منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   حصري 284 - أنت الثمن - هيلين بيانشين ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t159931.html)

فداني الكون0 25-05-11 04:33 AM

تسلمين ياعمري ومشكور

وهذاكتبته علشان

فداني الكون0 25-05-11 04:59 AM



ازدهر المتجر وزاد انشغال دانييل وأمها،فالأيام الهادية كانت نادرة .وقابلتا عدة نساء قبل أن تختارا واحده لدوام غير كامل .
وفي الليل كان هناك ريف.
ونموذج الأسبوع الأول أصبح نموذجا مألوفا.إنهما يأكلان في البيت،ثم يدخل ريف إلى مكتبه،ونادرا ما يخرج منه قبل العاشرة.
أما دانييل فقد استعملت مكتبا كان موجودا في إحدى الغرف حيث أخذت تراجع علية الأرقام وكميات البضاعة ،منقبة في عدد من مواقع الإنترنيت ،بحثا عن إعلان لمتجر "لافام "والحصول على زبائن في النهاية للملابس الداخلية الفاخرة .
مسودات الكاتالوغ كانت جاهزة ،لكنها أرادت التأكيد من أنها الأفضل قبل دفعها إلى المطبعة.وظهر أن ريف هو من المحظوظين القلائل الذين بإمكانهم بذل مجهود فائق بحد أدنى من النوم هو أقل من خمس ساعات .هذا مع استمرار نظامه بالنوم معها أثناء الليل .
وفي كل مرة كان يجعل ابتعادها عاطفيا عنه يزداد صعوبة.كان يستخدم مهارته،ويتمهل لكي يتأكد من أن بهجتها تماثل بهجته.
منتديات ليلاس
بدا نهار السبت صحوا متألقا،وامتزجت الحرارة المرتفعة بدرجة رطوبة عالية.
عادة، كان يوم السبت أكثر أيام الأسبوع ازدحاما بالعمل ،لأن أولئك الذين يعملون في المكاتب والحرف ،يستغلون قسما من النهار في التسوق.
كان يوما ممتازا بالنسبة إلى"ليين"مساعدةآريين وكان هذا اليوم رائعا لدانييل التي هي بحاجة إلى مغادرة المتجر قبل وقت الإغلاق بساعة.
إنها حفلة عشاء ،وقد أخبرها ريغ عنها في الصباح وهي ستقام في منزل إحدى صاحباته.
لكن دانييل تأخرت في الطريق بسبب حادث سير عنيف،كما أن ظهور الشرطة وتحويل حركة السير استغرق وقتا.
وكان أن أوقفت سيارتها خارج المدخل الرئيسي بزعقة عالية من المكابح.ركضت تصعد السلم درجتين ،ثم وقفت فجأة في غرقة النوم وهي ترى ريف يدس قميصه الأبيض الناصع في حزام بنطلونه.
ألقى عليها نظرة جانبية :"لقد تأخرت ".
-إذن...أطلق النار علي .
جوابها الوقح هذا أفصح عن كل الضيق الذي بعثه في نفسها الشرطة وسيارة الإسعاف وسيارة الحريق وكل ما يصوره مخيلتها الحية عن الحادث الأليم الذي قتل فيه أبوها في نفس الوضع .
ضاقت عيناه ،فقد بدت و كأنما تقمصها عفريت تقريبا .عيناها أكثر تألقا من المعتاد،وشعر هو بأن السبب ليس صعودها السلم كدولاب الهواء.
ألقى بربطة العنق التي كان على وشك عقدها،واقترب منها:"ماذا حدث؟".
أسبوع واحد،وتمكن من قراءة أفكارها والغوص في مشاعرها؟هل هي بهذه الشفافية؟
-ليس لدي وقت للشرح.
أمسك بذقنها يميل وجهها إليه :"عدة دقائق لن تؤثر أبدا".
كان الأمر شخصيا وخاصا لذا لم تشلأ أن تتحدث عنه.
-أرجوك،أريد أنآخذ دوش وألبس لأكون جاهزة في ثلث ساعة.
-نصف ساعة لابأس بها.
لم يتركها، فحدقت إليه باستياء بالغ :"ما ها؟استنطاق رسمي؟".
قال بهدوء:"يمكنني بسهولة أن أعرف الأمر، فلماذا لا تخبريني به؟".
-أنت نغل عنيد،أليس كذلك؟
-الصفة التانية صحيحة،أما الأولى فلا.
احتدت نظراتها :"أنت تجنني".
مر بإبهامه علي شفتها السفلى فشعر بها ترتجف تحت لمسته :"ما هو الجدير غير هذا؟"
صمدت لحظات قليلة طويلة ،ثم اختارت الاستسلام فأخبرته بسبب تأخرها .
-وهو شيء ذكرك بموت أبيك.
لقد فسر بهذا سبب ضيقها .
كان يقرر واقعا،ولم يكن يسأل سؤالا ،ولم تستطيع أن تمنع نفسها من العجب لدقة تعقبه حياة ابن "جواكين آلبوا "وحياة زوجتة وابنتة.
-اذهبي وخذي الدوش.
هربت دانييل ،واستطاعت أن تخرج بعد ذلك بخمس وعشرين دقيقة وقد أتمت زينتها ،مكومة شعرها على قمة رأسها مرتدية الثوب الأسود الضيق الكلاسيكي الطراز ،بحمالتيه الرقيقتين اللتين أظهرتا كتفيه النحيلتين و عنقها الجميلة.
تغاضت عن تقويم ريف السريع لها وأخذت تثبت القرطين في أذنيها ،ثم تناولت حقيبة يدها المسائية وسارت أمامه خارجة من الغرفة .
بالنسبة إلى حفلات العشاء ، قررت دانييل أن هذه أكثر ها سخاء ووفرة ..هذا ما شعرت به وهي تقف،بعد ذلك بساعة ،بجانب ريف يرشفان العصير.
منتديات ليلاس
كان هناك خمسون ضيفا محتشدون في "الفيراندا"المجاورة للحدائق المضاءة بمصابيح ملونة..وهذه الحديقة بدت مشذبة أحواض الزهور .
الندل بملابسهم الرسمية كانوا يقدمون صواني تحتوي علي فطائر لحم ومقيلات وعصائر.
قالت دانييل بهدوء:"نسيت أن أسألك، أهذه مجرد حفلة اجتماعية أم هي حفلة خيرية؟"
-الأعمال الخيرية ،كما يبدو .
-التي تتبرع أنت بسخاء؟
-أنا أقدم المساعدات لمن يستحق .
بدا مهيبا للغاية في بذلته السوداء الإيطالية التفصيل التي أبرزت عرض كتفيه وجسمه الرشيق .
جعلها هذا تفكر في ما تحت ثيابه هذه.ولم تجد صعوبة في أن تتذكر هذا الجسد القوي المتناسب.
تقدم إليهما أحد الضيوف وبعد التحية،اشتبك مع ريف في حديث عن العمل

فداني الكون0 25-05-11 05:04 AM

رحبت دانييل بهذا الإلهاء عن أفكارها،ثم اعتذرت وتقدمت نحو النادل لتعيد ملء كأسها بعصير الكرز.
طرق سمعها أجزاء من الحديث لامعنى له،ثم أخذت كأس المياه المعدنية المبردة عندما سمعت شخصا يذكر اسمها.
التفتت ، ثم ابتسمت بأدب ،إنها كريستينا التي صقلها الثراء والنشأة الراقية ثقافة المدارس الخاصة.
-أنت بلا شك مستمتعة بهذه النشاطات الاجتماعية التي عدت إليها بعد....
ثم سكتت بشكل ذي معنى لتعود فتكمل :"بعد ذلك الغياب السيء الحظ"
حدثت دانييل نفسها بأن تتوخى الحذر ،والسلام،وتتصرف بأدب وبساطة فقالت :"نعم".
تحول شيء في عيني كريستينا :"غريب كيف استطعت أنت وأمك تغيير اتجاه الحظ هذا".
-نعم ،أليس هذا غريبا؟
-مذا فعلت يا عزيزتي ؟بعت نفسك؟
بعد هذا القول أصبح بإمكانها أن تصبح لئيمة:"إذا كان هذا صحيحا ،ما دخل الزواج في هذه المعادلة ؟".
-إنه شيء على لسان كل شخص .
استطاعت دانييل أن تبتسم ابتسامة باهتة،وامتنعت عن التعليق لكن كريستينا ألحت عليها:"أخبريني إذن لماذا تزوجك أنت بالذات؟".
-ربما عليك أن تسألي ريف.
-لا يمكن أن تكوني مغرية إلى هذا الحد.
كان في هذا الكفاية.الحديث المهذب شيء ،والتعليقات الحقيرة شيء آخر:"لايمكن؟".
تصنعت الشقراء التخمين في نظراتها :"هل أنت قادرة على مجاراته في ذلك يا عزيزتي ،فهو شبق جدا".
رسمت دانييل على فمها ابتسامة حالمة:"أممم..ألا تريد هذا فعلا؟".
لقد اكتسبت عدوة.وإذا كان لديها أي شك في هذا،فالغيرة المفاجئة التي بدت على وجه كريستينا أثبتت ذلك.
قالت كريستينا بتمهل مقصود:"لمعلوماتك فقط ،خاتم الزواج غي إصبع الرجل لا يزعجني أبدا ".
-وأنت ستنتظرين أن أفقد حظوتي عنده لكي تمسكي به؟
-سيحدث ذلك ،يا حبيبتي ،لأن ريف لايثبت طويلا مع أمراة واحدة.
-حسنا ، قد أكون أنا المستثناة في القاعدة.
أخذت تنظر إليها بطريقة هي أقرب إلى الإهانة:"أشك في ذلك كثيرا".
-ما هذا الذي تشكين فيه يا كريستينا ؟.
وكان هذا سؤالا مطاطا من ريف الذي اقترب منهما هلي حين غفلة.
تماسكت الشقراء بسرعة :"كنا نتحدث عن متجر"لافام"يا عزيزي ،لأن وضعه الجديد يبشر بنجاح باهر".
أقرت دانييل ،بصمت ،أنها ماهرة حقا ،وتساءلت إن كان ريف سيصدق كلامها .
-عن إذنك .
وأمسك بيد دانييل يشبك أصابعه بأصابعها ،ثم رفع يدها يقبلها، منتزعا منها بذلك نظرة حادة:"هل تحطمت سيطرتك على نفسك،يا ريف؟".
حاولت أن تجذب يدها من يده لكن أصابعه اشتدت،فقالت :"تمسك بللانضباط يا ريف ،يمكنني العناية بنفسي".
-إن لكريستينا غريزة سمك القرش المفترس .
-إن عينيها عليك.
قال بجفاء:"بل على حسابي في البنك".
نظرت أليه بإمعان،وقد أثارت ملامحه الجانبية فضولها.كان وجها قويا ،بفكه القوى وجبهته الواسعة وانفه المتناسق .
قالت له بعذوبة مصطنعة:"يسرني أن أعلم أنه من غير السهل خداعك". ".
ابتسم ،فخفق قلبها وهو يبدو،بهذه الابتسامة،كالصبي.رغم أنها تشك في أنه عرف قط فترة الصبا.فقد انتقل مباشرة من الطفل إلى رجل،صاغه قانون البقاء الخشن.وقال ضاحكا:"لديك لسان وقح".
قالت برزانة:"تلك إحدى مواهبي".
-مضيفتنا على وشك أن تعلن عن جهوزية مقصف الطعام .
كانت الوليمة الفاخرة مقامة علي مائدة ممتدة،فنقلت دانييل عدة لقيمات إلى صحنها .
حفلة الليلة سارت على المنهاج المألوف ،تقديم الشراب والطعام إلى الضيوف ،سامحين للوقت بأن يمر جاعلين الضيوف مسترخين ناضجين ليستطيعوا البدء بالموضوع الرئيسي.
أما الموضوع الرئيسي حاليا فكان (أشياء جديرة بالتذكر)للبيع بالمزاد العلني :
طقم كؤوس بلورية قيل إنها عائدة إلى أحد الملوك الأوروبيين ،وقلادة من الأحجار الكريمة قيل إن زوجة رئيس وزراء سابق لبستها في مناسبة رسمية حضرها أمير عربي.
لفت نظر دانييل شيء معروض هو علبة مجوهرات مميزة فيها سوار ماسي بالغ الدقة ةالاتقان ،مصنوع باليد وبتصميم فريد.
أدركت أنها هدية قدمت إليها منذ أربع سنوات في عيد مولدها الحادي والعشرين .ولكنها باعت الإسوار منذ عام واحتفظت بالقرطين الملائمين لها من باب العاطفة.
لماذا كان السوار هنا؟ومن الذي ..؟لايمكن أن يكون هو.
ألقت على ريف نظرة ثاقبة،لكنها لم تتأكدمن شيء من ملامحه.
وبدأ المزاد .وعرض السوار بصفته ملكا لأسرة أسبانية أرستقراطية.
بدأريف بالمزايدة.وساهمت كريستينا في ذلك، جاعلة المزايدة تزداد حدة زضراوة.وانضم آخرون إلى ذلك .وسرعان ما وصل إلىمبلغ هبط معه المزايدون إلى شخصين .وكل مبلغ دفعته كريستينا ارتفع ريف فوقه إلى أن توقفت كريستينا عن المزايدة على ريف.
هل كانت نية ريف أن يهزم كريستينا أمام الناس؟لم يفت أكثر الموجودين الترابط بين مزايدته على السوار وبين صاحبته الأساسية.
ارتفعت القائمة ،واحتدت المزايدة، وارتفع الثمن إلى مبلغ معتبر ،كان الستفيد منه مبرة مختصة بإمداد الأطفال المرضى بأمراض مستعصيه.وحفلة هذا المساء هي لتمويل رحلة إلى "مدينة ديزني "لفتاة صغيرة مريضة بسرطان الدم برفقة أمها وممرضتها.
بعد ذلك قدمت القهوة التي دفع ثمنها المزايدون الناجحون ثم طلبوا مشترياتهم.
عاد ريف إلى جانبها ،وأخرج سوارها من علبته ووضعه حول معصمها قائلا بهدوء:"إنه سوارك".
مرت بأناملها على حجارته الثمينة :"شكرا،كان هذا لجدتي لأبي".
رمقها بنظرة فاحصة:"كانت بين مجوهرات اشتراها وكيلي".
وهي المجوهرات التي اضطرت هي وأمها إلى بيعها"لماذا تعود فتشتري شيئا سبق أن تبرعت به؟".
-ربما نزوة طارئة.
لكن دانييل تشك في أنه يقوم بأي عمل بتأثير نزوة طارئة.فقد كان ماهرا بوضع الخطط التي تدر عليه الربح.

فداني الكون0 25-05-11 05:21 AM

بدأ الضيوف بالخروج ،ووقفت هي مع ريف يشكرون مضيفيهم،ثم سارت معه نحو السيارة.
كان مساء صيفيا معتدلا، فيه السماء دكناء مرصعة بالنجوم والهواء منعش يبشر بيوم ممتاز غدا..
لم تطل الرحلة إلى البيت.وحالما أدخل ريف السيارة إلىالكاراج ،نزلت دانييل منها واتجهت إلى الردهة.
حمدت الله لأن اليوم التالي كان الأحد ،فلم تكن بحاجة إلى مسابقة الساعة أو زحمة السير.وتطلعت إلى يوم تمضيه بشكل هادىء،يوم تراجع فيه بعض حسابات المتجر،مخصصة جزءا منه لشرب القهوة مع أمها.
صعدت إلى الحمام في الطابق الأعلى،وخلعت حذاءها ذا الكعب العالي كالمسمار ،ومدت يدها تفتح سحاب ثوبها على الظهر وإذا بأصابع ريف تكملان عنها العمل .
ثم أدارها لتواجهه تنظر إليه.أحاط وجهها بيديه ثم بدأيعانقها بطريقة مغرية ثم تحول العناق إلى عنف وتملك.
وأخذت تشعر بخفقات قلبها تدوي دويا يكاد يصم أذنيها.
كان ما بينهما من مشاعر من القوه بحيث تكاد تأخذ بعقله.
وأخذت تمرر إصبعها على صدره،وأبهجها أن تسمع جذبه الحاد لأنفاسه.
-عندما تنتهين من اللعب ..
اللعب ؟ثم عانقته واشتد احتضانها له..
استقلت أخيرا بقربه وفكرت:هل سيبقى الأمر بينهما دوما بهذا الشكل؟
يمكن للمرأة أن تدمن هذه المشاعر التي تشاركا فيها لتوهما .
وبإضافة الحب ،سيصبح ذلك مادة متفجرة.
مع أنها أقسمت أن تكرهه،كان جسدها خلاف مع عقلها،ليصبح في النهاية أداة منسجمة تحت لمساته الماهرة.لذلك وحده،كانت تريد أن تكرهه جديد،وتكره نفسها لعدم سيطرتها على نفسها.
وهي على وشك النوم ،شعرت بشفتيه على جبينها،فتنهدت وقد منعها الوهن من الاحتجاج.

***
نهاية الفصل الخامس

فداني الكون0 25-05-11 05:29 AM



6-كذابة!
استيقظت دانييل وحدها ،وأخذت تمطى وهي تفكر في دفن رأسها في الوسادة لساعة أخرى،ثم ما لبثت أن غيرت رأيها.
كانت الشمس مشرقة والنهار كله أمامها،فنوت أن تكرس جزءا منه لإتمام سجلات المتجر "لافام"أولا.
مضى دهر منذ قامت بتسوق جاد،وسيرها في منهاج زواجها الاجتماعي جعلها بحاجة إلى حذاء رسمي وثوب جديد.
دخلت الحمام واغتسلت وارتدت بنطلون جينز وقميصا قطنيا ونظمت غرفتها ثم نزلت إلى المطبخ.
جلست تأكل فاكهة وحبوبا ،دون أن تعلم أين ريف .في المكتب؟قاعة الرياضية؟
سكبت لنفسها فنجان حليب آخر،وتصفحت صحف الأحد،ثم حملت حقيبة أوراقها وجلست إلى مائدة الطعام غير رسمية في غرفة المائدة وبدأت العمل .
وهناك وجدها ريف بعد ذلك بساعة وهو يدخل المطبخ بعد جولة في قاعة الرياضية.
-صباح الخير .
منتديات ليلاس
رفعت رأسها ،شاعرة بقلبها يخفق عاليا وهي تراه في ملابس الرياضية :"مرحبا".
سار إلى الثلاجة وأخرج زجاجة ماء مثلج شرب نصفها قبل أن يتحول إليها :"سأرتب أمر تحويل إحدى غرف الطابق الأعلى لتكون مكتبا لك".
-هذا ليس ضروريا، فأنا أحب حرية الحركة بحيث أقوم بالعمل في أي مكان .وضبط الحسابات لا يأخذ من وقتي سوى عدة ساعات أسبوعيا.
هكذا كان الحال الآن على الأقل.
ألقى عليها نظرة ثاقبة :"أسهل عليك أن يكون لك مكتب خاص".
إن عليها أن تكون شاكرة،فلماذا تشعر بهذا الاستياء؟
أنهى ريف زجاجة الماء ثم خرج من الغرفة.
بعد ذلك بساعة جمعت دانييل أوراقها في الحقيبة وأخذتها إلى غرفتها..نظرت إلى ساعتها ،ثم أخذت حقيبتها ومفاتيح السيارة وذهبت تبحث عن ريف لتخبره بأنها خارجة.
لكنها لم تجد له أثرا، فكتبت ورقة وضعتها له على مائدة المطبخ ثم اتجهت إلى الكاراج.
أول مكان ذهبت إليه كان ضاحية"برايتون"حيث أوقفت سيارتها في الموقف ،ودخلت مقهى تناولت فيه قهوة"كابوتشينو"،وبعد ذلك طافت على المتاجر .
كانت على وشك دخول متجر ،عندما رن تليفونها الخليوي .
فرفعته إلى أذنها.
-أين أنت؟
منتديات ليلاس
كان هذا صوت ريف،فعدت ثلاثا قبل أن تجيب :"في برايتون أمام متجر للألبسة".
-جملتك التي تقولين فيها في الورقة إنك (غير متأكدة متى ستعودين)هل تعنين بعد الظهر أم في المساء؟
-وهل هذا مهم؟
-أجيبي عن سؤالي دانييل
-لم أعلم أنني بحاجة إلى إذن منك للخروج من المنزل.
-لا تختبري صبري،همم..
وكان صوته خطرا.فقالت بعذوبة مصطنعة:"أتراني أفعل ذلك؟".
-هل كنت ستواجهينني بهذه الشجاعة لو كنت الآن أمامك؟
-تأكد من هذا.
أطلق ضحكة خافتة خشنة أرسلت قشعريرة في جسدها:"هل نبدأ مرة أخرى؟".
لم تتظاهر بأنها لا تفهمه:"المساء.لكنني سأذهب إلى أمي".
-الساعة السادسة يا دانييل ،سنأخذ أمك إلى العشاء.
أنهى المكالمة فاتصلت بأمها ونقلت إليها الدعوة.
-كلام فارغ يا عزيزتي .سأكون مرتاحة أكثر لو تعشينا هنا
لم تكن دانييل واثقة من حسن رأي أمها بالنسبة إلى (الارتياح)لأن ماما العزيزة ستطلق العنان لقلبها المحب،دون شك ،ليدرس سرا حالة زواج ابنتها.
-سأطهي طعاما استثنائيا.
هذه كانت العادة ما دام بإمكان آريين الاستضافة ،فقالت دانييل مستسلمة:"أتريدين أن أحضر معي شيئا؟".
-أحضري خبزا طازجا وبعض الخس.
-سأحضر باكرا و أساعدك في التحضير.
-لا،سأكون مسرورة إذا جئت بصفتك ضيفة.
أنهت دانييل المكالمة،ثم كرست الساعات التالية لشراء ثوب وحذاء.
كانت الساعة بعد الرابعة عندما ذهبت إلى منزل أمها،تحمل أزهارا وخبزا وخسا.


الساعة الآن 12:01 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية