منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   64 - حتى تموت الشفاه - سارا كريفن - روايات عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t163953.html)

عطني روحي سيدي 13-07-11 04:45 AM

رااائع جداااااااا واصلي

نيو فراولة 13-07-11 10:52 AM

7- قولي أنك لي




ظنت سوزان أنها لن تستطيع تناول العشاء , إلا أنها حين رأت الطعام موضوعا على المائدة : فطائر محشوة باللحم المفروم والبيض , بدأت بألتهامه بسرعة .
حتى وصول ميندوزا , بعد دقائق , جذابا أكثر من أي وقت مضى مرتديا بنطالا أسود ضيقا وقميصا أبيض أظهر لون بشرته البرونزي , لم يستطع أفساد شهيتها , ومنذ لحظة قدومه أحست بالأضطراب يعاودها وجلس الى جانبها قريبا جدا , لم يكن هناك شيء يشغلها أثناء تناولها الطعام غير التفكير به وأبعدها حاجزللغة عن متابعة حديثهم , بقيت ضحية أفكاره الخاصة , رغم أن ميندوزا حاول جهده ترجمة بعض ما قيل لها.
" لحسن الحظ أنك لا تفهمين ما يقال".
خاطبها مناولا أياها صحنا مملوءا بالذرة الساخنة , ثم أضاف:
" أن ماريا مصرة على القول بأنني كنت طفلا هادئا كالملاك , أنا متأكد بأنك لا توافقينها الرأي".
إبتسمت سوزان أبتسامة صغيرة , مدركة أن ماريا تراقبهما بحنان أمومي.
تساءلت عن عمر ماريا , لا بد أنها في الأربعينات من عمرها وأطفالها ما زالوا صغارا , فلا بد أنها كانت صبية حين عملت كمربية للسنيور فاتاس دي ميندوزا .
قال ميندوزا مجيبا:
" كانت في سنها الخامس عشر حين أستخدمتها أمي , كانت أكبر أخواتها التسعة , لهذا كانت تعرف كيف تهتم بالأطفال , وتحبهم أيضا , أخبرتني منذ قليا أن أمنيتها في الحياة هي أن يكبر أطفالها لتأتي بعد ذلك لرعاية أطفالي".
وضعت سوزان شوكتها جانبا وتخيّلت ميندوزا كأب تلين ملامحه القاسية حين ينظر الى الطفل الملفوف بغطاء أبيض بين يديه , وتذكرت كيف ركض أبن ماريا بأتجاهه وكيف تلقّاه ميندوزا بين ذراعيه بلا تردد , حتى تلك اللحظة لم يخطر ببالها أن تتصوره رجلا يحب الأطفال أو رجلا عاديا يطمح بالأستقرار لتكوين أسرة يهتم بها , وتذكرت ما أخبرها عن لينوس وكيف أنه قد يجد مستقبله هناك , تساءلت عما سيكون بيته ومستقره في لينوس.
منتديات ليلاس
سوزان ما تزال لا تعرف الكثير عن ظروف ميندوزا العائلية , إلا أن بعض ما ذكره لها أكد خطأ أنطباعها الأول عنه , لم يكن بالتأكيد مجرد راعي بقر في السابق , إضافة الى ذلك كانت ماريا مربية له , هذا يعني أن عائلته ثرية وذات نفوذ , ولكن مجرد عدم محاولته أخبرها عن الموضوع عنى أنه لم يهتم بتعريفها بوضعه , ثم فكرت أن لا فائدة من الفكير بتلك الطريقة خاصة وأنها لن تبقى فترة طويلة لتأسف على ذلك .
حين أنتهت وجبة الطعام , نهضت سوزان حين لاحظت قيام ماريا لتساعدها في أخلاء الطاولة , إلا أن ماريا أومأت طالبة منها العوةدة الى كرسيها , قدّم اليها شراب منعش وبدأت تشرب ببطء.
أخلت ماريا الطاولة وتركت الغرفة مع الأطفال , ربما لتضعهم في الفراش وغابت فترة طويلة لتعود بعدها طالبة من سوزان الذهاب معها , أكتشفت سوزان سرية الطلب , أذ أعدّت لها ماريا الحمام ثم طلبت منها خلع ملابسها كل ذلك تم بالأيماءات وحركات اليد , ترددت سوزان ولكن لم يكن أمامها غير الرضوخ لطلب ماريا لأنها لم تستطع أفهامها أنها ترغب بالتحمم لوحدها , ثم أن أستدعاء ميندوزا للترجمة كان آخر أحتمال تفكر فيه.
نظرت الى الماء حيث طفت عدة أوراق خضراء تبعث رائحة ذكية , نظرت الى ماريا فرأتها واقفة الى جوار أحد الأسرة حاملة بيدها كيس متاعها وباليد الأخرى قميصها الممزق , بدت على وجهها الحيرة , ثم نظرت متساءله بكلمة واحدة : ( سنيور؟).
صفا وجهها حين نفت سوزان التهمة , وبدأت خلع ملابسها , شعرت براحة كبيرة وهي تغطس في الماء نافضة عن نفسها متاعب اليوم وأوساخه , إبتسمت ماريا بعد أن جمعت ملابسها , ثم أشارت بيديها عارضة على سوزان أن تغسل شعرها , فإبتسمت موافقة.
فكت سوزان عقدة شعرها ثم فركت رأسها بالصابون والماء , تراءى لها مجموعة من الأطفال , عيونهم سود ويقفون في صف واحد خارج الحمام في أنتظار أن تغسل لهم ماريا شعورهم , ثم أدركت والألم يعتصر قلبها , أنها تعرف أولئك الأطفال , ستكون زوجة أيضا , ولكن م ضواحي بوغوتا الثرية , واحدة مثل أيزابيل أرفاليز لم تعمل ولم تكن في حاجة للعمل في حياتها كلها , مستعدة لقضاء اليوم بكامله محافظة على جمالها من أجل زوجها.
منتديات ليلاس
حين أنهت حمامها , ساعدتها ماريا على الخروج من الحوض , ولفت حولها منشفة كبيرة , ثم أنحنت سوزان فجففت ماريا شعرها بطريقة ساعدتها على التخلص من قلقها وأوهامها , وتركتها طفلة خالية من الهموم وتمنت لو أستطاعت البقاء الى الأبد ورأسها في حضن ماريا ألا أن ماريا دفعتها للنهوض , فقامت وتوجهت حيث تركت أشياءها قرب السرير , مدت يدها لتلتقط قميص نومها فلم تجده , فوقفت واجمة للحظات وهي تحاول أن تتذكر أنها نست جلب قميص النوم , وقلبت ملابسها عسى أن تجد قميص النوم المختفي , فلم تجده , أقتربت ماريا من سوزان مطالبة إياها أن توضح ما تريد , فنجحت سوزان في الأخير في تذكر ما يطلق على قميص النوم بالأسبانية , ألتفتت ماريا الى بقية الملابس المتناثرة وألقت نظرة سريعة عليها ثم ربتت على كتف سوزان قبل أن تختفي من الغرفة بسرعة.

فتاة 86 13-07-11 04:24 PM

:8_4_134:
يعطيكي العافية يا أحلى فراولة بهدنيا
شكراً و ما فيني ما أشكرك على كل التعب يلي عم تتبعي معنا

:55::peace::55:

نيو فراولة 13-07-11 10:29 PM

حبيبتي مبسوطة كتير أنو الرواية عجبتك

نيو فراولة 13-07-11 10:40 PM

عادت ماريا بعد لحظات حاملة كومة من قماش أبيض ظنت سوزان أنها شراشف إلا أنها سرعان ما أدركت بأنها كانت قميص نوم قديم وثمين , أكمان طويلة وقبة عالية , مزينة بالدانتيل , صنعت يدويا ما أضفى عليه قيمة وجمالا , كان في حالة جيدة بأستثناء بعض الأجزاء الصفراء حيث طوي منذ فترة طويلة .
حاولت سوزان الأعتراض , فقد كان شيئا ثمينا وجميلا ومن الأفضل الأحتفاظ به إلا أن ماريا رفضت الأصغاء اليها , وقبل أن تواصل الأعتراض سحبت ماريا المنشفة من حولها وألبستها قميص النوم , ثم جلبت فرشاة الشعر ومشطت شعرها حتى أصبح ناعما , يلمع مثل حرير عسلي اللون على كتفيها , وأخيرا بدأت ماريا جمع الملابس المتناثرة على السرير والأرض وأطفأت المصابيح بأستثناء الموضوع على الطاولة الصغيرة بين السريرين.

بقيت سوزان لوحدها , جلست على حافة السرير وفكرت بما فعلته , تحممت تعطرت , مشطت شعرها ثم أرتدت قميص نوم أبيض , لا بد أنها تشبه عروسا من العصر الفيكتوري , في ليلة عرسها , أضحكتها الفكرة وقالت لنفسها بأنها من أكثر النكات التي سمعتها في حياتها قوة.
نشرت سوزان الطيات البيضاء حولها , كان القماش ساحرا وله رائحة زكية كما لو أنه حوفظ عليه مع بعض الأعشاب البرية المجففة , لا بد أن الدانتيل من صنع راهبة أسبانية , هدية الى أحدى الفتيات للأحتفال فيما بعد بزواجها.
لا بد أن الراهبة ستصاب بصدمة عنيفة لو عرفت أن من ترتدي الفستان هي فتاة هادئة تسافر مع رجل لا تعرف عنه الكثير.
وقفت وكان قميص النوم يغطي قدميها الحافيتين , رفعت الطيّات قليلا وهي تخطو الى الأمام , لم تسمع الباب ينفتح لكنها أحست فجأة , بحضوره يمتلك كل حواسها , كان واقفا قرب الباب محدقا فيها بصمت , نظرت اليه فبدا جامدا , ناظرا اليها وهو لا يصدق عينيه.
أرادت أن تمزح للتفادى على الأقل , أحراج اللحظات الأولى , ‘لا أنها لم تستطع التحدث , كان ذهنها خاليا من أي فكرة أخرى وكل ما أحست به هو الحاجة الى وجوده الى جانبها , تسارعت دقات قلبها.
تحرك ميندوزا أخيرا بعد أن أغلق الباب بركلة من قدمه , أحست بتوتر يشملها كلها توجه الى السرير الآخر وبدأ بنزع قميصه , ثم قال:
" أقفزي الى الفراش قبل أن تصابي بالبرد , كما لا تنسي أن تديري ظهرك لي".
نامت على جانبها محدقة في ظلمة النافذة ذات الشبك المانع لدخول الحشرات , محاولة عدم الأصغاء لحركاته وهو يخلع ملابسه ثم سمعت صوت السرير حين أضطجع وتلا ذلك أطفاء المصباح.
لفترة طويلة بقيت صامتة غير مصدقة لما جرى ثم شعرت بقبضتها الباردة تضغط على شفتيها المرتجفتين.
كان الوقت متأخرا حين فتحت عينيها في اليوم التالي , وأدركت ذلك من مرأى زاوية أشعة الشمس المنتشرة , جلست ونظرت الى السرير الآخر , إلا أنه كان خاليا والبطانيات مرتبة , وكأنه خلى منذ فترة طويلة.
رفعت الغطاء عنها ووضعت قدميها على الأرض فأحست بالدوخة كما لو أنها قضت الليلة بكاملها صاحية , إلا أن ذلك لم يكن صحيحا حيث نامت بعض الوقت برفقة أحلامها.
ووضع أحدهم , ربما كانت ماريا , أناء من الماء بين السريرين فأغتسلت بسرعة متمتعة بالأحساس البارد على وجهها وجسدها , ثم طوت قميص النوم بعناية ووضعته عند نهاية السرير وفكرت بأنها لن تحتاجه ثانية.
أرتدت ملابسها وذهبت الى باحة المنزل فلاحظت ملابسها نظيفة ومعلقة على حبل وضع هناك تحت أشعة الشمس مع ملابس الأطفال .
وقفت هناك شاعرة بحرارة النهار في رأسها , ظهرت ماريا حاملة بين يديها سلة الغسيل فتألقت عيناها حين رأت سوزان ووضعت السلة جانبا , وسألتها ماريا بالأسبانية أذا ما كانت قضت ليلة سعيدة فأستطاعت الأجابة بالأيجاب وشكرها على ذلك , ثم سألتها عن السنيور ميندوزا , ظهرت على وجه ماريا علامات الدهشة , من الواضح أنها توقعت معرفة سوزان بوجهته , ثم بدأت الأيضاح بحركات البد فظنت سوزان أن ما أرادت قوله أنه ليس هناك , إلا أنه ذهب الى مكان ما برفقة رامون.
قطبت جبينها لأنها توقعت منه إعداد الخيل أستعدادا للمرحلة الأخيرة من رحلتهما فقد أخبرته عن ضرورة الوصول الى ديابلو بأسرع وقت ممكن , فما الذي حدث؟
ولاحظت أن ماريا عرضت عليها الأفطار فإبتسمت موافقة ثم توجهت الى داخل المنزل وجلست خلف الطاولة بينما واصلت ماريا تحركها بسرعة لأعداد البيض المقلي لها , كان الأفطار لذيذا خاصة كرات الذرة المخلوطة بالجبن , بعد ذلك شربت كوبين من القهوة السوداء وأحست بأنها أكثر راحة من السابق , ربما كان من الأفضل لها عدم رؤيته في الصباح خاصة وأنها لم تتنبأ بسلوكه.
وكانت الليلة السابقة أذلالا آخر لها إذ لم يتوقع العثور عليها مغطاة بقميص نوم أبيض , حسنا أنها الأخرى لم تتوقع ذلك , ألا أنها لم تصدق أنها بدت بشعة الى هذا الحد , من اواضح أن المظهر الخارجي لم يكن ساحرا ما فيه الكفاية ليلائم ذوقه الراقي ربما كان سيفضل رؤيتها فستانا أسود شفافا لا يخفي شيئا من جسمها , فكرت سوزان بذلك لكن بمرارة.


الساعة الآن 03:05 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية