منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   حصري 433 - وداعا يا ملاكى ! – ديانا هاملتون ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t166653.html)

dede77 31-08-11 09:32 PM

كان اندريو مستندا الى الاعلى على مرفقه ، وهو يتحسس ازرار قميصه بضعف من غير ان يحقق اية نتيجة . اما عيناه السوداوين فكانتا تضيقان مناشدتان اياها لمد يد المساعدة اليه . فما عساها تفعل غير ذلك ؟

بذلت ميرسى مجهودا جبارا لدفع وزن جسده الثقيل كى يجلس باستقامة نوعا ما ، فيما خلعت عنه القميص المشبعة بالتعرق ، هذا الامر ارغمها على التواصل القريب مع اندريو ، وهو ما اقسمت على تجنبه كما تتجنب مرض الطاعون . لا يمكن ان يكون ذلك البريق الذى لمحته خلف رموشه السوداء الكثيفة المغمضة جزئيا بريقا ماكرا . لابد انها الحمى ! اما النبرة الابحة المخجلة التى بدت فى صوتها وهى تناوله كوب الماء مع حبة الدواء ، قائلة : تناول هذه ، فجاءت نتيجة المجهود الذى بذلته للتو . آه ، بالطبع ! لاعلاقة للبحة فى صوتها بتلك البشرة السمراء لكتفيه العريضتين ، ولا بعضلات جذعه المحددة 0
منتديات ليلاس
سالته وقلبها يتخبط بقوة : اين ثياب النوم ؟

صحيح انها تهتم بغسل ملابسه كجزء من عملها ، وهى تعلم انه لا يستخدم ثيابا للنوم . لكنه حتما يمتلك زوجا من الملابس المخصصة للنوم فى مكان ما ، ولولم يكن ذلك الا للحالات الطارئة 0

-انها فى الدرج السفلى 0

اخذ اندريو يدفع خصر سرواله ، فيما بدا على وجهه عبوس ينم عن التركيز . بعد ان احضرت ثياب النوم الخاصة به من ذلك الدرج ، انحنت بدافع منطقى لفعل الامر الذى لا مفر منه . احكمت اغماض عينيها وساعدته على التخلص من سرواله وارتداء سروال النوم . بدت محرجة وخجلة لوثوقها من ان وجهها قد تلون بلون احمر غامق رهيب 0

استرقت النظر من بين رموشها ، ذلك ان العمل بعينين مغمضتين بدا صعبا ، فوجدت ان المهمة قد انجزت بنجاح . بعدئذ البسته القميص المخصصة للنوم ، واصبح بامكانها ان تغطيه بحذق بواسطة اللحاف الذى كان قد رماه جانبا ، فاصبح الان مكوما عند اسفل السرير 0
منتديات ليلاس
تنفست ميرسى الصعداء محاولة سحب الهواء الى داخل رئتيها ، وراحت تساعده ليعود الى وضعيته المريحة على السرير 0
آه يا الهى ! يا لها من لحظات محرجة ! احست ان بشرتها تحترق ، فيما خارت قوى رجليها . اما اندريو فبدا مستمتعا بالامر على الرغم من مرضه ، اذ سالها بصوت ابح : الم تشاهدى رجلا عاريا من قبل ، هاورد ؟

ارادت ان تلف اصابعها حول رقبته فتخنقه لانه ما هو عليه ، لانه جعلها تحبه ، تشتاق اليه ، وتهتم لامره حقا الى حد كبير !
تمالكت نفسها ، ثم غطته باللحاف الخفيف الوزن ، وجمعت الملابس المرمية كى تعالجها لاحقا . ثم قالت له بارتجال واضح وكان الامر ليس بذى اهمية مطلقا : بالطبع شاهدت ... عدة مرات 0

لطالما ساعدت والدتها فى غسل شقيقها جيمس اثناء الاستحمام حين كان طفلا ، لذا فهى لم تكن تكذب ، اليس كذلك ؟
احست ميرسى بالرضى لانها تمالكت نفسها ، فحرمت اندريو من المتعة التى قد يكتسبها من استنتاج الحقيقة فى راسه الوسيم جدا . فى الواقع لم يكن لديها اى صديق حميم من قبل ، لكنها لم تكن تسمح لاندريو بمعرفة ذلك . انسحبت من الغرفة وهى تقول له : سوف احضر لك كوبا من العصير . بعدئذ عليك ان تحاول الخلود الى النوم 0

عندما عادت الى المطبخ وقفت ميرسى تحدق فى الفراغ ببساطة ، فيما قبضت باحدى يديها على كوب عصير الليمون الذى سكبته للتو . اقلقها ادراكها لحقيقة مشاعرها تجاه رب عملها الذى لا يحتمل ، لكنها بطريقة ما سوف تتدبر امرها للتغلب على هذه المشاعر المفرطة الحساسية 0

انها معروفة بقدرتها على ان تكون عقلانية ومنطقية ، اليست كذلك ؟ والان حان الوقت لتكون على قدر مستوى تلك السمعة الجيدة . سوف تتصرف بحزم فى وقت لاحق ، اما الان فمن غير المعقول ان تقدم استقالتها فيما الرجل يعانى من المرض . ضميرها لن يسمح لها بذلك 0

حالما يتعافى اندريو ، سوف تفعل ذلك الامر تماما ، آملة ان يوفقها الله بعمل اخر وبمكان اقامة بديل . بعدئذ يمكنها البدء بعملية الشفاء ، محاولة ان تنسى انها راته يوما فى حياتها ، وبانها وقعت فى غرامه راسا على عقب . انه التصرف العقلانى الوحيد الذى يمكنها ان تقوم به 0

راحت تتقدم فى طريقها ببطء شديد بسبب حاجتها الماسة الى التفكير العقلانى وهى فى طريقها للعودة الى الطابق العلوى .

dede77 31-08-11 09:36 PM

توقفت فجاة وقد صدمتها فكرة مريعة : ان احتمال ان تحظى بعمل مشابه ذى اجر مرتفع مع اقامة مضمونة كهذه هو احتمال ضئيل جدا ، كواحد بالمليون ! كما انها ستضطر الى دفع مبلغ من المال لاستئجار مكان لائق نوعا ما حتى تقيم فيه 0

كيف يمكنها ان تكون بهذه الانانية ؟

انها مضطرة الى ان تصر باسنانها ، وتعض على جرحها وتلازم مكانها ، ثم تتحمل عذاب ان تحب شخصا لن يبادلها الحب ابدا ، لانه يعتبر النساء اشياء تاتى فى تصنيف التسلية الخفيفة 0
منتديات ليلاس
اما اندريو ، فحين يقرر الزواج والاستقرار ، لن يكون ذلك بسبب الحب ، بل بسبب الثروة . انه مخطط سخيف وضعه لحياته وفسره لها بنفسه بوضوح 0

حسنا ! سوف تضطر الى البقاء هنا ، على الاقل حتى يصبح جيمس مؤهلا للعمل وكسب المال 0

دخلت ميرسى غرفة اندريو بتلك الفكرة الحازمة المتحدية الجدية ، ثم وضعت كوب العصير على الطاولة الى جانب السرير . بعدئذ استدارت لتقول له بنبرة رسمية آمرة : اشربه ! انها اوامر الطبيب 0

فى هذه اللحظة تماما ، عبس اندريو وامسك بيدها قائلا : ابقى بقربى ، ميرسى . لا تتركينى 0

فى الواقع ، كانت اسنان اندريو تصطك بقوة . لاحظت ميرسى ذلك بغضة وذبول سيطرا عليها ، فحن قلبها الحنون المحب عليه ، وهى تشاهد شحوبه واصفراره . لابد ان تفعل شيئا ما لمساعدته 0

صرفت ميرسى النظر بسرعة عن المهمة التى ستستغرق منها وقتا طويلا ، اى الذهاب لملء دزرينة من زجاجات الماء الساخن . خضعت للامر الحتمى الذى لا مفر منه ، فجذبت الى الخلف زاوية اللحاف وجلست الى جانبه .
منتديات ليلاس
ثم لفت ذراعيها حول جسده المرتعش ، وقد انتابها احساس بالخزى العميق ، بسبب الطعنة المشؤومة لذاك الابتهاج الذى طاف فى جسدها . جاء كردة فعل على ذوبان اندريو داخل دفء جسدها ، حين القى راسه على كتفها مطلقا انين ارتياح وسرور 0

حضنت ميرسى بين ذراعيها جسده المرتجف ، بدا الامر عذابا مجردا لحواسها ، اذ علقت فى دوامة من الحماس الحامى التى يصعب الخروج منها . انه تشويق لم تعرفه ميرسى من قبل ، لكن لا يمكنها الانجراف فيه ابدا ، لانه خطا جسيم ترتكبه وهو لا يناسبها مطلقا ...

حاولت تعزية نفسها وتهوين الامر على ذاتها ، ففى ظروف عادية ما كانت لتقترب من اندريو بهذا المقدار مطلقا . انه الان يهذى بسبب الحمى ، وما من سبيل لان يعلم ان مشاعرها نحوه شديدة الى حد كبير ، الى درجة انها تواجه خطر فقدان ما تبقى من عقلانيتها ومن احترامها لذاتها ومن مبادئها الاخلاقية الثابتة ! يمكنها على الاقل ان تعزى نفسها بهذا ، فهى تعلم انها الوحيدة هنا التى تدرك كم هى حقا غبية وسخيفة 0

وعدت ميرسى نفسها وهى تخنق انينا كادت تطلقه ، انه حالما يتوقف عن الارتعاد ، سوف تبتعد من هذا المكان البالغ الحميمية ، ثم ستنسحب الى غرفتها 0

dede77 31-08-11 09:39 PM

لم يكن بوسعها الانتظار . لكنها مضطره الى ذلك ، لان اندريو تمسك بها بقوة الكبر ، مستمدا منها الدفء والطمانينة ، ثم بدا يتمتم كلمات مفككة بلغته الام . فكرت ميرسى انه يهذى ، وشعرت بقلق يائس حياله . قلقها واهتمامها بمصلحة الرجل الذى وقعت ، لسوء حظها ، فى غرامه ، انساها حاجتها للانصراف بعيدا عنه لحماية نفسها . رفعت يدها من جديد وملست شعره الاسود الغامق الاشعث ، فدفعته بعيدا عن جبهته الملتهبة . احست بالالم فى اعماقها بسبب حاجتها الى جعله يتحسن 0
منتديات ليلاس
اقرت ميرسى بضعف انها غير قادرة على مقاومته ، فعضت على شفتها فيما تسمرت فى مكانها لتدفئه ، فكرت وهى تبتلع تنهيدة ممزقة ، بانهما يشبهان الزوجين المغرمين ، لكن اندريو خارج الموضوع ، فهو غير مدرك لما يجرى .


****


انه لا يعلم ما الذى يفعله الان ، كل ما فى الامر انه يبحث عن انسان اخر يريحه ، وبالتالى فالامر ليس شخصيا بالنسبة اليه . اى شخص اخر سواها كان ليؤدى المطلوب نوعا ما 0

اما بالنسبة اليها ، فالامر فائق الخصوصية . لكنها ببساطة مضطرة الى ان تصر باسنانها وتتحمل الامر ، فبالنسبة اليها حاجات اندريو تاتى فى المرتبة الاولى 0

تدحرجت دمعة وحيدة نزولا على خد ميرسى ، وقد رضخت مستسلمة للوضعية التى وجدت نفسها فيها . بعد وقت طويل ، شعرت ميرسى بالارتياح اخيرا حين غاص اندريو فى نوم هنئ 0

بدا لها كأن الوقت واقف فى مكانه ، فهدا تنفسه ، فى حين احست بان قربه منها هو عذاب مرير . اذ احست ان جسدها تلتهمه النيران ، بغض النظر عن محاولاتها الجاهدة لايقاف الاحاسيس المتوترة المقلقة 0
منتديات ليلاس
لاباس بالامر لو انسلت هاربة الان ، فهو يبدو مرتاحا . لكن اندريو استدار وهو نائم ، فيما تحركت كلتا يديه لتثبتاها فى مكانها مرة اخرى . التقطت ميرسى انفاسها مصدرة تنهيدة صامتة ، واحست بجسمها يتصلب ، ضاغطا على دفء كفيه المتملكتين . ادركت انه ببساطة يتوجب عليها حمل نفسها على الابتعاد عنه ، لكنها لم تتمكن من فعل ذلك ، اذ راح اندريو يغمغم قائلا : جميلتى ، جميلتى ....

ارسل صوته نبضات قوية من الشوق فى اعماقها . فشعرت بالخجل من نفسها !

فجاة اقترب اندريو منها وعانقها ، فاستحصل منها على تجاوب لم تكن تدرك ابدا انها تستطيع القيام به . لقد تطايرت كل قيمها الاخلاقية بفعل عاصفة هوجاء محملة بالمشاعر الحامية ، حيث لم يعد اى شئ اخر يهم سوى تناغم صوت ضربات قلبه مع نبضات قلبها التى راحت تدق بوحشية ايضا 0



*****

انتهى الفصل السادس 0

أنس إسلام 01-09-11 04:16 AM

جميلة جدا تسلمي يا غالية علي الرواية الجميلة دي وما تطوليش الغيبة علينا

سهر اليل 01-09-11 09:19 PM

تسلمي ياقمر على الروايه الجميله ,, ياريت تنفذينا بباقي الراوية بسرعه ,,
عيدك مبارك ,, ياعسل


الساعة الآن 08:05 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية