منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   حصري 655 - اللقاء بعد اليأس - Frances Creighton - عبير دار ميوزيك ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t159986.html)

دلوعة فلسطينيه 19-04-11 08:52 PM

655 - اللقاء بعد اليأس - Frances Creighton - عبير دار ميوزيك ( كاملة )
 
مرحبا صبايا اليوم راح انزل رواية من روايات عبير اسمها
اللقاء بعد اليأس _ دار ميوزيك
وهي من اول رواية قرأتها من روايات عبير وحبيت اشاركم فيها
وان شاء الله اتنال اعجابكم

:flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::liilase:



الملخص
وصلت ستيفاني الفينيسية إلى باريس
لكي تكرس ذاتها لمهنتها كمصورة حرة
وفي دنيا السينما والفنون و الاثار
تقابلت مع الشاب الجميل مارك دي موجاندر ولم تشك يوما ما في
تعرضها لدسيسة قام بها بعض المغامرين الفطنين المغرضين
من ذا الذي يستطيع إنقاذها من اليأس ؟
ربما يكون مارك ؟ لكنه بعيد جدا
هذا بالإضافة إلى أنه .....
هل ما زال يحبها حقا ؟!

ملاحظة : لا يحل نقل الرواية بدون ذكر اسم منتديات ليلاس واسم كاتبات الرواية
Rehana , دلوعة فلسيطينيه

دلوعة فلسطينيه 19-04-11 10:22 PM

الفصـــل الاول

:flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::flowers2:

كان الخريف في باريس في بلك السنة رائعا كانت اشجار الكستناء مازالت خضراء إلا ان بعض اوراقها - وقد اتخذت لونا احمر - كانت تتساقط من حين لاخر إنها بداية شهر اكتوبر ( تشرين الاول )
أوقفت ستيفاني تاكسي في ميدان سان جيرمان دي بريه إذ كان على موعد مع زوجة ابيها عند هنري باردو بائع الزسوم واللوحات القديمة وهو صاحب محل بشارع ال سين
عندما نظرت الفتاة إلى ساعة الميدان وجدت انه ما زال أمامها نصف ساعة ولكي تضيع الوقت اتخذت شارع بونابرت كانت الفتاة فد غادرت فينيس حيث كانت تسكن في أملاك والدها وهو مبنى فاخر على شاطئ ال جراند كانال
كان الكونت ماركتيني دي بروسو وهو ايطالي من أصل روماني قد استقر منذ فجر شبابه في مدينة دوج
وكانت ستيفاني هي ثمرة زواجه الاول من فرنسية ورثت عنها عينين زرقاوين ذواتي نظرة عميقة ثم بعد عامين من الترمل تزوج الكونت مرة اخرى من الجميلة اورورا قد قاومت البؤس طوال فترة مراهقتها اثناء إقامتها في أحياء نابولي محرومة من حق الإرث لذلك عندما منحها الكونت اسمه وكان وقتئذ شابا جميلا في الاربعين من عمره اعتقدت اورورا ان ذلك يرجع إلى بركة الله لها تنقلت ستيفاني من مدرسة إلى أخرى وأخيرا استقرت في مدرسة داخلية في جنيف وكانت تبلغ الثانية عشرة من عمرها عندما توفي الكونت في حادثة سيارة ثم بعد ثماني سنوات عندما اتمت دراستها غادرت سويسرا بصفة نهائية لكي تعيش في منزل والدها مع اورورا وكانت هذه الاخيرة تعيش حياة البذخ كثيرة الاسفار تنفق بغير حساب .
ولما كانت ستيفاني قد حذت حذو الكونتيسة فإنها أخذت تفكر جديا أثناء تطلعها إلى واجهات المحلات وما بها من معروضات في شارع ال سين في أن هذه الحياة المقلدة عديمة المنفعة أصبحت ثقيلة عليها .
عندما دخلت إلى معرض اللوحات وجدت زوجة أبيها تتحدث مع البائع عندما رأت هذه الاخيرة ستيفاني صاحت
- اه يا عزيزتي لقد حضرت ؟! أقدم لك السيد باردو
ثم أضافت
- كان يعرف والدك جيدا وكثيرا ما اشترى له رسوما أثناء فترات إقامته في باريس
مدت الفتاة يدها إلى السيد باردو الذي احتفظ بها فترة في يده مبتسما ثم قال
-إني سعيد بكعرفتك يا انسة لقد كان والدك صديقا لي كان - رحمه الله - خبيرا في الاشياء القديمة الاثرية .....
كم من مرة تناقش كلانا منحنيين وممسكين بالعدسات المكبرة عن صحة رسم أو لوحة ! وفي أغلب الأحيان كان هو على حق إن مجموعاته معروفة لدى كل الهواة في العالم
بادلته الفتاة الابتسامة وسحبت يدها بينما كان هو يواصل كلامه
- لقد تشرفت باستقباله لي منذ اثني عشر عاما وذلك خلال رحلة لي في إيطاليا وكنت حينئذ فتاة صغيرة في الإجازة الصيفية ومازلت أراك تجرين في الفناء بالضفائر التي تهتز على ظهرك وفي ذلك اليوم أعجبت باللوحة التي كان والدك يفتخر باقتنائها ل ليونارد دافنشي .
أثناء ما كان البائع يسترجع بلك الذكريات ألقت الكونتيسة نظرة من حولها قالت
- هل أنت تبيع أيضا منحوتات يا سيد باردو ؟
- عامة لا يا سيدتي العزيزة غير أنه قد أتيحت لي فرصة اقتناء هذه التماثيل البرنزية الصغيرة ....و...
وبينما كانوا يثرثرون اتجهوا نحو الحدرة حيث كان مكتب البائع كان البائع الشاب من حين إلى اخر يلقي نظرات خاطفة غلى ستيفاني محدثا ذاته بأن ابنة الكونت قد اصبحت جميلة جدا تتمتع بسحر ورشاقة الغزالة شعرها الكستنائي يحيط بوجه بيضاوي عيناها الواسعتان لهما أهداب سوداء وأنفها الدقيق يمنحها مظر شخصية خارجة من إحدى لوحات النهضة الإيطالية بالإضافة إلى ذلك كانت تنبعث من شخصيتها وداعة وبراءة .
كان هندامها بسيطا عبارة عن بنطلون من قماش الفانيلا الرمادي وبلوزة بيضاء في حين ان زوجة ابيها كانت ترتدي كعادتها ملابس شاذة باهظة الثمن إذ كانت في ذلك اليوم تضع تايير من القطيفة السوداء وكاب احمر مبطنا بالحرير الاحمر أيضا .
وها هي الفتاة تتأمل الان باهتمام الاعمال المعروضة لأنها كانت قد ورثت عن والدها حسا مرهفا للفنون الجميلة وكل ما يوحي بالعصور السالفة أما الكونتيسة وهي جالسة أمام المكتب فقد كانت تري هنري باردو صورا ولوحات كانت قد أخرجتها من حقيبتها وكان كلاهما يتبادلان حديثا بصوت خافت .
وإذا بالباب يفتح إلى النصف لكي يظهر منه شاب في الثلاثين من عمره فارع ذو شعر كستنائي مجعد ووجه جميل بارز التقاطيع بعض الشيء ومازال محتفظا بلفحة شمس الصيف كان عريض المنكبين ويبدو أنه رجل رياضي .
بتلقائية التفتت ستيفاني نحو الوافد الجديد وشعرت بأنها انجذبت له كما يفعل المغناطيس من تاثير عينيه الخضراوين وإذا بشيء غريب سحري يلحق بكليهما وعندما التقت نظراتهما لم يتمكنا من الالتفات الواحد عن الاخر وعندما رفعت الفتاة رأسها وشفتاها مرتجفتان ابتسمت وعملت على الالتفات وإذا بها تسمع من خلفها صوت هنري باردو قائلا
- صباح الخير يا سيد موجاندر كنت أعتقد أني سوف أراك هل حضرت من أجل رسم رمبرانت ؟
ولما لم يجبه الزائر إذ كان مثبتا نظره على الفتاة واصل البائع وإن كان قد دهش لذلك
- إنه رسم ذو قيمة عالية لقد اعتقدت عند اخر زيارة لك أنك ترغب في اقتنائه وكأن موجاندر عاد إلى الأرض تفرس في باردو ثم بصوت متردد
- نعم... بالتأكيد ... لقد حضرت لكي أشتريه
واتجه نحو المكتب الذي تجلس الكونتيسة أمامه أردف باردو
- سيدتي العزيزة اسمحي لي بأن أقدم لك السيد دي موجاندر....وهو من عشاق الفن
وواصل عملية التقديم
- الكونتيسة ماركتيني دي بروسو .... أرملة الكونت الذي لا شك أنك سمعت الكثير عنه كشخص من هواة جمع الرسوم واللوحات وكل ما هو نادر وقديم .
مدت الكونتيسة أصابعها المحملة بالخواتم نحو موجاندر الذي انحنى واصل البائع ملتفتا نحو ستيفاني
- الانسة ماركتيني دي بروسو ابنته
أكدت اورورا
- ابنة زوجي
تناول موجاندر يد الفتاة واحتفظ بها لفترة أطول مما كان يليق الاحتفاظ بها وهو يرنو إليها
تركهما البائع لحظة ودخل إلى الغرفة الوقعة في اخر المحل وهي تستخدم كمخزن ثم خرج منها وبيده رسم في إطار
- ها رامبرانت الذي جذب انتباهك يا سيدي إنه رسم بالريشة وبالالوان المائية يرجع إلى عام 1640
أضاف ذلك متوجها إلى الكونتيسة التي التفتت نحوه لكي تنظر إلى الصورة التي يمدها إلى الشاب تناول هذا الاخير الرسم بكل احترام وتأمله طويلا اخيرا رافعا عينيه سأل
- هل سبق أن أخبرتني بأنه ب مليون ومائة ألف فرنك ؟
- نعم يا سيد دي موجاندر
ولما رأه مترددا أضاف باردو
- إنه رسم نادر وصور رمبرانت ليس من السهل العثور عليها غير أنه بما انك زبون طيب في إمكاني أن أجعله
ب مليون فقط ليس أقل
أجاب موجاندر
- شكرا سيدي باردو
ثم دون ان يتردد لحظة أكثر من ذلك أخرج دفتر الشيكات نهضت الكونتيسة في هدوء تاركة الرجلين يتبادلان الحديث معا بمفردهما أمام المكتب ولحقت ب ستيفاني التي كانت تواصل زيارة المعرض بتادلتا بعض التعليقات على اللوحات لكن اورورا كانت تبدو شاردة ..... كانت تفكر في هذا الرجل الجميل الذي يوقع شيكا بمائة مليون ( سنتيم )
وأثناء ما كان البائع يقوم بتغليف لوحة رمبرانت اقترب منهما موجاندر
- قد تكون متعة لقائكما في احتفال تاجر التحف ليلة الافتتاح لقد أخبرني السيد باردو حاليا أنه يمتلك تعض الروائع كان قد حبأها في عناية في جناحه هذا المساء ....
فأجابته الكونتيسة وعلى شفتيها ابتسامة ساحرة وفي صوتها الساحر لهجة إيطالية
- إتفقنا يا سيدس العزيز سنكون في جراند باليه لقد حضرنا من أجل ذلك إنها المرة الاولى التي تحضر فيها ابنة زوجي هذا العرض الشائق لأنه حتى الان كانت دراستها تحول دون قيامها بفترات إقامة طويلة في عاصمتكم ومن جانت اخر
- هكذا واصلت في مودة - كدت اختنق في فينيسيا حقا كنت في حاجة إلى باريس !
غير أن الشاب كان قد كف عن الاستماع إليها لأنه كان مشغولا بالتأمل في ستيفاني
اقترب البائع مقدما اللفة ومعها شهادة الأهلية للرسم
- ها ما طلبته يا سيدي مع دعوة لليوم السابق لافتتاح معرض الصور أمله في لقائهما أثناء السهرة اصطحبه باردو إلى الباب بينما عادت الكونتيسة إلى المكتب وتناولت قطعة برنزية تمثل إله الريف عند الومان يعزف على المزمار متظاهرة بأنها تفحصها باهتمام ثم قالت موجهة كلامها إلى باردو
- لطيف جدا هذا الرجل الجميل دي ....دي
أكد لها هذا الاخير
- دي موجاندر ..... مارك دي موجاندر انه شاب جذاب ورقيق مجامل ممتاز .... هذا بالاضافة الى انه مولع بالاشياء القديمة كما كان والده غن فندقه الخاص وهو من مساكن القرن الثامن عشر عبارة عن إحدى روائع المساكن ذاب الاطار الخشبي وارد بولونيا حيث يضم أشياء رائعة
سألته اورورا بطريقة سطحية وهي مستمرة في تأمل التمثال الصغير الذي بيدها
- اه ؟ ماذا يعمل ؟
- إنه يدير مصانعه إنها أسرة مهندسين من الاب إلى الابن وكان جد والده قد أنشأ أحد أكبر المجمعات للنسيج في شمال فرنسا كما أعتقد أنه يدير مصنعا للمحركات الكهربائية كما أني أيضا سمعت أنه يعتزم إنشاء مصنع اخر في بورتريكو عما قريب
قالت الكونتيسة وهي مازالت تتظاهر بعدم الاهتمام إنما بأدب
- حقا ... هذا التمثال رائع أليس كذلك يا ستيفاني ؟
غير ان ستيفاني لم تكن قد استمعت الى ما دار بينهما من حديث إذ كانت غارقة في أفكارها
لم تكن الفتاة حتى هذا اليوم على دراية إلا بأولئك اللعوبين الذين لا يدومون أكثر من عمر زهور الربيع
إذا كان الحب بالنسبة لها هو هذا الشعور الخطير المهم الذي لا يحسه المرء إلا مرة واحدة في حياته وكانت قد تأثرت بهذا الاحساس الخفي الذي لحق بها عندما التقت عيناها بنظؤة هذا الشاب الحانية هذا الشاب الفارع الجميل الذي وجدته جذابا إلى حد لا يوصف شعرت فجاة برغبة في وضع يدها في يده وقفت جامدة صامته وسط معرض اللوحات أسيرة هذا الارتباك العجيب الذي تملكها .

دلوعة فلسطينيه 19-04-11 10:26 PM

الفصل الثاني
:flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::flowers2:

كان جيلبير جالان الممثل الكوميدي ممددا على إحدى الارائك الموجودة بصالونه يقرأبعين شاردة السيناريو الذي عهد إليه به مدير المسرح وكان الموضوع الذي عرض عليه بشأن فيلمه القادم لا يعجبه البته لذلك عندما اتصل به مارك هاتفيا لكي يعلن له زيارته حتى يريه رسم رمبرانت قبل هذا العرض بكل ترحاب .
ولما كان الصديقان جارين وصل موجاندر بسرعة متأبطا لفته الثمينة ككانت تربطهما صلة صدافة متينة وكان يعتبر جيلبير وهو يكبره بعشر سنوات مثل أخ .
نظر إليه الكوميدي مبتسما وهو يحل بعناية وفي صمت تام الورقة التي تغلف الصورة
أخيرا أردف مارك وهو يمد يده بالرسم
- ها هو !
تناوله جالان وأخذ يتأمله بضع لحظات واخيرا صاح
- قطعة جميلة ! لقد أحسنت بشرائك إياها .... لا شك في أنها غالية الثمن ؟
هكذا أضاف مستجوبا
- مليون .... لقد تنازل باردو عن جزء ضئيل كم أقدر أسلوبه في التعامل مع زبائنه المخلصين إني واثق بأني كنت سأدفع أكثر من ذلك لو أني اشتريتها من صالة المبيعات أخبرني هل تلقيت بطاقة دعوة لعرض ال بينالي ؟
- نعم .... بل تلقيت العديد منها !
- أمن الممكن أن نذهب معا ؟
- إذا شئت هل في إمكانك أن تمر لاصحابي ؟
سأله مارك
- وهل ليديا ستكون معك ؟
- لا أعتقد إنها مصابة بالانفلونزا ... متعبة ... كما أنها غير مولعة بهذه السهرات الباريسية
- خسارة .....
- لماذا ؟
- كنت اتمنى أن أقدم لها شخصيتين ....أو بمعنى أصح أن تكون معي عندما أستقبلهما .... كانت ليديا ستجد فرصة تبادل الحديث مع الفتاة ... بذلك تكون فرصة للدخول إلى الموضوع ... هل فهمت ؟
- لا .....
- كيف ....لا ؟
- بقد أكون غبيا لكني لا أفهم شيئا من قصتك !أي فتاة تتكلم عنها ؟
- اسمعني عندما دخلت عند باردو في بداية فترة بعد الظهر كانت هناك فتاة تتأمل اللوحات المعلقة على متكأ اللوحات التقت نظراتنا و...كيف اشرح لك ؟ ...... كم رغبت في أن أضم هذه الفتاة إلي وأن أقبل هذا الفم الذي ما زال طفوليا ....
اتسعت حدقتا عيني جالان من الدهشة قال في شيء من المكر
- أتعلم أن ما تسرده الان شيء جميل لكني لا أجد علافة بين ذهاب زوجتي معي وهذا الموضوع الذي يعبر
عن حب من أول نظرة ؟
- حب من اول نظرة قد تكون مبالغة فلنقل إنها أعجبتني لقد تبادلنا بعض الكلمات وفهمت منها أنها ستتوجه إلى العرض مع زوجة أبيها ومن البديهي أنهما ستتوادان في جناح باردو بوذلك سنجد فرصة للتواجد هناك والدخول إلى الموضوع ؟ وسيكون ذلك بالتأكيد أسهل معك عما يكون عليه عندما أكون بمفردي هل فهمت الان ؟
- فهمت ... خاصة أنك ترغب في جعلي أتجول في المعرض وأن أتوقف أأمام الرسوم في انتظار مرور فتاة أحلامك ....
عندما شاهد الضيق باديا على وجه مارك أضاف
- منذ متى أجدك في حاجة إلى مساعد للوصول إلى رضا فتاة ؟!
- أنت بالتأكيد لا تفهم شيئا أخبرك بأنها الفتاة التي .....
قاطعه جيلبير غير مصدق هذا التأكيد
- اه ...!...
ولكن مارك هز كتفيه غير مبال بتعليق زميله
- ... من تبادلت معها الكلام لم أنطق أكثر من ثلاث كلمات ولا بد من تواجدنا وسط جمهور من الناس حتى أتمكن من تبادل الحديث معها عن كل شيء وكأنها مصادفة ليس إلا سترى كم هي جميلة بما لها من طابع وديع ساذج بريء
أشار له جالان ساخرا
- من عادتك أنك تفضل فصيلة الغهد من الفتيات من جانب اخر يا صديقي الصغير مارك أرلك في كل مرة تمدح لي صفات ومحاسن شخصية جميلة يأعجبت بها أجدك قد غفلت حتى عن رقم تليفونها بعد شهر بالمناسبة كيف حال كورين ؟
هكذا ختم كلامه بلهجة تفيض بالسخرية ون أن يجيبه بدأ مارك في تغليف اللوحة ثانية وجالان اتجه إلى المشرب وأثناء ما كان يميل على الثلاجة الصغيرة لتناول قطع ثلج لمشروبه سأل صديقه ثانية
- على الاقل هل علمت اسم هذه الصغيرة الجميلة ؟
- ستيفاني ماركتيني دي بروسو وهي إيطالية كما يشير اسمها إلى ذلك وافدة من فينيسيا
انتصب جالان فجأة
- هلي هي من اسرة هاوي جمع الصور والرسوم الشهير الذي مات إثر حادثة سيارة منذ سبع أو ثماني سنوات ؟
- إنها إبنته
- كنت في هذا الفترة مهمتما بل مولعا بهذه الاشياء القديمة ولقد تحدثوا كثيرا عن لوحاته بعد وفاته أتذكر أنه كان يمتلك من بين العديد غيرها لوحة ل ليوناردو دافنشي وهي نادرة جدا في المجموعات الخاصة لقد رأيت مثلها إنها عذراء حاملة طفلا ومن خلفها منظر طبيعي .... إنه إنتاج فترة الشباب هذا المنظر الريفي غير الحقيقي بما فيها من بحيرة وجبال صخرية يشعر الناظر إليه بمستقبل هذا الفنان الكبير وهذه اللوحة هل هي ملك لابنته ام لارملته ؟
لم يجب عليه الشاب في الحال على ما يبدو أنه لم يسمعه لأنه كان يدير الكوب بين أصابعه وأخيرا نطق في نبرة لامبالاة
- لست ادري
وكان واضحا انه لم يكن يفكر في الفنان الايطالي اشهير الذي يدفع بالجموع إلى الماحف بل كان يفكر في هاتين العينين الزرقاوين اللتين القيتا إليه نظرة خاطفة
*********************************************
ها هي جموع انيقة تسرع بالقرب من ال شانزليزية إلى مدخل جراند بالية المضاء في تلك الليلة وكان كل هواة الفن في باريس يصعدون السلم الكبير يمرون بين الاعمدة والجميع يتعارفون يحيون بعضهم البعض كان عدد الزبائن كبيرا جدا حتى إنه منح هذا العرض اللامع طابعا أجنبيا وكان الزوار قد تجمعوا أمام الاقسام عندما وصلت ستيفاني وأورورا
تمتمت الكونتيسة إلى الفتاة
- أنيق جدا وذو ذوق رفيع
وفي الواقع لقد أبدع مصممو الديكور إذ كان المبنى مغطى بالديباج من القطيفة الرمادية على الزوايا الاربع كما أن العرض كان موضوعا في تناسق رائع البعض على ممرات سواء كانت مستقيمة أم مقوسة والبعض الاخر يصعد إليه المرء عن طريق بعض الدرجات وكان هناك ركن متخصص لمطعم ومشرب وكانت مكبرات الصوت وهي مخفية بعناية تبث موسيقى هادئة كان الزائر يحتار أين يوجه نظراته إلى الاثاث ام الى السجاد والى الحلي الصينية والفضيات أم الى الاشياء المجلوبة من الشرق ومن الصين وتماثيل ولوحات ورسوما وكان كل بائع يفخر بعرض ما هو نادر وثمين
أما جناح هنري بادرو وكان قريبا من المشرب فكان يتضمن لوحات رائعة ترجع الى المدرسة الفنلندية وهي عامة تحظى بإعجاب الهواة
في هذه الاثناء كان جيلبير قد بدأصبره ينفذ وهو بالقرب من الذي قضى نحو ساعة في مساومة مع أحد باعة الرسوم وأخيرا أقنع ذاته بأهمية وجوده بالقرب من الشاب عند وصول السيدة والفتاة وكان قد قام مرتين بجولة حول الاقسام الجاورة وفي اللحظة التي تأهب فيها للاستئذان من مارك لكي يلحق بباعة الاسلحة القديمة التي كان مولعا بها إذا به يسمع صوتا ذا نبرة إيطالية يقول في دلال
- عزيزي باردو ! أخيرا وجدتك ! إننا منذ وصولنا لم نقم إلا بلقاءات ودية لم أعد أتذكر الحصول على هذا الكم من الاصدقاء في فرنسا شيء رائع ! إني أتساءل لماذا أدفن نفسي في فينيسيا ؟ اه ... صباح الخير يا سيد دي .... موجاندر أليس كذلك ؟ لقد تقابلنا مؤخرا كما يبدو لي .....
وقف جالان يتطلع إلى السيدة التي انحنى أمامها مارك فهي ناضجة ذات شعر أسود لون جناح الغراب وعينين سوداوين ذاوتي نظرة جذابة كثيفة الزينة وفم واسع يكشف عن صفي أسنان لامعين وجدها جذابة بما لها من قوام أقرب ما يكون لتمثال منحوت وهي في تايير من الجلد الابيض يبدو كأنه بشرة أخرى . هذا بالاضافة غلى فراء ثعلب أيضا أبيض يكمل هندامها العجيب قدر الممثل الكوميدي عمرها من أربعين إلى خمسة وأربعين عاما ثم بعد هذا الفحص انتقل نظرة غلى الفتاة الواقفة بعيدا بعض الشيء بمفردها والتي التفت إليها مارك لا شك في أنه اعترف بأن صديقه على حق
فهي حقا جذابة رشيقة بقواممها النحيف جميلة بملامحها المنسجمة الرقيقة مدت يدها إلى الشاب مبتسمة وقد بدت سعيدة بلقائه تأملها مارك في إعجاب كانت الكونتيسة مستمرة في الحديث عندما اقترب جيلبير جالان من الفريق
قال باردو
- هل هناك ضرورة يا سيدتي العزيزة أن أقدم لك الممثل المشهور جيلبير جالان ؟

- الكونتيسة ماركتيني دي بروسو
مدت يده الى جالان الذي مال على الاصابع المحملة بالخواتم قالت بصوتها العذب المنغم مع ابتسامة ساحرة
- لا تقدر سيدي كم أنا مبتهجة للقائك إني إحدى المعجبات بك أعتقد أني شاهدت كل أفلامك
ثم التفتت إلى الفتاة وكانت تتحدث مع مارك وأضافت
- ها هي ابنة زوجي ستيفاني
بعد ذلك شمل الحديث الجماعة كلها وعندما وصل زبائن اخرون انتهز جالان الفرصة لكي يختفي
ثم اردفت اورورا
- اطلب منك يا سيد باردو مقعدا لاني تجولت كثيرا اليوم في باريس وها انا أشعر بتعب شديد وأنت يا ستيفاني واصلي جولاتك بدوني وسوف تجدينني هنا لأني أصبحت عاجزة عن الحركة
وافقت الفتاة وانصرفت ...
قالت ستيفاني
- أرغب في العودة إلى جناح بريسية أريد مشاهدة التماثيل القوطية الجميلة التي يعرضها مرة اخرى
سألها مارك منتهزا الفرصة
- أترغبين في أن أرافقك ؟
فجأة استنار الوجه الجميل واجابت
- بكل سرور
ثم ابتعد الشابان تحت نظرة اورورا الراضية
إن ذكرى مارك لم تفارق ستيفاني وإن كانت لم تكف عن التفكير فيه إلا أنها لم تحدث زوجة أبيها عنه مخبئة في قلبها هذا الإحساس العجيب الذي تولد عندها كانت الفتاة في النهاية قد وثقت بأنها ترجو مشاهدته وترغب في أن تتحدث معه وكانت تتساءل في شيء من القلق إذا كان هو أيضا من جانبه يشعر بنفس الرغبة وأنه سيحاول أن يتواجد في جناح باردو بالمعرض حتى تكون له فرصة لقائها وكانت أيضا حريصة على إخفاء مدى تعجلها الاتجاه نحو لوحاب البائع منذ اجتيازهما أبواب جراند باليه عن اورورا
سارت بالقرب من مارك وكانت مشرقة من السعادة بين ممرات المعرض وعندما اقتربا من جناح بريسيه سألها الشاب
- هل تحبين النحت بصفة خاصة ؟
- نعم أحب هذا النوع من التعبير لأني أتاثر به أكثرمن الرسم ربما يكون ذلك بسبب الابعاد الثلاثة إنه الفن الكامل هناك تماثيل إنه الفن الكامل هناك تماثيل تنفرد بنقل حضارات الماضية فهي ما زالت شامخة صامتة باقية على أنقاض الاف السنين ...

ثم مكثت لحظة صامتة بعد اعترافها هذا قبل ان تنطلق في الضحك
- يبدو لي أني أصبحت خيالية ! لكن هذا لأنك دفعتني إلى أفضل المواضيع التي أهتم بها
وكان مارك يستمع غليها دهشا ومبتهجا في الوقت ذاته كان يفكر في أن هذا النوع من الحديث لم يكن عامة هو الذي يتبادله مع فتاة جميلة وهذا التعليق الصادر من هذه الفتاة الت يتبدو مولعة بالفن أعجبه كثيرا ! وأخيرا بعد جولات متكررة تواجدا أمام باردو حيث كانت الكونتيسة تتبادل حديثا مع ثلاثة زوار عندما لمحتهما أبدت لهما إشارة بيدها واستمرت في الحديث ثم أمسك مارك بذراع ستيفاني لكي يصطحبها الى المشرب
- ألا تعتقدين أن مشروبا مرطبا يعتبر ضروريا بعد هذه النزهة وسط الجموع ؟
اخفضت رأسها علامة الموافقة وانقادت غلى مائدة فارغة ارتجفت الفتاة عندما رأته يرفع كأسه ناظرا إليها قبل أن يرطب شفتيه به ثم شعرت بقلبها ينبض في صدرها سألها في مرح مبديا ابتسامته الساحرة التي لا تقاوم
- الان وقد تكلمنا كثيرا عن الاشياء الفنية أود أن تكلميني عنك يا ستيفاني أمن الممكن ؟
- ممكن يا مارك غاية ما في الامر ليس لدي الكثير عن نفسي حتى أخبرك به
- إنك إيطالية وتسكنين فينيسيا وممع ذلك تتكلمين الفريسية بدون لهجة إيطالية ماذا تعملين ؟ أعتقد أنك لا تتبعين زوجة أبيك طوال الوقت على الاقل هذا هو اعتقادي ؟
- لقد بدأت الحياة معها منذ فترة قصيرة لأني كنت في مدرسة داخلية في جنيف إلى ان حصلت على البكالوريا ومن هنا معرفتي الجيدة للغة الفرنسية بعد ذلك مباشرة عدت الى فينيسيا غير اني سافرت تقريبا مباشرة للتوجه الى فيفي وهي ايضا في سويسرا حيث تابعت الدراسة لمدة عامين وكنت لا أعود الى منزلنا إلا أثناء الاجازة الصيفية وكانت اورورا كثيرة التغيب في هذه الفترة غنها تميل إلى الاسفار إنها حياتها
أردف مارك دهشا
- إلى فيفي ؟ أليس هناك افضل مدرسة في اوروبا لدراسة فن التصوير ؟ هل كنت هناك ؟
وضحت في تحفظ :
- انا مصورة لقد تعلمت هذه المهنة بالمصادفة كانت لي صديقة في الداخلية نيكول لقد خطبت بعد حصولها على الشهادة مباشرة وفي الاحتقال الذي أقيم لهذه المناسبة تقابلت مع المصور الشهير جي بوردان لا شك في أنه راني أنيقة في ذلك اليوم حتى إنه جعلني أقوم بدور المانيكان ولما أعجبتني مهنته رغبت في الانتقال إلى الجانب الاخر من العدسة وما أحببته هو تثبيت الاعمال الفنية على الفيلم لقد حصلت على شهادتي وأرغب في العمل بها لكن اورورا دائمة النتقل لا تميل إلى البقاء في مكان واحد ولا لفترة طويلة في أي مكان كما سبق أن أشرت لك بذلك كما أنها ترغب في أن أرافقها في تنقلاتها لأنها تدعي انها لا تستطيع التخلي عني ! ومع ذلك نجحت في الحصول على عدد من الزبائن ليس بالقليل في فينيسيا لقد أعددت لهم من أجل الكتالوجات الخاصة بهم صورا لأجمل مسرحيات دي مورنو
وكان مارك يصغي إلى الفتاة الوديعة الرائعة التي كانت تحكي له حياتها وامالها بكل بساطة وبعد فترة صمت قصيرة ختمت كلامها
- إذا كانت فقط اورورا تستطيع أن تتخذ قرارا بالبقاء في باريس او في روما فأني ساستطيع ان انطلق أما بالنسبة للحالة المادية فلست في حاجة الى المال لكني لا استطيع البقاء بلا عمل ولا هدف طوال حياتي ! في هذه الحالة سوف أشعر بأني شخصية غير نافعة
مدت يدها وهي غارفة في التفكير نحو علبة السجائر الموضوعة على المائدة حينئذ وضع يده على يدها ومال نحوها كأنه يريد ان يكلمها في هذه اللحظة بالتحديد أحاطت بهما فرقة من الاصدقاء تثير ضجة فتراجع في الحال .

Rehana 19-04-11 10:26 PM

يعطيك الف عافية دلوعتي.. :flowers2:
وتثبت الرواية

دلوعة فلسطينيه 19-04-11 10:30 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Rehana (المشاركة 2715184)
يعطيك الف عافية دلوعتي.. :flowers2:
وتثبت الرواية



الله يعافيكي عزيزتي وشكرا ع مرورك
وتثبيتك للرواية وان شاء الله انتال اعجابك
:liilas::liilase::liilas:

انت لي وطن 20-04-11 04:27 PM

تسلم ايدك شكل الرواية روووووووووووووووووعة

ام رسيم 22-04-11 03:04 PM

بانتظااااااااااااااارك ياحلوة لاتطولين

ام رسيم 22-04-11 03:10 PM

بانتظااااااارك ياحلوة لاتطولين:55:

دلوعة فلسطينيه 24-04-11 09:28 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انت لي وطن (المشاركة 2715889)
تسلم ايدك شكل الرواية روووووووووووووووووعة

شكرا عزيزتي ع موروك الاروع :flowers2:

دلوعة فلسطينيه 25-04-11 06:54 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام رسيم (المشاركة 2718056)
بانتظااااااارك ياحلوة لاتطولين:55:

شكرا عزيزتي ع مرورك الحلو :flowers2:

دلوعة فلسطينيه 25-04-11 06:56 PM

اسفة يا بنات لاني اتأخرت عليكم
بس انا مضغوطة هاليومين ف استحملوني شوي :YkE04454:
وشكرا الكم :flowers2:

دلوعة فلسطينيه 25-04-11 07:00 PM

الفصل الثالث
:flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::flowers2:

بعد أن فضى فترة ليست بالقليلة في جناح أحد المتخصصين في الاسلحة القديمة عاد جيلبير جالان إلى جناح باردو حتى يتأكد من أن صديقه تمكن من اصطحاب الفتاة بعيدا عن زوجة أبيها الثرثارة كانت هذه الاخيرة تتبادل حديثا مع ثلاثة رجال على ما يبدو أن أحدهم من أصدقائها عندما اقترب منهم استقبلته اورورا بكل مظاهر الترحاب واللطف وانطلقت في الحال إلى حديث حديد وطلاقة اللسان التي تتتمتع بها جعلت الممثل الشهير يتساءل متى تجد هذه السيدة الوقت للتنفس
ولما أبدى قلقه لغياب الشابين أشارت له الكونتيسة إلى المشرب وعندما رأت المجموعة أنه يعتزم التوجه إلى الشابين تبعته جلسوا جميعا حول المائدة وبإشارة من مارك أحضر النادل الشراب مرة أخرى أعلنت اورورا أنها لا تفهم حقا سبب حياتها بعيدا عن باريس
- لكن يا سيدتي العزيزة لماذا لا تسكنين باريس ؟
قال مارك هذا وهو يغمز بعينه إلى ستيفاني التي ألقت إليه ابتسامة خاطفة
- إنك على حق يا عزيزي هل يعجبك هذا العرض يا ستيفاني ؟ غاية ما في الامر يلزمنا مسكن
لأن حياة الفنادق مملة كلها عادية !
سألها جالان
- في أي فندق نزلتما ؟
- في جورج الخامس حيث حجزنا جناحا
أردف الممثل الكوميدي ساخرا
- من البديهي أن جناحا في جورج الخامس يعتبر شيئا عاديا
شعرت ستيفاني بالحرج مما تبديه زوجة أبيها من مبالغة وبالتالي ندمت على لقائها مع مارك على انفراد إنها المرة الاولى في حياتها التي تضع فيها ثقتها بشاب كما انها شعرت بالطمانينة عندما ضغط على يدها برفق وأثناء ما كانت الفتاة غارقة في أفكارها لم تشعر بوصول مخلوقة جذابة انتفضت عندما سمعت صوتا ذا نبرة معسولة يقول
- هأنت هنا يا مارك يا عزيزي ! كنت متوقعة وجودك هنا ... لماذا لم تنتظرني ؟
إذا بمارك ينهض بسرعة كادت تسقط مقعده مما تسبب في أن جميع الانظار صوبت نحوها نحو هذه الفتاة ذاب الشعر الذهبي والقوام الرشيق التي أمسكت بذراع الشاب وواصلت
- عندما اتصلت هاتفيا بمنزلك أخبرتني أنا بأنك خرجت منذ فترة قليلة وهذا بالرغم من أني أخطرتك بال تلكس أني قد أصل من نيويورك اليوم !
ولما لم يجبها بفرست فيه دهشة وأخذت تضحك بلطف قائلة لكي بداعبه
- أرجوك ألا تبدي مثل هذه البراهين لإثبات سرورك عندما تلتقي بي ! ليس امام اصدقائك ! كان من الافضل ان تقدمهم لي وان تعطيني مقعدك
ثم توجهت إلى جيلبير الذي نهض فور وصولها وأبدت له إشارة وديه قالت
- اه ! إنك هنا ؟ صباح الخير هل تعلم ان فيلمك الاخير أساء إلى الولايات المتحدة ؟ أين زوجتك ؟
- إنها في المنزل ... إنها متعبة بعض الشيء اتصلي بها لأن ذلك يرضيها إنها تحبك كثيرا لكن على ما يبدو أنك تتمتعين بصحة جيدة ! هذا بالاضافة إلى انك تزدادين جمالا أكثر فأكثر إنك فعلا بهجة للنظر تفيضين حيوية
هكذا حدثها الممثل الكوميدي ضاحكا مما زاد من عمق النقرة التي بذقنه استنار وجه السيدة بابتسامة مشرقة ثم جلست بجوار ستيفاني التي شعرت بالحيرة فجأة لم تجرؤ الان أن ترفع عينيها نحو مارك الذي بعد أن طلب لها مقعدا وكأسا يقوم الان بعملية التقديم كورين مير كادييه تقرب من الثلاثين من عمرها وهي ابنة جراح شهير متخصص في جراحة التجميل وهي مدللة كان والدها يحبها لأنها وحيدته ويلبي كل رغباتها وأهوائها ويزيد بسخاء حسابها في البنك كانت قد التحقت بمدرسة الفنون الجميلة وعندما فاتها الامتحان تزوجت في هذه الفترة من شاب رسام وسرعان ما تخلت عن كل شيء لكي تلتحق بمدرسة اللوفر التي تركتها لمتابعة دراسة غير معروفة للمحيطين بها لكن منذ عامين بقريبا اكتشفت ميلا للاشياء القديمة فأسرع والدها حينئذ بإهدائها محلا في فيلاج سويس وهو حي الاشياء الاثرية الشهير الذي يقع بالقرب من برج إيفل وهي شخصية صبور وذات كفاءة واختصاص في هذه المهنة بعد ذلك اتجهت إلى افاق أخرى
وكان من المستحيل أن يؤخذ عليها مأخذا عن أي شيء كان إذ إن سحرها كان يؤثر في الجميع ومنذ شهر أعجبت بالشاب الجميل مارك دي موجاندر الذي يجب الاعتراف بذلك وقع هو أيضا في هوى وسحر هذه الشابة الساحرة
والان ها هي الكونتيسة تعجز عن التحدث لأن كورين كان لديها أمور كثيرة ترغب في سردها أما بالنسبة لمارك بعد أن سحب مقعده بيها وبين جالان فكان يبدي سرورا عميقا في الاستماع إليها وهي تسرد بعض الاداث والنكات اللاذعة عن إقامتها الحديثة في نيويورك
كما أن ستيفاني بالرغم مما كانت تعانية من حيرة وضيق ينقبض لهما قلبها كانت ايضا غير قادرة على الامتناع عن الاعجاب بشخصية ابنة الاستاذ مير كاديية اللامعة
- اه كورين ! إني سعيد بلقائك لقد حاولت عبثا الاتصال بك هاتفيا في هذه الايام الاخيرة لأني عندي خير سار أزفه إليك
اتجهت كل الانظار إلى هذا الشاب الذي أتى ووقف بالقرب من السيدة وهو شاب فارع نحيف يربدي بدلة اخر صيحة ذو نظرة حادة تتعارض مع ما له من مظهر متراخ أطلقت صرخه سرور نهضت بسرعة ثم تعانق الصديقان بعد ذلك قامت كورين بتقديم الوافد الجديد
- الاستاذ جيرار ديرييه المحامي الخاص بي
بعد أن قدم هذا الاخير التحية للمجلس جلس بجوارها وبذلك فصلها عن جالان
- سبق لي يا صديقتي العزيزة أن أخبرتك بأن لي زبونا يمتلك شقة في حي هولس وأنه جار ترميمها وتطويرها لقد زرته ووجدتها مناسبة لما ترغبين في العثور عليه
- اه شكرا يا جيرار إنك حبوب ! سأهتم بهذا الامر منذ الغد أكرر لك شكري !
وكانت الكونتيسة في هذه الاثناء قد انتصبت
- هل تعرف أماكن شقق خالية يا أستاذ؟
ابتسم المحامي قائلا
- لا يا سيدتي لقد سمعت التحدث عن هذه بمحض الصدفة
عادت اورورا من جديد إلى قصتها وهي رغبتها في العثور على مسكن لكي تستقر في باريس وكانت في هذه المرة توجه كلامها إلى كورين والمحامي فما كان من السيدة الشابة إلا أن صاحت
- ولو أنني تركت مسكني الحالي وهو في حي تروكاديرو فقد يناسبك به حجرة معيشة وثلاث حجرات ملحق بإحداها صالون وأتيلية للرسم مع مدخل منفصل عن الشفة وهو بالطابق الارضي من عمارة صغيرة كما أنه يطل على حديقة داخلية ذاب سحر رومانسي إنه أحد القصر القديمة التي ترجع إلى القرن الماضي ولقد تم تحويله بفن رائع
في الحال أردفت اورورا معلقة
-كم أعشق هذه الاماكن التي بطل استعمالها
أما ستيفاني فكانت تترك المجال لخيالها أثناء ما كانت تستمع بأذن شاردة غلى كورين وهي توضح أنها لم تعد قادرة على السكن بعيدا عن حي هولس لأنها ترغب في الصعود إلى مستوى مباهج حياة العاصمة وأن هذا الحي وحده هو وال ماريه كفيلان بذهنها الذي لا يكف عن الحياة في الماضي ...
وكان مارك يلقي بنظراب إلى جيلبير ويبتسمان
أما ستيفاني فها هي الان ترى ذاتها في الاتيلية تعد فيه معملا وتشتغل في التصوير ثم عادت غلى الارض أي أفاقت عندما سمعت مارك يتحدث عن مصنع بوتريكو
- لقد وقعت منذ فترة قليلة عقد بيع الاراضي ولقد تم الحصول على تصريج مشروع البناء من قبل هيئة الاشغال لقد تم إعداد كل شيء ولا يبقى إلا البدء في التنفيذ لأني أرغب أيضا في إنشاء مصنع حديث مع مساكن مناسبة لليد العاملة في إطار حياة ممتعة للجميع
- رائع !
هكذا تعجبت كورين
- وأتوقع أنك سوف تقيمين في الايام القادمة إحدى سهراتك الجميلة التي تحتفظين بسرها ؟
- ولم لا ؟ لقد أعطيتني فكرة قريبا استقبال كبير تكريما لافتتاح مشروع موجاندر الجديد
هكذا أعلنت ضاحكة
لاحظت ستيفاني أنه يسند ذراعه على ظهر المقعد الذي تجلس عليه السيدة الشابة كما انها كانت تهز راسها بلا توقف كان راسها يحف بوجه مارك لكنه كان لا يتراجع حينئذ حدثت نفسها بأنها لا بد أنها كانت تحلم عندما تخيلت انه متاثر مثلها أثناء سيرهما معا قبل ذلك بقليل إنه ببساطة رجل ودود ومن البديهي انه وجدها ظريفة وكان عندما راها تنصرف بمفردها قد عرض عليها ان يرافقها وقد كان هو ايضا وحيدا في هذه اللحظة
كان ميلهما وولعهما بالاشياء المتعلقة بالماضي قد قارباهما من بعض لحظة تماما كما اجتمع الاصدقا حول هذه المائدة في شيء من التجانس لقد جال ذهني الرومانس على خريطة تاندر هكذا فكرت وهي تسخر من نفسها في شيء من المرارة إذ إنها من فرط تفكيرها فيه منذ لقائهما عند هنري باردو كونت لذاتها فصة جميلة ....ختم مارك الحديث قائلا
- إني أدعوكم قريبا عندي !
صاح احدهم
- سنتوجه بكل سرور
ثم متوجها إلى اورورا قال
- سيدتي العزيزة سوف ارسل لك دعوة وأتعشم أن تتكرمي بالرد عليها وكذلك ستيفاني
هكذا أضاف وهو يلتفت نحوها
وإذا بشعاع رضا يلمع في عيني الكونتيسة لقد توطدت علاقات ودية بينهما وبين موجاندر وأصدقائه ومن يدري ربما تتحقق الفكرة الخاطفة التي أتت إلى ذهن هذه السيدة إثر لقائها بالشاب رجل الاعمال الصناعية كثيرا ما تكون المصادفة خلف أمور كثيرة كانت ستيفاني بمثابة طعم له ثم تسبب وصول كورين غير المتوقع في إفساد كل خططها غير أنها لم تتم كل الاعيبها هذا المتوقع في إفساد كل خططها غير أنها لم تتم كل الاعيبها هذا بالاضافة الى أن لها العديد من المشاريع على اي حال كان من عادتها الاتتعجل ابدا كانت تجيد الانتظار لان الثمرة لا تسقط من شجرتها الا عندما تنضج وهذا الشخص لم يكن حتى الان إلا في حالة مجرد فكرة ....
وكانت نهاية الحفل ونهض الجميع من أمام المائدة بينما كانت اورورا تجيب على مارك بتلك المودة التي لها في الحديث والحركات وهي من مميزات شخصيتها
- إن تفكيرك فينا يعتبر لمحة طيبة سوف يأتي اليوم عن قريب الذي سوف تتناول فيه طعاما عندنا احتفالا بالمنزل الجديد
عندما سمعت كورين هذه الكلمات اقتربت منها وتعاهدت السيدتان على اللقاء لمشاهدة مسكن تروكاديرو وهما متجهتان نحو باب الخروج عرض عليها الاستاذ ديرييه سيارته غير ان اورورا اعلنت اها استراحت بما فيه الكفاية حتى تتمكن من الوصول إلى ال شانزليزيه بل إلى فندق جورج الخامس سيرا على الاقدام ثم دون ان تفكر في اخذ رأي ستيفاني قالت مع تنغيم نبراتها
- إني أعشق المشي في باريس في الليل
ورفضت كورين عرض ديرييه كانت تفضل العودة مع مارك وامام ما بدا على الشاب من ضيق اتى جيلبير جالان إلى نجدته التفتت السيدة إلى الرجلين وأطالت النظر إلى وجه مارك الذي تظاهر بأنه لا يفهم السؤال الذي يمكن قراءته في عيني صديقته الجميلتين ثم مقتربا من ابنة وزج الكونيسة أمسك بيها وضمها طويلا وهو يتمتم
- أشكرك لأنك سمحت لي بأن ارافقك في المعرض وأن أكون لك مرشدا كما أني أشكرك ايضا على ثقتك بي حتى إنك صارحتني بالكثير من أمورك إلى لقاء قريب ستيفاني اعملي في التصوير في باريس
عجزت الفاة عن الرد لأنها شعرت بانقباض في حلقها إذ شعرت بالسعادة تغمرها حينئذ ألقت كورين نظرة سريعة نحوهما وتوقفت عن الكلام إذ كانت لا تزال تتحدث مع جالان التفتت فجأة نحو الممثل الكوميدي غير أنه كان يميل برأسه لكي يشعل سيجاره وأورورا بالرغم ن انها كنت منهمكه في تبادل الحديث الان مع المحامي لم يفتها شيء من الحديث الخاطف الذي دار بين الشابين ثم انصرفت السيدتان في اتجاه الشارع الشهير بدا الاحساس ببرودة الليل فعملت الكونتيسة على ضم الفراء حول عنقها مع استمرارها في مواصلة الكلام لكن هل من فائدة من ذلك ؟
ولما كانت الفتاة معتادة هذه الثرثرة لم تستمع إليها وتقدمت بخطى سريعة بجوارها
- أترغبين يا ستيفاني في التوقف عند فوكيتس لتناول مشروب ساخن قبل العودة إلى الفندق ؟
أمام صمت الفتاة التي بدت وكأنها لم تسمع شيئا كررت الكونتيسة سؤالها
أخيرا اجابت الفتاة
- لا لا اشعر بالرغبة في ذلك لاني متعبة
غير ان الفتاة كانت تشعر في الواقع برغبة في التواجد بمفردها في حجرتها لكي تستعيد في ذاكرتها التفاصيل لكل جملة لكل حركة لكل عبارة من مارك لها كانت في حاجة إلى تنظيم أفكارها وذكرياتها وإذ بها تطيل النظر إلى ثنائي يسير أمامها الشاب وهو دو قوام فارع نحيف يمسك بذراع الفاة ويضمها إليه وكانا يتبادلان النظرات من حين الى اخر اثناء ما كانا يسرعان الخطى كان لهذا المجهول طريقة حانية وحالمة بان يميل براسه على رفيقته رات ستيفاني وجهه والابتسامة التي تضيئه اغلقت عينيها لبضع ثوان وقد لحق بها تأثر عجيب ولم اتجه الثنائي في جهة اخرى حاولت ان تلمحهما للمرة الاخيرة وفي هذه اللحظة فقط فهمت انها وقعت في حب مارك دي موجااندر طاب مساؤك يا سيدتي هكذا قال الموظف في الاستقبال وهو يمد لها يده بمفتاح مسكنها إن احدهم يرغب في مقابلتك لقد طلب حجرة وبعد ان استقر فيها نزل الى المشرب حيث ينتظرك
ثم الفى نظرة الى مفكرة على مكتبه وقال
- إنه يدعى السيد رينالدي
اطلقت اورورا صرخة تعبر عن السرور والدهشة في ان واحد واسرعت الى المشرب تتبعها ستيفاني
كان فيتوريو رينالدي جالسا يقرأ جريدته وامامه كاس يشرب ما بها ملقيا من حين الى اخر نظرات قلق نحو الباب كان هذا الشاب متوسط القامة جميلا ومن الممكن ان يكون ذا سحر لما له من بريق في عينيه كشاب ايطالي وعلة ما يبدو أنه لا يتجاوز سبعة وعشرين عاما وكان يرتدي بدلة بيج مع قميص حريري ذي خطوط رفيعة بلون بيج ايضا ولون سماوي اما حذاؤة فكان لامعا مثل المراءة
صاحت اورورا وهي تحتضنه بقوة
- كم انا سعيدة يا عزيزي .... لم اتوقع لقاءك بهذه السرعة !
فما كان منه إلا ان دفعها بشدة بعد ان طبع قبلة على وجنتها اردف في لهجة باردة
- لقد تلقيت الشيك الذي ارسلته لي في وقت مناسب لكي اتجنب إقامة اطول في سيدني شكرا
ثم التفت الى ستيفاني تفرس فيها قبل ان يتوجه إليها بشيء من الوداعة
- لم ألتق بك منذ فترة طويلة إنك تزدادين جمالا أكثر فأكثر !
ثم أضاف بلهجة ساخرة
- ما زلت بلا رجل في حياتك ؟! وضحك بعد ذلك في سخرية أمام نظرة الفاتة التي بدا فيها الحرج وقد علت الحمرة وجهها وكالمعتاد تضايقت لوجود فيتوريو ولم تتوصل حتى الان إلى تفسير مشاعرها نحو الاخر الاصغر ل اورورا وبالرغم من معرفتها جيدا لما عليه زوجة ابيها من تجاوز في حدودها كانت تجدها عاطفية نحو فيتوريو شعرت فجاة بالضيق لوجود هذا الشاب الذي حكمت بأنه غير مناسب وفي غير محلة لا شك في أنه سوف يقطن عند أخته إذا استأجرت شقة تروكاديرو ولن تغفل عن تقديمه إلى اصدقائهما الجددكما انها قد تفرضه على سهراتها وفي كل مكان كما كانت تفعل في فينيسيا فكرت ستيفاني في ان مارك واصدقاءة ليسوا من النوع الذي يقدر او يسعى الى صحبة فيتوريو تطلعت إليهما مرة اخرى وهما جالسان الان الواحد بجوار الاخر وكم دهشت لوجه التشابه بينهما
ثم بعد ان تمتمت (( مساء الخير وإلى الغد )) صعدت الى حجرتها وهي قلقة

دلوعة فلسطينيه 25-04-11 07:03 PM

الفصـــل الرابـــع
:flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::flowers2:
كانت حركة نقل اثاث كورين كسائر كل ما كانت تشرع فيه قد تمت في خشونة من جانبها
إذ إنا في صباح اليوم مالتالي لل بينالي لم تخمد الا عندما اصطحبها ديرييه منذ الصباح الباكر الى مالك شقة ال هولس وكان هذا الشخص على استعداد للزيارة كادت كورين تطير فرحا عندا رأت المسكن وأيقنت أن وجهة نظر ديرييه كانت صائبة عندما اكد لها انه- اي المسكن- مناسب لذوقها تماما إذ كان وهو يقع في قلب حي هولس بالقرب من نافورة لي إينوسان يجمع بين سحر الماضي ورفاهية واستقرار العصر الحديث تمت الاجراءات بسرعة ثم تركها الاستاذ ديرييه اما مدخل منزل بايي للنقل من كل الانواع حيث اسرعت الى المكاتب وهي تعتزم الحصول على سيارة نقل في اليوم ذابه عملت موظفة الاستقبال على تهدئتها في لطف واتفقتا على موعد مناسب للقيام بهذه المهمة بنظام ولما كانت كورين مريضة بداء عدم الصبر عادت إلى منزلها وبدأت تحزم أمتعتها مما جعلها تقلب المنزل راسا على عقب في اسرع وقت ومن خلال هذه الحركة في الفترة ما بين تفريغ ما بدرجين في حقيبتين اتصلت ب مارك هاتفيا وكان وقتئذ في مكتبه لكي تزف له الخبر
ذكرها هذا الاخير بانها كانت قد وعدت الكونتيسة بأنها سوف تترك لها المسكن الذي تشغله حاليا
- يا إلهي حقا ! كنت قد غفلت تماما ! حمدا لله أنك تتمتع بذاكرة أقوى من ذاكرتي يا عزيزي لأني كنت سأرتكب خطأ لا يصحح إلى اللقاء يا عزيزي
ثم أخفضت السماعة دون أن تنتظر أكثر من ذلك وقف مارك حائرا ينظر إلى الة التليفون وكأنه يراها للمرة الاولى في حياته أشعل سيحارة والقى بنفسه على مقعد ذي مساند وأغلق عينيه إلى النصف واستغرق في التفكير سمع صوتا يهمس له في الاذن لو كانت اورورا تستقر في باريس او في روما فسأتمكن اخيرا من ممارسة مهنتي كم كنت اسعد لذلك وإذا بعينين زرقاوين تنظران إليه معبرتين عن الامل
أطفأ مارك سيجارته وضغط على زر الانترفون الموضوع أمامه
- اسمحي يا ايسة بالحضور عندي ومعك مفكرة الاختزال من فضلك أحضري أيضا الملفات الاخير الخاصة ب بورتريكو ..
ثم تجمد فجأة وجهه النحيف وكأنه ندم في داخله مالذي يحدث لي ؟هكذا تساءل هل سأصبح عاطفيا ؟ لا شك في أني قد شخت .
الان ستيفاني في حجرتها بمفردها ترتب وثائق تصويرية لم تكف الفتاة منذ الليلة المائية عن التفكير في مارك ووصول كورين هذه الكورين من هي بالضبط بالنسبة ل مارك ؟ فهي تبدو مقربة منه لكن ربما كان ما يربطهما لا يتعدى شعورا بالزمالة ؟ وكانت ستيفاني تعلم تماما وهي تحدث ذاتها بذلك أنها تكذب على نفسها ولما سمعت رنين التليفون ورفعت السماعة تعرفت صوت تلك التي طالما عذبتها
- صباح الخير أرغب في التحدث إلى الكونتيسة ماركتيني
- إنها غير موجودة ولن تعود قبل ساعتين انا ستيفاني ابنة زوجها
أبدت كورين ابتهاجها لسماعها هذا وعرضت عليها ان تلحق بها في تروكاديرو ولا شك في ان زوجة ابيها ستاتي للقائهما وبذلك يكون في إمكانها معرفة أين ستكون إقامتهما الجديدة ولما شعرت بأن ستيفاني مترددة ألحت حتى إن الفتاة قبلت بعد أن اقتنعت ببراهينها
بعد زيارتها للحجرات التي بدت خالية وقفت ستيفاني تتأمل الصالة الكبرى التي سوف تكون اتيليه ها هي ترى ذاتها فيها مسبقا التفتت الى كورين مبتسمة
- أتعشم ان اورورا ستوافق عني شخصيا لو كنت مكانها لوافقت فورا !
- أخبريها برأيك إنك لست فتاة صغيرة بعد ! هل أنت خجولة ؟
هكذا سألتها كورين وهي تتفحصها
- لا غاية ما في الامر لم تكن لي كثيرا الغرصة قبل الان للتعبير عن رأيي ولا عن رغباتي ! لأنه لو عملت لم يسبق لي أن سئلت عن ذلك قط إن القرار ل اورورا دائما نتوجه إلى هناك نرحل لأجل ....ثم نعود....إلى .... كانت تتصرف كما يحلو لها عندما كنت في سويسرا لدراسة فن التصوير بعد خروجي من المدرسة الداخلية ... لكن منذ عودتي إلى فينيسيا فهي المسؤولة الوحيدة عن كل الشؤون المادية وبما أنها بطبيعتها لا تميل إلى الوحدة فهي لا تستطيع التخلي عني ! لقد تركها أخوها منذ أن غادر المنزل من أجل أعماله كما تعلمين
ثم عضت الفتاة على شفتها لماذا تحدثت عن فيتوريو ؟ وإذ ندمت على كلامها هذا اتجهت في صمت إلى الصالون
رفعت كورين الملابس الموجودة على أريكة ضخمة وجلست عليها في ارتياح في انتظار الكونتيسة التي اتصلت هاتفيا منذ قليل معلنة وصولها بعد لحظات
فجأة سألت السيدة ستيفاني
- هل تعرفين مارك منذ فترة طويلة ؟
اتفضت الفتاة لأنها فوجئت بهذا السؤال غير أنها أجابت في بساطة
- لا لقد قابلته للمرة الاولى عنند بائع بوحات قبل الاحتفال ببضعة أيام وهو صديق قديم للمرحوم والدي
بدت الطمأنينة على كورين وإن كانت قد دهشت قالت
- كنت أظنكما على صلة قديمة أقوى من ذلك لكنكما على ما يبدو كنتما أكثر اتصالا ليلة أمس إنه شاب خطير رائع جذاب أليس كذلك ؟ عندما أتواجد في إحدى السهرات أجد متعة في مشاهدة التفاف الفتيات حوله مثل الفراشات حول النور دون أن يفكرن في أنهن معرضات لأن تحرق أجنحتهن الجميلة فيها ! من جانبهن أراهن يلقين إلي بنظرات الغيرة ......
وها هي كورين بدورها تندم هي أيضا على النطق بهذه الكلمات لماذا تكلمت هكذا مثل ببغاء الصالون مع هذه الفتاة الصغيرة لأنها فعلا ليست سوى فتاة صغيرة هكذا حدثت نفسها تبدو وديعة غير مؤذية وغير كفيلة بالقيام بالثرثرة مع السيدات الاخريات بل بالعكس لقد لمست فيها الجانب الطبيعي والصادق الذي يدفع إلى التعلق بها ثم هزت شعرها الكثيف الاحمر وطردت من ذهنها تلك الفكرة التي أتت إليه بأنها قد تكون غيورا ... غيورا ؟ هي ؟ مستحيل ! لا !
أشعلت ستيفاني سيجارة في هذه الاثناء لكي تتمالك نفسها إذ كانت كلمات كورين أشبه بأشوالك صغيرة غرست في قلبها فكانت تبحث يائسة عن رد مقنع غير أن دخول اورورا أنقذه في الوقت المناسب
وتمت الامور بسرعة وقعت الكونتيسة في نفس اليوم عقد الايجار وبعد يومين أخلت كورين الشقة وذلك بنقل أثاثها
كانت ستيفاني ومعها فيتوريو يتناولان العشاء في رفقة اورورا في مطعم الفندق وإذا بهذه الاخيرة تخرج من حقيبتها ورقة عليها مذكرات التفتت الى اخيها وفي عينيها شعاع الحنان الفائض الذي تكنه له دائما
- سأكلفك يا عزيزي بمهمة لثقتي بك ها هي قائمة الاثاث واللوحات التي أرغب في جلبها من فينسيا وأنت يا ستيفاني يجب أن أسألك عن رأيك لأن بعضها يخصك
ابسمت لها الفتاة
- تصرفي كما يحلو لك يا اورورا سيكون كل شيء على ما يراخ
وأنا واثقة بذلك بالنسبة لي ليس أكثر من تواجدي في باريس وان يكون لي فيها اتيليه هذا كاف جدا لإسعادي
انتفخت الكونتيسة .... ثم قالت
- ليس لي نية إحضار كل اللوحات البعض فقط مقابل ذلك أجد أني متمسكة حتما بالحصول على لوحة دافنشي
مكث فيتوريو لحظة جامدا والشوكة التي بيده معلقة في الهواء وإذا بشعاع غريب يلمع في عينيه وهو يثبت النظر على أخته التي واصلت
- إنك تعلم مكانه يا أخي الصغير.... أليس كذلك ؟ سأعطيك الاوراق اللازمة له واهتم بالتأمين والجمرك اعمل خاصة على العثور على شركة نقل ذات عربات مصغحة ومحمالين متميزين
أجابها وقد عاودته شهيته
- مفهوم
- أما أنت فلك فكرة في رأسك أفي إمكاني معرفتها ؟
مالت اورورا على أخيها وتمتمت
- لا أستطيع منحك معلومة محددة إني في الانتظار ... لقد فكرت فقط في أنه قد يكون في إمكاني بيع لوحة دافنشي إلى من ؟ هذا سوف يكون سؤالك لي مازال سرا إذا نطقت بأحد الاسماء قد أتعرض لجلب الحظ السيء وكما تعلم أني موسوسة
هز الشاب كتفيه وهما الان جالسان في حجرة اورورا
- إذا نجحت في هذه المهمة فسيأتي ذلك بمبلغ كبير لكن وجب أن تتركك اوربا لفترة معينة ولكن أين نتوجه ؟ هذا ما أتساءل عنه ! لم يبق لي بعد إلا اليابان باعتبارها بدا امنا هادئا وكذلك كندا كم لاقت أعمال الاخيرة من فشل في أمريكا الجنوبية ولحقت بي ضيقات عديدة في سيدني فمن المحال التفكير في استراليا لقد أصبح الان هواة الفن متشكيين وأنت تعلمين ذلك فمنذ أن كشفت الصاحفة عن حياة أحد البارونات ..... دون وضع في الاعتبار قضية بائع اللوحات اليوناني ! إذ يكفي الان وضع اللوحة أمامهم حتى يميزوا في الحال إذا كانت مزيفة او مسروقة وبذلك يصبح أمرا مستحيلا حقا ! هذا بالاضافة إلى وهو ما يزيد من تعقيد الامور أن مكاتب شؤون ال A.P.P.A.P؟ ماذا تعني ؟
أجابها فيتوريو في إيجاز
- إنها حركة حماية التراث الفني الخاص
ثم عاد إلى صمته الغاضب والتأمل في أظافره الملية بالمانيكير بعناية وبعد فترة صمت دامت طويلا استطردت أخته
- من جانب اخر يجب أن أحيطك علما بحالتنا المالية لقد أرسلت لك في الفترة الاخيرة مبلغا كبيرا أرجوك لا تلقي إلي هذه النظرات الشريرة ! أنا لا ألومك في شيء أو أؤنبك على شيء وأنت تعلم ذلك جيدا لكن حتى أحصل على هذا المبلغ اضطررت إلى بيع تعض الاثاث وأشياء أخرى من بينها أشياء كانت تمتلكها ستيفاني والان كيف سنواجه أسلوب الحياة الباريسية دون أن أتخلى عن بعض الاملاك الخاصة بالاسرة وجزء من مجوهراتي ؟
نهض فيتوريو فجأة وقد تقلص وجهه من الضيق وقال في جفاف قبل أن يتجه نحو الباب
- طاب مساؤك إن أسرارك ثقيلة علي خاصة عندما يطول سردها
غير أنه - بالضبط قبل أن يعبر عتبة الباب - التفت مبديا لها ابتسامة دلال فما كان من اورورا التي كانت ممسكة بمسند مقعدها بعصبية إلا أنها شعرت بأنها تفيض حنانا بالنسبة له ثم رحل فيتوريو ل فينيسيا
استلمت الكونتيسة بطاقة دعوة للسهرة التي يعدها مارك بمناسبة إنشاء مصنعه الجديد وكان قد اتصل ب ستيفاني ليلة الاستقبال شعرت هذه الاخيرة بابتهاج عندما سمعت صوته عجزت عن الامتناع عن التفكير فيها بالرغم من الجهود التي بذلتها لكي تناء منذ ما صارحتها به كورين حكمت على نفسها بأنها ليست ذلت قيمة بالقياس لتلك الفتيات الخبيرات في فن العمل على أن يعجب البان بهن وأن مارك معتمد على ما له من صفات دون جوان مع ذلك كانت - بينما كان يحدثها - تقرب سماعة التليفون من أذنها حتى تستمتع بنبرات صوته العذبة الدافئة والمرحة
- أعتقد أنك استلمت دعوتي يا ستيفاني ستحضرين لا شك في ذلك وبخلاف ذلك سيخيب ظني
- سنحضر بالتأكيد شكرا على لطفك واهتمامك بهذا الاتصال الهاتفي
ولم تجرؤ على القول مارك وكتمت الضحك من شدة تأثرها ... أما هو فواصل
- لدي اقتراح أقدمه لك لقد كدت أطلب أحد المصورين لكن سرعان ما تذكرت في الحال أنها مهنتك وأنك بدأت مهمتك في باريس فهأنا إذن أتقدم إليك بصفتي أول زبون
وكان صوته مرحا وكأنه أحد الاصدقاء ارتجفت الفتاة من السعادة وغفلت في الحال عما كان لهذا الشاب منحيل كثيرا ما يلجأ إليها لكي تجيب في صراحة وبساطة وهي من صفاتها
- اه ! يا مارك شكرا إنك تمنحني سرورا عظيما ! سوف أعمل على إحضار كل الاتي وسأبذل كل جهدي لإرضاء زبوني الاول
قال ضاحكا
- أرجو ذلك جيدا من جانب اخر لقد أعلمتني كورين أنكما استأجرتما شقتها القديمة وأخيرا ها قد أصبح لك أتيليه ( محل )!
اه كورين .... ها هو يتكلم عنها أمر طبيعي
- نعم لقد بدأت إعداده وفي انتظار أثاثنا الذي سينقل من إيطاليا من أجل الحجرات الاخرى
- كل الامور تتخذ مسارا جيدا بذلك ستتمكنين من العمل كما يحلو لك وحسبما كنت تتمنين لقد تم التوفيق بطريقة رائعة في تلك الامسية إلى اللقاء يا ستيفاني إلى الغد !
أخفضت السماعة وقلبها مثقل نعم .... إن الامور تسير سيرا حسنا ....

دلوعة فلسطينيه 26-04-11 07:17 PM

[B]الفصــل الخامــس[B]
:flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::flowers2:
حفلات الاستقبال التي بمثل هذا النجاح نادرة إذ إن كل شيء فيها كان كاملا ذا ذوق رفيع ورائع كما ان اناقة المنزل تسحر الواقد إليه فور تخطيه عتبة المدخل الرخامي حيث يوجد السلم الذي يصعد محاطا بدرابزين من الحديد المشغول بإتقان وفن رفيع لكي يصل إلى بسطة أخيرة مزدانة بسلال مليئة بالزهور وتفتح عليها ابواب الصالون الكبير وكم كان استقبال مارك حارا لكل من يصل اعلى درجات السلم
كانوا قد دفعوا بالاثاث بجوار الحائط المغطى بورق حائط ذي لون يظهر لون خشب الاثاث الداكن كما كانت الستائر من نفس اللون والمائدة المستطيلة ذاب القوائم المنحوته بفن تقوم بدور البوفيه إذ كانت محملة بكل انواع الحلوى وزجاجات ــالشراب مع مكعبات الثلج وعلى الحائط خلف المائدة كان الديباج الرائع يجذب الانظار وكانت المقاعد وهي من عهد لويس الثالث عشر مصفوفة امام النوافذ العريضة المطلة على الحديقة وما كان يزيد من سحر هذا المكان فهي الموسيقى الهادئة التي تملأ الارجاء
وها هو بريق الفلاش الخاطف يضيء عتبة الصالون للحظة إنها ستيفاني التي التقطت صورة ل جيلبير وزوجته عند وصولهما التفت مارك في الحال وتقدم نحو أصدقائه حينئذ صاح جيلبير متجها نحو الفتاة التي تحمل على كتفها الة التصوير الالكترونية
- طاب مساؤك يا صاحبي هأنت عثرت على مصورة رائعة !
أردف مارك
- نعم ! كما أنها مخلصة ونشيطة لم تتوقف طوال ساعة ليتك تأتين الان يا ستيفاني لتناول مشروب
ثم أمسك مارك بذراعها وقادها نحو البوفيه وتبعهما جيلبير وليديا تناولت ستيفاني كأسها على جرعات صغيرة وهي تتطلع إلى الجموع المتلاحقة إلى الصالون المضاء بالثريات الهولندية الضخمة والتي كان ضوؤها يغرف أيضا اللوحات وقماش الفرش
ثلاثة جارسونات كانوا يمرون حاملين صواني عليها الاكواب واللحوم المختلفة وال بيتي فور عندما لمحت ستيفاني فريقا بدا لها شائقا تركت المائدة لكي تلتقط صورة وكان مارك يلاحقها بنظراته معجبا بدقة حركاتها وقوامها النحيف التي تظهرة سالوبيت من الحرير باللون الفيروزي كانت الفتاة قد فضلت هذا الهندام حتى لا تشعر بالضيق عند ارتدائها فستانا لللسهرة لأنه فعلا عملي وما كان يجعله قيما جودة القماش
عندما لمح اهتمام صديقه المتزايد بهذه الفتاة سأله مازحا
- أين إذن صديقتنا كورين ؟
- متأخرة ! إنك تعلم جيدا أنها لا تميل إلى مشاهدة أول فصل في المسرحية وأنهاتصل دائما في منتصف الفيلم إذا ذهبت إلى السينما وأنها عندما تحضر حفلة ما تظهر في اللحظة التي تطفأ الانوار .....هكذا أجابه مارك ضاحكا
عندما عادت ستيفاني نحوهما سمعت رد الشاب وأدركت حينئذ أنها غفلت تماما عن هذه السيدة من فرط إحساسها بالسعادة لتواجدها بالقرب منه
عندما كانت ستيفاني قد قدمت في بداية السهرة ومعها معداتها الخاصة بالتصوير أسرع مارك وكان يرتدي بدلة سموكينح من أشهر ملابس أزياء الرجال إلى لقائها وهو يهبط السلالم أربعا بأربع وكان لنبرة صوته المرحة الصادقة وهو يرحب بها أثرا قويا فيها
وكذلك عندما أطال الاحتفاظ بيدها في يده قبل معاونتها على التخلص من حقيبتها خفق قلبها لكن قريبا ستصل كورين وكذلك اورورا وهي أيضا دائما متأخرة
فجأة عمل صوت عال إلى حد ما على قطع ما كانت عليه الفتاة من حالة أحلام اليقظة
- رائع ! حقا إنه رائع ! ..... أين صاحب الدار لكي أهنئه على ذوقه الرفيع وأن أخيرة أيضا بأني أحسده على امتلاكه لمثل هذا المسكن و ..... اه لا ! لا داعي للصورة يا ستيفاني ! أرجوك لا تلتقطي لي صورة أرجوك !
ودخلت الكونتيسة ثم توقفت لحظة لكي تتخذ وضعا أكثر وضوحا لئلا تمتنع ابنة زوجها من الاستجابة إلى طلبها .... وهو ممع ذلك ما كانت تتمناه تقدم مارك وانحنى على اليد التي تقدمها له
جيلبير لفت نظر ليديا بضربة كوع خفية إلى الكونتيسة التي كان قد حدثها عنها والتي تتقدم حاليا نحوهما في فستان ضيق من الستان الاحمر الغامق وبدأت ثرثرتها المعتادة ....
ابتعدت ستيفاني استندت إلى الدرابزين وأخذت تراقب الاشخاص الذين ما زالوا يتواقدون على الحفل وإن كانوا قليلين ...
لكن كورين لم تظهر بعد عندما رأى مارك ستيفاني بمفردها أقبل إليها ولمس ذراعها بيده في حركة خجول وهذا بالاستناد إلى الدرابزين بجوارها
- هل أعجبك منزل ييا ستيفاني ؟
- نعم ... إنه منسجم معك
- إني سعيد لسماعك تخبرينني بذلك في الواقع إنه المكان الوحيد الذي أشعر فيه بالارتياح ومن البديهي يوجد هنا مصنعي لكن الوضع يختلف هل ترغبين في زيارة مكتبي ؟ إنه يعتبر معبدي ! لان فيه أتواجد وأقضي سهرتي بمفردي كما أني وضعت فيه شيئا ثمينا حدا يخصني
هكذا قال بنبرة عجيبة
ولجا في الدهليز حتى وصلا إلى باب يقع في النهاية فتحه وتراجع لكي يدعها تمر قد تكون الغرفة بسيطة ذات أثاث متقشف لكنها كانت تحتوي على جو من التالف يمنحها دفئا غير متوقع و بها نافذة ذات ستائر مغلقة حاليا لكن لا شك في أنها تطل على الحديقة واثنان من جدرانها كانا مخفيين خلف الارفف المحملة بالكتب والبيبلوهات ومن ضمن الاثاث كانت أريكة تبدو وكانها تدعو الى البطالة أو احد المولعين بالموسيقى إلى الراحة للاستماع إلى إحدى السيمفونيات
أضاء مارك النور ثم اردف وهو يقترب من لوحة لكي يضيء المصباح الموضوع أسفلها
- انظري
حينئذ صاحت ستيفاني
- اه إحدى لوحات فيليب دي شامبسينيه
وقفت صامته لحظة من شدة إعجابها بها ثم أعدت الة التصوير
سألته
- الفي إمكاني ....؟
- بالتأكيد
- صورة رائعة لا بد أن امتلاكك لها يمنحك سرورا بالغا
- لقد ورثتها عن جدي لكن ليس لك الحق في أن تحسديني عليها بقد علمت أن إحدى لوحات ليونارد دافنشي تعتبر فخر اللوحات في منزلكم في فينيسيا
- إنها ملك زوجة أبي في إمكانك أن تشاهدها لقد عملت اورورا على إحضارها إلى باريس مع الاثاث
وأثناء ما كنت تتكلم التقطت العديد من الصور لبعض اللوحات التي ترجع إلى القرن السابع عشر وهكذا واصلت التصوير إلى أن انتهت من تصوير كل اللوحات الموجودة بالحجرة وكان مارك ينر إليها وهي تصور جالسا أمام مكتبه
فجأة قالت بصوت منخفض
- لا تتحرك إنك تبدو شخصية ذات أهمية بحيث لا ينبغي ان اهمل القيام بالتقاط صورة لك .....
ولما انتهت من إصدار أوامر المصور (( بروفيل ايمن بروفيل ايسر وجه مائل قليلا الى الامام ابتسم !
- شكرا ! سيدي المدير العام ! هكذا خمنت في مرح
نهض وهو يضحك ولما لمح أنها أوقعت الحقيبة المحتوية على بكرات الافلام أسرع يجمعها لأنها كانت تتدحرج على الموكيت وقف كلاهما جامدا عندما تواجدا الواحد بالقرب من الاخر يطادان يلتصقان تتعضهما وكان لنظرات مارك بريق جعل قلب ستيفاني يخفق بشدة
حينئذ سمع صوت يقول بنبرة ساخرة
- الا أزعجكما ؟
- هأنت أخيرا !اعتقدت أن السهرة سوف تنتهي بدونك ! لكن لماذا تزعجينا يا كورين ؟
هكذا أردف ملتفتا نحو السيدة الواقفة في مدخل الباب ذات الشعر الاحمر الذي كان يبدو وكأنه يضيء على لون الفرش الاخضر الداكن
- إن كل هذه الالوان الخضراء تبرز شعرك بطريقة رائعة ! كم أنت جميلة هذا المساء
هكذا أضاف مبديا لها إحدى ابتساماته الساحرة
وكانت كورين في الواقع ترتدي لهذه المناسبة فستانا من الحرير الاخضر ذا ياقة عريضة مقلوبة وبلا أكمام ومفتوحا من الجانب فتحة مرتفعة اخذت ستيفاني تجمع معداتها تحركات بطيئة خشية إظهار نظرة قد تكون معتمة وكعادتها تمنت له كورين أمسية طبية ومصحوبة بابتسامة مشرقة وكأن وجود الفتاة يغمرها بالبهجة وواصلت
- مارك عزيزي أخبرك بأن الرقص بدأ يحل مكان الموسيقى التي كانت تشجي المدعوين منذ بداية السهرة لقد بدأ الازواج يتكونون هل ستصحبنا للرقص ستيفاني وأنا ؟
- بالتاكيد
هكذا أجابها ممسكا بذراع كل منهما لكي يقودهما إلى الصالون فكرت ستيفاني مرة اخرى في أنها أفرطت في الخيال ما الذي ظنت انها راته في العينين الخظراوين حتى تتأثر إلى هذا الحد ؟ ليس سوى سراب هكذا حدثت نفسها
أردف جيلبير عندما راهم يصلون
- إننا سننصرف يا مرك أخبرني ....أفي إمكانك الجيء معي إلى قاعة المبيعات ؟ إنه يوم الاسلحة الاثاث والمجوهرات عن ورثة فان ديرز
وعندما رأى أن مارك يفكر ألح !
- أعلم أن مصنعك يشغلك دائما لكن لمرة واحدة هذا يرضيني!
- كان بها مر لأخذي
- شكرا من جانب اخر يا ستيفاني سوف نسعد ليديا وأنا باستقبالكما في نهاية الاسبوع في منزلنا الريفي ستعجبون بالمنظر الريفي الرائع وإني لواثق بذلك وكذلك بالمزرعة التي أنشأناها سنقوم بركوب الخيل ولا تنسي أدواتك خاصة !!!
- هأنت لاحظت أن دعوته هادفة فهو يحلم بالحصول على صور لأملاكه الجديدة هكذا ختمت ليديا مبتسمة إننا معتمدون عليك الملابس اللازمة لذلك جينز بلوفر وبوت
قبلت الفتاة هذه الدعوة المفاجئة بلا تكلف
- سوف نمر لاصطحابكما في الساعة الثانية بالظبط إلى جورج الخامس مفهوم إنك يا كورين من المقربين إلينا أنا لا أتحدث عن مارك لأنه يعتبر من الاسرة ! أنهوا سهرتكم على ما يرام ... ثم كررت ليديا قبل ان تتوجه إلى السلم
- إلى اللقاء
وقفت ستيفاني ترنو الى هذا الثنائي الظريف وهو ينصرف وعندما التفتت كان مارك وكورين يرقصان
تعرفت على الاستاذ ديرييه المحامي الذي وجدته منحنيا امامها والذي لم ينتظر منها إجابة بل قادها إلى رقصة روك ورقصت أيضا عدة مرات مع مارك الذي كان بصفته رب البيت يرقص مع كل السيدات المتواجدات بالحفل وفي هذه الاثناء كانوا قد فتحوا صالونا ملحقا بالقاعة لاستقبال هواة ال بريدج كانت هناك اورورا في انتظار ابنة زوجها التي لحقت بها بعد الانتهاء من الرقصة الاخيرة مع الاستاذ ديرييه ثم انصرفتا بعد تقديم الشكر إلى مارك على دعوته المحبة
أردفت الكونتيسة وهي تطلق كعادتها ضحكتها الحنجرية المرحة
- أتعشم أن أراكما قريبا في شقتنا إن شقتنا لا ينقصها إلا الاثاث واللوحات والستائر !!
كانت ستيفاني تتمنى أن يبدي مارك رغبته في مشاهدتها قبل نهاية الاسبوع عند ال جالان لكنه قال لها في بساطة
- شكرا لحضورك طاب مساؤك إلى اللقاء عند جيلبير يوم السبت أليس كذلك ؟
أتى أحد الخدم حيث أطفأ الانوار الرئيسية وانصرف
تواجد كورين ومارك بمفردهما في الصالون الصغير
- سيظهر النهار بعد قليل يا عزيزي أأنصرف أم امكث هنا ؟
هكذا سألته وهي تحوط عنقه بذراعها وتمد له شفتيها ...
لكنه لم يجذبها إليه بل بالعكس وفع يديه بهدف إبعاد ذراعيها عن عنقه تراجعت بسرعة نحو الباب
- لقد كنت دائما لاعبة جيدة ومن مبدئي ألا اتعلق ابدا أتذكر ان نابليون قال (( إن أجمل نصر في الحب هو الهرب منه )) ستكون لي ذكرى ممتعة يا مارك ويجب أن أحتفظ بها للمستقبل الذي لا نعلم ما هو ! سأحتفظ لك دائما بصداقتي وأتمنى أن تبادلني نفس الشعور ؟
- بالتأكيد يا كورين المعذرة ! إني عاجز عن التعبير عما يدور بداخلي ولست قادرا على تأكيد أني أكن لك مودة صادقة لكن .... ثم توقف عن الكلام حائرا عاجزا عن التعبير عما يجيش به صدره من مشاعر تتزاحم بداخله بدات تنزل السلالم واستطردت بنبرة عملت على جعلها عادية برغم أن قلبها مثقل
- سأتصل ب ليديا هاتفيا لكي أرفض دعوتها اللطيفة لقد فقدت ذاكرتي لا شك في أني أصبحت مفرطة في التدخين ! لأني تذكرت حاليا أنه ينبغي أن أسافر إلى ليون في فترة نهاية الاسبوع مع المثمن وهو احد أصدقائي هناك العديد من المبيعات الشائقة وأرغب في شراء بعض منها لمحلي
عندما تأهبت مسؤولة حجرة إيداع الملابس أمسك مارك بمعطفها الفراء الابيض وعندما عمل على معاوتنها على ارتدائه رأته في المراة الموجودة أمامهما إنه حقا جميل جدا وجذاب ايضا هكذا فكرت في اكتئاب إن قاعته مليئة بالقلوب التي حطمها وأرجو ألا يتحطم قلبه هو أيضا ذات يوم
رافقها إلى سيارتها متمنيا لها عودة طيبة طابعا قبلة خاطفة على شفتيها وبعد أن شاهد أنوار ال أوستان التي كانت تبتعد في الفجر الذي بدأ يلوح عاد إلى مكتبه شاهد تحت أحد الاثاثات بكرة أفلام نسيتها ستيفاني تناولها ووقف يتأملها طويلا ربما كان يتوقع العثور على حل لعلامة الاستفهام الهائلة الماثلة أمامه .

nodan 27-04-11 08:06 AM

ولا يهمك ياقمر وتسلم ايدك

sonya 28-04-11 12:43 AM

جميلة اوىىىىىىىىىىى
بس بليز كمليها

sonya 29-04-11 07:17 PM

فييييييييييييين التكملة بلييييييييييز كمليها بسرعة

دلوعة فلسطينيه 30-04-11 11:44 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nodan (المشاركة 2723490)
ولا يهمك ياقمر وتسلم ايدك




شكرا حبيبتي ع مرورك الطيب :flowers2:

غرام الدانتيلا 01-05-11 03:41 PM

يسلمو على الرواية الحلوة بنتظار التكملة ياعسل

sonya 01-05-11 11:45 PM

انا زعلانة اوى فييييييييين التكملة
بلييييييييييز كمليها بسرعة عاوزة اعرف بقيتها
او حطى رابط لتحميل الرواية كلها
ردى عليا:f63:

saeda45 07-05-11 10:55 PM

عزيزتى والله طولتى كتير علينا قربنا ننسى الرواية ان شاء الله المانع خير طمنينا

دلوعة فلسطينيه 10-05-11 03:09 AM

http://www.a1ash.com/vb/t56451.html&usg

دلوعة فلسطينيه 17-05-11 01:03 AM

معلش بنات طولت عليكم بس صارت عندي ظروف خاصة
بس ان شاء الله راح احاول انزل الرواية كاملة هالاسبوع
وشكرا ع مرورك الحلو :liilas:


:8_4_134:

دلوعة فلسطينيه 17-05-11 01:22 AM

الفصل السادس
******************

- تسعة الاف عن يميني تسعة الاف وخمسة أمامي .... في الصف الثاني عشرة الاف عن يميني ... عشرة الاف وخمسة عن يميني ... واحد اثنان ثلاثة سأحكم بالتمليك
وقرع المثمن بمطرقته ثم مال نحو المعاون الجالس بجواره
صاح الاخير
- لقد تم الحكم !
ثم دون المعاون ثمن المزاد في السجل
كانت كمعروفضات ((فان ديزيه )) المعلن عنها منذ اسبوعين قد جذبت لأهميتها ليس فقطهواة الاشياء القديمة الفريسية إنما الاجانب منهم أيضا كانت العشرة الصفوف مشغولة واخرون وقوف إن الاثاث قد تم بيعه بأسعار خيالية حثا لقد كان قريدا من نوعه وبعض الاواني التي من الصيني تمت المساومة عليها إلى أكثر من خمسة الاف تم الاعلان عنها بإشارة يد
وها هو المعاون يعلن من مكتبه الموضوع أسفل المنصة :
- رقم واحد وعشرين ! زوج من المسدسات يرجع تاريخهما إلى عام الف وسبعماة وستين قدر بستة الاف فرنك!
لمعت عينا ((جيلبيرجالان ))من ارغبة واضطرب على مقعده
كان هذان الصديقان قد وصلا إلى هذا العرض مبكرا لكي يجدا لهما أمكان في الصفوف الاولى
ثم بعد أن طال انتظارهما ها هو الممثل الكوميدي يرى زوج المسدسات - الذي طالما تمناه - يقدم للمجمهور
ارتفع المزاد بسرعة وقام هو بالنطق بالرقم بصوت عال وغذا ب مارك يلمس ذراعه وهو يهمس :
- توقف يا غبي سوف تتجاوز السعر!
لكن جيلبير لم يستمع إليه وفي النهاية مكث بمفرده مع اخر مزاد لقد بلغ هذان المسدسان - نسبة لندرتهما - مبلغا مرتفعا جدا
واحد اثنان .... من يدفع ؟ ...ثلاثة سأصدر حكما !
وسمع صوت المطرقة
أقبل بعد ذلك أحد الموظفين ومد له يده برقم ما اشتراه فمنحه هذا الاخير شيكا ومازال البيع مستمرا تمتم مارك
- الان وقد حصلت على اللعبتين ماذا نعمل الان ؟ لا أخفي عنك أني في أ/س الحادة إلى إشعال سيجارة !
إثر ذلك نهض الرجالان واتجها نحو الدهليز المؤدي إلى باب قصر أورساي لكن جيلبير لم يكف عن التطلع إلى القاعات حيث يسمع صوت المثمن وكانت تعض القاعات مخصصة لعرض الاشياء المخصصة للبيع في اليوم التالي قاده مارك معترضا :
-انت من نضرب بك المثل في السطيرة على النفس ألست قادرا على التحكم في نفسك أكثر من ذلك ! ألم تلاحظ أن المتخصصين في الاسلحة القديمة كانوا يعملون على رفع الاسعار ؟ ومع ذلك أنت تعلم أن التجار يتمسكون بالاولوية ولا يضايقهم شيء بقدر ما يرون الافراد يشترون السلع النادرة ! إنهم يريدونها لهم كنت ستدفع فيهما في أحد المحلات أقل من هذا المبلغ إن لم تكن قد تسرعت في رفع المبلغ إلى هذا الحد !
وألم تشعر بأنهم كانوا لا يرغبون في دخولك في المساومة ؟
هز جيلبير كتفيه :
- أعلم يا صاحبي لكني كنت على يقين بقيمة هذه الاسلحة وكنت أتمناها بأي ثمن وفي الحال
- عن نفسي فإني أفضل البائع مع من أستطيع أن أساوم فهو يمنحني معلومات وبذلك أتعلم دائما ما كنت أجهله وكثيرا ما تتولد بيننا صلة صداقة و - على الاقل - تكون لي فرصة للتفكير لكن ...
قاطعه جالان :
- انظر من الذي يصل مع باردو
اقتربت منهما الكونتيسة ماركتيني و وجهها مشرق بالابتسام
- يا لسروري بلقائكما يا سادة ! لقد أسرعت بالمجيء غلى هنا لأني أعشق جو الصالات بالرغم ن أني مشغولة لأننا ننقل أثاثنا في منزل الانسة مير كادييه المؤقت وفي نهاية الاسبوع القادم ستكون اللوحات والستائر قد وصلت وورق الحائط قد تم وضعه أنا معتمدة عليكما لحفل دخول المسكن الجديد سوف يشرفنا قنصل إيطاليا لأنه أحد أصدقاء زوجي لقد عين في باريس لذلك جددنا علاقاتنا القديمة به اعتقد أنكما سوف تقضيان إجازة نهاية الاسبوع مع ستيفاني عند أملاك أحد كما لست أدري من منكما ؟
أمام هذا السيل من الكلمات والعجز عن النطق بكلمة واحدة ما كان من كل من مارك وجيلبيــر - بطريقة الية - إلا أن ابتسما في مودة وأخيرا بعد أن طمأنا الكونتيسة بأنهما سعيان مسبقا للذهاب عندها يوم الحفل اتجها نحو سيارة الممثل الكوميدي
- هل أنت بمفردك هذا المساء يا مارك ؟
- نعم
- أوصلك إلى منزلك أم تأـي عندنا لقضاء السهرة ؟
- لا شكرا أفضل العودة أمامي عمل كثير لأن المهندس المدني أحضر لي هذا الصباح رسم المصنع الجديد وأعتزم دراسته ثم إن أنــا أعدت لي إحدى وجباتها الشهية التي تحتفظ وحدها بسرها ....
انطلق جيلبيــر بسيارته على طريق ال سين وهو مستمر في تبادل أحاديث مختلفة مع صديقه
- إنها لطيفة هذه ال أنـــا هل تعمل عندك منذ زمن بعيد ؟
- اه ...نعم ! كنت في الثانية عشرة من عمري عندما دخلت أسرتنا بصفة وصيفة حصلت على تقدير والدتي وأصبحت مكلفة بإدارةكل شيء تزوجت بيير رئيس الخدم وعندما عاد والدي للإقامة في أملاكهما في الشمال - حيث ما زال والدي يهتم بمصانع النسيج - مكثا بييــر وأنــا معي وهما متكفلان بسداد كل احتياجاتي سأله جيلبير ضاحكا :
- وه تدللك ؟ ليس لها أبناء ؟
- لا
- لا شك في أنا راضية عن بقائك أعزب
أجابه مارك :
- من البديهي
ها هما الانا في غابات بولونيا بعد فترة صمت استطرد جيلبيــر :
- لقد تلقت ليديا مطالمة تليفوينة من كورين لقد اعتذرت عن عدم الحضور نهاية الاسبوع يبدو أنها على موعد في ليون ...
يبدو أن مارك لم يسمع كان ينظر إلى الاشجار وسط الضباب دون أن يراها إذ كان شاردا غارقا في أفكاره وعندما أصبح الغسق لا يلقي إلا بالقليل من أشعته أتى المساء أوقف الممثل الكوميدي سيارته أما بوابة الفندق الخاص بصديقه
ولما كان هذا الاخير جاممدا لا يترك التفت نحوه رافعا جادبيه وقد دهش ولدال من أن يترك مارك مقعده أشعل سيجارة على غير عجل ثم أخيرا قرر أم يتكلم :
- سأوضح لك يا جيلبيــر لقد انتهت الصلة بيني وبين كورين
- كنت أشك في ذلك أخبرني ألست في طريقك إلى الوقوع مصادفة في حب الإيطالية الصغيرة ؟!
- أحب ؟ أنا ؟ لست أدري لقد سبق أن أخبرتك بأنها تجذبني من حيث جمالها إنها جميلة جدا
أفحمه صديقه ضاحكا :
- على الاقل هذا يعتبر تأكيدا !
- أرجوك ... لا تبدأ في المزاح أحب صحبتها أيضا و .... كيف أعبر لك ... رقتها شخصيتها الجذابة وهأنذا أشعر وكأني خجلت !
تمالك جيلبيـــر نفسه عن الضحك وأجاب بنبرة ساخرة بعض الشيء :
- هل أصبح دون جــوان السلط جلاد القلوب في طريقه إلى الرومانسية مع إرسال زهور أشعار وتبادل خصلات الشعر ؟
- لا تضف بعد ذلك شيئا هيا أنا لم أصل إلى هذا الحد ! طاب مساؤك يا صاحبي لا تزعج نفسك غدا بالذهاب لإحضارها سأذهب أنا
وقد أثاته لهجة صديقه الساخرة خرج من السيارة وأغلق الباب بشدة وتركه بلا مزيد من الكلام
**************************************************
كانت ستيفاني متمسكة بتسليم مارك - بأسرع ما يمكن - الصور التي كان قد كالبها بأخذها عنده لذلك كانت راضية لأنها أتمتها قبل الذهاب إلى مزرعة جيلبيـــر وليديا
ليلة هذه العطلة عطلة نهاية الاسبوع بعد أن أعدت حقيبتها كانت ترغب في مشاهدتها مرة أخرى قبل أن تدخل إلى مخدعها عملت على فردها على سريرها وفي اللحظة التي كانت تتأهب فيها لوضعها بالترتبيب بنسبة أفضليتها حسب حكمها المهني قرعت اورورا باب حجرتها ودخلت قبل انتظار ردها
- كنت يا عزيزتي أرغب في الاخذ برأيك من أجل ستائر الصالون اه هل هذه صور السهرة؟ أفي إمكاني مشاهدتها ؟
- بالتأكيد !
تفحصتها الكونتيسة الواحدة تلو الاخرى باهتمام بالغ كمن ترغب في تسجيل أدق التفاصيل المنزل الاعمال الفنية والمدعوين لم تغفل عن أي شيء منها وفي النهاية ألقت باللفة على السرير وقالت :
- صورك هذه يا ستيــفاني العزيزة تبدو لي رائعة سوف تسر فارسك! لقد لاحظت في تلك الامسية أنكما متفقان إلى حد ما .....أليس كذلك ؟
- عن نفسي فإني أشعر بالارتياح في صحبته يا اورورا وبالنسية له أتمنى أن يكون هو أيضا في نفس الوضع ....
ثم صمتت لحظة ومع أنها من المعتاد - كتوم - إلا أنها كانت سعيدة لأنهاتمتنع عن الافصاح باسرارها
- كان ينبغي أن أسافر غدا مع ال جالان لكن هو الذي سيأتي لاصطحابي هو بمفرده كورين لن تأتي
ولم تعلق اورورا على ذلك وإن كانت سرت لهذا الخبر واكتفت بأن تتمنى ل ستيفاني ليلة طيبة وعطلة نهاية اسبوع سعيدة قبل أن تنسحب وما يدعو للعجب أنها نست تماما ستائر الصالون ...
أما ستيفاني فلم تكف عن التفكير في مارك منذ تلك السهر التي قضتها عند مارك وتماما كما حدث قبل حفل الافتتاح كانت قد حللت أبسط التفاصيل القادرة على منحها الامل بأنها ليست مبالية بهذا الشاب عندما وصل مارك أسرع نحوها في حماس حتى إن قلبها خفق بشدة .. غير أنه مع دخول كورين قد تلاشى عندها الاحساس بالصداقة التي اعتقدت أنها قد نشأت بينهما أثناء أخذ الصور مرة أخرى عملت على منع خيلاها من التجول لكن عندما اتصل بها مارك هاتفيا لكي يعرض عليها أن يأتي لأخذها متغافلا عن كل نواياها الطيبة عادت إلى الانغماس في حلمها الوردي
ويوم أن كان مارك مستعدا لأخذها استعدت قبل الموعد بساعة وجلست على أحد المقاعد الوثيرة ذات الماند في صالون جورج الخامس حقيبة السغر وحقيبة الالة تحت قدميها أما الصور الثمينة الموضوعة في حافظة من الجلد فقد وضعتها على ركبتيها
وعندما ظهر مارك وجدته جميلا كان يرتدي في بساطة جينز وبلوفر أبيض فكان يبدو أنيقا جذابا
عندما راها في المقعد الكبير ووجدها ضئيلة وهي ترفع وجهها الدقيق نحوه أبدى ابتسامة أاضاءت وجهه مزيدا من الشباب أما هي فنهضت في الحال وهي تلوح بالحافظة
- مارك الصور معي !
- برافو يا ستيفــاني أريد أن أراا في الحال هيا ينا غلى المشرب لتناول القهوة فالوقت متاح لإلقاء نظرة سريعة عليها وفيما بعد سأختار في هدوء الصور التي سوف أطالبك بالقيام بنسخ كمية منها لتوزيعها على المدعوين مال كلاهما الكتف ملتصقة بالكتف ورأساهما يكادان يتلامسان وقفا يفحصان ألوان الصور
- حسنا جــدا - هكذا أردف مارك - جالان رائع في هذه الصورة ووهنا المجموعة ممتازة اه ! ومن هذه يجب طبع العديد بالنسبة ل كورين إنها طبيعية جدا اه ! يا مكتبي ممتاز ....
وعندما ذكر السيدة نظرت إليه ستيفاني واستمر في الفحص بسرعة كانت صورة ابنة الدكتور الجراح قد اختفت تحت الاخريات لم يطل مارك النظر إليها لما شعر بأنها تتفرس فيه حول رأسه نحوها فالتقت نظراتهما وإذا بموجة حنان نحو هذه الفتاة التي تبدو وكانها تنتظر صدور الحكم عليها جعلته يفكر في أنها تلميذة ممتازة أما الاستاذ الذي يمتحنها وضع يده لحظة على يدها - في حركة جعلها مطمئنة - ثم جمع الصور المتناثرة على المائدة وناولها إياها
- إنك موهوبة في هذه المهنة هيا بنا أمامنا مائة كيلو متر يجب أن نقطعها ولقد حان الوقت للانصراف لقد أتتني فكرة سوف أوافيك بها في الطريق ....
تبعته في صمت وكانت تشعر بالارتياح
أخذ الضباب يتبدد ها هي شمس الخريف ترتفع الان في السماء تنبئ بأنه يوم مشرق ....قال مارك
- يلزمني مصور ممتاز لأني محتاج إلى إعداد كتاب أو شبه ذلك في حجم الكتالوح يحتوي على صور مصنعي وهأنا أوصيك به
كادت الفتاة ترتجف من السرور ولم تتمكن إلا من النطق
- شكرا يا مارك
- إني زبون ملح وأريد هذا العمل بأسرع ما يمكن كم من الوقت يلزمك لإتمامه ؟
- إذا شئت في وسعي البدء في العمل منذ يوم الاثنين وأنت تعلم أنه ليس لدي زبائن كثيرون حتى الان ! مازلت بعيدة عن زحمة العمل !
هكذا أضافت وهي تضحك مرحة
- ستحصلين عليهم سأعمل من جانبي على إيجادهم على سبيل المثال جيلبير أعلم أنه سوف يرغب في إعداد صور لمشروعه من أجل إعلانات الدعاية بالرغم من أنه لا يميل إلى كشف حياته الخاصة إلا أنه يضطر أحيانا إلى القيام بالكشف عنها للجمهور وكذلك زبون أو اثنان ذوا شهرة وبذلك تتقدمين ي العمل وفي الشهرة أيضا صدقيني !
- يجب أن أهتم أولا بالاوراق الرسمية من أجل إقامتي في باريس ومهما كان قول اورورا لن أتبعها بعد الان ! مع كل بعد قليل سابلغ من العمر واحدا وعشرين عاما أي سن الرشد وبذلك يكون لي حق التصرف في الاموال الخاصة بي التي تساعدني على تنمية مشروعي وبذلك أعمل في هدوء
- حسنا ... ستيفاني ! كم أحب الاستماع إليك وأنت تتكلمين هكذا غنك تتمتعين بشخصية قوية وليس فقط بجمال رائع
عندما وصلا إلى منزل الممثل الكوميدي كانت الشمس قد غربت في السماء فتح لهما جيلبيـــر الباب وبصحبته كلبه الذي احتفل بقدوم مارك بنباحه
- لقد تأخرتما أرجو ألا يكون قد حدث ما يزعجكما في الطريق ؟
- لا غاية ما في الامر لقد تمسكت بمشاهدة الصور الفوتوغرافية قبل الرحيل - هكذا وضح مارك - ومع ذلك يجب أن أحدثك عنها فيما بعد
دخلوا كلهم إلى المزرعة وكانت ستيفاني قد التزمت الصمت منذ أول خطوة دخلت بها في المنزل من شدة دهشتها
غرفة واسعة تعتبر صالونا تمتد لتصل إلى حمام سباحة تضيئة فتحة زجاجية تطل على الحديقة منظر رائع أخاذ والمدعوان الاخران كانا يقوما ببعض الحركات في الماء ثم وصلت ليديا مبتسمة كعادتها ربة بيت حارة في استقبالها
قالت ستيفاني
- إنها فكرة جيلبيــر لم نشأ أن يتواحد حمام السباحة في مكان منعزل لذلك لدي العديد من ملابس البحر تحت تصرف أصدقائي وهم لا يتوقعون وجود حمام سباحة بالقرب من المشرب وحجرة المعيشة !
مر اليوم بسرعة مذهلة قام خلاله الزوار بالاستمتاع بالسباحة والقيام ببعض الجولات على ظهر الخيوول وفي المساء في لعب ال بريدج وحينئذ قامت ستيفاني بالعمل من أجل جــالان زبونها الثاني
وفي اليوم التالي بدا النهار مشرقا أيضا شعرت ستيفاني بسعادة تغمرها كان مارك يحيطها برعايته ومضيفاهما كانا يستمتعان بفن الاستقبال ولذلك كان الجميع في حالة رضا وسعادة
ارتدت الفتاة لباس بحر صغيرا وتأهبت للنزول غلى الحمام حيث سبقها إليه مارك ووقفت ليديا بلا حركة للحظة - لأنها دخلت في نفس الوقت - إذ إنها أخذت بما ل ستيفاني من انسجام وجمال في قوامها خرج جيلبيــر من الحمام وتناول البرنس الخاص به واقترب منها أخذ يتابع نظرتها
قال لزوجته
- لقد لاحظت بالامس جمال قوام هذه الفتاة الجميلة لكن لسنا وحدنا مننعجب بها انظري إلى عيني صديقنا وهو في الماء ...
قامت ستيفاني بغطس رائع بالقرب من مارك ولما كان لا يزال مثبتا نظراته عليها وربما أن فكيه كانا متقلصين لم يجد ما يقوله لها وإذا ارتبكت من نظراته التي تلاحقها خرجت من الحمام والتفت في بشكير
وفي فترة بعد الضهر اقترح ماك القيام بنزهة على ظهر الحصان ولم يكن من يؤيده سوى ستيفاني
قال جيلبيــر مقدما نصيحته
- اذهبا غلى البركة هناك الجمال كله !
انصرف في هذا الاتجاه وكان لا بد لهما للوصول إلى هذا المكان من اختراق غابة كانت ستيفاني تجيد الفروسية وكان هناك سكون لا يسمع فيه سوى صوت حوافر الخيول ثم بعد فترة اضطرا إلى تخفيف السرعة بسبب وجود منحنى وعندما وصلا غلى البركة قاد مارك دابته ... إلى جانب حصان الفتاة المصورة
- إنك فارسة ممتازة ! يخيل لي أنك تحبين ركوب الخيل ؟
- اه ... نعم ! كنت مفتقرة إلى ذلك في فينيسيا لكن كثيرا ما كنت أمارس هذه الرياضة عند صديقتي نيكول في سويسرا
وفي مدخل الغابة نزلا وربطا الجوادين في غصن شجرة
رفعت الفتاة خوذتها وعلقتها على أحد الاغصان ثم هزت شعرها الذي تناثر على كتفيها ثم بخطى بطيئة تعدمت نحو البركة وكان لامعة مثل الفضة تحت أشعة الشمس الاخيرة كانت رائحة الخريف تصعد من الارض الرطبة ولم يكن ما يقطع السكون الشامل سوى صوت الدجاج المائي الذي فزع عندما اقتربا منه لحق بها مارك ووقف صامتا من خلفها كانت تعلم أنه سوف يحيطها بذراعيه فخفق قلبها بشدة انتظرت دون أن تتحرك أغلقت عينيها لحظة حولها غليه ثم أمسك بوجهها بين يديه عمق النظر في عينيها وهو يتمتم
- اه يا ستيفاني وديعة وجميلة يا ستيفاني ! لقد جذبتني منذ أول لقاء لكنك الان تسحرينني مال بعد ذلك لى فمها الذي قدمته له وهي ترتجف كانت في البدء قبلة رقيقة لكن عندما شعر بأنها استسلمت له قبلها بأكثر حرارة
وكان الليل قد أقبل عندما عادا إلى المنزل كان جيلبيــر في هذه اللحظة يقوم بالمائة خطوة أمام المدخل في صحبة السايس صاح لهما
- ما الذي تقومان به ؟ لقد قلقنا وها هو المساء قد أقبل والطقس أصبح باردا كما أن وقت العشاء قد حان إذا كنتما ترغبان في العودة إلى باريس هذا المساء
أما نحن فسوف نبقى هنا وبالنسبة لك أعتقد أنه لا بد أن تكون في مصنعك صباح غد !
- نعم هذا بالاضافة غلى أني على موعد مع مصوري الخاص هكذا أردف الشاب ضاحكا
ثم دخل إلى المنزل متأبطا ذراع ستيفاني
تواجدوا في المطبخ الكبير الذي كان يعتبر حجرة طعام للاهل وحيث كانت النار مشتعلة بالمدفأ

قرأة ممتعة للجميع

:8_4_134:

دلوعة فلسطينيه 18-05-11 01:33 AM

الفصل السابع
********************

- صباح الخير أنا ستيفاني ماركتيني اني على موعد مع السيد دي موجاندر في الساعة الثانية
تفحصت الفتاة الجالسة في استقبال مكاتب المصنع دهشة الفتاة الواقفة أمامها وتفحصت أيضا جزءا من معداتها في الحقيبة الخاصة بها أما الاخرى فكانت تحت قدميها
- انك إذن المصورة ؟اه !
- هل فاجأتك ؟
-لا سأتصل بالرئيس اجلسي
قالت لها هذا مشيرة بذقنها إلى المقعد
كادت ستيفاني تطير فرحا ها هي الان صاحبة مهنة أخذت تنظر إلى قاعة المدخل المزدانة بالزهور والنباتات الخضراء ذات الاثاث المناسب في ذوق رفيع كانت تبحث عن المكان الذي ستبدأ منه عندما أخبرتها موظفة الاستقبال - وقد ازدادت دهشتها - وهي تخفض سماعة التليفون
- سينزل لأخذك ربما يرغب بفناء المصنع هل تعرفينه ؟
- قليلا ....
هكذا أجابت الفتاة بابتسامة خفيفة
- إنه شاب جميل ...هيه ؟ ثم إنه دائما مؤدب ومحب لكنه منذ هذا الصباح زاد سحرا ووسامة ...
قطعت تعليقها عندما رأته يخرج من المصعد أسرع إلى ستيفاني وأمسك بحقيبتها ثم تأبط ذراعها وقادها إلى الباب الذي كان قد عمل على غلقه وقبل ان يغلق عليهما تمكنت ستيفاني من مشاهدة وجه موظفة الاستقبال الدهش
بدأت العمل في مكتب مارك في الطابق الثاني لمبنى مخصص للأبحاث والمطبوعات وحيث قامت بإعداد رسوم ضخمة عن ( ر. م . ع ) أي ( رئيس مدير عام ) وبعد ذلك نزلت إلى الطابق الاول وختمت جولتها بالفناء حيث يوجد المصنع الذي عملت على تصويره وعندما عادت إلى مكتبه قالت
- لقد أصبح الوقت متأخرا بالنسبة للداخل يا مارك سأواصل العمل غدا
- أنت المسؤولة عن إدارة عملك يا ستيفاني كما أن اليوم هنا بالنسبة للعمل سوف ينتهي بعد قليل للجميع إننا نلغي ساعة الغذاء حتى نتمكن من الانتهاء من العمل قبل زحام الطريق ... إذا كنت حرة وإذا كان يناسبك فهل ترغبين في تناول العشاء معي ؟
هكذا سألها مبتسما في حنان وهو يقترب منها وضعت جبينها على كتفه وأغلقت عينيها أجابت بكل البساطة التي في العالم
- أنت تعلم جيدا أني أتمنى أن أكون معك
وإذ تأثر مارك لهذه البساطة المتناهية لاطف شعرها أما صديقاته المعتادات فقد كن يجعلنه يلتاع أكثر إذن هذا يعتبر جزءا من اللعبة لكن ستيفاني كانت تبدي سذاجة طفولية تجعله يزمداد ارتباطا بها
عندما عادت في صباح اليوم التالي عجزت موظفة الاستقبال عن معرفة أي موقف تتخذه عملت ستيفاني في المصنع ثم ذهبت إلى مارك في مكتبه عندما دخلت رن جرس التليفون أشار لها بالجلوس قبل أن يرفع السماعة
- اه إنه أنت ؟ صباح الخير ...نعم ...السبت المقبل ؟ لم لا إنه محبب إليهم ... أعرف الدكتور لكن لن أكون بمفردي لا مصورة شابة سوف تتمكن كذلك من تصوير الاسطبل .. لا تترك السماعة سأسألها ! إنها في مكتبي ستيفاني , فروسية من نورماندي نهاية الاسبوع القادم هل تشعرين بالرغبة في ذلك ؟
وافقت في الحال
- اتفقنا ستحضر بكل سرور شكرا
ثم أخفض السماعة وهو يوضح لها
- لقد طلب سيرج دي مارفي من ابن عمه وهو أحد أصدقائي أن يدعوني في عطلة نهاية الاسبوع سوف تعجبين بزوجته وبه أنا واثق بذلك بولين دي مارفي مضيفة ممتازة قد تكون مثل ليديا سيتواجد أيضا أخوها وهو طبيب تزوج منذ فترة قصيرة وهو شاب ظريف قابلته منذ فترة لكني لا أعرف زوجته غير أنهم مدحوا لي صفاتها وعليك توثر خيول وأملاك مضيفنا ... ومن البديهي أنه سيكون زبونك الثالث !
- اه يا مارك ! شيء جميل إني عاجزة عن التعبير ....
نهض دار حول مكتبه ثم أمسك بيديها رفعهما إلى فمه قبل أصابعها معصميها .... وهو يتمتم
- لا تنطقي بكلمة ... إنك تغريني يا ستيفـــاني بسماحك لي بمعاونتي لك .... إني ...
ثم انتصب دون أن ينهي جملته
وفي اليوم الذي تلا فترة التصوير في المصنع كانت ستيفاني في شقة ال ترو كــاديرو تناقش أحد فناني الديكور عن وضع الستائر وورق الحائط وإذا ب اورورا تدخل مضطربة جدا
- يا عزيزتي ! يا عزيزتي ! فيتوريو سيكون في باريس غدا ! لقد اتصل بي هاتفيا لقد تجازو الحدود مع عربة النقل والحمالين لأن فترة الاقامة في الجمرك كانت طويلة سوف يتوقفون في الطريق إنه متعب - عزيزي المسكين - ولا يرغب في القيادة بالليل يا إلهي م سيعاوننا على الاستقرار !
- لا تقلقي سنتمكن - فيتوريو وأنا - من القيام بذلك كما أن عاملة النظافة التي كانت تعتني بشقة الانسة ميركادييه اتت وأبدت استعدادها لمعاونتنا وقبلت عرضها هذا
حينئذ تدخل رجل الديكور
- في إمكاني أن أرسل لك شابا ذا كفاءة إذا شئت يا سيدتي
شكرته اورورا بحرارة معلنة أن المسائل المداية لا تهمها وانصرفت مطمئنة حينئذ تبادل المكلف بالديكور نظرة مسلية مع ستيفــاني قبل العودر إلى العمل
ولما كان الكونتيسة قد أخيرت قنصل إيطاليا بوصول لوحة دافنشي أخطر هذا الاخير بدورة مقر الشركة الذي أرسل مراقبين لكي يعملوا على المراقبة حول المنزل وها هو إنتاج الفنان الايطالي - الذي وصل في صندوق خشبي - قد حل بكل حرص ووضع في الصالون وكذلك باقي اللوحات وعادت سيارة النقل إلى فينيسيا
أعلن فيتوريو أنه سيقضي الليلة معهما بما أن احتياطات الامن - تجنبا للسرقة - لم تتم
حينئذ قالت له ستيفــاني
- لا تقلق لقد تم كل شيء لقد جعلني مارك على اتصال بالمختص فعمل هذا الاخير - أمس وأول امس - على وضع أجراس الانذار كما عنده بالضبط هذا بالاضافة إلى أن جزءي هذا العقار الاخرين يشغلهما ملحقون بالسفارة وبناء عليه الشرطة دائمة التجول في هذه المنطقة
ولما ظل صامتا أاضافت
- أتعشم أن تكون الان مطمئنا ؟
أيد ذلك بإشارة م رأسه كان قد تم إعداد الشقة قبل عطلة نهاية الاسبوع بيومين اضطرت ستيفاني إلى مساعدة فيتوريو بالرغم من وجود الشخص الذي أرسله فني الديكور وكذلك عاملة النظافة بذلك أصبحت الفتاة مضطرة إلى رفض دعوة مارك للعشاء مكثت لوقت متأخر من الليل بمفردها مع شقيق اورورا لكي تعمل على تنسيق اللوحات والسجاد والاثاث في انسجام كانت الكونتيسة متعجلة مغادرة ال جوج الخامس لأنها كنت متطلعة غلى حفل نهاية الاسبوع التالي
أردف فيتوريو بلهجة ساخرى إلى حد ما
- أعتقد أنك ستدعينني أحضر غدا مساء الجمعة
- اه ...نعم ! لقد انتهينا حقا في وسعك القيام بما تبقى بدوني !
- وإلى أين ستتوجهين في فترة عطلة نهاية الاسبوع هذه المرة ؟
- إلى نورماندي لا أعرف من سوف يستضيفانني إنهما صديقا مارك وربما يصبحان زبونيني جديدين هكذا أكد لي مارك
هز فيتوريو كتفيه وأخذ يضحك ساخرا في شراسة
- زبائن ! ما الذي تقومين به أحيانا في غباء ؟ هيه ... إني أشفق عليك من ذلك ...
تظاهرت بأنها لم تسمعه وهي تنقل قطعة من الاثاث
وكانت نهاية الاسبوع في ال نورماندي ناجحه بقدر ما كانت السابقة وسيرج دي مارفي أصبح بذلك الزبون الثالث ل ستيفاني أما عن سهرة الكونتيسة ماركتيني فقد كانت أكثر من رائعة إذ كان البوفيه من نوع نادر كان عدد المدعوين قليلا وجميعهم من طبقة متميزة لقد دعيت كورين بالتأكيد لكن للأسف - هكذا أجابت بكلمة مختصرة لكن لطيفة إنها ستغادر باريس لفترة غير محددة على خلاف القنصل الذي أبدى هو وزوجته سرورا عظيما للقاء الكونتيسة وابنة زوجها
كان مارك أول الوافدين إلى الحفل ومن بعده بقليل ال جالان عندما رأى ستيفاني تتقدم نحوه في فستان أنيق أبيض على طراز شرقي مطرز بالذهبي والفضي وشعرها في شينيون منخفض على عنقها وعلى وجهها المساحيق في اعتدال والاساور الذهبية في معصمها ألفى إليها نظرة إعجاب غير قادر على إخفائها كما أنه قاوم بصعوبة رغبته في ضمها إليه بين ذراعيه
لم تكن الكونتيسة موجودة حتى تلك اللحظة لأنهاكانت في حجرتها من أجل الاستعدادات الاخيرة لكن عندما ألقى مارك نظرة دائرية في الصالون الكبير رأى رجلا يدير ظهره لأنه كان يصب كأس شراب واقفا أمام البوفيه وإذ كانت ستيفاني تتابع نظرات مارك نادت
- فيتوريو ؟ ها هو مارك دي موجاندر الذي ....
لم تتمكن من إضافة أكثر من ذلك من شدة ارتباكها لقد أبدى لهما وجها محبا مشرقا بابتسامة عريضة ها هو أصبح فجأة الصةر ذاتها التي للمضيف الذي يحسن استقبال ضيوفه شاعرا بمسرة الحياة تساءلت ستيفاني لحظة إذا كان هو ذاته فيتوريو رينالدي الذي يشد على يد مارك قبل أن يقوده نحو المشرب متسمسكا بأن يملأ لهما كأسين بنفسه رافضا معاونة الساقي لكي يبدي رغبته في إظهار البساطة الودية
أخيرا بعد أن استعدت اورورا وتزينت بالمجوهرات وارتدت فستانا ضيقا حريريا وصففت شعرها دخلت في سرية في اللحظة التي كانت ستيفاني تقدم مارك الى قنصل إيطاليا وأصبح الحديث شاملا وفي هذه الاثناء وصل هنري باردو - بعد أن ألقى نظرة سريعة على الجدران - وسأل الكونتيسة عن المكان الذي خبأت فه لوة دافنشي اللوحة التي كان يتوقع مشاهدتها في مكان بارز فما كان من القنصل إلا أن اعترف بأنه تساءل هو أيضا نفس السؤال ؟
أجابت اورورا
- إنها عندي تكرمي يا ستيفاني باصطحاب أصدقائنا إلى هناك لمشاهدتها
تقدمت الفتاة القنصل ومارك وهاوي الاشياء الاثرية إلى الصالون الصغير الملحق بحجرة اورورا أضاءت ستيفاني المصباح الموجود أسفل اللوحة فبدت رائعة
إن وجه العذراء وهي تحتضن الطفل مؤثر جدا والمنظر الخلفي للوحة ينبئ بأن الرسام سيتقدم في الفن عندما ينضج لم يخطئ جالان عندما قال ل مارك إن لوحة دافنشي تشبة ال جيوكندا فما كان من باردو غلا أن صاح
- رائع ! اشعر بنفس الاحساس الذي لاحقني في فينيسيا منذ اثني عشر عاما ...
وكان للقنصل نفس رد الفعل ومارك كان يتأمل في صمت معجبا بها عندما لحق بهما جيلبير الذي بعد أن تأمل هذا الانتاج البارز ودون أن نيطق بكلمة واحدة همس في أذن صديقة
- إن الكونتيسة تمتلك كنزا ... أتمنى أن تكون الحراسة مشددة على المسكن !
عادا إلى الصالون حيث كان أفراد اخرون قد وصلوا من بينهم الاستاذ ديرييه المحامي قادته ستيفاني - بناء على طلبه - إلى لوحة دافنشي رافقهما مارك حيث كان يرغب في مشاهدة الصورة مرة أخرى وبالرغم من أن السهرة قد طالت إلا أنه لم يستأذن أحد منهم لان الاحاديث كانت شائقة والحفل ناجحا في جو من المرح والالفة بين المدعوين
اقتربت ستيفاني من جالان وأخذته جانبا قالت له
- إن صورك معي يا جيلبير هل ترغب في مشاهدتها ؟ إذن اتبعني لكي أريها إياك
وافق مرحبا اخذا طريق الاتيليه يتبعهما مارك الذي كان لا يبعد عن الفتاة قط لقد بدأت الحجرة تتحول إلى مكان عمل كانت تتسم بالنظام وكل ما فيها مرتب فردت الفتاة صور الممثل الكوميدي على لوح م الخشب طويل موضوع على حوامل فحصها هذا الاخير بعين مدربة ناقدة تناول بعضا منها واولها ما تبقى مبتسما
- أجدها كلها جيدة لكن بما أن جميعها سوف تفيد الدعاية الخاصة بي فأنا مضطر إلى احتجاز سبع او ثماني صور منها اتصل بالسكرتير وارسلي له الفاتورة ذلك عنواني
- شكرا جزيلا لك يا جيلبير ليتك تعلم مدة سروري لهذا الامر !
ثم أطلقت إحدى ضحكاتها المرحة البريئة وإذا ب مارك يعجز عن الامتناع من تحويط كتفيها بذراعه وصمها قليلا إليه تحت نظرات صديقه الماكرة
- إننا يا جيلبير نحضر بداية مصور صحفي هل تعرف سيرج دي مارفي ؟
- نعم .. إني أشتري له خيولا لماذا توجه لي هذا السؤال ؟
- لقد قامت ستيفاني يوم الاحد الماضي بتصوير إسطبله وسوف يعمل على نشر بعض هذه الصور في إحدى الصحف الاسبوعية للدعاية بداية طيبة أليس كذلك ؟
تركوا الاتيليه وكان الحديث يدور حول مهنة ستيفاني التي تسير قدما كان مارك لا يزال ممسكا بكتفيها إلى أن ولجا غلى الصالون بسرعة أنزل ذراعه لكن مع ذلك ليس بالسرعة التي تمكن فيتوريو من ملاحظته حول الايطالي رأسه وفي عينيه شعاع حقد غير أن هذه السيدة التي لا تغفل عن كل ما يدور من حولها لك وأكثر من ذلك لاحظت كل شيء
اقتربت إذن من أخيها - مستمرة في الابتسام - همست إليه امرة إياه بأن يتخلى عن دورة كشاب ساحر من الستطاع - بما له من موهبة- غزو قلوب كل مدعوية
ثم رويدا رويدا ترك كل المدعوين الصالون لكن ليس قبل تقديم الشكر غلى الكونتيسة على هذا الحفل الناجح ....
تلكأ مارك وكان اخر من انصرف لأنه لم يكن يرغب في مفارقة ستيفاني وعندما عاد إلى مسكنه لم يدخل إلى مخدعه في الحال بل جلس - كعادته - في المقعد الوثير الذي في مكتبه وهو الذي يلجأ إليه كلما شعر بمشكلة تقلقه واستسلم لحلم طويل لم يسبق لفتاة أن أسرت فكرة إلى هذا الحد وكانت هذه هي المرة الاولى التي يشعر فيها بمثل هذا الاحساس لقد أصبح وجود ستيفاني ضروريا بالنسبة له
كانت وجبة العشاء ممتعة برفقتها حتى أصبح غير قادر على التخلي أو الابتعاد عنها وكان لا يجد فيها أي غش أو زيف أو دلال مخادع فهو يشبهها بنبع صاف أفكارها أصلية وثقافتها تزيد من سحرها وجمالها لكن عندما فكر في الرفبة التي له فيها استعاد رؤية هاتين العينين الزرقاوين التين تفحصانه في ثقة حينئذ نهض من على مقعده هز كتفيه كمن يتخلص من فكرة عملت على مضايقته حكم بأنها تعمل على تحطيم سكينته ودخل إلى حجرته وقد بدا مهموما

fadi azar 27-05-11 06:54 AM

كتير حلوي بليز كمليها

sonya 30-05-11 04:58 PM

طولتي كتير حبيبتى بليز كمليها :8_4_134:

saeda45 15-06-11 08:05 AM

قربنا ننسى احداث الرواية ايمتى حتكمليها ان شاء الله المانع خير موفقة

fadi azar 15-06-11 09:12 AM

طويلة علينا كتير عسا المانع خير

Rehana 26-01-13 12:44 PM

رد: 655 - اللقاء بعد اليأس - Frances Creighon - دار ميوزيك - قريبا تكملة Rehana
 
السلام عليكم

ان شاء الله راح اكمل الرواية .. وان شاء الله تعجبكم

مودتي لجميع قراءة روايات عبير المكتوبة

زهرة منسية 26-01-13 01:19 PM

رد: 655 - اللقاء بعد اليأس - Frances Creighon - دار ميوزيك - قريبا تكملة Rehana
 
مرحبا حبيبتى شكرا ليكى ريحانتى لأعادة فتح الرواية و أستكمالها فانتظارها من ايديكى الحلوة
وشكرا لدلوعة على الاجزاء السابقة‎ ‎

Rehana 03-02-13 01:55 PM

رد: 655 - اللقاء بعد اليأس - Frances Creighon - دار ميوزيك - قريبا تكملة Rehana
 
الفصل الثامن

لم تجد ستيفاني في هذه الليلة سبيلاً للنعاس , كانت تفكر في مارك وفي الحب الذي تكنه له, اخذت تفكر في هذا الحب الذي ينمو أكثر فأكثر كل يوم , حتى كاد يخيفها , فهي تعلم انه تملك قلبها , وانها لن تستطيع العمل على استعادته , وهو؟
كما انها ليست ساذجة الى الحد الذي يمنعها من التحقق من انه يرغبها , كما انها مازالت تشعر بأثر شفتيه الحارقتين بشفتيها , وبذراعيه اللتين ضمنتاها اليه حتى كادت تختنق, والآن وهو يعيدها الى منزلها , كان مكتفياً بتقبيل يدها وملاطفة شعرها قبل ان يفتح لها باب سيارته قائلاً:
- طاب مساؤك ايتها الفتاة الصغيرة, نامي جيداً...
كانت على استعداد ان تكون له, وهو على علم بذلك, لكن مم يخشى إذن.منتديات ليلاس
فجأة تذكرت الكلمات التي تبادلاها ذات مساء , عندما تناولا العشاء معاً لأول مرة على انفراد بعد ان اخذ الصور بالمصنع.
عندما امسك بكتفيها ونظر في اعماق عينيها, وسألها:
- ماذا تعرفين عن الحب ياستيفاني الوديعة؟
وكانت دون ان تفكر قد اجابته فوراً مع حركة حفيفة بيديها :
- لا اعرف الكثير عنه يا مارك , فهو يبدو في عصرنا هذا , انه قد مضى زمانه , بالنسبة لفتاة في مثل عمري , لكنه هكذا.
ثم ندمت فور نطقها بهذه الكلمات , شعرت بأن ذراعي مارك لم تعودا قويتين في ضمها اليه, وأنه كف عن البحث عن شفتيها , لكنه كان يكتفي بلمس جبينها.ريحانة
منتديات ليلاس
وفي يوم السبت التالي, توجه مارك الى اسرى ستيفاني, وقد غفلت هذه الاخيرة عن وحدتها , إذ كانت تعمل في الاتيليه, حينئذ دخل فيتوريو, قال:
- لقد اشتريت سيارة BMW, إنها سيارة جميلة , جيدة للرحلات, هل تقبلين المجيء معي لتجربتها في دوفيل ؟ الطقس رديء , لكننا لسنا مضطرين للبقاء في الخارج .
هكذا اضاف مبدياً ابتسامة ساخرة .
رفضت الدعوة , اما هو فقد خرج من الحجرة وهو يتمتم من بين اسنانه:
- انت , سوف تخضعين ذات يوم, غبية!.
وعندما اتى المساء ادركت كم ان مارك يملأ حياتها , وان كانت في الواقع لا تعرفه إلا منذ فترة قصيرة, وهاهي الآن تشعر بأن اليوم الذي يمر دون ان تراه إلا منذ فترة قصيرة , وهاهي الآن تشعر بأن اليوم الذي يمر دون ان تراه فيه يبدو لها قرناً ! من اجل ذلك تلقت اتصاله الهاتفي صباح يوم الاثنين بسرور بالغ.منتديات ليلاس
وفي منتصف الاسبوع , كانت صور سيرج دي مارفي قد أعدت , اخبرته عنها , وعرضت عليه ان تحضرها له في نورماندي في أول عطلة نهاية اسبوع برفقة مارك بالتأكيد!.
وعندما وصل مارك وستيفاني في يوم السبت التالي الى آل مارفي , كان الطقس ردئيا , لأن الخريف كان قد بدا في اتخاذ مسار الشتاء , قاما برحلة على ظهر الخيول وعادا مبتلين , لذلك لم يعملا على تكرار ذلك يوم الاحد , وانقضت فترة بعد الظهر في جو عائلي, امام نار هادئة في المدفأة , هناك ايضاً كان شقيق بولين دي مارثي وعروسه الشابة عائد من الاسطبل.
كانا يتبادلان عبارات المودة واللطف مع ستيفاني , وكانت الشابتان تتبادلان الذكريات عن جيف التي تعرفانها جيداً.
ثم بعد تناول الشاي في الساعة الخامسة من بعد الظهر قاموا جميعاً بلعبة الإسكريل العائلية وهي عبارة عن مسطح توضع في مسطحات (فيشاط ) من الحروف لتكوين كلمات, تربكها قفزة فجائية من القط الاسود وسط هذه القطع المصفوفة..مشهد جعل مارفي يبدي احدى ثوراته المألوفة والتي اصبحت لا تؤثر في أي احد منهم منذ زمن طويل , بل بالعكس اخذوا جميعهم يمرحون ويضحكون وبذلك يعملون على إغاطته, فوجئ مارك بأنه يضحك هو ايضاً , الأمر الذي جعله ساهماً.

Rehana 03-02-13 01:56 PM

رد: 655 - اللقاء بعد اليأس - Frances Creighon - دار ميوزيك - قريبا تكملة Rehana
 
ثم نهض واتجه نحو النار التي تطقطق في المدفأة ملقياً نظرة دائرية على ماحوله.
لم يسبق له في حياته الحصول على فرصة التواجد في مثل هذا المناخ العائلي الذي تسوده السعادة الهادئة.
في الوقت الذي كان فيه صبياً صغيراً يطعم القط, كانت بولين مستفيدة بتوقف اللعب لفترة , قد توجهت لكي تلقي على طفلة لم تتجاوز عامها الاول , تلعب في مربع مغلق بدمية من الكاوتشوك .
وكم كانت دهشة مارك , عندما اضطر الى مصارحة ذاته بأنه لم يشعر بالضيق دقيقة واحدة خلال هذه العطلة , كما انه قد اعجب بهذه اللعبة المسلية, وقد يدعوها البعض لعبة اطفال , حقاً ان هذه الاسرة, اسرة مارفي , تتمتع بروح الطبيعي الذي لا يقارن بالمسرات الاخرى .
على طريق العودة سأل مارك ستيفاني:
- هل انت مسرورة؟
- آه ..نعم يامارك ! ظننت اني عند صديقتي نيكول في جنيف التي كثيراً ماكانت تدعوني عند والديها . هل تعلم انني لم اعش قط الحياة الاسرية , من البديهي ان مدرستي الداخلية كانت فاخرة , لكن مع ذلك وحيدة هناك..
كان لنبرة صوتها صبغة حزينة , لم يجبها مارك , لكنه فكر في انه هو كذلك لم يعرف مطلقاً مثل هذه الايام التي عاشها مؤخراً , كان والداه يكثران من إقامة الحفلات , ووالدته كانت تعشق الرحلات , وتكثر من الاسفار , بذلك كان اثناء مرحلة مراهقته , وهو ابن وحيد لا يجد عند عودته الى المنزل سوى آنا في انتظاره, وعندما بلغ سن الشباب اصبح طالباً لامعاً , ذكياً .. ثم فتحت امامه كل الابواب , وكل سبل السعادة قدمت له , وكذلك الاذرع امتدت له , وهاهي فتاة بسيطة , حانية وجميلة لم يسبق له معرفة مثيلة لها , تعمل على قلب الاسلوب الذي كان يسلكه , وتضع امامه علامة استفهام...
عندما وصل امام منزل ستيفاني اوقف السيارة ونظر الى اعماق عينيها لحظة , تردد دقيقة , ثم ضمها اليه وقبلها متمتماً:
- ستيفاني, لقد قضيت يومين لن انساهما ابداً.
منتديات ليلاس
اهتز ستار احدى نوافذ المسكن , هاهي اورورا تنظر مبتسمة الى الثنائي المتألف .. واذا بصوت من خلفها يقول:
- هل تقومين بدور المراقبة؟
- اسكت , إنك سخيف ! الستارة اوشكت ان تغمز .. لقد بدأت السمكة تبلع الطعم.منتديات ليلاس
رفع فينوريو حاجبيه دهشاً , لم يسبق لـ اورورا ان خاطبته بمثل هذه اللهجة , تفرس فيها ولاحقه إحساس بأنه يرى احد خبراء الخطط يقوم بوضع خطة الهجوم .
***
- آل صباح الخير , هل في إمكاني الاتصال بالسيد موجاندر من فضلك؟
- من قبل من...؟
- الآنسة ماركتيني.
- لا تتركي السماعة , اعتقد انه في مؤتمر.
ثم بعد لحظة خاطفة سمع صوت مارك المرح يسأل :
- صباح الخير ياستيفاني , ما الأمر؟
- هل أزعجك؟
- لا ابداً. كثيراً مايكون المؤتمر سداً امام المزعجين , انت تعلمين ذلك.
- انا آسفة يامارك بالنسبة للعشاء , لأني مضطرة الى اصطحاب اورورا الى لندن سنرحل الآن.
- الى لندن ؟ لكن لم يسبق لذلك اي إنذار مساء امس؟

Rehana 03-02-13 01:57 PM

رد: 655 - اللقاء بعد اليأس - Frances Creighon - دار ميوزيك - قريبا تكملة Rehana
 
- امر جديد , إنها مضطرة الى السفر الى انجلترا , إنها على موعد يجب عليّ ان أعاونها , إنها لا تجيد اللغة الانجليزية, لا تعرف سوى بعض الكلمات وبلهجة ايطالية ..
- وأخوها؟
- لقد رحل الى روما , لن نطيل البقاء هناك, ثمان وأربعون ساعة على الاكثر , سأطلبك فور عودتي.ريحانة
- الى اللقاء ياوديعتي, سوف انتظرك بفارغ الصبر.
واثناء السهرة , إذ شعر بأنه معذب في وحدته , توجه الى صديقه جيلبير الذي , وإن كان قد ابتهج لرؤيته , قال له:
- ليست لديك محاضرات في الايطالية ومن ثم تذكرتنا؟
هنا تدخلت ليديا:
- ارجوك لا تعمل على إثارته!.
- لا اقصد مضايقته , ألا ترين مايبدو عليه من ضيق , هيا ياصاحبي , مزاجك ليس على مايرام؟ مارأيك في ان نتناول مشروباً منعشاً.
وقاده الى المشرب الملحق بالصالون مواصلاً حديثه:
- يقال ان ظهورك في النوادي الراقية اصبح قليلاً, لقد اخبرني الساقي القائم بالعمل عند كاستيل بانه لم يرك سوى مرتين خلال خمسة عشر يوماً, كما انه اكد ان نفس الفتاة الرائعة الجمال كانت بصحبتك , انت إحدى الشخصيات البارزة في باريس ! لا تدع الفرصة للثرثرة والأقاويل.. انت تعلم...
سأله مارك وقد شعر بانه بدأ ينفعل:
- في حق من؟
ربت الصديق كتفه وسأله :
- على الأقل , هل انت مسرور؟
وضع كوبه وأجابه:
- نعم.
ثم نظر الى الممثل الكوميدي وأضاف:
- جيلبير اعتقد جيداً اني عاشق...
منتديات ليلاس
***
عادت ستيفاني وكما كان متفقاً عليه تواجدا في مشرب الـفوكيه , وصل من قبلها وجلس يراقب المدخل متعجلاً مشاهدة الوجه الرقيق الذي افتقده , كما اعترف بذلك داخلياً, هاهو الآن بجوارها , ينظر اليها مبهوراً بهذا الحب الجديد الذي تولد بداخله , عاملاً على كسبه.منتديات ليلاس
صارحته ستيفاني بأنها عند عودتها من السفر وجدت خطاباً من إحدى المطربات تطلب منها فيه الذهاب الى شقتها لإلتقاط صور للدعاية قبل جولتها , وهي من طرف جالان.
- حسناً ! بالمناسبة , حتى الآن لم ترسلي فواتيرك الى مكتب حساباتي.
- لا يامارك , ليس أنت!.
- لا مبرر لذلك , يجب ألا تمزجي الاعمال بالمشاعر والتعاطف.
ولما لم تجبه , غير من مجال الحديث وأردف:
- انا لا أود ان اكون متطفلاً, لكني حائر بالنسبة لهذا السفر المفاجئ.
تراجعت خطوة , ثم اجابت مترددة:
- سأحدثك يامارك كصديق, لكني اطالبك بكتم السر الذي سأصارحك به, ولكن أورورا ستتضايق لو علمت بأني كشفت لك عنه, لكن بالنسبة لك .. ليس..
- اسمعي ياستيفاني ! في إمكانك ان تخبريني بكل شيء , ومع ذلك اذا كانت مترددة, فأنا لا ألزمك بأي شيء .
حولت عينيها في حرج .
- انا لا افهم مايحدث , لقد توجهنا الى لندن من اجل بيع ... عند سوثبي حيث كانت على موعد .

Rehana 03-02-13 01:59 PM

رد: 655 - اللقاء بعد اليأس - Frances Creighon - دار ميوزيك - قريبا تكملة Rehana
 
صمتت الفتاة برهة , ثم واصلت وقد اخفضت رأسها:
- أورورا تعتزم بيع لوحة ليونارد دافنشي.
انتفض مارك وقد شعر بأنه صعق.
- ماذا تقولين ؟
- اعتقد انها تعاني من أزمة مالية, ومن اجل الحفاظ على سمعتها , لا تسطيع بيعها في فرنسا ولا في إيطاليا, وفي لندن ضمنوا لها سرية الأمر, على مايبدو انهم يتعاملون مع الامريكين الاثرياء او بعض الامراء العرب..
تناقشا كثيراً طوال السهرة بشأن هذا الأمر , بعد ان عاد مارك الى منزله وفكر كثيراً وهو غارق كعادته في مقعده الوثير ذي المساند , عزم على الذهاب لزيارة الكونتيسة في صباح اليوم التالي.منتديات ليلاس
وبما انه على علم بموعد ستيفاني مع المطربة اتصل هاتفياً بـ أروروا في غياب ابنة زوجها , واذ فوجئت الكونتيسة لاتصاله المبكر هذا, سألته عن السبب وبالرغم من رده الغامض عليها وافقت على استقباله , لمن بعد تردد طويل.
ثم اخفضت سماعة التليفون وابدت ابتسامة نصر.
اتجهت نحو فيتوريو المدد في تراخ على الاريكة وقالت له بصوت معسول:
- من فضلك ياعزيزي دعني بمفردي , لأني سوف استقبل الآن ضيفا قد يضع حداً لمشاكلنا, لأنه كفيل بحلها.
ثم بعد فترة وجيزة ادخل الخادم مارك الى صالون أورورا , كانت ترتدي فستان بيت أنيقاً وكانت كعادتها جالسة امام مكتب صغير للويس السادس عشر , وهي تتصفح بعض الأوراق التي وضعتها في بطء لكي تستقبل الشاب وتمد له يدها.
انحنى امامها وجدها بنفس الجمال ونفس الزينة وتسريحة الشعر الأنيقة , لكن كانت نظراتها معتمة على غير عادتها .
- لقد ارتبكت بالنسبة لأتصالك هذا ياعزيزي, ماالذي في وسعي ان أقدمه لك؟
وإذ فوجئ ارتبك , كيف سيعمل مارك الآن لكي يبرر زيارته دون ان يفصح بما ائتمنته عليه ستيفاني؟ حدث ذاته بأن أبسط الامور هو ان يحكي لها حديثهما الذي دار في الليلة الماضية.
منتديات ليلاس
اتخذت هذه السيدة مظهراً متماسكاً , وبلهجة فاترة غير متوقعة عند هذه السيدة , قالت:
- سيدي العزيز, ان تكون على صلة مودة مع ابنة زوجي , كما ألاحظ هذا, فمن الطبيعي ان تأتمنك على سرها, هذا يخصها وحدها , إنها حرة , وإن كنت اسمي هذا النوع من المصارحة : عدم كتمان للأسرار, لكن ان تأتي سيادتك لكي تسألني عن موضوع بيع لوحة أمتلكها , فهذا يدهشني , كما اني أرفض تدخلك في حياتي الخاصة.
نطقت بهذه الكلمات الاخيرة وهي واقفة متمسكة بكرامتها , خجل مارك بشدة :
- ارجو ياسيدتي ألا تشعري بجرح لأحاسيسك , انا هنا بصفة صديق لأني أكن لـ ستيفاني حناناً بالغاً , ولقد شعرت بأن في حياتك.
- وبالتالي في حياتها , مشكلة ربما يكون في إمكاني معاونتك على حلها اقبلي صداقتي, إنها أكيدة صدقيني.
انهارت أورورا امام هذه الصراحة وهذا اللطف الوائد وذلك التعاطف , اخفضت رأسها وعندما رفعتها سالت دمعة على وجنتيها , تناولت منديلاً صغيراً او على الأصح قطعة من الدانتيل, اخذت تلويها وهي توضح الموقف بصوت ضععيف, يرتجف من حين لآخر من الانتحاب الخفيف.
- انا لست كفئا لإدارة ثروتي لأني كنت مدللة , في البداية من والدتي ومن بعدها من زوجي , لقد ترملت والدتي وهي في ريعان شبابها , وكان أخي فيتوريو يبلغ عاماً واحداً .. واصلنا حياتنا كما في الماضي , لكن ذلك اعلى من وسائلنا , وانا مثلها لا أبالي .. اعترف بذلك.

Rehana 03-02-13 02:00 PM

رد: 655 - اللقاء بعد اليأس - Frances Creighon - دار ميوزيك - قريبا تكملة Rehana
 
سألها مارك لكي يخفف عنها أكثر من ان يكون تطفلاً من جانبه:
- ماذا كان يعمل والدك؟
انتحبت وانتظرت قليلاً , الفترة التي كانت تخترع فيها وصفاً مشرفاً لهذا الوالد الذي لم تعرفه كثيراً.
- كان ملحقاً تجارياً في وزارة الخارجية , لذلك فيتوريو يتبع هذا العمل , وهو كثير الاسفار.
كانت قد قامت بتحويل الحقيقة , لأن النشاط التجاري الذي كان يمارسه الوالد كان يتخلص في إعادة بيع اشياء مختلفة على ميناء نايلس, عملية كلفت هذا الرجل الإقامة في سجن المدينة اكثر من مرة, وواصلت بصوت خافت قصتها باللغة الفرنسية , تتخللها كلمات إيطالية:
- وعندما تزوجت من الكونت ماركتيني عشت ايضاً حياة الترف والبذخ وبعد وفاته , لم انتبه الى اني اهدم تراث وثروة الأسرة وذلك بالقيام بعدة رحلات.. وعندما بلغت ستيفاني سن الرشد وكلتني عن نصيبها من املاك والدها , احتفظت بها لكي أقوم بعملية ترميم لمقر إقامتنا على شاطئ جراند كانال الذي لحقه تلف من مياه فينيسيا, يجب ان اخبرك بأني لم اراجع بيان المقاولين , وانهم نهبوني , ثم واصلت العمل على إنقاص رصيد ابنة زوجي وذلك باستمراري في الاحتفاظ بنفس نمط الحياة السابقة..
ثم نهضت واخذت تتجول في الحجرة بالطول والعرض في عصبية .منتديات ليلاس
- مارك اسمح لي بأن أناديك مارك , اشعر انه في إمكاني ان اصارحك بكل شيء , لم اجرؤ على مصارحة احد بالأمر , لكن منذ بضعة ايام استبد بي الضيق واصبحت عصبية جداً, والحزن اعتصر قلبي, وعلماً بأني متعلقة بـ ستيفاني العزيزة, تحققت فجأة من أني سرقتها , نعم .. إنه التعبير السليم سرقت, إنها ترغب في البقاء في باريس , وان تقوم بإدارة مشروع , بما كان لها من رصيد كان في إمكانها ان تكون على رأس أشهر ستديو تصوير في العاصمة.
ومن حقها ان تطالبني بحسابها , كيف أرد عليها؟ إني اسرفت في التبذير في نصف اموالها على الأقل؟ شيء فظيع , مستحيل ! وإني واثقة بأنها - مع وداعتها هذه ولطفها , لن تلومني , لكني من واجبي ان اعيد لها هذا المبلغ , هل علمت الآن لماذا عملت على بيع تلك اللوحة التي كان زوجي يفخر باقتنائها؟
منتديات ليلاس
إثر هذه الجملة الاخيرة انهارت امام مكتبها وهي ترتجف ببعض التقلصات الخفيفة .وكان مارك يستمع في هدوء الى إعترافات الكونتيسة , مكث صامتاً لحظة قضاها في التفكير في هذا الموقف, ثم نهض واقترب منها.
لقد اتخذ قراره:
- سيدتي , اهدئي واستمعي ليّ, لماذا التوجه الى سوثبي؟اعملي على الحصول على زبون , وبذلك تتجنبين دفع تكلفة الوساطة, إني مقتنع بأنه في إمكانك الحصول على زبون كتوم .
رفعت رأسها دون ان تجرؤ على النظر اليه :
- لقد فكرت في ذلك, لكن كيف اتصرف حتى لا يذاع هذا الخبر؟
- اعتقد اني اعرف احد الهواة وهو شخصية رقيقة , وسوف يسر باقتناء مثل هذا الفن الرائع في منزله.
التفتت نحوه ونظرت اليه وعيناها مغرورقتان بالدموع :
- ومن هذا إذن ؟
ابتسم لها الشاب :
- انا .
صاحت :
- لا! مستحيل هذا مستحيل ! إنك شخص رائع يامارك , شكراً لكني غير قادرة على الموافقة ! لأني سأفكر دائماً في أني اجبرتك على هذا العمل , عن صداقة .. لطف .. عن.. لا ! إني رافضة هذا العرض , لا تجعلني أندم على مصارحتي لك, لأنك لم تسألني عن الثمن.

Rehana 03-02-13 02:13 PM

رد: 655 - اللقاء بعد اليأس - Frances Creighon - دار ميوزيك - قريبا تكملة Rehana
 
- إني اشك في ذلك , بعد كل المصاريف ماهو المبلغ الذي سوف يتبقى لك؟
- هل حقاً ترغب في معرفته؟
- بالتأكيد .
- تسعة ملايين من الجنيهات.
- بعد اربع وعشرين ساعة, سأوقع لك شيكاً بهذا المبلغ في مثل هذه الساعة , وبذلك يكون في إمكانك إيداع المبلغ قبل عطلة نهاية الاسبوع , وان كان هذا العمل الفني معروفاً لكل هواة العالم, هل لديك وثائق اهلية ؟ المعذرة لكن هذا من اجل ضماني.
هنا تمتمت أورورابصوت متردد:
- أرجوك دعني افكر ثانية.منتديات ليلاس
- لقد تم التفكير , إنك لا تستطيعين جعل مثل هذه اللوحة الرائعة ترحل , الله وحده يعلم الى اين , لأن عمل دافنشي ملك لـ فرنسا. لقد عاش فيها ومات , ثم واصل:
- الآن نسرد قليلاً من التاريخ وكان يربت يدها كأنها طفلة مخطئة .
- لا تغفلي عن ان فرنسوا الاول كان قد الحقه ببلاطه , لقد عمل في بلدنا حتى وفاته , بالقرب من آمبواز.. هل كنت تعلمين ذلك؟
هزت رأسها :
- نعم, لا.. ربما , لم أعد أعلم شيئاً.
واخيراً نهضت وفتحت خزانة موجودة خلف احدى اللوحات, بحثت في احد الظروف , واخرجت منه أوراقاً, مدت له يدها بها .
- لدي هنا وثيقة أفضل من كل الشهادات , أنها ورقة اعتماد مصرفي من روما, بنك الإسعاف , كما تسمونه هنا في فرنسا, كنت قد قمت برهن هذه اللوحة قبل مجيئي الى باريس , وكان هذا القطاع قد قام بفحصها قبل ان يمنحني قرضاً يساوي ربع قيمتها , ولقد دفعني سداده الى المساس بمال ابنة زوجي. وفي إمكانك الأخذ بشهادة قنصل ايطاليا وهنري باردو , لأنهما كانا قد حضرا الى فينيسيا لمشاهدتها, وكنت قد حرصت على إحضارها الى باريس لكي أساوم عليها.
تفحص مارك جيداً الأوراق .. وتحقق من ان كلها واضحة وسليمة , هذا بالإضافة الى وجود وثيقة بخط يد الكونت توضح كيف وصل هذا العمل الفني الى أسرة ماركتيني دي بروسو في بداية القرن التاسع عشر, وكانت قصة تبدو شائقة.
- ومن البديهي , التأمين الخاص بي سوف يرسل خبيره , وهو أمر طبيعي , اما عن نفسي فسوف أكون هنا في نهاية الفترة الصباحية ومعي عربة صغيرة وحرس مسلح , يجب إتخاذ الاحتياطات, اعتقد اني سوف اقضي وقتي في مكتبي مستمتعاً بوقتي في التأمل ! وهأنا تذكرت فجأة , هكذا اضاف مرحاً , يوم الاثنين هو عيد القوات المسلحة , سأحصل على يوم إضافي , والآن سيدتي العزيزة , يجب ان اتركك لأني على موعد مع ستيفاني للغداء.منتديات ليلاس
فكر لحظة وختم :
- لن اعطيها تفاصيل , طالما انك منذ الغد سوف تديرين امرك.
بالرغم من ان ستيفاني كانت مسرورة وهي تقرأ مجلة المهنيين كانت ترفع رأسها من حين لآخر نحو باب مدخل المطعم.
إنها اول مرة يتأخر فيها مارك , قلقت لأنها لن تجد وقتاً كافياً تقضيه معه , كان على المطربة ان تنتظرها في تمام الساعة الثانية وكان عليها ايضاً ان تمر لأخذ معداتها , لحسن الحظ ان هذه الفنانة لا تسكن بعيداً عن الأتيليه.
دخل وكأنه يكاد يجري , بحث عنها بعينيه وعندما رآها وجدها في رونق الشباب , وكانت عيناها لامعتين من الإثارة .
تناول يديها وضمهما طويلاً وهو يبتسم , بعمق النظر في عينيها , قبل ان يرفعهما الى شفتيها, كان موشكاً ان ينطبق , عندما رأى رئيس الخدم واقفاً امام مائدتهما, نظرت ستيفاني الى ساعتها .

Rehana 03-02-13 02:14 PM

رد: 655 - اللقاء بعد اليأس - Frances Creighon - دار ميوزيك - قريبا تكملة Rehana
 
- مارك , سأتناول وجبة خفيفة وسريعة , زبونتي في انتظاري في الثانية تماماً.
- المعذرة, كان علي القيام بزيارة ذات اهمية قصوى , ومن بعدها اضطررت الى التوجه الى البنك الذي اتعامل معه.
اعدا قائمة طعامهما, لكن في اللحظة التي كان يستعد فيها لإعلانها الخبر بادرته بقولها:
- إني في حاجة الى نصائحك , إن عملي في تقدم بفضلك , وإذا استمر الحال على هذا النحو فسوف احتاج الى شراء ستوديو تصوير, وفي المستقبل قد احتاج الى مساعدة او اثنين.. من يدري؟ انا لا ارغب في التعجل , لكني بدأت بالإعلان عن ذلك في إحدى الصحف, على اي حال من الأفضل الشراء في هذا الوقت.
عرضت عليه مشاريعها وبينما كان مارك يستمع اليها , هنأ ذاته بأنه اسرع بشراء لوحة دافنشي لأنها حالياً ستعمل على فحص رصيدها.
- مارك , هأنا أسرد لك القصص القصيرة , لكني اراك غير مصغ! إنك تمنحني إحساساً منذ وصولك بأنه هناك امراً غريباً قد تم في حياتك , وقد يكون موقفاً سعيداً...
هكذا اضافت مبتسمة:
مال عليها:
- العديد من الامور ياعزيزتي, اولاً هأنت بالقرب مني وهي أكبر سعادة بالنسبة لي , ثم غدا في مثل هذه الساعة سأكون مالك العمل الفني البارز , وبالتأكيد تعلمين مدى تأثير ذلك فيّ.
القت اليه نظرة استجواب , نهض , توقف لحظة ثم قال:
- لقد امتلكت لوحة العذراء والطفل لـ ليونارد دافنشي.
اهتزت الفتاة وشعرت بأنها شحبت.
- مارك انت ! لكن لماذا؟ .. مثل هذا المبلغ..
بحثت عن كلمات , تحققت من انه غير لائق بأن تذكر القيمة امام احد الهواة وهو على قسط من الثراء.
كان ينبغي بالعكس ان تبدو مسرورة بأن هذه اللوحة طالما كان لابد ان تباع , اسعدت صديقاً غير انها وهي عاجزة عن تفسير السبب شعرت بعدم الارتياح لهذا البيع.
لقد تم ذلك بسرعة , كما انه كان غير متوقع , آثرت الصمت, على أي حال, هاهو قد عمل على إلقاء ضوء على الموقف.
ومع ذلك كان حريصاً على عدم المساس بجانب الإرث الخاص بالفتاة كما حذرته الكونتيسة.


نهاية الفصل الثامن

القلب الحرالناعم 08-02-13 09:26 PM

رد: 655 - اللقاء بعد اليأس - Frances Creighon - عبير دار ميوزيك ( الفصل الثامن )
 
ميرررررررررررررررررررررررررسييييييييييييييييييييي

Rehana 10-02-13 01:10 PM

رد: 655 - اللقاء بعد اليأس - Frances Creighon - عبير دار ميوزيك ( الفصل الثامن )
 
العفووو .. عزيزتي

Rehana 10-02-13 01:11 PM

رد: 655 - اللقاء بعد اليأس - Frances Creighon - عبير دار ميوزيك ( الفصل الثامن )
 
الفصل التاسع


- هل علقت لوحة فيليب دي شامبيتيه في الصالون الصغير؟
- نعم.
- هل تعتقد ان مكان لوحة دافنشي مناسب هنا؟
- آه نعم! لأني اريدها امام عيني عندما استمع الى الموسيقى.منتديات ليلاس
لقد مرت ساعة , تناقش خلالها كل من مارك , ليديا وجيلبير و ستيفاني حول المكان المناسب لوضع لوحة دافنشي في مكتبه . املاكه الجديدة تحت إشراف رئيس الخدم الذي كان يعاونه في نقل الحامل ومعه المسامير والمطرقة, وفي النهاية بعد مداولة طويلة لمعرفة اذا كانت قيمة اللوحة تظهر اكثر وهي على الحامل ام على الحائط , علقت حسب رغبة مارك: على لافتة في مواجهة الاريكة التي يتمدد عليها عادة لاستماع الكاسيت اثناء ذلك اتت آنا معلنة ان الشرطي المكلف بمراقبة المكان المحيط بالفندق الخاص وهو مازال موجوداً , يرغب في الإنصراف مبرراً ذلك بأنه لا فائدة من تواجده , حينئذ صاح الشاب:
- ياإلهي , لقد غفلت عنه تماماً, سأتوجه اليه آنا .. قدمي المشروب هنا.. إذا شئت مفهوم..
تمدد جيليبير على الاريكة.

Rehana 10-02-13 01:12 PM

رد: 655 - اللقاء بعد اليأس - Frances Creighon - عبير دار ميوزيك ( الفصل الثامن )
 
- لقد أرهقني بتركيب لوحته , لم أره مضطرباً مثل اليوم , يجب الاعتراف بأن امتلاك لوحة لـ دافنشي يعتبر حدثاً فريداً في حياة احد هواة الاشياء النادرة.
مرت سنوات والسوق الدولي خال من مثل هذه الروائع , ولولا اننا متمسكون بالسرية , حسب رغبة الكونتيسة زوجة ابيك ايتها العزيزة ستيفاني لكانت كل الصحافة امام الباب! وعلى أي حال اذا لم تكن الكونتيسة قد عملت على عرضها , ماكان مارك قد حصل عليها, ولكانت الدولة قد ابدت حقها في الحصول عليها من اجل المتاحف الدولية.منتديات ليلاس
اجابت الفتاة ساهمة:
- كنت اجهل ان الكونتيسة كادت تفلس , كل مااخبرتني به هو ان ديونها تراكمت ولا تعرف كيف تتصرف لمواجهتها , بقدر ماهي حريصة على الحفاظ على مستواها الاجتماعي وكان الإعلان عن بيع مثل هذا الإنتاج النادر بالنسبة لها يعد هزيمة.
ثم صمتت , لكنها كانت تواصل التأمل , وهاهو مارك قد عاد تتبعه آنا حاملة الكؤوس والشراب.
وبينما وقف الشاب يتأمل كسبه الجديد حوط كتفي ستيفاني بذراعه.
- إني سعيد لأنك هنا وسط صديقي , وها قد اصبحت لوحة دافنشي ملكاً لي.منتديات ليلاس
ثم اضاف:
- اعدي إذن هذه الصورة .
قال هذا وابتعد عنها لكي يقف بجوار اللوحة.
في الحال اخرجت ستيفاني آلتها مبتسمة وبدأت في التصوير, وعندما انتهت من مهمتها اعلن جيلبير وكان مازال مستلقياً على الاريكة:
- لقد قاربت الثامنة, انا جوعان! اتعشم ان تدعونا للعشاء في مثل هذه المناسبة السعيدة.
- بالتأكيد , لقد تدبرت الامر , لقد عملت على حجز مائدة عند لاسير.
- رائع , إنك تجيد التصرف , سوف نتركك في ساعة مبكرة , لأننا نرغب في الرحيل صباح غد الى الريف , هل استطيع سؤالك عما تعتزم القيام به اثناء عطلة نهاية الاسبوع. اعتقد انك لن تغادر مكتبك؟
- لقد خمنت .. حسناً.
منتديات ليلاس
ثم ملتفتاً الى ستيفاني , معمقاً النظر في عينيها ومبدياً ابتسامة حانية تكاد تكون خجولاً , قبل ان يسألها بصوت خافت:
- هل سترافقينني ؟ في إمكان آنا ان تعد لنا وجبة لذيذة وسنستمع الى الموسيقى.
- آسفة , لأني لن أكون في باريس , خلال الايام الثلاثة القادمة.ريحانة
لم اجد الفرصة حتى الآن لكي اكلمك عن هذا الموضوع , لقد حدث لي أمر هائل.
في هذه الاثناء بينما كان مارك يتحدث مع الفتاة صب جيلبير كأساً اخرى له ولأ ليديا , ثم رفع رأسه ورأى ان مارك كان محبطاً كان يعمل على إظهار حالة ارتياح وهو يستجوب ستيفاني.
- ماذا لديك ؟
- لقد اختارتني المطربة التي قمت بتصويرها مساء امس, وهي متمسكة بمرافقتي لها الى مارسيليا حيث ستعمل مساء السبت والاحد والاثنين, لقد حجزت لي مكاناً معها في الطائرة , ومن اجل الدعاية الخاصة بها , طلبت مني ان اقوم بتصويرها في منزل والديها , فهي من مواليد ضواحي مارسيليا , سوف نعود يوم الثلاثاء نحو الظهر على مااتوقع.
ولما ظل مارك صامتاً تدخل جيلبير :
-جيد بالنسبة لك يا ستيفاني ان تعملي في المجال المسرحي.منتديات ليلاس

Rehana 10-02-13 01:13 PM

رد: 655 - اللقاء بعد اليأس - Frances Creighon - عبير دار ميوزيك ( الفصل الثامن )
 
سيعمل ذلك على ازدياد نسبة الزبائن مع شهرة كبيرة لأن صورك رائعة, إذ إنك تمنحينها طابعاً جميلاً, كما انك تجيدين تصوير الوجوه من الزواية التي تظهر ملامحها جيداً والنواحي المميزة لها !
ما كان من مارك إلا ان انطلق في الضحك مؤيداً رأي صديقه حتى يخفي دهشته لهذه الظروف الفجائية , لأنه كان يرغب في قضاء هذه الايام الثلاثة معها.
- طالما ستتركاني فساكتفي بصحبة الاستاذ الإيطالي , والآن هيا بنا نتوجه للعشاء!.
واثناء ماكانوا ينزلون السلالم , ذكرهم جيلبير بأن فيلمه الاخير كان في سينما كبيرة في الـ شانزليزيه واذا رحبوا بالدعوة فقد امضو سهرة مرحة, واثناء ماكانوا يرتدون الملابس في القاعة , بحثت ليديا في حقيبتها , واخرجت منها بطاقتين ناولتهما للشابين.
- هاهي بطاقات الدخول ياستيفاني ! ملابس السهرة من البديهي , بعد الحفل كان جيلبير يجمع اصدقاءه ومساعديه في الإنتاج عند ماكسيم , هل سبق لك الذهاب الى هناك؟
- مطلقاً , لكن والدي كان يصطحب أوروا كثيراً الى هذا المكان عندما يتوجدان في باريس, لقد حدثني عنه كثيراً , آه! كم أنا سعيدة , شكرا لكما!
وكانت تبدي حماساً طفولياً يزيد من شبابها , وإذ تأثر مارك , فكر مرة اخرى في هاتين السيدتين الجميلتين اللتين دعاهما الى العشاء في المطعم الفاخر الشهير, لكنه شعر بأنه بعيد جداً بالنسبة له, لاطف وجنة الفتاة قبل ان يساعدها على ارتداء معطفها.
منتديات ليلاس
رفعت رأسها وتلاقت نظراتهما في حديث اكثر بلاغة من كل الكلمات, وعلى عكس ماكان يتوقع جيلبير طالت فترة تناول العشاء , إذ كانت المائدة المجاورة لمائدتهم يشغلها مخرج ايطالي كان جيلبير قد تعامل معه من قبل الآن بعد سنوات , كان برفقته زوجان وكانت الزوجة سمراء رائعة وهي ممثلة كوميدية ايضاً تعرف ليديا جيداً, تبادلا حديثاً طويلاً باللغتين الفرنسية والايطالية مع ستيفاني التي تحب التحدث بلغتها , بعد ذلك اعاد مارك الفتاة الى منزلها في ساعة متأخرة من الليل, لاطفها في مودة وحنان , لمس فمه أذنها وكان صوته بمثابة ملاطفة وهو يتمتم:
- يادويعتي ياستيفاني, إنك لا تتخيلين كم من الاحلام راودتني !لا اجرؤ على سردها لك , بالرغم من المسرة التي غمرتني بعد امتلا كي لهذه اللوحة الشهيرة.منتديات ليلاس
ولما قبلها بادلته القبلة , لكن سرعان ما ابتعدت عنه وخرجت من السيارة وكأنها فزعة من نفسها , اطالت النظر اليه قبل ان تقول في بساطة:
- الى يوم الثلاثاء يامارك.
واغلقت باب السيارة , اما هو , فقد مكث في مكانه , يداه متقلصتان على عجلة القيادة , عاجز عن الحركة , لقد وثق الآن بحبه لها, كما انه ادرك ان هذا الحب متبادل , فهو يرغبها , واصل طريقه وكان هناك شارع صغير يحاذي الحديقة التي تقع خلف العقار وكانت تطل على حجرة الفتاة وكذلك الاتيليه.
رأى من خلال السياج النافذة التي يخرج منها نور من خلال الستائر المغلقة , للمرة الثانية قام بجولته وعندما تواجد امام النافذة, كان الضوء قد اختفى , لقد نامت ستيفاني, عاد الى منزله وقلبه فرح , انه يحب لأول مرة في حياته.
***
- اطلب منك يا فيتوريو ان تأخذ سيارتك وتنصرف بسرعة!
- لا, سنرجل نحن الثلاثة.
امام عناده و إصراره هذا , اضطرت ان تتكلم بهدوء , ولكن امام نظرة الشاب التي تمتلئ بالإصرار, ارتفع صوتها بسرعة.

Rehana 10-02-13 01:14 PM

رد: 655 - اللقاء بعد اليأس - Frances Creighon - عبير دار ميوزيك ( الفصل الثامن )
 
- ياعزيزي , تفهم الموقف , اذا اختفينا كلنا معاً, فسيبدو عجيباً, وقد يدعو ايضاً للشك , يجب ان نبقى هي وانا , بعض الوقت في باريس بالنسبة لك الوضع يختلف , هذا بالاضافة الى اني اشعت انك تركتنا من اجل اعمالك.
- وماهي الاعمال التي من المفروض اني اقوم بها ؟
- لقد اعلمت موجاندر انك ملحق تجاري في وزارة الشؤون الخارجية, قسم التصدير مثل المرحوم والدك.منتديات ليلاس
حينئذ انطلق فينوريو في الضحك:
- كم ان خيالك واسع !
واصلت وهي تكاد تصيح:
- لقد سحبت مبلغاً كبيراً في فترة بعد الظهر, عندما أودعت الشيك , إنه لك , كما انني اجريت تحويلاً على حسابك في ايطاليا , ارحل الى روما سألحق بك بسرعة , ومن هناك سنذهب حيثما نشاء .
- وهي ؟
هكذا ألح في السؤال.
- لا تتوقع مالن يحدث , لن تأتي معنا.. إنها عاشقة , هذا بالإضافة الى انها تعتزم إقامة مشروع في فرنسا.
رفع كتفيه مستزئاً , ورفع صوته ايضاً:
- مشروع تصوير! غبية , مسكينة ! لكني اريدها وسأحصل عليها! سأمكث هنا.
أرهفت أوروا السمع وقالت له:
- أسكت , هأنا اسمعها , إنها هي التي عادت , ليتنا نتحدث عن اشياء اخرى وفي بشاشة.
اخترقت ستيفاني الدهليز المؤدي الى حجرتها , وكان صوت زوجة أبيها المرح يأتي الى مسامعها , لم تهتم له , بالرغم من انها واثقة بأن فيتوريو اصبح بعيداً عن العاصمة , هذا لأنها معتادة التغيير المفاجئ لأفكار أوروا واخيها, من جانب آخر, كانت الفتاة لا تفكر إلا في الحب الذي يكنه لها مارك , كم تمنت, كم رغبت هذا الحب الذي مازالت غير مصدقة وجوده..


نهاية الفصل التاسع

زهرة منسية 12-02-13 09:41 AM

رد: 655 - اللقاء بعد اليأس - Frances Creighon - عبير دار ميوزيك ( الفصل التاسع )
 
سلم أيديكى ريحانتى
أكيدة أن سعادة مارك و ستفانى مش هتدوم كتير
و الفصل القادم هيكون عاااااصف
بانتظارك حبيبتى موفقة

Rehana 15-02-13 07:12 AM

رد: 655 - اللقاء بعد اليأس - Frances Creighon - عبير دار ميوزيك ( الفصل التاسع )
 
الله يسلمك .. زهوري

صحيح كلامك .. الفصول القادمة مؤلمة للبطلين

Rehana 15-02-13 07:15 AM

رد: 655 - اللقاء بعد اليأس - Frances Creighon - عبير دار ميوزيك ( الفصل التاسع )
 
الفصل العاشر

يبدو ان الرياح والامطار قد تواعدت مع عطلة عيد القوات المسلحة , كان مارك يتأمل من مكتبه بنظرة كئيبة اهتزاز الاوراق الميتة على خضرة الحديقة , شعر بعمق كآبة هذا المنظر الريفي وقت الخريف.
بعد ان ان فحص ملفاته, استمع الى الموسيقى متأملاً لوحة ليونارد دافنشي , محاولاً إقناع نفسه بأنه في قمة السعادة , هاهو الآن في هذا المنزل الكبير الفارغ يواجه الوحدة.
لم يقابلها حتى هذا اليوم , لقد سمعهم يتحدثون عنها , لكنه كثيراً ماكان يردد انه يتمنى الحصول ولو لمرة في حياته على ثلاثة ايام يكرسها لنفسه , حينئذ يتمكن من القيام بالعديد من الاشياء .
وهاهو بعد ثلاثة ايام وهو على انفراد مع هذه الوحدة التي طالما تمناها , ينتقل من حجرة الى حجرة في حال يرثى له.
اقشعر عندما سمع رنين الهاتف, قد تكون ستيفاني ؟ هل عادت ستيفاني قبل موعدها وهي التي تطلبه؟ إنه صوت مرح الذي سمعه من الطرف الآخر للخط.منتديات ليلاس
- تحية طيبة ياصاحبي ! لم اتوقع وجودك في المنزل , هل في إمكاني مقابلتك؟
- مستحيل ! جيل...
- نعم! انا في باريس لمدة ثمان وأربعين ساعة .
- تعال لأني في غاية الشوق لرؤيك.
- وأنا كذلك , سآخذ تاكسي واحضر.

Rehana 15-02-13 07:16 AM

رد: 655 - اللقاء بعد اليأس - Frances Creighon - عبير دار ميوزيك ( الفصل التاسع )
 
انه أقدم زميل دراسة له في المرحلة الثانوية والـ سابليك, درسا معاً, ولم يفترقا إلا عندما سافر جيل الى الولايات المتحدة حيث قام ببداية عمل لامع , وهو شاب لطيف , ذكي , ذو طابع هادئ يتمتع بروح الدعابة, لقد اتي هذا الصديق في حينه , في وقت مناسب , ولما كان مارك مترقباً التاكسي, اسرع تحت المطر لكي يفتح , ثم اسرع الشابان الى المنزل حيث تعانقا بحرارة , إذ إن لهما ثلاث سنوات لم يلتقيا خلاهما , ثم اخذ جيل يعطس بشدة.
- المعذرة , لقد اصبت بنوبة زكام حادة في هذا البلد.
- تعال معي الى المطبخ , سأحاول ان اعد لك مشروباً دافئاً مع قرصي أسبرين.
- انت مفردك ؟ آنا ليست موجودة؟
- لحسن الحظ! لقد سافرت مع زوجها عند اسرتها , إنهما من بوردو, ومن البديهي انها اعدت لي بعض الأطعمة الباردة قبل رحيلها.
منتديات ليلاس
وفي المطبخ بينما كانا يتناولان مشروباً ساخناً تبادلا سرد الاحداث التي مربها كل منهما منذ ان افترقا , فتكلم مارك عن مصنعه الجديد في بورنريكو , الامر الذي سر له صديقه كثيراً وجيل وضح له المستقبل اللامع الذي ينتظره في الجانب الآخر من الاطلنطي.
- إنك تعمل هناك, ألديك مشروع ؟.
- نعم, خذا بالإضافة الى اجمل مغامرة صادفتني هناك, اعد لي كوباً آخر من هذا المشروب وانا سأحكي كل شيء بالتفصيل.
من شدة فضوله , اسرع مارك بإعداد المشروب لصديقه وصبه قبل ان يقول له:
- احكِ.
- اسمع ياصديقي , إني عاشق وسأتزوج خلال شهر.
توقف لحظة قبل ان يواصل:
- اجمل وأكثر الفتيات نضارة في نفس المسكن , إنها من تكساس واتت الى نيويورك لكي تعمل , كانت ترغب في الاستقلال, عندما قررنا الارتباط اصطحبتني الى اسرتها , ولم تخبرني بأن والدها من اكبر اثريا تكساس, فهو يمتلك أراضي تمتد الى مسافات بعيدة وثروة هائلة , انه رجل خارق رزين, يرتدي طراز الـ كاوبوي ذي القبعة العريضة , جعل لنفسه إقامة في قصر على طراز الـ لوار وهو يكدس فيه منحوتات ولوحات من كل القرون, هناك تشاهد لوحة لـ رجاس لـ بيكاسو , ايقونة روسية .. إلخ.. لديه عدد يكاد لايصدق!.
توقف لحظة عندما رأى ان مارك يبتسم دون ان يتكلم, وواصل :
- على أي حال لقد شاهدت مجموعات سواء من الاثاث او اللوحات الفنية في الولايات المتحدة , وكذلك في المتاحف اكثر من تواجدها عند الافراد , وانت من تتردد على صالات البيع, لابد انك على علم بذلك! المشترون الاميريكيون دائماً هنا.. والآن معهم الأمر على مايبدو..
- نعم , بالتأكيد , لكن ليس دائماً, اذ يحدث ان تظل لوحة ما جميلة نادرة في اوروبا, اذا كنت انتهيت من تناول مشروبك , اتبعني وتوقع الحصول على صدمة , هنا ايضاً!.
ابتلع جيل ماتبقى من كأسه وتبع صديقه الذي فور دخوله الى مكتبه اضاء المصباح الذي ينير لوحة العذراء والطفل.
لم تكن الستائر قد فردت امام النوافذ , ولما كان الليل قد اقبل وكان الظلام يسود الحجرة , تألقت اللوحة بنور المصباح الموضوع تحتها , ذهل جيل , عندما شاهد هذا العمل البارز النادر.منتديات ليلاس
فإذا بـ مارك يسأله :
-مارأيك في وجود ذلك عندي؟
اقترب جيل في بساطة من اللوحة وهو مستمر في صمته, ثم تطلع اليها طويلاً قبل ان يلتفت الى صديقه الجالس بالحجرة المظلمة وقال متردداً:
- إنها .. مقلدة. أليست كذلك؟

Rehana 15-02-13 07:17 AM

رد: 655 - اللقاء بعد اليأس - Frances Creighon - عبير دار ميوزيك ( الفصل التاسع )
 
هنا فزع مارك:
- انت مجنون ! أن الذي امامك إنتاج اصلي! تقليد عندي أنا؟
وقد تكدر , أضاء مارك المصابيح الاخرى وشد الستائر , بدا جيل مرتبكاً:
- آسف , لم تكن لي نية جرح شعورك , لكن...
ولماتردد في مواصلة حديثه , دفعه مارك الى ذلك بأسلوب جاف :
- لكن , لكن ماذا؟ ماذا تقصد؟
ثم اقترب جيل مرة اخرى من اللوحة ونظر اليها عن قرب.
- لقد رأيت مثلها بالضبط منذ فترة ليست بعيدة في الولايات المتحدة.
- واين إذن ؟ في إمكاني معرفة ذلك؟ من فضلك!.
- عند من سيكون حماي في المستقبل, صدقني لقد اشتراها منذ عام بمبلغ ضخم.
جلس مارك في مقعده المفضل و بإشارة عين لصديقه مقعداً آخر واشعل سيجارة في غضبه.منتديات ليلاس
- لقد عمل حموك على تقليدها.
- هذا يدهشني ! لأنه عندما يشتري بمثل هذا المبلغ الخيالي, لابد انه يحصل على الضمانات الممكنة!
- من اين اشتراه؟ وممن؟
- في ايطاليا, عن طريق وسيط , لكن التفاصيل التي لدي قليلة , لقد تمت مفاوضات سرية والبائع يضمن كتمان والد خطيبتي.
منتديات ليلاس
حينئذ صمت مارك , عجز صديقه عن الكلام بعد مشاهدته لما اصبح عليه مارك من توتر واضح , وماكان من هذا الاخير في النهاية إلا انه نهض وخرج , وبعد هذا الفحص الاخير , بدأ الشك يتسلل اليه بعد قليل عاد مارك ومعه زجاجة شراب وكوبان وقطع ثلج.
- بعد ان شاهدت لوحتك اصبحت عاجزاً عن التفكير.
- استرح, صب لنفسك كأساً وامنحني اكبر قدر من التفاصيل, أفي استطاعتك ذلك ؟ لأني تخيل , قد دفعت فيها انا ايضاً ثروة.
- كما ذكرت لك, ليست لدي تفاصيل كثيرة , إن الشخص الذي من تكساس يعرف منذ عام او عامين وسيطاً يدعى كونتيني...او بونتيني , متردد قليلاً في الاسم , كان قد سبق ان باع له لوحتين من المدرسة الفلورنتبة للقرن السابع عشر , واذا بهذا الشخص يأتي ويخبره بأن أسرة عريقة إيطالية أفلست وترغب في بيع لوحة لـ ليونارد دافنشي , وكان الشرط الاساسي هو السرية التامة وعدم ذكر الاسم , اسم البائع حتى لا يكشف لقبه , وكم كان سرور حمي عندما شعر بأنه سوف يقتني إنتاجاً لـ دافنشي , وكان يقول اصبحت مساوياً للمتاحف , وفي الحال اخذ الطائرة الى ايطاليا ومعه خبير متاحف نيويورك .
هذا بالإضافة الى ان هذه اللوحة معروفة في الوسط الفني كله , وتمت العملية واللوحة انتقلت الى الولايات المتحدة , هذا كل ماأعرفه.
تقلصت يدا مارك على مساند مقعده, ألح:
- وكيف , او اي حال , كانت هذه الأسرة؟
- اخبرتك بأني لا أعلم شيئاً ! غاية مافي الأمر لقد تأثر لأنها أسرة تدهور بها الحال, لم يحدثني إلا عن الزوجة التي بدت له مؤثرة جداً, قال لي إنها مازالت شابة تلبس السواد , تتكلم قليلاً , هادئة, لكنه لم يحدثني عن بقية افراد الأسرة ...
- وهل للأسرة بقية ؟ وهل كان هناك شخص آخر من افرادها؟
- نعم اعتقد.
فكر مارك في ان هذا الوصف لا يتفق مع الكونتيسة ماركتيني , لكن اذا قصدت السيدة الاحتيال , ففي وسعها العمل على تغيير مظهرها .
هكذا حدث نفسه .
- واين كانت تسكن الأسرة؟
- في فينيسيا.

Rehana 15-02-13 07:18 AM

رد: 655 - اللقاء بعد اليأس - Frances Creighon - عبير دار ميوزيك ( الفصل التاسع )
 
ساد صمت ثقيل لا يقطعه سوى حفيف اغصان الاشجار التي يحركها الريح , قطع مارك هذا الصمت بإسقاط قطع من الثلج في كوبه, ثم صب المشروب فيه وضغط عليه بشدة الى ان اصبحت اصابعه بيضاء , ومن شدة قلقه خشى جيل من ان يكسر الكوب.
وفي صباح اليوم التالي وكان الثلاثاء , كان مارك يرن جرس باب الكونتيسة, كانت الساعة العاشرة , فتحت له كترين العاملة بالمنزل . وكم كانت دهشتها لرؤيته! ازدادت هذه الدهشة عندما طلب منها ان تخبر الكونتيسة بأنه يرغب في التحدث معها للأهمية , سألته وهي تسمح له بالدخول الى الصالون:
- هل انت على موعد معها ياسيدي؟
- لا, لكن لابد ان يكون لي لقاء معها.
- آه ياسيدي إن السيدة بالحمام وأشك في أنها..
قاطعها:
- اخبريها بأني سوف انتظرها مهما طال الوقت, واني لن اغادر هذا المنزل دون ان آراها.
بعد لحظة قضاها في التفكير اضاف :
- وضحي لها انه بشأن ما اشتريته.
منتديات ليلاس
خرجت السيدة , وعندما عادت كان مارك , يذهب ويجيء في الغرفة بخطوات عصبية.منتديات ليلاس
- سيدتي تخبرك بأنه إذا كان لديك صبر لذلك , فعليك بالانتظار. لقد فوجئت لأنها سألتني إذا كان التليفون غير معطل.
- لم أتصل هاتفياً, في إمكانك ان تخبريها بذلك, من جانب آخر, هل تعلمين في أي ساعة سوف تعود الآنسة ستيفاني من مارسيليا؟
- سوف نتساءل عن ذلك ياسيدي بعد أخبار هذا الصباح الجديدة .
- أي اخبار ؟
- ألم تسمع النشرة؟
- لا.
- هناك إضراب على الخطوط الداخلية , بعض الرحلات سوف تتم وغيرها لا , بأي حال هناك ارتباك.
ودون ان ينطق مارك بكلمة , جلس مارك في مقعد عميق , شبك ساقيه وبدا وكأنه لن يتحرك طوال اليوم إذا لزم الأمر , ثم بمرور الوقت تذكر نهاية السهرة مع جيل الذي كان قد حكى له قصة كسبه دون ذكر ستيفاني التي لم يشأ إدخالها في هذه القصة , إذ كان لا ينبغي ان تتدخل ستيفاني الوديعة في امور هذه الكونتيسة , ومع كل , هو الذي الح في الحصول على اللوحة , إنها خدعة محبوكة قد دبرت لهذا الامريكي التعيس.
كان لايزال يسمع صوت جيل يقول له : ياصاحبي وإن كان هذا يضايقني ان اعمل على إزعاجه سأتصل به بالتليفون, إنها السابعة مساء , أي ان هناك الساعة صباحاً , رائع سأطلبه.
وعندما اتصل جيل بالقاطن في تكساس شرح له قصة اللوحتين الاتين لـ دافنشي , انتفض مارك وكان قد امسك بالسماعة عندما سمع محدثهما ينطق بأسم الخبير الأمريكي, فهو قطب عالمي في مهنته , اراد حمو جيل إلقاء ضوء على الأمر لكنه رفض ذكر اسم الباعة , ومع ذلك ابدى استعداده لإرسال كل الأوراق الخاص بالجمرك .منتديات ليلاس
قضى مارك ليلة صعبة , قلقة , اخذ خلالها يدير الموضوع على كل جوانيه , لكي يتحقق منه , وفي النهاية قرر انه لابد من مقابلة الكونتيسة والحصول منها على تفسير لهذا الموقف.
ولما كان متعمقاً في مقعده, غارقاً في افكاره , لم يسمع الباب عندما فتح , وفجأة رآها امامه , في فستان منزلي ابيض , وشعرها الاسود مسترسل على كتفيها.

Rehana 15-02-13 07:19 AM

رد: 655 - اللقاء بعد اليأس - Frances Creighon - عبير دار ميوزيك ( الفصل التاسع )
 
- صباح الخير ياسيد دي موجاندر , -ولما هم بالوقوف - ابق كما انت , يبدو انك ترغب في مقابلتي؟ وفي ساعة مبكرة هكذا , أمر يدهشني , لاشك انه أمر مهم , ما الأمر؟
كانت رائعة في حركاتها وكلماتها , اتخذت لها مكاناً , عملت على ضم كلبها على ركبتيها في حركة رشيقة , ثم اخفضت رأسها أبدت ابتسامة رقيقة وأعلنت:
- إني في الانتظار.
وكان مارك ينظر اليها , هل السيدة التي تجلس امامه ممثلة بارعة , ام سيدة صادقة , دهشة لمجيئه المبكر في ساعة تكرسها لزينتها .
لقد عجز عن إيجاد اسلوب للبدء في الكلام , فماكان منه إلا ان فضل ان يسرد في بساطة زيارة صديقه له والمكالمة التليفونية التي تلت ذلك, وكانت أورور تصغي اليه وذقنها مستند الى يدها , مرفقها على مسند المقعد , ورأسها مائل كماهو, لكن شفتيها الآن ابدت حركة اشمئزاز , وعندما انتهى مارك من سرد هذا الامر نهضت ببطء واتجهت نحو الباب.
- اسمح لي وانتظر لحظة قصيرة هذه المرة ياسيدي, الوقت اللازم لإحضار الدفتر الخاص بي للشيكات , من المفهوم اني لا اعرف لا هذا الخبير الايطالي ولا صديقك الأمريكي, واذا كانت هذه نسخة مقلدة للوحة العذراء والطفل , تجوب العالم , لا استطيع معرفة شيء عن ذلك , الآن ماعليك إلا اعادة اللوحة مقابل الشيك , لأني لست قادرة على مقاومة شكك في نزاهتي.
ولما تظاهرت بالخروج , احتجزها.
منتديات ليلاس
- ارجوك ياسيدتي , عودي واجلسي ولنتكلم في هدوء كأصدقاء , يجب إلقاء الضوء على هذه القصة الغامضة , وللبدء في ذلك, علينا باستدعاء خبير , وأنا اعرف تاجراً خبيراً في اللوحات القديمة , شارع أوتوريه , وهو من افضل الخبراء الفرنسيين , ثم إني في انتظار خبير التأمين الخاص بي, لقد تسرعت بل تهورت عندما تأخرت في استدعائه قبل عطلة نهاية الاسبوع إذ كان المسؤول قد رحل , ولم يكن هناك احد بالمكاتب.منتديات ليلاس
امام صمتها واصل:
- لكن كيف تمكن احد المزيفين , وللأسف يوجد منهم عديدون , من تقليد لوحتك؟
- ليست لدي اي فكرة , ربما عندما كانت في بنك التسليف ؟
لكنها كانت في صندوق مغلف , من الممكن احتمال التواطؤ في هذه الأماكن , اترك لك ياسيد دي موجاندر حق التصرف في كل شيء, المعذرة - رفعت يدها الى جبينها - أشعر بالتعب , لقد ارتبكت , عندما افكر في ان صغيرتي ستيفاني ستصل والسعادة تغمرها لفكرة انها ستقضي سهرتها عند ماكسيم , هذا المكان الذي كثيراً ماتناولت فيه العشاء مع زوجي.
هكذا اضافت وفي صوتها حنين للوطن.
مرة اخرى, اصبحت أورورا السيدة التائهة , الفزعة تماماً كما في يوم البيع .
والآن وقد اقتنع مارك بأن الشخص الساكن تكساس وقع فريسة عصابة , امسك بيدها وقال:
- اهدئي , لاداعي لأن نزعج ستيفاني , لن نحكي لها إلا المضمون اللازم , هل في إمكان استخدام دليل التليفون .؟
اشارت له - بحركة ستراخية - الى اثاث موضوع عليه الهاتف , وفي الوقت الذي اخرج منه مارك مايرغبه , فتح باب الصالون , القت أورورا نظرة من تحت اصابعها التي تسند جبينها المتألم او الذي كانت تبدي انه كذلك , وبعد ان حصل مارك على رقم , طلب الخبير الذي يقصده , ردت عليه سيدة ذات صوت مرح:
- صباح الخير ياسيد دي موجاندر , آسفة جداً , لأنه لا يبدو لي انك لن تتمكن من مقابلته اليوم, لأنه في تيس حيث كان قد توجه في مهمة , وهاهو قد احتجز بسبب الإضرابات , لقد اتصل بي منذ قليل .

Rehana 15-02-13 07:20 AM

رد: 655 - اللقاء بعد اليأس - Frances Creighon - عبير دار ميوزيك ( الفصل التاسع )
 
وهو يأمل الحصول على قطار مساء اليوم, وبأي حال سيكون هنا غداً , سوف يتصل بك فور وصوله.
اخفض مارك سماعة الهاتف واحاط الكونتيسة علماً بمضمون المكالمة.
- ليس لدينا مانقوم بتنفيذه اليوم ياسيدتي , ليس في استطاعتنا إلا الانتظار الى الغد, والتذرع بالصبر وربأطة الجاش - هاكذا اضاف عندما رآها في حالة فزع - والآن اتركك, وعندما تصل ستيفاني اطلبي منها ان تتصل بي في مكتبي , اتعشم انها تعود من اجل سهرة هذه الللية , إن هذا الإضراب اربك كل خططنا, الى اللقاء ياسيدتي.
وعندما غادر المسكن , كانت أورورا قد وصلت الى اقصى حدود الثورة , وحينئذ دخل فيتوريو وابتسامته الساخرة بادية في زواية فمه كعادته.
- وكنت ترغبين في ان أسافر , يجب ان تسري لتواجدي هنا..
- هل سمعت كل شيء؟
- نعم, لقد رأيت الباب عندما ابتعد هذا الشخص السخيف لكي يتصل بالخبير الذي يعرفه , إني اعرف هذا الشخص لأنه مشهور , انه شخص واثق بنفسه , فهو كثراً مالا يحتاج الى اشعة إكس لفحص اللوحات , وكأنه يشتم المزيفة منها , مباركة هذه الموجة من الإضرابات التي منحتنا ليلة كاملة للتصرف.
اخذ يتجول في الحجرة وهو يعض على ابهامه , وهي حركة مألوفة لديه عندما يفكر , وكانت أورور تنظر اليه , وقد عاودتها حالة الاستقرار , كانت قد خشيت ماهو أسوأ , واخيراً توقف.
- هكذا ينبغي ان تتصرفي , اولاً اسحبي مبلغاً ضخماً من البنك , وحولي ماتبقى على حسابي في بنك إيطالي, اخرجي مجوهراتك من خزانتك , المرحلة الثانية , اعملي على ملء العربة بأكبر عدد من الحقائب, ثالثاُ لا تتحركي من هنا بعد عودتك من البنك , تصرفي بحيث الا تلمح الغبية الاخرى شيئاً إذا عادت قبل الليل , لا تحديثها عن رحيل مفاجئ, إذ قد تكون كفيلة باسراع بنقل المعلومة الى صديقها , ضعي الحقائب في حجرتي , بحسب رأيي قد تأخذ القطار إن لم تجد طائرة, وبذلك تصل الى هنا نحو منتصف الليل على الاكثر.
- هل ترغب في اصطحابها؟
- من البديهي!
- لكنها لن تقبل ذلك ابداً !
- بلى, سوف تقبل , لن يكون في وسعها التصرف بخلاف ذلك,
قال هذا وهو يضحك ساخراً ثم اضاف :
- وستكون لي هذه الجميلة الودعية التي كثيراً ماتحتقرني!
اقشعرت أورورا امام النظرة الهادئة التي تقست فجأة .. ثم متجها نحو الهاتف , اضاف:
- لحسن الحظ اني أعرف بعض الخبراء ذوي خبرة في باريس لكن في مجال بعيد عن الرسم..


نهاية الفصل العاشر

زهرة منسية 16-02-13 07:54 AM

رد: 655 - اللقاء بعد اليأس - Frances Creighon - عبير دار ميوزيك ( الفصل العاشر )
 
يسلم أيديكى ريحانتى
كل الظروف فى صف ارورا و البغيض فيتوريو
‏ خايفة على ستفانى جدا منه
موفقة جبيبتى
فانتظارك ريحانتى من فضلك لا تطولى

Rehana 16-02-13 10:06 PM

رد: 655 - اللقاء بعد اليأس - Frances Creighon - عبير دار ميوزيك ( الفصل العاشر )
 
الله يسلمك .. زهوري

انا كرهتهم .. اثنينهم طماعين ومخادعين ..

عم احاول ما اتأخر .. تحمليني .. الحين بحاول انزل الفصل الحادي عشر لعيونك

Rehana 16-02-13 10:22 PM

رد: 655 - اللقاء بعد اليأس - Frances Creighon - عبير دار ميوزيك ( الفصل العاشر )
 
الفصل الحادي عشر


إن الرياح المطر تركا المجال لبرد قارس في هذه الفترة من العام , وكانت النساء هن اللاتي يبتهجن لهذا الفصل من السنة , إذ إن في إمكانهن التدثر بفرائهن الفاخر , ربما من اجل مظهرهن اكثر من ان يكون من اجل راحتهن ودفئهن, كان جمهور غفير يتزاحم امام السينما حيث كان فيلم جيلبير سيعرض للمرة الاولى , وكان رجال الشرطة يقومون بالخدمة والمتسكعون يتزاحمون حول النجوم وشخصيات العرض وهو يدخلون الى الصالة الفاخرة المزدانة بالنباتات الخضراء والزهور.
كان مارك وستيفاني يسرعان الخطى , ولما كان قد وجد مكاناً بعيداً يركن فيه سيارته في شارع مجاور لـ الشانزليزيه , اصبح الطريق الذي سيقطعانه طويلاً , امسك بذراعها , لكن بالرغم من جاكيت الفراء الطويل الذي كانت ترتديه , كانت تشعر بالبرد فضمها اليه.

Rehana 16-02-13 10:24 PM

رد: 655 - اللقاء بعد اليأس - Frances Creighon - عبير دار ميوزيك ( الفصل العاشر )
 
تذكرت الفتاة حينئذ الثنائي الذي تتبعت خطواته على نفس هذا الشارع عند خروجها من بينالي كانت تحب مارك سراً في هذا المساء وكانت تحلم بالتنزه هي ايضاً بالقرب من الشاب الذي لم تكف عن التفكير فيه , وهاهو حلمها قد اصبح حقيقة ! ولماشعرت بأن قلبه يفيض حناناً التصقت به اكثر , وهي تتأمله, وتسير الى جانبه , عندما شعر مارك بأنه مراقب حول وجهه نحوها وابتسم ضاغطاً اكثر على ذراعها.
كانت ستيفاني قد استفادت من مناقشة بين المضربين والنقابات في مطار مارسيليا حيث لم يصل احد الى اتفاق , وهناك قامت بعض الطائرات برحلات, وبذلك وجدت مكاناً في طائرة هبطت في مطار أورلي في الساعة الخامسة من بعد الظهر , وبعد ذلك اسرعت الى العودة لكي تستعد , ثم اصطحبها لتناول وجبة خفيفة قبل العرض , وكان منها ان سألته حينئذ مزيداً من التفاصيل عن انتاج دافنشي لأنها لم تفهم تفسير أوروا المشوش, كما ان زوجة ابيها كانت قد بدت مضطربة وحزينة.منتديات ليلاس
وبالرغم من ان الكونتيسة لم تبد في ضيق منذ فترة طويلة ولم تكن ستيفاني تهتم كثيراً , لذلك كانت الفتاة في هذه المرة تشعر بأنه لابد ان يكون قلق زوجة ابيها مرتكزاً على امر مهم.
وكان مارك قد اسرع الى طمأنتها , مؤكداً لها انه لابد ان يكون في الأمر شيء غير واضح , وان الخبراء سيكشفون عن الموقف من صباح اليوم التالي, ومع كل , لم يكن في وسعهما - هذا المساء - إلا الاستسلام الى متعة اللقاء وقضاء سهرة ممتعة , هكذا ختم وهو يقبل اطراف اصابعها في حرارة , وبالرغم من كل هذه العبارات المطمئنة , كانت ستيفاني تشعر بضيق لا يوصف وكأن امواجاً شريرة تحوم من حولها.
قال الفيلم إعجاب المشاهدين الذي صفقوا له طويلاً , كما انه قد التقطت صور عديدة لـ جالان من كل الزوايا قبل ان يختفي محبوه , لكي يلتقوا على العشاء الذي عمل على تقديمه لهم , وكان معطعم ماكسيم ذا سحر يأسر رواده منذ دخولهم, كانت المائدة المحجوزة مزدانة بباقات زهور فاخرة وعشرات المدعوين كانوا في انتظار الممثل الذي وصل اخيراً مع ليديا محاطاً بالصحفيين الذين قاموا بالتقاط اكبر عدد من الصور قبل ان ينسحبوا.
منتديات ليلاس
كانت السهرة سارة وانتهت في ساعة متأخرة من الليل. ثم قبل ان يتفرقوا , هنأ الجميع جيلبير الذي أعلن :
- إنكم حقاً غاية في الطف , لكن بالنسبة لي , انا في انتظار الصحافة وعدد العروض منذ اليوم الاول , لكي ابتهج!
قال مارك مؤكداً:
- سيكون نجاحاً اكيداً.
- بالنسبة لك, أراك ترى الامور من الجانب المشرق منذ ان عرفت الحب!
واذا بأحد الاصدقاء يصيح عندما سمع هذه الكلمات :
- آه. هذا هو سر اختفائك في الاسابيع الاخيرة!.
حينئذ تحولت انظار المدعوين نحو الثنائي , وكان مارك وهو ممسك دائماً بذراع ستيفاني - يبدي ابتسامة تدل على الزهو والسعادة.
هاهما الآن في طريقهما الى حي تروكاديرو وكان الفجر قد بدا يلوح وإن كانت الليلة مازالت مظلمة.ريحانة
وكانت المدينة تستيقظ ببطء , اراد مارك ان يركن سيارته بجوار سور منزل ستيفاني, ولكن كان المكان قد شغل , تقدم قليلاً وركنها.
تعرفت ستيفاني على الـbmw التي لـ فيتوريو وكانت تظنه بعيداً عن باريس , فاعتراها الضيق الذي كانت تعاني منه في بداية السهرة, احست بالحاجة الى حماية , فالتصقت بحاستها بـمارك.
مال هذا الاخير على وجهها , ثم قبلها , عمق النظر في عينيها وقال اخيراً:

Rehana 16-02-13 10:27 PM

رد: 655 - اللقاء بعد اليأس - Frances Creighon - عبير دار ميوزيك ( الفصل العاشر )
 
- لقد شعرت في الايام الاخيرة هذه بأني كم أرغبك كثيراً , وليس ذلك فقط بل أني احبك ياحبي, وياوديعتي , ياجميلتي ستيفاني, أترغبين في ان تتزوجيني؟
أمالت رأسها على كتفه , اقشعرت وهي تتمتم:
- إني يا مارك ملك لك منذ اللحظة الاولى التي رأيتك فيها.
في غمرة سعادته عمق الشاب رأسه في شعر الفتاة , وضمها اليه بحرارة.
وعندما افترقا , لم يكن النهار قد اشرق بعد , عمق النظر في عينيها ثم قال لها:
- ادخلي الآن ياعزيزتي, استريحي, لدي اليوم امور كثيرة في حاجة الى تنظيم.
ولما كان صعبا عليه ان يتركها , رافقها الى بابها وتبادلا قبلة اخيرة وقبل ان يركب سيارته , لمح ان بالـ bmw حقيبة سفر وحقيبة اخرى تحتلان المقعد الخلفي , ثم قاد ببطء , وهو يفكر في المستقبل الذي يتطلع اليه تحت افضل تمنيات , دار حول منزلها كما سبق ان قام بذلك, في تلك الليلة التي كان يسعى فيها - بدافع رغبة ملحة- الى مشاهدة نافذتها وهو يسخر من تصرفه الرومانسي هذا, لم تكن الستائر قد فردت بعد وكان النور يغمر الحجرة, من البديهي إنها ولجت اليها , وما رآه جعله يسرع الى سياج الحديقة , لقد تقلصت يده على قضيب صغير , لقد رأى شاباً على مايبدو, انه كان ممددا على السرير, نهض اخذ ستيفاني بين ذراعيه, وقادها بعيداً عن النافذة التي عاد اليها في الحال , ميز مارك حركة الكلمات على شفتيه وفجأة رآه يلقي بنفسه الى الخلف وكأنه يهتز من تأثير ضحكات مجنونة , ثم اسدلت الستائر الثقيلة.منتديات ليلاس
وقف الشاب مذهولاً واخيراً بخطى مترددة عاد الى سيارته والقى بنفسه على مقعده.منتديات ليلاس
نهض فيتوريو عن سرير ستيفاني حيث كان ممدداً قائلاً:
- لقد حان الوقت لعودتك.
وقد عقدت الدهشة فسألها وقفت الفتاة في مكانها امام النافذة , هاهو نور الفجر قد أيقظ الايطالي الذي كان ينعس في انتظارها , امسك بكتفيها بشدة ودفعها نحو صوان كبير.
- اعدي حقائبك, اثنين ليس اكثر وبسرعة .
- لكي نتوجه الى اين؟
عاد الى النافذة وهو يواصل كلامه:
- الى بلجيكا اولاً , إنها اقرب حدود وبعد ذلك نعمل على التوجه الى ايطاليا, قبل ان نذهب الى أبعد منذ لك.
- إنك مجنون تماماً, اخبرك بأني مخطوبة , واذا ماواصلت ملاحقتك لي اعلنك بأني سأغادر هذا المنزل اليوم ذاته.
- مخطوبة؟
واطلق إحدى ضحكاته الساخرة العنيفة , شد الستائر بحركة جافة , في نفس اللحظة دخلت أوروا وكانت ترتدي تايير للسفر.
- والآن استمع لي يا فيتوريو, لقد تأخرنا يجب ان نرحل , لقد تمت الامور على خير وجه, والآن هأنت تفقد وقتك هباءً, لقد اخبرتك بأنها لن تقبل اتباعاً, ثم هاهي مخطوبة!
اجابب فيتوريو :
- لن يطول مدة خطوبتها , انتظري قليلاً الى ان يوجه خطيبها الى نفسه عدة اسئلة بشأن عائلة ماركتيني دي بروسو, الأسرة العريقة ذات الاصل الإيطالي .. وسرعان ماستهتز تلك الخطوبة!
ثم ملتفتا الى الفتاة التي كانت تتفرس فيه, شاحبة غير مدركة شيئاً من الموضوع :
- يجب ان تتبعينا ياقلبي وبسرعة , امامك ثلاثون دقيقة , ساعتي بيدي.


Rehana 16-02-13 10:27 PM

رد: 655 - اللقاء بعد اليأس - Frances Creighon - عبير دار ميوزيك ( الفصل العاشر )
 
صاحت بصوت مرتجف, كانت تعمل على جعله قوياً:
- لا! سأمكث هنا! لقد قمتما بحركة جرئية لا ادرك تفاصيلها ولكني بدأت استنتجها, سأتفاهم مع مارك.
عندما تحقق الايطالي انها لن تقنع بأي حجة قذفها قائلا وقد شحب وجهه:
- حسناً, امكثي هنا ياغبية! لكن صدقيني سوف تندمين وسوف تبكين دوماً لأننا سنبتعد عنك بعيداً جداً! وبما اننا في غاية الظرف فسنترك لك اللوحات المعلقة على الحائط كلها , وهأنا اخطرك : كلها مزيفة مثل لوحة دافنشي , لقد قمنا ببيع اللوحات الاصلية , لحسن الحظ , لقد وجدت وساماً ذا مهارة جهنمية في التقليد والتزييف وللأسف لقد توفي مبكياً عليه من رجال الاعمال مثلي.
قبل ان تغادر الكونتيسة , التفتت نحو ستيفاني التي كانت لا تزال واقفة امام خزانة الملابس , القت نظرة خاطفة , اخفضت رأسها وتمتمت:
- الوادع ياصغيرة اغفرلي لي و .. حظ سعيد.
بالقرب من املاك مارك كان كودون من رجال الشرطة يقطع الشارع المحيط بغاية بولونيا وكانت سيارة رجال مطافئ تشق لها طريقاً في لحظة وصوله, واذ فوجئ توقف وعندما ابتعدت عربة النقل الحمراء واصل طريقه واذا برجل يوقفه بإشارة من يده ومال على الزجاج مشيراً له الى بطاقة ضابط شرطة سأله:
- هل انت تسكن هذا الشارع ياسيدي؟
- نعم, انا مارك دي موجاندر منزلي الخاص هنا , ماالذي يحدث؟
لم يجبه الرجل , بل تفرس في مارك لحظة , انتصب واشار الى رجال الشرطة الذين تفرقوا , تقدم الشاب , كان سور المنزل مفتوحاً , اشخاص عديدون يدرسون الخضرة المغطاة بحطام زجاج يصدر صوتاً تحت الاقدام اثناء السر عليها , وكانت سيارة شرطة سوداء وسيارة اخرى تركنان امام المدخل.منتديات ليلاس
نظر المفتش العام مونيه الى الشاب الذي يتقدم نحوه بسرعة , وكان المعطف الذي يضعه على كتفيه لا يخفي جيداً بدلة سموكينج أنيقة وإيشارب حريرياً ابيض واضحاً في الضباب .
وبعدها قدم له بطاقته , سأله:
- السيد دي موجاندر , على ما أعتقد؟
- نعم .
- مفتش مباحث مونيه.
منتديات ليلاس
بدا مارك وكأنه لم يسمعه , كان ينظر الى واجهة منزله وفجأة انصرف جرياً ودار حول المبنى , لانه فزع إذ شاهد - ليس فقط عدم وجود الالواح الزجاجية - الحائط المحيط بنوافذ مكتبه قد علاه السواد إثر بداية حريق , استمر في عدوه , ثم عاد الى المدخل الذي دخله بأسرع ما يمكن , تقابل مع آنا وهي غارقة في دموعها في الصالة .
- آه , سيدي مارك ! شيء فظيع , إنها غلطتنا , لم نعد في وقت مناسب لحراسة المنزل..
مسحت عينيها.
- انه بسبب الاضرابات و..
كف عن الاستماع اليها , واسرع الى اعتلاء درجات السلم الرخامي ودخل الى الدهليز , توقف دهشاً , مكتبه خال من كل الاثاث الذي كان به, وجزء من حجرته مهدم , اما عن لوحة ليونارد دافنشي فلقد اختلط رمادها , من البديهي بالرماد الذي يكتسحه الريح.
ثم لحق المفتش بالشاب الذي وقف صامتاً جامداً في مكانه وقد سحقه الأسى , امسك بذراعه وقاده نحو الصالون الصغير.
- إن هذه الحجرة سليمة , لم يمسها سوء , لقد سمحت لنفسي بالجلوس فيها مع زميلي , لقد ادركت ماقد حصل , أليس كذلك. انها قنبلة صغيرة زمنية هي التي ادت الى هذا العمل , لحسن الحظ لقد وصل الخدم في بداية الحريق , ومن المحتمل , وهو امر بديهي , ان بدونهم لتهدم العقار كله او على الاقل جزئياً.

Rehana 16-02-13 10:29 PM

رد: 655 - اللقاء بعد اليأس - Frances Creighon - عبير دار ميوزيك ( الفصل العاشر )
 
صمت لحظة قصيرة : سيد هذا المكان صامت , جالس في مقعد ذي مساند ويبدو انه لا يسمعه .
- ومع ذلك منزلك تحت الحراسة , لاشك في ان القائم بهذا العمل على دارية تامة بنظام الحجرات , ولابد من انهم اتجهوا مباشرة نحو باب مكتبك بالرغم من انه مخفي, الحجرات الاخرى لم تفتح , هذا ماشاهدته في البداية , آه تفصيل آخر , لقد قطع خط هاتفك, اخبرني , هل كان بمكتبك وثائق مهمة؟ هل لك اعداء سياسيون او آخرون؟
وهكذا واصل الاستجواب في هدوء وصبر منتظراً في كل مرة رداً ولا بحدة لأن مارك مازال تحت تأثير الصدمة , فهو يخبئ وجهه بين يديه, انتصب عندما سمع صوت آنا , لقد دخلت حاملة زجاجة شراب وكوب , حاولت مرة اخرى ان توضح موقفها.
- سيدي عندما فهمنا اننا لن نحصل لا على طائرة ولا قطار من بوردو اصطحبنا شقيق زوجي بالسيارة , لقد وصلنا الى باريس حوالي الساعة الواحدة صباحاً, رأينا اللهب و..
- اهدئي , اهدئي ياآنا , إنك غير مسؤولة عن شيء في هذا الأمر , اعلم ذلك تماماً , احضري كوبين آخرين للسيدين وكفى عن البكاء.
ارتشف رشفة من المشروب وشعر بأنه استعاد الى حد مارابطة جأشه ثم نهض موضحاً لرئيس المباحث:
- إني اكرس اكبر فترة وقتي لمصانعي , انا لا اهتم بالسياسة , كما اني على علاقة طيبة مع نقابات العمال , ولا وجود للمظاهرات عندنا ودائماً استمع الى تصحيح الادعاءات.
ليس لي اعداء , وكان لي في هذا المكتب عمل فني كنت اعتبره نادراً غير اني لاقيت شكا في قيمته , لم يكن الخبير قد فحصه بعد , ولا يبقى منها سوى قليل من الرماد وللأسف لقد حملته الريح , اضاف ذلك بابتسامة مرة.منتديات ليلاس
- هل تشك في شخص ما ياسيد موجاندر؟
لاشك في ان رجل الشرطة لاحظ محدثه قبل ان يجيبه:
- هبه..لا..
وفي هذه اللحظة , دخل ضابط شرطة:
- سيدي معلومة بالراديو من السيارة إن محاولة الاعتداء تمت المطالبة بحقها من اخبار الحرية والمساواة للجميع.
اتسعت حدقتا عيني السيد مونيه:
- ماهذا؟ ماحدث ينهض بأعلى مستوى الرفاهية ! شكرا على أي حال . هل تعلم يا سيدي ان هذه الجميعات المستترة عملية جداً من اجل المسيئين , إنهم يلصقون أي شيء على ظهر اي شخص كان ويعملون على التشويش على بداية البحث, ليتنا نحاول إلقاء ضوء على الأمور, لنرى...
اضطر الى التوقف عندما شاهد الصحفيين والمصورين الصحفيين الذين اقتحموا المنزل الخاص.


نهاية الفصل الحادي عشر

زهرة منسية 16-02-13 11:31 PM

رد: 655 - اللقاء بعد اليأس - Frances Creighon - عبير دار ميوزيك ( الفصل الحادي عشر )
 
موقف ستيفانى سيئ جدا جدا جدا قدام مارك
أكيد مش هيصدق انها برئية و مش ليها أى ذنب ويمكن كمان يظن ان هى اللى حطت القنبلة
بانتظارك ريحانتى على رحتك أنا مش قصدى أنى استعجلك بس الرواية مشوقة و أنا متحمسة
شكرا على تعبك ريحانتى

Rehana 18-02-13 08:45 PM

رد: 655 - اللقاء بعد اليأس - Frances Creighon - عبير دار ميوزيك ( الفصل الحادي عشر )
 
مسكينة البطلة انا جدا متعاطفة معاها في الفصل القادمة .. زهوري

عن جد كسرت خاطري..

فاهمة عليك ياقمر .. انا بحاول انزل فصل يوم ويوم .. لأني لازم ادقق الفصل قبل ماانزله
طبعا ومشاغل الدنيا ما تنتهي
يلا قراءة ممتعة مع الفصل الثاني عشر

Rehana 18-02-13 08:46 PM

رد: 655 - اللقاء بعد اليأس - Frances Creighon - عبير دار ميوزيك ( الفصل الحادي عشر )
 
الفصل الثاني عشر


عندما سمعت ستيفاني الباب يغلق بشدة ظلت جامدة لم تحرك ساكناً, وكأن الصدمة التي لاقتها قد شلت حركتها.
ثم رفعت يدها الى جبينها ببطء رافعة شعرها النازل على جبينها وتوجهت مثبتة النظر الى الصالون , هناك رفعت سماعة الهاتف وكونت رقم مارك , ولصقت أذنها على السماعة.
اجابها صمت رهيب .. اخفضت السماعة , اعادت الارقام مرة اخرى على القرص وانتظرت وقلبها يخفق .. الصمت دائماً.
ماالذي يحدث؟
اعادت الآلة في مكانها من جديد وكأن بداية خوف بلا سبب تملكها, ذهبت الى حجرتها والقت بنفسها على سريرها . بدا لها وكأن الحجرة تدور بها , كل شيء كان يتحرك من حولها حتى سحقها التعب, ثم غفت وراحت في حالة أشبه ماتكون بعدم الوعي , لقد راحت في نعاس عميق.ريحانة

Rehana 18-02-13 08:47 PM

رد: 655 - اللقاء بعد اليأس - Frances Creighon - عبير دار ميوزيك ( الفصل الحادي عشر )
 
صوت قرع على باب المدخل جعلها تقشعر , فتحت عينيها , استيقظت بصعوبة.
الآن هاهو احدهم يقرع الباب بشدة قبل ان يرن الجرس , جلست على السرير , نظرت الى ساعة يدها , هل هي حقاً الثامنة صباحاً؟ نهضت , شدت فستانها المكرمش وواسرعت لفتح الباب.
انه مارك الواقف على العتبة , وقف ينظر اليها دون ان يبدي ابسط حركة , وكان واضحاً انه لم ينم طوال ليلته لأنه كان لايزال لابساً الـ سموكينج , وكذلك لم يحلق ذقنه , كان شاحباً , وفجأة ابعد الفتاة ودون ان يترك لها الوقت لكي تنطق بكلمة دار حول المسكن , تبعته دون ان تفهم , شاردة , وعندما دخل الى حجرتها , اسرعت اليه فاتحة له احضانها , غير ان نظرته الجامدة الثلجية , القاسية اوقفتها . ابدي ابتسامة عصبية وقال بنبرة مرة:
- عصفوران من ثلاثة طارا , لاشك في انهما تركاك هنا, , لكي تهدئي الشخص السخيف الذي انا هو؟ غير انك اخطأت ياجميلتي اذ إنك لم تغلقي ستائرك فور دخولك الى هنا , لقد قمت بالمرور حول منزلك مثل طالب مراهق في المرحلة الثانوية , لكي ألمح نافذتك للمرة الاخيرة ولسوء حظك , رأيتك بين ذراعي عشيقك , لقد شاهدته يضحك , هذا النذل , لاشك انه يسخر مني ! وهو على حق فهناك ما يسخر منه!
- مارك! اسكت ارجوك , اتوسل اليك دعني اوضح لك الأمر! اسمعني ...
- آ.. لا ! انت من ينبغي ان تصغي اليّ , إنكم موهوبون انتم الثلاثة , اكاد اعجب بفريقكم : الفتاة الوديعة الطاهرة التي تستخدم كطعم , الكونتيسة الايطالية الشاذة غريبة الاطوار, والاخ الصغير الظريف , لأن الغبي الذي هو انا ياصغيرتي يدعى الحمامة...
منتديات ليلاس
حمامة تدعهم يصورون اركان منزلها .. وممن؟ من الفتاة الرائعة , حمامة تشتري وتحمل اللوحة الثمينة قبل وصول خبير التأمينات , تاركاً بذلك فرصة التصرف للأشرار المتشردين, كما اني ارى في زوجة ابيك , هذه العنكبوت التي تنسج خيوطها حولها لكي تمسك بحشرة ما! وهاهي قد نجحت هذه السيدة الشريرة !
- مارك , ارجوك , دعني اتكلم...
هكذا توسلت ستيفاني , المسكينة وفي صوتها نحيب. لكنه اخذ يصيح:
- اسكتي . اسكتي , إذن ايتها البريئة, من نشأت في مدراس الداخلية الراقية , لكنه شيء مضحك! شيء لا يصدق ّ ان ادعهم يخدعونني, من اجل ذلك لا يسعني إلا ان اصفك بأنك ممثلة بارعة .منتديات ليلاس
ثم ممسكاً بكتفيها جذبها اليه وكان بالرغم من كل ذلك يرتجف من الرغبة والحب وقبلها بعنف , ثم ضاغطاً على ذراعها ابعدها عنه وقال في ازدراء:
- كان في وسعي ان اجعلك لي لأني دفعت فيك مبلغاً كبيراً.
لكني كنت سأحتقر نفسي اكثر من احتقاري لك!
ثم هزها بلا شفقة , وفجأة دفعها بشدة , تراجعت المسكينة الى الخلف وهي في شبه غيبوبة , تعلق كعب بفستانها الطويل , فتعثرت وانهارت ووقعت امام سريرها أشبه بحيوان جريح موشك ان يموت , اما مارك فقد غادر المكان دون ان يلقي اليها نظرة.
***
وكان قد حدث في هذا الصباح ان كاترين عندما وصلت كعادتها لمزوالة عملها وجدت باب الشقة موراياً , كم كانت دهشتها التي تحولت الى قلق امام منظر الحجرات والسكون السائد فيها, على المقاعد ملابس متناثرة , الدواليب مفتوحة , حقيبة فارغة ومفتوحة وموضوعة في احد أركان الغرفة , أوراق ممزقة تملأ سلة مهملات , أواني وجبة تملأ حوض المطبخ , كل ذلك كان يمنح إحساساً بالإهمال والهرب الفجائي على عجل.

Rehana 18-02-13 08:49 PM

رد: 655 - اللقاء بعد اليأس - Frances Creighon - عبير دار ميوزيك ( الفصل الحادي عشر )
 
واصلت تفحص الشقة فاطلقت صرخة عندما دخلت الى حجرة ستيفاني ووجدتها ملقاة امام السرير , جثت على ركبتيها , حوطتها بذراعيها , وعندما عملت على ابعاد شعرها الكستنائي الجميل الذي كان يخفي وجهها , افاقت ستيفاني في أنين , غير ان عينيها كانتا مغلقتين , والقت برأسها على كتف كاترين .
- آنسة ستيفاني , ماذا حدث ؟ ماذا بك؟
ولما لم تحصل منها على إجابة , عملت كاترين على إسنادها الى السرير و أسرعت الى المطبخ , وماهي إلا لحظات وعادت ومعها قدح من القهوة الساخنة.منتديات ليلاس
- اشربي هذه القهوة يا آنسة, لكي تستردي صوابك , ماذا بك؟ أي جزء من جسمك يؤلمك كلميني, إنك تبعثين بالخوف في نفسي!
اخيراً فتحت ستيفاني عينيها بنظرات زائغة قبل ان تنزل منهما دمعتان على وجنتيها , ليس من نحيب يطمئن , ولا من دموع منهمرة تهدئ , فقط دمعتا يأس ودون ان تتكلم , وجهت الى السيدة نظرة عرفان بالجميل وتناولت القدح .
بدأت تشرب على جرعات صغيرة وهي تثبت النظر امامها, وكانت كاترين تراقبها في صمت , تناولت القدح الفارغ واتجهت نحو دورة المياه وفتحت الحنفيات , ثم عاونت الفتاة على خلع ملابسها والدخول الى الحمام , ثم بعد فترة قضتها في حمام ساخن , قالت كاترين بصوت خافت وهي تناولها برنساً
- آنستي .. ماذا في إمكاني ان اقدم لك؟
ابدت لها ستيفاني ابتسامة ضعيفة .
- شكراً يا كاترين, لقد منحتني الدفء والصداقة , في الوقت الذي كنت اتمنى فيه ان اموت وحيدة مع آلامي, لقد منحتني ايضاً شجاعة, ساعديني على مغادرة البلد , عليك اثناء ما أعد حقائبي , ان تتوجهي الى إحدى وكالات السفر , لكي تبحثي لي عن مكان في قطار المساء المتجه الى فينسيا , وعندما تعودين, سنعمل على مشاهدة مابقي في الشقة.ريحانة
منتديات ليلاس
عندما انصرفت الفتاة نظرت الى دليل الهاتف وطلبت احد تجار الاشياء القديمة لكي يأتي على الفور لشراء كل ماهو قابل للبيع , بما فيها آلات التصوير الخاصة بها , كما انها طلبت ايضاً مدير العقار , اخبرته برحيلها.
وعند عودة كاترين كانت حياتها مع باريس قد انتهت , لقد اعدت حقيبتين ضخمتين.
- اعيدي المفاتيح الى المدير ياكاترين وكل الملابس التي تركتها وكذلك ملابس زوجة ابي التي بالدواليب فهي لك مع كل الفراء الموضوع على السرير.
- آه.. شكراً, يا آنستي..
- لا تشكريني, إنك الصديقة التي تبقت لي هنا.
فوجئت الفتاة بتغير صوت ستيفاني التي كانت تتكلم غير مبالية
- الساعة الآن الثانية عشرة , ليتني احضر ما أتناوله للغداء.
هكذا اقترحت .
- إذا شئت.
وإذا بـكاترين تعود ومعها صحف وضعتها امام ستيفاني الجالسة امام مائدة المطبخ , عناوين ضخمة في الصفحة الاولى بالتأكيد : تدمير بالبلاستيك في هذه الليلة ف منزل خاص لأحد رجال الصناعة الاثرياء الشهير ف باريس يليه المقال : لم يؤد الانفجار الى خسائر في الاوراح , لكنه تسبب في خسائر مالية ضخمة , لقد دمر مكتب مارك دي موجاندر تماماً مع بداية حريق إذ الآلة المستخدمة كانت ذات قوة هائلة .
ولم يعثر على أي آثار ولا أي كتابة على اماكن الانفجار الذي تم دحضه عن طريق زمرة صغيرة من رجال الشرطة وبات الفاعل مجهولاً حتى يومنا هذا .

Rehana 18-02-13 08:50 PM

رد: 655 - اللقاء بعد اليأس - Frances Creighon - عبير دار ميوزيك ( الفصل الحادي عشر )
 
وكانت تزين القال صورة كبيرة لـ مارك , ساحراً , مبتسماً, انيقاً كعادته , كان في الصورة بصحبة فتاتين جميلتين على مساحة سباق دوفيل , كانت الصورة التي للشاب الثريا الذي يتردد على جميع الاماكن الحديثة , فحصتها ستيفاني طويلاً قبل ان تضع الجريدة وبدون تعليق .
ثم اردفت:
- اجلسي ياكاترين, إني في انتظار مشتر لأثاثي , في الثانية بعد الظهر.ريحانة
وصل البائع بعد ما تناولتا الغداء, قبلت ستيفاني عرضه دون اي مساومة , وقام التاجر مع مساعده بنقل الاثاث , وكانت هي في هذه الاثناء جالسة على مقعد بلا مسند, تنظر الى ساعة يدها من حين لآخر , كان الرجلان يلقيان من حين الى آخر نظرة خاطفة على هذه الفتاة الجميلة التي لا تتحرك , ذات الوجه الشاحب والعينين المحاطتين بالهالات السوداء وقد بدت كمن تحمل اثقال العالم على كتفيها.
رافقتها كاترين الى محطة ليون , اشترت ستيفاني كل الصحف اليومية التي صادفتها وكان الطقس بارداً والرياح كانت تهب قوية , كان من الممكن قراءة : ميلانو , فيرون , فينيسيا, تربيست, زاجريب على العربات غير المضاءة بالقدر الكافي , اسماء وان كانت جذابة للسياح في الصيف إلا انها لاتوحي في سهرة نوفمبر (تشرين الثاني ) إلا برحلة شاقة.
هاهما الفتاتان واقفتان وجها لوجه على الرصيف الذي يكاد يكون خالياً تماماً من الناس, كانت ستيفاني تتفرس في رفيقتها وهي جميلة ذات عينين عسليتين تتلألآن في مكر ولطف مع من تآلفت معها بسرعة , هاهو الرحيل قد اعلن .منتديات ليلاس
منتديات ليلاس
- الى اللقاء ياآنستي, اشكرك على هداياك واتمنى لك ان ..
قاطعتها:
- لا, لا تتمني لي شيئاً , لأنه ليس مايمكن ان يحدث لي في الحياة بعد الآن, انا التي اشكرك ياكاترين, لأني بدونك ماكنت ساتمكن من البقاء طوال هذا اليوم , الوداع...
تعانقتا, وكانت كاترين تحبس دموعها , ثم التفتت عندما همت بالخروج لكي ترى القطار وهو يختفي , وهي تفكر لأول مرة في حياتها في انه من الممكن ان يقسو القدر احياناً , كانت فينيسيا غارقة في ضباب الخريف..
ثم اشرقت شمس باردة على ركاب قطار الليل , رفعت ستيفاني ياقة معطفها الفرو واشارت الى احد الحمالين , تركت امتعتها في الاستعلامات , وخرجت من الحطة حقيبة سفر.
عليها ان تنزل بضع درجات سلم , ان تخترق ميداناً لكي تجد الـ جراند كانال امامها, مرت من على معدية وانتظرت السفينة البخارية, وصل الأتوبيس النهري ووجدت ان هذه الموصلة النهرية فريدة في العالم : مدينة بلا سيارات , نزلت في محطة ريالتو, انقبض قلبها عندما رأت عن بعد منزل اسرتها , رأت السلم الحجري لهذا القصر الصغير الذي يرجع الى القرن الثامن عشر , ينزل في عظمة الى الماء حيث كان الزوارق فيما مضى تنتظر في هدوء , تهدهدها الامواج , متعة اصحاب هذا المسكن.
اجتازت دون ان تدري , لأنها كانت ساهمة السوق الذي يقام كل يوم بالقرب من ريالتو , ممايعرضه من اسماك وجمبري وام الخلول, اسرعت الخطى وصلت الى المنول حيث اقامت , هناك اخذت حماماً , ثم استلقت على السرير وفرزت الوثائق التي اخرجتها من حقيبتها , قضت الفترة الصباحية في التفكير واخيراً اتصلت بالموثق الذي اعطاها موعداً في الساعة الثانية.ريحانة
- لم اتوقع لقاءك اليوم ياآنسة ماركتيني , لكني كم سررت لرؤيتك!
إن الرجل الذي استقبلها وهو في رداء داكن اللون يبدو في الستين من عمره , لقد كان هو المهتم دائماً بشؤون اسرة ماركتيني وكان قد تابع المراحل المختلفة التي مربها افراد هذه الاسرة , خاصة .. منذ زواج الكونت للمرة الثانية ووفاته .

Rehana 18-02-13 08:52 PM

رد: 655 - اللقاء بعد اليأس - Frances Creighon - عبير دار ميوزيك ( الفصل الحادي عشر )
 
جلست ستيفاني في المقعد المواجه للمكتب وسألت في هدوء:
- أمن الممكن يا استاذ ان توافيني تقريباً بقيمة عقار والدي وهو ملك لي الآن , والذي اكلفك ببيعه بمافيه من اثاث ولوحات .. اي ما تبقى به..
هكذا اضافت في مرارة.
رفع الموثق حاجبا وتطلع الى الفتاة الواقفة امامه منتصبة. ولما كان معتاداً بحكم مهنته التكتم , لم يبد اي تعليق بل اكتفى بالبحث عن ملف السيد ماركنيني .
- منذ ثلاث سنوات كنت قد منحت توكيلاً للكونتيسة ياآنسة اليس كذلك؟ للأسف لقد اساءت زوجة ابيك التصرف في اموالك ..
قاطعته:
- ارجوك يا استاذي , ليتنا نتكلم بالأرقام , لو كان عليّ ديون فسأعمل على تغطيتها عن طريق البنك الذي تعامل معه , اما بالنسبة لمجواهرتي فسأسافر الى روما صباح غد , هناك سأتقابل مع جواهرجي , لابد لي من سداد مبلغ ضخم.
- حسن جداً, الآن نقوم بالتقدير , وبالتأكيد تقريباً كما اشرت منذ قليل.
اختارت ستيفاني في روما , فندقاً بسيطاً وبحثت عن عمل , اعادت العلاقات مع اصدقاء والدها , هناك تعرفت الى مدير شركة طيران ايطاليا , وهو رجل طيب يدفع من يتعامل معه الى مصارحته بما يعاني , شرحت له الفتاة موقفها ووضحت له انها تبحث عن عمل , وانها تتحدث الفرنسية والانجليزية والإسبانية , وخاصة انها ترغب في مغادرة اوروبا, ثم بعد خمسة عشر يوماً من لقائهما, عرض عليها عملاً في مكتب الشركة في مكسيكو, ابتداء من الشهر القادم, وافقت في غير تردد.منتديات ليلاس
اتصلت بمحامي الاسرة , لكي يسرع بعملية البيع , ثم بعد اسبوع , اعلن لها ان الامور قد وضعت في نصابها وعادت الى فينيسيا .
منتديات ليلاس
ولما كان البيع اي بيع العقار قد تم على عجل فلم يتمكن رجل القانون من الحصول على المبلغ الذي كان قد قدره .
- لابأس .هكذا اعلنت ستيفاني , لأنه يلزمني مال في الحال.
ثم توجهت الى مكتب صرافها الخاص , أردف هذا الاخير مخاطباً إياها:
- آنسة ماركنيني.. هاهو رصيدك بعد بيع سنداتك .
ومد لها ورقة , لم يكن هناك وقت للمساومة. قاطعته :
- أضف شيكين ببيع المنزل وقيمة مجوهراتي, هاهما.
تناولهما منها الموظف, اضافهما الى حسابها ومنحها ورقة الحساب , سألته :
- أمن الممكن تحويلها الى عملة فرنسية؟
- سهل جداً.
حسب بسرعة , بعد ان تحقق من السعر الحالي.
- عشرة ملايين وخمسمائة فرنك ياآنسة.
- اي اكثر قليلاً من خمسة آلاف فرنك قديم؟
- بالتأكيد .
- هل تقومون بتحويل الحساب الى الخارج ؟
- بالتأكيد .
- ابإمكاني ان ان اسحب منه.
- طبعاً.
عادت الى المحامي الذي كان متأثراً, ينظر الى الفتاة الجالسة امامه, صامتة مبدية ابتسامة فاترة , ثم فجأة تذكر والدها الكونت وما كان عليه من اعتزاز , عندما كانت الفتاة الرشيقة تأتي مع والدها امام مكتبه , وقفت ستيفاني وناولته الشيك.
- أعهد لسيادتك به والآن اطلب منك خدمة , هناك ايضا علبة صغيرة , هل تسمح بإرسال كل ذلك خلال ثماني ساعات الى العنوان المدون على هذه البطاقة؟
انتفض الاستاذ المحامي عندما رأى المبلغ المذكور على الشيك.منتديات ليلاس
- لكنك بذلك يا آنسة تفلسين.
- إني غير مبالية بذلك , سأغادر خلال ايام , الوداع يا استاذ وشكراً من اجل اتعابك.
تساءل اذا كان ينبغي ان يحتجزها , لكن امام اصرارها انحنى امامها ممسكاً بيدها بين يديه لفترة طويلة.


نهاية الفصل الثاني عشر

زهرة منسية 19-02-13 07:48 AM

رد: 655 - اللقاء بعد اليأس - Frances Creighon - عبير دار ميوزيك ( الفصل الثاني عشر )
 
ريحانتى الفصل قصير جدا بس مؤثر جدا
ياترى هيكون رد فعل مارك أيه؟ و أزاى هيقدر يلاقيها؟
فأنتظارك ريحانتى
موفقة حبيبتى
مووووووووواه

Rehana 20-02-13 01:42 PM

رد: 655 - اللقاء بعد اليأس - Frances Creighon - عبير دار ميوزيك ( الفصل الثاني عشر )
 
بالفعل زهوري الفصل ده مؤثر

جواب سؤالك الاول راح تلقيه في هذا الفصل ^^

قراءة ممتعة حبيبتي

Rehana 20-02-13 01:45 PM

رد: 655 - اللقاء بعد اليأس - Frances Creighon - عبير دار ميوزيك ( الفصل الثاني عشر )
 
الفصل الثالث عشر

ما إن وصلت الطائرة الى بورتريكو , إذا بـ مارك يشير الى المضيفة الجوية , طالباً شراباً, كان قد قضى شهراً في مصنعه الذي سوف ينتهي عن قريب , كانت مساكن العاملين قد انتهت وكذلك منزل ابيض على شاطئ البحر كان قد احتجزه لنفسه منذ فترة طويلة وهاهو الآن يتساءل في حيرة بشأنه : ماذا يفعل به؟ إنه منزل فسيح جداً لإقامته وليس معه سوى ملفاته ...
اوشك على النعاس , لكن عينيه انفتحتا رغماً عنه , إذ انه كالمعتاد حالياً , كلما داعب النعاس جفونه كانت تتملك عليه اصوات : آنا , مأمور الشرطة , الضبابط, واخيراً محاميه الخاص الاستاذ ديربيه مكرراً بالا انقطاع :
" ياصديقي العزيز, ليس من مثيل لقصتك ! , إني عاجز عن التصرف لأنك تفتقر الى دليل او مايثبت صحة قصتك ,لأن القطعة موضوع القضية تفحمت تماماً, وشهودك غير نافعين, حقاً لقد شاهد جالان وصديقك جيل لوحتك, لكهما ليسا خبيرين لمعرفة وتأكيد انها نسخة مقلدة ام انها اصلية , كما ان رجال التأمين لم يحضروا قبل الحادث عندك , هذا بالإضافة الى حصولك على اللوحة ليلة عطلة نهاية الاسبوع بلا ضمانات , هذا تهور!
منتديات ليلاس
وهل معك على الاقل وصل من الكونتيسة الشهيرة يثبت بيع لوحة دافنشي ؟ لا! لقد اصبحت عاجزاً عن الدفاع , نعم اعلم هذا لأنك كنت تعتزم قضاء الايام الثلاثة في مشاهدة هذا العمل الفني البارز مع صغيرتك الايطالية , والتي بالمصادفة اضطرت الى الرحيل الى مارسيليا وهناك كانت الاضطرابات .. منتديات ليلاس
ياصديقي العزيز , لقد تناولت موضوعك من كل الجوانب وهأنا اقف مكتوف الراعين , عاجزاً غير قادر على التصرف.
كانت هذه الكلمات ترن في أذنيه وتؤلمه , كما ان وجه ستيفاني كان يتبادل الظهور امامه مع تلك اللوحة المشؤومة , كان لا يزال يرغب في الفتاة بالرغم من إحساسه بالازدراء منها بسبب ما اكتشفته بأنه خدع من آل ماركتيني , فتح عينيه واشار الى المضيفة :
- أريد كأساً من فضلك يا آنسة .
كانت الرحلة طويلة وتغيير المواقيت بين البلاد متعب , وصل منهمكاً الى باريس استقبلته آنا كعادتها بالترحاب :
- صباح الخير ياسيد مارك, إننا سعداء لرؤيتك ثانية, لقد اعددت لك الحمام , سأعد لك وجبة شهية حالاً.
- شكراً يا آنا , لا.. الافضل زجاجة شراب في حجرتي.
قطبت حاجبيها ! اذ قلقت:
- أليس من الافضل لك قدح شاي او قهوة؟
ربت كتفها في مودة:
- لا تشغلي بالك بهذا الامر, واحضري لي ماطلبته منك الى حجرتي.منتديات ليلاس
واثناء ماكان يأخذ حماماً ساخناً , كانت آنا تمنحه كل الاخبار وهي تحل امتعته.

Rehana 20-02-13 01:46 PM

رد: 655 - اللقاء بعد اليأس - Frances Creighon - عبير دار ميوزيك ( الفصل الثاني عشر )
 
- لقد وضعت كل الخطابات على مكتبك , يوجد ايضاً طرد موصى عليه قد وصل منذ عدة ايام.
التف مارك بالبرتس, ثم امسك بزجاجته , ودخل الى مكتبه قاصداً الطرد الصغير , انتفض وهو يقرأ اللغة صادرة من فينيسيا.
ولما كان يشعر بأن شيئاً ماسيحدث , فتحه وهو يرتجف, سقط منه ظرف وكاسيت , اتسعت حدقتا عينيه من الفزع عندما فتح الظرف ورأى الشيك بـ عشرة ملايين من الفرنكات, تحمل توقيع ستيفاني ماركتيني دي برويو هاهو يحمل الآن الكاسيت.
وقف يتأمله مبهوراً , وضعه في الجهاز , كان في حالة توتر جعلته ينهار ويجلس على الاريكة, واذا بصوت رقيق , هادئ مع نبرات يائسة على لحظات , ترتفع في السكون .
- احبك يامارك, وإنك ستظل دائماً حبي الوحيد, سأعيش على ذكراك , لأني أعلم ان لن يكون لي سواها.
إني عاجزى عن التخلص من حسي لك . ويبدو اني احببتك منذ اللحظة التي قابلتك فيها عند تاجر شارع الـ سين , لقد شعرت حينئذ بالسرور يدب في قلبي , اشكرك , الى النفس الاخير من حياتي سأفكر فيك , وكل ما أرغب فيه ان اسمع عنك انك تحيا سعيداً , احلف لك بأني لست على علم بهذا العمل الحقير الذي لحق بك , الوداع ياحبي , لا تسع الى لقائي , لقد افسدت العلاقة تماماً , احبك , احبك .
ثم انخفض الصوت في نحيب مر .
منتديات ليلاس
وعندما دخلت آنا حاملة وجبة خفيفة , توقفت مذهولة , وجدت مارك جامداً ودمعتان تلمعان في عينيه, وضعت الصينية بسرعة واسرعت اليه, حوطته بذراعها في حركة حانية , لأن الموقف في هذه اللحظة لم يكن بين خادمة وسيد , لكن ببساطة سيدة طيبة تساند شاباً وصل الى أعمق حالات اليأس.منتديات ليلاس
ولما كان مارك معتاداً استخدام وصيفه بيبير كسائق , قال له في ذلك اليوم :
- الى قسم الشرطة يا بيبير !.
جلس على الاريكة الخلفية وفتح الحافظة المحتوية على ملفاته , اخرج منها احدها , تصفحه وهو يفكر في شيء آخر.
هاقد مرت ثلاثة اشهر منذ ان أرسلت له ستيفاني رسالتها الاخيرة , وفي صباح اليوم التالي لاستلامه هذه الرسالة كان مارك قد رحل الى فينيسيا بعد ان سجل عنوان راسل الطرد , قاصداً المحامي , فما كان من هذا الاخير إلا ان سرد له زيارة زبونة ثم اعطى تعليماته الاخيرة , ثم بعد ان بحثا معاً عن وسيلة للعثور عليها , وضعا آمالهما في زيارة للمدرسة الداخلية حيث كان من الممكن ان يكون للفتاة صديقة هناك توافيها بأسرارها , توجه مارك الى سويسرا .
حرصت مديرة المدرسة في بدء الأمر على سرد حياة الفتاة الخاصة ثم وقد تأثرت ليأس هذا الشاب الجميل , ولكي تخمد شكوكه , قالت:
- انا شخصياً لا اعرف شيئاً عن أمر الآنسة ماركتيني , لكن في وسعي ان اخبرك بأنها كانت على صلة صداقة متينة بالآنسة إسلوي إذ انها كانت تواصل التردد عليها بعد ان تركتنا للتوجه الى فيفي لدراسة التصوير ,هذه المرأة متزوجة الآن , ومعي عنوانها.
وكان مارك وقتئذ قد توجه لزيارة هذه السيدة الشابة التي تقطن منزلاً محاطاً بحديقة جميلة خارج المدينة , استعمت في بدء الأمر بأذن مصغية مرحبة الى قصتهما المؤثرة .
ثم اردفت:
- لقد كانت ستيفاني افضل صديقة لي , ولكن كانت تقضي معظم اوقات الإجازة الصيفية بمفردها , كان والدي يدعوانها , فهي وديعة , لطيفة لكنها كتوم , وكل فرقتنا كانت تحبها الى حد الهيام, كنا نرقص معاً ونقوم بممارسة رياضة ركوب الخيل والتزحلق على الجليد , ومن المفهوم ان معظمنا كان يتغازل عدا هي , كانت دائماً تردد : لا شك في ان هناك الرجل الذي من نصيبي وانا في انتظاره في ثقة , لدي خطابات منها سوف اطلعك عليها....

Rehana 20-02-13 01:47 PM

رد: 655 - اللقاء بعد اليأس - Frances Creighon - عبير دار ميوزيك ( الفصل الثاني عشر )
 
وكان مارك قد قرأ وقلبه يتمزق من الاسى : عزيزتي نيكول لقد قابلته وانا احبه , وهأنا اتقدم ببطء نحو هذا الحب الذي أشعر به ينمو بداخلي . لأنه يخيفني.
وهناك خطاب آخر كان يقول : يا نيكول إنه يحبني , وأنا واثقة بذلك ومازلت خائفة , السعادة تغمرني ! وتلت هذه السطور تفاصيل عن خروجهما معاً في باريس , ثم ترددت السيدة قليلاً قبل ان تمد يدها بالخطاب الثالث الى زائرها.
إنها ورقة موجزة: نيكول , لم أعد خائفة , لأنه لن يلحق بي شيء سوى الموت , والموت لا يخيفني, لقد رحل , لن أراه بعد اليوم , اقول لك الوداع واشكرك على صداقتك التي لم تحرميني منها قط ستيفاني. ريحانة
كان زوج نيكول قد دخل في اللحظة التي كان مارك يغادر فيها المنزل وكان قد فوجئ بهذا الشاب الأنيق الذي مر بالقرب منه دون ان يراه, وقد بدا الحزن على محياه , كان قد التفت الى زوجته التي كانت تبكي وهي ممسكة بالخطابات.
كان مارك قد توجه ايضاً لمقابلة قنصل ايطاليا الذي لاشك في ذلك , كان لايعرف شيئاً عن الامر , كان غابة مافي الأمر قد أشار اليه بأنه قد تم الحصول على معلومات من قبل خدمة التجارة الخارجية .منتديات ليلاس
كان فيتوريو رينالدي مجهولاً هناك , وعلى عكس ذلك كان هناك شخص ملقباً بـ رينالدي كان قد وقع في خلاف مع الشرطة الايطالية بسبب قيامه عدة مرات بحالات نصب واحتيال قبل ذلك بخمس او ست سنوات قبل الآن , ومنذ ذلك الحين لم يسمع عنه شيء.
توقف بيبير امام قسم الشرطة , اشار اليه مارك الى المكان الذي ينبغي ان ينتظره فيه , ثم عمل على البحث عن مكتب البحث عن المفقودين.
لم تكن الساعة قد بلغت الثانية عشرة بعد ورئيس المكتب كان قد فكر في وجبته التي كان يعتزم تناولها مع زميله في مطعم صغير في ميدان دوفين , دخل مارك وقدم له بطاقته , طلب منه المأمور ان يجلس , ثم استمع الى المظلمة المقدمة اليه .
منتديات ليلاس
كان مستنداً الى مرفقيه على مكتبه , مشبكاً يديه, ثم ملقياً نظرة على الورق الموضوع امامه , اجاب:
- سيدي ..دي .. موجاندر , بالرغم من رغبتي في تقديم خدماتي لك , اجد اني عاجز عن ذلك , لماذا تقوم بالبحث عن شخصية ليس لدينا إدانة عليها؟ إنها لم ترتكب اي خطأ, من جانب آخر , فهي سائحة ومزودة بجواز سفر سياحي , ولها الحق في العودة الى بلدها او التوجه الى أي بلد آخر , كما يحلو لها , كما انه ليست لها أي صلة قرابة بك.. هذا ما اخبرتني به ! غاية مافي الأمر أنك ترغب في مساعدتها.
لكن سيدي العزيز, إذا كلفنا موظفي هذا المكتب بالبحث عن الفتيات اللاتي يرغب العديد من الشبان مثلك في لقائهن , فسنعمل على إرهاقهم, إذن أنصحك بالتوجه الى وكالة خاصة ..
تحقق مارك فجأة انه أساء التصرف , خرج خافضاً رأسه , بعد ان تمتم ببعض عبارات الاعتذار .
وبعد لحظة تفكير , توجه المأمور الى مرؤوسه:
- إن مايطالب به أولئك الناس أمر غير معقول , هيا بنا نتناول الغداء!
واثناء ماكان يرتدي معطفه القى نظرة اخيرة الى البطاقة.منتديات ليلاس
- شاب جميل ولقبه دي موجاندر , خسارة .. إنه يشرب.
- هل هو يشرب ياسيدي؟
- نعم منذ فترة طويلة.
- كيف عرفت ذلك؟
- إنها مهنتي! لأن له بعض الشرايين الدقيقة حمراء على بياض عينيه..
- وهذا لأنه صدم , بحسب رأيك؟
- من البديهي.

Rehana 20-02-13 01:48 PM

رد: 655 - اللقاء بعد اليأس - Frances Creighon - عبير دار ميوزيك ( الفصل الثاني عشر )
 
تجرأ الزميل على إبداء الرأي:
- اذا كان بالمصادفة , يبحث عن فتاة ففي إمكاني ان أعرض عليه بوليت.
سأله رئيسه في فضول:
- هل مازالت تتردد عليك؟
- نعم, لقد اخبرتني بأنها لن ترحل ابداً وبأنها سوف تدفنني وتستفيد من معاشي!
سأله المفتش وهو يفتح باب المكتب :
- من معاشك ! وكيف يحدث ذلك؟
اعترف الآخر في حرج:
- لأني .. لأني تزوجتها منذ أقل من شهر.
حينئذ قهقه رئيسه حتى إن صدى صوته كان يرن في الدهليز.
***
هاهو مارك ممدد على الاريكة وبجواره زجاجة على مائدة منخفضة , يستمع مرة اخرى الى الكاسيت , واذا برنين جرس قوي يجعل آنا , وقد دهشت لأنه لم يعد أي زائر يتردد على الدار , تفتح الباب.
- آه ! الآنسة كورين ! يالسروري بقائك!
- مساء الخير يا آنا , هل هو هنا؟
- نعم .. في مكتبه.
منتديات ليلاس
صعدت السيدة السلالم أربعاً أربعاً , مصدرة صوتاً بكعب حذائها , فتحت الباب, وصاحت في مرح :
- كوكو , مارك ! إنه أنا ! لقد أتيت لكي احركك وارفعك., لقد افتقدناك, هل تعلم ذلك ! إن الاستاذ ديرييه يستقبل اصدقاءه , ولقد كلفوني بجرك إذا لزم الأمر لذلك..
نهض مارك بصعوبة , وقبل السيدة على وجنتيها وقال:
- هذا كرم منكما ان تفكرا فيّ , لكن هأنت ترين ياكورين أني اكثر من العمل وعندما يأتي المساء اجد نفسي متعباً ,انك تسرد لي قصصاً لا افهم منها ولا اصدق منها كلمة واحدة!
وجلست على الاريكة.
- تعال هنا. اجلس بالقرب مني.منتديات ليلاس
وخلال ساعة تقريباً, حاولت بكل مالها من لطف طبيعي مألوف عندها , ان ترفع من روحه المعنوية , لكن كان ذلك عبئاً , إذ كان مارك يسمعها وذهنه بعيد عنها جداً, ادركت ان محاولتها غير مجدية , فغادرت المكان مغمومة, وهي تفكر : ياإلهي لا تجعلني اعشق ابداً! ربما سأحرم من اشياء جميلة لكني سوف أتفادى آلاماً جسمية.
كان مارك قد بدأ ينعس , وساعد على ذلك الشراب , تسلل القط ميتشو , لأنه وجد الباب موارياً عندما دخلت كورين , ثم قفز الى الاريكة , جلس على احدى الوسائد واخذ ينظف نفسه , وبالرغم من ان هذا الحيوان الأليف كان لا يفارق المطبخ إلا انه اعتاد قضاء سهراته في المكتب منذ ان عاد مارك اليه , دخلت آنا ومعها مشروب ساخن , فهي دائماً متفائلة هذه الـ آنا وهي تعلم انها ستجد القدح مليئاً في اليوم التالي.
ارادت ان تطرد القط.
- دعي صديقي الصغير وشأنه يا آنا , هكذا أردف الشاب وهو يلاطف رأس الأتجورا الرمادي الذي بدأ يقر في الحال , يحدث ان أتبادل معه حديثاً طويلاً , احياناً , أليس كذلك ياميتشو؟
وبالمصادفة حرك القط أذنيه , لأنه كان يألف نبرة الرجل , عادت آنا في الليل وفي ساعة متأخرة , هاهي تجد مارك نائماً والزجاجة فارغة , فردت عليه غطاء من الفراء.
***
اما جليبير جالان فكان يعد حقائبه , كان اكبر جزء من أمتعته على السرير وقمصانه تملأ المقاعد.

Rehana 20-02-13 01:49 PM

رد: 655 - اللقاء بعد اليأس - Frances Creighon - عبير دار ميوزيك ( الفصل الثاني عشر )
 
دخل مارك في هذه الاثناء .
- صباح الخير ! ماالذي يحدث ؟ هل تعزل؟
- سأسافر , وفي هذا المنزل ليس سواي من هو كفيل بإعداد أمتعتي , لأني اجيد معرفة لون القميص ورباط العنق المناسب لكل بدلة , وكذلك الجورب والمناديل, ابعد ماهو على احد المقاعد لكن , قبل ذلك اذهب واحضر لنفسك كأساً لابد انك ظمآن؟
- بالضبط.
هز جيلبير كتفيه , إنه مازال يتألم اكثر فأكثر بسبب صديقه , لقد عاد الى ذهنه الحديث الذي دار بينه وبين ليديا في لحظة محاولة الاعتداء , مارأيك في هذه الموضوع . هكذا كان قد سألها , وكانت وقتئذ , قد فكرت زوجته لحظة , قبل ان تجيب :
- اعتقد ان هذه الفتاة بريئة , وانها ستظل معذبة طوال حياتها و.. هو ايضاً , كان قد تذكر هذه الكلمات عندما اسمعهما مارك الكاسيت الذي ربكهما كليهما.
عاد الشاب وبيده الكأس , جلس على المقعد ومد ساقيه على زاوية السرير.
- الى اين تذهب ؟
- الى المكسيك.. بوبيلا, مكسيكو , وفي النهاية أكابولكو تخيل .. إن احد المخرجين قد حصل على موضوع من إحدى الروايات يصلح لأن يكون فيلماً رائعاً, هناك لي في هذا الفيلم دور عند الهنود وفي بئر بترولية .. كما ان معي شريكة في الفيلم رائعة.
- وليديا ؟
- إنها ترافقني , وهذا وضع طبيعي.منتديات ليلاس
منتديات ليلاس
ظل مارك ساهماً قبل ان يصيح وكأنه معاد :
- إنك سعيد على الاقل !.
- هل تلومني ؟! نعم إننا سعيدان .
أفرغ الشاب كأسه دون ان يجيب وحيئنذ انفجر جيلبير :
- اسمع ياصديقي, تصرف بأي شكل ! هل ستواصل حياتك غارقاً في اليأس ؟ إنك تفسد صحتك بهذا الشراب .. ولماذا ؟ إنك شاب . جميل وثري..
- آه , المال !
- نعم. نعم في كل مرة يبادرني احدهم بقوله : آه المال , مبدياً النفوره والتقزز , فهو دائماً شخص صاحب رصيد ضخم في احد البنوك .
هكذا أردف جالان الذي لم ينس قط بداية حياته التي اكثر ماتكون متواضعة .
ثم ندم في الحال على ماصدر منه من كلمات لاذعة عندما شاهد وجه صديقه , لقد نحف , كما ان ملابسه قد اتسعت عليه, ووجهه قد شحب والتجاعيد بدأت تظهر حول فمه .. مظهرة مرارة حياته.
ثم رق قلب جبلبير وقال:
- هل لديك اخبار عن محاولاتك الخاصة؟
وضع مارك رأسه بين يده وهو يتمتم:
- نعم , لم يجدوا شيئاً .
ثم اضاف :
- لماذا رحلت دون ان تترك عنواناً اتمكن من لقائها فيه؟ ياوديعتي , ياجميلتي .. ستيفاني , لماذا تخليت عني؟ لماذا ياحبي الوحيد, لماذا؟


نهاية الفصل الثالث عشر

زهرة منسية 21-02-13 12:17 AM

رد: 655 - اللقاء بعد اليأس - Frances Creighon - عبير دار ميوزيك ( الفصل الثالث عشر )
 
تخلت عنك يا سيد مارك علشان اتهاماتك اللى ما أستحملتها
صحيح أنا أتعطفت معاك لما زرت نيكول و قريت الرسائل و متعاطفة معاك جدا بس نفسى تعذب على ما تلاقى ستفانى وفعلا توصل لليأس
هلا ريحانتى معلش دخلت بدون سلام بس مارك مضايقنى
سلم أيديكى حبيب الرواية روووعة

Rehana 22-02-13 09:53 AM

رد: 655 - اللقاء بعد اليأس - Frances Creighon - عبير دار ميوزيك ( الفصل الثالث عشر )
 
وعليكم السلام والرحمة .. زهوري

ههههه.. معلش .. خذي راحتك .. المشكلة انه حكم عليها بدون ما يعطيها فرصة
حتى دافع عن نفسها .. فيستحق البهذلة دي

يسلمى لي هذا تعليقات الحلووة
وهذا فصل لعيونك ماقبل الاخير ^^

Rehana 22-02-13 09:53 AM

رد: 655 - اللقاء بعد اليأس - Frances Creighon - عبير دار ميوزيك ( الفصل الثالث عشر )
 
الفصل الرابع عشر

عندما وصلت ستيفاني الى مكسيكو , شعرت بالوحدة في هذه المدينة المزدحمة التي يسكنها شعب غير متجانس . استقبلت الفتاة بمزيد من الترحاب من موظفي شركة اليطاليا , لم يكن عددهم كبيراً, وكانوا يشكلون فريقاً من الاصدقاء اكثر من ان يكونوا موظفين , تحت إدارة لويجي سيكا , وهو ايطالي ظريف في الثلاثين من عمره , مرح ودائماً ذو مزاج حسن وسرعان ماوجد لها احد الزملاء ستديو مؤقتاً ربما كان متواضعاً , لكن بإيجار مناسب , واستقرت في حياتها الجديدة , غير مهتمة بكل ماهو خارج عن العمل الذي كانت مكلفة بإتمامه .

Rehana 22-02-13 09:58 AM

رد: 655 - اللقاء بعد اليأس - Frances Creighon - عبير دار ميوزيك ( الفصل الثالث عشر )
 
سر لويجي سيكا في الحال بهذه الفتاة الجميلة المتحفظة التي لم يكن ينال منها سوى ابتسامة مؤدبة , سرعان ما تختفي , كان يراقبها وهي منهمكة في العمل, كانت تجلس امام المكتب وامامها لوحة نحاسية تشير الى انها تتحدث الفرنسية والانجليزية والايطالية , كانت تقابل الزبائن بمودة , تشير اليهم بالرحلات الجوية المختلفة وتحجز لهم الاماكن , وهي بسيطة في هندامها ولكن جمالها وسحرها يجذبان انظار الجميع, لكن عينيها الواسعتين كانتا تلاحظان الفراغ , وبذلك تخيب ظن اكثر الشبان جرأة , وعندما ينتهي يومها , فهي تعمل على تحية زملائها في العمل , وهي ترفض دعوتهم بكل لطف, وتعود الى الاستديو بعد القيام بشراء بعض المؤن.
كانت الفتاة ايضاً قد منحت حجرتها العادية طابعاً شخصياً ببضعة امتار من النسيج ذي الرسوم وبعض الوسائد واثاث من الباميو , واشترت ايضاً بعض الأعمال الحرفية الهندية .
كانت تعد وجبة تضعها على المائدة المزدانة بالزهور , تغلق الستائر وحياتها تبدأ: سوف تعثر على مارك , كانت تحل شعرها , وتدعه يتحرر على كتفيها , ثم ترتدي فستاناً كانت قد ارتدته للخروج معه , وكانت ستيفاني قد احتفظت من مهتنتها القديمة كمصورة, تلك المهنة التي لا ترغب في ذكرها ولا سماع الكلام عنها, ببكرة افلام , كانت قد عملت على تحميضها فور وصولها الى المكسيك.ريحانة
كان الحائط المواجه للمكتب مكسواً بالصور الفوترغرافية في منزله الخاص , مارك عند آل مارفي , واخيراً مارك في بلوفر ابيض امام جواده عند صديقه جالان , يوم ان احتواها بين ذراعيه للمرة الاولى.
واعتادت ان تضع اسطوانة وتبدأ في تناول وجبتها كفتاة وحيدة , في أغلب الاحيان , كانت سيمفونيا رقم 2 لـ براهام , ثم بعد ان ترفع ما على المائدة , تتمدد على الاريكة وتتأمل الشاب الذي تحبه مستعيدة في ذهنها الطريق الذي قطعته منذ اول لقاء لهما , وهاهي كفت عن البكاء لأن هناك آلاماً تتجاوز مرحلة الدموع, كما كان النعاس يغلبها احياناً وهي في فستان الحفل, ويحدث ان تستسلم له غيرقادرة على الحركة , اشبه بمريض يخشى الحركة لئلا يحرك آلامه.
***
منتديات ليلاس
لكن دولوريه زميلتها في العمل , وهي مكسيكية نجحت في جعلها تتآلف , كانت هذه الزميلة شخصيتة لطيفة , تزوجت قريباً من مهندس وهو خريج جديد في الجامعة , اعتادت ستيفاني الخروج معهما مرة كل اسبوع.
ذات مساء , كان ينبغي ان يتقابل هذا الثنائي مع بعض الاصدقاء في في احد المطاعم , وسرعان ما تآلفت الفتاة , فكانت تتوجه معهما الى المسرح والى سينما والى أي حفل غنائي , وخاصة حضورها هذه المشاهد المتواجدة في شوراع مكسيكو وبالتحديد في حي ميدان جارينا ليدي , حيث تتكون هذه الـ ماريا شبس وهي مجموعة من الموسيقيين المتجولين .
ولما كان لويجي سيكا قد انجذب للفتاة فقد عمل على التقرب من دولوريه وزوجها , وبذلك تمكن من ان يعرض عيلهما رحلة الى كانكان.منتديات ليلاس
- دولوريه وانت كذلك يا آنسة ماركتيني , عندي فكرة أود ان أوافيك بها , لقد اقترب عيد الميلاد المجيد وسنكون في إجازة طويلة بعض الشيء , مارأيك في رحلة صغيرة على شاطئ البحر الكاريبي؟
وهاهو المشروع يشير مناقشات عدة , إذ إن موظفتين آخرتين ابديتا الرغبة في الانضمام الى الفريق , امتنعت ستيفاني في البداية , ثم ما لبثت ان وافقت.

Rehana 22-02-13 09:59 AM

رد: 655 - اللقاء بعد اليأس - Frances Creighon - عبير دار ميوزيك ( الفصل الثالث عشر )
 
وفي الطائرة , مال عليها لويجي:
- هل تسمحي لي بأن أدعوك ستيفاني؟
اجابته في بساطة :
- بالتأكيد يا لويجي.
وإذا بالشاب يبدي ابتسامة عريضة , كان الطقس حاراً جميلاً في كانكان , والبحر يتموج في روعة , واغصان شجر جوز الهند تصدر صوتاً مع الرياح.
قال المهندس ضاحكاً وهو يحتضن زوجته :
- بلد احلام بالنسبة للعاشقين.
التفت لويجي نحو ستيفاني , لم تسمع مايقال من حولها , لأنها كانت تسير على الشاطئ على الرمل الابيض وهي تشعر بالوحدة اكثر فأكثر.
وهاهو عيد الميلاد قد أقبل , وكانت سهرته من أنجح السهرات , وستيفاني رفضت , عندما عادوا الى مكسيكو , كانت روابط الصداقة بين اعضاء فريق أليطاليا قد توطدت ولويجي سيكا يغذي أملاً واهياً في قلبه.منتديات ليلاس
وذات مساء سألت دولوريه الفتاة :
- أترغبين يا ستيفاني في القيام معي بجولة الى المحلات ؟ لأني أرغب في التجول في الـ زونا روزا بين الخياطين وصناع الأحذية .
منتديات ليلاس
واثناء ماكانتا تتجولان في شوراع هذا الحي الجميل , حاولت دولوريه الوصول الى اعماق الفتاة .
- مارأيك في رئيسك في العمل ؟
- ان العمل معه ممتع.
- اقصد : كشاب؟
- ظريف.
- سيحصل قريباً على مركز مرموق .. هل تعرفين ذلك؟ من البديهي مركز إداري.
ستيفاني لم تجبها , فألحت:
- وهو يأمل في ان ان يعيش في باريس خلال عام , هل تعرفين باريس؟
- نعم.
- لابد انه بلد رائع , هل تحبيه؟
- لن أعود الى هناك , لكني احبه.
فماكان من دولوريه إلا ان غيرت مجرى الحديث , لما شاهدته من تغير على وجه ستيفاني.ريحانة
وخلال شهر يناير ( كانون الثاني ) , توجهوا جميعاً معاً لزيارة مدينة الآلهة التي تدعى تيوثيوكان وهي فخر الحضارة الهندية , كم اعجبت ستيفاني بجمال المكان بماله من اهرامات شامخة , ولما كانت تشرك لويجي في انطباعاتها , سعد هذا الاخير لاهتمامها به , اخذ يشرح لها بالتفصيل عن الثقافة الهندية في العصور الأولى.
واستمرت الحياة : العمل في النهار وفي المساء ذكرياتها , ومن حين الى آخر مع الاصدقاء الجدد.
وذات صباح اعلنت دولوريه , والسعادة تطل من عينيها , انها تستعد لاستقبال طفل, وللاحتفال بهذه المناسبة السعيدة , دعت كل افراد الوكالة الى حفل عشاء مرح يوم الاحد التالي , وللمرة الاولى اشتركت ستيفاني في تلك اللية وكانت مرحة جداً , الأمر الذي بعث بالسرور في نفس لويجي , وعندما اوصلها بالسيارة الى منزلها توقف لكنه منعها من فتح باب السيارة .
- لا تخرجي يا ستيفاني , لأني أريد ان اتحدث معك.
عندما التفتت نحوه , لاحظت انه اخفض الرأس مثبتاً نظره على عجلة القيادة وقد بدا محرجاً , أو متضايقاً .
- ها.. ما أريد ان اخبرك به.. إني منجذب اليك , أراك جميلة , وديعة , جذابة , لك كل مايرضي الرجل, لابد أنك عانيت من حزن عميق قبل ان تزحفي الى مكسيكو , لن أسعى الى معرفة ماضيك .

Rehana 22-02-13 10:00 AM

رد: 655 - اللقاء بعد اليأس - Frances Creighon - عبير دار ميوزيك ( الفصل الثالث عشر )
 
إنك تستحقين حياة اخرى , تختلف عن هذه الحياة وكل ما أرغب فيه هو ان أعيد إليك طعم الحياة والضحك , إنك تعلمين اني اتمتع بمركز متميز ولي آمال عريضة , هل تقبلين ان تكوني زوجة لي ؟ لا تجيبيني في الحال , فكري , سأعلمك كيف تحبيني , على أي حال , من جانبي فإني أحبك.
تأثرت ستيفاني وأمسكت بيده قائلة :
- شكراً يا لويجي, سأفكر في كل ما اخبرتني به , لكن حالياً اجد نفسي عاجزة عن الرد , أترغب في الانتظار الى الغد؟
تبادلا الابتسام وذهبت ستيفاني الى الاستديو الخاص بها , وخلال خمسة عشر يوماً لم يتبادلا الحديث إلا في بعض المواضيع العادية لكن لويجي دعاها ذات مساء الى العشاء واثناء إعادته لها الى مسكنها , كرر لها طلبه.
- إنك شابة صغيرة ياستيفاني , فلا ينبغي ان تنعزلي هكذا عن العالم , لقد خلقت لكي يكون لك زوج و أبناء .. فكري , سأنتظر ردك في حب وصبر.منتديات ليلاس
عندما عادت ستيفاني الى منزلها , جلست امام المائدة , أراحت ذقنها على يديها المشبكتين واخذت تفكر , لن ترى مارك ابداً بعد الآن , كيف ستكون حياتها ؟ أنها غير قادرة على توقع مستتقبل إلا ويكون مظلماً , فارغاً وبلا أمل .
رأت نفسها وقد اصبحت عانساً في منزل صغير , تهتم بقطتها وزهورها, وحينئذ شعرت بالخوف , لويجي شاب ذكي , جذاب , وهو يحبها , ولم لا؟ سوف تحصل على اطفال تعمل على تربيتهم ونموهم , لن أكون اول ولا آخر من تشارك رجلاً في حياته , هكذا حدثت ذاتها , رجلاً يجد فيه الرأي العام زوجاً مناسباً , وكذلك والداً طيباً , إن في قلبها جرحاً يلتئم بصعوبة....
ابعدت الفتاة مقعدها , اقتربت من الحائط واغلقت عينيها وهي تشعر بالارتباك والتردد , ثم اغلقت عينيها لفترة طويلة.
وعندما فتحتهما ثانية , رفعت الصور عن الحائط , الواحدة بعد الاخرى, لقد اتخذت قرارها , وضعتها على المائدة ومزقتها .
عملت منها اكواماً صغيرة , تناولت إحداها , ثم دخلت الى المطبخ الصغير وفتحت باب سلة المهملات وهي أفخر مافي المنزل من اثاث متواضع , وهاهي الصور الممزقة اختفت في الثقب المظلم .
كانت صورة مارك وهو امام الحصان , مازالت معلقة , وفي لحظة انتزاعها, القت اليها نظرة اخيرة ومدت يدها , لكن يدها سقطت ثانية خاملة , شعرت بأصابع مارك , ممسكة بكتفيها , احست من جديدبالأسى والسعادة صوته وهو يتمتم : وديعة وجميلة ياستيفاني , لقد انجذبت لك منذ اول لقاء , لكنك الآن تسحرينني .
شعرت وهو يضمها اليه ومحاولاً ان يقربها منه لكي يقبلها , حينئذ صاحت :
- لا, لا!
ثم القت بنفسها على السرير, اخذت تعض وتقبض بشدة على الوسائد وهي تهتز من شدة النحيب مرددة:
- مارك ياحبي .. لست قادرة على ان أكون لغيرك ياحبي ! يا حبي!.


نهاية الفصل الرابع عشر

rasha n 22-02-13 10:20 AM

رد: 655 - اللقاء بعد اليأس - Frances Creighon - عبير دار ميوزيك ( الفصل الثالث عشر )
 
يسلموا على الروايه الجميله وعلى اﻻختيار الرائع

زهرة منسية 22-02-13 06:05 PM

رد: 655 - اللقاء بعد اليأس - Frances Creighon - عبير دار ميوزيك ( الفصل الثالث عشر )
 
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
ستفانى حالها أصعب من مارك بس أنا متعاطفة معاها لانها مظلومة ودفعت تمن غلطة مش غلطتها و مش بقصد الفلوس أنا بقصد خسرتها لحبها اللى مش يستهلها والله تكسر القلب
يسلم عمرك ريحانتى و شكرا ليكى

Rehana 24-02-13 11:27 AM

رد: 655 - اللقاء بعد اليأس - Frances Creighon - عبير دار ميوزيك ( الفصل الرابع عشر )
 
وعليكم السلام والرحمة

انا بعد صعبانة عليّ ستفاني .. يلا الحين انزل الفصل الاخير .. مع الخاتمة
فصل مشوق بكل احداثه .. قراءة ممتعة حبيبتي

Rehana 24-02-13 11:33 AM

رد: 655 - اللقاء بعد اليأس - Frances Creighon - عبير دار ميوزيك ( الفصل الرابع عشر )
 
الفصل الخامس عشر

قام جيلبير يغطس في حمام السباحة الموجود بالفندق سبح مسافة ليست بالقليلة, ثم خرج من الماء, وتمدد بالقرب من زوجته .
- لقد شعرت بتحسن! لأني أكاد أموت من الحرارة في هذا البلد. إنك لا تعلمين انهم عملوا على جعلي أكرر رحيلي ست مرات من مبنى صاحب المزرعة بالسيارة وتحت شمس حارقة ! وزميلتي المكسيكية . وهي جذابة بالإضافة الى ذلك , تضع عطراً ذا رائحة نفاذة , يسبب لي صداعاً !.
ابتسمت ليديا في صمت .منتديات ليلاس

Rehana 24-02-13 11:34 AM

رد: 655 - اللقاء بعد اليأس - Frances Creighon - عبير دار ميوزيك ( الفصل الرابع عشر )
 
- هل هذا يثير عندك الضحك ! هناك ماهو اكثر من ذلك , سوف تكرر , هذا المساء مشهد حادثة الحصان , اترين..؟
- متى سنعود الى مكسيكو ؟
- لا ادري , مع كل هذه الإعادة المتكررة .
اقتربت شريكة جيلبير الفرنسية ضاحكة , وهي فتاة شقراء:
- لقد سمعتك تبكي عندما كنت في المشرب , صبراً سننهي الفيلم.
- بعد بويلا بسلسلة لقطات في اكابولكو , سيكون طوال الوقت في المحيط الهادي!
- حسناً وكأنكن يامعشر النساء لا تشعرن بالحر ابداً, لست ادري كيف تتصرفن !
- لاشك في ان ذلك يرجع الى هدوئنا الدائم , اما انتم فإنكم تتحركون بلا توقف.
- لأن المخرج يثيرني.
- ليتنا لا نتذمر , لأنه إن لم يتقن هذا الفيلم , فستكون انت اول من يحتج.
انضمت ليديا الى الحديث :
- إنها على حق يا جيلبير , ليست غلطة احد , اذا كانت الحرارة بمثل هذا الارتفاع في مكسيكو في شهر مارس آذار.
نهض .. هز كتفيه والقى اليهما نظرة معتمة:
- إنكما تثيراني , سأعود الى الماء.
انطلقتا في الضحك .
- وانت يا ليديا ماذا فعلت اليوم ؟
هكذا سألتها الممثلة .
- لقد قمت بزيارة المدينة , لكن على غير عجل , وكنت اختار الارصفة المظلة , إنه بلد السراميك , لقد شاهدت العديد من المجموعات الخارقة , النادرة من البلاط القيشاني والمطعم بالأصداف.منتديات ليلاس
وبعد ذلك تناولت الغداء في مطعم صغير حيث تذوقت الـ مول بوبلانو الشهير في بويلا.
- وماهو هذا الطبق؟
- إنه الرومي بجوز الهند.
- هل هو لذيذ؟
- انه يعتبر غريباً في البداية , لكن من يدوام على تناوله يقدره ويتلذذ به!.
والآن هاهو جيلبير , عائد نحوهما:
- هيا بنا نتناول شراباً ونتعشى , توجه الطاقم بأكمله الى المشرب.
وبعد انقضاء اربعة ايام عادوا جميعاً الى مكسيكو حيث منحوا أنفسهم ثماني وأربعين ساعة من الراحة , وكان جيلبير قد انفرجت أساريره و استعاد مزاجه الحين , عمل على التنزه مع ليديا في المدينة وجعلها ايضاً تزور متحف الـ أنتروبولوجي القومي الشهير.
- كل الطاقم سوف يستقل الطائرة لـ أكابولكو, مرأيك في التوجه الى هناك بالسيارة ياعزيزتي ؟ إنها تبعد عن هنا حوالي أربعمائة كليو متر.. بذلك سنتعرف على هذا البلد الذي لا نعرف عنه الكثير عدا أماكن التصوير.منتديات ليلاس
صاحت ليديا في حماس:
- فكرة رائعة ! كم ان هذا البلد رائع وجذاب , اعتقد ان هذه الرحلة سوف تحتاج الى ست ساعات مع التوقف من حين الى آخر.
وفي صباح اليوم التالي , إستأجرا سيارة وانصرفا قبل الساعة التاسعة , وكان قد انضم اليهما احد المصورين وشريكة جالان.
انطلق جيلبير الى الـ باسودي لا ريفورما متبعاً التعليمات التي تمنحه إياها ليديا وهي على دراية بدراسة خريطة المدينة , ولسوء الحظ اخطأ وتواجد في افنيدا دي لوس أنسيرجنتس وهو مكان يعتبر رعب قائدي السيارات الاجانب في مكسيكو.

Rehana 24-02-13 11:35 AM

رد: 655 - اللقاء بعد اليأس - Frances Creighon - عبير دار ميوزيك ( الفصل الرابع عشر )
 
- لقد هلكنا ... اتجاه واحد ومستحيل ان نلف !
- اتخذ اول شارع عن اليمين , سنجد طريقنا بذلك ...
واصل الطريق لحظة وقد ضلا تماماً , تقلص جالان على عجلة القيادة وتوقف بشدة بمحاذاة رصيف.
- ارجوك ليديا , خذي عجلة القيادة , لأني اشعر بأني موشك ان أتعصب , هل عرفت الطريق الصحيح؟
جلست مكانه وهي تبتسم , إذ إن من عادة ليديا ان تحتفظ بهدوئها وسكينتها , إنها السيدة الوحيدة الكفيلة بأن تخمد عصبية رفيقها .
- سنعود الى الفندق ونعاود الرحيل بدءاً من ميدان الاستقلال, ومن هناك , اعتقد أني سوف أجيد التصرف.
هاهما الآن يقودان السيارة من جديد على الشارع الكبير الذي هو الـ باسودي لاريفورما , وفي الاشارة الحمراء كان جيلبير ينظر الى المشاة وهم يعبرون الشارع , فجأة اتسعت حدقتا عينيه وصاح , ولما كانت ليديا تواصل القيادة , هز ذراعها :
- توقفي ! توقفي بسرعة ! يبدو لي أني رأيت ستيفاني !
- إننا في مفترق طرق! هل انت واثق بأنها هي؟
- اكاد أكون واثقاً , انتظريني هنا, اركني هنا, واذا ما أتاك الشرطي , تظاهري بأنك قد ظللت الطريق تماماً...
وقفز من السيارة وجرى مثل المجنون دافعاً بالمارة في طريقه , خشية ان يفقدها , لأنها فعلاً هي هناك .. هذا الشبح الذي كان يسير بخطى سريعة , لحق بها وتبعها تاركاً مسافة واسعة بينهما , توقف عندما رآها تدخل الى مكاتب وكالة الـ أليطاليا , ظن انها تبغي اخذ تذكرة طيران , فأنتظر , وبعد ربع ساعة عندما لم يرها تخرج اقترب من واجهة الاعلانات والطائرات الدقيقة حيث رأى ستيفاني جالسة امام مكتبها , وكانت عليه لوحة معدنية تشير الى اللغات الاجنبية المختلفة التي تتحدث بها , وإذا بزبون وبيده ملزمة يتقدم نحوها ويتحدث معها وهو يشير الى بيان سياحي مصور.منتديات ليلاس
عاد الممثل وإذا به يجد ليديا وقد أوقفها شرطي المرور كما كان متوقعاً , لأنها كانت في مكان مخالف , وهي تتفاهم معه بالاسبانية على قدر استطاعتها , فما كان من جيلبير إلا ان صعد الى سيارته مبتسماً الى الشرطي الذي كان شغوفاً إذ تركهما يرحلان .
منتديات ليلاس
قال جالان:
- هيا بنا نعود الى الفندق.
ثم قادا سيارتهما في صمت للحظة , وفي النهاية سألته ليديا :
- يبدو عليك انك مرتبك , هل هي ستيفاني؟
- نعم.
جلسوا هم الاربعة في الصالون الكبير وهو يدعى أوروزو رووم في فندق ماريا إيزابيل, وقف جيلبير يتأمل لحظة النقوش الهائلة وهي من رسم كليمنت أروزكو وهناك قاعة باسمه , قبل ان يحكي لهم ما اكتشفه بعثوره اخيراً على ستيفاني الجميلة .
- لم اجرؤ على الدخول , مارأيك يا ليديا؟
- لقد احسنت التصرف , قد يكون في إمكانها الهرب مرة اخرى ! من رأيي ان نخبر مارك في الحال.
- سأتصل به هاتفياً فوراً!
- انتظر , فكرت ليديا لحظة , يجب التأكد من انها تعمل على الدوام هذه الهيئة , كيف نتصرف ؟
حينئذ تدخل المصور الذي كان مصغياً للقصة كلها متأثراً :
- مارأيك في ان اتوجه اليها ؟ لأنه ؟ لأنه لم يسبق لها ان رأتني , بذلك سيكون في إمكاني التحدث معها ومحاولة معرفة المزيد من التفاصيل؟
-فكرة رائعة ياصاحبي , اسرع الى شارع نيزا , إننا في انتظارك , تعال سأخبرك بالطريق , ومن السهل تعرف على الفتاة , إنها رائعة الجمال, ذات شعر كستنائي وعينين واسعتين زرقاوين لا يمكن ان تخطئ في شخصية اخرى , لأنها جميلة جداً!

Rehana 24-02-13 11:36 AM

رد: 655 - اللقاء بعد اليأس - Frances Creighon - عبير دار ميوزيك ( الفصل الرابع عشر )
 
ثم بعد قليل , كانت ستيفاني تبتسم للشاب الواقف امامها سائلة إياه إذا كان في إمكانها ان تقدم له خدمة ما , انطلق حينئذ هذا الاخير موضحاً:
- آنستي , إني فرنسي , وافد من جواتيمالا , اقوم هنا بدراسة أصول مايا التي مازالت غامضة , كما أني قمت بمقارنة بينها وبين حضارة آسيا الصغرى , وينبغي ان اتوجه الى روما , سأتجه الى مصر , لكن بما أني لم انه بعد عملي في مكسيكو, فلست قادراً على تأخير موعد رحيلي , والآن أرغب في معرفة جدول مواعيد الرحلات الجوية والتاريخ الذي ينبغي ان احضر فيه للحجز قبل الرحلة.
فحصت الفتاة إعلاناتها واخبرته بما يفيده.
- اشكرك إنك لطيفة , هل انت فرنسية ؟
- لا , ايطالية.ريحانة
- لكنك تجيدين لغتي , سوف احدد تاريخ رحلي بعد عدة ايام.
ثم اضاف مبتسماً:
- بذلك سوف احتاج الى معونتك.
اجابته في مودة وقد تسلت بهذه الشاب الذي يبدي تقرباً منها:
- من البديهي ياسيدي انا لا ارى داعياً لمغادرتي أليطاليا , انا في خدمتك الى اللقاء.
ثم عاد المصور بسرعة الى مقره حيث كانوا , وهو يعلم ذلك, ينتظرونه بفارغ الصبر , وفور سماعه لحديث المصور مع المضيفة , أسرع جيلبير الى المكتب الاستقبال.
- هل في إمكاني الاتصال بـ باريس ؟
- بالتأكيد ياسيدي , ومع ذلك أراني مضطراً الى لفت نظرك بأن الساعة الآن في فرنسا مابين الرابعة والخامسة صباحاً.
- لا اهمية لذلك, هاهو الرقم.
منتديات ليلاس
عندما رن الهاتف في باريس كان مارك غارقاً في نوم عميق على الاريكة المعدة لذلك في مكتبه , تمتم ثم التفت وقد عزم على عدم الرد , ولما لم يتوقف رنين الهاتف , استيقظت آنا , رفعت سماعة الهاتف الآخر الموضوع في الدهليز المؤدي الى حجرتها.
- آلو ! انت مع السيد جيلبير .
- نعم , آه .. انه انت ياسيد جيلبير .
- نعم , اطلبكم من مكسيكو , اين هو ؟
- انه نائم في هذه الساعة.
- اذهبي آنا واعملي على ايقاظه بأي شكل , لقد عثرت على الآنسة ماركتيني!
وقد اخرستها المفاجأة , وكذلك المسرة , وضعت السيدة المسنة السماعة , واسرعت الى السلم , رفعت سماعة الهاتف المكتب وقالت بسرعة .منتديات ليلاس
- لا تترك الخط , سأوقظه حالاً.
قال مارك وهو يفتح إحدى عينيه :
- يبدو أنك فزعة .. كم الساعة الآن ؟
- بسرعة ياسيدي! خذ هذه المكالمة ! إنه السيد جالان , من مكسيكو .. الآنسة ستيفاني؟
- لقد عثرت على ستيفاني! دون عندك : إنها موظفة في استقبال شركة طيران أليطاليا, 12 شارع نيرا في مكسيكو , ستجدها امام مكتبها , تمنح السياح معلومات باللغة الفرنسية او الايطالية او الانجليزية خذ اول طائرة , عليك بالمرور عن طريق الولايات المتحدة على خطوط كونكورد , إذا تمكنت فسأحجز لك جناحاً في فندقي ماريا إيزابيل شيراتون 325 باسودي لاريفورما , هل سجلت جيدا!؟ يبدو انك مازلت نائماً , اعد قراءة العنوان على مسامعي ..
كرر مارك في هدوء , واضاف ببساطة , بصوت كسير من التأثر :
- شكراً جيلبير , شكراً.

Rehana 24-02-13 11:37 AM

رد: 655 - اللقاء بعد اليأس - Frances Creighon - عبير دار ميوزيك ( الفصل الرابع عشر )
 
مالت دولوريه على ستيفاني وكانت هذه الاخيرة منهمكة في ترتيب مواعيد الرحلات لكي تضعها امامها.
- لو علمت مدى سروري ! لقد عثر زوجي على شقة , لأن شقتنا الحالية صغيرة جداً , وكان لابد لنا من العثور على اخرى من اجل طفلنا المنتظر , واتمنى لو انك تكرمت بتشريفنا فيها.
- سأشاهد بكل سرور يا دولوريه.
- في وسعنا التوجه اليها اليوم اثناء فترة الراحة وقت الظهيرة , اتفقنا؟
- اتفقنا, اعتقد ان لويجي لن يتحامل علينا اذا خرجنا قبل الموعد بخمس دقائق.
- على شرط ألا يتواجد زبون معقد.
- لا.. اليوم هادئ.
وبينما كانت السيدتان تثرثران , كان لويجي يلقي الى الفتاة نظرات إعجاب , كان قد دعاها قبل ذلك بيومين الى العشاء للمرة الثانية , وكان حديثهما مازال محفوراً في ذراكرته.
كان قد سألها حينذاك :
- ألا ترغبين في الـ ساجيتي؟
وكانت ستيفاني قد اجابته مبتسمة:
- آه , بلى.
فما كان منه إلا ان اصطحبها يومئذ الى مطعم إيطالي , كانا قد تبادلا الحديث عن كل شيء وعن لا شيء , وكان لويجي قد اشعل سيجارة وجمع كل شجاعته لكي يقول لها في هدوء:
- حتى الآن ياعزيزتي ستيفاني , لم توافيني بالرد..
وكانت حينئذ قد اطالت النظر اليه دون ان تنطق بكلمة , وهي تقرع بعصبية بملعقة صغيرة , ثم اجابت :
- أنا آسفة يا لوجي, لأن قلبي ليس خالياً.
كاد يصيح عندما أردف:
- لماذا؟
- لا استطيع ان أحبك يا لويجي لأن قلبي بعيد جداً عنك.ريحانة
منتديات ليلاس
- اخبريني ايتها الصغيرة ستيفاني عماحدث في حياتك.هأنا أقدم لك صداقتي في حالة رفضك لي كزوج او محب. صديقك يرغب في فهم حالتك, صديق في إمكانك موافاته بأسرارك , ماالذي حدث لك؟ لا يمكن ان تظلي وحيدة في الدنيا على هذا النحو .. مفتقرة الى من يواسيك.
حينئذ استمع لويجي , وقلبه منقبض الى القصة المأساوية التي سردتها له ستيفاني وماعانتها في الآونة الاخيرة.
- انا لست وحيدة , عندما اعود في المساء أسرع , وإذا كنت أرفض موعداً احياناً فهذا , لأني أكون وقتئذ على موعد معه . إن الرجل الذي أحبه ينتظرني في الصورة امام جواده , اهدئه , واوفيه بانطباعات يومي.اضع الاسطوانات التي يحبها , وأنام وأنا انظر اليه , أي اني اعيش معه.ريحانة
امسك لويجي بيدها , إذ تأثر و يمكن القول له إنه فزع ايضاً:
- لكن ياصغيرتي , لايمكنك الحياة على هذا النحو , إنك تعرضين نفسك للوصول الى حد الجنون.
- لا يا لويجي , لم يحدث لي ذلك , إني صافية الذهن .
ثم , مغلقة عينيها ومستعيدة المشهد , واصلت بصوت مؤلم يدعو الى التأثر:
- لقد تعلمت الحياة في وجهي ذات صباح , عندما هزني فجأة الرجل الذي كان يحبني , قاذفاً إياي بأقسى العبارات, شعرت في ذلك اليوم بارتجاج في ذهني وبأني أهوي الى أعماق اليأس , وعندما أفقت , كان قد رحل لكي لا يعود, لكنه مازال حياً في ّ إلى الابد.
ثم فتحت بعد ذلك عينيها وانسابت دمعتان من عينيها, فما كان منه إلا ان حوطها بذراعه , استسلمت كفتاة صغيرة ضالة , قال لها :
- مارأيك في الذهاب لتناول شراب؟
ابتسمت له للشكر والعرفان بالجميل, وقالت:
- عن طيب خاطر يا لويجي.
كما انهما كانا قد رقصا ايضاً.

Rehana 24-02-13 11:38 AM

رد: 655 - اللقاء بعد اليأس - Frances Creighon - عبير دار ميوزيك ( الفصل الرابع عشر )
 
- ستيفاني , الساعة الثانية عشرة إلا ربعاً , ولم يعد تقريباً احد , هل نستعد؟
توجهتا لإصلاح تصفيف الشعر والزينة وعادتا امام المكاتب , وضعت كل منهما حقيبتها امامها استعداداً للانصراف واثناء ماكانت ستيفاني منحنية منهمكة في وضع وثيقة اخيرة سمعت دولويه تقول لها بصوت منخفض عندما رأت الباب يفتح:
- أرأيت ! إنه زبون...
وبينما هي تنتصب رأت مارك يعيد غلق الباب ثم استند اليه , ارتجفت بكل كيانها , وشفتاها انفتحتا مقشعرة, شعرت بألم في القلب, يداها تقلصتا على حقيبتها, واخيراً ابتعد عن الباب , تقدم نحوها وفي عينيه بريق اخضر , وكان حينئذ الصمت يسود الوكالة اذ إن جميع الموظفين ذهلوا لهذا المشهد العجيب والتزموا الصمت , مشهد شاب رائع الجمال يمد يده الى ستيفاني , تركت مكتبها وتقدمت نحوه بخطوتين, لويجي تقدم خطوة , لكن امام الموقف المحتم , توقف في الحال, شاهدها وهي تضع يدها على يد الرجل الذي , دون ان ينطق بكلمة قادها نحو الباب وقبل ان تخرج التفتت ستيفاني , القت نظرة دائرية على المكان وانحنت علامة لـ الى اللقاء.
منتديات ليلاس
وتشابكت ايضاً في صمت , اصباعهما وانطلقا على غير هدى في شوراع مكسيكو, كانا يتبادلان النظرات من حين الى آخر وعاجزين عن تصديق انهما معاً , وكل منهما يخشى من ان يفيق ويتحقق من ان هذه النزهة ليست إلا حلماً , كانا يشعران وكأنهما مريضان في دور النقاهة , وقد نجيا من حادث أليم او كأنهما غريقان قد وصلا اخيراً الى بر الامان الذي كان كل منهما قد يئس من العثور عليه.
واخيراً وصلا الى فندق ماريا إيزابيل وفي المصعد لمست بأصبعها وجنة الشاب الواقف امامها , لكي تتحقق من انه ليس شبحاً وانه مارك بلحمه وعظامه , مارك الذي لها , مارك الذي تحبه الى حد الهيام.منتديات ليلاس
ادخلها الى صالون صغير ملحق بالحجرة, وقد اعياها التوتر , القت بنفسها على مقعد ذي مساند وهي تئن والدموع تنهمر من عينيها وعلى وجهها , وحينئذ القى مارك بنفسه تحت قدميها واضعاً رأسه على ركبتها محوطاً خصرها بذراعيه القويتين وتكلم بهذا الصوت الذي لم تسمعه طوال هذه الشهور , شهور الوحدة إلا في الحلم.
- جميلتي ستيفاني , حبي .. سامحيني , سامحيني , سأكرس مابقي من عمري سعياً وراء طلب الحصول على مغفرتك لي , لقد بحثت عنك كثيراً, اعتقدت أني بلغت حد الجنون عندما أيقنت أني فقدتك , ياوديعتي آه...
ثم ضمها اليه بأكثر قوة , اما هي فقد اخذت تداعب شعره .
رفع رأسه وتطلع الى ستيفاني , حملها بين ذراعيه, هاهي اخيراً له.

Rehana 24-02-13 11:39 AM

رد: 655 - اللقاء بعد اليأس - Frances Creighon - عبير دار ميوزيك ( الفصل الرابع عشر )
 
الخاتمة

بورتريكو .. بعد ستة اشهر.
بالرغم من ان النهار قد بدأ يميل , كانت الحرارة قاسية في هذا الشهر شهر سبتمبر ( ايلول ) في بورتريكو .
كان مارك دي موجاندر يتنافس مع المدير , الذي كان قد عينه , عندما ادخل احد الموظفين رأسه من الباب في حياء.
- المعذرة ياسيدي, لكن الأمر ملح , متى ينبغي إرسال طلب مصنع بوستون ؟
قال مارك وقد رفع حاجبيه من الدهشة:
- هل تسألني أنا ؟ انا لا اعرف شيئاً عن هذا الامر, انها السيدة دي موجاندر هي التي تعلمك عن ذلك , إنها هي المكلفة بأمر الصادرات, انسحب الرجل في خجل .
- لابد انه جديد عندنا . يبدو انه غير ملم بعمله . وبالعكس يا عزيزي .. إني أشعر معك بالارتياح, وسوف اتمكن من منحك إدارة هذا العمل بكل ارتياح .
- آه , إننا نعتزم السفر خلال شهرين , لأن زوجتي وأنا نتمنى ان يولد طفلنا في باريس.منتديات ليلاس
ابتسم المدير .
- تهائني ياسيدي , كنت اجهل انكما في انتظار هذا الحدث السعيد.
اجاب مارك ضاحكاً:
- تصور اني , انا نفسي , كنت اجهل ذلك حتى الأيام الاخيرة , آه .. حقاً امامنا الوقت لكن يجب ان نستعد جيداً لهذه الولادة.
دخلت ستيفاني في هذه اللحظة بالتحديد.
منتديات ليلاس
- مارك , جرس الانصراف سوق يرن خلال دقيقة , ولي رغبة في الاستحمام , اليوم الجو حار جداً, انتظر ام تلحق بي؟
- انصرفي ياصغيرتي , امامي نصف ساعة مع مديرنا .
- الى لقاء قريب , الى اللقاء ياسيدي.
والقت اليهما ابتسامة عريضة وخرجت , وكان زوجها في كل مرة ينظر اليها , كان يخشى من ان تهرب منه السعادة التي يحياها.
عندما لحق بها , حاملاً منشفته وزجاجة كوكا كولا والصحف وخطاباً, كانت ستيفاني تخرج من الماء, القى بكل مابيديه على الرمل وتقدم نحوها.
- هل ستنزلين ثانية الى الماء معي؟
كان البحر جميلاً , هادئاً , وكانت الشمس وإن كانت لاتزال ساخنة إلا أنها كانت قد بدأت تغيب في الأفق, اخذا يداعبان بعضهما في ملاحقة الواحد للآخرة في الغطس , عن طريق الاختفاء ثم الظهور مرة اخرى , عاد مارك للضحك وعيناه تلمعان من السعادة , لقد عاد الرجل الساحر الذي كان عليه قبل الآن , بالإضافة الى شيء , آخر وهو نظراته الملتهبة, وحماسة للحياة.منتديات ليلاس
لقد كف عن الشرب , اما عن ستيفاني , فقد عاودها جمالها المشرق, وعندما تمددا الواحد بجوار الآخر على الشاطئ , قال لها:
- بالمناسبة , لقد غفلت عن تسليمك خطاباً, إنه عندي منذ هذا الصباح , إنه من ليديا.
فتحت ستيفاني الظرف و أعلنته بعض الاخبار , من بينها زواج كورين.
- كورين ! تزوجت ؟ مستحيل ! بمن ؟
- الاستاذ جيرار ديرييه .
أردف مارك معلقاً:
- أراها مناسبة جداً لزوجة محام.

Rehana 24-02-13 11:40 AM

رد: 655 - اللقاء بعد اليأس - Frances Creighon - عبير دار ميوزيك ( الفصل الرابع عشر )
 
كم ان الماضي يبدو بعيداً ! الحزن , العذاب اليأس , الوحدة , لقد محا سحر الحب كل ذلك .
ثم فتح مارك صحيفة الـ نيويورك هيروالد تريبيون , وفجأة قدم صفحة الى ستيفاني.
- خذي , اقرئي هذا..
قرأت : ( ضبط عند الخروج من منزل مشبوه ) لقد تم القبض على شخص , أصل إيطالي متهك بتزييف اللوحات , هو وشركاؤه , ولما حاول الهرب من الحدود , اطلقت عليه عدة طلقات من مسدس , إنه يدعى فيتوريو رينالدي , معروف كسمسار في الاعمال الفنية ومازالت الشرطة تجري التحقيق.
- مسكينة أوروررا ...
- أترثين لحالها , بعد كل ماأساءت إليك به؟ هي من عملت على التفريق بيننا بكل قوتها.منتديات ليلاس
هكذا صاح مارك .
- إنها حقيقة , لكنها كانت مدفوعة بحب كبير.
- هل تحب أخاها الى هذا الحد؟
- إنه ليس أخاها , انه ابنها , لقد علمت ذلك من فينيسيا عند محامي أسرتنا.
ثم اضافت ختاماً للكلام :- عندما يحب المرء , مهما كان الاسلوب الذي يظهر به هذا الحب , فإني افهمه والتمس له العذر وأعفو عنه ايضاً وأغفر له كل إساءة .
امسك مارك بيدها وشد عليها بوداعة , هاهو الغروب قد ساد المنطقة بسرعة كما هو مألوف في البلاد الاستوائية , لايظهر في الافق سوى خيط احمر , يتبعه ظلام دامس عجيب.
في هذه الاثناء كان مارك يتأمل وزوجته الممددة على الشاطئ وعيناها مغلقتان , كان ينظر بحنان الى هذا الجسد الجميل الذي لفحته الشمس وهذا البطن الذي بدأ يكبر منبئاً بقدوم طفل سيكون مصدراً لاكتمال السعادة , اما هي فكانت ترى الحب في عيني زوجها في كل لحظة .ريحانة
اخيراً نهضت , جمعت كل ماهو على الشاطئ .. مدت له يدها وانطلقا مثل طفلين , توجها وهما يضحكان نحو المنزل الأبيض و .. منزلهما.

تمت

Rehana 24-02-13 11:41 AM

رد: 655 - اللقاء بعد اليأس - Frances Creighon - عبير دار ميوزيك ( الفصل الرابع عشر )
 
اخيرا.. تمت الرواية الى صار اليها فترة متوقفة
اتمنى لكم قراءة ممتعة
وبشكر.. زهوري لوجودها وتعليقاتها الجميلة على الرواية

زهرة منسية 24-02-13 03:36 PM

رد: 655 - اللقاء بعد اليأس - Frances Creighon - عبير دار ميوزيك ( اكاملة )
 
يسلم أيديكى ريحانتى على تكملة الرواية
&
http://www.liilas.com/up/uploads/lii...1712741752.gif
بصدق تستحق أن تكمليها الرواية حلوة كتير كتير كتيررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر
فصل فعلاً حلو قوى تأثرت كتير أول ما دخل مارك الوكالة و لم ينطق بكلمة و أكتفى بأنه مد أيده لـ ستفانى
يسلم أيديكى ريحانتى دوماً تقديمين الأفضل
موووووووووووووووووواه

http://www.liilas.com/up/uploads/lii...1712741711.jpg

قرة عين امي 24-02-13 05:58 PM

رد: 655 - اللقاء بعد اليأس - Frances Creighon - عبير دار ميوزيك ( اكاملة )
 
مساء النور والسرور
امس شد انتباهي الاعلان عن الرواية في الاهدائات قلت القي نظرة وماحسيت الا وانا في نهاية الجزء الرابع عشر
رواية رائعة جميلة وممتعة تسلم يمنك ريحانة على النقل المميز
اليوم قراءت الجزء الخامس عشر والخاتمة
كانت نهاية سعيدة ومنصفة لجميع الابطال واخيراُ توج مارك واستيفاني حبهما بالزواج وينتظران مولودهما الاول ويبدواء ان حياتهما المادية متحسنه
كان جليبير وليديا نعم الاصدقاء الاوفياء وحياتهما مليئة بالمودة والتفاهم
كورين والحامي اتمنى لهم حياة سعيدة
ابن زوجت ابيها لقى مصيره المفترض به ان يلاقيه
شكراً لك مرة اخري استمتعت كثير بقراءتها لك مني كل الحب والاحترام
اسمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاء

marygold 24-02-13 11:43 PM

رد: 655 - اللقاء بعد اليأس - Frances Creighon - عبير دار ميوزيك ( اكاملة )
 
تسلم ايديكى ريحــآآنة
ومجهود جميل
مشكووووورة ياقمرة

saeda45 25-02-13 11:08 AM

رد: 655 - اللقاء بعد اليأس - Frances Creighon - عبير دار ميوزيك ( اكاملة )
 
شكرا يا ريحانة على الرواية الرائعة

ندى ندى 02-08-13 06:15 AM

رد: 655 - اللقاء بعد اليأس - Frances Creighton - عبير دار ميوزيك ( كاملة )
 
من اجمل الروايات اللي قرأتها

قمة التميز والروعه شكرا حبيبتي

على المجهود الرائع

الجبل الاخضر 20-09-14 02:40 PM

رد: 655 - اللقاء بعد اليأس - Frances Creighton - عبير دار ميوزيك ( كاملة )
 
تسلمي عيوني :55:برافو :55:برافو :55:برافو :55:برافو :55:تسلم الانامل :hR604426:على المجهودك الرائع والاختيار الممتاز:55::peace: ونشكرك على تعبكي:lol: ياعسل :wookie:وننتظر جديدك:dancingmonkeyff8:


الساعة الآن 03:26 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية