منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   185 - صخرة الأمنيات - سارة كريفن - روايات عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t167146.html)

Rehana 11-09-11 07:31 PM

185 - صخرة الأمنيات - سارة كريفن - روايات عبير القديمة ( كاملة )
 
http://icc.wikispaces.com/file/view/welcom.jpg

مرحبا ياعشاق الروايات رومانسية والروايات المكتوبة

اليوم راح انزل لكم رواية من كتابة الرائعة ( نيو فراولة ) الله يعطيها العافية :flowers2:


صخرة الأمنيات
الكاتبة - سارة كريفن


الملخص

عندما تكون الحياة صحراء خالية من الحب , ماذا هناك غير سراب التمني؟ ولكن لكل أمنية ثمنها , ومورغانا غير مستعدة لدفع الثمن في الوقت الحاضر , أفلاسها العاطفي تغرقه الحياة اليومية وفي علاقتها المترددة بروبير الذي يريدها زوجة له... حتى ظهور لوران فان كوسين , قريبها الثري الذي يعصف بكل شيء في طريقه , حب الأمتلاك صفة طبيعية عنده , والحصول على ما يريد قاعدة ثابتة في سلوكه اليومي . يحاصرها بحضوره من كل جانب , ويطغى على وجودها... ولكن نفورها السلبي الذي هو ربما خوف عميق من الأنجراف في تياره الكاسح يجعلها تفكر بالفرار والأختفاء , وقلبها كالورقة المتعلقة بغصن خريفي , لا تحتاج الا الى هبة ريح صغيرة... لتسقط.

Rehana 11-09-11 08:16 PM


1- الأرث الثقيل

كان المغيب يقترب رويداً رويداً في أواخر ذلك النهار من شهر أوكتوبر( تشرين الأول) والعتمة بدأت تحتل أروقة نزل بولزيون , وبالرغم من ذلك كانت الأضواء ما تزال مطفأة ونار الحطب تحتضر في المدفأة.
مورغانا , في ثوبها الغامق ذي الأكمام الطويلة بدت وكأنها أحد الظلال , واقفة بالقرب من النافذة , جامدة تنظر الى الحديقة التي يعصف بها الهواء , جامعة يديها لتخفي حالة التوتر التي تعيشها .
في الخارج أصبح الهواء عنيفاً يعصف بالمداخن ويلوي الأشجار , فعواصف الخريف معروفة في هذه المنطقة من شاطىء كورنواي , في السابق كانت مورغانا تغلق الستائر وتضع الحطب في المدفأة تاركة الريح تشكو في الخارج , أما اليوم فيستحيل ذلك خاصة في هذا البيت.

Rehana 11-09-11 08:18 PM

أنطوت الفتاة على نفسها وفي داخلها كل مشاعر الدنيا , فماذا عن حياتها في نزل بولزبون ,وهو الوحيد الذي عرفته حتى الآن , وماذا ستفعل مستقبلاًً بدون بيت ولا مهنة تجيدها ؟ فبعد حصولها على الشهادة الثانوية بقيت في النزل لتساعد أهلها , فالنزل لا يورد دخلاً كافياً يسمح بأستخدام العمال بأستثناء الزا الطباخة التي لا ينسى أحد أكلها الطيب , لكن الزا مسألة أخرى فهي تعمل لديهم منذ زمن طويل وأصبحت وكأنها جزء من العائلة.
لم تكن الأشياء سهلة أبداً لكن مورغانا الشابة القوية كانت تنظر دائماً الى مستقبلها بعزم وصلابة وثقة... الى أن جاء اليوم , لشهر خلا , حيث تهاوت أحلامها.
تبلع الفتاة ريقها بألم , فوالدها ظل يشكو لأسبوع تعباً مقلقاً وكأنه سوء هضم , ولم يشك أحد بما أصابه , كان يبدو أصغر من عمره أضافة الى ممارسته السباحة والغولف والتنس وكان يبدو في أحسن حال أو هكذا كان يظن الجميع , حتى وقع ذات صباح متأثراً بذبحة صدرية قلبية.
منتديات ليلاس
ثمانية أيام والأم تقنع زوجها أثناء زياراتها في المستشفى بأن الذبحة لم تعد في أيامنا خطرة .... لكن للأسف لم يكن ذلك وضع مارتن بينتريث الذي لم يستطع الأطباء أنقاذه.
يوم الدفن كان تجربة قاسية ومطمئنة في الوقت ذاته فمارتن لم يكن يوماً رجل أعمال ناجحاً , ولا صاحب فندق يعيش لطموحاته, لكن أهل القرية جميعهم كانوا يحبونه وأتوا يومها ليقدموا تعازيهم ويروحوا عن مورغانا التي كانت تطلب من الله أن يساعدها , لكن القدر كان بالمرصاد , فالمآسي كانت تنتظر أليزابيث بينتريث وأبنتها , يوم قراءة الوصية عند كاتب العدل السيد تريفيك الذي أستقبلهما بوجه صارم وصوت جاد على غير المعتاد أخذت مورغانا تسمع قراءة الوصية وكأنها في كابوس , فكلمات مثل( فقرة خاصة) أو ( وريث ذكر) كانت تهوي عليها كالصخور , وتهوي معها أحلام المستقبل , فجأة فتح الباب ليقطع على الفتاة حبل ذكرياتها الأليمة وتسمع صوت والدتها تقول متأثرة:
" شيء فظيع يا عزيزتي , فقد أتصلت منذ لحظة بماريك أطلب فحماً لمدفأة المياه الحارة لأن الآنسة ميكنز كانت تشكو من عدم وجود مياه ساخنة في غرفتها , وأذا بصوت يجاوبني بأننا أذا لم نرسل مبلغاً على الحساب فلن نحصل على الفحم , فهل تتخيلين؟".
" هذا ليس غريباً".
تنهدت الفتاة قائلة لوالدتها:
" فنحن لم نكن يوماً ما أغنياء واليوم لا نملك حتى النزل لكي...".
" آه , مورغانا ".
قاطعتها السيدة بنتريث :
" لا تقولي هذا الكلام ".
" هذه الحقيقة".
أجابت الفتاة :
" فالمالك الجديد يستطيع ترحيلنا ساعة يشاء , ألا تعرفين بنود الفقرة الخاصة؟ السيد تريفيك شرحها لنا مفصلاً".
" هذا ليس عدلاً , خاصة أننا في زمن يدين التفريق بين الجنسين ".
أبتسمت الفتاة بضعف ونظرت الى والدتها قائلة:
" هذه حجة مهمة , لكن طالما لا نملك ما ندفع به ثمن الفحم فكيف تريدين تمويل دعوى قضائية مكلفة مادياً؟".
نظرها كان يتجه في تلك اللحظات الى المكتب الذي تراكمت عليه الفواتير غير المدفوعة وبعض الوصولات بينها وصل نادي الغولف الذي كان والدها عضواً فيه , عندما كان والدها حياً كانت لامسؤوليته تجاه المسائل المادية تبدو مدهشة فقط أو مؤثرة , أما اليوم فهي تأخذ بعداً مأساوياً.

Rehana 11-09-11 08:19 PM

جلست الوالدة على الكنبة الكبيرة وهي تقول:
" هذا ليس عدلاً أبداً , أنه شيء مريع فجيل لم يهتم يوماً بالنزل وأشك بأنه تشاجر مع والدك قبل رحيله بقصد ألا يعود الى هذا المكان أبداً لأنه لا يهمه ولا يحبه".
" أذن فقد بر بوعده في رأيك حتى الآن... ألا أذا عاد ليقيم الدنيا ويقعدها ".
ثم أكملت حديثها وهي تجلس بالقرب من والدتها على الكنبة :
" ألم يحدثك والدي عن هذه الفقرة أبداً؟".
" آه .... بلى , ولكن بشكل غامض , فعندما تزوجنا ذكر لي شيئاً من هذا القبيل ولكن لم يكن يحب التحدث بهذا الموضوع أضافة الى أنه لم يبحث معي التفاصيل .... وبعد ولادتك ألمح الي عن نيته بألغاء الفقرة لكن التكاليف المادية منعته على ما أظن ... وأنت تعرفين كم كان يتجنب الحديث عن المشاجرة ويرفض سماع أسم جيل".
" نعم , أعرف ذلك".
تعرف كم كان التلميح الى ذلك الماضي يضع والدها في حالة كبيرة من الغضب ونتيجة لكل ما كانت تسمعه أستطاعت مورغانا معرفة كيفية وأسباب ذلك الشجار الشهير , فالمشكلة تعود الى جيلين مضيا ذلك حين تشاجر جدها مع مارك أحد أبناء عمه لسبب غير معروف , وبعدها ترك مارك النزل نهائياً , وبعد سنوات طويلة على تلك الحادثة جاء أبنه جيل بهدف أنهاء الخلاف ووضع حد لتلك المشكلة , لكن أقامته فتحت الجروح القديمة وعززت الضغائن فرحل هو بدوره.
منذ أجيال عديدة وعائلة بيتريث تتعاقب على نزل بولزيون , فأجداد مورغانا زرعوا الأراضي الخيرة وأستغلوا ما تحتها من معادن وبنوا هذا القصر الريفي الجميل كرمز لنجاحهم , لكن نفاد المعادن من الأرض جر عليهم الخراب فباعوا الأراضي قطعة بعد أخرى بأستثناء الحديقة المحيطة بالبيت , حتى المزرعة التي كان يحبها الجد كثيراً ويعتز بها أضطرت العائلة الى بيعها , بعد موت الجد قرر والد مورغانا تحويل البيت الى نزل بالرغم من مكانه المعزول وعدم أعتبار المنطقة سياحية.
تنهدت مورغانا :
"لو كان يدري الجد أن حفيد مارك هو الذي سيرث البيت!".
" ربما لا يريد هذا الأرث".
أجابت الوالدة:
" ربما يرفض الأستفادة من هذه الفقرة".
" أاراد ذلك أم لم يرد , فالبيت أصبح ملكه , لو كنت صبياً أو هو فتاة لكانت المشكلة حلت من نفسها ولما كنا ننتظر الآن وصول رجل مجهول ليطردنا من البيت , ربما علينا حزم حقائبنا والرحيل من الآن حتى لا نتعرض للترحيل".
" أسمعي يا أبنتي , كيف يتسنى لنا ذلك؟ علينا أن نفكر بزبائننا في النزل قبل كل شيء".
" الآنسة ميكنز والماجور لاوسون لا يكفيان لدفع نفقات الفندق ".
" لسنا في عز الموسم يا أبنتي!".
" حتى في عز الموسم لم ير هذا النزل ذلك الجمع الغفير من الزبائن يملأ أروقته فالسواح يفضلون الحصول على المياه الساخنة دائماً , والجلوس بقرب مسبح ملحق بالفندق وتناول وجبات جيدة دائماً لا تتغير نكهتها بتغير مزاج الطباخة.

Rehana 11-09-11 08:20 PM

-"لكن الزا رائعة".
" بالطبع عندما تكون النجوم مؤاتية أو عندما تشير الى ذلك علامات فنجان القهوة الصباحي , أو ربما عندما لا تتكهن أوراق اللعب بمآس وكوارث تقلب مزاجها".
" ماذا تريدين منها أذا كانت تملك موهبة التكهن؟".
"لو كان ذلك صحيحاً , لماذا لم تتنبأ بالبرد القارس في الموسم الماضي؟ لكنا تفادينا تفجر أنابيب المياه في البيت...".
" أهدئي يا أبنتي , ثم لماذا تبقين في هذه الغرفة بدون ضوء أو نار.... ضعي بعض الخشب في المدفأة فهي تكاد تنطفىء".
نهضت الوالدة وأتجهت صوب المدفأة لتزكي نارها بينما همهمت أبنتها قائلة:
" كهرباؤه هو ... حطبه هو .... نحن نبذر أرثه الآن".
" ليس في عائلة بينريث من يمنع عن أبناء عائلته الكهرباء والدفء".
" لكنه غريب عنا , لا نعرف شيئاً عنه غير أسمه وأنشغاله بأعماله في أميركا التي منعته من حضور الجنازة , الى أن حضر محاميه يحمل برقية من ثلاث كلمات ليقول لنا فيها أنه سيصل اليوم".
" لا بد أنهم أخطأوا فقد هبط الليل الآن ولم يصل والمفروض أن يكون هنا في الصباح...".
منتديات ليلاس
كانت النار قد عادت للتوقد في المدفأة فأستدارت الوالدة نحو أبنتها التي كانت تقول:
" ربما تعطلت سيارته أو غير أحدهم اتجاه اللافتة على الطريق , في هذه الحال يكون قد اتجة مباشرة الى البحر وغرق فيه".
" مورغانا ".
صرخت الوالدة مذعورة .
" .... لا تتلفظي بمثل هذا الكلام , لا بل يجب ألا تفكري به , سأتصل بالمزرعة وأطلب منهم تنظيم التفتيش عنه".
" لا لزوم لذلك فالمآسي لا بد أن تصل في النهاية".
" لست قلقة أذن؟".
" بصراحة ... لا .... لماذا يجب أن أقلق؟ لوران بينتريث مجهول بالنسبة الي , سيهزأ حتماً من نزلنا وربما لم يأت الى المنطقة أبداً حتى الآن , كل ما يعرفه سيكون حديث جده أو والده عنا , وبالطبع كانت أحاديث كاذبة .... ففرعا العائلة لم يتحابا يوماً واذا وصل اليوم فسيكون للحصول على الأرث ... أما أحاسيسنا فلن تعني له شيئاً".
" لا تقولي هذا يا أبنتي ... أنت لم تعرفيه بعد!".
" فعلاً , وهذه هي المشكلة فلا أنا ولا أنت نعرفه ولا هو يعرفنا طبعاً , ونتيجة للظروف التي تعرفينها , ألم يكن من الأفضل قيامه بمبادرة التعرف علينا سابقاً؟".
" ألا ترين أنه وضع صعب؟".
" ونحن؟ سيرث كل ما سنفقده , لذا كان عليه المجيء قبلاً للتعرف بنا , أنه جبان لأنه لم يفعل ذلك".
"أنك تناقضين نفسك يا مورغانا , فأنت تنتقدين مجيئه ثم تشكين من عدم مجيئه قبل عدة أيام على الأقل".
" لا ليست المسألة مسألة أيام وأسابيع أو سنوات , أنا أقصد عدم مجيئه عندما كان والدي حياً , لكنا أستطعنا التفاهم والحوار , الآن ماذا سيكون مصيرنا ؟ هل تعرفين؟ أنه يستطيع ترحيلنا فوراً ".


الساعة الآن 03:22 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية