منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   الارشيف (https://www.liilas.com/vb3/f183/)
-   -   أيّكم زوجي!! إلى متى هذا العذاب؟ (https://www.liilas.com/vb3/t169195.html)

ميسم الياسمين 21-10-11 02:40 PM

أيّكم زوجي!! إلى متى هذا العذاب؟
 

http://www.gmiza.com/upf/download.php?img=2673

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه.. ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.. وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله.. أحييكم بتحية الإسلام.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أولا وقبل كل شيء أستغل الفرصة لأهنئ كل إخواننا في ليبيا بالإنتصار والتحرير.. الله يتمم لكم ويكون في عونكم للنهوض ببلدكم والسير به نحو الديمقراطية والسلام.. وإن شاء الله تكون ليبيا وكل الأمة الإسلامية مثالا يقتدى به في الأخلاق وكل المجالات.. أهدي تحيتي وسلامي كذلك لإخواننا الأحرار في تونس ومصر على نجاح ثوراتهم المجيدة وأتمنى لهم مواصلة الطريق إلى الأمام.. والله ينصر المسلمين والأحرار وجميع الشعوب المضطهدة في فلسطينhttp://up.arab-x.com/Oct11/KNX93713.png والعراق واليمن وأفغانستان وفي كل مكان.. ونحتفل كلنا بوحدة الأمة الإسلامية وتحرير القدس يا رب..
http://m002.maktoob.com/alfrasha/up/...1342307217.gif
http://m002.maktoob.com/alfrasha/up/...6179608733.gif


أعود إلى موضوعي الأصلي..
هواية بل حلم منذ الطفولة حاولت تجسيده من خلالـ
أول تجربة لي في الكتابة: أيكم زوجي!! إلى متى العذاب؟
اخترت ليلاس لعرضها.. فأتمنى أن تقبلوني فردا جديدا في أسرتكم..
أرحب بكل انتقاد بناء بل وأحتاج إليه فكلٌ خطاء.. وأتمنى أن لا تبخلوا عليّ بنصائحكم..
بخصوص الرواية فأنا لم أتممها بعد في مسودتي ولكن قررت أن أبدأ بالنشر لأتشجع أكثر وإن شاء الله سأتمها ويكون كل جزء جاهز في وقته..
أسأل الله أن يوفقني في هذه التجربة..

[ ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد]


http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13192295431.jpg


http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/3238.imgcache
ثمة بعض النقاط اللتي أود أن أشير إليها أعرضها ولكن بعد رؤية هذا الغلاف:



من المضحك أن يتواجد الغلاف قبل المضمون ولكن كل شيء ممكن معي :lol:
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/3238.imgcache
بغض النظر عن سرد الأحداث بالفصحى فقد اعتمدت في كتابتي لكلام الشخصيات على الدارجة.. لذا وجدت صعوبة بسبب إختلاف اللهجات حيث أن الأحداث تدور بين منطقتين مختلفين وعادات مختلفة ولهجات مختلفة بعض الشيء.. مضمون القصة يحتاج إلى استخدام لهجتين: جزائرية وشرقية حاولت أن أميلها للخليجية .. فالأحداث أغلبها تدور في الجزائر وقطر..لذا أعتذر من الأخوات القطريات إن وجدن اختلافا أو تغييرا كبيرا في لهجتهن ولكن الله شاهد أنني بذلت كل جهدي لأقربها منها.. والله المستعان
أما بالنسبة للهجة الجزائرية فقد وجدت فيها صعوبة أكبر رغم أنها لهجتي.. ذلك لإدراكي أنها صعبة الفهم للكثيرين.. فحاولت أن أبسطها و أشرح كل المفردات التي أظن أنها غريبة أو مختلفة مابين قوسين..
أما الأساسيات فهي كالتالي:

http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/3238.imgcache
هام جدا:
في اللهجة الجزائرية عند تصريف الأفعال في المضارع وفي ضمير المتكلم " أنا" دائما تبتدأ بالنون بدل الألف.. فمثلا: بدل قول:
أنا أحب نقول أنا نحب
أنا آكل=> أنا ناكل
أنا أجري => أنا نجري

أما في ضمير المتكلم "نحن" فتضاف الواو فقط:
نحن نحب=> احنا نحبو
نأكل=> ناكلو
نجري=> نجريو

أيضا عند نفي الأفعال تكون "ما" بدل "لا" كما يضاف حرف الشين في نهاية الفعل..مثلا:
لا تجري=> ما تجريش

بعض المفردات كثيرة الإستعمال:
بزاف= كثيرا
كُون= لو
شحال= كم
وقتاه= متى، في أي وقت
شكون= من
وشنو، وشيه= (شو)،ماذا
خويا+ختي= أخي+أختي
بالصح، مي= لكن
الفاتحة= الملكة أو عقد الزواج
القراية= الدراسة
ليكول+ الليسي= المدرسة+ الثانوية
قبيلت= قبل قليل
علابالي= أي على بالي بمعنى أدري
توا، كي غير= للتو

الأفعال:ماض/ مضارع/أمر

دار/يدير/دير= فَعَلَ/يَفعل/إفعل
خلَّى/ يخلِّي/ خَلِّي=ترك/يترك/أترك
بغى/ يبغى= أراد/ يريد
قرى/ يقرى/ أقرى= درس/يدرس/أدرس

سقسى/يسقسي/سقسي= سأل/يسأل/إسأل


باقي الكلمات داخل الأجزاء تجدونها بين قوسين()


http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/3238.imgcache
وآآآآآسفة على الإطالة..
انتظروا الجزء الأول اليوم..

..
..
..

الجزء الثاني + الثالث + الرابع ..

http://www.liilas.com/vb3/t169195-2.html


..
..
..











[/CENTER]

البتـول 21-10-11 03:16 PM

اهلين اختي .,

الموضوع شدني رغم اني ما احب ابدء ب قرائة رواية الا و قد شارفت على الاكتمال او بدئت كاتبتها بجزء كبير


لكن رواية و بهاللهجتين او ب الاحرى كاتبه مو خليجيه شي مشووق اقرا لها


تسلمين على الاساسيات استفدت منها .,


و واصلي خيتي و سجليني من متابعين الروايه و مشجعينك ...



اختك البتول

ارتواء! 21-10-11 03:23 PM

:



عنوان الروايه غريب جدا ...

لك كتابتها بالفصحى السهله اذا كان هناك تعقيد ..>>>>راي فقط

:

ميسم الياسمين 21-10-11 03:59 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البتـول (المشاركة 2909803)
اهلين اختي .,

الموضوع شدني رغم اني ما احب ابدء ب قرائة رواية الا و قد شارفت على الاكتمال او بدئت كاتبتها بجزء كبير


لكن رواية و بهاللهجتين او ب الاحرى كاتبه مو خليجيه شي مشووق اقرا لها


تسلمين على الاساسيات استفدت منها .,


و واصلي خيتي و سجليني من متابعين الروايه و مشجعينك ...



اختك البتول

أهلا وسهلا بك أختي البتول.. يشرفني تواجدك ومتابعتك لمحاولتي.. وان شاء الله تكون التجربة قد المقام.. أهم شيء لا تضحكي لما تشوفي لهجتي القطرية إذا كانت قطرية بالأساس ههههههه .. واعطيني رايك بها :lol:
قراءة ممتعة بإذن الله.. دمت بخير


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ارتواء! (المشاركة 2909807)
:



عنوان الروايه غريب جدا ...

لك كتابتها بالفصحى السهله اذا كان هناك تعقيد ..>>>>راي فقط

:

أهلا بكـ أختاه,, شكرا جزيلا على رأيك .. ولكني قد بدأت في الكتابة ولا يمكن التغيير إلى الفصحى.. أما بالنسبة للعنوان فهو لحاجة في نفس يعقوب ستظهر لاحقا..
سررت بمرورك.. وفقك الله.


ميسم الياسمين 21-10-11 04:00 PM

بسم الله الرحمن الرحيم:

قراءة ممتعة مقدما
الجزء الأول:


الدوحة / قطر:
الساعة الخامسة صباحا
مكتب الإدارة بمستشفى آل......... :

فتح الباب بقوة: ألف مبرووووووووك يا عريس ليه ما قلتلي يا الخاين؟ توني اسمع الخبر من عزوز،عقبالي أنا عقبالي.. قول آميين

توقف عن الكلام للحظة وهو ينتبه إلى صديق عمره الذي اكتفى بتنهيدة طويلة، بقلق: اشفيك يا أخيك؟ ليه وجهك متقلب كذا !!
سعود بنبرة اختناق واضحة: ما فيني شيء. بس مدايق شوي.
عمر باستفسار: طيب ليه؟
سعود سكت، عمر بخوف: اتكلم .. ليه ساكت، عسى ما شر؟
سعود مش حاب يزعج صاحبه: لا والله، لا تشغل بالك بشيء، توتر عادي عشان الملكة والعرس بس.
عمر براحة: أهآآآآ.. كان قلت من الأول إن البنت هي اللي ماخذة عقلك ,, ضحك : هذا وانت ما تزوجتها بعد أجل لو تـ.......... اوووه والله لأردها لك، أجل ترميني بالوسادة.
ما كمل كلامه إلا وهو رامي الوسادة على صاحبه.
سعود وهو يضع الوسادة في مكانها المخصص: ههههههه ما تشوف معي، كأنو اللي قدامي بزر .بعدين روح لمكتبك قبل ما يجي المرضى.
عمر : ههههههه تعالوا شوفوا يا ناس مين اللي قاعد يتكلم؟. ممكن تقولي يا شيخ مين اللي رماها أول،
ثم أردف بمزح: اركد شوي يا رجال بتتزوج، هههههههه مسكينة مرتك، تخيلتها تكلمك تقوم تحذفها بالوسادة على طول.
سعود من سمع كلمة مرتك وزواج.. رجع لحالته، حب يغير الموضوع عشان ما ينتبه صاحبه، تصنع الجدية: الظاهر انك نسيت حالك
ترآااك بمكتب مديرك، ممكن تقولي مين سمحلك تدخل بدون استئذان؟، ايش رايك لو فصلتك من المستشفى؟
عمر وهو يتصنع الخوف: لا والله، ما بعيدها يا سيدي .ضحك: لحظة لحظة،ما سمعت.. تطردني، أصلا ما فيك تفارقني وتتخلى عني، وانت توك متخرج، والمستشفى بكبره محتاجني ههههه...
سعود: هههههههه بجد ، ثقتك بنفسك تراها تكسر الحجر يا افندم.
عمر: هههه إلا، ما قلتلي مين تعيسة الحظ اللي بتاخذها؟
سعود كشر من جديد وهو يتذكر المصيبة اللي وقع فيها بنظره.
عمر وهو يتأمله بحيرة: لأااا، لا تقول ما فيني شيء. موب سعود اللي يعمل فيه الزواج كذا. بجدية تامة: قلي اشفيك؟ تراني صاحبك ومقام أخوك.
سعود يستمع لعمر اللي قاعد يلح عليه يتكلم،وهو عارف انه ما رح يسكت لغاية ما يفهم كل شيء. قال بنفاذ صبر: ما اببيييها.. هذا كل الموضوع.. اشمعنى انك عرفت، تهنيت دلوقتى؟
.
.
.
.
.
بنفس الوقت لكن بتوقيت آخر ومكان آخر تماما:
سطيف / الجزائر:
الساعة الثالثة صباحا:
بيت أبو مصطفى:

نهضت من سريرها وهي تبكي لحال أختها التي لم تكف عن البكاء منذ يومين ولم تنم حتى، جلست جنبها وهي تحاول تهدأتها: خلاص حنونتي ما تبكيش، واحد ما يستاهل دمعة منك..
ميساء تشهق وهي ترمي نفسها بحضن أختها الصغيرة: ما انيش مصدقة، كل شيء فات في ساع ( في ساع = في ساعة وتعني في "مدة القصيرة") ..
بابا الله يرحمو كون جاء ( كون جاء = لو كان ) حي ما كانش يسمح لأي واحد يحتم علي شيء، خاصة الزواج ( يحتم عليا = يجبرني، يرغمني )، صرخت بألم: وينك يا بابا آآآآخ
سماح دموعها تتساقط وهي تشدد من احتضان أختها: الله يرحمو ويوسع عليه، بالصح صدقيني مصطفى خايف علينا ويحب مصلحتنا (بالصح، بصح، مي = لكن، بس).
ميساء بغضب: أي مصلحة، ومستقبلي كله ضاع، تخيلي دراستي.. نجاحاتي وتفوقي.. وكل مشاريعي، كل تعبي يروح بسبة هاذ الغبي (هاذ/ هاذي = هذا/ هذه).
سماح وهي تمسح على رأسها: مهما يصير،هذا خونا (أخونا) ما يصحش تهدري عليه هكا ( تهدري= تتكلمي) ( هكا= هكذا)، أصلا شكون قالك مستقبلك ضاع؟
( شكون= من، مين) انتي ما شاء الله كملتي تخصصك بالجامعة إعلام واتصال، ومعك الشهادة يعني تقدري تخدمي وين ما كنتي، يمكن إذاعة أو جريدة ... المهم تعبك ما يروحش باطل (باطل= هباءا)
ميساء بضيق وحزن كبير: على بالك؟ (على بالك= تعلمين)، ما كنتش عارفة اني رخيصة عند أهلي لهاذي الدرجة...
سماح تقاطعها : حآااااشاك، بليز ما تنزليش من قيمة نفسك، وانتي مع أنك مش كبيرة علي بزاف (بزاف= كثيرا) ومع أنك أصغر من مصطفى ووليد بالصح صدقيني احساسنا ناحيتك يفوق كل شيء انتي بالنسبة لينا الأم الثانية،
صدقيني مقامك عندنا كبيير، رح نفتقدوك بزاااااف ، وحنانك حتى ماما ما تقدرش تعوضنا عنو. بالصح لأجلك، ضروري تعيشي حياتك وتتزوجي وتستـ........
سكتت وهي تحاول تهدئة أختها التي ارتفع صوت شهيقها على دخول أخيها وأمها للغرفة.
.
.
.
.
.
نفس الوقت
الدوحة:
مكتب المدير بمستشفى خاص:

عمر بصدمة من كلام صديقه: مين ؟. استوعب وكمل: قصدك العروس؟ طيب ليه بتأخذتها وانت ما تبيها؟ صحيح سويتو التحاليل وتوافقت بس ما صار شيء غير الخطوبة. سكت وهو ينتظر
سعود اللي ما رد عليه: اممممم طيب، للحين معاك الخيار لو ندمان على الخطوبة فيك تنهيها قبل ما تملك ويتم كل شيء، مع اني ما ريد هالشيء يصير بس اذا ما فيها نصيب اعتذر يأخوك من أهلها وأكيد رح يتفهموا ، وبلا ما توجع راسك.
سعود يتكلم بألم: ما بيصير، تخيل أقول لأخي اللي عشت معاه كل طفولتي انا غيرت رايي ما ابي اختك ؟ أجل ايش حيكون رد فعله؟ وإلا أمي، وهي اللي ارضعته وما عاملته في يوم الا انو واحد مننا
.. ايش اقولها؟ أنا اذيت ولدك، أو عفت أخته؟ ورديتها من بعد ما تمت الخطوبة؟ .... وأبي ، ايييي من غير حكي بيقاطعني من أساسي.. آاااااااه يا عمر مفيش حل.
عمر: طيب دامك ما تريدها ليش تـ..... كأنه استوعب شيء: اووه لحظة...لا لا تقولها، لتكون أخت مصطفى أخوك من الرضاعة ذاك اللي توفى أبوه ورحنا له للجزائر قبل أشهر؟..
سعود: الله يهديك.. ليه في عندي أخ من الرضاعة غيره..
عمر بابتسامة: كانك عصبت.. تدري انو عقل صاحبك سريع الربط هههه..
سعود باستهزاء: ههه والعكس هو الصحيح.. أكيد والدليل عدم فهمه للمواضيع بسهولة..
:ههههه والله تريك منت بهين حتى وانت في أشد حالات الغضب. دخل مباشرة في كلام ثاني: بافهم من كلامك إنه أهلك بيزوجوك أخت أخوك من الرضاعة..
سعود: اي نعم، وعشانه مصطفى وليّها دلوقتى بعد أبوها، وإلا أنا وش اللي حدني اتزوج بهالسرعة، وأنا مش شايف البنت أصلا ولا عارفها
.تخيل حتى واحنا نسوي تحاليل ما شفتها.. بس شاعمل أبوي ودو يريح أخوي الغالي ..
عمر: حقه، ما هي أخته.. بس تراك محظوظ يا سعود، هالإنسان نسبه بيشترى والله.
سعود بيقين: صدقت والله، ما قلت كذب.
عمر: إلا خبرني، مثل ما أتذكر أصله من الجزائر ما؟
.
.
.
.
.
عدنا إلى الجزائر:
بيت أبو مصطفى:
غرفة البنات:

مصطفى جرى بخوف إلى أخته بعد أن استفاق على صوت نحيبها وقدم لغرفتها: وشبيك ختي؟ (وشبيك= مابك)، حاجة توجعك؟ (حاجة= شيء) لاه تبكي؟ (لاه، علاه، وعلاه= ليه، على ايه، لماذا)
أمها جلست جنبها وهي تحاول أن تفهم منها.
سماح: خلاص خلّوها (خلوها= اتركوها) ، بليييز مصطفى، ميساء اختك كيفاه تجبرها على شيء ما تحبوش؟
مصطفى ناظر ميساء: أهااا يعني مقيمتنا من النوم على صباح الله خير بصوت بكاك على شيء تم وخلص ..ثم أردف بحدة: خلاص الخطوبة تمت قبل يومين يعني ما بقاش كلام بهاذ الموضوع.
ميساء بقهر وهي ترفع صوتها: بالصح أنا من الأول قلتلكم ما نبغيهش (نبغي= أريد) وانت اللي تصرفت وحدك . نفصخ الخطوبة و....
مصطفى قاطعها بغضب: أولا اقطعي حسك، ما تطلعيش صوتك قدامي أنا خوك الكبير ومقام أبوك،
ثانيا تحلمي انك تفصخي ،اركدي آآ طفلة (آآ طفلة= يا بنت) والراجل (الرجال) تديه ( تدي= تأخذ) بالسيف عليك. ( بالسيف عليك= غصبا عنك)
ميساء بوجع: كون جيت ( لو كنت) مقام بابا ما كنتش جبرتني. وكون جا وليد هنا ما كانش يسمحلك.
أمها بهدوء: خلاص ميساء، خوك يحب مصلحتك.
ميساء: لا ما تقوليش هاذ الشيء، هو يبغى يتخلص من المسؤولية، بالصح المفروض انتي ماما توقفي معايا مش ضدي وضد مصلحتي.
مصطفى وقد تلفت أعصابه، بصراخ: اسكتتتتتتي، ما بقى غير ترفعي صوتك على أمك..
سماح تدخلت أخيرا: حرام عليكم، خافو الله فيها. ما عندكمش حق تحتمو عليها.

جاء في الحديث النبوي الشريف: " الثَّيِّب أحقّ بنفسها من وليِّها، والبِكر تُستأذن في نفسها، وإذنها صمتها".
وجاء في الحديث أيضًا أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: " لا تُنْكَح البكر حتى تُستأذن. قالوا: يا رسول الله، وكيف إذنُها ؟ قال: أن تسكتَ". وفي حديث ثالث: " فإن سكتتْ فقد أذِنتْ، وإن أبتْ لم تُكْرَه ". ورُوِيَ عن رسول الله ـ عليه الصلاة والسلام ـ أنه فسخ زواج امرأة اسمها " الخنساء بنت خِذام الأنصاريّة " لأن أباها زوجها على الرغم منها. وكانت قد خطبها رجلان: أبو لبابة بن المنذر الصحابي الجليل، والثاني رجل من عشيرتها، ففضَّلت المرأة أبا لبابة، وفضل أبوها الآخرَ، ثم زوَّجها له دون رضاها.
وذهبت الخنساء إلى رسول الله صلوات الله وسلامه عليه. وقالت له: يا رسول الله، إن أبي قد تعدَّى علي فزوَّجني ولم يُشعرني فقال الرسول: " لا نِكاحَ له، انكحي مَن شئتِ ". وفي رواية أن الخنساء قالت: إن أبي زوَّجني من ابن أخيه وأنا كارهة. فقال: أجيزي ما صنع أبوك. فقالت: ما لي رَغبة فيما صنع أبي، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ اذْهبي فلا نكاحَ له، انكحي مَن شئتِ. فقالت: أجزتُ ما صَنَع أبي، ولكني أردتُ أن يعلَمَ الناس أن ليس للآباء من أمور بناتِهِم شيءٌ.
وعن عبد الله بن عباس ـ رَضِيَ الله عنهما ـ أن رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلم ـ ردّ نكاح بِكر وثَيِّب زوَّجهما أبوهما وهما كارِهتان، فردَّ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ نكاحَهما. ومن هذا نفهم أن الزواج غير صحيح، وأن الأموال تُردُّ إلى الزّوج.

مصطفى فكر شوي : اسمعيني يا ميساء انا لما عطيت كلمة للرجال كنت واثق فيك وفي تربيتك ولأني عارف انو بنت الأصول ما تقطعش كلام ولي أمرها ،
أنا مش رح نجبرك ومش من حقي في الشرع ،واذا تحبي غدوة نفصخ الخطوبة، بالصح ديري في بالك حاجة،
أنا لما زوجتك ليس لغير مصلحتك، وسعود غالي علي بزاف.. مثل ما انتي أختي هو خويا، هذا أنا اعطيتك الاختيار، بالصح تأكدي لو قطعتي كلمتي لا أنا أخوك ولا تعرفيني.
أردفت أمها: ولا أنا أمك... أنا وخوك نبغاو مصلحتك.
ميساء: اااااه حتى انتي آآ ماما؟
أمها بصرامة: رضاي من رضى خوك.
صـــــــــــــــدمة,, صــــــــــــــــدمة
.
.
.
.
.
الدوحة:
المستشفى:
سعود بحيرة يرد على صديقه: إلا، كلهم جزائريين.
عمر: أهآ، يعني حتى المدام؟
سعود تنهد: ايه ، ما هذا اللي مأزمني أكثر..مدري كيف رح اتفاهم معاها أو أكلمها وأنا حتى ما افهم شيء بلهجتهم.. تصددق ولا كأني عشت سبع سنين بالجزائر.
عمر ابتسم بتفهم: معليش يأخيك، بتتعودو على بعض..
ولا تقول عشت بالجزائر لأنك ما كنت تصدق تكمل محاضراتك ودروسك إلا ونلاقيك ناط لعندنا. بعدين اللي أعرفه انه الجزائريين أغلبيتهم بيفهموا الشرقي يعني لا تخاف كثير، حتى لو هي ما بتعرف الخليجي
بس ما شاء الله عريسنا أمه مصرية وعاش فترة لا بأس بها من طفولته في مصر، يعني أكيد رح تقدر تتفاهم معاها.. ولا عليك، انت قدها يا شيخ ،،، منك المال ومنها العيال.
سعود ريح شوي: آمييين.. بس عمري ما تخيلت إني اتزوج من برا البلد..
عمر: لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى.. فما بالك هي عربية يأخي مهيب مهمة جنسيتها.. المهم أنها تكون بنت عيلة ومرباية وتقدر تسعدك..
مصطفى: ومن يدري..بس المشكلة مهيب هنيا وبس، اعتقد صعب التعامل معها، حتى عاداتهم ،، ياااي وينهم وويننا؟
عمر ينتظره يكمل كلامه
سعود بأسى: مختلفين في كل شيء، مثلا في عادات بلدهم يسوون بدل العرس عرسين، تخيل يا عمر يقولون عرس واحد بيشرف عليه أهل العروس، والثاني بيشرف عليه أهل العريس. هذا من غير ما نتكلم عن الملكة .
عمر بإعجاب: يا حظك، يعني يسوون لك عرسين وموب عاجبك الحال؟ يااااااه لو كنت مكانك
سعود: بس تععععب، تخيل نروح ونودي معانا كل الأهل للجزائر عشان عرس ماله داعي.
عمر: معليش ولا عليك أمر، احترم هالرغبة عندهم ،
صعب يتخلون عن عاداتهم، بعدين موب ضروري يروحون كل معارفك، خليها للأهل المقربين واحنا لاحقين على عرس هنيا..وهي أكيد رح تقدرلك هالشيء ..هونها وتهون يأخيك، توكل على الله وجزاتك عنده، والبنت مالها ذنب ..
سعود يبدأ يشعر براحة بعد ما فضفض وتكلم مع صديقه: إن شاء الله. ابتسم: يعني ما بينخاف عليك كدكتور نفسي، بجد ريحتني. خلااص من اليوم انحرم علي أهددك بالفصل من الشغل ههههه
عمر بسعادة لحال صديقه: ههههه الله يدوم هالضحكة،، يالله عطلتني عن شغلي لازم أروح.
سعود: في أمان الله.
عمر: مع السلامة، والله الله في مرتك تراها يتيمة.

قال تعالى: {وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لاعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (البقرة: 220 ).

وقال أيضا : {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ} (الضحى: 9).

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة)). وأشار بالسبابة والوسطى وفرق بينهما قليلا))

طلع عمر وصك الباب.
سعود تنهد بارتياح: الله يقدرني وأسعدها.
.
.
.
.
الجزائر / سطيف :
نفس المكان:
ميساء أوقفتها الصدمة عن البكاء, ابتلعت غصة بحلقها، ثم نظرت إلى شقيقتها بانكسار: شايفة يا سماح، وين قيمتي اللي كنتي تهدري عليها قبيلت؟(قبل قليل)، ما شاء الله ماما وخويا باعوني بالرخيص.
سماح بقلة حيلة: اتقي الله مصطـ........
ميساء قطعتها : خلااص .. أنا قررت نتزوج. وهي تناظر أخاها: اتكلم مع الراجل خلي الفاتحة (الفاتحة= الملكة) تتم في ساع، بالصح يكون في علمك ، من هذاك الوقت انسى انو عندك أخت اسمها ميساء .
أخوها بدهشة من تغير أخته: تنسينا؟... أهلك يا ميساء
ميساء بجرأة : حاشا ، أنا أهلي اثنين.. سماح ووليد، وما عنديش أهل غيرهم.
أمها شهقت بشدة. ميساء تناظرها بألم: اللي باعني بالفول نبيعه بقشوره.
مصطفى لا يريد أن يجادل كثيرا: أوك.. خلينا نصلي الفجر قبل ما تطلع الشمس، وبعدها رح نتصل بسعود ونخبره.
الأم: مصططططفى....
ابنها: ولا عليك يمه، بنتك تتدلل، وكلامها مش مقصود، كلو في لحظة غضب. غمز لأخته: ورح تتراجع عليه.
ميساء بكره: نشوف.
.
.
.
بنفس البلد ولكن بعد ساعات:
تمام الساعة الواحدة زوالا:
مسجد طارق بن زياد:
- ربي يقبل.
مصطفى انتبه للصوت الذي يكلمه، ابتسم: آميين أجمعين.. وش راك لاباس؟ (وش راك= كيف حالك) (لاباس= لا بأس المقصود: بخير)
وهم خارجون من المسجد، فؤاد : والله الحمد لله، انت وش راك؟ هذي غييييبة. (هذي غيبة= من الغياب والمقصود أنه لم يره منذ فترة لابأس بها) وينك علينا؟ حتى في مقر الإذاعة ما نشوفكش؟!
مصطفى: إيه والله انشغالات .. قبل يومين الخطوبة نتاع ميساء... ودرك لازم نتصل بالعريس بش نحددو موعد الفاتحة (درك= الآن)..
فؤاد بهـلع صرخ من دون وعي: ميساااااء؟
مصطفى باستغراب: وش بيك؟ ايه ميساء، غير الخير؟
فؤاد بحزن كبير وخيبة أمل حاول أن يخفيها خلف ابتسامته: خير خير إن شاء الله.. بالصح استغربت زواج زميلتي ما سمعتش بيه.
مصطفى: ايه، كل شيء تم بسرعة... وحتى الفاتحة مازال محددناش وقتها بالصح نبغيها في أقرب وقت ان شاء الله.
فؤاد بترقب: شكون العريس؟
مصطفى: واحد قريبنا مش من هنا، عايش بالخليج.
فؤاد بدون تفكير : وحتى بعد الزواج يعيشو بالخليج؟
مصطفى ناظره باستغراب: وعلاه؟ (وعلاه= على ايه، ليه)
فؤاد بارتباك: لاااء، بالصح ميساء توا بدات عملها في الإذاعة وإذا سافرت لبلد آخر ماتقدرش تكملو....
مصطفى: ايه، ربي يحلها ان شاء الله، خلي تتزوج.. ولكل حادث حديث.. إلا ما يلقالها سعود حل.
رن هاتف مصطفى، استأذن من فؤاد ومشى: يا هلا والله بخيي، عمرك طويل.. ذكرنا القط قام ينط (جانا= جاءنا).
سعود يبتسم: طويل في طاعته ان شاء الله، عسى ذكرتوني بخير بس؟
مصطفى: مدري ههههه، إلا.. طمني طال عمرك، كيف الأهل؟
سعود: يقرونك السلام، تراهم حييل مبسوطين بقصة زواجي من كريمتكم... على فكره، آآسف اني ما رديت على اتصالك، كنت بالشغل وتوني أشوفه..
مصطفى: ولا عليك، اتصلت بش نحددو موعد الفاتحة.. أمي كملت العدة قبل أيام، وأنا قلت خير البر عاجله..
سعود ضاق شوي لكن قال: امتى يعني؟
مصطفى وهو يدخل للبيت: العلم علمكم، احنا جاهزين وامتى ما بغيتو شرفونا..
سعود: طيب.. اش رايك نخليها لبعد بكرة.. رح نجهز وثائق السفر وبكرة نوصل بالليل، والخميس الملكة؟
مصطفى: أوك، انت استشير الوالد، وعطينا خبر..
سعود: أبشر يا ابن يمه.. ههههه الله يصبرني بس عن العنود لما تدري عن الخبر رح تقلب الدنيا بفرحتها.
مصطفى يضحك وهو يتذكر أخته من الرضاعة: فديتها، سلملي عليها وعلى كل الأهل.
سعود: أوك يوصل، لقاءنا الخميس إن شاء الله.
مصطفى: انتظر اتصالك.
سعود: يالله في أمان الله.
مصطفى وهو يرى سماح تدخل للبيت شاف الساعة وكمل كلامه مع سعود: بالسلامة خووه. (خوه، خويا: أخي)
سكر الهاتف. نادى سماح اللي بدلت ملابسها وجاته.
مصطفى: خير وين كنتي؟
سماح ناظرته باحتقار: وين يعني؟
سعود بتحذير: سقسيتك جاوبيني، ما ترديش علي بسؤال.. رفع صوته: اهدرري..
سماح: بالعقل لا تخرب حبالك الصوتية، أكيد كنت بالدراسة يعني ما علابالكش؟ ( ما علابالكش= ليس على بالك، المقصود: ألا تعلم)
مصطفى مسك كفها وهو في قمة الغضب: تتمسخري بيا (تستهزئين بي) . شد شعرها: وييييييييين كنتي؟
سماح تبكي وهي تناظر أمها وأختها اللي جاو على الحس: آآآآآآآآآآآآي
أم مصطفى بخوف: خلاص سيب اختك، وش صرا؟ (صرا= صار، حدث)
مصطفى: شوفي بنتك راجعتلي على الساعة الواحدة للدار(البيت) وتقول كنت نقرا. (نقرا= ندرس)
سماح بألم وهي تحاول تخليص شعرها: آآآي والله ما رحت حتى بلاصة (بلاصة= مكان)، المفروض نخرجو الساعة 12 والشيخ طولنا في الدرس.. (الشيخ= الأستاذ)
مصطفى سيبها: وأنا وش اللي يضمن لي أنو هدرتك صحيحة؟
ميساء وقد نفذ صبرها: خلآاص، اختك وش ذنبها؟ تقولك الشيخ طول في الدرس وحتى المدرسة بعيدة يعني تحتاج على الأقل نص ساعة بش توصل للدار.. ما صدقت روووح اسأل. قلي وييين الثقة؟
مصطفى باستهزاء: اوووه .. طااال لسانك يا مدام، الظاهر انو يبغى قص.
أمه: مصطففى.. خلاص بنات روحو لبيتكم (بيتكم= غرفتكم) واعتبرو المشكلة اتحلت.
مصطفى يتكلم وأخواته لم يذهبوا بعد: ما دريتش أنو خواتاتي هكا، لا راحو لدار رجالهم كيفاه يديرو؟ (يديرو= يفعلون)
ناظر ميساء وهي تطلع في الدرج: سجيو رواحكم، اتصل سعود وغير غدوة الفاتحة. ( سجيو رواحكم= جهزو أنفسكم) ( غير غدوة= بعد بكرة)
ميساء شهقت ولمعت عيونها وكملت طريقها بالدرج تجري، وأختها لحقتها للغرفة تصبرها.
أم مصطفى: وقتاه اتفاهمتو؟
مصطفى: قبيلت شوي كنت نهدر معاه، ما بقى غير يأكدلي الموعد.
أمه: ووليد خوك؟
مصطفى: وليد بالخدمة العسكرية ومش عارفين وقتاه يرجع، أكيد لما يخرج رح يتفهم الموضوع.. مش ممكن نأجل كل شيء على جالو ( على جالو= من أجله)، أصلا هي مجرد فاتحة، والعرس إن شاء الله يجي ويحضرو.
أمه كأنها اقتنعت: الله يرجعو لينا بخير.
مصطفى وهو يقبل رأسها: آميين
أمه وهي تبتسم : الله يرضى عليك، والله الله في خواتاتك شوي شوي ما تثقلش عليهم بزاف.
مصطفى بحزن: تعرفين يمه كله من خوفي عليهم، وبعد الحاج الله يرحمو أنا صرت المسؤول عليهم، صدقيني يمه عمري حبيت احد مثلهم. باالصح من مليح لأي بنت .. الحرية عندها حدود.
تنهد: اللي مقلقني ميساء تغيرت بزااف بعد موت الحاج. وخاصة بعد ما راح وليد يفوت الواجب العسكري.
مسكت كفه بطمئنة: إن شاء الله تتعدل أحوالها بعد ما تتزوج.. بنت أبوها يا ابني، وانت عارف كيفاه كان يدللها. ابتلعت غصة بحلقها: فراقو صعب علينا كاامل.
مصطفى يمسح دمعة فرت من عينها: ربي يرحمو ويوسع عليه، ما تبكيش يمه، الحزن على الميت أكثر من ثلاث أيام مش مليح له في قبرو، وانتي خلصتي العدة، ما بقاش غير ندعيلو يمه.

أمه: " إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا لفراقك لمحزونون".. برضى: الدنيا مش خالدة يا ولدي واحنا لاحقين عليه. رفعت يديها: يا رب اجمعنا بيه في جنة الخلد..
مصطفى يقبل كفها: آمييييييييييين.
- اسمحلي ولدي نروح نتوضا نصلي قبل ما يفوت وقت الظهر.
- براحتك يمه.. ربي يقبل.

روى أصحاب السير والتاريخ
أنه لما احتضر إبراهيم ابن النبي ، جاء " صلى الله عليه وآله وسلم " فوجده في حجر أمه ، فأخذه ووضعه في حجره ، وقال : " يا إبراهيم إنا لن نغني عنك من الله شيئا. ثم ذرفت عيناه وقال:إنا بك يا إبراهيم لمحزونون ،
تبكي العين ويحزن القلب ولا نقول ما يسخط الرب ، ولولا أنه أمر حق ووعد صدق وأنها سبيل مأتية لحزنا عليك حزنا شديدا أشد من هذا" ولما قال له عبد الرحمان بن عوف : أو لم تكن نهيت عن البكاء ؟
أجاب بقوله : " لا" ، ولكن نهيت عن صوتين أحمقين وآخرين ، صوت عند مصيبة وخمش وجوه وشق جيوب ورنة شيطان ، وصوت عن نغمة لهو ، وهذه رحمة ، ومن لا يرحم لا يرحم"
.
.
.
.
.
الدوحة:
الساعة الرابعة مساء:
فيلا أل ...:
- ياااااااااااااه يعني أخيراا بنروووح الجزائر ونشوف العروس، يا فرحتي بأخوي .تعلقت برقبته: ألففففف مبرووووووك.
سعود وهو يضحك بشدة لحال أخته: الله يبارك فيك. طلع حاجب: يالله بعدي عن الدكتور يا مجنونة..
ضحكت: والله يا انت، دكتووور دكتووور طول الوقت كذا.
عبد العزيز يضحك: ما صدق أخونا انو صار طبيب ، خليه ينبسط توه ماخذ الشهادة.
العنود: أيوة، الشرهة مهيب عليه على بابي اللي كبر له راسه من يوم عطاه منصب الإدارة بمستشفى العيلة ..
سعود: ههههههه أعوذ بالله من عيون الحاسدين.
الجازي بتأفف: يعني الملكة بجد بعد يومين.. اووف من حضنا، مالنا يومين من جينا الجزائر إلا وراجعين لعندها.. كان سويينا كل شيء مرة واحدة واجينا على طول واحنا مستريحين. بلا ما نضيع وقتنا بالروحة والجية.
سعود بكبر: معلش، مش خسارة في اخوك حبيبك.
ابتسمت ثم رجعت كشرت: والأخ حضرتو مستعجل ليه؟
سعود: مصطفى يقول خير البر عاجله وأنا موافـ........
قاطعه صوت العنود التي صرخت بحماس: ايييييي قلي،نسييت اسألك.. شفتـــها ؟ حلووووووووووة والا ؟
أختها الكبيرة خزتها: لامتى اقولك اركدي يا بت، مدري كيف رح يتحملك ولد عمك لاتزوجك.. اوووف ما بغيتي تكبري..
العنود وهي تحرك يدها باستهزاء: ابن عمي يححححححلم. استدارت لأخيها ورجعت تكلمه عن مرته وهو يضحك لجنونها.
الجازي بحقد: مدري كيف قررت تتزوج هالبنت ،المفروض تبكي ما ضيعت، ترى الدانه اللي تركتها تسواها مية مرة.
سعود بحدة: أخت زوجك دي لا عاد تجيبين سيرتها.. زوجتي خلاص اخترتها والمهم أنها عجبتني موب ضروري تعجبك... والدانه الله يرزقها الزوج اللي يسعدها بس أنا ما ابيها.
العنود استانست وعجبها كلام أخوها، بتشفي في اختها الكبيرة: إلا، حتى أمي تقول عمرها شافت بجمال ميساء..
سعود باهتمام: نعم؟ اش قلتي اسمها؟
الكل استغرب والجازي قامت من مكانها: الحين ما تعرف حتى اسمها واخترتها على الدانه.. ييييئ ترى عمرك ضاع خسارة..آآآه ما بغيت تفهم، الحين أنا ليه قاعدة مع البزران.. أروح ابرك لي.
طنشوها كلهم وهي طلعت من الصالة.
عبد العزيز: معلش، اتفهموها.. عليها مسؤولية وضغوطات، خاصة انه حبيب القلب مسافر هههههه.
العنود: هههه ما بصدق انه عندها قلب أصلا..
سعود: بسسك.. تراها أختنا الكبيرة.. رجع وسألها: ما قلتي شو اسمها؟
العنود: مين؟
سعود: امممممم العروس قصدي..
العنود: يؤؤ يعني بجد ؟ بعد بكرة الملكة ومالك عارف اسمها؟
سعود بنفاذ صبر: خلصينا..
ابتسمت: ميساء.. ميساء يأخيك
سعود ابتسم بمجرد سماع اسمها: ميسسساء, بسسس ما كأنو غريب شوي؟
العنود: يكفي انه حلو... وانت عزوووز ما تبي تفرحنا بالعروس؟, أشر علي بس وأجيبها.
عبد العزيز ضحك: تو الناس، إلا اشرايك نزوجوك انتي؟
سعود يكمل: امممم صدقت، على الأقل نرتاح من حسها.
العنود رمته بالمخده على وجهه، رجع أخذها وهو يتواعدها يرجعلها الضربة هربت جهة الباب، رمى الوسادة بس العنود بعدت وجات الضربة بوجه أبوها اللي توا يدخل مع أمهم.
الكل: ههههههههههههههههههههههههه
أبوه يتصنع الجدية: يا حليلي بنهاية عمري يضربني ولدي.
سعود مسك الضحكة: السموحة يبه
أمه بمزح: لأأ الإعتذار ما بيكفي، ضروري تعويض....
سعود: أفااا ..
أمه تضحك: ابني وحرة فيه..
العنود بتريقة: ايييه مامي وأنا اللي اختار العقوبة.
سعود قرصها: وانتي وش دخلك بالسالفة... أصلا من قال عقوبة,, ولا تنسي انك السبب في كل اللي صار.
ردت عليه وقعدو يتهاوشو وشاركهم عبد العزيز.. وأبويهم قعدو يتفرجو عليهم ويشربو شاي .
أم سعود: ابنك اتصل وأكد لهم الخبر؟
أبو سعود: ايه لما كلمني قال انو رح يأكد لمصطفى.
أم سعود: وحششششني قوي هالشب، من توفى أبوه رحمة الله عليه ما رجع زارنا زي أول،
يشهد الله إنه غلاه من غلا اولادي ما شاء الله عليه رجال ونعمه بالله، وحتى أخته قمررررر ما شاء الله عليها.
أبو سعود بسعادة لأجل إبنه: يستاهل سعود.. الله يهنيهم بس
أم سعود: آميييين .. كأنها تذكرت: بت عنوووود امتى عايزة تروحي للدراسة ؟ من فترة قاعدة بالبيت..
العنود : ايه مامي خليها فرصة.. استريح وانبسط مع أخوي، وبكرة بروح إن شاء الله.
أبوها: بس بعدين بتلاقين مشكلة، من وين تجيبين المحاضرات؟
- عآآآآآتي اجبيبهم من البنات ..أصلا ما فاتتني محاضرات كثيرة..
أمها : ولو.. الإستماع للأساتذه يبقى ضروري.. وإذا لقيتي صعوبة بعد كده مش بتلومين غير نفسك..
أبوها يضحك: مهيب سامعتك ، عقلها كله مع الهواش.
أمها: الله يهديها ، مش عايزة تكبر هالبت ..
أبو سعود: هههههه دلوعة أبوها.. الله لا يحرمني منها..
أم سعود وهي تطالع أبناءها : آمين.. هههههههههههه بص ولادك.. الله يهديهم
قعدو يضحكون وهم يتفرجون على هبل ضناهم.
.
.
.
.
.
الجزائر:
حوالي الساعة الثامنة مساء:
مقر الإذاعة المحلية لولاية سطيف:
رمى جواله بالمكتب وحط يديه على رأسه من شدة الهم وقعد يتحسر على ما ضاع منه، دخلت لتأخذ أغراضها شافته جات لعنده: وش بيك خويا فؤاد؟ غير الخير؟
فؤاد بحسرة: جابك ربي أختي حنان، ااام ميساء عييت نتصل بيها بالصح بورتابلها مقفول (بورتابلها مقفول= جوالها مغلق)
حنان خافت من نبرته خاصة وهي تتذكر أنها لم ترى صديقة عمرها منذ يومين وهي مع انشغالها بعملها وزوجها لم تستطع الاتصال بها: وش كاين؟ ميساء صرا لها شيء؟
فؤاد مرتبك: لاء.. بالصح ميساء من ثلاث أيام غايبة عن العمل، وحبيت ننبهها يمكن لو ماعندهاش مبرر ممكن يفصلوها..
دق جوال حنان.. كان زوجها يخبرها بأنه ينتظرها بالسيارة، لكي تخرج إليه.
حنان بعد ما سكرت معاه هزت شنطتها: يالله مع السلامة ، وعلى ميساء ما تخافش غدوة ان شاء الله تجي.
فؤاد برجاء: أمانة عليك ، إذا قدرتي تهدري معاها,, خليها تتصل بيا. عندي هدرة معاها ومحتاجها بزاف.
ميساء مع أنها استغربت لكن رحمته: إذا مستعجل اتصل في الفيكس (الهاتف الأرضي) واسأل عليها.
فؤاد بلهفة: أوك، اعطيني الرقم تعيشي.
حنان اعطته الرقم وخرجت، رأت سيارة زوجها اتجهت نحوها وركبت: السلام عليكم
مشى السيارة: وعليكم، خييير؟ ابطيتي. (ابطيتي= تأخرتي)
- ايه زميلي كان محتاج مساعدة، وطولت معاه شوي..
- أهآاااااا،، قولي لي اديتي فترات إجازة كيما قتلك؟ (اديتي= اخذتي)
سكتت وهي خائفة من ردة فعله.
فهم جوابها، ناظرها وبتحذير: آخر مرة تأجلي هاذ الموضوع، يمه مش راضية عليك، كل وقتك برا .
تنهدت: ويماك هاذي أنا مش عارفة وش اللي مقلقها، وأنا مارحتش إلا لخدمتي، أصلا وش دخلها في حياتـ...؟
أخرسها بضربة على فمها بظهر أصابع: اسكتييي، إلا يمه حنان، إلا يمه. بصرامة: واسمعيني مليح، إذا ما طلبتيش غدوة من الإدارة أيام إجازة في الأسبوع وأخذتيها، الإذااعة انسيها نهائيا، أووووك؟
حنان لم ترد أن يرى انكسارها، استدارت لزجاج النافذة واكتفت بتنهيدة طويلة وهي تفكر في أم زوجها التي لم تترك أي شيء في حياتها إلا وتدخلت فيه .. تمتمت ببطئ: حتى عملي اوووف،وش نديرعقلية عجايز.
ابتسم وهو يراها تحرك شفايفها، عرف أنها تفرغ غيظها: نعم؟
وهي تضغط على أزرارجوالها: ما قلت والو. (والو= ولا شيء)
حطت الموبايل بأذنها:...... اووووف. أكملت بغيض وهي تقلد صوت الكاسيت بنفس اللحن: "إن جهاز مراسلكم مغلق أو خارج مجال التغطية.. نعتذر لعدم تلبية طلبكم".
ضحك رضا لجنونها رغم أنها في قمة غضبها: لمن تعيطي؟ (تعيطي=تتصلين)
خزته: ميساء شكون غيرها..
رضا: هههههه يا لطيف، وش هاذ الخزرة.. (الخزرة= النظرة) خلاص عمري مازلتي زعفانة؟..
بصدق يبرر: والله افهميني حنان.. أي راجل ما يبغيش ان مرتو تقعد دايما برا بيتها، وش تخسري يعني لو أخذتي لك فترات راحة ..منها تكملي شغلك مرتاحة ومنها تكوني ارضيتي رجلك وأمه في نفس الوقت..
حنان بعتب: والضربة نتاع قبيلت؟
رضا يبتسم : ما عاش ولا كان اللي يمد يدو عليك.. غلطنا ومنك السماح.
ضحكت حنان بحب: الله يسامحك.. بالصح آخر مرة هااا
رضا يبادلها نظرات الحب: ولوو.. توووبة، المهم رضاكـ..
سكتو لفترة إلى أن أوقف السيارة أمام باب البيت: يالله وصلنا، ادخلي للدار واستنيني وأنا نقاري الكروسة وجايك.. (نقاري= أركن) (الكروسة= السيارة)
- هههههه الله يستر منك.
ابتسم بسعادة وحب واستناها دخلت للبيت وراح يركن سيارته.
.
.
.
صباح الجزائر:
الساعة السادسة صباحا:
بيت أبو مصطفى:
كان يستعد للخروج إلى عمله.. رن الفيكس(الهاتف الأرضي)....
.
.
.
أتمنى أن أكون قد وفقت معكم
متشوقة لآرائكم

بالنسبة للجزء القادم,, سأعرضه خلال هذا الأسبوع إن شاء الله..
لا يمكن أن أحدد اليوم بالضبط بسبب الامتحانات.. ولكن سأحاول نشره قبل يوم الجمعة القادم..وإن لم أستطع فالجمعة فالجمعة أقصى تقدير

أختكم ميسم الياسمين


ميسم الياسمين 26-10-11 02:14 PM

بسم الله الرحمن الرحيم:

مساء الفل والياسمين لكل أفراد ليلاس
تابعوا معي الجزء II من:
أيكم زوجي؟....

قراءة ممتعة بإذن الله

الجزء الثاني:



صباح الجزائر:
الساعة السادسة صباحا:
بيت أبو مصطفى:
كان يستعد للخروج إلى عمله.. رن الفيكس، استغرب شكون يتصل في هذا الوقت..
- ألووو..
- السلام عليكم..
بدا له الصوت مألوف: وعليكم السلام..
- لافامي سالم؟ (لافامي =عائلة) / سالم: إسم عائلة مصطفى/
- أنعم؟
تردد ثم جاوب: ممكن الاخت ميساء إذا موجودة من فضلك..
باستغراب: شكون انت؟
- الأخ الكريم معاك الإذاعة المحلية، لو سمحت أعطينا المادوموازيل (المادوموازيل=الآنسة).
- خير إن شاء الله؟
[أووف مش خالصة معاه]: أنا زميل ميساء في الإذاعة، كريمتكم مسجلة غياب من ثلاث أيام وكلفت بش نتصل بيها ..
- وعلاه كلفت أنت بالتحديد..
- سيد مصطفى لو اتصل آخر كنت سألته نفس السؤال، الأخت موجودة؟
باستهزاء: وااااو، وتعرف اسمي؟
ارتبك وكمل: غريبة ماعرفتنيش، معاك فؤاد..
- أهااااا فؤاد.. تبغى ميساء؟
بنفاذ صبر يغلفه الإحترام: لو سمحت..
- أوك لحظة.
قعد ينادي بصوت عالي: ميسااااااااااااااااااااااااء، بنظرة شك: هذا زميلك خايف عليك، طمنيه.
رفعت السماعة وهي مستغربة وترجف لأن أخاها قعد عند رأسها: ألوو
لما سمع صوتها تغيرمزاجه، بلهفة: صباح الخير، وش راكي ميساء؟
ميزت صوته، بنبرة حزن لم تستطع إخفاءها: صباح النور، الحمد لله.
حس قلبه طاح لما ميز بحة بكاء في صوتها، بقلق : خير ميساء وش بيك؟
ناظرت أخاها اللي قاعد جنبها وغيرت الموضوع: ايه فعلا عندي غياب، الظروف منعتني نجي، اعتذر لي من الإدارة..
فؤاد استغرب لما أجابته عن سؤال آخر، رجع سألها: غير الخير ان شاء الله؟ لاه(ليه) ماجيتيش؟ ياختي لاباس؟
ميساء: شكرا على الاتصال ..وحتى هي بلغها سلامي.
فؤاد بتعجب: شكون؟.فهم : أهاا.. ما تقدريش تهدري براحتك؟
- ايه..
- أوك..لو سمحتي حلي موبايلك ، نتصل فيه محتاجك شوي..
- أوك خويا.. سلااام
- وعليكم السلام.. ما تنسايش حلي الموبـ.....
قطعت الاتصال.
مصطفى: يسقسيوك على الغياب؟ (يسقسيوك=يسألونك)
ميساء: اييه.
ناظر عيونها اللامعة: ولاه ما تروحيش؟
استغربت: نرووح؟
بجدية: اي نعم، لاه تغيبي؟
ناظرته: قلت بالاك بعد ما تزاعفنا (بالاك= ربما) (زعاف= زعل)، ما تخلينيش نروح.
- لااااء .. وش تشوفيني وش دخل الزعاف؟
- مانعرف، انت على حسب مزاجك .. كل مرة زي..
- اف لهاذي الدرجة؟
- واحد ما يضمن تصرفاتك..
: المهم تروحي اليوم؟
بحزن: الله أعلم.
تابعها بعينيه وهي تتجه لغرفتها.. تنهد بقلق على حال أخته وهو يدعي لها بالهناء والسعادة مع زوجها.
..
غرفة البنات:
سماح قاعدة في سريرها على بطنها تكتب واجباتها: وش بغى منك؟
ميساء ببساطة: عيطلي فؤاد في الفيكس وهو رد عليه.
سماح: فؤاد اخو جهان صحبتي؟
ميساء تبتسم: ايه، ما شاء الله عرفتو وأنا صغيرة، تخيلي.. قرا معاي ابتدائي ومتوسط وثانوي وفي الجامعة نفس التخصص والحين احنا في نفس مكان العمل، (قرا=درس) بالصح الله يبارك.. نعم الناس.
سماح قلبت شفايفها بتعجب ورجعت تكمل واجباتها، وميساء فتحت جوالها واتصلت على رقم..
أول ما اتصلت رد: صباح الفل..
ابتسمت: ما عندكش بزاف ملي(منذ) صبحتني بالخير.
ابتسم: معليش تستاهلي.. قوليلي وش بيك قبيلت؟
- كان معايَ مصطفى..
فؤاد باستغراب: ويعني؟
ميساء: ياخي تعرفه صعيب شوي وزاد زعفان(زعلان) ما حبيتش نطول قدامه ,, المهم قلي وش راك خويا لاباس؟
حس بضيق مثل كل مرة لما تناديه خويا، لكن رد بنفس طريقتها: نحمدو ربي ختي.. ويينك علينا؟ كامل هنا يسقسيوا عليك؟ (كامل= الكل)
تنهدت: ظروف خويا..
باهتمام: غير الخير ؟
- خير إن شاء الله.. محتاجة دعواتكم، ادعي لي معاك خوووه
- الله يحفظك ويعطيك ما تتمناي.. خبريني حتى اليوم مش جاية الإذاعة؟
فكرت وقالت: إلا جاية إن شاء الله..
شعر بسعادة حقيقية لكن ما بينش: أوك، تنورينا ..
ضحكت: تعيش خووه
- الله يعيشك.. نحن في الإنتظااار.. بالسلامة.
- الله يسلمك.
سكرت وراحت تلبس حجابها..
سماح: رايحة تخدمي بلا ما تقولي لمصطفى؟
- هو قال لي.
- أهآآااا. باستفسار: شكون كان معاك في البورتابل؟ (البورتابل= الموبايل)
- فؤاد.
سماح قامت وجلست وهي تناظرها وتغمز لها: غريبة هدرتي معاه بالفيكس وسكرتي وجيتي هنا زدتي اتصلتي بيه؟
ميساء تبتسم: بلاش هاذ الخزرة، فؤاد مقام خويا علاقتي بيه نفس علاقتك بمحمد .. بالصح ما حبيتش نطول تحت خفت مصطفى ما يعجبوش الحال، تعرفيه.. شكاك بزااف. (شكاك= من الشك)
سماح: هاذي عندك حق فيها، البارح قريب قتلني بلا سبة.. الله يهديه.
-آمييييين.
- قوليلي.. منك بالصح كيما قلتي له البارح من اليوم مانعتبركش خويا؟(منك بالصح كيما= المقصود: كنتي جادة لما)
ميساء بحزن وهي تتذكر المصيبة التي حلت بها: اللي باعني بالذهب نبيعو بالتراب، اااه كون جا وليد هنا ما يسمح حتى لواحد يقيسني (يقيسني= يجرحني، يؤلم قلبي)
- ادعي ربك يرجع لنا بالسلامة بش يريحك من البروبلام هذا. (البروبلام= المشكلة)
- الله يحفظه ويحميه ويرجع لنا يا رب بالسلامة. بجدية: بالصح أنا ما بقاتليش معيشة في هاذ الدار حتى ولو يرجع وليد.
سماح بدهشة: منك بالصح؟ (منك بالصح= انتي جادة).. ياختي كنتي مش حابة الزواج؟ بدلتي رايك؟ (بدلتي= غيرتي)
ميساء بألم: أكيد ما بدلتش رايي.. تمنيت نعيش حياتي.. كانت عندي طموحات غيير، بالصح وش ندير إذا دارنا باعوني؟ (وش ندير= ماذا أفعل: ما العمل) (دارنا= المقصود: أهلي)
سماح لمعت عيناها لأختها: نتوحشك كون تروحي تسكني في الخارج. (كون= لو) (الخارج= خارج حدود الجزائر)
ميساء جلست جنبها واحتضنتها بحنان: وأنا نتوحشك أكثر.. بالصح اللي كتبو ربي يصير..
سماح تريد أن تغير الجو، دفعتها بمزح: ههههه هئئ بعدييي خليني نكمل واجباتي..
ميساء قرصتها من خدها: ما نوصيكش على قرايتك، هاذ العام البيام ونبغى تكوني الأولى في القائمة. (البيام= امتحان شهادة التعليم المتوسط)
سماح تريد أن تغضبها وهي تحرك رأسها بالايجاب: طلباتك أوامر، قصدك الأولى في قائمة الخامرين (الخامرين= الراسبين).. هههههههه مش مهمة المرتبة المهم ننجح ونطلع للثانوي..
ميساء وهي تضربها بلطف: سماااااااااااااح
بقهر: أووك كيما تبغي خلاااص تبت هههههههه.
- ههههههههه.
.
.
.
.
.
صباح الدوحة:
حوالي الساعة التاسعة صباحا:
جامعة قطر:
قاعدة بالمكتبة تقرأ كتاب سمعت صوت صحبتها: بندوووووورة وحشتيييييني
البندري تضحك: هلا والله.. وينك؟ ما اجيتي الأسبوع اللي طاف، وكل ما اتصل ألاقيك مشغولة؟
العنود بسعادة: ايه مشغوولة وحتى اليوم اجيت بس عشان اسلم عليكم وتالي أروح.. طمنيني عنك ازيك حببتي؟
- ههههههه عادت حليمة إلى عادتها القديمة..
العنود بكبر مازح وهي تضع يدها على صدرها: ما أصل أمي مصرية، المفروض كل كلامي كده
-الله عليكي، ويعني أمك مصرية ؟.. قهرتينا ياختي.
- هههههههه يعني صدقتي اني باتكلم مصري، إذا امي نفسها تأثرت بلهجتنا وخربطتها مع المصري فاشلون انا.. إلا طمنيني شخبارك؟
- مبسوطين بشوفتك..
العنود: تسلمين .. وين البنات؟
-مدري اول ما اجيت دخلت المكتبة على طول.
العنود : افا.. ما لقيتهم برا، وعايزة اسلم عليهم قبل ما أروح..
البندري بتساؤل: وش الأخبار؟..عطينا علومك..
العنود بحماس : ياااااي ماني مصدقة،
بعد شوي يمرني خيي نروح المطار ومنو للجزائر.. خبرك بكرة الملكة بتاعتو وهو ماخذ وحدة من هنيك.
ياااا الله شو مبسوطة، ودي أشوفهااااا. دق موبايلها: هذا سعود اجا خلاص.. يالله سلميلي على البنات وخذي بالك من حالك.
البندري تناظرها بخوف: ملكة أخوك عبد العزيز؟ [ يا رب يكون هو]
العنود قامت: لااااا سعود فديته ، يالله لشووف عطيني بوسة قبل ما أروح..
البندري بصدمة ودموعها في عينيها لم تستطع أن تتكلم..
العنود خافت: اشفيك حببتي؟..شيء بيوجعك ؟
البندري حست بأن روحها قد سلبت منها، لكن لم ترد أن تظهر ذلك للعنود، بلعت ريقها: لا بس تأثرت لأني رح اشتقلك حييل..
العنود احتضنتها وهي تمسح دموعها: يا لبييه، معلش ما راح نطول.. أيام وراجعين.
راحت بعد ما سلمت عليها وتركتها تبكي حبها الذي ضاع.. تركتها وهي لا تعلم أنها بخبرها جعلت من صديقتها جسدا بدون روح...
.
.
.
.
.
سطيف / الجزائر:
تمام الساعة العاشرة صباحا:
متوسطة سماح:
جهان: يؤؤؤ الجرس يدق ما صدقناش وصلت فترة الاستراحة( الفسحة) إلاوقضت..
سماح بملل: بفففف والزيادة عجبك الحصة هاذي فرنسية.
جهان تضحك: عييت نفهم لاه ما تحبيش الفرونسي؟
سماح: يععععع تعرفيني أنا وياها زوج(اثنان) ما نتفاهموش.. أصلا وش اللي يخليني نتعلم لغة أعدائنا؟ والا نسيتي وش دارو في أجدادنا؟
جهان: هههههههههه الوطنية قتلتك.
سماح بحمية: وش قصدك؟ عمري ننسى وش عملو في بلادنا.. قداه قتلوا وقداه شردوا وقداه حرقوا
جهان تضحك: ييييئ اسكتي الله يخليك..ما كفاناش الشيخ(الأستاذ) نتاع التاريخ.. حطي في بالك قول الرسول صلى الله عليه وسلم:"من تعلم لغة قوم أمن شرهم".
سماح بمزح: هذا اللي ناقصني تجي انتي تفتي لي..
جهان لما انتبهت حولها لساحة المدرسة الفارغة صرخت: يؤؤؤؤؤؤ سماااح بقينا غير احنا.. ازربي قبل ما تقفل الشيخة الباب وتحاوزنا.. المرة اللي فاتت حذرتنا. (ازربي= أسرعي) (تحاوزنا= تطردنا)
سماح تجري وتضحك: ههههه خلي نتهنى من الفرونسي..
جهان وهي تصل: اووووه اغلقت الباب خلات علينا (خلات علينا= بمعنى نحنا في ورطة)
سماح: خلينا نجرب نطبطب.
فتحت الأستاذة الباب على صوتهم
سماح دخلت وهي ماسكة نفسها حتى لا تضحك:
Bonjour madame,comment va tu? (يوم سعيد سيدتي، كيف حالك؟)
الأستاذة: أوقفي وين رايحة؟ عمبالك كوري هنا ..جاية داخلة طول..(عمبالك= تحسبين، تظنين) (كوري= اسطبل)
جهان حمر وجهه، وسماح تضحك وتتكلم مع الأستاذة:
Désolé madame, mais.. (عذرا، لكن..)
رجعت تتكلم بالعربية: جينا نـقـراو (ندرس)
جهان ضحكت عليها لأنها لم تعرف حتى كيف تكمل الجملة بالفرنسية..
ناظرتهم الأستاذة بعصبية: وين البيي؟ (البيي= تقرير السماح بالدخول)
جهان : أستاذة اسمحيلنا ندخلو ما عندناش بيي.
الأستاذة فقدت أعصابها: صحانية الوجه,,يالله برااااا
تكلم واحد من زملائهم: معليش مدام اسمحيلهم..
مسؤولة القسم: ايه مدام، وهم يوعدوك آخر مرة..
الأستاذة: المرة اللي فاتت حذرت الجميع من التأخير،، روحو للادارة إذا جبتو تقرير دخول تعالو. بصوت عالي: يالله عطلتوني ..
سماح بقهر: ما عندكش الحق ترفعي صوتك، جهان خلينا منها. أخذت صحبتها وخرجو. والأستاذة على أعصابها وتتوعد...
.
.
.
مقر الإذاعة المحلية:
ميساء تضحك: خلاص يدي ملي جيت ما سيبتيهاش..(ملي=منذ)
حنان بفرح: والله توحشششششتك.. حرام عليك لاه قافلة البورتابل؟ قلقتينا كامل عليك..
ميساء تنهدت: كنت تعبانة وما حبيتش نهدر مع حتى واحد..
حنان: وعلاه؟ وش اللي تعبك؟. سكتت تنتظرها تتكلم وتالي كملت: من وقتاه تخبي على صحبتك؟ (تخبي=تخفين)
أسماء بأسى: علابالك.. غدوة الفاتحة نتاعي.. (علابالك=تعلمين)
حنان لم تنتبه لنبرتها وهي تصرخ وتحتضنها: ئ ألف مبرووووووك.. يا جماعة ما سمعتوش الخبر ميساء تتزوج ياااااااااي ولاه ما قلتيليش كنت فرحت معاك؟
انتبه كل من بالقاعة .. وصديقاتها يزغردون.. وتعالت الأصوات..
- اووه يعني راحت علينا ؟..
- خساارة عمري.. كنت ناوي عليها..
ناظره بصدمة: حتى انت، والله البارح هدرت مع يمه عليها بش تروح تخطبها اووف..
باستياء من الواقع: معليش.. ياخي تعودنا..دايما عندنا زهر يكسر الحجر. (زهر= حظ) [ والعكس هو الصحيح]
- وش نديرو.. الله ما كتبهاش لينا، امشي خلي نباركولها ..
كانت تسمع التبريكات والتهاني وزغاريد صديقاتها وتحاول أن ترسم الابتسامة وهي ترد: الله يبارك فيك..شكرا.. ربي يحفظكم ليا..
دخل بعد ثواني معاه أكياس وعلب مكسرات وحلويات، انتبه للضجة: وش الحس هذا؟ قلبتو الدنيا..
: فؤاد أرواح ما باركتش لميساء.. غدوة الفاتحة نتاعها.. (أرواح= تعال)
صدمــــــــــــة [ يعني اللي قالو مصطفى صحيح، اااااااخ ويني وانا نقنع روحي بأن اللي سمعتو حلم .. يا ويلي ضاع عمري.. بهاذي السهولة ضيعت حب عمري، حرام حراام تديوها مني (تديوها=تأخذونها) يا رربي صبرني ] حاول أن يتماسك حتى لا يبكي ويفضح نفسه، تقدم منها.. بعتب: وانا آخر من يسمع؟
ميساء انتبهت له: والله كل شيء جاء بالسرعة، التحاليل الخطوبة.. والا انت مقام خويا وتعرف معزتك في قلبي..
جاهد نفسه وبشبح ابتسامة: مبروك، تعيشي وتتهني..
ابتسمت له لتخفي حزنها: العاقبة ليك خويا..
[ يحرمو عليا النساء من بعدك ] لم يستطع أن يجاملها ويرد عليها، ناظرها بنظرة لم تفهمها وحط الأكياس على الطاولة الكبيرة وخرج .. خرج ودموعه تسبقه على روحه التي ضيعها..
حنان حست بضيقته وقررت أن تكلم ميساء.
.
.
.
نفس التوقيت:
بيت أبو مصطفى:
: يمه تهالاي في روحك وسلمي على البنات كيما يجو (تهالاي في روحك= انتبهي لنفسك) (كيما يجو= لما يأتون).
كانت في المطبخ، استدارت له: وين يا ولدي والغداء مازال ما طابش ؟( ما طابش= لم ينضج)
قبل رأسها: أوها.. مش وقت غداء .. معليه يمه، لازم نروح ..
- اتغدا ومباعد روح (مباعد= بعدين)، بكري تروح درك (بكري= بدري، بكير) (درك= الآن) قلت لي يوصلو في الليل..
شاف في ساعته 10:16 : ايه، بالصح علابالك المطار في قسنطينة وبعيد علينا.. وأكيد يوصلو تعبانين يحبو يرتاحو، ما يقدروش يجو هنا دايركت.. قلت نروح بكري نحجز في الأوتيل، ومباعد نروح للمطار نستقبلهم.. نباتو ليلة في قسنطينة (نباتو= نبيت، ننام) وغدوة نجو هنا. ( نجو: نأتي)
أمه: اووها.. دقيقة نديرلك كاسكروت( سندويتش) ومباعد روح..
ضحك على إصرار أمه: ربي يحفظك يمه..
بعد قليل، أعطته الكاسكروت ، وسلم عليها..
- اتهالا في روحك وليدي.. وما تزربش ( اتهالا في روحك= انتبه لنفسك) (ما تزربش= لا تسرع)
- هههه ما تخافيش ولدك كبر.
- طريق السلامة ..
قبل يدها: الله يسلمك يمه.. وسلمي على البنات..
.
.
.
المتوسطة:

حوالي العاشرة والنصف صباحا:
سماح خرجت من الإدارة تبكي: والله عييت نقنع المراقب المسؤول، ما بغاش يمد لنا بيي..يقول لازم يحضر ولي الأمر.
جهان: يؤؤؤؤ، صح؟
سماح تشهق بشدة: والله، ااااه يقتلني مصطفى،، ما رحش يصدقني، يقولي بعثتك تدرسي قعدتي تتمسخري..
جهان تهدءها وتبكي معها : ما تخافيش خوك أكيد يثق فيك..
- وين يثق فيا؟ أصلا وش يضمن له اني قعدت في المدرسة، المراقب يقول أنو الأستاذة سجلتنا غياب، ومش من حقه يمحينا من القائمة حتى يجي ولي الأمر ويبرر الغياب..أصلا مصطفى رايح لقسنطينة.. أستاذ التاريخ وهو مار، شافهم قاعدين في الكرسي الكبير جنب الإدارة، استغرب: سماح وجهان.. وش ديرو هنا؟ ما قريتوش؟
سماح دائما تشبهه بوالدها، أول ما شافته صارت تبكي أكثر..
قعد جنبها لما شاف حالتها: وش بيك بنتي؟
لم تستطع أن تتكلم.. أشار لجهان بمعنى وش فيه؟
جهان شرحت له السالفة، ابتسم: ولاه ما تخبريش ولي أمرك؟
لمعت عينها: بابا الله يرحمو. شهقت: وخويا لو عرف يقتلني.
الأستاذ رأف بحالها، لا يمكن أن ينكر أنه يفضلها على كل طلابه ربما لحبها الكبير للتاريخ، كبرت في عينه خاصة لما عرف أنها يتيمة [ ما شاء الله أبوها ميت وهي مجتهدة..+ تربية وأخلاق ] فكر وقال بحنان الأبوة: معليش محلولة.
سماح سكتت وهي تمسح دموعها، بأمل: كيفاه الحل؟
الأستاذ:قبل كل شيء.. اوعدوني الغلطة هاذي ما تتعاودش؟
قم للمعلم وفه التبجيل °°° كاد المعلم أن يكون رسولا
البنتان: وععععععد.
- أوووك، لحظة وجاييكم.
راح تكلم مع المراقب وقال له بأنهم تأخروا معاه وهم يساعدونه في تجهيز معرض المدرسة، ورجع ناداهم دخلوا..
المراقب وهو يعطيهما التقرير: عذرا يا بنتي، لو قلتي لي من الأول باللي تأخرتو مع الأستاذ كنت عطيتكم، بدل ما قعدتي تبكي على راسي..
سماح وجهان فتحو عيونهم بدهشة، وطالعو الأستاذ اللي غمز لهم بمعنى لا تفضحونا..
والمراقب كمل: أمانة يا بنتي ما عنديش الحق نعطيك البيي بدون تبرير.
خرجت سماح وجهان من الإدارة، باحترام: ميرسي أستاذ.
- ولو، بالصح تعبي ما يروحش باطل هههه..
- كيفاه؟
- قلت للمراقب انكم كنتم تساعدوني في تجهيز معرض التاريخ، من اليوم فترة الفسحة رح تقضوها صح في المعرض..
جهان ببطئ لصديقتها: يؤؤ يعني انحرمنا من الراحة. ابتسم لما سمعها..
سماح قرصت صحبتها لتسكت: طلباتك أوامر أستاذ.
- الله ينجحكم.
.
.
.
الإذاعة المحلية:
بعد ما رجع كل واحد لمكانه والتهى بعمله: ميساء..
وهي تشتغل بجهازها .. دون أن تلتفت للصوت: نعم؟
- اممممم. بطريقة مباشرة: وش يعني لك فؤاد؟
.
.
انتهى الجزء الثاني بعون الله
إلى الجزء القادم أترككم في أمان الله
دمتم بخير

أختكم ميسم الياسمين

ام متعب 26-10-11 03:09 PM

السلام عليكم صراحه بارتات روعه وان شاء الله تكملينها وماتتوقفين عند حد معين وبنسبه لسعود شكله بيحبها اذا شافها بس يمكن يحصل صدود منها وبصراحه انا مااعرف اتوقع بس هذا اللي طلع معي والله يوفقك

ميسم الياسمين 29-10-11 05:08 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام متعب (المشاركة 2915098)
السلام عليكم صراحه بارتات روعه وان شاء الله تكملينها وماتتوقفين عند حد معين وبنسبه لسعود شكله بيحبها اذا شافها بس يمكن يحصل صدود منها وبصراحه انا مااعرف اتوقع بس هذا اللي طلع معي والله يوفقك

الأخت الكريمة أم متعب مرحبا بكـِ نورتِ الصفحة
توقعكـِ ممكن إلى حد كبير
لكن..
هل حقا سيحبها أم ستحبه هي؟ هل سيحبان بعضهما أصلا؟ أم سيعود كل إلى حياته الأولى بدون هذا الزواج؟
هل سيستطيعان كسر الحاجز الذي بدأ يتشكل حتى قبل اللقاء الأول؟ أو سيتزوجان ثم ينفصلان؟

أترك المجال للأجزاء القادمة لتجيبك عنها..
تحياتي..

بعد قليل الجزء الثالث..

ميسم الياسمين 29-10-11 05:30 PM

بسم الله الرحمن الرحيم:

مساءكم سعيد
أود ان أشكر مشرفات ليلاس والأخت " بياض الصبح" على المساعدة
وعذرا فالرسائل الخاصة غير شغالة عندي قبل 50 مشاركة
بخصوص غلاف الرواية نعتذر من الجميع.. حصل خطأ سيتم تصحيحه في أقرب الآجال..
والآن أترككم مع الجزء III من:
أيكم زوجي؟....

قراءة ممتعة بإذن الله



الجزء الثالث:

الجزائر/ سطيف:
الإذاعة المحلية:

بعد ما رجع كل واحد لمكانه والتهى بعمله: ميساء..
وهي تشتغل بجهازها .. دون أن تناظرها: نعم؟
- اممممم. بطريقة مباشرة: وش يعني لك فؤاد؟
ميساء استدارت لها باستغراب: وش قصدك؟
- بليز جاوبيني..
ابتسمت وهي تتذكر السنوات التي قضتها برفقته: فؤاد مش مجرد زميل في العمل.. ملي كنا صغار واحنا مع بعض.. قرينا مع بعض وكبرنا مع بعض ورانا نخدمو مع بعض (رانا= إننا).. طول الفترة اللي عرفتها فيه.. اكتشفتو انسان طيب بمعنى الكلمة.. كان لي نعم الزميل والأخ والصديق. استدركت: ولاه هاذ السؤال؟
حنان تتفحصها: متأكده أن شعورك تجاهو أخوة مش حاجة أخرى؟
ميساء استغربت هذا الكلام من صديقتها: وتشكين فيا حنان؟
حنان بسرعة: لا أبدا.. بالصح إذا انتي نظرتك تجاهو هك مش معنى انو من جهته يبادلك نفس النظرة..
تركت جهازها واستدارت لصديقتها: قسما بالله لو الكلام هذا مش منك كان تصرفي غير، فهميني..وش عندك من الآخر؟
- ما شفتيه ش لما سمع بزواجك وجهه تقلب؟، كأنو السماء طاحت عليه..
ميساء تخزها: لا بالعكس، بارك لي عادي جدا. ابتسمت: بليز تخيلاتك خليها ورى.. وفؤاد ملي كان يعتبرني مجرد أخت.. وأنا كيف كيف.. ( كيف كيف= تفيد التشبيه، المقصود هنا: أبادله نفس شعوره)
حنان غمزت لها: ما علابالكش كيفاه كان حالو البارح وهو يتصل بيك والهاتف مسكر.. حتى حنيت عليه واعطيتو رقم الفيكس..
ميساء تريد أن تنهي الحوار: عادي أخي ويبغى يتطمن علي..
حنان بتأكيد: لو شفتي حالته قبيلت ما تسر عدو. دايما منضبط، بالصح ملي(منذ) سمع الخبر خرج وما رجعش..
ميساء بنفاذ صبر وهي تعود لجهازها: ما به والو.. خلاص انتبهي لخدمتك.
.
.
.

المساء:
حوالي الساعة السابعة :
مطار محمد بوضياف الدولي/ قسنطينة:

وهم يتجاوزون بوابة الخروج..
العنود تنهدت براحة: وأخيراااا ما بغينا..
عبد العزيز يضحك: بدري على الفرحة، لسه ما شفتي شيء..
العنود بخوف: شقصدك؟
الجازي بملل: اصبري وتفهمين..
العنود استدارت لسعود لتفهم منه لقته يتكلم بالموبايل: ايوة.. ايه ايه تونا خرجنا. وين نلاقيك؟ أوك.. إن شاء الله
استدار لهم : يالله بيقول في قاعة الإنتظار..
أمه وهي تمشي وتمسك يد زوجها: الله، وحششششني..
أبو سعود: ما تعبتي؟
- اه، بس عايزة شوف ابني.. من وفاة أبوه ما عاد شفناه..
- شوي لا تسرعين ورانا ليلة طويلة بالطريق..
- الولاد سبقونا .. يالله بسرعة عشان سلم على ابـ ....... ااااااااااااه بص أهو حبييييييييبي ..
.
.

بعد دقائق:
- هههههه الحمد لله انو سيارتي من ثمانية أماكن والا ما كانت تكفي.. يبي لكم حافلة بكبرها..
ضحك الجميع، عبد العزيز: إلا .. الدبة اللي جنبي هي اللي ماخذة مكانها وزود..
أمه قاعدة جنب مصطفى اللي يسوق: عزوووووووز
عبد العزيز يضحك: يبه شايف يمه قاعدة جنب ولدها، عقب ما شافته رمتك ورا ولا سألت عليك..
سعود وهو يحرك رأسه تأييدا: اهممممم ما شفتها كيف جرت ليه تحتضنو..
أبوه: ههههههه ايه شايفها.. خيانة صريحة..
أم سعود بوزت: وش دخلكم ولدي وتحاسبوني فيه..
مصطفى يضحك وهو يرفع كفها ويقبله: فديتها اللي قاعدة جنبي..
البندري: امتى نوصل الفندق؟
مصطفى: شوي بعد.. المسافة 09 كيلومترات عن المطار..
سعود: إلا مصطفى، ليه ما حجزنا في الأوتيل جنب المطار؟
- قصدك نزل المرحبا ؟
- ايه هو.. أشوف كل المسافرين بيروحون له..
ابتسم: ابي لكم الأحسن، المرحبا بثلاث نجوم واللي رايحين له الحين بأربع نجوم..
أم سعود بحب: الله يحفظه اللي يفكر في راحتنا..
.
.
.

بعد فترة ليست بطويلة:
سطيف:
بيت أبو مصطفى:

- بنااااااااات.. العشاء جاهز.
: ما زلنا ما كملناش التنظيف..
راحت لهما: يمه على بناتي ملي (منذ) رَوَّحتو (عدتم) وانتو تنظفو.. والله الدار نظيفة ما تحتاج..
ميساء سكتت وهي تلصق الجداريات.
سماح: عادي يمه ما بقاش بزاف (بزاف= كثيرا)، نكمل ونجي..
أمهم: معليه، خذو فاصل اتعشاو وارتاحو ومباعد ارجعو..
ميساء: روحي سماح، أنا شبعااانة..
أمها بقلق: من وين الشبع؟ الغداء ما تغديتيش.. وحتى البارح ما كليتيش؟
ميساء دون أن تنظر لها: شربت قهوة وكليت بالإذاعة ..
أمها: لا ما يكفيش.. لازم تأكلي بنتي ..يالله قدامي للكوزينة قبل ما يبرد العشاء (الكوزينة= المطبخ)
ميساء طنشتها. سماح: خلاص ماما روحي ابداي ، واحنا لاحقين..
أم مصطفى: أوك ما تطولوش..
سماح بعد أن راحت أمها: حرام عليكي ميساء.. مهما يكون أمنا.. ما شفتيش نظراتك وتصرفاتك معاها..
ميساء تبكي: أي أم هي اللي تبيع ولادها بالرخيص..
سماح: اسكتي لاتسمعك.. للمرة الألف نقولك تبغي مصلحتك..
ميساء بقهر: لا مصلحة ولا هم يحزنون. وهي تقلدها: وأنا للمرة الألف نقولك اللي بدلني بالفول نبدلو بقشوره..
سماح: بالصح هي يماك(أمك)، ومهما دارت لازم تتقبلي.. وين بر الوالدين؟

قال الله تعالى: {وقضى ربّك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانًا . إمّا يبلغنّ عندك الكِبر احدهما أو كلاهما فلا تقلْ لهما أفٍّ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريمًا واخفض لهما جناح الذلِّ من الرحمة وقل ربِّ ارحمهما كما ربّياني صغيرًا} (سورة الإسراء 23-24).
وقد صحّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ثلاثة لا يدخلون الجنة العاقّ لوالديه والديوث ورَجُلَةُ النساء" رواه ابن حبان
قال الفقهاء: "إذا أمر أحدُ الوالدين الولد أن يأكل طعامًا فيه شُبهة، أي ليس حرامًا مؤكّدًا، يأكل لأجل خاطرهما ثم من غير علمِهما يتقايؤه" ، وقالوا: "إذا أمر أحد الوالدين ولده بفعل مباح أو تركه وكان يغتمّ قلب الوالد أو الوالدة إن خالفهما يجب عليه أن يطيعهما في ذلك"
عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
دخلت الجنة فسمعت فيها قراءة قلت من هذا ؟ فقالوا : حارثة بن النعمان ..فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كذلكم البر كذلكم البر [وكان أبر الناس لأمه] ".
اكتفيت بهذا وفي بر الولدين حديث كثير..


بحزن: بر الوالدين راح من قاموسي من بعد ما راح بابا وباعتني اللي ولدتني .. مش أم اللي ترمي بنتها في البئر بدون تفكير..
سماح تبكي: الله يهديك وش اصاب عقلك؟ مش ميساء اللي نعرفها..
ميساء تصرخ: عقلي لا بأس بيه.. العيب فيكم وش عملتو فيه..
سماح بحزن: برااافو ميساء.. هذا وأنا وقفت معاك تقولي العيب فيا..
ميساء بغضب رهيب : وقفتي معايا لأنو الحق معايا .. وأنا مش بحاجتك ولا بحاجة جهدك اللي قاعدة تمنين به علي.. أصلا اسمعييييني من اليوم لا انتي اختي ولا أنا نعرفك..
سماح تجمعت الدموع بعينيها، وهي تخرج: ميرسي على رد الجميل.. كفيتي ووفيتي..
ميساء بقهر وحزن قاتل: امشييي طريق السد تودي وما ترد.. [ آآآآآآآخ يا ربي أشكو إليك ضعفي ونقص حيلتي وهواني ووحدتي.. من لي سواك يا رب.. رحمآك يا الله.. ]
.
.
.

قسنطينة:
نزل بانوراميك / شارع عواطي مصطفى:

: ... لا احنا نازلين المطعم نتعشاو...... يسلمك يمة......... وانتم تعشيتو؟........ صح عشاكم....... سكري الأبواب مليح........ أوك اتهالاي في روحك وفي البنات......... يمه الكل هنا يسلمو عليك....... يوصل ان شاء الله ........ ليلة أسعد يا الحنونة.
سكر من عندها: تسلم عليكم كلكم..
: الله يسلمها..
العنود وهي تطل من الشرفة: ياااااااااااي صفصف موب ذا واحد من الجسور اللي كلمتني عنها؟
ابتسم: اي نعم جسر سيدي راشد.. تدرين عام 2012 يصير عمره قرن بالتمام والكمال..
العنود: يااا الله..
سعود: عارفة يا عنود.. احنا في اي مدينة؟
العنود بفخر: ايه طبعا.. قسنطينة أو مدينة الجسور المعلقة.. ما هيك صفصف؟. أشار لها بنعم..
أمها باستغراب: من فين كل هالمعلومات عنود؟
: صفصوفي حكى لي عنها لما كان يجينا للدوحة.. وأنا صغيرة.. وحتى سعودي لما اجا هنا يدرس..
أم سعود بتعجب: وليه اسمها مدينة الجسور المعلقة ؟
مصطفى يسرد بحب: تخيلي يمه.. المدينة اللي احنا فيها مبنية على صخرتين من الكلس القاسي.. وعشان التواصل بين الضفتين شُيّدت عبر العصور عدة جسور من ثمانية فما أكثر بعضها تهدم بسبب عدم الترميم.. تعلو وادي الرمل اللي يمر ما بين الضفتين (الصخرتين) .. وهذا اللي قدامنا ماهو إلا واحد من الجسور.. نسميه عندنا قنطرة الحبال أو سيدي راشد وهو أكبر جسر حجري في العالم، دبت فيه الحركة عام 1912م.. وهو مستمر لحد الآن.. لهذا السبب نسميها مدينة الجسور المعلقة..
كان الكل يصغي إليه باهتمام واعجاب.
الجازي: وااااو... خيال..
العنود: أجل لا تلوميني لما إتكلم ثاني عن الجزائر.. ماهيك عزوووزي؟
عبد العزيز: هههههه اه، بس لا تدخليني في السالفة بينك وبين أختك..
العنود: انطم أجل.. الشرهة موب عليك عـ......
: أوووووه عنوود خلصينا، صدق بزران طول الوقت تتهاوشون.
مصطفى: معليه يبه، لا تلومهم ، خلينا ننزل نتعشا تراني جووعااااان..
أبو سعود: أجل روحو انتو، أنا مالي نفس..
- ليه يبه؟ ترا بالفندق في مطعم للوجبات المتنوعة ومطعم للأكلات المحلية.. وكل واحد يختار اللي يبيه.
سعود: أنا عن نفسي أنصحكم بالأكلات المحلية وخاصة الكسكسي اوواو والا الشربه بالفريت.. أفضل ما أعجبني طول فترة دراستي هنا..
شوقهم كلهم.. العنود بحماس: بالله؟ يالله خلينا نجربها..
مصطفى يضحك: يالله مشينا..
.
.
.

نفس الوقت بسطيف:
بيت أبو مصطفى:

سماح راحت للمطبخ وجدت أمها تبكي وقد سمعت كلام أختها: ما تقلقيش ماما.. والله ما تستاهل دمعة منك..
احتضنتها أمها: خلاص بنيتي اقعدي تتعشاي..
جلست لأجل أمها: اتصلتي بمصطفى؟
: ايه بنيتي يقول وصلوا لفندق بانوراميك ويسلم عليكم، خبريني.. ميساء كملت تجهيز؟
سماح بغيظ: بلييز ماما ما تفكرينيش فيها.. اااخ تطلع السكر. وش حاسبة روحها.. مانعرف؟ (تطلع السكر= ترفع ضغط السكر في الدم من القلق)
أمها: معليش بنتي لازم كامل نسايسوها (كامل نسايسوها= كلنا نتقبلها).. صعب أنها مقبلة على أكبر تجربة في الحياة والضغوط عليها بزااااف..
سماح: بالصح تقههههههر تغيرت شخصيتها 180 درجة..
- معليه..بعد ما تتزوج وتستقل.. رح تعرف باللي كلو من حبنا ليها.. وترجع زي ما كانت وأحسن..
- إن شاء الله..
- ما جاوبتينيش.. اختك كملت تجهيز؟
- ايه ماما.. رحنا قبيلت للسوق مع حنان وجهان واشرينا اللي نحتاجوه لغدوة.. وأنا حجزت لنا عند الحفافة .
(الحفافة= الكوافيرة)
ابتسمت براحة: لو عليَّ كنت أنا اللي حضرت كل شيء.. عرضتي صحبتك جهان؟ ( عرضتي= دعوتي)
- ايه ماما.. وقلت لها تجيب ماماها معاها..
- عملتي زين.. وأنا عرضت جدتك وخوالاتك.. وصحاباتي المقربات.. وخوك تكفل بعزيمة الرجال..
- أهاا.. وميساء قالت لي دعت كل زملائها وزميلاتها في الإذاعة.. وأعمامي وعمتي ما يجوش؟
- لا، وينهم وويننا كلهم بفرنسا..
- اوووه يعني حتى محمد مش رح يجي؟.. ما تصدقيش قداه توحشتو..
- معليش، اليوم الصباح اتصلت عمتك واعتذرت على الفاتحة، ووعدتني باللي رح يحضرو في العطية. (العطية = في العرف الجزائري حفلة أو عرس تتكفل بها أسرة العروس، وهي وليمة تُحضر من الأضحية التي تهدى من طرف أهل العريس إلى أهل العروس.. وتسمى بالعطية نسبة إلى العطايا والهدايا التي يجلبها الضيوف للعروس في هذا اليوم ..كما أن أم العريس لابد ان تتكفل بوضع الحناء لزوجة ابنها تكريما لها)
.
.
.
حوالي الساعة الحادية عشر ليلا:
سطيف / الجزائر:
منزل أبو جمال:

: شاهي وش رأيك.. جيت مليحة؟
: واااااااو تهبلي جهان..
جهان ابتسمت بفرح: رحت اليوم للسوق مع سماح والعروس وصحبتها واشرينا كل شيء..
شهيناز(أختها الكبيرة): رووووعة.. حرام عليكم، كلكم تروحو غدوة وما تودونيش معاكم؟
جهان بتريقة: اييه أحسن، اقعدي حضري للباك.. عام امتحان وتبغي تروحي لحفلات..(الباك= البكالوريا)
شهيناز: هااااا اللي يسمعك يقول الامتحانات ما تخصها ش.. وش الفرق أنا باك وانتي بيام؟
دخلت أمهم بقلق: بنات وينو فؤاد؟
: ما نعرف..
- آآآآف وليدي.. ملّي خرج الصباح لخدمتو ما رجعش..
شهيناز: عادي يمه فؤاد راجل..
أمها بخوف: بالصح من البارح حسيت انه قلقان سألتو ما يجاوبش..
جهان: الله يستر..
شهيناز: مااااما تخيلي يموت
أمها شهقت برعب.. واختها غطت فمها: اسكتي أحسن وش هاذ الفال؟
أمها قامت وخرجت من الغرفة..
شهيناز: شفتي.. أصلا نوضي تصلي العشاء.. (نوضي= قومي)
ضحكت: ماااااااا نصليييييش.. عذري معايا
دخل جمال مع كلمتها: أووهااا.. وشكون اللي ما تصليش؟
حمر وجهها هي وشهيناز اللي قرصتها وسكتو..
هناء(أختهم الصغيرة 1 ابتدائي): ايييه جمال .. شوف جهان من البارح أنا نصلي وهي ما تصليش وتقول عذري معايا..
ناظروها بصدمة..
جمال وهو يحملها ويقبلها: هههههههههههههه حبيبتي انتي ..فضحتيها ياختي.. شوفي وجوههم أشكال ألوان.. وهو يستمتع بإحراجهم: وشهيناز دايما تصلي؟
شهيناز شهقت وحاولت أن تنسيه: جمال ماما مقلقه على فؤاد.. روح شوفها.
جمال: بالله؟
- ايه والله..
وضع هناء مع ارتفاع صوت أمهم: وين كنت فؤاد؟ كيفاه تخرج من الصباح وهذا وين تولي؟ (تولي = ترجع)
فؤاد يكاد يتهاوى من شدة الارهاق: خلاااص يمه.. تصبحي على خير..
أم جمال بجدية: اقعد فؤاد وقلي وش بيك؟ من البارح حالتك ما تسرش..
فؤاد ناظر أخاه برجاء وهو فهمه. جمال: معليش يمه، أكيد تعبان، خلي لغدوة ويشرح لك..
أمه: غدوة ما عنديش وقت.. يا الله يكفيني نروح للكوافيرة ، ونسجي بش نروح للفاتحة نتاع ميساء..
نظر في أمه بصدمة: يمة كيفاه تروحي لميساء؟
- ايه أختها صحبت جهان عرضتها وياي (عرضتها= عزمتها)
بارهاق كبير: اسمحي لي نروح نرقد نرتاح..(نرقد = أنام)
أمه أشفقت عليه مع تعبه: نووم العوافي.. بالصح غدوة تقولي وش بيك..
لم يرد عليها واتجه لغرفته.. سكر الباب وانخرط في بكاء عميق.. فتح جواله عله يلهي نفسه به
..قرأ على شاشته [ لديك 3 اتصالات من "حبي الأول والأخير" ] ، بدون تفكير اتصل بها..
صوتها متغير: ألووو..
خاف عليها لأنه حس بنبرة بكاء ولكنه أرجع سبب ذلك إلى النوم: ألوو، ديزولي ميساء فيقتك من النوم؟ ( ديزولي= عذرا)
- لا عادي خويا .. وش راك؟
- نحمدو ربي.. لقيت اتصالاتك توا وين شفتهم..
- ايه.. اليوم عرضت الكل في مقر الإذاعة وانت مالقيتكش.. اتصلت فيك بش نعرضك للفاتحة غدوة بالمساء..
[من يصدق.. حبيبتي تدعوني لزواجها بـ"غيري"] بنبرة حزن لم يستطع اخفاءها: ميرسي..ما نقدرش نوعدك ..إذا قدرت نجي..
ميساء انتبهت له: وش بيك فؤاد؟
- وش بيا؟
ميساء: بلييز فؤاد ما تردش عليا بسؤال، اليوم ملي اجيت للإذاعة من الصباح وسمعت الخبر.. خرجت وما رجعتش .. نتصل فيك ما تردش.. وأخيرا لما اتصلت قاعد تكلمني بطريقة ما تعجبش.. راك زعفان؟ (راك= انك) (زعفان= زعلان)
فؤاد: لا وش اللي يزعف..
ميساء: إلا زعفان على خاطر انت آخر من سمع على قولتك.. والله صدقني كل شيء فات بالسرعة وأنا أول ما خبرت حنان ولات تعيط وسمعت كل المقر.. وإلا أنت خويا وتعرف مقامتك عندي..
فؤاد بانكار: أصلا مصطفى عطاني خبر من يومين وأنا كنت عارف..
بصدمة: ولااه ما سقسيتنيش ولا هدرت لي؟
عكس ما بداخله: عادي حياتك الشخصية.. وأنا قلت نستنى إذا بغيتي تخبريني بنفسك..
ميساء: سوري فؤاد.. بالصح أنا عن نفسي مازلت ما صدقتش ..
كأنه يكلم نفسه، بنبرة استهزاء وبدون وعي: لاااااااااء ولو.. عيشي الأمر الواقع يا مداام.. وخلينا نعيشو الأمر الواقع..
ميساء: وش قصدك؟
- اللي فهمتيه ههههههههههه [ شر البلية ما يضحك ]
ميساء صرخت : فؤاااد لاه تضحك..
سكت..
بقهر :تتمسخر بيا؟ ( تتمسخر بيا= تهزءني)
- لا حاشا..
- أجل، وش تعني هدرتك؟
- والو انسيها..
سكرت في وجهه..
ندم على طريقة كلامه، بعد ثواني ارسل لها :
je suis trés fatigué.. pardon ma sœur
( أنا تعبان جدا.. عفوا أختي)
قرأته بتفهم وردت عليه:
Ok frère, bonne nuit
(أوك أخي، ليلة سعيدة)
ابتسم وهو يقرأ المساج وعرف أنها سامحته (المساج= الرسالة) [ دايما قلبك كبير ي عمري]، رد لها:
A toi aussi, chérie
(لك أيضا، عزيزتي)
- merci frère.(شكرا أخي)
- de rien.(أبدا: لا شكر على واجب)
حط راسه على المخدة وغفى وهو مرتاح لما سمع صوتها..
وهي حست براحة بعد أن كلمته [ لو تخلى عني كل أهلي يبقى ثمة أصدقاء أوفياء]، تمددت ونامت بارتياح..
.
.
.
الطريق السيار شرق غرب (قسنطينة / سطيف):
حوالي الساعة السادسة صباحا:
السيارة:

: طيب ليه انطلقنا بدري، ما الملكة بعد العصر؟
مصطفى يبتسم وهو يراها بمرآة السيارة: مش حابة تروحي ؟ ترا عادي بنرجع..
العنود: لاااا .. بس مللللل الكل نايمين ..شغل الإذاعة خلينا نتسلى شوي..
ضحك: تآآمريني عنودتي..
شغل الإذاعة مع انتهاء بث نشرة الأخبار.. "مستمعاتنا الكرام مستمعينا الأفاضل يسرنا وقبل كل شيء أن نرحب بكم ونقولولكم صباح الخير عليكم.. برنامج صباح الخير منكم وإليكم.. هما رقمان: ////////0 و ////////0 لمن أراد أن يتصل بالبرنامج.. معكم على العارضة التقنية #### ### والمخرج الزميل ##### ##### ومنشط البرنامج ##### ### .. نتمنى لكم قضاء وقت ممتع مع فقراتنا لهذه الصبيحة.. كما نستغل هذه الفرصة باسم جميع الزملاء في الإذاعة لنبارك لزميلتنا الغالية ميساء سالم بمناسبة دخولها للقفص الذهبي .. فألف مبروك وعقبال الذرية الصالحة إن شاء الله.. والآن نستمع وإياكم إلى هذا النغم القسنطيني..."
العنود بعد تفكير صرخت: اوووووووه ميساااااااااااء..
مصطفى يضحك: صحَّ النوم..
أمه بإعجاب: ما شاء الله.. دي عروستنا..
سعود انتبه وفز من مكانه: ججججججد؟
مصطفى باستهزاء: لا..أكيد غلطو في الإسم..
سعود بنفاذ صبر: خلصنااااا، جد هي ميساء أختك؟
مصطفى بواقعية: يعني في ميساء غيرها وتحمل اسمها وتشتغل بنفس مقر الإذاعة؟ طبعا أختي..
عبد العزيز: ما شاء الله..
سعود: ش يعرفني ما كنت اعرف اسمها الكامل. بمزح: شايفة عنودتي مرتي مشهورة نياهاهاهاهاهاها..
العنود بتفحص مازح: اووها.. لتكون أخذتها عشان شهرتها ؟
مصطفى يضحك: أي شهرة الله يهديك.. مجرد صحفية بإذاعة محلية..
عبد العزيز: ههههههه لا تلومونها ما صدقت البنت..
سعود ضحك على نفسه: تصدق مصطفى.. أول مرة اسمع عندك اختك تشتغل بإذاعة..
مصطفى بدهشة: غريبة ما تعرف شغل خطيبتك..
سعود: مدري.. كان ظني إنها تدرس، لأني بفترة دراستي هنا..على علمي، كل اخواتك يدرسون..
مصطفى: أهاا.. توها متخرجة قبل عام.. يمكن عشان كذا ما سمعت..
ابتسم وغمز لمصطفى في المرآة: امممممم يعني اثنيناتنا تخرجنا بنفس السنة ..
مصطفى ابتسم: بالضبط .. الظاهر من زمان القلوب جنب بعض..
أبو سعود يضحك: قليلين حياء.. احشموني يا ولاد تراني أبوكم..
: ههههههههههه يبه امتى صحيت؟
.
.
.

سطيف:
بيت أبو مصطفى:

: يالله ميساء البسي حجابك، حجزت عند الحفافة الساعة سبعة والحين 06:45 يا رب تكفينا مسافة الطريق..
بدون أي تعبير: روحو انتما أنا لاحقة..
أمها: معليش نستناوك.. ما تطوليش بش نكملو قبل ما يجو الضيوف..
لبست جلبابها وعدلت الغطاء على رأسها وخرجو..

.

في محل الكوافيرة:

: ما شاء الله تبارك الله، الله يبعد عنك العين يا بنيتي..
بأدب واضح: تعيشي خالتي ..
المرأة ناظرت أمها: ربي يحفظها لك، جمال وأخلاق..
ـ من ذوقك خاله..
.
.
.

نفس الوقت:
بيت أبو جمال:

قاعدين على الطاولة بالمطبخ يفطرون..
جهان بحماس: ماما ازربي (أسرعي) بش نروحو للحفافة .. متحمممممسة نشوف ميساء..
أمها تضحك: لاه السرعة ؟.. نفطرو ونروحو..
شهيناز: أف حتى أنا حابة نشوفها.. أكيد تجي تححححفة..
جهان: أي البارح لما جربت الكراكو طلعت روووووعة.. (الكراكو: لبس تقليدي جزائري)
دخل فؤاد..
جهان بتريقة: أفآآآ فؤاد.. صديقتك من الطفولة وما تحضرش زواجها..
فؤاد: وشكون قالك الهدرة هاذي؟ بالعكس نحضر حتى العقد في الجامع.. وانتي لالا(المقصود المسجد)
جهان فتحت عيونها: عرضضضضتك؟ (عرضتك= عزمتك)
فؤاد: ايه طبعا.. ضحكوا على حالها..
:ههههه وش بيك متروعة ؟
دخل جمال ، سأل: شكون اللي متروعة؟ (شكون= من)
جهان بقهر تريد أن تفرغ غيضها فيه: وانت جمال دايما تلحق الهدرة على آخرها وتبغي نعاودو لك؟
تذكر موقف الليلة الماضية، ابتسم بخبث: قوليلي جهااااان.. صليتي الفجر؟
جهان حمر وجهها لما تذكرت وسكتت..
فؤاد: يب يب جمال.. شايف اللي أن شايفو.. أول مرة جهان وجهها يحمر.. شوف شوف طوماطيش (طماطم)
شهيناز اعتذرت بسبب الدراسة وقامت لتهرب بخجلها.. وهناء قعدت تعيد كلام أخوها: طوماتيث طوماتيث
وأمهم ابتسمت: احشمو على روحكم..(استحوا من أنفسكم)، يالله جهان البسي خلي نروح..
نسيت كل خجلها وقفزت من مكانها بفرح لتلبس عبايتها..
.
.
.
حدود ولاية سطيف:
السيارة:

الجازي بتذمر: بسسسك حس عنود.. يا طريق.. ما أطولك..
العنود: مامي شوفيها..
أبو سعود: اوهاا انتي وياها انطمو.. مصطفى كم باقي على الطريق؟
- حوالي عشر دقايق يبه ونوصل..
أم سعود: بنروح فين؟
استغرب: بيتنا يمه..
الجازي: بس عيب .. ما بيصير، الموعد بعد العصر نروح على صباح الله خير..
مصطفى: البيت بيتكم ومفتوح ليكم في أي وقت..
أم سعود: إلا أختك معها حق..
- أفآآ.. يمه كذا بازعل..
عبد العزيز: معلش مصطفى .. لو كنا رجاجيل بس .. عادي بنقعد برا ، بس كذا والحريم معنا موب زينة نروح بدري نحرجهم.. أكيد يبون يجهزون..
أبو سعود: لا تزعل يأبيك بس أمك واخوك كلامهم حق..
مصطفى يعلم بأنه لن يستطيع إقناع ابيه لأنه لن يغير رأيه، تنهد: والعمل؟
سعود باستفسار: مصطفى لسه معك مفاتيح الشقة اللي كنا نروح لها زمان عشان نقدر ندرس ؟
- أي نعم، بس مش لايقة.. مالا قد المقام..
سعود:عادي عطينا المفاتيح وكله نهار نقضيه فيها وبعد العصر نجي عالملكة ..
أمهم: ايوة مصطفى كلنا هنروح للشقة، والمساء بنجي..
العنود بوزت: يؤؤؤ يعني ما رح نقعد مع العروس ..
مصطفى ابتسم: فديتها عنودتي .. شايفين الناس اللي تفهم..
الجازي: دامها تبي تروح خليها تروح.. بس أنا عن نفسي أفضل الشقة .. وانتي يمه؟
أمها: أوك.. اللي يناسبكم..
سعود: معناها بنروح كلنا عالشقة والدبة ديه وديها معاك يا مصطفى..
عبد العزيز : بس اوعي يا بت تفضحينا وتخلصي كل الأكل قبل ما يجي الضيـــ....... آآآآآآي، والله لتدفعيها غالية هالضربة..
أبو سعود صرخ: عزوووووز خلِصنا..
ضحك: السموحة يبه. دنق لها وهمس في أذنها وهو يقرصها: حسابك بعدين..
مصطفى يوقف السيارة أمام أحد العمارات وهو يشير بأصبعه: دي هي الشقة .. يالله نزلنا..
.
.
.

محل الكوافيرة:
[ ي رب خلصني منها.. بففف مش حابة تسكت]
: ولدي هذا اللي حكيتلك عليه أستاذ في الجامعة..
[ اووف وش دخلني في ولدك من الصباح تهدر عليه] : أهاا..
: وعلابالك أي مادة يقري؟
[ لا ماعلاباليش ومش حابة نعرف] ابتسمت مجاملة: لا..
:بروفيسور في الفيزياء..
[ يا رب ارزقني صبر يعقوب] : الله يبارك..
سكتت شوي: بالصح مش متزوج.. وأنا قاعدة نفتش له على عروس تناسبو..
ميساء شوي وتبكي من ثرثرتها: اه ربي يكون في العون..
دخلت امرأة للمحل.. ميساء استغلت الفرصة وجرت إليها واحتضنتها: وش راكي إلهام؟ توحشششتك..
إلهام مسكت يديها: والله بخير دامني شايفتك قدامي.. ايهييي شحال شابة ( شحال: كم) (شابة: جميلة) العروسة نتاعنا الله يحميك من العين..
ميساء: ربي يعيشك,, وقتاه جيتي من العاصمة ؟
إلهام بفرحة: البارح الظهر أول ما خبرتيني حجزت في الطيارة(الطائرة) وجيت دايركت..
ميساء: أرواحي(تعالي) نقعدو بعيد بش نقدرو نحكيو براحتنا..
- دقيقة نسلم على يماك وأختك ونجي..
ميساء بتحذير: عندك تغلطي تسلمي على المرأة اللي بحذاهم (بحذاهم= جنبهم)، والله تلصق فيك وتقعد تهدر .. ولدي ما ولدي...
ضحكت: ما تخافيش أنا ما تهدرش معايَ انتي اللي طامعة فيك لولدها..
راحت سلمت على سماح وأمها ثم رجعت لها وقعدو في فوتاي.. (فوتاي= صوفة، أريكة)
إلهام : توححححشتك.. والله ما تتصوريش قداه فرحت لك مبروك عليك..
ميساء لم ترد أن تزعجها: يبارك فيك، خبريني.. عجبتك الخدمة في العاصمة؟
- الحمد لله، بالصح على بالك الخدمة في الحبس صعيبة وتحتاج صبر.. (الحبس= السجن)
- انتي بعد من بين كل الأعمال خيرتي مرشدة نفسية.. ووين؟ في السجون..
إلهام ابتسمت: صح خدمتي تتعب بالصح في المقابل ما تعرفيش مقدار السعادة والراحة النفسية اللي نحس بيها كل ماقدرت نحل مشكلة سجين منهم.. أو تاب أحدهم على ايدي..
ميساء بإعجاب: الله يجزيك خير على عملك الإنساني.. كلنا نغلطو مش معصومين من الخطأ.. لكن، دايما نحتاجو فرصة نصلحو فيه غلطاتنا.. وانتي هاذ الفرصة قدمتيها لهم..
إلهام: الحمد لله، قوليلي، كانش جديد؟(هل من جديد) حنان وش راها(كيف حالها) مع راجلها ، اااخ ما علابالكش قداه توحشتكم..
ابتسمت بحب: يتوحشك الخير حتى احنا توحشناك.. وحنان شوي وتجي للحفافة وتشوفيها..
جاءت واحدة من العاملات في المحل: مادوموازيل ميساء؟
: اي نعم..
باعجاب: تفضلي معايا جا دورك يا عروس.
.
.
.

انتهى الجزء الثالث بعون الله
انتظروا الجزء القادم
وأول لقاء بين أخ وأخت مصطفى!!!
دمتم بخير

أختكم ميسم الياسمين



ميسم الياسمين 18-11-11 02:39 PM

بسم الله الرحمن الرحيم:

مساءكم بخير
إليكم الجزء VI من:
أيكم زوجي؟....

قراءة ممتعة بإذن الله



الجزء الرابع:



شقة مصطفى بالعمارة :
: مصطفى دامكم مصرين تسوون عرس هنا .. اشرايك نعمل الزفة بنفس العرس وآخذها معي شهر عسل وبعد ما نرجع للدوحة نسووي عزيمة لمعارفنا اللي هناك؟
مصطفى: مرتك كيفك..
أبوه : لا وش ذا.. البنت من حقها العرس ..
سعود: ما قلت موب من حقها.. بس أكيد أهلنا ومعارفنا اللي بالدوحة ما بيقدرون يجون كلهم للجزائر.. ونفس الشيء بالنسبة لمعارف أهل العروس.. فأنا قلت كذا عشان ما تصير فيه مشاكل.. بأخذ مرتي عقب العطية من هنا..ويحضرون كل أهلها ومعارفها فيها .. وقرايبنا اللي ما عزمناهم لاحقين على عرس بالدوحة..
مصطفى: ايه أنا بعد كنت متلخبط شوي لأنو ما يمكن نعزم معارفنا بالجزائر لعرس بالدوحة.. فهنا نخليها لمعازيمنا طبعا بحضوركم.. وبالدوحة بتكون لمعازيمكم طبعا بحضورنا هعع..
أبوه: ايه كذا الفكرة حلوة..
سعود: معناها اتفقنا..
مصطفى يبتسم: اه.. بس خير العريس مستعجل؟ ههههههههه
:ههههههه. سعود بحيرة: تصدق مصطفى أنا للحين مش فاهم كيف رح تتم الملكة.. لأنه على حسب درايتي بالقانون الجزائري عقد الزواج بيضم عدة إجراءات تنظيمية عند زواج الجزائريات بالأجانب.. ويشترط حضور رخص مكتوبة من الوالي.. وأظنها بتستغرق مدة لابأس بها..
مصطفى بدراية: ايه بالضبط ، بس لو حسبنا قانون ومشرع ومدري، ما رح يتم الزواج بسهولة.. عشان كذا أحسن طريقة اننا نبرم عقد الزواج بالمسجد بقراءة الفاتحة وحضور جماعة وشهود .. طبعا وفقا لأحكام الشريعة الإسلامية اللي من بينها موافقة الطرفين وولي الزوجة.. وتصبح من اليوم حلالك شرعا.. وبعدها لاحقين على المحكمة وما رح تلاقي صعوبة ـبإذن الله- مادام زواج الفاتحة(العرفي) معترف به في عرفنا.. فاللي عليك إنك تكتب طلب بتسجيل عقد الزواج لوكيل الجمهورية.. والنيابة العامة تسجل الطلب لرجال الضبطية القضائية اللي بدورهم يتحرون صحة العقد ويتحققون من الأدلة .. بعد كذا يصدر رئيس المحكمة حكم بتسجيل هذا العقد بأمر من وكيل الجمهورية ..ثم يرسل كاتب الضبط نسخة منه لضابط الحالة المدنية بالبلدية اللي وقعت فيها عقد الزواج ..و بعد كل ده يصير بإمكانك الحصول على نسخة منقولة أو مستخرجة عن سجل الحالة المدنية و يثبت قانونا قيام عقد الزواج..
العنود سمعت كلامه.. باهتمام: أفا.. كل ذا عشان عقد زواج.. اللي يبي يأخذ بالجزائر يندم من يومه.. ههههههه
مصطفى: احنا الشباب اللي بنواجه صعوبات ..والا البنات بالذات ياخذون حقوقهم وزيادة لو تزوجو بالجزائر.. تخيلي بالقانون الجديد ممنوع أي زوج يتزوج على مرته.. إلا بشرط قبول الزوجة الأولى.. وبتصريح يثبته رئيس المحكمة.. غمز: ها وش رايك بالعرض؟
بمزح: واااااو معناتها من الآن احجز لي عريس هههههه..
أمها لكزتها: استحي يا بت.. تقولي هالكلام قُدّام أهلك..
سعود يضحك: خليها يمه.. بنتك تبي تضمن مستقبلها..
مصطفى يقف: يالله عنووود مشينا.
: بتروحون؟
- ايه ضروري عشان اتكلم مع الشيخ اللي يعقد.. واتطمن على التنظيمات..
سعود: الله يجزاك خير..
مصطفى: ولو، أشوفكو على خير.. ولو تبون شيء التلفون بيناتنا..
: الله يوفقك..
.
.
.
المساء بعد العصر:
بيت أبو مصطفى:
تعالت زغاريد النساء..
العنود قاعدة جنب سماح بعد أن تعودت عليها من جابها مصطفى الصباح : يااااااااي يعني خلاص أخوي ملك على أختك..
سماح ابتسمت مجاملة: ايه.. توا رجعوا من الجامع يقولوا تم العقد..
قعدو يسولفون وكل واحدة أعجبت بشخصية الأخرى واطمأنت لها..
..
زاوية أخرى من الصالة..
أم مصطفى تناظر العنود: ما شاء الله بنتك حبوبة ملي شفتها حبيتها.. حتى شوفي كيفاه تعودو على بعضهم..
أم سعود ضحكت: اهيي مين يصدق انهم تعرفو على بعضهم اليوم الصبح..كأنهم خويات من سنين..
أم مصطفى ابتسمت: صدقت..
جاءت العنود هي وسماح وجهان . العنود: يمه حنا طالعين عند ميساء نشوفها..
: وأنا بردو عايزة أبارك لها.. كَنَّتي الغالية..
أم مصطفى اطمأنت لكلام أم سعود: يالله تفضلو معايا.. نلقاوها في غرفتها مع البنات. انتبهت لأم فؤاد اللي كانت جنبها: يالله معانا..
: لا معليش نستناها مع النساء حتى تنزل..
: براحتك خيتو ..الدار دارك..
: تعيشي..
..
غرفة العروس:
: خلاص ميسسو وعلاه تبكي؟ والله جيتي بوبية (بوبية= دمية المقصود: جميلة، رائعة، فاتنة).. يالله أنزلي الضياف يبغاو يشوفوك..
ميساء تبكي بشدة : والله مش مصدقة حنان.. يعني خلاص أنا متززوجة..كيفااااااه؟
دخلت إلهام مسرعة: ميساء آي جاية عجوزتك (عجوزتك=حماتك) وسلفتك يسلمو عليك..
اضطربت كثيرا. حنان: خلاص ميوستي امسحي دموعك وما تبكيش قدامها..
مسحت لها دموعها بمنديل .. على دخول الجماعة [ أمها وحماتها وكنتها وأختها وصديقتها ]..
سلمت على أمها وأختها مضطرة أمام الجميع..
طوقتها جهان وسلمت عليها بحب: ألفففف مبرووووك.. فرحنا لك بزااااف..
حاولت أن تبتسم لها .. ورجعت عيونها بالأرض..
أمها باضطراب تقدم لها أم سعود: ميساء هذي حماتك..
أم سعود بإعجاب تطالعها وهي لابسة الكاراكو.. روووعة (الكاراكو= لباس تقليدي جزائري): ما شاء الله على هالجمال اليوسفي.. أللللف مبرووك ربنا يجمعكم على الخير ويهنيكم..
[ على واه مبروك؟.. على ضياع حياتي.. على موت احساسي] بصوت لا يكاد يسمع : يبارك فيك..
العنود احتضنتها وقبلتها: قمررر ما شاء الله.. ربي يحميك من العين.. أكيد ما عرفتيني، معاكي العنود أخت سعود..
ميساء وهي لا تستطيع ادارك ما حولها: متشرفين..
العنود: الشرف الي يا قمر..
سماح حست بأختها مخنوقة وخافت تبكي وتخرب الجو: يالله ماما ننزلو.. رح تنزل ونشوفوها التحت..
سحبت العنود وخرجت ولحقتها أمها وأم سعود اللي سلمت عليها وهي تثني عليها وطلبت من البنات يقروون لها قبل ما تنزل..
ميساء أول ما انصك الباب انفجرت في البكاء..
جهان صدمت من بكائها وهي ترى بنت خالتها وحنان يهدءونها..
: ميساء اسكتي لا يرجعو ويشوفوك..
: خلاص حنونتي ما تبكيش عجوزتك باين(مبين) عليها ناس ملاح.. وسلفتك كيف كيف..
ميساء منهارة من البكاء: عمري تخيلت نخلي خدمتي ونتزوج .. ومن برا البلاد..
حنان: معليه عمري.. الناس باينين أخلاق وأمانة.. وأكيد تتعودي عليه وتحبيه.. شافية(متذكرة) لما تزوجت برضا وش بكيت؟ بالصح مباعد حبينا بعض واحنا عايشين..
ميساء لا تريد أن تشغل بالهم أكثر فهم لا يعرفون أنها مجبورة: والخدمة والقراية والجهد كل شيء يروح؟
جهان رأفت بحالها.. وحاولت تهديها هي والبنات.. طولوا معاها حتى هدت مسحوا دموعها وعدلوها ونزلوا للصالة..
.
.
.
بعد المغرب:
بيت أبو جمال:
فؤاد متكي على الأريكة مقابل التلفاز وهو يحس أن جزءا من روحه سلب منه.. انتبه على كلام أخته..
شهيناز بحماس: جهان صورتي العروسة؟
جهان باختناق: ايييييييييه..
أمها دخلت: ياااااه كون تشوفيها.. الله يبارك بوبية .. ربي يبعد عليها العين..
شهيناز: ميساء من يومها باهية الله يبارك.. هاا جهان جيبي الكاميرا نشوفها..
امها: ايه جهان.. حتى أنا نبغى نشوفها..
جهان: ماما توا كنا عندها وشفتيها..
أمها : سبحان الله البنت شكون يشبع من شوفتها.. تهبببل الله يبارك جمال وأخلاق تتحط على الجرح يبرى..
فؤاد يسمع لها وفي قلبه [ صدقت والله]
: يالله ماما نوضي (نوضي= قومي) جيبي لأختك تشوفها..
جهان قامت بتذمر لتجلب الصور..
شهيناز باستغراب: يمة وش بيها جهان؟ مش عادتها..
أمها بحيرة: والله منعرف.. ملي طلعت عند ميساء الفوق ورجعت نفسيتها زفت..
شهيناز: يكون ما عجبهاش الجو؟ والا ما لقاتش اهتمام..
أمها: لا بالعكس..دار(أهل) العروس مهتمين في الضيوف الكل.. كل شوي أمها وخالاتها يجونا يحكو معانا والا يسقسيونا إذا احتجنا شيء.. وهي قاعدة مع أسماء والبنات..
جابت الكاميرا وخرجت وأخلاقها مقفولة..
شهيناز صرخت: واااااااااااااااااااااااااو تهبببببل..
فؤاد حس بألم في قلبه وهو يسمعها ولا يمكنه رؤية الصور..هم بالخروج..
أمه : وين؟
: رايح لجهان نشوف وش بيها..
.
.
.
نفس الوقت:
بيت أبو مصطفى:
: يبغى يشوفك..
برعب: لا.
مصطفى: وش قلتي؟
سكتت..
مصطفى: يالله قدامي..الكل راحو لدارهم وسعود باغي يشوفك..
ميساء أرادت أن تتكلم فاجأها دخول أم سعود والعنود والجازي..
جاءت أمها وقد كانت مع سعود: يالله بنتي رجلك يستناك..
لم تستطع أن تعارض..
مصطفى بجدية: الحقيني..
راحت معه..
العنود: ييييي ما ألوم أخي لو خربها الليلة هههه.. ما شاء الله هالبت تجننن..
الجازي: وجع استحي بس..
أمها تضحك بمزح وهي تناظر أم مصطفى: بس بجد لا تخلوهم لحالهم، ما هاقدر اضمن تصرف ابني لا شافها.. ههههههه قمررر الله يحفظها..
..
زاوية أخرى من البيت:
: دقيقة برك..
مسحت دموعها وسمت ودخلت وراء أخيها..
.
.
.
بيت أبو جمال:
غرفة جهان:
: أدخل..
دخل وجلس جنبها على السرير..
بحنان: وش بيها اختي الصغيرة؟
جهان بلعت غصة بحلقها: والو..
فؤاد: أف من وقتاه تخبي على خوك؟ (تخبي= تخفين)
جهان ودموعها بدأت بالنزول: بلييييز فؤاد نطلبك وما تردنيش..
فؤاد بخوف عليها، وهو يمسح دموعها: اطلبي عينيا نمدهم لك..
: ميساء غاضتني(أشفقت عليها) بزاااف ملي رحنا تبكي.. ونحـ.....
قاطعها بهلع: ولاه تبكي ميسااا؟
: تبكي على زواجها ..على خدمتها ..على بزااف حوايج.. أنا قلت لتقدر تعاونها وتلقى لها شغل ولو عن بعد، لأنها تروح تسكن في الخليج وما تقدرش تكمل خدمتها في الإذاعة..
بحنية لمن ذكر اسمها: ميساااء تجبر كل من يتعرف عليها يحبها.. خلاص امسحي دموعك مباعد ( مباعد= فيما بعد) نهدر معاها ونلقاو حل ان شاء الله..
.
.
.
بيت أبو مصطفى:
الصالة:
وقف بدهشة مع دخولها وهو يناظر جمالها الأخاذ وخاق معها: مصطفى إنت متأكد ما غلطت وجبت معك ملاك بدل اختك؟
ميساء نزلت رأسها وقربت تبكي..
مصطفى ابتسم: استحي يا رجال.. تغازلها قدامي..وأنا أخوها..
ما رد عليه وقعد يناظرها: ما شاء الله .. يا كذا النساوين يا بلا..
مصطفى يضحك: ارحمها بس.. قطعتها بنظراتك..
سعود كأنه في غيبوبة: تعالي بس اقعدي جنبي..
ميساء بدأت فعلا دموعها بالنزول..
مصطفى حس بها، وشَفَّته(أشفق عليها).. تعود أن يرى دموعها في الفترة الأخيرة..ولطالما أراد أن يدفنها في حضنه كلما رأى دمعتها.. [ ياااه يا ليته فيّ أنا ] ولكن صرامته منعته من ذلك.. وهي تجبره كل مرة إلى أن يعاملها بقسوة من أجل مصلحتها "حسب تفكيره" [ خلاص قسيت بما يكفي وما بقاش داعي للصرامة تَزوَّجَتْ والحمد لله].. احتضنها بقووووة وهو يغرسها بين أضلاعه..
سعود لتوه يفيق من غيبوبته وهو يرى دموعها والمشهد أمامه: هييييئ تراها زوجتي..
مصطفى مسح دموعها: ألف مبروووووك يا روحي..
ميساء دهشت لتصرف أخيها وحنانه الذي اشتاقت إليه.. ولكن زادت حدة بكائها..[ مستحيل قلبي يحن عليك بعد اللي عملتو فيا.. عاملها حنون قدام الراجل]
مصطفى يحاول تهدئتها: ميساء هذا رجلك قدامك. طالع سعود: عذرا بس مستحية شوي..
سعود اقترب منها: أفا كل ذا حياء.. باسم الله عليكي.. ما تشوفين شر..
ظلت تبكي وهو يناظرها: مصطفى ممكن دقايق لحالنا..
مصطفى توقع أنها سترفض، غمز له: وش تبي من أختي؟ بعد العرس واقعد معها مثل ما تبي..
سعود وهو يناظر دموعها : دقائق بس..
: معليش شايف البنت تعبانة.. خلي نأجلها..
ميساء مسحت دموعها: روح مصطفى..
التفت لصوتها وفتح عيونه بدهشة : ميساء متأكدة؟..
بجدية: ايه روح..
سعود باعجاب: خلاص.. الحلوة متركتش سبب للرفض..
ابتسم مصطفى براحة [ ما توقعتش منها أنها تتقبل بسهولة.. الحمد لله ]: أوك.. ما رح طول ها..
بفرحة: انقلع بس..
خرج مصطفى وصك الباب..
قعد لفترة يناظر اتساع عينيها الزرقاوتين والدموع تتساقط منها كشلال في طبيعة خلابة وأهدابها الطويلة جعلتهما جذابتين لأبعد ما يكون.. البشرة البيضاء والشعر الحريري شديد السواد " ما يتميز به سكان تلك المنطقة الشاوية" .. وفوق هذا لباسها المميز"الكراكو" لم يره من قبل إلا أنه أعطاها منظرا رائعا فوق جمالها.. نقل نظره إلى أنفها الرقيق الحاد ومنه إلى شفتيها اللتان ترتجفان بخفة.. لم يحس بنفسه إلا وهو يقترب منها: ياااااه الحين كل ذا لي أنا.. انتفضت بشدة وابتعدت عنه وزاد شهيقها..
شعر بخوفها وانتبه لنفسه: خلاص يا قمر آسف لا تخافين.. هِدِي بس خلاص شوفيني بعدت..
جلس بالأريكة المقابلة وبعد عنها عشان تهدئ..
بعد مدة مسحت دموعها..
وهولازال في مكانه: برافو يا حلوة.. مفيش داعي تبكين.. ولا تخافين مع الزمن رح نتعود على بعض..
جلست على الأريكة المقابلة وعيناها بالأرض وهي لا تصدق ما تسمع وما ترى..
[فديت الخجلان أنا] : هههه ارحمينا قولي ولو كلمة ..سمعينا صوتك..
سكتت..
: امممممم طيب كام عمرك؟
أجابته بصوت خافت..
[ يااااااااااه اش هالصوت خياااااال ]: نعم ؟ طلعي صوتك مااا سمعنا؟
بصوت مخنوق: وااااااحد وعشرييييين..
: أهاا.. العمر كله يا رب.. بس غريبة كيف كملتي دراسة وتشتغلين.. موب صغيرة يعني؟
وكأنها نسيت من تخاطب: لا عادي.. دخلت للابتدائي وعمري 5 سنين..قريت و ديت شهادة البكالوريا وعمري 17.. ومنها للجامعة 3 سنوات اعلام واتصال ..اتخرجت ولقيت خدمة في الاذاعة ..
باعجاب: ما شاء الله .. ما شاء الله على مرتي.. جعلني افداك يالغالية..
تغير لون وجهها من الخجل وهي تنتبه لمن كانت تكلم..
: طيب .. أنا عمري 25 سنة.. تخرجت من سنة تقريبا من جامعة الطب بقسنطينة .. والحين أنا دكتور وأشرف على مستشفى خاص بالدوحة..
بعشوائية: ولاه قريت في قسنطيـ...؟. انتبهت لنفسها وحمرت وسكتت..
ركز معها وهو يعيد صياغة كلامها ليستطيع فهمه، ابتسم: مهيب قضية قسنطينة.. بس أنا اخترت الجزائر بصفة عامة لأنه شخصية مصطفى اعجبتني وليا صديق درس هنا فحبيت التجربة وقلت فرصة علشان أكتشفها أكثر.. ونجحت.. بس مشكلتي الوحيدة مع اللهجة هههههههه..
ميساء أعجبت بشخصيته وصراحته لكن ليس إلى درجة تجعلها تتقبله كزوج [أففف]، لم تستطع أن تفصح له عما بداخلها [ الراجل طيب لازم نخبرو ..حرااام يتزوجني وأنا ما نبغاهش]، بتردد: سعود..
بابتسامة واسعة : يا مآحلى اسمي من بين شفايفك.. لبيه؟
لم تجد نفسها إلا مبتسمة له [ افففف غبية وقتها هاذي الابتسامة] ناظرته وأرادت أن تخبره [ يا رب.. مستحيل نجرحو وهو قدامي] تنهدت..
باهتمام: نعم ميساء؟
ترددت وأخيرا قررت تأجيل الموضوع [ مادمت ما قدرتش وهو قدامي نقولو بالبورتابل]: اممم قلت اممممم ممكن امممم تعطيني رقم تلفونك؟
سعادة غامرة تلك التي أحس بها: تآآمريني.. من عيوني يا قلبي..
دنقت وسكتت وهي تحس بالذنب [ مسكييين فرحان.. مش عارف وش مخبية له وراء الطلب,,كون جات شخصيته مش هكدا كان ساهل بالنسبة لي نتصرف معاه.. بالصح المشكلة انو طيب.. يا الله ]
ارتعشت أطرافها وهي تحس به يجلس جنبها وهو يعطيها الكرت: تفضلي هذا رقم الموبايل وهذا للبيت وهذا للمستشفى.
أمسكت الكرت على دخول مصطفى: أوووهااا.. بعد عن اختي يالله ههههههه..
سعود كح بإحراج.. وميساء حمرت وراسها نازل..
وقف: مصطفى شوف لي طريق..ونادي الأهل..
مصطفى: لا وين؟
سعود:لازم ننطلق عشان نوصل لقسنطينة.. بكرة الصباح لازم نكون في المطار عشان رحلتنا الساعة 11.
مصطفى: ولو.. اقعدوا ناموا عندنا والفجر أوصلكم..
سعود: معلش لا تتعب نفسك أنا وصيت على حجز بالفندق.
: تعبكم راحة.. بس استنى شوي لآخذ لك طريق..
رجع بعد ثواني: تفضل كلهم بالسيارة يستنونك.. بس بجد كان نمتوا الليلة هنا ..
بمزح جريء وهو يناظر ميساء: مصطفى كان وافقت بشرط.. إذا بتسمحولي اقعد الليلة مع المدام ما عندي مانع..
شهقت بصدمة وهي لا تدرك ما تقول: احتتترم روحك..
مصطفى صرخ: ميسااااء..
سعود كان يريد الاعتذار.. لكن صدم بكلامها مع مصطفى: وطي صوتك ما تطلعوش عليّ. رفعت صوتها: واللي ما احترمش روحو ما يستناش مني ذرة احترام..
سعود مسك ذراعها بعصبية: وش قصدك؟. بتحذير: ترى آخر مرة تطلعين صوتك قدامي سواء عليّ أو على أي شخص ثاني..
ابتسمت لتغيظه: فكني..شكون انت حتى تحكم فيّ؟..
ضغط على ذراعها: انطممممي..
: فضحك ربي.. وين القناع اللي كنت لابسه قبيلت؟
صرخ بشدة: ميسااااااء..
: اسألي نفسك هالسؤال.. وين الحياء بتاع قبل شوي.. وين كانت قلة الأدب ديه قبل شوي ها؟ .. ترا الله ما بيحب المنافقين..
مصطفى: وقفو خلااااااص..
ميساء وهي تبكي: ماكانش(مفيش) منافق زيك يا عديم الرجولة..
صفقها بكف ومصطفى يناظر بصدمة ولأول مرة لا يتوقف الكلام بحلقه..
ميساء وهي تمسك خدها ودموعها تسيل وهي تفرغ غيضها: ايييه عديم الرجولة والا ما كنتش وافقت تتزوج بمرة مجبوورة ما تبغيكش.. تضربني ها؟
سعود مصدوووم من اللي صار: مصطفى بلييييز طلعها من الغرفة ما أشوفها.. لا والله تشوف شيء ما يسرك..
ميساء بوقاحة: وش يعني تطلقني؟ طلق عااادي..
سعود وقد نفذ صبره: طللللللعهاااااااااا..والله لاقتلها.
مصطفى راح مسكها بش يخرجها..
: سيبني عندي رجلين نمشي بيهم..
سعود وهي تخرج: لاحق عليكي.. حسابك بعدين..
فوجئ بمصطفى قاعد بالأرض و واضع ايدو على راسه
اتجه له: مصطفى..
شاف دموعه : آآآسفيييين والله.. قليلة التربية.. قداه تعبنا عشان تربيتها بالأخير أخلاقها تطلع كذا..
سعود تأثر كثيرا عمره ما شاف مصطفى يبكي.. مصطفى منذ عرفه شديد وشيء ما يأثر فيه،[ معلش كذا تسوين يا حقيرة.. حسابك معي ]
مصطفى حط يده على كتفه: ما عليك أمر يأخيك.. بس امتى ما بدك ابعث أوراق الطلاق.. وعذرا على الغلطة..
سعود باصرار: لا ليه طلاق.. ابيها أنا.. [ والله لأوريها نجوم الليل بالنهار]
مصطفى باستغراب: تبيها جججد؟
: طبعا..
مصطفى: لا بتندم..
: مُصِر أنا إلاّ آخذها..
: طيب فكر ولو غيرت رايك قلي..
دق موبايله. حاول يبتسم: يالله.. مع السلامة الأهل يستنون بالسيارة.
..
قبل بضع ثواني:
في السيارة :
: جايبين سيارة مصطفى.. طيب مين بيرجعها..
عبد العزيز: عنده صحبه بقسنطينة بيقول انه يبي يجي لسطيف رح يستقبلنا ويستلمها مننا ويسلمها لمصطفى..
العنود: أهآآآ .
: أفاا ليه اتأخر سعود؟ أكيد خاق فيها..هههه
الجازي: وجععع.. استحي يا بت..
أبوهم: أهو جاء..
فتح الباب الخلفي: عزوز أنا تعبان.. انزل للأمام عشان تسوق..
عبد العزيز: تأأمر..
العنود: هااا شايفاك اتأخرت مع المدام؟
بضيق: بليييز عنود لا حد يكلمني..
مع تحرك السيارة..
الجازي: لتكون ما عجبتك؟
أمه: لاااا البت قمرر ما فيها حكي..
العنود: اششهد..
أبوه باهتمام: ججد اشفيك سعود؟
ناظر العنود برجاء : ولا شيء يبه.
: معلش اتركوه.. اليوم كان طويل ومتعب.. يبي يرتاح..
أمه: معلش مش هازعجك بس خبرني.. كيف البنت ؟
: حلوة يمه..
..
البيت:
تضرب الباب وتبكي وهي تسمع صراخ أختها: مصطفى بلييييز حل الباب..
أمها بفزع : وش بيه؟
: والله ما علابالي ماما.. كنا قاعدين وميساء تبكي .. ومباعد جاب(أحضر) الشطرب وخرجني.. (الشطرب= السوط)
أمها تبكي: يا عمري على بنتي، مصطففى حل الباب..
: والله ما نحل حتى نأدبها، كلللبة نزلتي رأسنا بالتراب.. والله نوريك..
كمل يضربها وهي تصرخ.. وامها وأختها يبكون معاها.. ومش لاقيين حل وهما يترجيانه يفتح..
فتح الباب بعد ربع ساعة: خليها تتربى الكلبة.. خرج من البيت..
جرت لها أمها وهي ملقاة على السرير..انفجرت بكاءا وهي ترى البقع مختلفة الألوان على كامل جسمها وقد نزف أنفها: وش دار في اخته وهي عروسة؟ (دار= فعل)
سماح بدورها تبكي راحت جابت كريم العلاج..
غسلو وجهها.. فاقت.. بدون احساس: خلوني وحدي..
سماح تشهق: ميساء نحطولك البوماد.. (البوماد= مرهم العلاج)
بارهاق: لا أنا ندير وحدي..
: لالا بنتي.. كيفاه تقعدي وحدك؟
: ما تقوليش بنتي.. أنا ما عندي لا أم لا أخت ولا أهل.. والا نسيتو بعتوني.. اخرجوووووو أنا ندبر راسي..
لم تسمح لهما بأي كلمة وهي تخرجهما وتغلق الباب..
رمت نفسها على السرير وهي لا تشعر بأي طرف من أطرافها.. كرهته بشدة كرهت كل أهلها.. كم احتاجت إلى شخص حنون يحتويها ويحتضنها في هذه اللحظة بالذات.. ظلت تبكي بضعف.. سمعت رنة جوالها.. كان فؤاد اتصل بها بعد أن كلمته جهان عن بكائها..
أول ما شافت الشاشة رفعته بسرعة وبدون وعي: حبييبي أروااح.. (أرواح= تعال)
فؤاد صعق من كلمتها وأكثر من هذا صوت شهيقها وبكائها: وش بيك ميساء؟
: أروااح بلييز محتاجتك..
جن وهو يسمع كلماتها [قالت محتاجتك] ولكن خاف عليها من بكائها: طيب اهدي.. الوقت متأخر ما نقدرش نجي..اذا تبغي غدوة الصباح نكون عندك..
قعد يهدءها إلى أن خف شهيقها: خبريني وش بيك؟
كملت تبكي..
بخوف: اهدي ميساء.. اذكري ربك.. امممم صليتي؟..
تذكرت صلواتها التي فوتتها: لا ما صليتش العصر والمغرب والعشاء..
بحنان: معناها روحي صلي واذكري ربك.. وارقدي(نامي) ارتاحي.. وغدوة نجي قوليلي وش بيك..
ردت عليه وسكرت ..قامت من مكانها.. أخذت شاور طوييل .. بكت لفترة أمام المرآة وهي ترى البقع بكامل جسمها..وضعت المرهم.. لبست وتوضأت وصلت كل الصلوات واستغفرت.. قرأت قرآن وحست بأعصابها مرتاحة.. شافت الساعة الثانية صباحا استلقت لتنام .. دق جوالها.. كان فؤاد ما قدرش ينام بعد ما سمع بكاءها..
: ألو..
: عذرا إذا فيقتك من الرقاد(النوم) بالصح حبيت نطمن عليك..
: لا معليه مازلت ما رقدتش.. ميرسي فؤاد.. واسمح لي قلقتك معايا..
: لا أبدا. أرغم نفسه على نطقها: نتي ختي..
: تعيش خوه ربي يجازيك على وقفتك معايا..
: الله يعيشك. باهتمام: هاا ريحتي أعصابك؟
: كنت قلقانة وذرك(الآن) الحمد لله..
بحب وخوف: خير وش يقلقك ميساء؟
حمدت الله أن الاتصال الأول لم يطل وإلا لكانت أخبرته بكل شيء فقد كانت تتكلم بدون وعي.. ابتسمت بحب لهذا الإنسان الذي لم يفارقها منذ صغرها ولطالما كان السند لها.. لم ترد إزعاجه أكثر: معليه خوه.. كنت نفكر في الخدمة اللي رح تضيع مني..
لم تفت عليه أنها تخفي شيئا: ميساء اتصلت بمدير جريدة الشروق.. ولقى لك منصب تقدري تخدمي وانتي بعيدة.. عندك خيارين .. يا إما تكوني كسفيرة للشروق في قطر.. أو تراجعي المقالات من هناك عبر الانترنت وتشرفين على تصحيحها.. وش رأيك؟
دهشت : فؤاد كيفاه عرفت؟
: جهان خبرتني وأنا ما حبيتش يضيع كل جهدك ونجاحاتك..
تساقطت دموعها: ربي يحفظك ما نعرف كيفاه نجازيك خويا فؤاد.. الله يخليك..
: هذا واجبي ميساء.. نعطيك الرقم نتاع إدارة الشروق تتصلي وتحددي رغبتك وتتفاهمي معاهم.. والوثائق أنا نعاونك..
: ربي يعيشك.. اعطيني..
بحب: أوك اكتبي عندك.........

#
#
#
#
#

بعد بضعة أسابيع:
ميساء تعالجت من جروحها الجسدية وزالت كل البقع تقريبا عن جسمها بعد الاستعمال المتواصل للمرهم.. ولكن جروح القلب تتضاعف..علاقتها مع عائلتها تسوء تدريجيا رغم محاولات أمها وأختها بالتقرب منها.. لازالت تواصل عملها في الإذاعة.. واستطاعت الاتصال بإدارة جريدة الشروق وتم التفاهم على أن طبيعة عملها تتم عبر وسائل الاتصال والانترنيت.. أتمت وثائق الوظيفة بمساعدة من فؤاد الذي لم يتخلى عنها للحظة.. تنتظر بأمل كبير عودة أخيها وليد من الخدمة العسكرية فقد طال غيابه واشتاقت إليه وهي تدعو الله أن يعود سالما قبل فوات الأوان..
سماح نقصت مشاكلها مع أستاذة اللغة الفرنسية ولو أنها لم تنعدم رفقة صديقتها جهان، إلا أن وعدهما لأستاذهما جعلهما يجتهدان للحفاظ عليه.. تبذل جهدا مضاعفا في الدراسة للنجاح بامتحان شهادة التعليم المتوسط الذي لم يتبقى على وصوله إلا شهران.. كما تساعد أمها في التجهيز لزفاف شقيقتهما.. رغم أن صاحبة الشيء لا تبدي أي اهتمام أو تجاوب..
..
فؤاد يحاول تقبل الأمر الواقع لميساء وأنها ملك لغيره، لا يبخل بأي جهد من أجل مساعدتها..ولم يلمح ولو لمرة عن شعوره تجاهها يكفيه قربها واعتمادها عليه.. علاقته مع عائلته جد طيبة..
..
حنان وزوجها..اجتمعا على حب بعضهما ولكن لا بد لحياتهما أحيانا أن تتخللها بعض المشاكل أبرزها تدخل أم الزوج.. ولكنها تبقى حياة زوجية عادية ومقبولة..
..
سعود عانى في البداية كثيرا بعد ما حصل له مع ميساء.. ولكنه في النهاية متمسك بالزواج منها ليس حبا فيها ولكنه حقيقة لا يعلم السبب أهو رغبة ؟ انتقام؟ أم شيء آخر؟ المهم أنه اتمم كل الوثائق الادارية والقانونية رفقة مصطفى..
العنود وعبد العزيز يواصلان دراستهما في الجامعة كل بتخصصه..
.
.
.
.
.
أحد سجون الجزائر العاصمة:
دخل وجلس في الكرسي المخصص وهو غاض بصره..
ابتسمت لأخلاقه البارزة: السلام عليكم..
باختصار: وعليكم..
: ما شفتكش من قبل هنا ..انت سجين الجديد؟
: أنا اللي ما شفتكش في المرات السابقة.. الظاهر جديدة؟..
ارتبكت [ يقول المرات السابقة.. سبحان الله.. مش باين إنسان نتاع سجون ]، حاولت الإبتسام: أي نعم..
تنهد بتعجب وكأنه يكلم نفسه : غريبة .. عمري شفت مرة في هاذ المنصب..
: المهم مش في طبيعة المهنة بالصح في الخِدمة اللي نقدمها من خلالها..
التفت باهتمام: وش تقصدي؟
بهدوء : قصدي كل إنسان مكلف بتقديم رسالة في الحياة.. مش مهمة طريقة تقديمها لكن المهم أنه يؤديها بالوجه الصحيح.. ويفيد بها مجتمعو.. وهذي أمانة في أعناقنا ويجي يوم يحاسبنا ربي عليها..
أثر فيه كلامها [ ترى ماهي رسالتي.. وماذا فعلت في سبيل تحقيقها.. ماذا سأجيب عندما يسألني الله عنها..]
: حتى أنت الأخ الكريم.. الحياة ما توقفش عند أول خطأ أو فشل .. كلٌّ خطّائٌ ..لازم دايما نتقبلو أي واقع مر لأنه مقدر ومكتوب، ولكن في نفس الوقت نعملو بالأسباب بش ما نكرروش الخطأ ونحولو الفشل إلى نجاح..
: صح والله..
: تسمح لي ببعض الأسئلة؟ .. ونتمنى تكون متعاون معايَ..
بأدب : تفضلي مادوموازيل.. ( مادوموازيل=آنسة)
: ممكن الإسم الكريم؟
: يوسف..
: وإسم العائلة؟
: مش مجبور نقوله..
لم ترد أن تضغط عليه رغم أنه باستطاعتها أن تستخرج ذلك من الحاسوب أمامها بسهولة: براحتك موسيو يوسف.. (موسيو= سيد)، معاك الأخت إلهام المستشارة النفسية الجديدة بهاذ السجن..
عصب فجأة: مش محتاج تعرفيني.. مكان عملك في مستشفى مجانين.. احنا لابأس علينا وانتوما اللي مرضتونا مش محتاجينك لا انتي ولاأي طبيب نفسي..
انتظرته حتى اكمل كلامه، بهدوء: بلييز موسيو يوسف اقعد واسمعني..
جلس وهو مستغرب من غضبه المفاجئ..
: اسمعني أنا درست علم النفس مش معنى أني دكتورة نفسية.. وأيضا اللي يتعالجو مش معنى أنهم مجانين.. افهمني بلييز.. كل إنسان يحتاج أحد يفضفض لو عن مشاكلو وهمومو في بعض الأحيان.. يحتاج لاحد ينصحو ويوجهو.. حتى يقدر يسير حياتو.. وأنا تمنيت يكون لي هاذ الدور عند السجناء.. مش معنى أني خبيرة بالنصح والإرشاد أو خارقة للعادة.. بالعكس مثلي مثلكم حتى أنا بش نرتاح نحتاج في بعض الأحيان للي نفضفض له وينصحني.. كلنا بحاجة لاحد يوقف جنبنا ويفكر فينا وفي مصلحتنا.. كلنا بحاجة اننا نفرغ قلبنا من وقت لآخر ونعاود نمليه من جديد بأشياء أحسن .. كلنا لنا تجارب في الحياة نخطئ ونتعلم منها ثم نصححها.. ضروري وجميل أن نجدد حياتنا من جديد بحُبّ الخير والعمل لأجله.. والله غفور رحيم..

"مع كل شمس بتترسم جدد حياتك°°° وانس اللي فاتك واحضن اليوم الجديد
بالحب صورتك تبتسم جوا مراياتك°°° وتلاقي ذاتك في الحياة وتعيش سعيد.."

أختتم بهذه العبارات الجميلة للمنشد سمير عبد الشافي

إلى لقاء جديد

أستودعكم في أمان الله

دمتم بخير


meysem



ام متعب 22-11-11 06:34 AM

صراحه بارت روعه بس ماعجبني تصرف ميساء اول شى اقعدي مع الرجل. ويشوفي شخصيته. وبعدين احكمي عليه مو من اول. كلمه مندفعه وتغلطين ولا تبين احد يحاسبك وتوقع ان اسعود راح يعاملها معامله بتندم علي اليوم اللي اغلطت عليه فيه والله يعطيكي العافيه وبنتظار البارت الجاي ان شاء الله

عذرا ياقلب 18-07-12 09:11 AM

تغلق لتاخر الكاتبه


الساعة الآن 02:22 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية