منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   109 - أعدني الى أحلامي - آن هامبسون - روايات عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t161815.html)

نيو فراولة 24-05-11 10:43 AM

وخيم الصمت , يبدو أن دورين يشك في أخلاص جولييت وصراحتها , وفي الوقت نفسه ,كانت مشاعر جولييت نحوه تخضع لتحولات غير متوقعة تجهل هي طبيعتها , قال دورين بصوت خافت:
" أذن تقبلين أن تصبحي زوجتي وليس غير ذلك".
" لو قبلت أن أصبح غير ذلك فسوف أفقد أعتبارك لي وأحترامك".
قطب جبينه وقال:
" لم أكن أتوقع جوابا كهذا وخاصة منك".
" لم لا ؟ أتعتبرني خجولة الى حد يمنعني من التفوه بجملة كهذه؟".
" لا أعتبرك خجولة بل رزينة".
" لندع هذا الموضوع جانبا أذن , قل لي , هل حصل أن عشقت أمرأة أنكليزية من قبل؟".
" واحدة أو أثنتين".
" من لندن؟".
" واحدة كانت تعيش في قرية صغيرة تدعى دورست".
" قروية ؟ وماذا كنت تفعل في القرية؟".
" كنت ضيفا في منزل والديها ".
كانت جولييت علم أن دورين لن يبوح بهوية تانيا وقد بلغ حدود حديثه عن الموضوع , فحاولت بدقة أختيار كلماتها للسؤال التالي:
" وهل كان والداها من أصدقائك؟".
" من معارفي فقط".
" أكان لديهم أولاد آخرين؟".
" كانت تعيش معهم فتاة قريبة لهم ".
أرادت جولييت أن تستفهم منه عن هذه القريبة , فسألته عنها...... أجاب بغضب:
" كانت طائشة وقبيحة المظهر, ولما تهتمين بأناس لن تقابليهم أبدا؟".
" حان الوقت لعودتي الى المنزل , فماغ تعجز عن النوم أذا لم أكن في البيت".
" لا أستطيع أن أتركك ترحلين".
جذبها نحوه بقوة , دافنا رأسه في شعرها .......كان قد أطلق العنان لعاطفته فجأة , أذ لم يعد يقوى على كبت مشاعره , أرادها له بكل ما في كيانه من رغبة وشوق.
" جولييت أريد منك جوابا نهائيا, آمرك بأجابتي ".
شعرت جولييت بقوته , بسيطرته , بعنفوانه وأرادته الصلبة , كانت يداه تضغطان عليها بشدة معبّرتين عن شوقه الجامح لأمتلاكها , تفجرت طبيعته اليونانية التي تثير مشاعر معظم النساء ألا جولييت , فهي ما زالت تحتفظ بهدوئها وثباتها .
" تعالي معي غدا...".
قالت بصوت هادىء:
" علي أن أذهب الى الداخل الآن , فالوقت بات متأخرا".
وفتحت باب السيارة , نزل دورين ورافقها لى باب المنزل وخيبة الأمل بادية على وجهه.
" جولييت ليس عدلا أن نفترق بهذا الشكل".
" وداعا دورين".
وأبتعدت عنه متوجهة الى الداخل , وأغلقت الباب وراءها من دون أن تنظر اليه من جديد , سمعت صوت سيارته تبتعد وأنتابها شعور بالفشل , لم تفلح في أختراق جدار أرادته الصلبة , ولم تجعله يتخلّى عن أستقلاله , خسرت لعبة القدر.

نيو فراولة 24-05-11 10:44 AM

5- الى جزيرة الثأر


دخلت ماغ البيت وفي يدها رسالة لجولييت:
" رسالة لك من مدير شركتنا , يبدو أنهم يبحثون عن المزيد من عارضات الأزياء , وقد وقع نظر المدير عليك خلال الحفلة السنوية...".
قاطعت جولييت حديث ماغ غير مصدّقة :
" عارضة أزياء؟".
" هيا أقرأي الرسالة".
وقرأت جولييت الرسالة وعندما أنتهت هتفت ماغ:
"أنها فرصة العمر , ما رأيك؟".
" عليّ أن أحضر مقابلة مع المدير غدا في الساعة الخامسة والنصف".
" يا لك من سعيدة الحظ , ستتولى الشركة أمر تدريبك على العمل كعارضة أزياء , بالأضافة الى الفرص التي ستتوفر أمامك للسفر الى الخارج".
لم تجب جولييت , كانت تتساءل عما أذا كان هذا العرض من عمل دورين , وكلما فكرت في ذلك كلما أشتدت ثقتها بأنها على صواب.
ذهبت في اليوم التالي الى المكتب لتقابل المدير.
" أهلا آنسة هاردي , تفضلي بالجلوس".
" شكرا".
جلست جولييت تتأمل أرجاء الغرفة المفروشة بالتحف الثمينة , ثم قالت:
" كانت رسالتك مفاجأة كبيرة".
" هذا ما ظننت".
تردد المدير لحظة قصيرة ثم أستطرد قائلا:
" تحتاج شركتنا الى عارضات أزياء يتحلين بقدر كبير من الجمال , فمنذ أندماج شركتنا مع شركة أخرى مشهورة , وجدنا أن علينا أختيار أجمل الفتيات للقيام بعرض أزياء تفوق الى حد بعيد ما كنا ننتجه من قبل , وكما ذكرت لك في رسالتي , سيتطلب منك السفر الى الخارج".
" والى أين سيتطلب مني السفر أولا؟".
" الى اليونان".
" وألى أي منطقة في اليونان؟".
" زاسوس , جزيرة رائعة تتحلى بآثار قديمة أخترناها كخلفية لبعض الأبتكارات الجديدة التي نفكر بترويجها في أوروبا".
" زاسوس..... هل عرضت علي هذا العمل وفقا لطلب السيد كوراليس؟".
تردد قليلا ......ثم أجاب:
" نعم .... لكن القرار الأخير يعود اليك , فلست مرغمة على القبول".
ألتقطت جولييت حقيبتها وهمّت بالرحيل:
" أقبل بلوظيفة".
وفي خلال أسبوعين كانت في طريقها الى اليونان , حيث أتى دورين لأستقبالها في المطار , أقترب منها والأبتسامة مشرقة على وجهه:
"ها نحن نلتقي من جديد , جوليت حبيبتي".
" جئت هنا لأتلقى تدريبا في عرض الأزياء , أعلمني المدير أنك ستتدبر أمر هذه المهمة ".
ضحك دورين وأجاب :
" كما تشائين , يسعدني جدا أنك وافقت على المجيء".
وأخذ بذراعها متابعا قوله:
" سنجتاز البحر الى زاسوس على المركب".
وفي طريقهما الى زاسوس شرع دورين يصف لجولييت جمال الجزيرة وأهميتها التاريخية والأقتصادية.
" تجدين في زاسوس غابات كثيفة , وجداول مياهها غزيرة ونقية بالأضافة الى الشواطىء العديدة , والتلال المكسوة بأشجار الصنوبر والمناظر الخلابة , يمكنك رؤية جبل زاسوس من خلال النافذة في منزلي , سيعجبك المنزل دون شك يا جولييت".
" منزلك؟ أعتقدت أنني سأمكث في الفندق؟".
" لم أجد لك أية غرفة في الفندق فجميعها مشغولة , ستكونين ضيفة في منزلي".
لم تعترض جولييت, كانت تعلم أن أعتراضها لن يغير الوضع , ستمكث في قلعته مهما كانت أرادتها , فهي وافقت على المجيء الى زاسوس آملة أن تنجح في تحقيق خطتها هذه المرة , أظهر دورين أنه لم يزل مهتما بها , فربما سيخضع لقلبه وعواطفه ويتخلى عن حريته لأجل الحصول عليها.
" جولييت , أتسمحين لي بالأعتناء بك كما أشاء؟".
" جئت الى هنا لأعمل".
" يا لك من أنسانة قاسية! كوني واثقة أنني سأنهال عليك بالضرب حال وصولي الى المنزل لعل ذلك يكون درسا مفيدا لتحطيم أرادتك الصلبة".
حذرته قائلة:
" سأعود الى لندن حالا".
بينما أنفجر يضحك بملء صوته:
" سنقضي وقتا ممتعا ..... سترين".
أدارت جولييت رأسها لتتأمل جمال الطبيعة من حولها , الجبال والبحر والتلال وأشجار الصنوبر والسرو والزيتون سحرتها بروعتها , وملأت عينيها جمالا وفتنة.
هتفت جولييت في الطريق الى المنزل:
" جزيرة رائعة الجمال".
ثم أضافت :
" لا شك أنك سعيد للعيش هنا بأستمرار".
" ستكونين أنت أيضا سعيدة".
" جئت بمهمة ولن يدون ذلك الى الأبد , فعندما أنتهي سأعود الى لندن".
" جوليت , لا أعلم ما تطلبين مني , أنتظري حتى نصل البيت , عندئذ سأعاملك بطريقة مختلفة".
" وماذا أستنتج من حديثك ؟".
" أنني سأجبرك على طاعتي".
منتديات ليلاس
نظرت اليه جولييت من طرف عينها لتجد على وجهه تعبيرا هو مزيج من القسوة والسلطة , حملتها ذكرياتها الى الماضي حين كانت تحبه , كم كان حبها له مفعما بأرق وأنقى العواطف , كانت مستعدة لو أراد , أن تعطيه روحها وكل ما في كيانها من حب وتضحية , ها هو الآن عاجز حتى عن أثارة أعجابها , فكما قالت ماغ لقد تولى القدر أمر معاقبة عائلة خالتها ولم يبق سوى دورين فهو لم ينل بعد ما يستحق , ها هي الفرصة تسنح أمامها من جديد لتحاول أنجاز خطتها بالأنتقام منه.

نيو فراولة 24-05-11 10:46 AM

كانت الشمس ترسل خيوطها الذهبيى في كل مكان , وفي الهواء عطر الفاكهة الناضجة , وأخيرا وصلا الطريق التي تؤدي الى المنزل , عندما ظهر البيت من وراء الأشجار , هتفت جولييت معبّرة عن تقديرها لجمال وضخامة المبنى.
" أيعجبك؟ أعتبريه منزلك متى شئت".
" لا تقل ذلك , أمن عادتك دعوة كل أمرأة تتعرف بها للمكوث في منزلك؟".
" من يسمعك يعتقد أنني أحببت نساء عديدات".
" أليس هذا صحيحا؟".
لم يجب , علمت جولييت أنها أثارت غضبه لكنها لم تبال.
" تفضلي الى الداخل , أهلا بك في ماساليا , الأسم الذي أطلقته على منزلي".
دخلت جولييت هو يتبعها , راحت تتأمل المفروشات الفخمة التي تدل على ذوق رفيع , ولاحظت التحف القديمة الثمينة , وأصطحبها دورين الى غرفة الجلوس حيث جاء لأستقبالهم خادم المنزل قائلا:
" المعذرة , لم أ‘لم بقدومكما , ستأتي أستيرو الى هنا حالا".
" كلانزس , أقدم لك الآنسة جوليييت , جوليت هذا كلانزس يتولى وزوجته وأبنته أمر الأعتناء بهذا المنزل , هل هي أستيرو تأتي الآن , أنها زوجة كلانزس وها هيكاسيانا أبنتهما".
حيتهم جولييت بلطف وقالت:
" تسعدني مقابلتكم".
" سيتولى كلانزس أمر أحضار حقائبك الى غرفتك".
وبعد وقت قصير كانا جالسين في الحديقة يتناولان شرابا مرطبا.
" دورين , ينتابني أحساس أنك لم تفكر لحظة بأمكانية بقائي في الفندق ,بل كنت مصمما على مكوثي هنا مهما كان الأمر".
" صحيح , ومجيئك الى اليونان لا علاقة له كعارضة أزياء".
" أذن ما سبب وجودي هنا؟".
" كفاك تمثيلا , علمت منذ البداية أنني السبب وراء هذا العرض".
" نعم علمت ذلك".
" أذن تعلمين أيضا ما أريد منك".
" وأعلم ما أريد لنفسي".
تابعت جولييت كلامها شارحة له أنها سترجع الى لندن حالا أن لم تكن ستعمل كعارضة أزياء.
" قلت لك في لندن أنني لن أوافق أن أكون غير زوجتك , وما زلت مصرة على قولي".
حاول دورين أقناعها من جديد , معيدا على مسامعها أستعداده لمنحها جميع ما تشتهي نفسها من جواهر وثياب , وحتى منزلا مستقلا تسكنه متى تشاء ويبقى لها حتى لو قررا أن ينفصلا في المستقبل , أصغت اليه جولييت بصمت وعندما أنتهى قالت:
" دورين , أما الزواج أو لا شيء".
" أتعرضين عليّ أن أتزوجك؟".
أحتقن وجه جولييت وأجابت:
" أسأت فهمي تماما , فمن الأفضل أن نغير الموضوع".
" لن أغيّر الموضوع , أريد الوصول الى حل".
" لو كنت تحبن حبا كافيا لأردتني أن أصبح زوجتك".
" حبا كافيا......".
وبدا على دورين أنه يفكر , وكأن جولييت فتحت أمامه صفحة جديدة عن طبيعة النساء وأطوارهن , وأستغرق في التفكير ولم يتابع الحديث عن هذا الموضوع ألا في المساء , فبعد أنتهائهما من تناول طعام العشاء طلب منها دورين أن ترافقه في نزهة الى الحديقة , ساد الصمت بينهما لوقت طويل حتى توقف دورين عن السير وأخذ يتطلع في عينيها بشوق عارم , وبدا كأنه فقد السيطرة على عواطفه , حاولت أن تبتعد عنه لكنه جذبها اليه بشدة وقال:
" جولييت حبيبتي , قلت لي سابقا أنك توافقين على أن تصبحي زوجتي , ها أنا أطلبك للزواج رسميا.. فهل تقبلين؟".
" هل تحبني؟".
سألته هذا رغم أن الجواب على سؤالها كان واضحا على وجهه , فأجاب:
" أحبك يا ساحرتي , فهل تقبلين بي زوجا لك؟".
همست وفرح الأنتصار يغمر قلبها:
" بكل سرور".
أحست كأنها طير وجد حريته من جديد , فها هي فرصة الأنتقام قد حانت".
الأنتقام! كلمة سحرية سطعت في أفقها , باتت مسيطرة على وجودها , مستبدة بحياتها ومستقبلها , الأنتقام.... لن يهدأ البركان في أعماقها ألا حين تنجح في تحطيم قلب دورين كوراليس......
تمت حفلة الزفاف ,حضرتها وفود من الأصدقاء والأقارب مهنئين العريس على ذوقه الرفيه وحظه السعيد.
بدت جولييت وكأنها طالعة من أسطورة تتألق في ثوب أبيض من النسيج الحريري الصقيل , أما دورين , فكانت فرحته لا توصف , ويبدو على وجهه الفخر والأعتزاز بزوجة المستقبل.
أنتهت الحفلة ووجدت جولييت نفسها برفقة دورين ...... كانا وحدهما, فهي الآن زوجته , والوقت الذي كان دورين ينتظره بفارغ الصبر , ها هو قد آن أوانه.
أقترب منها وفي عينيه بريق من الغبطة والشوق , أخذها الى صدره بلهفة طاغية:
" هذا اليوم هو أسعد يوم في حياتي , يوم لن أنسته أبدا , سأحبك يا عزيزتي حتى يوم وفاتي , هذا وعد أقطعه على نفسي يوم زفافنا".
كلمات عطرة , تتمنى كل عروس أن تسمعها يوم زواجها, لكنها في ذهن جولييت كانت قصة أخرى مختلفة تماما تحوك نفسها , والمستقبل يتراءى لها مجللا بالثأر , ففي قلبها كانت تحمل لهذا الرجل كراهية وحقدا لا حد لهما , ومرادها الوحيد أن تحطم حياته...

نيو فراولة 24-05-11 10:47 AM

" لا أدري يا حبيبتي كيف لم أدرك سابقا أنني أريدك لي كزوجتي لا غير , زوجة أحبها وأعشقها طوال حياتي , زوجة تشاركني أفراحي وأحزاني ,جولييت قولي أنك تحبينني , فهي كلمات لا أسمعها منك ألا نادرا".
" أحبك يا دورين".
وأبتعدت عنه نادمة , كم تكره الكذب فهي لم تعتد على الكذب من قبل.
" سنذهب غدا في رحلة حول الجزر اليونانية , سيكون شهر عسل تاريخيا".
أجابت جولييت بصوت مرتبك قليلا:
" سيسعدني ذلك دون شك".
مما أثار قلق دورين فسألها:
" هل أنت بخير يا حبيبتي؟".
" أشعر بالتعب والأنهاك لا سيّما بعد نهار كهذا , أسنتفذ قوتي كلها , هل تمانع لو قضيت الليلة في غرفة بمفردي؟".
بدت على وجهه خيبة الأمل لكنه سرعان ما أستبدلها بأبتسامة وقال:
" أذا كانت هذه مشيئتك , لكن.....".
" أشكر لطفك , أنك أنسان طيب".
منتديات ليلاس
وأوت جولييت الى فراشها , ( بداية التعذيب) فكرت في ذهنها , أستلقت على الفراش تصغي الى زوجها في الغرفة المجاورة يسير مضطربا جيئة وذهابا وكأنه نمر داخل قفص, لقد بدأت بتنفيذ خطتها فهي تملك دورين في قبضة يدها الآن , وهو هائم في حبها , وحين يأتي اليوم الذي يعترض فيه على معاملتها له , سيكون جوابها جاهزا , وتكون قد بلغت ذروة أنتقامها آنذاك...
في اليوم التالي توجهت جولييت برفقة زوجها الى المرفأ حيث كان نيريوس في أنتظارهما , وهو اليخت الذي يملكه دورين , بعد أن أبحرا معا الى جزيرة ساموزراس , أقترب دورين من زوجته قائلا:
" حسنا يا حبيبتي , اليوم بداية شهر العسل , سنجعل هذا الشهر بداية رائعة نتوج بها حياتنا معا".
كان صوته ناعما رقيقا , ورغم حقيقة شعورها نحوه لم تقو جولييت على صدّ الندم الذي تسرب الى قلبها , فهذه الرحلة الرائعة تعني أن أوقاتا سعيدة , هانئة تنتظرهما , ولو أن الحب بينهما كان شعورا متبادلا , لكان كل شيء في العالم سيبدو زاهيا كأن الحلم تحول الى حقيقة.
وصلا الجزيرة وشرع دورين يشرح لها أسماء الأماكن الأثرية التي يعبران بها , وأسعدها هذا لأنها كانت تهتم بتاريخ اليونان وحضارته العريقة , والحق أن هذا الأهتمام بدأ منذ أن وقع نظرها على صورة دورين للمرة الأولى , أظهرت أتجاهه الآن شوقا وحبا عارمين محاولة أن تكتسب ثقته الكاملة بها , فهي تريده أن يتعلق بها الى أقصى حد , حتى تكون تعاسته أقوى من أن يتحملها , عندما يكتشف الحقيقة في النهاية.
عندما بلغا منطقة أثرية تنتصب فيها التماثيل الرومانية الشامخة وغيرها من المباني والأنصاب التاريخية , أخذت جولييا تتأملها بأهتمام شديد سعيدة كالطفلة أمام دمية جديدة .
" أبنى اليونانيون كل هذه المباني الضخمة لأرضاء رموز؟".
" تذكري أننا كنا نعجب بالرموز فمن الطبيعي أننا حاولنا األأبداع في بناء أنصاب لها".
" أعتقد أن تمثال ( النصر المجنح) عثر عليه هنا في هذه الجزيرة بالذات".
" صحيح , عثر عليه فرنسي ولسوء الحظ أخذه الى بلاده وهو الآن معروض في متحف اللوفر".
" يا للأسف , فتمثال بهذا الجمال وهذه الأهمية يجب أن يكون معروضا في بلاده".
" أنك على صواب , لكن كما هي الحالة بالنسبة للعديد من التماثيل التاريخية المهمة ,فهي موجودة الآن في بلاد غريبة".
" لا أدري لماذا سمح اليونانيون للأجانب بالأستيلاء على ثروتهم الحضارية؟".
" كان هذا في العهود القديمة , لكن الأمر تغير مع مرور السنين ولن يحصل ذلك بعد الآن".
سألت جوليت :
" هل بأمكانا أن نتسلق هذه التلة؟".
ثم أضافت:
" أريد الجلوس حيث جلس بوسيدون يراقب حرب طروادة".
ضحكت جوليت بينما وقف دورين لاهثا:
" من أين لك هذه المعلومات عن تاريخ اليونان؟".
" معظمها قرأته في الكتب....... بدأت أهتم بتاريخ الأغريق وأنا في السابعة عشرة من عمري".
" أين كنت في هذا العمر؟ أعلم القليل جدا عن ماضيك , تمّ زواجنا بسرعة ألا تعتقدين؟".
" ثلاثة أيام بعد وصولي الى زاسوس".
" ثلاثة أيام , أمضينا أسبوعين معا فقط , أمامنا عمر بكامله لنتعرف على بعضنا".
وأنطلقا يتسلقان التلة حتى بلغا القمة حيث وقفا يتأملان جبل آتوس وسألها دورين عن ماضيها من جديد:
" ماذا كنت تفعلين وأنت في السابعة عشرة من عمرك؟".
" كنت أقوم بالأعمال المنزلية".
" أذن لم تكوني تعملين خارج البيت في ذلك الحين؟".
" لا , لم أعمل ألا بعد تخرجي من المعهد التجاري".
" كان عليك أن تتدربي كعارضة أزياء".
سألته جولييت والأبتسامة تعلو ثغرها:
" أتعتقد ذلك؟".
كانت تتساءل عما ستكون ردة فعله لو علم أنها كانت أميلي لوزار في ذلك الوقت , الفتاة القبيحة المظهر التي كانت تتمنى لو يلقي عليها نظرة واحدة.
" ألديك صور وأنت في سن المراهقة؟".
" نعم , لكن جميع صوري ما زالت في البيت في لندن".
" لندن؟".
" لم يزل لدي هناك العديد من أمتعتي الشخصية".
" عليك تدبير نقلها الى هنا في أقرب وقت".
" لا أزال أملك المنزل طبعا , أفضّل وضعه للأيجار بدلا من بيعه".
قالت ذلك وهي تفكر بالعودة الى منزلها في المستقبل القريب , بعد أن تأخذ بثأرها منه , بعد أن تنفذ الخطة...
ما يعرفه دورين عن ماضي جولييت لم يكن سوى القليل , فهي أمتنعت عن اتحدث عن الماضي بتفاصيله.
كان يعتقد أنها تعيش في منزل والديها , وأنهما توفيا وتركا لها المنزل في لندن , نجحت جوليت في تفادي أية أحراجات قد تنجم عن زلة لسان غير مقصودة , أو كلمة ليست في مكانها وهي تتحدث عن الماضي , ألا أنهاكانت بكل لباقة تجنب هذا الموضوع كلما أمكنها ذلك.

زهرة منسية 24-05-11 10:30 PM

:8_4_134:
:103gi:


الساعة الآن 11:29 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية