منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء (https://www.liilas.com/vb3/f484/)
-   -   العشر ساعات الاخيرة قبل وصول المأذون (https://www.liilas.com/vb3/t163121.html)

رباب فؤاد 19-06-11 11:48 PM

العشر ساعات الاخيرة قبل وصول المأذون
 

إليكم قصة كتبتها قبل 17 عاماً...حينما كنت في الثانوي
القصة خضعت لتعديلات جذرية لتتماشى مع العصر الحالي

أرجو أن تحوز الاعجاب



الساعة الأولى: (التاسعة صباحاً)
فتحت العروس عينيها بتراخ ومطت ذراعيها عن آخرهما في تكاسل، ثم قامت من فراشها وألقت نظرة سريعة على الساعة المجاورة لفراشها قبل أن تقول بابتسامة ساخرة ـ"باين عليا آخر واحدة صحيت النهاردة".
قالتها وهي تفتح باب غرفتها وتخرج لتجد المنزل مقلوباً رأساً على عقب...
فالأهل والأقارب مجتمعين منذ أربعة أيام في منزل العروس للمساعدة في صنع مخبوزات العرس المعتادة، والجميع اعتاد الحضور في مثل هذه المناسبات السعيدة للتهنئة ومد يد المساعدة.
وهاهي "الحاجة" أم العروس تدور في نشاط مثل النحلة وهي تلقي الأوامر هنا وهناك، وتتابع طهي الطعام في المطبخ، تخشى أن تنسى شيئاً فيُقال إن زفاف ابنتها كان أقل من مثيلاتها، كعادة بعض النساء.
ووسط هذه الضوضاء والجلبة وأغاني الزفاف التي تبعث في الجسم قشعريرة باردة، انسلت العروس واغتسلت سريعاً قبل أن تتجه إلى شقيقتها الكبرى وتهمس في أذنها قائلة ـ"تعالي معايا أجرب فستان الفرح تاني...حاسة إني خسيت كتير الأسبوع اللي فات".
وبالفعل اتجهت الشقيقتان وأمهما إلى غرفة العروس التي شرعت تجرب الفستان الأبيض الأنيق و....
"كارثة...يا دي المصيبة...إيه دا يا بنتي؟ حتلبسيه إزاي بالليل؟"
صرخت الأم بهذه الكلمات في وجه العروس، وهي ترى فستان الزفاف متهدلاً عليها، حتى بدت أشبه بطفلة ارتدت فستان شقيقتها الكبرى.
أما العروس فقد شحب وجهها وهي تقول بتلعثم ـ" مـ..مـ..مش عارفة يا ماما. دا كان مظبوط عليا آخر مرة قسته عند الخياطة يوم ما استلمناه".
ردت الأم بتهكم _يميز أغلب الأمهات في المواقف الحرجة_ "مش دا ذوقك؟ الست مش فرجتك كذا موديل وإنتي إخترتي دا بالذات؟...وتفصلي ليه أصلاً والفساتين الجاهزة والإيجار مالية السوق؟ آدي أخرة اللي يمشي ورا العيال...حتعملي إيه بأه دلوقتي؟ حتلبسيه كدا وأهل العريس يتريقوا عليكي طول الليل؟"
إغرورقت عينا العروس بدموع غزيرة لم تقدر على كبتها فانسابت على وجنتيها وهي تخفض وجهها أرضاً دون أن تنبس بحرف.
أما الأخت الكبرى فتدخلت لتهدئة الموضوع قائلة ـ"إستهدوا بالله يا جماعة وصلوا على النبي كدا...العياط مش حيجيب نتيجة وحيوترنا عالفاضي...غيري هدومك يا حبيبتي وتعالي معايا نروح للخياطة تظبط الفستان عليكي".

رباب فؤاد 19-06-11 11:51 PM

الساعة الثانية: (العاشرة صباحاً)
ضغطت الأخت الكبرى جرس منزل الخياطة للمرة العاشرة وقد بدأت العصبية والقلق في التسلل إليها بعدما لم يجبها أحد. وفجأة فتحت الخياطة الباب في ضعف وبدا وجهها شاحباً وهي تقول بصوت أجش ـ"مين؟ إيه دا؟ خير إيه اللي جابكوا؟ إيه اللي حصل؟"
دفعت العروس الباب في عصبية وهي تهتف بصوت تخنقه العبرات ـ"كنتي فين كل دا؟ ساعة بنخبط عالباب؟ إلحقينا إحنا فورطة".
اتسعت عينا الخياطة وهي تسألها بقلق ـ"خير كفى الله الشر؟ إيه اللي حصل؟"
قالت الأخت الكبرى في سرعة ـ"فستان الفرح وسع عليها بفظاعة...بصي بنفسك".
قالتها في الوقت الذي إلتقطت فيه العروس الفستان ودخلت إلى حجرة مجاورة لترتديه في سرعة وتخرج به إلى الخياطة التي اتسعت عيناها ثانية وهي تتساءل في دهشة ـ" بس إزاي؟ دا كان زي الكحكة عليها. إنتي أكيد خسيتي يا بنتي".
هتفت بها الأخت الكبرى في توسل ـ" أبوس إيدك مش وقت تخمين. وضبي الفستان بسرعة معادش قدامنا وقت".
سعلت الخياطة بوهن قائلة ـ"يا ريت يا بنتي...زي ما أنت شايفة البرد هد حيلي، والدكتور مانعني من الحركة. دا لولا إن إبني في الشغل مكنتش فتحت الباب عمري. دا أنا حتى إديت البنات اللي بيساعدوني أجازة اليومين دول".
إنهارت العروس وقالت من بين دموعها ـ"والحل؟ أعمل إيه دلوقتي؟ أروح فرحي إزاي يا ناس؟"
صمتت الخياطة لحظات قبل أن تقول فجأة وكأنها توصلت إلى الحل ـ"مين فيكوا تعرف تخيط؟"
تبادلت الشقيقتان النظرات فيما بينهما في خيبة أمل، فمعلوماتهما عن الخياطة مثل معلوماتهما عن اللغة اليابانية تماماً.
لكن السيدة قالت بحسم ـ"مفيش قدامكم غير تتعلموا في الفستان ده...ولو إن قماشه غالي وخسارة تبوظوه. يلا انت وهي...إعملوا اللي حاقول عليه".

رباب فؤاد 19-06-11 11:54 PM

الساعة الثالثة: (الحادية عشرة صباحاً)
الشقيقتان متورطتان في الفستان، وفي التحكم بإبرة الخياطة الدقيقة.
الساعة الرابعة: (الثانية عشرة ظهراً)
الفستان لا يزال واسعاً وكأنما يزيد التوتر من فقدان العروس لوزنها.
الساعة الخامسة: (الواحدة ظهراً)
ما زالت الشقيقتان تحاولان في يأس.
الساعة السادسة: (الثانية ظهراً)
تنهدت الشقيقتان في إرتياح حينما ارتدت العروس الفستان للمرة العاشرة هذا الصباح، وتأكدت من أنه عاد إلى سابق عهده "زي الكحكة عليها". وحانت منها التفاتة إلى ساعة الحائط لتجدها تشير إلى الثانية ظهراً فهتفت في ارتياع وهي تجري لخلع الفستان ـ"معاد الكوافيرة".
خرجت الشقيقتان في سرعة إلى الشارع واستوقفتا أول سيارة أجرة لتقلهما إلى محل مصففة الشعر قبل أن يفوتهما الموعد.
الساعة السابعة: (الثالثة عصراً)
المصففة تجفف شعر العروس التي تعطس في قوة مرة، ثم مرة، ثم مرات. فهرعت إليها شقيقتها وجست جبهتها قبل أن تقول في سرعة _"باين عليها نزلة برد دي ولا إيه؟ إيديكي متلجة وخدودك نار. هو دا وقته بس؟"
الساعة الثامنة: (الرابعة عصراً)
الأخت الكبرى تذهب إلى البيت مسرعة لإحضار ملابسها ودواء للبرد، و"أي حاجة تتاكل...إحنا ما فطرناش".
الساعة التاسعة: (الخامسة عصراً)
العروس لا تزال تعاني من البرد وتحاول أن تأكل شيئاً مع شقيقتها.
الساعة العاشرة: (السادسة مساءً)
العروس ترتدي فستانها الأبيض والمصففة تضع اللمسات الأخيرة على زينتها وشعرها في انتظار وصول العريس.
الساعة السادسة والنصف...العريس لا يزال على المحور ويجاهد للوصول إلى مقر الكوافيرة.
الساعة السابعة إلا الربع...عادت العروس إلى مشاعر القلق والبرودة تقتل أطرافها لأن عريسها لم يعد يجيب اتصالاتها. (اهدي يا عروسة لا تخسي والفستان يوسع تاني...إحنا ما صدقنا ظبطناه)
ولكن مهلاً...إنها ضوضاء سيارات الزفة..."أكيد وصل وعشان كدا ما بيردش عليا".
وفجأة...تحولت البرودة القاتلة إلى احمرار وخجل حينما أطل عريسها بوجهه وأناقته، ورائحة عطره المميز تسبقه، وتأملها بحب قائلاً ـ"آسف حبيبتي...إتأخرت عليكي. لو حكيتلك العشر ساعات اللي فاتوا دول واللي حصل فيهم مش حتصدقي".
تأبطت ذراعه وهي تكتم ضحكتها قائلة ـ"ما تخافش حاصدق أي حاجة. بعد اللي شفته النهاردة أنا كمان...أي حاجة ممكن تحصل".
وأخيراً...وصل الزوجان إلى قاعة الزفاف وسط زغاريد الأهل والأحباب وفلاش كاميرات التصوير وموسيقى الزفاف التقليدية.
والغريب أن أي منهما لم يكن يشعر بأنه في غير محله...وكأنهما وُلدا لأجل هذه اللحظة بالذات...كي يبتسما ويرقصا ويسعدا بزفافهما.
أه...وهاهو المأذون..."كنت فين يا شيخ؟ مستنيينك من بدري".
والآن بعد عقد القران، ووسط صخب الحفل الرائع، ألا تعتقدون أن العشر ساعات الماضية مرت كالدهر على العروس وشقيقتها المسكينة، وعلى العريس أيضاً؟
هل كانت عصبية اللحظات الأخيرة؟
أياً كانت...زفاف سعيد للعروسين
بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير.

سلافه الشرقاوي 30-06-11 10:01 AM

واااااااااااااااااااااااااااااااااااو
ابداااااااااااااااااااااااااااااااااااااع
لا يا روبي جامدة اوي
سلمت يميناك
منتظرين جديدك دايما في حفظ الرحمن

حسن الخلق 01-07-11 01:27 AM


مرحبا مجددا رباب
" العشر ساعات الاخيرة قبل وصول المأذون"

وااااو يا رباب دى عشر ساعات و لا دهر من التوتر ؟

بدأت بجو العرس الى كلنا بنحبه و تجمع الاهل و ربكة أخر يوم و لكن سرعان ما دخلتى بينا على موقف من اصعب المواقف التى تمر على عروس

كله الا الفستان سر الاسرار و قدس الاقداس .. حصلت عندنا مره بس الفستان ضاق مش وسع ههههه .. و عجبتنى جدا العروس الى كل ما تتوتر تخس دى


الساعات من الثالثة الى السادسة كاد قلبى ان يتوقف .. الشقيقتان حقا صنعا معجزه و كدت ان ادخل و اخنق الخياطه

ههههههههه لم نكد نخرج من مأزق الا وقعنا فى مأزق آخر خخخخخ العروس عندها برد و سخنه واضح ان اليوم ده مش عايز يعدى على خير

انتبهت اخيرا اننى كنت احبس انفاسى و لم اطلقها الا حين وصلا القاعة ... احسنتى جدا فى وصف التوتر ..
تمنيت تكتبى لنا العشر ساعات الاخيرة التى مرت على العريس كمان .. ايه رايك خليها الجزء الثانى .. ما هو وصوله متأخر و ملهوف بيقول انها كانت ساعات مش سهله ابدا و يمكن يكون بنطلون البدله اتنسى عند المكوجى الى قفل محله و راح يزور قرايبه الى فى الصعيد ههههههه


قصه صغنونه و لذيذه و خفيفه على القلب

المزج بين اللغه العربية الفصحى و العامية المحببة كان جميل جدا و استخدامك للتعبيرات الدارجه عجبنى جدا مثل " دا كان زى الكحكه عليها "

اسلوبك متقن و لغتك سليمه ما شاء الله .. اول مره اتعرف على اسلوبك و سعيده جدا كما انى اشعر بالتقصير الشديد لانى لم اتابع دمعات قلب .. سامحينى .. لكن تتعوض الان ان شاء الله

دمتى بكل الحب و الود


الساعة الآن 08:18 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية