميكا كتفها ثم قال لها :
- هيا يا باتريشيا اجيبي.
- ليس له علاقة بنا يا ميكا.
ثم قالت بجفاء:
- ارجوك ان تغير هذا الموضوع.ريحانة
- نحن بمفردنا , أليس كذلك؟
حاولت باتريشيا ان تخلص نفسها ولكنه منعها من ذلك.
ردت عليه اخيرا بسخط:
- ربما , اين تود الذهاب ؟
- احاول ان اجذبك الى سريري , لا يمكنني ان اتحمل سحرك.
ردت عليه وهي دهشة من اعترافه :
- افهم ماكنت توشك ان تفعله.
- ولكنك الآن لا تفهمين , اليس كذلك؟ إنني ارغبك دائما , بل اكثر من قبل, لم يتغير هذا ولن يتغير.
احست باتريشيا ان قلبها توقف عن النبض بضع ثوان وبما انها تحبه وجدت نفسها في موقف صعب.
- لا يمكنك حقيقي ان تعرف ماتريده او ماتحتاجه , إن حياتك معلقة تماما مثل مشاعرك.
- لماذا قبلت ان تساعديني ؟
- سنكرر حكايات قديمة.
- لماذا يا باتريشيا ؟ هل هذا نوع من الاعتراف بالجميل لماقد حدث في لندن ؟

Rehana 03-02-14 06:02 PM

رد: 110 - ملاك الرحمة (روايات الحان)
 
- بالتأكيد لا , إنني لست مؤسسة عطف , لدي حياتي الخاصة .ريحانة
- لماذا إذن تخصصين وقتك الثمين لمشاكلي؟
- لأن...
ترددت باتريشيا وقاومت الرغبة في الاعتراف الذي سيوقعها تحت رحمته.
- ...لأن والدي صديقك.
- هل بدافع الشفقة؟
اعترضت باتريشيا وعيناها تبرقان :
- لا!
- إذن اثبتي لي.
- ليس لدي ما اثبته لك.
- اخبريني بالحقيقة يا باتريشيا .
صاحت وهي ساخطة:
- إنك تتصرف مثل الأحمق.
- اصابت الهدف.
-إنك رجل جذاب جدا يا ميكا , يمكنك ان تغري كل النساء اللاتي ترغبهن ولكنني لست منهن , عليك بشيء آخر.
- إنني متشدد , متشدد جدا.
قالت بجفاء :
- هذا ما يؤثر في شعوري.
- قولي لي , إنك لا ترغبينني , قولي لي , إنني لم اعد اجذبك.
اكتفت باتريشيا بالصمت وهي عاجزة عن الكذب عليه , ثم انتهى بها الامر الى الهمس :
- يوجد بين يديك القوة لكي تجعلني اعاني يا ميكا , لن اعيش مغامرة عاطفية لن تستمر .
ضمها بين ذراعيه:
- لن الحق بك أي أذى , الم تفهمي هذا بعد؟
منتديات ليلاس
لم تدر باتريشيا كيف تتصرف وهي مضطربة تماما بسبب كلامه وعناقه , إنها تشعر انها عارية وانها مجروحة..
- اخبريني كيف ينبغي ان اقاوم الرغبة التي اشعر بها ناحيتك في كل مرة اقترب فيها منك ؟
- اقنعني بأنني لست مغامرتك لهذا الشهر .
حاول ميكا ان يحتضنها ولكنها قاومت .
- لن اترك نفسي لهذا التعامل سواء منك او أي شخص آخر.
- اتركيني إذن اعاملك بالطريقة التي تستحقين ان تعاملي بها .
تملك ميكا شفتيها بعطف و إصرار , ارتعدت باتريشيا تحت تأثير عناقه وهي دهشة من هذا الغزو .
شعرت باتريشيا حينما كانت تضم ان القدر ثأره , لقد رغبت في الاختفاء تحت جلد ميكا وان تظل معه الى الأبد.
وبيد مرتعدة داعبت خده وقالت:
- اوه يا ميكا ...
مرر ميكا يده برقة على كتفي المرأة التي ارتعدت , احتضنها بقوة وهو يطلق تأوها وتملك من شفتيها برغبة محتدمة.
قالت بصوت منخفض قبل ان يسكتها بقبلة اخرى:
- لماذا انا؟.
- لأنني احبك , لأنني في احتياج إليك , لأنني اوشكت ان ..
- صه .. لا تقل اكثر من ذلك.
لم ترد باتريشيا ان يبدي ميكا قسما قد يندم عليه فيما بعد , إنها تفضل ان تكتفي برغبتهما المتبادلة والصادقة , كانت تفكر في ان انفصالهما سيكون اقل ألما بعد ذلك.
- ساضحي بحياتي من اجل ان اراك يا باتريشيا , كنت احب ان ارى ماتشعرين به وماتفكرين فيه..
- الرؤية ليست مهمة يا ميكا.
- اكاد اصدق رأيك .
- إذا وثقت بي سيمكنك ان تصدقني .
ترك ميكا العناق , ومد يده اليها دون ان ينبس ببنت شفة , تلك اليد التي يمكنها ان تقبل او ترفض , على الرغم من العصبية الشديدة التي كانت تعتريها اخذت باتريشيا يده ثم نهضت وتركت قميص نومها الحريري يسقط على الارض.
- الى حجرتي؟
همست باتريشيا :
- نعم.
عندما التقى الاثنان في شوق احتضنها ميكا بين ذراعيه برقة وحنان , ثم همس في اذنها :
- اخبريني بما ترغبينه .
قالت باتريشيا بدلال:
- انت .. انت من ارغبه.
احتضنها ميكا بعاطفة محتدمة , وقضى الاثنان الليلة في نشوة عارمة.

Rehana 06-02-14 01:42 PM

رد: 110 - ملاك الرحمة (روايات الحان)
 
الفصل السابع

تقلبت باتريشيا وهي لم تفق من نومها على ضوء النهار , لقد كانت بمفردها , على الرغم من دهشتها لوجودها في حجرته إلا انها رحبت بما فعله ميكا حيث انه بذلك يجنبها الأقاويل , نهضت من على السرير وهي تقفز والقت نظرة سريعة على ساعة الحائط , لقد كانت تشير الى منتصف فترة الظهيرة.
شعرت بالراحة بعد ان اخذت حماما دافئا , بعد هذه الليلة التي قضتها بين ذراعي ميكا تشعر بالنضارة والإشراق , إن القلق الغامض الذي كانت تشعربه لعدم مقدرتها على محاصرة مشاعر الضابط الشاب لم يستطع ان يفسد الذكرى الرائعة التي تركتها ليلة العواطف هذه عليها, إنها لم يكفا عن ممارسة الحب إلا مع قرب الفجر.
بعد ان ارتدت بنطلونا فاتحا وقميصا من الكتان جلست بالمطبخ امام كوب كبير من عصير البرتقال , اعلمها الحارس من خلال الهاتف الداخلي ان الضابط هوليروك دخل الى الاتيليه الخاص بها.

Rehana 06-02-14 01:47 PM

رد: 110 - ملاك الرحمة (روايات الحان)
 
طردت المفاجأة من ذهنها كل الأسئلة التي طرحتها على نفسها بخصوص مغامرتها الجديدة و الطريقة بها حياتها.
كان باب الأتيليه مفتوحا على آخره , رمشت باتريشيا بعينيها وهي تدلف الى الأتليه حيث تنتشر تماثيلها لكي تعتاد على الضوء الخفيف.
كان مرتديا ملابس البلاج المعتاد شورت من القطن وتي شيرت وحذاء رياضيا , عندما لاحظت المنشفة التي يلفها حول رقبته سالت نفسها عما إذا كان نزل للسباحة قليلا في البحر بعد ان اصطحبها الى حجرته.
تقدمت باتريشيا الى الامام دون ان تثير اي ضجة , ابدى الضابط الشاب تركيزا شديدا وهو يداعب بأطراف اصابعه التمثال الذي كانت تعمل به عندما وصل الى الفيلا.
إن اللغة المدهشة لهذا العمل تتوافق مع الشكل العام لمجموعة التماثيل التي تصطف في انحاء الغرفة و الموضوعة ايضا في صناديق خشبية تنهيدا لشحنها , إن التماثيل جميعها على وشك الرحيل الى معرض نيويورك الذي سيعتني بمعروضاتها.ريحانة
كان ميكا يركز تماما على تفاصيل التمثال , تساءلت الفنانة الشابة عن الاحساس الذي اوجدته بداخله , كانت تريد ان يفهمها ويعرف كيف تعبر هذه الاعمال عن العاطفة التي تفجرت بداخلها , وبعد ذلك سمعته يتنهد , ابتعدت يده عن تماثيل الصلصال وامسك العصا التي كانت قد منحته إياها.
منتديات ليلاس
وحينذاك قررت باتريشيا ان تشير الى وجودها ودقت بقدميها على البلاط الاسمنتي , تساءلت عما إذا كان قد تمكن من فحص التمثال الذي صنعته له والموجود على قاعدته , إذا كان ميكا قد اكتشفه ولمسه هل سيتعرف عليه؟ إنها ليست مستعدة ان تشرح له السبب الذي دعاها الى نحت هذا التمثال .
استدار ميكا وهو يعرف انها باتريشيا :
- كل ما هنا رائع جدا.
- شكرا..
- يقال إن الصلصال يتنفس , إن ذلك يتطلب موهبة غير عادية.
ابتسمت باتريشيا :
- ينبغي ألا تبالغ , إنني لا افعل شيئا إلا تجسيد ما يدور برأسي, ولكي انفذه اعمل بسجيتي.
- يوجد اثنتا عشرة قطعة بطول الحائط.منتديات ليلاس
- إنه عمل سنة باكملها.
- كيروس لديه بعض القطع الجميلة.
ارتجفت المرأة الشابة :
- ماذا ؟
- إنها موجودة بمكتبه في وشنطن ومنزله بـ فيرجينيا.
- لم اطأ بقدمي هذه الأماكن منذ وقت طويل .
- يبدو واضحا انه احد معجبيك المتحمسين .
- لقد اعطيته احد اعمالي الأولى ولكن هذا منذ وقت طويل.
كانت باتريشيا تريد ان يحدثها عن الليلة التي قضياها معا وليس عن والدها وتماثيلها.
- إنه يمتلك مجموعة ممتازة , وكل قطعة منها من نوع مختلف , لقد رأيتها بنفسي , يطلق كيروس عليها إبداعات إليزابيث.
- هل لقبني باسمي الحقيقي؟

Rehana 06-02-14 01:48 PM

رد: 110 - ملاك الرحمة (روايات الحان)
 
ادركت باتريشيا انه اخترق شخصيتها الحقيقية .
- كيروس متعلق بك يا باتريشيا .
ولكن هو نفسه متعلق بها ؟ هذا ماتود ان تعرفه , شعرت بأنها عصبية وانها غير متأكدة من نفسها بعض الشيء .
- ربما في حالة إذا ما قلته كان صحيحا .
- كيروس لايتكلم كثيرا , ولكن عندما يهتم هكذا بأعمالك فهذا يعني انه فخور جدا بك.
- لماذا لم يحدثني عنها ؟ لم يكن في احتياج لشراء اعمالي سرا .
- ولماذا لم تعطها له؟
نزل كلام الرجل الشاب عليها كالصاعقة.
- لم اعتقد ..
هل كانت تنوي قول: إنها تشك في مشاعر والدها التي يكنها لها؟ هل هي قاسية الى هذا الحد ناحيته حتى تشك فيه بهذا القدر من الجفاء.
- ربما يجدر بك ..
- إنك محق, ربما كان يجدر بي ان افكر قليلا , لم اطرح على نفسي اسئلة كثيرة بشأنه و لا القدر الكافي منها دون شك .
استدار ميكا ناحية التماثيل المرصوصة بطول الحائط .منتديات ليلاس
- لم اتوقع ان ارى هذا كله.
- إنه عملي وهذا جزأ لا يتجزأ مني.
- ولكنه اكثر من ذلك يا باتريشيا, مداعبة تماثيلك بالأصبع تجربة مثيرة كما لو كنت اتجول بداخل روحك, إنني اشعر بعاطفتك وحياتك , هذه التماثيل مدهشة ...
لقد فهمها هكذا إذن.
- لدي معرض في نيويورك في خلال اسبوعين , إنني استعد له منذ سنة , سيصل ناقلو التماثيل غدا لكي ينقلوها في صناديق خشبية , ينبغي ان يكون كل شيء في موضعه قبل وصولي.
- إنك فنانة ذائعة الصيت.
احست باتريشيا بنبرة استخفاف في صوته .
- الآن ولكن الوسط الفني غير مستقر تماما , يحملونك على الأعناق يوما واليوم التالي يهاجمك النقاد , ينبغي ان تقرر من اجل من تصنع هذه التماثيل ؟ من اجل النقاد او من اجل هاوي المجموعات الفنية او من اجل تحقيق ذاتك , وانا اخترت الحل الاخير.
اقترب ميكا منها , كانت ترى من خلفه التمثال الذي صنعته له , وكان ينبغي عليها ان تعترف انه اكثر اعمالها رقة, ذلك العمل الذي يعبر جيدا عن التفاوت الدقيق الذي يشكل وجهه , لقد وجدت صعوبة في إرجاع عينيه ولكنها لم تستطع ان تمنع نفسها من تذكر لونهما الأزرق , إنها لن تنساهما ابدا.
مدت باتريشيا يديها اليه , كانت ترغب في ان تذوب بين ذراعيه ولكنها شعرت ان الوقت غير مناسب.
- يمكنك ان تخبريني به ..
افحمتها لهجته المشوبة بالاتهام.
- لكنني اخبرتك به.
- قرأت مقالات عنك ولكن لم تكن بها أي صور.
- إنني احتفظ بحياتي الخاصة , كما انه يوجد كثير من الفنانين يتحدثون عنهم في الجرائد ولست انا الحالة الوحيدة .
امسكها من ذراعها .
- لا يا باتريشيا الصحافة لا تهتم إلا بالنجوم والذين وصولا الى قمة تفردهم.

Rehana 06-02-14 01:49 PM

رد: 110 - ملاك الرحمة (روايات الحان)
 
- ينبغي علي ان اشعر بالعار من نجاحي . إنك انت نفسك اسطورة طاقم المهام الصعبة في القيادة البحرية ولا تشعر بالحاجة لأن تعتذر عن ذلك.
- لم اطالبك بأي اعتذار..
- وماذا تطلب بالضبط؟
اطلق ميكا ذراعها .
- لا شيء , لا اطلب شيئا .
تراجعت باتريشيا خطوة الى الوراء وهي دهشة .
- ولكن انتظر يا ميكا ماحدث ؟ اشرح لي الأمر.
- نحن الاثنان ننتمى الى عالمين مختلفين .
- ولكن هذا عبث, انا المرأة التي قضت الليل بين ذراعيك , انا المرأة التي مارست الحب معك حتى حل بنا التعب , لا تعاملني كامرأة غريبة الآن , فهذا جرح لي وظالم.
- إنك تعنين الكثير بالنسبة لي ..
- انا امرأة وانت رجل , ربما يكون لديك مشكلة في الرؤية , ولكن من في هذا العالم ليست لديه مشكلة يمكن حلها في اي لحظة من حياته ؟ لقد ساعدتني على التعرف على إحدى مشكلاتي , ولقد اظهرت لي كيف ان علاقتي لوالدي ليست على درجة قوية من المتانة , لن القي بنفسي بسبب هذا في اول جرف يظهر امامي , لقد افهمتني انه ينبغي علي ان اعيد جسر الثقة المفقود بيني وبين والدي , ميكا لا يوجد إنسان كامل, ولكن يمكننا جميعا ان نحب بعضنا البعض.ريحانة
- لايمكنك ان تفهمي .
منتديات ليلاس
شعرت باتريشيا انها ترتطم بحائط وهذا ما اثار غضبها .
- بالفعل لا يمكنني ان افهمك بعد الليلة التي قضيناها معا..
- لا اريدك ان تتمسكي بافكارك هذه.
اصابتها هذه الجملة في وسط قلبها تماما, , إنه يريد الآن ان يتخلص منها , لقد خدعت على طول الخط .
قالت بصوت خافت :
- تشعر بالندم على ماحدث ليلة البارحة.
استدارت بحركة مفاجئة لكي تجهش بالبكاء امامه, ولكنه امسكها من كتفها وارجعها امامه مرة اخرى , ذكرها تأثير يده بلمسات اخرى اثارت عاطفتها , والآن هدأت نفسها المشوبة بالغضب.
- لا يا باتريشيا , لا اندم على شيء.
قالت وهي تكاد تصرخ:
- وأنا ايضا لم اعد أندم.
- اهدئي, لنتدبر الأمر.
- وكف عن إعطائي الأوامر !
- حسنا , كما تريدين.
تركها ترحل وهو يبتعد عنها كما لو كان يأبى الآن ان يلمسها , ألمها كثيرا موقفه هذا , ولكنها ترغب في فهم ماحدث له.
- مكيا , لماذا تتصرف هكذا؟
- احاول ببساطة ان اطأ بقدمي على الارض .. والداي يتعاملان معاملة الندللند.
حاولت باتريشيا ان تبدو صبورة .
- هذا مايفعله اغلبية المتزوجين المتفاهمين جيدا.
- ولكن لا يصبح احدهما عبئا على الآخر.
- لا يمكنني متأكدة انه يمكنهما ان يتكاتفا إذا دعت الحاجة يعتمد المحبون دائما على بعضهم البعض , وهذا امر طبيعي , بل إنهم يتقاسمون الهموم مثلما يتقاسمون الأوقات السعيدة.

Rehana 06-02-14 01:50 PM

رد: 110 - ملاك الرحمة (روايات الحان)
 
كان واضحا ان الحاجة التي تسوقها ليس لها اي أثر عليه , ثم واصلت حديثها :
- اخبرتني ان والدك يعاني مشاكل صحية وان والدتك لديها دبلوم في التمريض ؟
- ولكنهما متساويان في الأمور المهمة.
- لا ارى انه يوجد بيننا اختلاف شديد , إنك ظالم يا ميكا.
- إنه لم يكن عبئا عليها.
- وانت كذلك إذا لم يكن لديك اي شيء تقول .
- لا اريد ان اقول اي شيء , اعرف جديا ما اقوله , اريد ان اكون واقعيا من اجل خيرنا نحن الاثنان .
- واقعي ؟ إنك مضحك جدا , حاول ان تنسى عزة نفسك وقل لي متى عاملتك كعبء؟
- لست انت المقصودة .
- يمكننا جيدا ان نشعر بأنني على قدم المساواة ولكن ينبغي ان تثق بنا بدلا من ان تضيع كل شيء.
رأته باتريشيا وهي توشك ان تذرف الدموع يبتعد ويخرج من الأتيليه وهو يستند على العصا , اقتربت من التمثال الذي اوشكت ان تنفذه وانخرطت في النحيب وهي متأهبة لأن تلقي بنفسها على عنق تمثال الصلصال لكي تواسي نفسها عن انسحاب ميكا الحقيقي .
لم تلبث باتريشيا في الأتيليه تعاني اليأس والملل , لقد قررت ان تتبع الرجل الشاب , إنه لا يرغب دون شك في التحدث ولكنها لا تبالي بذلك , ينبغي ان تفعل اي شيء , لقد حدثت بينهما اشياء رائعة واسلمت لها بسرعة , إن الأمور ستزداد سوءا إذا ما ظن ميكا الأحمق ان الهروب سيحل كل شيء.
إنها لن تنتظر ان يصرح لها بحب دائم , ولكنها لا تستطيع ان تتحمل فكرة انه لن يوجد بينهما إلا مغامرة عاطفية بدون أمل وحب ليلة.منتديات ليلاس
إذا كان ضميرها يصرخ فيها, إنهما ربما يشتركان في مستقبلهما وحينذاك ينبغي ان تصارع لكي يتحقق.
طرقت باتريشيا على باب شقة ميكا عندما وقفت امامه دون ان تنتظر الرد , كان واقفا عند النافذة المؤدية الى البلكون , شعرت برجفة في قلبها عندما فكرت في اللحظات الماضية الحانية التي قضياها في نفس البلكون , ولكن تلاشى سحر هذه اللحظات .
- لم اعتد على الانسحاب فجأة من منتصف الحديث.
وجدته باتريشيا متوترا ولكنه لم يستدر ناحيتها , إنها هي التي اقتربت وهي دهشة من الاحساس بالبرود الذي يمكنها تخمينه على وجهه , واصلت حديثها بصوت ضعيف :
- ميكا ارجوك تحدث الي.
- لن يجدي هذا في شيء , ليس لدينا اي شيء نقوله .
- لا افهم كيف يمكنك ان تتصرف هكذا وكأن ماجرى بليلة الأمس ليس له اي اهمية عندك, لقد كان وعدا بالسعادة وليس مغامرة عاطفية طارئة , إنني مضطربة , وانا على يقين انك مضطرب انت الآخر ايضا.
استدار ناحيتها ووجهه لا يبدي اي عاطفية .
- الليلة الماضية كانت خطأ ولن يتكرر بعد ذلك .
امتقع وجهها تحت تأثير الضربة التي وجهت اليها .
- لم اكن اعرف ذلك قبل اليوم , لا اعرف ما ينبغي ان اظن بها .
اطلق ميكا سبابا .

Rehana 06-02-14 01:50 PM

رد: 110 - ملاك الرحمة (روايات الحان)
 
- ليس هذا ماقلته وتعرفين ذلك جيدا .
- اعرف انك تشعر بالإعاقة , اعرف ايضا انك مثقل بهموم كثيرة , ولكن لا يمكنني ان امنع نفسي من تصديق ان الحب الذي جمع بيننا كان شيئا طبيعيا , ميكا إن وجودنا معا هو بنزين الحياة الذي يجري في عروقنا , إنه ليس مجرد انجذاب جسماني , وانا على يقين انك ايضا تشعر بهذا .
- باتريشيا لا تبدئي..
- ابدأ ماذا ؟ ليس لدي الحق في ان اتذكر ماحدث ؟ او اشعر بأي إحساس ؟ ليس لدي الحق في التحدث عنا؟ لأنه في هذه اللحظة ربما كان ينبغي ان تخرس عزة نفسك وتهتم بشخص آخر غير شخصيتك الضئيلة .
مشى ميكا وهو يتحسس حتى وسط الحجرة , على الرغم من التوتر الذي تشعر به بداخلها والمجهود الذي يبذله لدرء اي شفقة إلا انها شعرت بأمس الحاجة الى تساعده و تحميه.
استدار نحوها قائلا:
- لا تندمي على كل ماقد يحدث , انسي كل شيء , انسيني في اللحظة التي سأرحل فيها.
جالت موجة من الاحساسيس بذهن المرأة الشابة .
- فسر لي فقط كيف اسأت الحكم عليك الى هذه الدرجة.
- لايوجد مايدعو للتفسير يا باتريشيا كل مافي الأمر انك تستحقين اكثر ما يمكنني ان امنحه لك.
بذلت باتريشيا مجهودا كبيراً لكي تبقى هادئة.منتديات ليلاس
- وماذا استحق بالضبط؟
منتديات ليلاس
- رفيق حقيقي , وليس شخصا يعتمد عليك لتكوني بمثابة عينين له .
- وإذا كنت ممرضة او وصية .. او حتى سكرتيرة فهل سيغير هذا من الأمر شيئا ؟
تردد ميكا :
- ما اهمية ذلك ؟
- رد علي يا ميكا , ارجوك .
زفر ميكا زفرة طويلة , هذه المحادثة متعبة له مثلما تتعب اعصاب باتريشيا , لكنها مع ذلك تذرعت بالصبر وهي تنتظر الرد .
- محتمل , ربما لا اعرف كيف يمكنني ان اعرف ؟ لست واحدة ممن اخبرتيني بهن , إنك نحاتة مشهورة , لا يمتلك اي شخص الحق في ان يعرقل نجاحك.
- هذا غير صحيح بالمرة , اتعاقبني لأنني مشهورة وناجحة ؟
- لا تجعليني اقول ما لم اقله , تعرفين جيدا عم اتكلم .
- لا , لا اعتقد , كان ينبغي ان تفسر لي كل هذا بالتفصيل , لابد انني كنت ضعيفة السمع في هذه اللحظة ولهذا فإنني مستاءة من موقفك.
- إذن اصغي الي جيدا, الليلة الماضية كانت وهما , لم تكن البداية , حياتي قد انتهت لم اعد أرى شيئا , ليس لدي ما اقدمه اليك سوى المواساة الحزينة المتمثلة في علاقة عاطفية جسمانية إذا كل هذا يكفيك اخبريني به ..
- هل هذا ما تقترحه علي ؟ يا له من كرم ! بعد ان تلمح الي بالسعادة المتزايدة التي بثها الحب المتبادل تأتي وتركلها بقدمك هكذا مثل الطفل الذي يكسر لعبة لا يريد اللعب بها , إنك اناني ..
- مضبوط يا باتريشيا , لا يمكنني ان امنحك شيئا , لقد اخبرتك بالحقيقة الآن , الليلة الماضية خطأ وقعنا فيه ولن يتكرر بعد ذلك, دعيني وشأني إذن , لم يعد لدينا اي شيء نقوله.

Rehana 06-02-14 01:51 PM

رد: 110 - ملاك الرحمة (روايات الحان)
 
- لا يمكنني تصديق ماقد حدث لنا .
استسلمت باتريشيا في النهاية وشعرت بفراغ كبير بداخلها .
- يجدر بك ان تصدقيه وتواصلي حياتك وكأن شيئا لم يكن.
واصلت باتريشيا طريقها نحو شقتها كالإنسان لم يكن .
واصلت باتريشيا طريقها نحو شقتها كالإنسان الآلي , القت بنفسها على السرير وهي منتظرة الدموع التي لم تسل , شعرت بتعب شديد وهي تقاوم , وهذا ماجعلها تشعر بالغضب.
ظلت ساكنة لا تتحرك فترة طويلة , وتغرق احيانا في فتور كئيب , لم نعد تشعر بأي احاسيس او رغبات , إنها لم تكن تشعر بكيانها .ريحانة
اخرجتها الطرقات المسموعة على بابها من ذهولها , ذهبت الى باب حجرتها معتقدة ان ترى إحدى النساء العاملات بالمنزل , كم كانت دهشتها عندما رأت الشخص الذي قطع عليها وحدتها .
- يبدو انك غاضبة , هل انت مريضة؟
ملأ صوت كيروس رولاند الحاد ارجاء الغرفة , دخل الى الشقة ونظر من حوله ثم مشى نحو باب النافذة وفتحه عن آخره .
- ماحدث ؟ ميكا يبدو كالحيوان الأحمق وانت يبدو عليك انك مشيت مكرهة مدة اربع وعشرين ساعة , منذ عدة ايام اخبرتني في التليفون ان كل شيء على خير مايرام.
توترت باتريشيا ولكنها قالت بصوت هادئ ورصين :
- لدي بعض المشكلات البسيطة يا والدي , ولكني افضل الا اتكلم عنها الآن .
- حسنا , لدي بعض المكالمات التليفونية ساجربها , سأكون بالمكتبة في خلال ساعة او ساعتين , اهبطي في السادسة لكي ناخذ شرابا معا, ثم نذهب للعشاء في لاجون بلو في السابعة والنصف , سيأتي ميكا معنا.
تردد والدها لحظة امامها بدا على وجهه تعبير غريب ولكنه لم يقم بأي إشارة ليأخذ ابنته بين ذراعيه , في هذه اللحظة بالذات شعرت بأنها تمتلك كل ذهب العالم عندما احتضنها مثلما كان يحتضنها وهي فتاة صغيرة .
- إنك شاحبة .
كان صوته رقيقا للغاية .
- اريدك ان تعتني بصحتك .
رفعت باتريشيا عينيها نحوه ولكنه قد استدار قبلها , تبعته بنظراتها محاولة ان تحلل نتائج وصوله المفاجئ , زفرت باتريشيا , لقد سيطرت الاحداث على حياتها وليس لها اي سيطرة عليها ولا ترى كيف سيتغير هذا ؟
اغلقت بابا حجرتها , هل من العقل ان تقضي كل السهرة الى جوار ميكا؟ سألت نفسها هذا السؤال وهي تأخذ دشا بارداً اعاد اليها حيويتها , إن قضاء عطلة الاسبوع في النار اكثر راحة دون شك , إنها تحب هذين الرجلين , كل واحد منهما لديه طريقة مختلفة عن الآخر ولكن الاثنين قد اهملاها , كانت باتريشيا تعتقد في داخلها وهي تلعن هذين الرجلين بأنها لن تشعر بوجودها في أي مكان.

Rehana 07-02-14 10:12 PM

رد: 110 - ملاك الرحمة (روايات الحان)
 
الفصل الثامن

خرجت باتريشيا آخر واحدة من العربة الليموزين , واحاطهم طاقم الحراسة ولكن وجودهم كان مقبولا , لقد اعتادوا على حماية والدها وميكا الذي لا يهتم بها كثيرا.
جاء صاحب المطعم لاستقبالهم عند الباب , إنها تعرفه منذ سنين وانتعشت لهيئته الودود , التفت الجميع الى حرس الشرف عندما كان ثلاثتهم يسيرون نحو المائدة , ولكن اغلبية الزبائن كانوا يعرفون كيروس رولاند لشهرته وادركوا انه لا يمكنه ان ينتقل دون حراسة .منتديات ليلاس
كان كيروس يتكلم بحماس وتوقف عن حديثه لكي يطلب زجاجة شراب من النوع الفاخر الذي يصنعه احد اصدقائه الحميمين.
- إنك مدهشة في هذه الأمسية يا باتريشيا , تشبهين والدتك كثيرا عندما كانت في مثل عمرك.
كانت المرأة الشابة ترتدي فستانا اسود رائعا جدا ولكنه بسيط للغاية , دهشت من ملاحظة والدها وشكرته بابتسامة.
استدارت نحو ميكا الذي كان يجلس متوترا امام طبقه ووضعت كوب الماء امامه حتى يعثر عليه بسهولة , كادت ان تقفز على كرسيها عندما امسك معصمها.
- كما في المنزل؟
كان صوته متوترا, تصورت باتريشيا اضطرابه ولكن عندما قالت كلمة منزل وتقصد الضيعة اعتبر ميكا هذا المكان مثل السجن.
- تماما كما في المنزل.
حبس ميكا نفسه في إطار من السكون المتحفظ ولكن كيروس هو الذي انعش الحوار بروايته لبعض الحكايات الخاصة برحلته الأخيرة في الشرق الاوسط حيث قام بمهمة دبلوماسية كمبعوث خاص للرئيس الأمريكي.
ادركت باتريشيا سبب اضطراب ميكا , إنها المرة الأولى , منذ الحادث الذي وقع له , التي يتواجد فيها بمطعم زاخر بالزبائن , اثار القلق الذي يخفيه وراء هذا البرود المصطنع عطف المرأة الشابة التي قررت ان تسكت حقدها . عندما اقترب رئيس الخدم وهو يمسك بقوائم الطعام .
قالت بصوت مسموع حتى يسمعها ميكا :
- اعشق هذا المكان وكل مافيه لذيذ , ينبغي ان اقول : إن رئيس الخدم الذي يعمل بافخر المطاعم في نيويورك وباريس يرهب العالم كله ويثير غضبا شديدا عندما لا يمتلك التوابل التي يحتاج اليها .
ولكن النتيجة معروفة دائما , إنني احب بصفة خاصة السمك مع الكراث والكركند مع التفاح البري , ولكنني اعتقد انني افضل اليوم ان اخذ اللحم , إنهم يقدمون شرائح لحم الخروف مع صلصلة الطماطم.

Rehana 07-02-14 10:14 PM

رد: 110 - ملاك الرحمة (روايات الحان)
 
رفعت عينيها نحو ابيها الذي ايدها على كلامها وهو يشير برأسه , دهشت باتريشيا من ذلك لأنها لم تكن تتوقع ان يشاركها في تواطئها التافه جدا , إنه لم يدعمها ابدا طوال حياتها بهذه الطريقة.
جاء النادل ليصب الشراب ثم استمعت باتريشيا الى مكيا وهو يختار من بين الاطباق طبقا فاخرا , عندما اقترب رجل سياسي معروف وزوجته من مائدتهم, نهض ميكا ومد يده دون تردد عندما قدمه كيروس الى السيناتور وزوجته.
ظل واقفا حتى ابتعد الزوجان وجلس برقة ويسر لاحظتهما باتريشيا في حركاته , إذا كان يشعر بالإعاقة في التكفل بمتطلبات الحياة الاجتماعية فإنه لم يكن سيظهرها , لقد لاحظت فقط رعشة بسيطة بعد ان امسك شرابه بعد ذلك.
كانت تريد ان تأخذه بين ذراعيها وتهنئه على انه تدبر امره بنفسه , ولكنها شعرت انه يدرك ذلك تماما وان كلمات التشجيع يمكن ان تجرح كبرياءه.ريحانة
ردت باتريشيا مرتاحة البال الآن , بحماس على اسئلة والدها بخصوص المعرض الذي ينبغي ان يعقد عما قريب في نيويورك .
تساءلت عما إذا كان يحاول ان يواسيها عن هموم ميكا , اشارت عليه عن طريق بعض الملاحظات في حديث ذاتي بينهما بالطريقة التي يتراص بها طبقه حتى يمكنه الوصول اليه .
كان الجزء المشاع يقترب من جو ضيعة سان توماس , إنه جو شجي ورومانسي تغلفه الموسيقى المصاحبة للعاشقين الذين سيأتون للعشاء منفردين , تركزت نظراتها على ميكا الذي كان يجيب عن سؤال طرحه عليه كيروس , إنها لا تدرك الى اي درجة يمكن قراءة الحب الذي تكنه له في نظراتها.
كان كيروس كمضيف يحرك الحوار عندما يستشعر الحاجة الى ذلك , كان يرد بحماس على الاسئلة التي تطرحها عليه ابنته الدهشة من انه يبذل مجهودا لكي يجعل النزهة الأولى لـ ميكا مقبولة وخصوصا انه متحكم فيه تماما, إنها ميزة لم تلاحظها ابدا في خلال الزيارات غير المنتظمة التي كان يقوم بها اليها منذ طلاق والديها , ادركت دون اي حزن , ان صداقتها لـ ميكا سمحت لها ان تبدي بشاشة تتوارى في اغلب الاحيان تحت الموقف البارد والجامد الذي يتناسب مع مسؤوليات مهنتها.
اعتاد ميكا على الأكل بشهية , انتهى من طبقه عندما حرك جهاز الإرسال النقال رأسه.
سمع بعد مرور عدة ثوان صوت اقدام مجهولة على البلاط اخبرته حاسته السادسة المترصدة دائما بوجود شخص لا ينتمي الى طاقم المطعم.
- كيروس , خلفك.
ارجف التحذير المختصر لـ ميكا باتريشيا واضحك رئيسه السابق.
- إنه هاميلتون يا عزيزي , الشخصية الجديدة في طاقم المهام السرية الذي حدثتك عنه بعد ظهر اليوم.
استدار كيروس نحو ابنته بكل فخر .
- لابد ان قدم هاميلتون ليست خفيفة.
لم تفهم باتريشيا ماقاله:
- ليست خفيفة؟
- ميكا يلاحظ الاشياء لا يعيرها اي شخص آخر اهتماما , لقد انقذني ذات مرة بالتعرف على إرهابي على الرغم من انه كان يرتدي زي سلاح الطيران , كان الرجل في مهمة انتحارية واراد ان ينقض على فريق من الدبلوماسيين , لقد تعرف عليه من خلال اقدامه المضطربة وصوت حذائه على ارضية الدهليز.

Rehana 07-02-14 10:15 PM

رد: 110 - ملاك الرحمة (روايات الحان)
 
لم يكن ميكا يحب كثيراً ان يمدحه احد هكذا امام العامة , إذا ظهر فجأة اي خطر في هذه الأمسية فإنه سيكون عاجزاً عن مواجهته , وحاول ان يقلل من الاستحقاق المنسوب اليه.
- احذية الجيش الاميريكي لها صوت خاص دون شك بسبب نعالها الجلدية السميكة جدا, العسكريون لهم خطوة مميزة ولا يضطربون ابدا عندما يتواجدون في مكان مألوف لهم.
مال هاميلتون ذلك الرجل الشاب الشاحب ذو الحركات العصبية نحو كيروس.
- اعذرني يا سيدي , ولكن لديك مكالمة عاجلة من البيت الأبيض.
نهض كيروس على مضض .
- سأذهب لحظات , ابدأ في تناول الحلو بدوني.
عندما رحل الرجلان استدارت باتريشيا نحو رفيقها .
- إنني معجبة جدا بمواهبك.
- لا يوجد داع حقيقة لهذا, لقد مارست هذه المهنة منذ خمس عشرة سنة.منتديات ليلاس
واصلت باتريشيا حديثها بصوت هادئ وحازم:
- وانت لا تزال قادرا على ممارستها.
منتديات ليلاس
دون ان يعقب على ملاحظتها حدد مكان قدح القهوة ووضع راحة يده باعلاه كما علمته المرأة الشابة لكي يختبر حرارة السائل الذي لا يمكنه ان يرى دخانه .
- انتظر قليلا قبل تناول القهوة , إنها ساخنة.
كان صوتها متعسفا على الرغم من محاولتها الواضحة في ان تبدو ودودا.
قالت بصوت رقيق :
- تتدبر امورك جديا هذا المساء .
- على عكسك تماما , اشعر بأنك مثل الحبال المتدلي الذي اوشك ان يتقطع كما لو كان كل شيء سيفسد بين لحظة واخرى.
- ميكا...
- من ضايقك : انا أم والدك؟
- إنني مرتاحة البال..
- باتريشيا , لست في حاجة ان تحكي لي عن اكاذيب .منتديات ليلاس
- والدي كان ممتعا الليلة وليس لدي اي شيء اعيبه عليه.على العكس لدي ما اعيبك عليه وخصوصا فيما حدث بعد ظهر اليوم. كان لابد ان يتوقع صراحتها وإخلاصها ولكن ملاحظتها جعلته يرتجف.
- اخشى ان اكون قد اسأت اليك .. او انني اسأت اليك بالفعل.
- هل يمكننا التحدث عما حدث بيننا؟
امسك ميكا لكي يغير الموضوع الفكرة الاولى التي جالت بخاطره .
- الأوركسترا جيدة جدا, هل توجد حلبة للرقص؟
- بالتأكيد.
- وهل هي مزدحمة؟
إذا كان ميكا سيغامر فإنه يريد ألا يدفعه الراقصون او ان يصطدم بهم عند كل خطوة يقوم بها , ليس من الحكمة دون شك ان يغامر بالرقص على حلبة لم يرها , ولكنه كان مستعدا لأي شيء لكي يمسك باتريشيا بين ذراعيه مرة اخرى .

Rehana 07-02-14 10:15 PM

رد: 110 - ملاك الرحمة (روايات الحان)
 
- لايوجد غير زوجين على الحلبة , وهذا يتيح بدوره مكانا فسيحا.
هل شعر في صوتها بذروة الحماس؟ ربما كان كان يوشك ان يتخيل اشياء.
- حسنا , هيا بنا .. إذا لم تشعري بالخوف من ان اكسر قدميك.
شبك ميكا اصابعه وهو مفتون بعطرها بأصابع المرأة الشابة , لم يكن يفكر إلا في هذا الجسد المضطرب الموجود على بعد سنتيمترات من جسده , حاول ألا يتذكر حماقات الليلة السابقة حتى لا يفقد السيطرة على الموقف , لكن باتريشيا لا تفعل حقيقة اي شيء لكي تساعده.
رقص الاثنان على إيقاع موسيقى جذابة جعلتهما يتعانقان ويتحركان نفس الخطوة في منتصف الحلبة , لم يعد ميكا يشعر بأنه مثير للسخرية او دمية متحركة تحت اضواء الكشافات تسير باتريشيا وميكا الآن على الدرب الصحيح معا, إذا لم تكن هناك هذه الحقيقة المرة بشأن فقدانه للبصر لكان قد احتفظ بهذه المرأة طوال حياته.
همست باتريشيا في اذنه :
- يوجد شيء آخر احب ان افعله في غير الرقص معك.
كان صوتها رقيقا كما لو كان مداعبة .
- وماهو؟
اقترب جسد المرأة الشابة منه بشدة , كان يحتاج الى ان يستجمع كل قوة إرادته حتى لا يلقي بنفسه بين ذراعيها.
- خمن...
كاد ميكا ان يترنح , إنه مستحيل , كما كان سهلا عليه ذلك, إنه يحبها بنفس الجنون ولكنه لا يريد ان يجعلها مجرد حارسة لمريض حتى لو قبلت هي دور ملاك الرحمة , لن يقاوم حبهما هذا العلاج فترة طويلة و سيفقد سبيله منذ البداية , لا ينبغي ان يتكفل وحده بهذا العبء.منتديات ليلاس
احس ميكا وجود راقصين آخرين من حولهما, إنهم قريبون منه بالقدر الكافي حتى يروا الضمادات التي تغطي عينيه , ومن ثم يفسحون له مكانا اكبر , احي ميكا بالثقة بنفسه , وتابعت باتريشيا حركاته البسيطة بإعجاب , رقص الاثنان كثيرا حتى نسيا كلاهما كل ماحولهما.
- اعشق وجودي بين ذراعيك.
- لا تبدئي يا باتريشيا.
- تعلم انني لم ارغمك على الرقص , ولكن اتركني اقدر هذا.
إن تلمحياتها جعلت حواسه تضطرم , لقد حاول ان يسيطر على مشاعره .. كانت عضلاته متوترة على اثر ذلك.
- هذا لا يساوي ماحدث بيننا في الليلة الماضية .. اريد ان نصبح بمفردنا , اتركني الحقك بغرفتك على الأقل حتى رحيلك.
يستلزم مثل هذا الطلب من جانبه جرعة معقولة من الشجاعة لكن المسألة لا تكمن في موافقته.
- هذا مستحيل , لا تصري , ارجوك.
- لن يحدث هذا ويبدو كأنك استفدت من الموقف لأنني ببساطة أنا التي طلبت ذلك.
- بل, على العكس يسودني حقيقة انطباع بأن اغتنمك..

Rehana 07-02-14 10:16 PM

رد: 110 - ملاك الرحمة (روايات الحان)
 
- وستخطئ , إنه قاسم مشترك واتحاد بين مشاعرنا , ولحظات بسيطة من السعادة .. الحياة غير مبتسمة دائما , ينبغي ان نغتنم ما تعطيه لنا , اعرف انك ترغب في , واشعر بذلك.
- تبا لك يا باتريشيا ستجعلينني مجنونا.
اخذت المرأة الشابة تتمايل واقتربت منه بشدة , بدأ ميكا هو الآخر يرقص بسرعة لكي يبتعد عنها.
- اترك نفسك لغريزتك لكي ترشدك يا ميكا , إنها تصرخ فيك راجية ان تأتي بين ذراعي اللتين لا تنتظران سوى ذلك.
- الأمر صعب هكذا , لا تزيدي الأمر سوءا.
- إنني لا اسعى إلا لتحسينه .. ولكن لا يمكنني فعل كل شيء بمفردي ينبغي ان تساعدني قليلا.
ابتعد ميكا عنها بأقصى ما اوتي من قوة.
- لنعد الى مائدتنا , من المحتمل ان يكون كيروس متأهبا للرحيل.
همست قائلة :
- لابد انني امرأة مغرية تافهة.
كما توقع ميكا بالفعل, كان كيروس قد دفع الحساب وينتظرهما , امسكت باتريشيا حقيبة يدها وخرجت امام الرجلين وصاحب المطعم يصطحبهم الى سيارة الليموزين التي تنتظرهم امام الباب , بعد مرور عدة لحظات دخل الثلاثة معا الى ردهة الفيلا الكبيرة.
منتديات ليلاس
- انا آسف لاضطراري لاختصار هذه السهرة ولكن مازال امامي بعض الملفات ينبغي قراءتها قبل العودة الى واشنطن غدا في الصباح الباكر.
- اود الرجوع معك يا سيدي.
غرزت باتريشيا اظافرها في الجلد الناعم لحقيبتها وحبست صيحة إحباط كادت تطلقها , نظر والدها اليها وهو قلق لرؤية وجهها فجأة قد شحب , ولكنها صمتت لكي تمنع سيل الدموع من الانهمار.
- حسنا , ستكون الهليكوبتر جاهزة امام المنزل في السادسة تماما, لتكن مستعدا.
- سأكون مستعدا , شكرا على العشاء , عمت مساء يا باتريشيا .
ابتعد صوت اقدام ميكا , وقعت المرأة الشابة في حيرة ولكنها قررت ان تتحلى بالشجاعة , استدارت نحو ابيها وهي ترفع ذقنها , كاد العطف الذي رأته في نظراته ودهشتها الكبرى ان تذرف الدموع التي وجدت صعوبة في احتباسها.
- باتريشيا , ايمكنك ان تمنحيني لحظة؟
- بالتأكيد .
ذهب الاثنان الى المكتبة وجلسا على الأريكة التي جعلت من هذه الحجرة الفسيحة مكانا حفيا , دس كيروس يده في جيب بدلته واخرج منه إحدى سجائره التي يستهلكها كثيرا.
- الحب يستحق المعاناة قليلا.
- لا افهم عم تتكلم.
- لا تحسبيني احمق.
- الحمقاء هي التي تريد إجبار شخص آخر على حبها.
- إذن لست انت الحمقاء يا باتريشيا , لا اعتقد انه يوجد في العالم كله جدير بك غير ميكا هولبروك , لكنه للأسف يضع كرامته قبل أي شيء , يلزمك ان تتحلي بالصبر.
- لماذا أرسلته يا أبي؟
- لأنه كان يحتاجك , اظن انك ايضا تحتاجين اليه.
- وسيط جيد.

Rehana 07-02-14 10:17 PM

رد: 110 - ملاك الرحمة (روايات الحان)
 
- ربما ولكن بلا إدراك حقيقة.
- إنني احبه ولكنه لا يريدني.
- اتعتقدين انه هو نفسه يعرف مايريد؟
جففت باتريشيا عينيها المبللتين بالدموع.ريحانة
- على اية حال, هو مقتنع بهذا.
- كنت اعتقد , انا ايضا , انني اعرف ما اريده منذ فترة طويلة قبل هذا , طموحي وغروري دمرا حياتي وحياة امك , لم اكن ادرك ماكانت تحتاجه بالفعل حتى وهي تدنو من الموت .
ادركت باتريشيا انه صادق في حديثه .
- ولكن كنتما قد انفصلتما , كان لك حياتك الخاصة بعيدا عن امي في هذه الاونة.
- هذا غير صحيح يا باتريشيا , ولكنني ندمت عليه بشدة.
- ولكن لماذا انفصلت عنها؟ لم افهم ابدا سبب ذلك, ولم يرد احد ان يخبرني به عندما سألته عنه.
- احببتها كثيرا عندما كنت شابا , لم اشعر بجدراتي واردت ان احقق نجاحا ملحوظا لكي يعلو شأني في نظرها . لقد وصلت الى كل اهدافي التي كنت اصبو اليها, ولكن كانت حياتنا الزوجية هي الثمن , ثم .. جرفني التيار وعشت حياة لا تتناسب مع رجل متزوج , لم تحتمل أمك هذه الخيانة وهجرتني.
- لقد احبتك امي حتى النهاية , كان اسمك على لسانها عندما توفيت .
نهض كيروس وهو يبدو متأثرا جدا ومشى حتى المدفأة الكبيرة , نظرت باتريشيا اليه من ظهره , ثم لحقته ووضعت يدها على كتفه .
- شكرا لأنك اخبرتني بالحقيقة يا أبي.
استدار الأب واعاد السيجار الذي لم يشعله الى جيبه ثم نظر اليها بحدة.
- إنني احبك اكثر من اي شخص آخر في العالم يا صغيرتي , لا اعرف كيف ابدي لك هذا .
- ميكا افهمني سوء التفاهم الموجود بيننا , لقد حكمت عليك دون ان احاول ان افهم , كنت قاسية عليك وظلمتك.ريحانة
- كلا, كان لك الحق في حكمك علي , إنني لم اقم بكل واجباتي كأب.
اخذت باتريشيا نفسا طويلا:
- اريد العثور على ابي, هل يوجد مكان لي في حياتك المليئة بالمشاغل؟
- وانا اريد العثور على ابنتي , إذن ساخلي لك مكانا .
تركت باتريشيا نفسها لذراعي ابيها اللتين احتضنتاها وتعرفت على مشاعر طفولته والقوة الرقيقة لحضنه ورائحة السيجار المتلعقة بملابسه.
رفعت عينيها نحوه وهي تجفف دموعها .
- لا اريد سوى الا تشتري اعمالي, اعتبارا من الآن سأرسل لك نماذج من كل مجموعة , هدية من ابنتك لأنها تحبك.
- عديني ان تمنحي ميكا فرصة اخرى , عندما يستعيد بصره سيتوه بدونك وسيعود.
اذعنت باتريشيا لحديثه وهي تبدو شاحبة .

Rehana 08-02-14 07:07 AM

رد: 110 - ملاك الرحمة (روايات الحان)
 
الفصل التاسع

قضت باتريشيا الساعات التالية في شقتها بمفردها تفكر في العلاقة التي اقامتها مع ابيها وتفكر في المشاعر المتناقضة التي تحسها إزاء ميكا.
لقد هداتها المحادثة التي جرت بينها وبين كيروس , إنها تشعر الآن بقوتها , ألا تستحق هي وميكا ان يقضيا الليلة الاخيرة معا؟
استجمعت شجاعتها وهي تضمد كبرياءها المجروحة وعزمت على الذهاب لرؤية ميكا .
اجتازت باب البلكون المفتوح ودخلت الشقة التي يجتازها شعاع من ضوء القمر , على الرغم من ان قدميها عاريتان , وصمتها عند دخولها إلا انه سادها انطباع بأن ميكا لابد ان يشعر بوجودها.
اضطرب قلب باتريشيا في صدرها , توقفت في منتصف الحجرة , كان ميكا نائما على حافة السرير وجذعه عاريا وساقاه الطويلتان بملاءة خفيفة.
تذكرت باتريشيا حالته وهو حلبة الرقص وسالت نفسها : إذا كان ميكا قد اعتبرها مجنونة , ولكن من العبث ان تعتذر هكذا ببساطة لأنها جاءت تعبر عن مشاعرها ورغباتها , ربما تكون قد شطحت الى بعيد؟ صحيح ان خبرتها بالرجال محدودة ولكن كيف لها ان تعرف , توقفت امام السرير .
- هل ستطردني يا ميكا؟
طالت فترة الصمت بينهما , لقد هاجت حواس المرأة الشابة بسبب الخوف الممزوج بالرغبة .
- يعرف كلانا انه ينبغي ان افعل هذا يا باتريشيا .
إنه لم يطلب منها الرحيل , اقتربت من مؤخرة قدمي ميكا وحلقها مشدود. همست :
- لأنك لا تريدني.
- لأنني ارغبك بشدة.
جذبت باتريشيا الملاءة ببطء , ولكن ميكا امسكها و أوقفها . همس:
- تعالي بالقرب مني.
- لا, في البداية اود ان اراك والمس كل شيء فيك حتى اطبع صورة جسدك في مخيلتي , هذا هو كل ماسيتبقى لي بعد رحيلك.
زفر ميكا زفرة كبيرة واستسلم , عندما جذبت الملاءة كلها داعبت قدميه ثم جسده .
- باتريشيا , إنك..
داعبها ميكا بدوره واثارها وجذبها معه الى عالم الاحضان و القبلات و التنهدات و السعادة.

Rehana 08-02-14 07:09 AM

رد: 110 - ملاك الرحمة (روايات الحان)
 
إنه يحبها , من لا يستطيع ان يحبها ؟ باتريشيا هي المرأة التي يحلم بها كل رجل ورفيقة الكفاح والعواطف , إنها تعطي بدون حدود, إنها رائعة.
تحسر ميكا على الوضع الذي يوجد فبه الذي يمنعه من الإبصار دائما, لقد اخبره الطبيب بذلك , إذا استعاد بصره فربما سيحدث فترة مؤقتة , لم يمكنه ابدا ان يؤكد شيئا , لابد ان يعيش ميكا مع هذا التهديد المستمر لأن يستيقظ ذات يوم ويجد نفسه قد اصبح اعمى مدى الحياة , ومن ثم فإنه لا يريد ان يجذب باتريشيا معه في هذا المستقبل المظلم جدا.منتديات ليلاس
قبلته المرأة الشابة في رقبته وهي شبه ناعسة ثم تنهدت لإحساسها بالراحة.
لم تفهم باتريشيا بالتأكيد سبب محاولته ان يبتعد عنها, ولكن كان يلزم ذلك, إنه يحبها كثيرا ويرفض ان يستغلها لكي يعوض فقدانه البصر , قد ينتهي بهما الأمر بأن يكره احدهما الآخر ولكنه لن يحتمل ذلك, من داخل اعماق نفسه يعتقد ميكا ان باتريشيا تستحق افضل من ذلك ولهذا لا يريد ان يحرمها من إمكانية ان تقابل شريكها في الحياة ويكون اجدر منه, ولكن فكرة ان يمتلك رجل آخر باتريشيا جعلته كالمجنون.
منتديات ليلاس
همست بصوت هادئ:
- فيم تفكر؟
لم يستطع ميكا وحلقه معقود ان يرد عليها حيث يشعر بأنها مجروحة ومستامنة .
سألته وجسدها بقترب من جسده تماما حتى يكاد يبدو انهما جسد واحد:
- هل ترغبني ؟
- كيف خمنت هذا ؟
- اوه , هذا سري.
حاول ميكا ان ينظر الى الامور بشكل واقعي واوقف يدها .
- ماذا بك يا ميكا؟
- هناك شيء كنت اود دائما ان اخبرك به واحب ان ان اخبرك به الآن.
- كلي اذان صاغية .
- لقد ساعدتني بالقدر الذي لا اعرف كيف اشكرك عليه , لن انسى ابدا شيئا مما علمته لي . ولن انساك ابدا.
ادرك ميكا من الدموع التي تساقطت انه هو السبب في تساقطها ولام نفسه على انه سبب لها المتاعب.
امسك وجهها بين يديه وجفف خديها المبللين .ريحانة
- لا تبكي , اريد ان اتذكر , ابتسامتك , لقد كونا فريقا مدهشا , الا ترين ذلك؟
احتضنها برقة , ثم اضاف وهو يقبل شعرها:
- اخبريني برأيك.
- إنني اصدقك يا ميكا واحبك.
كسر صوت المرأة الشابة بقلبه , منحها قبلة حارة .
قالت باتريشيا :
- لم يتبق امامنا إلا بضع ساعات ولا اريد ان اضيعها .
- لن نضيع اي دقيقة .
وهذا مافعله الاثنان بالفعل .

Rehana 08-02-14 07:09 AM

رد: 110 - ملاك الرحمة (روايات الحان)
 
كرهت باتريشيا عدم الاحساس بالمودة الذي تصرفا به عندما غادر الاثنان شقة ميكا قبل الفجر بقليل , كان كيروس ينتظرهما في ردهة الفيلا وهو ممسك بحقيبة في يده ويقف نشيطا ومتأهبا كما هي عادته دائما.
كانت المرأة الشابة تعرف انه يمكنه قراءة القلق في نظراتها , وهو يطبعه لم يبد لها انه يلاحظ ذلك , لقد اكتفى بأن يخبرها بأنه سيتصل بها في آخر اليوم.
امسك ميكا يد باتريشيا ولكنه لم يقبلها.
- اعتني بنفسك يا باتريشيا.
- وانت ايضا.
خرج الرجلان وصعدا الى الهليكوبتر بينما كانت السماء مزينة باللون الوردي , قبل ان تقلع الطائرات اغلقت باتريشيا الباب المزدوج وانقطعت هكذا عن العالم بأسره.
لم تر باتريشيا اي شخص في الاسبوع التالي او تتحدث معه لم تعد تبكي كثيرا , لم يكن لديها من القوة لذلك , واكتفت بتناول الطعام والشراب والنوم عندما تستدعي الحاجة .
ارغمتها المرأة التي ستنظم لها معرضها وبيع تماثيلها على الخروج من عزلتها , لقد عثرت عليها على جزيرة سان توماس عندما لم تستطيع التوصل اليها عبر الهاتف .منتديات ليلاس
عادت باتريشيا في هذا اليوم الى عالم الاحياء ولكنها استمرت في الإحساس بأنها مثل الشبح الذي يرتعد لأقل ضجة ويهرب من أي حوار , إنها تتوارى ايضا عن الشمس المدهشة التي تضيء سان توماس.
لقد اضطرت هكذا الى التصرف كمضيفة رشيقة مختفية بالفريق المسؤول الذي يعمل معها في شحن التماثيل ووضعت اللمسات الأخيرة على تمثال ميكا , لقد اطلقت عليه لقب محطم القلب , ذلك الاسم يناسبه جدا.
ارتابت باتريشيا في رجاحة القرار الذي اقنعتها به مديرة المعرض بعرض تمثال ميكا في نفس وقت عرض اعمالها الأخيرة .
لكنها مع ذلك قررت الا تبيعه لأي سبب مهما كان , كانت لدى باتريشيا النية للاحتفاظ بالتمثال, لا لشيء سوى ان يذكرها بعزة نفس رجل استطاع ان يحطم احلام المرأة التي احبته .

Rehana 09-02-14 08:13 PM

رد: 110 - ملاك الرحمة (روايات الحان)
 
الفصل العاشر

كان صوت طقطقة الفلاشات واضحا, ومحبو الفن يثرثرون , امتدح النقاد الفنيون الأدوار الثلاثة لمعرض مانهاتن , كان إعجابهم بأعمال إليزابيث رولاند الاخيرة واضحا جدا.
كانت العطور الغالية تعبق الجو والألماس المرصع بها الملابس تلمع تحت الكشافات , كانت عربات الليموزين في تزايد مستمر مما يشير الى تزايد اعداد المدعوين الذاهبين الى المعرض , ثم اختفى الحمالون والسائقون في ليل نيويورك.
احست باتريشيا انها وقعت في قفص مليء بالضباع التي تصيبها صرخاتها بالغثيان ولكنها نجت لحظة ان وقعت عيناها على الازدحام الشديد ولاحظت بسرور اللافتة المكتوب عليها مبيع على كل اعمالها.
احست باتريشيا بالحاجة الى ان تخلو بنفسها لحظة بعيدا عن هذا الحشد المتجمع المعجب بأعمالها , شعرت بالحيرة تماما بعد ان خضعت لأكثر من ساعتين الى اسئلتهم ومدائحهم , لقد حجزت ليلة البارحة مكانا لها في رحلة الطيران التي ينبغي ان تقلها الى سان توماس .ريحانة
في صباح اليوم التالي شعرت باتريشيا بالطمانينة لمجرد ان طرأت برأسها فكرة العودة الى ملجئها الهادئ , لقد ارادت باتريشيا العودة الى منزلها وهي يائسة .
على الرغم من أنها كانت مدهشة في فستانها الضيق الأسود إلا ان المرأة الشابة شعرت بالانكسار جسمانيا وذهنيا بسبب ضغط الاسابيع الستة الأخيرة .
تحول الخوف من فقدان ميكا الى ألم صارخ لا يبدو انه يتركها , لقد اصطحبها الى سريرها في المساء واستمر معها حتى استيقاظها في الصباح .
لم تشف باتريشيا بعد ولا تدري كيف تواريه .
كان كيروس يعرف هذه الحقيقة لأنه كان يسأل عنها , لقد اقرت باضطرابها في اثناء إحدى المحادثات الطويلة التي كان يتبادلها الأب مع ابنته .
نعم , لقد جرحها هجران ميكا لها مثلما جرحتها وفاة أمها قبل ذلك , كان كيروس يصغي اليها ويواسيها بقدر الإمكان لأنه يعلم في قرارة نفسه انه لا يستطيع ان يفعل شيئا لكي يساعدها , لقد احاطها بحب الأب ونصحها نصيحته الحكيمة لثقتها به.
لمحت باتريشيا كيروس وحراسه عندما دخلوا الى المعرض.

Rehana 09-02-14 08:16 PM

رد: 110 - ملاك الرحمة (روايات الحان)
 
ابتسمت وهي سعيدة جدا لوصوله , إنه اول معرض يشاركها فيه , ولكن كل الدعوات تم توزيعها بواسطة ساع خاص ارسلته مديرة المعرض , نزلت باتريشيا عدة درجات من السلم لكي تستقبله بينما يشق الحراس له طريقا بين جموع الناس.
تبادل الاثنان العناق برقة ثم جذبها كيروس جانبا. قال وهو يمسكها من كتفها :
- إنك مدهشة ولكنك شاحبة قليلا.
- إنني بخير , الأسابيع الاخيرة كانت متعبة حقا ولكنني سأستقل طائرة غدا الى سان توماس.
- لكي تبدئي العمل مرة اخرى او لكي تستريحي؟
- اعتقد انهما الاثنان , ولكنني لم افكر بعد فيما سافعله بعد ذلك , اشعر الآن ان حياتي معلقة.
نظر كيروس من فوق كتفها واتسعت حدقتا عينيه من الدهشة عندما جذب انتباهه شيء ما .
اتبعت باتريشيا نظراته , تلاشت ابتسامتها ثم شحبت اكثر مما هي عليه .
منتديات ليلاس
كان ميكا واقفا امام احد التماثيل الأكثر جاذبية , لم تستطع ان تحول عينيها عن هذا الرجل المرتدي بذلة سموكن فخمة , لقد استعاد بصره, هذا اليقين جعلها تضطرب مثل الحادثة المفاجئة , كان يضع نظارة طيار محاطة بالذهب على عينيه مما جعله يزداد جاذبية وعظمة مما جعله يشبه روبرت ريدفورد في سنوات شبابه.منتديات ليلاس
شعرت بالاضطراب وهي ممزقة بين سعادتها بـ ميكا الذي استعاد بصره اخيراً وغضبها من نفسها لأنها تلقي بنفسها في هذه النار.
امسكها كيروس من ذراعها وهو مقطب الحاجبين , رجع خطوة الى الوراء واخفاها عمدا عن عيني ميكا.
- الهدوء يا ابنتي.
تفرسته لحظة وشعرت بالإلم , لقد عرفت سبب ذلك في الحال .
- لا يزال ميكا يتصارع مع كبريائه ومن ثم حاولي ان تكوني صبورا حتى تجعليه يأتي اليك عندما يشعر بأنه مستعد لذلك.
قالت بصوت منخفض:
- انت الذي دعوته.
- كنت ستلومينني إذا فعلت ذلك؟
- لست متأكدة من هذا.
زفرت زفرة طويلة لكي تتحكم في نفسها ثم اضافت :
- لم ارسل اليه دعوة , ولكن اسمح لي بأن اخبرك بشيء , لم تكن لدي النية على الإطلاق في ان افعل اي شيء لكي اجذب انتباه هذا الرجل , لن اذهب للركوع تحت قدميه !
- هذا لا ينطبق عليك يا باتريشيا ولن اشجعك بالتأكيد على فعله , إنك فخور بنفسك وميكا ايضا كذلك.
- إنه يحمل كبرياءه حول عنقه مثل طائر البطريق , إنني على الأقل استخدم عقلي.
- الكبرياء يمكن ان تجعل الإنسان جامدا وغير مفهوم.صدقي ما اقوله بناء على خبرتي , ربما ينبغي ان تفكري في اللحظات التي قضيتماها في سان توماس واهتمي بمايعنيك, لا يمكنك تغيير ماحدث .

Rehana 09-02-14 08:18 PM

رد: 110 - ملاك الرحمة (روايات الحان)
 
- لا ارغب في تغيير شيء , إنني غير نادمة على الوقت الذي قضيته مع ميكا , ما اجد صعوبة في قبوله هو طريقته في وضع النهاية لكل ماحدث.
مر النادل امامهما وهو يحمل صينية كبيرة مليئة بالأقداح التي تناول كيروس احدها .
قالت ملاحظة وهي تنتظر اليه خلسة :
- يبدو انه اكثر قوة وثقة بنفسه الآن , الا ترى هذا؟
- ولكنه قام بجولة في النار يا باتريشيا.
استدارت المرأة الشابة نحو ابيها:
- إنني مع ذلك لا اعرف ماذا اقول إذا وجه الى الحديث , إنني متحيرة بين الرغبة في توجيه لكمة اليه و الرغبة في احتضانه .
ضحك كيروس :
- لقد وجهت الى أمك لكمة ذات يوم , اعتقد ان هذا حدث في اثناء شهر العسل, لقد اتعبتني صراحة .
- ماذا ؟ امي؟
لم تستطع باتريشيا ان تخفي شكها , عندما احمر وجه ابيها انفجرت في الضحك.
- لم يكن في اثناء نقاش , بل بعيدا , عنه , كنا نلهو ولنقل إنني وجدت نفسي على مدار يدها ..
- إنني مسرورة جدا من وجود ذكريات طيبة تركتها أمي عليك .
- آه لو تعرفين كل الذكريات الطيبة التي لدي من وراء امك..
ثم اضاف بصوت حاد:
- ونعود الى ميكا لماذا لا تكتفين بالإنصات الى مايقوله ؟
- قد لا يوجه الي الحديث .
قطب كيروس حاجبيه كما لو كان يوبخها .
- حسنا . حسنا سأصغي , ولكن لا اعد بشيء اكثر من ذلك.ريحانة
قال لها مقترحا:
- مارأيك في اصطحابي لرؤية اعمالك الفنية ؟ عند رؤية هذا الحشد المتجمع سيقال , إنك حققت نجاحا مدهشا.
ابتسمت باتريشيا وهي تدرك انه غير موضوع الحديث.
- انا سعيدة انك هنا لكي تتقاسمه معي.
على الجانب الآخر من المعرض كان ميكا ينتقل من تمثال الى آخر و إعجابه يزداد كلما سار الى الامام واكتشف اوجها جديدة لموهبتها.
كان يقف على بعد من كيروس والمرأة الشابة ولكنهما لم يغيبا عن انظاره على الرغم من هذه الجموع المتجمعة.
شعر ميكا ان الذنب والندم يفترسانه وخصوصا منذ ان رأى تعبير الصدمة عندما اكتشفت وجوده بين المدعوين , تذكر انه اتى لأنه يدين لها بالحقيقة وليس فقط لأنه يحبها , لكنه سأل نفسه عما إذا كانت ترغب حقا في الاستماع اليه؟
نزل ميكا الى الدهليز بعد مضي ساعة ووجد نفسه في حجرة صغيرة حيث تعرض اعمال فنانين آخرين , دخل في الحال الى هناك ولمح تمثاله , قفز قلبه , وكان لابد عليه ان يتوقف حتى يستعيد انفاسه.

Rehana 09-02-14 08:18 PM

رد: 110 - ملاك الرحمة (روايات الحان)
 
ثم تقدم ببطء نحو القاعدة لكي يقرأ العبارة القصيرة المنقوشة على النحاس محطم القلب , إليزابيث رولاند عمل خاص.
تفحص ميكا وهو دهش الصلصال المنحوت الذي يجسد نصف جسمه الأعلى ورأسه , اكتشف من خلال واقعية العمل الظاهرة في القسمات و الوجه , وجها جديدا لفن باتريشيا , لابد ان ذاكرتها رائعة لأنه لم تفلت اي ملحوظة منها كما انها لم تنس عينيه , استطاع ميكا ان يرى الحب الذي وضعته في الطريقة التي ادركته بها وادركت مقدار خيانته.
لقد رأى نفسه من خلال عيني المرأة التي صدقته في الوقت الذي كان يؤمن فيه بمستقبله فقط , هذا هو الدليل الأكيد على الحب , سمحت باتريشيا للوسط الفني ان يرى هذا الحب ولكن بالنسبة له هل ارادت ان تبديه له ايضا .منتديات ليلاس
لم يستطع ميكا ان يبتعد عن التمثال, سمح لنفسه ان يتأمله فترة طويلة , ويتصور المستقبل بدون باتريشيا .. هل هو قادر عليه ؟ الفراغ الذي نتج عنه جعله يرتعد , لم يبعد عينيه عن التمثال كما لو كانت باتريشيا منحته الشجاعة مرة اخرى من خلال هذا التمثال.
منتديات ليلاس
كان ميكا يتصور في نفسه انها ربما ر غبت في التحدث اليه قبل مغادرة نيويورك..
وجدها ميكا بصحبة كيروس ومجموعة من الدبلوماسيين , توقف على بعد خطوات منهم ولكنه انتظر ان تكون هي من تقرر التحدث اليه , عندما رآها تعتذر وتقترب منه اطلق تنهيدة تشير الى انبساطه .
- مساء الخير يا ميكا , حسنا ارى ان عمليتك قد نجحت وأنا سعيدة من اجلك لنجاحها.
اذعن ميكا لكلامها ولم يرد في البداية ان يكشف لها عن كل تفاصيل المستقبل , شعر بالقلق من حالة المرأة الشابة المتجمدة ولكنه احس بعد قليل برشاقتها.
- لم اتوقع ان تكوني جميلة هكذا .
ابتسمت ببرود:
- الملبس لا يصنع الراهب يا ميكا.
- روحك ايضا جميلة مثل جسدك يا باتريشيا , لقد قضيت بعض الوقت معك حتى اعرف ما طبيعته .
- ربما .
- يعرف كلانا هذا .
إنه يرغبها تماما لدرجة انه يمكنه ان يخطفها في مكان سري بعيد عن عيون الآخرين , مستحيل ان ينسى جسدها الناعم , لقد حالت ذكرى مداعباتهما وعناقهما الحار , بينه وبين النوم ليالي كثيرة منذ افتراقهما , لديه من جديدة الرغبة .. الحاجة .. لأن يلمسها , ولكنه اكتفى بقبض معصميها , لكن حدسه اخبره بأنها ستنبذه دون شك .
كان ميكا يعرف انه لا يمتلك اي قلب فيها , لقد تخلى عنها تحت مسمى هذه الكبرياء الرجولية الغريبة ! يالها من سخرية ...
توقفت عيناه على فم المرأة الشابة المثير وتذكر طعم قبلاتها .
احتدمت رغبة مجنونة بداخله , ياله من احمق ! كيف تمكن من هجران هذه المرأة العظيمة ؟
قالت باتريشيا لتنهي حاجز الصمت بينهما:
- امل ان تكون التماثيل نالت إعجابك.

Rehana 09-02-14 08:19 PM

رد: 110 - ملاك الرحمة (روايات الحان)
 
خاف ميكا من الفكرة التي جالت بخاطره بأنها تقصد إجازته بعد بعض التفاهات الدنيوية.
- ايمكننا ان نتقابل قبل رحيلك من نيويورك؟
- سأرحل في صباح غد .
- وهذا المساء ؟ ينبغي ان نتحدث.
- إنني اقيم بالبلازا , ليس عليك إلا ان تتصل بي في فترة متأخرة. ينبغي على ايضا ان احزم حقائبي وسأنام بعد ذلك.ريحانة
- آمل ان نتاول العشاء معا.
- لست جائعة يا ميكا.
- لنتاول الشراب إذن, اعرف مكاناً قريبا من هنا ستحبينه بالتأكيد.
- لا, لماذا لا تتصل بي في الفندق؟ سأطلب من عامل الهاتف ان يحول لي مكالمتك حتى لو كان الوقت متأخرا.
تراجعت خطوة الى الوراء واضافت :
- لابد ان اتركك الآن , المدعوون ينتظرونني .
شعر ميكا دون ان يلمسها بأنه وحيد.
- باتريشيا لقد تصرفت مثل الأحمق...
رفعت ذقنها , وتذكرت عيناها الخضراون.
قالت ملاحظة بصوت جاف قبل ان تلحق بـ كيروس:
- لقد تصرف كلانا مثل الأحمق.
دون ان ينبس بأي كلمة استدار بخطى ساخطة نحو باب الخروج من المعرض , وقفز في اول تاكسي قادم ثم قال :
- الى البلازا من فضلك.
بعد مرور ساعة رأى ميكا باتريشيا وهي تعبر ردهة الفندق بمفردها , تبعها في المصعد وهو يلاحظ هيئتها القلقة .
توقف على بعد خطوات منها منتظراً ان تلمح وجوده , وهذا مافعلته مباشرة.
انفتح باب المصعد ودخل ميكا خلفها , صعد الاثنان الى الطابق الخامس عشر دون ان ينطقا اي كلمة, رمته باتريشيا بالنظرات وادرك ميكا غضبها , لقد اوقعها في المصيدة وهي تندم على ذلك , هذا أمر طبيعي , ولكنها اصبحت شاحبة كثيرا , عندما انفتح الباب امسك معصم المرأة الشابة قال متسائلا :
- هل الأمور تسير على خير مايرام ؟
تحررت من مسكته بحركة جافة:
- نعم . على خير مايرام , شكرا على اهتمامك.ريحانة
- اوقفي هذه السينما يا باتريشيا.
قالت وهي تسبقه نحو جناحها القريب:
- حسنا, لننته منها.
عندما دخل الاثنان الى الصالون ذي الاثاث الفاخر القت قبعتها وحقيبتها على اول كرسي قابلها وواجهته وهي تعقد ذراعيها .
- كيروس قال لي بأنه ينبغي علي ان استمع الي ماستقوله.
- هل ترغبين في ذلك ام لا؟
تجاهلت باتريشيا تهكمه:
- إنني انصت اليك ميكا.

Rehana 09-02-14 08:20 PM

رد: 110 - ملاك الرحمة (روايات الحان)
 
- إنك ترتابين في . اليس كذلك؟
بدا ميكا مجروحاً ولكنها لم ترد ان تفهمه ذلك و إلا سيجعلها تعاني المزيد.
قالت :
- لا افهم ماتفعله هنا.
- ليس الأمر سهلا يا باتريشيا , لا اعرف ايضا من اين ابدأ ,
قالت مقترحة:
- اتريد تناول الشراب.؟
اطلق ميكا السباب من فمه , جلست باتريشيا على كرسي , قال ملاحظا:
- لم اعهدك هكذا , يقال : إنك احطت نفسك بالأسلحة , انا الرجل الذي يعرف كل شيء بجسدك يا باتريشيا , تبا لك !
اعترضت باتريشيا :
- ليس لك الحق في ان تعاملني هكذا.
- إنك امرأة قوية , تلك نوعية النساء التي اردت دائما ان اقابلها .منتديات ليلاس
قالت معترفة:
- يسودني انطباع بأنني مهشمة الى الف قطعة .
- اعرف دائما انك جميلة ولكنني لم اتوقع مثل هذا الجمال .
اضطربت باتريشيا كثيرا لأن اسالبيه تغيرت.
منتديات ليلاس
- ملابس جميلة وماكياج مدهش , باختصار صورة عامة ليس لها اي علاقة بالمرأة التي توجد وراء هذا التنكر ولكنك لم تأت الى هنا بسبب مظهري , لندخل الى لب الموضوع.
- اشعر بالخزي من الطريقة التي تصرفت بها .
لم تعرف باتريشيا الدهشة من كلامه الصريح , كيف ترد على كلامه , ولكنها تصدقه , إنها تعرف انه يقول الحقيقة لكنها لم تشعر بالقدرة بعد على التخلي عن حرصها.
مرر ميكا يده في شعره.
- يبدو انك متوترة .
- فيم يعنيك هذا؟ إنك تركتني , لست واقعة تحت مسؤوليتك.
- عندما يحب رجل امرأة فإنه يريد الخير لها.اعتقد بأنني تصرفت هكذا عندما منحتك حريتك , لم ارد ان تستيقظي ذات صباح وتندمي على وجودك معي.
- آه , حقيقة هذا؟ وحينذاك فضلت الرحيل , ألم يخطر ببالك ان تسألني عن رأيي؟ هل هذا ماكان سيسعدني إذا لم اتخذ القرار بنفسي ؟ لست حمقاء صغيرة دون عقل , لدي قيمي ومبادئي كما انني قادرة على اتخاذ القرار بنفسي , إنها كبرياؤك والقذرة التي اعترضت طريقك.
- اخذت وقتا طويلا في إدراك ان المسألة ليست مسألة فقداني للبصر , لم اكن قادرا ببساطة على قبول مسألة ان يحتاج سواء الرجل او المرأة الى أي منهما .
توجهت باتريشيا وهي مضطربة تماما نحو المشرب وقدمت لنفسها كوبا من المياه المعدنية .
اجبرها ميكا على مواجهته بوضع يده على كتفها .
- حدثيني يا باتريشيا , اخبريني عما تشعرين به.

Rehana 09-02-14 08:20 PM

رد: 110 - ملاك الرحمة (روايات الحان)
 
ردت عليه وهي ترتجف :
- ارجوك , لا تلمسني , ذكرى .. ذكرى , كل هذا , شاقة علي.
ثم قالت وهي تنتحب :
- أنا.. أنا لا اريد ان تذكرها.
- ألا تريدين حقا ان تتذكري كيف كنا معا؟
امسكها من خصرها وتركت نفسها تقترب منه لحظة , قالت معترفة :
- بالمناسبة لم تتوقف هذه الذكرى عن ملاحقتي .ريحانة
- لست بمفردك , افكر فيك دائما , لم استطع ان اطردك من مخيلتي .
ابتعدت عنه وتوجهت نحو النافذة المفتوحة التي تطل على مشهد رائع للمدينة , تبعها ميكا ولكنه لم يحاول ان يلمسها.
وقف بجانب المرأة الشابة ويداه في جيبي بنطلونه , متاملا السبل المتلالئة التي تختفي في الليل.
- ارى الامور بوجهة نظر اخرى الآن , لم اعرف ابدا شخصا يتصارع مع نفسه من اجلي كما فعلت في سان توماس , لابد ان اعتقادي في احتياجي الى شخص كان درسا حقيقيا على الخضوع , لم اتصور فكرة انني سأخضع لك لأنني لم اخضع ابدا الى أي شخص , لايمكنني إلا الاعتماد على نفسي, اما بخصوص معرفة إذا ماكان يمكنني ان اندمج مع هذا الوضع فإنني لازلت اجهله.منتديات ليلاس
احست باتريشيا باضطراب عميق من جراء اعترافها , لقد فهمته الآن وازداد قلقها , لقد حاول ان يكف عن الاهتمام بها .
من اجل ماذا تريد ان تقاتل ؟ إنها تريد عقد سلام مع ميكا لأنه لا يمكنها ان تكرهه , إنها تحبه بالقدر الكافي الذي يجعلها تبذل قصارى جهدها من اجله وبمعنى ادق ان تتخلى عن صراعها وتتركه يرحل مع الدعاء بحظ سعيد له.
استدارت نحو ميكا لكي تعتذر وتنسى .. كان واضحا انه لايمكنه ان يحبها مثل حاجتها لأن تحب وتأمل ان يقبل صداقتها دون اي عراقيل.
- ميكا , هذا الاعتراف ليس ضروريا , ربما يمكننا يوما ان نعثر على هذه الصداقة التي عرفنانها في البداية , اتمنى هذا حقيقة ولكن ليس هذا وقته , لست مستعدة , وجرحي مازال حيا, ادرك انني اريدك بطريقة لا تتوافق مع اسلوب حياتك , امنحنا بعض الوقت لكي ننسى ماتقاسمناه , يمكننا دائما الاتصال عن طريق كيروس.ريحانة
شعرت بالحيرة من تعبير الوجوم البادي على ميكا , لقد كانت عيناها تدمع ولكنها لم ترد ان تعقد الأمور بالبكاء و النحيب.
- لقد تأخر الوقت .
- كنت احمق لأنني صدقت انك ترغبين في المزيد مني , أليس كذلك؟
تأملته باتريشيا وقد اتسعت حدقتا عينيها من فرط الدهشة ولتأكدها انها اساءت فهمه.
- ماذا قلت ؟
- لقد فهمتني جيدا يا باتريشيا , انا احبك ولكنني لم اشأ ان اكون عبثا, وعبثا ينتهي المطاف به بأن تكرهيه.
قالت متعجبة تحت تأثير ماقد سمعته:
- لم تكن عبثا ابدا ابدا , اتفهم هذا ؟ لقد احببتك يا ميكا , الم تصدقني إذن حينما اخبرتك بما اشعر به تجاهك؟
- كنت اريد ان اصدقه ولكنني كنت متأكدا انك كنت ستتغيرين وستدركين ان القسط الوافر من مشاعرك يرجع الى الشفقة اكثر من الحب.

Rehana 09-02-14 08:21 PM

رد: 110 - ملاك الرحمة (روايات الحان)
 
- آه , هذا فقط إذا كنت قد ادركت مدى ضعفك في وقتها , ولكنني كنت مشغولة تماما في الفصل بين مشاعري والاسباب التي تبرر إقامتك على الجزيرة.
جذبها ميكا بين ذراعيه وضمها اليه بقوة حتى كاد يكسر ضلوعها عثر على فمها واحتضنها بشدة , تعلقت باتريشيا بعنقه وهي سعيدة لعثورها على هذا الجسد الذي طارد فترة طويلة عقلها طوال ليالي السهاد , ولكنه دفعها وهو مبهور , رفعت عينيها نحوه وهي مضطربة وبحركة رقيقة داعبت خده.
- اصدقك يا ميكا و ..
هز رأسه :
- هناك شيء مازلت لا تعرفينه وينبغي ان تعرفيه قبل الاستمرار في هذه المناقشة.
عندما رأت ملامح وجهه كان لابد على باتريشيا ان تخفف سعادتها بالتأكيد يحبها ولكن هناك شيئا ما ييدو انه مازال يشغل باله ولابد عليها ان تفعل مافي وسعها لكي تحل مشكلته مهما كانت .
استطاعت في النهاية ان ترسم ابتسامة اطمئنان على شفتيها , قالت مقترحة:
- هلا حاولنا معا؟
توجه الاثنان نحو الأريكة , جلس ميكا , ثم جذبها لتجلس على ركبتيه , جذب نظارته ودلك أعلى انفه , بدت باتريشيا مضطربة على الرغم من صبرها وهي منتظرة استعداده للحديث.
- بصري لم يتحسن إلا جزئياً , والأطباء مقتنعون بأنني سافقده مرة اخرى, من المحتمل في خلال خمس سنوات , إلا إذا تطورت الأساليب الطيبة وسمحت بحل مشكلتي لكن هناك فرصة كبيرة لأن اصبح كفيفا .
اعاد نظارته على عينيه ثم نظر مباشرة في عينيها.منتديات ليلاس
منتديات ليلاس
- يمكنك قبول هذا ؟ ايمكنك العيش مع رجل قد لا يستطيع رؤية اعمالك الفنية او أوجه اطفالنا عندما يكبرون؟
تفرسته بشدة ثم اجابته :
- هذا مايجعلني حزينة من اجلك ولكنه لا يخيفني , لقد وقعت في حب ميكا هولبروك وسأحبه مهما حدث له , سأكون سعيدة لوجودنا معا.
احاطت باتريشيا عنق ميكا بذراعيها ثم اضافت :
- مع قليل من الحظ سترى اطفالنا , ولكن لن يكون مهما بالنسبة لهم ان يكون والدهم مبصرا ام كفيفا ماداموا يعرفون انك تحبهم.
- هل انت متأكدة من ذلك؟ حينما امسكك لن ادعك ترحلين.
- هل كنت ستتركني إذا كنت قد اصبحت في حادثة وفقدت ساقي؟
- بالتأكيد لا, احبك يا باتريشيا اكثر من حياتي.
- إذن نحن الاثنان مستعدان لتحمل نفس المخاطر معا, منذ ان كنت في السابعة عشرة من عمري لم اضيع اي ثانية إلا واحببتك فيها ولكنني الآن احبك بالشغف و النضوج اللذين يجعلان الارتباط ممكنا , هل اعتقدت حقيقة انني لا اؤمن بإمكانية ربط الحب بيننا بسبب فقدانك للبصر ؟ بعد كل مارأيناه معا , هل نكافح معا؟
- آمل ذلك ولكنني غير متأكد .
- مادام الاطباء اخبروك فإنه يمكنك ان تستعد لذلك .ريحانة
ابتسمت ثم واصلت حديثها:
- بما انك تتحدث عن اطفالنا اينبغي علي ان افهم انك ترغب في إتمام زواجنا ؟
ابتسم ميكا لأول مرة في المساء.

Rehana 09-02-14 08:21 PM

رد: 110 - ملاك الرحمة (روايات الحان)
 
- هذا يبدو لي أمرا منطقيا تماما, اوه , ينبغي ان اخبرك ان كيروس يريدني ان اعمل مستشارا للأمن حينما يتركني سلاح البحرية.
نهض ميكا و باتريشيا بين ذراعيه .
- اين يمكنني العثور على الغرفة ؟
ابتسمت المرأة الشابة وهي تشير بإصبعها الى الباب . ثم سألته :
- هل نبدأ الآن في إنجاب الاطفال؟
- ليس في هذه المرة ولكن لن يتأخر هذا كثيرا, ينبغي اولا ان اتصل بـ كيروس لكي احدثه عن ذلك.
- تعرفان إذنه ليس ضروريا , يبدو لي انه شرح لك هذه منذ عدة اسابيع .
طبع ميكا قبلة على شفتيها.
- ينبغي ان اعرف متى سيكون متفرغا لكي يصطحبك الى الكنيسة.
- اؤكد لك انه سيكون متفرغا يوم السبت.
ترك الاثنان جسديهما يسقطان على السرير الكبير وهما يضحكان , تلاقى جسداهما وتعرفا على بعضهما ووتحابا كما لو انهما لم يلتقيا قبل ذلك ابدا , غرق الاثنان في بحر الهوى والسعادة والمتعة دون خوف من المستقبل.

تمت

روفـــي 06-03-14 08:08 PM

رد: 110 - ملاك الرحمة (روايات الحان)
 
شكررررررررررررررررررررررررراً ريحانتنا الجميلة
دايماً مغلبينك معنا
تسلم الايادي اللي كتبتلنا الرواية
و اكيد المتابعين استمتعوا فيها
الف الف شكر
:)

غادة رضوان 09-09-14 10:26 PM

رد: 110 - ملاك الرحمة (روايات الحان)
 
مشكووووووووووووووووووووووووا:peace:

نوف بنت ابوها 12-12-14 01:30 PM

رد: 110 - ملاك الرحمة (روايات الحان)
 
رووووووووووووووعه الملخص

لولا الغلا 26-02-15 01:40 PM

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.. .
..

انا مغربية 11-10-15 01:19 AM

رد: 110 - ملاك الرحمة (روايات الحان المكتوبة)
 
شكرا أنها روعة

فلورنسيا 07-12-17 11:12 PM

رد: 110 - ملاك الرحمة (روايات الحان المكتوبة)
 
شكراااااااااااا حبيبتى

paatee 24-12-17 01:44 PM

رد: 110 - ملاك الرحمة (روايات الحان المكتوبة)
 
تسلم الانامل ياعسل شكرالك

هاله عيسى 30-04-19 01:49 AM

رد: 110 - ملاك الرحمة (روايات الحان المكتوبة)
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سيريناد 15-08-19 02:24 PM

رد: 110 - ملاك الرحمة (روايات الحان المكتوبة)
 
روووووعة مشكورين


الساعة الآن 10:42 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية