منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   حصري 284 - أنت الثمن - هيلين بيانشين ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t159931.html)

فداني الكون0 26-06-11 06:50 AM

..
صباح الخميس استقلا الطائرة من المطار"كولانغاتا"ثم ركبا تاكسيا إلى فندق "بالازو فرساس"القائم على شاطىء "مين بيتش"والمطل على المحيط .
كان الفندق نفسه مخصصا للسياح.أما الشقق الملحقة به فهي للبيع وكانت من الترف والرفا هية بحيث لا يستطيع شراؤها سوى الأثرياؤ.
كان تصميمها إيطاليا،والردهة مبلطة بقرميد كالموزابيك..
وشهقت دانييل بسرور خالص عندما تبعت ريف ألى الصالون المترف المطل على البحر.
كان رائعا .وقد أخبرته بذلك فقال:"استمتعي ،يا عزيزتي .إذا أردت أن تتصلي بي،فليكن بالتلفون الخليوي،وسأحجز مائد للعشاء".
مضى على آخرمرة زارت فيها منطقة الساحل ،عدة سنوات .
ونوت أن تحاول اكتشاف المكان .أول شيء هو الشقة نفسها ،ثم مجمع التسوق الملاصق "مارينا ميراج"،وتمهلت في أحد المقاهي هناك ،ثم سارت إلى شارع "تيدر أفنيو"في "مين بيتش"الذي ما زال كما تتذكره.
منتديات ليلاس
عندما دخلت الشقة كانت الساعة الخامسة تقريبا ،فتوجهت رأسا إلى الدوش.
بعد ذلك بدقائق،شهقت مجفلة عندما انفتح الباب ودخل ريف.
سألته بعنف :"هل كان عليك أن تأتي ؟".
-لماذا لا أستريح وأستمتع؟
-دع عنك الإغراء،فهذا لن يفيدك.
كانا يمضيان كل ليلة معا وذلك منذ ثلاثة أسابيع تقريبا.
-هناك طرق كثيرة نطلق فيها العنان لبعضنا البعض .
-لا أريد واحد منها .
أطلق ضحكة مبحوحة قبل أن يقبلها.
مضت فترة قبل أن يرفع رأسه، ثم ربت على خدها :"فليكن إذن .والآن اذهبي".
فذهبت .وكانت قد ارتدت ملابسها تقريبا عندما دخل الغرفة.
كل ما أحضرته معها هو طقم للمساء أحمر حريري وحذاء أسود وحقيبة يد مناسبة للمساء تكمل المظهر .
كان المطعم يطل على البحر ،والطعام بالغ الروعة،وقد نظم في الطبق بشكل فني حتى أصبح إفساد شكله خطيئة تقريبا .ورأت دانييل أن وجودها مع ريف وحدهما هو شيء حسن حقا،دون ضيوف آخرين على المائدة فهذا لايجعلها مرغمة على تبادل الأحاديث المهذبة ،ولا يجعلها تتحمل كريستينا وتطفلها.
سألته :"هل اشتريت هذه الشقة الملحقة عن الخريطة؟".
-بل هما اثنان.واحدة لاستعمالي الخاص ،وأخرى للاستثمار .
-فهمت أن اجتماع العمل بعد ظهر هذا اليوم كان ناجحا؟
وكأنه كان سيكون غير ذلك
-نعم .
-متى سنغادر هذا المكان غدا؟
-قبل الظهر.
يالها من إقامة قصيرة ،هل يا ترى يعودان في المستقبل قريب؟
-نعم ، بعد عدة أشهر.
وعندما رأى دهشتها قال:"ملامحك معبرة تماما".
-لكنك لست كذلك.
فقد كان مستحيلا عليها أن تقرأ أفكاره،ولا يبدو أبدا أنها ستتمكن من ذلك يوما ما.
-قهوة؟
تناولا متمهلين .ثم دفع الحساب وخرجا يتمشيان في الشارع الفسيح المشجر،مستمتعين بأصوات الليل .كانت هناك سفن النزهة المترفة واقفة في حوض السفن ،والمقاهي العديدة على الشاطىء مزدحمة بشاربي القهوة.
أمسك بيدها فشبكت أصابعها بأصابعه .
منتديات ليلاس
منذ أقل من شهر ،أقسمت أن تكره هذا الرجل ،وها هي ذي الآن تجد تغيرا مفاجئا في شعورها نحوه.
كان زوجها ،وعشيقها.ذات يوم سيصبح والد ابنها ،فهل من الممكن أن يكون صديقها أيضا؟
وعندما تنخفض علاقتهما إلى حدود الصداقة ،فكيف سيمكنها مواجهة ذلك؟
ليس بشكل جيد ،هتف بهذا صوت ضئيل ساخر من أعماقها.
اندفع هذا الإدراك إلى عقلها واستقر فيه ،دافعا إياها إلى صمت متأمل.
بل هي حمقاء،كما أخذت تفكر بصمت ،فريف فالديز قدم إليهااتفاقية عمل قبلتها هي بشروطه.وستبقى علاقتهما عبارة عن اتفاقية عمل ،حتى ولو قتلها ذلك.

***

فداني الكون0 26-06-11 06:51 AM


استقرت الأيام على شكل مألوف .وكانت تشعر بالبهجة لأنها ترى متجر"لافام "ينتقل من قمة إلى قمة بازدياد الزبتئن وارتفاع الأرباح.
وفي الليالي كانت دانييل تواجه المشاعر التي كانت ريف يثيرها في كيانها ،فتغذي جوعا بدائيا وتتركها راغبة في أكثر من مجرد متعة.
التخطيط لعرض ليليان المالي أخذ الأولوية في تشاورها مع أمها وكانت النتيجة طلب المزيد من البضاعة .
حان اليوم المنتظر ،بدأ التنظيم ...أخذت دانييل تفكر في ذلك وهي تقفل المتجر،متأكدة من أن الملحوظة التي تعلن عن العرض الخاص ،واضحة للرؤية تماما .ثم تفحصت أمر المقاعد،مسوية من وضع مقعد هنا وآخر هناك ،متأكدة من أن بإمكان الزبائن الجالسين في الخلف أن يشاهدوا العرض بسهولة.
كانت أزهار رائعة التنسيق موجودة في الوسط أمام جدار تغطية المرايا خلف مكتب المحاسبة..وهو هدية من ريف كتب عليها (حظا سعيدا).
-مارأيك؟
قالت الأم بحماسة :"يبدو هذا رائعا يا عزيزتي".
لم يكن قد مضى وقت طويل على إحضار متعهدي الطعام لمختلف أنواع المقبلات والعصائر.
كانت تنتظر حضور ثلاث عارضات أزياء مع ليليان وبعض المتطوعين للمساعدة كذلك ،ولم يبق سوى وصول المدعوين.
وفي تلك اللحظة دخلت ليليان ومعها المساعدون،وتتبعها عارضات أزياء.
قالت ليليان:"هنالك تغير خفيف في الخطة.الفتاة الثالثة العارضة التي اتفقنا معها ،اتصلت تقول إنها مريضة.وقد تمكنت من العثور على بديلة لها .وكان لطفا بالغا من كريستينا أن تأخذ مكانها في الوقت القصير".
وفي تلك اللحظة دخلت الشقراء الطويلة المتجر واندفعت نحوهن.
كريستينا؟هل هي تنقذ المناسبة،أم تتخذ ذريعة باطلة؟ وتكلفت دانييل الابتسام ،وهي تكبح زمجرة غضب.وقالت كارهة ما يتوجب عليها من تهذيب :"إنه لطف منها.العارضات الأخريات في غرفة الملابس."لين"،مساعدتنا ستراجع البرنامج معك".
نظرت آريين في ساعتها،ثم انتقلت مع ليليان نحو المدخل لتستقبل أول مجموعة من المدعوات .
وفي وقت المعين كانت كل المقاعد ملأى،وكان العرض جاهزا.
الإعداد لكل هذا قد تطلب الكثير من التفكير والعناية إلى حد لا يكاد يترك مجالا لأي عقبة.فقد حفظت دانييل البرنامج غيبا بكل تفاصيله،وبدأ التوتر عند عرض أول قطعة.
بعد مشاورات كثيرة،استقر الأمر على البدء بعرض ملابس النوم،ثم الانتاء بملابس داخلية جريئة هي سروايل بعرض الشرائط"وسوتيانات"بالغة الصغر.
كان في متجر"لافام"الآن مجموعة كاملة متنوعة من أرقى المحلات في فرنسا والمانيا وبلجيكا تضمن إرضاء أصعب الأذواق من الزبونات.البيجامات الحريرية ذات الألوان العاجية والمشمشية الباهتة والتبنية،نالت الإستحسان ،وقمصان النوم الطويلة الفائقة الإتقان وبقية ملابس البيت نالت الإعجاب .واستمر العرض مع تغير طول الوقت مع كل دورة،إلى أن تم عرض كل ذلك النوع ،ثم تبع ذلك الدثر والعباءات بأشكالها المختلفة وألوانها الرائعة.
حتى الآن كل شيء حسن ،كما همست دانييل لنفسها.
-حتى الآن كل شيء ممتاز.
قالت آريين هذا وهن يحضرن للجزء التالي وهو عرض القمصان الداخلية بكل درجات الطول واللون والطراز،من الحرير وساتان ودانتيل .
قالت لها لين :"أكثر الحاضرات يضعن علامات شراء على البرنامج ،فإن قررن الشراء ،فستكوننين بحاجة إلى تطلبي مقدارا ضخما من البضاعة بدلا منها".
أتراها تجرؤ على أن تعتبر الحظ قد خدمهن؟الإغراء لايكاد يقاوم.
رن جرس التليفون فأخذت آريين المكالمة،ثم تحدثت بعدة كلمات بهدوء ،ثم وضعن السماعة مكانها وتقدمت إلى جانب ابنتها.
-إنه ريف،يا عزيزتي ،إنه هنا في المنطقة وسيزورنا بعد عدة دقائق.
رجل وحيد في مملكة النساء.سألتها:"متى؟".
-لقد أوقف سيارته لتوه في موقف السيارات الخلفي في المنطقة .
شعرت دانييل بصراع سريع :"سأخرج وأدخله".
قالت متكلفة الهدوء مع أنها تشعر بكل شيء إلا الهدوء..سارت نحو الباب الخلفي لتفتح الباب.
وهناك وقف ريف داسا يده في جيب بذلة العمل الرائعة التفصيل التييرتديها.
وفكرت بصمت بأنه بطل أسمر،وأخمدت اللهب البطيء الذي سرى في جسدها .
ما كان ينبغي أن يكون له هذا التأثير فيها وطمأنت نفسها إلى أنها لا تتشوق إلى ذلك.
-ما الذي تفعله هنا؟
رفع حاجبه والهزل يلمع في عينيه:"وهل هناك ما يمنع أن أكون هنا؟".
آه، رباه!..عليها أن تسيطر على نفسها :"هذا شيء غير متوقع ووقفت جانبا ليدخل ،ثم أغلقت الباب خلفه :"العرض في أوجه".
-أظن ذلك.
وأمسك بذقنها ،بأصابع ثابتة،يرفع وجهها إليه.
-ولكن؟
-لاشيء.
أخذ يتأمل ملامحها ،ورأى لمحة من ألم تكسوها فمسح فمها بإبهامه:"لاشيء يسبب لك صداعا؟".
استطاعت أت تفلت من قبضته:"هل ستبقى؟".
لم يكن مصمما على ذلك .نيته الأساسية كانت أن يمر على المتجر ويحيي آريين وليليان،ويتمهل عدة دقائق لكي يضيف وزنا للعرض ،ثم يغادر .
لكنه غير رأيه الآن:"هل سيزعجك إذا بقيت؟".
آه،يا له من سؤال :"أنا واثقة من أن وجودك سيزعج بعض المدعوات".
ويسر عارضة للأزياء بالذات.
ضحكته المبحوحة جعلت الحرارة تسري في دمها.
-سأحاول ألا أكون فضوليا.
ردت بحدة :"هذا مؤكد".
ولم تستطع أن تهرب من القبلة التي قبلها إياها.
نظرت إليه عابسة وهي تمد يدها إلى حقيبتها تخرج منها قلم الشفاه تصلح به لون شفتيها
كان لحضور ريف نفس التأثير الذي توقعته دانييل ،لأنالمدعوات اعتدلن في جلستهن ،ابتساماتهن .وعندما دخلت العارضات بدت خطواتهن أخف ،وحركاتهن أكثر إثارة بشكل ملحوظ.
ضاقت عيناه وهو يرى كريستينا تظهر،ولكن ملامحه كانت جامده وهويرى ما تعرضه.
كانت هذه الشقراء إزعاجا حقيقيا،وتساءل عما فعلت لكي تحل مكان العارضة المتفق معها علي تأدية العرض هذا النهار.وبشكل ما،شك في أن تكون ليليان قد تآمرت معها لإحداث هذا التغيير.
ولكن ما هو محتمل أكثر هو أن كريستينا قد سألت عن أسماء العارضات المتفق معهن ،ثم قدمت إلى واحدة منهن مبلغا أكبر من الذي ستقبضه لكي تدعي المرض .
الملابس المزخرف والمزينة بالدانتيل لم يكن تؤثر كثيرا فيه ،وإن كان يعجب بالتفصيل والطراز الجميل .
استقر انتباه على ملامح زوجته،ولمح إرهاق وتوترأ وراء ابتسامتها.
كان المفروض أن ينتهي العرض الساعة الرابعة.فإذا غادر الآن فهو سيلحق موعده في الساعة الرابعة والنصف .
حاولت دانييل جهدها أن تتجاهله.وهذه ليست بالمهمة السهلة فقلبها يغدر بها في كل مرة،وكانت في صراع بين استسلامها وغضبها لحضوره.
لماذا لم يذهب ؟أم تراه مستمتعا بر}ية هؤلاء النسوة وهن يعرضن الملابس الداخلية؟
كانت كريستينا في مكانها الطبيعي تقوم بدور الإغراء وهي تدور في أنحاء المتجر،وتقف كل عدة خطوات لتعرض ما تلبسه،ونظراتها لاتحول عن ريف.لم تفهم دانييل كيف لم تدرك جميع الموجودات دعوة هذه الشقراء المكشوفة الوقحة.
انتهى العرض،وألقت آريين عدة كلمات مهذبة تشكر بها ليليان لتنظيمها هذه الحفلة ،وتشجيع المدعوات على استغلال الوصل بالحسم للمساهمة في تمويل الأعمال الخيرية.
قدمت القهوة مع البسكويت ،وتأخر ريف ما يكفي لكي يتحدث مع ليليان ،ثم غادر المكان .ولكن ليس قبل أن تستوقفه.
تعمدت دانييل أن تركز نظرها على مكتب الدفع حيث اصطفت المدعوات والبرامج في أيديهن .كان العمل مزدهرا.وفي الواقع كان نا جحا للغاية إلى حد أن بعض المدعوات بقين في المكان حتى حان وقت إقفاله.
ليليان وهي المثالية في التنظيم ،كانت قد رتبت أمر أخذ المقاعد مع شركة التأجير في الخامسة وبعد أن خرجت آخر مدعوة أخذت آريين ودانييل ولين في تنظيم المكان وتنظيفه.
وهكذا ،عندما دخلت دانييل بيتها وتوجهت إلى الطابق الأعلى رأسا ،كانت الساعة السابعة.
وجدت سيارة ريف في الكاراج ،وهذا يعني أنه في البيت .
وساورها الأمل في أن يكون تناول طعامه واعتكف في مكتبه.
دخلت غرفة النوم ومنها إلى الحمام حيث اغتسلت ثم عادت إلى الغرفة واستتلقت على السرير مسرورة..
لم تعرف كم مر عليها من الوقت وهي تفكر في نجاح حفلة العرض هذه ومقدار البيع .الشيء السيء الوحيد في الأمر كان كريستينا.
-كان ذلك سيئا،هممم؟
فتحت عينيها وهي تسمع صوت ريف ،واتسعتا وهي تراه فوقها.
-كانت حفلة ناجحة.
بدا لها،بشكل غامض،شبيها بالقرصان في الجينز الأسود والقميص المفتوح عند العنق بكميه المثنيين إلى المرفقين.وكان في قربه منها إلى هذا الحدما يهدد هدوءها النفسي .
قالت له بأدب :"نسيت أن أشكرك على الأزهار".
-بكل سرور.
-وكان لطفا منك المرور علينا .
ابتسم.كان بعيدا عنها خطوة على الأقل .
-ولكن لا بد أن ما جعلك تلقى أكثر من ساعة هو سبب قوي للغاية ،أليس كذلك؟
ورمقته بنظره قاتلة:"لقد تألقت وجوه الضيفات تماما لوجودك".
-اهتمامي الوحيد كان أنأساعدك.
تمنت لو تقذفه بشيء :"أحقا ؟هل لهذا بقيت؟سامحني لأنني تصورت أنك حضرت لتتفرج على العارضات الرشيقات".
قال ضاحكا:"يا عزيزتي ،النظر إليك فقط كان يغريني أكثر لعلمي ما يوجد تحت ذلك الطقم العصري الطراز الذي ترتدينه،ولعلمي أنك ملكي متى شئت.كنت منجذبا إليك أكثر من انجذابي إلى تلك الملابس الداخلية علي نساء لايجذبنني أبدا".
قالت بحدة :"لا يبدو أن هذا رأي كريستينا".
-هذا طبيعي ،وهي التي تعرض جسدها بذلك الشكل الفاضح وبغرور بالغ.
-لقد تطوعت للعرض لأجلك فقط.
-أتغارين منها؟
رفعت يدها تريد أن تصفعه ولكنه سبقها فأمسك بيدها.
-أخرج.
كان فيه شيء أشبه بالوثنية وهو يجلس قربها بتلك الطاقة الخام البدائية.
-إياك.
وحاولت أن تتتجنبه ،ولكنها وجدته يجذبها ويحيطها بذراعيه.
-استرخي.
وكيف يمكنها أن تسترخي ،بحق الله؟
حتى وهي تقاومه،مد يديه إلى رقبتها وأخذ يدعك أسفلها من الخلف.
آه،يا لله،إنها تشعر براحة بالغة.وتنفست بصمت ،مستسلمة لسحر لمساته.
بعد عدة دقائق ،لم تستطع منع نفسها من القول :"أنت تفعل ذلك بشكل جيد جدا".فشعرت بشفتيه تلامسان كتفها :"أرجو لايكون هذا هو الشيء الوحيد الذي أجيده".
أحست بالهزل في صوته،وأخذ نبضها يعلو عندما اكتسحت جسدها الأحاسيس
-ماذا تريد؟أضع لك درجة عشرة على عشرة؟
فضحك:"لاسمح الله".
تعانقا والبهجة تتملكها لهذه القوه التي تملكها في التأثير فيه.
نامت بعد ذلك ،وعند منتصف الليل نزلا إلى المطبخ ليستعيدا طاقتهما بشيء ممل الطعام.

****
نهايه الفصل الثامن

فداني الكون0 26-06-11 06:56 AM


9-رحلة الأحلام ..

تناولا الفطور على"الفراندا"فكان ذلك طريقة مريحة لبدء النهار...رشفت دانييل قهوتها وهي تسرح بنظراتها بين الحدائق .إن كدح أنطونيو في المروج والنباتات تظهر عناية وأناقة فائقين ،وتأثير ذلك مذهلا،وكانت ساعات عمل الزوجين تتطابق مع ساعات عملها،وهذا يعني أنهما يدخلان البيت بعد خروجها ،وتعود هي إليه بعد خروجهما.
منتديات ليلاس
كانت "توراك"ضاحية راقية بيوتها مزيج من القديم والحديث ،بعضها تحيط به الأراضي الفسيحة.
ولم يكن بيت ريف بالمستثني فالجدار العالية تجعله يبدو منفردا منعزلا رغم قرب الضاحية من المدن .
قال لها وهو ينهي قهوته:"لدي أسبوع من الاجتماعات في باريس ولندن ،وسنذهب غدا".
إشركها معه ملأها مرارة:"المفروض أن تتحدث مع أمي و"لين"لكي تستعدا للعمل مكاني،فالقضية كلها هي (إنجاز عمل)".
أمل رأسه وهو يجيب :"هل كنت تفضلين أن نضع الوقت بالمناقشة؟".
-ألاتمنحني حق الرفض؟
قال بشيء من الهزل :"أتريدين أن ترفضي؟".
فتحت فمها ،ثم عادت فأقفلته.باريس ،إنها تريد هذه الفرصة السائحة لزيارة دور الملابس الداخلية.
وبدت علي شفتيها ابتسامه بهيجة :"ومن يعترض على رحلة إلى باريس؟".
حتى في الجو القارس البرودة في الشتاء،تحتفظ باريس بسحرها.

***

فداني الكون0 28-06-11 02:38 AM


تجاهلت دانييل الجو الضبابي وهي تقفل معطفه وتلف وشاحها الصوفي حول عنقها .
لقد مضت خمس سنوات غلى آخر زيارة لها إلى باريس،هناك أماكن تريد أن تعرفها ...معارض فنون ،مضفات السين،المقهى المفضل لديها الذي ما يزال في خيالها منذ إقامتها المؤقتة تلك في هذه المدينة الرائعة.
قد تكون السماء غائمة ،لكن مزاجها متألق كقوس قزح.
إنها تحب جوها الخاص وتاريخها العريق ..
لن يهمها أن يكون ريف مرتبطا باجتماعات عمله طوال النهار.فهناك متحف اللوفر ونوتردام،ولن تكتمل الزيارة إلى باريس دون رؤية المدينة من أعلى برج إيفل...
تنهدت وأسرعت الخطى،تريد أن تستغل كل لحظة من الأيام التي ستمضيها هنا.
عم قلبها البهجة لأنها ستستطيع التسوق ،ومع أنها كادت تجن عندما أعطاها ريف بطاقة حساب باسمها،فقدقاومت إغراؤ التسوق.
كانت الساعة قد جاوزت السادسة عندما دخلت فندقها الفخم في جادة "الشانزليزيه"واستقلت المصعد إلى الجناحهما.
وجدت ريف هناك ،وقد خلع سترته وفك رباط عنقه.
ألقى نظرة واحدة على وجنتيها المتوهجتين وعينيها المتألقتين ،ثم تقدم نحوها يعانقها عناقا طويلا.
-هل أمضيت يوما حسنا؟
-كان رائعا،وأنت ؟
ومنحته ابتسامة احتوت قلبه.
-الفرنسيون يحبون المسارمة.
-وكذلك الإلحاح.
-يمكنك أن تقولي ذلك.
-وأنت لاتذعن.
وكان هذا تقرير واقع أكثر منه سؤالا.
-لا.
إذا عقدت الصفقة،فهي على شروطه هو.
وضعت دانييل أكياس التسوق على كرسي ،ثم أخذت تفك أزرار معطفها.
دس ريف يديه داخل المعطف الدافىء ،وجذبها إليه وأخذ يحك أنفه تحت أذنها :"تعالي وشاركيني الدوش".
كان يريدها ،يريد حلاوتها،وأكثر من كل شيء آخر كان يريد أن يلاشي نفسه فيها ،أن يحضنها وينسى مؤقتا إحباط هذا النهار.
ثم عاد فصمم على أن يرتديا ثيابهما المناسبة ويذهبا للعشاء في مكان ما ،فيأكلان الطعام ثم يعودان إلى الفندق.
-أنا لست واثقة من أن هذه فكرة جيدة.
حك بشفتيه خدها:"لا؟".
-لا أريد أن أخرج من هذا النجاح
-هل هذه مشكلة؟
-هذه باريس.
قالت هذا ببساطة وكأنما قالت كل شيء .وأخذ هو يضحك بصوت خافت لحظة قبل أن يعانقها ..
بادلته عناقه ،ثم لم تعد تستطيع منع نفسها من التجارب معه..
-حذار، يا حبيبة.
ثم عاد إليها بشغف وقوة كادت تكتسحه هو قبلها هي .
بعد ذلك بنصف ساعة خرجا يتمشيان في الشارع في الجو البارد المنعش .كان بإمكانهما،أو ربما كان عليهما أن يدخلا أحد مطاعم الفندق بدلا من أن يغامرا بالخروج .
وعلى كل حال ،المطاعم الفاخرة كانت على امتداد الشوارع
ولم يكونا بحاجة إلى السير بعيدا قبل أن يدخلا إلى مطعم فاخر حيث طلب ريف ،بفرنسية لاعيب فيها ،من رئيس الندل أن يجد لهما مائدة.
كان الطعام فاخرا،ومدحت دانييل ذلك وهي ترفض الحلوى وتطلب القهوة.
بدا ريف وكأنه هرة شبعانة..أو فهد مرقط ناعم الشعر،كما شبهته واعية إلى القوة الكامنة تحت البذلة الإيطالية التفصيل ،والقميص الأبيض المنشى.
مجرد تفكيرها في ما يمكنه أن يفعل بها ،جعل قلبها ،يخفق خفقات غريبة.
وكان هو يعلم .يمكنها معرفة هذا من لمعان عينيه والتواء فمه.
-دانييل؟دانييل آلبوا؟
كان الصوت مألوفا،وملامح الرجل أيضا.
-جان كلود؟
شاب صوتها عدم تصديق ،ثم ضحكت من رافعة وجهه لتتلقى قبلة تحية منه على كل خد،وكانت عيناها تلمعان :"لاأصدق هذا".
-أنا الذي لاأصدق أنك عدت إلى باريس ،يا غزيزتي.
ونقل نظراته بينها وبين ريف ثم سألها :"ألن تعرفينا ببعضنا البعض؟".
-طبعا.جان كلود سيبير.ريف فالديز.
قال ريف ببطء مؤكد ا امتلاكه لها:"زوجها".
أحست دانييل بتحذير خفيف في لهجته ،فعجبت لذلك.
-جان كلود هو صديق قديم.اجلس معنا،أرجوك كنا على وشك أن نطلب قهوة.
تعود صداقتهما إلى سنوات خمس على الأقل .وكان هو شهما تماما معها .
-هل أنت واثقة يا عزيزتي من أنن لا أتطفل عليكما؟
ونظر إلى الرجل الذي يضع خاتما في إصبعها ،وتساءل عما إذا كان من الحكمة أن يزعجه.
أشار ريف إلى الكرسي الخالي :"تفضل".
-والآن أخبرني يا ريف ،كيف استطعت أن تحصل على هذه المخلوقة الحلوة؟
-بتقديمي لها عرضا لم تسنطع أن ترفضه.
-فهمت .
-أرجو أن تكون فهمت حقا ،يا صديقي .
قال ريف هذا بلهجة مطاطة وهو يرفع يده مشيرا إلى النادل بأن يحضر قهوة.
-مر وقت طويل منذ أن رأيتك لآخر مرة .
قال جان كلود هذا وهو يهز كتفيه ويتابع :"ومع ذلك لم تكن المدة طويلة،ولكنك أروع جمالا الآن".
ومنحها ابتسامة دافئة.
قالت بابتسامة خبيثة :"وأنت أكثر تزلفا".
-آه،أنت تعرفينني جيدا.
قالت تخاطب ريف الذي كان ينظر إليهما :"جان كلود كان طالب فنون في السوربون.وقد تعارفنا عندما كنت أجول في متحف اللوفر .كان مصمما على أن يشعل النار في العالم بفنه".
سأله ريف بتكاس زائف :"وهل فعلت ؟".
-ليس في العالم ،وإنما في قسم صغير منه فقط.
سألته دانييل مداعبة:"ضغير إلى أي حد ،يا جان كلود؟فأنت كنت متواضعا دوما إلى حد لا يصدق".
-أعمالي معلقة في بعض معارض الفنون .
جاء النادل بالقهوة ،فأضافت دانييل إلى قهوتها قشدة وسكرا،بينما تناولها الرجلان سادة.
-إلى متى أنت باقية هنا؟
-عدة أيام فقط.
قال ريف له هذا فرأى على وجهه.
-أخبرني عنك،هل تزوجت؟
-لمدة قصيرة ،زواجنا لم ينجح.وأنا الآن أدفن نفسي في عملي.
-أنا آسفة .
-نعم .أصدق أنك آسفة.
أنهى قهوته،ثم وقف وأخرج من جيبه ورقة مالية وضعها على المائدة.
أزاحها ريف جانبا ،رافضا لها ،لكن الرجل الفرنسي لم يأخذها :"عن إذنكما".
ولامس خدها بيده :إلى اللقاء ياعزيزتي".
ثم حيا ريف وانصرف .
أخذت تنظر إليه وهو يسير على الرصيف ،ثم رفعت فنجامها ترشف منه:"لا.لم يكن ".
قالت هذا بهدوء تجيب عن نظرات ريف الهادئة ،متحدية .
لم يتظاهربأنه لم يفهم :"هل أحببته؟".
أجابت بهدوء :"كان يساعدني عندما أحتاجه.لقد وقعت في حب رجل ظننته أحبني لنفسي ولكن ما اكتشفته أنه كان مهتما بإرث آل "آلبوا".في ذاك الوقت تعرفت إلى جان كلود الذي لملم قطع المشاعر المحطمة وساعدني على تمالكها من جديد؟".
كانت عيناها صافيتين ،بشبه غمامة من ذكريات الألم ، فأضاف ريف صامتا بأنه وقع في غرامها..وتساءل إن كانت تعلم بذلك:"يبدو أنني أسأت الحكم عليه".
-ولن تسنح لك فؤ صة لتعديل رأيك .
-ألم تبقي على اتصال به؟
قالت ببساطة:"ما كان ذلك بمثابة إنصاف له".
استدعى ريف النادل دفع الحساب :"هل نذب؟
تمشيا فترة،يتوقفان هنا وهناك ،متفرجين على واجهات المحلات .كان الليل يفيض بالحياة وبالناس الجالسين في المقاهي حيث روائح الطعام والقهوة تعبق في الجو.
كان ثمة نوع من انعدام الزمن ،وذبذبات لم تعرفها في أية مدينة أخرى العالم .ربما هي الآن تنظر إليها بمفهوم جديد،لكنها تبدو مختلفة.
أو ربما هي التي تغيرت .فإدراكها أنالكرامة والاستقامة هما أهم من الأملاك والأصداقاء الزائفين ،قد غيرها كثيرا.
كان الوقت متأخرا حين عادا إلى جناحهما في الفندق .سار ريف نحو منضدة الكتابة وفتح حقيبة أوراقه:"سأعمل لفترة".
-هذا حسن .
ستنام في السرير ،راجية أن تكون نائمة حين يأتي لينام .وهكذا كان ،وبعد ذلك بساعة وقف ينظر إلى ملامحها بهدوء واعيا إلى جمال روحها الداخلي .لقد جذبته إليها بعنف،موقظة شيئا في أعمافه.

****

فداني الكون0 28-06-11 02:49 AM


مرت الأيام أكثر مما ينبغي ،حيث لم يكن هناك ما يكفي من الوقت للقيام بكل شيء.
العودة إلى اكتشاف المدينة كان منعشا ذلك أن دانييل جددت معرفتها بما هو مألوف لديها وابتهجت بما هو جديد.
ما أروع أن تمضي هنا شهرا بدلا من ثلاثة أيام!وعلى كل حال ،استطاعت أن تعثر على متجرين راقيين للملابس الداخلية حيث أخذت فكرة عن طراز ملابس الفصل القادم الداخلية .
كان هناك الكثير مما عليها أن تراه وتقوم به،وهذا ما منعها من التسكع في المقاهي المنتشرة في الشوارع .وكل مساء كانت تعود إلى الفندق فتستحم وتغير ملابسها وتتعشى،ثم تعود إلى اكتشاف المدينة في الليل مع ريف الذي كان يرافقها ويرعاها.
وبسرعة أكثر مما تحب ،عاد إلى لندن حيث أمضيا يومين وليلة قبل أن يعودا إلى وطنهما.

****
منتديات ليلاس
رن جرس التلفون ،فتركت دانييل المانيكان في واجهة المتجر التي كانت تلبسها،واتجهت إلى التليفون .فقد كانت أمها مشغولةفي غرفة القياس مع زبونة.
-مساء الخير .متجر "لافام"،دانييل تتكلم .
-هل تلقيتم أي سراويل بديلة؟
كان صوتا نسائبا يسأل.
إنها زبونة من جهنم :"استطعت أن أشتري نفس اللون والطراز والحجم أثناء وجودي في باريس.إنها هنا لأجلك ،يمكنك أخذها متى شئت".
ساد صمت قصير استوعبت فيه المرأة قولها :"سآتي غدا".
هذا عظيم ،فقد بدا لدانييل أن المرأة مستعدة لإثارة مشكلة.فقد أعادت زوج سراؤيل اشترتهما أثناء العرض،مصرة على أن شقا صغيرا كان في الدانتيل حين اشترته،وهو شيء تعلم هي وأمها أنه غير صحيح ،لأن كل قطعة تتعرض لفحص دقيق حين الاستلام ،وهي لا تضاف إلى رفوف البضاعة قبل فحصها.
وهذا يعني أن الشق حدث بعد الشراء،وسواء أكان هذا عملا متعمدا أم تعرض لحادث ،فهذا قابل للأخذ والرد.
لقد دار بينهما حديث طويل واتهام مغرض عن الإهمال في الصناعة واتهام"لافام"بأنه يبيع بضاعة رخيصة بماركة زائفة وبثمن مرتفع.
لقد أزعجها ذلك الاتهام ،وجعلها تضاعف الاحتياط .لوكانت الزبونة كريستينا ،لكان الدافع لذلك واضحا.ولكن الشكوى في الأيام العشرة الماضية جاءت من امرأتين مختفتين .
وكان شيئا يبعث على الإطمئنان عندما مرت عدة أيام دون تورط مع أي طلب خاص ،أو إعادة قطعة بزعم أن فيها عيبا أو أي شكوى.
ازدهر المتجر ،وخرج الكاتالوج إلى الضوء، وعلى المستوى الاجتماعي ،كان الأسبوع هادئا تماما.
-هل لديك مانع في أن أدعو آريين إلى العشاء؟
ألقت دانييل هذا السؤال أثناء تناولهما طعام الفطور صباح الجمعة،فنظر إليها متفحصا.
-الليلة؟
-فكرت في يوم الأحد،إلا إذا كانت لديك خطة أخرى .
وقضمت لقمة من الخبز المحمص أتبعتها برشفة قهوة.
-لا بأس بيوم الأحد .
-أنا سأطهي الطعام .أتشك في أن بإمكاني ذلك؟
قالت جملتها الأخيرة مغضنة أنفها عندما رأته يرفع حاجبه.
-وهل عنيت أنا غير ذلك؟
لأجل هذا فقط ستطهي شيئا غريبا لايمكن تصديقة!
وأنهى قهوته ونهض واقفا:"لاتنتظريني للعشاء".
-وأنا لن أكون في البيت ،فهذه الليلة نتأخر في البيع.
قالت هذا تذكره ،ثم تبعته خارجة من الغرفة،حيث تناولت سترتها وحقيبتها، ثم سارت في إثره إلى الكاراج

****


الساعة الآن 05:23 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية