الفصل الثانى شعرت جينا بتحديق العيون بها بينما كان جيمس ينتظر ردها . وعندما لم تجب بالموافقة على الفور . قام رينيه بالاجابة عنها : " انها تقول نعم " لم تقم جينا بالرد لكنها كانت تشعر بإحساس عميق من اليأس لأنها تعلم من سيختار ليعمل على تنظيم والتدقيق فى حسابات الفندق . تشايس . وآخر ما تريده فى العالم هو ان تجتمع مع تشايس فى مكان ما لأي وقت كان . منتديات ليلاس فتناول العشاء معه سئ بما فيه الكفاية , مع وجود كل من حولها . ضغطت جينا على شفتيها بقوة وهي تنظر الى رينيه بنظرة غاضبة . اذا كان سيتطوع ويتحدث عنها ، لما لا يتطوع ويعمل مكانها ؟ لابد انه وقت سئ للسيطرة على النفس , نظرت نحو جيمس نظرة متحفظة وقالت : " سيد جيمس , انا حقا لا اعتقد اننى الاختيار الامثل لهذا العمل المهم " لم يصل جيمس الى مركزه الحالى بجعل الناس يتخلون عن اعماله وخططه بسهولة . امسك يد جينا بيديه الاثنتين , محاولا ان يؤكد عرضه , بالنسبة اليه , وبعد ان درس الموضوع جيدا فهو لن يرضى بكلمة لا كجواب لسؤاله . اعلمته الدراسات التى قام بها ان جينا تملك الموهبة واللمسة الخاصة التى يريدها لعمله . نظر اليها بقوة وقال : " انا دائما اعمل جاهدا للوصول الى الأفضل . انسة ديلمونكو , وفى هذا العمل انت الأفضل " فكرت , نعم , بالتأكيد هى كذلك . تقدم رينيه الى الامام وقال : " سيسعدها ذلك , أليس كذلك , جينا ؟ "فى كل الاوقات التى عملا بها معا , لم يحاول ابدا ان يتكلم عنها , او ان يتحدث عن رغبتها بالعمل امام زبون وهذا هو السبب الذى جعلهما يستمران بالعمل معا بطريقة جيدة . فأى آراء خاصة لديه , كان يحتفظ بها حتى يصبحا بمفردهما قبل ان يتحدثا بها . وهذا هو الوقت السئ لكي يغير طريقة تصرفه . شدت على يدها الاخرى بقوة فى حضنها , وهى تشعر بالاحباط والاهتمام مع . فعمل جيمس هو مبنى كبير ومهم . قالت : " يسعدنى ذلك " محاولة ان تظهرالشعور الذى تملكه من الكلمة . قال جيمس : " الامر منتهى اذا ... " اظهرت ضحكته انه ما كان ليرضي بغير هذا الجواب , استدار نحو الرجلين اللذين الى يمينه وتابع : " والآن , بالنسبة الى المحاسب " بدي بوضوح ان ريد جاهزا له , باحترامه وثقته بتشايس . كان ريد يعلم ان تشايس كان متزوجا , لكن لافكرة لديه ممن , فهذا ليس الوقت او المكان الصحيح لسرد قصته . مهما يكن , فالوقت للتمنى من أجل هزة خفيفة , لا مفر منها . وضع ريد يدا على كتف تشايس وقال : " لا يمكننى أن افكر بشخص أفضل من تشايس . ولهذا طلبت منه الانضمام الينا هذا المساء " منتديات ليلاس فكر تشايس , لديه فرصة واحدة قبل ان يسقط للمرة الثالثة , لذلك تعلق بتلك القشة الاخيرة . وهكذا فكر ان يقوم بذلك باعتذار خفيف . استدار نحو رئيسه وقال : "ريد , اعتقد ان لا مجال لهذا العمل فى برنامجي لكل ذلك الوقت الذى يطلبه السيد جيمس , مع انى اشعر بالرغبة ان ابتعد قليلا واتعرف على نيو مكسيكو " استعت عينا ريد . شعر تشايس وكأنه كلب بحر يهرب من حوت كبير . لكنه تابع بجدية : " اننى منغمس بالعمل بملفات كولينز وباكرزفيلر. كما هناك تدقيق رسمي لحسابات الشركة من اجل مصلحة الضرائب " قاطع ريد اعتراض تشايس ببساطة : " استطيع ان اضع جاكسون مكانك عند الصباح الباكر . وهو معتاد على كل تلك التفاصيل . لا تفكر بالامر ثانية " استدار نحو جيمس وتابع : " معتاد تشايس على تولى نصف دزينة من الاعمال معا . وهو بارع جدا بذلك . حقا " كان المديح كثير على جينا كي تتحمله وهى صامتة . لذلك لم تقاوم نفسها على التعليق : "أحيانا , مع ذلك , واضح انه يسقط واحدة " نظر ريد نحوها بإستغراب . فرسمت جينا ابتسامة مشرقة وبريئة على شفتيها . مد جيمس يده باتجاه تشايس وقال : " لكنه لن يتخلى عن هذه الآن. أليس كذلك , بنى ؟ " أمسك تشايس بيد الرجل مع ان نظراته بقيت على جينا واجاب بحزم : " لا " |
قال جيمس وهو يحف يديه معا : " جيد , أهلا بكما معا فى هذا العمل " واخذ يفكر فى النتيجة النهائية التى سيحصل عليها . "" سيكون لدينا الوقت لذلك . اهم شئ تعلمته في سنوات حياتي الطويلة هو ان اجعل الامور مسلية بينما اقوم بها " نظر الى البعيد قبل ان يكمل : " فالأمور تسير بشكل أفضل هكذا . حسنا لنأكل قبل ان نموت جوعا " رفع يده ناحية النادل ثانية وقال : " آه , بالمناسبة " ونظر الى تشايس وجينا " سأبقيكما فى الفندق بينما تقومان بعملكما " اخذت جينا رشفة طويلة من عصيرها لتخفف من توترها . ان سئلت لما تذكرت جينا بحياتها ما الذى اكلته , او ماذا كان الحديث الدائر بينهم طوال العشاء , كل الذى كانت تعرفه , انها وتحت اسم العمل , لقد باعت روحها وستسمح لنفسها ان توضع فى ثقب أسود . ثقب أسود اسمه تشايس . حاولت ان تضع ابتسامة متكلفة على وجهها طوال الوقت . ولقد اختفت تلك الابتسامة ما ان غادرت الطاولة . لديها ما تبقى من المساء لتنظم برنامج عملها من اجل رينيه وان تحزم حقائبها . فسيارة جيمس الليموزين الخاصة ستأتى لاصطحابها عند الصباح الباكر الى طائرته الخاصة . والتى بدورها ستنقلها . كذلك جيمس وتشايس الى البكيروكى . تساءلت كم سيكون أفضل لها لو تختفى قبل قدوم الصباح . كان مزاجها كئيبا ومكفهرا ما ان خرجت بسرعة من باحة المطعم . أجبر رينيه على توسيع خطواته كي يتمكن من اللحاق بها . قال ما ان وصل الى الباب قبلها بخطوة واحدة :" سأوصلك الى المنزل " ثم دفع الباب بقوة وأمسك به كي تمر . لم تقل جينا شيئا وهى تمر أمامه . تنهد وسار الى جابنها وهو يقول : " هل هناك شئ ما يدور هنا على ان اعرفه ؟ " بعد مرور لحظة . قالت بغضب : " لا "لم يكن من السهل ان تردع رينيه عندما يقرر على شئ ما . وفى هذه الحالة , هذا تأكيد لشكوكه . " دعينى أقول لك ما الذى يجري هنا . لقد كنتما تنظران الى بعضكما وكأنكما فى ساحة المعركة " امسك بيديها ليوقفها امام مكتب خادم النقل وقال : " انتظرى هنا " مد يده الى جيبه وسلم الرجل رقمه . استدارت جينا نحو رينيه بعد ان غادر الخادم . كانت غاضبة بشكل واضح وجلى . شعرت وكأنه قد خدعها . مع انه لم يكن يعلم ما الذى يجرى . لم يكن من الصعب عليه ان يشعر بخيبة املها . ان لديه حدس اكيد يكفي لكل ما يجري حولها , قالت : " لدي أشياء قليلة يجب قولها لك ؟ " فكر , انها ستتكلم عن الاقامة بالفندق , فقال : " لاشك لدي فى ذلك " ظهر تشايس من باب المطعم وراءهما . فى اللحظة التى سمع بها ما قالته جينا عادت الذكريات إليه , ولم يكن فيها شيئا حميما او مفرحا . تمتم تشايس بصوت عال يكفي ليسمعاه ما ان مر امامهما : " الافضل ان تكون انت وليس انا "ابتسامة صغيرة ظهرت على شفتى رينيه : " أمر ظريف لشخص فتى جدا " مرتبكة من الاحساس العاطفى القوى الذى كانت تمر به , شعرت جينا بحساسية وقلق . يفترض ان تكون غير منصفة , لكنها لا تستطيع تحمل ما يجرى معها . قالت : " اعتقد انك تقف بجانبه " نظر رينيه بإهتمام الى جينا للحظة طويلة قبل ان يجيب على كلامها : " انا لا اقف بجانب احد . انا اسمع . وبعدها احكم " اخذت ابتسامته شكلا معينا وهو يراقب تشايس يسير نحو الموقف على بعد مسافة , حيث رينيه . بالطبع , كيف يمكنه ان يكون اعمى هكذا ؟ " اذا هو هو سئ السمعة تشايس , أليس كذلك ؟ " كانت تشعر بالانزعاج , مرتبكة وتحاول يائسة ان تستعيد السيطرة على نفسها . انها ليست فى مزاج تستطيع التحدث فيه عن تشايس . حتى ولو بصورة عرضية . قالت ببراءة مربكة وهى ترفع حاجبيها متسائلة : " تشايس ؟" ضم يديه الى صدره وقال : " لاتنظرى الى وكاننى كنت اغنى اغنية عاطفية تدعى تشايس " تابع بهدوء وحذر : " الرجل الذى كنت تحاولين نسيانه عندما بدأت بعملك كمهندسة ديكور! " لم تبدى اية ملاحظة بانها سترد عليه فتابع : " تشايس المتوحش , النذل الذى قادك لتجدى نفسك وسط الحضيض والتشتت " يمكنه ان يتابع على هذا المنوال بصورة لا نهائية . علمت ذلك واجبرت على الاعتراف فقالت : "لا داع لتكون درامي هكذا . نعم . انه هو " وعلى الرغم منها , تبعت بعينيها تشايس وهو يصعد الى سيارته وينطلق . وضع رينيه يده على قلبه وقال : " اخيرا , ان اردت جوابا صادقا , استطيع ان اموت سعيدا الان " عاد الخاد وهو يقود سيارة رينيه , وسلم الرجل أجرى اتعابه . بقى الرجل الذى يرتدى جاكيت حمراء ممسكا الباب من اجل جينا , فصعدت الى السيارة وانتظرت حتى عاد رينيه وجلس وراء المقود . قالت : " ليس من الضرورى ان تسخر " " على العكس جينا , السخرية ضرورية جدا . انها نوع من الترويح عن النفس , على الأقل بالنسبة لى " فكر فى الساعتين الماضيتين وتابع : "انا بحاجة اليها بعد كل تلك الاحداث التى مررنا بها , فلا احد يتكلم هكذا " جلس براحة وشد حزام الامان قبل ان ينطلق بسرعة هو يفكر بالشهر القادم الذى ستعيشه جينا , وكافضل ما يكون سيبقى وقتا عصيبا اذا واجهته بهذه العداوة التى تضمرها تحت مظهرها الهادئ . نظر اليها وقال : " اذا , ماذا ستفعلين بشأنه ؟" " افعل ؟ |
هناك قوانين تمنع ماذا تريد ان تفعله به . اجبرت جينا نفسها على ان ترتاح ومدت يديها امامها . كانت تتفاعل وتتأثر بقوة مرة ثانية . لكن يكفى ان تمضى خمس دقائق برفقة تشايس حتى تصبح هكذا وهى قد امضت اكثر من ذلك بعدة مرات . لكن . كيف يفترض بها ان تتحمله لمدة شهر كامل ؟الجواب بسيط جدا على ذلك , لن تفعل ذلك . قال رينيه ببطء : " نعم , تفعلين . انه فعل عمل , ان كنت قد نسيت " حدقت امامها لفترة , وهى تفكر بقرارها الجديد . رينيه لن يعجبه ذلك . كذلك جيمس وهى ايضا لن تكون راضـية . ان ذلك يدل مباشرة على جبنها لكنها لن تبالى . قالت : " لن اذهب " نظر رينيه اليها مرة ثانية بينما كان يقف وراء رتل من السيارات على احدى المنعطفات . لقد اصبح الازدحام كثيرا فى غضون ساعتين . ومما لا شك فيه المقهى هارد روك الجديد الموجود فى وسط المركز التجارى,له علاقة بكل هذا الازدحام . قال : " هذا ليس تماما العمل الذى افكر به فى مخيلتى " تحركت جينا بانزعاج فى مقعدها : " حسنا , انه القرار الذى سأخذه " ضمت يديها امامها , مصممة على قرارها " لا اريد اى شئ يتعلق به . ومن المؤكد اننى لن ابقى فى فندق لمدة شهر. وانا اعلم انه فى مكان قريب منى " همس صوت صغير فى داخلها , خائفة ؟ توترت بصمت منزعجة من نفسها من السماح لمثل هذه الفكرة ان تخطر على بالها . نظر رينيه اليها . لقد كان معجبا بشجاعتها . وباسلوب حياتها . وهذا التصرف ليس من طبيعتها فقال لها : " ندير له ظهورنا , أليس كذلك ؟" هزت راسها , وهى تفكر انه يقصد ذلك مزاجها السئ عندما شاهدت تشايس على الباب قالت : " نعم " وصل الى اشارة مرور السير . كان الازدحام قويا . وهكذا تمكن من النظر اليها للحظة طويلة . قال : " كالهروب تماما " ادارت رأسها بشدة , وشعرها يتطاير على وجهها , وكأنها تصرخ , قالت تنفى اتهامه بقوة لأن شئ ما بداخلها قال لها انها الحقيقة : " لا " " يبدو وكأنك تهربين بالنسبة إلى " سارت السيارة بصورة عادية على الطريق بإتجاه سيارتها . وتابع " او انك تتراجعين , اذا كنت تفضلين " ضاقت عيناها وهي تنظر اليه : " فقط قل ما الذى تقصده بالتحديد ؟" رفع كتفيه ببراءة وقال : " لقد قلت انك تخلصت منه " " اننى كذلك " كانت لهجتها دفاعية وهى تنتظر رينيه كي يعلق , فلديه طريقة تثير جنونها كيف يحيك جملة بكل الوسائل حتى يصل الى مبتغاه . الليلة , يبدو انه يختصر كلامه , قال : " اذا يبدو من الافضل لك وتكونين اكثر ثقة ان تدعيه يرى انك حقا تخلصت من الاحساس والتأثير به بشكل نهائى " استدار لينظر اليها بينما كان يغيرمحرك السرعة " انت لست كذلك بالطبع " " اننى كذلك " وشدت على أسنانها بقوة انها حقا تخلصت من التفكير والاحساس به , لأقصى حد . قال : "رائع , اذا العمل مع الرجل لن يسبب لك اية مشكلة " " لا , لا مشكلة على الاطلاق " لم تستطع ان تظهر كلامها على محمل الجد , حتى بالنسبة اليها . لقد بدت كلماتها جوفاء , فالعمل فى اى مكان بالقرب من تشايس , فى اى مكان بالقرب من مصدر احساسها القديم , سيكون عيشة فى الجحيم وهى تعرف ذلك . " احب كثيرا المواقف الايجابية " قال هذا ونظر الى يساره حيث تقف سيارة جينا , تماما حيث تركتها , خفف سيره وتابع : " هاهى سيارتك , هل تريدين ان اتصل بمقطورة لتجرها ؟ " ومد يده ليمسك بالهاتف . منتديات ليلاس نظرت جينا الى المكان الى بدأ فيه كابوس حياتها فى هذه الليلة وقالت : " لا , اتصل بمن يخلصنى منها " بعده وكان حدسها انبأها بشئ ما فقالت : "لا , انتظر , دعنى أجرب حظي مرة بعد " فكر فى كلامها السابق عما ستفعله بسيارتها وقال : " كحالة تنفيذ حكم الاعدام " هزت كتفيها , من الافضل لها ان تفكر بسيارتها بدلا مما ستواجهه فى الغد وفى الثلاثين يوم المقبلين . قالت : " قل عنى اننى متفائلة دائما " قال وهو يبتسم : "عبارة المتفائل المتردد " تاتى على بالى " اوقف سيارته امام سيارتها . خرجت جينا واغلقت باب السيارة وقالت : " المتفائل الانتحاري تناسب اكثر " خرج رينيه من سيارته . كان السير خفيفا , لكن الانوار لم تكن واضحة كفاية وقال : "اذا لا تقطعى الطريق بمفردك " هزت جينا رأسها غير مبالية بنصيحته وقالت : " كنت أفكر فى رحلة صباح الغد " تمنت ان تكون طائرة كبيرة مع عدد من الناس على متنها . ربما تستطيع الاختباء بين الحشد . وتابعت : " وبإقامتى الجبرية فى فخ ملئ بالقصف والرعد "أسرع رينيه عبر الطريق معها : " مع زوجك السابق " تنهدت بعمق وهى تفتح باب سيارتها : " نعم " " ربما لن يكون الامر بهذا السوء " جلست جينا وراء المقود, وضعت المفتاح فى مكانه وهى تقول : "انت تعرف القليل " سمع صوت السيارة تدور كاشعال النار . لم تستطع جينا الا ان تحدق بالمقود تحت يديها , وكأنها أصيبت بصاعقة . لم يبدو روتس بهذه الحال عندما احضرت السيارة من الصيانة . استند رينيه على السيارة وقال وهو يتظاهر بانه يدرسها : "تبدو وكأنها سيارة جيدة جدا بالنسبة إلى . هل انت متأكدة انك عانيت مشاكل معها ؟ قالت بغضب : "نعم " لم تكن السيارة هى الشئ الوحيد الذى تعانى منه المشاكل الليلة . فهى تعانى ما فيه الكفاية من الصعاب بعد ان وافقت على امضاء الشهر المقبل فى مكان قريب جدا من تشايس راندولف . هذا وكأنها تقبل بالسماح لنفسها بأن تنزف من قبل طبيب جراح . ومهما حدث ففى النهاية ستصل الى ذات النتيجة . لابد انها ستنزف . منتديات ليلاس نظرت بحزن بإتجاه رينيه وقالت : "أسفة , لم اقصد ان اثير كل هذا الغضب بوجهك " لم يبدي رينيه اية ملاحظة على كلامها بل قال : "هل كنت هكذا مع ذلك الرجل الذى لا يمت الى احلامك بصلة ؟"شعرت جينا بانها أصبحت دفاعية مع الرجل الذى اعتبرته دوما صديقها المفضل . لقد قلب تشايس حياتها رأسها على عقب منذ الان . " هو كان يدفعنى لأكون هكذا " |
هز رينيه رأسه بحزن : "عوضا عن الزهرة الخجولة , الناعمة واللطيفة التى هى أنت " شعرت جينا بأن غضبها يزداد قالت : " انت الان بجانبه , أليس كذلك ؟ " وقف رينيه مستقيما , وقال : " انا بجانب القلب الصافى والاخلاق اللطيفة . قودى الى المنزل وسأتبعك فى حال قررت هذه السيارة الماكرة ان تسبب لك المشاكل ثانية " قادت السيارة بشكل رائع طوال الطريق حتى منزلها . ولقد اذهلتها تماما . حتى انها لم تسمع اية طقة او صوت . لم تكن جينا تعلم الكثير عن السيارات , لكن بالنسبة لسيارتها بعد ان قامت بكل تلك التصليحات وخذلانها هكذا ثم ها هى الان وكأنها جديدة مع انه لم يلمسها احد , امر غريب جدا . ثم نظرت جينا الى السيارة بنظرة مشككة وهى تخرج منها , نظرت الى رينيه بينما كان يوقف سيارته وراءها . " ما ان احصل على أقرب فرصة , سأعمد على تصليح هذه السيارة بشكل كامل, او اننى ساتخلص منها " قال رينيه يذكرها وهو يقترب منها : " لن يحدث هذا قبل شهر " أمسكت جينا بحقيبتها وفتحتها . وضعت مفتاح السيارة فيها واخذت تبحث عن مفتاح بيتها . قالت : " لن أبقى فى البكيروكي لمدة شهر ولا يهمنى ما الذى يريده جيمس " كان رينيه دائما صوت المنطق لديها : " فكرى بالربح الاضافى " هذه المرة , المنطق لا دور له قالت : " فكر فى سلامة عقلي " كان يعلم انها معتادة على العيش برفاهية وليس على الحياة فى مدينة صغيرة . مع ذلك , شعر انه بحاجة ليدعم موقفها قال : " لا نستطيع القول ان البكيروكي مدينة غير متحضرة . لقد سمعت انه لم يعد هناك تبادل نيران فى الشارع منذ سنوات عديدة " شدت بقوة على المفتاح لكنها بقيت واقفة مكانها وقالت : " لم اكن افكر فى المدينة " كان رينيه ارمل وبدون أطفال , وهو يحب كثيرا الموسيقى الكلاسيكية . والمسرح الجيد كما ان لديه ولع بالفرقة الموسيقية ديكسيلند . بعض الناس تجده جديا وقاسيا لكن جينا دخلت الى ثنايا قلبه ورأت كم هو عاطفى ومحب ووحيد . انها تعنى الكثير له , واكثر مما يعترف به فى العلن , لكن كان هناك شئ مشترك بينهما . انه يعتبرها كابنة لم يحصل عليها يوما . قال رينيه بصوت ناعم : " هل سبب لك الأذى ؟ " انه شئ لا يسعدها الاعتراف به وهى بالتأكيد ترغب بالموت قبل ان يعرف تشايس ذلك : " نعم " سمع الحزن والالم فى صوتها . لو انه كان شخص أخر , كان قد ضمها اليه . لكنه لمس كوعها برفق وقال : "بقوة ؟ " هزت رأسها , وهى تشعر بالكره للجزع الذى شعرت به , قالت : " لو اننى قطعة من الخبز , لكنت اصبحت رمادا " امسك ذقنها ورفع رأسها لينظر إليها وقال : "انت تبدين لى رماد صحى وجميل " ابتسمت له ابتسامة صغيرة . انه يحاول ان يخفف من مشكلتها . ربما هو على حق . ربما هذا هو الأسلوب الأفضل لتستمر فى حياتها : "ربما من الخارج " أسقط رينيه يده الى جانبه . مع ان تعابير وجهه ما زالت حزينة ونظرات عينيه لطيفة . قال : " انا لا اعترف اننى طبيب للامراض الباطنية لكننى اعترف اننى طالب فى طبيعة الانسان . لم يطلب السيد جيمس ان اكون الخيار الثانى , الا اذا كان مخطئا بالفعل " لم يكن الموضوع الاختيار بينها وبين رينيه . فهما لم يختلفا يوما على ذلك . على عكس علاقتها بتشايس . رفعت جينا حاجبيها . وقالت : " لقد قرر ان ياخذ تشايس , أليس كذلك ؟ " علمت ان ذلك ينهى نقاشهما . ضحك رينيه بنعومة وقال : "ستلاحظين ان الكلمة المناسبة هنا هى الخلاص . افترضى اننى سأخلصك من كل هذا العذاب بالذهاب مكانك , قد يعتبرها جيمس اهانة . والأسوء . قد يرغب فى التعامل مع غيرنا " مد يديه الى الامام وهو يشرح : "بينما نحن محرومين من كل الوسائل .. " اغمضت عينيها وتنهدت , مبتعدة عن باب السيارة : "لقد فهمت الموضوع . يمكنك ان تكف عن الاحساس بالذنب تجاه تلك الرحلة اقتنع , انه يستطيع مسامحتها على كل تصرف .. العصبية , قال لها : "انا لا اشعر مطلقا بالذنب , جينا , انا فقط اعرض الوقائع " نظر الى وجهها كانت لا تزال شاحبة , لكن قد يكون ذلك بسبب ضوء القمر : " هل ستكونين بخير ؟ " مع كل ذلك سألته : "هل يمكنك الذهاب مكاني ؟ " كانت قد استسلمت للفرار . ولم تكن تتوقع ان تتخلص من عذابها الا ساعة الاقلاع . |
اعتقد انه انتهى من التحدث عن هذا الموضوع فقال بلهجة حاسمة:"لا " زفرت جينا بقوة وقالت : " اذا على ان اذهب , أليس كذلك ؟ " انحنى رينيه وقبل جبهتها : " ستكونين رائعة . لم اعرف ابدا ان هناك مجال لمقارنتك باحد ما . بالطبع , ما عداي . والان حاولى ان تنامى جيدا . اعلن جيمس انه سيرسل السيارة لأخذك الى المطار عند الخامسة صباحا . وبسبب عاداته إنى متاكد " ان السيد نيكولاس جيمس لا يعطى مواعيد كاذبة . فتح باب سيارته وقال : "ابقى على اتصال " " كل يوم " من المحتمل ان يكون منقذها الوحيد من الجنون اذ لم تنس تجهم وجهه وهويقول : " ليس الى هذا الحد " اخرج رأسه من نافذة السيارة وقال : "لا تنسى ان تأخذى معك دفتر الهاتف من أجل المعدات التى ستطلبينها " لم تكن تسافر يوما بدون هزت رأسها , محاولة ان تقوى من معنوياتها المنهارة . " لن اكون بهذا السوء . وعلى العودة الى هنا لأختار المواد والنماذج والمفروشات " منتديات ليلاس فكر رينيه , انها تتهرب , لا يعجبه ان يراها هكذا . مهما كان موجودا بينها وبين زوجها السابق عليها مواجهته للتخلص من كل هذا . قال : "لقد سمعت انهم يفعلون العجائب بواسطة الفاكس والبريد المضمون هذه الايام . اعتقد انك ستخففين من طيرانك اقل بكثير مما تفكرين " ابتعدت عن سيارته وقالت : " لماذا تثير المشاكل فى طريقى ؟ " " لأنك لم تسيرى بعد فى اى عمل " نظر الى وجهها متفحصا . لم يرها متوترة ومرهقة هكذا من قبل , حتى عندما يكونا فى أصعب أوقات العمل . لقد أعطته بعض المعلومات عن حياتها الشخصية . لكن ليس كل القصة . تساءل دائما اى نوع من الرجال يكون تشايس . لكن بالتأكيد الرجل يبدو نزيها بما فيه الكفاية . قال : "ربما انك تجعلين من الحبة قبة " لكن جينا تعرف اكثر منه : "لا , انه تشبيه وكأن قدمى قد ضربت بحصى لأحد انه انهيار ثلجى " هز رينيه رأسه وقال : "لديك طريقة خياليه فى تصور الاشياء . جينا " ادار محرك سيارته وبانتباه خرج من أمام منزلهاقائلا:"أراك بعد شهر " " اتمنى ان ترانى قبل ذلك " تنهدت جينا وهى ترى سيارة رينيه تبتعد . وللمرة الأولى منذ فترة طويلة . تشعر بالوحدة القاتلة وبانها مهجورة . مررت يدها بشعرها . تبا , ما الذى تفعله بنفسها ؟ ليس هناك من سبب لتشعر بكل هذا القلق وهذا الضياع , هل ستتمكن من ارجاع أربع سنوات من عمرها من العمل للتخلص من هذه الورطة العاطفية وان تعود الى نقطة الصفر بدون أى صراع ؟ لقد تخلصت من تشايس , تخلصت منه تماما . لقد كان هو من أنهى زواجهما , واذا كان يتوقع منها ان تلعب الدور المنهارة والمنسحقة الفؤاد , فسيتفاجأ بشدة . منتديات ليلاس فتحت باب بيتها ودخلت . لقد أمضت الكثيرمن الوقت لتجعل هذا المكان بيتها . انه ملاذها , فخرها وفرحها . اغلقت جينا الباب وراءها ووقفت فى الظلام للحظة طويلة , تراقب سيارة تقترب من منزلها وترسل أنوارها على السطح . كانت الظلال تلاحق بعضها قبل ان تغرق فى الظلام مجددا . رحلت , مثل الحب الذى لم يحظ بفرصة كي يزهر . مع من تمزح ؟ تتسلى ؟ شهر مع تشايس ؟ شهر بكامله . لن يكون الامر مسليا على الاطلاق . انه يعادل كالحكم بالسجن لمدة شهر . فى اللحظة التالة , أضاءت جينا الغرفة . انها الان كالجندى الذى يتزود لاجل المعركة . دخلت الى غرفة الجلوس . خلعت حذاءها ورمت بحقيبتها على المعقد الرمادى والزهر الكبير . امامه توجد طاولة صغيرة بلون العسل وصوفا واسعة موازية للمقعد . هذا سخيف , عليها فقط ان تعلم مما هى خائفة ؟ ان تسيطر عليها الذكريات وامواج عاتية من العاطفة ؟ هذا لن يحدث لها طالما ستبقى محتفظة بسلامة عقلها . لقد حصلت جينا على ملخص لكل ذلك من عشاء الليلة . لقد كان تشايس عنيدا . مزعجا وقد ادار ظهره وصمم على انهاء علاقتهما . تنهدت بعمق وهى تتابع حديثها مع نفسها , ليس هناك من شئ تخافه الا نفسها . وان تمكنت من ضبط عواطفها . وتفاؤلها الشديد . ستكون بخير . رفعت كتفيها , وذكرت نفسها بالعمل الملقى على عاتقها الان . مثل حزم الحقائب . هناك بعض الثياب الخاصة التى ستأخذها لتبرهن لذلك الخائن ماذا خسر بغبائه . نهاية الفصل الثاني |
الساعة الآن 05:22 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية