منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   حصري 1200 - المستبد - عبير دار النحاس ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t159245.html)

ليتني اعود طفلة 07-04-11 05:11 PM

تنفست دافينا بعمق ثم التقطت احدى الوسائد الصغيرة عن المقعد ورمتها على الباب دون اي جدوى.
بعد مرور نصف ساعة انتهت من ترتيب غرفتها كما ترغب وذهبت لترى المنزل الرئيسي. وجدت ان هناك اربع غرف نوم في الطابق العلوي كلها غرف واسعة ذات نوافذ وجدران مائلة, وثلاث غرف منها من دون اغطية والحمامات التي تتضمنهم هذه الغرف الثلاث خالية من المناشف, اما غرفة ستيف وارويك والتي نظرت اليها بلمحة خاطفة وجدت انها مفروشة باللونين الاخضر والكريم.
كتشفت ان المطبخ في الطابق الارضي حلم لاي طاه, مع كل ما يمكن ان يتمناه, وبدا لها كل شيء جاهز للاستعمال وجديد كما وان هناك غرفة لتناول الفطور, وهناك مكتب يحتوي على كل اللتجهيزات الحديثة وغرفة الغسيل, التي وجدت فيها براد كبير, غرفة للاستحمام ومخزن للاغطية والمناشف, وبالقرب منها اربع درجات نظرت اليها مليا ثم عادت الى المطبخ, حيث اعدت لنفسها وجبةمن البيض المخفوق والتوست.
لم تأخذ وقتا طويلا لتذهب الى السرير, وعلى الرغم من الهدوء الغريب في ذلك الليل الصامت ما عدا صوت غريب لطائر يغرد بحزن, نامت بسرعة وبشكل عميق جدا.
****************************************
منتديات ليلاس
"اه, دافينا نهضت باكرا وبدأت العمل."
رفعت دافينا نظرها عن الفطور الذي تعده لتجد من وظفها يقف متكئا على حاجب باب المطبخ مرتديا بنطالا قصيرا كاكي اللون وقميصا بيضاء, شعره ما زال رطبا يرتدي حذاء. هي ايضا ترتدي بنطالا كاكي اللون مع قميص زهري وتضع على خصرها حزاما ضيقت من الجلد. عقدت شعرها وراء اذنيها ووضعت قليلا من الزينة على وجها ولمسة من احمرالشفاه, لكنها بدت جميلة جدا بشعرها المشع وبشرتها الناعمة وضفائرها الانيقة, هذا كله جعلها يجعلها تبدو كفؤة جدا بما تفعله.
لاحظ ستيف كل ذلك وهيي بالكاد تهز راسها لتحييه وتقول له انها اعدت له البيضواللحم المجفف كفطور لهذا الصباح.
نظر الى المقلاة التي تحضرها واجاب: "يناسبني هذا الفطور."
دخل الى المطبخ وسحب كرسياليجلس الى الطاولة اتي وضعت عليها ابريقا من عصير الليمون الطازج تابع: "يبدو انك استقريت جيدا في عملك."
تمتمت: "اجلو لكن هناك امرا او اكثر علينا البحث فيه."
وضعت امامه طبقا يحتوي على البيض واللحم والبندورة والموز المشوي. وتابعت: "هل تفضل القهوة او الشاي مع الفطور؟"
اجاب بتهذيب: "القهوة, شكرا لك."
وضعت ابريق القهوة على الفرن ووضعت التوست الطازج على طبق امامه.
سألها: "وماذا عنك؟"
"تناولت الفطور باكرا, شكرا."

لمعت عيناه بالمرح وقال: "هل تشربين القهوة معي اذاً؟ يمكننا التحدث عن اي شيء تريدينه في ذات الوقت."
"حسنا."
لكنها انتظرت حتى انتهى من تناول الفطور بينما كانت اقهوة تغلي حتى ملات رائحتها الشهية ارجاء المطبخ. سكبت فنجانين من القهوة وجلست قبالته, ترددت قليلا ثم قررت ان تتحدث عن الامر:
"وجدت من العادة ان يكون هناك وقت محدد لتناول الطعام, واريد ان اعلم اذا كان هناك اي تغييرات, وهكذا ستعلمني في المساء السابق لذل كي اقوم بالاستعداد اللازم."
ابتسمت قليلا قبل ان تتابع: "لا اريد ان ابدو متلسطة كما وانني لا اثير اية مشاكل ان تأخر احد دقيقة او اكثر على العشاء."
قال وهو يمسح فمه: "لا على الاطلاق, اعتقد ان هذا اقتراح مقبول, تابعي."
"لكن الفطور سيكون مختلفا في ايام العطلة."
"لوريتا وجدتي تتناولان فقط الفاكهة والتوست فقط على الفطور, لذلك يستطيعان فعل ذلك في اي وقت تختاراه, انا وكانديس نتناول الفطور معا في مثل هذا الوقت, ويمكن الغداء عند الساعة الثانيةة عشرة والنصف والعشاء عند السابعة."
تمتمت دافينا: "حسنا, رايت ان غرفة النوم غير جاهزة, هل تنام كانديس مع والدتها...؟
"لا."
"حسنا ساجهز الغرف قبل وصولهن, هل هناكك اي ششيء مفضل عندهن بخصوص الطعام؟ وهل يجب ان اعد ثلاثة اطباق على العشاء؟ وهل كانديس تنضم اليكم اثناء العشاء؟"
رفع كتفيه وقال: "اجل, هذا ما تفعله, الا اذا كان العشاء اثناء القيام بحفلة ما وفي المناسبات تحضير ثلاثة اطباق امرر طبيعي. اما بالنسبة الى الغداء, بامكانك اعداد السلطة واللحم البارد او اي شيء تفضلينه, سأترك هذا الامر لك."

"اذا فقط نوعان من الطعام عندما لا يكون هناك اي ضيوف؟"
"اجل, كما واننا نصطاد ونأكل الكثير من السمك, هل انت ماهرة في اعداد السمك دافينا؟" رفع حاجبه متسائلا.
اجابت بهدوء: "بالطبع كما وانني لاحظت مركزا الشواء في الخارج, هل يستعمل في الليالي الصافية؟ فانا ماهرة في اعداد المشاوي."
"لن يتم شيء قبل اعلامك بالامر, هل هذا كل شيء؟"
قالت ببراءة وكانه لم تلاحظ الجو المتوتر بينهما: "اعتقد ذلك, هل انت مغادر الى مكان ما؟ من فضلك لا تدعني اؤخرك."
اجاب بصوت مماثل لصوتها: "انني قادم لاخذك في جولة في الجزيرة."
وقفت قائلة: "لا داعي لذلك سيد وارويك, وجدت الدراجات ولذلك استطيع التنقل بنفسي كما وان علي ان اتعرف على السيدة التي ستنظف المنزل."
"يمكنك القيام بذلك فيما بعد دافينا. هذا هو الوقت الوحيد الذي لا عمل لدي الان."
"لكن..."
"انا مصمم على اخذك في جولة على الجزيرة, لتتعرفي على المتاجر المحلية حيث يمكنك شراء الطعام او اي شيء تريدينه على حسابي, هناك شاحنة اخرى في المراب بامكانك استعمالها, كما علي ان اخذك الى الاماكن التي ستذهبين اليها انت وكانديس وهكذا لن تتعثرا في الظلام."
قالت: "حسنا انا جاهزة منذ االان."
ضاقت عيناه الرماديتان وقال: "اعطني عشر دقائق فقط وننطلق."
بدت لها الجبال مختلفة تماما وهما يبتعدان عنها, فالشمس تسطع عليها وهناك غيوم بيضاء تطوف حول قممها, فحبست دافينا انفاسها.
رماها ستيف بنظرة وهو يرفع حاجبيه.
قالت: "انها اكثر من رائعة, هل يمكنك تسلقها؟"
"جبل غواير, لكن مع دليل. اما ليدجبرد فانها اكثر صعوبة وكذلك جبل غوتهوس الذي يعلوها بكثير, كماا وان هناك كهوف للمااعز في تلك الجبال."
قالت ما ان ابتعدا عن الجبال: "انها جزيرة رائعة الجمال." وشاهدت الحيدد البحري والمياه الرائعة الجمال وهي ترتطم بشواطئ لوردهوود.
سالته: "هل عاشت عائلتك هنا دائما؟ كما واانني اخشى القول اني لا اعرف شيئا عن هذا المكان."
حسنا, ساخبرك باختصار, تم اكتشاف الجزيرة في عام 1788 من قبل قائد عسكري يدعى ليدجبرد بال عندما ابحر من سدني كوف الى جزيرة نورفلك. لكن حتى عام 1834 لم يعش احد هنا مع انه كان هناك زيارات متكررة الى المكان. لكن السكان الاوائل وجدوا من خلال التجارة مع السفن المارة في اواخر القرن التاسع عشر وتعمد الاوروبيون على اقامة صالة للرسم وتجارة الزهور من خلال بيع البذور وهكذا اصبحت السياحة هي المورد الرئيسي للجزيرة كما هو الان."
منتديات ليلاس
تنهدت وهي تبتسم: "هذا رائع بالفعل, اقصد هذه الجزر في جنوب الباسيفيكي انها جزء رومانسي في هذا العالم."
"وهل انت رومانسية دافينا؟"
اجاابت بعد لحظة: "في هذا الامر, اعتقد انني كذلك."
"حسنا, هذا هو المطار, كما تتذكرين بدون اي شك, وعببر هذه الطريق تصلين الى شاطئ بلنكي, اذا كنت ماهرة في القفز على الامواج انه رائع حقا, لكن هناك شواطئ اكثر امانا للاطفال."
بعد مرور ساعة تعرفت دافينا على كل طرق الجزيرة وقد سحرت بها, واعجبت ان لليس هناك اي مبان مرتفعة, وعدد قليل من المتاجر, وعدد من النخيل ومساحات النباتات المزينة بالاقحوان الاصفر والابيض, كما وانها تعرفت على لاغوون رود بين اشجار باسقة ورات طيورا اصيبت بالدهشة عندما علمت انها تضع البيض على الاغصان من دون اعشاش ولا اي شيء اخر, والشيء الاخر الذي اثار انتباهها ان ليس هناك الا دراجات عند كل مدخل او عند ممرات الجبال والاودية.
قالت وهي تضحك عندما مرت من امام عدد من الاشخص الذين يركبون الدراجات ويضعون خوذات على رؤوسهم:
"هذا رائع, فكل واحد يضع خوذة."
"اه, الشرطية المحلية صارمة جدا بهذا الشأن."
سألت بفضول: "كيف يتم الحكم في هذه الجزيرة؟"
"انها جزء من نيوسوث وايلز لكن هناك مجلس محلي وحاكم يعيش هنا, اعتبرت الجزيرة من ضمن التراث العالمي, وهكذا عمل الجميع على بقائه هكذا, اعتبر الحد الاقصى للسواح اربعمئة سائح, ولهذا لا يووجد مبان كبيرة او كازينو او اي شيء اخر, كمما وانه محظور البيع هنا."
"اذاً لا تملك ارضك؟"
"لا ليس بشكل مطلق, فهناك قوانين خاصة بسكان الجزيرة فقط, وهي لحماية الجزيرة ووالسكان المحليين ايضا, فلا احد يستطيع البيع الا لاهل الجزيرة."
"هذا يعنني ان هذه الارض تنتقل من جيل الى اخر."
"اجل, وجدي هو من اوائل العائلان التي استقرت في هذه الجزيرة."
منتديات ليلاس
بقيت دافينا صامتة لفترة, فلا بد ان ستيف وارويك شخص محترم جدا في الجزيرة, فكل شخص اظهر ذلك بوضوح, كما وان لديه دور في كثثير من الاعمال. رات قاربين للسواح وذلك من اجل اقامة رحلات حول الجزيرة ورحلات صيد الى هرم بال. كما وانه يملك متجرا ومطعما وفندقا صغيرا, نظرت اليه ووجدت نفسها تتساءل لم لم يتزوج بعد, لانها ولو لم تكن غير ما هي عليه, لاعترفت ان لديه الكثير من المميزات, فهناك ليونة في المعاملة مع قوة سيطرته مع كل هؤلاء الاشخاص الذين تواجد معهم اليوم, كما وانها تعلم كم من الخطر معارضته, وهناك الطريقة المهذبة لديه في التحدث وكذلك منزله الجميل, وايضا وبدون اي شك انجذاب النساء اليه.
"بم تفكرين سيدة هاستنغز؟"
ابعدت دافينا نظرها عنه, وعلمت انها لا تستطيع ان تكذب عليه فهو ذكي جدا ليعرف ذلك, وتمتمت بصراحة:
كنت اتساءل لماذا لم تتزوج بعد سيد وارويك؟"
رفع حاجبيه وقال: "وما الذي دفعك الى هذا التفكير؟"
لوحت دافينا بيدها وقالت: "يبدو ان لديك شبه امبراطورية هنا."
"هل تقولين ان لديك اقتناع انه يجب ان اشارك بها امراة؟"
اجابت بهدوء: "لا املك مثل هذا الاقتناع, لكن لاسباب عادية, اتخيل بقاء هذه الجزيرة في ممتلكات العائلة."
ابتسم وقال: "حسنا, الجواب لسؤالك بمنتهى البساطة, لم اقابل اي امرأة لا استطيع العيش من دونها."
ضحكت وقالت: "يا للهول, هل ما تطلبه مستحيل؟"
رماها بنظرة معبرة وقال: "ربما."
"او ان هناك اوقات تصبح فيها شديد العداوة ولا امراة تستطيع تحمل ذلك؟"
وافقها على الفور: "قد يكون ذلك صحيحا ايضا."
"حسنا لا بد ان لديك مشكلة ما سيد وارويك."
قال بلطف: "دافينا لا تهتمي بهذا الامر, ادرك ان معظم النساء تفكر بهذه الطريقة, وهن بصراحة لا تستطعن ان يغيرن انفسهن, لكن كلما اصبحن اكثر وضوحا في ملاحقتي, كلما فقدت اهتمامي بهن."
منتديات ليلاس
حاولت ان تسيطر علىى غضبها واجابت بنعومة:"انا حقا اعتذر منك. تحدثت بشكل عام لكن كما يبدو اعتقدت ان لدي اهتمام شخصي بالامر. ربما لم اوضح نفسي بشكل جيد."
قال: "ربما لا."
بدا غضبها بوضوح الان: "اه, هل تعتقد حقا انني اضع خطة لاحصل على خاتم زواج منك؟"
"انت من تحدثت عن موضوع الزواج في البداية, وحديثك العام يحمل اراء شخصية رغم انكارك, وقد ذكرت عداوتي والاشياء المستحيلة التي اطلبها."
قالت بمرارة: "ما كان علي ان افتح فمي, فهناك رجال لا يمكنهم اخذ اي كلام الا عبر مفهومهم الشخصي, وانت مثال على ذلك."
قال بنعومة: "وانت سيدة هاستنغز شديدة التاثر كما يبدو."
"اه لا, فاخر شيء اريد القييام به في حياتي هو انن اسمح لرجل ان يتدخل فيها, لذلك افهم ذلك جيدا."
واتكت على الباب واضعة يدها على جبينها وعيناها تلمعان بالقلق.
قاد ستيف شاحنته لمدة خمس دقائق قبل ان يقول: "اذاً كان وغدا حقيقيا؟
نظرت دافينا الى خارج النافذة ولم تجب.
"كيف تمكن من الحصول عليك في البداية؟"
"كيف يفعل ذلك كل.." توقفت عن الكلام وضغطت بقوة على اسنانها وتابعت: "من فضلك, لا مزيد من الكلام."
"حسنا هناك امر واحد لم نتحدث عنه, وقت فراغك."
"لا اريد اي وقت فراغ."
وماذا عن هوايتك؟"
"ما افعله في هوايتي ياخذ وقتا في فترات غير محددة."
"فهمت."
"الا يعجبك ذلك."
اجاب باستياء: "ساكون احمق ان لم اوافق."
وانعطف بشاحنته نحو حققل القطيع متجها نحو االمنزل.

قالت دافينا بتوتر: "شكرا لك على هذه الجولة, هل تمانع ان اخبرتني ما هي مشاريعك لما تبقى من النهار؟ بمعنى اخر هل ستأتي الى الغداء؟"
اوقف ستيف الشاحنة امام المنزل واستدار لمواجهتها وعيناه تلمعان بالسخرية والمكر وقال:
"هل تعلمين كيف تبدين؟ وكأنك امراة مصممة على التحدث بتهذيب مع زوجها السيء, علينا ان نراقب انفسنا سيدة هاستنغز, اه, سأعود على العشاء, لذلك يمكنك ان تأخذي النهار كله لنفسك, انت ومايف المراة التي تنظف المنزل. اتمنى لك حظا سعيدا معها."
مال الى الامام ليفتح لها الباب واضاف:
"يمكننك المغادرة دافينا, وانا اعلم انك ترغبين في ضربي, لكن لو كنت تعرفين مايف لعلمت انها تتجسس علينا من مكان ما الان."

نهاية الفصل الثاني
قراءة ممتعة للجميع
تحياتي


http://www.7irtny.com/vb//7irtny.com...754591_370.gif

ليتني اعود طفلة 07-04-11 05:12 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fadi azar (المشاركة 2703462)
كتير امبين حلوي

شكرا فادي عمرورك

أموووله 07-04-11 06:56 PM

الروايه في منتهى الروعه اتمنى تكملينها جزاك الله خير ع المجهود المميز

ليتني اعود طفلة 08-04-11 02:18 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أموووله (المشاركة 2703592)
الروايه في منتهى الروعه اتمنى تكملينها جزاك الله خير ع المجهود المميز

شكرا ع مرورك يا غالية اليوم حنزل بارت جديد ان شا الله

ليتني اعود طفلة 08-04-11 03:18 PM

الفصل الثالث

"انا دائما اقول للناس ان السيد وارويك شخص رائع, رائع جدا. اعلم انه صعب في بعض اللاحيان, لكنه شخص يعتمد عليه."
تنفست دافينا بانزعاج وهي تحدق بعاملة التنظيف والتي تشبه كرة شاطئ متحركة من وجهها المستدير الى جسمها السمين, تمتمت:
"حسنا وما لي ان اعرف بعد."
"ثقي بما اقوله ليف." قالت مايف ذلك وفي الحقيقة لم تتوقف عن الكلام منذ ان تقابلتا.
"والان هل هناك اي اواني تريدين ان انظفها؟ السيدة وارويك اي جدته, لديها عيني صقر وبامكانها ان ترى الغبار ولو في الثريا."
نظرت مايف اليها وسالتها: "ماذا؟"
قالت دافينا بسرعة: "لا شكرا لك." ونظرت حولها وتابعت: " اه, احل اود ان تنظفي غرف الحمام في غرف النوم ان كنت لا تمانعين, بعد ذلك يمكنك ان تبدئي بكي الاغطية, فقد وضعت بعضها على حبل الغسيل واريدك ان تكويها على البخار."
قالت مايف وهي تبتسم: "بالطبع, فانا احب تلك الالة, يحتاج هذا المنزل الى كثير من العمل, أرأيت ما اقصد دافينا؟ السيد وارويك؟ لا بد انها ستكون محظوظة من تحصل عليه, ليس هناك افضل من الزوجة للحفاظ على المنزل لكنه لا يفكر بذلك؟"
منتديات ليلاس
ما ان انهت كلامها حتى صعدت الى الطابق العلوي وهي تحمل دلوا وممسحة ومواد تنظيف.
تنهدت دافينا براحة واعدت لنفسها فنجانا من القهوة, وتذكرت ما قاله ستيف عندما تمنى لها الحظ السعيد مع عاملة التنظيف, لكن مع مرور النهار اعتادت على اسلوب مايف وعلمت انها طالما لا تعطيهااي شيء ناعم لتعمل عليه, فهي قوية كالبرج. كما وانها نظفت ولمعت جهاز الشواء في الخارج والذي لم ينظف منذ ان استعمل اخر مرة وقد بحماسة ونشاط.
مع كل ذل عندما غادرت في الساعة الثالثة شعرت دافينا بالسلام. سارت دافينا في المنزل رات انه تقريبا مثالي وقررت طالما ان الطقس حار والنهار رائع الجمال فستسبح, ارتدت ثوب السباحة تحت بنطال ابيض وقميص, ووضعت منشفة في سلة دراجة اختارتها, ووضعت خوذة على راسها وسارت نحوشاطئ بلنكي.
انها متعة حقيقية التجول على هذا الشاطئ الذهبي والذي تحيط به الحقول الخضراء لتصل الى تلال مرتفعة من الجهة المقابلة. توقفت امام بستان من الزهور وراقبت كيف تتمايل من خلال النسيم الرائع. شعرت بالفرح لان المنزلل بعيد عن الناس والمتاجر فالوحدة والفراغ لا يزعجانها ابدا.
منتديات ليلاس
مرت امام المطار, ولاحظت ان هناك مرعى للابقار وحديقة تكثر فيها الطيور, فقررت الا تترك المنزل الا مع الكاميرا وان تشتري كتابا ع طيور الجزيرة لتعرف المزيد عنها.
وجدت ان هناك عددا من الدراجات عند المنحددر المليء بالاعشاب, فوضعت دراجتها هناك وهي تبتسمو اكتشفت ان الشاطئ رائع الجمال, رمال ذهبية وسماءزرقاء لا حدود لها والناس عددهم قليل لا يثيرون اي ضجة.
لم تضيع اي وقت, بدت الميااه باردة في البداية لكن بعد لحظات وجدتها منعشة. كانت تجيد السباحة فامضت اكثر من نصف ساعة وهي تلعب مع الامواج من خلال القفز على لوح خشبي وجدته هناك, ما ان وقفت لتمسح المياه عن عينيها حتى وجدت نفسها وجهاا لوجه مع ستيف وارويك.
لمعت عيناه بالمرح وقال: "اه دافينا, عرفت انها انت."
نظرت اليه وسألته: "ما الذي تفعله هنا؟"
"تماما كما تفعلين يا حورية البحر."
نظر مليا االى جسدها وهي مرتدية ثوب البحر ذا اللون الزهري وابتسم ما ان التقت عيناه بعينيها.

"اتيت الى هنا لاتخلص من الحر, وهذا ما افعله عادة في طريق عودتي الى المنزل بعد الظهر. مع انك تنظرين الي وكأنه يجب ان يصدر قانونا لمنعي عن القيام بذلك."
قالت بغضب: "بل يجب ان يصدر قانون لتتوقف عن النظر الي هكذا."
تمتم: "اسف, اعتقد اننا تحدثنا عن ذلك من قبل, فأنت جميلة جدا وللا يعقل لأي رجل ألا يلاحظ ذلك."
فتحت فمها لتنفجر غاضبة, لكنها لم تستطع القيام بذلك لانه مد يده وامسك بيدها, وهكذا لم تتمكن من ان تبتعد عنه, قال بنبرة مختلفة تماما:
"لا, دعينا لا نفسد هذا النهار الجميل دافينا, تعالي لنسبح فأنا بحاجة للراحة ولن اتفاجا ان كنت ايضا."
ظهر الضيق على وجهها, لكنها لاحظت من زاوية عينها زوجان يمران قربهما كيف توقفا ليراقباهما باهتمام.
فتمتمت: "حسنا, لكن لا داعي لتمسك بي وكأنني سجينة."
وهكذا عادت تسبح من جديد وقد شعرت بالسعادة لانها كانت قادرة على الغوص الى الاعماق مثله والقيام بكل ما يقوم به, الكبرياء يأتي دائما قبل االسقوط, هذا ما تذكرته اخيرا, ثم سقوطها على شكل فجوة كادت تبتلعهما معا, لكنه مع كل القوة التي يملكها تمكن من الامساك بها قبل ان تنجرف وضمها بين ذراعيه بأمان بينما كانت الامواج تتقاذف من حولهما. بعد ذلك اندفع بلطف نحو الشاطئ وهو لا يزال يمسك بها, استلقيا على الشاطئ واخذت تتنفس بعمق لتستعيد هدوءها.

قال بعد قليل: "دافينا؟"
"نعم؟"
"هل انت بخير؟"
قالت وهي تلهث: "اجل, شكرا لك فانا لم اغرق منذ سنوات."
"لهذا السبب شواطئ بلنكي خطرة وخادعة احيانا."
"اصدق ما تقوله." توقفت عن الكلام ما ان ادركت انها ما زالت بين ذراعي ستيف وهي لا تشعر بأي ضيق او توتر, وهذا ما جعلها تدرك ان ردة فعلها تماثل تماما احساسه.
ما ان ابتعد ستيف عنها وساعدها لكي تقف, شعرت بتورد خديها وبأن حركتها بطيئة, لكنها استدارت لتبتعد عن الشاطئ.

قال بهدوء: "انفضي الرمال عنك, فأنا بحاجة لكي اسبح بعد."
سبح لمدة عشر دقائق اخرى اما هي فقد غطست نفسها بالماء وسارت نحو منشفتها, وبينما كانت تجفف نفسها وشعرها, لم تستطع الا ان تفكر كيف ستواجهه من جديد, وكيف سيتصرف عند عودته, ارتدت ثيابها بيدين مرتجفتين.
قابلها بطريقة عادية جدا وسألها بهدوء: "ماذا اعددت للعشاء؟"
"لحم مشوي, اه.. من الافضل ان اذهب."
"اهدئي, ما زال هناك اكثر من ساعة لتناول العشاء, وهذا وقت كاف لشواء قطعة من اللحم."
"اجل, لكن لكي اصل الى هناك لا بد انن اقطع التلة التي تفصل بين الشاطئ والمنزل."
جفف نفسه بسرعة وارتدى قميصه. وقال بمرح ما ان أطل رأسه:
"اذاً لديي حل لمشكلتك سيدة هاستنغز."
توترت دافينا فنظر اليها بعينين ضيقتين وقال:
"لدي سلسلة للدراجة في صندوق الشاحنة هذا كل شيء."


الساعة الآن 10:24 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية