منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   132 - كيف ينتهي الحلم - ليليان بيك - عبير القديمه ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t166582.html)

فداني الكون0 23-09-11 10:48 PM


مشى بسرعة وحزم باتجاه الباب الخارجي. ولم تتحرك لين لتراه الى الباب، لأن رجليها لم تسعفاها. لم تقو على الوقوف. وابيض وجهها بشدة. كانت تنظر اليه ذاهلة وهي لا تصدق الحقيقة المائلة امامها. سيخرج كريس من حياتها الى الأبد ولن تراه بعد اليوم...
-لماذا نتجادل من جديد يا كريس؟ لماذا ترتفع العوائق بيننا؟
امتلأت مآقيها بالدموع. اغمضت عينيها وغطتهما بيديها وقالت:
-اتمنى لك ولانجيلا حياة زوجية سعيدة. وداعاً وداعاً يا كريس.
-ولكنني لن اتزوج انجيلا يا لين!
نظرت اليه بذهول وكأنها وقعت تحت تأثير قوة سحرية وتمتمت:
-وجوابي الى كين سيكون لا. لن أتزوجه ايضاً.
تسمر كريس فس مكانه. مرت سيارة مسرعة امام المدخل ونبح كلب في الخارج، وغنى طفل صغير في الجوار أغنية سعيدة... عاد كريس ادراجه ببطء. مشى اليها نظرة حانية ويبتسم لها ابتسامة رضى. وفتح ذراعيه ليحتويها قائلاً:
-يا فتاتي الحبيبة. وماذا تنتظرين اذن؟
منتديات ليلاس
شعرت كأن قوة لا مرئية قد جذبتها اليه. ونهضت تلقائياً فرمت بنفسها على صدره وطوقها بذراعيه وهو غير مصدق، يمعن النظر في عينيها ليتأكد. التقت النظرات وتصافت القلوب وغمرتها سعادة لا توصف. لامست شفتاه خديها وأجفانها وجيدها بحنان ورقة لم تعرفها من قبل.
-يا حبيبتي الغالية. كم أحبك وكم اريدك. سأتزوجك بالرغم من كل شيء.
حملها ودار بها فرحاً يكاد يطير والدنيا لا تسعه. ثم عانقها بقوة كادت تخنق انفاسها.
-قولي انك تحبيني كما أحبك. قولي انك ستتزوجينني.

فداني الكون0 23-09-11 10:50 PM


تمتمت له بالكلمات التي أراد سماعها وجلس واياها على المقعد. وعاد يعانقها من جديد. مرت دقائق وهما على هذه الحال... وبعد ان استطاعت ان تتكلم بكلمات مفهومة قالت:
-ولكن والدتك اخبرتني انك ستتزوج انجيلا...
-يا حبيبتي الغالية، والدتي كانت مخطئة. ليس من حقها ان تحدثك بهذا الموضوع. انا لم أكتشف ما دار بينكما من حديث الا حين عدت غاضباً الى المنزل بعد ان استلمت رسالتك... أعماني الغضب وصبرت والدتي على ثورتي واخبرتني فحوى الحديث بينكما... وكان لا بد من ان أسامحها في النهاية. كنت قد بحثت معها ترتيبات زواجي المرتقب. كنت أعنيك أنت ولم اقصد انجيلا. لم استطع ان اسميك لها لأنني لم اطلب منك ان تتزوجيني بعد. وكنت أنوي ان اتقدم منك بهذا الطلب ونحن في طريق العودة، ولهذا السبب كنت متشوقاً لمرافقتك... على كل حال لقد تزوجت انجيلا وانتهت مشكلتنا معها.
-انجيلا! تزوجت؟
-نعم تزوجت من مدير أعمالها فرنسيس بولتون منذ اسبوعين. قابلتها الأحد الماضي لأول مرة ولهذا السبب تأخرت عن موعدك ولم استطيع ايصالك الى قاعة المحاضرات كما وعدتك. تزوجا بالسر وقررا أن لا يذيعا النبأ قبل إعلامي به اولاً. سأشرح لك الامر بعد قليل لأنني كنت مرتبطاً بها صورياً في السابق.
مر بيده على شعرها ثم قبلها قبلة حانية فوق جبينها:
-كنا صديقين صغيرين. كانت انجيلا تهتم بمهنتها كثيراً وتود ان تنجح في عملها قبل ان تقبل أي ارتباط عاطفي. طلبت مني ان نعلن خطوبة صورية بيننا على الرأي العام، وهذا يساعدها في مهنتها ويبقي حياتها الخاصة في منأى عن الصحافة والمجلات والأخبار. ومع الوقت اكتشفنا ان هذه الخطوبة الصورية تساعدها في الدعاية. ولما كنت انا خالي الفؤاد رضيت أن ألعب معها هذا الدور. لم أكن بعد قد عرفت الحب والأحلام الوردية فلم أمانع. واخيراً التقيت معلمة اللغة الانكليزية وأنا أقوم بجولة تفتيشية في احدى المدارس... كانت شابة جميلة وذكية للغاية وسلبت فؤادي منذ أول لقاء لنا، يوم اصطدمت بي وضربتني على معدتي... عرفت انها الفتاة التي أرغب ان اتزوج منها.
وبسرعة استدار وحملها من جديد بين ذراعيه. لفت يديها حول عنقه وتعانقا وغابا عن الوعي. ودام الصمت بينهما لفترة طويلة... طويلة.
وبعد فترة نظرت لين اليه بعينيها الحالمتين وقالت:

فداني الكون0 23-09-11 10:52 PM

-اخبرني بقية القصة. اخبرني لماذا ابتهجت برؤية انجيلا يوم الأحد في منزل والدتك.
-يا حبيبتي الوحيدة... ان رؤية انجيلا وفرت لي فرصة التفاهم وإياها حول فك ارتباطي الصوري بها. لقد كتبت لها رسالة اخبرها فيها عن حبي لك. كنت أعلم انها تزوجت ولكن والدتي كانت تجهل هذه الحقيقة، وتجهل ايضاً ان خطوبتنا كانت صورية تخدم أهداف النشر والدعاية لانجيلا. ولذلك سامحتها لأنها اخبرتك بأنني سأتزوج من انجيلا... نحن لم نطلعها ابداً على سر الخطوبة الصورية ولذلك ترين صورها في كل مكان من المنزل. هذه الصور تجعل من الأكذوبة حقيقة واقعة... هل تصدقينني؟
-نعم يا كريس. انني أصدقك.
نظرت اليه بدلال وأكملت:
-انا لم اشكرك بعد على دعمك المعنوي لي في محاضرتك بالمؤتمر يوم الثلاثاء... لم أصدق ما كنت اسمع...
-حان الوقت لتتذكري ذلك يا حبيبتي.
وضربها ضربة خفيفة مرحة على قفاها: منتديات ليلاس
-وهل تعرفين انني يوم دخلت صفك مفتشاً وشاهدتك تقومين بعملك التدريسي وجدتك أذكى معلمة صادفتها خلال حياتي المهنية؟ كان الأمل يتدفق منك، وكنت ممتلئة بالآراء الجديدة والحماس المنقطع النظير لدرجة كبيرة. لقد كرست نفسك لهذه المهنة ووهبتها كل عطائك.
-ولكنك تسببت لي في ألم وحزن كبيرين. كدت تفقدني ثقتي بنفسي وبمقدرتي على التدريس الجيد.
-وهل تعتقدين انني لم الحظ ذلك؟ يا حبيبتي الغالية، كنت يومها أجلس مع المدير وأجد نفسي مجبراً على معارضتك... لقد قاتلت بشدة كاللبؤة التي تدافع عن صغارها. كنت تدافعين عن مبادئك وأفكارك الجديدة. وكلما اشتدت مقاومتك كلما اضطررت ان اجابهك بشدة وضراوة. وفي النهاية تحولت الى وحش كاسر قبل أن تعلني الهزيمة أمامنا... وعندما خرجت من الاجتماع ورأيتك تبكين لم استطع ان أضمك بين ذراعي لترتاحي، ولأحميك من الكواسر الذين تحلقوا حولك. وجدت نفسي حزيناً حزناً لا يوصف، وقد أنبني ضميري طلية ليال كثيرة على فعلتي.

فداني الكون0 23-09-11 10:56 PM


-ولكن لماذا فعلت ذلك يا كريس وأنت تؤمن مثلي بصلاح ما كنت أقوم به؟
-الظروف أجبرتني على ذلك. نصيحتي لك كانت صرورية في مثل ظروفك. لقد سبقت عصرك بتفكيرك. وكنت شابة صغيرة جديدة متحمسة. ان جهودك الفردية لن تستطيع ان تؤتي ثمارها في محيطك التقليدي. المعارضة حولك من كل حدب وصوب... زملاؤك وبعض الاهالي والرأي العام. كانت جهودك ضائعة كصرخة في واد. زملاؤك المعلمون يتبرمون لأنك تنافسينهم وتتفوقين عليهم بمقدرتك. وهم لا يفهمون طريقتك. كما ان الاهالي يخافون خوض تجربة جديدة لا يعرفون نتائجها مسبقاً، ويخافون على فلذات أكبادهم من تجربة فاشلة. ومديرك لا يحب التغيير ولا يستطيع التأقلم بسرعة... يومها سألتك بكل صدق: لماذا لا تنتقلين الى مدرسة اخرى تتقبل طرقك الجديدة بصدر رحب؟ يومها كنت أرشدك الى الطريق الصحيح... حتى تهكم زملائك المدرسين لم يفتني.
-مرت ساعات في حياتي كنت اعتقد فيها انك تكرهني يا كريس.
-أنا اكرهك؟ أنت أحب انسان عندي. هل تعتقدين انني كنت اتودد اليك بكلمات الحب وتعبير الحنان لو لم أكن لك الحب الخالص، ولو لم أكن جاداً في علاقتي بل وأريد ان أربط حياتي بحياتك؟
-لم أكن أفهم مواقفك على حقيقتها يا كريس.
-لا بأس الآن. لقد أحببتك منذ أول مرة رأيتك فيها. أحببتك وانا اسمعك تقولين لكين انك تكرهيني.... أحببتك بوقاحتك التي لا تحتمل... هل هذا يرضيك؟
نظرت اليه بطرف عينها وقالت:
-وتلك السهرة بعد الحفلة الموسيقية؟

فداني الكون0 23-09-11 10:59 PM


-آه. كانت تلك السهرة بداية اكتشافي لحقيقة شعورك نحوي. يومها تأكدت من حبك لي...
حاولت لين ان تتهرب من عناقه ولكنه أطبق عليها دون هوادة. ثم أكمل:
-كان علي يومها ان أعانقك قسراً لأبرهن لنفسي انك تبالينني حبي... ثم رحلتنا الى المؤتمر في الشمال... كان الجفاء بيننا مستحكماً فاستعملت نفوذي ومركزي دون مواربة لأحصل منك على الموافقة. اتصلت بك هاتفياً بواسطة المدير وجعلت الرحلة برفقتي واجباً عليك. قمت بعملية خطف مقبولة يا حبيبتي. وهل تذكرين الحديث الهاتفي الذي دار بيننا؟
-وكيف أنسى؟ كنت ارتعش من الخوف.
-صحيح. ولماذا يا حبيبتي؟
عانقها من جديد ليبدد مخاوفها ثم قال: منتديات ليلاس
-وعندما حضرت لاصطحابك الى المؤتمر ورأيتك شاحبة مريضة حزينة... عرفت انني السبب في كل ذلك. ولكنني في مساء ذلك اليوم شاهدت بأم عيني التغيير الذي طرأ عليك. لقد اختفت التعاسة من وجهك وحلت محلها السعادة العارمة مما أكد لي حبك. كان وجهك يفصح عن حبك للعالم بأكمله.
وفجأة أمسك بسلسلة متدلية من جيدها وقال بجدية:
-لين! وماذا بشأن كين؟ انه شاب لطيف. سيجرح حتماً....
-وماذا أفعل يا كريس؟
-عليك الاتصال به هاتفياً لابلاغه الحقيقة.


الساعة الآن 05:40 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية