منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   حصري 193 - دمعة على ثوب ابيض - كيت والكر ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t164710.html)

تمارااا 18-07-11 11:11 AM

193 - دمعة على ثوب ابيض - كيت والكر ( كاملة )
 
اليوم رح اكتب لكم رواية دمعة على ثوب ابيض وكلي امل ان تنال على اعجابكم






193-دمعة على ثوب ابيض كيت والكر



http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13109800161.jpg




الملخص



-لا..خرحت هذه الكلمة بقسوة ووحشية فقطعت سؤال الكاهن
وحل محله الصمت الذي اطبق على الحاضرين.
عاد الكاهن يقول :"ايدان؟هل تقبل بأينديا زوجة لك؟".
-لا....!.
-لايمكن ان تعني...
انقضت يده عليها بسرعة يجذبها بعنف وقسوة:
-لا..لن اتزوج بك في السراء وفي الضراء،في الصحة وفي
المرض في الغنى وفي الفقر...
وخرج ايدن وولف من حياة العروس المحطمة بدون اكتراث كمن
منتديات ليلاس
يدوس زهرة مرمية..وكما رحل عاد..بعد سنة..فخبأت اينديا دموع الذل
في عينها خلف ستار اللا مبالاة ،لن تكون لعبة سهلة هذه المرة
،لكن ايدان مازال يسعى للأنتقام،والثمن الذي ستدفعه الآن سيكون اكبر...

لا احل نقل جهدي وتعبي بدون ذكر اسمي تمارااا واسم منتديات ليلاس

تمارااا 18-07-11 12:11 PM

1- أصابع بــاردة



لا..كانت هذه الكلمة الوحيدة التي لم يتوقع احد سماعها في مناسبة كهذه،فما كان لأي من
الحشد في كنيسة القرية الصغيرة ان ينتظر حدوث امر مماثل.
كلمة واحدة وحسب ،غير انها كانت كافية لأفساد جو السعادة والبهجة العارمة في يوم كان يفترض انه من اروع ايام اينديا فاذا به يتحول الى اسوأ كابوس شهدته في حياتها.
قبل بضع ثوان،كان عمها الكاهن يبتسم مشجعا الزوجين الماثلين امامه ،فتلاقت عيناه بعيني اينديانا الخضراوين عبر خمارها الرقيق الشفافنقال الكاهن:
-والآن نصل الى اهم مرحلة في المراسم،وهيي تكريسكما،"ايدان...".
كان الرجل الواقف بجانب ابنة اخيه قد اعتدلت قامته بشكل ملحوظ،وارتفع رأسه الداكن وتراجعت كتفاه للوراء..لفتت هذه الحركة البسيططة نظر اينديا الذي تحول اليه على الفور فرات التوتر مرتسما على وجهه،وعضلات فكه منقبضة،ولكن سرعان ماتلاشى قلقها ،واتسعت ابتسامتها المرتعشة وارتسمت بثقة اكبر على شفتيها.
ماكانت لتصدق ان هذا الرجل سيخاف في هذه اللحظات الهامة،وحين احست بخشيته انبعث الدفء في قلبها،مما جعلها تترك يدها لتنسل في يده،ولكن اربكها قليلا الا يظهر ايدان اي تجاوب،واكتفى في المقابل بترك يدها تستقر في يده دون ان تلتف اصابعه القوية حولها كما كانت تتوقع.
تناهى صوت عمها قائلا:
-ايدان هل تقبل بانديا زوجة لك..؟
-ايدان؟
كان لنداء "وليام مارشتت"المتسائل صدى بين الحشد..فتعالت همسات الحاضرين بعفوية وفضول،ولم تتمكن انديا خلف خمارها المزدان بالنقوش من عدم الابتسام،فقد خطر لها ان عائلتها واصدقائها قد توقعوا ان تخونها هي شجاعتها في هذه اللحظة وليس العريس.
على الاقل ليس هذا العريس تحديدا "فايدان وولف "او لون وولف"
الذائع الصيت معروف برجل الاعمال الفولاذي المتحجر القلب،افيعقل ان يفقد هذا الرجل ثقته بنفسه لتخونه الكلمات؟ابدا!
اعاد عمها الكرة:
-ايدان،هل تقبل ب..؟
-لا..
خرجت هذه الكلمات بقسوة تكاد تكون وحشية ،فقطعت سؤال الكاهن ليحل الصمت المطبق بشكل تام ومحكم.
-لا؟.
كان لهذه الكلمة في رأس انديا وقع اشبه بالصاعقة التي تخلفها ضربة عنيفة على الرأس.وشعرت بالهواء ينسحب من رئتيها..لايعقل انه قال لا؟.
ارتسمت الكلمة على شفتيها دون ان يصدر منها اي صوت وبعينيها الخضراوين اللتين اذهلتهما الصدمة،لم تتمكن سوى بالتحديق الى الرجل الذي اتت هنا لكي تتزوجه،فامتقع وجهها وتلاشت الوانه.
كانت ملامح ايدن الخالية القاسية قد انعكست بوضوح على احدى النوافذ الصغيررة ،وكان رأسه الداكن الفخور شامخا الى الاعلى .
انحدر خيط من اشعة الشمس عبر الزجاج الملون فالقى الضوء على قامته الطويلة الصلبة،قبل ان يقع على بقعة ناعمة دافئة من الحجر عند قدميه،لكن بالنسبة للرجل نفسه لم يكن اي شيء دافئا وناعما،حين رأته انديا بهذا الشكل تملكها شعور مفاجيء بأن اصابع باردة فظيعة قبضت على قلبها وعصرته بوحشية.
حاول عمها مجددا وبصعوبة جليه :ايدن..قلت،هل تقبل..؟
-وقد اجبت بلا!
تحرك اخيرا وارتد الى الوراء ليواجه اينديا وحين رات تعابير وجهه تمنت لو انه ابقى رأسه حيث كان.
لم يكن هذا هو الرجل الذي عرفته! لقد تحول الى مخلوق قاسي الملامح ذي عينين داكنتين متقدتين تسحقانها بلهيب من الأزدراء.
لم يكن هو الرجل الذي وقعت في حبه من رأسها حتى اخمص قدميها.
لاحظت نظراته الفضة التي مرت على وجهها الابيض،التناقض الواضح بين وجنتيها الباهتتين وشلال شعرها الاسود الطويل المصفف.
لم يظهر على وجهه اي اثر للأنفعال او عاطفة تبدي تأثره بمظهرها المنسحق.
-ايدان...؟
ارتعشت عند التلفظ باسمه ولم تدر مااذا كانت اليد التي عانقت ذراعه ستقدم لها بعضا من الدعم فقد خافت من الانهيار والوقزع ارضا عند نعليه الانيقين.
-ارجوك،لاتمزح..
وحاولت انتزاع ابتسامة من شفتيها تظهر تفهمها.
لكن ابتسامتها قوبلت بفظاظة عكستها نظرة عدائية رافضة،ثم انتزع يدها من ذراعه بحركة قاسية وقال :"اني لاامزح ياعزيزتي".
لقد قلت لا وقد عنيت لا.

تمارااا 18-07-11 12:12 PM

فما كان من الحشد الا ان حدق بصمت وذهول.
-لايمكن ان تعني..
ردد ايدان ذلك بتهكم:
-لايمكن ان اعني؟
ثم اضاف:
-مالذي لايمكن ان اعنيه ياعزيزتي؟ياالهي"ايجب ان اهجئها لك"حسنا.
انقضت يده عليها بسرعة الثعبان وامسك خصرها بشدة يجذبها اليه بعنف وقسوة مماجعلها تلتف في نصف دائرة لتواجه الحشد.
وبعينبها الهائمتين رأت والدها في المقعد الامامي وقد علا الاحمرار وجهه.وتذكرت ببؤس ان والدها لم يكن يرد لهذا الزواج ان يتم وقد حذرها من ربط حياتها برجل بمواصفات ايدن وسمعته.
اردف ايدن:"لنوضح الامر تماما لا،لن اتزوج بك"؟
خرجت كل كلمة بدقة موجعه للتأكد من عدم وجود اي سوء تفاهم.
-لن اتزوج بك في السراء والضراء ،في الصحة وفي المرض،في الغنى وفي الفقر-خاصة في الفقر-او في اي من تلك الوعود التافهة تماما،التي كنت تتوقعين مني ان اتلفظ بها امام كل الحاضرين هنا.
اجفلها تهكمه وسخريته فانهارت أمالها وواحلامها لتتناثر حولها اشلاء صغيرة.وكرد فعل طبيعي للدفاع عن النفس حاولت رفع يديها لتسد بهما اذنيها ،فأمسك بها ايدان مرغما اياها على انزالهما مجددا لتحدق عينا خشب الابنوس بتلك العينين الخضراوين وقال:
-اسمعي ايتها اللعينة"اريد منك ان تسمعي ماسوف اقول.اريد منك ان تعلمي اني لن اتزوج بك الآن او في اي وقت اخر ،واني افضل الموت على ان اسلم نفسي لمثل هذا السجن والأذعان لما اعتبره اسوأنوع من الاكاذيب.
-ولكن...
-لا.
لم افلت يدها كما لو ان الامساك بها يصيبه بالعدوى،واخذ نفسا عميقا ثم مرر اصابعه القوية بعنف في شعره الاسود الناعم وقال:
-اسف صغيرتي ،لكن هكذا ستجري الامور
ابرزت اشعة الشمس ومضة البريق التي ترسلها بعض الشعيرات النحاسية في الممر الداكن،وجعلت حركة يده القاسية خصلة شعر واحدة تسقط على جبينه العريض،وحين استعادت ذاكرتها المناسبات العديدة في الماضي،التي كانت قادرة فيها على رفع مثل هذه الخصلة المشاكسة عن وجهه،وجدت اصابعها متلهفة لفعل ذلك.لو انها تمكنت من لمسه.
غير ان وجهه وعينيه التين تقدحان شررا خنقوا هذه الفكرة في مهدها،وفجاة باتت الحقيقة المرة من الصعوبة بحيث فاقت قدرتها على الاحتمال،فصرخت بحدة:"لست آسفا البتة".
اعتصر الألم اعماقها بقوة حين رأته يحني رأسه في تأكيد مستهتر لاتهامها وقالت:
-لست آسفا لأنك..لأنك..
وعلقت الكلمات في حنجرتها..لأنك لاتهتم حتى..تلك الكلمات التي عجزت عن النطق بها لفظتها بشكل غير واضح،لتمنع نفسها من الاختناق من حدة الألم.
لطالما علمت منذ بدء علاقتهما العاطفية الجارفة ان مشاعر ايدن لم تكن في الواقع تطابق تماما مشاعرها.فلم يكن هو من صعق بها لذا لم تصدق يوما ان هذا الشخص المذهل يرغب بها حقا،هذا هو الرجل الذي افقدها رشدها واتزانها ،فلم تترد حين طلب منها الزواج في القبول فورا،وكان ان اسرعت في اتمام الزفاف في اسرع وقت ممكن خوفا من ان يغير رأيه.
منتديات ليلاس
لكن كيف بأمكانه ان يفعل ذلك؟كيف يستطيع ببساطة ان يقف هناك بهدوء وبرود ورباطة جأش،في حين انه يحطم عالمها وحياتها كليا مع كل كلمة يتلفظ بها؟
-لاتفعل هذا.
كان صوتها منخفضا جدا،ولكنها تحكمت به بقوة بحيث بدا ببرود صوته هو،واضافت:"لاتجعلني اكرهك".
فاجابها مرددا:"كره..".
ارتفعت كتفاه العريضتان في حركة رافضة تكشف الازدراء واللا مبالاة فما كان منها الا ان قالت:
-سوف اكرهك!سأكرهك من كل قلبي!اذا فعلت هذا ياايدان فلن اغفر لك ابدا!.
لقد تبسم فعلا،غير ان شكل شفتيه لم يعكس اي دفء او اي اثر للدعابة،وقال جازما:"حسنا ،هذا جيد بالنسبة الي،ففي الواقع ياحلوتي هذا مااريده تماما".
وبابتسامته الكريهة ارتد على عقبيه مبتعدا عنها بخطى واسعة وكان صدى خطواته يحطم الصمت المذهول.
-لا!
دفعت اينديا بخمارها المزركش الى الوراء بغضب،لتكشف عن وجه شاحب برزت فيه عيناها الخضراوان البراقتان كحجري زمرد ملتهبين فوق وجنتيها العاليتين وانقبض ثغرها المكتنز الواسع من التوتر،فقالت له:
-لايمكنك ان تفعل هذا!لايمكنك ان تتخلى عني بهذه البساطة!
حدجها بنظرة سريعة قاسية من اعلى كتفيه قائلا:"راقبيني".
وبتدافع غريزي يتخطى اي تفكير منطقي سليمناندفعت اينديا الى الامام ونزعت باقة الورود الصغيرة الصفراء من يد اشبينتها المدهوشة قائلة:
-لقد قلت لا!
في هذه اللحظة قذفت بالباقة وراءه وراحت تراقب الورود التي اختارتها متجهة مباشرة نحو ظهره العريض.
لكن نوعا من الحدس او نظرة خاطفة القاها بطرف عينه نبهته فارتد برشاقة نمر وبسط ذراعه الطويللة ليلتقط الباقة قبل ان تقع ارضا.
ساد صمت لفترة طويلة ،واصدمت عيناه الداكنتان الغامضتان بعينيها الخضراوين البراقتين من فوق رؤس الحشد فتحجرت كحيوان بري صغير تجمد امام اضواء سيارة آتيه،لكن ايدان مالبث ان قطع فجأة هذا الاتصال المتوتر .فألقى نظرة على الباقة في يده ،ليبتسم بعد لحظة ابتسامة من تلك الابتسامات غير المتوقعه التي لاتعبر ابدا عن حس للدعابة.
ثم رفع الورود في تحية ساخرة قائلا:
-حسنا الآن،اعتقد ان هذا يعني انني سأكون اول من يتزوج من بين هؤولاء الحاضرين.اليس هذا مايفترض حدوثه لمن يلتقط باقة العروس؟لكن عليك ان تعذريني اذا مافضلت تفويت هذه الفرصة الخاصة،او اي فرصة اخرى قد تحين،فأن مجرد التفكير في حياة العبودية لأمرأة واحدة هو امر لااستطيع مواجهته.
لم تسطع اينديا تصديق ماتسمعه..حياة العبودية!كان يتكلم كما لو انها اوقعته في شرك بطريقة ما،لكنه هو من طلب منها الزواج!
لماذا طلب اذن الزواج منها؟.
تناهى الى سمعها صوته قائلا:"لكن ربما ان حاولت مرة اخرى فسيكون حظك اوفر مع شخص اخر".
قذف بالورد نحوها بازدراء وتعمد الا تصل اليها.وعندما وقعت الباقة ارضا اضاف:
-قلت انك ترغبين بالزواج من رجل ثري ياعزيزتي ،لكني آسف فلن اكون انا هذا الرجل،حتى لو كنت اول من يلج من هذا الباب.
فاتضح حينها قصده وأنت حزنا لأنها تذكرت كلماتها الغبية التي قالتها يوما لصديقتها:
-لقد سئمت وتعبت من الفقر،راقبيني فحسب!سأجد لنفسي زوجا ثريا،يستطيع ان يجعلني احيا بمستوى انوي التعود عليه..ولن اجلس بانتظاره ليأتي الي في الواقع،ان الرجل الثري الذي سيلج من هذا الباب سيجد نفسه فريسة حملة من الاغراء بحيث انه لن يتمكن من مقاومتي.واراهنك اني سأضع خاتمه في اصبعي قبل ان يدرك مالذي صعقه...!
لقد كان ذلك مزاحا لاغير،حاولت القول انها كانت تمزح يومذاك ولكن شيئا مامنع حنجرتها من التلفظ بتلك الكلمات .
لكن حين دخل ايدان الغرفة بعد وقت قصير،نسيت في لحظة كل ماجرى قبل ذلك.فتوقف تفكيرها امام تيار من الاحاسيس التي غمرتها بحيث عجزت عن التفكير في اي شيء اخر.
لكن كيف تمكن ايدان من سماع رهانها المجنون؟فلم يكن في المنزل حينها.
ام انه كان؟
-ايدان...
حاولت الكلام لكن صوتها كان من الضعف بحيث لم يصل اليه.
وحين نظرت الى معالم وجهه الصلبة ،علمت انه ماكان ليسمعها على اي حال،وكان لردها البسيط شاهدا عليها ودليلا على ذنبها،فاذا به يقول:
-اذن،انا آسف.
لقد كان جليا من النبرة الشريرة ان الآسف كان اخر مايشعر به.
-عليك ان تتدبري امرك بما لديك،فليس لدي بعد مااقدمه لك.لكن لاتيأسي ولاتستسلمي حبيبتي،فمازال البحر مليئا بالأسماك.
ولوحت يده السمراء القوية في الهواء بحركة شملت الحشد الذي كان يراقب بعيون دهشة.
لاحظت اينديا ببؤس عائلتها واصدقائها ،لقد كانت تعلم ان ايدان ليس له عائلة على قيد الحياة ،وقد زعم ان السرعة التي تم فيها الاعداد للزفاف حالت دون ان يتمكن اصدقاؤه من حضور الزفاف،وهي الآن تتسائل عما اذا دعا في الواقع ايا منهم ،منذ متى كان يخطط للانتقام بمثل هذا الرفض العلني؟.
تابع قائلا:"انا متأكد ان احدا ما هنا سيكون عازما على اسدائك هذه الخدمة،لكن لاتنتظري مني ان ابقى للمشاهدة".
وما ان انهى كلامه حتى ارتد على عقبيه وابتعد عنها خارجا من الكنيسة ومن حياتها دون ان ينظر للوراء

********************

تمارااا 18-07-11 12:13 PM

انتهى الفصل


قراءة ممتعة

هدية للقلب 18-07-11 12:16 PM

من الملخص باين عليها حلوة كتييير
وانا بقرأها بعد ما تكمل
بس حبيت اكون اول المشجعين
وربنا يعطيك العافية

Rehana 18-07-11 12:25 PM

انا وصلت ياعسل
الله يعطيك الف عافية وبانتظار بقية احداث الرواية من يديك

***

تثبت الرواية

تمارااا 18-07-11 01:39 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hopeless (المشاركة 2814348)
من الملخص باين عليها حلوة كتييير
وانا بقرأها بعد ما تكمل
بس حبيت اكون اول المشجعين
وربنا يعطيك العافية

هلاااا حبيتي تواجدك زادني نور


واسعدني



دمت بود

تمارااا 18-07-11 01:41 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Rehana (المشاركة 2814353)
انا وصلت ياعسل
الله يعطيك الف عافية وبانتظار بقية احداث الرواية من يديك

***

تثبت الرواية


هلا والله حيا الله من جانا



قمورتي نوووووووووووورتي والله يعافيك ياقلبي


ومشكورة على التثبيت وتعبك معانا



لاخلا ولاعدم بس

تمارااا 18-07-11 01:43 PM

2-يـــخـــطــف روحــهـــــا



حين دخلت المنزل مساءا بعد يوم طويل استزف منها كل مشاعرها ،كانت الورود اول ماوقع عليه نظر اينديا،وحدثتها غريزتها يأنها تحمل المتاعب وهي التي عانت من المتاعب مايكفيها.
توهجت الورود بلونها الاصفر والذهبي تحت اشعة شمس المساء،انها حقا لرائعة ولايمكن وصفها بغير ذلك،فالنزر الىها كفيل بأدخال البهجة الى النفوس.
لكن هذه الباقة لم تكن ماستوقفها،بل شبهها بباقة ورد اخرى مطابقة لها استقرت على الارض عند قدميها منذ سنة تماما.
-لاتنتظري مني ان ابقى للمشاهدة.
تتردد في رأسها صدى الكلمات الاخيرة التي قالها ايدان فهزت ررأسها بحدة محاولة لأبعادها،لكن دون جدوى،لكأن السنة التي سمعت فيها تلك الكلمات لم تمر قط.
لن يعود ايدان،ادركت هذه الحقيقة حين نظرت الى وجهه ورأت نفوره البارد محفورا بقسوة في كل خط من خطوطه.
ان ايدان وولف رجل فقط شديد الاعتداد بنفسه،يعيش الحياة وفق قواعده الخاصة،متجاهلا القيود التي تفرضها عليه العادات والاعراف التقليدية.لقد صنع نفسه بنفسه فبدا من لاشيء واصبح الان رئيسا لشركة متعددة الاوجه.وهو رجل معروف بقوته وصلابته الشديدتين،رجل لايمكنه قط احتمال الاغبياء من الناس،غير انها كانت شبه متأكددة انه سيكون معهاا شخصا مختلفا تماما.
لكن ماهو في الواقع مدى معرفتها به؟الى اي حد يمكن لك ان تعرف شخصا التقيت به قبل ستة اسابيع فقط من يوم زفافك؟عادت الى ذاكرتها كلمات جاين في تلك الليلة..تلك الليلة عندما اعلنت انديا بذهول ان رجل احلامها قد دخل لتوه من الباب فقالت لها جاين:
-ياالهي اينديا،لا!
منتديات ليلاس
واضافت:
-ليس لون وولف نفسه!لااحد يعبث معه ويحيا بعد ذلك ليروي القصة.
فسألتها اينديا مشتتة الفكر:"لماذا؟"
-اهو محطم قلوب؟.
ارتجفت صديقتها مجيبة:"بل بالأحرى محطم نفوس".
وتابعت قائلة:"الأعمال والنساء سواء لديه،ياخذ مايرغب فيه ويبعد الباقي دون ان يخفق قلبه خفقة واحدة،تقول الشائعات انه لايمتلك قلبا فكيف بالحديث عن المشاعر..لذا احذرك".
لكن انديا علمت في قرارة نفسها انها لم تابه بمن يكون او ماذا يكون،غنيا كان ام فقيرا،ماآمنت قط من قبل بالحب من النظرة الاولى،اما الان،فقد علمت انها فقدت اتزانها كليا وحل محله الاضطراب والحيرة،واهتزت احاسيسها بشكل لم تعهده قبل في حياتها.
اتجهت الى حيث يقف ايدان المثير بقميصه وبنطاله الاسودين،وقد علتهما سترة فضفاضة من الكتان الاسود،وقدمت نفسها له بوقاحة قائلة:
-قد لاتعرف ذلك.
وتأرجح صوتها في مزيج من الاثارة ومايشبه الجنون واضافت:"لكنني الفتاة التي انتظرتها طوال حياتك".
تشدق ايدان قائلا:"انت هي حقا".
رفع حاجبيه الداكنين يتأملها وامعنت عيناه البنيتان النظر في كل جزء منها،ابتداء برأسها مرورا بثوبها حتى اخمص قدميها،واضاف قائلا:
"اتعلمين،قد تكونين على حق".
ثم قدم لها كوبا من العصير،والباقي كان من الماضي،الماضي الذي استحال طعمه مريرا في النهاية،واوصلها الى المهزلة التي جسدها يوم زفافها،فقط لو علمت...
غير ان الحقيقة هي انها لم تعرف قط ايدان وولف كما ينبغي.
ولكن الحب كما يقولون اعمى..وهذا الحب نفسه تحول الى كره بالغ الحدة اشعل النيران في نفسها.
قدم لها هذا الحقد السند والمؤازرة في الايام السوداء التي تلت،فاجبرها على النهوض من الفراش في الصباح حين كان جل ماتبغيه ان تحجب رأسها تحت الغطاء وتختبيء من الاعين.
كما منحها القوة والعزم لتجاهل النظرات المتأملة والتعليقات الهامسة عند ظهورها في القرية،لو انها استسلمت للألم لكان ايدان هو الرابح ولنجح في خطته التي اراد بها اذلالها.لكنها تفضل الموت على ان تدع ذلك يحصل.
ارغمت نفسها على متابعة الحياة بشكل طبيعي ونجحت المحاولة،وبدت قادرة على اقناع الناس بعدم اكتراثها.
سالت شقيقها :متى وصلت هذه الورود؟
-لقد سلمها كوغان عند الثانية بعد الظهر.
سألته مجددا:
-هل قالوا من ارسلها؟

تمارااا 18-07-11 01:47 PM



لماذا هذا الوقت تحديدا،الا ان كان مرسلها شخصا يعرف مايعنيه هذا الوقت،وراحت الشكوك المزعجة تحرق اعصابها.
-لست ادري،لكن هناك بطاقة في مكان ما ان اردت القاء نظرة عليها.
لم ترد رؤيتة ما يؤكد شكوكها ومخاوفها لكنها وجدت نفسها مضطرة لفعل ذلك.
نظر غاري بفضول من فوق كتفيها متسائلا:
-من هو(أ)معجب مجهول؟.
فاجابته:لاشيء من هذا القبيل".
كان هذا الحرف الوحيد القوي لايشير الا في ذهنها فقط الى اسم واحد؟
منتديات ليلاس
تملكتها رغبة عارمة وملحة في تمزيق البطاقة الى قطع صغيرة ثم رميها بعيد مع باقة الورد،غير انها تراجعت لعلمها ان ذلك مايريده ايدان.
علمت انه هو من ارسل الورود فالأختيار الساخر المتعمد للورود التي تتطابقت مع تلك التي شكلت باقة زفافها وارسالها في الموعد الذي الغيت فيه مراسم الزفاف في السنة الماضية،لم يدع مجالا للشك في هوية المرسل.
لكن كيف بامكانه ان يكرهها ؟كل ذلك بسبب تصريح ساذج متهور!
ولأن ابقاء هذه الورود في المنزل يفوق قدرة احتمالها،قالت لشقيقها بصلابة"
-سآخذ هذه الورود الى المستشفى الليلة،حيث ستلقى ترحيبا من احد هناك.
نظر غاري بارتباك وذهول:
-لكن..لقد ارسلت لك انت..مع الامنيات بعيد..
قاطعته مجيبه:"لم ترسل الي مع الامنيات غاري"والان لدي مايكفي من المشاكل لأشغل نفسي بيوم ميلادي".
مررت يدها بسأم في شعرها رافعة الخصل السوداء عن وجهها الشاحب امتعب من التوتر واضافت:
-ستبقى والدتي في المستشفى مرة اخرى،لذلك سنكون وحدنا انا وانت على العشاء الليله.واخشى اننا سنأكل طعاما سريع التحضير،فليس لدي متسع من الوقت لفعل اي شيء قبل ان يأتي جيم لاصطحابي للمستشفى حيث ابي.
قاطعها صوت شقيقها حادا وقلقا وهو يسألها:
-هل من جديد ؟هل من اشارة تدل على استيقاظ والدي من الغيبوبة؟
قالت له:
-اعتقد ان لاشيء جديد حبيبي.
اقتربت منه وجلست الى جانبه ورأت وجهه المضطرب.
فوضعت يدها برقة على ذراعه،لعلمها ان هذه الحركة البسيطة هي كل ماتتقبله رجولته الشابة والحساسة في الوقت الحاضر.
وتلاشى من ذهنها كل مايتعلق بالورود،وانحصرت افكارها في المشهد الذي رأته في المستشفى،من اجواء قسم العناية الفائقة الى الآلات والانابي الموصولة بجسد والدها الساكن.ثم قالت له في محاولة لطمأنته:
-لكنه على الاقل يتنفس وحده،وهذا امر هام،كل ماعلينا فعله هو الانتظار.
وبدا صوت غاري اجش من الحزن حين قال:"لكنهم قالوا ذلك منذ ايام".
اجابته:"اعلم ذلك حبيبي".
كانت عيناها غائمتين مكفهرتين ،فهي كشقيقها ،وجدت من المستحيل نوعا ما تقبل فكرة ان ابيها انهار كليا من المرض الذي الم به منذ اسبوع مضى دون سابق انذار،مع انه لم يبلغ الخمسين بعد.
تابعت قائلة:

تمارااا 18-07-11 01:49 PM

-لكن مامن شيء اخر نقوم به ،فهو بين ايد امينه وكل مانستطيع فعله هو الدعاء والانتظار.
الدعاء والانتظار...بقى صدى هذه الكلمات يتردد في راسها بعد مرور بضع ساعات ،وكانت تشعر بارهاق جسدي وفكري عندما عادت من المستشفى الى المنزل.
-شكرا جيم لأصطحابي الى المنزل.
تنهدت وهي تلتفت نحو الرجل الجالس وراء المقود وقد ارتسمت على شفتيها ابتسامة متعبة واضافت:
-لااعتقد انني كنت بحال يسمح لي بالقيادة بنفسي،لذا فأنا ممتنة لك فعلا.
-لامشكلة.
منتديات ليلاس
اجابها جايمس هاوثورن مبتسما وتابع قائلا:
-تعلمين انني على استعداد دائم للمساعدة.
نظرت نحو المنزل فرات النوافذ معتمة،باستثناء ضوء واحد انار الردهة،فاردفت قائلة:"يبدو ان غاري قد اوى الى الفراش،لذا ارجو ان تعذرني لعدم دعوتك لشراب القهوة".
اجابها جيم وهي تفتح باب السيارةك
-لاداعي للاعتذار،لم اكن ساقبل دعوتك على اي حال،فانت تبدين بحاجة للتوجه الى السرير مباشرة.
تنهدت مجيبة:"اه،اجل اشعر اني استطيع النوم لاسبوع،ياله من عيد ميلاد االيس كذلك؟".
قال لها مطمئنا:"سنعوض ذلك حين تستقيم الامور،الان انزلي وخذي قسطا من الراحة،وساراك غدا".
كانت اينديا تهم بالخروج من السيارة حين دفعها شيء ما للألتفات الى الوراء لتطبع على وجنة جيم اليسرى قبلة عفوية ثم قالت له:
-كنت لطيفا جدا معي لااعرف كيف اشكرك.
اجابها مبتسما:
-لامشكلة،تعلمين اني اقوم بأي شيء من اجلك،ليس عليك الا ان تطلبي،بدا واضحا من ملامح وجهه انه اراد اكثر من مجرد قبلة بريئة،وحين ادركت ذلك،سرى التوتر في اعصابها بحدة،فخرجت من السيارة مسرعة وقالت:
-سأراك غدا وكن حذرا في قيادتك ارجوك.
راقبت السيارة وهي تبتعد على الطريق قبل ان تختفي في ظلمة الليل،وفكرت فيه بحزن..لم يكن ذنب جين انها لم تتمكن من الشعور بشيء نحوه،بل انها تشك في قدرتها على الشعور بشيء نحو اي رجل اخر.فلقد ساهم ايدان وولف بشفائها من هذه الحماقة.
-آه ماالطف هذا!
انتفضت اينديا كهرة مذعورة حين علا صوت فجأة،اتيا من الظلال التي يعكسها المنزل،فصاحت بحدة من الصدمة:"ماذا..؟"
ردت النبرة الساخرة كلماتها مشددة عليها على نحو مقلق:
-كنت لطيفا جدا معي ولااعرف كيف اشكرك.
بعد الخوف الذي سيطر عليها في البدء،شعرت اينديا بالدم يتجمد في عروقها من الرعب بسبب الصوت المألوف والمخيف بنبرته القوية:
-انا متأكد من انك ستجدين طريقة تشكرينه بها،اليس كذلك ايتها الاميرة؟".
ذهب استعمال هذا اللقب المألوف المزعج بكل امالها بالخلاص،فاستدارت ببطء واستسلام حزين زانطلق لسانها اخيرا بشكل سمح لها بالكلام فقالت:
-مرحبا ايدان.
في الواقع كان ايدان يشغل فكرها الى حد بعيد،بحيث انها ماكانت للتتفاجأ لو انه ظهر اليوم بشكل خرافي،ولكنه كان هو بالتأكيد بشحمه ولحمه،وبقامته الصلبة المكسوة بست اقدام من العضلات القوية البنية ،لم يكن فيه شيء خرافي ابدا.
كانت قدماه تقفان بثبات امام الباب الخشبي الرئيسي،وقد استراحت يداه على وركه النحيل ومال برأسه الى الجانب..بشكل عام كانت وقفته وقفة تحد ساخر..وتلاقت عيناه بعينيها في استفزاز واضح.
-ماذا تفعل هنا؟
خطا متقدما نحو الضوء المنبعث من المصباح في الباحة الخارجية.
وعلت وجهه ابتسامة كريهة ارتسمت بقسوة على شفتيه وهذا ماجعل الدم يتجمد في عروقها وقال:
-اتصدقين اني اتيت لاتمنى لك عيدا سعسدا؟.
-لا ..اعلم ان ذلك هو اخر ماقد تفكر فيه.
قاطعها بلطف مخادع:"حسنا الان،قد تكونين مخطئة".
ثم قال وقد اتسعت ابتسامته:"انا حقا اتمنى لك السعادة في..ماذا عيدك الرابع والعشرين؟وسنة رائعه".
خطر لاينديا انه يكاد يكون صادقا،لكنها مالبثت ان تدخلت بشدة لقطع حبل افكارها الضعيفة ،فان مجرد التفكير في ذلك عمل جنوني،فاستدركت قائلة:
-لايمكن ان تكون اسوأ من السنة الماضية.
ندمت على كلماتها ما ان تلفظت بها،خوفا من ان تكشف الكثير،لم ترد لهذا الرجل ان يعلم بكل تلك الليالي الطويلة الموحشة التي قضتها مستيقظة في صراع مع الم الخيبة المبرح.
حاولت مباشرة تغطية نفسها قائلة:
-لكن في الواقع علي ان اشكرك على مافعلت،فلقد انقذتني من ارتكاب اسوأ خطأ في حياتي.
ابتسمت راضية حين رأت رأسه يتراجع قليلا الى الوراء،ممادل على انها اصابت الهدف بهجومها،واضافت:
-لكني متأكدة انك لم تأت هنا للتحدث عن الماضي.
لذا اطلعني على السبب الحقيقي لتجسدك المفاجيء امامي.
ردد ايدان الكلمة بلهو حائر:"تجسد..تجعليني ابدو كمخلوق فضائي،او كشبح".
انه بالفعل شبح ..شبح الايام السعيدة الماضية..واجفلت اينديا وهذا ماجعلها تتكلم بقسوة ودون ترو:
-قد اقول بالاحرى ذئبا او مصاص دماء.
-الان انت تبدين كثيرة الاوهام.
-هل انا كذلك؟احقا انا كذلك؟.
حسنا دعني اقول لك شيئا سيد وولف :"لست برأيي سوى مصاص دماء،ممن ينقضون على الناس ويفترسونها ثم يمتصونهم حتى اخر قطرة ويرمونهم جانيا دون تردد حين يملون منهم.
هدأ ايدان بصوته الناعم من هيجانها وانفعالها.
-آه،لاتبالغي !
واضاف:
-انت بالتأكيد لاتدعين اني حطمت قلبك؟ففي النهاية اردت مالي ولم تريديني انا.
كانت نبرته قد احتدت بشكل ملحوظ في الكلمات الاخيرةنثم اتجه نحوها بخطوتين رشيقتين ودنا منها جدا للمرة الاولى.
اسعانت انديا بكل ماتملكه من قدرة للسيطرة على نفسها لئلا تتراجع عنه مذعورة،وكانت قد نسسيت كم هو طويل القامة وعريض الكتفين.
لاحظت انها لم تره من قبل مرتديا ثيابا غير رسمية ففي الفترة التي كانو يخرجون بها سويا كان ايدان ملتزما بشكل صارم بالبذلات الرسمية التي يرتديها في العمل كما اوقات الفراغ لذا تملكها قلق مؤلم حين لاحظت صدره الذي التصق به القميص القطني الناعم وسرواله القطني الازرق.

تمارااا 18-07-11 01:50 PM

انتهى الفصل


قراءة ممتعة

تمارااا 18-07-11 04:32 PM

3- الشوق الدفين



اين هو ابوك العزيز؟.
بعث الانفعال في صوته القلق في نفسها..واستترت خلف كلماته نبرة مهددة عند سماعه شعرت بارتعاشة تتسلل الى عمودها الفقري مما نبه غريزتها الدفاعية،فسألته بحذر:
-لماذا تريد ان تعرف؟
-لقد اتيت لرؤية ابيك ،لدي بعض االاعمال لأناقشها معه.
كانت اينديا قد شعرت بالخوف القلق قبل ذلك،لكن هذه الملاحظة المبهمة زادت خوفها عشرة اضعاف.
كان ايدان ووالدها قبل يوم زفافهما على وشك الاقتتال،وهي تشك الآن ان يكون قد ساهم في تخفيف حدة الازمة ،فقالت:
-لااعتقد انه يرغب في التعاطي معك.
-آه،سيراني حبيبتي،اعدك بانه سيرغب كثيرا بالتحدث معي،وان كان حكيما وعاقلا سيرتب لنا اجتماعا عما قريب،لذا فمتى سيعود.
-ماذا يفترض ان يعني هذا؟
اجابها:
-اريد رؤيته وسيكون من الافضل ان اراه قريبا لذا متى تتوقعين عودته للمنزل؟.
-لست ادري.
استطيع ان رغبت ان انقل له رساله.
انهارت محاولتها لاظهار الهدوء والثقة بالنفس حين ادركت فجأة انه كان يقف حائلا بينها وبين الباب وقالت في نفسها انها لو ارادت الدخول فعليها المرور عبره واربكتها الفكرة،وتنبهت في الواقع الى ان غرفة غاري موجودة في الجزء الخلفي من المنزل بعيدا عن مرمى السمع وقالت:
-ليتك تخبرني مالذي تود قوله.
فكر ايدان مطولا قبل ان يجيبها وهو يهز رأسه بتصميم وعناد قائلا:
-لاانه امر بيننا نحن الاثنين,اخبريه اني جئت ابحث عنه.
سالته اينديا:"اهذا كل مافي الامر؟".
تلقت نظرة اخرى من تلك النظرات الساخرة التي زادت من حدة مشاعرها وقال:
-اكنت تبحثين عن المزيد؟
-ليس في حياتك!
وتملكها الاضطراب والقلق حين تنبهت لمدى قربه منها فقد اصبح فجأة على بعد بضعة انشات منها لاغير،وقال:"هذا مؤسف".
كانت همسته منخفضة ودافئة فجذبت انتباهها رغم ارادتها جذبتها واوقفتها كما لو انها تم تخديرها واضاف:
-لأني فكرت اني لااستطيع تركك دون معانقتك اكراما للمودة القديمة.
دمدمت اينديا:"اكراما..!".
منتديات ليلاس
تملكها شعور بالذعر امسك بها من حنجرتتها وخنق فيها الكلمات حين دنا رأسه اكثر فاكثر،وانخفض ليحجب عنها ضوء القمر.
كان قريبا الى حد انها تمكنت من سماع صوت انفاسه والتقاط عبير عطر خاص،فترنج قلبها في ايقاع عنيف متقطع ،وهذا ماجعل الدم يصعد الى ا1نيها.
ثم قالت بصوت مرتفع حاد:
-اياك ان تجرؤ!
وتوقف رأسه فجأة..كررت لكن بنجاح اقل هذه المرة:
-اياك ان تجرؤ...
لكن الارتعاشة التي عجزت عن قمعها كليا جردت كلماتها من القوة التي سع اليها:
ارتسمت ابتسامة شريرة على شفتيه فكشفت عن اسنان ناصعة البياض:
-تشدق بلطف قائلا:
-آه انا اجرؤ لكن السؤال هل تجرؤين انت؟ففي الواقع لن اكتفي بقبلة خاطفة على الوجنة فقط وكلمة شكر لاهثة كتلك التي اعطيتها لجيم البلغ اللطف.
-لكنك..
همس ايثان وهي تحاول البحث عن الكلمات لترميه بها:"لكنني ماذا؟".
تكمن المشكلة في قرب هذا الراس منها فقربه هذا ذكرها بقوة الاحاسيس التي كانت تغمرها وهي تمرر يدها في شعره الحريري الداكن..
كرر ايدن سؤاله بنغمة مختلفة كليا نغمة دافئة الى حد الجنون،نغمة سحب بها روحها من جسدها:
-لقد رفضتك،نبذتك ..اهذا مافي الامر؟
لم تجد اينديا اي اجابة لان لسانها تجمد في فمها فتابع قائلا:
-آه لكنك نسيت امرا واحدا حبيبتي انديا ربما هربت من تقيد نفسي برباط الزوجية ،لكني لا ارفض دعوة ابدا من فتاه رائعة مثلك فلطالما عجزت عن مقاومتك ،وبعد اثنتي عشر شهرا مازلت معجبا بك اكثر من اي وقت مضى.
انفجرت اينديا وقد علارأسها بحدة:
-دعوة انا لاادعو لشيء،صدقني ليس لدي اطلاقا مااقدمه لك بعد اليوم!وان ظننت العكس فاعلم انك اخطأت قراءة الاشارات.
-ربما لكن اينديا حبيبتي..
-كما اني لست حبيبتك او اي شيء اخر !كيف يحدث ان تتمكن حتى من التوهم اني قد اريد اي صلة بك بعد الاسلوب الذي عاملتني بهز
-افهم جيدا ايها العنيد انا لست متوفرة لك فكما رايت فأنا اخرج مع جيم الآن.
فهو الرجل الوحيد في حياتي ،والوحيد الذي اريد.
ردت فعل ايدان الغير متوقعة دمرت مالنلنته من رباطة جأشها.
قال غير آبه:"حسنا".
ثم هز كتفيه العريضين في حركة تعكس عدم اكتراثه على الاطلاق واضاف:
-اذا كان هذا ماتريدينه.
كانت لامبالاته الباعث الحقيقي على الالم والاسى،ووجدت نفسها وقد تجمدت عاجزة عن فعل اي شيء اخر سوى النظر اليه وهو يبتعد متوجها الى السيارة المتوقفة بجانب المنزل وقد اختفت تقريبا عن الانظار في عتمة الظلام.
لو انه كن لها اي مشاعر في يوم من الايام مهما كانت ضئيلة لاظهر بالتأكيد بعضا من ردة فعل،ولعكست ملامح وجهه حتما ذرة من خيبة الامل او الغضب او على الاقل نوعا من الغيرة غير ان ادراكها بعدم اكتراثه لم يمنع قلبها من الانتفاض بشدة موجعه في صدرها ،لكن ايدن توقف فجأة واستدار نحوها قائلا:
-ابلغي ابيك اني كنت هنا.
واضاف:
-ان لدينا امورا هامة نناقشها معا.
حاولت اينديا الاجابة :"ماذا..؟" غير اان محاولتها الواهنة باءت بالفشل حين اصدمت عيناها بوجهه القاسي فقال:
-فقط قولي له اني عائد..فان كان حكيما سيبقى هنا ليراني.
رغم حرارة المساء سرت بفعل كلماته رعشة باردة اعلى عمودها الفقري ،لايمكن ان تكون مخطئة في قراءة التهديد الكامن في كلماته.
-لكن ،ماذا.."
لكن ايدن اختفى فاجتاج اينديا فجأة شعور مخيف بالوحدة وبالرعب لعدم حصولها على تفسير منطققي لمايجري،واختفت السيارة الداكنة الانيقة اسفل الطريق وانعطفت لتغيب عن الانظار

**************

تمارااا 18-07-11 04:33 PM

يتبع...........................

جمانة الهوى7 18-07-11 09:04 PM

merci je veu bien que tu le termine le plutot possible ma cherie merci........

حلا الكويت 19-07-11 12:11 AM

ننطر التكمله ...

فتاة 86 19-07-11 12:20 AM

:98yyyy:
تماراا الغالية من تميز لتميز
أول مبروك هو على الرواية لجديدة يلي رح تمتعينة بسطورة
و ثاني مبروك لتثبيت الرواية
و هذا بيدل إنها روعة مثلك
يعطيكي العافية
و كل عام و إنت بخير

:ttf4555::ttf4555::ttf4555:
:123:

فداني الكون0 19-07-11 01:56 AM

يعطيج العافيه
من اروع الروايات الي قريتها ومحتفظه فيها
اختياراتج مميزة

تمارااا 19-07-11 05:50 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمانة الهوى7 (المشاركة 2814852)
merci je veu bien que tu le termine le plutot possible ma cherie merci........

نورتي جمانة والعفو غناتي

تواجدك اسعدني

تمارااا 19-07-11 05:51 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حلا الكويت (المشاركة 2815133)
ننطر التكمله ...

حلا نورتي


وماطلبت شي ياقمر انشالله بكملها بسرعة

تمارااا 19-07-11 05:53 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فتاة 86 (المشاركة 2815143)
:98yyyy:
تماراا الغالية من تميز لتميز
أول مبروك هو على الرواية لجديدة يلي رح تمتعينة بسطورة
و ثاني مبروك لتثبيت الرواية
و هذا بيدل إنها روعة مثلك
يعطيكي العافية
و كل عام و إنت بخير

:ttf4555::ttf4555::ttf4555:
:123:

فديييييييييتك يالغالية والله يبارك بعمرك انشالله


مرورك هو الاروع دائما



دمت بخير حبيبتي

تمارااا 19-07-11 05:56 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فداني الكون0 (المشاركة 2815292)
يعطيج العافيه
من اروع الروايات الي قريتها ومحتفظه فيها
اختياراتج مميزة

ياقلبي انتي المميز هو تواجدك بصفحاتي


خالص التحايا لك ولمرورك العذب

تمارااا 19-07-11 05:58 AM

نكمل يالغوالي...





"عائد"
"مضى يومان ..وفي هذين اليومين ظلت كلمات ايدن تتردد في راس اينديا وباتت نبرته المضمرة المزعجة تنذر كل مرة بالسوء اكثر فاكثر.
لم يكن هناك من احد يشاركها قلقها فوالدتها تعاني مايكفيها من التوتر بحيث يتعذر عليها تناول الطعام كماينبغي،كما ان غاري لايزال فتيا جدا ويعاني كذلك من القلق على والده.
"انا عائد"
منتديات ليلاس
لم تشك في انه يعي مايقول،فقد وجدت حتى الآن ثلاث رسائل من ايدان على المجيب الصوتي الخاص بوالدها,
وكانت الاثنتان الاخيرتان اقل تهذيبا من الاولى.
والبارحة ايضا تمكنت من الهرب في اخر لحظة حين جاء يقف على الباب.
استجابت اينديا تلقائيا لنداء جرس الباب ،لكنها لحسن الحظ تمهلت لحظة لتلقي نظرة الى الخارج من الطابق العلوي قبل ان تهبط الاردهة.
والعر وبر عنقها في تأهب وحذر غريزي حين رأت سيارة الجاغوار الرصاصية واقفة في الممر،فتجمدت في موقعها لاتحرك ساكنا.
ثم بدا لها بعد لحظة رأس ايدان وكتفيه القويتين ولكن ايدان تحرك باستياء ونفاد صبر حين لم يلق ردا،فدفعتها غريزتها الى الارتداد الى الوراء والتصقت بالحائط مختبأة بستارة مخملية سميكة،وذلك قبل ثوان فقط من نظره الى الاعلى بعينيه الداكنتين راصدا النوافذ بحدة ارتجف معها جسد اينديا.
بدا على علم بوجودها كأنه احس بحضورهت كما يشتم الذئب فريسته.
فالتصقت بالحائط مذعورة ولبثت في مكانها حتى اخبرها هدير السيارة برحيله.ومع ذلك تطلب الامر منها بضع دقائق قبل ان تجرؤ على الحراك.
لكن الممر كان خاليا اليوم على الاقل،لاحظت اينديا ذلك بامتنان وهي تصل الى البيت بعد ان احضرت بعض الخضار التي وضعتها على مقعد السيارة الخلفي،لم تدل اي اشارة على وجود احد ما،ولم تر اي سيارة غريبة متوقفة في الباحة الامامية.فاطمأن قلبها ودندنت بارتياح وهي تفتح الصندوق لتحمل كيسي الخضار الثقيلين.
-مهلا دعيني اساعدك!
-آه..انا..
كاد الكيس يسقط من قبضتها،وتجنبت ارتطام راسها بباب السيارة الخلفي المفتوح في اخر لحظة.
هدئها ايدان قائلا:"انتبهي ".
بدا في صوته وملامحه اهتمام مزعوم لم تصدقه للحظظة،واضاف:"دعيني احمل هذا عنك".
-استطيع تدبر الامر جيدا.
تملكت افكارها الصدمة مما زاد في حدة صوتها.
قالت:"من اين تأتي ؟".
اجابها:
-من ويستبوري "واضاف:
-كنت مقيما هناك لبضعة ايام.
-لكن سيارتك..؟
-آ÷ تركتها في اسفل المنحدر،وصعدت مشيا على الاقدام.
-لم ارها.
فات الاوان وشعرت انها فضحت نفسها فسيعلم ايدان الان انها كانت تبحث عن اشارات تدل على وجوده خوفا من ان يكون في الجوار.
-لااظن انك فعلت.
منتديات ليلاس
وارتسمت ابتسامة ببطء على شفتيه ،ابتسامة نابضة بسخرية كسولة وتلألأت عيناه ببريق شرير وهو يتابع قائلا:
-لكني بالطبع لم اتركها ظاهرة للعيان فالحذر الشديد ضروري في هذه الايام،وحولنا العديد من اللصوص .ولم ارد تحذيرك من قبل اوتزويد بالسلاح مسبقا كما حصل حين قرعت الباب في ذلك اليوم.
-لقد علمت؟
-بالطبع علمت انت تنسين ياعزيزتي اني اعرف هذا المنزل منذ زمن بعيد وانا اعلم جيدا اي الغرف هي غرفة نومك.
تكلم ايدن بنبرة منخفضة مثيرة،فعلا الاحمرار وجه اينديا.
-والان فلندخل هذه الاغراض.
اينديا؟
سرى الاحمرار على وجهها سريعا حين سمعت صوته المنخفض يناديها واتسعت ابتسامته الشريرة وتأجج بريق عينيه مرسلا ومضات شيطانيه.
-ان لم تدخل هذا الطعام الى المنزل فستتلف بعض الاغراض المجلدة في هذه الحرارة واريد ..
-ان والدي ليس في المنزل!
كان هذا كل ماستطاعت قوله،فكرة ان يطأ ايدان منولها بعثت في ظهرها رجفة اشمئزاز وشعرت بالدم وقد تلاشى من وجهها.
اجابها ايدان ببساطة:"آه اعرف ذلك لهذا السبب بقيت منتظرا،لكن علي الاعتراف بأنني فوجئت حين ظهرت انت،فقد توقعت ان تكوني في العمل طوال اليوم".
-ليس لدي عمل.
-بالتأكيد لا.
عكست نبرة صوته نوعا من الحدة وتابع يقول:"اذن انت فتاة حرة طوال النهار".
-اجل،لكن انت..
قاطعها ايدان مستبقا محاولتها الثانية لاقناعه بالرحيل:
-لدي وقت العالم كله،انا في عطلة.
اجابت بحدة:
-لم اكن اعرف انك تأخذ العطل،اعني انك كنت دائما مدمنا على العمل حين كنا..
تابع ايدان بلطف حين ادرك ان ماحولت قوله منع لسانها من النطق:
-حين كنا معا؟حسنا ستجدين ان بعض الامور قد تغيرت منذ ذلك الحين،والآن هل ستفتحين هذا الباب؟".
قبلت الهزيمة ففتحت الباب.
-وبالمناسبة،لم اتي لرؤية والدك فقط.
اجابته بفظاظة:"حسنا لاتقل انك اتيت لأعادة احياء صداقتنا".
"صداقة؟".وارتفع حاجبه الداكن في تساؤل صريح مشكك واستقرت خلف صوته نبرة عجزت عن تفسيرها وقال:
-الا تعتقدين ان ذلك يقلل من شأن ماكان بيننا؟.
-ماكان بيننا هو كذبة منذ البدايه وحتى النهاية،وقد انتهى الامر الان الى الابد،مات وتم دفنه.
-هل هذه هي الحقيقة؟.
-انها الحقيقة الوحيدة التي اعرفها!.
تلاشى اي اثر لدعابته الساخرة وعلت وجهه برودة عدائية وقال:
-انت لاتدعين باني حطمت قلبك؟ربما اكون خيبت املك في المستقبل بعض الشيء؟.
-حطمت قلبي؟كررت ذلك في محاولة لضبط النفس واللتأكد من عدم تسرب اي ظل للحقيقة منها.
-لا لست ادعي ذلك ابدا.في الواقع كما سبق واخبرتك في الليلة السابقة انا ممتنة لك،فلو انك لم تتخلى عني كما فعلت،لكنت علقت في زواج طائش متهور وغير مناسب على الاطلاق،ولكنا بعد فترة قصيرة ادركنا خطأنا لكن ذلك كان سيزج بنا في اجراءات الطلاف المزعجة للخروج من المأزق.

تمارااا 19-07-11 05:59 AM

-في مقابل ذلك،وجدت نفسك حرة وعلى اتم الاستعداد للزواج بحبيبك جيم.
افتقر جوابها لاي نوع من المشاعر وهذا مااضرم في نفسها الما حادا،اضطرت معه للعق على شفتيها السفلى بقوة،لكنها استغلت الفرصة التي اتاحها اليها فاذا اراد الاعتقاد بانها وجيم على علاقة فلن توقفه اوتمنعه من ذلك،قالت:
-هذا صحيح..فجيم ..بقي في صحبتي..
واضافت:
-منذ السنة الماضية اصبحنا مقربين كثيرا واعتقد ان عائلتينا تتوقعان اعلان طوبتنا قريبا.
تشدق ايدان قائلا:"تهانينا،انا متأكد من انه يناسبك تماما".
تكلم ايدن باسلوب جعل الامر يبدو كحكم بالسجن المؤبد،واضاف:
-من الواضح ان والدك يفضل عاملا بسيطا مبتدئا على رجل ذي خلفية مثلي.
-حسنا ان عم جيم عضو في مجلس النواب،وجدته ابنة احد النبلاء.
تملك اينديا شعور رهيب بأنها عبثا تحاول جعله يسمعها.
دمدم ايدان قائلا:"هل اضع الاكياس جانبا؟".
-لاحاجة لذلك.
كان من المستحيل ان تخفي الم المرارة التي سببها عدم اكتراثه،واضافت:
-لكن شكرا لأدخالها.
نظرت تلقائيا الى الباب متوقعه ان يفهم ماتلمح اليه ويغادر المنزل لكن ايدان هز رأسه فحسب بهدوء لم تحتمله وقال:
-آه ياجميلتي لن اغادر قبل ان اتكلم مع والدك الغبي.
ذعرت اينديا حين وضع احد الاكياس بهدوء على الطاولة وبدأ يفرغه من محتوياته بالترتيب.
وشرع في وضع المعلبات والرزم في اماكنها حسب العادة،مما جعل الذكريات المريرة تفطر قلبها فقالت:طلاتستطيع انه..في الاخارج.."
لو املت لو قليلا ان يحمل مرض والدها ايدان على التراجع اوعلى اظهار بعض الاعتبار والتفهم،لاخبرته الحقيقة لكن هذا الرجل وبروس مارشت كانا على شجار دائم.
ومامن ادنى شك ان ايدان سيذهب مباشرة الى المستشفى لمواجهة خصمه في اي موضوع يشغل فكره.سيطر عليها الخوف حين فكرت بأثر هذا اللقاء على صحة والدها الضعيفة.
فقال لها:"هذا واضح،اذن متى سيعود؟".
-لااستطيع القول.
-لاتستطيعين ام لاتريدين ايتها الأميرة؟؟.
-لااعرف متى سيعود!
-اذن سأنتظر حتى يعود،لايستطيع البقاء بعيدا طوال اليوم.
-بل يستطيع!.
ثم خطرت في ذهنها فكرة ملهمة:"لقد ذهب في عطلة نهاية الاسبوع و...".
تلاشى صوتها حين هز ايدان راسه مستنكرا وقال:
-محاولة جيدة حبيبتي لكن متأخرة جدا.لو كلن ماتخبريني به صحيحا لاستهنت بها قبل الان.وفضلا عن ذلك رايت سيارته في الموقف،اينما ذهب،لااظنه ابتعد كثيرا.
فكرت اينديا بائسة انه لم يغب عن باله شيء وقالت :"فكر كما تشاء!".
عكست نبرة صوتها الهزيمة حين تابعت قائلة:"لكن لاتنادني حبيبتي !لست اي شيء بالنسبة لك،ولن اكون ثانية ابدا!".
اجابها ايدان وهو يضع اخر علبة في الخزانة ويطوي الكيس الفارغ بحركات ثابته ودقيقة:"حسنا علي الاعتراف بأن هذه التسمية غير ملائمة،فمنذ وصولي كنت كل شيء الا حبيبة".
انفجرت اينديا غاضبة:"ماذا توقعت!".
كانت عاجزة عن تصديق وقاحة الرجل فتابعت:"بعد الطريقة التي عاملتني بها،لاتتوقع ان ارتمي في احضانك واعانقك بلهفة وشوق".
-اذكر مناسبات عديدة لم تفعلي فيها سوى ذلك.
قاطعته بحدة:"حسنا،الذكريات هي كل ماستحصل عليه!".
ولم تكن كذلك بحاجة الى من يذكرها بالمشاعر التي كانت تعتمل في نفسها لمجلاد وجوده بقربها.مجرد التفكير بذلك جعل نبض قلبها يتسارع بوتيرة حادة..
قال:"هذا جيد بالنسبة الي..في الوقت الحاضر".
كانت ابتسامة ايدان تشبه تلك الابتسامة التي ترتسم على وجه نمر يرقد تحت اشعة الشمس وهو يرتقب بهدوء منتظرا الفرصة المواتيه لينقض عليها.
-غير اني اتمتع بذاكرة قوية جدا.
واضاف بفظاظة:"ان فنجان من القهوة سيكون جيدا".
روع اينديا بمزاجه الذي تبدل فجأة.
-اليس لديك عمل افضل تقوم به؟.
-بصراحة،لا.
لم يترك جوابه الفظ مجالا للنقاش.فما كان من اينديا الا ان هزت كتفيها مستسلمة وراحت تملا ابريق القهوة.
-لاماذا تريد رؤيته على اي حال؟.
-انه يدين لي بالمال.
انت والمئات غيرك..كبتت اينديا بصعوبة تعليقها في الوقت المناسب،لكن ايدن التقط شيئا ما من التبدل اللذي بدا على ملامحها.
-لاتبدين مندهشة!
منتديات ليلاس
-لست كذلك.اني دهشة فقط لأنه استدان منك انت.
فدمدم ايدان بسخرية مجيبا:
-اموال مشبوهة،اليس كذلك؟ليست بالشيء الذي قد يلوث النبلاء امثالكم ايديهم به.
-آه انت الان تبدو سخيفا!لم يكن ذلك مااقلق والدي فقط،بل كان قلقا من سنوات شبابك الصخبة،كأعتقالك مرات عديدة من قبل الشرطة.
-بالغت الصحف كثيرا..اعترف اني لم اكن قديسا،لكن في النهاية هل يكون احد ملام في فترة المراهقة؟.
-لم تعد مراهقا منذ خمسة عشر سنة!ام انك تدعي ان الرجال والنساء خاصة النساء منهم الذين استقبلتهم ثم رميتهم جانببا في طريقك الى القمة،هم فقط جزء من خيال الصحف ايضا؟.
-وهل تدعين ان والدك لم يعتقد يوما ان ثرواتهم الطائلة الموروثة اضخم بكثير من المال الذي تجنبه من العمل الشاق؟.
لاحظت اينديا انه لم يجب على السؤال ،لكن هل هو حقا مرغم على ذلك.
هل كانت من الغباء حقا بحيث تظن انه قد يكترث فعلا بالحسناوات اللزاتي اقترن اسمه بهن لفترة وجيزة في الماضي؟.
-في حالنا نحن،نفتقر عبارة"ثروة"فحسبما اذكر منذ وفاة جدي وتورطنا في تكاليف الجنازة اتخذت حياتنا شكل الفقر المقنع حيث كادت المظاهر تحجب الحطام،لو نظرت تحت هذه المظاهر ،لما وجدت شيئا..
-وذلك حين دخلت انا.
-انت تعلم اني لااشارك والدي آراءه عن..
قاطعها قائلا:"لا.انت لم تهتمي من اين يأتي المال طالما ان هناك من هو قادر على انتشالك من ذلك الفقر المقنع،الذي كنت تمقتينه جدا".
جعل صوت ايدان الهواء يتجمد من حولهما ممازاد من صعوبة التنفس.
وفجأة بدت اينديا كأنها عادت بالذكرى الى وقت مضى،لترى نفسها قبل اكثر من سنة بقليل،في نهاية تلك السهرة التي بدا فيها كل شيء.
لم لم يكن روب السبب لما شعرت هكذا اصلا"روب"هو الرجل الذي كانت تخرج معه لأشهر قليلة ماضية،والذي ظنت معه انها توشك ان تقع في الحب.
كانت مقتنعه بمشاعرها تجاهه لذا سحقت حين قام روب فجأة بفسخ علاقتهما بقسوة ودون اي اكتراث لمشاعرها.
ولكم تفاقمت حدة شعورها بالخسارة ولكم جرحت كبريائوها حين ظهر روب في السهرة مع امرأه اخرى الى جانبه.
قالت لها صديقتها متذمرة:"انها ابنة رئيس العمل،بلا شك".
حاولت اخفاء المها وراء ستار من الازدراء حين تابعت تقول:
-لكن..اعني..اوه انظري اليها فحسب لست ادري مالذي يعجبه فيها.
قالت روز بنبرة ساخرة واثقة:
-واجهي الحقيقة ،ان مايعجبه حين ينظر اليها هو مدخول شخصي يبلغ بضعة الاف سنويا،وطريقا ممهدا للوصول لمكتب والدها دون ذكر التوقعات بمستقبل باهر ومريح جدا.اذ ماعرف كيف يلعب لعبته قد يكون لعائلتك اسما ومنزلة اجتماعية مرموقة كذلك شجرة العائلة ايضا لكنكم لاتملكون الدخل المطلوب المتوفر الذي يسعى اليه رجل مثل روب.
وافقت اينديا قائلة:
-المدخول الذي تملكه عائلة مارشتت يستهلكه ذلك الركام القديم المتداعي الذي يصر والدي على تسميته بمنزل الاسلاف!سيحتاج قريبا الى سقف جديد وليس لدينا في المصرف مايكفي لتغطية تكاليفه.
تدخلت جاين وهي توميء الى حلبة الرقص حين كانت الشقراء ملتصقة بروب وقالت:
-هذه ليست من المشاكل التي قد تعني بها الآنسة "باتيستر "العزيزة ان هذا الثوب البسيط الذي ترتديه مستورد مباشرة من شوارع باريس،واراهن ان الثمن الذي دفعه والدها لقاءه يتخطى من بعيد مايكلفه سقف منزلكم الجديد.
انفطر قلب اينديا كانه ضرب بسكين حاد حين القت نظرة اخرى نحو روب ورفيقته.
-ياالهي لقد سئمت وتعبت من الفقر المقنع اعتقد انه ان الاوان لأفعل شيئا في ذلك.راقبيني جيدا فسأجد لنفسي زوج ثريا يستطيع ان يجعلني احيا بمستوى انوي التعود عليه.
اجابتها صديقتها:"حسنا،لن تحصلي على فرصة افضل من البدء هنا،الليله فلا بد ان يحضر الى هنا زبدة المجتمع من فناني ورجال اعمال بامكانك الاختيار".
-هذا ماانوي القيام به!
لم تكترث اينديا لأرتفاع صوتها فقالت:
-ولن اجلس بانتظاره ليأتي الي،فالواقع ان الرجل الثري الذي سيلج من هذا الباب سيجد نفسه فريسة لحملة من الاغراء بحيث انه لن يتمكن من مقاومتي،واراهنك بأني سأضع خاتمه في اصبعي قبل ان يدرك مالذي صعقه وذلك في مهلة لاتتعدى ثلاثة اشهر كحد اقصى.
-هكذا كنت ترين الامر اليس كذلك؟
قاطعها ايدان وسط ذكرياتها وقال:
-صححي لي معلوماتي ان كنت مخطئا.
اجابته وقد اشاحت بنظرها عن عينيه:
-لااعتقد انك ستصدقني ان قلت لك ان ذلك لم يكن سوى مزاح لاغير.
قال بقسوة:"في هذه الحالة،ارتد المزاح عليك".
وكانت عيناه الصلبتان وعضلات وجهه المنقبضة قد اوضحت الرسالة التي حملتها نبرته.
-لم اعرف انك كنت تتصنت.
ضحك بخبث قائلا:
-لا؟لا لابد انك ارتكبت خطأ هناك ياعزيزتي،اليس كذلك؟لقد اعتقدت حتما انك نجحت في تحقيق مأربك،فكما تمنيت وقع رجل فاحش الثراء فورا في الشرك الذي نصبته بعناية.
كانت ضحكته اسوأ وقعا هذه المرة لما حملته من دعابة ساخرة.
-من المؤسف انك لم تلاحظي ان النافذة كانت مفتوحة خلفك حين دبرت مكيدتك الصغيرة،وانها حملت كل كلمة من حديثك الى الخارج حيث كنت قد وصلت للتو الى الباب الرئيسي. وكما يقولون من انذر مسبقا فقد اتى متسلحا.
كان يجب ان تري وجهك بدوت كأن كل امنياتك في ليالي الميلاد قد تحققت دفعة واحدة وحصلت تماما على ماسبق ان طلبته من بابا نويل.
-حسنا،لقد حصلت انت ايضا على مرادك!
-وماكان ذلك؟.
-حصلت علي انا،تجاوبت مع مكيدتي الصغيرة لأنها كانت تناسبك،ام انك ستحاول نفي ذلك الآن؟.
هز ايدن رأسه بحسم وسكون محدقا بتصميم مزعج في وجهها بعينيه الداكنتين مماجعل الخنجر الحاد ينغرز بوحشية عميقا في موضع الجرح وتابعت:
-وعندما لم تحصل على جسدي بالطرق غير الشرعية،سألتني الزواج.
وتابعت قائلة:"ولكنك في اللحظة الاخيرة،وجدت ان رغبتك ليست بأقل من جناح بعوضة..وكان ان رميتني في الكنيسة دون ان تشعر بالذنب".
-اللعنة عليك!
تلاشى صوت اينديا فجأة وخانتها الكلمات حين اطلق ايدان عليها لعنة متوحشة ووقف على رجليه بحركة عنيفة جعلت الكرسي ينقلب على الارض خلفه مصدرا اصواتا قوية ومروعة،وقال:
-اذهبي الى الجحيم ايتها الاميرة!ان كان هذا هو وقت المصارحة فليكن اذن لكلينا.
ودار حول الطاولة متوجها نحوها،وقد علت وجهه ملامح اجفلتها فابتعدت خائفة لانها رأت الخطر محدقا في عينيه.
لكن يدي ايدان الرشقية التفتا حول ذراعيها بشدة،لتمنعانها من الهروب،لم تستطع الهروب وهي عاجزة عن الحراك الا ان تدير راسها بعيدا لتجنب النظر في عينيه.
تشدق وهو ينظر الى وجهها المبعد بعناد عنه قائلا:
-وسوف تستمعين الى مااريد قوله حتى لو اضطررت لأدخال كل كلمة ملعونة الى رأسك بقوة.
وهزها بقسوة وبعنف لكن بما يكفي لتعلم ماقد يكون عليه طبعه اذا ماانفجر وافلت القيود التي يفرضها عليه.
-نعم ..لقد اردتك؟؟
فلم تستطع اينديا الا ان تقاطعه قائلة:"جسديا "وبطرف عينيها رأت ايماءة رأسه القوية التي اكدت كلامها.
-لم انكر ذلك قط وسأكون مجنونا ان حاولت،ويكفي ان انظر اليك لكي ارغب فيك،وبعد ماعرفت انك لست سوى مصاصة دماء عاشقة للمال رخيصة،لم استطع تبديل مااشعر به لسوء الحظ،كنت اتمنى العكس،لكنك اسأت فهم شيء واحد.
-لا...
خرج اعتراضها لااراديا وهي تدير رأسها من الصدمة حين استجمع فكرها ماقد سجله من كلامه..يكفي ان انظر اليك لكي ارغب فيك.
لقد تكلم بصيغة الحاضر..وليس الماضي.
"لا"لم تكن تريده ان يقول ذلك..لم تكن ترغب بسماع مايؤكد مخاوفها.
-بلا.
كانت ابتسامته كريهة حين ارتسمت على شفتيه في رضا،فقد عكست عيناها اللمعان التان غشيهما الظلام تخمينها لما سوف يحدث.
-آه،نعم ياأميرتي الحبيبه،لقد اسأت فهم شيء واحد،وهذا الشيء الواحد يحدث كل الفرق،بامكانك القول اني لم اكتف منك قط ولن اكتفي منك ابدا.
هزت اينديا رأسها بيأس شديد وجعلت يدها امام وجهها كأنها تحتمي من كلامه.لكن ايدن تجاهلها وتابع دون رحمة:
-لم اكتف منك يوما..اردتك لي حينها.اردتك بشدة الى درجة ان مجرد التفكير بها يبعث الالم في نفسي،واريدك الآن،وفي الواقع انني اريدك اكثر من اي وقت مضى.ولم يغير هذا الواقع اي شيء مهما حصل

*********************************


تمارااا 19-07-11 06:00 AM

انتهى الفصل

حلا الكويت 19-07-11 09:05 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تمارااا (المشاركة 2815803)
حلا نورتي


وماطلبت شي ياقمر انشالله بكملها بسرعة



تسلمين يا قلبي ...جد ذوفج حلو .....:hR604426:

تمارااا 19-07-11 02:32 PM

يـجـــتـــاح الأخــضــر والــيـــابــس



"لم اكتف منك قط ولن اكتفي منك ابدا".
كانت كلمات ايدان ذات النبرة القاسية تدور وتدور في رأس اينديا فيزداد وقعها حدة في كل مرة.
ارتعشت في نفسها حين شعرت بالوعد الذي عكسه صوته الأبح،ام كان يحمل التهديد؟في هذه اللحظة لم تعرف ولم تكترث،لكن فكرة جديدة اتت بقوة مذهلة جعلتها تستجمع قوتها بحزم.
لاحظت ان هذا مااراده تماما،فقد دبر الامر عمدا ليفقدها توازنها،ان هي اظهرت الخوف او انفعلت بعصبية يكن هو الرابح،او يكن على الاقل قد سيطر عليها بقوة،فلتحل اللعنة عليها ان هي سمحت بذلك!
ابتلعت ريقها بصعوبة ورطبت شفتها الجافتين بلسانها،وحين رأت نظرته الداكنه العميقة تنخفض لتتبع حركتها كررت ذلك.
همست بصوت ابح:"اذن مازلت تريدني،هذا لايفاجئني ،فلطالما كان هناك تجاذب غريب بيننا".
لقد افقدته توازنه الآن،علمت ذلك من سكونه المفاجيء وعينيه اللتين لم تطرفا سوى مرة واحدة وبصعوبة،فعجزت عن اخفاء ابتسامة النصر التي ارتسمت واسعة على شفتيها.
نظرت الى عينيه مباشرة وسطع وججها بتحد مغيظ تاركة ابتسامتها تتسع ببطء وقالت:
-في النهاية ليس ضروريا ان تعجب بأحد كي تريده.
سحب ايدان نفسا قاسيا وقال:
-ليس ضروريا بالتأكيد..واذا اردت برهانا...
قبل ان تتمكن اينديا من التفكير والتكهن بما في ذهنه ادارها لتواجهه بالكامل ،واحاطها بذراعيه القويتين،فالتصقت به بشدة وشدها اليه معانقا اياها بوحشية.
منتديات ليلاس
-مادخل الاعجاب بكل هذا؟
كان ذلك ماتوقعته من رد فعل ،وما سعت اليه،وقد مكنتها تلك الثواني القليلة من الأستعداد الفكري ،ومن التجاوب مع عناقه بثقة فوجئت هي نفسها بها.
لقد بادلته عناقه وكانت تبتسم منتصرة حين شعرت بتجاوبه.
لكن الامور حينها قد بدأت بالتطور بشكل مروع وخاطيء يبعث على القلق.
بدأت اينديا هذه اللعبة بمزاج من اللهو والتحدي،وتوقعت شيئا مماثلا لمباراة،كانت تعرف ان بعض الشرارات ستتقد،لكنها ظنت ان الاسلحة العاطفية التي يستعملانها ستمنع اي منهما في تسديد ضربات مباشرة ،الضربات المؤذية على الاقل.
غير ان مبادرة ايدان لم تكن في شيء منها فرحة،كذلك استجابتها له من تلك الناحية،فقد تبدلت الاجواء بعد خفقتين اثنتين من قلبيهما،واستجابت لعناقه وشعرت بالحاجة الماسة اليه.
-لم تنسني اذن.

تمارااا 19-07-11 02:34 PM


وضحك بصوت اجش ابح ضحكة فيها شيء من الدعابة ومن اليأس.
فكرت اينديا بغموض قائلة في نفسها:"انساك..ابدا".
-آه ياأنديا ياأميرتي ليتك تعرفين..
اختنقت الكلمات في الصوت الاجش وسكت فجأة.
-ايدان؟
في اللحظة التالية لاحظت شيئا ما في طبيعة سكونه،وادركت انه كان يستمع بتركيز،فتجمد لسانها وحاولت سماع الصوت الذي نبهه.
تناهى اليها صوت شقيقها اتيا من الردهة:"مرحبا،لقدعدت!".
-ياالهي انه غاري!
زودها الذعر بقوة لم تعرف لها مثيلا من قبل فابتعدت عنه.
-ايندي ،اين انت؟
-هنا.
ارتعش صوتها المتهدج الضعيف وكانت يداها ترتجفان.
-في المطبخ..
فكرت مذعورة انها لن تستطيع بعث الهدوء الى نفسها في الوقت المناسب.
رفضت اصابعها الاطاعة وتحولت الى اصابع خرقاء وهي تتصارع مع شعرها الذي تشعث.ثم توقفت عن الحركة بدهشة حين تحرك ايدان فجأة بعدما رمقها بنظرة مراقبة وامسكت يداه يدها وابعدها عن شعرها،ثم بدقة متناهية امتدت يده واخذ فرشاة ثم بدا يمشط بها شعرها بهدوء تام،وماكاد يبتعد عنها بضع خطوات حتى فتح الباب.
-لدي بعض الاخبار،اختي اخبار عظيمة!
لم تسمع الباب وهو ينفتح فقد سيطرت عليها مشاعرها وغرقت في عناق هذا الرجل بحيث لم تعد تدرك شيء
وحين استعادت تركيزها وتذكرت المكان الذي جاء منه غاري كان الآوان قد فات لأيقافه عن الكلام.
-حين كنت في المستشفى فتح ابي عينيه!كان ذلك للحظة واحدة لكنه فتحهما،يقول الاطباء..
استجمعت بعض قواها وقاطعته بسرعة:"غاري لدينا زائر".
اومأت الى ايدان لتلفت انتباهه اليه،وكان جالسل عند الطاولة يرشف قهوته.
-اه..مرحبا ايدان..
دهشت اينديا من تقبل شقيقها الطبيعي لحضور الرجل،فشقيقها لم يدن ايدان على تصرفه يم الزفاف.
اجابه ايدن بطبيعية مماثلة:"مرحبا بك انت".
لكن اينديا التقطت التجهم والعبوس الخفيف بين حاجبيه الداكنين،وتقلص هاتين العيني،وعلمت ان خلف هذا المظهر الخارجي الهاديء المضلل،كان ذهنه المتيقظ الدقيق يعمل ساعات اضافيه وكانت على حق.
علق ايدان بلطف:"قلت والدك.لم هو في المستشفى؟".
-الاتعلم؟الم تخبرك ايندي عن النوبة التي اصابته؟.
-من الواضح انها لم تصل الى ذلك بعد.
عكس صوته المدروس نظرته الساخرة التي علمت اينديا بوجوب تألقها في عينيه.
-اعتقد...

تمارااا 19-07-11 02:36 PM

بدت بالكلام من بين اسنانها لكنه لم يدعها تكمل،فقاطعها بنبرة تؤكد بوضوح جنونها المطلق ان هي حاولت الجدال وقال:
-اعتقد انه من الافضل ان تدعي غاري يخبرني.اذن غاري ماهي قصة والداك؟.
حين كان غاري يروي قصة مرض والدهما دفعت اينديا نفسها الى الحركة فارغمت نفسها على ملء الابريق لأعداد القهوة الطازحة،لم تكن تريد شرب القهوة،ولم تكن بالطبع تشعر بواجب الضيافة نحو ايدان،بل ارادت الهاء نفسها بعمل ما.
حاولت اقناع نفسها بالا تنظر اليه كي تستطيع اعادة الهدوء والراحة الى نفسها،لكن املها خاب من هذه الناحية بمراره،فعندما يتعلق الامر بهذا الرجل،تفشل في كل شيء.
حين انهى غاري قصته سمعته اينديا بشيء من الانكار يقول:
-حسنا لقد اشتبهت بحدوث امر مماثل،ياله من مأزق!اليس كذلك؟لكننا نستطيع تسوية الامر.
جعل ذلك اينديا تصفق فنجانها على الطاولة وتدور بسرعة كشفت عن مشاعرها،فسالته بحدة:"نستطيع؟".وازداد قلقها حين قابلها بابتسامته المتألقة .
-حسنا من الواضح انك بحاجة الى المساعدة،انا على استعداد لفعل كل مااستطيع..
-لاشكرا!
انها تؤثر الموت على ذلك.
-نحن نتدبر امرنا جيدا.
-هذا واضح.
ثم تابع بنبرته الساخرة:"منذ ان وصلت شعرت ان لديك الكثير مما يشغل بالك..وكل من لديه نظر سليم سيلاحظ ان المنزل ومحيطه قد اهمل مؤخؤا،وقد اعترفت بنفسك ببعض المشاكل الماليه".
-غاري..
تنبهت اينديا حين رفع شقيقه رأسه بحركة فجائية ونظر اليها نظرة فضوليه،فتصرفت بسرعة للحد من الضرر قدر الامكان.
-يجب ان انجز بعض التنظيفات ،وقد وعدتني بمساعدتي في ترتيب الاسرة
-آه لكن ايندي..
-انطلق يافتى.

تمارااا 19-07-11 02:38 PM

وبشكل غير متوقع "وافق"ايدن على كلامها قائلا لغاري:
-سأكون هنا حين تنتهي من عملك.
اخذت اينديا عهدا على نفسها بالا تدع ذلك يحصل وما ان اغلق الباب وراء شقبقها حتى استدارت نحو ايدان بعينيها المتألقتين في تحد وقالت:
-اننا نقدر عرضك بالمساعدة.
واضافت:
-لكننا لسنا بحاجة ايه..لذا..
قاطعها بابتسامه بعثت فيها الارتعاش وهو يقول:
-لم يكن عرضا ايتها الاميرة،فالعروض تمنحك الفرصة للتفكير،بالقبول او الرفض،اما هذا فليس موضوعا قابلا للنقاش،اتيت الى هنا لأرى والدك،ومن الواضح انه ليس بصحة جيدة تمكنه من رؤيتي،لذا سأبقى في الجوار حتى يتمكن من ذلك.
-ان اقتراحك اذن بالمساعدة ماكان سوى تضليل لأبعاد غاري عن الحقيقة والذي عنيته بالفعل هو ان والدي مدين لك بالمال وانك لن تغادر دون استرجاعه!
قفز قلبها بشكل مؤلم حين وقف ايدان على رجليه مرة اخرى وعبر المطبخ ليغسل فنجانه بالماء.
ذكرتها هذه الحركة بشدة بما هو عليه هذا الرجل من حضور قوي.
-بكم يدين لك والدي على اي حال؟
اجابها بفظاظة ساخرة:
-بالكثير.
-كم هو المبلغ بالتحديد؟
تكلم ايدن بنبرة ساخرة متهكمة :
-اشك في قدرتك يوما على دفع مايكفي لتسديد هذه الفاتور،حتى ان كنت تفكرين بتسديدها بغير المال.
واشاح بعينيه الى الطاولة الخشبية.
-لايمكنك فعل ذلك!لن تفعل ذلك!
-جربيني.
كان صوته منخفضا وناعما بشكل يدعو للريبة بحبث يكاد يكون لطييفا،لكن التحدي الفظ في عينيه كان غاية في الوضوح.
-تظنني قد ابيع روحي..
اوقفتها ابتسامة ايدان المقيتة ومنعتها ممن متابعة الكلام.
-لااظن اننا نتطلم عن الروح الآن..ففي النهاية ،لم تكوني مكترثة جدا بالقضايا الروحية السنة الماضية،وكنت على استعداد تام حينها لبيع نفسك لقاء ثمن خاتم الزواج.
-لم يكن الامر كذلك!
منتديات ليلاس
-كيف كان اذا؟سبق ان عرفنا ان الزواج بالنسبة اليك يعني مستقبلا مريحا وتأمينا ماليا مدى الحياة..
-اتظن انني وافقت على الزواج منك لأستغلك؟
"استغلال؟"ارتفع حاجبه الاسود في تساؤل وللمرةالثانية اشاح بعينيه نحو الطاولة في تأمل.
لم تصدق اينديا حين رأت الدفء المثير للدهشة يغمر الابتسامة على فمه الجميل،وقد حلقت بذكريات لطيفة،،وتحول وجهها كليا بفعل ذلك..الى ان نظرت الى عينيه مرة اخرى ورأت ان الدفء قد غاب عنهما بعد ان عكس لونهما القاتم برودة قاسية.
-اردت استغلالي واردت استغلالك،لكني عدلت عن ذلك في اللحظة الاخيرة،مع انك اسأت كليا فهم امر واحد حبيبتي.
-وماهو؟
-لست غبية ايتها الاميرة.ولست عمياء ايضا.
مال نحوها ونظر بعمق في عينيها المدهوشتين نظرة شلت حركتها.
-تعلمين انك جميلة ومذهلة،انت امرأة مثيرة ورائعة،انت اجمل امرأة رأيتها في حياتي.
طالما احبت اينديا نبرة صوت ايدان ونغمته والان كان صوته لايقاوم وهو يتفوه بهذا الاطراء المتمادي.
لم تكن تستطع تركه يتابع ،كان عليها ان تتكلم لكي تهرب من السحر الذي نشره حولها،لكن لسانها عجز عن نطق اي كلمة حين ابتسم ابتسامة مدمرة.
-تعلمين اني لم اسأم منك ولن اسأم ابدا ،كان يكفي ان انظر لك لكي تستعر النيران وتتأجج في داخلي،ومازلت.
شعرت اينديا بالدم الحار يتدفق في عروقها.
-وانت تبادليني هذا الشعور ،انا اعلم بذلك.
اقترب ايدن منها ومرر اصابع يده بنعومة على وجنتها واتسعت ابتسامته حين رأى وجهها الممتقع واضاف:
-لقد اثبت ذلك للتو،مما يجعل من مشاركتك المنزل نفسه في الاسابيع القليلة المقبلة امرا هاما جدا.
خفق قلبها قبل ان تبلغ كلماته عققلها،وحين ادركت ماتعنيه تلك الكلمات كان وقعها اشبه بسهم برق صعق قلبها ،ودفعت يده بنفور عن وجنتها.
-ماذا قلت انك ستفعل في الاسابيع القليلة المقبلة؟
-انت في ورطة اينديا وتحتاجين للمساعدة.
-قد اكون بحاجة للمساعدة ولكن ليس منك انت!اني افضل الموت !لااريد شيء منك.
-لاتريدين حتى سقفا يظللك انت..وعائلتك؟.
اجفلت اينديا وتوقفت عن الحركة فجأة وقالت:
-عفوا ماذا قلت؟
مازاد في حيرتها ان ايدن بدا للحظة واحدة مضطربا حقا.
-حسنا بعدما عرفت بامر والدك لم اعد قادرا على العودة الى لندن ،على الاقل حتى يتعافى والدك بشكل يسمح له بمحادثتي،,وحتى هذا الوقت سأحتاج الى مكان لأقيم فيه.
-هناك العديد من الفنادق وفي النهاية انت الان تقيم في احدها.
-لكن هذا يعد خسارة فادحة،لان هذا المنزل به غرف شاغرة كثيرة.
-ان ايا منها ليست متوفرة لك.
ولايضاح قصدها تحركت نحو الباب وفتحته واسعا،لكن ايدان لم يحرك ساكنا للتجاوب مع تلميحها بالخروج.
-اريد البقاء هنا.
كانت نبرته قاسية وفظة كوجهه ايضا.
-وقلت انني افضل الموت على ان ادعك تفعل ذلك..انظر...
حاولت بصعوبة ان تهديء من روعها ثم تابعت قائلة:
-انت رجل ثري جدا وتستطيع الاقامة حيث تشاء.
-لكني لم اكن دائما ثريا،ومن اول الامور التي تعلمتها هي ان المرء لايجمع ثروة كبيرة ان كان يهدر المال الذي جمعه بالجهد والتعب،ان مجنونا فقط هو من يصرف المال على الفنادق في حين انه يملك منزلا فيه سبع غرف شاغرة للنوم.
قالت اينديا وهي ترتجف:"يملك؟".
-هذا المنزل ان اردت مزيدا من التحديد.
بلغ الباب بخطوتين ولكنه لم يفعل ذلك الا ليجذبه من قبضتها المستسلمة ويعيد اغلاقه باحكام.
-كنت افضل ان تعرفي الحقيقة بطريقة اخرى،لكني الان لااجد امامي خيارا اخر،،سأكون فظا في مااقول،فلقد اسأت اختيار الرجل الذي تجب مهاجمته،ان من يقع عليه اللوم كله هو والدك.
-حسنا،اليس هذا نموذجيا؟كنت اعرف انك تكرهه لكن ان توجه اللوم اليه الآن،وهو مريض وضعيف ولايمكنه الدفاع عن نفسه..!
-اينديا انها الحقيقة،هو الذي اوقع نفسه،وانت معه في هذا المأزق.
تذمرت اينديا قائلة:
-اي مأزق؟
-حين قلت ان والدك يدين لي بالمال لم اكن اتكلم فقط عن بضع مئات او بضع الاف،عليك ان تعلمي ان الوضع اسوا بكثير من ذلك،لطالما كان كذلك،حتى عندما كنا سويا،ان مقامرته..
0آه،اعلم انه كان يراهن على الخيول احيانا.
حاولت ان تخفف من شأن الامر،يبدو ان والدها كان جاهزا للرهان على كل مايتحرك.
-لكنه ماكان ليأتي طلبا للمساعدة !
-لا،ادرك ان ذلك يؤلمه لكنه لم يملك الخيار.
واجه ايدان اعتراضها بأن ربت بازدراء على يدها وتابع قائلا:
-كان ابوك يمضي الوقت في ناد للقمار في كارلتون-وقتا طويلا جدا-وكان يخسر بشكل مريعنلكن منذ نحو ستة اشهر،حالفه الحظ على نحو غير متوقع،لوكان رجل عاقل مدركا لأخذ ارباحه وهرب لكن بروس لم يفكر على هذا النحو،فقد ظن انه سيتمكن من استرجاع ثروة العائلة ومن جمع ارباح اضافيه علاوة على ذلك.هكذا ،راهن بكل الاموال التي ربحها وبأموال لم يربحها.
-هل ترغبين بالجلوس؟
لاحظ ايدان شحوب وجهها فأضاف:"قد تجدين من الأسهل..."
وسحب لها كرسيا من الطالولة لتجلس عليه،لكن اينديا رفضت النظر اليه حتى ودمدمت:
-آتني من الآخر.
-حسنا في النهاية خسر والدك كل شيء بالأاضافة الى ثروة صغيرة ايضا،ثم قام بالتوقيع على الاوراق الاعتراف بالديون كما لوكانت بطاقات معايدة في ليلة الميلاد ورهن كل املاكه تقريبا كضمان.-لكن كيف عرف انت كل تلك الامور؟.
اجابها ايدان بفظاظة:"انا املك ذلك النادي،وكل الاوراق التي وقعها والدك كانت موجهة لي انا".
-والضمان؟.
هل كان سؤالها ضروريا ؟فقد جاء صوت ايدان الجاف ليؤكد ماكانت تخشاه حين قال:
-لقد رهن هذا المنزل لقاء كل ديونه وحين اصيب بالخسارة امهلته سته اشهر منذ يومين،لذا فاني منذ الاحد الماضي املك هذا المنزل وكل مايحتويه.


**************************

تمارااا 19-07-11 02:39 PM

انتهى الفصل الرابع


قراءة ممتعة للجميع

زهرة منسية 20-07-11 12:49 AM

وااااااو أيه الحماس ده كله والله الملخص روعه حمسنا كتير و ضريبة أختيارك الحلو ده أنك تكمليها بسرعة يا قمر

تمارااا 21-07-11 01:22 PM

الاروع مرورك حبيبتي

وانشالله رح اخلصها بسرعة


تحياتي لك ولمروك

تمارااا 21-07-11 01:23 PM

5-حـصون تتـداعـى



-اذن هذا صحيح؟
علمت اينديا انها كانت تحاول التعلق بقشة، هذا ماقالته النظرة التي علت وجه الرجل الواقف امامها.
كان فرايد كوران الشريك الاهم في شركة المحاماة حيث يعمل جيم محامي العائلة لسنوات،وقالت لها معالم وجهه انه لم يكن هناك اي امل،لكن بالرغم من ذلك كان عليها ان تسأل.
-هذا صحيح وقانوني دون ادنى شك.
وقعت هذا الكلمات على راحة بالها كأنها الموت المشؤوم ،كئيبة،معتمة غير قابلة للجدل اطلاقا.
-ايدان وولف يملك المنزل الريفي.
حدث كل شيء كما قال ايدان ،رهن والدها البيت الوحيد الذي عرفته يوما هي ووالدتها وشقيقها،وذلك ليسدد ديون القمار.
-لاتعتمدي على كلامي،هذا ماقاله ايدان في اليوم السابق حين ابت ان تصدق كلامه الفظيع.
-تحققي من ذلك،تكلمي مع محاميكم ان اردت.
هذا مافعلته بالطبع ولم يساعدها ذلك كثيرا.
-حسنا لقد اثبت حقك.
هذا ماقالته لايدان ذلك المساء،حين اتصل بها في المنزل كما هو محدد،لسماع ماتريد قوله.
عندما فتحت الباب مكرهة لتدعه يدخل،لاحظت انه عاد لأرتداء الملابس الرسمية التي اعتادت رؤيته بها.
-كل مااطلبه هو ان تمهلما فلنقل سبعة ايام.
-اسبوع؟
رفع ايدان حاجبه المتكاسل في تساؤل وهو يتمشى في الرواق براحة واطمئنان تام واضح،وبدا كأنه يملك المكان.
-لماذا انتم بحاجة لكل ذلك الوقت؟كنت اظن ان ساعة على الاكثر..
-ساعة؟
اكان الرجل بهذه الوحشية ؟
-لم اخبر والدتي حتى!
لم تكن قادرة على حمل نفسها في الاقدام على ذلك..على الاقل حتى تتاكد من عدم وجود بديل اخر.
-سيتطلب منا الامر بعض الوقت لتوضيب اغراضننا.
تابعت كلامها :
-اعني!..اعلم انك تملك المنزل ،لكن هناك بعض الاغراض الشخصية..
-ولم عليكم توضيب الاغراض؟
بدا ارتباك ايدان شبه حقيقي بالتأكيد لو انها لاتعرفه لصدقت ذلك بالفعل.
-حسنا..انت تتوقع منا ان نترك المنزل.
-مالذي اوحى لك بهذه الفكرة ؟اولا،ليس لديكم مكان اخر تذهبون اليه.فلاتكوني سخيفة انديا لاحاجة للرحيل الى اي مكان ابدا،هناك الكثير من الغرف هنا،كل مااحتاجه هو مكان انام واعمل فيه.
طرفت عينا اينديا من فرط الصدمة والذهول :"هل تعرض..؟".
-انا ادعوك لتكوني ضيفتي.
آ÷ لكم تمتع بذلك!لكم احب ايضاح هذه النقطة البارزة والتذكير بها بشدة.
-أفضل النوم في فندق خاص.
اجاب ايدان غير مبال بتحديها:
-حسنا ان كان هذا خيارك..
وأضاف:
-بالطبع ان احد لايستطيع منعك،لكن اظن ان عليك التفكير بوالدتك.
فغرت ايندديا فاهها امام وقاحته.
-اتطلب مني التفكير بأمر من الاجدر بك انت ان تفكر فيه؟
اجابها بهدوء وثبات:
-على العكس هل اعتقدت حقا انني كنت سأرميكم خارجا دون تردد؟اي نوع من الوحوش تظنينني؟.
خطرت الأجابة في رأس اينديا بسرعة البررق:
-النوع الذي يتخلى عن عروسه في مراسم الزفاف.
-آه،ولكن سبق ان اتفقنا انه لم يكن بيننا اي حب،والآن اتظنين ان بأمكاننا متابعة الحديث براحة اكبر؟

تمارااا 21-07-11 01:27 PM

واشار بيده نحو الباب الذي يؤدي الى غرفة الجلوس.
-ان كان ذلك ضروريا!
دفعت الباب وفتحته فتبعها الى الغرفة الفسيحة المشمسه واتجه فورا نحو النافذة لينظر منها الى حديقة الزهور الخلابة التي تقع تحتها مباشرة.
وقال بلطف مفاجيء:
-لطالما وافقت والدتك الرأي بأن هذه الغرفة هي الأجمل في المنزل كله.
سينفطر قلبها اذا اظطرت للمغادرة ،اعترفي بذلك ايتها الاميرة ،ان اخر ماتحتاجه والدتك هو المزيد من الكآبة والتوتر،فلديها الآن مايكفي.
-لن تستطيع بالطبع الاحتمال ان علمت انك تطارد والدي..
-لا!
اجفلت اينديا وتراجعت الى الوراء في ذعر حين لفظ ايدان هذه الكلمة الوحيدة ،ارتدت مسرعة بضع خطوات الى الوراء وقد بدا عليها التوتر ،ابتعدت عنه لكنه سعى وراءها واقترب منها كثيرا في خطوات ثلاث رشيقة رافعا يده ليبقبض بها على معصمها بشدة ويحتجزها،وقال:
-لم اطارد والدك ايتها الأميرةنلوفعلت ذلك،لعلمت مكان تواجده ولعرفت بمرضه،اعطيته ستة اشهر ليأتي الي بالمال،واثناء ذلك الوقت انتظرته ليأتي الي!اللعنة!الى هنا الى حين تخلف هو عن النجيء،وذلك لكي اطلع على الاسباب.
-اراهن انك استمتعت بشعورك بالقوة والسلطة،وبوضعه تحت رحمتك،لابد انك تلذذت بالانتقام.
قاطعها ايدان بحدة:
-الانتقام مماذا؟من الطريقة التي حاول بها منعي من الزواج بك؟ولماذا انتقم من شيء قررت منذ البدء اني لم ارده يوما؟.
الان حتى بعدما التأمت الجراح على مر الاثنتي عشر شهرا،عادت مشاعرها لتنسلخ من جديد حين احست بقلة اكتراثه،فانفطر قلبها وتمزق بشكل مؤلم،بعدما كاد ان يتماثل للشفاء.
وبحركة عكست صدى افكارها انتزعت نفسها من يده،ووضعت بسرعة بينها وبينه كرسيا مطرزا باللون الاحمر الباهت.
-سيخيب املك ان ظننت الامر كذلك حبيبتي،لقد ورط والدك نفسه بهذا الماأزق.
-كان هذا ناديك انت.
-وافترض اني ارغمت والدك على الذهاب اليه؟
تناهى اليها صوت ايدان من الخلف بنبرة ساخرة وتابع قائلا:
-وضعت مسدسا في رأسسه واجبرته على المقامرة بكل املاكه؟
"لا"اجبرت اينديا نفسها على مواجهته بنفور وعلى مضض،لكن النظر الى العينين البنيتين القاسيتين كان امرا يصعب عليها تحمله واضافت:
-لكنك كنت قادرا على رفض اي رهان اضافي.
-كنت قادرا.
كان صوته اشبه بالصوت اللاذع الذي يصفع الجلد على ظهرها واضاف:
-لكني اخترت هذه المرة الا افعل،فربما اعتقدت انه ان الآوان ليلقنه احد درسا.
منتديات ليلاس
-تعني انك متلهفا لايقاعه في براثنك وبالتأكيد ما ان مكنت من ذلك حتى حصلت على الفرصة المثالية للأستيلاء على المنزل الريفي-دون ان تكون مضطرا للزواج بأبنته؟.
رفس ايدن الكرسي بعيدا وعاد يجرها خلفه وهو يتكلم فاخرجها من الغرفة ومر عبر الردهة ليصل بها خارجا الى الحديقة،وغم محاولاتها للتشبث بالأرض ومقاومته،لم يكن لدى اينديا خيار اخر غير ان تتبعه عاجزة عن منازعة ذراعيه القويتين.
-حان الوقت كي تري الاشياء على حقيقتها!
وبهزة عنيفة من ذراعه ادارها ايدان لتواجه المنزل وامرها بقسوة:
-انظري اليه!حقا انظري،عليك اللعن!
لم تكن بحاجة الى ان تنظر فهي تعرف حق المعرفة ان المنزل كان مهملا وتعي جيدا القرميج المتداعي ،واطارات النوافذ المهترئة،ان لم يتم العمل بجد في اصلاحه فسينهار المنزل الجميل القديم الذي لطالما احبته كثيرا وسيتحول الى خراب ودمار.
-اتعتقدين فعلا ان هذا المكان يعد استثمارا ناجحا؟الحديقة باتت كالأدغال وانابيب المياه قديمة،وكل نافذة في المكان بحاجة الى تبديل.
تذمرت اينديا قائلة:
-لم نكن قادرين على تحمل كلفته.
"اراهن على ذلك"كانت نبرته مشبعة بالسخرية الخالصة،الممزوجة بشيء اخر،شيء لم تتمكن اينديا من فهمه واضاف:
-سينهار هذا المنزل من حولكم ان لم نقم بشيء في اسرع وقت ،اما زال السطح يرشح بشكل مريع؟
اومأت برأسها بصمت،وكان اهتمام ايدن لايزال منصبا على المنزل وعيوبه:
-وشبكة الاسلاك خارج المبنى،سأحضر من يهتم بها فورا.
علمت اينديا ان هذا ماسيفعله،فحين يقول ايدان وولف ان عملا سينفذ،فأنه ينجز دون ادنى تأخير.
-وقد ظننت حقا اني سأرهق نغسي في حيك المؤامرات وتدبير المكائد بغية الاستيلا على هذا؟
ولو ح بيده بتعجرف وغطرسة مشيرا الى المنزل باستخاف كبيركأنه كومة من الخردة العديمة القيمة.
-هذا منزلي الذي نتحدث عنه!
كان صوتها مرتفعا ومتوترا،يعكس مزيجا مريرا من الاحتجاج والالم.
-منزل من اينديا؟
كان صوته رقيقا لكن تخللته نبرة ساخرة وشريرة.
-لست مضطرا لتكرار ذلك بشكل متواصل ايها القذر!
تملكها الغضب فاندفعت نحو وجهه بقوة لتصفعه لكنها اخطأت وجنته،كان ايدان قد تنحى جانبا ببراعة ولف الذراع التي يمسك بها حتى سحبها بأحكام بين ذراعيه.
-اينديا..
تجاهلت ايدنيا الهدوء الذي لفظ به اسمها،وعاجلته برفسه على ساقه،وشعرت برضا شرس حين سمعت صرخة الألم التي سببتها ضربة رجلها على كاحله.
-اينديا،انا آسف.
كان الصوت الذي تسلل اخيرا الى ذهنها رقيقا..وتراخت اليدان اللتان كانتا تقبضان عليها باحكام.
-كان هذا قاسيا!
"اناآسف!"
اضطرب ذهن اينديا منكرا ماسمعته ،هل فعلا قال بنفسه هذه الكلمات؟هل اعتذر حقا عن تصرفه؟
-انا اعلم كم يعني لك هذا المكان،وانا اعدك بالاهتمام به.
"انا اعدك"كانت هاتان الكلمتان كافيتين لأخماد الثورة والغضب في داخلها ،خلال فترة توددهما الوجيزة ،كانت لهذه الجملة قيمة تراهن حياتها عليها،فحين يعد ايدان بشيء يفي دائما بوعده..الا في مناسبة واحدة هامة.
لكنه بالطبع لم يقطع وعدا بالفعل،ولم يمكث في الجوار ليعدها بحبه واحترامه واخلاصه لها حتى الموت.
-انا اريد فقط ان اصلحه،لا ان اباشر بعملية تجديد فظيعه،انت تصدقين هذا اليس كذلك؟
-اجل..انا اصدقك..انا..اثق بك فيما يتعلق بالمنزل.
سمعت صوتا اشبه بتنهدة صادقة صادرة من القلب بلغت من الرقة ماجعلها ترتاب في ان تكون من نسج خيالها فحسب.
قال ايدن بقسوة:
-اشكرك على ذلك،كنت اظن اني في نظرك شخصا لاسبيل الى اصلاحه.
رفعت رأسها بدهشة واذا بها ترى تغيرا مفاجئا خلف عينيه وبريقا لعاطفة خالصة بدت شبيهة بعاطفتها هي،لكن سرعان مازالت وتلاشت في لحظة،غير انها اعطتها دفعا لتطرح السؤال الذي لايفارق ذهنها:
-هل اردت يوما الزواج بي؟
سألته بحدة باحثة في وجهه عن اجابة هامة،واضافت:
-ام ان كل ماحدث ماكان الا خداعا منذ البداية؟.

تمارااا 21-07-11 01:34 PM

مرت لحظات طويلة مزعجة ،ظنت خلالها انه لن يتلطف ويتنازل ليجيب عن سؤالها فاذا به يبتسم ابتسامة خفيفة مقيتة جعلت قلبها ينقبض في صدرها وقال:
-لطالما اعتقدت ان الزواج لم يخلق لي انا،لكنك كدت تحمليني على تبديل رأيي،فمنذ ان التقيت بك عزيزتي كنت متأكدا من شيء واحد هو اني اريدك الى حد الجنون،ومازلت اريدك فمازال هذا السحر الذي يجمعنا موجودا.
تحطمت لحظة التفاهم والوئام الهشة التي دمرتها نبرة صوته وصراحته اللا مبالية في كلامه."السحر!"
رددت اينديا بتهكم تلك الكلمة واضافت:
-هذا مبالغ فيه.
تشدق قائلا بتكاسل:"مامن داع للمبالغة،فذاكرتي صافية كل الصفاء،وصدقيني ان قلت انها لاتحتاج الى تجميل وتزين،ممايجعل من عيشنا سويا اكثر اهمية".
-لكنك لن تحصل على شيء سوى الذكريات.
ولاحظت بعد برهة انه لايزال يمسك بيديها،فانتزعتهما منه بفظاظة،وقالت:
-لن نعيش معا!لأننا لم نتوصل الى اي حل..
قال بهدوء:"مامن شيء يتوجب حله،لقد سبق ان اعترفت بانكم لا تستطيعون تحمل نفقات الانتقال،وكلانا يعرف ان والدتك لاتستطيع تحمل المزيد ممن التوتر".
-ستقول لها؟
-فقط ان اجبرتني على ذلك؟
جاء جوابه بسيطا لكنه احتوى نبرة شريرة ومهددة.
-وان كنت لاتفكرين فيها،فماذا عن والدك؟سألت في المستشفى هذا الصباح وقالوا انه يظهر علامات تدل على استيقاظه من الغيبوبة،فالأيام القليلة المقبلة ستكون حاسمة.
-سألت...لكنهم لن يدلو بهذا النوع من المعلومات لأي كان!
-ادلوا بها حين شرحت لهم انني خطيبك.
استدار ببطء وراقب وجه اينديا الساخط بتسامح هاديء،ثم اضاف:
-وهذا ماأنوي ان اكونه في الاسابيع القليله القادمة.
-مستحيل!
تجاهل غضبها واجاب:
-انا آسف ايتها الاميرة،لكن ههذ النقطة ليست مطروحة للنقاش،في مقابل تكرمي عليكم بالسماح لكم بالبقاء هنا،علي الانتقال الى المنزل والعيش فيه كجزء من العائلة.
-لا..انه طلب مبالغ فيه.
-آ÷ ..بلى ياجميلتي.لن تجري الامور الاعلى هذا النحو،يجب ان تظن والدتك اننا تصالحنا..وان الامور عادت بيننا الى سابق عهدها..والا فانها سترتاب بشيء ما.
-لااستطيع!
تابع كما لوانها لم تقل شيئا:"يجب ان تقنعي الجميع اننا معا من جديد..لن تجدي صعوبة في لعب دور الخطيبة المحبة".
لم تكن قادرة على فعل ذلك!لكن ان ل تفعل سيضعها ايدان هي ووالدتها وشقيقها في الخارج،كان قادرا على تنفيذ تهديده،وكانت تعرف ذلك.
صرخت:"لن اشاركك السرير نفسه".
رأت حاجبه يرتفع في اجابة متهكمة ساخرة ثم قال بسخرية مبهمة:
-اقترح عليك الانتظار حتى يطلب منك ذلك؟مهما يكن ظنك بي حبيبتي ،لم اضطر يوما للأنحطاط الى مستوى شراء النساء واجبارهن ،فلدي من الكبرياء مايفوق ذلك.
واضاف بأبتسامة جمدت الدم في عروقها:
-ليس اني لااعتبر ذلك ممكنا،في رأيي ان السؤال هو "متى"وليس "اذا"وكل ماعليك القبام به هو الانتظار.
انفجرت اينديا غضبا قائلة:
-اذن ستنتظر حتى تتجمد نار الجحيم,
كانت عيناها تقدحان شررا وارتفع ذقنها في نفور ساخط امام ثقته بنفسه وشعوره بالرضا والظفر الخبيث،واضافت:
-يستحيل ان...
قاطعها محذرا:"تعلمين مايقولون ان مامن شيء مستحيل،حاذري ايتها الاميرة فقد تندمين على ذلك.
ثم اضاف:
-اما الان وقد سويت المسألة فسأذهب لأحضار حقائبي من السيارة ثم،بامكانك ان ترشديني الى غرفتي.
-احضرت حقائبك معك!
-نعم بالتأكيد.
واتجه ايدان نحو الممر حيث ركن سيارته ،لكنه توقف واستدار الى الخلف،وكانت ابتسامته تتسع شيئا فشيئا بتألق وروعة.
-لقد غادرت الفندق هذا الصباح.
-كنت واثقا من نفسك الى هذه الدرجة؟
بدأ جسدها يتوتر لمجرد التفكير بذلك.
-آه لا ياعزيزتي اينديا.
كان صوته منخفضا ولطيفا بشكل مفاجيء يدعو للقلق وتابع قائلا:
"لم اكن واثقا من نفسي حبيبتي،بل منك انت،تعلمين عزيزتي،انا على عكس والدك،لااراهن ابدا الا بحذر شديد،ولااضع اموالي قط على شيء الا ان كان رابحا بلا شك,وفي هذه الحالة ،عرفت اني رابح بلا ريب!؟.


تمارااا 21-07-11 01:35 PM

انتهى الفصل..


قراءة ممتعة للجميع

تمارااا 22-07-11 05:56 PM

6-فخ من حرير



-غاري اين انت؟
اللعنة على الفتى!
استشاطت ايندا غضبا ناين اختفى الى هذا الوقت؟بدت دهشة حين بحثت عنه في غرفة نومه ،ثم في غرفة الجلوس ،وكادت تبحث عنه في الحديث..
والان لفت انتباهها صوت ضحكة اتية من الجزء الخلفي من المنزل،فاستدارات على الفور واتجهت نحو باب المطبخ.
-اذن هنا كنت مختبئا!لقد بحثت عنك في كل مكان!حقا غاري..
تهالك صوتها في حنجرتها ،وتوقفت قدماها عن الكلام فجأة وهي تلتفت الى زاوية المنزل،وحين رأت ماراته امامها في نظرة خاطفة قلق ةفادركت ماكان عليها معرفته منذ البدء،غاري لم يكن لوحده.
كان ايدن مع شقيقها وقد اخذا استراحة قصيرة من الاشراف على اعمال المنزل لقد قاما بوضعمرمى مؤقت على الشرفة الخضراء الطويلة في قاعة الفناء الخلفي للمنزل ،ومن الواضح انهما كانا يلعبان كرة القدم ،وكان جيبنهما وقميصاهما مبللان بالعرق نتيجة الجهد ،وكان بنطال ايدان وسروال شقيقها القصير ملطخين بالاوساخ والعشب.
ما ان ظهرت اينديا حتى اندفع غاري بقوة ليمسك بخصمه مماجعل ايدان يطير في الهواء بعد ان زلت قدمه كما ان غاري فقد توازنه ايضا فوقعا ارضا ضاحكين امام اينديا،
سقطت الكرة التي اندفعت بقوة في الشجيرات خلف مواقع احد المرامي.
-هدف!
رفع غاري قبضته في حركة تعبر عن النصر.
-ابدا!
اعترض ايدان باحتجاج وقال:"لن ادعك تفلت بهذا!كانت هذه مخالفة صارخة لقواعد اللعبة..الا توافقين ايتها الحككم؟".
مرت بضع ثواني قبل ان تدرك اينديا ان الكلام موجه لها.كانت عينا ايدان الداكنتين الدافئتين تحدقان في وجهها بمرح وهو يحرر نفسه من غاري ووقف على رجليه جاذبا شقيقها الى اعلى.
-انا..
انقبض قلبها حين لاحظت كيف بدا ايدان في تلك اللحظة كأنه في مثل سن شقيقها،يشع وجهه بالمرح الذي ازال خطو
ه القاسسية الباردة التي كانت تطغى عادة عليه.كانت ابتسامته العريضة ممزوجة مع بريق اشعة الشمس على شعره الداكن وتورد اللون على وجنتيه ،اشبه بسهم سدد مباشرة الى قلبها.
-لااعرف لم اكن انظر.
منتديات ليلاس
-كان هذا هدفا!
كرر غاري هتافه فضحك ايدان وعندما رأى وجهه الساخط ،بعثر شعر الفتى الداكن بيده.
-في احلامك عزيزي!لم ارى قد في حياتي..او شعرت بالاحرى بمخالفة متعمدة اكثر من هذه،وانا متأكد من ان شقيقتك؟؟
فقطاطعته اينديا بسرعة:
-لاتقحمني في هذا!،قلت لك اني لم اكن انظر.
هذا ليس صحيحا،ولقد انبها ضميرها،لم تكن قادرة على رفع عينيها من ايدان.
كانت مدركة تماما لوجود ايدان بالقرب منها،بقامته الطويلة الداكنة المدمرة ،وقميصه الضيق وبنطاله الجينز،وحين تحرك فجأة،ابتعدت بحركة غريزية،بالرغم من انه لم يرفع سوى يد واحدة ليلمس الشعر المبلل بالعرق ويرفعه عن جبينه.
ماذا كنت تريدين؟
-انا...
تلاشى كل شيء من ذهنها بشكل مؤقت لبرهة،لم تتمكن من التنبه لما جعلها تأتي الى هنا،فكل ماكانت تعيه هو طبقة رقيقة من العرق على وجنة ايدان وشعور ملح غمرها بمد يدها لمسحها بلطف بطرف اصبعها.
لكنه تحرك مرة اخرى ممرا ظاهر كفه على وجهه،فعاد مسار ذهنها الى الحياة من جديد،فقالت لشقيقها:
-لقد وعدتني بمساعدتي في تحضير العشاء الليلة غاري،هناك كمية من البطاطا بحاجة الى تقشير.
-آه..لكن....!
-الطعام لايطهو نفسه ،لذلك دعنا نراك في المطبخ ماان تنظف نفسك.
ارتاحت لهروبها ولعودتها الى المطبخ،وبذلت مابوسعها لاستعادة كل رباطة الجأش التي تملكتها،واعادة تنفسها الى حالته الطبيعية..ان اي احد كان ليظن انها هي من كانت تلعب كرة القدم.
هل ستتمكن يوما من الاعتياد على وجود ايدان في المنزل؟منزله هو!لقد مضى خمسة ايام على انتقاله الى هنا وهي حتى الآن ابعد ماتكون عن تقبل ذلك.
انقلب مزاجها فجأة فضربت بعنف الغطاء على المقلاة،ورمت بها في الفرن بقوة احدثت ضجة كبيرة،ويئست من انتظار غاري وكادت تبدأ بتحضير البطاطا بنفسها حين فتح الباب اخيرا خلفها.
-اخيرا،ماذا كنت تفعل؟
تناهى اليها صوت لم يكن اطلاقا صوت غاري:
-قلت ما ان تنظف نفسك.
استدارت بذهول:
-ايدان!لكني كنت اتوقع..
اكمل ايدان حين عجزت عن انهاء الجملة:
-غاري،اعرف ذلك،لكنه اراد ان يشاهد شيئا على التلفاز،فقلت اني سأقوم بدور الطاهي بدلا منه.
-لكنك..
من الواضح ان ايدان اتى للمطبخ توا من الحمام مباشرة،كان شعره الداكن لايزال رطبا ومرفوعا عن وجهه الى الوراء،بدا نظرا ومنشطا ومنتعشا،وممتلئا بالحيوية والحياة.
-انت تشعرين حقا انك مظلومة،اليس كذلك؟
فوجئت بنبرة صوته التي بدت مرحة واضاف:
-حسنا!انها غلطتك انت سيدتي،ان كنت بحاجة للمساعدة ماكان عليك الا ان تفعلي ذلك،تنحى جانبا.
سحب مقشرة البطاطا من قبضتها وازاحها بلطف بيديه القويتين ليأخذ مكانها عند المغسلة.
-لا،اعني،لاتستطيع...
-انا قادر جدا على تقشير بعض حبات البطاط،ايدنيا.
-انا متأكدة من قدرتك ،لكن...
-لكن؟.
حثها ايدان على الكلام بعد ان اختنقت الكلمات في حنجرتها بحيث عجظت عن اخراجها بالقوة،كان قريبا جدا منها بحيث انه حين تحرك التقطت حاستتها عطرا خفيفا مميزا،ممتزجا برائحة جسده النظيف.
-ليس عليك تقديم المساعدة.ففي النهاية انت تملك المنزل الآن.
-انظري كيف تختنق حنجرتك لاعترافك بذلك.
تحول صوت ايدان الى نبرة قاسية ،وادركت بعدما تلاشى صوته كليا،ان معالم وجهه كانت مختلفة كليا منذ برهة،معالم استبدلت بازدراء وبرود.
-قولي لي..
وبشكل غير متوقع عادت نبرته لتتحول الى اللامبالاة السابقة،لكن يديه اللتين تقشران البطاطا بسرعة واتقان،حخانتاه واظهرتا حقيقة مشاعره الداخلية.
-هل جعلتك تشعرين انك او اي فرد اخر من هذه العائلة غير مرغوب بكم هنا؟وهل اظهرت اني اتوقع اي شيء على الاطلاق في مقابل بقائكم في المنزل؟
-لا.


فتاة 86 23-07-11 12:12 AM

:98yyyy:
بص شوف تماراا بتعمل إيه
بص شوف تماراا بتعمل إيه

:djparty:

تمارااا 24-07-11 04:48 PM

فدييييييييييييييييييييتك ياأحلى فتاة


تسلمي ياقلبي على التشجيع


لاخلا ولاعدم من تواجدك المميز




باقة ملؤها الفل والياسمين

تمارااا 24-07-11 04:51 PM

لم تستطع التفوه بأي كلمة اخرى،فمنذ انتقل الى المنزل كان ايدان متكتما،على الاقل فيما يخص ملكيته للمنزل،وعلمت ان والدتها لم تشك بالحقيقة لكن اينديا كانت تعرف حق المعرفة هذه الدوامة السوداء المظلمة وتشعر بها تلف حول رجليها مهددة بانهيارها.
في بداية الاسبوع حين عادت والدتها من المستشفى ووجدتهما معا شعرت بهذه الدوامة تضغط عليها كالرمال المتحركة،واضظرت اينديا الى الاستماع الى التفسير الذي قدمه ايدان لوجوده في المنزل،وادركت ان سكوتها كان يدعم كذبه.
-حضرت الى المنظقة بداعي الاعمال.
هذا ماقاله ولو انها لم تكن تعلم تحديدا ماهية تلك الاعمال،لاعتقدت هي ايضا ان ظهوره في ويستبوري كان محض صدفة.
تابع قائلا:
-وسمعت بمرض زوجك ومن الطبيعي اني فوجئت وشعرت بالقلق،لذا اتصلت بالمنزل لاعرف ان كان هناك شيء ما استطيع القبام به للمساعدة،وما ان رأيت اينديا مرة اخرى حتى ادركت الخطأ الفادح الذي ارتبكبته السنة الماضية..
تذكرت اينديا بمراره كيف ان والدتها صدقت كل شيء،ابتلعت الطعم وكل الاضافات التي تلته واقتنعت ان ايدان نادم على ماقد حصل.
-حدث شجار خفيف بيننا ،مشاحنة بين عاشقين،تعلمين هذا النوع من الامور..كيف ان التوتر الذي يسبق الزفاف يتسبب بالمشاكل التي تتخطى كل الحدود،بحيث لايحتاج الا الى قشة صغيرة اضافية لينهار كل شيء،لكن اينديا قد غفرت لي..اليس كذلك حبيبتي؟.
كانت عينا والدتها قد شع منهما البريق ،في اول اشارة للأمل فيها منذ اسابيع،فعلمت ان لاخيار امامها سوى الأيماء برأسها بحماس.
اعترفت اينديا قائلة:
-لا لم تجعلنا نشعر بأننا اشخاص غير مرغوب فيهم،لكن ماتقوله اوتفعله لاأهمية له عندي مادمت اعرف الحقيقة،فكلانا نعرف ان كل هذا ماهو الا نسج من الخيال..وفي يوم من الايام،حين تستدعي مصالحك اومخططاتك غير ذلك،ستنتزع هذا القناع المخادع من الابتسامات وتدمر سعادة والدتي كليا.
حدجها ايدان بنظرة مقلقة،لكنها بذلت جهدا كبيرا لكي تتجاهلها ،واجبرت نفسها على مواصلة الكلام:
-اعني كن صريحا،كم بقي لنا من وقت قبل ان..
قاطعها ايدان:
-كم بقي من الوقت؟
بدا كأنه يفكر في اجابة عن هذا السؤال،ببالرغم من ان اينديا كانت متأكدة من معرفته الكلية للجواب واضافت:
-حسنا،هذا يعود اليك حقا.
-الي أنا؟
اومأبرأسه ببرودة وهو يرمي بقطعة البطاطا في المقلاة الى جانب الخضار الباقيه واضاف:
-طالما تقومين بدروك على احسن وجه،لن نظطر الى طشف الحقيقة امام والدتك،لكن ان بدأت يوما بالتشكيك في صحة ماتعتقده بقوة..
لم يكمل جملته التي حوت تهديدا واضحا،لكن اينديا علمت ان لاحاجة له لأكمالها فقالت:
-واظنك تعني بالقيام بدوري على اكمل وجه اني يجب ان اكون..ماذا؟
اكثر اقناعا..اكثر مغازلة؟.
لم يعجبها البريق الذي اضاء عينيه والطريقة التي استدار بها فمه في استجابة لذلك.
قال بتهكم:
-مزيد من الدفء لن يذهب سدى،اعني ان احدا لن يصدق اننا تصالحنا ان استمريت بالقفز كالهرة المذعورة كلما دخلت الغرفة،او بالهروب والاختباء في المطبخ كل مساء.
اعترضت اينديا على كلامه:
-انا لااختبيء!
ورن جرس الفرن خلفها ،فاعطاها العذر ليبتعد وتتحقق من محتويات الكسرولة بداخله،وحين استدارت ،املت تبرر نيران الحرارة المتصاعدة من الفرن احمرار وجنتيها والبريق المتألق في عينيها.
سألها ايدان وهو ينهي اخر قطعة بطاطا ويضيفها الى الاخريات:"الاتعتقدين اننا سنبدو اكثر اقناعا ان قمنا بالأشياء معا؟".
-معا؟
لم يكن المشهد امرا تستطيع مواجهته وتقبله بأي درجة من رباطة الجأش واضافت:
-لااستطيع الفرار منك،ان دخلت الى الردهة،اجدك هناك،على احد الكراسي مع بعض الاوراق..اوفي المكتبة منكبا على مشاريعك وعلى تقدير الاسعار التي بدأت بها.
اجابها بلا مبالاة غريبة:
-ظننت ان ذلك قد يهمك ،لم اشأ ان اجرح مشاعرك،لذا قررت ان اشركك في اي استشارة بشأن التصليحات.
قالت بصرامة:
-انه منزلك.
-لكنك تتمتعين بذوق رائع ،وتعرفين ان اللمسات الضرورية لتحويل منزل الى بيت ،وهو امر لااعرف عنه سوى القليل.
حين رأت ان المقلاة قد فرغت من البطاطا المعدة للتقشير،لجأت الى اعتماد نوع من اللباقة الخرقاء:
-حسنا شكرا لك لمساعدتك هذه الليلة،،انا ممتنة حقا لك.
صمتت جزعة حين رمى ايدان المقشرة في الحوض بقوة منذرة بالسوء.وقال والشرر يتطاير من عينيه:
-لا اريد امتنانك لأي شيء!
لكنه مالبث ان تمالك نفسه في لحظة واضاف بخفة قطعت انفاسها:
-وصدقيني ان تقشير البطاطا لن يستنفد كل طاقتي ومهاراتي المطبخية.

اثار ذلك فضول اينيديا رغما عنها:
-هل تملم ايا منها؟اعني المهارات المطبخية؟
-يجدر بك ان تصدقي ذلك.في الواقع ،لم لاتنسي امر تحضير العشاء غدا مساءا وتدعي هذه المهمة لي؟.
واضاف بنبرة لاذعة حين رأى تعابير وجهها واساء تفسيرها:
-لاداعي للظهور بمظهر المشكك ايتها الامير فقد افاجئك حقا.
اعترفت اينديا بصدق :"لقد فاجئتني فعلا".
-بأمكانك تحضير الطعام؟

تمارااا 24-07-11 04:53 PM

-ليس هذا فقط،بل في الواقع اني استمتع به.
لكن انتباهها لم يكن مركزا ليا على كلماته،فهي لم تلاحظ انه كان قريبا منها الى هذا الحد ل الوقت،ولم تعرف مااذا اقترب منها فجأة في اللحظات القليلة السابقة..
حجب جسده النحيل الطويل الضوء الآتي من النافذة،وحجب معه الدفء ايضا وشعرت فجأة بالبرد حين سيطر عليها على نحو مقلق،وبدا بطول قامته وعرضها مخيفين فجف فمها وارتدت بصعوبة وراحت تنقل رجليها بتثاقل.
-كما انني اثق كل الثقة بان اللازانيا التي اعدها لامثيل لها.
-ثري ووسيم ومهوب ايضا!هذا الرجل يمتلك كل شيء!
لم تكن تدرك ماقالته ،حتى بدا ان التواصل الحقيقي كان جاريا على نحو اكثر اهمية،وبطريقة لاارادية شعرت بيانها يتفاعل مع وجوده على مقربة منها،فراح قلبها يترنح على نحو متقلب وغير منتظم،مما جعل تنفسها يستحيل اجش ومتسارعا.
-انت فعلا صيد موفق،ستكون زوجا رائعا لأحدى النساء المحظوظات.
نبهتها نظرته الفورية الباردة التي حدجها بها الى الخطأ الذي ارتكبته،فشهقت بحدة من التوتر بانتظار ردة فعله المحتومة.
لم تنتظر اينديا طويلا.
-هذا لايدخل ضمن البرنامج.
قطع جوابه الحاسم كلام اينديا بحدة فانتزعها بعنف من اجواء افكارها التي كانت غارقة فيها.
في اللحظة نفسهاخمد ذلك التفاعل المؤجج الذي اندلع بينهما،فدمدمت قائلة:
المؤمن لايلدغ من الجحر مرتين.
-لو اغراني الامر يوما ،فان ندوبي التي مازلت اشعر بها كفيلة بتحذيري بالتخلي عن الفكرة.
سخرت اينديا من ذلك مرددة:
-ندوب!ان الخدوش البسيطة التي اصابت كرامتك من الصعب وصفها بالجراح.
اجابها بسخرية:
-حسنا يجب ان تعلمي واضاف:
-ماذا علينا ان نفعل بعد؟
-ماذا؟
كان من الصعب عليها ان تتكيف مع تبديله الماحيء لمزاجه وللموضوع.
-آه لم يتبق سوى ترتيب الطاولة،لكني استطيع تدبر ذلك.
ووقف حيث كان متئا على المغسلة ومشى الى الخزانة الكبيرة في الجهة الاخرى من الغرفة،فسحب الجارور الخاص بالسكاكين وبدا بعد الشوك والسكاكين ليضعها على الصينية الجاهزة لهذا الغرض.
سألته اينديا :"اذن،هل كان هناك احد ما...؟".منذ قصتي معك؟
منتديات ليلاس
هز ايدان كتفيه بشكل معبر ثم اضاف :"ابدا".
اجابته بنزق:
-ظننتك ستجد ذلك فرصة مؤانية لتعود الى حياتك القديمة.
ابقى انتباهه مركزا على ماكان يقوم به وقال:
-العديد من النساء؟لم لا؟من اسهل ان تحافظ على سمعة زير نساء،بعس اسطورة الرجل المتزوج السعيد.
-سهل لمن؟انت ربما..لكن ماذا عن النساء اللواتي استغليتهن؟.
ادركت بعد فوات الآوان ان سؤالها الاخير قد يكون له مفعول الديناميت.
فيما انها ادعت علاقتها بجيم لتحتمي خلفها،كان من الواضح حتما لأيدان ان صديقها المزعوم لم يكن له دور يذكر في حياتها في الايام الاخيرة الماضية،لكنه لم يعلق على ذلك بعد،وان لم تلتزم جانب الحذر سريعا فان عليها التفير مايا بغية تبرير غيابه.
-هن يعطين بقدر مايأخذن،وانت افضل من يتكلم عن الاستغلال.
منتديات ليلاس
-انالم..
-لم تفعلي ماذا؟.
رفع ايدان رأسه فجأة وحدق الي وجهها بنوع جديد من الشدة المزعجة.
واضاف:
-لم تعلمي اني ثري؟لم تري اني ماكنت تبحثين عنه تماما؟لم...؟
-حسنا،بلى!
قاطعته اينديا بحدة بعد ان بلغت حدا فاق احتمالها:
-بلى!بلى!بلى!.
لم تكن تعلم جيدا مالذي اعترفت به،لكنها لم تأبه،ارادت فقط ان توقف ذاك الصوت المتهكم ووضع حد لتوبيخه الساخر.
وادركت الآن وهي غير مستعدة لذلك ابدا ولاتعرف كيف تتصرف حياله انها نسيت شيئا مهما شيئا استبعدته من ذهنها..كان ايدان سعيدا معها ،لقد بدا كأنه مستعجل على الزواج بلذه وسعادة كادت تعادل ماشعرت به،مالذي حدث اذا ليتحول الى ذلك الوحش القاسي الذي رأته يوم زفافها؟.
فقالت بهدوء:
-نعم هذا ماقلته،اردت في البدء..
وخانتها اعصابها حين ترك ايدان فجأة العمل الذي كان يقوم به،واتجه نحوها فظنت انه سيأخذها بين ذراعيه ،لكنه في اللحظة االاخيرة تجاوزها ليأخذ كأسا عن الرف خلف رأسها.
فتح الماء بعنف غير مبرر وملأ الكأس حتى فاضت ثم شرب جرعتين كبيرتين وقال اخيرا:
-اذن مالذي حدث حبيبتي ؟لاتحاولي الادعاء انك وقعت في غرامي بحيث لم تعد تعنيك كل الامولب،وانك لم تهتمي الا بي انا ليس اكثر!
-هل تصدقني ان قلت نعم؟.
نظرت بعمق الى هاتين العينين الداكنتين ،داعية اياه الى تصديقها،رأت التبديل في ملامح وجهه ووميض شيء ما في عينيه قبل ان يضيقا فجأة بحدة،حرك رأسه قليلا وهو يضع الكأس ثانية بهدوء كما لو انه يفكر قليلا بالأجابة،فأضاءت شعلة خفيفة من الامل في قلبها،فلربما لم يضع كل شيء،ربما..
-ايدان ارجوك...
اندفعت نحوه وامسكت يده تقبض عليها بشدة،راغبة في ان يصدق ماكانت تقوله.
-لا.
كان جوابه مختصرا وقاسيا..كما ان الطريقة التي سحب بها يده بهدوء من يدها عبرت بفصاحة ووضوح عما يدور في ذهنه،فقد اكتفى بالتعبير ببساطة عن ازدرائه برفع اصابعها عن اصابعه بلامبالاة،كما لوكانت طفلة مزعجة تتشبث به بشكل مزعج.
-بالنسبة الى امرأة ادعت انها واقعة في الحب ،اجد انك عثرت على بديل لي بسرعة فائقة،لذا،عزيزتي،لااصدق كلمة مماقلت.
-اذن فلم اعن ماقلته.
لم تعلم من اين اتتها القوة للرد عليه بهذا الشكل،لم تكد تسمع صوتها بسبب الطنين الذي صم اذنيها والذي سببه رفضه.
تبدلت ملامحها بسرعة ،وارتسمت على شفتيها ابتسامة مشرقة،راجية ان تخفي عبرها الموت البطيء الذي كانت تشعر به في اعماقها،فرددت وهي تنظر مباشرة الى وجهه الداكن:
-كنت اخبرك فحسب!اردت التأكد من عدم وجود اي سوء تفاهم بيننا،ففي النهاية لم ارد من ان تأخذ انطباعا خاطئا.
-انت بالتأكيد لاتريدين ذلك.
كان صوته متهجما وقاسيا تماما كالملامح التي ارتسمت على وجهه.
-لقد اتفقنا على ذلك اذن،والآن ان كنت لاتمانع..
كانت الابتسامة التي تسلحت بها مزيفة،وبدا في وجه ايدان العابس المتجهم انها لم تخدعه للحظة,
-حان الوقت لأضع هذه على النار،والا فلن اجد احدا يأكل الليلة قبل التاسعة.
كان يراقبها بصمت متحجر وهي تملأ القدر بالماء وتضعها على الفرن لتسخن،وكادت تشعر بنظراته الجليدية تحرق ظهرها.
-انت سعيد اذن بلعب دور زير النساء،اليس كذلك؟
جاء جوابه بصوت فظ فيه مزيج من اللعنة والدمدمة،فقررت اينديا اعتباره نوعا من الموافقة،وتابعت باستخفاف حذر مزيف:
-وماذا بعد ذلك،اعني الى متى تستطيع الاحتفاظبسمعةزير النساء؟
-الى الوقت الذي يتطلبه ذلك.
-لايعتبر ذلك العمل تصرفا مسؤولا.
-آه،انا اتحمل مسؤولياتي بجد تام.
-لكنك ستطعن في السن،فماذا سيحدث حينها،حين...حين لاتعود قادرا على ...؟
-جذب النساء ؟سافكر في هذا في حينه.
ادركت بألم ان سبب ترددها لم يكن في البحث عن الكلمات المناسبة،بل كان ناتج عن ردة فعل جسدية لم تستطع التحكم بها،خطر لها بمرارة انها حتما ليس بحاجة لان يقلق،فالرجال امثاله لايفقدون جاذبيتهم حين يتقدم بهم العمر.
-لكن عليك الاعتراف ان صورة كهل فاسق يتأبط ذراع احدى الحسناوت ليست بالصورة الجذابه حقا،وان لم تجد نفسك غارقا في الوحدة في سن متقدمة،فماذا عن الاولاد؟
-ماذا عنهم؟
-الا تريد اولادا؟
-اردت ذلك مرة وغيرت رأيي.
-لكنك...
-هذه القدر توشك ان تغلي.
اقفل الموضوع وانتهى النقاش ولم يكن مضطرا لقول ذلك.
انتابتها رغبة عارمة في البقاء وحدها.
-ربما تبلغ امي وغاري ان اعشاء سيكون جاهزا خلال عشردقائق.
وصلت لكي لايبدو الامر بدعوة له للأنصراف وان يبدو اعتيادي بسيطا.لكنها حين رفعت خصلة من الشعر الى الوراء خلف اذنيها،استدار ايدان ليواجهها فتجمدت في مكانها ولم تكمل مابدأته حين رأت النظرة في عينيه.
-ماذا؟اهناك لطخة ما على انفي.
بدت اصابعها تلقائيا بالتحقق من ذلك،وحين هز ايدان رأسه بصمت تجمدت مرة اخرى،فقد ارتسمت على شفتيه ابتسامة غير متوقعه،لم يكن هناك اي دفء في وجهه،لكن ابتسامته جعلت اصابع قدميها تلتف في تجاوب.
-لا؟حسنا،هل سمعت ماقلته؟
-آه،نعم سمعت.
-اذن..
-بعد دقيقة.
ارسل صوته المنخفض الابح شرارات الى جسدها وقالت:"لكن..".
-اينديا حبيبتي،سأخبر والدتك بأي شيء تريدينه بعد دقيقة،لكن قبل ذلك لدينا امر يجب اصلاحه.
ولم تلحظ اقترابه منها بضع خطوات الا حين امسك يدها ورفعها برفق عن وجهها،ودنا منها بشكل مقلق،ثم همس لها برقة غير متوقعه زادت من اضطرابها:
-انت فقط لاتبدين كما يجب.
-اهذا صحيح؟
-اينديا نحن هنا منذ مايقارب الساعة.وانا متأكد من ان والدتك ابتعدت عمدا عن طريقنا لتتركنا لوحدنا،ومن المفترض اننا تصالحنا حديثا،لكن احدا لن يصدق ذلك للحظة اذا ماخرجت من المطبخ بالمظهر الذي تبدين به الآن.
ازداد تجهم وجهها وقالت:"الذي ابدو..؟كيف تريدني ان ابدو؟"
ادركت خطأها بعد برهة ،لكنها كانت مدة كافية لايدان الذي تحرك ثانية مقتربا منها اكثر فاكثر،قبضت يده على ذراعيها ليجذبها نحوه،وقبل ان تستجمع افكارها،وجدت نفسها ملتصقة به ،فشعرت بخفقات قلبه الثقيلة عبر نسيج قميصه القطني،فدمدم بصوت ابح:"هكذا".
وخفق قلبها مرات عديدة حين انخفض رأسه بحركة سريعا معانقا اياها بشغف،هام رأسها ووجدت نفسها تطلب السند في قوته،واستسلمت خائرة القوى.
لم تدر كم من الوقت مر،دقائق طويلة اوبضع ثوان..لكنه اخيرا رفع رأسه وحررها لتستعيد انفاسها الضائعة ،فترنحت قليلا حين افلتها قائلا:"الآن..".
ونظر اليها ببريق من الانتصار انعكس في عمق عينيه،لم تتمكن اينيدا سوى من التحديق اليه بدورها ولكنها ادركت ان الدم الذي صبغ وجهها كان ينحسر بسرعة،تاركا وجنتيها شاحبتين تحت عينيها المحدقتين من الصدمة.
-الآن تبدين في احسن حال،لن تتساءل والدتك عمل كنت تفعلينه،فيكفي ان تنظر الى وجهك لتعلم تماما مالذي كان يشغلك.
اتسعت ابتسامته المنتصرة بشكل بغيض قبل ان يرتد على عقبيه ويخرج من الغرفة.
-السؤال هو متى وليس اذا.
تسللت كلمات ايدان هذه التي قالها منذ اسبوع مضى الى رأسها بشكل لا ارادي:"وكل ماعلي هو الانتظار".بالرغم من مقاومة هذه الافكار،وبالرغم من محاولاتها الجاهدة لابعادها،علمت اينديا الان السبب الفعلي وراء ثقة ايدان المطلقة بنفسه وبها.
جعلها الانفعال الذي تملكها جراء ذالك العناق تدرك بوضوح يفوق كل الكلمات المعبرة عن ذلك،الى اي مدى يبلغ تأثير ايدان عليها،فلم تتمن سوى من مراقبته وهو يغادر بصمت مطبق ،وبدت كل اعصابها تصيح بها لمناداته اليها ثانية.
هزت رأسها بيأس واسى وخطر لها للمرة الاولى،انها فهمت حقا كيف نصب لها ايدان الفخ الذي اوقعها فيه،فكيفما استدارت او اتجهت لم تكنترى اي وسيلة للنجاة.
ان يقيت ستغلبها مشاعرها،وستصبح مقاومتها اشد صعوبة مع مرور الوقت لكنها ان استسلمت لمشاعرها تضع نفسها بشكل كلمل تحت سيطرة ايدان،وستعرض نفسها لالم اشد بأسا من ذي قبل حين يرميها جانبا ما سيفعل بلا شك.
لم تكن اينديا قد تعافت كليا من الالم الذي سببه لها سابقا،وهي عاجزة عن مواجهة ذلك مرة اخرى ،لكنها لاتستطيع الابتعاد كذلك فعليها التفكير في والدتها وفي غاري وفي والدها ايضا ان تعافى،لاتستطيع ان تتخلى عنهم جميعا الأن....




تمارااا 24-07-11 04:54 PM

انتهى الفصل

قراءة ممتعة..

تمارااا 28-07-11 06:08 PM

7- لاضوء آخر النفق


وضعت اينديا علبة الطعام الاخيرة في سلة النزهات واغلقتها،وخطت خطوة الى الوراء،فاطلقت لهاثا عاليا حين جعلتها هذه الحركة التلقائية تصطدم بجسم قوي العضلات.
-حاذري.
تخلل نبرته لون من المرح حين امتدت يدا ايدان لأمساكها كي تستعيد توازنها،لكن وضع رجليها الاثنتين على الارض بثبات لم ينجح في تخيف خفقات قلبها المتسارعة التي اثارها الاحساس بحضوره القوي.
-لقد ارعبتني!تتسلل الي بهذا الشكل!
-هذا واضح.
منتديات ليلاس
ازدادت نبرة المرح عمقا الآن ،وشعرت اينديا بالدم يصبغ وجنتيها في استجابة له.
-انت متوترة كالهرة،لكني لم اتسلل،لابد انك كنت غارقة في التفكير كي لاتسمعيني.
-كنت اركز.
كانت النظرة التي حدجها بها مشككة فعلا،في حين بقيت مسحة من المرح مرتسمة على فمه المثير،لكنه لم يقل سوى:
-هل هذا كل شيء اذن؟
وأومأ برأسه نحو السلة على طاولة المطبخ.
-جاهزة؟
لم تتمكن سوى من اصدار همهمة غير مفهومة ،فالحقيقة ان كلمة جاهزة كانت عكس ماتشعر به.
-حسنا.
كان جليا ان ايدان فسر جوابها بالموافقة واضاف:
-اذن سأضع هذه في السيارة.
انتشل السلة من على الطاولة واتجه بها نحو الباب ،فلم يترك لها خيارا اخر سوى ان تتبعه.
-انت آتيه؟
-هل لدي خيار اخر؟اعتقدت ان من واجبي اطاعة الاوامر بصرامة ،وان علي ان اقفز حين تصفق بأصابعك ,وألا!
استمر ايدان في ملاعبتها بابتسامته الساخرة وقال:
-لقد اقترحت فقط ان علينا القيام بالأشياء معا.
-اقترحت!،اقترحت ليست الكلمة التي قد استعملها.
قلدت اينديا عمدا كلمات ايدان التي قالها حين اعلن عن خطته للخروج من المنزل.
بعد اقتراحه بان يظهر بشكل اكثر اقناعا ،لم يغفل ايدان عن هذه المسألة،فقد ذكرها على العشاء في ذلك المساء،وهو يعرف جيدا ان والدتها ستدعمه في هذه المسألة لأقناعها بما ظنته مصالحة رومانسية،وهذا الصباح لحق بها الى حيث انت تضع الاغطية النظيفة على سرير غاري لكي ينذرها بشكل لم يدع مجالا للنقاش،حاولت الاعتراض رغم علمها بأنها تخوض معركة خاسرة فقالت:
-ليس لدي الوقت للقيام بأي شيء اخر.
وكانت تجهد لأدخال الاغطية في زوايا السرير،واضافت:
-علي التواجد في المستشفى ،اعلم انه لم يعد في غيبوبة عميقة،لكن والدي بحاجة الي.
قاطعها ايدان بفظاظة:"ليس في كل دقيقة من ل يوم هو بحاجة اليك"وأضاف:
-والدتك هناك طيلة الوقت،وغاري ايضا،وفضلا عن ذلك فهو يظل نائما غالبا،كما ان والدتك ترغب في ان تأخذي قسطا من الراحة.
-ربما.
سوت اينديا الوسادات بحدة غير ضرورية.
-وقد تبدأ حتى بالتساؤل عما اذا كان يشوب هذه المصالحة المفترضة خلل ما.
-وانت ستكره ان يخيب املها.
حاولت الا تظهر الارتعاش الذي مر على جلدها حين رات عينيه تعتمان من الغضب من سخريتها الواضحة،وهمس قائلا بحدة قاسية:
-لااظنك تريدين مني ان اثقل كاهلها بالحقيقة الكاملة،ففي النهاية لم يخرج والدك من عالمه الخاص،وان تحسنت حالته بشكل ملحوظ.
لقد حاصرها الآن فعلا ،فلايمكن نكران التحسن في حالة والدها منذ الايام الاولى السوداء.
-اذن ماذا الآن؟
بدا ايادان طبيعيا جدا،فمن يستمع اليه لايصدق انه كان يلمح لها مهددا بتحطيم عالمها كليا.
-اعتقد..
اومأ برأسه ايماءة رضا مثيرة للأشمئزاز،دون ان يعير اهتماما لكونها في الواقع لم توافق،فهو يعرف ان لاخيار لديها.
-مارأيك في مشاهدة احد الافلام،اوتناول وجبة؟.
جهدت اينديا لاخفاء المها عن ملامح وجهها،لقد تناولا في الماضي العديد من الوجبات معا والتفكير في الجلوس على مقربة منه في ظلمة صالات السينما الحميمة لم يكن امرا تستطيع تصوره بأي درجة ممن رباطة الجأش.
-لا؟
قرأ مشاعرها على ملامح وجهها واضاف:
-المسرح اذن؟اوسباق؟مكان تستطيعين فيه ارتداء تلك الاثواب الانيقة التي تحبينها جدا.
-الاثواب النيقة؟لابد انك تمزح،كل ماارتديه هو اما مصنوع باليد اومعاد تفصيله من ثياب والدتي،ان كنت لاتصدقني..
وتابعت بعد ان رات التبدل في ملامحه.
-اذن سأريك بأمكانك تفحص خزانة ملابسي بالمجهر ولن تجد اي ماركة معروفة انا اضمن لك ذلك!
-لاحاجة لذلك.
كانت كلماته متقطعه بشكل مفاجيء:
-الامر فقط...انت بارعة.
-انا استمتع بذلك.
لماذا كان لديها انطباع بانه كان يهم بقول شيء مختلف ،غير انه بدل رأيه في اخر لحظة؟
-طالما اعتقدت اني احب امتهان ذلك..وربما اقوم بالتصميم لكني قررت من الافضل ان اقوم بشيء عملي اكثر ،شيء اتمكن فيه من المساهمة في مدخول العائلة باسرع وقت ممكن بعد تخرجي من المدرسة،وبدت دورة العلوم السكرتارية اكثر عقلانية،وبات تفصيل الملابس مجرد هواية وطريقة عملية لأغناء خزانة ملابس محدودة جدا،حتى اني صنعت...
-حتى انك صنعت...؟
حثها ايدان على الكلام حين جعلتها وخزة من التعاسة تبتلع كلماتها بسرعة،ثم عادت ودمدمت لااراديا:
-ثوب زفافي،ان كان لك ان تعلم.
-لكنه كان رائعا.
-لم اظن انك لاحظت ذلك،فقد كنت متهمكا بالتلهف لقول جملتك العظيمة.
-لم اكن اتلهف لقولها.
تصاعدت من عتمة عينيه شرارات الغضب ،فعلمت انها تخطت الحد بشكل خطير.
-حسنا شكرا لك على المجاملة على اي حال.
افشلت المرارة التي شعرت بها محاولتها للتطاول عليه ،واضافت:
-يسعدني ان جهودي لم تذهب كلها سدى.
-كنت تبدين رائعة ايتها الاميرة لم ارى في حياتي ماهو اجمل مماكنت عليه،وانت تمشين في الممر نحوي،ان اي رجل كان ليفخر بانك عروسه.
-لكن ليس انت!
تفاقم شعورها بالألم الآن،وتابعت قائلة:
-من الواضح انك لست اي رجل فحسب.
ادركت انها قد تنهار ان هو تحدث اكثر عن اليوم الذي كان من المفترض ان يتزوجا فيه،فدمدت شيئا عن ترتيب سرير والدتها،وجزعت حين لحق بها ليعرض عليها المساعدة مرة اخرى،وسوى السرير ببراعة ورشاقة ،كان جليا انه لن يدعها وحدها قبل ان يحصل منها على جواب.
قالت بدهشة
-انت بارع في هذا لابد انك تدربت عليه كثيرا!
-اعتدت على مساعدة والدي حين كان والدي..بعيدا.
-كم كنت تبلغ من العمر حينها؟
-سبعة او ثمانية اعوام.طالما اعتقدت ان الملاءات النظيفة هي احدى الرفاهيات البسيطة في الحياة.
-وانا ايضا.
سمع ايدان تنهيدتها وقال فجأة بعدما اساء تفسير تصرفها:
-انت بحاجة للراحة اينديا فانت تبدين متعبة ومرهقة بسبب الدعم الذي تقدميه لعائلتك منذ مرض والدك ،لقد طبخت ونظفت و...
-على احد ما القيام بذلك!
لم تكن لتعترف بالليالي التي عانت فيها من الارق من ظهوره مجددا في حياتها.
-اخذت انت هذه المهمة على عاتقك لكي تتمكن والدتك من البقاء في المستشفى،لكنك بحاجة لبعض الوقت لك انت،فأنت ايضا تعرضت للضغوط،ان والدك سيون على مايرام اينديا..
كان لطفه غير المتوقع يتعدى مايمكن لاينديا تحمله،وترقرقت دموع دافئة في عينيها،فادارت له ظهرها لأخفاء دموعها.
-اينديا.
سمعته يتحرك بسرعة وشعرت باللحظة التي اقترب منها فيها،لكن مالم تتوقعه،كيف التفت ذراعاه حولها فأحست بالراحة في دفئهما وقوتهما،كان مستحيلا ان تقاوم حاجتها للأتكاء عليه والاحساس بصلابة جسده الذي يدعمها.
فاستراح رأسها على كتفه كما كان يحصل في الماض،والتصقت وجنته بشعرها.
وشعرت بالأمان ،فقالت بصوت متهدج:
-ظننت..انه سيموت،كنت خائفة ان افقده الى الأبد.
-اعرف ذلك.
كان صوت ايدان منخفضا وحادا وأضاف:
-لكنه سيتعافى،يجب ان تصدقي ذلك.
ثم ادارها بذراعيه ببطء،وارتفعت يده لتمسح اثار الدموع عن وجهها بلمسة بلغت من الرقة والنعومة مابدت معه في تناقض مذهل تقريبا مع حجم قامته وقوتها.
-والدك رجل محظوظ جدا،فلديه انتم الثلاثة قلقون بشأنه،تحثونه على التعافي..ولابد انه يعرف هذا.
اومأت برأسها ببطء لكن فكرة جديدة مزعجة مرت في ذهنها..لقد كان في صوته نبرة غريبة.
-ايدان كيف كان شعورك حين...اعني والدك....؟
-حين مات؟
اكمل كلامها بعد ان اختنق في حلقها واجاب:
-لكي اكون صادقا تماما،شعرت بنفسي حرا.
رددت اينديا كلامه في ذعر:"حرا!هذا قول مقيت!لااصدق..
قال بلامبالاة:
-بل صدقي !سألتني عن شعوري..وقد اخبرتك.
واظلمت عيناه بنوع من العدائية وتلاشى كليا مزاجه الذي كان مسيطرا عليه لثوان قليلة،وافلتها بفظاظة ليلتقط الملاءات القديمة ويلفها على ذراعيه متجها نحو الباب.
لم تستطع اينديا تركه يذهب بهذا الشكل،فالثواني القليلة التي امضتها بين ذراعيه تركت اثرا عميقا في نفسها،ولم تكن قد تخلصت بعد من وقعها.
-بالنسبة الى دعوتك للخروج والتي انت مصمم عليها..لااريد من ان تنفق المال علي ،ان كان علينا القيام بأمر ما ،فأنا افضل شيئا بسيطا لايلف فلسا واحدا.
-في هذه الحالة قد نقوم بنزهة ربما.
كانت نبرته المتهكمة تعني بوضوح ان اقتراحه لم يكن سيؤخذ على محمل الجد،لكن اينديا استقبلته شاكرة:
-هذا هو،عظيم!لااستطيع تصور مايعجبني اكثر من ذلك،لم لانقوم بنزهة في الهواء الطلق ونتناول الطعام طيلة يوم كامل؟
وتابعت وهي تلحق به الى السيارة:
-انا دهشة لموافقتك على هذا،اعني ان لم تقم بشيء مماثل قط حين كنا نعرف بعضنا في مامضى.
-ربما عليك ان تسألأي نفسك عن السبب.
-انت لاتحاول الادعاء انني..؟
وتابعت بحدة:
-هل تقول لي اني لو اقترحت ان نقوم بأمور مماثلة حين التقينا للمرة الاولى لوافقت؟.
رد عليها ايدان بقسوة:
-وهل تقولين ان كنت ستختارين القيام بأمور مماثلة بهذه البساطة،وانك تفضلينها على ماقدمته لك؟
واستدار فجأة ،فرأت الشعاع البارد في عينيه يخبرها انه لن يصدق كلمة مما تقول ان هي اجابته،واضاف:
-لاتقولي ان لديك من العمق مالم اره.
-العمق هو مالم تحاول حتى اكتشافه.
اجابها:
-هذا مايعيدنا الى اتهام بعضنا البعض بالأخطاء نفسها على مااعتقد،كنا اغبياء حين ظننا ان بأمكاننا انجاح الزواج ايتها الاميرة،نحن حتى لم نعرف بعضنا اطلاقا.
ردت اينديا بقسوة:
-باستثناء انك لم تخطط حتى لمحاولة انجاحه!
استعانت بالغضب لأخفاء المها واضافت:
-في النهاية،كنت تخدعني في كل شيء منذ البداية.
-ليس في كل شيء حبيبتي.
واذهلها حين تشدق قائلا:
-وبالتأكيد منذ البداية.
تركها الوميض في عينيه الداكنتين في شك مما كان يدور في ذهنه تحديدا.
كانت قد تركت شعرها الاسود ينسدل بحرية وطبيعية ،لكنها رفعته الأن عن رقبتها الى اعلى.
-لكني اعترف اني في الماضي اعطيتك ماكنت ترغبين فيه،ولو كنت تفضلين شيئا مختلفا لما كان عليك الا القول،او انه كان علي ان اسأل؟
جعلها كلامه تحدق فاغرة فمها كسمكة تم اصطيادها،فعادت وغرقت في مزاجها الذي كان مسيطرا عليها في اللحظات السابقة.
-هل تحاولين التراجع عن هذا ايتها الاميرة؟
قالت مؤكدة بسرعة:
-آه..لا في الواقع ،كنت اتطلع الى هذا،بامكاننا النزول الى ضفة النهر ،ان اردت،لقد جلبت بعض الخبز كي تتمكن من اطعام البط و...
ترددت حين رأت تعابير وجهه،كان ينظر اليها ما لو لم يرها قط في حياته من قبل،فانهت كلامها برقة:
-اريد المجيء ايدان.
ورأته يطرف بعينيه نرة واحدة وبصعوبة كأنه في حيرة من امره.
-جيد سننطلق اذن.
استقر في مقعد السائق الى جانبها وهي توثق الحزام خاصتها،كانت منفعلة بشكل مؤلم،ومرهفة الحساسية لكل حركة تصدر عنه .
رفع النسيم الآتي من النافذى المفتوحة شعره الاسود عن وجهه وبعثره في فوضى على جبينه العريض،تاقت للمسه ومد يدها لتمرير اصابعها في شعره الاسود.
-هل النسيم قوي جدا عليك؟
-انا..آه..لا..انا بخير.
-بدت والدتك سعيدة جدا هذا الصباح.وتابع قائلا:
-لقد ابهجتها حقا الأنباء من المستشفى.
-سرها ان يحرز والدي هذا القدر من التحسن.
-هم يتحدثون عن نقله من العناية الفائقة،بالطبع النطق للايزال يطرح مشلة،لكن حين...
-ماذا هنالك؟
تنبه ايدان الى الطريقة التي تنفست بها عبر اسنانها فتكلم عندما لم تتمكن من اجابته:
-كنت تفكرين في والدك،وتتسائلين عما سيحدث له حين تتحسن حاله مايكفي لاخراجه من المستشفى؟
حدقت فيه اينديا بذهول ،كيف عرف بهذه الدقة ماكانت تفكر فيه؟
تابع ايدان قائلا بهدوء:"لاداعي للقلق،من الواضح انه سيعود الى المنزل للنقاهة".
لم يكن ذلك واضحا لاينديا اطلاقا فقالت:
-لايمن ان تعني ذلك،لن ترغب في وجوده هناك.
اجابها بجفاء:
-اوافقك اني لست مستعجلا للأستمتاع برفقته،وانا متأكد انه لن يرغب في رفقتي،لكني قلت لك ايتها الاميرة انا رجل عقلاني،والدك مدين لي بالكثير من المال،لكني حصلت الآن على المنزل مقابل ذلك الدين،وبالمناسبة هذا ماافضله على المال النقدي،اقل مايمكنني فعله هو تأمين سقف يظلله حتى يتحسن بشكل يسمح له بالعثور على سقف لنفسه.
لم تسطع اينديا تصديق ماكانت تسمعه:
-اتفعل ذلك؟
اومأ ايدان برأسه مبقيا انتباهه على الطريق امامه وقال:
-بأمكان اتفاقنا ان يبقى ساريا كما في السابق ،ففي النهاية،سيخشى والدك من عزمي على الاستيلاء على المنزل،الا ان كنا نحاول اصلاح علاقتنا انت وانا،ولا اعتقد ان حالة والدك ستتحسن عند التفكير في الانتقال من المنزل العائلي في المستقبل القريب.
اذن،كان الثمن مرة ثانية موافقتها على لعب دور الخطيبة المتصالحة مع خطيبها؟وعلم انها ستوافق،فلم يكن لديها من بديل اخر،لكنها لاتزال عاجزة عن تصور ماقد يكسبه ايدان من ذلك؟لما لايخرجهم من المنزل وينتهي ذلك؟
مالذي كان يدور في هذا الذهن المخادع القاتم؟.
لقد ظنت انها ستبدأ قريبا برؤية بصيص النور في اخر النفق.لكن ماذا لو انها بعيدة كثيرا من نهاية هذا الكابوس،وانها لاتزال في البداية؟.





تمارااا 28-07-11 06:09 PM

انتهى الفصل قراءة ممتعة

جمانة الهوى7 31-07-11 02:21 PM

allah ynawrek hbibti choukran 3la arriwaya mliha bazaf.......;).salam

lafloufa 02-08-11 01:22 AM

ktiiiiir 7elwa yeslamo 7abibti w ne7na bil intizar

:331::356:

تمارااا 05-08-11 10:34 PM

8-اسئلة حائرة


-اهناك مايزعجك ايتها الأميرة؟
جعلت نبرة ايدان الرقيقة اينديا تصر بأسنانها لتكبت اي رد غاضب،لم يساورها اي شك في انه يعلم تماما ماكان يدور في ذهنها.
-كنت اتساءل كيف ستشرح كل الاعمال التي خططت لها للمنزل ،سيعلم والدي ان المهلة المعطاة له لتسديد الديون قد انتهت،لن يصدق ابدا انك قد تستثمر مالك في المنزل للمتعة فقط.
-سيصدق ذلك اذا اعتقد اني قد اصبح صهرا له.
حملت هذه الكلمات ايدنيا على الجلوس مستقيمة في مقعدها.
-لكنك ستعيش في هذا المنزل في النهاية ،اليس كذلك؟.
منتديات ليلاس
تملك اينديا،شعور بالانزعاج جعل صوتها يصبح حادا ،واضافت:
-في النهاية بما انك استثمرت هذا القدر من المال في المنزل لن ترغب في ان يحصل احد غيرك عليه.
ركز ايدان على مناقشة فكرة محيرة قبل ان يجيب:
-الا تعتقدين ان والدك سيكره رؤية منزل آل مارشنت بين يدي احد طالما رفضه؟
قالت اينديا بروية:
-ربما ومن ناحية اخرى ،حيث يرى ماتنوي القيام به في المنزل..وكيف انك انقذته من الخراب وخططت للقيام بتحسينات ستحول المكان القديم الى ما يليق بالقرن العشرين دون ان تمحي طابعه الخاص باي شكل..قد يعترف فعلا بانه كان السبب في ماآلت اليه الامور منذ البدء،قد يتمكن من الاقتناع بان المنزل بين يدي من يحبه بقدر مااحبه هو دائما.وان استطاع التغاضي عن قدر من كرامته الحمقاء فقد يرى انه لم يكن قط الشخص المناسب بالفعل لتولي امره.
-اتظنين حقا ان هذا ممكن؟
-آمل ذلك لقد افسد والدي الامور،هذا اقل مايمكن قوله،استطيع فقط ان اصلي لكي يدرك بعد شفائه اين يكمن خطئوه ويبدأ بأعادة تنظيم حياته.
حين لاحظت اينديا بشكل مفاجيء كيف تحدق عيناه الداكنتان في وجهها،وقد علاهما شيء من التفكير والاهتمام قطبت وجهها بعصبية وقالت:
-لم تنظر الي هكذا؟
كنت افكر فحسب.
اعاد ايدان انتباهه الى الطريق واضاف:
-قد يظن البعض ان لديك اسبابا تجعلك تستائين من والدك،ففي النهاية ان حماقاتة هي التي وضعتك وعائلتك في هذا الموقف الصعب.
-اعرف هذا،وصدقني لوكان في حالة صحية جيدة لرغبت في هزه بسبب غبائه ،لكنه والدي ورغم اخطائه مازلت احبه.
-ووالدت ايضا.
كانت نبرة غريبة في كلامه لم تستطع اينديا تفسيرها حتى.
-بالطبع تحبه فهو زوجها.
حملها صوت ناقل الحركة الفجائي على النظر الى وجهه بسرعة فرأت توترا لم تتوقعه جعل بشرته تتقلص.
-اييدان؟
-انه ليس امرا حتميا انديا.
كانت الكآبة في صوته متناغمة مع ملامح وحهه ،فأقلقها ذلك،وتابع قائلا:
-ان خاتم الزفاف لايعني الحياة السعيدة الى الأبد،فأحيانا كل مايفعله الزواج هو تغطية الحطام.
-يبدو انك تتكلم عن تجربة سابقة.
تكلمت بحذر فالطريقة التي رمى بها ايدان كلماته اظهرت مشاعر شخصية قوية لكنها لم تدر ان كان سيسمح لها بطرح المزيد من الأسئلة عن الموضوع.
اومأ ايدان بتجهم وقال:
-لم يكن مابين والدي زواجا،ببل كان بينهما حربا اهلية خاصة بهما،كان احدهمها يمزق الاخر الى اشلاء يوميا تقريبا،لم يستطع احدهما ان يخلص للآخر للحظة واحدة.
-لماذا لم ينفصلا؟
-آه لقد حاولا مرارا لكن،لم يكن ذلك قط يدوم طويلا،كان والدي يترك المنزل دائما لكنه سرعان ماكان يعود بسرعة،المشكلة انهما لم يستطيعا الحياة منفصلين،لكنهما لم يتمكنا يوما من العيش معا،فحولا الحياة الى جحيم لكل من كان حولهما.
-انها قصة قديمة،لم يشكلا اول حالة من ها النوع،واشك جدا ان يشكلا اخر حالة.
تاقت اينديا بشدة للأقتراب من ايدان واحتضانه بقوة لكنها علمت انه سيرفض اي مبادرة من هذا النوع،فأضاف قائلا:
-لم يكن بينهما زواج حب،او حتى علاقة حب وكره،بل كانت علاقة شهوة ممزوجة بالكره،لقد حولا حياتهما الى معركة طويلة،كانا يتعاركان طوال الوقت..فتنشب بينهما مباريات وصراخ،غالبا ماكانت تتطور الى عنف حقيقي وفي النهاية قتل كل منهما الآخر.
-ايدان،لا!
لم تتمكن هذه المرة من التراجع ،فتحركت يدها لاشعوريا لتستريح على ذراعه القوية في محاولة للتعبير بصمت عن تعاطفها،وكانت عيناها مدهوشتين من الصدمة،رمقها ايدان بنظرة سريعة قبل ان يركز انتباهه ثانيه على الطريق وفمه يلتوي بمرارة وقال:
-آه،ليس بالمعنى الحرفي ربما،لكن يشبه ذلك،كانا قد توصلا في اخر مرة بما يسمى المصالحة..
كانت ضحكته قاسية كأنها تمزق الهواء داخل السيارة وأضاف:
-بدءا بالمشاجرة من جديد،حتى في طريق العودة الى البيت من المنزل الذي كان والدي يقيم فيه،حيث ذهبت والدتي لأصطحابه،كان ذلك في منتصف فصل الشتاء في ليلة قارسة البرودةئئئنلكنهما كانا يتشاجران بعنف بحيث انهما لم ينتبها للجليد الا بعد فوات الآوان،فأنزلقا عن الطريق ليسدا ممر شاحنة نقل آتيه فقتلا على الفور.
-لكن كيف تعرف انهما كانا يتشاجران؟من المحتمل ان الأمر كان مجرد..
قاطعها ايدان بقسوة:
-انا اعرف،كنت في المقعد الخلفي من السيارة،كانت معجزة اني لم اقتل كذلك.
وغرق في صمت مطبق كثيب،لم تجرؤ اينديا على خرقه،لقد قال مرة:
-لاادع ابدا احد غيري يقود بي السيارة.
وذلك حين عرضت عليه ان تتولى هي القيادة،ففهمت الآن اللسبب،آه ياألهي،فهمت الى حد جعل الدم يتجمد في عروقها لمجرد التفكير بذلك،وتحرك ثانية بعد طول انتظار،ومرر يده في شعره الاسود متنهدا بعمق.
-لقد دفنوهما معا.
مرة اخرى،جعلتها تلك الضحكة الساخرة القاسسية تجفل،ةتابع قائلا:
-كانا ربما اقرب الى بعضهما بعضا مما كانا عليه في حياتهما.
اجابته اينديا بجرأة:
-باستثناء المرة التي تم فيها تكوينك انت.
-بالكاد.
بدا المرح القائم في صوته اسوأ حتى من تلك الضحكة فقاطعته اينديا بحدة حين اومأ برأسه في انكار شديد.
-لكن،بغية ممارسة الحب..
-آ÷ بأ/كانهما هذا في اي مكان وزمان..لامشكلة،حتى عندما يكره احدهما الآخر ويتمنى له الموت،العلاقة الجسدية ليست بحاجة الى العواطف،ليس عليك ان تحبي لأجلها هذا امر اكيد،فالحب ليس عاملا اساسيا في العلاقة،بل بأمكانها حتى ان تتأجج بالكره.
-كانا يكرهان بعضهما بعضا وهذه حالنا نحن ايضا.
انتظر ايدان حتى خرج بالسيارة من الطريق الى قطعة ارض صغيرة ووعرة استخدمها لركن السيارة قبل ان يطفيء المحرك،ويلتفت اليها قاطعا الصمت العميق قائلا:
-آ÷ ايتها الاميرة،انا لم اكرهك قط.
كانت عيناه داكنتين الى حد السواد تقريبا،ولم تستطع قراءة افكاره فيهما،كما ان جسده لم يعبر عن شيء كذلك.
لم اكرهك قط،لكن،مالذي كان يشعر به؟.
فتح ايدان بابه وهم بالخروج،لكنه ارتد ثانية ليواجهها وقال:
-اتعلمين؟
تابع بنعومة:
-هناك امر واحد يحيرني،لقد عدت منذ...كم؟نحو اسبوع...الى منزلك،والى حياتك،ومع ذلك لم تسأليني مرة واحدة طيلة هذا الوقت لماذا تخليت عنك.
حرك الغضب المتأجج فم اينديا محرر لسانها فتمكنت من الكلام اخيرا واجابته:
-هذا لأن السبب واضح بشكل صارخ!
-هل هو كذلك؟
كان هناك شيء ما في تعابير وجهه،شيء من التغير البسيط لم تستطع ان تحدده وهذا ماجعلها تنظر اليه بتمعن وتفحص ،لكنها ما ان ركزت نظرها عليه حتى وجدت ان ماتكشف عن مشاعره الدقيقة المحيرة قد تلاشى.
وعاد وجهه الى البرودة والغموض السابقين فقالت ببطء:
-ان لم يكن الامر كذلك،فقل اذن..
سبقها قائلا بفظاظة:
-لا بل قولي لي انت.
-لماذا؟حسنا من الواضح انك فعلت ذلك لأنني..لأني جرحت كبريائك بسعي الى اموالك بدلا منك وحدك..
تدخل ايدان بكلمات باردة جدا:
-ان كنت حقا تظنين ذلك اينديا فأنت في الحقيقة لم تعرفيني قط.
تركها تلهث من الصدمة والارتباك وفتح باب السيارة بقوة وخرج منها ليفتح الصندوق الخلفي وينتشل سلة الطعام.
-حسنا،انتظر لحظة!
اندفعت خارج السيارة واسرعت لتقف الى جانبه:
-لاتستطيع ان تصرح بشيء مماثل ومن ثم تتراجع عنه!
كان رده الوحيد ان هز كتفيه بلامبالاة قبل ان يغلق الصندوق بقوة وينطلق على الممر الضيق الذي يؤدي الى ضفة النهر.
-ايدان؟
اظطرت للهرولة لتلحق بخطواته الطويلة الرشيقة.
-أأذكرك بانك من تخليت عنب؟
-هكذا فعلت.
بدا لاهيا وعكست كلماته نبرة خفيفة من التهكم المرح واضاف:
-لكني انا كذلك من طلب الزواج بك،فهل خطر لك يوما اني لو اردت فعلا ان اؤذيك لكان اشد ظلما وقسوة ان اقدم على الزواج بك،وان اقيدك بي مدي الحياة؟
-اقيدك..؟
تجمدت في مكانها من الارتباك بينما تابع ايدان سيره ،شمخ برأسه الى اعلى ونصب ظهره الطويل بثبات واشاح بوجهه عنها بعزم.
واضطرت هذه المرة الى الركض لتلحق به ولم تتمكن من ذلك الى حين توقف فجأ’ بحيث كادت ترتطم به،فقال وهي تجهد لألألتقاط انفاسها:
-يبدو هذا المكان جيدا للأستراحة،مارأيك؟
عجزت اينديا عن تصديق نبرته العادية ولاحظت ان مجموعة الشجيرات تؤمن عزلة تامة،وتبسط كذلك ظلالا تقي من حرارة الشمس،كما لاحظت ان النهر يهوي في شلال صغير متلائلا في ضوء النهار قبل ان يشكل بحيرة واسعة متوسطة العمق على مسافة قريبة.
قالت شاردة الذهن:
-هذا ممتاز.
ثم عادت الى الموضوع الذي كان يشغل بالها بالدرجة الاولى.
-لم تواصل تجنب اعطائي اي اجابات...؟
رد ايدان بحدة:
-انا لاأتجنب شيئا حين تطرحين الاسئلة الصائبة اجيبك.
-الاسئلة الصائبة..
هزت رأسها في حيرة،ماهي تلك الاسئلة الصائبة؟
-جيد.
علمت ان ايدان هذه المرة فسر رد فعلها كرفض لقول اي شيء اخر واضاف:
-اذن هل تريدين تناول الطعام الآن؟
شغل نفسه بمد البساط المخطط الذي احضراه معهمها،قبل ان يتمدد عليه بتكاسل،مادا ساقيه الطويلتين على نحو مريح،ثم شرع بافراغ سلة الطعام.
سكبت اينديا الطعام في طبقيهما ثم قالت:
-حين طلبت مني الزواج بك ،هل كان عرضك جزءا من خطتك فحسب؟اعني هل طلبت ذلك مني فقط لكي...لكي.."؟
-لكي تتمكن من اذلالي عبر رفضي في حفل الزفاف؟
اخذ ايدان الوقت الكافي ليجيب فأنهى قضمة من الدجاج البارد قبل ان يقول:
-قد لاتصدقين ذلك،لكني لم اقصد ان تجري الامور على هذا النحو،فقد اتيت الى الكنيسة وانا عازم حقا على الزواج بك.
-آ÷ دعك من هذا لاتتوقع مني ان اصدق ذلك؟
تلاقت عيناهما:
-لم لا،صدف ان هذا حقيقي،في ذلك الوقت ،اعتقدت فعلا ان بأمكاني المضي بذلك حتى النهاية.
-المضي بذلك حتى النهاية؟
-انت تصور الزواج وكأ،÷ نوع من التعذيب المروع.
اجابها:
-لقد كنت مكلفة للغاية،كانت عائدات استثماري اقل بكثير مما كنت آمل.
-استثماري!لم يكن الامر صفقة تجارية لعينة!
-الم يكن كذلك؟اذن قولي لي اين هو الفرق؟انت اردت اموالي،وانا اردتك انت،فما كان علينا سوى الاتفاق على الشروط.
توقف قليلا واضاف:
-لكنك انت من اوضح رغبته في الزواج،والزواج سريعا.
-لاتذكرني بذلك!
مالذي كنت تريده مني سوى ماكان واضحا.
تجمدت اوصالها حين امسكت احدى يديه بيدها بينما انسلت الثانية تحت ذقنها،رافعة وجهها الى اعلى لتواجه عينيه المحدقتين بها بتفحص،وهمس لها برقة:
-لاتقللي من قدرك ايتها الأميرة،انت تتمتعين بالعديد من المميزات التي تعجبني،دون الحديث عن مظهرك الخارجي حتى،فأ،ت تملكين نمطا مميزا وطابعا خاصا ومنزلة رفيعة،انت سيدة انيقة جدا.في النهاية انت سيدة المنزل.
كانت هذه الملاحظة القشة التي قسمت ظهر البعير مماجعلها تنتفض مبتعدة عنه وعيناها الزمرديتنان تتطاير منها شرارات الرفض.
-لاتلمسني!لااريد منك ان تقترب مني ابدا,
جعلها الغضب تقف على رجليها وهي تحدق اليه،ومازاد في حدة غضبها ملامحه الجادة الباردة.
-لأني سأقول لك امرا،لم اتوقف يوما عن الامتنان لتصرفك منذ سنة خلت،آ÷ انا اعلم اني لم اظهر لك في حينها،لكني حين هدأت ادركت انك اسديت لي خدمة كبيرة بعدم زواجك بي،لقد حررتني.
-لكي تحولي اهتمامك الى جيم؟
-جيم؟نعم فهو يعادل منك اثنين،من حيث الشخصية والطبع،ان لم يكن من حيث الناحية المالية.
-بالتأكيد هي اهم من المال بالنسبة اليك الآن.
-ارغب في ان تشرح لي ذلك.
-مامن داع لذلك،حتما،ان كنت فعلا تعلمين القليل حسبما تدعين ،فلم لاتسألين والدك او مدير المصرف؟
-لااستطيع..مدير الصرف؟
-آ÷ دعك من هذا ايتها الاميرة،انت لاتحاولين الادعاء بأنك تجهلين الأتفاق الذي سبق الزواج؟
-سبق..اي اتفاق سبق الزواج؟
الاتفاق الذي اوكلت ابيك به ليفاوضه عنك،المسألة التي تتعلق بثروة صغيرة توضع في حساب مصرفي باسمك،ان تزوجنا ام لم نتزوج.
-آه اعلم الآن انك تختلق كل ذلك!لسبب اول،ان مامن احد يوقع على دفع ماله بشروط كهذه..على الاقل ليس انت!ولسبب اخر،ان كان هذا المال الخرافي لي انا حقا فلماذا لم ار اثر اي اثر له؟لم يكن هناك حتى وثيقة مصرفية ،لم يكن هناك شيء!
-اتظنين اني سأدعك تضعين يديك الصغيرتين الجشعتين عليه فورا.
كانت نبرته فظة وقاسية واضاف:
-جعلت المحامين يعلقون الامر بحيث لاتتمكنين من لمسه لسنة كاملة،لكن كان يجب ان تحصلي على اشعار في يوم ميلادك.
-لم اكن اعلم ولم اقم قط...
-انت مخطئة كليا،فجيم ليس الرجل المناسب لم فهو ضعيف وخجول اكثر مماينبغي.
-لايحق لك.
حسنا انظري الى الامر من هذه الناحية..انا مقيم في المنزل منذ كم من الوقت؟منذ اسبوع؟ والرجل لم يظهر حتى وهذا لايكاد يعتبر تصرف رجل نبيل.يمتطي فرسا ابيض حين يواجه خصمه ومنافسه على يد امرأته.
-يعود السبب في ذلك الى انه يعي تماما انك لست منافسا له!فهو يعرف اني لااهتم بأي شخص اخر.
-هل هذا صحيح؟
تساءل ايدان عن صحة تصريحها بنبرة ساخرة ورفع حاجبه الى اعلى واضاف:
-وانا الذي كنت اظن ان الجبن هو الذي يبقيه بعيدا عنك،مع ذلك فانها علاقة غريبة،انت تدعين انه حب حياتك،وبالرغم من ذلك لاترينه ابدا،لقد كنت في المنزل كل ليلة حين لم تذهبي الى المستشفى.
-هذا ليس من شأنك!
انفجرت اينديا من الغضب وخافت من رؤيته يقترب من الحقيقة الى هذا الحد وتابعت:
-قد تكون امتلكت المنزل لكنك لا تملكني!سأفعل مااشاء حين اشاء،وسأكون شاكرة لك ان كففت عن التدخل في حياتي!
لم يصدر الرجل الماثل امامها اير دة فعل فأِعل صمته غضبها،وعلمت ان عليها الابتعاد عنه الآن لتقوم بشيء مريع حقا،وقالت له:
-والآ، ماارغب في القيام به هو التنزه وحدي!
لم يحاول ايدان ايقافها بل انه لم يبد اي انفعال من التحدي الذي ظهر في كلامها ،فسوى في المقابل جلسته على جذع الشجرة ،في راحة واسترخاء ودمدم قائلا:
-اراك قريبا،ثم اغمض عينيه ثانية،ولم يترك لها بذلك اي خيار اخر سوى الابتعاد وشرارات الغضب تتطاير منها.

تمارااا 05-08-11 10:35 PM

انتهى الفصل


قراءة ممتعة واعتذر للجميع عن التأخير

تمارااا 07-08-11 02:25 AM

9- الخيار المر



دفع الغضب قدمي اينديا الى الامام،لم تأبه الى اين كانت تتجه،بل مشت بمحاذاة النهر،ترفس الاحجار بعيدا عن طريقها،متمنية لو انها ايدان وهي تضربها بقوة بأصابع قدميها.
كيف يجرؤ على ذلك؟كيف يجرؤ على معاملتها بهذه الطريقة؟لقد انتقل الى بيتها والى حياتها مستوليا عليهاو...
وماذا؟
خطر لهلا السؤال بقوة فجمدت في مكانها،اليست الحقيقة انها منذ وصول ايدان،كانت تقاوم بشدة بحيث انها لم تتوقف قط لتفكر فيما كانت تقاووم ضده؟
حسنا لقد انتقل ايدان للأقامة في منزلها لكنه يملك الحق القانوني الكامل في هذا،وكان هو في المقابل من أمن لهم سقفا يئويهم بعد ان غامر والدها بكل شيء،
كما انه جنب والدتها معرفة الحقيقة المريرة عن تصرف زوجها ،وقام بذلك بانقاذ والدها من نتائج افعاله المحتملة.
لكن لماذا؟
هل من المعقول ان تكون قصة الاتفاق الذي سبق الزواج حقيقة؟كلن عليها الاعتراف ان ذلك يبدو من الاعمال الأنتهازية التي قد يقوم بها والدها فعلا،وهذا يفسر حتما اقدامه على المغامرة فقد ظن ان مالها قد ينقذه من السجن.
ماذا لو كانوا يملكون المال طوال هذا الوقت؟ان لم يكن مايكفي لتسديد ديون والدها،فما يكفي على الاقل لجعل حياتهم اسهل بكثير وان كان هناك مال فقد اتى من ايدان.
لماذا اذن وقع اتفاقا من هذا النوع قبل الزواج خاصة انه لم يكن لديه نية لأتمام الزواج وهذا يعني انه لن يحصل على اي شيء من هذا الأتفاق.
-عندما تطرحين الاسئلة الصائبة اجيبك.
تردد صوت ايدان في راسهت فقطبت وجهها بارتباك ،فقط ماهي الاسئلة الصائبة ؟كيف تسألأه ان كانت لاتدري ماتقول؟.
استدارت فجأة واتجهت عائدة من حيث اتت.
كانت تريد التحدث الى ايدان والعثور على الاسئلة الصائبة لطرحها وان قتلها ذلك!
حين بلغت الفسحة الصغيرة وجدت ان ايدان لم يكن يفعل شيئا مماثلا،فلم يكن منها الا ان وقفت محدقة بمنظره المتكيء باسترخاء على جذع الشجرة.
كانت عيناه مغلقتين باحكام وكان جليا انه يغط في نوم عميق وهاديء.
ابعد هذا المشهد عن ذهنها ل تساؤلاتها وهموها السابقة ،وتحركت بهدوء على العشب الندي جالسة الى جانبه،لفت ساقيها تحتها وراحت عيناها تحدقان الى وجهه.
قالت برقة:"ايدان"لككنه لم يتحرك.
كانت قريبة منه الى حد استطاعت معه سماع صوت تنفسه الرقيق،ورؤية صدره يعلو وينخفض حت انها تمكنت من التقاط ارتجاج اهدابه الطويلة الكثيفة التي ترتسم كهلالين فوق عظم وجنته الحاد.
همست برقة وحزن:"ايدان..".
تحرك ايدان قليلا في نومه كأنه يشعر بوجودها وتنهد باعياء ،اعتصر قلب اينديا بألم حين رأت كيف تتحرك كتفاه.
-اينديا
مرت ثانية او اثنتين ظنت فيها ان النغمة الرقيقة التي لفظت اسمها بهذا الصوت الذي احبته يوما كانت جزءا من ذكرياتها.
لكن سرعان ماانجلى الضباب الذي غشي بصرها ورأت وجه ايدان فأدركت ان عينيه كانتا مفتوحتين تحدقان الى وجهها ،فانتفض قلبها بعنف مخرجا كل الهواء من رئتيها حين التقت عيناها بنظرته الممعنة.
ودمدم بتكاسل:"لم لاتعانقيني..؟"
انها تريد ذلك بالفعل والى حد بعيد ،لم يكن من فائدة لأ،كار ذلك حتى لنفسها وبالطبع له هو.
لكن بالرغم من علمها بالعجز عن اخفاء ماكانت تشعر به،عرفت ايضا انها عاجزة عن الاقدام على معانقته،وامسكت عينا ايدان بعينيها بسلطة ساحر وابقتاهما مثبتتين ،تتحكمان بها بقوة خفية لكن فعالة جدا.\-لا؟
منتديات ليلاس
رفع حاجبه الداكن بلهو كسول واتسعت ابتسامته:
-اذن سأسهل الامر عليك..اتسمحين؟
وقبل ان تفكر في ما يخطط له،رفع نفسه الى اعلى وامتدت يده لتقف على مؤخرة عنقها،وراحت اصابعه الطويلة القوية تمسك بخصلات شعرها الاسود وبدء يدني وجهها ببطء منه بشكل لايقاوم،كانت ابتسامته اخر شيء رأته قبل ان يعانقها.
بقيت اينديا للحظة لاتتحرك ،لاتعي كيف تستجيب،لكن قلبها كان يعرف مايريد،انها بحاجة ماسة اليه،الى دفئه ورقته..,حبه.
لم تتمكن من مقاومته،فضمته بقوة وقلبها يعصف بين جنباته..ماسر تأثير هذا الرجل فيها؟ان قربه منها يكفي لاذابة عظامها..لماذا تشعر بان العالم كله غير مهم وان المهم فقط ان تبقى قريبة منه ومن دفء ذراعيه ومن نغمات قلبه وهو يخفق بهذه القوة.
-لقد اشتقت اليك واضاق:
-يالهي ،ليتك تعرفين فقط الى اي درجة!".
كانت تعلم هذا ماقالته في نفسها،كيف يمكن الا تعرف وكيانها كله يتحرق شوقا اليه..انه اهم مافي الوجود ..انه اهم من الهواء والماء.
-اتدرين ماذ يفعل قربك مني؟هل تستطيعين ان تخمني حتى؟..
ان كان صوت ايدان قبل ذلك ابحا فقد اصبح الآن اجش،اما هي فشعرت بالفرح لانها هي التي تؤثر فيه الى هذه الدرجة،وبادلته عناقا بعناق.
كانت نبضاتها تقوى حتى شعرت ان صوتها يغلب هدير الشلال خلف ظهرها.
دمدم قائلا:"لقد بقيت بعيدا عنك مدة طويلة ياحبيبتي،مدة لعينة طويلة جدا".
مالذي تفعله وكيف تسمح لمشاعرها ان تجرفها هكذا؟..
ورغم الاحتجاجات التي كانت تدور برأسها لم تكن هي من ابتعدت عنه.
بل هو ،اذا انسحب بعيدا عنها وكأ،ه يخاف من مشاعره،ومما قد تقودهما اليه.
-يجب ان نتحرك قريبا.
-ايجب علينا ذلك؟
-تعلمين انه يجب علينا ذلك ايتها الاميرة،ستب\أ والدك بالتساؤل عن مكان وجودنا.
-لا لن تفعل،ستعلم اني برفقتك،واني في امان تام حسب رأيها.
كانت في المقابل في خطر داهم ومحدق اكثر مماكانت فيه من قبل في حياتها عاطفيا على الاقل،ظنت نفسها في الماضي مغرمة بايدان،لكنها عرفت الآن ان مشاعرها وقتذاك لم تكن سوى بداية بسيطة لمثل ذلك الشعور ،فما عرفته لم يكن سوى اول برعم صغير نما منذ ذلك الحين ليصبح نبتة مجذرة وقوية.
الان تعرف هذا،لكنها كانت خائفة من الاعتراف به،لقد احبت ايدان واحتاجت له بكل القوة والعاطفة التين استطاع قلبها ان يشعر بهما.
-من الواضح ان والدتك لاتشارك والدك رأيه السيء بي.
وافقت اينديا على ذلك قائلة:
-انها لاتوافق والدي في اهتمامه باسم العائلة وبمركزها،لقد دفعها والدها للزواج بوالدي،كان ذلك زواجا مدبرا الى حد مابين عائلتين من اكبر العائلات واهمها,
-لكنها تمكنت من انجاح هذا الزواج فهي تحبه الان.
-آه نعم.
ماذا سيحدث الآن؟
-الآن؟
جعلت المفاجأة راس اينديا يستدير بسرعة،لكن ايا من العواطف المستترة في عمق هاتين العينين لم يكن تسهل قرائته ويتحقق تفسيره.
-حين تكتششف امر المقامرة والديون.
-اعتقد انها ستتخطى الامر.انها تحبه كما هو.
-وماذا عنك انت؟
-ان كنت حقا تحب احدا،فأنت تقبل به كما هو.وعلى اي حال فأنت مخطيء في مايتعلق برأي والدي بك،ففي يوم زفافنا كان قد تقبل الفكرة ،فقد كان في النهاية سعيد جدا.
-اراهن على ذلك.
كان ايدان يربط حذاءه واظهرت القوة التي شد بها الرباط حدة التهكم الذي ادخله في كلامه،وعند سماع ذلك قطبت اينديا وجهها بارتباك وقالت:
-وماذا يعني هذا تحديدا؟
سخر ايدان من سؤالها:"اه ايتها الاميرة !".
عكست خطوط وجهه موقفا غير وجي والنعدمت الرحمة في عينيه،واضاف:"لايعقل انك لاتدركين ان والدك كان يعرف حق المعرفة اين تكمن مصلحته،وانه كان عازما على الاستفادة من ذلك ،كان مستعدا لتجاهل اني لست منحدرا من عائلة مناسبة حين ادرك كم من المال النقدي سأضع في خزنة العائلةة".
-لا...
واجفلت حين قام ايدان بذكر المبلغ الذي بدا كانه رقم هاتف وكان صوته مشبعا بالاحتقار.
-هذا القدر؟ودفعت له!
-بدا لي حينها ان الامر يستحق ذلك.
-اذن فأن الاتفاق الذي سبق الزواج كان حقيقيا.
لم يكن صوتها سوى طيف صوت وماقالته لم يكن سؤالا بل تصريحا،لأنها عرفت الجواب،وراحت تلتقط الزهور بعصبية من العشب وتجمعها في رزم صغيرة في يديها،فقال ايدان
-مهما يكن رأيك بي ايتها الاميرة فانا لم اكذب عليك قط.
لم يكن ماقاله سوى الحقيقة كما كانت تعلم،وان لم تكن قد صدقت ذلك بعد،فان القوة الفجة في نبرته كانت ستقنعها على الفور.
-آه،ياالهي،ايدان..ماأشد اسفي!
حدق بصمت في وجهها لفترة طويلة وكانت عيناه شاردتين بشكل غريب،لكنه مالبث ان بدأ يضحك بقسوة مذهلة:
-اتعلمين ايتها الاميرة،كدت للحظة اصدقك في الماضي،فقد كنت مقنعة جدا.
-لأني كنت صادقة في ذلك!
اقتربت منه لتلتقط يده،فما كان منه الا ان ابعدها بحركة سريعة لامباليه،وقالت:
-لم اكن اعلم بما فعله والدي ،لم تكن لدي ادنى فكرة!لكني الان وقد عرفت،فان ذلك سيساهم في توضيح الامور،اعتقد اني اعرف الان لماذا تصرفت على هذا النحو.
-هل تعرفين حقا.
-لااستطيع سوى التساؤل عن السبب الذي جعلك تأتي الى الكنيسة في الاصل.
-صدقيني انا ايضا كنت اطرح على نفسي هذا السؤال في بعض الاحيان.
ربما اردت التمتع بالنظر لوجهك الجميل للمرة الاخيرة،والى تأمل المرأة التي ارغب فيها رغبة تكاد تقتلني.
كان الألم الذي سببته هذه الجملة شديدا،مما دفع اينديا للوقوف على رجليها بعد ان عجزت عن الجلوس الى جانبه اكثر من ذلك،فباشر ايدان باعادة ترتيب الطعام والأطباق في السلة،وكانت حركاته تعكس فظاظة ملاحظته السابقة.
-لايمكنك ان تتوقع مني قبول ذلك!لوكنت ترغب في الى هذا الحد لأتممت الزفاف على اي حال،ثم كان بأمكانك ان..
اطبقت يدها باحكام على الزهور التي كانت تحملاه،فسحقتها بعنف حين اختنق صوتها في حنجرتها،كما لو انه يذبل تحت وقع النظرة القويه المستعرة التي حدج بها وجهها الشاحب.
-الحصول عليك كلما اردت ذلك؟ اهذا ماتحاولين قوله ياجميلتي اينديا؟لقد خطرت الفكرة في رأسي لكن ذلك كان يعني سلو الطريق الاسهل.
-الأسهل..لم ترد قط سوى الانتقام تمام كما تفعل الان فكما يقولون ان الانتقام هو طبق من المستحسن تناوله باردا،لكني ماكنت اعتبر الامر يستحق الانتظار لهذه الفترة الطويلة.
تدخل ايدان بحصافة بغيضه قائلا:"لديك ميل خطير للمبالغة،لم اكن اتوقع ان والدك سيصاب بنوبة قلبية قبل ان يدفع ديونه".
فقالت اينديا بمرارة:
-لااظنك قادرا على ذلك،لكن الامر كان بلا ريب بمثابة كسب غير منتظر لك.
-فلنقل ان ذلك جعل الامور اسهل بكثير.
-اراهن على ذلك!فهذا يعني بابتعاد والدي عن طريقك حصلت على الوسيلة التي تحتاجها للانتقال الى المنزل والاستيلاء عليه!
-هل خطر ببالك ان والدك قد يكون معي احسن حالا منه مع بعض الاشخاص الاخرين الذين اعرفهم؟فمنهم من لم يكن ليعطيه تلك الاشهر السته دون فائدة،ولم يكن ل..
قاطعته بحدة:"دون فائدة!لم تقل اي شيء قط عن هذا الموضوع من قبل".
-حسنا هناك شيء واحد اكيد ،وهو ان المال الآتي من الاتفاق قبل الزواج هو لك بكل فلس منه!لتسددي ديون والدك.
تلاشى غضب اينديا فجأة فبدت كلماته الآن منضبطة ببرود واضاف:"لابد انك تحبينه كثيرا!"
-لا،ليس لتسديد اي شيء!لااستطيع قبول ذلك المال،ايدان،لن يكون ذلك منصفا،فانا لم اطلب يوما من والدي ان يعقد معك اي اتفاق،ولن استغل تصرفاته،يجب ان تستعيده كله.
قاطعها ايدان بقسوة:"اينديا لاداعي لذلك!فقد وهبت ذلك المال لك،ولم افتقده ماليا قط.كان يجب منذ البدء ان يكون لك انت واريد منك ان تأخذيه".
-حسنا،انا لااريده!خاصة حين اعرف كيف تم الحصول عليه.
-حسنا يمكنك ان تفعلي به ماتشائين لكني لن المس اي فلس منه،وان حاولت ان تعطيني اياه،فسأحرق الشيك واعيدك الى الحضيض,
-اذن ماذا سيحصل الآن.
-الآن.
كان ايدان فرغ من توضيب الأغراض،فوقف على رجليه ملتقطا البساط ليطويه بترتيب.
-اعتقد ان ذلك يتوقف عليك.
-علي انا؟
-انا مستعد لقبول فكرة انك لم تعرفي شيئا عن المال الذي اقترضه والدك مني قبل الزواج،وان كانت فكرة الرهان الذي قمت به مع صديقتك مجرد مزاح كما تدعين...
اعترضته اينديا بسرعة:"لقد كانت كذلك صدقني!"
لم تتساءل ان استعجلت في ردها الاحين توقف ايدان عابسا ومقطبا حاجبيه الداكنين،لم تتمكن من تحديد السبب ،غير ان الشك راودها في ان هناك المزيد بلا ريب،هناك امور اساسية لم تقل،لكن لم تكن لديها ادنى فكرة عن ماهيتها.
-انا..هناك امر واحد يجب ان اعرفة في البدء.
-وماهو.
-والدي،المال الذي يدين لك به،وكل ماعداه،هل الطريقة التي ستعامله بها تتوقف على..؟
-على الطريقة التي تتصرفين بها؟
انهى ايدان جملتها حين تعثرت بكلماتها.وهز رأسه ببطء،وقد حجب عينيه جفناه الثقيلان ليستر افكاره عنها.
-هذا بيني وبينك فقط ايتها الاميرة،مامن احد اخر له شأن به.لكن هناك امر واحد اريد ان يكون واضحا لك انا لااتحدث عن الزواج فما من شيء من هذا القبيل يتوقع حدوثه،انا لاارتكب اخطأ نفسه مرتين.
-انا لا اطلب الزواج.
تمكنت اينديا من الكلام مستخدمة كل ماتملكه من رباطة جأش بغية الحفاظ على نبرة عادية.
واضافت:
-لااريد الزواج انا ايضا.
تعلم انها كاذبة لن تكون قط سعيدة حقا،لكن ان هي تركته يرى ما تشعر به حقا فانه سيتراجع عنها ويبتعد ويرفضها بشكل نهائي،وان فعل ذلك فان حياتها ستدمر كليا،ومامن طريقة تستطيع بها ان تملأ الفراغ الذ قد يخلفه وراءه.
لم يكن هناك اذن اي قرار لأخذه في النهايه،فهي كانت تعلم في قرارة نفسها انها لاتملك خيارا اخر سوى المضي مع ايدان وفق شروطه،فاما تقبل بهذا اولا تحصل على شيء اطلاقا.


تمارااا 07-08-11 02:27 AM

10-الذئب الاعزب


-ايدان،لدي شيء لك.
كان صوتها مضطربا كيديها،التين كانتا تقبضان بقوة على العلبة التي كانت تحملها في محاولة لأخفاء ارتعاشهما.
-لي انا؟
اذا كانت تشعر بالتوتر من قبل فأن شعورها تفاقم الان حين استدار رأس ايددان عن الاوراق المنتشرة على الطاولة امامه.
لقد اختارت بحذر في هذه اللحظة لتفاتحه بالموضوع في الوقت الذي كانت والدتها وشقيقها في المستشفى،لكنها الان باتت في شك من حكمتها في هذا القرار.
فمنذ اليوم الذي امضياه في النوهة معا،اصبح البقاء مع ايدان في المنزل وحدهما اشبه بالسير على حبل مشدود غير ثابت على الاطلاق فوق نهر متدفق بعنف.
-ومالذي فعلته لاستحق هدية؟
-حسنا!انه شيء اريد بالأحرى اعادته اليك.
جهدت اينديا لتجاهل نبرة السخرية الشريرة التي غلبت على صوته واضافت:
-كان علي القبام بذلك منذ وقت طويل لكني لم اشعر قط ان الوقت ملائم قبل الآن.
وضعت الرزمة على الطاولة ورجعت بخطوات سريعة،حدق ايدان الى الرزمة مقطبا جبينه واخذ يتفحص العلبة الملفوفة بورق بني،تصلب جسده حين امسك البطاقة التي دون عليها العنوان،وكان اسمه عليها،والطوابع مرمزة بختم البريد منذ سنة خلت،وقد خربش على هذه البطاقة بقسوة وكتب عليها الى جانب هذه الكلمات :"ترجع الى المرسل":
اومأت برأسها وعيناها تعلوان وجهها وقالت له:
-ارسلتها لك حين تخليت عني.
وقد اعاد ارسالها اليها بالبريد،او بالأحرى قامت سكرتيرته بذلك بناء على تعليماته.
علمت اينديا ذلك لانها تسلمته في الاصل وقد اعيد تغليفه بدقة،مع ملاحظة لطيفة تنافس العدائية التي اتسمت بها الكلمات المدونة على الورقة الاصلية.
قال ايدان:
-لم اكن اريد اي شيء منك.
-كان هذا ماشعرت به ايضا،لذلك ارسلت لك هذه الاشياء،انها ليست لك،بل هي منك.
-ماذا؟
ازداد تجهم وجهه واقترب ايدان من الرزمة وانتزع الورقة عنها،كانت حركاته قاسية فهز العلبة المفتوحة حتى وقعت محتوياتها على الطاولة بفوضى عارمة.
مرت لحظة صمت مطبق وهو يتفحص الاغراض المتنوعة،وارتسمت على وجهه ملامح غامضة وغير مقروءة.
-كل شيء.
همس بصوت منخفض اجش كما لو انه يكلم نفسه،واضاف:"كل شيء لعين قمته لك يوما".
قاطعته بتعثر:"باستثناء الورود طبعا".
لكنه لم يكن يستمع اليها وامتدت اصابعه الطويلة الى مجموعة الهدايا/ثم انقبضت فجأة على غرض واحد محدد بحركة خاطفة جعلت اعصابها تنتفض جراء ذلك.ولم تستطع النظر في عينيه حين فتح علبة الخاتم بيد واحدة.
-اعتقد انه من المقبول ان تحتفظ الخطيبة المهجورة بالخاتم.
بدت كلماته كأنها مصنوعة من الجليد،فقالت اينديا بشدة:
-ليس بالنسبة الي،لا خاصة ليس الآن!لقد استغل والدي خطوبتنا كفرصة ليأخذ منك كسبا بطريقة خاطئة،كان ذلك شجعا وانانية،ولا اريد ان تأخذ عائلتي منك اي شيء بعد،اشتريت لي هذه الاشياء حين كنت سأتزوج بك،اما الآن ،وليس شيء يجمعنا..
-لاشيء؟
-لاشيء!
كررت الجملة عمدا نشددة عليها بالقوة لتطرد الافكار المزعجة التي اوحى بها هذا السؤال.
قال ايدان بقشوة:"اردتك ان تحتفظي بها حين ابتعتها لك".
-لكن يجب ان تعرف اني لااستطيع فعل هذا الآن،فهناك بعض المجوهرات الثمينة هنا.
-بصراحة المال لايهمني.
-لكن المسألة ليست فقط مسألة مال!الاترى اني ماكنت لأتمكن من العيش بسلام مع نفسي ان لم افعل شيئا مهما يكن صغيرا؟اريد منك ان..
خانها صوتها ،وتحول فجأة الى صرير مؤلم حين رمى ايدان علبة الخاتم فجأ’ ودفع جانبا ساعة انيقة ليلتقط شيئا جديدا مختلفا تماما.
كان احد الاغراض المكومة على الطاولة ،مغلفا بورق للزينة،فقالت بحدة:
-هذا لك ايضا،حسنا،هيا افتحه!.
لم تحتمل النظر اليه وهو يمزق الغلاف الورقي ،فلم تعلم انه فتح العلبة الا من الصمت الذي خيم فجأة،ومن السكون الذي احاط بالرجل الواقف الى جانبها.
ثم قال ايدان اخيرا:"اللوحة المائية،لقد اشتريتها ،كانت كلماته متقطعة بطريقة غريبة.
لم تستطع اخفاء مرارتها وهي تقول:
-كان من المفترض ان تكون هدية الزواج.
كانا قد رأيا اللوحة في واجهة احد المتاجر للمفروشات الأثرية قبل الزواج مباشرة ،فأغرم ايدان بها،كان يريد شرائها لكن المتجر كان مغلقا لأن صاحبه كان في عطلة،فتسللت اينديا سرا الى المتجر بعد ذلك ماان علمت بأنه عاد وفتح ابوابه،وذلك حين كان ايدان في لندن،فاشترت اللوحة وخبأتها،وعزمت على تقديمها له في ليلة زفافهما،وادعت طوال الوقت ان احدا ما سبقها واشتراها.
منتديات ليلاس
-لكنك غير قادرة على تحمل تكلفتها.
فقالت له بصوت هش:"لقد تدبرت الامر".
وتابعت:
-والآ، تستطيع الاحتفاظ بها كدفعة جزئية من المبلغ الذي ندين لك به،وان كنت محظوظا ستجد ثمنها قد تضاعف كثيرا خلال السنة.
-لااستطيع..
-آه بلى تستطيع،يجب ان تفعل.
كان عليها القيام بشيء ما لأخفاء اضطرابها،فاستغلت الفرصة الوحيدة المتاحة امامها،وتحركت باندفاع واقتربت من الطاولة ونظرت الى الاوراق المنتشرة عليها تلامسها باطراف اصابعها.
بعد برهة شعرت بشيء ما اثار فضولها،وركزت انتباهها كليا على الخرائط المنزل،كانت التحسينات التي كان ايدان يقوم بها مرسومة بعلامات واضحة.
-بركة سباحة ايدان؟اليس في ذلك بعض المبالغة؟
-على الاطلاق.
-هناك متسع من المكان لأحداها في الخلف حيث ستتمتع بخصوصية تامة.كما اعتقدت انها ستكون مثالية لوالدك حين يعود الى المنزل،سيحتاج لفترة نقاهة،وانا متأكد من انهم سينصحونه ببعض التمارين الخفيفة..لماذا تنظرين الي هكذا؟
-اجد من الصعب تصديق ذلك.هل تفعل شيئا مماثلا لأجله؟
-ليس من اجله اينديا بل من اجل والدتك.لقد اصبحت معجبا بها الى حد بعيد..فقد كرست نفسها لوالدك دون اناية ودون تذمر،،لاول مرة في حياتي بدأت اصدق ان امورا مماثلة كالحب الحقيقي موجودة فعلا.
-اعتقد انك لم تحظ بفرصة كافية لتتعلم الحب من والديك،كم كنت تبلغ من العمر حين توفيا؟
-في الخامسة عشر تقريبا.اصبحت عنيفا جدا لبعض الوقت ،وكنت اتهرب من اداء واجباتي والوذ بالفرار من كل بيت للرعاية يضعونني فيه،وتسكعت مع بعض عصابات الشوارع،وزجيت نفسي بالمشاكل مع الشرطة،آه،اجل..
-بالعودة الى تلك الفترة،فقد استحقيت كل كلمة من السمعة التي اكتسبتها لكني سرعان ماعرفت اني اخسر الكثير بمواصلة حياتي بهذه الطريقة.
ورأيت اني كنت اسمح لأرث والدي من الفوضى ان يتسلل الى حياتي ويفسدها ،لذا وقفت على قدمي بعزم وصلابة معاهدا نفسي على صنع مستقبل باهر.
-لقد فعلت ذلك بالتأكيد،لديك كل شيء..
تساءل بتهكم:"كل شيء؟"
-حسنا لقد جمعت ثروة طائلة لن تضطر بعدها للعمل ثانية ان لم ترد ذلك،والآن حصلت على منزل ريفي ممتاز تقوم بترميمه ليبدو تماما كما تحب.
-انت سهلة الارضاء ان كنت تظنين ان هذا هو كل شيء.
وبارغم من ذلك علي الاعتراف باني كنت اؤمن بشيء مماثل من ذلك مرة،فان لم يكن للحب اي وجود فسابادله بأي شيء حسي اكثر شيء استطيع في الواقع ان اراه لأعرف انه حقيقي،وليس مجرد جزء من خيالات الناس الرومانسية،فوطنت نفسي على جمع ثروة،وحين فعلت ذلك وجدتني اجمع ثروة اخرى،ونعم اعترف بأني اكتسبت سمعتي في هذا المجال ايضا،انا اعرف ماذا يدعونني " ألون وولف" الذئب الأعزب.
تردد صدى الكلمات في راس اينديا.
-بامكانك تغير ذلك بسهولة.
-تعنين ان اتزوج.لااظن ذلك،مع المثل الذي تركه لي والدي قطعت عهدا على نفسي بأني لن اتزوج ابدا الا بأمرأه اعرف اني احبها وانها تحبني في المقابل،امرأه استطيع ان ابني معها مستقبلا حقيقيا وعلاقة عميقة كتلك التي بين والدتك ووالدك،لن اقبل بأقل من ذلك،ارتكبت هذا الخطأ مرة وندمت عليه منذ ذلك الحين.
كانت كلماته هادئه ,,وشعرت اينديا بفظاظو الكلمات التي مزقت قلبها كالمخالب.لم يحبها قط بالفعل..

*****

كانت سخرية ايدان الباردة مدمرة حين قال:
-اذن لقد اتفقنا على اني لست من هواة الزواج.وأضاف:
-لكن ماذا عنك؟ستتزوجين بالتأكيد،سترغبين في اولاد.من جيم؟
-لا ليس جيم.
عجزت عن منحه ماهو اقل من الصدق التام وقالت:
-انا مثلك،طالما امنت بذلك الحب الحقيقي الخاص.
-وجيم ليس من تحبينه؟
-اعتقد اني لجأت اليه بحثا عن المواساة فقد كنت اشعر بالوحدة.
-انا آسف لقد آذى احدانا الاخر،اليس كذلك ايتها الاميرة؟
-لكننا تعلمنا الكثير اثناء ذلك.
-مثل ماذا تحديدا؟
-حسنا،اننا لم نتواصل كما يجب.
-انت على حق نحن لم نفعل.
وقفت نظرات ايدان على وجهها متأملا ثم وجدت نفسها فجأة قادرة اخيرا على سحب نفس عميق متقطع،وحين اصطدمت عيونهما،اصدر صوتا من حنجرته ،لم يكن تعبيرا عن السخط والاستسلام بل مزيجا منهما.
فدمدم بتثاقل:
-آهـ اللعنة!
اقترب منها بقسوة وبخطوة خرقاء تقريبا جذبها اليه وعانقها بما اوتي من قوة كأنه كان يريد ان تسحقها ذراعه لتصبح جزء منه.
لم تتمكن اينديا سوى من التجاوب معه وتوقفت عن التفكير.
كانت يدا ايدان دافئتين على كتفيها ووضعت رأسها على كتفه،ثم عادت افكارها بصمت الى المحادثة التي دارت بينهما ،وحين اتتها اخيرا القوة للكلام رفعت رأسها ونظرت الى وجهه،فقالت بتردد:
-ايدان..ماذا تنوي ان تفعل مع والدي.اني ممتنة لك جدا،لااعلم كيف سنتمكن قط من تسديد مالك علينا.
-تسديد؟
كرر الكلمتين بقسوة:
-ممتنة!تسديد.
وفيما كانت تبحث عن كلمات لتوضح قصدها تناهى الىهما صوت سيارة اتية في الممر فقالت:
-انها والدتي!لقد عادت باكر.
فتح الباب الرئيسي وسمعت صوت والدتها المتحمس:
-اينديا حبيتي لدي اخبار سارة لك،لقد تحسنت حال والدك كثيرا،ويقولون انه سيعود الى المنزل قريبا.
-هذا رائع!
تابعت والدتها:
-نأمل ان يكون هذا في نهاية عطلة الاسبوع سيتطلب الامر وقتا طويلا قبل ان يستعيد عافيته كاملة،لكن،آه!
نبهها التعجب المفاجيء الذي ظهر على والدتها ،فلحقت بنظراتها لترى مالذي اوقفها عن متابعة الكلام.
توقف قلبها عن الخفقان من الصدمة لان نظر والدتها وقع على الخاتم الماسي.
-آه اينديا هل هذا يعني ماأفكر فيه؟ارجوك قولي لي ان هذا صحيح!فأن ذلك سيصلح الامور كلها.
-نحن..
-تم اكتشاف امرنا ايتها الاميرة.
كان صوته ناعما رقيقا :
-علينا ان نعترف الان حبيبتي ،اعلم انك كنت تفضلين الانتظار،لكن والدتك كشفت سرنا.
اقترب منها لتنسل احدى ذراعيه حول خصرها والتفت نحو ماريون وتعابير وجهه الرصينة تعكس صدقا واضحا وقال:
-طلبت من اينديا ان تتزوج بي،وان تمنحني فرصة ثانية لكي اسعدها.ولقد وافقت.
-يجب ان نحتفل!
-اليس من المبكر الاحتفال.
قال ايدان:"وانا ارى ذلك ايضا..؟لم يتناول احد الطعام منذ وقت الغداء ،لما لانكتفي بالشاي الان ولنؤجل الاحتفال حتى يعود زوجك الى البيت؟
اقتنعت ماريون بكلامه وقالت:
-بالطبع يجب ان يشاركنا في هذا.
اتجهت نحو المطبخ بخطوات رشيقة،وما ان ابتعدت عن مرمى السمع حتى استدارت اينديا نحو الرجل الواقف الى جانبها وقالت:
-لقد تخطيت الحد هذه المرة!لن اكون طرفا في هذا.
سالها ايدان بسخرية:
-لا ييبدو لي ان الاوان قد فات لمثل هذا الاعتراض،سنحت لك الفرصة للرفض ولم تستغليها.
رددت بصوت عميق:
-فرصة!لم تكن لدي اي فرصة وانت تعرف ذلك.
-من الافضل ان تضعي هذا على مااعتقد.
-لااستطيع.
اشار لها ايدان بهدوء جليدي:
لن تصدق والدتك اعلان خطوبتنا ان لم تفعلي.
كاكان منها الا ان هزت راسهل بصمت،وبعد برهة سحب ايدان نفسا حادا كما لو انه توصل الى قرار وقال:
-ان كان ذلك سيسهل الامور لك فبأمكاننا ان نقوم بذلك بالفعل.
-بال..
ارتفع رأسها بحدة وقد غشي عينها الظلام من الصدمة وعدم الاستيعاب.
-لايمكن ان تعني..
-ان كان يقلقك ان يكون هذا مجرد كذبة ،استطيع ان اتقدم فعلا لطلب يدك مرة ثانية وتستطيعين..
-لاتكن سخيفا!
جعل الذعر صوتها مرتفعا ومتوترا،واضافت:
-استطيع فعلا التفكير في الزواج حين لايكون للحب وجود لدى الطرفين.
-قد تون فعلا اوقعتني في شرك لكن ذلك سيكون كل شي،كذبة مخادعة وقذرة ومقيته.
-حسنا.
رمى ايدان الخاتم على الطاولة وكانت النظرة التي حدجها بها فارغة ومبهمة واضاف:
ان كان هذا ماتشعرين به،اذن فأنا اوافقك الرأي بشدة.





تمارااا 07-08-11 02:30 AM

11-تبحث عن سؤال



-ايدان؟
اطلت اينديا برأسها من وراء الباب لتنظر الى المكتبه ،هناك كان المكان الذي يعتزل فيه ايدان هذه الايام.
وجدته جالسا الى المكتب الكبير ولكنه كان خاليا من كومة الاوراق السميكة المعتادة،كان هناك في المقابل مغلف كبير واحد ابيض اللون يكتب ايدان عليه،وتوقفت يداه عند سماع صوتها.
-سنغادر الآن الى المستشفى،لنحضر والدي.
-انا لااتوقع ان يستغرق المر اكثر من ساعة،او ماشابه.
-حسنا.
كان كلامه مقتضبا،لكن ايدان عاد ليستدرك قائلا:
-آه اينديا...
اقترب من طاولة المكتب ليلتقط المغلف ويسلمه لها،وقال:
-اتعطين هذا لوالدك؟
-لوالدي؟
ارتبكت ملامحها وعبرت الغرفة ببطء واخذت المغلف،فازداد تجهم وجهها حين احست بسماكته وقالت:
-ماهذا؟
-مجرد شيء سيعرف كيف يتصرف به.
-لكن لماذا الآن؟
شعرت بانقباض مفاجيء جعل قلبها يعتصر بشكل مؤلم،واطبقت اصابعها على الورق الابيض الذ كانت تمسك به،هل كان هذا ممكنا؟هل بامكان ايدان ان يون بهذه القسوة؟
-انه على وشك الخروج من المستشفى،وهو حقا ليس بحال..
تلاشى صوتها امام الشرر المتطاير من عينيه والنفور الحانق من الافكار التي لم تتمكن من التعبير عنها بالكلمات-ياالهي!ايتها الاميرة،هل تظنين حقا اني قادر على فعل ذلك؟
وبحركة عنيفة دفع رسيه الى الوراء وانتصب واقفا على قدميه ،ثم استدار مبتعدا واتجه نحو النافذه.
-هل تصدقين حقا اني قد استغل رجلا مريضا..؟
لم يكن بحاجة الى ان يكمل جملته ففي تلك اللحظة قبل ان يستدير مبتعدا عنها،رأت اينديا مشاعره التي ظهرت على وجهه بشل لم تساورها معه اي شكوك:
-لاايدان،انا آسفة.
-ايدان.
الآن فقط ادركت انها اشتاقت الى رؤية وجهه والى عناقه ورقته.
ولأنه منذ اربعة ايام تجنبها وابتعد عنها،باتت تحس الان بالفراغ التام والضياع الشديد الذين يعصران قلبها الما.
قالت ثابته:"انا آسفة".
ثم اجفلت الى الوراء حين ارتد على نفسه وزمجر غاضبا.
-بالله عليك اينديا اخرجي من هنا خذي تلك الرسالة واعطها لوالدك واتركيني بسلام!
تجمد لسانها في فمها فباتت عاجزة عن التلفظ بأي جواب،لكن لم يكن هناك في الواقع اي شيء لتقوله.
وضعت الرسالة في جيب السترة وارتدت متجهه نحو الباب..كانت يدها على الباب حين تتكلم ايدان فجأة من جديد:"اينديا".
كان صوته مختلفا كل الاختلاف وبدا تلفظه لاسممها بالغ الرقة بشكل غريب:
-نعم؟
-اعتني بنفسك.
القى بكلماته اليها ورماها بلا مبالاة آلمتها .
-سأعود قبل ان يتسنى لك الوقت الكافي لتشتاق الي.
اجابها بشكل مبهم:
-هذا مستحيل،وداعا ايتها الاميرة.
لقد تم صرفها،لكن نوعا من الشك المتردد ومن الشعور بالانزعاج جعلاها تقف في تردد وحيرة.
نظر اليها ايدان بحدة حين بقيت دون حراك،وعلا وجهه عبوس واستياء جعلاه يقطب جبينه وقال:"قلت وداعا اينديا".
كانت نبرته مهددة بالعقاب ان لم تطعه،وتابع قائلا:
-ولاتنسي ان تعطي هذه الرسالة لوالدك.
لم يكن لديها خيار اخر سوى المغادرة فاسرعت الى السيارة حيث كانت والدتها وشقيقها في انتظارها.
حدثت نفسها بحزم انها كانت تتخيل الاشياء،ايدان حساس؟مستحيل!لاشيء يستطيع اختراق ذلك الدرع من الثقة بالنفس الذي كان يرتديه بسهولة.
لماذا هي اذن عاجزة عن طرد صورة وجهه من ذهنها ؟لماذا يسكن افكارها بنوع من التأنيب واللوم اللذين يثيران اعصابها ويجعلانها عاجزة عن التركيز؟
لم تتذكر الا حين كانو يهمون بالخروج من جناح المستشفى فقالت:
-آه،ابي كدت انسى..هذا لك.
علت وجهه دهشة وتساؤل:
-انا لاأفهم.
خرجت الكلمات منه بصعوبة واضاف:
-لماذا يقوم ايدان وولف ..؟
قطع كلامه وهو يهز رأسه بارتباك وحيرة فتدخلت ماريون بسرعة قائلة:
-كان ايدان يقيم معنا.
واضافت:
لقد تصالحوا هو واينديا.
-الهذا السبب..؟
فسالته اينديا بألحاح بعد ان ارتفعت عينا والدها الى وجهها:"مالأمر ياأبي؟".
مالذي فعله ايدان؟
-المنزل ..كل شيء لقد قام بالتنازل عن كل ماادين له به.
-قام ب..
لم تصدق اينديا ماسمعته فتناولت الرسالة وراحت عيناها تطيران فوق الاسطر.
التنازل عن كل الديون..المنزل الريفي تعود ملكيته ل آل مارشتت..كل التحسينات وعمليات الترميم هدية لهم من ايدان.
-ايدان....
كيف يعقل ان يكون بهدذا الكرم..كانت والدتها تراقبها عن كثب ورأت التبدل الواضح في ملامح وجهها فقالت بتفهم غريزي:
-اينديا ان كان عليك القيام بأمر فلا تقلقي ستنقلنا سيارة الاسعاف الى البيت.
رمقتها اينديا بنظرة امتنان كبير.
-علي ان اذهب ! ابي انا اسفة..لكن الامر هام،قد يكون اهم شيء في حياتي.
لم تسمع الكلمات التي وجهها اليها والدها وهي تفتح الباب على عجلة.
قادت سيارتها مثل سائقي سيارات السباق،وطوال الوقت كانت تدعو الله ان تكون مخطئة والا يدل تصرف ايدان على مافكرت فيه،لكنها حين بلغت الطريق الفرعية اضرت لتخفيف سرعتها الى درجة كبيرة وراء عربة نقل كانت تسير بسرعة بطيئة ،فدمدمت بغضب :"آه،ياالهي هيا !هيا!وكانت اصابعها تضرب بشكل متواصل على المقود ثم هدأت حركتها المهتاجة وتجمدت فجأة حين رأت سيارة مألوفة جدا تمر على الممر الداخلي للطريق الفرعية.
-ايدان!
منتديات ليلاس
انها قادرة على التعرف الى خطوط سيارته الملساء الداكنة في اي مكان..
وهذا الممر يؤدي الى المنعطف باتجاه الطريق السريعة!
اذن فقد اصابت في تخمينها،كان ايدان عائدا الى لندن.دون ان يقدم اي تفسير،ماذا ستفعل الآن اذن؟
لن تدعه يذهب دون مواجهه.كان هذا امرا اكيدا !ولم تعرف مالذي كان يدور في فكره حين كتب تلك الرساله الى والدها والطريقة الوحيدة لاكتشاف ذلك هي مصارحته وجها لوجه.
التفت بسيارتها بسرعة الى الممر نفسه وضغطت بقدمها على دواسة الوقود،ربما تستطيع اللحاق به وحمله على التوقف قبل ان يبلغ الطريق السريعة.
ظهرت اخيرا سيارة الجاغوار امامها ،ويبدو ان ايدان لم يلحظ وجودها على اثره،ان كان لاحظ ذلك فانه يتصرف حسبما هو متوقع،كأنه يزيد من سرعته مثلا بغية الهرب منها،بل كان في المقابل ولدهشتها يخفف سرعته.
-ماذا الآن؟
كان يستدير الآن الى اين..؟ثم تجلى لها البواب حين توقفت السيارة الرمادية خارج مبنى مألوف الى حد مؤلم ،اوقف ايدان سيارته خارج الكنيسة المحلية،المكان الذي كان يفترض به واينديا ان يتزوجا فيه السنة الماضية .
ترقرقت الدموع فجأة في عينيها وراح قلبها يخفق في شكل صارخ جعل يديها تتعلقان بالمقود بقوة،بانتظار مرور لحظة الانفعال.ايعقل ان هذا يحدث فعلا؟
راقبت ايدان وهو يترجل من السيارة وانتظرت حتى شق طريقه الى اعلى الممر الخارجي،ثم تسللت بسيارتها ووقفتها خلف سيارته،لم يكن قد رأها ولم يدرك وجودها حتى..لكنها مع ذلك وجدت نفسها تلحق به مسرعة خشية ان يهرب منها.
كان ايدان يقف بصمت بقامته الطويلة الداكنة وبنطاله وقميصه الاسودين اللذين ارتداهما هذا الصباح مديرا لها ظهره وكان شيئا ما في ووضعية كتفيه وانحناءة رأسه معبرا بشدة وهذا ماجعلها تتقدم نحوه بخطوتين سريعتين.
-ايدان؟
لم يكن في صوتها سوى نحيب خفيف لم يكد يكون مسموعا،لكنه سمعه واستدار على نفسه على الفور،للحظة فقط لمحت على ملامحه المنحوته تعابير الدهشة والمفاجأة،وشيء اخر،لكن وجهه عاد مرة اخرى لذاك الدرع لكي يحمي به ماظهر من تعابير.
-ماذا تفعلين هنا بحق الجحيم؟.
-لحقت بك من الممر الفرعي،كان علي ان اتكلم معك.
-ليس لدينا مانقوله.
-آه بلى لدينا مانقوله،اوه على الاقل،ان لم يكن لديك ماتقوله لي فلدي انا الكثير من الأسئلة التي اطرحها عليك،مثلا اين كنت ذاهبا "ايدان"هل كنت في طريقك الى لندن؟
كررت الاسئلة التي كانت تتأجج في رأسها واحدا تلو الاخر.
-هل كنت مغادرا"ايدان"هل هذا صحيح؟
لم يجبها بل ظل ملتزم بالصمت بعناد ،وكانت ملامحه مرسومة بتلك الخطوط القاسية الصلبة،لكنه لم يتمكن من اخفاء بريق خاطف عكس بعض المشاعر المرتبكة في عينيه فكان ذلك ماأعطى اينديا جوابها.
-هذا صحيح؟لكن لماذا؟
-فكرت في ان ذلك هو الافضل.
-الافضل لمن ايدان؟لك ام لي؟
-لكلينا ،يجب ان لانكون معا قط،كان يجب ان ادرك منذ البدء ان احدنا لايناسب الاخر..واننا سنمزق انفسنا اشلاء.
لم يكن عليك اللحاق بي انديا لااريدك هنا،اريدك ان تظلي بعيدة جدا عني،اخرجي من حياتي ..هل هذا مفهوم؟
قالت بضعف:"آه نعم !افهم تماما".
-جيد الان بعد ان انتهينا من توضيح ذلك،اعلمك باني ذاهب وبأنني لا اريد ان تلحقي بي.
مشى مبتعدا عنها ,,لم يكن ايدان يريدها لم يردها قط،كانت تخادع نفسها فحسب طوال الوقت.

*********************
كانت كلماته واضحة كل الوضوح لكنها لم تستطع ان تمنع نفسها من النظر اليه،وفي تلك اللحظة تغير شيء ما.
-ايدان انتظر!
بلغه صوتها وهو يضع يده على الباب،فتوقف على الفور،لكنه لم يلتفت،بل وقف منتظرا وقد ابقى رأسه ملتفتا عنها بعناد.
-لدي بعض الاسئلة اطرحها عليك،وبعد ان تجيب لن احاول منعك من الرحيل،لكني بحاجة الى الصدق التام منكنان تقل الحقيقة فسأقابلك بالمثل.
قالت:
-لقد اعطيت رسالتك لوالدي،لم فعلت ذلك ايدان،مالذي جعلك تتنازل عن ديونك بهذا الشكل ؟
-استطيع تحمل الخسارة.
قلت اني اريد الصدق ايدان لن تصل الى اي مكان ان لم تتصرف بشكل سوي.
-وهل لنا اي مكان تصل اليه؟
-لست ادري كل مااعرفه ان مامن فرصة لدينا قط ان لم تحاول حتى،لقد قلت ان احدنا لم يعرف الاخر حق المعرفة من قبل..
اضافت:
-الا يجعلك ذلك ترغب في المحاولة بجهد اكبر هذه المرة؟
-ليس بالضرورة.
-قلت لك اني لاارهن على الفرص الخاسرة.
-اوليس لهذا اي فرصة على الاطلاق؟
-بالطبع لا،كان ذلك واضحا منذ البدء،لقد كنت اعمى البصيرة فلم ار ذلك،كنت غبيا لمحاولة احياء علاقتنا في حين انه لم يكن هناك شيء لأعادته الى الحياة،كنت مخطئا حتى في عودتي الى ويستبوري ،كان علي ان اعرف ان البحث عنك...
-البحث عني؟لكنك قلت انك جئت لرؤية والدي،وانك اردت استيفاء ديونه لااكثر.
تابعت قائلة:
-ان الرجال امثالك لايأتون بأنفسهم لجمع اموالهم،فلديك موظفون يقومون بذلك عنك،كان بأمكانك البقاء بأناقة في لندن وتسليم ذلك كله الى احد مرؤوسيك الكفؤين..
-اردت المنزل الريفي.
اخبرتها نبرة جديدة في صوته ان ايدان لم يكن قد بدأ بالتقهقر،فأنه بالتأكيد اصبح في حال اختل فيها ميزان الامور لصالحها.
-آه نعم اردت المنزل الى حد انك انفقت ثروة على كل تلك التحسينات وسلمته فالنهاية لوالدي.
عادت اليها ثقتها بنفسها فجأة وقالت:
-اذن قل لي هل هذا تصرف رجل اعمال غليظ القلب،يتمتع بتلك السمعة التي حرصت على اكتسابها خلال سنوات وسنوات؟هل هذا من الاشياء التي قد يقوم بها لون وولف؟
ارتفع راسه اخيرا وكانت عيناه تقدحان الشرر:
-تعلمين اني كرهت دائما هذا اللقب اللعين.
-لماذا؟لأنه ليس انت؟
قد ابدوا انا من الخارج اما الداخل..
رددت اينديا الكلمة الأخيرة لتحثة على مواصلة الكلام..الداخل؟.
فانفجر ايدان قائلا:
-في الداخل احمق لعين متيم بحب امرأة لاتبادله الحب!هذا بالتأكيد ليس من الاشياء التي يفترض بلون وولف القيام بها!
ثم نظر الى وجه اينديا في جو من الصمت المشدود الذي تبع كلامه،وارتسمت على شفتيه ابتسامة ملتوية ساخرة،وهز كتفيه ببرود قائلا:
-حسنا لقد قلت انك تريدين الصدق
-انا..
عجزت اينديا عن التفكير في كلمة تقولها ،كانت متهمكة في محاولة استيعاب الوقع الذي احدثته كلماته،هل قال متيم بالحب؟
-حسنا،بما اني وصلت الى هذا الحد فقد اروي لك كذلك القصة كاملة.
كان الاستفزاز في نبرة ايدان غير منسجم مع النظرة التي سكنت عينيه.
-وقعت في حبك منذ اللحظة الأولى التي رأيتك فيها حين اقتربت مني في تلك السهرة.
-لكن..الذي قلته..الرهان..
-لم ادرك انك كنت المرأة التي مانت تصيح عاليا,,ليس في البدء.
ادركت ذلك مع الوقت،لكني كنت قد اغرمت بك،حاولت ان اقنع نفسي باني سأعلمك درسا ليس الا،وبأني سأتلاعب بك فترة طويلة،ومن ثم اتركك لتسقطي بقوة من ارتفاع شاهق،ولكني ادركت اني لااستطيع فعل ذلك،وعندما طلبت مني الزواج تمسكت بذلك وبقوة.
-لكي تعود وتقذفها في وجهي يوم زفافنا؟
-اينديا لقد قلت لك..كنت عازما على الزواج بك،اردت الزواج بك،ولم اكن اعرف مشاعرك نحوي.
-لم اعبر عنها قط اليس كذلك؟لكني قلت نعم للزواج.
-آه نعم..وكنت اعرف السبب..اردتني لأنني ثري..وانا رضيت بذلك،ولكن في الكنيسة حين نظرت اليك عدت الى رشدي حقا.وعرفت مالذي كنت انوي القيام به.
قاطعته بقلق:
وماكان ذلك؟
-كنت احاول تقيدك وسجنك في زواج لايرتكز حقا على الحب.وقررت فك اسرك؟
-لقد فعلت اكثر من ذلك.
-اعرف ذلك؟
كان صوته بالغ الرقة واضاف:
-لكني لم اعرف ماافعل غير ذلك،كان علي التأكد من ابقائك بعيدة عني فلو لحقت بي لما قدرت على تحمل ذلك،ولو رايتك ثانية لما تمكنت من مقاومتك،لذا كان علي انهاء الامر كليا.
-ايدان..لقد نسيت امرا واحدا بالغ الاهمية.
-ماهو؟
-والداك لم يحب احدهما الاخر قط..انهما لم يعرفا ماهو الحب الحقيقي..كما نعرفه نحن.
اصبح ايدان ساكنا شاحب الوجه وسألها بصوت اجش:"نحن".
هذا صحيح.
اقتربت اينجيا منه مادة له يدها وقالت:
-الا تعرف؟انا احبك ايضا.
لوظل متراجعا الى الوراء اكثر من ذلك لانهارت رباطة جاشها ،لكن ايدان قطع بعد لحظة المسافة التي تفصلهما بسرعة،واخذها بين ذراعية وسحقها على صدره.
كان عناقه هو كل ماحلمت به في حياتها،ففيه كل الشوق والألم اللذين الما بهما في السنة الماضية،لكنه ايضا حمل الامل الجديد والهوى الذي يتبادلاه،واهم من ذلك كله ،احتضن عناقه الحب الذي عرفت الآن انه يشعر به.
مر وقت طويل،طويل جدا قبل ان يرفع رأسه ممسكا بها بقوة واتجه بها بلطف الى احد المقاعد الخشبية واجلسها الى جانبه ثم قال:
-هل هذا حقيقي؟
كان صوته المنخفض مرتجف واضاف:"اصحيح حقا انك تحبيني؟لم اتصورك تقولين هذا".
-لقد سمعتني جيدا،انا احبك ايدان من كل قلبي/وارجو منك ان تصدقني في ان مالك لايعنيني ،سأحبك لوكنت فقيرا،انت هو كل مايهمني.
-بالرغم من كل ما,,
اسكتته اينديا بلمسة رقيقة من اصابعها على فمه ثم اخذت منه عناقا اخر طويلا ملتهبا.
-كنت اعمى البصر كليا.لااعرف لماذا لم ار ذلك.
-ربما يكون السبب هو الوضع الذي كان عليه والدك ،لم تكن تعلم مالذي تبحث عنه،وبالطبع انا لم اساعدك في ذلك بسبب ذلك الرهان السخيف.
-توصلت الى بعض الافتراضات المشوهة نتيجة لهذا ،حكمت عليك مستندة الى دليل ناقص،لهذا صدقت والدك انك تريدين اتفاقا سابقا للزواج.
-كان عليك ان تكلمني في هذا.
-اعرف صدقيني،انا اعرف لكن الحقيقة هي اني لم اجرؤ على ذلك.كنت خائفا ان فعلت من ان تفصحي لي بأنك لاتحبيني وبأنك اردتي مالي فقط،ولقد بدا هذا حينها يتلائم مع طبعك.
- لماذا وضعت تلك الشروط على الاتقاق ؟لماذا قمت بتجميده لمدة سنة؟
-لأني كنت لاازال عازما على الزواج بك ،كنت اريدك مهما يكن الامر،كان لدي امل هقيم في انك ستصبحين قريبا ثريه بحيث
لاتحتاجين الى زوج ثري،واكون بذلك قد ازلت عامل المال من المعادلة،املت في ان استغل تلك السنة لأعرفك عن كثب بالفعل،واجعلك تقعين في حبي ان حالفني الحظ،حتى اذا ماتحقق ذلك تبقين معي.
-وهذه المرة؟لماذا عدت؟
بحثا عنك حولت البقاء بعيدا لكني لم استطع العيش دونك.لكنك رفضت ان تكون لك اي صلة بي..ومن يستطيع القاء اللوم عليك؟لم اعرف كيف اصل اليك،لذا حين استحق تسديد ديون والدك تعلقت بالفرصة التي قدمها لي ذلك.
-لم تكن قط ستطالب والدي بتسديد ديونه.
رأت ايدان يحرك رأسه بنفي شديد وقال:
-حدثت نفسي بان استخدم هذه الديون لأمسك به تحت سيطرتي..لكن الحقيقة كانت انها اعطتني عذرا لكي اعود،لأراك،اردت رؤية والدك لأحاول تسوية الامور بيننا ،لكني حين اكتشفت انني اصبحت قانونيا مالك المنزل ،بدا لي ان القدر كان يلعب في صالحي،كانت تلك الطريقة الوحيدة الممكنة لأبقى في حياتك مدة كافية لتسوية الأمور.
مرت يده القوية عبر شعره الاملس البراق في حركة عبرت ببلاغة عن المشاعر التي كانت تغمره.
-ومن ثم حين ادركت كم كنت حقا صادقة وصريحة..اينديا"حبيبتي"اناآسف جدا..
-لاتكن آسفا.
واضافت:
-تصرف والدي بشكل سيء جدا،مستغلا اياك بهذه الطريقة،ومتدخلا في حياتنا،اتظن ان بامكانك ان تغفر له يوما؟
-ان كنت تحبيني ،استطيع فعل اي شيء،انه عائلتك،وانت تحبينه،لذا فاني لاجلك سأضع الماضي خلفنا،اتساءل فقط ان كان هو..
قاطعته اينديا بسرعة:
-لاداعي لتقلق حين اتيت بحثا عن كنت متأكدة من ان والدي حرز الى اين انا ذاهبة ووافق على ذلك،انا واثقة انه مستعد لأبلاغك انه ارتكب بعض الاخطاء المروعة،وانه سيكون ممتنا لاعطائه فرصة ثانية لأصلاح الامور.
-سألاقيه اذن في منتصف الطريق.
-ايدان..
-انا مستعد لفعل اي شيء لأجلك حبيبتي اريد قضاء ماتبقى من حياتي في اسعادك،بالمناسبة..تعالي معي.
-اين..؟
جرها خارج صف المقاعد اسفل الدرجات حيث وقفا معا منذ سنة خلت واستدار نحوها وشد على يدها وقال:
-اينديا يبدو ان هذا المكان الأنسب لاسألك ذلك:"اتقبلين الزواج بي؟"
-نعم بالتأكيد لايمكن ان يكون جواب غير ذلك.
-آه ياالهي اينديا تعالي الى هنا وعانقيني.
فارتمت تلقائيا بين ذراعيه مرة اخرى شعرت بانسحاقها تحت وطاة ذراعيه فقد امسك بها بشدة لم تترك لها اي امل في النجاة،ولكنها لم ترد النجاة فهنا هو المكان الذي تنتمي اليه والذي ستقضي ماتبقى من مستقبلها.
دمدم ايدان:
-آه ياالهي اينديا!ان ماتجعليني اشعر به لايتلائم قط مع مكان وجودنا فأفكاري لاتتناسب ابدا مع الكنيسة.
حدقت اينديا ببراءة في وجهه بعينين زمرديتين واسعتين فلاحظت البريق في عينيه واللون الذي صبغ وجنتيه فقالت:
-لن يطول صبرك فقريبا نصبح زوجين.
-نعم ايتها الساحرة الصغيرة!ستتم اجراءات الزواج في اقرب فرصو ممكنة.
تشابكت اصابعهما بقوة وسارا يدا بيد مبتعدين عن الماضي نحو مستقبل زاه يملؤه الحب.









تمـــــــ بحمدالله ــــــــــــت


تحياتي تمــــــــــــارااا

تمارااا 07-08-11 02:39 AM

اتمنى للجميع قراءة ممتعة

ساندي بيل 07-08-11 06:08 AM

تمورا رواية تجنن روعة زيك
:55:
:55::55::55:
مشكورة حياتي على تعبك

تمارااا 07-08-11 06:26 PM

العفو يالغلااا

تواجدك اسعدني

دمت بسرور

هدية للقلب 07-08-11 11:43 PM

رواية رائعة تسلم ايدك حبيبتى
وربنا يعطيك العافية وتكتبى لنا
روايات رقيقة مثلك يا قمر
ودى بوسة لـ اجمل ليلاسية :98yyyy:

hoob 08-08-11 03:36 AM

:dancingmonkeyff8::dancingmonkeyff8::dancingmonkeyff8:
:55::55::55:
:8_4_134:

تمارااا 09-08-11 04:08 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هدية للقلب (المشاركة 2834028)
رواية رائعة تسلم ايدك حبيبتى
وربنا يعطيك العافية وتكتبى لنا
روايات رقيقة مثلك يا قمر
ودى بوسة لـ اجمل ليلاسية :98yyyy:

فدييييييييييييييييتك حياتي
تواجدك اسعدني


تمارااا 09-08-11 04:09 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hoob (المشاركة 2834424)
:dancingmonkeyff8::dancingmonkeyff8::dancingmonkeyff8:
:55::55::55:
:8_4_134:


هلا عزيزتي نورتي

فتاة 86 10-08-11 12:43 AM

تمارااا حلو كثير و يعطيكي العافية
شو ما حكيت ما فيني وافيكي حقك و تعبك
بس أكيد دعوة من القلب لله سبحانه و تعالى
هي أكيد كافية وافية بهشهر الكريم
نشالله بينعاد عليكي و على أهلك بالخير

تمارااا 10-08-11 02:32 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فتاة 86 (المشاركة 2836264)
تمارااا حلو كثير و يعطيكي العافية
شو ما حكيت ما فيني وافيكي حقك و تعبك
بس أكيد دعوة من القلب لله سبحانه و تعالى
هي أكيد كافية وافية بهشهر الكريم
نشالله بينعاد عليكي و على أهلك بالخير

ياقلبي انتي الله يسعدك حياتي

احرجتيني بذوقك


ربي لايحرمني لامنك ولا من تواجدك ابدا

وانشالله ربي يقدرني واكون عند حسن ظنك فيني


باقة ورد ملؤوها الود لعيونك يالغلا

sosa' 12-08-11 08:58 PM

7bethaaaaa <3
thnxx

تمارااا 12-08-11 10:49 PM

تسلمي ياقمر

مرورك عطر صفحتي

سنيفير 14-08-11 01:08 AM

يسلمووووووووووووووووووووووووووووووو

تمارااا 14-08-11 01:46 AM

العفوووووووو يالغلا

black star 16-08-11 04:51 AM

روايه رائعه واختيارك جميل جدا

تمارااا 16-08-11 05:20 AM

مرورك هو الاروع حبيبتي

تحياتي لك

فراشة المطر 18-08-11 07:09 AM


رواية رااااائعة
الله يعطيكي الف عافية

دلوعة فلسطينيه 20-08-11 05:45 AM

:55::55::55:رووووووووووووووووووووووووووووووعه

تمارااا 20-08-11 07:44 PM

مرورك الاروع يالغوالي

تحياتي لكم

nounoucat 30-08-11 12:40 PM

رواية رائعة تمارا تسلم الأيادي

totaaa 03-09-11 09:31 AM

يسلموووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو وو

نجلاء عبد الوهاب 27-10-11 09:48 PM

:8_4_134::8_4_134::8_4_134::8_4_134::8_4_134::8_4_134::8_4_1 34::8_4_134::8_4_134::8_4_134::8_4_:55::55::55::55::55::55:: 55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55:: 55::55::55::55::55::55::rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12z p1::rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12z p1::rdd12zp1::ma1::ma1::ma1::ma1::ma1::ma1::ma1::ma1::ma1::m a1::ma1::ma1::ma1::ma1::ma1::ma1::ma1::ma1:

ندى ندى 04-03-12 11:10 PM

روووووووووووووووووووووووووووووووعه

selen 01-05-12 10:56 AM

[FO:8_4_134:NT="Book Antiqua"]شكراا[/FONT]

سومه كاتمة الاسرار 06-05-12 06:00 PM

الملخص شكله فظيييييييييع
:8_4_134:

سومه كاتمة الاسرار 08-05-12 12:53 PM

واااااااااااااااو روووووووووووووووعه ياعسل تسلمين
:8_4_134:

امبراطورية ع 08-05-12 09:17 PM

رواية رائعة تسلم ايدك حبيبتى

داليا20 10-05-12 04:45 AM

شكرا كتير علي الروايه
وتسلم ايدك

sassou 11-06-12 06:25 PM

thanks a lot tamara it was wonderfullllllllllllllllllllllllllllllllllllllllllllllllllll llllllllllllllllllllllllllllllllllllllllllllllllllllllllllll llllllllllllllllllllllllllllllllllllllll
it was a verrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrry long period that I have n't read such nice novel tankssssssssssssssssssssssssssssssssssssssssssssssssssssssss sssssssssssssssssssssssssssssss a lot

الجبل الاخضر 11-07-12 10:35 AM

:55:برافو :55:برافو :55:برافو :55:برافو :55:تسلم الانامل :hR604426:على المجهودك الرائع والاختيار الممتاز:55::peace: ونشكرك على تعبكي:lol: ياعسل :wookie:وننتظر جديدك:dancingmonkeyff8:

شووقهـ 22-12-12 04:26 PM

رد: 193-دمعة على ثوب ابيض - كيت والكر (كاملة)
 
http://www.str-ly.com/up/uploads/ima...9537f557a7.gif

ايدن 28-12-12 06:41 PM

رد: 193-دمعة على ثوب ابيض - كيت والكر (كاملة)
 
[COLOR="Purple"]مشكورررررين روايه حلوه[/COLO:liilas:R]

بركوزار 17-09-13 10:57 PM

رد: 193-دمعة على ثوب ابيض - كيت والكر (كاملة)
 
شكرا جزيلا جزيلا جزيلا

غنجة بيا 29-12-13 01:41 AM

رد: 193-دمعة على ثوب ابيض - كيت والكر (كاملة)
 
مشكورة الرواية راىعة جدا

انجلى 29-12-13 11:21 PM

رد: 193-دمعة على ثوب ابيض - كيت والكر (كاملة)
 
:55::55::55::liilas:
:welcome_pills3::welcome_pills3::welcome_pills3::welcome_pil ls3::welcome_pills3::welcome_pills3:

نور الغرام 02-12-14 07:32 PM

رد: 193 - دمعة على ثوب ابيض - كيت والكر ( كاملة )
 
اهلا وشكرا والمزيد من النجاح:55:

كرار الوحش 03-09-15 11:08 PM

رد: 193 - دمعة على ثوب ابيض - كيت والكر ( كاملة )
 
شكرا ع المجهود الطيب رواية جميلة

fatat jamila 26-11-16 04:10 AM

رد: 193 - دمعة على ثوب ابيض - كيت والكر ( كاملة )
 
bravoooo raw3aaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaa

نون نولاي 24-02-17 12:37 PM

اشكركم ع المجهود

doda qr 22-04-17 12:15 PM

رد: 193 - دمعة على ثوب ابيض - كيت والكر ( كاملة )
 
شكرااااااااا

popelnet 23-05-23 01:36 PM

رد: 193 - دمعة على ثوب ابيض - كيت والكر ( كاملة )
 
شكرا لكم كل الشكر


الساعة الآن 04:16 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية