lمشكورةكتير على مجهودك
|
" لا حاجة , يا بني , لأن تغضب الى هذه الدرجة , ريك محق تماما فيما يقول.... أنت تخسر أموالا باهظة منذ فترة طويلة , وأنا لا أحصد النقود من الحقل... كما تعلم , أذا كانت هناك حفلة راقصة , فلماذا تريد المزيد من المال ؟ أعطيتك مبلغا كبيرا جدا قبل بضعة أيام قليلة".
سمعته دونا يجيب أمه بصوت ناعم , قائلا: " أنني مدين بمبلغ معين أريد تسديده , لا أتصورك تريدين أن تصبح سمعتي في الحضيض , هيا , بأمكانك أن تعطيني مبلغا آخر ". منتديات ليلاس " لا تعطيه المزيد من المال , يا سيرافينا , أذا كان يريد المقامرة مع مثل هؤلاء الفاسدين , فما عليه إلا أن يعمل ويستخدم دخله لهذا الغرض". " قلت لك , يا أمي أنني مضطر لتسديد ديون مترتبة علي , وكما أفهمتك سابقا , يا لورديتي , إياك أن تتصرف معي وكأنك السيد هنا , أنت لست أكثر من قاتل مأجور , وتتخيل أن بأمكانك أدخال الفزع والهلع الى قلوب الجميع , لا , إنك لا ترعبني أنا , أعرف مهارتك في القتال , وأعرف كغيري أنك قتلت ذلك الرجل مستخدما قبضتك الحديدية..... وليس كما قيل أنه توفي نتيجة لأرتطام رأسه بحجر , أعلم أنك قادر على دق عنقي وتحطيم ضلوعي , ولكن هذا لا يعني أنني سأركع أمامك بمجرد النظر الى وجهك....". " أصمت , إياك أن تتحدث مع ريك بهذه الطريقة , أريدك أن تفهم جيدا , يا أدوني أنني لن أتحمل حتى منك مثل هذه الأهانات أو ذكر أحداث جرت في الماضي , تجلهله , يا ريك". " هذا ما أفعله عادة , أنني أفهم منك , يا أدوني , أنك ستأخذ الآنسة هدسون الى اليخت ( دليلة ) , فهل أفهم أيضا أن البعض سيقامرون؟". " ربما , ولكنني أحتاج الآن الى بعض المال للوفاء بديوني , لا تنظر الي هكذا , يا لورديتي ! سأهتم بدونا كثيرا , أذا كان هذا هو الذي يقلقك , لاحظتك مرة أو مرتين كيف تنظر اليها , فتاة جميلة , أليس كذلك؟ شعر أشقر ناعم......". " أخرس ! أذا كنت قلقا بالنسبة الى الآنسة هدسون , فلأنني أعرف الأشخاص الذين تصاحبهم وتصادقهم , وأشك كثيرا في أنها معتادة على معاشرة الطفيليين الذين يعيشون عالة على غيرعم أو النساء التافهات اللواتي يخنّ أزواجهن كما تفعل قطط الأزقة , من الواضح أنها فتاة طيبة ومن عائلة محترمة , وأنني أنذرك بأن أي محاولة من جانبك لأفسادها أو تشويه سمعتها , سوف.....". قررت دونا الدخول في تلك اللحظة وأبعاد أدوني عن ريك , قبل أن تحصل بينهما مجابهة لا تحمد عقباها , تصنعت الهدوء والأبتسام وكأنها لم تسمع شيئا من تلك المجادلات العنيفة والقاسية , وقالت لأدوني بمجرد خولها: " أوه , أنت هنا ! أن لم نذهب الآن , فسوف تنتهي الحفلة قبل وصولنا". أقترب منها شامخ الرأس ثم أنحنى وقبّلها على خدها قائلا بأعتزاز : " أنك رائعة". أمسك بذراعها وخرج وأياها من الغرفة , محييا والدته برأسه ومتجاهلا ريك بصورة متعمدة وقاسية , وقال لدونا , وهو يفتح لها باب السيارة: " أنني أكره ذلك الرجل اللعين , أتمنى لو كان بالأمكان أقناع سيرافينا بالتخلي عنه , ولكنه يسيطر عليها بدرجة تبدو وكأنها تعتبره قوة الدفع الأساسية في حياتها. قالت له دونا بهدوء , وبعد أن أختارت كلماتها بدقة وعناية: " يجب عدم التدخل بينهما , من الواضح أن والدتك تحتاجه الى حد كبير , كما أنه لا يمكنك القول بأنه يتدخل حقيقة في شؤونك أو حياتك". " أنه يتدخل ويصب الزيت على النار , ساعة يشاء , صدقيني , يا دونا , اللعنة عليه ! ليذهب الى الجحيم !". أطلق لسيارته العنان بشكل أفزع دونا وجعلها تتمسك بقوة بحافة مقعدها , نظرت اليه بسرعة , فلاحظت أنه في زاج عصبي بالغ يكاد يبلغ حد الأنفجار , بدا متهورا ومستعدا للمجازفة بكل شيء.. حتى بحياته , وتمنت لو أنها أخذت بنصيحة ريك وبقيت في الفيللا. " أدوني......". حوّل السيارة الى جانب الطريق وهو يضغط بقوة على الفرامل لأيقافها في أقصر وقت ومسافة ممكنين , وسألها بحدة: " ما بك؟". " أنني ...... أنني أشعر بصداع خفيف , هل تسمح بأن نعود ؟ لا أتصور أنني سأتمتع بالحفلة عندما يكون رأسي يؤلمني". " أعددت نفسك لهذه الحفلة وأرتديت لها ثيابا رائعة , ولم أشاهدك قبلا بمثل هذا الجمال وهذه الأناقة". ضغط على دواسة السرعة وهو يضيف قائلا: " سوف تجعلين النساء الآخرين يبدين , وكأنهن مجموعة من الخفافيش وصلت لتوها من الكهوف والمغاور , يغرقن أجسامهن بمعاطف الفرو والعقود والخواتم الثمينة , ولكن ليس لهن مثل بشرتك الرائعة وشعرك الجميل , هل تعرفين أن ريك يغار مني ويحسدني ؟ يحسدني حتى الموت لأنك لي......". أحست بتوتر شديد وعصبية بالغة لأن أدوني ضرب على وتر حساس للغاية , قاطعته بسرعة قائلة: " أنا لست لأحد , يا أدوني , خروجي معك بين الحين والآخر في نزهة أو الى سهرة أو للغداء , لا يعني أطلاقا أعتباري أحدى ممتلكاتك , أرجوك عد بي فورا الى الفيللا , لا أشعر أبدا بأي رغبة لحضور حفلة". |
" كنت رائعة جدا في ذلك عندما أقترحتها عليك , قلت بنفسك أننا سنمضي وقتا ممتعا للغاية في الرقص على متن يخت جميل , ما هي المشكلة يا دونا ؟ هل سمعتبعض المجادلة مع ريك , وتخافين من أنني أفسدك ؟ يا للأفكار المسلية والمضحة ! هو الذي يمكنه القيام بذلك ! هو الذي يعرف أكثر مني بكثير عن عصابات المقامرين , والأشرار الذين يجوبون في الأزقة المقفرة والمظلمة , أنه شخص من صقلية أقسم على الأنتقام , وأمضى سنوات طويلة يبحث عن الرجل والقتلة وأصبح مقامرا من الدرجة الأولى , أنني أحسده على الطريقة التي يوزع فيها الورق , أنهم يذكرون أسمه همسا في مقاهي الأرصفة والموانىء .... الرجل ذو الخاتم الذهبي".
" لمن كان هذا الخاتم؟ أنه خاتم زواج , أليس كذلك؟". " نعم , أخذه من أصبع أمه قبل أن يوارى جثمانها الثرى , طلب من سيدة عجوز في قريته أن تثقب أذنه , كما تفعل مع الفتيات وتضع فيها حلقة صغيرة يتدلى منها الخاتم , أنه الأنتقام...... والعنف , وهذا هو سبب أعجاب سيرافينا به , لعبت أدوارا كثيرة مماثلة في حياتها السينمائية , مما جعلها تنظر الى ريك على أنه بطلها الأسمر الكبير , هذا يناسبه كثيرا لأنها لا تزال أمرأة رائعة الجمال .... وثرية الى درجة كبيرة". لم تتمكن دونا إلا أن تحتج بالقول: " أعتقد أن أمورا أهم من ذلك بكثير تربط بينهما". " ماذا , على سبيل المثال؟". " ما من شخص يراهما معا , إلا ويشعر بالأخلاص المتبادل وبتكريس حياة كل منهما للآخر". " هل يعني ذلك كعاشقين ؟ هذا هو الأمر الذي بم أتمكن أبدا من تحمله , حاولت المرة تلو الأخرى أن أدخل عليهما فجأة , آملا في أن أراها بين ذراعيه , كي أهدم البيت على رأسيهما , ولكنه ثعلب خبيث , ولديه على ما يبدو حاسة سادسة تساعده دائما على النجاة من الخطر , أنه كالنمر اللعين , يظل متأهبا دائما وأبدا... يشم رائحة الخطر وينجو بجلده قبل وصول الصيادين !". حاول أيقاف سيارته بعنف على رصيف الميناء , فأرتطم رأسه بمقودها , لم تتعرض دونا لحادث مماثل لأنها كانت ربطت نفسها بحزام الأمان , سمعت أنيه الخافت وشاهدت في اللحظة التالية الدماء تسيل من فمه , فكت حزامها بسرعة وأسندت رأسه على المقعد لتعرف ماذا حدث , تمتم بأنه متألم جدا , ثم أخرج منديله بصعوبة من جيبه ووضعه على فمه , لاحظت دونا الجرح الهميق في شفته السفلى , وأحست بأن بعض أسنانه تهتز وكأنها على وشك الوقوع من مكانها. " يجب أن آخذك حالا الى المستشفى !". رد عليها عبر المنديل المصبوغ بالدم الأحمر , قائلا: " لا بل الى طبيب أسنان , لا أريد أن أخسر أيا من أسناني.... سوف أموت لو حدث لي ذلك ! أنت ستقودين السيارة , وسأرشدك أنا الى بيته". شعرت دونا , وهما في طريقهما الى طبيب الأسنان , بأقتناع ثابت بأن أدوني هو حقا أبن ريك ويشبهه في أمور عدة , لم يتذمر أو تصدر عنه أي أصوات تكشف عن آلامه الحادة , بل ظل محتفظا بسيطرته وبقدرته على أرشادها الى منزل الطبيب بدون تردد أو أرتباك , تنهدت بأرتياح عندما أوقفت السيارة أمام المنزل , وتمنت أن يتمكن الطبيب من أنقاذ أسنان أدوني الجميلة. أمضت الساعتين التاليتين تشرب القهوة مع زوجة الطبيب , وتنتظر بلهفة دخول أدوني الى غرفة العيادة , صحيح أنه تعرض لهذا الحادث نتيجة تصرفه الأرعن وقيادته المتهورة , ولكنها حزنت لحاله.... وأعجبت بشجاعته , ظل جالسا بهدوء مذهل بأنتظار دوره , مع أنه متألم الى درجة كبيرة , لم يطلب منها شيئا سوى عدم الأتصال بأمه لأنها ستقلق عليه. خفّت حدة توترها كثيرا عندما خرج الطبيب وأبلغها بأن المصاب مرتاح لبضع دقائق , وأنها ستتمكن من مشاهدته بعد قليل , وأضاف الطبيب مؤكدا: " سوف يتعافى السيد نيري قريبا , لديه أسنان ممتازة , وكان مستعدا لتحمل أي ألم للمحافظة عليها , ربما سيظل أثر الجرح ظاهرا في شفتيه , ولكن بشكل طفيف جدا , أنه شاب وسيم للغاية , ولكنه أعطى الأولوية القصوى لأسنانه الجميلة". " هل يمكنني أعادته الى البيت؟". " سأقترح عليه البقاء هنا هذه الليلة , لأنه ليس مرتاحا كثيرا وقد فقد كمية كبيرة من الدم , صورت فكه بالأشعة , ومع أنه يبدو سليما , إلا أنني أفضل أبقاءه هنا بقية الليل تحت رعايتي وعنايتي , لدينا هنا غرفة أضافية يمكنك أستخدامها". لما لا ! هزت رأسها علامة الموافقة , فطلب الطبيب من زوجته أن تعد الغرفة والسري , ثم ألتفت الى دونا وقال لها: " والآن يمكنك زيارة المريض". أوصلها الطبيب الى القاعة الصغيرة التي كان أدوني مستلقيا فيها , ثم تركهما وحدهما , مد يده اليها وشكرها بعينيه , أمسكت يده وقالت له أنها ستختار الكلمات بعناية عندما ستخبر والدته عن الحادث , ثم أضافت بهدوء ونعومة: " ربما عليك من الآن فصاعدا أن تأخذ بنصيحتها وألا تقود سيارتك بسرعة فائقة". شدّ على أصابعها وجذب يدها باسما الى خده , علمت أنه يتوسل بعض العطف , مع أنه عرّض حياتهما معا للخطر , وسألته عما أذا كان لا يزال متألما , أم أنه يشعر ببعض التحسن , هز رأسه مؤكدا ذلك , فقالت له: " يجب أن تنام قليلا الآن , أتوقع أن تحضر أمك في الصباح لأعادتك الى البيت , أعلم أنك تفضل حضوري , ولكنها والدتك ولها الأولوية في ذلك". أمسك يدها بقوة وكأنه يريد الأحتفاظ بها في تلك الغرفة , ولكنها سحبت يدها وقالت له: " يجب أن أذهب , سأراك غدا أن شاء الله , الى اللقاء". أرادت أن تتصل بالفيللا , بأمكانها أن تتحدث مع ريك وتطلب منه أن يشرح لسيرافينا ما حدث مع أدوني ... ولكن لا ..... فمجرد ذكر كلمة حادث عبر الهاتف سيثير هلعا في قلب سيرافينا , ويجعلها تصر على الحضور فورا , أدوني بحاجة ماسة لراحة تامة بدون أزعاج من أحد , وسيشعر بتحسن كبير في الصباح ... وبقدرة أكبر على مواجهة تأنيب والدته وقلقها , قررت الذهاب بنفسها , مع أن قلبها كان يرتجف نتيجة خوفها من تلك الطرقات الجبلية المعرجة , شكرت الطبيب وزوجته على كل ما قاما به أتجاههما , ثم قادت السيارة الرائعة الى الفيللا وهي تركز كل أهتمامها على الطريق. ما أن قطعت نصف المسافة , حتى توقفت السيارة بعد أن توقف محركها , حاولت جاهدة أن تدير المحرك , ولكن جميع محاولاتها باءت بالفشل , اللعنة ! ماذا ستفعل ؟ لا تريد قطع بقية المسافة سيرا على الأقدام , لا تقدر على ذلك , لأنها لا تعرف الطريق ولأن الظلام حالك وشامل , أوصدت البابين من الداخل ورفعت النافذيتين , وقررت البقاء في السيارة. أسندت رأسها الى الوراء وتمنت مرة أخرى لو أنها أخذت بنصيحة ريك , كانت الأمسية بكاملها كارثة كبيرة , عوضا عن أن تكون آمنة في غرفة نومها المريحة والجميلة , تجد نفسها في هذا الوضع الحرج الذي لا يحسدها عليه أحد , وتمنت فجأة لو أن ريك موجود معها ليجعل ليلتها أكثر بهجة وأقل توترا...... ريك الذي تحداها بأسلوب لم يسبق له مثيل , والذي أغاظها أحيانا وكأنها فتاة صغيرة ثم عاملها كأمرأة ناضجة يريدها ....... الى حد كبير , تذكرت كلامه عن النجوم التي قد تصل اليها الفتاة على جناحين صغيرين براقين , كان يعني الفتاة العاشقة....... الفتاة التي لا تمنح حبها بسهولة , والتي تحتفظ بقلبها وجسمها للرجل الوحيد في حياتها. ولكن...... لا يمكن أن يكون ذلك الرجل ريك لورديتي , لا بد لها أن تصدق كلام أدوني عنه ....... من أنه أمضى سنوات طويلة في حياته يعيش في الجانب المظلم للشوارع والأزقة , ربط الرجل حياته ومصيره , بأمرأة تشبهه الى درجة كبيرة وتفهمه بصورة مماثلة , وعندما ينتهي عملها في الفيللا , سيقولان لها معا كلمة الوداع ويقفلان الباب وراءها. ريك ...... أوه , ريك....... تنهدت , وغرقت في نوم عميق...... |
lميرسي على مجهودك منتظرين التكملة
|
6- وجهه الآخر !
أستيقظت دونا عندما سمعت طرقة على نافذة السيارة , فتحت عينيها وقفزت من مكانها بخوف وهلع , كان جسمها يرتجف من البرد , وعنقها يؤلمها بسبب الطريقة الملتوية التي نامت فيها . " لا بأس , يا دونا , لا تخافي , أنا ريك". فتحت باب السيارة بعد أن تأكد لها أنه فعلا ريك , وقالت له: " ريك ! أوه , ريك ! أفزعتني كثيرا !". " يبدو أنك واجهت مشكلة مع السيارة". لاحظت أن ضوء المصباح بدأ يحل تدريجيا محل ظلام الليل , فسألته: " كم الساعة الآن , وماذا تفعل هنا؟". منتديات ليلاس " أنها تمام الخامسة , وأريد أن أعرف ماذا تفعلين في هذه السيارة المعطلة , هل أفهم من وجودك هنا أن أدوني لا يزال على اليخت , وأنك هربت منه؟". أستوت دونا في جلستها وراحت تفرك عنقها بيديها , ثم قالت: " لا , أخبرني عن سبب وجودك هنا". " لم تتمكن سيرافينا من النوم وأرادت أن تشرب فنجانا من القهوة , أعددت لها القهوة , ثم دفعتني حشريتي لمعرفة ما أذا كان أدوني أعادك الى البيت أم لا , سمحت لنفسي بفتح باب غرفتك , وعندما وجدت السرير خاليا , ظنننت أنك لا تزالين معه في اليخت فأتيت لأعادتك الى الفيللا , والآن , فسّري لي سبب وجودك هنا بمفردك , هل حدث شيء .......". لم تجبه دونا على الفور , بل راحت تحلل المعنى الكافي في حديثه عن أرق سيرافينا ورغبتها في شرب القهوة , توحي كلماته بالتأكيد بوجود علاقة حميمة بينهما , حاولت دونا دائما تجنب مواجهتها أو حتى التفكير بها , تعني كلماته أنه كان معها طوال الليل , عصر الألم قلبها , ولكنها سيطرت على أعصابها كثيرا كيلاتحاول الأفلات من يده الممسكة بمعصمها , قال لها بأنقباض: " يبدو أن شيئا ما حدث بينكما , أخبريني !". أطلعته على كافة التفاصيل , ولكن صوتها كاد يختنق عندما أخبرته بأن أدوني منعها من الأتصال بأمه هاتفيا مخافة أن تقلق وتغضب , أرادت دونا أن تصرخ بوجهه قائلة : ( كانت معك ! كنت تطوقها بذراعيك ! ). وسمعت ريك يقول بأستغراب واضح : " كيف يقود بتلك السرعة الجنونية ومعه شخص آخر ؟ كنت معرضة للخطر ! هل أنت بخير .... تماما؟". شعرت دونا بلمسة يديه , فأنتفضت هذه المرة كمن لدغتها حية وقالت بحدة: " أنني ...... أنني بخير , كنت أضع حزام الأمان , ولو فعل أدوني مثلي لكان الآن بخير هو الآخر , كان يقود السيارة بمثل تلك السرعة بسبب مجادلته معك !". " أذن سمعت ما جرى بينا ! إنه يستغل كرم سيرافينا معه , أنت تساعدينها في كتابة مذكراتها , وأصبحت تعرفين بالتأكيد كم كدّت وأجتهدت لجمع أموالها , هل تعتقدين أنه يحق لشاب بعمره أن ينفق مال أمه على هذا النحو ولا يحاول إيجاد عمل لنفسه ؟ لم يتذمر أذن بسبب ذلك الألم الخفيف ! وهل يثبت ذلك أنه رجل ؟ لم أحب ولن أحب فيه أبدا هذه العادة القبيحة , وهي أستغلال النساء ! أنهن طرائد بالنسبة اليه !". أرتجفت دونا وتأثرت كثيرا لأن ريك يتحدث بهذا الشكل عن أدوني , الذي هو من لحمه ودمه والذي يشبهه في مجالات متعددة , قالت له بغضب: " سيرافينا هي التي ستكون بحاجة للتعاطف معها عندما تسمع أن الشاب الأرعن جرح وجهه الجميل المحبوب". ثم أبتسم بسخرية وأضاف قائلا: " بأمكانه الدخول ساعة يشاء الى عالم السينما الأيطالية , مستخدما ذلك الوجه الوسيم والقدرة على التمثيل اللذين ورثهما عن أمه , ولكنه كسول وبليد .. وطفيلي , يفضل مطاردة النساء ..... أوه , لا داعي لأن أخبرك عن هذه المسألة فأنت تعرفين ذلك , وأرجو ألا يتأثر رأسك كثيرا بهذه الحادثة الصغيرة والجرح الطفيف الذي أصابه , يجب أن تدركي ذلك , يا دونا , لأنني لا أريدك أن تحوّلي حياتك العاطفية الى دمار ومأساة". " كيف يمكنك أن تتحدث بهذا الشكل عن.....؟". خنقت الكلمة الأخيرة في حلقها , ثم مضت الى القول: " أنه أبن سيرافينا , وكلنا نعرف مدى تعلقك بها". " نعم , أنني متعلق بها الى درجة كبيرة , ولكن الحب يجب ألا يعمي عيوننا عن أخطاء من نحب , في أي حال , فتاة مثلك جديرة بحب رجل حقيقي". أخرج رأسه من نافذة السيارة ورفع نظره الى السماء التي بدت حمراء صافية , لم تتمكن دونا في تلك اللحظة من أبعاد نظرها عن ذلك الوجه القوي, قالت لنفسها أنه وجه حنون لملاك أسود لم يجد بعد جنّته الحقيقية , كيف ستشعر لو أنها تمكنت من الحلول محل سيرافينا ؟ كيف ستشعر أو تتصرف لو كان ريك لورديتي رفيقها وحارسها ....... لو كان حبها وسوطها , وسمعته يتمتم: " ها أن يوما جديدا بدأ يشق طريقه الآن...... طاهرا عفيفا مثلك , يا دونا". أحمرت وجنتاها بسرعة وتساءلت عما أذا كان يتمنى أن يكون هذا الرجل الذي سيطلعها على خفايا الحب وأسراره , وعاد الى الحديث معها , قائلا: " هل تلاحظين , يا دونا , كم نحن على أنفراد ؟ أننا هنا في قلب منطقة جبلية , لا يشهد على أنفرادنا أخيرا ببعضنا سوى الطيور وبعض الثعالب. |
الساعة الآن 04:37 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية