منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   64 - حتى تموت الشفاه - سارا كريفن - روايات عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t163953.html)

نيو فراولة 07-07-11 01:46 PM

4-ستكونين أمرأتي !


" كارلوس ! هل عدت الى ألاعيبك القديمة؟".
ركله دي ميندوزا ركلة قوية.
بدأ كارلوس يتكلم بالأسبانية , كلمات سريعة ومتلاحقة , ذات أيقاع رتيب , ورغم أن سوزان لم تفهم ما قاله بالضبط ألا أنها فهمت مجمل حديثه , وتملكتها الرغبة في صم أذنيها عن قباحة تبريراته , لم تستطع التحرك أو التكلم , بل أحست كما لو أنها تحولت الى حجر , كانت ترتجف فقط.
تعثرت الكلمات الأخيرة في فم كارلوس وتوقف ليستعيد أنفاسه.
خاطبها ميندوزا قائلا:
" يقول لي كارلوس أنك جئت معه الى هذا المكان بموافقتك الكاملة , هل هذا صحيح؟".
أنارت ملامح وجهه , بدا كأنه تمثال صب في زمن سابق لقدوم الغزاة الأوائل الى كولومبيا , لم يكن في وجهه ما يشير الى أنسانيته غير رقعة سوداء على أحدى عينيه.
" لم الصمت يا سنيوريتا؟ ألا يقال في بلدك أن الصمت علامة الرضى؟ أما أذا كنت قد قاطعتك بتدخلي , فأنا أرجو المعذرة".
رفع يده الى قبعته ذات الحافات العريضة وظهر كأنه على وشك أن يبتعد.
" كلا , أنتظر ,لا تذهب رجاء , صحيح أنني جئت معه بمحض أختياري ولكن ما قاله غير صحيح , ما حدث أنني أستأجرته كدليل ليأخذني الى ديابلو , وهذا كل شيء".
أرتجف صوتها خوفا , ماذا سيحدث أذا لم يصدقها , وماذا شرح له كارلوس , هل أخبره أنها كانت تعلم بمخططه لمحاولة الأعتداء عليها , وأنها كادت الموافقة على ذلك؟
أستدار ميندوزا بأتجاه كارلوس شاهرا البندقية في وجهه , تعثر كارلوس لمرأى فوهة البندقية وتوسل بصوت مسوع , كان العرق واضحا على وجهه , وكان الخوف باديا عليه.
" ماذا , ما الذي ستفعله؟".
صرخت سوزان.
لم ينظر اليها بل كان ينظر بأتجاه كارلوس.
" أنك لست المرأة الأولى التي تعاني على يد كارلوس , ربما سأسدي جميلا للعالم أذا ما تأكدت أنك ستكونين الأخيرة".
" أنك لا تعني ما تقول؟".
صرخت سوزان برعب وشك.
" أنني أعني ذلك ولدي السلاح اللازم وكذلك الأرادة.
" لكنك لن تفعل هذا , أنها جريمة قتل متعمدة لن تستطيع الهرب من عقوبتها مهما كان البلد الذي تسكن فيه ...... ثم أنه لم يفعل شيئا ...... وأنت تعلم ذلك".
" نعم , أعرف ذلك , ولكن ما الذي كان سيحدث لو أنني تأخرت نصف ساعة؟ أعتقد أن كارلوس أراد أن يأخذك معه الى الحدود الفنزويلية حيث لديه مجموعة من الأصدقاء وحيث لن يسمع عنك أحد بعد ذلك ما لم يكن لك أصدقاء يواصلون البحث بشكل دوريات في بيونيس أيرس أو كاراكاس".
سرت رعشة عميقة في جسدها وتذذكرت كيف أعتادت سماع قصص كهذه بأعتبارها حكايات نسوة عجائز ولم تصدق أن مصيرا كهذا سيكون في أنتظارها ذات يوم.
قالت سوزان:
" رغم ذلك , فأنه لا يستحق القتل".
نظر اليها للحظات مفكرا ثم قال لكارلوس:
" أنك رجل محظوظ حيث منحتك السنيوريتا حياتك , لو كنت في محلها لما كنت كريما الى هذا الحد , الآن أبتعد عنا ولكن قبل أن تذهب أعطني حزامك".
حين لاحظ تردد كارلوس أضاف:
" لا أعتقد أن الخجل جزء من شخصيتك أيها الضئيل , أنزع حزامك ولا تدعني أنتظر فترة أطول".
ثم واصل دي ميندوزا كلامه قائلا:
" كما تعلم , هناك مكان مأهول على مبعدة أميال من هنا , واصل السير في أتجاهه ولا بد أن هواء الليل البارد سيساعدك على تهدئة مشاعرك , ولا تدعني أرى وجهك القبيح في أسانكشن مرة أخرى".
أبتعد كارلوس عن الطريق بسرعة محاولا المحافظة على بنطاله في مكانه , للحظات أصغيا الى صوت خطواته المبتعدة , ثم عاد الى الليل سكونه.
منتديات ليلاس
أسترخت سوزان لفترة من الوقت , وأدركت أنها على وشك أن تتقيأ , أبتعدت عن دي ميندوزا وأختفت في الظلام , أذ يكفي ما أنتابها من أحاسيس حتى ذلك الوقت بدون الحاجة الى أن يراقبها وهي تتقيأ , وعندما تخلصت من نوبات التقلص في معدتها , بدأ جسمها بالأرتجاف من الرأس حتى القدمين كرد فعل مفاجىء وأحست بأنه موجود الى جوارها.
" أرجو أن تتركني لوحدي".
توسلت بصوت مختنق:
" لا تكوني حمقاء , أشربي شيئا من هذا".
ناولها قدحا فضيا.
(هل هو هدية أخرى من أمرأة ثرية؟ ) تساءلت وهو يناولها القدح , شعرت بالحرارة تسري في أعماقها , كان ذلك تأثير ذلك المشروب الغريب, ثم توقفت عن الأرتجاف جلست بأعتدال وأحاطت نفسها بالبطانية وقالت في صوت صاف:
" شكرا جزيلا".
" يا للمسكينة , أي جهد بذلته لتنطقي كلمتين , تعالي وأجلسي قرب النار لتحصلي على بعض الدفء".
راقبته سوزان وهو يضيف بعض الحطب على النار , يعد المزيد نت القهوة , ولم يهتم بطلبها ألا يضيف السكر الى قهوتها بل ناولها الكوب وهو يقول:
" أنك ضحية صدمة قوية"

نيو فراولة 08-07-11 10:21 AM

فكرت بأن ما قاله حقيقة ولعل أكبر صدمة تعرضت لها كان ظهوره المفاجىء , سألته:
" كيف أستطعت العثور علينا؟".
كان يقوم بربط الحصان , ثم فرش بطانية له في الجهة الأخرى من النار , وقال:
" لم يكن الأمر صعبا".
أجاب وهو يستلقي على البطانية , يجذب حافة قبعته ليغطي عينيه ثم أجاب:
" تبعتكما طوال الطريق".
" تبعتنا؟ ولكن لماذا؟".
" ليس من المفروض أن تسألي هذا السؤال , كارلوس معروف بسلوكه السيء , وقد رآكما عدد من السكان في أسكانكشن".
" بدا لي مجرد رجل ضئيل وساذج".
الحية أيضا تبدو أليفة حين تكمن في الأحراش , تقدمي اليها وستدركين خطأك , لو أنك سألت أي شخص لأخبرك بحقيقة كارلوس , مع ذلك , أندفعت الى الغابة مع رجل لم تعرفي عنه أي شيء , هل أنت حمقاء دائما مع الرجال؟".
" كان خطأ طبيعيا".
أجابت ببرود ثم أضافت:
" كنت في حاجة الى دليل وقد تقدم هو عارضا خدماته , أعتقد أن صديقك صاحب الفندق راميريز , كان قد أخبره بحاجتي تلك".
" أن لراميريز أخطاءه , ألا أنه ليس أحمق الى حد تسليم حمل بريء الى نمر هائج , بالعكس فقد فكر خوان راميريز بأنك سالمة تحت رعايتي".
فكرت سوزان قد تكون مجبرة على الأمتنان له بعد أنقاذه لحياتها , إلا أنها لم تكن مستعدة لتقبّل شعوره , كرجل , بالتفوق عليها كأنثى.
ثم أجابته بتهكم:
" الى أحد حد يمكن أن يكون الأنسان مخطئا؟".
أشعل دي ميندوزا سيكارة ثم نظر اليها بالتهكم نفسه مذكّرا إياها , بصمت وبلا جهد كبير باللحظات التي كان لطيفا فيها معها.
تململت سوزان في بطانيتها ثم حاولت الأبتعاد قليلا عن النار الملتهبة , ربما لكي تخفي مشاعرها.
نجحت أخيرا في سؤاله:
" ما الذي ستفعله الآن؟".
أجابها بلا مبالاة:
" سننال قسطا من الراحة هذه الليلة , وفي الصباح سنبدأ رحلة العودة الى بوغوتا".
" أنا لست عائدة الى بوغوتا , بل سأذهب ال ديابلو كما أخبرتك من قبل , أريد العثور على أخي".
أجاب ميندوزا :
" يا له من أخ محظوظ , ألا أن هذا لن يغير شيئا , ديابو ليست مكانا صالحا لأمرأة , وخاصة أذا كانت ساذجة وتتصرف مثل طفل عنيد:.
" أعترف بسلوكي الخاطىء مع كارلوس , ولا أعتقد أنني سأخدع للمرة الثانية".
" كلا! هل تستطيعين أخباري عن مكانك الآن ؟ أشك في ذلك حتى لو أعطيتك الخارطة الموجودة في جيب سترتي , وعدك كارلوس بأن يأخذك الى ديابلو إلا أنه ما كان ليخاطر بحياته ليذهب الى الجحيم , لقد قادك في الأتجاه المعاكس منذ ساعتين على الأقل وأنت لم تلاحظي حتى ذلك".
" ولكنك تعرف ديابلو وفي أستطاعتك أخذي الى تلك المنطقة".
" وما الذي يدفعك الى الأعتقاد بأنني سأخاطر بحياتي للذهاب الى ديابلو؟".
فأجابت :
" لكنك دليل ماهر وعليك أن تقوم بعملك لتحصل على وسيلة مالية لمعيشتك".
قال ميندوزا :
" هل تستطيعين دفع السعر المطلوب لخدماتي؟".
" لا أدري".
قطبت جبينها مهمومة , أنه أمر فكرت فيه كثيرا خاصة وأن كارلوس أخذ منها كل ما تملك تقريبا , في أستطاعتها أن تدفع ما سيطلبه في بوغوتا , ولكن ماذا أذا أصر دي ميندوزا على أخذ أجره مقدما كما فعل كارلوس؟".
قالت سوزان:
" ليس في أمكاني دفع أجرتك بأكملها الآن لكنني سأدفع البقية عند العودة الى بوغوتا".
أندفعت لأتمام حديثها بسرعة حين رأته يهز رأسه علامة للرفض:
" أوه , أرجوك أضغ الى ما سأقوله ... أنني في حاجة ماسة للذهاب الى ديابلو في أسرع وقت ممكن وسأدفع لك ما تطلبه لدى العودة لأنني لا أملك المبلغ اللازم الآن , وعليك أن تثق بما أقوله".
ثم أسرعت تقول:
" ماذا؟ هل تضحك عليّ؟".
" نعم الى حد ما , أخبرتك أنك ساذجة أليس كذلك يا سنيوريتا ؟ وإلا صدقت أنني تبعتك النهار كله لأنقاذك من مصير أسوأ من الموت؟".
" لا أفهم ما تقوله".
" حقا؟ كارلوس فهم أحسن منك , حيث أعتذر مني قبل أن يتركنا لأنه حاول مس أمرأتي".
فأجابت سوزان بصوت متكسر:
" لكنني لست أمرأتك".
" ليس الآن ولكنك ستكونين , لأن هذا هو السعر الذي أطلبه لأخذك الى ديابلو".
ساد الصمت بينهما لفترة وظلّت كلماته تتردد في رأسها كدوامة لا نهاية لها , دوامة بلا معنى.
قالت أخيرا:
" لكنك...... لكنك لست جادا فيما تقول؟".
" لم أكن جادا مثل الآن , طوال حياتي , لم تشكّين فيما أقول ؟ صحيح أنني وصفتك كطفلة ألا أنك في سن تسمح لك بفهم ما أريده منك , وكما أدركت ذلك حين كنا في أسانكشن".
" كلا , لم أدرك ذلك".
أجابته بحدة بينما أطلق ضحكة عالية.
" ظننت أنك ممثلة , أرجو أن تؤدي أدوارك على المسرح بطريقة أكثر أقناعا , تخيّلي أ, أذا أردت , أنني أعرض عليك دورا , وهو أن تكوني زوجتي".

نيو فراولة 08-07-11 04:58 PM

أنتظروا باقي الرواية قريبا

زهرة منسية 08-07-11 05:42 PM

فى أنتظارك يا قمر

سومه كاتمة الاسرار 09-07-11 12:53 AM

لالالالالالالالالالالالالالالالالالا حراااااااااااااااااام وينها التكمله
:52::52::52::52::52::52::52::52::52::52::52::52::Taj52::Taj5 2::Taj52::Taj52::Taj52::Taj52::Taj52:
بليييييييييييييييييييز كمليهااااا:f63::f63::f63::f63::f63::f63::f63::f63::f63::f63: :f63::dfghd654::dfghd654::dfghd654::dfghd654::dfghd654::dfgh d654::dfghd654::dfghd654::dfghd654:
:8_4_134:


الساعة الآن 08:58 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية