منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   مدونتي (https://www.liilas.com/vb3/f646/)
-   -   صدى أيامي (https://www.liilas.com/vb3/t157911.html)

أم طيبة 13-03-11 11:19 AM

صدى أيامي
 
بسم الله الرحمن الرحيم


في زمن مضى كان القلب يزهو كفراشة ...
كنت اخط بقلمي الكلمات
من لمحات الماضي سأدرج بعض مابقي من غبار السنين على هذي الصفحات
لعل الصقيع يذوب
.....

أم طيبة 13-03-11 11:25 AM

وشوشة


دنى من القرنفلة البيضاء وهو يخطو ذاهبا الى عمله ، امتدت يده لتقطفها لكنه تراجع خشية سخرية زملاءه في العمل منه ..
إقتربت وهي سعيدة مزهوة بالقرنفلة البيضاء ، والتي لها يومان ترقب تفتحها لتقطفها وتقدمها لمن ملك فؤادها ، لكن ما أن طل عليها حتى غفلت عما يحيط بها وركضت بفؤاد خافق نحوه ..
ومرت عصبة أطفال الشارع يلهون وتجمعوا حول قرنفلتنا ذات العطر الفواح ،وكل مهم ينافس الاخر ليقطفها ، وتبخرت آمالهم بقطفها بمجرد خروج صاحبة الحديقة السيدة كبيرة السن ، جاءت السيدة
بكرسيها الصغير وجلست في حديقتها تتأملها بإعجاب وفخر ، وتنظر الى القرنفلة البيضاء التي تلامعت على وريقاتها قطرات الندى كما تلمع الدرة بين الاحجار الكريمة ، وبدأت السيدة بعملها اليومي ،
تعتني بزهورها وتزيل اعشاب الحديقة الضارة وترويها ...
مرت أيام وبدأت قرنفلتنا الجميلة البيضاء بالذبول وتلاشت ولم يبقى لها اثر ، لكن في موسم القرنفل التالي تفتحت من بذورها التي نثرها الهواء باقة من القرنفل الابيض وعبق عطرها في أرجاء الطريق...

16/11/1994

أم طيبة 13-03-11 06:45 PM

عندما حل المساء
وبدأ الظلام يحتضن خيوط الضياء
ذكرتك

حين تراءت لي الغيوم
بين اطيافها الطيور تحوم
ذكرتك

عندما أسندت رأسي لانام
وخفتت أصوات الأنام
ذكرتك

عندما دخلت قاع الامتحان
وارتعش القلب مفتقدا الامان
ذكرتك

عندما سالت من عيني الدموع
ونشرت سفينتي شراعها تبغي القلوع
ذكرتك

في بسمتي ودمعتي
في تعبي وراحتي
أذكرك
فهل تذكرني؟


5-6-1995

أم طيبة 14-03-11 11:51 AM

تسألني


سألتني عن شوقي إليك ;
أقول لك ياسيدي
شوقي إليك ;
"بحيرة فضية" ...
تطل عليها جزيرة
رمالها ذهبية ...
ساحلها تسوده أسرار
البحر والجنة السرمدية ...
فيه من المحار والقواقع ملايين ،
لو وضعت أذنك قربها
لحسبتها أصوتا روحية ...
نسماتها ملائكية ...
غيومها ياسيدي ، ملونة
حمراء .. زرقاء .. وبنفسجية ...

* * *

شوقي إليك ;
حب .. جنين عاش في رحم الدنى
ولد !! لا تسلني ولا تقل متى
عطش ، فروته وأرضعته أدمع الشتا
داع ، فحرثت الارض ساعدي فتى
وبذر الورد والريحان وسقاه الندى
وأثمر العسل رحيقا ، فأكل حتى غدا
صبيا يافعا ، لم يضع معه التعب سدى

* * *

ونما حبي وكبر
وغدا شامخا مفتخر
بك وبحبك _سيان_ هو يفتخر !!

* * *

شوقي إليك ;
عصفور سحرية
أضناها سفر طويل
جوع .. عطش .. تعب كليل
تاقت الى عش وثير
وسماء مزرقة ن وعشب بليل
ووليف تضمه ، بعد رحيل طويل
تحدق في عينيه ، فترى حلمها الجميل
فتعلم ان الله منحها السحر
لتطوف الارض بحثا عمن سوف
يخبئها بين جناحيه ويضمه
هذا الحبيب الخليل

* * *

شوقي إليك ;
ياسيدي
بحيرة فضية
عصفورة سحرية
سفينة بحرية
اسطورة خيالية
جنة وحورية
ترنيمة عربية
موشحات اندلسية
شوقي إليك ;
ياسيدي
قبلة وتحية

* * *

12-3-1995

أم طيبة 15-03-11 10:07 AM

هل حدثتك يوما عن جنوني
هل اخبرتك اني التقيت بك
في عالم لامتناهي ,, في عالم خيالي
لا يسكن الا في عيوني


قمة الالم ان تضحك بصوت مرتفع كي تخفي صوت بكائك

أم طيبة 17-03-11 03:55 PM

من انا ؟!

سألت روحي من أكون ,,
فتفاجأت وانتابتني الظنون ,,
وانهالت على رأسي افكار
وأجوبة ملأى بالجنون ,,
وسمعت صدى اغنية تردد


"تسأليني من أكون ,,
أنا من حب بجنون ,,
أنا كل الشوق فيني
بس خانتني الظنون ,,"


هل من الممكن أن يكتشف
الانسان بعد سنين
انه لايدري من يكون ؟!

أم طيبة 17-03-11 04:05 PM

وتسألوني .......

شوقي إليكم بلغ منتهاه ,,
اناديكم فلا أسمع من صوتي الا صداه ,,
اقطع الطريق لاهثة ,, فيطول ويطول مداه ,,
وتسألوني لم لا تأتينا ,, ان القلب صاح آه ,,
قدومي إليكم كما الماء للظمآن سقاه ,,
لقائي بكم كأني العليل والطبيب شفاه ,,
وتسألوني لم لا تأتينا ؟!..




لو كان بيدي لطرت الان إليكم ,,
وبين جوانحي ضممتكم ,,
لو تعرفون كم يعز علي فراقكم ,,
اشتقت اليكم كباركم وصغاركم ,,
انظر اليكم ,, أتأمل صوركم ,,
أدرس ملامحكم ,,
أتراكم مثلي تفعلون ؟؟...
أتراكم مثلي تفعلون ؟؟...



7-4-2006

أم طيبة 22-03-11 11:23 AM

ومازلت احن اليك ,, وافتش بين ثنايا ذاكرتي عن فتات الماضي ,, ومازال الحنين يقف عائقا بطريق النسيان ,, ويبقى حصادي من حقل الحنين ,, أنه يطير بي اليك ,,


22-3-2011

أم طيبة 24-03-11 12:19 PM

هاهو الربيع يزورني مجددا
حاملا نسمات ذكرياتي
اغمض عيناي والهواء البارد يصفع وجهي
اتنشق العبير فأكتشف اني لست هناك
واني في عالم اخر
كم تتوق روحي للعودة الى تلك الشموس
اغمض عيني من جديد وافتحها
ألمح شقائق النعمان تعاني لتبقى شامخة بوجه النسيم
رقيقة ضعيفة كما هي أيامي
صارخة كما هي آلامي
تموت ان قطعتها كما اموت انا
بعيدا عن ..... بعيدا عن ....
اكررها في قلبي الدامي
.....
قتلتني أشواقي .. يأم الربيعين .. قتلتني

18-3-2011

أم طيبة 27-03-11 08:36 AM

قصيده رائعة من روائع الشاعر العراقي المبدع الذي يعيش في بريطانيا
احمد مطر

زار الرئيس المؤتمن
بعض ولايات الوطن
وحين زار حيّنا
قال لنا
هاتوا شكاواكم بصدقٍ في العلن
ولا تخافوا أحدا فقد مضى ذاك الزمن

فقال صاحبي حسن
يا سيدي
أين الرغيف واللبن؟
وأين تأمين السكن؟
وأين توفير المهن؟
وأين من
يوفر الدواء للفقير دونما ثمن؟
يا سيدي لم نر من ذلك شيئا أبداً
قال الرئيس في حزن
أحرق ربي جسدي
أكلّ هذا حاصل في بلدي؟
شكرا على صدقك في تنبيهنا يا ولدي
سوف ترى الخير غدا
****
وبعد عام زارنا
ومرة ثانية قال لنا
هاتوا شكاواكم بصدق في العلن
ولا تخافوا أحدا
فقد مضى ذاك الزمن

لم يشتك الناس
فقمت معلنا
أين الرغيف واللبن ؟
وأين تأمين السكن ؟
وأين توفير المهن؟
وأين من
يوفر الدواء للفقير دونما ثمن؟
معذرة يا سيدي
وأين صاحبي حسن ؟؟؟

__._,_.___

أم طيبة 14-04-11 01:15 PM

إذا أتعبتك أمواج الحياة ..
وعصفت بك الرياح وصار كل شيء ضدك ..
لا تخف !
فالله يحبك
وهو الذي لديه القدرة على كل ريح عاصفة ..
لا تخف !
هو يعرفك أكثر مما تعرف أنت نفسك ؟
ويكشف مستقبلك الذي لا تعلم عنه شيء فهو أعلم السّر وأخفى ..
إن كنت تحبه فثق به تماماً واترك أمورك له
فهو يحبك



منقول

أم طيبة 25-04-11 08:21 AM

ما زلت أذكر ذاك اليوم ..
كانت أول مرة أشاهد فيها فلم رعب ، وأي فلم ، إنه "التعويذة" الذي أرعب الكثيرين وأحاطت بكواليس تصويره وفريق عمله لعنته _كما يحكى. دخلت دخلت غرفة الضيوف في بيت جدي الكبير بخطى مترددة تتثاقل قدماي خجلا وخوفا بخطى طفل في سن العاشرة ، لكن ابتسامته المشرقة بعثت الطمأنينة في نفسي. وجلست سعيدة أتوسط عمي وأصحابه الاثنان ، أراقب بإنبهار أحداث هذا الفلم ، ومن الصدف ال غريبة اني علمت لاحقا أن هذا الفلم قد تم تصوير جزء من احداثه في مدينتي. لذلك هذا الفلم رغم ما يحمله من خوف وألم يمثل لي ذكرى جميلة ترسم البسمة على شفاهي.
كان عمي محمد اصغر اخوانه وأخواته ، أخر العنقود ومحبوب من الجميع ، كان شابا يضج بالحياة وصخبها ، فكأنه اختصر حياته القصيرة ليبث في كل لحظة منها فيضا من النشاط اللامتناهي. كم كان يضحكني عندما يتسلل الى المطبخ ليسرق صحنا صغيرا من اللحم المفروم وحين تراه جدتي تصيح به: ألن تكف يا محمد!! أهناك من يفعل فعلتك هذه؟!
كان يحب القطط ولا يتوانى عن اطعامها كل ما لذ وطاب ، وان كان سيتخلى عن غدائه في ذلك اليوم.
لم يكن عمي محمد طويلا بل كان ميالا للقصر أكثر ، لكن كان يملك ساعدين قويين ويدان رجوليتان ، إن ضمك اليه تحس أنه رمز للحماية ، مزيج من الحنان والقوة. لم تكن الابتسامة لتفارق وجهه يوما ، ذاك الوجه مازالت ملامحه محفورة في ذاكرتي. عيناه الخضرواتان تشعان ببريق الذكاء تغطيهما رموش كثيفة ملتفة تعانق ضوء النهار ، وشاربان سوداوان يزينان ثغره الباسم بتناسق محبب تخالط أطرافهما شعيرات شقراء ، وتشوب خداه حمرة خفيفة تجبرك على التحديق في ملامحه.

ــــــــــــــ يتبع ــــــــــــ

أم طيبة 26-04-11 12:03 PM

كلما حل الربيع تناهت الى مسامعي رفرفة الذكريات..
واعود الى الوراء الى عمر الزهور والحنين
فيعانق قلبي وميض الماضي البعيد
واحتضن ذاك الجرح القديم
وأذكرها تتردد على مسامعي تلك النغمات


YouTube - ‫ط¹ظٹظ†ط§ظƒ - ط®ط§ظ„ط¯ ط§ظ„ط´ظٹط® - ط¬ط²ط، 1‬‎
YouTube - ‫ط¹ظٹظ†ط§ظƒ - ط®ط§ظ„ط¯ ط§ظ„ط´ظٹط® - ط¬ط²ط، 2‬‎

أنظر اليوم بعين إمرأة الى تلك الفتاة
انا لست هي .. لكني احن اليها
اتوق الى نبضاتها تملأ الكون صخبا
شمس الربيع التي كانت تشرق لأجل عينيها
عيناها اللتان تتألقان عندما يطل بهامته على قلبها
فيلف بها الكون ويدور
وتمشي فوق الغمام


حسنا يا أنا انها احلام
اصحي وعي لقد انتهى الربيع
عودي الى الارض حيث الانام



والسلام

أم طيبة 05-08-11 01:51 AM

مضت فترة ولم انفض تراب الذكريات
شغلتني الحياة ومسؤولياتها

لكن اليوم سرقت من وقتي سويعات لأزور فيها
صدى ايامي

تسلق مرتفعات السنين هضبة اثر هضبة
حتى وصلت الى أعلى قمة


ومن هناك مددت البصر وشاهدت أطياف السنين

شاهدت ايام التضحية تتفتت امام عيني
ورأيت الوفاء يضمحل من دنيا اليوم

كم هو مؤلم ان تأتي بصدر رحب فاتحا احضانك لصديق الامس الغائب
لتصدمك جفوته وقناع بارد كالصقيع يرتديه وانت من كنت حظن الحنان بالامس

تود لو بقيت ذكرى الماضي الجميل قائمة
ولاتحمل محلها مرارة النكران


دنيا دوراة حقا دنيا دوارة

أم طيبة 09-08-11 05:21 PM

تردد صدى صوت هاتفي يرن مطالبا اياي بالاجابة
فتحت الخط وسمعت صوت أمي
تكلمت معها وكلمتني
وقلت في صمتي كلمات لا أجروء على التصريح بها
رحمة بها وبنفسي
لكني أعلم انها سمعت مابقلبي
قلبي الذي ادماه فراقها
هاهو عام يمضي مذ رأيتها أخر مرة
وستأتي اعوام اخرى

أمي .. فلأقلها هنا بين جدران الصمت واصرخ
اشتقت لأحضانك أمي .. وتعبت روحي من بعادي

كبرت ولم تزل روحي روح طفلة فارقت ديارها
الى غربة لا متناهية
غربة روح قبل أن تكون غربة مكان

تعاف نفسي الحياة واحس بها تهوي بي الى واد سحيق
الى متى

وحده الله يعلم

أم طيبة 06-10-12 11:05 AM

رد: صدى أيامي
 
عدت إليك من جديد

مدونتي

....

أم طيبة 06-10-12 11:26 AM

رد: صدى أيامي
 
من دفتري القديم قصة قصيرة أضاع الزمن إسم راويها



شعرها


في الميدان .. قبل سنوات عدة .. تئن محركات الحافلات وتتجمع الغيوم في السماء .. النهار شتائي حتى العظم والطلبة الجامعيون يكونون جماعات تتفرق وتلتقي عبر شوارع المنطقة الضيقة .. وكانا دائما يلتقيان هناك بإنتضار الحافلة. هو يسكن في جنوب المدينة وهي تتجه صوب الشمال .. وكتاب ما يخفي رأسه خلف أوراق المحاضرات.
أحيانا تلتمع الغيرة في عينيه .. وأحيانا تتفجر أنوثة طاغية تحت أهدابها .. هو سعيد بإمتلاكه قلبها الغض .. وهي تشعر بالخجل حين يتأملها .. تتمنى أحيانا لو تأتي الحافلة بسرعة وتختفي بين الرؤوس والحافلات .. علها تتجنب الحرج الجميل .

قبل سنوات عدة، تعود أن يتلو عليها مقاطع قرأتها عيناه .. يطلعها على هوامش خطتها يده .. يصر أن يستقل حافلتها في الأيام الممطرة .. كان يحب المطر .. معه كان يغسل همومه الصغيرة ويترنم بإغنية لايمل تكرارها .. كان يحبها .. وهي لم تنس أنها أحبته .. ولم تزل .. وحده من جعلها تستمع الى نبض القلب .. معه كانت تنسى العالم .. وتشعر أن الكون بأسره كان يتفجر بين أناملها .. وحدها حبيبها .. وأيام المطر .. والصيف اللافح .. والاضطراب الجميل .. ذهبوا جميعا قبل سنوات عدة .. شعرها الطويل لم يحتمل تعب الانتضار .. قصته .. حاولت أن تحب .. فشلت .. فكل وجوه الرجال .. وجهه ..

الحب يعني الكثير من الغضاضة والبراءة الاولى .. الحب -كان يقول لها- هو منقذ العالم!!

وبقيت تترنم باغنيته .. تقلد إيماءاته الخاصة جدا .. وتعودت أن تكتب الهوامش على صفحات كتبها .. ومعها التاريخ .. الساعة .. اليوم .. الشهر .. السنة.







يرن الهاتف .. بعد سنوات عدة .. تستمع الى صوت يحمل في نبراته ذكريات تلك السنوات الحلوة .. تخاف في البدء أن تراه .. لاتجرؤ أن تواجه حلما قد لايكون حقيقة ..


في الميدان .. وقفت .. الشتاء سيأتي بعد بضعة أسابيع .. ومعه المطر .. وخطوته تقترب .. ترنمت بأغنيته .. وخطواته تقترب .. نظر الى يديها وتنفس الصعداء .. كلاهما تعب .. قال لها بعتاب حلو:

-قصصت شعركِ!

ضحكت من الاعماق .. وهمست:

-سأطيله .. لا بد أن اطيله.......

أم طيبة 06-10-12 11:30 AM

رد: صدى أيامي
 
الحياة كضاعن في ليل، كلما زادت سرعته كان الفجر أسبق.

أم طيبة 10-10-12 01:13 PM

رد: صدى أيامي
 
ليلة كتلك الليالي

الأرق اللعين يطارده ويترك الليل يحاصره بالظلمة والقلق. لم يعد قادراً على المواصلة. لابد لهذه المهزلة أن تنتهي لينام وينسى ويغمض جفنيه ...
ويتمرد ذهنه وتندلع الصور تتلاحق بجنون ، وعيناها قاسم مشترك .. ودموعها .. تلك الدموع اللعينة تنهش صدره، وينهض كذئب جريح.. دخله يعوي وعيناه منهكتان، وصوتها يدغدغ ذكرياته.. صوتها الذي تاق إليه!

يقف أمام النافذة، يتنفس الغضب.. يلعن ضعفها، هشاشتها، سذاجتها، وتلك البراءة التي كانت تستفزه أكثر مما ترضيه.
في أي عصر نحن؟ كان عليها أن تفهم حقائق هذا الزمن وأن تحمي نفسها بنفسها..

أنا رجل.. لن يحاسبني أحد، لكنها عود كبريت.. مرآة.. هراء، مالذي أقول؟

جلس على حافة الفراش، حاول أن يتمالك نفسه ويجمع أفكاره ويرتبها.. لم يكن يوماً ليعجب بإمرأة ضعيفة، دائما كانت النساء الجريئات محط أنظاره، إنهن يعرفن خطواتهم أو يتظاهرن بذلك، لكن هذه الفتاة في الثلاثين، بل تجاوزتها. كيف يمكن الا تفهم معنى الذي حدث؟ كيف لها أن تسأله كلل هذه الاسئلة الساذجة؟

وشعر بالقرف وتمنى لو يبتلع حبة منومة، عسى أن تداهمه الغفوة وينساها لسويعات معدودة.. وإستلقى وعيناه معلقتان بالسقف، لكنه شعر فجأة بالذنب يغرق روحه في ظلمة الالم من جديد. شعر بنفسه عاجزاً عن مقاومة الأرق، وبحاجة لحنانها، لأمومتها. لقد كانت على إستعداد للتضحية، دائما وأبداً. لم يعرف إمرأة أحبته بمثل هذا الجنون، لكنه لم يصدق أنها على هذا القدر من البراءة، ولا يستطيع أن يصدق أنها لم تفهم مقاصده منذ البدء.


كل كلماته كانت منتقاة، كل عباراته أراد بها تأكيد رغبته في علاقة عابرة، لكنها لم تبصر سوى أحلامها، صورتها منه. وفي النهاية إستسلمت لقياده دون أن تسأل، ألم يعلموها الشك والريبة، الم تعرف أن من طبع بعض الرجال المواربة والمراوغة ثم الهرب.

وتذكر جسدها الضئيل، قامتها القصيرة، ملامحها الطفولية واناملها الرقيقة، وتمنى لو لمس تلك الأنامل....





كانت هناك لحظات قرّبت بينهما، وكشفت عن براءتها التي دائما كان يشك في حقيقتها، لحظات تحول فيها الى ذئب إستقبلت طعناته برحابة صدر.. لحظات تمرد فيها على كل ماعرفه عنها من صدق، وإتهمها.. وظل يتهمها، حتى غادرها وغادره النوم.. تذكر فجأة أن الحبة المنومة بإنتظاره....



وماهي سوى ليلة كتلك الليالي ......!!




الكاتب مجهول
مما ضمه دفتري القديم

أم طيبة 11-10-12 01:07 PM

رد: صدى أيامي
 
شكرا لكل من يمر على وريقاتي ويرويها بنفحة عطاء


الساعة الآن 03:08 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية