منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   حصري 18 - مكان في حياتك - نيكولا ويست - روايات عبير الجديدة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t163595.html)

katia.q 27-06-11 06:25 AM

18 - مكان في حياتك - نيكولا ويست - روايات عبير الجديدة ( كاملة )
 
http://dc14.arabsh.com/i/02230/q0xvsl57r5vk.gif




مرحبا بكل أعضاء وعضوات ليلاس
نبدأ سوا رواية جديدة من روايات عبير الجديدة


مكان في حياتك
للكاتبة /نيكولا ويست
http://www.iraqpics.net/images/fhot6ciq7ayfap0gti9.gif






http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13091485871.jpg




عندما وجدت أليكس نفسها وحيدة في يوغوسلافيا شعرت بالوحدة والحزن, فصديقتها عادت الي انكلترا وهكذا فقدت الاجازة سحرها ومتعتها.
وفجأة حصلت الكارثة ....لقد أضاعت حقيبتها التي تحتوي علي ملابسها وعلي أموالها
ماذا كان سيحصل لها لولا مساعدة كارل لها؟؟ فهذا الرجل المجهول والمعزي يقلقها ولكنه ملجأها الوحيد.
وهكذا قبلت بالعيش معه علي متن يخته الفاخر....
ومع ذلك كانت تعلم بأن حياتها كلها ستضطرب .





http://www.tayma2.com/vb/imgcache/2/28623tayma2.gif



لا أحل نقل جهدي وتعبي دون ذكر اسمي أو اسم منتديات ليلاس




katia.q 27-06-11 06:36 AM

الفصل الأول
 
http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13091490651.jpg

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13091490652.gif



فقط لو أن برني لا تزال هنا؟ فكرت أليكس وهي تسير علي الشاطئ تحت أشعة الشمس, وكانت المراكب البيضاء تتمايل علي سطح المياه, والجبال المرتفعة تحيط بهذا المنظر الرائع.
ولكن أليكس لا يمكنها أن تتخلي عن جمال هذا المكان, وتساءلت ماذا ستفعل , لماذا يجب أن تعود برني الي انكلترا فهي لا تريد أن تبق في هذا البلد الغريب الذي لا تعرف لغته, كانت هذه الاجازة ستكون أجمل لو لم تضطر برني للسفر, فبرني تجيد اللغة الألمانية وهي اللغة المعروفة في كل أنحاء يوغوسلافيا وبما أن أليكس أصبحت وحدها فالأمور لن تسير بنفس الروعة ولكن صديقتها أصرت عليها أن تبقي.
"أنت لا يمكنك أن ترحلي الآن, فهذا بلد جميل,ويجب علي الأقل أن تتمتع احدانا بالاقامة فيه, كما وأن مرض أبي قد لا يكون خطيرا وهكذا سيكون بامكاني العودة بسرعة وقد أكون معك بعد أقل من أسبوعين ونتابع رحلتنا معا"
وافقت أليكس كي لا تغضب صديقتها, ولكنها الآن نادمة جدا, وفجأة شعرت بالخجل فان هذا الرجل المريض ليس والدها هي فلماذا يجب أن تقطع عطلتها؟
نظرت حولها وتأملت هذا الخليج, خليج كوتور, انه مكان رائع, الجزر صغيرة تبدو وكأنها حجارة كريمة علي لوحة زرقاء ولم تنتبه أليكس لذلك الرجل الممدد بكسل علي احدي المراكب وهو يتأملها باهتمام وكانت تجلس وتضع حقيبة يديها علي قدميها.
وعندما رفعت رأسها لترفع شعرها الأشقر الذي يلمع تحت أشعة الشمس ,اكتشفت وجوده فشحب لونها لأن نظرات الرجل كانت وقحة! وشعرت بالضيق والانزعاج ولم تكن قد نظرت اليه جيدا لكنه كان قد ترك فيها شعورا غريبا.
انه ليس من نوع الرجال الذين تراهم دون ان تنظر اليهم وكان الرجل لا يزال ينظر اليها بعينيه الرماديتين, وشعره البني وهذا ليس مألوفا في يوغوسلافيا. لابد أنه ربان سفينة يريد أن يدعوها لجولة علي متن مركبه. ترددت لحظة, الفكرة تعجبها ولو كانت برني مكانها لاستغلت الفرصة ولكن وحدها مع هذا الرجل الوقح... ثم نهضت ووضعت حقيبتها علي كتفها ودون أن تقصد عاد نظرها نحو ذلك الرجل الذي لا يزال ينظر نحوها وهو يبتسم ابتسامة ساخرة
اذا تكررت مثل هذه الأشياء, فان اجازتها ستكون فاشلة. فكرت أليكس بغضب, ففي ايطاليا مثل هذه التحرشات كثيرة وشائعة ولكنها لم تكن تعرف أنها شائعة أيضا في يوغوسلافيا يبدو أن موقف الرجال هو نفسه في كل العالم.
ومع برني لم تكن لتصادفها مشاكل,والآن لا تقوم بأي شيء سوي التسكع حتي سلوفاني والتمتع بمنظر الساحل....ولديها متسع من الوقت تقريبا سبعة أسابيع من هذا الصيف, وهذا من فضائل كونها معلمة.
وهذا ليس السبب الوحيد بالتأكيد, فهي تحب عملها وتحب تلاميذ صفها ولقد سبق واشترت لهم بطاقات يظهر فيها جمال هذا البلد
اتجهت نحو محطة السيارات, وكانت تريد أن تذهب الي ديبروفنيك وتزور المدينة القديمة المحاطة بأسوار وفي الطريق يمكنها أن تتوقف بضعة ساعات في هارسيغ نوفي حيث توجد متاحف مهمة, فالسفر في أوتوكار متعب ومن الأفضل أن تقوم بالسفر علي مراحل
فبل أن تذهب كتبت رسالة الي أهلها وكانت تعلم بأنهما سيقلقان عندما يعلمان أنها تقطع الشوارع وحدها, فيجب عليها أن تطمئنهما وتقول لهما كم هي سعيدة في اقامتها هنا وكل ما يهمها فكرة واحدة, أن لا يشغل بالهم عليها ,فان لديهم المشاكل والهموم التي تكفيهم.
كانت تجلس في السيارة بين اثنين من اليوغسلافيين بصمت وتتأمل المناظر الجميلة, وكانت السيارة تتوقف أحيانا في بعض القري وكانت تري علي الطريق النساء الكبيرات يرتدين ثيابا سوداء ويحملن حزمات الحطب الثقيلة ويدفعن أمامهن الحمير المحملة بالأثقال.
بالطبع أهلها لا يعيشون مثل هذه الحياة الصعبة,ولكن قد يكون هؤلاء الناس مقتنعين بحياتهم هذه ولا يريدون ابدالها بحياة مليئة بمظاهر الفخامة, وتذكرت أليكس طفولتها, كانت تعيش بسعادة بين أهلها الذين يحبونها وقد كانوا دائما يشجعونها علي القيام بأي عمل تريده والهموم التي تثقل كاهلهم لم تدمر عزمهم, انهما يعملان كثيرا ويتعبان في متجرهما وهما محترمان من الجميع ولقد كان فخرهم بها كبيرا وخاصة بنجاحها في علومها الدراسية وشعروا بسعادة كبيرة عندما أصبحت مدرسة, ولقد حالفها الحظ ووجدت عملا في القرية المجاورة وهكذا تعود للعيش معهم.
ولكن الألم الكبير الذي أصابها منذ عشر سنوات لم يمح بعد, وتذكرت أليكس بحزن عيون والدتها المليئة بالهموم وأكتاف والدها المقوسة قليلا...هزت رأسها لتزيل هذه الأفكار السوداء, فالتفكير هذا لن ينفع, يجب عليها أن تفكر بالحاضر, بهذه العطلة التي تتمني أن تنجح بها وحدها أولا , والتقطت العديد من الصور كي تريها الي برني.
كانت السيارة تسير ببطء فأحست أليكس بالكسل ثم استيقظت فجأة...لقد توقفت السيارة في احدي المحطات وكان الهواء مليئا برائحة البنزين والدخان, وكان الناس في السيارة يضجون كثيرا يضحكون ويثرثرون, وبعضهم يتهيأ للنزول ولقد دفعها بعض الركاب فاضطرت للنزول ووقفت علي الرصيف, وبعد قليل تفرق الركاب وانطلقت السيارة وتذكرت أليكس أنها نسيت حقيبتها تحت المقعد الذي كانت تجلس عليه فصرخت" أوه لا حقيبتي!"
وظلت تصرخ بيأس والسيارة تبتعد,هذا مستحيل! لا يمكنه أن يرحل هكذا دون انذار! ان كل حوائجها موجودة في هذه الحقيبة التي تحملها علي ظهرها, ما عدا جواز سفرها والكاميرا وبعض المال تحمله في حقيبة يدها.
ماذا ستفعل؟ وكيف ستشرح موقفها؟ فهي لا تعرف اللغة اليوغسلافية ولا تعرف سوي بضعة كلمات ألمانية.
يجب أن تجد حقيبتها, لقد وضعت فيها كل الشيكات السياحية وعندما فكرت أنها ستبقي في ذلك البلد الغريب بدون مال , ازداد غضبها.
لابد أن هناك وسيلة ما يجب أن تجد من يساعدها.... وبعد نصف ساعة ولشدة حزنها أخذت بالبكاء, لم يكن هناك أحد يتكلم الانكليزية, ولم تنفعها تلك الكلمات الألمانية القليلة التي تعرفها, وبعد قليل تشجعت وغادرت المحطة واستندت الي حائط واستسلمت يائسة
"هل تصادفك متاعب؟"
انتفضت ونظرت الي البحار الشاب الذي يبتسم لها بأدب
"أنت انكليزية؟ هل أستطيع مساعدتك؟"
"أنت لطيف ولكن كما تري لا أعتقد أن أحدا يمكنه مساعدتي, لقد نسيت حقيبتي في السيارة الكبيرة وقد رحل دون أي انذار, ولا احد هنا يجيد الانكليزية و..."
"حسنا لقد فهمت. ولكن السيارة أصبحت بعيدة الآن"
"نعم وأنا لا أدري الي أين تتجه ,وكل أموالي في الحقيبة وأنا لا أعرف ماذا...."
انهمرت دموعها وبدا الأسف علي وجه الشاب " يجب أن تقصدي مركز الشرطة فقد يتمكنون من مساعدتك, أنا مضطر للذهاب الآن"
"حسنا, انها فكرة جيدة, فقد يكون بين عناصر الشرطة رجل يجيد الانكليزية"
أشار لها البحار علي الطريق وظلت تنظر اليه وهو يبتعد وكأنها تفقد صديقها الوحيد, فقطعت الشارع وسارت في الطريق المزدحم بالسيارات والدخان وشعرت بالتعب وبدا لها الطريق طويلة جدا وعندما وصلت الي المبني الذي دلها عليه, شعرت بصمت غريب وكأنه لا وجود لحياة فيه...والآن؟ يجب عليها أن تدق علي أحد هذه الأبواب
دقت علي عدة أبواب ولم تسمع جوابا, وكادت ان تجلس علي الأرض في ذلك الممر الطويل عندما فتح أحد البواب وخرج منه شرطي يوغسلافي
"وأخيرا! هل تتكلم الانكليزية؟"
ولكن لا فائدة كان الشرطي لا يتكلم الانكليزية ولا حتي الألمانية وطرح عليها سؤالا لم تفهمه. وفجأة سمعت أصواتا ووقع أقدام في الممر فنظرت الي رجل الشرطة ولمع بريق أمل في عينيها.
اقترب منها رجلان ....وكانت دهشة أليكس كبيرة.
مستحيل! لابد أنه أخوه أو ابن عمه.... ولكنها متأكدة من أنها رأت هذه العيون الرمادية المشرقة وهذا الشعر البني, وشعرت مرة أخري بالضيق والانزعاج من نظراته التي كان ينظر بها اليها هذا الصباح. انه نفس الرجل الذي رأته في كوتور ممددا علي مركبه. يرافقه الآن رجل شرطة لابد أنه المفوض نفسه لكثرة الاشارات التي علي بدلته, ورمقها الرجل بنفس النظرات مما جعلها تثور خائفة.
لماذا هو بالذات, و بماذا سيساعدها؟؟؟؟


http://www.tayma2.com/vb/imgcache/2/28623tayma2.gif


katia.q 27-06-11 06:43 AM

الفصل الثاني
 
http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13091497342.jpg


http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13091497341.gif




أخذ الشرطيان يتحدثان ولكنها ظلت في مكانها لا تفهم شيئا مما يقولانه, ولكنها عندما رأت المفوض ينظر اليها فهمت أنهما يتحدثان عنها
وكان الرجل الذي التقت به في كوتور ينظر اليها بنظرة غريبة, فشعرت بالضيق, ماذا يريد منها الآن؟ وماذا تفعل هي هنا؟
والآن أخذ الرجال الثلاثة يتحدثون بمودة بالتأكيد نسوا وجودها, والأفضل لها أن تخرج , وأن تعود للمدينة وهناك لابد أن تجد رجلا من الشرطة السياحية يمكنه أن يساعدها. لقد بدأت فترة الظهر وقريبا ستبحث عن حل لمشكلة أخري وهي البحث عن مكان تبيت فيه وهي لا تحمل المال الكافي لدفع ايجار غرفة في الفندق.
ابتعدت فورا عن الرجال الثلاثة المنشغلين بالحديث, لكن صاحب العيون الرمادية كان سريعا فاقترب منها وأمسك ذراعها
"دعني" صرخت أليكس ونظرت الي الشرطيين بتوسل "قولا له أن يتركني بسلام"
"هيا دعني فأنت تفهم ما أقول"
"بالتأكيد أنا أفهم"
شعرت أليكس بالصدمة انه صوته, هادئ ودافئ, وهو يتكلم الانكليزية بدون أي تلعثم... وشعرت وكأنها تحت دوش ماء بارد
رفعت نظرها نحوه ورأت قامته الطويلة والرجولة التي تشع من جسده, والتقت نظراتهما فلمحت تلك النظرة الساخرة. أوه, لماذا يسخر مني؟ ومن هو أولا؟
"اسمع ,قد يبدو هذا مضحكا ولكني لا أشعر برغبة في الضحك. لماذا لم تقل من البداية أنك انكليزي؟ كان بامكانك أن تسألني ان كنت أحتاج للمساعدة. فماذا تظن أنني أفعل في المفوضية ؟فأنا لم أجد أحدا يفهم كلامي ولكن يبدو أنك تفضل أن تستغل موقفي للضحك, حسنا اضحك كما تريد وعندما تنتهي بامكانك أن تفكر بمساعدتي قليلا"
وشعرت بالدموع تسيل من عينيها فاستدارت ولكن يد الرجل التي لا تزال تمسك بذراعها أجبرتها علي الالتفات نحوه
"حسنا.. أنا لا أريد أن أضعك بهذا الوضع... ولكن أيتها الآنسة الجميلة لم يكن بامكاني التنبؤ بأننا نتكلم اللغة نفسها قبل أن تفتحي فمك كما وأن ملابسك لا تدل بوضوح علي هويتك الحقيقية" فقد كانت أليكس ترتدي بنطلون جينز وقميص واسع متسخ.
"والآن بعد أن عرفنا ذلك, قد يكون بامكانك أن تروي لي قصتك"
ترك يدها فجمعت أليكس أفكارها ان وجود ذلك الرجل يربكها, وهي لم تشعر بمثل هذا الاحساس من قبل ولم تشعر بمثل هذه العصبية
"أنا...لقد فقدت حقيبتي في السيارة لقد تاه نظري قليلا ثم تفاجأت بأن السائق أقلع من جديد بدون أي انذار , حاولت إيقافه ولكن كان قد فات الآوان ولم يكن أحد من الركاب يفهم لغتي"
"فهمت" قال لها الرجل وهز رأسه
ثم التفت الي رجال الشرطة وشرح لهم الموقف وأخذ الثلاثة يتكلمون بنفس الوقت ويشيرون بأيديهم بطريقة فهمت من خلالها أن الأمل ضعيف
"ان السيارة قد ذهبت بالتأكيد الي ديبروفنيك والشيء الوحيد الذي يجب أن تفعليه هو أن تذهبي الي تلك المدينة"
"حسنا بما أن هذا هو الحل الوحيد, سأجرب حظي في ديبروفنيك وأتمني أن تكون أموالي كافية لهذه الرحلة..."
"أتريدين القول بأن أموالك أيضا في تلك الحقيبة؟"
"نعم كان فيها ملابسي وشيكاتي السياحية"
"ولكن أين كان عقلك؟ تأتين الي بلد غريب لا تعرفين لغته, وما أن يحصل لك شيء متوقع مثل ذلك تصبحين هكذا بدون أي مصادر وهكذا تحملين الناس مشاكلك وكأننا لا تكفينا مشاكلنا الخاصة" ثم تنهد وأضاف" حسنا تعالي, سأوصلك الي ديبروفنيك ولن أدعك تنامين الليلة تحت النجوم وسأساعدك في ايجاد حقيبتك" ثم جذبها من يدها" الأفضل أن تخبريني باسمك فورا وأنا أحذرك أنا مستعجل فليس الجميع يمضون اجازات مثلك"
"كفي أنا لا أعرف مع من تظن نفسك تتكلم ولكنني أمنعك أن تتكلم معي بهذه الطريقة وأنا لا أري لماذا أتبعك, حسنا, أنت تريد مساعدتي ولكن هذا لا يعني بأنك يجب عليك أن تجرني هكذا فأنا كبيرة وأستطيع السير وحدي"
ثم وصلوا الي السيارة" لا تظني أنني أتسلي فان عمل جليسة الأطفال لا يعجبني, صدقيني, ولكنني لو لم أعرض مساعدتي لكان الشرطيان قد طلبا مني ذلك فقط لأننا من نفس البلد, ولأنهما لا يرغبان في تحمل متاعبك, ولكن من يريد ذلك؟ وبالاضافة الي أنه لم يكن بوسعك الخروج من ذلك المكان الذي لجأت اليه وقد اضطررت لاخراجك تحت حمايتي فلا يمكن أن تترك قطة مثلك تتوه في الشوارع"
ودفع أليكس الي داخل السيارة بعنف وجلس خلف المقود
"بامكاني أن أجلس بمفردي "قالت له غاضبة وهو ينحني فوقها ليربط حزام الأمان
"اذا كنت عنيدة لهذه الدرجة فلن يمكننا التفاهم, فأنا لا أنوي أن أتركك في هارسينغ نوفي, ولكن انظري لحالك !تبدين وكأنك متسكعة ولن يهتم بك أحد, وهل تعتقدين أنك ستجدين مسكنا هنا؟فاليوغسلافيين يحترمون الأعراف الاجتماعية كثيرا وكل من يخرج عن المألوف يكرهوه ويحتقرونه. استعملي عقلك أيتها الصغيرة وافعلي كما أقول لك"
قبل أن تجيبه أدار محرك السيارة وانطلق بها وظلا صامتين قليلا وعندما هدأ غضب أليكس قليلا سألته" الي أين نذهب؟"
"بالطبع الي ديبروفنيك وليس الي الشاطئ مع انك بحاجة للاستحمام"
ثم التفت فجأة نحوها ولمعت عيونه بمرح وكتمت أليكس غيظها رغما عنها
"هل أنت وحيدة حقا في يوغوسلافيا؟"
"نعم ,لقد كنت مع صديقتي التي اضطرت للعودة ولكن برني أرادت مني أن أبقي فتابعت رحلتي وحدي"
"وماذا كنتما تفعلان؟ تتنزهان؟"
"نعم فنحن لا نحب الرحلات المنظمة فمن السهل ايجاد مسكن في يوغوسلافيا"
"بالتأكيد" أجابها وهو ينظر أمامه "وان لم يكن المطلوب غرف منفصلة"
وعندما نظرت اليه فهمت أنه يعتقد أن برني رجلا فابتسمت وأرادت أن تصحح فكرته ولكنها تراجعت, فليظن ما يريد فهذا لا يهم, فما أن يصلا الي ديبروفنيك سيفترقان ولن تسمع أخباره
"أعتقد أنه حان الوقت لنتعرف علي بعضنا أكثر أن أدعي كارل ماكراي, وأنت؟"
"أليكس, أليكس دارلي" ولم تكن ترغب في أن تكشف عن حياتها الشخصية أكثر ولكن لكي تثبت له أنها ليست متسكعة أضافت" أنا معلمة مدرسة"
"لم أكن أتصور ذلك"
"أنا أمارس مهنة التعليم منذ سنة, وعمري ثلاثة وعشرين عاما"
"يا الهي لم أكن أعتقد أنك فوق السابعة عشر... والآن قد انتبهت الي أن هذه التجاعيد في جبينك تشير الي كثرة دروسك" قال ساخرا
"بل سببها ثرثرتك السخيفة! لا أدري ماذا لديك ضدي سيد ماكلين.."
"اسمي ماكراي ولكن ادعني كارل"
"أبدا"
قررت أليكس ألا تكلمه بعد الآن فهي تشعر بالتعب ولا يمكنها أن تستمر في العراك مع ذلك الرجل الفظيع, وأخذت تنظر الي المناظر الريفية وشيئا فشيئا هدأ غضبها وهي تتأمل القمم العالية والسماء الزرقاء وعندما غابت الشمس كانا قد أصبحا علي الطريق الساحلية, وكانت أشعة الشمس تنعكس علي مياه البحر الأزرق ثم وصلا الي المدينة المحاطة بالجبال وأعجبت أليكس كثيرا بهذا المنظر الرائع
وكان كارل صامتا طوال الطريق
"هل ستوصلني الي محطة السيارات؟"
"لا, أنت بحاجة لقليل من الانتعاش قبل أن تبدأي بحثك لابد أن نهارك كان متعبا ,متي تناولت طعامك آخر مرة؟"
"هذا الصباح في كوتور"
لم يتعجب كارل لأنها تشعر بالضعف! فهي لم تأكل طعام الغداء ولابد أنها جائعة, وتذكر بأنها لا تملك المال الكافي, فاذا لم تجد حقيبتها ماذا سيحصل لها
"لا تقلقي" قال لها كارل فجأة ووضع يده علي ركبتها "لدي فكرة سأكلمك عنها قبل أن تتخذي قرارك"
ارتعشت أليكس من ملامسة يده "فكرة؟ ماذا تقول, لا نية لي بأن أستدين منك بعض المال . لقد ساعدتني بما فيه الكفاية"
"أنا لا أفكر بأن أدينك المال"
وكانا قد وصلا الي مرفأ أكبر من مرفأ المدينة حيث ترسو عدة مراكب فأوقف كارل سيارته أمام مركب شراعي أبيض.
"لقد وصلنا الي كريز وهذا هو المرفأ . وأنت الآن أمام المانتا مركبي أنا, سأقدم لك حماما ساخنا ووجبة طعام شهية"
دهشت أليكس بجمال هذا المركب فهي منذ صغرها تحب المراكب ولم تكن قد وجدت فرصة من قبل للصعود علي متن احداها بمثل هذه الروعة ولكن عندما خرجت من السيارة ترددت ,أليس من الأفضل أن تذهب الآن وفورا؟ انها لا تعرف هذا الرجل وارتعدت عندما أحست أنها ستفقد من يدلها علي طريق العودة.
"هيا أنا جائع, وأنت أيضا أنا متأكد, هيا بنا من هنا"
تناست أليكس مخاوفها وتبعته, وزاد إعجابها بهذا المركب الفخم وكان فيه صالون واسع ومفروش بأثاث فاخر.
"واذا أردت الاستحمام فهذا هو الحمام لكني لسوء الحظ لا أستطيع أن أقدم لك الملابس فملابسي ستكون كبيرة جدا عليكي"
"نعم بالتأكيد" أجابته وهي تنظر الي قامته الطويلة "أنا سأرحل بسرعة ومن الأفضل ألا أستعير منك شيئا"
ظلت أليكس طويلا تحت الدوش وكان الماء الساخن يزيل شعورها بالتعب ثم ارتدت ملابسها المليئة بالغبار رغما عنها ولكن الحمام الساخن جعلها تستعيد قوتها لمواجهة مضيفها المتكبر
عندما دخلت الصالون وجدت أنه حضر علي الطاولة أنواعا من السلطة والعجة وزجاجة خمر, هذا حقا ما تحتاجه الآن ويبقي لديها مشكلة النوم
"هل المحطة بعيدة من هنا؟ يجب أن أجد مكانا أنام فيه"
http://www.tayma2.com/vb/imgcache/2/28623tayma2.gif



اماريج 27-06-11 04:48 PM

باين على الرواية رررروعة الملخص بقول هيك :lol:
ناطرينها من ايديك الناعمة والحلوة ومشكورة ياقلبي على مشاركتك القيمة
ماشاءالله خلال اليوم فصلين خطيرة ياحبي ذكرتيني بنفسي اول مابلاشت اكتب الروايات حمااااااااااس هههههه:dancingmonkeyff8:
موفقة في الكتابة والتنزيل

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13091860201.jpg



katia.q 28-06-11 03:43 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اماريج (المشاركة 2792772)
باين على الرواية رررروعة الملخص بقول هيك :lol:
ناطرينها من ايديك الناعمة والحلوة ومشكورة ياقلبي على مشاركتك القيمة
ماشاءالله خلال اليوم فصلين خطيرة ياحبي ذكرتيني بنفسي اول مابلاشت اكتب الروايات حمااااااااااس هههههه:dancingmonkeyff8:
موفقة في الكتابة والتنزيل

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13091860201.jpg





يسلموووووووووووا يا عمري
ربي ما يحرمني من طلتك الحلوة أبدا
نورت الموضوع

katia.q 28-06-11 04:07 PM

الفصل الثالث
 
http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13092689852.jpg


http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13092689853.gif



"لا تقلقي بامكانك المبيت هنا"
"هنا؟ علي مركبك" وضحكت
"وما الذي يجعلك تضحكين, انها فكرة جيدة فأنت لن تجدي مكانا ترغبين في النوم فيه في مثل هذه الساعة . وأنا جاد في اقتراحي هذا"
"بدون شك, لكني لا أستطيع أن أقبل, لقد فعلت الكثير من أجلي بالفعل"
"لو سمحت أريد أن أخبرك عن الفكرة التي كلمتك عنها وبامكاننا أن نناقشها الآن, هذا وقت مناسب"
"نناقش ماذا ؟فلا شيء يدعو للنقاش"
"بالطبع فأنت لا تزالين لا تعرفي عما أتكلم, وكي تفهمي جيدا يجب أن تسمعي أولا . بالتأكيد هذا ما تقولينه لتلاميذك ,كم عمرهم؟"
"خمس سنوات. اسمع سيد ماكراي؟"
"لقد اتفقنا أن تناديني كارل فقط"
"أبدا واذا لم تتوقف عن مقاطعتي لن نصل الي نتيجة, أنا ممتنة لك لكل ما فعلته من أجلي ولكني لا أستطيع أن أطالبك بالمزيد, أرشدني فقط الي طريق المحطة...."
"واذا أنت سمعتني قليلا؟ سأدلك علي الطريق وأساعدك علي ايجاد حقيبتك. ولكني أريد أن أقترح عليك شيئا وأعتقد أنك لن ترفضي؟"
نظرت اليه أليكس بدهشة, ماذا يريد؟ فجأة فخمت و قفزت غاضبة
"ماذا تظنين أيتها الطفلة الغبية؟ أتظنين أنني سأستدرجك الي فراشي لقاء مساعدتي لكلا انه اقتراح عمل جاد"
"عمل؟"
"نعم, سمعتيني جيدا, اسمعي...ألم تفكري عندما رأيتني في مركز الشرطة بأنني لدي مشاكلي وبأنني في موقف صعب؟"
"نعم فكرت بذلك ولكن..."
"اسمعيني أولا لو سمحت, لست هنا لقضاء عطلة أنا لدي عمل. أنا أعمل مراسلا في التلفزيون وأنا متخصص في البيولوجيا البحرية ومنذ أسبوعين أتجول في هذه الأنحاء كي أجد المكان الأفضل لهذا الفيلم, وهذا ما كنت أفعله في كوتور عندما رأيتك لأول مرة"
احمر وجه أليكس وتذكرت الضيق الذي سببه لها في الصباح
أكمل"كان كل شيء يسير علي ما يرام ومنذ يومين تعرض مساعدي لحادث سيارة واضطرا للعودة الي انكلترا وهكذا بقيت وحدي ولا يمكنني أن أتابع عملي وهنا يأتي دورك"
"أنا؟ ولكني لست مؤهلة لذلك"
"أنا من سيحكم علي ذلك. أنا لن أطلب منك القيام بأعمال تقنية , في البداية علي الأقل كما وأنك تستطعين مساعدتي في الأعمال الأولية وسأجعلك تهتمين بالطعام كي أفرغ أكثر للبدء بالكتابة, انها مرحلة صعبة وتتطلب الكثير من الوقت أنا أعرف أنك في عطلة ولكني أعتقد أن اقتراحي نثير لك يجب علي ان أقوم ببعض الجولات علي الجزر مما يتيح لك أن تتمتعي بالسباحة وبالنوم تحت أشعة الشمس, وبامكانك أن تزوري ونبروفنيل متي تريدين"
ان عرض كارل هذا تركها مذهولة وهي لا تعرف اذا كان عليها أن تقبله فهو عرض مغري للغاية ولكن لماذا تشعر بأن هناك شيء يختبئ خلف هذا الاقتراح؟ لماذا تلح عليها غريزتها أن ترفض؟ مع أن كل شيء يبدو سهلا ومثيرا؟ نظرت اليه وحاولت أن تكتشف سر جاذبية هذا الرجل وتساءلت هل من الأفضل لها أن تتابع البحث عن حقيبتها, وتتخلص من هذا الرجل المجهول؟ وهي متأكدة أنه سيربح وخاصة هذه الليلة فهي لا خيار أمامها والوقت متأخر ولن تجد لها مكان آخر تنام فيه كما وأنها لا تملك المال الكافي
"أنت موافقة أليس كذلك؟ سنذهب غدا للبحث عن حقيبتك"
صرخ صوت بداخلها ان تقول لا ولكنها لم تستطع
هز كارل رأسه بسرور ورأته أليكس يقترب منها ويضمها بين ذراعيه وكأنها طفلة صغيرة أرادت أن تعترض ولكنها أحست بالاطمئنان وألقت برأسها علي صدره وكانت قد غفت ففتح كارل بابا صغيرا ووضعها علي السرير
وعندما استيقظت في الصباح التالي كانت الشمس مرتفعة في السماء فتأملت الغرفة الصغيرة الفاخرة التي تنام فيها وعادت اليها ذكريات الأمس, نعم لقد أمضت ليلتها علي متن مركب كارل وهو بنفسه الذي وضعها علي السرير فخفق قلبها وماذا فعل أيضا أثناء نومها؟ لا يجب عليها أن تبقي معه
بعد قليل أدركت أن جواز سفرها اختفي , ولكن بعد اختفاء حقيبتها؟ والآن أصبحت تائهة حقا ولكن ليس من الصعب معرفة كيف اختفي جواز سفرها لا يوجد غير شخص واحد قادر علي عمل كهذا انه الرجل الذي جاء بها الي هنا والذي يصر علي عرضه للبقاء هنا وقد اخترع بالتأكيد قصة فيلمه من أجل التلفزيون ...كارل ماكراي
ولكن لماذا هو مصر علي بقائها بقربه؟
لبست ملابسها بسرعة وخرجت من الغرفة الصغيرة ,هذه المرة يجب أن تضع الأمور في نصابها مع ذلك الرجل الكريه وستظهر له انها ليست متشردة ولكنها امرأة حرة وليست لعبة في يد أحد.
وعندما دخلت الصالون تفاجأت بوجود الافطار علي الطاولة ,كوب من عصير البرتقال ,الخبز, طبق من المربي وشمت رائحة القهوة وكان كل شيء صامتا ,يبدو أن كارل ليس موجودا
لكنها لن تأكل من هذا الافطار قبل أن توضح كل شيء. يجب أن تعرف لماذا أخذ كارل جواز السفر وهي تشعر بأنه رجل خطير وبأنها اذا لم ترحل فورا ستصبح أسيرته.
صعدت علي سطح المركب وهناك انبهرت بهذا المنظر الجميل ,انه منظر الخليج ومياه البحر وأشعة الشمس والجبال العالية
"هل تبحثين عن أحد؟"
انه صوت كارل الدافئ وهو يجلس ويضع دفتر ملاحظاته علي ركبتيه. كان صدره عاريا فلم تستطع أليكس الا أن تعجب بجماله وبالقوة التي تظهر عليه
"هل تناولت إفطارك؟ انه يوم جميل ,أليس كذلك؟"
"لا...نعم...أريد أن أقول لا , لم أتناول إفطاري بعد ونعم, انه يوم جميل"
ثم تذكرت ماذا تريد منه" سيد ماكراي ,ماذا فعلت بجواز سفري؟"
"اسمعي أفضل أن تناديني باسمي الأول كارل, فنحن لسنا بحاجة لتلك الرسميات علي متن هذا المركب"
"هذا لا يهم لأنني لا أنوي البقاء هنا لحظة أخري, سأرحل فورا فأنا لا أريد أن أزعجك أكثر من ذلك"
"أعتقد أنني عرضت عليك عملا"
"وأنا لم أقبله"
"ظننت اننا اتفقنا" وقفز بسرعة واقترب منها وجعلها حبيسة بينه وبين الدرابزين وقال لها بلطف" أعتقد حقا أنك ستوافقين"
رفعت أليكس نظرها نحوه وخفق قلبها بسرعة وأخذت نفسا بصعوبة ,ان قرب هذا الرجل يجعل كل كيانها يرتجف, وبسرعة خفضت نظرها فهي لم تعد قادرة علي تحمل نظراته العميقة, واقترب منها أكثر فحاولت أن تتخلص منه ولكنها لم تستطع,ي بدو أنه لا يريدها أن ترحل ,فكرت بالصراخ وبطلب المساعدة ولكن من سيسمع صراخها وسط ضجيج المرفأ؟ وعندما رفعت رأسها رأت رأسه يقترب من وجهها ففتحت فمها لكي تعترض ولكن شفاه كارل كانت قد أطبقت علي شفتيها , وشعرت عندئذ بأن قلبها يرتجف من شدة الانفعال, عندما أحاطها كارل بذراعيه رغما عنها ,انضمت اليه وقد اجتاحها شعور غريب, فكل جسدها الملتصق بهذا الرجل يرتعش, ولقد ذهب خوفها وكل شكوكها ولم يبق سوي شعور بالدفء والأمان
كانت يد كارل تداعب وجهها ثم ضمها اليه أكثر بيده الأخري وكان قد أغمض عينيه وأخذ يردد اسمها فتركت أليكس نفسها في موجة من المتعة التي تتزايد شيئا فشيئا فهي لم تكن تتصور أن مثل هذا الشعور ممكنا, وعندما نظرت اليه تساءلت ماذا ستفعل؟ ما هذا الشيطان الذي يحركها؟ وهي بين ذراعي هذا الرجل,أفاقت أليكس وحاولت أن تتخلص منه بكل قوة مدافعة عن نفسها ولكنه كان لا يزال يضمها بقوة
"أنا لا أريدك. اتركني أذهب وأعطني جواز سفري , ودعني أرحل"
"أدعك ترحلين؟ أنا لا أفهمك جيدا ,أنا أري أنك تشعرين بإحساس جميل معي!"
"أوه, توقف عن تلك الملاحظات السخيفة فأنا لا أرغب سوي بالهرب من هذا المركب ومن وجودك الغير محتمل فأنا لا أعرفك!"
"لقد قلت لك من أكون"
"ولكني لا أصدق أية كلمة عن قصتك هذه, حسنا أنت تعمل بدون شك علي فيلم. ولكنك لا تعمل كي تعيش, كارل ماكراي أنت حقا غني يستغل وقته وماله علي هواه وأنت..."
"ما الذي يدفعك لمثل هذا القول؟" قاطعها بحده
"هذا واضح تماما , انظر حولك ,هذا المركب الفاخر ,لابد أنه كلفك كيرا من المال, ومن غير المعقول أن وظيفة مراسل تسمح له بكل هذا البذخ"
"ألا تعتقدين أنك تبالغين؟" سألها بجفاف "ولا أعتقد بأن طريقة حياتي تعنيك, فاحتفظي بظنونك لنفسك عزيزتي أليكس..."
"أنا لست عزيزتك, كما وأن حياتك لا تهمني وكل ما أطلبه منك هو أن تبق خارج حياتي,اذا هيا اعطني جواز سفري ودعني أذهب ولقد سبق وقلت لك أنني ممتنة لك علي مساعدتي ولكن علاقتنا تنتهي عند ذلك الحد, وأنا كبيرة وبامكاني التصرف وحدي"
" هذا خبر جيد ولكني أعتقد بأنه من الأفضل أولا أن تتناولي إفطارك فأنت لا تستطعين القيام بشيء ومعدتك فارغة"

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13092689851.gif


زهرة منسية 29-06-11 11:41 PM

ملخصها حلو كتير يسلموا أيديكى حبيبتى

katia.q 30-06-11 12:46 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nona1979 (المشاركة 2795449)
ملخصها حلو كتير يسلموا أيديكى حبيبتى

يسلم لي مرورك الجميل يا قمر
نووووووووووووورت

katia.q 30-06-11 12:54 AM

الفصل الرابع
 
http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13093873503.jpg


http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13093873501.gif



نظرت اليه أليكس بحذر ورأت أن لا أثر للغضب في نظراته. اتجه كارل نحو الصالون وتبعته أليكس بعد تردد وقالت في نفسها..مع كل شيء فأنا سأكون بعيدة عنه بعد أقل من ساعة
سكب كارل فنجانين من القهوة, فقبلت منه واحدا وجلست قبالته
"أتريدين قليلا من العصير أم بعض الخبز؟ فالافطار وجبة ضرورية وستعتادين علي ذلك"
"انك تضيع وقتك,فأنا لا أنوي البقاء كي أتعود علي الافطار علي متن هذا المركب, ولا أريد أن أحضر لك إفطارك"
"بالتأكيد لا,فبامكاني أن أهتم بنفسي أنا أيضا,فأنا أطلب منك أن تهتمي فقط بالجولات الصباحية, وبالتسوق وبأن تحضري عشاءا دسما ,فأنا لست بحاجة الي جارية,وأنا أريدك أن تكوني معي عندما أقوم بأبحاثي,وأنت ستخدمينني من الناحية الأمنية في حالة إصابتي بمكروه"
"ولكني لا أعرف شيئا"
"ليس هناك ما يخيف,فأنا لن أقوم بأي عمل خطير وأحب أن أعيش حياة طويلة"
بعد قليل تناولت أليكس سندوتشا مع أنها قالت انها ليست جائعة وشعرت بالهدوء
"ستبقين معي أليكس,أليس كذلك؟" سألها بلطف
نظرت اليه بتردد,فالتقت نظراتهما وأخذت تبحث في فكرها عن أية فكرة تشجعها علي الرفض, وتبحث عن كل الحجج التي اتضحت لها حتي الآن ولكن كل شيء غامض الآن وكأن الجو المحيط بها يجعلها غير قادرة علي التفكير
"حسنا سأبقي, ولكن لبضعة أيام ريثما تجد لك مساعدين جدد علي كل حال برني ستعود قريبا"
"أوه نعم, برني...."
وبعد أن انتهت إفطارها ,اصطحبها كارل الي المحطة وكانت قريبة من المرفأ ومرا في طريقهما علي السوق حيث الخضار والفاكهة مكدسة وكان تفكيرها مشغول بحقيبتها وعندما وصلا ,وجد كارل بسرعة مكتب المساعدات, وشرح لأحد الموظفين الوضع كله ولكن لم يكن هناك أثر للحقيبة لا في دنبروفنيك ولا في موستار حيث عادت السيارة, ويبدو أن أحد الركاب أخذها معه قبل نزوله من السيارة,فأدركت أليكس عندئذ بأنها كانت ستضيع في دوامة كبيرة لو لم تلتق بكارل
"أعتقد أن لا أمل لك يا أليكس,ماذا ستفعلين الآن؟" كانا قد خرجا من المحطة
"لا أدري" أجابته أليكس بائسة
"أعتقد أن فنجان من القهوة سيكون مناسبا,تعالي سأصطحبك الي أكبر محلات في دنبروفنيك وهناك مطعم يمكننا منه ان نشرف علي المرفأ"
جلسا علي طاولة قريبة من باب زجاجي يطل علي البحر وكان المنظر رائعا ولكن أليكس لم تكن في مزاج جيد لقد بدأ كل شيء بشكل سيء
"هيا أليكس,لنعود للبداية ,كم تملكين من المال؟"
"ليس كثيرا فان شيكاتي السياحية في تلك الحقيبة"
"ولكن لابد أن المصرف أعطاك عنوانا أو رقم هاتف كي تتصلي به في حال أضعت الشيكات"
"نعم بالتأكيد ..أوه للأسف فان المعلومات في..."
"في حقيبتك ,بالطبع. يبدو أن المشكلة لا حل لها. هل تعرفين رقم هذه الشيكات؟"
"نعم....ولكنها...."
قاطعها كارل" لا تكملي , ولكن ألم يخطر ببالك أن تضعي كل هذه الأشياء في أماكن متفرقة؟ من الواضح أن هذا لم يخطر ببالك..يا الهي, انها سفرتك الأولي؟"
"انها الثانية" وشعرت بالغضب الشديد وأضافت" ليس لكل الناس امتيازات مثلك,فان والدي تعبا كثيرا حتي استطاعا تربيتي, لقد ضحيا كثيرا كي يدفعا تكاليف دراستي, فأنا لا يمكنني أن أرهقهم أكثر بطلب نفقات لقضاء عطلتي في الخارج"
"بينما أنا أقضي وقتي بالسفر الي بلاد رائعة في مركب رائع"
"أليست هذه الحقيقة؟"
"هيا أليكس,سأذهب الي المصرف كي أري ما يمكنني فعله لأجلك, أما أنت فأظن أنك بحاجة لبعض الملابس" وأخرج من جيبه حافظة نقوده وناولها رزمة من النقود "خذي ففي هذا المكان ستجدين كل ما تحتاجين اليه, وسألتقي بك علي متن المانتا"
"ما هذا؟ ليس في نيتي أن أقبل المال"
"ولما لا؟ اذا كنت لا أزال أذكر جيدا فأنت ستعملين معي. اعتبري هذا المال وكأنه عربون أتعابك مقدما فأنت حقا بحاجة لشراء ملابس جديدة"
فكرت أليكس بأنه علي حق بالتأكيد وهي سترد له هذا المال بعد أن تنظم أمورها مع المصرف,وأخيرا قبلت المال
"ولكني لست بحاجة الي كل هذا المبلغ"
"اختاري لك ثوبا جميلا أيضا" أجابها مبتسما
"سأشتري ما أحتاجه وسأعيد لك الباقي..شكرا"
"كما تشائين هيا بنا الآن"
نزلت أليكس الي المتجر وكان أغلب التجار يتكلمون اللغة الانجليزية وبعد ساعة عادت الي المركب وقد اشترت بنطلون شورت وبلوزتين قطنيتين ومايوه وحقيبة ظهر جديدة , وجدت كارل يجلس في الصالون أما طاولة مغطاة بأوراق وخرائط بحرية
"المصرف يريد توقيعك كي يستطيع أن يعطيك شيكات جديدة ,سنذهب اليه فيما بعد لأنه يغلق أبوابه في ساعات النهار الحارة, هل أنهيت تسوقك؟" تحدث كارل دون ان يرفع نظره نحوها وكانت لا تزال واقفة أمام الباب فنظر اليها كارل وأكمل" ما رأيك بوجبة غداء لذيذة ستجدين كل ما تحتاجين اليه في المطبخ"
ولكن أليكس ظلت واقفة مكانها وهي تفكر كيف كلمها بلهجة جافة, كيف يجرؤ أن يتكلم معها بهذا الأسلوب وكأنها جارية عنده
ولكن أليس هذا صحيحا؟ ثم عضت علي شفتيها وتلألأت الدموع في عينيها, نعم انها كذلك بالنسبة له, خادمة, تتحمل عنه كل الأعمال المضنية....والأسوأ من ذلك أنها لا تستطيع أن تعترض, لقد قبلت مساعدته وماله والعمل عنده وقبل أن تسدد ماله عليها أن تقوم بهذا الدور
فحضرت الغداء وحملته الي الصالون وقلبها كئيب فتناول كارل الغداء دون ان يرفع نظره عن عمله بينما صعدت هي الي السطح حيث تناولت غداءها, ولأن أشعة الشمس كانت قوية جلست في الظل في احدي الزوايا
كانت تتناول غداءها وهي فكرها مشغول فهي لا تستطيع أن تمنع نفسها من التفكير بذلك الرجل وذكري تلك القبلة تلهب روحها أكثر وأكثر, وتشغل حيزا أكبر من تفكيرها, فهي تحاول أن تتذكر كل حركاته وتعابيره وهو يضمها بين ذراعيه, لقد أيقظ فيها مشاعر وانفعالات لم يسبق لها أن أحست بها ,انها مزيج من المتعة والخوف معا.
بالتأكيد كان لها أصدقاء في الجامعة وكانت تشعر معهم بمحبة ومودة وكأنهم ينتمون لعائلة واحدة ولكن, أبدا لم تعرف من قبل مثل هذا الشعور مع أي رجل.
وبدون أن تنتبه أوقعت كوب العصير من يدها, ماذا يجري لها؟ ان كارل ماكراي ليس شيئا بالنسبة لها ولن يكون شيئا أيضا, انه ليس سوي ما اعتقدته منذ أن رأته أول مرة, انه رجل يحب الإثارة ويستغلها حيثما واجهته, وهي لم ترفض العمل معه, لكنها بالطبع لا تريد أن تذهب بعيدا في أفكارها.
كانت الشمس حامية بعد الظهر فارتدت أليكس ملابسها الجديدة بمرح ورتبت المطبخ ثم غادرت الي الصالون حيث كان كارل لا يزال يتابع عمله, فرفع عينيه نحوها "هل أنت مشغولة؟"
"وهل أنت بحاجة لي؟"
"لا ليس الآن ولكن سأصطحبك الي المدينة فيما بعد انها رائعة في المساء. هل قمت بجولة فيها؟"
"لا, فأنا لم أجرؤ قبل أن تسمح لي بذلك"
"تعالي سأريك المركب كله, أنت تعرفين غرفتك, وهذه غرفتي في الجهة المقابلة"
ثم فتح بابا فدخلت الي غرفة صغيرة تشبه غرفتها وأدارت وجهها كي تخفي ارتباكها لكن كارل ابتسم وأغلق باب الغرفة "هنا توجد غرفتان وهنا أضع عدة الغطس" هو لم يكن كاذبا عندما قال بأنه غطاس ماهر فهنا توجد عدة غطس كاملة ,القناع وقنينة أكسجين...
"والآن هيا الي نهاية المركب, الصالون تعرفينه وهنا غرفتي السرية"
ثم فتح بابا فدخلت أليكس الي مختبر الصور ,وفكرت بالمال الكثير الذي كلفه كل هذا التجهيز وعادت اليها صورة كارل الثري والمغري في نفس الوقت..اقترب منها كارل وضمها بين ذراعيه وعانقها
في تلك اللحظة شعرا بأن هناك أحدا فوق سطح المركب فعبس وجه كارل وسمعا صوتا ينادي "كارل, كارل"
فتنهد كارل وداعب شعر أليكس ثم ابتعد عنها فشعرت أليكس وكأنها تستفيق من حلم وفتحت عينيها بنفس الوقت الذي فتح باب الغرفة
"كارل عزيزي, أنت هنا ؟ اعتقدت أن لا أحدا هنا" وكانت امرأة تقف عند الباب وتنظر بعيونها السوداء حولها "أعتقد أنني جئت بوقت غير مناسب"
جلست أليكس ونظرت الي هذه الدخيلة التي أفسدت عليها حلمها الجميل, انها سيدة كبيرة وقد تكون أكبر من كارل لكنها جميلة, ترتدي ثوبا حريريا أخضر وتبدو أنها شعلة من الإغراء الذي بفقد عقول الرجال
"فرونيكا! كيف جئت الي هنا؟ ولماذا لم تخبريني أنك ستأتين؟"
"لم يكن لدي متسع من الوقت عزيزي, وركبت الطائرة فورا عندما علمت بأنك بحاجة الي مساعدين, أتمني أن لا تكون لم تعد بحاجة للمساعدين الآن. يبدو أنك حقا بحاجة للمساعدة" ونظرت الي أليكس بسخرية.




http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13093873502.gif






هجرني 30-06-11 11:39 AM

حلووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووة

katia.q 30-06-11 09:51 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هجرني (المشاركة 2795940)
حلووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووة

يا هلا ويا غلا
يسلموووووووووووا يا قمر

katia.q 30-06-11 10:06 PM

الفصل الخامس
 
http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13094638121.jpg


http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13094635872.gif

أحست أليكس بالخجل ,فهذه المرأة تظن أن أليكس فتاة يوغوسلافية اصطحبها كارل الي مركبه كي يتسلى بها, فهي بالتأكيد تعرف أن كارل قادر علي كل شيء....
وأحست أليكس بالراحة لأن هذه السيدة جاءت وقطعت قبلاتهما.

فماذا كان سيحصل لو لم تصل في الوقت المناسب؟ بالتأكيد كانت أليكس ستستسلم لهذا الرجل برغم مبادئها... لقد علمت الآن من هو كارل ماكراي وقررت أن لا تضعف أمامه مرة ثانية

"اعذروني, لدي عمل أقوم به"

ولاحظت دهشة فرونيكا عندما فهمت بأنها انكليزية ولكن كارل منع أليكس من الذهاب

"لا تذهبي أليكس"

"ولكن يجب أن..."

"ولكني لم أعرفكما علي بعض..أليكس,هذه فرونيكا بيرفيس احدي صديقاتي, فرونيكا, أقدم لك أليكس.....خطيبتي"

ساد صمت قصير بعد كلماته هذه, وشعرت أليكس أن العالم كله توقف عن الدوران, وأحست أنها ستقع علي الأرض فمدت يدها تحاول أن تعيد توازنها,فأمسكتها يد كارل الدافئة والقوية.

نظرت في عيونه ولم تكن فرونيكا أقل ذهولا منها وشعرت أليكس بنظراتها البغيضة, وبهذه اللحظة اختفي جمال تلك السيدة وبدت فجأة علي حقيقة عمرها انها أكبر من أليكس بعشرة سنوات علي الأقل

"خطيبتك؟ لقد كان قرارا متسرعا أليس كذلك؟"

"هذا صحيح" أجابها كارل مبتسما.

غضبت أليكس عندما لاحظت بعض السخرية في لهجته, كيف يجرؤ علي السخرية منها ووضعها في مثل هذا الموقف؟

"وقد ينتهي بنفس السرعة"

"ومن يدري؟" قاطعها كارل والتفت نحوها " حتي الآن نحن عاشقان, وأتمني أن يدوم حبنا الي الأبد. أليس كذلك يا عزيزتي؟"

لم تجب أليكس وتساءلت ما هي حقيقة العلاقة بين كارل وفرونيكا؟

فهي تتكلم معه بلهجة واثقة وكأنها تتحدث مع حبيبها. وهذه الفكرة جعلتها تتجمد, فان ما يربطهما شيء أكبر من الصداقة ولكن اذا كان هذا حقا هو الواقع...لماذا قال كارل بأن أليكس هي خطيبته؟ وما هي أسبابه؟

وبما أن فرونيكا وصلت الي هنا فان كارل لن يعود بحاجة الي أليكس, وبطريقة أو بآخري يجب عليها أن تغادر المركب.

لديها أكثر من سبب يدعوها للهرب وليس فقط الانفعال الذي أثاره فيها هو أقل الأسباب فهي تعلم الآن بأن ما يربطها بكارل ليس فقط الانجذاب الجسدي علي الأقل بالنسبة لها, ففي تلك اللحظات التي كانت فيها بين ذراعيه, كانت تشعر بأكثر من الرغبة, وبأكثر من العاطفة, كانت تشعر بالحب, وعندما قاطعتهما فرونيكا اختفي كل شيء وبقي الحب وحده

لماذا يجب عليها أن تضع نفسها بموقف مماثل؟ لو أنها لم تذهب الي مفوضية الشرطة, لو أنها لم تفقد حقيبتها لو أن برني لم تعد الي انكلترا... لو أنها لم تأت أصلا الي يوغوسلافيا...لما كان حصل كل هذا ولكن يبدو أن كل هذه الحلقات هي من صنع القدر وحده

ولم تستطع أليكس أن تتكلم وحدها مع كارل, يبدو أنه وفرونيكا لديهما أشياء كثيرة يتحدثان عنها فأصغت بشرود الي حديثهما لعلها تكتشف سر علاقتهما.

"هكذا إذن. انه جون رادموند الذي سيكون المساعد الثاني" قال كارل وهو يناول السيدتين كأسين من العصير المثلج وأضاف" ان هذا يناسبني جدا, كنت أرغب في العمل معه منذ زمن بعيد كما وأنه غطاس ماهر, ماذا حصل؟"

" ليومين أو ثلاثة أيام أنا قررت أن أسبقه, لأنهم ليسوا بحاجة لي في
الجريدة"
نظر كارل الي أليكس وقال لها" فرونيكا صحفية, وأنت بالطبع قرأت احدي مقالاتها , انها تكتب في جريدة كبيرة"

"بالفعل لقد قرأت لها مقال عن زواج التعقل, منذ مدة قصيرة" أجابت أليكس بعد أن تذكرت اسم فرونيكا

"انه موضوعي المفضل, ومن المهم أن نعترف بأن هذا الزواج يكون ناجحا, وبالطبع هذا لا يعجب الرومنطقين ولكنهم لو فكروا بتعقل لأدركوا أن الرغبات ليست دائما زهرية وعندما يقعون علي الأرض...."

"لست أدري لماذا يقعون علي الأرض, وهذا الزواج الذي لا يعتمد الا علي المصالح لا يعجبني أبدا" ردت أليكس

ابتسمت فرونيكا بسخرية" يا لهذه السذاجة! أنا آسفة لأنها ستفقد أوهامها" نظرت الي كارل ثم أضافت" ولكن كلما كان الوقت مبكرا كلما كان ذلك أفضل يا صغيرتي, أما أنا فلقد استنتجت من أبحاثي الطويلة بأن الحب ليس هو ذلك الشيء الوحيد المهم, بالإضافة الي أن هذه الحياة هي مادية محض, ويبدو لي أنه من الأفضل التركيز علي أهم علاقة وعلي أهم المعايير...بالتأكيد اذا وجد الانجذاب الجسدي أيضا فهذا يكون أفضل وأفضل"

وكانت تنظر الي كارل وكأنها ستلتهمه ففهمت أليكس ماذا تريد فرونيكا, فالحب لا وجود له في فلسفتها, وهي تنوي أن تحتفظ بكارل بسبب ماديتها ووضع كارل المادي ووسامته.

"ولكني لم أر محبس الخطوبة ,يبدو أنكما لا تضعان المحابس علي المركب... أريد أن أراها"

"نحن لم نهتم بعد بهذه المشكلة لقد أخبرتك فرونيكا لقد تم كل شيء بسرعة ولكني أنوي أن أصطحب أليكس الي المدينة كي تختار بنفسها المحابس"

والتفت الي أليكس واقترب منها " أعتقد أنه حان الوقت كي نذهب الي المصرف يا عزيزتي, يجب أن ننتهي من هذه المسألة لنتفرغ للقيام بجولاتنا علي الجزر" ثم التفت نحو فرونيكا" أنا آسف لأنك لن تستطيعي مرافقتنا ولكن المركب الصغير سيكون محملا بعدة الغطس, كما وأني أعتقد بأنك تحبين التنزه في البحر"

خرج كارل وتبعته أليكس الي الرصيف وهي تشعر بنظرات فرونيكا علي ظهرها يبدو أنها تقف وسط معركة حامية وهذا الشعور يزعجها ويقلقها

وان تصرف كارل يؤلمها فهو يسير لا أمامها غير مبال وفجأة التفت نحوها , وابتسم ومد ذراعيه حول كتفيها ولكنها ابتعدت عنه بسرعة لأنها لا تريد أن تلعب دور الخطيبة المشرقة

"حسنا ماذا حصل لك؟"

"لا شيء ولكني فقط لا أحب أن أستغل"

"تستغلي؟ ولكن ماذا؟"

"في ابتزاز بينك وبين صديقتك, أوه لا تنفي , يكفي أن أري نظراتها اليك حتي أفهم بأنها عشيقتك, وهذا السبب الذي دفعك علي أن تقدمني اليها بأني خطيبتك. أتريد أن تثير غيرتها؟ علي كل حال أنا أحذرك كارل أنا لا أرغب بأداء هذا الدور وبعد رحيلي ستروي لها كل شيء"

"رحيلك؟ولكننا تحدثنا عن هذا الموضوع مئة مرة واتفقنا علي أن تبقي...فأنا بحاجة لمساعدتك"

"لا, ليس بعد وصولها"

فضحك كارل" هل تتخيلي أن فرونيكا تستطيع أن تحضر العشاء أو أن تهتم بالمركب أثناء قيامي بالغطس,لا ,لا أعتقد ذلك..أليكس أنت من أحتاج اليها حقا"

"بالتأكيد أنني بحاجة للغداء الآن ...ولكني لا أرغب أبدا في خدمة هذه المرأة ولن أتحمل مؤامرتكما"

"مرة أخري تذهبين بأفكارك بعيدا, أنت بحاجة الي درس آخر هنا علي الرصيف ما رأيك؟ أم أنك تفضلين أن أؤجله لحين عودتنا"

"لا, لن تعطيني دروسا جديدة, كارل ماكراي ,هذه المرة قررت الذهاب ولا يمكنك أن تجبرني علي البقاء"

"لقد نسيت الملابس التي ترتدينها؟ ولا تنسي أيضا أن جواز سفرك معي"

انقبض قلبها وأدركت أنها وقعت في الفخ, وليس لها مخرج آخر

"أليكس ,ستبقين علي المركب طيلة حاجتي اليك وستسددين ثمن الملابس من عملك كما اتفقنا وستتابعين لعب دور خطيبتي لأن لي أسباب ضرورية لذلك"

"وما هي هذه الأسباب؟"

"كنت أتمني أن لا أكشف لك عنها, ولكني مضطر الآن.. فكما تعلمين فرونيكا هي صحفية وتكتب عن العادات في مجتمعنا ولكنك لا تعلمين بأنها تشارك في كتابة الثرثرة والفضائح التي تنشرها الصحف لأنك لا تملكين الخبرة في الحياة....ولكني متأكد أنك لا تريدين أن تشاهدي صورتك وأنت تتمشين علي ظهر المركب منشورة في الصحف مع صورة كارل ماكراي"

اقتنعت أليكس أخيرا بأنه لا توجد وسيلة للتخلص من هذا الموقف لقد أوقع كارل بها في شباكه, وهو محق لأنها لا ترغب في رؤية اسمها علي صفحات الجرائد, بسبب أهلها...فهي لا تريدهم أن يعتقدوا بأنها تعيش حياة ماجنة مع رجل ثري ومغري, وبالمقابل اذا كتبت فرونيكا عن خطوبتهما فهذا سيكون أقل وقعا علي والديها

"اذا؟"

"حسنا لقد ربحت سأبقي معك ولا أريد أن يقرأ أحد مثل هذه الشائعات"

"أنت تفكرين ب برني ,هيا فلننسي هذا كله ولنهتم بمسألة المصرف فأنا لدي أعمال كثيرة أخري..."

تبعته أليكس بحزن وهي تفكر بأنه لا يوجد أمامها حل آخر, وبعد أن أعطت توقيعها للمصرف عادا للمركب, وكان الجو العام صعبا علي أليكس, بينما كان كارل يسيطر علي الوضع, وكانت فرونيكا لا تشعر بحال أحسن من أليكس وظلت تنظر الي كارل محاولة إغرائه, وتتصرف معه وكأنها عشيقته, أو كأنها أم تؤنب صغيرها...يبدو أنها تملك أسبابا قوية لثقتها بنفسها.


http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13094635871.gif

katia.q 01-07-11 04:55 PM

الفصل السادس
 
http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13095316423.jpg




http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13095316422.gif


في المساء دعاهما كارل للعشاء في مطعم المرفأ, وكان المطعم عاديا لا يوجد فيه شيء مميز, وتساءلت أليكس لماذا دعاهما كارل الي هذا المطعم بينما لا تبعد المدينة عنهم كثيرا, وشعرت بالراحة لأن كارل يصطحبها معه وحدها الي المدينة بدون فرونيكا.
كانت السهرة كئيبة إجمالا. مع أن كارل حاول أن يلطف الجو. وظلت المرأتان تنظران الي بعضهما بشيء من الحذر.
وكانت أليكس لا تحتمل نظرة فرونيكا السيئة لها.
"أيها المركب العزيز علي. لقد أمضينا فيه أوقاتا رائعة أليس كذلك يا كارل؟" قالت له فرونيكا وهي تجلس علي الكنبة بعد عودتهم.
"هذا صحيح"
"البحر المتوسط,اليونان,ايطاليا لدي ذكريات رائعة...
والآن البحر الأدريانيكي. أنت تعرف كيف تعيش يا عزيزي"
بالتأكيد...قالت أليكس في نفسها ...والاستفادة من الحياة دون التفكير بالمشاكل المادية, السباحة والغوص في أجمل بحار العالم...ودون التفكير كبقية الناس بالطريقة التي يقضون بها بضعة أيام عطلهم. كيف يمكنها ـن تقع في غرام رجل من هذا النوع؟ وهي التي اعتادت علي احترام العمل والمال.
ثم غادرت الصالون ودخلت الي غرفتها, وتساءلت أين ستنام فرونيكا هذه؟ وتساءلت ماذا سيحدث في غرفة كارل؟؟
استيقظت في اليوم التالي , وكان يبدو أنه نهار حار. ونزلت الي السوق واشترت بعض الفاكهة والخضار بالمال الذي تركه لها كارل لهذا الغرض. وشعرت ببعض الراحة وهي تسير وحدها,فهي لا تود العودة الي المركب حيث يسيطر جوا لا تستطيع تحمله, فوجود فرونيكا يوتر أعصابها.
عندما عادت الي المركب لم تكن فرونيكا قد استيقظت بعد.
وكان كارل يشرب قهوته,فدخلت الي الصالون وبيدها سلة مليئة.
"آه, ها قد عدت ,هيا أسرعي, رتبي هذه الأغراض وحضري زادا, لأنني أريد الذهاب بسرعة , ولا تنسي أن ترتدي قميصا له أكمام طويلة لأن أشعة الشمس اليوم قوية"
"ليس لدي قميص"
"لا بأس سأعيرك واحدا" ودخل الي غرفته بعد قليل عاد يحمل قميصا أبيض.
"الي أين سنذهب؟" سألته بقلق تريد أن تعرف ما اذا كانت فرونيكا سترافقهما
"الي جزيرة صغيرة تبعد مسافة ربع ساعة, ولم يذهب اليها أحد من قبل, سنكون فيها وحدنا طيلة النهار....ولكن ماذا تفعلين؟" سألها عندما رآها تضع الأغراض في السلة "يبدو أنك تحضرين زادا لجيش بأكمله, فلن يذهب أحد آخر معنا! وفرونيكا تريد أن تعمل علي احدي مقالاتها ولن ترافقنا"

بالفعل أن فكرة قضاء يوم بكامله معه تشعرها بالخوف والاثارة, واندهشت كيف ستتركهما فرونيكا يذهبان وحدهما. فهذا لا يعني بأنها تخاف من أليكس, بل يعني أنها واثقة من حب كارل... ولكن كيف يمكن الوثوق بهذا الرجل؟
كانت تتساءل وهي تنظر اليه بطرف عينها وتتأمل شعره البني وعيونه الرمادية ولونه البرونزي وجسده القوي وشكله المغري. للحقيقة لا يمكن الوثوق بذلك الرجل وأدارت وجهها عنه بحزن.

الطريق القصير الذي قطعاه علي متن المركب الصغير أعاد اليها البسمة, وخاصة هذه المناظر الرائعة ... البحر والشمس الصباحية, ودارا حول جزيرة لوكرن الجميلة بأشجارها الخضراء التي تمتد حتي الشاطئ الرملي.
"يا لهذا المنظر الرائع, ويا لهذا الهدوء الصافي!...الي أين تصحبني؟"
"الي الأمام, انظري! يوغوسلافيا كم هي جميلة"
"هذا صحيح, انها الجنة, انا لم أر مثل هذا الجمال من قبل "
كانت الجزيرة محاطة بالأمواج الهادئة.
"لماذا لا يوجد أحد في هذه الجزيرة؟""انها محمية خاصة. ومن الصعب الحصول علي اذن لزيارتها الا لأسباب علمية . ولقد أعجبتهم فكرة فيلمي فسمحوا لي بذلك وهذه فرصة لا يحصل عليها الجميع, وهكذا سنكون وحدنا"
أحست أليكس أن قلبها توقف عن الخفقان, انهما وحدهما! فهي لا تعلم حقيقة شعورها, أهو خوف أم فرح؟ فنظرات كارل تجعلها ترتعش.
قرب يده من ذقنها وأجبرها علي النظر في عينيه, ثم انزلقت يده الي عنقها...ثم فجأة التفت.
"هيا بنا الي العمل الآن. سأشرح لك دورك, سأقوم بجولة غطس عميقة وبالتحديد حول المركب ويجب عليك أن تنتبهي وتتبعيني بنظراتك قدر الامكان, ويجب أن تكوني مستعدة لأي طارئ, وتنتبهي الي أي خطر ممكن وقوعه, فهمت؟"
وافقت أليكس وشعرت بالندم لقبولها هذه المسئولية, يبدو أن كارل يثق بها. ولكنها تشعر أنها غير مؤهلة لهذا العمل, فاذا حدث شيء خطير, فهي لا تدري بالتأكيد كيف ستتصرف. وتذكرت عدة حوادث غطس خطيرة سمعت عنها فنظرت الي كارل بخوف
"لا تخافي فكل شيء سيسير علي ما يرام, فأنا سأقوم بجولة استكشافية بسيطة, وأنت ستراقبينني بدون مشاكل, والآن ساعديني لكي أستعد"
راقبته وساعدته وهو يلبس زى الغطس ويشد حزامه ويضع قنينة الأكسجين
"لماذا تحمل هذا الضوء" سألته بفضول
"أريد أن أتعرف علي كل الأماكن المظلمة في هذا المكان"
ووضع قناعه وغطس الي الأعماق ثم عاد الي السطح يسبح علي مهل ويجدف بقدميه وهو يلبس البالمات
شعرت أليكس بالسعادة لأنه يثق فيها ولأنها في مكان يشبه الجنة بروعته وبهدوئه, وكان كارل يشبه سمكة ذهبية أو مخلوق آخر لا ينتمي لهذا العالم.
وفجأة وجدت كارل يعوم بالقرب من المركب ويخلع قناعه ويبتسم لها وبقفزة واحدة أصبح قربها علي المركب"
"انه رائع" قال لها وهي تساعده علي التخلص من عدة الغطس
"تناولي الماء العذب من تحت المقعد ونظفي هذه الأشياء ريثما أكتب بعض الملاحظات"
"هل وجدت شيئا مثيرا؟"
"نعم...بامكاني أن أصطحبك الي الأعماق اذا كنت عاقلة"
احمر وجهها وتساءلت ماذا يريد أن يقول؟ وأخذت تنظف الأجهزة وتتمتع بالهدوء , شعرت بشيء من السعادة.
بعد قليل رفع كارل نظره عن عمله. وقال لها بأنه حان وقت الطعام, وكانت أليكس قد حضرت المر تديلا و الجبن والخبز والبندورة والدراق وتوجها الي الشاطئ وجلسا في ظل شجرة علي احدي الصخور والبحر أمامهما.
شعرت أليكس بالراحة في جسدها وكان كارل يتمدد علي منشفة الي جانبها
"تمددي أليكس فليس في نيتي العودة الي العمل الآن"
وأشار اليها بيده أن تتمدد بقربه
فكرت أليكس بان وضع رأسها علي ذراع هذا الرجل العاري فكرة لا بأس بها ولكنها لم تتجرأ, فجلست علي بعد أمتار منه , واطمأنت في هذا الهدوء وبعد قليل نامت.
وعندما فتحت عينيها وجدت نفسها وحيدة , فأخذت تبحث عن كارل وأخيرا رأته يقف علي صخرة ويستعد للغطس.
مرة ثانية أعجبت بجسده الرائع وشعرت بشيء قوي يجذبها نحوه, وأحست بانزعاج وهي تفكر بأنه يشعر بحقيقة ارتباكها. فهو يلاحظ كل ارتعاشاتها وانفعالاتها... وهي مقتنعة بأنه يتسلى بإثارة مشاعرها... وكل هذا ليس سوي لعبة خالية من أي شعاع حب, وهي تعرف ذلك.
فاذا أبدت عدم مبالاة بامكانها أن تتسلي هي أيضا بهذه اللعبة... ولكنها لا تستطيع, فبالنسبة لها يجب أن تكون لغة الأجساد تعبيرا عن مشاعر القلوب, والا فلا يجدي ذلك سوي الحزن والعار.
غطس كارل , انه غطاس ماهر وأحاطته المياه ففكرت أليكس لابد أنه يشعر بلذة كبيرة في الغطس وبالنسبة لها لا سبيل للسؤال عن نتيجة الانضمام لهذا الساحر الخطير.
"هل تحلمين أليكس؟" سألها وقد أصبح أمامها مباشرة وجسده يلمع تحت أشعة الشمس. انتفضت ونظرت اليه فرأته يبتسم.
"كنت أفكر"
"بامكانك السباحة حتي المركب, وسأقوم بجولة نحو خليج آخر, وأتابع اكتشافاتي"
"نعم, أفضل ذلك"
بعد لحظات شعرت أليكس بالاسترخاء في هذا الماء المنعش وتحت أشعة الشمس, عاد كارل الي المركب وكانت وصلت معه بنفس الوقت, وأسرعت لتصعد المركب قبله, فهي لا تتحمل فكرة أن يساعدها ويحيطها بذراعيه مع انها متأكدة من أنها ستشعر بلذة كبيرة بين ذراعيه, ولكم خوفها منه أقوي من مشاعرها تجاهه.
ثم قاما بجولة حول الجزيرة , وتوقف كارل أمام الخليج الصغير وغطس مرة أخري و أليكس تراقبه بعيونها وعندما عاد نظر اليها مبتسما
"هل أنت مستعدة لأول نزول؟"
"انا؟" سألته بدهشة واستفهام ثم أضافت بتردد " ولكني لا أعرف شيئا ,أخاف أن..."
"أنت تسبحين جيدا... وسأكون معك , ولن تبقي طويلا ,انها ليست محاولة وهذه المرة لن تحملي قنينة الأكسجين"
"حسنا"
"هيا بنا, هل أنت مستعدة؟"

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13095316421.gif


أموووله 02-07-11 07:08 AM

يعطيك الف عافيه كاتيا رووووووووووووووووووووووووووووووووووووووعه القصه كمليها رجاء ياعسل لانها من جد حمااااااااااااااااااس جزيتي وردا ^_^

katia.q 02-07-11 02:40 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أموووله (المشاركة 2797453)
يعطيك الف عافيه كاتيا رووووووووووووووووووووووووووووووووووووووعه القصه كمليها رجاء ياعسل لانها من جد حمااااااااااااااااااس جزيتي وردا ^_^

ايه النور ده كله
أمووولتنا عندنا
يا مرحبا يا مرحبا
سعيدة كتيير ان القصة عجبتك
يسلم لي القمر ويسلم لي كلامه الحلو

katia.q 02-07-11 02:58 PM

الفصل السابع
 
http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13096102901.jpg

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13096102903.gif


تمنت أن ترفض ولكنها لا تريد أن يقول عنها جبانة و فوافقت.
"عظيم وفي البداية يجب أن تعلمي بأنك لن تغطسي لأعماق بعيدة, فنفس واحد يكفي, ولا تتنفسي بعمق كي لا تشعري بالدوار, وهذه ستكون بداية سيئة.... واذا شعرت بضغط علي أذنيك أخرجي الهواء من أنفك, وعندما تعودي الي السطح انظري الي أعلي مباشرة وقبل أن تأخذي نفسا تخلصي من الماء الموجود في الأنبوب"
"أنت لست بحاجة الي بذلة هيا, سأساعدك أنا"
وساعدها في شد الحزام حول خصرها, فأحست برعشة قوية.
"حسنا سأكون معك كي تطمئني أكثر"

"فهمت"
وضع القناع علي رأسه وشعرت أليكس بالتوتر وهي تبتعد عن المركب ولكن لا يمكنها التراجع الآن...فهذه الغطسة بمثابة رمز, كيفية الأحداث التي قادتها هنا ولها معني خاص ينبئها بشيء سيغير مجري حياتها كله.
أخذت نفسا وغطست ودهشت بهذا العالم الذي يمتد أمامها وشعرت بأنه من المستحيل أن يشبهه أي عالم آخر علي الأرض التي تعيش عليها, وكانت تجدف بالبالمات التي في قدميها وتنظر حولها بدهشة لم تكن تتصور أبدا مثل هذه الروعة. وكانت مجموعة من الأسماك الذهبية تلمع علي الرمال تحتها , وكانت الأعماق مليئة بالنباتات والحيوانات التي تميل الي اللون الأحمر والبنفسجي والأزرق وكان الصمت كبيرا. ولكن يجب أن تعود الي السطح بسرعة مع أنها لم تر الكثير من هذا العالم, نظرت الي الأعلى كي تتأكد من أن لا شيء فوقها.
شاهدت في البعيد جسد كارل الذي يطفو فانضمت اليه وضحكت وأخذت نفسا استعدادا للنزول مرة أخري
"هاي !لحظة!" قال لها وهو يضحك ويمسك بكتفيها." يبدو أن هذا يعجبك"
"انه رائع..." ورفعت القناع عن رأسها" أنا لم أر في حياتي شيئا بمثل هذه الروعة, هذه الألوان, الأسماك, الرمال, الصخور ,الحشائش...كل شيء رائع, ولكن لم يسمح لي الوقت..."
"اذن في المرة القادمة ستحملين معك قارورة أكسجين وهكذا يكون بامكانك أن تقضي عدة ساعات في الأعماق"
"أوه ,نعم" وابتسمت مشرقة.
كان وجهها قريب جدا من وجهه, وكان لون البحر ينعكس علي عيون أليكس الخضراء ونقط الماء تتلألأ علي جسدها ,فنظرا قليلا في عيون بعض, وفجأة ضمها كارل الي صدره فشعرت بيديه تلفان خصرها, وتضمانها بقوة.
وانضمت الشفاه في قبلة طويلة وحنونة, فرفع كارل يديه الي ظهرها وضم صدرها اليه فشعرت بقليبهما يدقان علي نفس الإيقاع...أحست بأنها تعيش في حلم جميل .
جاءت موجة وضربت وجهيهما, فابتعدا عن بعض وهما يضحكان وظلت يد كارل علي كتفها, فحاولت أن تعيد القناع علي رأسها.
"دعيني أساعدك...أتريدين الغوص مرة أخري؟"
وافقت وهي لا ترغب الا أن تشعر بذراعيه من جديد.
ولكنها فقدت فجأة الاحساس بالسحر والروعة.
وتذكرت بأن كل هذا ليس سوي وهم عابر. ونزلت الي ذلك العالم الغريب, كل شيء أزرق وذهبي وجميل, وفكرت أنها لا تطيع الا نزوة صغيرة عندما ترمي نفسها بين ذراعيه, انها ردة فعل مؤقتة, وهي محاولة للتعرف علي هذا الرجل الذي وعدها باكتشاف عالم رائع, أما هو, فانه فقط يستفيد من هذه الفرصة عندما تتخلي فجأة عن خوفها وحذرها, وليس أكثر.
وعندما عادا الي المرفأ قالت لنفسها بأن مرة أخري لم تخدعها غريزتها.فهي تعلم منذ البداية اذا لم تهرب من كارل فورا فهي لن تستطيع أن تتخلص منه الي الأبد.وعرفت بأن هذا النهار الذي قضته معه هو يوم حاسم في حياتها.
لو أنها تستطيع فقط أن تستمع الي ذلك الصوت الداخلي. وكانت تتأمل مدينة دنبروفنيك ... ولكن حتي لو قررت أن لا تري كارل مرة أخري, فهي لن تستطيع التحرر منه وسيبقي في عقلها وفي قلبها حتي آخر أيام كانت تحملها الي عالم آخر يتحد فيه قلبيهما وبمثل هذه اللحظات ستمنحه عمرها. وكأن قبلاتهما رسخت صورته في قلبها الي الأبد,انها لحظات روحها.

نظرت اليه بحذر وهو يقود المركب الصغير نحو اليخت المانتا ,فقالت في نفسها أن كل أحاسيسها ليست سوي أوهام, فهي وحدها تشعر بالانفعال وبهذا الحب القوي. وفهمت وحدها أنه يجب عليها أن تتعلم العيش وحدها وبدونه.
وماذا يهم؟ فبعد كل شيء واذا كان كارل لا يبادلها الحب. فيكفي أنها تحبه, وتحس بحرارة هذا الحب وستظل تحبه طيلة حياتها حتي ولو ابتعدت عنه, وهي لا يمكنها أن تتأمل كثيرا.
وهي تعلم أيضا منذ البداية أنها لا تمثل بالنسبة له سوي مغامرة عابرة, وبأنها بكل بساطة جسد جميل فقط.
ولكن منذ وصول فرونيكا لم يعد لها هذه القيمة أيضا, فكارل وهذه الصحفية المتغطرسة يناسبان بعض مهما كانت تلك اللعبة التي يلعبانها, و أليكس لا يمكنها أن تفعل شيئا ولم يعد كارل يحدثها عن الخطوبة وهي بدأت تعتقد أن قصة الفضيحة في الجرائد كلها غير منطقية, وهناك تفسير آخر ,لقد تخاصم كارل وفرونيكا قبل سفره الي يوغوسلافيا وكل هذه المسرحية من أجل أن يتصالحا من جديد وبدون شك سينسيان بسرعة كل خصامهما.
كانت أليكس قد شعرت بقرب كبير من كارل فهذا النهار الذي قضياه في أشعة الشمس وهذه المجاملات وخاصة تجربة الغطس, كل هذا وكأنهما كائن واحد,و أدركت أليكس أن حماسها لعالم الأعماق البحرية أعجب كارل كثيرا.
وهذا شيء مهم بالنسبة له, وكان حديثهما أثناء العودة كله حول الاكتشافات والجولات البحرية, وشعرت أليكس في لهجة كارل حماسا لا حدود له, ولابد أنه يشعر بالإثارة في كل مرة يغطس بها وكما شعرت هي نفسها بهذه الغطسة الخجولة والآن لا ترغب الا في إعادة هذه التجربة. والغطس مرة أخري ولمدة أطول ولعمق أكبر.
أما الآن فالحلم قد انتهي....وعادا الي المانتا ,الي عالم المكر والخداع, والجزيرة الصغيرة أصبحت بعيدة, اقتربت فرونيكا من حافة المركب الكبير وكأنها تريد أن تسخر من أفكار أليكس.
"ها قد عاد المسافران"
رفعت أليكس نظرها نحوها فوجدت أليكس أن جمال فرونيكا يزداد في أشعة الشمس, وهي ترتدي تنوره من الحرير الأزرق وبلوزة منتفخة الأكمام مما يزيد من جمال جسدها, وكانت تضع حلقا يلمع تحت شعرها الأسود وتنتعل صندلا فضيا لا يتناسب أبدا مع الحياة علي المركب. بينما كانت أليكس ترتدي بنطلون شورت وبلوزة واسعة وكأنها طفلة صغيرة لكنها اذا أرادت أن تقلد ملابس فرونيكا فهي بالتأكيد ستكون مثيرة للضحك.
"مساء الخير,فرونيكا, هل قضيت نهارا جيدا؟" سألها كارل.
نظرت اليه فرونيكا نظرة طويلة,يبدو أن هذه السيدة الجميلة لا تثق بحبيبها كما كانت تعتقد أليكس.
"نعم,شكرا. وأنت؟"
"كان نجاحا كبيرا, ولقد أظهرت أليكس أن بامكانها أن تكون مساعدة ممتازة"
"مدهش كارل, لقد أرسل جون برقية ,فهو سيصل هذا المساء, ها أنا أري سيارة تاكسي, يبدو أنه وصل" قالت فرونيكا ببرود ثم التفتت الي أليكس وأضافت" ستنسجمين معه أليكس ...انه بمثل عمرك...وهو صبي لطيف"
خرج كارل لاستقبال جون"أهلا ,أهلا"
دخل الي الغرفة شاب نحيف, يشرق وجهه بابتسامة ودودة...وتنزل خصلات من شعره الأشقر علي جبينه.
"لم يخبروني سوي بالأمس فأسرعت قدر الامكان, وحضرت حقيبتي وعدتي التي كلفتني مبلغا كبيرا لشحنها بالطائرة...وأنا سعيد لأنني هنا! فلم أكن أعتقد أنني سأتمكن من الغطس هذا الصيف" وضحك بسعادة ثم التفت الي فرونيكا و أليكس "يبدو أنك لست بحاجة لي"
"أوه,بلي" أجابه كارل مبتسما.
شعرت أليكس بالهزيمة,ألم يقل كارل منذ قليل أنها مساعدة ممتازة؟ ولكن بالتأكيد ليست بمهارة هذا الغطاس الشاب, كما وأن جون هذا مصور فوتوغرافي.
"أنت تعرف فرونيكا بيرفيس , وهي هنا لتقدم لي المساعدة عندما أحتاج, وهذه أليكس,خطيبتي, والتي أظهرت اليوم بأنها ستكون في المستقبل السيدة الضفدعة و وهي طباخة ممتازة وستعد لنا أطيب الوجبات" ثم التفت اليها,فصرخت أليكس"أوه يا الهي" كانت قد نسيت تحضير العشاء ثم نهضت بسرعة
"سأحضر العشاء فورا. ستتناول العشاء معنا سيد..."
"ريدموند, أنت لم تتركي كارل يتابع تقديمنا لبعض ولكن بامكانك أن تناديني جون! بدون رسميات علي هذا المركب. وأظن أنني سأتناول العشاء وسأبقي هنا ,أليس كذلك كارل؟"
"بالتأكيد نعم! فأنا بحاجة اليك هنا, وليس في الفندق ولحسن الحظ لا تزال لدينا غرفة شاغرة, ولكنك ستحتفظ بعدتك معك لأنه لا يوجد مكان" ثم التفت نحو أليكس" لو تحضرين العشاء بسرعة يا أليكس, فجميعنا نشعر بالجوع"
وأخذ يتحدث مع جون عن مهنته, واتجهت أليكس الي المطبخ...وشعرت بأنها وحيدة ولقد تبددت الألفة التي كانت قد بدأت بينها وبين كارل منذ وصول فرونيكا, ولكنها تشعر ببعض السعادة لمجيء جون ,لقد أعجبها بوجهه المبتسم وهدوئه الذي سيجعل الجو أقل توترا. وهي تسمع الآن ضحكاته, وفرونيكا لم تحاول أن تمد لها يد العون في إحضار العشاء, و أليكس لن تعتمد عليها أبدا.
وهكذا جعل وجود جون الأجواء تتغير ولأول مرة شعرت أليكس بالراحة منذ لقائها كارل. وكان الرجلان يحتكران الحديث طيلة السهرة مما منع فرونيكا عن الثرثرة ولكن يبدو أن هذه الصحفية منزعجة.

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13096102902.gif

Ellie 02-07-11 05:24 PM

ألف شكرا علي المجهود الكبير
والرواية شكلها حلو أوي
بانتظارك

*mero* 03-07-11 04:19 PM

شكرا لجهودك الرائعة موفقه دوما

katia.q 03-07-11 06:29 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Ellie (المشاركة 2797736)
ألف شكرا علي المجهود الكبير
والرواية شكلها حلو أوي
بانتظارك

منوووووووووووورة يا قمر
خليكي متابعاني

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *mero* (المشاركة 2798825)
شكرا لجهودك الرائعة موفقه دوما

يسلموووووووووووا يا عمري
علي الكلمة الحلوة
أسعدني تواجدك

أموووله 03-07-11 06:40 PM

يعطيك الف عافيه ياكاتيا العسل القمر بصراحه القصه كل مالها حماس بالفعل اختيارك يمثل روعتك ^_^

katia.q 03-07-11 07:04 PM

الفصل الثامن
 
http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13097126301.jpg
http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13097122972.gif

كانا يتكلمان عن الغطس تحت الماء, وكانت أليكس مسرورة بالسماع اليهما, يبدو أنهما قاما بجولات في كل بحار العالم. وها هم يتحدثان عن تجاربهما وانطباعاتهما عن الأماكن التي قاما بزيارتها...واتفقا أخيرا الي أن حدود استراليا الكبرى هي أجمل من كل الأماكن الأخري.

"ستظهر الصور في فيلمنا ,سنتكلم عن الكاريبي وجزر كالاباغوس ...جون,هل..."
وتابعا نقاشهما ولكن أليكس لم تعد تصغي اليهما, كانت تفكر هل ستتمكن يوما ما من الغطس في حدود استراليا الكبرى؟
أخذ قلبها يدق بسرعة لمجرد التفكير أنها ستذهب الي تلك المنطقة برفقة كارل, مع أنها تعلم بأن هذه الفكرة لن تتحقق. ولكن اذا انتسبت لمدرسة تعليم الغطس في انكلترا, برني لن تعود وهي التي كانت سباقة دائما في كل التجارب. وعلي كل حال هذه الفكرة لن تعجبها, وبامكان أليكس الذهاب وحدها, ولقد أدركت الآن أن بامكانها الاعتماد علي نفسها دون مساعدة برني.
نهضت أليكس ونظفت الطاولة ودخلت الي المطبخ كي تنظف الصحون, ولم يحاول أحد أن يساعدها في ذلك.
قالت تواسي نفسها"ان هذه هي مهمتي" وكارل دفع لها من أجل هذا العمل.
وبعد أن انتهت من عملها في المطبخ ترددت قبل الدخول للصالون ,فهي تشعر بالخوف كما وأنها تعبة جدا من قضاء طيلة النهار تحت أشعة الشمس, لذا دخلت الي غرفتها.


عندما استيقظت في اليوم التالي كان الرجلان يتحدثان عن العمل.
فحملت سلة الخضار كي تذهب الي السوق, وبعد أن خرجت من المركب, ولم تكد تسير عدة خطوات حتي أحست بيد كارل تحيط كتفيها
"هل أستطيع أن أحمل سلتك يا آنسة؟"
نظرت أليكس اليه بدهشة, بالتأكيد لم يلحق بها من أجل ذلك فقط!
"لا بأس"
"هل يجب أن أذكرك بأننا مخطوبان؟"
تنهدت ...لو أن هذا صحيح, وشعرت بالحزن.
"هل يجب حقا أن أذكرك بأننا مخطوبان؟"
تنهدت,لو أن هذا صحيح,وشعرت بالحزن
"هل يجب حقا أن نتابع لعب هذه المسرحية؟ والآن جاء جون وأنت لست بحاجة لي... ومن ناحية أخري بامكاني أن أذهب وأبحث عن أموالي في البنك, وبذلك تستعيد أنت أموالك. والأفضل لي أن أرحل..."
فنظر اليها وسألها" أتعتقدين حقا بأن خطوبتنا تمثيلية مضحكة؟"
"وماذا اذن؟" انقبض قلبها " لقد قلت لي بنفسك بأن خطوبتنا حجة كي تحميني من فضائح فرونيكا, وكي تجنب اسمي من الظهور علي صفحات الجرائد...وأنت تري بأن هذه اللعبة قد طالت وفرونيكا صدقت قصتك هذه, وهذا كل ما كنا نريده, ولا يهمني ماذا تريد أنت, فأنت استغليتني في هذه المؤامرة, وأنا أكره أ يستغلني أحد" ثم أضافت والغضب يكاد يطفح من وجهها" ولو لم تأخذ جواز سفري لكنت أصبحت الآن بعيدة عنك جدا, وكما أنني لا أفهم لماذا تحتفظ به؟"
"انه الوسيلة الوحيدة كي أحتفظ بك, وفي البداية أخذته لشرطة المرفأ كي ينزل اسمك علي اللوائح فاليوغوسلافيين يحبون التقيد بالنظام وفيما بعد كان لي أسباب شخصية تمنعني من إعادته لك. هل هذا واضح؟"
مع أنها لم تفهم ماذا يعني الا أنها قرأت في نظراته إصرارا مخيفا فحاولت الهرب منه لكنه أمسك يدها بعنف
"لا تحاولي مرة ثانية, فأنت لا تعلمين الي أين تلجئين,حسنا؟ وهذه الجولات؟ لا تنسي أن لدينا عمل ينتظرنا"
"العمل..ينتظرني أنا أيضا. ولا ينتظرك أنت فقط! أنت لم تعرف أبدا ماذا يعني العمل يا سيد ماكراي...فكل شيء سهل بالنسبة لك,وأنت تكسب المال الكثير بينما تعيش حياة تشبه الأحلام, وهذا شيء لذيذ في خصوصيات رجال من نوعك"
"إني أحذرك يا أليكس, ملاحظة أخري من هذا النوع وألقنك درسا ,هنا علي الرصيف, درسا لن تنسيه وأنا متأكد من أن الناس جميعهم متشوقون لمثل هذا المشهد"
لم يكن يمزح...وكانت ملامحه قاسية وعيونه تشع بالغضب
"سأسامحك هذه المرة ولكن هذا آخر تنبيه...فأنا لن أتحمل أوهامك السخيفة عن حياتي...بينما أنت لا تعرفين شيئا,فأرجوك احتفظي بأرائك لنفسك فقط"
"اذا كنت لا تستطيع أن تتحملني لماذا لا تدعني أرحل؟"
"لقد سبق وقلت لك لأنني بحاجة اليك. ماذا ستحضرين للعشاء؟"
لم تكن قررت بعد ولكن يجب أن تفكر جيدا ...
التوتر الذي بينهما تبدد ببطء وهما يتنقلان بين محلات الخضار وعندما عادا الي المركب كان كارل يمسك بيدها وقبل أن يصعد الي المركب توقف كارل والتفت نحوها.
"ماذا سأفعل بك اليوم؟ كنت أفكر باصطحابك معي من جديد الي تلك الجزيرة ,بما أنها أعجبتك ولكن فرونيكا تريد أن ترافقني وتلتقط بعض الصور. ولقد قبلت أن أصطحبها معي,كما وأنني لا يمكنني أن أتركك وحدك فقد تفكرين بأشياء غبية ...سأعهد الي جون بالاهتمام بك"
"ألن يذهب معكما؟" شعرت بخيبة أمل لأنها لن تتمكن من قضاء النهار كله برفقته,كما وأنها تغار من فكرة كونه وحيدا هناك مع فرونيكا
"جون لديه موعد مع مدير الأحواض في المدينة القديمة, وأنت تريدين أن تزوريها,علي ما يبدو لي..."
"نعم ولكن ليس مع جون"أجابته بمرارة ونظرت اليه,ففهم كارل ما يدور برأسها فأسرعت وأدارت وجهها" حسنا يسعدني أن أقضي النهار مع جون,فهو يعجبني كثيرا..."
ابتسم كارل...فاحمر وجهها وصعدت الي المركب,فهي تشعر بأنها أسيرته ويجب أن تتعلم أن تراه يحدد لها الطريقة التي تقضي بها وقتها...ازداد غضبها عندما رأت ابتسامة النصر علي وجه فرونيكا,عندما أخبرها كارل بأنه قرر قضاء النهار معها.
"سألتقط صورا رائعة كما ويمكننا أن نرتاح قليلا, فأنت لن تعمل طيلة النهار أليس كذلك يا عزيزي,كارل؟"
"ان ساعة القيلولة مقدسة عند الظهر" أجابها بحده وهو ينظر نحو أليكس.
بالتأكيد ستكون فرونيكا مسلية أكثر منها,و أليكس تتخيلهما ممدين معا فوق الصخور فنهضت بسرعة ورفعت صحون الافطار ودخلت الي المطبخ, وقلبها يعتصر من الألم.
"هل تعرف المدينة القديمة؟" سألت جون وهما يتجهان نحو موقف السيارات. ولم يكن الجواب يهمها فأفكارها كلها متجهة نحو كارل وفرونيكا وهما في طريقهما الي تلك الجزيرة...
ولكن هذا ليس ذنب جون, ويجب أن تكون لطيفة معه, كما وأنه ينظر لها بحنان.
"لقد زرتها منذ ثلاثة سنوات وأقمت فيها أسبوعا, انها مدينة رائعة" ودخل الي السيارة
"لم أكن أعلم بان كارل سيتزوج يوما ما, ولكن ذوقه يعجبني, ولقد فهمت الآن لماذا قرر أن يغير نمط حياته"
"هل كنت تعتقد أن فرونيكا ستصبح زوجته؟"
حاولت أليكس من خلال أسئلتها أن تعرف العلاقة التي تجمع كارل وفرونيكا فهي بغاية الشوق لسماع المزيد عن حياة خطيبها المزعوم
"اهمم, معك حق,فالمثير من الناس يعتقدون .." ثم صمت فجأة "عفوا اعذريني فليس من اللائق أن أتكلم هكذا, علي كل حال,لا تقلقي, فلديك مميزات خاصة لا تملكها فرونيكا..."
"أشك بذلك" وابتسمت أليكس كي تظهر له بأنها لا تحمل هذا الحديث محمل الجد
"أنت مخطئة, فأنت امرأة كاملة...آه,لقد وصلنا فكما ترين المدينة ليست بعيدة"
وعندما نزلا من السيارة نظرت أليكس حولها فرات سور أبيض يحيط بالمدينة
اجتازا الخندق علي جسر خشبي ثم مرا تحت السور ودخلا المدينة القديمة وسارا في شارع مزدحم مبلط بالرخام ويجتمع حشد كبير من الناس حول نافورة ماء عالية يلتقطون الصور ويضحكون بمرح مما يشعر المرء بالفعل أنه في عطلة حقيقية
"هذا المكان لا يوجد له مثيل في أنحاء العالم,فلقد زرت من قبل مدنا عديدة ولكنني لم أر أجمل من هذه"
"نعم, انها رائعة" قالت له أليكس.
وتمنت لو أن كارل كان الي جانبها وهي تكتشف هذه المدينة فيكون لهذه الذكري شيئا مميزا, وتكون من احدي الذكريات القليلة المشتركة بينهما.
ولم يكن جون مستعجلا علي موعده فقاما معا بجولة في الشوارع المحيطة بهذه الساحة.
"لقد بني سور المدينة علي شكل جدران متينة, فمن غير المعقول زيارة هذه المدينة دون القيام بهذه النزهة, انها طويلة ولكن رؤيتها ممتعة. والبيوت المتراصة تبدو جميلة"
"أتمني أن تسمح لي الفرصة بأن أقوم بهذه النزهة"
"أوه...بالتأكيد, فكارل سيمكث هنا مدة لا بأس بها, ولن يدعك تذهبين دون أن يصطحبك اليها " والتفت نحوها مبتسما" لقد تكلمت مع فرونيكا هذا الصباح وأخبرتني أنها لم تكن تعلم بأمر خطوبتكما"
"ولكن لم يعلم أحد بها بعد يا جون" وأحست بالحرج فغيرت الموضوع " ماذا منت تريد أن تقول عندما كنا في السيارة, عن أشياء أملكها أنا وفرونيكا لا تملكها؟"

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13097122971.gif


katia.q 03-07-11 07:13 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أموووله (المشاركة 2798927)
يعطيك الف عافيه ياكاتيا العسل القمر بصراحه القصه كل مالها حماس بالفعل اختيارك يمثل روعتك ^_^

يسلم لي القمر
ربي ما يحرمني منك يا حلوتي
ودائما منوراني

فتاة 86 03-07-11 07:17 PM

:peace::55::peace:
يعطيكي العافية كاتية
ما قريتة بعد
بس حابة أعرف كام فصل الرواية
شكراً على المجهود

:55::8_4_134::55:

katia.q 03-07-11 07:18 PM

الفصل التاسع
 
http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13097134493.jpg
http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13097134491.gif

نظر اليها بدهشة ولم تكن أليكس تدري أن كانت بسؤالها هذا تنتظر كلمات المجاملة أم أنها تريد أن تتأكد أن فيها مميزات خاصة تجذب اليها كارل.
ولكن...! لقد فات الآوان أخذت تتسلي برؤية الواجهات وظل جون يفكر بسؤالها.
"حسنا, أعتقد أنك تعرفين ما عنيته بكلامي, أنت شابة نضرة وعفوية, وهذا ما فقدته فرونيكا منذ مدة طويلة, وأنت صادقة وصريحة, ولا تعرفين شيئا عن المكر والدهاء, وتمتازين أيضا بشيء آخر بالتأكيد, ولكن لا يحق لي أن أتكلم عنه"
فنظرت اليه واحمر وجهها, وندمت لأنها طرحت عليه هذا السؤال, فهي لا تريد أن يقع جون في غرامها, فهي تجد أنه صديق يمكنها التحدث اليه بحرية دون انفعالات قوية.
ولأول مرة شعرت بالراحة لأنها مخطوبة...فهذا يحميها من هذه المواقف المحرجة.
وفكرت بأنها لو التقت بجون منذ أيام قليلة, كانت تقبلت مجاملته ومحاولاته بكل سرور, ولكن لقد التقت بكارل, ولن يكون أي شيء كما كان عليه في السابق.
في طرف الشارع,كان هناك قهوة لها رصيف خارجي وفوقها مظلات تحمي من الشمس, وبقرب هذه القهوة كان هناك مكان كبير تقام فيه الحفلات الغنائية ثلاث مرات في الأسبوع في الهواء الطلق.
"لا يجب أن تفوتين مثل هذه الحفلات, فأنا أحب كثيرا أن أستمع الي الموسيقي وأنا أشاهد النجوم في السماء" ثم دخلا القهوة وجلسا علي الشرفة المطلة علي المرفأ القديم.
وكانت السفن تتمايل في الماء تحت أشعة المس, وقال لها جون بأنه يوجد مكان هنا مخصص للسباحة
"ويوجد أيضا حوض هناك, وهو رائع للسباحة والغطس وبامكانك الذهاب اليه ريثما أعود من الحوض" شربت أليكس قهوتها الباردة وشرب جون كأسا من البيفو- البيرة اليوغوسلافية المنعشة_- ولم يتناولا شيئا من المقبلات التي قدمت اليهما خوفا من عدم قدرتهما علي منع أنفسهما من التهام كمية كبيرة منها.
"سأذهب بدون شك ولكني الآن مرتاحة هنا ,فهناك أشياء أخري لكي أراها, انظر الي هؤلاء الأولاد الذين يتصيدون من المرفأ يبدو أن لهم صبرا كبيرا"
ونظرت اليه وخافت أن تسأله المزيد كي لا تظهر أمامه بأنها لا تعرف شيئا عن حياة كارل الذي ستتزوجه...
"جون! هل تعرف كارل من مدة طويلة؟"
"للحقيقة لا, حتي أني تفاجأت عندما تذكر اسمي فنحن لم نعمل معا من قبل, مع أننا نقوم بنفس الأبحاث, ونحن متفقان مع أنني لست بمستوي كارل ولن أكون مثله أبدا"
"هل هو فعلا مشهور؟"
"أوه نعم, ولكن أنت تعرفين كل هذا, وسيكون مشهورا أكثر ومع هذا الفيلم الذي يحضره, من قبل كان يهتم بالأفلام الأكثر تقنية والثقافية في نفس الوقت, ولديه أفكار كبيرة وسيحقق كل مشاريعه"
"بالنسبة للفيلم, هذا ما تريد قوله؟"
"نوعا ما, وأفكر خاصة بسلسلته التلفزيونية الجديدة, لقد كثر الحديث عنها, وسيكون كارل المسئول عن المجال الطبيعي, الذي يؤلف الجزء الأكبر من هذا البرنامج, ولقد كان له نشاط كبير في الأبحاث الخاصة بأعماق البحار. وعلي سبيل المثال ,هو الذي قام بعملية انقاذ الغليون الذي يعود للقرن الخامس عشر ولقد تكلمت عنه الصحافة كثيرا, ولقد اكتشف أيضا الكثير من حطام السفن.... ويهتم كثيرا بالبرامج الثقافية التي تعد للشباب ولكني أعتقد أنه أخبرك عن كل هذا"
"لا, للحقيقة نحن... نحن لم نجد الوقت الكافي لكل هذا الكلام" أجابته متلعثمة واحمر وجهها.
"أنا لا ألومك, أليكس, علي كل حال, اعلمي أن زوج المستقبل سيكون من أشهر نجوم التلفزيون وما أن ينتهي من الفيلم ومن الكتاب الذي نؤلفه سيصبح اسم كارل معروفا ي كل أنحاء العالم, وليس فقط في انكلترا"
فقالت أليكس في نفسها.. وهكذا لن تختفي تماما من حياتي بعد فراقنا, فهي ستظل تسمع أخباره... وقد تراه أحيانا علي شاشة التلفزيون وفي الصحف... وستتابع أخباره كلها, وهي لا تستطيع أن تعلم الآن ان كان هذا سيسعدها أم سيزيد من حزنها.
"لقد تفاجأت كثيرا برؤية كارل يخطب امرأة أخري غير فرونيكا, فانا لم أكن أعتقد أنه لا يبالي كثيرا بردة الفعل..."
"ماذا تعني؟ ولماذا سيكون لردة فعلها مثل هذه الأهمية؟"
"بالتأكيد أنت تعلمين بأن والد فرونيكا هو السيد ماكس بيرفيس , انه رجل مليونير, وهو الذي يمول السلسلة التلفزيونية الجديدة وكما يقال , كارل سيكون شريكه وفرونيكا جزء من هذه الصفقة" ونظر اليها بمكر " ولقد أعطي ماكس بيرفيس الضوء الأخضر للعملية المالية كلها. وابنته أيضا... الساحرة فرونيكا... ولهذا السبب تعجبت من رؤية كارل يخطب غيرها"
ثم نادي علي النادل وأعطي له الحساب ثم نظر الي أليكس وابتسم ونهض "يجب أن أذهب الآن الي موعدي وليس المكان ببعيد من هنا, سنلتقي بعد ساعة كي نتناول الغداء, موافقة؟"
الغداء؟ أليكس لا يمكنها بعد الآن أن تضع الطعام في فمها, وظلت بعد ذهاب جون جالسة علي كرسيها تفكر بأسي, فهمت الآن سبب خطوبتهما بوضوح, انها وسيلة كي يجبر ماكس علي تمويل مشروعه وكي يحصل علي هدفه الأخير, فاثارة قلق والد فرونيكا فكرة ممتازة تجعله يقبل بالقيام بأي شيء في سبيل تزويج ابنته, وكارل سيتخلي عن أليكس بعد أن يصل لمبتغاه الحقيقي, كانت شكوكها في محلها عندما اعتقدت أن كارل يسعي لشيء مهم من وراء اعلان خطوبته لها. ومع ذلك ذهلت أكثر عندما عرفت حقيقة الانسان الذي تحبه.
فهل يمكن أن يكون خاليا من الاحساس لهذه الدرجة؟ وهي متأكدة من أن كارل وفرونيكا يضحكان ويمرحان معا علي تلك الجزيرة.
وهي متأكدة أنه سيعلن قريبا عن خطوبته ل فرونيكا , خطوبة الرجل الساحر علي الصحفية اللامعة, التي ستسامح كارل بسهولة علي حماقته الصغيرة....
ولم تكن أليكس تثق بكارل رغم حبها له, لقد كانت دائما تعلم في قراره نفسها بأن كل هذا ليس سوي أوهام, ولقد عادت اليها الشكوك من جديد, انها ليست شكوك ضعيفة لقد أصبحت متأكدة منها الآن, فكارل يريد الشهرة , وبما أن زواجه من فرونيكا يسهل عليه ذلك فهو لن يتردد أبدا, وهو مستعد لأن يضحي بأشياء كثيرة للنجاح في مهنته.
عندما عادا الي المركب كانت الشمس تغيب في الأفق, وكان كارل وفرونيكا قد وصلا الي المركب لأن المركب الصغير كان رأسيا بقرب المانتا.
ارتعشت أليكس لفكرة رؤيتهما معا, وتخيلت وجههما بعد قضاء نهار كامل معا, وفرحتها بمصالحته من جديد, وقبل أن تصعد أليكس الي المركب التفتت نحو جون وابتسمت وأرادت أن تشكره علي لطفه واهتمامه بها لقد حاول جون طول النهار أن يجعل أليكس تتمتع بزيارتها للمدينة.
وعندما كان بموعده اشترت أليكس طعام من أجل الغداء, وذهبت الي الأحواض وكان جون لا يزال في اجتماعه مع المدير, فتوقفت أمام الواجهات ودهشت لهذه الأسماك الغريبة بألوانها وأشكالها, وتأملت بحزن الأسماك الكبيرة والسلاحف الضخمة, وفكرت لابد أنها نادمة علي تركها مياه المحيط الواسعة..ثم تذكرت كارل و فرونيكا, لابد أنهما يسبحان الآن معا, أو يغطسان ويتمتعان معا في تلك الجزيرة الرائعة. لو أنه اصطحب معه أليكس فقط....
ولكن من الواضح أنه لديه أسباب تجعله لا يصطحبها معه, يجب عليه أن يفكر فقط بمستقبله المهني!
تساءلت بحزن, هل فرونيكا تحب كارل؟ ولكن نظرياتها حول الزواج تشير الي أنها لا تعتبر الحب ركيزة الزواج الأساسية...والنظرة المادية تسيطر علي كل اعتباراتها الأخري, وكارل يمثل لها الزوج المثالي, كما أن جسده وجاذبيته تمنحها سببا إضافيا ومهما....
بدون شك كارل يشاركها نفس الرأي, ولقد أبعد الحب عن عالم أفكاره. وهذا بالنسبة له رأي حكيم ولن تكون معلمة صغيرة مثلها وبطيشها قادرة علي جعله يغير نمط حياته كلها.
بعد ذلك وصل جون وذهبا معا الي المرفأ حيث تناولا الغداء أمام البواخر الكبيرة وهما يثرثران ثم توجها الي الحوض الذي تكلم عنه جون وسبحا هناك بحرية لأنه لم يكن فيه الكثير منا لناس, وشعرت أليكس ببعض الراحة وتمنت لو تستطيع أن تقضي أياما طويلة وهي تعوم هكذا وتنظر حولها دون أن تفكر بشيء وتساءلت هل كان من الأفضل لها لو أنها سلحفاة أو دلفين , ثم اقترب منها جون وابتسم "ما رأيك لو نتابع زيارتنا؟ فالشمس أصبحت الآن أقل حرارة وأريد أن أريك شارعا مثيرا للعجب, يطلق عليه اسم بريجاكو. وبعد ذلك ستأكلين البوظة"
خرجا من المسبح وسارا في شارع ضيق ولم تدر أليكس الي ماذا تنظر, فكل المناظر التي أمامها رائعة. البيوت الحجرية المتراصة فوق بعضها وشرفاتها المليئة بالأزهار والغسيل المنشور علي الحبال الممتدة بين المنازل و فوق الشارع كأنها أعلام ملونة, والنساء اليوغوسلافيات يجلسن أمام أبواب المنازل يتحدثن ويحكن الصوف.
وكان الأولاد يلعبون علي الطريق ويصرخون ويمرحون, وبرغم هذا الضجيج يبدو الجو العام هادئا, كما يبدو وأن هؤلاء الناس يعيشون حياة بسيطة جدا.
توقف جون أمام واجهات المحلات يتأملون الأزياء المحلية, ولم تستطع أليكس المقاومة فاشترت تنوره وبلوزة رائعتين. ثم أكلا البوظة في قهوة يوغوسلافية جميلة.... نعم انه نهار رائع وستتذكره أليكس دائما, انه يوم عطلة حقيقي .


http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13097134492.gif

katia.q 03-07-11 07:27 PM

الفصل العاشر
 
http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13097138671.jpg

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13097134491.gif


عندما وصلا الي الرصيف الذي يرسو أمامه المركب المانتا وكانت النجوم تتلألأ في السماء ,التفتت نحو جون وشكرته علي هذا النهار الجميل الذي قضياه معا
"نعم انه يوم رائع, أليكس كنت أريد أن أقول لك ..ببساطة.."
ولم يتابع جون كلامه لأنه وبهذه اللحظة ظهرت أمامهما فرونيكا وابتسمت بطريقتها الغريبة
"أهلا وسهلا, كنا نتساءل هل ستعودان اليوم, أم أنكما ستقضيان الليلة في الخارج؟" وكانت تتكلم بلهجة ساخرة
"أنا آسفة لقد تأخرنا, سأحضر العشاء فورا" أجابتها أليكس
"لا بأس" قالها كارل الذي انضم اليهما" أعتقد أنك متعبة ولن تستطيعي تحضير الطعام, سنتناول العشاء جميعا في المطعم"
احمر وجه أليكس وهي تسمع صوته ولهجته الجافة التي تدل علي الغضب
"لا, لست متعبة,. ولكني كنت سعيدة في هذا اليوم"
كان الجو العام ثقيلا وتساءلت عما سيحدث بعد هذا التوتر المفاجئ ولم تكن قادرة علي تحمل فكرة قضاء السهرة في المطعم.
بعد نصف ساعة كانوا جميعا في طريقهم الي المدينة, ارتدت أليكس الملابس الذي اشترتها وبعد أن استحمت نظرت الي نفسها بالمرآة بفرح, فالبلوزة البيضاء المقلمة بالأزرق تناسب جسدها تماما , وهي تظهر أكتافها وتزيد من جمال عنقها البرونزي.
و التنوره الزرقاء تضيف اليها صفة الأنوثة, حتي أمام فرونيكا التي ترتدي طقما أنيقا جدا. ولكنها شعرت وكأنها تلبس بنطلون جينز حقير عندما نظر اليها كارل بسخرية وتأكدت من أنها مهما فعلت ستكون سخيفة
"لا تقلقي أنت رائعة, وأنا متأكد من أن كارل يشاركني رأيي. لابد أنه قال لك ذلك مرات عديدة" قال لها جون هامسا
فقالت أليكس في نفسها...ومتي سمح لنا الوقت بذلك؟ فهما لم ينفردا معا وفرونيكا تحاول دائما أن لا تبتعد عنهما, وكان يسير كارل وفرونيكا في الأمام و أليكس وجون يسيران خلفهما صامتين
ثم ركبوا سيارة تاكسي كي توصلهم للمدينة, وكانت الشوارع مزدحمة دائما, في المساء كما في النهار. علي الأقل تحقق أحد أحلام أليكس فهي تمنت زيارة المدينة برفقة كارل. ثم التفتت نحوه وقالت له" انها مدينة رائعة أليس كذلك؟ بامكاني أن أقضي فيها عدة أيام كاملة ولقد نصحني جون بزيارة السور قبل رحيلي, وكذلك نصحني بحضور احدي الحفلات الغنائية التي تقام في الهواء الطلق, وأتمني أن أتمكن من..."
ونظرت اليه فرأت وجهه قاسيا وعابسا وترتسم التجاعيد في زوايا عينيه, وكأنه أصبح عجوزا فجأة... ورغبت بقوة أن تضمه الي ذراعيها وتداعب وجهه الحازم ,كي تزيل عنه كل آثار التعب, ولكن لا يحق لها ذلك..فكرت بحزن, وقالت في نفسها أنها لا تمتلك مثل هذا الحق أيضا ,فرونيكا وحدها تستطيع أن تضم هذا الوجه بين يديها, كم يمكن لهذا الزواج أن يدوم؟ كيف يمكن لزوجين أن يعيشا معا اذا لم يكونا يتبادلان الحب؟
"يبدو أنك كنت سعيدة في يومك هذا" قال لها كارل بلهجة قاسية
"نعم, حقا, فجون دليل سياحي ممتاز, لقد حاول أن يجعل زيارتي للمدينة موفقة وجميلة جدا, ولو كنت وحدي لما استطعت أن أتمتع بجمال المدينة"
لم يكن كارل مسرورا بهذا الكلام, هل كان يتمني أن يكون نهارها هذا مملا وحزينا؟
لا, لا يمكنه أن يكرهها الي هذا الحد.
ثم سارت الي جانه بصمت وبحزن. وسار جون مع فرونيكا وأحست أليكس بأن جون يحاول بذلك أن يؤمن لها فرصة لتكون وحدها مع خطيبها كارل...وهذه الفكرة جعلتها تضحك بعصبية...خطيبها.
"ما الذي يجعلك تضحكين؟" سألها كارل وأمسك بكتفيها وتوقف تحت احدي القناطر وكان جون وفرونيكا قد ابتعدا
"لا شيء" وتساءلت ماذا حصل؟ يبدو أن كارل غاضب, ماذا جري له؟ هل رفضت فرونيكا عرضه؟ لا, هذا مستحيل, يبدو لها أنه متعب من أليكس, متعب من خطوبتهما المزعومة التي تمنعه من تكريس كل وقته ل فرونيكا
شعرت أليكس بالأسف علي كارل ,كم سيكون تعيسا مع هذه المرأة التي ليس لها قلب..
"أنا لا أضحك أبدا, وليس لي رغبة بالضحك ,كارل يجب أن نلحق بهما قد يتساءلان أين نحن..."
"هذا لا يهم أليكس"
وأشرقت عيناه وضمها اليه للحظات ثم قبلها بحرارة, وحنا, وكانت قبلة عنيفة وحارة, ويداه لا تزالان تضمها بقوة.
"أليكس...أليكس"
وشعرا بأنهما وحدهما فقط, وليس من صوت ولا ضجيج حولهما وهي لم تعد تشعر سوي بقبلاته وبيديه الدافئة, وضاع خوفها وشكوكها في غمرة هذه اللحظات الرائعة, فعانقته وغاصت في بحر حبه.
"هاي, أيها العاشقان! أنا وفرونيكا سنموت من الجوع هيا بنا, فأمامكما عمر طويل تقضونه بالقبل" قال لهما جون ووجهه منير بابتسامة عريضة
ابتعدا عن بعض رغما عنهما, وشعرت أليكس بالخجل وقد انتبهت الي المكان الموجودين فيه, ونظرت الي كارل نظرة عتاب, ولكن كارل لم يبدو عليه أي ندم
"نحن لم نر بعض طيلة النهار, قل ل فرونيكا بأن لا تقلق, سنتناول العشاء في هذا المطعم الصغير الذي في الزاوية" ثم أمسك بيد أليكس وأضاف" هيا يا عزيزتي, يبدو أننا الوحيدان الذين يمكننا أن نعيش فقط علي الحب والماء المنعش"
ماذا جري له؟ منذ قليل كان يبدو حزينا وبمزاج عكر, أما الآن فهو يبتسم بسعادة بالغة.
لم تفهم أليكس شيئا ولكنها متأكدة من شيء واحد , اذا كانت فرونيكا حتي الآن تتصرف معها ببرود ,فانها من الآن وصاعدا ستتصرف معها بلؤم
فيكفي أن تري نظراتها حتي تفهم أنها تعتبرها عدوة مخيفة, كارل لا يبدو عليه أي حرج, فهو يجيب علي ملاحظات فرونيكا بكل تهذيب وأحيانا بسخرية مما يجعلها في قمة الغيظ.
كان للمطعم شرفة في الهواء الطلق, حيث جلس الجميع وكانت الفرقة الموسيقية تعزف في احدي الزوايا وعلي الحلبة يرقص بعض رواد المطعم تحت الأضواء الملونة, كان الجو حميما جدا, وكانت أليكس تشعر بالسعادة.
أحضرت احدي النادلات لائحة الطعام فلم تفهم أليكس شيئا من هذه الأسماء الغريبة, فنظرت الي كارل مستفهمة.
"أتمني أن تحاولي أن تتعلمي بعض الكلمات اليوغوسلافية , يجب أن تتعلمي كيف تتصرفين وحدك بما أنك ستتركيننا بعد مدة" قالت فرونيكا بسخرية
"لم تجب أليكس وظلت مذهولة, فهي لا تذكر أنها تكلمت معها عن رحيلها, وتساءلت هل يكون كارل هو الذي أخبرها؟ ولكنها لا تستطيع أن تفهم شيء من تعبير وجهه
"انه يهتم باللغات كثيرا,أليس كذلك يا أليكس؟" سألتها فرونيكا وكانت تجد متعة من الاصرار علي الطريقة التي تعرف بها كارل علي أليكس..وكأنها تريد أن تشير الي أن علاقتهما غير متينة
لم ترد أليكس ولكن كارل لم يترك فرصة ل فرونيكا فرصة متابعة الثرثرة "لقد طلبت السمك لنا كلنا, وهذا أفضل من أن يختار كل واحد طبقا مختلفا, وسنشرب المشروب"
يا له من رجل متسلط..قالت أليكس لنفسها. لو أنها لم تطلب السمك لكانت أحست بالإحراج فعلا ولكن لا جون ولا فرونيكا قد اعترضا
وبينما كانوا يتحدثون كانت أليكس تنظر حولها الي السماء المليئة بالنجوم وتتنشق الهواء المنعش وتستمع الي الموسيقي التي تضفي الي تلك السهرة روعة كبيرة. وكانت ذكري تلك القبلة الأخيرة لا تفارق رأسها ويبدو أن كارل لا تخطر علي باله نفس الذكري ...هل ستتمكن يوما ما من فهم هذا الرجل الجذاب؟ فهي لا تعرف شيئا عنه.
هل لديه عائلة؟ أين يسكن؟ ماذا يخطط؟ ونظرت اليه مرة ثانية ودهشت لشدة صفاء وهدوء وجهه, لقد تربي بالتأكيد في جو من الفخامة والسهولة وهو يتصرف بكل لباقة طبيعية, ويبدو عليه الثراء ولكن كيف نست؟ كيف استطاعت قبلاته أن تمحي من ذاكرتها كرهها واحتقارها للمال؟
وتذكرت منزلها وبساطة الحياة فيه, في تلك لقرية التي يملك فيها والدها متجرا , وحيث النزهات محدودة أما علي شاطئ البحر وأما في الريف, لقد نشأت في جو من المبادئ التي تعتمد علي الشرف وعلي احترام العمل ,وستيفان أيضا نشأ في نفس البيئة وفي نفس التقاليد. ولكن عندما عانده القدر, نسي كل شيء....
هل هو ضعيف أكثر من غيره؟ أم أن تربية والديه له كانت سيئة؟ ومهما كان سبب انحداره, لقد كان يعيش سعيدا, قبل أن تفسد الثروة حياته...فاذا كنت ضعيفا لا تقدر علي تحمل الثروة فهي تسحقك.
لكن كارل قويا بشكل لا يسمح لثروته أن تدمره, كان يرتدي طقما رماديا أنيقا وقميصا حريريا أبيض, يبدو أن يملك ثروة أكبر بكثير مما كان يملك ستيفان ولكنه لديه أسباب خاصة تمنعه من أن يكون عبدا لأمواله.
فرفع عينيه وتفاجأ عندما لاحظ أنها تنظر اليه, فأشرق وجهها عندما رأته يبتسم لها ابتسامة مليئة بالحنان, يجب عليها أن تتمالك نفسها, وتتحكم بعواطفها , وفكرت مرة جديدة بان الهرب من هذا الرجل الساحر هو أفضل وسيلة , مع أنها لم تندم لأنها استسلمت لقبلاته التي ستظل ذكراها معها الي الأبد, وكأنها كنز ثمين تحافظ عليه ثم أدارت وجهها, انه لا ينتمي لنفس العالم الذي تنتمي اليه.....

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13097134492.gif


katia.q 03-07-11 07:30 PM

اهلا
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فتاة 86 (المشاركة 2798952)
:peace::55::peace:
يعطيكي العافية كاتية
ما قريتة بعد
بس حابة أعرف كام فصل الرواية
شكراً على المجهود

:55::8_4_134::55:


أهلا أهلا
يا دي النور
شوفي يا ستي
القصة 15 فصل وأنا وصلت لحد دلوقتي للفصل العاشر
يعني هانت خلاص


أموووله 03-07-11 09:08 PM

كاتيا يابنت دنتي روووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووعه جد يسلموا ادينك وصلتيني لذروة الحماس قليله في حقك قصر مليان ورد ^_^
اتمنى لك دوام التقدم والرقي ..

فداني الكون0 04-07-11 12:06 PM

بتوفيق يا قلبي
روايه رهيبه انا تحمست معاها
يعطيج العافيه

katia.q 05-07-11 02:38 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أموووله (المشاركة 2799031)
كاتيا يابنت دنتي روووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووعه جد يسلموا ادينك وصلتيني لذروة الحماس قليله في حقك قصر مليان ورد ^_^
اتمنى لك دوام التقدم والرقي ..

وجودك الجميل كفاية عليه حبيبتي
وردودك الجميلة تعني لي الكثيييييييييييير
يسلمووووووووا حبيبتي ودايما منوراني

katia.q 05-07-11 02:41 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فداني الكون0 (المشاركة 2799920)
بتوفيق يا قلبي
روايه رهيبه انا تحمست معاها
يعطيج العافيه

ميرسي يا قمر
سعيدة ان الرواية أعجبتك
يسلموووووووووووا
أسعدني وجودك الجميل

katia.q 05-07-11 02:54 PM

الفصل الحادي عشر
 
http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13098701971.jpg


http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13098701972.gif



كان العشاء شهيا وهي تعترف بأن كارل اختار العشاء المناسب, ولم تكن تدري ما هو عدد زجاجات الخمر التي علي الطاولة, ولكن بعد قليل شعرت بأنها فوق السحاب, وكانت تشترك في الحديث وتضحك أحيانا من قلبها , وتكلمت عن بعض مراحل حياتها وعن بعض تجاربها كمعلمة في مدرسة وكانت مسرورة من انتباه جون, ومن استياء فرونيكا, ومن صمت كارل, ثم سكبت لنفسها كأسا.
وتساءلت علي ماذا سيلومها ويعاتبها؟ لقد ظلت طويلا في الظل, ويحق لها أن تبدأ بالترفيه عن نفسها, واذا كان لا يعجبه الأمر ...فهو حر!
وضحكت ضحكا متواصلا عندما روي جون احدي النكات المرحة, ومدت يدها الي زجاجة الخمر لكن يدا قوية حالت بينها وبين الزجاجة
"دعني" قالت له غاضبة
"أليكس عزيزتي, لا أريدك أن تقعي مريضة"
"مريضة؟ ولكني أستطيع أن أشرب القليل بعد,أليس كذلك؟"
"هذا يكفي" قال لها ببرود, ثم التفت نحو جون وفرونيكا وأضاف " بامكانكما أن تشربا قهوتكما فأنا و أليكس سنعود"
"ولكني لا أريد العودة ,فأنا مسرورة هنا!" أجابته غاضبة
" لقد قلت لك بأن هذا يكفي فهيا واتبعيني بهدوء ولا تضطريني لاستعمال القوة معك"
"لو كنت مكانك لما اعترضت أبدا" قالت فرونيكا بمكر
نظرت اليها أليكس فوجدت أنها تتمتع برؤيتهما وأن اهانة أليكس تعجبها, وهي لا تتمني الا أن تتلذذ برؤيتهما يتخاصمان
"حسنا, كارل سأتبعك, علي كل حال ليس لدي أي حظ أمامك فأنت أقوي مني بكثير" ثم التفتت نحو جون وابتسمت له "سأراك فيما بعد يا جون, وأشكرك مرة ثانية علي النهار الذي قضيناه معا"
وقبل أن يتمكن كارل في القيام بأي حركة اقتربت أليكس من جون وقبلته علي شفتيه
ثم حدثت نفسها هذه لم تكن حركة لطيفة من جهتها, وكان كارل يجرها وراءه ويشد بقوة علي ذراعها, ولكنها كانت تجد لذة في نظرة الذهول علي وجوههم
لم ينطق كارل بكلمة طيلة الطريق , ولم يكن يبدو علي وجهه أي أثر وأي انفعال, لكنها كانت تشعر بأنه غاضب جدا. فأحست بالخوف , هل سيلقنها الدرس الذي وعدها به هذا الصباح؟
ولكن لماذا هو متوتر هكذا؟ فماذا فعلت هي ؟
نزلا من سيارة التاكسي واتجها نحو المركب, ودفعها كارل الي الداخل وأجبرها علي الجلوس علي الكنبة التي في الصالون وأضاء النور ثم جلس قبالتها
"حسنا, هل يمكنك أن تشرحي لي بأية لعبة تلعبين؟" سألها بهدوء يختفي خلفه غضب وغيظ كبير
"أية لعبة؟ فأنا لا أعرف عن عما تتكلم" أجابته بذهول
"حقا لا تعرفين؟ ماذا يعني اذن موقفك مني؟ فطيلة السهرة وأنت تهملينني ولا تبالين بي, في البداية رميت نفسك بين ذراعي..."
"ماذا؟ أنت الذي قبلتني"
"لا تقولي الآن بأنني أجبرتك علي ذلك! لقد كنت سعيدة بتلك القبلة مثلي تماما, وكنت ترغبين بها أيضا, وفيما بعد عندما أصبحنا في المطعم تجاهلتني تماما, ماذا جري؟ ماذا يدور برأسك؟"
"لا شيء" أجابته بحزن
كيف يمكنها أن تشرح له؟ فهو لن يفهم موقفها بالنسبة لغناه الفاحش, وهذا ما يضع حاجزا بينهما, فأخذت تبحث عن سبب يقبله حتي ولو يكون حقيقيا
"نعم كنت أجد لذة بتقبيلك, ولكن هذا ليس أكثر من قبلة فأنت لديك فرونيكا, وأنا..."
"آه, نعم,وأنت لديك برني, أليس كذلك؟ ولكن برني ليس موجودا هنا " قاطعها وهو ينظر اليها بحده وبسرعة اقترب وجلس بجانبها علي الكنبة ووضع يده علي يدها " وفرونيكا أيضا ليست هنا"
وانحني فوقها وأطبق شفتيه علي شفتيها , وشعرت أليكس بشيء من الخوف من هذا الرجل الحازم, ومن الرغبة فيه بنفس الوقت, ولكن كيف تستطيع أن تقاوم مشاعرها التي تدفعها نحوه؟ واجتاحتها مشاعر من السعادة فتركت نفسها بين ذراعيه واستسلمت لقبلاته الحارة, ولمساته الناعمة بحماس لم تكن تتوقعه, ومدت يدها تحت قميصه وشعرت تحت أصابعها بجلده الناعم وبعضلاته القوية, ثم خبأت رأسها في صدره وشعرت بكثير من الأمان والراحة التي لم تكن قد تعرفت عليها بعد
"أليكس, أنت تجعلينني مجنونا! فأنا أحاول جاهدا أن أحتفظ بك, وعندما أدير ظهري أخاف من شيء واحد..أخاف أن ترحلي عني وتبتعدي, هذا المساء عندما عدتما متأخرين كنت مقتنعا أني لن أراك مرة ثانية..ز"
كانت أليكس بالكاد تسمعه لأن لمسات يديه تحملها الي مكان آخر, بعيد جدا عن هذا العالم, وكان يداعبها بلطف وعذوبة جعلتها تنسي كل شيء
"أليكس ,أرجوك لا ترحلي , لا ترحلي أبدا ,ألا تفهمين؟ أنا أحبك, أليكس لقد أحببتك منذ أن رأيتك أول مرة في كوتور, وفكرت في أن أبحث عنك , وكنت بحاجة لأن أجدك ولكني لم أستطع, لقد أتيت أنت لي"
أعادها كلامه الي رشدها فارتعشت من السعادة..
انه يحبها! كارل يحبها, بامكانها الآن أن تعترف له بحبها, وأن تقول له بأنها كانت تتعذب لأنها كانت تعتقد بأنه لا يكترث لها, فتمتمت باسمه وهي تنظر في عينيه
"أوه كارل, لو أنك تعلم كم أحبك أنا أيضا"
كان قلبها يدق بسرعة, وتشعر بأنها انتقلت الي عالم آخر لم تكن تعرفه من قبل, وشعرت بأنها ثملة , وشعورها بالسعادة جعلها تحس بالدوار والدوخة, وأحست بأنها مستعدة الآن لمنحه أي شيء , كل شيء, لم تمنحه لأحد آخر من قبل, ولم تعد تشعر بالخجل ولا بالحذر, ولم يعد يهمها سوي حب كارل لها
أخذت تداعب وجهه وشعره وفي غمرة عواطفها وقبل أن تستسلم نهائيا أرادت أن توضح سوء التفاهم الذي حصل بينهما, وفي هذه اللحظة يجب أن لا يكون هناك كذب ونفاق بينهما
"كارل, يجب أن أقول لك شيئا"
"لا تقولي لي شيء, أليكس عزيزتي, هذه لحظات مقدسة لا يشاركنا فيها أحد"
"ولكن يجب أن تعلم, بخصوص برني...."
فغضب كارل "وهل يجب أن تكلميني عنه الآن؟"
"نعم ,فأنت لا تعرف الحقيقة, عن برني, لقد تركتك تعتقد أن برني هو صديقي, ولكن..."
فجلس كارل ونظر لها حانقا"أليكس, هل ستقولين لي بأن برني هو زوجك,بأنك امرأة متزوجة؟"
"لا,أبدا,برني هو امرأة, كارل, برني هي احدي صديقاتي, فليس لي عشاق أبدا"
وساد صمت قليل وكانت أليكس تنظر اليه بدهشة وبتردد, هل هو غاضب منها؟ ولماذا؟ ولكن كان يجب أن يعلم
"أليكس هل تقولين الحقيقة؟"
"نعم, هذا صحيح, فأنا ليس لدي عشاق,فأنا أرفض دائما؟"
"هكذا فأنت لم تمارسي الحب من قبل؟"
"أبدا, ولكني الآن مستعدة"
فنظر اليها طويلا ثم نهض وبدأ يعيد ترتيب قميصه و وبدا عليه الخوف فجأة, فنهضت أليكس وعانقته بحرارة فدفعها عنه
"لا, لا أليكس يجب أن نتأكد من أنفسنا..ز"
"ولكني متأكدة من حبي لك ,أنا أحبك كارل"
"يا الهي! وهل تعتقدين بأنني لا أحبك أيضا, كنت أنتظر بشوق أن أقضي ليلة معك وأتمني أن تمنحيني نفسك, لقد جعلت مني مجنونا حقا,أليكس كنت أظن بأن لك تجارب عميقة في الحب, وبأن ذلك لا يعني لك شيئا, ولكن الأمر يختلف كليا , فأنا أشعر الآن بأني أستغلك وأخونك, أنت لا تفهمين يا أليكس ....انه لا يوجد لك مكان في حياتي"
فنظرت اليه أليكس بدهشة وبدأت الدموع تتلألأ في عينيها, وظلت تتردد تلك الجملة في أذنيها (( ليس لك مكان في حياتي)) فكارل لا يريدها , ولا يفكر في حب يدوم الي الأبد, فهي ليست سوي مغامرة عابرة في حياته وسيتخلي عنها ما أن يحصل علي ما يريده
"اذن يجب أن تتركني أرحل كارل, بدل من أن تحتفظ بي هنا, ويجب أن تنفذ مشاريعك الآن,أليس كذلك؟ فرونيكا تنتظر كلمة واحدة منك..." كانت كلماتها مليئة بالمرارة و الأسي
كان يبدو علي كارل وكأنه لا يسمعها, وكان وجهه يدل علي مدي عذابه وألمه, وأصبحت عينيه الرماديتين سوداء من شدة انفعاله
"ادخلي الي غرفتك ,أليكس, وابقي فيها واقفلي الباب جيدا فأنا لست مسئولا عن أفعالي هذه الليلة ,ويجب ألا يحصل شيء بيننا يجعلنا نندم فيما بعد"
لم تجبه أليكس ونهضت ورجلاها ترتجفان واتجهت فورا الي غرفتها, وقبل أن تغلق الباب وراءها, التفتت نحوه, فرأته لا يزال جالسا ويضع رأسه بين يده.
فأغلقت الباب وأقفلته بالمفتاح,انه علي حق, فكرت أليكس وهي ترمي نفسها علي السرير, يجب ألا يحصل بينهما شيء أكثر من ذلك شيء يجعلهما يندمان فيما بعد, ولكن حتي الآن يوجد شيء ستندم عليه هي!
فلقاؤها مع كارل ماكراي هو أهم حدث في حياتها .......هو حدث غبي.

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13098701973.gif


أموووله 06-07-11 01:05 PM

وااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااو روعه اتمنى تكملينها ياكاتيا السكر ^_^


فداني الكون0 09-07-11 07:03 PM

روووعه يعطيج العافيه حبيبتي بليز كمليها بسرعه ماعندي صبر

هدية للقلب 16-07-11 10:00 PM

شكرا يا قمر باين من الملخص انها حلوة كتيير
وانا بقرأها بعد ما تكمليها واتمنى لك دوام الصحة والعافية
وشكرا على المجهود الرائع اللى بذلتية مع حبى
:55::55::55::55:

أموووله 20-07-11 05:08 AM

كاتيا حببتي ننتظرك بكل شوق للتكملة بس اول طمنيني عنك وكيف صحتك قلقتك عليك ياعسل..

فتاة 86 20-07-11 11:16 AM

:98yyyy:
كاتيا حبيبة قلبي نشالله تكون أمورك تمام
بس طمنينة عليكي
لك كل الحب

:hR604426:

miss sose 20-07-11 02:39 PM

:biggrin::yyyytrt:يسللللللللللللللمووووووو ونبي التكمله

katia.q 25-07-11 06:16 AM

كيفكم يا حلوين؟؟
أسفة جدا علي التأخير
بس أنا عملت عملية ليزر والدكتور قال ممنوعة من الكمبيوتر والتلفزيون لمدة عشرة أيام
سامحوني والله كنت عايزة ادخل بس ماما ما رضيت نهائي
وشكرا أمووولة وفتاة86 لسؤالكم عليه
كلكم ذوق والله

katia.q 25-07-11 06:37 AM

الفصل الثاني عشر
 
http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13115680763.jpg



http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13115680762.gif



استيقظت في صباح اليوم التالي متأخرة وكانت الساعة الثامنة عندما فتحت عينيها وشعرت وكأنها كانت تعيش كابوس, ولم تكن نامت الا مع الفجر بعد أن قضت الليل كله تتململ في سريرها.

كانت دقات قوية علي الباب جعلتها تستيقظ من النوم مذهولة, فنظرت حولها لا تعرف أين هي, وعندما عادت اليها الذاكرة خبأت نفسها في الشراشف جيدا ووضعت أصابعها في أذنيها فهي لا تريد أن تري وأن تسمع شيئا, تريد أن تنسي كل شيء ثم تبدأ من الصفر, دون أن تحتفظ بأي أثر عن هذه الأيام الأخيرة...

"يجب أن أرحل" قالت غاضبة" سأذهب للبحث عن أموالي في البنك وسأذهب"

"أليكس" صرخ كارل من خلف الباب" أليكس افتحي الباب , والا سأخلعه وأدخل"

"كما تريد, انه مركبك أنت, لقد استيقظت لتوي, ويجب أن تنتظر قليلا "

"لا, أريد أن أراك فورا"

واستمر الدق علي الباب بقوة, فنهضت أليكس واتجهت نحو الباب وألقت شعرها للوراء, وتنهدت ثم فتحت الباب

كان كارل يقف أمام الباب ومرة ثانية لم تستطع أليكس أن تمنع نفسها من الاعجاب بذلك الرجل, وبقوته التي تظهر من خلال لونه البرونزي فنظر اليها نظرة غريبة وكانت عيونه متعبة, يبدو أنه هو أيضا لم ينم جيدا هذه الليلة

"حسنا" قال لها ببرود ثم صمت قليلا وأضاف" كنت أريد أن أتأكد أن كل شيء علي ما يرام, انها لثامنة صباحا, هل تنوين قضاء كل النهار في السرير؟"

"يوجد طعام كافي لهذا اليوم, وأنا لست بحاجة للذهاب الي السوق , ويجب أن تحل أنت مكاني في المطبخ ,لأنني سأرحل اليوم"

"لا تكوني فظة, أليكس....فأنت تعلمين جيدا بأنك لن ترحلي أبدا, وبأنك لا تنوين ذلك"

"ان نواياي لا تخص أحدا غيري , وتوقف عن املاء تصرفاتي علي,كارل ,أريد الذهاب وهذا ما كنت أقوله لك منذ أيام, ولقد أصبح لدي المال الكافي الآن..."

"آه نعم المال" أجابها بسخرية "انه الأكثر أهمية أليس كذلك؟ يبدو أنك أحضرت كشف حسابك كله, المطبخ ,التسوق, مساعدتك لي في الغطس في الجزيرة, وهل هذا كل شيء ؟ فما هو طلبك؟"

ودون أن تشعر رفعت يدها وصفعته علي وحهه ثم تراجعت مذهولة, وتذكرت الصفعة الأولي التي صفعته بها وتذكرت تنبيهاته وتحذيراته لها...فندمت علي ذلك ,وهي تعلم بأنها لا تملك أية وسيلة للتخلص منه, ولكن كارل لم يتحرك.

كانت نظراته قاسية كالحجارة, وكان يعقد حاجبيه مما يدل علي شدة توتره, ففكرت أليكس بأنه سيحدث أمر ما, فهو لن يظل ينظر اليها هكذا.

تنفست بعمق وعندما شعر كارل بأن الموقف أصبح لا يحتمل خرج من غرفتها, دون أن ينطق بأية كلمة وصفق الباب وراءه, ولكنه لم يكن قد أغلق الباب فقط, لقد أغلق روحه وقلبه....

لم تدر أليكس كم مضي عليها وهي جالسة علي حافة سريرها وكانت تسمع أصواتا وضجيجا ووقع خطوات ,ثم سمعت صوت محرك صغير وهو يبتعد,فأحست وكأنها ليست في هذا العالم, مع أن الوضع الجديد يرهقها, وكانت كالمشلولة التي تري العالم كله يتحرك أمامها وكأنها تشاهد فيلما سينمائيا ليس لها أي دور فيه, الرحيل, البقاء, هذا كله لم يعد يعني شيئا بالنسبة لها وأخيرا نهضت وأرادت أن تستحم لعلها تنسي حزنها القوي

لكن الاستحمام لم يجدي نفعا لقد خرجت من الحمام بحزن أكبر, ثم شربت كوب عصير وعادت الي غرفتها,وجمعت أغراضها ووضعتها في الحقيبة التي اشترتها مؤخرا, ولكن لا يزال ينقصها جواز سفرها, فهي لا يمكنها الرحيل بدونه وستبحث عنه بعد أن تخرج حقيبتها الي السطح.

وعندما صعدت وجدت فرونيكا تتمدد بكل كسل وتعرض جسدها لأشعة الشمس وهي ترتدي مايوه أحمر رائع, ابتسمت لها فرونيكا ابتسامة وقحة

"أأنت ذاهبة في نزهة؟... أم أنك راحلة؟ لقد سمعتك تتكلمين مع جون عن موضوع الرحيل لكني لم أعتقد بأنك ستنفذين كلامك,بالتأكيد بعد الذي حصل بالأمس...."

لم تتابع فرونيكا عبارتها الأخيرة, لكن أليكس فهمت ماذا تريد بذلك,فبعد الليلة الأخيرة لا يمكنها أن تبقي...

"وهكذا سترحلين, سنفتقدك كثيرا أليكس....ولكن كما رأيت لم يكن كل ذلك جيدا,تلك القصة, قصة الخطوبة...بالتأكيد أنا أعرف بماذا تفكرين ,أنها فرصة كبيرة لمدرسة مثلك أن تتزوج بالرجل الشهير كارل ماكراي! لأنه سيصبح أيضا أكثر شهرة وكل العالم يعرف ذلك"

ثم ابتسمت وأضافت" انني أشفق عليك, أيتها الصغيرة المسكينة, كنت تظنين ان كل ذلك صحيح, ولكن كيف عرفت أخيرا؟"

"عرفت ماذا؟" سألتها أليكس وقد بدأت تفقد صبرها

"حسنا, معرفة حقيقة كارل! انه يستطيع أن يظهر أحيانا مؤذيا حقا, ولكن قد لا يكون يقصد ذلك فهو يتصرف دائما في البداية بصدق وإخلاص! أنا متأكدة من أنه حصل أشياء في يوغوسلافيا ولهذا السبب جئت الي هنا, جئت في وقتي علي ما يبدو"

وأخذت تضحك بشكل أثار أعصاب أليكس

"انه دائما يقوم بحماقات عدة عندما اتركه وحده, فهو كثيرا ما يلتقي بفتيات صغيرات بريئات وقبل أن يدركن ماذا يحصل لهن, يقعن في حبه ويعتقدون بأن هذا هو حبهن الكبير, وهذه هي الناحية المأساوية في كل مغامراته"

"وكارل؟"

"أوه,هو, انه يؤمن بهذا الحب في البداية ولكن هذا لا يدوم سوي عدة أيام, ومن ثم عندما ينتهي الأمر, يعود لي أنا..."

فأدارت أليكس وجهها كي تخفي مشاعرها ,فهي لم تكن تنتظر أقل من ذلك من كارل, وكلام فرونيكا لم يدهشها أبدا, ولكنها تشعر الآن بأنها مجروحة أكثر من قبل, فهي تتعذب لأنها علمت بأنها ليست سوي مغامرة من مغامرات كارل العديدة...واحدة بين الكثيرات, سترحل ...نعم, لقد قبلت أن لا تشترك في حياة كارل, ولكنها تتمني أن تظل بالنسبة له ذكري فريدة ...ذكري يحن اليها بشعور خاص... ولكن بعد كلام فرونيكا أدركت بأنه بعد رحيلها لن يتذكر حتي اسمها...

"بالتأكيد هو لم يقل لك شيئا ,وأنا أشك بذلك,لأنه لا يملك شيئا يفتخر به, ولكني سأروي لك كل شيء, أيتها الصغيرة البريئة, وستعلمين بأي فخ وقعت, وستفهمين أخيرا من هو كارل ماكراي..."

"حسنا, هيا أخبريني كل شيء...فهذا لن يغير شيئا..."

"لا تلومينني بعد ذلك لأنني كنت قاسية وأعلمتك بالحقيقة...." ثم أضافت" أعتقد بأن كارل لم يحدثك عن أليزون"

"أليزون؟ لا..أبدا"

"بالتأكيد فهو لم يلفظ اسمها أبدا, سبب قصته المأساوية...فهو المسئول عن موتها"

"موتها؟ كارل؟ ولكن ماذا تقولين؟" ووضعت أليكس يدها علي قلبها

"أوه,انه لم يقتلها حقا, ولا مباشرة, ولكنه قادها نحو الموت, كان كارل و أليزون يعيشان معا, ودامت علاقتهما سنوات عديدة, وكانت أكبر منه بكثير, كانت تقريبا في سن والدته, وكانت أرملة وغنية جدا.... وكان يعرفها منذ صغره, وبالنسبة لكارل كانت صفقة جيدة, سيحصل منها علي المال الذي يريده عندما سيكون وريثها الوحيد"

"لكنه ليس بحاجة الي مالها, انه رجل غني هو أيضا"

"من الذي وضع هذه الفكرة برأسك؟ فان عائلة كارل فقيرة جدا, حتي أنهم كانوا لا يملكون فلسا واحدا, وكان كارل طموحا وجذابا وكل الناس يعلمون بأن أليزون كانت تنفق عليه وتساعده, ولكن هذا لم يكن يكفيه فهو يريد أكثر..."

"أنا لا أصدقك" همست أليكس

أجابتها فرونيكا بضحكة ساخرة "بل يجب أن تصدقينني, علي كل حال هذا النوع من القصص تحدث كل يوم, باختصار كانا يعيشان معا وكانت المرأة تظن أنه سيتزوجها فكتبت وصيتها لمصلحته...وبعد ظهر أحد الأيام وبينما كان كارل يصور أحد أفلامه أدركت السيدة أنه لن يتزوجها أبدا, وأنه كان قد رحل مع امرأة أخري واعتقدت أنها عرفت ذلك"

ثم توقفت فرونيكا للحظات ونظرت الي أليكس نظرة ساخرة " فابتلعت أليزون علبة حبوب سامة, وعندما وجدوها كان قد فات الآوان..."

لماذا لم يخبرها كارل بأنه كان فقيرا؟ لماذا جعلها تعتقد بأنه غني أبا عن جد؟ فهي تعلم الجواب...كان يجب أن يروي لها هذه القصة الفظيعة, وهو يعلم بأنها عندئذ ستكون ردة فعلها غير مناسبة.

بامكاني أن أسامحه علي كل شيء...فكرت أليكس بمرارة...كل شيء,الا هذا , وانتبهت الي نظرات فرونيكا اليها وهي تنتظر ردة فعلها, لا...فهي لن تقدم لها متعة خصامها مع كارل...

"حسنا لقد علمت بما فيه الكفاية سأذهب للبحث عن كارل وسأقول له كل ما سمعته منك, وسأري كيف سيدافع عن نفسه"

فجأة تغيرت ملامح فرونيكا, ونظرتها التي كانت حتي الآن تشرق بالانتصار أصبحت قاتمة ووقحة

"كنت أعلم بأنك تستيقظين باكرا, فتبعتك دون أن تلاحظي...هل تمتعت جيدا بالسباحة وبالقبلات؟"

"أوه لا..أنت لا ..." صرخت أليكس غاضبة

"بلي, باي يا صغيرتي العزيزة,كان ذلك سهلا جدا, لقد التقطت عدة صور رائعة "


http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13115680761.gif



katia.q 25-07-11 06:56 AM

الفصل الثالث عشر
 
http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13115694561.jpg

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13115680762.gif


"لا يمكنك أن..."
"لماذا لا؟ بامكاني أن أستعملها كما أريد, كما وأنني أستطيع أن أنشرها في الجريدة التي أعمل فيها, وبالتالي سأدحر سمعة كارل وأدحرك وأقضي علي مهنتك, فأنا لا أظن أن مدير المدرسة التي تعملين فيها سيكون سعيدا بمعرفة أخلاقك وتصرفاتك السافلة"
خبأت أليكس وجهها بيديها, يجب أن لا تترك صورها تظهر علي صفحات الجرائد ,مهما كلف الأمر من أجل كارل ومن أجلها أهلها ومن أجلها هي أيضا...
"ماذا تنتظرين مني؟" سألتها أليكس بضعف وباستسلام
"هذا أمر بسيط..ارحلي من هنا دون رؤية كارل,وأمامك الوقت الكافي,سأطلب لك سيارة تاكسي وهذه المرة لا ترجعي أبدا" ثم أضافت "لا أريد أن أؤخرك أكثر, فأنت مصممة علي الرحيل, هل أستطيع أن أخدمك بشيء؟"
"نعم, جواز سفري ...لقد أخذه كارل ولا أعلم أين وضعه"
"لا تقلقي لهذا الأمر, فأنا أعرف أين يضع أغراضه الخاصة,سأبحث لك عنه"
نهضت فرونيكا ونزلت بينما ظلت أليكس مكانها تفكر بالكلام الذي سمعته,كيف وثقت بحبها لكارل؟ بينما فرونيكا هي امرأة حياته الوحيدة؟
"ها هو...والآن لم يعد هناك شيء يمنعك من الرحيل..."
تناولت أليكس الجواز من فرونيكا وكان يجب أن تشعر من جديد بأنها حرة ومستقلة في حياتها...ولكنها علي العكس شعرت بالوحدة والحزن الشديد.
"لقد سمعت بأن هناك شركة بين والدك وبين كارل, هل يمكنك بأن تقولي له بأنني أتمني له النجاح من كل قلبي؟"
"سينجح بالتأكيد" ثم اقتربت فرونيكا منها وأضافت "كارل يعرف أين تكمن مصلحته, والدليل هذه الخطبة, ولو كان يريد لما أعلن عنها...وبهذه الطريقة يدفع والدي لتمويل حلقاته التلفزيونية الجديدة"
ثم وضعت يدها علي كتف أليكس بشكل مستفز وأضافت" بقي كلمة أخري أيتها المعلمة الصغيرة, لا تحاولي أبدا رؤية كارل من جديد, ولا تحاولي أن تتعلقي به أكثر, موافقة؟ بامكاني أن أكون مؤذية اذا ابتعد كارل عني, ولا أظنك تريدين أن تكوني موضوع احدي مقالاتي؟ فأنا أعرف أن الفضائح والشائعات تعجب الكثيرين من الناس؟"
لم يكن هذا الكلام خاليا من التهديد, يجب عليها الرحيل أو أنها سينتهي أمرها بالدمار علي يد هذا المسخ...أحست أليكس بانكسار قلبها وأشفقت علي كارل, الذي سيتزوج من هذه السيدة...ولكنها لا يجب أن تخف من هذه التهديدات فهي لن تحاول أن تري كارل مرة أخري, ولم يعد باستطاعتها البقاء أكثر بقرب فرونيكا, فحملت حقيبتها واتجهت الي المخرج
"لا تقلقي فأنا لن أعود الي هذه النواحي خاصة وأنت فيها"
"لا تدخليني في هذه القصة, فأنا لا أطلب سوي شيء واحد...أن تختفي"
نزلت أليكس الي الرصيف بسرعة وابتعدت عن المركب ونظرت نظرة أخيرة الي ذلك اليخت الفخم الذي قضت فيه أكثر مغامرات حياتها إيلاما ,التي دامت فقط عدة أيام لكنها أيام كافية بتغيير كل حياتها, انها تشعر الآن بأنها كبرت كثيرا...لقد تعلمت الآن هموم الحب.
لو التقت الآن بكارل ماكراي لن تستطيع أن تمنع نفسها من أن ترمي نفسها بين ذراعيه, ولا فرونيكا ولا ظنونها ولا مخاوفها ستوقفها عن ذلك, وكانت تسير ولا تعرف الي أين تذهب,وخرجت من المرفأ وسارت علي الشارع الذي يؤدي الي مدينة دنبروفنيك ولم تكن قد زارت كل المدينة ومع ذلك لا ترغب في البقاء يوم آخر فيها, ولكن كارل وجون مشغولان بفيلمهما واذا رأتها فرونيكا فبالتأكيد لن تكون هي من سيخبر كارل بمكانها
وبعد ان أدركت أن قرارها نهائي خففت سيرها وكان المنظر أمامها رائع فشعرت ببعض الراحة والطمأنينة , وعندما وصلت الي باي المدينة توقفت أمام برج عالي وقالت لنفسها
"انه برج قديم, وأمامك أشياء كثيرة ومعارك عديدة وانتصارات ولقد مرت عليك مآسي عديدة الكبيرة منها والصغيرة"
وتابعت سيرها يجب أن تبحث عن مكان تنام فيه, كان الوقت متأخرا عندما وصلت للمدينة وكانت الشمس قد بدأت بالمغيب, وكانت الجزيرة جميلة جدا وكانت المدينة أيضا محاطة بالأسوار لكنها أصغر من مدينة دنبروفنيك
وكان باب المدينة محاطا بأشجار النخيل وبالأشجار المثمرة وكانت أليكس متعبة جدا ومتوترة فدخلت الي المدينة وقصدت احدي البارات وطلبت فنجان قهوة وقطعة جاتوه وارتاحت قليلا بعد أن تناولت القهوة والجاتوه ولكن لا يمكن لقطعة حلوي أن تنسيها حزنها.
وفجأة عاد اليها الألم وأحست بأن الضباب يجتاح فكرها ويعذبها, فلم تستطع أن تتحرك من مكانها وانتظرت أن تزول غمامة اليأس التي تسيطر علي كيانها, وأحست بأنها محطمة , وكأن الحزن يطبق علي أنفاسها ويتركها تحترق كقشة يابسة وهي تحس الآن بأن نصفها ميت.
كانت تتنهد بألم" أوه,كارل, لماذا تجعلني أتعذب هكذا؟ لماذا تركتني أقع في حبك؟"
وبعد قليل تمكنت من النهوض وخرجت من المقهى فوجدت بالقرب من المقهى مكتبا للسياحة فدخلته واشترت بعض الكتيبات السياحية ,يبدو أن لا يزال لديها أماكن كثيرة لم تقم بزيارتها بعد, في الجزيرة الصغيرة ,المدينة القديمة,القري البسيطة, مشاهد الرقص...مكان رائع لقضاء العطل...لو أنها فقط في مزاج يسمح لها بالاستمتاع بكل هذا!
وأخيرا قررت الصمود فيكفي مثل هذه الانفعالات ! استطاعت أن تتخلص من كارل وأكاذيبه اللعينة, فالحياة معه كانت ستصبح مستحيلة , وكان صوتا داخليا يناديها ويطلب منها نسيان كل هذه المرحلة من حياتها, فهذا هو الحل الوحيد ولا يزال أمامها وقت طويل يمكنها ان تتمتع بعطلتها في هذا البلد وقد لا تسمح لها الظروف مرة أخري بالعودة الي يوغوسلافيا فلتستفد الآن من هذه الفرصة.
بعد ساعة, وجدت بقرب المرفأ غرفة نظيفة ومنيرة , فوضعت أغراضها وبدلت ثيابها ثم قصدت المدينة وهي تحمل آلة التصوير, فشعرت وكأنها سائحة حقا, وهذا ما كانت تريده.
وبالفعل حاولت أن تكون سائحة خلال الأيام الثلاثة التالية, تعرفت علي المدينة وعلي شوارعها الضيقة, ومنازلها البيضاء وتسلقت التلال المجاورة, ومن هناك أخذت تتأمل المناظر الخلابة التي تمتد أمام ناظريها,البحر,الأسوار,الحقول المشجرة بالزيتون والكرمة....كما قصدت قري الجزيرة وزارت(فالاليكا) و(راميس)
استطاعت أليكس أن تمسك زمام نفسها خلال هذه المدة ولكن برغم كل جهودها لم تكن تتوقف عن التفكير ب كارل, وكل ما استطاعته هو أن تتخلص من اليأس وخيبة الأمل وكلما عاودتها مشاعر الحزن والعذاب كانت تسرع للتخلص منها, ومع ذلك أدركت بأنها لم تنسي حبها له, وكانت تمضي الليالي ساهرة تفكر في دفء يديه وبنعومة قبلاته,وكانت تشعر بتلك الأحاسيس التي اكتشفتها معه لأول مرة في لوكرون....ان الوحدة تكاد تقتلها.
في اليوم الثالث اعتبرت أنها نجحت, فلقد استطاعت أن تعيش بعيدا عنه دون أن تموت من الهم, وشعرت بأنها قادرة علي متابعة حياتها من دونه, ويبدو لها أن كارل أصبح الآن جزءا من الماضي, ولكن برغم مسحة الحزن التي تترسب في أعماق قلبها,أصبحت مقتنعة بأنها قوية وقادرة علي إزالته من حياتها ومن أفكارها.
كانت تفكر وهي تتسلق علي البرج الذي يطل علي المرفأ وأخذت تتأمل البحر والجمال التي تضفي عليها أشعة الشمس جمالا رائعا, ابتسمت أليكس فرحة لأنها تمكنت من مشاهدة هذه المناظر الخلابة
وبينما هي تنظر للبحر شاهدت مركبا شراعيا يتجه نحو الجزيرة وكأنه طائر أبيض كبير, فدق قلبها بسرعة وعرفت أن هذا المركب هو نفسه يخت المانتا
لا, لا يمكن أن يكون هو! كيف استطاع أن يأتي الي هنا؟ كيف عرف كارل بأنها متجهة الي كوركيلا؟ للحقيقة هو لم يعلم بأنها هنا ومن المؤكد أنه بحث عنها في كل الجزر الأخري,هذه المرة يبدو مصر جدا علي إيجادها.
فازدادت دقات قلبها وشعرت بالخوف ونزلت الدرج وكأنها مشدودة الي مغناطيس قوي يجذبها الي الشاطئ, وكان صوت داخلي يقول لها(تعقلي, والأفضل لك أن تهربي, الآن وفورا, ولا تقربي من المرفأ...)
لكن أليكس لم تستمع الي هذا الصوت , ولكنها لا تريد أن تري كارل, وكل ما تريده معرفة اذا كان هذا هو فعلا الذي يقترب من الكوركيلا
عندما اقتربت من المرفأ كان المركب قد اختفي, وهو بدون شك يحوم حول الجزيرة وسيرسو في الخليج الموجود في الجهة الأخري من الجزيرة, وكان هناك شارع يؤدي الي ذلك الخليج فقررت أليكس أن تتبعه وتختفي خلف الأشجار وتنتظر وصول المركب فيجب أن تعلم اذا كان هذا المركب هو نفسه المانتا
وبعد أن تتأكد سترحل عن كوركيلا بأسرع وقت ممكن قبل أن يكتشف كارل –اذا كان هو حقا- بأنها موجودة هنا, فلديها متسع من الوقت للهرب والابتعاد.
فيوغوسلافيا بلد كبير جدا, ولن يكون من السهل عليه إيجادها ....ولكن لماذا لا تبقي حتي مساء الغد؟ لقد وعدت نفسها بأن تحضر حفلة الرقص التي لا تقام الا في هذا المكان, وستكون نادمة جدا اذا لم تحضرها , ولقد سبق وحجزت مكانا
ولماذا؟ ومن أجل هذا الرجل ستغير مشاريعها مرة أخري, وسيمنعها من التمتع بهذه الفرصة المتاحة لها الآن؟
فهي تعرفه جيدا فهو خطير جدا ولن يتأخر طويلا ولكن مع ذلك, هذه الجزيرة ليست صغيرة جدا, وتسمح لها بتجنب لقاء كارل.

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13115680761.gif

katia.q 25-07-11 07:04 AM

الفصل الرابع عشر
 
http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13115698511.jpg

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13115680762.gif

وصلت الآن الي ذلك الخليج, واختبأت خلف الأشجار ورأت المركب يرسو وينزل أشرعته ويتمايل علي المياه الزرقاء, ورأت رجلا لا تعرفه من قبل يقف علي متنها, قد لا يكون هذا المركب هو نفسه المانتا وقد يكون مركبا شبيها له فقط.
وفجأة ظهر رجل آخر...طويل ممتلئ الجسم وشعره ينزل علي جبينه ورفع رأسه
شعرت أليكس بالخوف فجأة , وأحست بأن هذا الرجل سيراها مع أنها مختبئة جيدا بين الأشجار
لقد وصل كارل ماكراي الي هذه الجزيرة, ولكن أين الآخرون؟ أين جون وفرونيكا؟ وماذا جاء بكارل هنا؟
وتابعت طريقها وهي تائهة في أفكارها, ماذا سيحصل؟ ولكن ماذا يهمها الآن...لم يعد كارل جزءا من حياتها
ستبقي هنا يوم آخر فقط كي تحضر حفلة الرقص التي يقيمها المورسكا وستفتح عينيها جيدا كي تتخلص من كارل اذا رأته.
ولكن شيئا داخليا يناديها ويطلب منها أن تعود للوراء وتبحث عنه وترمي نفسها بين ذراعيه وترددت بين رغباتها وبين الحقيقة التي أخبرتها بها فرونيكا عن هذا الرجل.
وتذكرت ساعات السعادة التي قضتها معه, وتذكرت وعودها ومشاريعهما وحبها الكبير ولكن بنفس الوقت تذكرت العذاب الذي عانته بسببه
وتزاحمت كلمات فرونيكا مع أحلامها بالحياة السعيدة وبالسنوات المشتركة التي خططاها, وعادت الي مخيلتها صورة أليزون التي ماتت بسببه.
لو أن كارل يستطيع فقط أن يزيل شكوكها هذه ,ويطلعها علي وجهة نظره ولكن لسوء الحظ لا تزال تهديدات فرونيكا تتردد علي مسامعها وهي مستعدة لأن تفعل المستحيل كي لا تضطر فرونيكا لتنفيذ تهديداتها هذه
لا, لا ان السعادة التي عاشتها مع كارل أصبحت شيئا من الماضي
كانت قد رأته ينزل من المانتا ويقترب من الشاطئ فتبعته بنظراتها وهي تخشي أن يلاحظها, وظلت طيلة النهار تتبعه في الشوارع التي يسير فيها.
يبدو أنه لا يبحث عنها, وعاد أخيرا الي اليخت في نهاية فترة ما بعد الظهر ففكرت أليكس بحزن بأنه جاء الي هذه المدينة للسياحة فقط وقد يكون نسيها تماما, فعادت الي الغرفة التي استأجرتها وأدركت بأن عذابها لم ينتهي بعد ف كارل لا يزال محور كل أفكارها.
وفي مساء اليوم التالي ارتدت الفستان اليوغوسلافي الذي اشترته مؤخرا, وسرحت شعرها أمام المرآة وتساءلت لماذا تهتم كثيرا بمظهرها؟ هل تأمل أن يراها كارل؟ وهل سيتصالحان رغم تهديدات فرونيكا؟ هذا مستحيل, لقد انتهي كل شيء بينهما, ولكن لماذا لا يزال كارل يحتل كل فكرها؟
وبغضب وتوتر رمت فرشاة الشعر علي أرض الغرفة وخرجت وصفقت الباب وراءها بشدة..... ستحاول هذه الليلة أن لا تفكر به, وستحاول أن تتمتع بهذه السهرة الراقصة, وهي لا تخشي من رؤية كارل في هذه الحفلة فهو ليس من النوع الذي يجذبه مثل هذه الحفلات!
ولكنها كانت مخطئة....
فلم يمضي علي جلوسها أكثر من عشرة دقائق وبينما هي تنظر الي الناس يأخذون أماكنهم حولها, لاحظت حركة في أول الصف الذي تجلس فيه فنظرت بذهول الي هذا الرجل الذي يقترب منها وعرفت أنه كارل ماكراي, وشعرت بأنها ستنهار أمامه, وسمعته يتحدث الي الشخص الذي يجلس بجوارها, ثم رأته ينهض ويترك مقعده لكارل الذي نظر اليها وقال أخيرا" حسنا وأخيرا التقينا"
"ماذا تريد...وماذا قلت لجاري؟" سألته متلعثمة
"قلت له الحقيقة بالتأكيد,قلت له بأنك خطيبتي وبأننا لم نجد أماكن بقرب بعض ففهم فورا بأني أريد أن أشاركك متعة النظر الي هذه المشاهد الراقصة. فهذه رقصات جميلة علي ما يبدو ولكنها لن تكون جميلة بنظري اذا لم أستطع أن أمسك يدك..."
"تمسك يدي؟ ولكن كارل لا يوجد ضرورة لأن تمسك بيدي ولا لأن تجلس بقربي! فأنا لا أفهم كيف تجرؤ بعد كل ...."
"بعد كل الذي حصل بيننا ,هذا ما تريدين قوله؟ أليكس عزيزتي ,بعد الذي حصل بيننا أجد أنه من حقي أن أفعل أكثر من ذلك"
"كارل اسكت أرجوك" قالت له بتوسل وقد احمر وجهها من الخجل
واسمعي أليكس, لقد جئت كي نوضح لك الموقف ولا تعتقدي بأنني لا أستطيع أن أقبلك هنا, لا أريد أن أتركك تهربين مني علي الأقل كي أفهم سبب هروبك هكذا واذا كنت لا تريدين فضائح. ابقي هادئة واعطني يدك ثم..."
"نعم؟"سألته وارتعشت عندما لامست يده يدها
"ثم سيكون بيننا حديث طويل,سنذهب الي مكان لا يستطيع أن يسمعنا فيه أحد ولا يستطيع أحد أن يرانا أو أن يزعجنا أيضا, سنكون وحدنا أليكس"
أغمضت عينها وفكرت ب المانتا, نعم المانتا بالتأكيد .
مرة أخري علي متن المركب هذا ولن يكون بامكانها الهرب بعد ذلك, وسيتمكن من أن يفعل بها كل ما يريد, كما وأن السحر الذي يجذبها نحوه قوي جدا, ولا يمكنها مقاومته.
"أرجوك كارل, لا...ماذا سيفيد الكلام؟ لقد حاولت وأنت أيضا حاولت, لقد حاولنا معا أن نجعل العلاقة تدوم أكثر, ولكن لم ينجح ذلك, فهناك أشياء كثيرة تحول بيننا يجب علينا أن لا نقترب الي الأبد, ألم تقل لي أنه لا يوجد لي مكان في حياتك؟ ألم تتطلب مني أنت بطريقة غير مباشرة الرحيل من علي متن المانتا ؟ألم تطردني من حياتك؟ وأنت الذي رفضت ممارسة الحب معي ورفضت حبي لأنني...لأنني.."
"أتعتقدين أن هذا سيحصل؟" سألها وهو يشد أكثر علي يديها" أتعتقدين حقا بأنني لم أحاول؟ أليكس, ان ما تقولينه عبث وأنت تعرفين ذلك,فنحن مرتبطان معا, فلماذا يجب علي أن أقطع عدة مسافات كي أجدك؟ وأنا لا أستطيع العيش بدونك,لقد بحثت في كل مكان كي أراك ثانية الي جانبي"
"لكنك لا تريدني في حياتك كما أنه ليس لي مكان في قلبك"
"لو كنت فتاة أخري لكنت تركتك تذهبين ودون أن أهز كتفي أسفا. ولكن أنت ...أنت مختلفة,ولا أستطيع أن أعتاد علي فكرة ابتعادك عني"
فنظرت اليه أليكس وكأنها تقاوم حبها له, فهي لا ترغب سوي بشيء واحد ,أن تتكئ برأسها علي كتفه وأن تجد الثقة والاطمئنان بين ذراعيه, وتنسي أحزانها في غمرة حنانه وعاطفته.
ولكن أليزون؟ هل بامكانها أن تنفي مأساة تلك المرأة المسكينة التي تركها كارل تموت في سبيل حبه للمال؟ وفرونيكا؟
فتحت فمها تريد أن تجيبه لكن الأنوار انطفأت فجأة وصعدت فتاة علي المسرح أعلنت بدء البرنامج, فالمشهد سيبدأ فورا.
ولمدة ساعتين لم تسمح لها الفرصة كي تتكلم , المورسكا تؤدي رقصات تقليدية عديدة, وكانت تنظر اليهم باعجاب كبير وكان الراقصون يرتدون أزياء رائعة وكانت رقصاتهم تروي قصص يسهل فهمها, وكانت أليكس تتابع حركاتهم ولكن وجود كارل كان يمنعها من التركيز الكامل علي المشاهد الجميلة, وكانت يده التي خلف كتفها تذكرها بدفء عناقه,كارل أيضا كان منسجما بالرقص ولكن أليكس كانت تعلم بأنها اذا قامت بأدنى حركة فانه سيمسكها ويمنعها من الهرب.
وفي الرقصة الأخيرة ظهرت فرقة المور بثياب أجمل بكثير من تلك التي كانوا يرتدونها في بداية السهرة, كانت الرقصة تحكي قصة سهلة الفهم, فالأمير الأسود يريد أن يخطف أميرة التي يبدو أنها تحب أميرا آخر وهو بلباسه الأحمر, واشتبك الفريقان علي أنغام موسيقي قوية تبعث الحماس في نفوس المشاهدين وبمزيج من الألوان تجابه الراقصون بخفة ورشاقة وفي النهاية كان الفريق الأسود ممدا علي الأرض بينما كان الأمير الأحمر والأميرة الساحرة يتعانقان بحرارة.
انتهي المشهد وسط تصفيق المشاهدين فخرجت أليكس من أفكارها ونظرت الي يد كارل التي لا تزال تمسك بيدها
ابتسم كارل وسألها" هل أعجبك ذلك؟"
"لقد كانتا لرقصة رائعة,نعم" أجابته ببرود
"صحيح وأعتقد أنه حان الوقت كي نتابع احتفالنا الخاص"
ثم نهضا معا ولم يكن بامكان أليكس أن تتخلص من قبضة كارل لأنه كان يمسك بيدها بقوة, وعندما أصبحا في الخارج في الظلام الدافئ وحيث النجوم تتلألأ في السماء, شعرت بأن مقاومتها خفت واختفت رغبتها في الهرب من جديد
وتبعته الي الرصيف الذي أوقف مركبه الصغير بقربه, وكأنها تعيش حلما, وركبا في المركب الصغير وأخذ كارل يجدف بينما كانت أليكس تنظر الي الأنوار التي تتلألأ في المدينة
وأخيرا وصلا الي الخليج الذي يرسو فيه المانتا كأنها طير أبيض كبير يتمايل في الظلام, وكانت لا تزال في بحر من الأفكار المشوشة فصعد كارل الي المانتا ومد يده نحوها ليساعدها في الصعود وبعد قليل تبعته الي الصالون وجلست علي الكنبة وهي تنظر اليه
وشعرت بأنها غابت عن هذا اليخت منذ مدة طويلة! وأخذت تنظر حولها بحزن
"أين جون و....فرونيكا؟" سألته بانزعاج كبير
"لقد بقي جون في المدينة, وليس لدي أدني فكرة عن مكان فرونيكا, ولست متأكدا من أنها ذهبت الي المكان الذي طلبت منها الذهاب اليه.....حتي ولو كان هذا قدرها الأخير اذا قررت أخيرا أن تغير طريقة حياتها"

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13115680761.gif


أموووله 25-07-11 11:11 AM

رووووووووووووووووووووووووووووووووعه كاتيا ..
اولا الحمدلله على سلامتك وماتشوفي شر في حياتك وسلامتك الف سلامة ..
ثانيا القصة حلوه مره ويعطيك الف عافية عليها بجد جهدك عسل ومشكوره عليه رغم انك تعبانه بس كملتي مافي كلمات توفيك حقك ربي يعطيك الف عافية ويسلم اناملك ويزيدك صحة ...
الف شكرا موجه لك من كل قلبي ^_^

katia.q 25-07-11 08:43 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أموووله (المشاركة 2822236)
رووووووووووووووووووووووووووووووووعه كاتيا ..
اولا الحمدلله على سلامتك وماتشوفي شر في حياتك وسلامتك الف سلامة ..
ثانيا القصة حلوه مره ويعطيك الف عافية عليها بجد جهدك عسل ومشكوره عليه رغم انك تعبانه بس كملتي مافي كلمات توفيك حقك ربي يعطيك الف عافية ويسلم اناملك ويزيدك صحة ...
الف شكرا موجه لك من كل قلبي ^_^

الله يسلمك يا أموولتي
نورك غطي علي المنتدي كله يا عسل
ميرسي علي ذوقك الطيب ووجودك وكلماتك بجد بيملوا قلبي سعادة
تسلم لي يا عمري

katia.q 25-07-11 10:16 PM

الفصل الأخير
 
http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13116198571.jpg

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13116198573.gif


لم تفهم أليكس شيئا وشعرت بالقليل من الراحة
وهكذا هما وحدهما الآن علي متن هذا اليخت
فهزت أليكس رأسها,لقد أصبح كل شيء واضحا لا سبيل أخر أمامها, يجب أن ينتهي كل شيء بسرعة, كي يسمح لها كارل بالرحيل
انها فقط لحظات صعبة فكرت أليكس وهي تبتسم ابتسامة ضعيفة
"ما الذي يجعلك تبتسمين؟"
"لا شيء...ماذا تريد مني؟ أنا هنا ولن يسمعنا أحد وأنا لن أقاومك, هيا افعل بي ما تريد"
"وهل ستسمحين لي بذلك؟" سألها بقسوة
"ليس لدي خيار آخر,علي ما يبدو...لقد قلت لي يوما بأنك لا تعرف غير وسيلة واحدة كي تفك السحر عنك, واذا كان ذلك صحيحا واذا كان هذا هو سبب وجودي هنا فأنا في تصرفك, علي أمل أن تتركني أرحل بعد ذلك"
شعر كارل وكأنه تلقي اهانة كبيرة وكانت أليكس قريبة منه فدفعها عنه غاضبا
"ماذا جري؟ ألا ترغب بي؟"
"بلي أرغب بك, ولكن ليس بهذا الشكل!"
فرفع خصلة كانت قد نزلت علي جبينه ونظر لها بانزعاج"اسمعي أليكس, هذه فرصتنا الأخيرة وأنت تعلمين هذا جيدا, أرجوك لا تفوتي هذه الفرصة ,أليكس اخرجي من القفص الزجاجي الذي وضعت نفسك به, عودي انسانة حقيقية أرجوك"
"انسانة؟ ألسن انسانة؟"
"لا,أنت تبدين وكأنك لعبة بلاستيكية أو كأن لك قلبا من جليد, فهذه اللامبالاة التي تصطنعينها مرعبة...اخرجي من هذه الحالة,استيقظي أليكس, عودي الي حقيقتك هذه فرصتنا الأخيرة"
كارل محق, فهي ليست علي حقيقتها, لا تشعر بشيء ولا بأي انفعال ولا بأية أفكار, انها لم تعد تشعر بالعذاب ولا بالفرح,انها تشعر بأنها ميتة,هل ستعود لها أحاسيسها مرة ثانية؟ هل ستعود للحياة من جديد؟
وفجأة عادت لنفسها وشعرت بخوف كبير, فرمت نفسها بين يديه وخبأت وجهها في صدره, فضمها كارل بيديه القويتين الدافئتين, ثم رفع رأسها نحوه وأخذ يقبل وجهها الملئ بالدموع
"كارل ساعدني أرجوك, أنت محق لقد فقدت كل شيء وأنا لم أعد أجد شيئا ولا أستطيع أن أعود الي نفسي, لست أدري ما جري لي....ولكني أشعر بخوف كبير!"
فمسح كارل بلطف الدموع عن وجهها, وطبع قبلات صغيرة علي جبينها مما جعلها ترتعش, وكانت يداه لا تزال تضمانها وتطمئنانها, وكانت القوة التي تنبعث منه قادرة علي التخفيف عنها, فعانقته وأحست بأن الحياة تعود اليها وشعرت بأن العالم كله عاد الي طبيعته, ثم انتظمت أنفاسها وشعرت بالهدوء , وكان رأسها علي صدر كارل فسمعت دقات قلبه المنتظمة وعاد اليها الاحساس بالطمأنينة.
تمنت لو أنها تبقي هكذا دائما دون أي أثر للألم والعذاب لكن كارل لم يكن من رأيها...أبعدها عنه قليلا وأخذ يتأمل
"لا يمكن أن نبقي صامتين هكذا أليكس, وأنت تعرفين ذلك, يجب أن نتكلم, أن نتفاهم, أن نحاول انقاذ ما تبقي لنا"
"اذا تكلمنا سيزداد الأمر تعقيدا" أجابته وهي تتنهد ولكن كارل هز رأسه
"فقط لو أننا نستطيع أن لا نستمع الي ما يقوله الآخرون, يجب أن نكون صادقين فهذا هو الشيء الوحيد الذي سينقذنا"
وساد صمت طويل, وشعرت أليكس بالهدوء ولكن مشاعرها ظلت غامضة, فجلست وحركت شعرها الطويل ونظرت الي أليكس بحذر, ماذا يريد منها أن تقول؟ ألا ينوي أن يقدم لها وجهة نظره؟ هل سيعود الي الكذب كي يوقعها في فخه من جديد؟ فان كلام فرونيكا يجعلها متحمسة لسماح حججه والتي سيحاول كارل من خلالها أن يغير الواقع
"أريدك أولا أن تفسري لي رحيلك المفاجئ بدون أن تشرحي لي الأسباب ,فلم أكن أعتقد أن بعد ذلك النهار الذي قضيناه معا ستفكرين بالهرب هكذا..."
"ألم تقل لك فرونيكا شيئا؟ كنت متأكدة من أنها ستشرح لك كل شيء"
شعرت أليكس بأنها قوية الآن وبأن الحياة قد عادت اليها مع أنها لا تزال تحتفظ بشكوك حول حقيقة كارل
"دعي فرونيكا خارج هذه القصة, فهي الا تعني أحدا غيرها"
كيف يجرؤ علي قول ذلك؟ فكيف يمكنها أن تنسي هذه الصحفية التي كانت السبب بعذابها وألمها؟
"هيا كارل, لقد قلت بأنه يجب أن نكون صادقين مع بعض وأنت الآن ترفض أن تسمع أول كلمة أقولها! يوجد قانون لك وقانون آخر لي أليس كذلك؟"
فتنهد كارل
"معك حق أليكس, ولكن فرونيكا تزعج حياتي منذ أن التقيت بها, وخاصة بعد أن وصلت الي هذا اليخت وأنا مستعد لأن أتجاهل وجودها, لقد رميت بها خارج اليخت برغم صراخها, وقلت لها أن تذهب وتشنق نفسها وقد تتمكن من كتابة مقال آخر اذا عادت الي انفعالاتها...."
"أنت....أنت فعلت ذلك؟" سألته أليكس بدهشة
"نعم, فرونيكا لن تعود مرة ثانية وتقف في طريقي ولا في طريقك أيضا"
"ولكن والدها؟ وسلسلة أفلامك الجديدة؟ وهل نسيت بأنها قادرة علي كتابة عدة مقالات عنك وأنها قادرة علي تدمير مهنتك؟ أعتقد أن ...."
"ماذا تعتقدين أليكس؟ قولي لي كل ما يجول في رأسك الصغير منذ أن التقينا معا..."
"أعتقد كنت قلقا علي مستقبلك أنت...اعتقدت بأنك تسعي الي مشاركة والدها, ماكس بيرفيس رجل معروف بأخلاقه وإيمانه وهو يعتبر الخطبة مغامرة بسيطة مع امرأة تلتقي بها بالصدفة"
"وماذا تتخيلين أيضا؟" سألها بجفاف
"بأنك...بأنك سينتهي بك الأمر وتتزوج فرونيكا, وهذا ما قالته هي لي"
"لست مجنونا لهذه الدرجة! أنت لا تدرين كيف يمكن أن تكون حياتي مع هذه الشيطانة التي لا قلب لها؟ ولكن ما الذي يدفعك لأن تثقي بها ولا تثقي بي أنا؟ ولكني لا ألومك, لأنني أنا أيضا سبق لي ووقعت مرة في فخها, وأنت شابة بريئة ولهذا أريد أن أحميك وأهتم بك...."
"لا داعي لذلك, شكرا, فأنا لست بحاجة لأحد ولست بحاجة لرجل يسهر علي, اذا كانت هذه العلاقة التي تتصورها فلا تتوهم كثيرا! أنا أحذرك"
"لا يا أليكس, أنا أشفق علي الحيوانات التائهة ولكني لا أرغب بالعيش معهم! وبالمقابل أليكس ان الله وحده يعلم كم أنا أرغب في العيش معك"
ثم نظر اليها وأضاف" اسمعي ماذا سأقول لك عن فرونيكا... هي ووالدها لن يتكلما أبدا فهو غير راضي عن حياة ابنته ولا راضيا عن الطريقة التي تكسب بها المال, بتلفيقها الاشاعات ونشرها في الجرائد....لقد قطع علاقته بها منذ مدة طويلة, وفرونيكا تسعي جاهدة لكسب عطفه من جديد ولكن ماكس لن يسامحها أبدا, انه غني جدا وأنت تعلمين ولهذا تهتم بي فرونيكا, فكوني شريك والدها يجعلها تشاركني في كل شيء واذا أصبحت زوجتي سيعيدها والدها الي حياته, هذه نظرتها علي الأقل"
فهمت أليكس الآن سبب تعلق فرونيكا ب كارل وفهمت لماذا كانت تحاول أن تبعده عنها
"وماذا قالت أيضا؟"
ترددت أليكس فكان من الصعب عليها أن تخبره بتلك القصة القديمة
"لقد لفظت اسم أليزون وأنت تركبين السيارة فهل يمكنك أن تشرحي لي الدور الذي تلعبه أليزون في كل هذا؟ فأنا أريد أن أعرف ماذا تعرفين عنها؟ أو ماذا تعتقدين أنك تعرفين؟"
"الحقيقة لقد روت لي فرونيكا بأن أليزون كانت عشيقتك وهذا ما جعلك ثريا ثم هجرتها ولشدة يأسها انتحرت"
وأخيرا استطاعت أليكس أن تبوح بما يثقل قلبها, وبما جعلها ترفض حب كارل, ثم نظرت اليه بحذر بالرغم من انجذابها القوي نحوه وكان كارل ينظر لها نظرات مليئة بالقسوة
"فرونيكا هي التي أخبرتك بذلك؟ وأنت...وأنت صدقتها؟"
"وماذا كان بامكاني أن أفعل؟"
"ألم تفكري بأن تسألينني عن الحقيقة؟"
"بلي فكرت بذلك, أردت أن أراك, ولكن فرونيكا منعتني وهددتني بأنها ستدمر حياتي وعملي وأهلي, ثم هددتني بأنها ستدمر مهنتك وهي تملك الوسائل الكافية وقالت لي بأنها تبعتني يوم ذهابي الي لوكرون وبأنها رأتنا والتقطت لنا صورا عديدة..."
تقطع صوت أليكس وبدأت الدموع تسيل علي خديها.
"لقد فهمت, لقد هددتك بالفضيحة,وبأنها ستدمرنا في احدي مقالاتها,أليس كذلك؟"
قال لها كارل وضمها اليه بحنان وأضاف
"آه من مقالات فرونيكا, انها تتبعنا منذ البداية ولكنها لن تنفذ شيئا من تهديداتها,أعدك بذلك أليكس, فكما قلت لك فأنا علي علاقة متينة مع أبيها وأعلم أنه بامكانه أن يمحى الجريدة التي ستكتب فيها من الوجود,فوالدها حانق عليها جدا, ولقد أدركت السبب الذي من أجله يريد والدها أن يشتري الجريدة التي تكتب هي فيها."
"اذا كان هذا صحيحا فلماذا كنت قلقا منها في البداية؟ ولماذا اخترعت قصة خطوبتنا مع أنك كنت واثقا انها لن تكتب شيئا عنا؟"
"لا, في ذلك الوقت لم يعد شيئا واضحا ولكني اخترعت قصة خطوبتنا كي أحتفظ بك بقربي, ألم تفهمي ذلك! فأنا لم أكن أرغب بتركك ترحلين...."
فنظرت اليه وداعبت وجهه, ثم عادت اليها الظنون "و أليزون" سألته هامسة
"آه نعم أليزون, بامكاني أن ألاحق فرونيكا قانونيا من أجل الأكاذيب التي تختلقها عن أليزون ولكن هذا لن يفيد الآن فلا أحد يصدق أكاذيبها برغم بعض الشاذات" ونظر اليها نظرة ذات معني وأضاف" ولكن هذه ليست غلطتك, كان يجب أن أقول لك كل شيء من البداية.... ولكن لم تسمح لنا الظروف"
ثم أحاط كتفيها بيده" اليك القصة أليكس, واحكمي بنفسك:
كانت أليزون تهتم بي كثيرا ولا شيء يدعو للدهشة لقد كانت أفضل صديقة لوالدتي ولم تكونا تفترقان منذ طفولتهما, حتي عندما تزوجت أليزون وسافرت ظلت تتصل بوالدتي , ومات زوجها فجأة فعادت الي انكلترا وعاشت في القرية المجاورة لقريتنا ولم تتزوج مرة ثانية ولهذا السبب اهتمت بي كثيرا, كان عمري سنة واحدة عندما عادت وأصبحت جزءا من حياتي كما كانت أمي وأبي, بالتأكيد قالت لك فرونيكا أنها كانت ثرية جدا, نعم, هذا صحيح وكان أهلي لا يملكان فلسا واحدا, وكان والدي رجلا حالما, مغامرا ولهذا فشل في كل مشاريعه وبعد موته لم يترك شيئا وراءه فتبعته والدتي وماتت بعد مدة قصيرة من كثرة التعب والمقاومة في سبيل العيش, وأصبح عمري سبعة عشرة عاما, فكان من الطبيعي أن تأخذني أليزون وتتحمل مسئوليتي, هذا ما فعلته الي أن أنهيت علومي, ثم ألحت علي كي أدخل الجامعة وأتابع علومي النهائية وكانت سعيدة بذلك, فدرست البيولوجيا وتعلمت الغطس بنفس الوقت وعندما تخرجت من الجامعة بدأت أستغل مواهبي وكان الغطاسون نادرين وأجورهم مرتفعة, فعملت كثيرا وكسبت كثيرا وأردت أن أعيد الي أليزون كل المال الذي أنفقته علي علومي وكنت أعمل فقط من أجل ذلك مع أني كنت أعلم بأنها ليست بحاجة الي المال وكنت أقضي أجازاتي عندها ولا يوجد بيني وبينها شيء آخر"
لاحظت أليكس صدق نظراته فعادت ثقتها به من جديد
"لقد كان لي عدة مغامرات وللأسف كانت فرونيكا احداها, في البداية أعجبتني بأناقتها وجمالها وثقتها بنفسها وكنت شابا وكنت قد ورثت عن أبي عادة تصديق كل ما يقال لي, ولكني تغيرت كثيرا وبعد مدة مرضت أليزون" وصمت قليلا وبدا عليه الحزن الشديد" لقد تأثرت كثيرا وحتي الآن ...لم تعترف لي بشيء وأنا كنت بعيدا عنها أعمل لأكسب المال وكانت تعاني من مرض السرطان, وكانت تعرف خطورة هذا المرض وكيف سينتهي أمرها فقررت أن لا تنتظر واختارت ساعة موتها بنفسها"
"هذا فظيع" قالت أليكس بتأثر
"نعم ولكنها إرادتها هي كنت سأهتم بها في أيامها الأخيرة...لكنها لم تكن تريد ذلك, وفضلت أن لا تخبرني بمرضها وانتحرت في الوقت الذي لم أكن موجودا معها.....وعندما أفكر بما تتخيله فرونيكا.
وبالتأكيد أخبرتك فرونيكا بأن أليزون أوصت لي بكل ثروتها"
"نعم وبفضلها اشتريت هذا اليخت الفاخر"
"هذا ما كنت أعتقده ولكني لم أقل لأحد كيف استعملت ثروتها....أنا لم أستعمل منه مليما واحدا, لقد تبرعت به كله لاحدي مراكز الأبحاث حول داء السرطان"
"وهذا اليخت؟"
"لقد كسبت المال الكثير, وفي أثناء بحثي عن حطام سفينة قديمة كانت تنقل الذهب وجدنا كمية كبيرة منه, وهكذا أصبحت غنيا.... وكل ما أملكه تعبت كثيرا حتي أحصل عليه, ولم يأت شيئا بسهولة كما كنت تعتقدين, فالغطس في أعماق البحر الشمالي في عز الشتاء ليس عملية مسلية..صدقيني!"
لقد علمت أليكس أخيرا حقيقة كارل, لقد حكمت عليه بطريقة سيئة
"أنا آسفة كارل, كان يجب علي أن أصدقك...."
"أنا أيضا أليكس, أنا آسف, كان يجب أن أخبرك كل شيء عندما حدثتني عن أخيك وعن احتقارك للمال"
"أنا أفكر كثيرا ولكني أدركت الآن بأنه لم يمت بسبب المال بل بسبب ضعفه"
"بالمناسبة ماذا سأفعل بك بقية هذه الليلة؟ أتريدين أن أعيدك الي كوركيلا كي تنامي في سريرك؟ أم أنك تفضلين أن تبقي هنا معي؟"
وضمها اليه ثم مددها بهدوء علي الصوفا
"لا تقلق من أجلي كارل , أنا قادرة علي تحمل مسئولياتي فهذا أقل ما أستطيع أن أفعله كما وأنني اذا كنت مجنونة ورحلت الآن فان كل ما حصل يكون كأنه حلم ...وأنا لا أستطيع تحمله..."
"انه ليس حلما, أليكس,حبيبتي, فمنذ هذه اللحظة سيكون كل شيء حقيقي وأنا أعدك بذلك"
http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13116198572.gif


katia.q 25-07-11 11:22 PM

تمت بحمد الله
أتمني أن تكونوا استمتعتم
مع تمنياتي بلقاء قريب ان شاء الله

فتاة 86 25-07-11 11:31 PM

:98yyyy:
ألف سلامة على أحلى عيون

نشالله تكوني بخير حبيبتي

فقدنالك كثير

:57:
تحذير هام: يمنع منعاً باتاً على أحلى كاتيا أنو تعب عيونا منهون و هيك و إلا رح نزعل منا كلياتنا

و نقيم المظاهرات و الاعتصامات الداعمة لوالدتها الغالية و قد أعذر من أنذر

:234dd:
معافاية حبيبتي

و منتظرين جديدك دائماً

:yyyuiuy:

katia.q 26-07-11 05:51 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فتاة 86 (المشاركة 2822982)
:98yyyy:
ألف سلامة على أحلى عيون

نشالله تكوني بخير حبيبتي

فقدنالك كثير

:57:
تحذير هام: يمنع منعاً باتاً على أحلى كاتيا أنو تعب عيونا منهون و هيك و إلا رح نزعل منا كلياتنا

و نقيم المظاهرات و الاعتصامات الداعمة لوالدتها الغالية و قد أعذر من أنذر

:234dd:
معافاية حبيبتي

و منتظرين جديدك دائماً

:yyyuiuy:

الله يسلمك يا عسل
ربنا ما يحرمني منك ولا من طلتك الحلوة
يسلم لي وجودك اللي زي العسل وكلماتك الطيبة يا قمر
وخلاص الحمد لله أخيرا ما عدت هألبس نظارة
ألف شكر يا جميل لسؤالك واهتمامك وعلي لقاء قريب ان شاء الله

أموووله 26-07-11 10:36 AM

يعطيك الف عافيه كاتيا سلمتك يدينك القصة حلوووووووووووووووووووووووووووووووه :hR604426: ومميزه زي كاتبتها واشكرك من كل قلبي على تعبك معانا مهما حصل تظلين مميزه لنا وليلاس اتمنى لك دوام السعاده والهناء
http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13116693881.gif

Rehana 26-07-11 12:36 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة katia.q (المشاركة 2822136)
كيفكم يا حلوين؟؟
أسفة جدا علي التأخير
بس أنا عملت عملية ليزر والدكتور قال ممنوعة من الكمبيوتر والتلفزيون لمدة عشرة أيام
سامحوني والله كنت عايزة ادخل بس ماما ما رضيت نهائي
وشكرا أمووولة وفتاة86 لسؤالكم عليه
كلكم ذوق والله


حبيبتي كاتيا ماعليك شر
اهم شيء الصحة .. وسلامة عيونك وعقبالي :aNF04909:

فداني الكون0 27-07-11 05:19 AM

حمدالله علي سلامتج حبيبتي
ومشكوره علي الروايه المميزه
يعطيج العافية

katia.q 29-07-11 06:24 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أموووله (المشاركة 2823263)
يعطيك الف عافيه كاتيا سلمتك يدينك القصة حلوووووووووووووووووووووووووووووووه :hR604426: ومميزه زي كاتبتها واشكرك من كل قلبي على تعبك معانا مهما حصل تظلين مميزه لنا وليلاس اتمنى لك دوام السعاده والهناء
http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13116693881.gif


منووووووووووووورة يا أموولتي
انتي اللي مميزة بوجودك الحلو وبروحك الجميلة
وردودك اللي لها طابع خاص
يسلم لي القمر
وسعيدة جدااااااااا ان القصة عجبتك


katia.q 29-07-11 06:39 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Rehana (المشاركة 2823317)
حبيبتي كاتيا ماعليك شر
اهم شيء الصحة .. وسلامة عيونك وعقبالي :aNF04909:

يسلموووووووووووووووا يا عمري
وان شاء الله تعملي كل اللي نفسك فيه حبيتي
منووووووووووووووووووووورة

katia.q 29-07-11 06:43 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فداني الكون0 (المشاركة 2823891)
حمدالله علي سلامتج حبيبتي
ومشكوره علي الروايه المميزه
يعطيج العافية

الله يسلمك يا قمر
أسعدني وجودك الحلو

ماورينا 02-08-11 06:55 PM

شكرا كاتي ع المجهود
تسلم ايدك ويعطيك العافيه

هدية للقلب 09-08-11 08:01 PM

شكرا لك تسلم ايديكى رواية رائعة
وربنا يعطيك العافية وكل سنة وانتى بخير
:55:

katia.q 10-08-11 03:49 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماورينا (المشاركة 2829453)
شكرا كاتي ع المجهود
تسلم ايدك ويعطيك العافيه

الله يسلمك يا قمر
شكرا علي وجودك الجميل

katia.q 10-08-11 04:06 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هدية للقلب (المشاركة 2835781)
شكرا لك تسلم ايديكى رواية رائعة
وربنا يعطيك العافية وكل سنة وانتى بخير
:55:

الله يسلمك يا قمر
ويسلم لي طلتك الحلوة
وكل سنة وانت بألف خير

سماري كول 11-08-11 02:28 AM

:55:تسلمين ع الروايه

الجبل الاخضر 11-08-11 06:02 AM

:55:برافو :55:برافو :55:برافو :55:برافو:55::flowers2: تسلمين :55:اختيار مرررررررررررررررررررررره جنان :Welcome Pills4:وممتاز:flowers2: وشكراعلى مجهودك:friends: وننتظر جديدك:friends:

hoob 12-08-11 01:33 AM

:55::55::55:

katia.q 12-08-11 09:45 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سماري كول (المشاركة 2837214)
:55:تسلمين ع الروايه

يسلموووووووووا يالغلا


katia.q 12-08-11 09:56 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الجبل الاخضر (المشاركة 2837411)
:55:برافو :55:برافو :55:برافو :55:برافو:55::flowers2: تسلمين :55:اختيار مرررررررررررررررررررررره جنان :Welcome Pills4:وممتاز:flowers2: وشكراعلى مجهودك:friends: وننتظر جديدك:friends:

يا هلا ويا غلا
يسلموووووووووا يا عسل
ويسلم لي وجودك الجميل ده

katia.q 12-08-11 02:43 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hoob (المشاركة 2837890)
:55::55::55:

منوووووووووووووورة

زهرة منسية 15-08-11 01:48 PM

‎مشكورة كتير كاتيا أختيارك أكتر من رائع تسلم أناملك الرقيقة حبيبتى‎

katia.q 15-08-11 03:56 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nona1979 (المشاركة 2842492)
‎مشكورة كتير كاتيا أختيارك أكتر من رائع تسلم أناملك الرقيقة حبيبتى‎

يسلموووووا وجودك العطر
ومبرووووووك علي الوسام

nounoucat 23-08-11 02:14 PM

سلامتك عزيزتي katia.q والله يشفيك
شكراً رواية جميلة سلمت أناملك :55:

حنان محمد ابراهيم 24-08-11 09:08 AM

حمد لله على سلامتك وسلامة عيونك وشكرا لك على الرواية الرائعة

katia.q 25-08-11 04:34 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nounoucat (المشاركة 2852108)
سلامتك عزيزتي katia.q والله يشفيك
شكراً رواية جميلة سلمت أناملك :55:

الله يسلمك يا قمر
ويسلم لي كلامك الحلو
منوووووووووورة

katia.q 25-08-11 04:40 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حنان محمد ابراهيم (المشاركة 2853377)
حمد لله على سلامتك وسلامة عيونك وشكرا لك على الرواية الرائعة

الله يسلمك حبيبتي
وربنا يبعد عنك كل شر
وانتي اللي وجودك أروع

sara00 04-10-11 04:26 PM

مشكوووو؛ووووووووورة

katia.q 04-10-11 06:05 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sara00 (المشاركة 2892013)
مشكوووو؛ووووووووورة

العفو يا قمر
منوراني

امبراطورية ع 05-10-11 01:52 PM

رووووووووووعه الروايه كاتى
تسلم ايدك ياقمر

fadi azar 06-10-11 05:14 PM

رائعة يسلمو

hamesha 10-10-11 02:31 AM

wawwww rewayaa raw3aaaaa chokran lakii ^^

نجلاء عبد الوهاب 10-11-11 09:37 PM

:8_4_134::8_4_134::8_4_134::8_4_134::friends::friends::frien ds::friends::friends::friends::friends::friends::friends::00 41::0041::0041::0041::0041::0041::0041::0041::0041::0041::00 41::0041::0041::0041::0041::0041::rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12z p1::rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12z p1::rdd12zp1::rdd12zp1:

ندى ندى 26-11-11 02:02 AM

جميله ورائعه جدا جدا جدا

katia.q 28-11-11 01:40 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة امبراطورية ع (المشاركة 2893003)
رووووووووووعه الروايه كاتى
تسلم ايدك ياقمر

وجودك الأروع يا عمري
منوراني

katia.q 28-11-11 01:44 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fadi azar (المشاركة 2894090)
رائعة يسلمو

يسلمووووووا فادي
ويسلم لي طلتك الحلوة

katia.q 28-11-11 01:52 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hamesha (المشاركة 2898002)
wawwww rewayaa raw3aaaaa chokran lakii ^^

يسلمووووووا
نوووووورت

katia.q 28-11-11 01:58 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجلاء عبد الوهاب (المشاركة 2925269)
:8_4_134::8_4_134::8_4_134::8_4_134::friends::friends::frien ds::friends::friends::friends::friends::friends::friends::00 41::0041::0041::0041::0041::0041::0041::0041::0041::0041::00 41::0041::0041::0041::0041::0041::rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12z p1::rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12z p1::rdd12zp1::rdd12zp1:


يسلمووووووووووا ع الطلة المتميزة
منورااااااااني

katia.q 28-11-11 02:02 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ندى ندى (المشاركة 2936745)
جميله ورائعه جدا جدا جدا

مرورك الأروع حبيبتي
شكرااااااااا
منورة

سنيوريتا 17-01-14 10:05 PM

رد: 18-مكان في حياتك- نيكولا ويست - روايات عبير الجديدة (كاملة )
 
رووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووعه

اسيل فلسطين 19-01-14 02:50 AM

رد: 18-مكان في حياتك- نيكولا ويست - روايات عبير الجديدة (كاملة )
 
شكراااااااااااااااااااااا عالرواية الرائعة

زهرة البحر 20-03-15 08:46 AM

جميييييييييييييييييييلة

ميزوااا 25-08-15 10:02 PM

رد: 18 - مكان في حياتك - نيكولا ويست - روايات عبير الجديدة ( كاملة )
 
يسلمو على الرواية جميلة

رىرى عزو 27-08-15 07:02 AM

شكرا على الرواية وتسلم الايادى

ayahia03 08-09-15 12:44 PM

3553394]شكرا على الرواية وتسلم الايادى[/QUOTE]

سماري كول 21-09-22 11:18 AM

رد: 18 - مكان في حياتك - نيكولا ويست - روايات عبير الجديدة ( كاملة )
 
يسلموا على الرواية الحلوة


الساعة الآن 09:08 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية