منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات أونلاين و مقالات الكتاب (https://www.liilas.com/vb3/f743/)
-   -   [قصة مكتملة] نادي أعداء مصاصي الدماء جديد الد.أحمد خالد توفيق الأخيرة (https://www.liilas.com/vb3/t162652.html)

عهد Amsdsei 09-06-11 04:29 PM

نادي أعداء مصاصي الدماء جديد الد.أحمد خالد توفيق الأخيرة
 
السلام عليــــــكم

أهــلا بمحبــي روايات الد. أحمد خالد توفيق:dancingmonkeyff8:

قصــــة جديدة تتسم بالأكــشن و أبطالها أعداء لمصاصي الدماء

يكفــي كلاماً و لنبـــدأ بالقصة

"نـــــــــــادي أعـــداء مصاصــــي الدمـــــــاء"

************************

نادي أعداء مصاصي الدماء (1)










http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13076295981.jpg









(ك) يضفي على نفسه سمتًا دراميًا بالثياب السود والقناع

في دالاس:
الغارة لم تستغرق وقتًا طويلاً، لكن تبعاتها ظلت معلّقة لفترة لا بأس بها..

الورشة هناك في الظلام تنتظر، وقد جعلها الترقب تكتسب وجودًا حيًا خاصًا بها، وابتلع جيريمي ريقه وهو ينظر للمشهد الموجس.. من المستحيل أن تصدّق أن ما سيحدث سيحدث.. لقد كانت هذه تجربته الأولى، وبدت له الورشة ميتة جدًا.. هادئة جدًا.. يصعب أن تصير شيئًا آخر..

نظر للرجال من حوله، أولئك الذين خاضوا التجربة عشرات المرات، فرأى أنهم جادون بحق.. جادون أكثر من اللازم.. العرق يبلل العضلات المفتولة والقمصان الملتصقة بالأجساد.. وهناك من يتأكد من أن الوتد في غمده.. زجاجات صغيرة هشة تنفجر بمجرد أن تصدم شيئًا..

أما أكثر من أثار هلعه فهو (ك).. جدير هو (ك) بأن يقود هذه الحملة.. لقد حرص على أن يضفي على نفسه سمتًا دراميًا بالثياب السود التي اختارها، ثم القناع الذي يتدلى من قبعته؛ ليجعل رؤية وجهه مستحيلة.. كان فارع القامة نافذ التأثير..

قال (ك) للرجال من حوله:
ـ "مستعدون؟"

لم يرد أحد لكن الإجابة وصلت على كل حال.. لو لم نكن مستعدين فماذا نفعل هنا؟ وما نفع كل هذه المعدات؟!

ونظر إلى جيريمي وقال بصوت باسم:
ـ "وأنت؟ لا نريد فقدان أعصاب".

ابتلع جيريمي ريقه وهمس:
ـ "لا.. لا..".

قال بحزم:
ـ "لا ماذا بالضبط؟ لا أريد ردودًا مائعة".

شد جيريمي قامته، وقال بحزم صبياني:
ـ "أردت أن أقول لا فقدان أعصاب".

- "هؤلاء يشمون الخوف كأنه رائحة الدم.. لا تنس أن هذه طبائع الوحوش.. تحكّم في الأدرينالين؛ لأن له رائحة لا تميزها إلا أنوف كهذه".

صرخة رفيعة جاءت من الورشة فنظر رجل لآخر.. صرخة أنثى كما هو واضح، فقال (ك):
ـ "هذا طبيعي.. لسنا في ديزني لاند.. إنه موعد العشاء عندهم".

ثم نظر لساعته وقال:
ـ "ربما الإفطار!"

وانفجر يضحك.. كانت ضحكة عصبية لا محلّ لها من الإعراب، وقد ساهمت في هزّ ثقة الآخرين بأنفسهم.. ليته يخرس.. ليته يسكت..

هدأ أخيرًا، فنظر إلى حامل المشعل وقال:
ـ "أنت أوّلنا..".

ثم التفت للرجال وقال:
ـ "لن يكون الأمر سهلاً.. يبدو أنهم يقظون..".

وأشار إشارة ذات معنى، فاندفع حامل المشعل باتجاه الورشة.. وقبل أن يفهم أحد شيئًا كان قد ألقى بالجذوة إلى الداخل عبر الباب المفتوح.. ولم ينتظر أحد ليرى النتيجة؛ لأن الجميع اندفعوا نحو الورشة التي صارت مسرحًا من مسارح الجراند جوينيول المختصة بالرعب المعوي..

هناك فتاة مقيّدة على منضدة وسط المكان.. لا بد من واحدة.. مقيّدة في وضع النسر الفارد جناحيه كما هي العادة في كل طقوس الأضحيات البشرية، وكانت تصرخ..

لكن لم يكن هذا هو المخيف في الأمر.. المخيف هو حشد المحيطين بها.. يبدون كبشر عاديين لكن ما أغرب سحناتهم وثيابهم.. وكانوا بعدُ مذهولين بصدد المشعل الذي تهاوى على أرض الورشة وراح ينثر وباء اللهب من حوله..

إن معلومات (ك) صحيحة.. كل معلوماته صحيحة..

صاح (ك) وهو يصوّب مسدسه:
ـ "اقتلوهم! لو ظفروا بكم لأفرغوا عروقكم من دمائها"!

وأطلق بإحكام بضع رصاصات.. هذه رصاصات فضية ثمينة لا يجب تبديدها.. والأدهى أن من أصابته الرصاصة من هؤلاء سقط أرضًا والدخان يتصاعد من ثقب في جسده.. دخان لا يمتّ بصلة للكميات المحدودة التي تخرج من موضع طلقات الرصاص.. بل هو أقرب لمشهد طائرة تسقط بعد إصابتها.











http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13076295982.jpg








كاد يساعد الفتاة على الترجّل عندما شعر بمن ينقضّ عليه من الخلف





شاهت الوجوه! تذكّر جيريمي فيلمًا تليفزيونيًا رأى فيه الأسود تحتشد في ظلام الليل وهي تلتهم وعلاً، فكان الدم يلطخ أفواهها ووجوهها وعيونها تبرق في ضوء التصوير الليلي.. هذا المشهد يتكرر بقوة الآن..



"هذا طبيعي.. لسنا في ديزني لاند.. إنه موعد العشاء عندهم.."


أخرج أحد الرجال وتده من غمده، واندفع ليولجه في قلب أحد هذه الكائنات المهاجمة.. وفوجئ جيريمي المذعور بشخص من هؤلاء يثب من فوق المنضدة التي قُيّدت لها الفتاة.. وثبة واحدة جعلته على بعد سنتيمترين من وجهه.. لم يفكر كثيرًا وأغمد الوتد الذي يحمله في قلب هذا المهاجم..

أية صرخة شيطانية أرسلها هذا وهو يموت! من العسير أن يعلّق المرء كل هذه الأهمية على حياته.. أية حياة تلك التي تستأهل كل هذا الصراخ؟

وقف جيريمي مبهوتًا يرمق المعركة العنيفة الدائرة..

هاري يطلق الرصاص.. مكيلان يفجّر كرات الزجاج.. هنري يغمد الأوتاد.. مايك يطلق الرصاص..

رآه (ك) متصلبًا فصاح به:
ـ "جيريمي!!"

وأطلق رصاصة على رأس واحد وثب نحوه من وراء خطاف معلق.. ثم أردف:
ـ "حرر الفتاة! أسرع بالله عليك!".

أفاق جيريمي من غيبوبته فركض نحو الفتاة المقيّدة.. كان الدم ينزف بغزارة من عنقها، لكنها حية.. حية وإن كان الذعر قد جعلها مسخًا غير آدمي.. أخرج مطواة من جيبه، وراح يفكّ الحبال الغليظة التي تكبّلها ثم ساعدها على الجلوس، بينما هو يضغط بمنديل على جرح عنقها.. لم يكن طبيبًا لكنه أدرك أنه جرح تم صنعه بأداة حادة.. لا أثر لأنياب هنا لحسن الحظ..

كاد يساعدها على الترجّل عندما شعر بمن ينقضّ عليه من الخلف.. قوى عاتية تمسك به وتمنعه الحركة.. التفت للخلف وهو يشم رائحة الأنفاس الكريهة لشخص يتمسك به..

سقط على الأرض وهذا الكيان فوقه.. كان يحاول بلوغ عنقه بأي ثمن.

فجأة بدا أن الثقل ازداد ثقلاً.. كفّ عن الحركة.. إنها تلك الخاصية الفريدة في الجثث التي تجعلها تنجذب للأرض بقوة لا توصف..

تدحرج ليسقط الكائن عن ظهره، وفي ظهره وجد ذلك الوتد مغروسًا.. رفع رأسه فوجد هنري يهزّ رأسه بإيماءة معناها أي خدمة.. ثم تركه وانطلق يبحث عن ضحية جديدة..

النار تضطرم وتحاصر كل شيء..

يبدو أن فريقهم قد فقد واحدًا، لكن الغلبة له كما هو واضح..

وفي الظلام وبشكل ما راح هؤلاء القوم غريبو الأطوار يفرّون الواحد تلو الآخر..
ـ "لا تتبعوهم!!".

كذا صاح (ك) بلهجة آمرة.. وأردف وهو يعيد مسدسه لنطاقه:
ـ "إنهم في الخارج والظلام سوف يلعبون لعبتهم المفضلة على أرضهم المفضلة.. لا تتركوهم يقودونكم إلى هناك..".

ومشى يعدّ الجثث على الأرض بصوت عال..
ـ "أربعة.. خمسة.. سبعة.. لا بأس.. لا بأس..".

ثم نظر إلى رجاله وقال:
ـ "سوف يأتي رجال الشرطة حالاً.. لا بد أن دالاس كلها سمعت هذه الطلقات.. يجب أن نفرّ الآن..".

هنا مدّ أحد الرجال يده وتفحص معصم أحد الراقدين على الأرض، وقال بلهجة ذات معنى:
ـ "(ك).. هلا جئت هنا؟"

يتبع




الفصــــــــل العاشر ..
الفصـــــــــــــــل الحادي عشر
الفصـــــل الثانـــــــي عشر

الفصل الأخيــــــــــــــر


katia.q 09-06-11 08:58 PM

يسلموووووووووا يا أجمل عهد
ألف ألف ألف شكر يا حبيبتي
ويعطيك ألف عافية علي مجهوداتك
وأنا ان شاء الله متابعة معاكي
بس لي طلب صغير
لو ممكن تكبري الخط شوية لأني تعبت أوي مع الخط ده
وألف شكر يا عسولة

http://smiles.al-wed.com/smiles/60/4_1152194319.gif


عهد Amsdsei 09-06-11 09:08 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة katia.q (المشاركة 2772339)
يسلموووووووووا يا أجمل عهد
ألف ألف ألف شكر يا حبيبتي
ويعطيك ألف عافية علي مجهوداتك
وأنا ان شاء الله متابعة معاكي
بس لي طلب صغير
لو ممكن تكبري الخط شوية لأني تعبت أوي مع الخط ده
وألف شكر يا عسولة

http://smiles.al-wed.com/smiles/60/4_1152194319.gif



السلام عليــكم

الله يسلمك حبيبتي المشرفة الجديدة كاتيا

لائقة عليك المشرفة كاتيا

ياللا كلنا راح نتابع الدكتور بس ياريت تكون القصة طويلة شوية مش كم فصل و خلاص

أنا كبرت الخط ... شوفيها كده تمام؟؟؟

الله يسلمك حبيبتي

ألف شكر لك

katia.q 09-06-11 09:36 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عهد amsdsei (المشاركة 2772347)
السلام عليــكم

الله يسلمك حبيبتي المشرفة الجديدة كاتيا

لائقة عليك المشرفة كاتيا

ياللا كلنا راح نتابع الدكتور بس ياريت تكون القصة طويلة شوية مش كم فصل و خلاص

أنا كبرت الخط ... شوفيها كده تمام؟؟؟

الله يسلمك حبيبتي

ألف شكر لك

ألف شكر عيوني
الخط تمااااام
وكلمة مشرفة طالعة منك زي العسل هههه
وأنا كمان نفسي تكون طويلة بقي المرة دي ولو ان هنتعبك معانا بقي معلشي
ويسلمووووووا مرة تانية

عهد Amsdsei 10-06-11 12:36 AM

لا .......... لا تعب ولاحاجة

أنا بجد مشتاقـــة لقصة جديدة

ياريت حد يقول لنا أخبار معرض الكتاب إيش ؟؟؟

saraahmed 12-06-11 02:39 AM

thannnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnkssssssss sssssssssssssssssssss

عهد Amsdsei 13-06-11 12:35 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة saraahmed (المشاركة 2774182)
thannnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnkssssssss sssssssssssssssssssss

السلام عليكم

يا هلا سارة .... كيف حالك ؟؟

العفو .. تابعي معانا الد. أحمد ....

سلااااااام

عهد Amsdsei 17-06-11 09:40 AM

السلام عليكم

الفصل الثانـــــــــــي

***********************

نادي أعداء مصاصي الدماء (2)

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13082963511.jpg
مشهد الفتى على الدراجة كان يشبه لقطة من فيلم "إي تي"

جيريمي لم يكن يعتقد بوجود مصاصي الدماء..

كانت خبرته الوحيدة عنهم هي هؤلاء القوم من ذوي العباءات السوداء الذين يفحون كالثعابين في أفلام الرعب. وكان رأيه هو أنهم أقرب للسخف.

في العام 1974 بينما الولايات المتحدة تهتز بفضيحة ووترجيت، كانت سلطة الدولة تهتز والثقة بين المواطن الأمريكي ورئيسه تتزعزع.. للمرة الأولى يحدث هذا الطلاق بين الناخب والحكومة، وبدا أن الحكومة الأمريكية لم تعد تلك الحكومة القوية الأمينة التي كان الناس يظنونها في الخمسينيات.. إنها قادرة على خداع الناس والكذب.. الكذب بقوة..

في هذا الوقت كان جيريمي الشاب العامل في متجر البقالة يمارس حياته.. لا يهتم كثيرًا بشئون بالسياسة ولا يعنيه من يحكم الولايات.. يبدو كـ"هيبي" بشكله وشعره لكنه لا يحتج على أي شيء..

ربما بدأ كل شيء في ذلك اليوم الذي طُلِب منه فيه توصيل بقالة لبيت في الضاحية التي يقيم بها.. كانت التاسعة مساء والمشوار كان طويلاً على الدراجة..

الطقس صيفي جميل يوحي بالحب.. أو الحنين للحب. أو الحزن؛ لأنك لا تجد الحب.. المهم أن هناك حبًا في الموضوع!

القمر كبير يحتل السماء.. يوشك ألا يترك أي مكان فارغ من حوله.. السماء كلها قرص قمر كبير أحمر، ولا شك أن مشهد الفتى على الدراجة كان يشبه لقطة من فيلم "إي تي"، لكنه لم يكن قد خطر على ذهن مخرجه بعد..

أخيرًا بلغ المنزل الذي وقف وحيدًا وسط التلال المظلمة.. كانت هناك نافذة مضاءة وحديقة غير مهندمة.. لم يكن المشهد محببًا، لكن جيريمي في ذلك الوقت لم يكن يعتقد بوجود مصاصي الدماء.. لم يكن يعتقد بوجود شيء على الإطلاق.. لا يوجد خطر أكثر من عصابات الشباب في المنطقة..

مسز جونز هي التي اتصلت..

مسز جونز هي التي طلبت البقالة..

كانت هناك أغنية شهيرة تقول: "أنا ومسز جونز نتقاسم هذا الشعور.. نعرف أنه خطأ لكنه شعور قوي جدًا.."

راح يدندن هذه الأغنية بصوت خفيض وهو يقرع الجرس..

ومن الداخل جاء الصوت الناعم المنوم:
ـ "ادفع الباب وادخل!"


********************

انحنى "ك" يتفحص المعصم..
كان هناك هذان الثعبانان اللذان يلتفّان حول بعضهما وكل واحد يلتهم ذيل الآخر.. وشْم جميل جدًا..

قال "ك" وهو يتنفس بصعوبة بسبب الحر والقناع السميك:
ـ "هذا جديد.. لم أره من قبل.. يبدو كأنه شعار تعارف جديد بينهم.."

ـ "فلنفحص باقي الجثث."

وراح الرجال يفتشون.. لم يكن الوقت كافيًا إلا لرؤية معصمين قبل قدوم الشرطة..

صوت السرينة من بعيد.. فلنسرع..


http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13082963512.jpgمسز جونز كانت تجثم فوقه تمسك بموسى الحلاقة وتضحك في جنون






حمل أحدهم الفتاة التي لم تعد ساقاها تصلحان لحملها، وحمل آخر جثة زميلهم..

هناك من أفرغ عدة زجاجات من الكيروسين وأشعل لهبًا.. لا شيء كالنار يخفي التفاصيل.. لا شيء كالنار يجعل معرفة ما دار مستحيلة..

كانت السيارات الفان تقف هناك تحت الأشجار، وسرعان ما امتلأت.. كان السائقون يعرفون ما ينبغي عمله، وسرعان ما انطلقت السيارات إلى طريق جانبي..

سوف يجد رجال الشرطة مذبحة عجيبة.. ولن يعرفوا السبب أبدًا..

سوف نقيم الليلة حفل تأبين لجوناثان.. ليس من السهل أن يموت المرء وهو يقاتل مصاص دماء، لكن جوناثان فعل هذا.. فلينل تكريمًا عظيمًا..

كان "ك" مشغولاً..

كان يمسك بمفكرة ويرسم على صفحاتها بخط سريع كروكيًا لا بأس به لشعار الثعبانين الذي رآه.. وقال مفكرًا:
ـ "جماعة الثعبانين المتصارعين! اسم موحٍ!"


********************

عندما دخل جيريمي البيت سمع مسز جونز تقول من مكان ما:
ـ "أنا في الحمام.."

خفق قلبه.. يبدو أن الأغنية صادقة أكثر من اللازم..

ـ "أرجوك أن تضع البقالة على المنضدة وتنتظر.."

كان البيت من الداخل شبه مظلم.. لا ينيره سوى مصباح واهن في السقف، وهناك أثاث قليل جدًا.. ثمة رائحة غامضة لن ينساها للأبد..

وضع البقالة كما طلبت، ووقف ينظر للجدار..

كانت هناك لوحة معقدة مليئة بالتفاصيل تمثل وجهًا بشريا يتمزّق.. يصرخ..

بدت له لوحة غريبة فعلاً كي يعلّقها المرء! وتوقف أمامها وقتًا طويلاً.. كانت هذه هي اللحظة التي انغرست فيها الإبرة في عنقه. سقط على الأرض وهو يجاهد لاستخراجها، وهنا أدرك أن مسز جونز تجثم فوقه.. وأنها قوية جدًا وأن أنفاسها كريهة الرائحة وأن شكلها لا يريح بتاتًا..

فيما بعد عرف رجال الشرطة أن المحقن كان يحوي منومًا قويًا هو الباربيتيورات قصيرة المفعول، لكن ما لم تعرفه مسز جونز هو أن جيريمي مدمن مخدرات.. مدمن مخدرات بشدة وهو طراز شائع بين الشباب في ذلك الوقت، وكانت لهذا الوضع المؤسي مزية واحدة هي أن المخدر في المحقن لم يؤثر فيه بتاتًا..

عندما جثمت فوق صدره كانت تضحك في جنون، وكانت تمسك بموسى كموسى الحلاقة، وتبحث عن وريد رقبته.. هنا استطاع أن ينزع الموسى منها ويلقي بها أرضًا ويقتلها بعد جهد جهيد..

ولا بد أنه استغرق شهرًا حتى بلغ الباب وهو يصرخ.. ولما استطاع ركوب دراجته راح يصرخ باحثا عن أي رجل شرطة..

وفي المستشفى قابله رجل غريب..

أخبره هذا الرجل أن مصاصي الدماء موجودون...


يتبع



صوفيا لينجوود 22-06-11 01:12 PM

تسلم ايدك ياقمر مشكووووورة

عهد Amsdsei 22-06-11 03:42 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صوفيا لينجوود (المشاركة 2786633)
تسلم ايدك ياقمر مشكووووورة

السلام عليكم

العفو أختي صوفيا ...

الله يسلمك

زهرة المكان 22-06-11 04:40 PM

اعشق روايات مصاصي الدماء يا ترى متى راح تكملوا الرواية وشكراااا:55:

عهد Amsdsei 22-06-11 04:45 PM

السلام عليكم

أهلا أختي ...

و أنا كمان باحبها جدا جدا

بس انزال الرواية حسب إنزالها مع الموقع

اللي بيتعامل معاه الدكتور

هي المفروض ينزل فصل كل أربعاء ... أحيانا تزيد المدة و أحياناً لأ

هانشوف المرة دي

عهد Amsdsei 23-06-11 07:43 PM

لسلام عليكم

الفصل الثالث ........

***********************

نادي أعداء مصاصي الدماء (3)

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13088508551.jpg
الرجل الغريب الذي جاءه في المستشفى غيّر الكثير من المفاهيم
جيريمي لم يكن يعتقد بوجود مصاصي الدماء..

لكن ذلك الرجل الغريب الذي جاءه في المستشفى غير الكثير من المفاهيم، وبالتأكيد لم يعد واقفًا على ذات الأرض السابقة.

كان الرجل يضع شاربًا كثًا ويلبس نظارة سوداء، وفيما بعد عرف جيريمي أن هذا المظهر الغريب سببه ببساطة أن كل هذا تنكر.. لا توجد شوارب مستعارة متقنة أبدًا لو أردت رأيي..

كان هذا هو (ك) كما رآه أول مرة.. وسوف يعرف فيما بعد أنه يتخذ أسماء كثيرة لكن في كل مرة يبدأ الاسم بحرف (ك)..

في استقبال المستشفى كانوا يفحصون جيريمي ويتأكدون من أن المحقن لم يؤذه، عندما دنا ذلك الرجل منه وحياه.. وقال وهو يجلس جواره على طرف المحفة:

ـ"اسمي (كيث).. عرفت من الشرطة قصتك.. أنت تعرف كما أعرف أن من هاجمتك مصاصة دماء.. مندهش؟ هذا من حقك.. لكن دعني أؤكد لك أن مصاصي الدماء لا يدخلون من النوافذ على شكل وطاويط، ولا يغرسون أنيابهم في عنقك.. إنهم يحقنونك بمنوّم ثم يُحدثون جرحًا في عنقك بالموسى ويشربون دمك كله.. لا تصدق؟ ليكن.."

ثم أخرج بطاقة عليها رقما هاتف وقال:

ـ "إذا رغبت في مساعدتي على إبادة هؤلاء القوم فلتتصل بي".


***********

عندما اتصل جيريمي بعد أيام بكيث وتم اللقاء، عرف أشياء كثيرة..

هناك وباء حقيقي من مصاصي الدماء يجتاح الولايات..

كان السبب هو عقار مسكّن قيل إنه آمن وفعال، ويدعى (نرفونورم)..

ـ "عندما طرحت الحكومة الأمريكية ذلك العقار في السوق، فإنها تجاهلت تقارير الأمان الدوائي، والسبب هو الكفة الراجحة لشركات الأدوية العملاقة"

كان جيريمي على استعداد لتصديق هذا الكلام طبعًا.. هذه أعوام ووترجيت حيث صار الجميع يشك في الحكومة. لو قيل للمواطن الأمريكي إن الحكومة تعصر الأطفال لتصنع منهم مربى فلسوف يصدق! وعلى كل حال يعرف أي أمريكي قصة عقار الثاليدومايد اللعين الذي جاء للوجود بجيل من الأطفال بلا أذرع ولا سيقان..

- "لم يهتم أحد بكون عقار (نرفونورم) يسبب نوعًا حادُا من داء البورفيريا.. البورفيريا ذلك المرض الذي يؤدي إلى اختلال تمثيل الحديد في الجسم. المرض الذي كانوا يطلقون عليه (داء الرجل الذئب) في الماضي. والنتيجة هي مصاص دماء افتراضي لا يتحمل الشمس ولا يطيق الحياة من دون شرب دماء.. إن هؤلاء القوم ينتشرون يومًا بعد يوم.. صارت لهم أحياؤهم وحاناتهم وشعائرهم شبه الدينية.. المشكلة أنك لا تعرفهم أبدًا إلا عندما يموت واحد منهم برصاصة فضية فيخرج دخان كثيف من جسده.. هذه ظاهرة لم نعرف تفسيرها العلمي بعد.."

قال جيريمي في حيرة وهو مستعد لأن يفر لو شك في أن الرجل يكذب:

ـ "ولماذا أنا بالذات ؟"

قال (ك) وهو يشعل لفافة تبغ:

ـ "نحن مجموعة من الرجال ننفذ القانون بأيدينا.. Vigilante.. نحن نقتل مصاصي الدماء، ونحاول أن نفضح الحكومة وما فعلت مع ذلك العقار.."

ـ"وهل هذا العقار ما زال في السوق؟"

ـ "لا .. لقد سحبوه، لكن ما زالت كميات منه متوارية وكميات تهرّب.. إن مصاصي الدماء بحاجة إلى الكثرة.. والكثرة تعني القوة.. نحن كذلك نحاول أن نكون كثيرين.."

ـ "كم عددكم ؟"

ـ "لا تعليق.."

- "وكيف تختارون الأعضاء؟"

- "طريقة اختيارنا للعضو الجديد هي أن يكون قد التحم مع مصاص دماء وظل حيًا. لهذا لدينا شبكة ممتازة في الإسعاف والشرطة.. نعرف بالضبط أين وجد مصاص دماء وماذا فعل.. وبالتالي نقصد الناجي ونعرض عليه أن يكون بيننا.. أنت نموذج ممتاز لهذا.."


http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13088508552.jpgتساءل جيريمي: "وماذا يرغمني على ذلك؟"




تساءل جيريمي:

ـ "وماذا يرغمني على ذلك؟"

ـ "لا أحد يرغمك.. لا شيء.. فقط نحن نعتقد أن من يمر بتجربة مواجهة مصاص دماء لا يرغب في أن يمر بها شخص آخر.. رهاني هو أنك ستقبل في النهاية.."

ـ "وإن لم أفعل.."

ـ "يجب أن تلاحظ أن هذا ليس اسمي ولا شكلي ولا مكاني ولا أرقام هاتفي.. في اللحظة التي ترفض فيها سأذوب تمامًا.."

ـ "افترض أنني حاولت أن أجدكم"

قال (ك) باسمًا، وابتسامته ليست حدثًا هينًا:

ـ "في هذه اللحظة تكون قد أعلنت عداوتك لنا، وسوف نعاملك كما نعامل مصاصي الدماء"

وبعد تردد لم يطل وجد جيريمي نفسه ينضمّ للجماعة التي تطلق على نفسها "نادي أعداء مصاصي الدماء". أو
VLC .. Vampire Loathers’ Club

كانت هناك إجراءات انضمام.. لكنها رسمية جدًا ومتحضرة جدًا لم تُرض خياله، ولم تشبه الطقوس الماسونية في شيء.. ثم التدريبات البدنية الصارمة التي تتم في بيت في الضواحي، ودروس الرماية..

عرف بعض الرجال وليس جميعهم طبعًا.. وعرف أن فرصة الحديث الطويل الحميم مع (ك) لن تتكرر ثانية؛ لأن (ك) أكثر غموضًا وخطرًا مما خيل له.. (ك) يظهر من حيث لا تدري ويختفي حيث لا تدري.. (ك) يبدو أنه يسمع خواطرك.. (ك) يبدو كأنه محصن ولا يموت..

وكان (ك) يعرف دائمًا أين يكون مصاصو الدماء وماذا يعملون..

وكان يقول للرجال:

- "أية معلومات تتسرب عنكم خطر عليكم وعلى أسركم.. سوف يحاول هؤلاء الانتقام أو الضغط عليكم. إن السرية هي الضمان الوحيد للأمان."


***********

هكذا جرت الأمور..

حتى تلقى الجميع رسالة مقتضبة من (ك)..

ـ "جماعة الثعبانين المتصارعين تسافر خارج البلاد بأعداد كبيرة.."

ثم بخط غليظ كتب:

ـ "يتجهون جميعًا إلى أحد بلدان الشرق الأوسط.. كل الدلائل تشير إلى أنهم يتجهون إلى مصر..!"

يُتبَع





e.m.gh 30-06-11 05:31 AM

رواية اكثر من رائعة بننتظرها بفارغ الصبر

عهد Amsdsei 30-06-11 11:53 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة e.m.gh (المشاركة 2795784)
رواية اكثر من رائعة بننتظرها بفارغ الصبر

مشكور أخي

و قريب هاينزل الفصل الرابع


عهد Amsdsei 03-07-11 03:21 PM

السلام عليكم

الفصل الرابع

******************

نادي أعداء مصاصي الدماء (4)


http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13096992431.jpg
يمكنك أن ترى هنا أو هناك جثة معلقة جففتها الشمس (رسوم: فواز)


يرى كثير من المهتمين بتاريخ مصاصي الدماء أن الأسطورة وُلِدت في مصر بالذات.

كان المصريون يعبدون معبودة شنيعة اسمها "سخمت".. لا شك في أنك تعرفها.. المرأة ذات رأس الأسد والمزاج المتقلب.. وكانت المهمة الرئيسة لـ"سخمت" هي الحرب. إنها مارس إله الحرب الفرعوني.. لكن كانت لـ"سخمت" مهمة أخرى شديدة التعقيد؛ هي أنها المسئولة عن توزيع الصحاري في مصر بأنفاسها.. ظريف جدًا أن تتنفس فتولد الصحراء.. كما أنها كانت مسئولة عن طمث النساء..

في الوقت ذاته كانت "سخمت" مولعة بشرب الدماء. الدماء البشرية طبعًا..

تحكي إحدى الأساطير عن قيام الناس بتوزيع آلاف الأوعية التي تحوي مزيجًا من المخدرات والبيرة والدم في طريقها.. وقد قامت بشرب كل هذه الكميات فبدأت تهدأ قليلاً.. ورقصت وانتشت..

الخلاصة على ما يبدو هي أن أول مصاص دماء يوصف بدقة في التاريخ البشري هو "سخمت"، والأسطورة تقول إن من جعلها كذلك هي "ليليث".. "ليليث" مصاصة الدماء العبرية الشهيرة، لكن المرء يميل بشدة إلى أن هذا نوع من التلفيق اليهودي المعتاد؛ حيث يحشر اليهود تاريخهم في كل شيء..



*******************

لم يكن أحد من الرجال يفكر في هذا عندما مضوا في شوارع القرية الخالية..

كانت القرية مهجورة منذ عقود، فلا يدخلها سوى العواصف الرملية.. وكانت العقارب تمرح بحرية تامة، كما أن هناك الكثير من الأعشاب الصحراوية الجافة التي تذروها الريح والصبار..

لكن الجميع كانوا يعرفون أن مصاصي الدماء اختاروا هذه القرية للعودة بفرائسهم أو التخطيط لعملياتهم. فقط لا يوجد أحد منهم الآن.. هذا مؤكد..

(ك) كذلك كان يحب أن يلتقي برجاله في ذات القرية.. إنها خارج القانون وخارج التاريخ..

يمكنك أن ترى هنا أو هناك جثة معلقة جففتها الشمس وتسلت عليها العقبان، فلا تعرف أبدًا إن كانت جثة مصاص دماء أو واحد من أعداء مصاصي الدماء..

الحانة..

ركل أحد الرجال الباب العتيق الذي ينفتح وينغلق على طريقة "جناح الخفاش"، فتطاير الغبار.. ثم سلط الرجال كشافاتهم على جوانب المكان وعلى السقف.. تعلم أن تنظر للسقف دائمًا كلما دخلت مكانًا جديدًا.. من نسوا هذه القاعدة لم يظلوا أحياء طويلاً.

هناك كان (ك) يقف خلف البار في مكان الساقي، وكان يضع مصباحًا صغيرًا أمامه.. هذه المرة كان يلف رأسه بالأربطة كالمومياء.. وكان اسمه "كالفين" اليوم..

ـ "هل جاء الجميع؟"

ـ "لا.. هناك سيارة لم تصل بعد.."

نظر لساعته وأطلق سبة ثم قال:
ـ "لن نستطيع البقاء هنا للأبد.. سوف نبدأ الاجتماع.."

كان المشهد مهيبًا رهيبًا إذ تناثر الرجال على المناضد المتهالكة المغبرة التي مرت عليها عدة عقود بلا استعمال، وفوق كل منضدة وضعوا مصباحًا صغيرا يُخفي أكثر مما يُظهر.. بينما وقف عدة رجال حول كل مداخل المكان وهم يحملون أسلحتهم في أوضاع احترافية لا تأتي من هواة أبدًا..

قال (ك) وهو ينظر لرجاله في الظلال:
ـ "كما قلت لكم، فقد أطلق مصاصو الدماء على أنفسهم اسم "جماعة الثعبانين المتصارعين".. وصار لهم وشم مميز على المعصم.. هذا يجعل البحث عنهم أسهل.. حتى لو لم تروا الوشم، فلماذا يحرص رجل على أن يلبس كمّين طويلين في الصيف والحر؟ هذا يضيّق الدائرة.. "


http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13096992432.jpgالأمريكيون الخمسة يخفون عيونهم وراء نظارات سوداء (رسوم: فواز)






ثم أضاف وهو ينظر إلى أوراقه:
ـ "هناك نوع من السفر المنتظم إلى أحد بلدان الشرق الأوسط، وهو مصر على الأرجح.. إن هؤلاء القوم ذاهبون إلى مناسبة ما، وعلينا أن نعرف هذه المناسبة.. تخميني الخاص هو أن الأمر يتعلق بالربة "سخمت" التي كان المصريون القدماء يعتبرونها إله الحرب، ويرى كثيرون أنها أول مصاص دماء في التاريخ.. هناك لون من الطقوس لا شك فيه.."

ثم نظر في الظلام من حوله وتساءل:
ـ "نحن لا نعمل حسب قواعد ديمقراطية، بل نحن أقرب إلى وحدة عسكرية تنفّذ ما يطلب منها.. لكن القرار في هذه المرة سيكون صعبًا ويحتاج إلى عدة رءوس.. هل نرسل مجموعة منا إلى مصر؟"



*******************

كان عفيفي المرشد الشاب لا يشعر براحة لدى تعامله مع هؤلاء القوم..

كان قد تعامل مع أمريكيين كثيرين، ويعرف جيدًا أنهم قوم ظرفاء أقرب للبشاشة، لكنه لم يحبّ هذه المجموعة من الأمريكيين الخمسة الذين جاءوا للسياحة.. والذين يقيمون في فندق بالأقصر..

إنهم يخفون عيونهم دومًا وراء نظارات سوداء، ووجوههم متصلبة مليئة بالتجاعيد.. شعرهم منتصب يذكّرك بأشواك القنفذ.. كذلك هم لا يفهمون الدعابة أبدًا..

لكن العمل هو العمل، ولا مجال للمزاح في أمور كهذه..

لاحظ شيئًا غريبًا آخر، هو أنهم جميعًا تقريبًا يحملون نفس الوشم على المعصم.. لم يتح له أن يدرسه بدقة، لكنه يذكّرك بالثعابين.

فقط في السهرات كان هناك جو من المرح، وقد أعطاه أحدهم بعض أقراص الفاليوم.. ولم يكن عفيفي من الذين يرفضون المخدرات لذا ابتلع بعضها.. تغلّب على نفوره الطبيعي منهم وجرّب القرص..

بعد يومين أعطوه قرصًا آخر غريبًا، وخطر له أن يجرب أحدث ابتكارات الكيمياء القادمة من بلاد الفرنجة..

كانت النتيجة تفوق الخيال فعلاً..

قال له واحد من هؤلاء القوم:
ـ "لو وجدت زبائن لهذا الصنف فلسوف نكافئك بسخاء."

سأله عفيفي عن اسم هذا العقار الفريد، فقال:
ـ "هذه أشياء لا تقال.."

لكن عفيفي على كل حال تفحص القرص جيدًا، ثم استخدم عدسة ليقرأ الحروف المنقوشة عليه فقرأ لفظة "نرفونورم".. "نرفونورم"؟ لم يسمع قط عن مخدر بهذا الاسم، لكن عنوانه يوحي بأنه يعيد اتزان الجهاز العصبي.. ليكن.



*******************

كانت نتيجة التصويت قاطعة..

لا شأن لنا بهؤلاء الذين ذهبوا إلى مصر.. لا نملك الموارد للسفر، ولو سافرنا فلن نجدهم.. إن مجال عملنا في الولايات وسيظل كذلك..

قال (ك) وهو يجمع أوراق التصويت التي اتخذت شكل كومة قصاصات على المنضدة:
ـ "إذن سوف نفترق.. ونلتزم بنفس أسلوب العمل القديم.."

هنا سمع الجميع صوت زجاج يتهشم، فلم يصدق أحد أنه ما زال هناك زجاج في هذا المكان.

يبدو أن هناك نافذة. وأن هناك من اقتحمها..

يُتبَع




عهد Amsdsei 15-07-11 08:25 AM

السلام عليكم

الفصل الخامس

*************************

نادي أعداء مصاصي الدماء (5)


http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13107110131.jpg
وثب المسخ على ظهر أحدهم فأنشب أنيابه في قفاه (رسوم: فواز)


عندما نهض ذلك الشيء أدركوا أنه يبدو بشريًا..

فقط كان أضخم من اللازم، وفي عينيه نظرة نارية مخيفة. وعندما نهض وسط الزجاج المهشم أدرك الرجال أنه ليس طبيعيًا، وأن فرصتهم في القضاء عليه واهية..

ـ "الرصاص..! الطلقات الفضية..! لا تدخروا!"
كذا صاح (ك) ولم يكن الرجال ينتظرون أوامره على كل حال..

انهمرت الطلقات على هذا المسخ.. لكنه كان يتلوى وينهض ويتحرك بين الرجال بحرية تامة. ثم إنه وثب على حلق أحدهم فمزقه، ووثب على ظهر آخر فتعلق به، وأنشب أنيابه في قفاه.. بالطبع مزقت الطلقات هذا الحمال البائس..

(ك) -الذي اسمه كالفين اليوم- كان يراقب الموقف في توتر، حيث وقف في وضع متحفز خلف البار. في كل لحظة كان يدرك أن هناك تطورًا غير مسبوق.. لكنه على الأقل كان يختلف عن الرجال في أنه يعرف ما يدور حقًا ويعرف ما هذا..

جانجريل.. لقد صار مصاصو الدماء يضمون بين ظهرانيهم جانجريل!


*******************

بدأ عفيفي يرتاب في الأمر عندما دخل السينما مع خطيبته.. وقد ظلت خطيبته (منى) جالسة تقزقز اللب لمدة نصف ساعة..

ثم اضطرت (منى) للذهاب إلى الحمام.. هكذا نهضت.. ولم يكن أخوها معهما في تلك الليلة؛ لأن الأهل بدأوا يعاملونهما كمتزوجين فعلاً.. تركت (عفيفي) في مقعده كما هو، ومضت تشق طريقها في الظلام إلى شارة EXIT الظاهرة بلون أحمر، ثم إلى الباب الذي رسمت عليه فتاة..

عندما عادت ضلت طريقها بين المقاعد لأن أحداث الفيلم كانت في الليل فقط.. كاتب السيناريو الأحمق صمم أن يجعل اللقطة (ليل– خارجي) وهي في الحمام! مضت تشق طريقها وهي تحاول ألا تكسر ساقها.. دور السينما من هذا الطراز ليست بها أضواء أرضية.. هكذا راحت تتحسس طريقها وهي تسب وتلعن..

فجأة رأت الجمرتين..

كانتا جمرتين ملتهبتين فعلاً.. لكنهما على ارتفاع متر عن الأرض.. خيل لها للحظة أنهما عقبا سيجارتين، لكن من الغريب أن يشعل اثنان سيجارتين متقاربتين لهذه الدرجة.. ثم إنها لا ترى أي دخان..

أخيرًا أشرق النهار في الفيلم وغمر الضوء الصالة..

عندها انطفأت الجمرتان.. وأدركت (منى) أنها في مكان متقدم عن مكان (عفيفي)، وأنها كانت تنظر للخلف بحثًا عنه.. لقد انطفأت الجمرتان..
وعندها فهمت أنهما عينا خطيبها!


*******************
قالت (منى ) لأختها فيما بعد:
ـ "لم يكن هناك أي انعكاس من الشاشة عندما حدث هذا.. من أين جاء ذلك الوهج في عينيه؟! أكاد أقسم أنهما كانتا تشعان النور ولا تعكسانه.."

قالت أختها في ضيق:
ـ "لو كان هذا ما تقصدين بغرابة الأطوار، فأنت تضيعين وقتك ووقتي.."

ضمت أصابعها في شكل قمع بمعنى (اصبري).. وأردفت:
ـ "انتظري قليلاً.. الأمور ليست بهذه البساطة.."


*******************
http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13107110132.jpgكانا يمشيان في وسط المدينة ويبدو أنه كان منهمكا في الكلام (رسوم: فواز)






ازدادت الأمور غرابة في ذلك اليوم الذي خرجت فيه معه؛ يشتريان بعض لوازم البيت.. هناك أشياء عجيبة تثب إلى ذهنك فجأة.. سلة المهملات.. أهم جزء في البيت لا تتذكره إلا بعد فوات الأوان.. ماذا عن الملاحات؟

كانا يمشيان في وسط المدينة وسط الزحام، ويبدو أنه كان منهمكا في الكلام حتى لم يرَ تلك الدراجة البخارية التي تندفع نحوه.. في اللحظة التالية تلقى ضربة قوية على مؤخرة ظهره.. ربما أسفل عنقه كذلك...

صرخت (منى) ونظرت نحو راكب الدراجة.. كان ينطلق الآن بأقصى سرعة مبتعدا نحو نهاية الشارع ليغيب وسط الزحام..

فيما بعد قال الشهود إن لوحة أرقام الدراجة البخارية كانت ممسوحة، ومن المستحيل قراءة ما عليها..
لم تستغرق (منى) وقتًا مع هذه التفاصيل، لأنها ركعت جوار خطيبها صارخة.. تجمع الناس حولهما.. الفتى يئن ألما، وقد سقط على الأرض.. لقد انفتح زر قميصه وهذا شيء نادر.. يمكنها أن ترى بطنه..

للحظة خيل لها أنها ترى فراء.. ليس شعرًا كثيفًا بل فراء..

نعم.. دقيقة.. هي ليست طفلاً.. عرفت طفلاً يصر على أن ما يغطي القط هو ريش، لكنها لن ترتكب هذا الخطأ.. ما رأته هو بقعة صغيرة بحجم الكف ينمو فيها فراء بني اللون كثيف..

في الثانية التالية امتدت يده لتغلق الزر وعاد يئن.. الغريب أنه كان سليما.. منهكا لكنه سليم.. نهض يتحسس عنقه وأطلق بعض عبارات السباب على هذا المجنون..

ـ "الشوارع لم تعد آمنة. أولاد الحرام في كل مكان.."
قالها أحد الواقفين متعصبا..

سألته وهي تساعده على النهوض:
ـ "هل أنت بخير؟"

قال الرجل المتحمس:
ـ "مستحيل.. لقد سمعت صوت الضربة.. لا بد أن شيئًا تهشم.."

لكن (عفيفي) قال في حزم:
ـ "أنا بخير.. لا تقلقوا.. لم تحقق الضربة هدفها."

ثم نهض وقد بدا مذهولا من كل هذا الزحام وقال لها آمرا:
ـ "فلنذهب.."

وسرعان ما ابتعدا وسط ذهول الناس.. فقط سمعت الرجل إياه يكرر:
ـ "سبحان الله! سمعت الضربة فحسبت أن عنقه طار عن كتفيه، وها هو ذا يمشي على قدميه!"
ـ "الأعمار بيد الله."

كانا قد ابتعدا بما يكفي فسألته في قلق:
ـ "متأكد من أنك لا تحتاج للذهاب إلى المستشفى؟ يقولون إن إصابات الرأس هذه قد ينهض منها المصاب شاعرًا بأنه بخير، ثم يكون الارتجاج الذي يظهر بعد ساعات.."

قال في ضيق:
ـ "أنت لست طبيبة وأنا كذلك.. دعينا نتصرف على أساس ما نراه.. أنا بخير.

يُتبَع



عهد Amsdsei 23-07-11 12:23 PM

السلام عليكم


يعتــــــــــــــــذر الدكتور أحمد خالد توفيق

عن إصدار الفصل الإسبوعي من رواية

نادي أعداء مصاصي الدماء

و سوف يستكمل بقية الفصول في الإسبوع القادم

شكـــــــــــراً لكم

عهد Amsdsei 14-08-11 08:08 PM

السلام عليكم
نادي أعداء مصاصي الدماء (6)

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13133452021.jpg
(ك) كان يشعل لفافة تبغ بدا مظهرها غريبًا من بين الأربطة (رسوم: فواز)


عادت تسأله في إلحاح وهي ترتجف:
- "لماذا ضربك؟".

- "لا أعرف..".

- "لقد كانت ضربة مُحكمة خطط لها من قبل.. لا تقل لي إن هذه مصادفة..".

قال بضيق يتزايد:
- "ابن حرام كما قال ذلك الرجل..".

- "أولاد الحرام لا يجوبون الشوارع بدراجات بخارية يضربون الأبرياء على رءوسهم.. هذا الرجل يعرفك وأراد إيذاءك..".

- "وأنا بلا أعداء.. ليست لدي أدنى فكرة عن شخصه ولا غرضه..".

*************

قال (ك) لرجاله:
- "لن نقدر على تجاهل الحقائق للأبد.. ما رأيناه في هذه القاعة، وما قتلناه ومزق بعضنا كان (جانجريل).. إن هؤلاء القوم يتبدلون بسرعة..".

(جيريمي) كان أول مَن حطم نطاق الصمت فسأل:
-"ما هو الجانجريل؟".

لم يكن جيريمي يخشى أن يبدو غبيًا؛ لذا كان يظفر بالإجابات كلها..

قال (ك):
- "الجانجريل GANGREL نوع من مصاصي الدماء يفضل الأماكن المقفرة، ولهم قدرة فائقة على تغيير الشكل إلى ذئب أو وطواط.. إنهم يحبون معاشرة الحيوانات الضارية؛ لأن هذا يناسب طبيعتهم أكثر؛ مع الوقت ينمو لهم شيء حيواني مثل عين القطة أو الفراء أو أذن الوطواط.. معنى ذلك أن هناك واحدًا منه ضمن (جماعة الثعبانين المتصارعين) إن هناك تطورًا لا شك فيه.. إن الجانجريل أقوى كما لاحظتم".

- "وماذا نفعل؟".

فكر (ك) للحظات وهو يعيد ربط لفافات المومياء حول عنقه.. وقال:
- "سوف نقبع هنا وننتظر..".

- "من أين جاء هؤلاء الجدد؟".

قال (ك) وهو يشعل لفافة تبغ بدا مظهرها غريبًا وهي تبرز وحدها من بين الأربطة:
- "بدأ كل شيء مع تلك الهجرة إلى مصر.. عدد منهم ذهب إلى مصر، ونحن لا نعرف على وجه التحقيق ما يدور هناك؛ لكن الدلائل تخبرني بأنهم يجمعون آثار (سخمت).. تقول القصة إن الفراعنة حاولوا الثورة ضد رع وهو ما دفعه للانتقام.. هكذا أرسل لهم (سخمت) المخيفة التي لها رأس لبؤة، والتي راحت تبحث عن كل مَن يحمل في قلبه حلمًا شريرًا أو يفكّر في أشياء تغضب رع.. كانت طريقتها للعقاب هي شرب الدم.. عندما قررت الآلهة أن العقاب كافٍ كان من المستحيل أن توقف (سخمت) عند حد.. لقد أدمنت دم البشر.. قرر رع أن يتصرف.. فأعد لها مشروبًا مسكرًا قويًا مزج بالدم، وأمر بأن يسكبوه في طريقها؛ بينما هي عائدة. رأت ما حسبته دمًا فشربته في نهم فسكرت ولم تعد تفكّر في مص دماء البشر. البعض يعتبر هذه القصة أكذوبة؛ بمعنى أن الفراعنة لم تحكِ عن شيء كهذا..

- "عامة لا بد لكل من يهتم بتاريخ مصاصي الدماء أن يبدأ بمصر.. واعتقادي الخاص أن هؤلاء القوم وجدوا شيئًا له تأثير سحري.. إذن هي قوتهم التي استمدوها من العقار مع تأثير سحري مجهول، والنتيجة هي هذا التطور.. إن VLC تواجه تحديًا حقيقيًا.."

تبادل الرجال النظرات في رعب.. ترى ماذا يدور في مصر بالضبط؟


http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13133452022.jpg

كان صمويل يلبس نظارة سوداء سميكة تحجب عينيه (رسوم: فواز)




*************

- "كل خير"
قالها عفيفي لمنى وهو يناولها ذلك القرص وعيناه تلمعان..


قالت في ضيق:
- "أنت تعرف أنني لا أتعاطى أي شيء.."


قال وعيناه تلمعان أكثر:
- "ثقي بي.. لم أحاول قط أن أقدّم لك عقاقير.."


تأملت القرص غريب الشكل.. واستطاعت بصعوبة أن تقرأ حروف كلمة (نرفونورم).. لديها قسط معقول من اللغة الإنجليزية يجعلها تعرف ذأن هذا مهدئ غالبًا أو دواء للجهاز العصبي..

قال لها مرغبًا:
- "سيقدم لك نومًا لم تحلمين به قط.."


كوّرت كفًّا متشائمة متوترة على القرص.. ثم قررت أن عفيفي لن يرغب في إيذائها.. هي سوف تعطيه حياتها كلها فكيف لا تبتلع قرصًا يقدمه لها؟

ولم تعرف منى أنها ليست أول من يجرب القرص.. هناك عشرة قد ابتلعوه الآن وطلبوا المزيد.. ولم تعرف كذلك أن عفيفي يملك مشاعر مختلطة تجاه هذا القرص.. تارة يحبه لأنه يمنحه نشوة لا حد لها، وتارة يمقته لأنه يسيطر على روحه..

دعك من هؤلاء الأمريكيين الذين جاءوا إلى القاهرة اليوم بعد أن أنهوا مهمتهم في الأقصر.. هو قدم لهم خدمات عظيمة ومهمة جدًا؛ لكنه لا يذكر حرفًا مما قام به!

في المرة الأخيرة قابل المستر (صمويل) في تلك الكافيتريا في وسط البلد.. كان صمويل يلبس نظارة سوداء سميكة تحجب عينيه، وكان يلبس كُمّين طويلين كعادته، مؤخرا أعطاه المزيد من هذا العقار الثمين، وطلب منه أن يستعد لزيارة معبد مهمّ في الفيوم..

قال عفيفي إنه ممتن للرجل؛ لكنه بالفعل لا يريد الاستمرار في خدمتهم.. هو غير مستريح ولا يحب ما يقومون به..

هنا خطرت له للمرة الأولى فكرة الاستعانة بالشرطة..

الفكرة تألقت في ذهنه.. ولسبب ما يبدو أنها وصلت إلى المستر صمويل، كيف عرف المستر صمويل؟ لا نعرف.. كيف عرف عفيفي؟ لا نعرف أيضًا..

فقط تعبير قاس بدا على وجه الأمريكي...

وعندما تلقى عفيفي تلك الضربة من راكب دراجة بخارية؛ فإن بوسعه أن يخمّن تقريبًا من فعل هذا ومن أرسله.. هناك من يحاول منعه من الاتصال برجال الشرطة.. تعرف من طبعًا..

هؤلاء الرجال يقومون بعمل ضد القانون..

المشكلة أنه لا يستطيع الفكاك ولا يستطيع إلا أن يضمّ لهم آخرين..
اليوم تنضم لهم منى.. وغدًا مَن؟ لا أحد يعرف..


*************

جرائم غامضة لا يعرفها المجتمع المصري ولم يعرفها من قبل..
هذا ما تتكلم عنه الصحف..


القتل الطقسي وجثث خالية من الدماء.. العدد يتزايد.. لا شك في هذا..

لا أحد يعرف الفاعل؛ حتى أولئك الذين توّرطوا في القصة مثل عفيفي ومنى وآخرين..

نصيحتي للفتيات هنا هي: عندما تكتشفين رقعة من الفراء في جلد خطيبك القادم فلا تترددي في فسخ الخطبة.. لا مجال للمجاملات هنا..

وكما نعرف تتأخر الأخبار كثيرًا حتى تصل إلى الولايات المتحدة.. إنها تتحرك باتجاه واحد من عندهم نحونا؛ لكنها تتأخر جدًا عندما تتحرك من عندنا نحوهم..

استغرق الأمر نصف شهر حتى قرأ (ك) الصحف، وعرف أن هناك شيئًا ما يحدث في مصر..
وكان أقدر من غيره على التفسير طبعًا.

يُتبَع




عهد Amsdsei 18-08-11 08:48 PM

السلام عليكم

نادي أعداء مصاص الدماء (7)




http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13136932451.jpg
كان هناك طفلان مقيدان مذعوران ينتظران مصيرًا قاسيًا (رسوم: فواز)

كان هناك طفلان في البناية..
طفلان مقيدان مذعوران ينتظران مصيرًا قاسيًا بلا شك..

كان الرجال الأشداء يرقدون على الأرض في الخارج، يراقبون البناية ذات الطابق الواحد التي تشع بضوء غامض هي نفسها.. ويحاولون أن يتخيلوا ما يدور بالداخل..

أشعل (مكيلان) لفافة تبغ، لكن (ك) انتزعها من فمه في غل وألقاها أرضًا.. هؤلاء القوم يشمون التبغ بسهولة تامة..
ويسمعون بحدة كذلك.. لا تنس أن فيهم شيئًا من القطط وشيئًا من الوطاويط..

كانت الخطة قد رسمت مسبقًا.. سوف يتسللون من نافذة صغيرة في البدروم، ومن هناك يبحثون عن مكان الطفلين.. بعد المواجهة وإنقاذ الرهينتين يفرون من الباب الخلفي ويحرقون المكان كالعادة..

وكأنهم رجال كومندوز، راح الرجال يزحفون على بطونهم نحو النافذة.. في كل لحظة يثب جسد عملاق إلى النافذة ويحشر نفسه داخلها بمعجزة ما..

(ك) يدعى اليوم (كارلوس) وهو يحمل (قرابينة) محشوة بطلقات الفضة، يلبس على وجهه قناعًا من أقنعة لعب البيزبول، لا بد أن خزانة ثياب هذا الرجل جديرة بالمشاهدة..

وبُدِأ التسلل..
هناك شيء ينساه من يكتبون قصص المغامرات أو أفلام الأكشن، وهذا الشيء هو أن هؤلاء بشر ومثاناتهم تمتلئ بالبول..

شعر (جيريمي) بأن مثانته توشك على الانفجار، لذا لم يستطع أن يعبر النافذة مع من عبروا..
زحف وسط الأعشاب.. زحف حتى بلغ شجرة قريبة ووقف تحتها.. اضطر لنزع القفاز وراح يهز ساقه في عصبية محاولاً أن يرغم مثانته على أن تفرغ بسرعة أكبر..
ش ش ش ش!
الماء يتدفق..

في الداخل كان الرجال يزحفون بين الممرات وهم يفتشون.. بالطبع كان أول شيء ينظرون له هو السقف.. إن مشهد مصاص دماء يتعلق بالسقف في وضع X هو مشهد لا يمكن نسيانه، ولا تتكلم عن الرعب أبدًا إن لم تره.. فجأة يهوي فوقك كما يحدث مع برص وهنت ممصاته.. وعندها..
هل لا يوجد أحد هنا؟

كانت البناية ناديًا ليليًا حقيرًا منذ أعوام، ثم صارت مهجورة.. لهذا كان معظم الرجال يحملون المشاعل لأنه لا كهرباء هنا، وكانوا يكممون أنوفهم اتقاءً للعدوى الفطرية التي تسببها فضلات الوطاويط.. من يعرفون الوطاويط يعرفون داء (الهستو بلازما) الذي يدمر الرئتين تدميرًا...

ش ش ش!
لا تزال مثانة جيريمي مليئة..
وعندما بدأت القطرات الأخيرة تتساقط منه رفع رأسه نحو البناية..
هنا رأى شيئًا غريبًا..

*************


http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13136932452.jpg
في ضوء اللهب المتراقص كان يقف (ك) شامخًا يراقب ما يدور (رسوم: فواز)


كانوا يركضون بسرعة، وبكفاءة لا توصف يغلقون كل ثغرات البناية..
الباب قاموا بتثبيته بوتد غليظ.. ثم أغلقوا النوافذ عن طريق مسامير يثبتونها على حواف النافذة ثم يربطون الجنازير بينها..



ولم يفهم جيريمي معنى هذا سوى أنه أدرك أن زملاءه حبسوا بالداخل وهو صار وحيدًا بالخارج.. أين (ك)؟


في الداخل استغرق الرجال وقتًا طويلاً حتى يفهموا عندما صرخ أحدهم:
- "رائحة غاز البيوتان!"



وصرخ آخر:
- "ألقوا بالمشاعل!"
- "بل أطفئوها يا أحمق!"



وعلى الفور دوت الانفجارات من عدة أماكن.. ثم اشتعلت البناية كلها كأنها جريدة تحترق..


وسمع جيريمي الصرخات وسمع صوت الدقات الصارمة على الباب.. كانوا يحترقون.. مثل الكابوريا.
كانت أمه تطهو بعض الكابوريا الحية في طفولته، وسمع صوت دقات الكائنات التعسة على الإناء طالبة الخروج.. هذا هو.. يتكرر..
يتكرر للأبد..



صرخ (جيريمي) ثم سقط على العشب ودفن وجهه في الوحل الرطب..


كان هذا كمينًا محكما.. كمينًا موفقًا.. انتظروا حتى دخل الرجال كلهم البناية ثم أغلقوها بإحكام، وبالطبع كانت هناك أكثر من أسطوانة غاز بيوتان مفتوحة، مع العلم أن المشاعل ستكون طريقتهم.. نادي كارهي مصاصي الدماء يستعمل المشاعل دومًا.. وبالطبع كانت أنوفهم مكممة؛ لذا لم يشموا رائحة الغاز إلا في وقت متأخر..
الرجال يحترقون.. يحترقون..
ولكن أين (ك)؟ هل مات؟



*************


في ضوء اللهب المتراقص كان يقف..
شامخًا معتدل القامة آمرًا كعادته..
إنه (ك) ولا شك في هذا..
كان يراقب ما يدور وقد دس قبضتيه في خاصرته، وأوشك جيريمي أن يركض نحوه ليبكي عند قدميه؛ لكنه تراجع عندما أدرك أنه يقف وسط مجموعة من الكائنات التي تبدو بشرًا وليست كذلك..



ما معنى هذا؟
خطة كهذه لا بد أن يضعها خائن.. لا بد أن يضعها واحد من بيننا..
ولكن كيف يكون (ك) خائنًا وهو الذي بدأ كل شيء؟
كيف يكون خائنًا وفي صف مصاصي الدماء وهو الذي جمع فريقًا يبيدهم؟



الإجابة واضحة..
لا بد أن (ك) أصيب بالعدوى.. صار منهم في لحظة معينة وهو على القمة..



وهو الذي وضع هذه الخطة.. إنه قادر على أن يجد أفضل صيادي مصاصي الدماء.. يعرفهم.. يميزهم.. وبالتالي هو قادر على أن يضع خطة كهذه تقضي على عدد هائل منهم.. كأنك تجمع أفضل مخبرين في العالم ثم تضعهم في سفينة وتغرقهم خدمة لرجال العصابات..


كم تبقى منا؟
هل يقدر النادي أو VLC على مواجهة مصاصي الدماء عندما يصير (ك) من بينهم؟.

يُتبَع






عهد Amsdsei 31-08-11 08:50 PM

السلام عليكم

نادي أعضاء مصاصي الدماء (الجزء الثامن)


http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13148165211.jpg
هناك دائماً مصاص دماء في ضمير الشعوب (رسوم: فواز)


هناك دائماً مصاص دماء في ضمير الشعوب..

من الوحوش حمر العيون خضر الشعور في الصين، إلى (لاميا) اليونانية التي هي امرأة وأفعى معاً، إلى الثعالب مصاصة الدم في اليابان، والرأس الزاحف (بينانجالانج) في ماليزيا.

في رومانيا هم (ستريجوي) من لفظة (ستريكس) التي تعني البومة.. هناك (ستريجوي في) أي الساحرات الحيات اللاتي سيصرن مصاصات دماء.. (ستريجوي مورت) هم موتى يعودون للحياة لامتصاص دماء البشر.

الهند عامرة بأساطير مصاصي الدماء.. هناك الـ(بوتا) الذي يجوب الليل ويهاجم الأحياء كالغول.. بعض تلك المخلوقات لها جمجمة قابلة للنزع لشرب الدم منها.. إلا أن أشهر مصاصة دماء هي (كالي) ذات الأربعة أذرع، التي تلبس حول عنقها جماجم الموتى ولها أنياب حادة.. يقال إنها بهذا تهزم الإله (راكتابيجا)، الذي كان يعيد التجسد من قطرة دم واحدة؛ لهذا تحرص على ألا تترك أية قطرة دم.. البطيخ الذي يترك في البيت حتى يفسد يبدأ في الحركة، ويتحول لكائن يمتص الدم..

وماذا عن الأساسابونسام في غانا وساحل العاج؟ مصاص دماء يتوارى بين الأشجار ويهاجم العابرين..

الداشنافار في أرمنيا، يمتص الدماء من أقدام المسافرين ليلاً.. في ألبانيا اللوجات.. في أستراليا (يارا ما يها هو)، في بلغاريا (أوبور)، هنا نجد أن الروح بعد ميتة عنيفة لا تفارق الجسد؛ إنما تجعله يغادر التربة، وهو لا يشرب الدم إلا عندما لا يجد طعاماً آخر.. في الصين شيانج شيه؛ يخرج من جثة منتحر ويبدو بشرياً، لكنك تعرفه عندما لا يتمكن من عبور الماء.. الفرايكولاكاس في اليونان الذي يأتي لدارك ويناديك بالاسم طالباً الدخول..

هناك دائماً مصاص دماء في ضمير الشعوب...

وهناك دائماً من يحاول تخليص العالم منه...

دورة أبدية....

********************

قال لهم جيريمي وهو يفتح الكيس:
- "معذرة؛ لكن على كل منكم أن يمد يده في الكيس، ويخرج شيئاً".


في حيرة نظروا له.. كان عددهم عشرة رجال، وكانوا أشداء ذوي ملامح صلبة؛ لكن الشك والضوء المتراقص من اللهب جعلهم أقرب إلى الأشباح..

مد أولهم يده في الكيس وأخرج شيئاً..
رأس ثوم كبيرة بيضاء ذات (خرفشة) قوية..
- "ما معنى هذا؟".


قال (جيريمي) وهو يصوب المسدس نحوهم ويده ترتجف قليلاً:
- "هذا هو الاختبار الذي تعلمته من (ك) لمعرفة هل من مصاص دماء بيننا..".

قال أحد الرجال في سخرية:
- "كف عن هذا السخف يا فتى.. هذا كلام فارغ تحبه السينما..".

قال جيريمي وهو لا يبعد المسدس:
- "الملاحظ أن مصاصي الدماء الذين جاءوا نتيجة الوباء لا يتحملون الثوم.. إن الوباء يقلد الأساطير بعناية..".


http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13148165212.jpg
وثب في الهواء نحو جيريمي لكن الطلقة أوقفته في منتصف المسافة (رسوم: فواز)


دار الكيس فالتقط ثاني الرجال رأس ثوم وشمها.. بل إنه على سبيل الدعابة دسها بين أسنانه والتقط فصاً راح يلوكه في استمتاع..

الرجل الثالث التقط رأساً؛ فلما جاء دور الرابع، وكان مزارعاً قوي البنيان له عنق لوحته الشمس، قال وهو يبعد الكيس:
- "لا أريد.. هذا اختبار سخيف..".


قال جيريمي:
- "يجب.. إذا أردت أن تكون منّا فعليك أن تنفذ..".


لقد تغيرت شخصية جيريمي كثيراً بعد الهول الذي رآه وبعد نجاته، لقد فرّ بمعجزة، واتصل بمن يعرفهم من رجال VLC.. مع الأسف هو لا يعرف الباقين.. القائمة الكاملة مع (ك)، و(ك) قد صار مصاص دماء..

اتصل جيريمي بالرجال الذين يعرفهم، ودعاهم إلى اللقاء هنا.. وعندما اجتمعوا في هذا القبو، ألقى عليهم القنبلة: لا تقبلوا أية عمليات من (ك).. لا تقابلوا (ك).. من يجد (ك) عليه أن يفتك به..


لم يصدقوا.. لكنهم كانوا يعرفون أن زملاء كثيرين لهم قد هلكوا.. احترقوا أحياء..

قال لهم (جيريمي) وهو ينظر لهم نظرة مخيفة ثابتة:
- "(ك) لن يتركنا أحياء فهو يعرف كل شيء عنا.. يعرف مكاننا وبيوتنا.. نحن في خطر.. عائلاتنا في خطر.. زوجتك مهددة الآن لو فتحت الباب.. ابنتك لن تذهب للمدرسة وحدها.. أبوك المسن لا يستطيع أن يفتح النافذة ليلاً.. الجواب الوحيد هو أن علينا تدمير (ك).. ولهذا أطالبكم بأن تنضموا لي كي نعيد تشكيل نادي أعداء مصاصي الدماء".


بعد تردد قَبِلَ الرجال.. كانوا أشداء خبروا العالم وقتلوا وقاتلوا، وكان منهم أصحاب السنين وخريجو السجن؛ لذا بدا لهم هذا الفتى هشاً جداً حديث السن جداً.. كان التردد قاتلاً..

- "يجب أن تفعل.. يجب أن تمد يدك في الكيس".
هز الرجل رأسه في لا مبالاة..


ألقى بالكيس أرضاً واستدار برغم المسدس المصوب إلى ظهره، وفجأة رأوه يستدير مسرعاً.. ويفتح فاه عن آخره.. رباه! إن ما يخرج من فمه ليس بلسان؛ بل هو أقرب إلى أفعوان ذي ممصات عديدة تخرج من رأسه، وكان وجهه قد تقلص تماماً فصارت عيناه شقين أحمرين..

وثب في الهواء نحو جيريمي، لكن الطلقة أوقفته في منتصف المسافة..
الطلقة الفضية التي اخترقت جبينه..
وسقطت الجثة على الأرض تتشحط في الدم عند أقدام الرجال..


نظر الرجال المذعورون إلى جيريمي؛ فرأوا أنه أقرب للشيطان ذاته.. حسم.. نار تتوهج في عينيه.. وقفة صخرية.. لقد انتهى عماده بالنار ليصير قاتل مصاصي دماء من الدرجة الأولى...

قال جيريمي:
- "صبراً.. لا يتحركن أحدكم.. رأيتم أنني محق، وأنني لا أمزح وأن بيننا مصاصي دماء.. سوف نكمل الاختبار بالثوم حتى النهاية، وبعدها سوف نقطع الرءوس ونحرق الجثث إن كانت هناك جثث أخرى!"..

يُتبَع



DODYADODO 07-09-11 12:09 PM

شكراً ليكم على جهودكم...وفى أنتظار التكملة..

عهد Amsdsei 08-09-11 02:24 PM

السلام عليكم

العفو اختي انتظرينا كل سبت

إن شاء الله

عهد Amsdsei 09-09-11 02:54 PM

السلام عليكم

نادي أعداء مصاصي الدماء (الجزء التاسع)

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13155728522.jpg
في تلك الليلة تمددت ثلاث جثث اخترق الرصاص جباهها (رسوم فواز)

التغير في شخصية جيريمي أثار دهشة من يعرفه. هو نفسه لم يفهم قط كيف تحول من فتى مذعور خائف إلى شخصية قوية قادرة على قيادة عدة رجال أشداء. ثم أدرك أنها العناية الإلهية.. لا بد من شخص يقاوم هذا الوباء وقد اختاره الله لذلك..

لقد صار حازمًا قاسيًا.. وفي أحيان كثيرة كان أشد قسوة من أعدائه..
ففي تلك الليلة تمددت ثلاث جثث... جثث اخترق الرصاص جباهها..

بناء على تعليمات صارمة جلس الرجال ليضعوا حزمًا من الثوم في فم كل جثة.. بدا المنظر غريبًا كأنها التفاحة التي يضعونها بين شدقي الخنزير في مآدبهم. ثم بالمنشار ذي الصينية قطعوا الرءوس..
وفي الخلاء سكبوا الكيروسين على الجثث وأشعلوا النار..
الدخان يتصاعد لعنان السماء..

لاحظ أحد الرجال أن أحشاء هؤلاء القوم تتحرك حركة ذاتية كأنها تحاول الفرار.. أطلق صرخة رعب وبدأ يرتجف، لكن جيريمي أوقفه في حزم، وقال وهو يستقل السيارة الأولى:

- "سوف أرحل لكن عليكم التأكد من دفن هذه الجثث..".
- "هل نضع قطعًا من العملات الفضية على العيون؟"
- "لا.. هذه خرافات رومانية لا مجال لها هنا".

الحقيقة أنه كان مدينًا بشدة لـ(ك) برغم كل شيء.. كل نصائحه وتحذيراته لم ينسها وكان ينفذها حرفيًا.. هذه نقطة قوته: إنه يعرف أسلوب (ك) وتكتيكاته، وهذه أيضًا نقطة خطر (ك).. إنه يعرف كل شيء عن النادي الذي تعب في تكوينه.. عليك أن تغير كل شيء إذا أردت ان تظل حيًا..


****************

عندما ثمل (مارسيل) وفقد التحكم في مشيته وفي كلماته، جاء رجلان من العاملين في الملهى الليلي.. زنجيان عملاقان لا يمكن التفاهم معهما، وألقيا به في الزقاق الخلفي.. حاول الاعتراض لكنه تلقى ركلة في وجهه.. سقط جوار علبة القمامة..
قط فر هاربًا مذعورًا..

عندما استعاد (مارسيل) أنفاسه رأى هاتين القدمين تقفان فوقه.. رفع رأسه ببطء ليرى من هنالك. في الزقاق المظلم استطاع أن يرى هذا الوجه ذا الشعر المنتفش واللحية المشعثة، وقبل أن يفهم ما يدور كان الرجل المسربل في الظلام قد جثم على صدره، وأدرك أنه يحمل محقنًا يريد أن يغرسه فيه.. لماذا؟ ليقطع وريد عنقك يا أحمق طبعًا..

نهض على ركبتيه محاولاً المقاومة، هنا سقطت علبة السجائر التي يضعها في جيبه.. السجائر انتثرت على أرض الزقاق..

هنا حدث شيء غريب لم يستطع فهمه في البداية..

لقد ترك المهاجم كل شيء كي يجمع السجائر المتناثرة. غريب هذا! لقد رأى مدخنين مدمنين في حياته، لكنه لم ير قط هذا الحماس لجمع السجائر أثناء مشاجرة!

لا وقت للتفكير على كل حال.. مد يده لعلبة القمامة.. التقط الغطاء الثقيل.. هوى على رأس المهاجم.. مرة.. مرتين... سقط هذا متخاذلاً..

ثم إن مارسيل نهض وراح يركض فارًا من المكان.. يركض وهو يترنح فليس السُّكْر أفضل وضع تواجه به مصاص دماء في زقاق..
لكنه لم يفهم ما واجهه وإلا لمات هلعًا..

عند نهاية الزقاق فوجئ بشخص يقف في الظلال وفي فمه لفافة تبغ.. رفع الغطاء مهددًا ليهشم رأسًا آخر، لكن الواقف في الظلال رفع كفه منذرًا:
- "حذار.. أنا صديق.."


http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13155728521.jpgجيريمي: لا أحد يهاجم الناس في الأزقة من أجل السجائر (رسوم فواز)





لم يكن هذا الواقف الذي يرخي القبعة على وجهه سوى جيريمي..
- "أنت واجهت مصاص دماء.. لم تفهم هذا لكنها الحقيقة، وسوف أشرح لك كل شيء..".

قال (مارسيل) بلسان معوج:
ـ"هذا.. لص.. لص.. يريد سجائري!"

ضحك الغريب في الظلام وقال:
- "لا أحد يهاجم الناس في الأزقة من أجل السجائر.. فقط السجائر هي التي أنقذتك.. كل مصاصي الدماء عندهم وسواس قهري لهذا لا يمكن أن يتركوا شيئًا على الأرض دون أن يجمعوه.. في أوروبا الشرقية ينصحونك عند المرور على المقابر ليلاً أن تملأ جيوبك بالحبوب كي تنثرها وقت الهجمة.."

ثم نفث المزيد من دخان السيجارة وقال:
- "ستعرف هذا وأكثر منه فيما بعد.. فقط أنا أبحث عمن واجهوا مصاص دماء وظلوا أحياء.. هؤلاء هم الرجال الذين أريدهم.."
- "أنت تهذي.."
- "ربما.. لكني كذلك أطلب فرصة للكلام معك..".

حكّ (مارسيل) رأسه ونظر للجدران المظلمة ذات الرائحة الكريهة، وقال:
- "وكيف عرفت أن هذا الشيء سيهاجمني ؟"

قال (جيريمي) باسمًا:
- "لأن (مايكل المسعور) يعمل هنا في هذا الزقاق.. أجوب هذا الزقاق من وقت لآخر بحثًا عنه، واليوم كانت الفرصة ممتازة.. له ولنا".

سمعا صوت صرخة شنيعة ثم صوت سكين تضرب الحجر..

قال (جيريمي) وهو يمسك بيد الرجل:
- "لقد أنهى الرفاق قصته.. (مايكل المسعور) لم يعد له وجود ولم يعد لجسده رأس.. والآن هل تأتي معي؟"

سيأتي معك بالطبع ولنر ما سيحدث..



****************

الحارس سقط من على مقعده وقد بدأ المخدر يؤدي عمله.
انتزع (مارسيل) المفاتيح من جيبه وراح يجربها في القفل إلى أن انفتح أخيرًا..

كان المخزن مظلمًا خاليًا كريه الرائحة.. عشرات الصناديق التي تمرح بينها الفئران. حلق وطواط أو اثنان فارين من الضوضاء حيث كانا يتعلقان بعوارض السقف..
اتجه (مارسيل) مع رفاقه إلى الصندوق الأول. أدخل رافعة فيه وجاهد حتى فتح الغطاء... شرائط أقراص..

رفع الشريط وتفحصه على ضوء الكشاف فقرأ الاسم (نرفونورم)..
لاحظ كذلك أن تاريخ الصلاحية انتهى منذ أشهر...
- "إنه هو.. المخزن الذي تحدث عنه (ج).."

وفي صمت وكفاءة راح الرجال يسكبون ما معهم من كيروسين في جراكن حول الصنايق كلها، وبدأ التراجع للباب ببطء... عندما بلغوا الباب كانت الرائحة الجميلة المميزة للكيروسين تزكم الأنوف..

أشعل (مارسيل) عود ثقاب وألقاه على السائل.. وراقب اللهب الأخضر يرتفع ثم يزحف كأنه وباء...
- "فلنفرّ".

وهرع الرجال إلى الخارج حيث تنتظرهم السيارة الفان..
وعندما انطلقوا نحو الأفق كان اللهب يتصاعد لعنان السماء..

هذه ضربة قوية جدًا لمصاصي الدماء؛ فالمخزن الذي يحوي عقارهم المفضل قد احترق..

كان (ج) أو جيريمي يتصرف ببراعة وبدأت قيادته تبدي آثارها...
لكنه ظل قلقًا.. لا أثر لـ(ك).. لا يمكن أن يختفي.. إما أنه ينتظر في الظلام لتوجيه ضربة كاسحة.. وإما أنه في مصر الآن.

يُتبَع



هبه 26 12-09-11 12:46 PM

:liilas:شكراااااااااااااا جداااااااااااااااا لكم على عرض رواية المبدع د/ احمد خالد توفيق

عهد Amsdsei 12-09-11 05:55 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هبه 26 (المشاركة 2866895)
:liilas:شكراااااااااااااا جداااااااااااااااا لكم على عرض رواية المبدع د/ احمد خالد توفيق

السلام عليكم

هلا هبة ...

العفو أختي .. تابعينا دوماً إن شاء الله


عهد Amsdsei 15-09-11 10:45 AM

السلام عليــــــــــكم

نادي أعداء مصاصي الدماء (الجزء العاشر)


http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13160762491.jpg
تهاوى على ركبتيه وتساقطت الأوراق التي يحملها (رسوم: فواز)

ترجّل (جاك مكديمروت) -عضو الكونجرس- من السيارة، ولوّح بذراعه للسائق كي يأخذها إلى المرآب. كان في العقد الخامس من عمره، يضع نظارة سوداء ويلبس بذلة أنيقة غالية الثمن؛ باختصار: يبدو وغْدًا ومن الطراز المتورط في مئات الفضائح وقضايا الفساد.. على الأرجح لديه عشيقة في مكان ما كذلك؛ فالفساد يأتي في حزمة واحدة..

توقف ليشعل سيجارًا غليظًا يضفي عليه ملامح التايكون التي يعشقها، ثم مشى في الممر الطويل بين البنايتين قاصدًا مكتب المحاماة..

احترس من هؤلاء الرجال!.. قلت لك أن تحترس!

تنهمر عليه الطلقات من مكان ما.. هناك خمسة رجال أحاطوا به في الممر، وأطلق اثنان الرصاص من الأمام وأطلق ثلاثة الرصاص من الخلف.. وكان يعرف جيدًا أنه لن يموت..

تحركت الدودة العملاقة الظامئة في أحشائه.. الدودة التي تشبه شجيرة تتشعب في كل شيء وتغرس ممصاتها في كل أنسجته.. يعرفها ويشعر بها منذ زمن..

لكن هناك شيئًا ليس على ما يرام. إن الرصاص قد مزق الدودة ذاتها.. هؤلاء القوم قد عرفوا كيف يفتكون به إذن..!

تهاوى على الأرض على ركبتيه، وتساقطت الأوراق التي يحملها.. نادي أعداء مصاصي الدماء.. لا شك في هذا.. لقد ظفروا به.. سمع عنهم وعرف أساليبهم؛ لكنه لم يتخيل أن يعرفوا سره أو يجدوه...

الرصاصة التالية أصابت رأسه.. وهكذا بدأ الظلام الأبدي العظيم، وكف عن الاستنتاج..

وسرعان ما كان الرجال يركبون سيارة سوداء انطلقت تنهب الأرض نهبًا...

لقد صار مصاصو الدماء هم الطرف الأضعف والأقرب للانقراض في الفترة الأخيرة؛ السبب هو أن جيريمي -أو (ج)- يجيد عمله فعلًا.

كان يعرف أن مصاصي الدماء تغلغلوا في كل شيء وكل مكان، وقد استعان ببعض المخبرين وبعض المحامين ليعرف من ارتبط اسمهم بفضيحة عقار (نرفونورم)، ولماذا لم يتم تدمير المخزون الباقي منه فورًا.

صارت لديه قوائم ممتازة.. وهذه القوائم تمت غربلتها عن طريق التفكير المنطقي، وعن طريق الثوم، وعن طريق المعاصم المغطاة، وعن طريق المراقبة.. هكذا صار لديه ثلاثون اسمًا.. ثلاثون اسمًا يجب تدميرها لينتهي الوباء..

لكنه ظل قلقًا لأنه لم يجد (ك)..

عندما يوجد ثعبانان سامان في منزلك وتقتل واحدًا؛ فأنت لا تشعر بأي سعادة أو رضا؛ الثاني موجود وسوف يظفر بك حتما..

المشكلة هي أنه يُعتبر خارجًا على القانون؛ لذا يعتبر كل رجل شرطة عدوًا له، وفي الوقت ذاته هو مهدد في كل لحظة بأن يجده مصاصو الدماء، لذا كان يلعب ألعابًا غاية في التعقيد ويسافر لعدة أماكن ويبدل مسكنه، ويبدل هاتفه وكلمات السر التي يتصل بها بالرجال..

لكنه بدأ يشعر بالخطر الحقيقي عندما....

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13160762492.jpg
جرت بالنصل على الشريان في ساعدها وتدفق الدم (رسوم: فواز)

**************


دخلت منى إلى الحمام وأغلقت الباب..
اتجهت للمرآة ووقفت ترقب وجهها بعض الوقت..

لا يوجد شيء.. لم تتغير ملامحها جدًا.. فقط اكتسبت بعض البرود واللامبالاة، كما أن هناك عروقًا واهنة تحت الجلد.. فروع شجرة زرقاء..

وقفت تتأمل ملامحها طويلًا.. رفعت الشفة العليا لترمق لثتها..
كانت تتغير.. تعرف هذا جيدًا، وتعتقد أنه ناجم عن تلك الأقراص التي أعطاها لها عفيفي.. لقد خدعها، الأقراص تؤذي بالتأكيد..

لماذا صارت تخشى ضوء الشمس ولماذا وجدت تلك البقاع المليئة بالفراء في جلد بطنها؟ لماذا تشعر بهذه الحاجة المتلظية إلى الدم؟
لقد قامت بمغامرة بسيطة روت ظمأها بعض أيام.. لكنها لن تكررها أبدًا..

هكذا أخرجت من جيب البيجامة تلك الموسى.. وقفت تنظر لنفسها في ثبات.. هي لن تنتحر بل ستقتل وحشًا... تعرف هذا وتؤمن به؛ بموتها سيكون العالم مكانًا أجمل وأكثر أمنًا..

جرت بالنصل على الشريان في ساعدها.. تدفق الدم..
لا ألم.. سوف ينتهي كل شيء سريعًا.. أغمضت عينها وجلست على الأرض.. سوف تأتي الغيبوبة حالًا.. وسوف يكون في هذا رحمة..

ولكن.. هناك شيء غريب..
نظرت لساعدها فرأت تلك الأطراف الهدبية تبرز من الجرح.. كأن هناك أخطبوطًا حبيسًا تحت الجلد.. برزت الأطراف الهدبية وراحت تبحث يمينًا ويسارًا ثم راح الجرح يلتئم بشكل مخيف .. كأنها لقطة من فيلم سينمائي..

هناك شيء حبيس في جسدي.. وهذا الشيء لا يمكن القضاء عليه!!
تكورت جوار الحوض، وراحت ترتجف رعبًا وتبكي..


**************


في هذا الوقت بالضبط كان جيريمي في الطائرة المتوجهة إلى مصر..
كان يعرف منذ البداية أن شيئًا مروعًا يدور هناك، وقد تعلم من (ك) أن (سخمت) لها دور في هذه القصة..
النظرية التي كوّنها هي أن هناك اندماجًا بين التأثير الكيميائي لعقار (نرفونورم)، وتأثير السحر الفرعوني الطقسي لأقدم مصاصة دماء في التاريخ.. هكذا جاء الجانجريل إلى العالم، وهكذا على الأرجح تعجّ بهم مصر..

لقد عاد كثير من مصاصي الدماء الذين ارتحلوا إلى مصر؛ لكنهم جميعًا -بلا استثناء- صاروا جانجريل.. وهذا يعني أن شيئًا مرعبًا يجري هناك عبر المحيط الأطلنطي..

يجب أن يكون حذرًا من دون رجاله..
لكنه كان يعرف أن هذه الرحلة ضرورية ولو لم يقم بها لانتهى منه مصاصو الدماء خلال أشهر.. وقد عرف هذه الحقيقة من تجربة قاسية فعلًا..


يُتبَع


عهد Amsdsei 21-09-11 08:55 PM

السلام عليكم

نادي أعداء مصاصي الدماء (الجزء الحادي عشر)


http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13166310731.jpg
منى ترمق صورتها في المرآة: يا لهذه السخمطة (رسوم: فواز)

قالت منى لنفسها وهي ترمق صورتها في المرآة:
- "يا لهذه (السخمطة) التي أعيشها!".

وانفجرت تضحك؛ لأن الكلمة بدت لها مضحكة.. في الآن ذاته ثمة شيء مخيف هنا.. شيء يذكّرك بذكرى قديمة.. قديمة لا تعي ما هي.. الواقع أن منى لا تعرف أنها تلفظ اسم سخمت المعبودة مصاصة الدماء التي ظلت تخيف المصريين منذ عصر الفراعنة حتى اليوم.. إنها مصدر لفظة "سخمطة" الشهيرة..


**************


إنه الثالث والعشرون من إبريل..

هناك في الكرنك يمكنك أن تمشي في معبد بتاح.. يمكنك أن تتأمل الجدران المتآكلة وتفكر كم أن الكرنك معبد شديد التعقيد.. كل ديانات مصر القديمة الوثنية تركت أثرًا فيه وكذلك كل العصور..
لا يمكن القول إن جيريمي كان يعرف ما يريده بالضبط هناك..

كان يعرف الثلاثية الشهيرة المكونة من بتاح وسخمت ونفرتم.. قلب المعبد بناه تحتمس الثالث الغازي العظيم. هناك الكثير من لمسات البطالمة في المكان، لكنهم لم يكتبوا أسماءهم على الجدران كما هو متوقع.. فقط اكتفوا بإصلاح ما تلف وتركوا الأسماء القديمة كما هي..

يلتقط صورة.. كليك..

مع الأسف لا تنطبق قواعد مصاصي الدماء كاملة على هؤلاء وإلا لصارت الحياة رائعة.. هم يتحركون في النور ويظهرون في الصور.. هكذا يصعب فعلاً أن تعرف من يحيطون بك.. من يدري؟ ربما كانوا كلهم مصاصي دماء..

كان قد غيّر ملامحه قدر الإمكان، ووضع شاربًا كثًا وثبّت عوينات غليظة.. الفكرة هنا أن (ك) يعرف شكله جيدًا بينما هو لا يعرف شكل (ك).. إذن لا بد من التنكر لتكون الفرصة متكافئة، وعلى كل حال يعرف أن عليه أن يكون حذرًا من أي أمريكي..

قال له الدليل المصري الشاب:
- "هذا المعبد هو أسهل معبد تم اكتشافه هنا.. اكتشفه ليجران عام 1900".

ثم تلفّت الفتى الصعيدي الأسمر حوله وحكّ شعره الخشن وقال:
- "برغم هذا.. هناك أقاويل كثيرة حول هذا المكان.. قيل إن أمنا الغولة موجودة هنا بالذات.. أو أم الأساور ذات الشخاليل.. لقد اختفى سبعة أطفال بلا أثر ولا تفسير، ولهذا كان العمال يكرهون الحفر في هذه المنطقة، وعندما قاموا بالحفر وجدوا... وجدوا أمنا الغولة فعلاً"..

قال جيريمي:
- " تمثال المرأة ذات رأس الأسد"..

قال الدليل:
- "سخمت.. نعم.. لكن العثور على التمثال أراح القوم. لقد شعروا أن ليجران قد صار بهذا هو سيد الغولة"..
هناك خمسة بوابات أضيفت فيما بعد لهذا المعبد..

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13166310732.jpg
كان جيريمي يمسك بالكشاف ويتحسس المسدس في حزامه (رسوم: فواز)

لو كان هذا معبد سخمت، وسخمت أول مصاص دماء في التاريخ، فإن من السهل معرفة مصدر أساطير الغولة ومعرفة ما حدث للصبية الذين اختفوا..

شيء ما مخيف حدث عام 1900 وربما ما زال يحدث حتى اليوم..
لو كان تقديره صائبًا فهو في المكان الصحيح..
هنا قلب سر سخمت على الأرجح، وسوف يكون (ك) قريبًا من هنا..

**************


بعد يوم واحد..
عند منتصف الليل مشى جيريمي في شوارع الأقصر شارد الذهن..
كان ناصر الشاب الصعيدي ينتظره هناك ليقوده عبر طرق ملتوية إلى داخل معبد الكرنك. من العسير جدًا أن تنجح في التسلل ليلاً، لكن بعون ناصر استطاع أن يفعل هذا.. وفي النهاية صار وحيدًا..

- "خذ بالك.. الكرنك يمتلأ بالعفاريت ليلاً".
من السهل أن تصدق هذا. أين تذهب العفاريت إن لم يكن هنا؟
عم تبحث يا أحمق؟ القصة كلها أكبر منك بمراحل..

لكنك تتحرك هنا بهدف واحد.. أنت تعرف ليلة 24 إبريل وما يحدث فيها.. ليلة القديس جورج التي تكلم عنها (ك).. في هذه الليلة يخرج مصاصو الدماء ليحدثوا الأهوال.. وقد كان من حسن الطالع أن الموعد كان قريبًا.. عرفت أنه سيأتي وأنت في مصر..

معبد الكرنك عملاق، ومن الممكن أن تضل طريقك هنا، دعك من أن الظلام دامس ويجمد الدم في العروق..

كان يمسك بالكشاف وقد لفّ أنامله حوله لتخرج حزمة ضوء ضعيفة، وكان يتحسس المسدس في حزامه والمدية في جيبه.. يمشي وسط التماثيل والمسلات والأعمدة.. كل شيء في هذا الظلام صار شبحًا عملاقًا..

كلب أشعث متوحش يزأر بالقرب منه وقد انتصب الشعر حول عنقه..
ربما هذا ابن آوى وليس كلبًا..

ليلة القديس جورج... ربما ليس للقديس جورج تأثير هنا في مصر؟
لا يدري متى ولا كيف وجد ذلك الظل يثب عليه من أعلى..

صار فوق كتفيه.. كانت أعصابه مشدودة كالوتر فأطلق صرخة مريعة، ثم أنشب مخالبه -مخالب جيريمي- في المهاجم.. ومن جيبه أخرج المسدس..

كان المهاجم شرسًا لكنه خفيف الوزن، وقد استطاع جيريمي أن يسقطه على الأرض جوار ضوء الكشاف الواهن، وصوب المسدس على رأسه.. هنا رأى أعنف وأشرس وجه يمكن تخيله، لكنه كان وجه فتاة!

من انقضّ عليه في الظلام كان فتاة شبه جميلة..
لكنه عرف من عوائها واللعاب المتساقط منها وحركتها غير الآدمية أنها منهم.. إنها مصاص دماء، وإذن فرحلته الشاقة من أمريكا لم تكن مجرد حماقة..
أنت ترى الفتاة وتعرفها طبعًا.. إنها منى.. مَن سواها؟..


يُتب

عهد Amsdsei 02-10-11 09:10 PM

نادي أعداء مصاصي الدماء (الجزء الثاني عشر)


http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13175826011.jpg

دوى صوت الزئير الذي ارتجت له الجدران والأعمدة


قالت الفتاة وهي تشهق واللعاب يسيل من فمها:
- "هلم! انتهِ من هذا كله.. إنك إن تقتلني تحررني".

كانت تتكلم الإنجليزية؛ لأنها أدركت على الفور أنه ليس مصريًا، وأدرك هو القصة بلا جهد.. عذاب التحول.. إنها تنزلق في حفرة الشر لكنها لا تريد أن تنزلق أكثر، وبرغم هذا هناك هذه الحاجة الملحّة للدم.. الظمأ المستعر الذي لا يرتوي أبدًا..

ظل يلهث لدقيقة وقد صوّب الفوهة إلى فودها، ثم حزم أمره.. أبعد الفوهة ونهض.. إن تحولها لم يكتمل بعد، لذا كان قتلها صعبًا بالفعل.. هذا ليس قتالاً بل هو قتل..

هناك جلست على الأرض جوار كشاف عملاق مكسور من كشافات المعبد، وقد أحاط بها ابن آوى أو اثنان، فبدت كأنها شيطان خرج من الأرض..

- "ما اسمك"؟
- "منى".
- "منذ متى بدأ تحولك"؟
- "منذ شهر".

ساد الصمت بعض لحظات.. كان يعرف القصة بالتقريب.. خطيب أو أخ أو زوج جعلها تجرب تلك الأقراص اللعينة.. والأقراص جاءت من الولايات المتحدة.. لكن لماذا؟

- "هل تعرفين آخرين"؟

أدركت على الفور أنه يعرف ما يبحث عنه، فقالت وهي تبعد الشعر اللزج عن وجهها:
- "خطيبي.. صديقتي.. عددهم يزداد".

- "وكم منهم هنا هذه الليلة"؟
كانت الإجابة سريعة جدًا ومفزعة..




**************


كانوا يخرجون من وراء الأعمدة العملاقة..

انكمش جيريمي وهو يراقب واحدًا تلو آخر يمشي هناك.. يمشي في تلك الفرجة في المعبد.. يمشي حول تلك الحفرة.. يعبر هذه البقعة ربع المضيئة.. عددهم لا يقل عن عشرين..

حبس نفسه وراح يرتجف.. نظر للفتاة فأدرك أنها خائفة مثله. هذه علامة طيبة.. تحسس المسدس في عصبية..

وهناك في قلب تلك الساحة الممتدة الخالية كان الشيء يقف.. الشيء الذي يبلغ ارتفاعه أربعة أمتار.. كان مسربلاً في الظلام واللون الأسود، لكن بوسعك أن تدرك أن رأسه عملاق ولا يمكن أن يكون بشريًا..

جسد بشري فارع.. جسد أنثى على الأرجح لكن الرأس يختلف..
رائحة عطنة.. رائحة الدماء المسفوحة..
ثم دوى صوت الزئير الذي ارتجت له الجدران والأعمدة.. زئير أسد لا شك فيه..
سخمت..
نحن نتكلم عن سخمت..
وبما أن سخمت لا وجود لها، فعلى الأرجح نحن نتكلم عن مسخ دفين كان هنا منذ زمن سحيق.. مسخ يخرج الليلة بالذات وهؤلاء يعرفون الموعد وهو يعرف الموعد..

هذا المسخ هو الشيء الذي احتشد حوله مصاصو الدماء في العالم كله، وهو الذي جاء الأمريكان ليقتربوا منه.. وبعدها بدأت تغيرات جسدية تحدث للناس.لم يعد العقار فقط هو ما يغيّرهم بل لعنة سخمت كذلك..

وفجأة توهج الأفق بلون أحمر.. طلقة إنذار مضيئة صوّبها أحدهم نحو السماء..

أول من رأى الطلقة وأصابه الذعر كانا رجلي أمن مصريين.. جلسا يشربان الشاي فرأيا السماء تتوهج بلون أحمر. حمل كل منهما بندقيته وهرع يرى ما هنالك، وعندما اقتربا من مكان معبد بتاح كان الموقف قد صار أقرب إلى جهنم..

وثب شخص على ظهر كل واحد منهما، وتشبث بأنامله في صدره، وأنشب أسنانه في عنقه.. الدم تناثر في كل مكان... وسقط الرجلان..


http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13175826012.jpg
كان جيريمي ينظر في توتر إلى ذلك الشيء العملاق الواقف وحده

الحقيقة هي أن مصاصي الدماء كانوا في كل مكان، فمن أطلق الطلقة؟

الإجابة جاءت من الظلام كذلك عندما انقض الرجال على مصاصي الدماء.. رجال (جيريمي) الذين جاءوا بشكل متفرق إلى مصر، واتفقوا جميعًا على انتظار ليلة القديس جورج. كان اعتقادهم أن الليلة هي الليلة.. وقد كانت..

إنهم جميعًا قد جاءوا.. كل هذه الخطط المحكمة تفشل ولا تعمل كما يجب أبدًا، لكن الحال الليلة هو الاستثناء الذي يؤكد القاعدة..

هكذا دارت معركة سريعة جدًا.. الرجال يهاجمون مستعملين المسدسات كاتمة الصوت، فلا أحد يحب أن يأتي كل رجال الأمن المصري إلى المكان. راحوا يطلقون الرصاص على مصاصي الدماء، بينما مصاصو الدماء يراوغون ويهجمون.. لقد سقط عدة رجال ممزقين.. ومنظر الجثث لم يكن مستحبًا على الإطلاق.. إن الموت بطلقات النار أجمل بكثير!

كان جيريمي ينظر في توتر إلى ذلك الشيء العملاق الواقف وحده في ساحة معبد بتاح.. لا يبدو بتاتًا أنه يتابع ما يجري ولا يهتم به.. لكنه سيثور في لحظة ما، فمتى؟ لا يجب أن تعبث كثيرًا أمام الأسد مهما بدا غير مبالٍ.. سوف يفقد أعصابه في لحظة ما، وعندها...........

في الوقت نفسه كان يزن المسدس في يده.. طلقة نحو ذلك المسخ؟ مستحيل.. لن تُحدث أي أثر، ولسوف تؤدي إلى تفجير غضبه كأنه بركان..

لقد أفسد هو ورجاله الليلة على هؤلاء.. ماذا كان سيحدث في تلك الليلة؟ لا أحد يعرف.. لكن هناك طقس مهم كان يتضمن احتشاد مصاصي الدماء الجدد.. لا يجرؤ على التخمين..

صرخت منى فجأة كأنها ملسوعة..
انطلقت تعدو فارة منه وهي تصرخ بلا توقف وكانت تترنح كأنها ثملة.. كانت تركض نحو المسخ العملاق الواقف في المعبد..

- "انتظري يا بلهاء!"
لكن طلقة رصاص كانت أسرع منه بكثير.. سمع صوت (فلوب) السريع كأنها سدادة زجاجة من فلّين.. الفتاة تسقط على الأرض.. لا شك أن الطلقة أصابت رأسها.. أحد رفاقه قد منعها من الفرار بشكل فعال..

كان يرتجف.. تلك المأساة غير الضرورية.. هذه فتاة لم تقترف شيئًا وكانت تستحق الحياة.. ما جدوى هذا كله؟

رأى جثث رفاقه متناثرة ممزقة في عدة أماكن، وقد اختلطت بجثث مصاصي الدماء..

مأساة..
مذبحة..

الآن سوف يفعل الشيء الذي كان يُرجئه حتى النهاية، وعليه أن يقوم به قبل أن يحاصر رجال الأمن المعبد.. هناك تلك القنبلة الصغيرة المعلقة إلى جوار خصره. ربما لا تفعل شيئًا وربما تفعل كل شيء.. والأسوأ أنها قد تدمر جزءًا من هذا المعبد.. لكن عليه أن يخاطر..

مدّ يده وأمسك بها..
تذكّر كل مشاهد فيتنام التي رآها من قبل، وانطلق يجري نحو معبد بتاح قاصدًا هذا المسخ الواقف.. رفع القنبلة..

سمع مصاصي الدماء قادمين من عدة أماكن..
استعد للحظة القاسية.. وداعًا يا سخمت أو شبيهتها.. لا أعرف إن كانت هذه القنبلة ستحدث أثرًا.. احتمال واهٍ جدًا، ومعنى هذا أنني الضحية القادمة..

- "وداعًا!! فلتسعد يا (ك) بهذا المشهد"

واستعد لينزع الزناد..
هنا حدث شيء غريب.. لقد استدار له وجه الأسد المفزع العملاق والعينان الناريتان كانتا تنظران له هو بالذات..

وسمع صوتًا يتردد في ذهنه:
- "أنا هو (ك).. (ك) هو أنا"!


يُتبَع في الحلقة الثالثة عشرة والأخيرة


عهد Amsdsei 09-10-11 04:19 PM

السلام عليكم

الحلقة الأخيرة

نادي أعداء مصاص الدماء (الأخيرة)

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13181699041.jpg
همس جيريمي من بين شفتين ملتصقتين: "سخمت!" (رسوم: فواز)

هاوية بلا قرار..
بلا قرااااااااااااااااااااار..
أريد أن أضع قدمي على شيء وبعدها أفكر..
هذا ليس عدلاً...


****************

عندما ترى العالم وأنت تفيق من غيبوبة، وعندما ترى العالم من خلال وجوه زائغة تنظر لك من أعلى، وعندما ترى العالم عندما تكبر الأشياء البعيدة وتصغر الأشياء القريبة فيما يطلق عليه السينمائيون تأثير (دولي زوم).. عندما يحدث هذا فأنت توشك على أن تفقد وعيك من جديد..
كانوا يحيطون به..

رأى وجوهًا سمراء شرقية الملامح ورأى وجهًا آخر يعرفه.. وسمع من يقول له بالإنجليزية:
- "أنت تتعافى.."

همس من بين شفتين ملتصقتين:
-"سخمت!"

جاءه صوت من يقول:
- "تلك هي المشكلة.."

ثم انحنى نحوه ذلك الوجه الأسمر الوسيم، ليقول له بصوت مهدئ ولكنة إنجليزية جيدة:
- "يجب أن تتحرر من هذا الوهم.. أنا د. عفيفي محمود.. طبيب نفسي.. هل تذكر أي شيء عما حدث؟ هل تذكر سبب دخولك معبد الكرنك في تلك الليلة؟"

قال بصوت مبحوح:
-"لا أذكر.."
ونظر إلى معصمه المضمد.. يبدو أنه حاول الانتحار كذلك.. لكن متى؟


****************


في حديقة المستشفى وهو يستمتع بالنقاهة، كان يمضي وقتًا طويلاً مع د. عفيفي.. د. عفيفي هو الذي أخبره بكل شيء..

- "عقار نرفونورم اللعين الذي ملأ الولايات المتحدة.. هناك قصص عديدة عن آثاره الجانبية، لكن أعنف هذه الآثار هي الهلوسة.. أنت كنت تعيش في عالم متشابك من الهلاوس، وتتحدث عن منظمات سرية ومصاصي دماء.. جئت من الولايات خصيصًا كي تواجه ما تطلق عليه تحالف مصاصي الدماء.

ربما لا تذكر أنك جئت إلى هذا المستشفى مرتين بسبب مهاجمتك أبرياء، ومن الواضح أنك أقحمتنا جميعًا في الهلوسة.. الممرضات.. أنا.. معارفك في الولايات.. الجميع.."

- "وهل شفيت؟"

ابتلع د. عفيفي ريقه وقال:
- "مع الأسف قلنا إنك شفيت عدة مرات وفي كل مرة نكون مخطئين.. أعتقد أننا سنلجأ لسياسة أقوى هي الغسيل الدموي أو (الديلزة).. سوف نغسل العقار من دمك غسلاً.. هناك ورقة طبية من الولايات المتحدة تزعم أن هذا علاج فعال.."

منهكًا ارتمى جيريمي على مقعد.. شاعرًا أن قدميه واهنتان جدًا..
(ك) ونادي أعداء مصاصي الدماء ومنى والمواجهة في معبد بتاح وسخمت.. كل هذا وهم صنعه خياله؟ وقد استعمل قطع شطرنج موجودة في عالم الواقع..

فكر في هذا وشعر أن أطنانًا فوق أطنان من الهموم تجثم على روحه.. أريد أن أتحرر.. أريد أن أرى النور..
المساء.. لقاء مبعوث السفارة الأمريكية الذي سيرتب إعادته إلى الولايات ليستكمل علاجه. اسمه مكيلان.. يعرفه جيدًا لأنهما اشتركا في قتل مصاصي الدماء مرارًا (في الوهم طبعًا). لديهما حشد من الذكريات المشتركة التي لا وجود لها!

عندما انتهى اللقاء خرج ليمشي معه في حديقة المستشفى..

تلك اللوحة المعلقة جوار المخرج.. عليها كتابة بالعربية لا يفهمها. لكن هذه الصورة التي تذكرك بصور المتوفين.. باهتة.. شبحية.. هذا الوجه الأسمر الجميل والشريط الأسود الذي يدل على الحداد.. طبيبة أو ممرضة من طاقم المستشفى وهم ينعونها..

ما معنى هذا؟ هذه هي الفتاة التي قابلها ليلاً في معبد بتاح.. اسمها منى..
إذن هي ماتت فعلاً.. هل ماتت برصاصة في رأسها؟
هل أقحم هذا في الهلاوس إذن كما هي العادة؟

في الغرفة دخل إلى الحمام.. أغلقه على نفسه وهو يشعر بدوار قاتل.. يريد موسى بأي شكل.. بحث كثيرًا فلم يجد.. لا أحد يضع موسى في غرفة مجنون. هكذا هوى على الضمادة وراح يمزقها بأسنانه.. في النهاية يرى معصمه.. الوشم..
الثعبانان اللذان يلتفان حول بعضهما وكل واحد يلتهم ذيل الآخر..
هذا هو السبب.. يريدون ألا يرى هذا الشعار.. لم يحاول قطع شرايينه إذن..

في الظلام وفي ساعات الفجر الأولى كان رأسه يدور.. العرق يغمر ثيابه كلها.. وكان يسمع.. يرى.. يحس..
(سخمت) هناك في الغرفة.. تقف في الضوء الخافت وقد انحنى رأسها كي لا يضرب السقف.. ترد على كل أسئلته وتخبره بالحقيقة.. تزأر.. تنبعث منها رائحة الأسود الكريهة..

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13181699042.jpg
وجّه جيريمي لكمة قوية للزجاج فتناثر في كل مكان (رسوم: فواز)

(ك) هو أنت.. أنت هو (ك)..
أنت صرت (ك) في اللحظة التي احترق فيها (ك) داخل البيت مع الرجال.. الشخص الذي رأيته أنت لم يكن سوى وليد خيالك والنيران.. (ك) لم يخرج من البيت بسبب خطأ في الحسابات..

لماذا لم يظهر (ك) ثانية؟.
لأن (ك) مات ولأنك أنت صرت (ك)..
هل تريد أن تعرف أكثر؟ (ك) مصاص دماء منذ البداية.. أنت صرت مثله..

لماذا جئت إلى مصر؟
لم تأت لتقضي على مصاصي الدماء.. بل لتشارك في الطقوس الخاصة بهم..

يسأل (سخمت) وهو يرتجف:
- "ولماذا؟ إذا كان مصاص دماء فلماذا يقتل مصاصي الدماء؟ لماذا كوّن هذا النادي؟"

تقول وهي تضحك:
- "أنت القاتل والقتيل معًا.. أنت تقود مصاصي الدماء، وتقود نادي أعداء مصاصي الدماء!"
- "ولماذا؟"

تدوي ضحكتها اللعينة فتنزف الجدران وترتج الكهوف وتعوي الذئاب..
- "هذه هي اللعبة التي يجب أن تستمر.. سخمت تحب الحروب وتريد أن ترى الدماء في كل مكان.. جيشان متصارعان قائد كل منهما خائن يعمل لحساب الجيش الآخر! أية فوضى! هذا ممتع".

- "أنت تكذبين.. أنت مجرد هلوسة لا أكثر.. لو كان كلامك صائبًا لوجد رجال الشرطة عشرات الجثث في معبد بتاح".

- "ومن قال إنني أترك جثثًا من خلفي؟ سخمت قادرة على الالتهام! لكني نقلت جثة الفتاة خارج المعبد.. لقد كدت تفسد كل شيء بحماقتك وتلك القنبلة التي أردت أن تلقيها".

- "أنت كاذبة".
- "يمكنك أن تقول هذا.. إلى أن ترى بطنك!"

في لهفة نزع الثياب عن أسفل بطنه.. راح يتحسس ما حول الصرة.. هناك خشونة غير معتادة.. لم يكن مشعرًا في الطبيعة، لهذا أدرك أن هذا الموضع كان ينمو فيه شعر كثيف وقد تمت إزالته بلا عناية..
ربما كانت هناك رقعة فراء هنا؟

صاح في لهفة وهو يتمسك بزجاج المرآة الأملس:
- "ولماذا أنا بالذات؟"

- "أنت تعرف الإجابة.. مثلما كان (ك) وكنت أنت.. الابن السابع في أسرة من نفس الجنس.. لك ستة أخوة من الذكور؛ لأن أباك كان شديد التدين ولا يؤمن بتحديد النسل.. كل العالم يعرف أن السابع يصير مصاص دماء.. وهكذا عرفت سخمت من تختار كي ينشر الوباء.. أنت لا تعرف أن (ك) كان من كبار مروجي عقار (نرفونورم) ولا تعرف أنك تقوم بالدور بعده. لقد اخترتك لتكون هنا معي لكنك حاولت التخلي عني".
- "أنت تهذين!!"

****************


إنها الهلاوس.. لا يوجد شيء من هذا.. لا يوجد نادٍ لمصاصي الدماء ولا توجد سخمت.. كل هذا هراء. العقار اللعين هو المسئول عن هذا وأنا أدمج كل الحقائق في هذه الأسطورة السخيفة..
لكن من أين جاء الوشم؟ ربما أنا صنعت الوشم عندما كنت في الولايات، واعتقدت أنه خاص بمصاصي الدماء؟ كنت أتصرف كمخرج بارع ينثر الإكسسوار للأكذوبة الكبرى التي صنعها..
لكن لا.. أنت رأيت (ك) وتعرف جيدًا أن القصة حقيقية..
لو كان في كلام سخمت هذا شيء من الصحة، فأنت تحمل لعنة أبدية ضد البشرية.. أنت الشر يمشي على قدمين..

كرااااش!
وجّه لكمة قوية يحركها الغلّ والغيظ للزجاج فتناثر في كل مكان وملأ الحوض.. هناك في شظايا الزجاج رأى آلاف الوجوه التي تعبّر عن حالته بصدق..
كانت يده تنزف.. أدرك أن الجرح لا يلتئم ولا توجد أطراف هدبية تبرز من الجلد..
إذن هو يمكن أن يموت.. وموته يعني القضاء على مصاصي الدماء، وعلى نادي أعداء مصاص الدماء معًا.. لكن لماذا يموت إذا كان هذا كله هلوسة؟؟؟؟

عندما قطع الشريان استند إلى الحوض وراح يرمق انعكاس وجهه في بقايا المرآة.. كان يمقت الجدل طيلة حياته، وها هو ذا يحل المشكلة بطريقة جذرية.. لو كانت هلوسة فقد انتهت.. لو كان مصاص دماء فسوف يموت......
يا سادة.. إنني أعلن نهاية نادي أعداء مصاصي الدماء.

تمّت


احمد خميس 21-12-12 03:27 AM

رد: نادي أعداء مصاصي الدماء جديد الد.أحمد خالد توفيق الأخيرة
 
تسلمى قصه راائعه


الساعة الآن 07:57 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية