منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   حصري 433 - وداعا يا ملاكى ! – ديانا هاملتون ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t166653.html)

dede77 31-08-11 09:19 PM

بدا اندريو يشعر بصداع اليم ، وكانما ملايين المطارق الحاقدة تدق داخل جمجمته ، فيما تهادت سيارة الاجرة مجتازة زحمة السير خلال فترة منتصف المساء . فك زرى قميصه العلويين وهو يطلق صوتا ينم عن السخط ، ثم ارخى ربطة عنقه . انه يشعر بالحرارة الشديدة ، كما ان الامسية الرديئة باكملها كانت مضيعة تامة للوقت .

بدا جايك على حالته المعهودة من الاسترخاء ، فى حين ان جانيس كانت تفور بالحيوية ، ما يجعل المرء يستمتع برفقتها ، كانت ايضا المرأة التى تتوق الى التعرف باندريو ، وهى احدى صديقات جانيس العديدات .
منتديات ليلاس
انها امراة سمراء طويلة راقية ذات عينين ذهبيتين ، ترتدى فستانا ذهبى اللون يبرز قوامها الرشيق بافضل شكل ممكن . كما انها تتمتع بمهارة التعليق على كل كلمة يقولها اندريو ، وذلك بمثابة الاطراء لغروره 0

الا ان عينيها الغاويتين لم تؤثرا به مطلقا ، بل شعر بالبرودة تجاههما . من جهة اخرى احس بالحدة والتوتر ، ورغب بالهروب والخروج من هناك . هذا النوع من المغازلة اشعر اندريو بالسقم والغثيان فجاة ، اذ ادرك انه غير مهتم بالمباشرة فى علاقة غرامية اخرى . فهذا النوع من العلاقات لا يدوم الا لفترة قصيرة فقط . ما كان يجدر به الموافقة على لقاء هذه المراة التى نسى اسمها الان 0

قدم اندريو اعتذاراته وانصرف حالما وزع النادل قوائم التحلية . غدا يجدر به الاتصال بجانيس كى يعتذر لها عن تصرفه السئ 0

اقر لنفسه وهو يدخل الى البهو الواسع المظلم ، بان جل ما اراده هو الوصول الى المنزل . اغلق الباب الثقيل خلفه بهدوء . لم يشعر بمثل هذه الحالة من قبل ابدا . لطالما كان المنزل وسيلة راحة مؤقتة بالنسبة اليه ، بل هو مكان تتجاوز مدة بقائه خارجه على مدة بقائه فيه .
منتديات ليلاس
اما الان فانه يحترق ، لذا جاهد بنفاذ صبر ليخلع عنه سترة البذلة ، ثم رماها على كرسى قريب ، لكنه فوت الهدف . فتركها ملقاه حيث هى . بعدئذ رفع راسه الملئ بالصداع والالم ، ونادى هاورد . لكن صوته خرج على شكل نعيق صدئ ، فاحس ان حلقه خشن متقرح ، وكانه يحترق 0

تجهم وجهه وشعر بالغضب ، الا انه استسلم للامر الواقع المحتوم ، ثم بدا بتسلق الدرج ببطء . سيكون عليه الصعود الى الطابق العلوى كى يسحب ميرسى من حيث هى . شعوره بالحر ثم بالبرد ، فيما الالم يتملك جسده باكمله ، ورجلاه ترتعشان بشكل مزعج ، هى اعراض تشير الى اصابته بالمرض . انه لم يصب بالمرض منذ مدة طويلة ، وهو لن يتحمل الامر !

dede77 31-08-11 09:21 PM

تمهل اندريو امام الباب المؤدى الى جناح هاورد ، لكى يعيد التقاط انفاسه . فجاة احس ان جسده باكمله يتجمد كالثلج ، حينما سمع صوتا رجوليا يتفوه بشئ ما ثم يضحك . انه صوت منخفض جعل الشعر الذى على عنقه يقشعر واقفا ، قبل ان ينتج عن ذلك موجة حارة من الغضب العارم 0

لقد كذبت عليه ! اذا كانت تلك حقا صديقة لميرسى فى ضيافتها ، يكون هو ملكة انكلترا ! سوف يدخل بعنف الى الغرفة مباشرة ، فيرمى بالرجل مباشرة الى الخارج ! ... سيطلب من هاورد ان توضب حقائبها الان مباشرة ! قد يتحمل اندريو مقدارا معينا من عدم الخضوع لاوامره ، لكنه لن يقبل بان يتعرض للخداع والكذب !
منتديات ليلاس
لكن يده انزلقت عن مقبض الباب النحاسى . ولاحظ بقدر عميق من الكرة لنفسه انه يتعرق . انه واهن وضعيف جدا ، لا يقوى على رمى نملة خارج اى مكان ! شعر بالاشمئزاز من الفكرة الكريهة ، وقد تصور نفسه يدخل مترنحا عبر ذلك الباب بشكله الحالى ، باطرافه الواهنة وصوته الشبيه بالنقيق ، فى حين ان العرق ينقط من حاجبيه . يا الهى ! لن يفعل ذلك بنفسه ابدا . لن يظهر نفسه بشكل يدل على انه غير متمالك لنفسه ومتحكم بها بالكامل 0

غدا صباحا سيقوم بطرد هاورد قبل ان يفعل اى شئ اخر 0
منتديات ليلاس
تمايل اندريو مترنحا وتابع سيره الى غرفته الخاصة ، وهو يفكر بتلك الفكرة الرهيبة المتوعدة لميرسى 0

ركل حذاءه فرماه بغير اكتراث ، ثم تمدد على السرير باسطا ذراعيه ورجليه على اتساعهما ، ممدا جسده المتالم كالنسر . ثم اطلق انينا متالما ، فيما تصور بوحشية والم ، ما يفعله ذاك الرجل بتلك الفتاة الصغيرة الجذابة الفاتنة الكاذبة ، فى هذا الوقت تماما 0



*****


انتهى الفصل الخامس 0

dede77 31-08-11 09:24 PM

6- لا تتركينى !


استيقظت ميرسى كالعادة فى تماما الساعة السادسة . تسللت خيوط اشعة الشمس الدافئة الى غرفتها ، فيما بقى المنزل الكبير ساكنا ... ساكنا جدا 0

ما الذى عساه جرى للاعصار الصباحى المبكر المعتاد ؟ ما الذى جرى لاندريو الذى يهرع خارجا ليقوم بالهرولة الصباحية الباكرة ، ولصفعة الباب المتميزة بالحماس والفرح وهو يخرج من المنزل ؟ اين الاشارة التى تعنى بان عليها ان تكون مستيقظة ومنهمكة ومنتظرة الصاروخ العائد ، الذى يعلمها بعودته ويتوجه الى اخذ حمام سريع ؟ اين الصوت الذى يغنى شيئا ما بالايطالية ، والذى يطلقه باعلى صوته الرخيم الشجى ، فيشكل اشارة لها ببدء تحضير الفطور ؟
منتديات ليلاس
قررت ميرسى ان اندريو على الارجح قد استغرق فى النوم ، بعد ان تذكرت ما اعلمها به مساء الامس ، اذ قال لها بان لا فكرة لديه كم سيتاخر فى السهر . تذكرت ايضا الاسلوب الفظ الذى استعمله لابلاغها بذلك . انه يستحق ان تتركه مستغرقا فى النوم الى صباح الغد ! ذلك كان التفكير الاولى غير اللائق الذى مر بذهن ميرسى ، وهى تلبس سروالها المطبع بالازهار القرمزية ، مع القميص القرمزية . فهذه الملابس التى ارتدتها مساء الامس ، جعلت دارن صديق كارلى يطلق صفير اعجاب شبيه بصفير الذئاب 0

ستضطر الى القرع على باب غرفة نوم اندريو حتى توقظه ، لم يكن بمقدور اندريو ان يعلم ان باستطاعته ان يؤذيها ويجرح مشاعرها بهذه السهولة ، فالذنب فى ذلك يعود اليها بالكامل ، لانها تحمل مشاعر سرية تجاه رب عملها ، كما لو انها فتاة مراهقة 0

كانت كارلى قد احضرت صديقها دارن برفقتها ، لسوء الحظ ، لذا لم تتمكن ميرسى من اطلاع صديقتها على ما تمر به ، وطلب نصيحتها بخصوص ذلك . لكنها قررت ان ذلك قد يكون لصالحها ، فيما توجهت مسرعة نحو غرفة نوم رب عملها . كانت كارلى لتقول لها بانها حمقاء . حسنا ! يمكنها ان تستغنى عن سماع ذلك من صديقتها فهى عاقلة بما يكفى وقادرة على تخطى الامر بمفردها تماما 0
منتديات ليلاس
لم تحظ طرقات ميرسى المتكررة على باب اندريو باى رد من قبله . احست ميرسى بتقلص فى معدتها فيما تداركت ما يفترضه صمت اندريو عن الرد . نزلت ميرسى الدرجات الاخيرة للسلم وهى مثبطة الهمة كئيبة ، وقد توصلت الى الاستنتاج الحتمى المثير للغثيان ، بان اندريو لم يعد الى المنزل اصلا . لاشك فى انه امضى الليلة برفقة امرأة جديدة ما . امرأة جميلة ، متميزة ، وذكية تحسن التصرف مع الرجال . انها بديلة لتريشا التى تخلص منها نهائيا 0

لكن اول شئ راته ميرسى ما ان وصلت الى الردهة ، هو سترة اندريو الملقاة على الارض . اول فكرة مجنونة اسرتها ، هى ان اندريو قد عاد ، ما يعنى انه ليس بصدد خوض علاقة غرامية مع امرأة جديدة ! اما الفكرة الثانية ، فهى انه استيقظ وخرج من المنزل ابكر من موعده المعتاد ، وقد اغرته اشعة الشمس فى الصباح الباكر 0

التقطت السترة ، ثم نفضتها وهى تطلق صوتا ينم عن عدم الرضى ، وعلقتها فوق المسند الخلفى للكرسى حتى تاخذها لاحقا الى غرفته . توجهت نحو المطبخ كى تجمع مكونات فطور اندريو ، نصف ليمونة غريب فروت مع الفطر على الخبز المحمص ثم انتظرت الاصوات المنبثة بعودته ، وانتظرت ....

مع حلول الساعة الثامنة والربع ، اصبحت ميرسى واثقة من ان هنالك خطبا ما 0

dede77 31-08-11 09:26 PM

استنشقت نفسا عميقا ، ثم عادت وتوجهت الى الطابق العلوى نحو غرفة اندريو ، وسارت متقدمة الى داخل الغرفة مباشرة . غاص قلبها الى اعماقها حين راته ممددا هناك على السرير مرتديا ملابسه باستثناء سترة البذلة . بدا تنفس اندريو بطيئا وثقيلا ، وتساءلت ان كان يجدر بها ان تتركه نائما حتى يصحو من تلقاء نفسه 0

اطلق اندريو انينا ثم استدار على ظهره ، فيما بقيت ذراعاه ممدودتين الى جانبيه . دنت ميرسى من السرير بحركة خفيفة ، ثم القت احدى يديها الباردتين على جبينه ، وسرعان ما ادركت بانه يعانى من ارتفاع شديد فى الحرارة . تخبطت معدتها بشكل مؤلم حين ادركت انه مريض 0
منتديات ليلاس
فتح اندريو عينيه المحرورتين ، وقال : كم الوقت الان ؟

-تجاوز الساعة الثامنة 0

راقبته ميرسى بقلق متزايد وهو يجاهد كى يجلس مستقيما ، عضت على شفتها فيما قال لها اندريو بصوت يشبه النقيق : يفترض بى ان اكون قد غادرت المنزل فى هذا الوقت . احضرى لى قهوة سوداء 0

دفعة رقيقة على كتفه كانت كافية لجعل اندريو ينهار مجددا ، ويستلقى الى الوراء على الوسائد . قالت له ميرسى بحزم : انت لست على ما يرام ، ولن تبرح الى اى مكان اليوم . ابق حيث انت . ساحضر لك مشروبا تتناوله 0

كانت اولويتها الان هى مكالمة طبيبه هاتفيا . حماسها الحاد وقلقها عليه ، جعلاها تبلغ المطبخ فى وقت قياسى . هناك تصفحت دفتر ملاحظات كانت قد ملأته مدبرة المنزل السابقة ، مدونة ارقاما مفيدة وهامة . ضغطت بقوة على رقم هاتف العيادة الخاصة بطبيب اندريو 0

تلقت التاكيد المطمئن من الطبيب آلينغهام بانه سيحضر خلال النصف الساعة القادمة ، فاستقرت دقات قلبها على نمط ابطأ 0

كان اندريو يجاهد للجلوس مستقيما من جديد ، فور دخولها الى غرفته مجددا ، حيث قال : ساصل متاخرا 0
منتديات ليلاس
بعد اقل من لحظة ، انهار اندريو مجددا على الوسادة فاقد القوى 0

خلعت ميرسى حذاءه من غير ان تسمح له بان يخمن او يقدر كم هى قلقة عليه ، وهى تقول : قلت لك للتو انك لن تعمل اليوم . اخبرنى فقط بمن على ان اتصل حتى اشرح له الوضع ، بعد ان يراك الطبيب 0

اطلق اندريو رفضه بحرارة لاذعة : لست بحاجة الى طبيب ، ايتها المرأة البائسة !

ثم اطبقت عيناه فجاة ، كانما ارهقه الاعتراض . فبدت رموشه الطويلة الكثيفة على شكل هلالين بلون الدخان ملتصقتين ببشرته الشاحبة 0

احست ميرسى بالذعر وتنبهت الى الخطر المحدق باندريو ، كارهة رؤيته على هذا الشكل . لطالما راته يتالق ممتلئا بالحيوية ، لذا جرت عدوا نحو الحمام . فملآت كاس ماء من الصنبور البارد ، ثم عادت ورتبت لنفسها فسحة على السرير الى جانبه . مررت ذراعها تحت كتفه ، ثم رفعت راسه وقالت برقة : اشرب هذا 0

بدا كانه يحترق من شدة الحرارة ، تساءلت ان كان هناك ما يكفى من الوقت لاقناعه بارتداء ملابس نظيفة مخصصة للنوم قبل وصول الطبيب . امسكت الكوب وقربته الى شفتيه ، محاولة تجاهل ومضة البرق التى ضربتها بقوة وصولا الى اعماقها ، فيما احتك وجه اندريو بجسمها 0

فتح اندريو احدى عينيه وقد شعر بالكوب البارد الملامس لشفتيه الحارقتين الجافتين . انها ترتدى قميصا قرمزية اللون اليوم . ارتشف مطيعا رشفة ماء ، ثم ادار راسه المتالم نحوها من جديد ، فاحس بشعور افضل الى حد كبير . تاثر جسده بقربها منه ، ولم يعد لديه شك بخصوص الجاذبية التى يشعر بها نحوها . القى براسه على كتفها متاوها . يا لهذا المرض ! لو لم يكن يشعر بهذا الوهن والضعف ، لرماها على السرير ، وراح يعانقها الى ان يشبع شوقه ولهفته اليها ، مهما كانت العواقب !

اخذت ميرسى نفسا شديد الاهتياج ، فيما جاش صدرها تحت القميص الحريرية ، ففاضت فى اعماقها الحرارة الملتهبة . ايمكنه ان يعلم ما الذى يحصل لها ؟ اتراه يدرك ما الذى يفعله بها ؟ اوه ، انها حقا تامل الايكون مدركا لتاثرها به .

dede77 31-08-11 09:30 PM

لاشعوريا تصلبت الذراع التى كانت تسند كتفيه العريضتين ، فجذبته ليدنو منها اكثر ، كما تفعل الام بصغيرها ، بالرغم من انها حتما لم تكن تقصد بوعيها وادراكها ان يحدث ذلك . حبست ميرسى نفسها ، فيما اطلق اندريو صوتا خشنا من اعماق حلقه ينم عن الارتياح . لقد حلمت ميرسى بهذه الحميمية القريبة ، كما تاقت اليها بشكل سرى محزن . بدا توقها هذا كبيرا جدا الى حد انها ما عادت قادرة على التفكير بشكل صائب . اما الان ، وقد حدث الامر اخيرا ، تنبهت خلايا جسدها باكمله دون استثناء بقوة مفرطة 0

تسمرت عيناها المبهورتان على قمه شعره الاسود المشعث . فاطبقت اسنانها بشدة ورزانة خشية ان تقوم باى تصرف طائش ، اما قلبها فتضخم متالما بسبب حساسية اندريو وضعفه ، البعيدين عما يتميز به عادة من الحيوية والقوة . لعلها بالغت فى ردة فعلها فى الاتصال بطبيبه ، لكن عليها ان تقر بانها قد تفعل المستحيل كى تراه سليما معافى من جديد 0
منتديات ليلاس
فليساعدها الله ! انها تهتم لامره حقا ، بغض النظر عن غروره وكل شئ اخر مغيظ فى شخصيته . انها تحبه بكل قلبها وروحها !

ادراك ميرسى لهذا اصابها بصدمة قوية ووحشية . حبست انفاسها لفداحة ما يجرى لها . اغمضت عينيها فى محاولة لصرف تفكيرها عن هذه الافكارالخطيرة ، لكنها توقفت عن المحاولة حينما ادركت انها غير قادرة على تغيير مسار تفكيرها 0
لم ترغب مطلقا بان يحصل ذلك ، فقاومت بشدة رافضة هذه المشاعر ، كما انها لم تكف عن القاء المواعظ على نفسها حول حماقة الوقوع فى غرام رجل كاندريو ، فهو يعتبر النساء ادوات تسلية ولعب ، ويتخلص منهن حالما يفقد الاهتمام بهن 0

قررت ميرسى وهى تشعر بالغثيان ان الامر حصل فى جميع الاحوال ، لذا عليها ان تتعامل معه بشكل ما . لكن وضعها الحالى ، وراس اندريو على كتفها ، امر لم يساعدها على تخطى مشاعرها . احست بشعور شنيع بالخسارة حين تمالكت نفسها ، وتصرفت بالشكل الصحيح اللائق ، فاعادت راس اندريو برفق على الوسائد . بدات تكره نفسها بسبب ضعفها ، وجاء صوتها مثقلا بمعرفتها لحبها له ، عندما قالت لتستاذن : سيصل الطبيب الى هنا خلال وقت قصير . على ان اعود الى الطابق السفلى لانتظره 0
منتديات ليلاس
قال الدكتور آلينغهام لميرسى وهو يغلق باب غرفه النوم خلفه : انها الانفلونزا . السنيور قوى وسليم البنية ، لذا ليس هناك ما يدعو الى القلق 0

علمت ميرسى ان عينيها تبدوان واسعتين كصحنين ، فيما راحت تحوم خارج باب غرفة النوم ، استفاض الطبيب شارحا : انه مرض فيروسى مؤذ حقا فى غير موسمه . عاينت حالتين او ثلاث مشابهة حتى الان . تركت بعض حبوب الدواء التى تساعد على تخفيض حرارته المرتفعة . احرصى على ان يتناول منها اربع حبات يوميا ، واعطه الكثير من السوائل . اما اذا واجه اية صعوبات فى التنفس ، فاتصلى بى حالا . ساخرج بنفسى . نهار سعيد لك 0

قامت ميرسى خجلة ببذل مجهود كبير لفك العبوس الذى عقد جبينها ، فيما راقبت الطبيب يهم بالنزول على الدرج . قبل ان تعود فتدخل الى غرفة المريض . لم ترغب مطلقا بان تقع فى غرامه ، كما ان الحس السليم يتطلب منها ان تتعامل معه بحذر ، لكنها ستفعل ما بوسعها للاهتمام به فقط من اجل اداء واجباتها الوظيفية . قالت ذلك لنفسها وهى تعلم جيدا بان ليس هنالك من قوة تبعدها عن المكوث الى جانبه اثناء مرضه وحاجته اليها 0

تجنبى اتصال العينين المباشر . ابقى هادئة ورزينة . والاهم من ذلك : لا تقتربى منه !

انها قرارات منطقية وعقلانية جدا ، لكنها ذهبت سدى وغاصت الى اللاعودة ، ما ان بادرها اندريو قائلا : ساعدينى على خلع ملابسى 0


الساعة الآن 12:31 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية