منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   132 - كيف ينتهي الحلم - ليليان بيك - عبير القديمه ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t166582.html)

فداني الكون0 03-09-11 12:56 AM

-لماذا هذا الصمت؟ هل انت متكدرة لأن صديقك اخذ فتاة اخرى ليوصلها الى بيتها؟
اغتاظت لين لأنه لاحظ ذلك وقالت بصوت غاضب وحاد:
-لا. ليس ذلك حقيقة.
-حسناً. حسناً انا لم اقصد الا التسلية والمزاح. على كل حال انت قمت بنفس العمل فلا تتذمري. الم تجلسي كن الوقت مع ذلك الشاب الصحفي الوسيم؟
حاولت لين ان لاتتشاجر معه من جديد. رفضت ان تقع في الفخ الذي نصبه لها.
حين وصلا الى الشقة وجدت لين نفسها مضطرة لدعوته لتناول الشاي كما دعاها من قبل. وحين قبل دعوتها برشاقة امتلأت فرحاً وسروراً.
صعدا السلالم سوياً ونادت لين قائلة:
-لقد عدت للبيت ياسيدة والترز.
-اهلاً يا عزيزتي.
مدت المرأة المتوسطة العمر رأسها من القاعة وقالت:
-مساء الخير يا سيد مارشال.
ثم حدقت باستغراب في كريس وقالت:
-انه ليس الشاب المعتاد.
عرفتها لين بارتباك. وتساءلت في نفسها: ماذا سيفهم من ملاحظات السيدة والترز؟
منتديات ليلاس
وضعت مفتاحها داخل القفل بعصبية وفتحت باب الشقة ودخلا. نظر كريس باهتمام وهو يحاول ان يكتشف ادق تفاصيلها.
-عندما ندخل بيوت الآخرين نكتشف ما يجعلهم مختلفين عن غيرهم. وكنت دائماَ اتساءل عما يجعل الآنسة هيوليت تختلف عن غيرها؟
-ولكنني فتاة عاملة بسيطة.
-وهل انت كذلك؟ انا اخالفك الرأي.
نظر متصفحاً حوله وهو يفكر. وتطلع الى داخل غرفة المطبخ الصغيرة وقال:
-ليست الشقة سيئة ولكن اين تنامين؟
ارتبكت قليلاً واحمرت وجنتاها خجلاً. شرحت له كيف تحول الأريكة في غرفة الجلوس الى سرير لنومها.
-وكيف تمكنت من استئجار هذه الشقة؟ عن طريق اعلان في الجريدة؟
-لا. انه من تدبير مكتب الخدمات الاجتماعية في المركز البلدي للمدينة. لديهم قوائم بشقق مماثلة. وقد انتقيت هذه من بينها.
مشى الى النافذة ونظر الى اسفل الشارع وقال:
-المنظر من هنا لايروقني كثيراً. ولكننا لا نحظى بكل شئ. اليس كذلك؟
عاد يبتسم لها ابتسامة من القلب. رفضت ان ترد له تحديه وتغاضت عن الاجابة بل سألته:
-قهوة؟
هز رأسه موافقاً ثم مشا يتفحص رف الكتب وقال:
-الكتب الموجودة فوق الرف تتناول مواضيع مختلفة وتنيئ عن اطلاع واسع بالنسبة لفتاة صغيرة مثلك.
-لااستطيع ان اقول انني قرأتها كلها بعد.
-واذا كنت لا تفعلين ذالك الآن فلن تستطيعي ذلك بعد الزواج.
-بعد الزواج؟
سألها متفهما:
-ماذا ستفعلين؟هل ستنتقلين لتعيشي مع كين؟
-لم نتوصل بعد لبحث هذا الأمر.ولكنني لا اظن ذلك ممكنا لأن منزل كين صغيرجدا.
كان كريس واقفا في مدخل المطبخ يراقبها وهي تصنع القهوة. تساءلت لين في نفسها:لماذاهو وسيم وجذاب لا يقاوم؟لماذا يؤثر عليها تأثيرا كبيرا! ارتبكت في وقفتها.وبعد برهة صمت تكلم كريس قائلآ:
-لين.هل انت مصممة على حضور المؤتمر التربوي في هاروغيت في منتصف الفصل؟
-نعم.لقد سجلت اسمي وحجزت محلآ.
-انا ايضآ سأذهب.
منتديات ليلاس
تراقصت فناجين القهوة فوق الصينية وهي تحملها من شدة ارتباكها.
مد يده بسرعة لمساعدتها.ولا مست يده يدها برفق فشعرت لين بجمود ذراعها وعدم قدرتها على تحريكها.
-لين؟ اريدك ان تأتي برفقتي.
نظر كريس الى عينيها نظرة عابثة مرحة ثم اكمل:
-اقصد انني ذاهب في سيارتي واستطيع ان اصطحبك معي. سأزور والدي اللذين يعيشان على بعد خمسة اميال من مركز المؤتمر.
ترردت لين كثيرا قبل ان تسأل:
-وهل سيكون هذا العمل مرضيآ بالنسبة للمدرسة؟
-استطيع ان اتدبر هذا الأمر بنفسي اذا لزم.سنستمتع بالرحلة سوية.
الرحلة في السيارة ممتعة والطريق سهلة.سنأخذ الطريق الدولية.
كانت لين في سرها ترفض فكرة تمضية كل هذا الوقت بصحيته.ماذا ستبحث معه؟ماذا ستتكلم واياه؟ولكن كيف يمكنها ان ترفض عرضه؟

فداني الكون0 03-09-11 12:57 AM


وقالت بتردد:
-نعم. شكراً. استطيع ان ارافقك.
-حسناً. انتهى هذا الموضوع.
حمل كريس صينية القهوة ومشى بها الى غرفة الجلوس.
-ضع القهوة على الطاولة يا كريس.اجلس ارجوك. ليس لدي سوى الاريكة.ميزانيتي لا تسمح لي بكراسي اضافية مريحة.لا تكفي الا للضروريات.
وبعد ان ناولته القهوة سألته:
-سكر؟بسكويت؟
-القهوة لذيذة.
ابتسم ووقف امام المدفأة يرشف قهوته الساخنة.
-لماذا ستذهب الى المؤتمر يا كريس؟
-سأشارك في المحاضرات. سأتكلم هناك وسألقي محاضرة.
فتش في جيوبه واخرج ورقة ثم اكمل:
-ما اسم المؤتمر؟شئ مهم جدا على ما اعتقد.آه تذكرته:تعليم اللغة الانكليزية في العصر النووي.العنوان ضخم والبرنامج منظم.سيفسح المجال امام الآراء الجديدة المهمة والجيدة على ما اعتقد.
اعاد الورقة الى جيبه ونظر اليها فجأة ثم قال:
-انت حسناء جميلة للغاية في هذا الثوب يا لين.انك تعذبيني باغرائك وانت تتمشين امامي.
احمر وجهها خجلا.واشار اليها ان تجلس قربه على الاريكة قائلآ:
-تعالي اجلسي قربي.انت لم تقتربي مني طوال الأمسية الموسيقية.
بدا كريس شخصا اخر. شخص لا تعرفه ابدا ولم تعهده يتصرف على هذا النحو من قبل.كان مزاجه لا يقاوم.
جلست قربه وهي تحاول ان تسكت ضربات قلبها وتهدئ منها.قربه يؤثر عليها بشكل لا تفهمه. كان عليها ان ترص بعض الوسائد بينهما وترأب الصدع. قالت:
-هل استمتعت بالحفلة الموسيقية هذه الليلة؟
-نعم .لكنني كنت اتمنى ان يحتوي البرنامج متنوعات اخرى. في النهاية سار البرنامج على وتيرة واحدة.من انتقى البرنامج؟
صمتت لفترة وجيزة ثم اجابت ساهمة:
-انا.
مر بيده على رأسه كمن اصابه صداع مفاجئ وقال:
-اوه.لقد قلت شيئا خطأ اليس كذلك؟
ابتسم معتذرا لها ولكنها لم تقبل اعتذاره بدليل عصبيتها وارتباكها حين قالت:
-ماذا تقصد بتنويع البرنامج؟وكيف سار على وتيرة واحدة؟ لقد قلت لك انه من الممكن ان نرتب برنامج للموسيقى الهادئة الخفيفة في المرة القادمة.آسفة لأنك ضجرت...
وضع يده فوق يدها على الوسادة في محاولة لمصالحتها وقال:
-لين .دعينا نسوي هذا الأمر.انا لم اضجر ابدا. اسمعي.علي ان اخبرك شيئآمهمآ.ربما ستكرهينني من اجله.يجب ان اجارف واقول لك.
انا اعرف الكثير عن الموسيقى.ولست جاهلآ بها كما تظنين
غير كريس جلسته ونظر اليها مواجهة.نظر الى عينيها ليرى تأثير كلماته عليها.
انتفضت يدها تحت يده.فشدد قبضته حولها وقال:
-لم اخبرك ذلك من قبل.علي ان اعترف لك ان طريقتك المترفعة جرحتني وخذلتني.كنت متعالية ومتكبرة ومتشامخة حين تكلمت معي بشأن الموسيقى كأنني اجهلها.
بدأت لين تسحب يدها بسرعة ولكن قبضته ظلت مطبقة عليها.قال:
-اياك ان تكوني متعالية في فهم الموسيقى.انها اصوات.وجميع الاصوات الموسيقية تستوجب الاحترام.آسف لأنني احاضرك بهذا الشكل ولكن لا بد من قول الحقيقة مهما كان الثمن.
نجحت لين اخيرا في سحب يدها من قبضته وقالت:
-انا آسفة.انك على حق.
قالت كلماتها بغضب وتحد. لقد انجرح شعورها لانتقاده اللاذع. حاولت ان تتحدث معه فقالت:
-كيف كان بامكانك ان تحسن برنامج الليلة؟
-سأقول لك. كان بالامكان ان تضمني البرنامج موسيقى حديثة لمؤلفين من القرن العشرين امثال: شوستاكوفيتش، برغ، بارتوك.
-ولكنني اكره موسيقاهم. انها اصوات وضجيج. كل الموسيقى الحديثة اصوات وصجيج.

فداني الكون0 03-09-11 12:59 AM


عبس وقال:
-انت لاتعنين ما تقولين يالين. انت بالتأكيد تقولين ذلك فقط لتثيري غضبي.
-بل انا اعني كل كلمة قلتها.
كانت نبرتها حادة وكلها تحد حين اكملت:
-ليست هناك اية فكرة جديدة في الموسيقى الحديثة. لقد قال العباقرة الأقدمون كل شئ عبر الموسيقى الكلاسيكية. قالوها بطريقة اجمل بكثير مما يقال اليوم وبطريقة مثيرة للغاية.
وقف كريس في مواجهتها ونظر اليها مباشرة ثم قال:
-هذه تصريحات جريئة لك. بل هي عنيفة.
ختمت تحديها قائلة:
-الحقيقة انا لااسمع الموسيقى الحديثة ابداً.....اذناي ترفضانها.
-هل خطر ببالك ان ما تقولينه متحيز؟ بل هو كلام دون تفكير وينم عن افق ضيق وعدم نضوج. كيف تقولين ذلك؟ انت التي تحاولين بشق النفس ان تغيري شكوك الآخرين في صحة طرق تعليمك الحديثة التي تعبر عن القرن العشرين واتجاهاته.
-لامجال هنا للمقارنة.
-كيف؟ طبعاً هناك مجال. ولكن من الواضح انك لاتريدين الاعتراف بذلك. اذا كنت متشبثة بآرائك ترفضين الاستماع لشئ لا تفهمينه، كيف تنتظرين من الآخرين الاستماع اليك دون تحيز؟ كيف يفتحون عقولهم ليفهموا اسلوبك الجديد في التعليم وهم في الحقيقة لا يفهمونه؟
بدأت لين تفقد رباطة جأشها. صرخت بصوت جعله يجفل فجأة:
-انت تتهمني بأشياء انت متهم بها اصلاً. انتم المذنبون في حقل التربية. نحن نكرهكم. انك تتهمني بالتحيز وضيق الأفق، وأنت بتفكيرك الرجعي منعتني من استعمال وسائل التعليم الحديثة في عملي. لقد سرك ذلك، والنتيجة كانت انك محوت ثقتي بنفسي وبقدرتي على العمل.
كان صوتها مرتفعاً ينذر بالسوء. لوح بيده جانباً وقال:
-اذا كنت ستعودين من جديد الى ذلك الموضوع اللعين....
وقفت بسرعة في مواجهته وقد فقدت السيطرة على اعصابها تماماً وقاطعته قائلة:
-اذا كنت تريدد ان تقدم ماتسميه (بالهواء النظيف في تعليم اللغة الانكليزية) عن طريق تخريبك لجهودي، اذن علي ان انساه كأي شئ تافه. هل انت محافظ ومتحيز كالآخرين؟ هل انت ايضاً تخاف التحدي؟
بدا اصغر. شحب وجهه وهي تتكلم بعصبية. تقدم قليلاً نحوها ولكنها تراجعت الى الوراء عفوياً. وحاول جاهداً ان يضبط اعصابه قبل ان يعاود النقاش. وحين عاود الكلام بدا صوته طبيعياً وهو يقول:
-انا لا اخاف التحدي مهما كان. ولكن اخبريني شيئاً واحداً ارجوك: ما الرابط بين هذا الانفجار بشأن خيبة املك في عملك، وبين موضوع بحثنا: الموسيقى الحديثة؟ انا واثق ان لا علاقة البتة بينهما. ولكن ما اراه هو ان كل الاتهامات والاهانات التي تقذفين بها في وجهي كانت تتفاعل داخلك منذ فترة طويلة، وبقيت في عقلك الباطني. كان يمكن لأي شئ ان يحركها لتشتعل وتصبح ناراً متأججة حارقة. لقد ابتلعت كل عقلانيتك وتفكيرك السليم وادراكك. في جميع لقاءاتنا كانت كراهيتك لي ظاهرة. كنت في كل مرة احاول جاهداً ان اتقرب منك وان اكسر الحاجز الذي بنيته بيننا، فأجد نفسي اضرب رأسي بالباطون المسلح. كنت اعلم انك تكرهينني ولقد سمعتك تقولين ذلك علانية.
اجفلت لين. وعادت ذكرياتها الأليمة ماثلة امامها.....اكمل كريس قوله:
-حسناً. اتركك وشأنك اذا كان هذا ماترغبين. ولكن قبل ان ارحل اصر ان اشرح لك بعض الحقائق.
جلست لين على الاريكة كأنها تغرق. كانت دموعها تنساب على خديها كالسيل. دموع الضعف والحزن والشقاء. واكمل قوله:
-كل ما فعلته في مكتب المدير كان ان وضعت مرآة امام عينيك المتهورتين. اجبرتك على ان تري الحقيقة. اخيراً اقنعتك بعد ان شرحت كل الملابسات المحيطة بالموضوع. لفت انتباهك الى ان جهودك المنفردة لا تثمر. كنت ولازلت ترفضين هذه الحقيقة. انك تفضلين ان تضعي اللوم علي بدلاً من لوم نفسك. ربما لومك لي يهدئ من تأنيب ضميرك لفشلك، او ربما تجدين في ذلك مجالاً للتنفيس عن مرارتك وكراهيتك للسلطة. هذه هي المرة الأخيرة التي سأسمح لك فيها ان تضربيني بسوطك. في المستقبل عليك ان توجهي حقدك الى من يقع عليهم اللوم حقيقة: الجهل والتحيز. وهنا نعود من جديد الى بداية نقاشنا حول الموسيقى الحديثة.
منتديات ليلاس
انتهى من كلامه. كان غضبه قد اختفى كلياً. بدأ يراقبها ببرودة دون اية شفقة لدموعها وحزنها. ثم اكمل:
-بقي شئ واحد اقوله لك. ان لقاءاتنا تسودها الحرب الكلامية ويعطلها الجدل العقيم. لقد اصبح واضحاً لدي اننا نتناحر دون سبب، ونجرح بعضنا دون ان نقصد. اي اننا لا نتوافق ابداً. اقترح ان لا نلتقي في المستقبل الا بالقدر اليسير ولأقصر مدة. وداعاً يالين. شكراً للقهوة.
نهضت لتودعه ولكنه رفع يده يمنعها وهو يقول:
-لا داع لرؤيتي الى الباب.
كانت لين تتمنى ان تجرحه وها هي قد نجحت الآن. جرحته جرحاً عميقاً. ولكن السلاح استعملته انفجر في وجهها وحطمها. لقد اصابتها تعاسة مريرة وشعرت بألم لا يمكن وصفه.
سمعت وقع اقدامه على السلالم وهو يبتعد. ثم تناهى الى سمعها دوران موتور سيارته وهي تبتعد ايضاً.
انفجرت لين باكية بحرقة. كانت في داخلها عاصفة هائجة لاتعرف كنهها

فداني الكون0 03-09-11 01:00 AM

انتهى الفصل الثالث بتمنى انو يعجبكون....

فتاة 86 03-09-11 07:00 PM

يعطيكي العافية حبيبتي
شكراً على المجهود


الساعة الآن 12:07 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية