منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   164 - اطياف بلا وجوه - فلورا كيد - روايات عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t157109.html)

اماريج 02-03-11 09:30 PM

" عظيم! على أي حال , لن يستغرق اللقاء طويلا لأن شركة شامبورتن تملك الآن كل شيء تقريبا ... عفوا؟ هل قلت شيئا يا سيدتي؟".
" سألتك عما أذا كانت الشركة تملك القصر أيضا؟".
" نعم, مع أن هذا الأمر ليس معروفا ألا على نطاق ضيق جدا ,لم يكن السيد سان فيران يحب الكشف عن مدى تدهور أوضاعه المادية, وعن أنه لم يعد قادرا حتى على الأحتفاظ بملكية القصر , سمحت له الشركة بالأقامة في القصر للأهتمام به والمحافظة عليه , لأنه بالطبع مثال رائع على الهندسة المعمارية القديمة ذات الطابع التاريخي والحضاري ,ولكن أرتباك خال والدك ومرضه في الآونة الأخيرة , جعلاه يظن أنه لا يزال مالك القصر , أصر كثيرا علىيّ في الأشهر الماضية كي أضيف بندا الى وصيته , ينص على تحويل القصر الى أولادكما ... أنت والسيد دوروشيه".
" هل تعني أن هذا البند لم يضف الى الوصية؟".
" تماما , يا سيدتي , لم يكن هذا البند ضروريا أطلاقا , لأنه فقد ملكية القصر منذ فترة من الزمن , لم يترك خالك شيئا يا سيدتي ,بأستثناء بعض الأسهم القليلة في الشركة وقطع معينة من الأثاث وأشياء أخرى مماثلة , سوف تطّلعين على كافة التفاصيل غدا , بأذن الله, الى اللقاء , يا سيدة دوروشيه".
" الى اللقاء".
وضعت أيلاين سماعة الهاتف في مكانها , ثم أخفت وجهها بين يديها وتذكرت كلام مارجريت عن الوضع المالي المتدهور لأرمون , أحست فجأة برغبة قوية في التحدث مع بيار , ففتحت الكتيب الصغير الذي يضم أسماء الأقرباء والأصدقاء وأرقام الهاتف في منازلهم أو مكاتبهم... ولكنها لم تجد رقما لبلفين , بحثت في دليل الهاتف المحلي عن أسم دوروشيه , فلم تجد بلفين بين العناوين المسجلة فيه, من ستسأل؟ الأفضل لها ألا تزعج مارجريت... أوه ستحصل على المعلومات المطلوبة من جاك.
كان مستلقيا على مقعد خشبي قديم في باحة القصر , يغط في نوم عميق ,نادته بأسمه , فرفع الصحيفة التي كان يغطي بها وجهه وعينيه وهب واقفا ... ثم قال:
" نعم , يا سيدتي".
منتديات ليلاس
" هل يمكنك أعطائي رقم الهاتف في بلفين؟".
" آسف يا سيدتي , أذ لا يوجد أي هاتف هناك.... مع أن السيد بيار يحاول منذ بعض الوقت تأميت خط خاص به".
" أوه , يا لها من مشكلة مزعجة! أنا مضطرة جدا للأتصال به, لأن المحامي لوجيه يتوقع رؤيته هنا في الحادية عشرة من صباح غد".
" هل لي أن أقترح عليك , أذن, التوجه الى بلفين بسيارة السيد سان فيران؟ مفاتيحها موجودة في المطبخ".
" ولكنني لا أعرف الطريق الى بلفين".
" أتبعي الطريق المؤدية الى القرية , ثم أنحرفي يسارا قبل وصولك الى الجسر , وأنطلقي على الطريق الترابية المحاذية للنهر , ستكون رحلة شاقة الى حد ما , ولكنها أفضل بكثير من التوجه الى الطريق الرئيسية ثم التحول جنوبا مرة أخرى , تصلين بعد بضعة كيلومترات الى طريق ضيقة تبعدك عن النهر , وتؤدي بك الى بلفين عبر قرية بليك".
" وكيف سأتمكن من معرفة بلفين؟".
" ستجدين بيتا جميلا أبيض الجدران , وسط مجموعة من أشجار السرو تبعد قليلا عن الطريق , وأعتقد أن أسم دوروشيه مسجل على علبة البريد , الموضوعة في بداية الممر المؤدي الى البيت , هلأحضر لك المفاتيح , يا سيدتي؟".
" نعم , شكرا".
استقلت أيلاين سيارة البيجو الزرقاء ذاتها , التي أستخدمتها العام الماضي في التوجه الى بواتيه , وأحست مرة أخرى كأنها تفر هاربة , ولكن ثمة فرقا شاسعا بين المرتين والشعورين... فهي تهرب الآن الى زوجها ,وليس منه! سوف تتعرف الى بيته... والى طرقة حياته , عندما يكون بعيدا عنها وعن أمه , وقد تتمكن أيضا من التحدث معه بأسلوب مختلف تماما , بعد أكتشافها أنه ليس طامعا بقصر أو ممتلكات , من يدري , فلربما ستسمع أجابات كافية ووافية عن بعض الأسئلة التي تقض مضجعها وترهق أعصابها!
أذا كان يعلم بأنه لن يرث معها سوى حصة ضئيلة تافهة في شركة سان فيران , فلماذا تزوجها؟ كيف قالت لها سولانج أذن أنه تزوجها سعيا وراء تحسين أوضاعه المالية , طالما أنه مطلع على سوء الأحوال المالية لخالها أرمون؟ وهل يطمع ببعض المفروشات القليلة , هو الذي تمكن من شراء نصف ممتلكاته وأراضيه الحالية بعرق جبينه ومن ماله الخاص؟
ولكن, لماذا ستصدق سولانج بعد الآن؟ ألم تثبت لها الوقائع والمعلومات , التي أطلعت عليها منذ وصولها أول أمس , عدم صحة تلك المزاعم كلها؟ أخطأت سولانج في حديثها عن مارجريت... وعن ملكية شامبورتن.... وربما أيضا عن سبب زواج بيار منها.
لاحظت أيلاين فجأة أنها أصبحت على مقربة من الجسر , فأوقفت السيارة بسرعة وتطلعت حولها بحثا عن الطريق الترابية , أوه , لقد تاوزتها ببضعة أمتار! عادت تلك المسافة القصيرة الى الوراء , ثم تحولت الى تلك الطريق الضيقة التي لا تكاد تتسع لأكثر من سيارة واحدة , وصلت بعد دقائق معدودة الى تقاطع الطرق الذي أخبرها عنه جاك , فأنطلقت على تلك الطريق المستقيمة بين حقول القمح وكروم العنب ,وبمجرد تجاوزها قرية بليك الصغيرة , خففت أيلاين من سرعة السيارة وأخذت عيناها تبحثان بشوق عن علبة بريد تحمل أسم دوروشيه.
أوه ! ما هذه الأصوات الغريبة التي تسمعها , ولماذا تهتز بها السيارة على هذا النحو المزعج وكأنها تحتضر , توقفت... قفزت مترين الى الأمام , وتوقفت مرة أخرى , فيما أصبح صوت المحرك أشبه بالحشرجة , تطلعت بسرعة الى مؤشر الوقود , فتبين لها فورا مدى الجفاف الذي يعاني منه المحرك , أستخدمت القطرات القليلة الباقية في الأنابيب , التي تنقل الوقود من الخزان الى المحرك ,ووضعت السيارة الى جانب الطريق.
منتديات ليلاس
ضحكت بصوت عال, وهي تضع المفاتيح في جيبها وتهم بالخروج من السيارة , لماذا التسرع يا أيلاين؟ ولماذا لم تتأكدي قبل أنطلاقك من شامبورتن , من أن كمية الوقود كافية لمثل هذه الرحلة الطويلة؟ ألا يقال أن في العجلة الندامة , وفي التأني السلامة؟ لا شك في أن أقرب محطة للوقود لن تكون ألا في بليك , التي تبعد عنها الآن أكثر من كيلومترين ,ولكن بلفين ستكون أقرب اليها من بليك , وعليه, فالتوجه اليها سيرا أفضل من العودة الى تلك القرية الصغيرة وأضاعة المزيد من الوقت.
لم تشعر أيلاين بالتبدل المفاجيء في الطقس , ألا بعدما خرجت من السيارة وأقفلت بابها , تحولت سحب الصيف الرمادية الخفيفة , التي شاهدتها قبل بعض الوقت , الى غيوم كثيفة سوداء تحجب نور الشمس عن معظم تلك المنطقة , آه من هذا الحر الشديد , ومن هذه الرطوبة المرهقة! لا بأس , ستمشي ببطء كيلا ترهق نفسها كثيرا ... وستحاول الأحتماء قدر الأمكان بظلال الأشجار القريبة , وفجأة... لمع البرق وهدر الرعد , فبدا وكأن عاصفة هوجاء ستهب بين لحظة وأخرى.
أسرعت الخطى بأتجاه بلفين, على أمل الوصول اليها قبل هبوب العاصفة , وما أن وصلت الى بداية الممر وشاهدت علبة البريد الخشبية الخضراء التي تحمل أسم دوروشيه , حتى أرعدت السماء مرة أخرى.... وأنهمر المطر , ركضت بأتجاه البيت الأبيض , الذي بدا أمامها كقلعة صغيرة على بعد مئات من الأمتار , كانت الطريق اليه صعودا , فأضطرت أيلاين للتوقف عن الركض مرات عديدة بهدف ألتقاط أنفاسها , وفي أثناء ذلك , تواصل البرق والرعد وهطول الأمطار الغزيرة ... وكأنما السماء تصب جام غضبها عليها وحدها.



اماريج 02-03-11 09:31 PM

ولما أقتربت من البيت وشاهدت سيارة السيتروين , شعرت ببعض الأرتياح , سيكون بيار الآن أما في الداخل , أو في مكان ما من أرضه يتفقد كرومه وبساتينه , وعندما رأت الباحة الخارجية للبيت التي حولتها المياه الغزيرة الى بركة كبيرة , تذكرت أنها تبدو الآن وكأنها خارجة من بحيرة غطست فيها بكامل ثيابها , دقت على الباب الخشبي وأنتظرت بضع لحظات , ثم دقت مرة أخرى.... ولكن دون جدوى , فتحت الباب ودخلت
وهي تنادي بصوت عال الى حد ما:
" بيار! بيار!".
لم يجبها أحد , ولكنها سمعت صوت ماء يتدفق في مكان ما من الجهة اليمنى , أقتربت من مصدر الصوت بخطى بطيئة حذرة , فوصلت الى باب مفتوح يؤدي الى غرفة كبيرة لا بد وأنها المطبخ , سقفه من خشب السنديان , وجدرانه الحجرية مطلية بلون بني خفيف للاية , وفي أحدى زواياه فرن كبير مبني من القرميد الأحمر الداكن.... فيما يحتل مقعدان خشبيان جانبي الزاوية المقابلة.
منتديات ليلاس
وشاهدت أيلاين على الطاولة الخشبية المستطيلة بقايا وجبة طعام لشخص واحد... بما في ذلك نصف رغيف خبز , وقطعتان من الجبنة الصفراء , وصحن لا تزال عليه آثار اللحم المقلي , وأشلاء كوب مبعثرة هنا وهناك , رفعت نظرها الذي تسمر على قطع الزجاج المتناثرة ,وتطلعت نحو النافذة حيث صوت الماء المتدفق بقوة , أوه ! رأت بيار, الذي لم يشعر بدخولها , واقفا قرب مغسلة المطبخ واضعا يده تحت المياه المندفعة من الحنفية ... كان يشتم بصوت منخفض , ركضت نحوه
وهي تسأله بلهفة:
" بيار! ماذا فعلت بنفسك؟".
قفز من مكانه كمن أصيب بعيار ناري , وأدار وجهه نحوها محدقا بذهول وأستغراب .... فيما أبقى يده الجريحة تحت الماء , سألها بحدة:
" كيف وصلت الى هنا؟".
ثم وضع يده الأخرى على جبينه , وأضاف بلهجة ساخرة:
" رباه! لا تقولي لي أنني بدأت أرى أشياء غير موجودة! هل أنت هنا حقا , أم أن الجرح أعمى بصيرتي وشل تفكيري وقدرتي على أستيعاب الأمور؟".
" لا, أنت لست واهما على الأطلاق , فأنا هنا ,وقد أتيت بسيارة البيجو حتى منتصف الطريق تقريبا بين بليك وبلفين.... ثم سرت بقية المسافة".
" وهل هذا هو الوقت المناسب للرياضة؟".
" لم أكن أفكر قط بالرياضة ,ولكنني أضطررت لمتابعة الطريق سيرا... بسبب نفاذ الوقود من السيارة".

قهقه بيار ضاحكا ,وقال بأستهزاء واضح:
" هذه أنت.... هذه أنت, يا عزيزتي , لا تفكرين أطلاقا".
" ما بك, يا بيار؟ هل تهذي؟".
أشار الى الجرح العميق في راحة يده ,وقال:
" ربما.... الى حد ما... ولكن هذا الجرح اللعين أيقظني من ذهولي وهذياني".
تأملت ذلك الجرح برعب وألم شديدين ,وبدا لها أن دماء حبيبها ستنضب , صرخت به مذعورة:
" أوه , يجب تضميد الجرح فورا , أين صندوق الأسعافات الأولية؟ أين هو؟ أخبرني وأنا أحضره , يجب وقف الدماء التي تسيل بقوة! رباه! أن لم نعمل على تضميد الجرح حالا , فسوف تموت!".
علق على لهفتها وأرتباكها , بسخرية لاذعة مريرة:
" ستتضايقين كثيرا أذا حدث ذلك , أيتها العزيزة!".
" أوه, طبعا ,من المؤكد أنني سأتضايق كثيرا , بيار, ألا تعرف أين يمكنني أيجاد صندوق الأسعافات الأولية ؟ يجب وقف هذا النزيف الحاد فورا , وقبل أن أنقلك الى المستشفى".
تمتم بصوت ضعيف, قائلا:
" لا يهم... لا يهم, كما أنه ليست عندي أشياء من هذا القبيل".
"ولكنها أشياء ضرورية لا بد منها , وأنا متأكدة من أن لديك بعضها في مكان ما ,أوه , ماذا سأفعل يا ربي؟".
تطلعت حولها بهلع واضح , بحثا عن أي شيء يساعدها على لف يده , شاهدت منشفة قطنية على الجدار القريب , فأخذتها بسرعة ومزقت منها رباطا ... ثم قالت له:
" ضع يدك مرة أخرى تحت الحنفية".
وأضافت بعد لحظات وجيزة:
" أهدأ الآن قليلا كي ألف الرباط حولها بأحكام".
منتديات ليلاس
لم تكن العملية سهلة كما تصورت , ولكنها أنهتها بنجاح ,وقالت:
" يا للغباء! لماذا لا توجد أية أسعافات أولية , وبخاصة في بيت بعيد ومنعزل كهذا ؟ماذا كان سيحدث لك , لو لم أصل في الوقت المناسب؟".
وجه اليها سؤالا لا علاقة له البتة بكلامها , وكأنه لم يسمع أقوالها... أو سمعها وقرر تجاهلها, قال لها بهدوء , فيما كان يتأملها بعينين ناعستين:
" ما بالك مبللة هكذا؟".
" هبت الاصفة وأنا في طريقي الى هنا , من المكان الذي تركت فيه السيارة , ألم تسمع الرعد؟".
"بلى".
أغمض عينيه فجأة وتمايل في مكانه حتى كاد يهوي على الأرض , ولكنه أمسك بحافة الطاولة ,وقال:
" رباه, أنني أشعر بضعف شديد!".
" لا أستغرب ذلك أبدا , فقد أرهقت نفسك اليوم بالعمل .... ثم أكلت بنهم.. وفقدت كمية كبيرة من الدك, أجلس الآن لبعض الوقت , حتى أعد القهوة وأحاول أيجاد رباط أفضل من قطعة المنشفة القديمة هذه , هيا , دعني أساعدك , هل تؤلمك يدك كثيرا؟".
جلس على أحد المقعدين الخشبيين وهو يتمتم قائلا:
" أنا... تنتفض , وأشعر كأنها موضوعة في نار حارقة".
ثم نظر اليها , ومضى الى القول:
" أخلعي هذه الثياب المبللة جدا , قبل تعرضك......".
قاطعته بشيء من الحدة:
" وماذا تقترح علي أن أرتدي عوضا عنها ؟ لا شيء أم أنك تحتفظ هنا بكمية لا بأس بها من الثياب النسائية ؟ هل توجد عندك مثلا بعض الثياب ,التي تركتها هنا أحدى.... صديقاتك؟".
أبتسم ,ورد عليها مداعبا:
" هذا ما يسمى بمهاجمة الأنسان بعد وقوعه أرضا , ليست لدي أي ملابس نسائية , ولكن... يمكنك أرتداء أحد قمصاني , فسوف يغطي معظم أنحاء جسمك , ستجدين قميصا في غرفة النوم التي تقع فوق هذا المطبخ , هيا , أذهبي الآن وأفعلي كما أقول لك".
وضعت أبريق الماء على النار , وأحضرت كيس القهوة , ثم بدأت تنظف الطاولة وتجمع قطع الزجاج المتناثرة.



اماريج 02-03-11 09:33 PM

" هيا , يا أيلاين".
"حسنا , سأذهب بعد دقيقتين أخبرني كيف كسرت الكوب".
أفتر ثغره عن أبتسامة خبيثة ماكرة ,وقال :
" كنت أمتحن قوتي ".
ثم هز يده السليمة ,وقال لها مهددا:
" هل ستفعلين كما قلت لك, أم أنني سأضطر للقيام بهذه المهمة ... بنفسي؟".
ردت عليه بلهجة تجمع بين الجدية والمزاح , قبل خروجها من المطبخ على عجل:
" أوه, يا لك من رجل متسلط!".
منتديات ليلاس
صعدت السلالم الضيقة والحادة الأرتفاع , فوصلت الى ممر يؤدي الى غرفتين , دخلت الى غرفة النوم الفسيحة التي تقع فوق المطبخ مباشرة , فأعجبت بها كثيرا , ثمة نافذة واحدة ناتئة من السقف المائل , تمشيا مع شكل سطح البيت, فيما الجدران الحجرية مطلية بلون أصفر شاحب , الأثاث بسيط للغاية ... فهناك سرير مزدوج كبير , وصندوقان خشبيان للثياب والأمتعة, وسجادتان قديمتان تغطيان معظم الأرضية الخشبية وتتناسقان من حيث الألوان مع الستائر.
قالت أيلاين لنفسها ,وهي تغير ثيابها المبللة , أنها قادرة على تحويل هذا المنزل الجميل الى بيت جذاب رائع يكون أكثر دفئا وحنانا من قصر شامبورتن ... الذي يشبه المتاحف المليئة بالتحف القديمة والنادرة , فتحت درجا وهمت بأخذ أحد قمصان بيار الزرقاء , فأنتبهت الى شرود أفكارها نحو أتجاهات بعيدة كل البعد عن الحقيقة والواقع, ما بها؟ هل جنت؟ كيف تسمح لمشاعرها وأحاسيسها بالأندفاع الى هذه الدرجة ,وهي ان تعيش هنا في بلفين؟ لم يطلب منها أحد في الأساس أن تقيم هنا , كما أنها لم تكن تعلم من قبل أن بيار يسكن في هذا المنزل!

أعترضت أفكارها على محاولاتها المتكررة للحد منها والسيطرة عليها , وسبحت في بحر من الخيال والأحلام , أوه, كم يسعدها أن تقيم في هذا البيت... وتنام في هذا السرير الكبير , وتستيقظ على زقزقة العصافير ...وتتنشق عطر الطبيعة والحرية! وقفت أمام النافذة ,وبدأت تخطط للحديقة التي تريدها والأزهار التي تحبها , الياسمين هنا , القرنفل هناك ,والورود.... آه ما أروع الورود وأطيب شذاها!
هزت رأسها بعصبية لتستفيق من ذهولها وأحلامها ,وأوعزت الى قلبها بالأبتعاد عن العواطف والخيال... ومواجهة الواقع المر! هل يريدها بيار هنا؟ لا, وألا لكان دعاها الى مرافقته ,لا يريدها... يرفضها , وهذه هي حقيقة ثابتة لا تقبل الشك , لماذا لم يخبرها عن بلفين ,أو عن أنتهاء عمله في شامبورتن؟
وضعت ثيابها المبللة على كرسي لتجف , ثم أخذت أثنين من مناديله البيضاء النظيفة , لتستخدمها كضمادة ... ونزلت الى المطبخ , كان الماء يغلي في الأبريق , فأعدت القهوة... ووقفت أمام بيار النائم, تتأمل وجهه الشاحب بعض الشيء , جاشت عواطفها أتجاهه, وأحست برغبة قوية لتطويقه بذراعيها ... وتسريح شعره بأصابعها.
ولكنه مقطب الحاجبين عاقد الجبين , وكأنه يتألم حتى في نومه , جلست قربه ووضعت يدها على يده السليمة , فخافت وقلقت , لماذا هذه البرودة وهذا الأصفرار ,وأين هي حرارته المعتادة وحيويته الدائمة؟ هل أصابه الجرح العميق والنزيف القوي.... بصدمة؟
همست في أذنه بصوت مرتبك:
" بيار! بيار! هل أنت بخير؟".
لم يفتح عينيه أو يتحرك من مكانه , عندما سألها متمتما:
" ما.... ماذا؟".
" هل تؤلمك يدك كثيرا؟ أليس من الأفضل أن آخذك الى المستشفى لتضميد الجرح بطريقة مناسبة؟".
"لا, لا حاجة لذلك".
لمعت عيناه ببريق ساخر مرح , عندما فتحهما لفترة وجيزة , ثم أبتسم وقال:
" وكيف يمكنك الذهاب الى مستشفى أنجولام , وأنت ترتدين قميصي؟".
أنه على حق .. كعادته, فذهابها يوم أحد على هذا الشكل الى مستشفى في بلدة صغيرة , سيجذب الأنتباه ويثير موجة عرمة من الثرثرة والأنتقاد
قالت له بلهفة:
" ولكنني قلقة عليك, فالجرح كبير وعميق , وجسمك بارد جدا".
" ليس كبيرا كما تعتقدين , فحصته أثناء وجودك فوق ,فتأكد لي توقف النزيف ... وأعتقد أنه سيلتئم بطريقة ملائمة وخلال فترة قصيرة".
منتديات ليلاس
ثم أستوى في جلسته ,وأضاف بلهجة أكثر مرحا وحزما:
" ستساعدني اقهوة بالتأكيد , أكثري السكر في فنجاني , فأنا أحبها حلوة المذاق , ستجدين الفناجين والملاعق في ذلك الجانب من خزانة المطبخ".
حدقت به بضع لحظات , فيما كانت تخيم على نفسها غمامة من شعور غريب بفقدان الأمل والرجاء , أين يوم أمس وليلة البارحة ؟ ماذا حل بهما؟ هل كانا حقيقة أم خيالا؟ أحست وكأنها لم تستلم منه تلك الوردة الحمراء مع فطور الصباح,ولم تركب أمامه على دراجته الهوائية , ولم....
قال لها بصوت هادىء:
" القهوة , يا أيلاين , أن لم يكن لديك أي مانع".
آلمتها كثيرا لهجته الساخرة , التي بدت كخنجر حاد يطعنها به دونما أي داع أو سبب , أسرعت نحو أبريق القهوة ,وهي تتذكر أنها لم تقدم أبدا طوال الأشهر القليلة التي عاشتها في شامبورتن على أعداد قهوته أو طعامه... وهو ما ينتظره الرجل عادة من زوجته, حتى مع وجود الخدم في البيت , ألا توحي كلماته الآن , بأنها كانت تأنف من القيام بمثل هذه الأعمال الزوجية العادية؟
وضعت يدها على فمها, لتمنع نفسها من الرد عليه بلهجة مماثلة , ولكن عينيها أغرورقتا بالدمع , لأنهما يبتعدان عن بعضهما على ما يبدو... عوضا عن ردم الهوة وأعادة الوفاق , صبت القهوة في الفنجانين الكبيرين وهي تلاحظ أنحسار العاصفة وتوقف المطر عن الهطول , قدمت له فنجانه , ثم وضعت الصينية على الطاولة وجلست على الشق الثاني من المقعد , لتشرب قهوتها وتتذكر سبب حضورها الى بلفين
قال لها بيار بعد قليل:
" لا بأس أطلاقا, لم أتوقع من شابة عاشت معظم حياتها في بريطانيا ,أعداد مثل هذه القهوة الفرنسية الجيدة, أريد مزيدا من القهوة , أذا سمحت".
منتديات ليلاس
تطلعت نحوه بأنفعال لتقول له أن يحضر قهوته بنفسه ,لأنها ليست خادمته ,ولكنه كان ينظر عابسا الى يده الجريحة ,ويهز رأسه ,خف غضبها فجأة , وحلت محله رغبة قوية في مساعدته والسهر على راحته , أخذت الفنجان الفارغ ,وتوجهت صامتة الى الجهة المقابلة من المطبخ ,وما أن صبت القهوة وأعادت الفنجان اليه ,حتى تذكرت الهدف من وراء حضورها الى بلفين
قالت له:
طأتيت اليوم لأسألك عن شي ما يا بيار".
" ألم يكن بالأمكان الأنتظار حتى الثلاثاء ؟ سأحضر الجنازة , كما تعلمين ,ولكن... هل قررت عدم الأنتظار الى ما بعد الجنازة؟ هل قررت العودة غدا كما كنت تنوين سابقا لأن خالك لم يعد بيننا.... ولم تعد هناك بالتالي أي حاجة للأدعاء والتظاهر؟".



اماريج 02-03-11 09:33 PM

لم تعد هناك أي...! أرتجفت يدها , فأضطرت لوضع فنجانها على الصينية , لماذا تنسى بأستمرار أن ما حدث بينهما , لم يكن ألا مجرد تظاهر بالمصالحة؟ مصالحة وهمية زائفة... لم تعش سوى ساعات قليلة ,عوضا عن الأيام أو الأسابيع التي أوحى بها أول أمس , مصالحة مزعومة....وافقت عليها بتردد ,نظرا لأقتناعها من صميم قلبها بأنها ستنهار في لحظة مجنونة كهذه... وفي وقت كانت تحلم بتحول الأدعاء الى حقيقة ثابتة , قالت له بصوت ضعيف حزين:
" لا, لن أعود الى لندن غدا كما كنت أنوي سابقا , سأحضر الجنازة , ولكننا لن نجد أثناءها الوقت الكافي للتحدث".
علق على كلامها بحدة وتأفف واضحين:
" فهمت الآن ماذا تعنين ,أنت تريدين الآن جوابا على مطالبتك بالطلاق".
شرب جرعة من قهوته , ثم مضى الى القول:
" فكرت طويلا بهذا الموضوع , وقررت أخيرا أفساح المجال لك للبدء في معاملات الطلاق".
نزلت جملته كالصاعقة على رأسها ,وشعرت بأن الصدمة المذهلة قد تفقدها وعيها بين لحظة وأخرى , أحست بنظراته الحادة والجافةتلسع وجهها الشاحب , وتذيب رباطة الجأش التي حاولت التحلي بها ,كان الطلاق اللعين آخر موضوع يمكنها التفكير به , عندما تحمست للحضور الى بلفين
سألته بصوت متهدج:
" وما هي الأسس التي يمكنني الأعتماد عليها , للمطالبة بهذا الأمر؟".
نظر اليها بعصبية , ثم هز كتفيه وأجابها بلهجة باردة جافة:
" الأسس التي تناسبك , أتصور أنك لن تجدي أي صعوبة تذكر في هذا المجال , أذا أستعنت بمحام قدير , لماذا الدهشة والأستغراب؟ هل بدأت تعتقدين أنني لن أوافق أبدا على الطلاق ,أم أنك غيرت رأيك مرة أخرى؟".
أحنت رأسها قليلا , لأنها لم تعد قادرة على تحمل سهام السخرية المنطلقة من عينيه وشفتيه , أخذت نفسا عميقا , ثم تمتمت قائلة:
" أنها حقا كلمات مثيرة للدهشة , فبعد ليلة أمس.........".
خنق الأمل والذهول المروّعان بقية الجملة في حلقها , فكادت تقفز من مكانها وتفر هاربة من هذا الوضع المرهق للنفس وللأعصاب, لا, لن تفر مرة أخرى... فقد شبعت فرارا وهروبا , وشبعت تهربا من مواجهة المصاعب في حينها! ستبقى لتعرف كل شيء
لما في ذلك النهاية المرة والحزينة التي بدأت تتوقعها , سألها ببرودة:
"ماذا حدث لياة أمس؟".
عصر الألم قلبها , لأنه يسألها عما حدث! قالت له بصوت مرتجف:
" أنت تعرف جيدا ماذا حدث يا بيار".
"حقا؟ لم ألاحظ أو أدرك أن للحب علاقة بما جرى , تصورت أن ما حدث بيننا ليلة أمس , جاء تلبية لرغبات معينة كان كل منا بحاجة اليها , تصادف وجودنا معا في غرفة واحدة , فتمت الأمور اللاحقة بصورة طبيعية ,وكل ما في الأمر , أن زواجنا الذي لا يزال قائما حسب الأوراق والمستندات... أضفى الصيغة القانونية على ما قمنا به".
منتديات ليلاس
أستشاطت أيلاين غضبا وسخطا , من جراء الأهانة الحقيرة التي أوحت بها كلماته القاسية اللاذعة , أنه ينتقم الآن مما قالته له أمس , تبا له! أحست برغبة للأنقضاض عليه ... لصفعه... لغرز أظافرها في وجهه, ولكنها تذكرت ما حل بها في مناسبات مماثلة سابقة, تمكنت بعد قليل من القول له:
" ولكن كيف يمكنك التحدث اليوم عن الطلاق؟".
" لأن هذا ما تريدينه , أيتها الحبيبة , هل نسيت كلامك لي يوم الجمعة؟ ألم تذكري أنك لست بصدد المصالحة معي... وبأنك تريدين الطلاق ...وبأن ما من شيء , بما في ذلك أحتمال حرمانك من أرث خالك, سيثنيك عن رأيك؟ الآن, توفي خالك ولم يعد هناك أي مجال لجرح مشاعره أو تغيير وصيته ,وبناء على ذلك , فأنا أفعل الآن ما يوافقك ويناسبك.... ويرضيك ,ها قد وافقت أخيرا على رغبتك في الطلاق , فلماذا الأستغراب؟".
لم تشعر هذه المرة بسخريته المعتادة , فقد تحدث بصدق وهدوء مذهلين , تأملته أيلاين وهو يسند رأسه ثانية الى حافة المقعد الخشبي , ويغمض عينيه عابسا متوجعا , قالت لها مارجريت أن شيئا يقض مضجعه ويحزنه ,وها هي ملامح وجهه تثبت ذلك بشكل قاطع. بدا حزينا حتى اليأس وكأنه يعكس شعورها عندما سمعت كلام سولانج.... وفرت عائدة الى لندن , أحست بأن حزنه المحتمل يحزنها , والألم الذي ربما يشعر به يؤلمها ويحز في نفسها
سألته بأرتباك واضح:
" ولكن... هل الطلاق هو... هو ما تريده.... أنت؟".
فتح عينيه ببطء شديد , ثم قال لها برقة ونعومة:
" أريده, أذا كان سيسعدك , فكل ما أريده , وأردته دائما ,هو أسعادك".
بصيص أمل .... وشعاع رجاء! عاد الأحمرار تدريجيا الى وجنتيها
وهي تسأله:
" هل هذا يعني..........".
قاطعها صوت نسائي ناعم , ينادي من الممر الداخلي:
" مرحبا يا بيار!بيار؟ أين أنت؟ أرجو أن تكون هنا , وألا فستذهب رحلتي أثناء العاصفة هياء ,أوه, يا لها من عاصفة هوجاء!".
تجمد الدم في عروق أيلاين , وأحست برعشة قوية , وعندما عرفت صاحبة الصوت , أستدارت بسرعة نحو الباب , وحدقت بذهول بالغ, كانت سولانج بورجيه واقفة في الباب بكامل أناقتها ,ووراءها رجل طويل القامة أشقر اللون... وذو لحية حمراء.

نهاية الفصل السادس



اماريج 05-03-11 06:53 PM


7_ أمس, واليوم , وأبدا....

مرت لحظات صمت عصيبة , والشخصان الجالسان يحدقان بالأثنين الواقفين في الباب بطريقة تدل على الأستياء من هذه الزيارة المفاجئة, ثم وقف بيار وقال للزائرة بصوت ناعم عميق
بعد مسارعته الى أخفاء يده الجريحة في جيب سرواله:
" أهلا وسهلا , يا سولانج,لم أتوقع حضورك بمثل هذه السرعة ".
تقدمت نحوه بذراعين مفتوحتين , وأبتسامة مشرقة, ثم وضعت يديها على كتيه وخدها على خده ...حسب الطريقة الفرنسية , وقالت:
"أوه , يا صديقي العزيز , كم أنا مسرورة برؤيتك".
منتديات ليلاس
ثم أستدارت نحو الرجل الذي دخل وراءها ,وقالت له:
" تعال , يا بيورن , لأعرفك على صديقي العزيز جدا....بيار دوروشيه".
حولت نظراتها بسرعة نحو أيلاين , التي ظلت جالسة على المقعد وكأنها قطعة من الجليد , وأضافت بلهجة ساخرة خبيثة:
" وأيضا على من كنت أظنها... حتى الآن ... زوجته ذات الطباع الغريبة , أيلاين".
أحنى العملاق الأشقر رأسه أحتراما ,وقال:
" أنا بيورن بيولينج , ويسرني التعرف عليكما".
رد عليه بيار بتهذيب مماثل:
"على الرحب والسعة , تفضل , أجلس ,أيلاين , هل من الممكن أعداد المزيد من القهوة؟".
" نعم, نعم, طبعا".
حملت الصينية بشيء من الحدة ,بعدما لاحظت أن سولانج تتأملها بأستهزاء ... وحقد , وضعت الماء على النار وأصغت بأنتباه بالغ , كي تسمع كل كلمة يقولها الآخرون , أستهل بيار الحديث بالقول:
" متى عدت من باريس , يا سولانج؟".
" في وقت متأخر من ليلة أمس, أنا آسفة جدا , أيها الصديق العزيز, لعدم تمكني من مقابلتك لك المرة , وآمل في ألا يكون غيابي عن الشقة , قد تسبب لك بأي أزعاج , قالت لي السيدة أولات أنك كنت متضايقا قليلا من شيء ما , فقررت الحضور اليك في أسرع وقت ممكن".
أحست أيلاين بالغيرة تطعنها في الصميم ,وتخلف جرحا عميقا في قلبها وعواطفها وكرامتها , لماذا توحي كل كلمة تقولها سولانج بوجود علاقة حميمة تربطها مع بيار ؟لماذا؟.... سمعت زوجها يعلق بكلام هادىء على تلك الجملة
ثم يحاول أبعاد الحديث عن المواضيع الشخصية:
" لا, لم أشعر بأي أنزعاج على الأطلاق, هل أنت في أجازة هنا , يا سيد بيورلينج؟".
" لا يمكن وصف أقامتي هنا على هذا الوجه بالتحديد, فأنا فنان أيضا ,وأنتقل بين هذا البلد وذاك".
تدخلت سولانج على الفور , عندما أحست بتردد رفيقها الناجم عن عدم طلاقته بالفرنسية , وقالت:
"ألتقينا في العام الماضي ,في أستوكهولم , أتصل بي هذه السنة ليقول أنه آت الى باريس , ويحب مشاهدة بعض المدن الأخرى وأجزاء معينة من الريف الفرنسي , ذهبت الى العاصمة لأستقباله , ودعوته الى الأقامة هنا بعض الوقت , ويأمل بيورن في التوجه الى أسبانيا , في فترة لاحقة".
لاحظت أيلاين , أو هكذا تصورت , أن سولانج تحاول أسترضاء بيار.... وكأنها تريد أقناعه بعدم وجود أي علاقة تربطها بهذا الرجل السويدي, تماما كما تفعل أي أمرأة مع حبيبها الغيور عندما يكتشفها مع رجل آخر , تطلعت بسرعة نحو بيار للتأكد من ردة فعله , فبدا لها غاضبا الى حد ما , حولت نظرها بالسرعة ذاتها الى بيورن , فلاحظت أنه يشعر بشيء من الأحراج والأرتباك , لم يعلق بيار علىالمعلومات المتعلقة باللقاء والدعوة وأحتمالات السفر , فعادت سولانج الى المواضيع الشخصية والخاصة
سألته بغنج ودلال:
" لماذا أتيت لزيارتي أمس؟".
" لأستعيد بعض الأشياء الخاصة بي, والتي أعتقد أنني نسيتها في شقتك".
تظاهرت سولانج بالدهشة , وهي تسأله بهدوء:
"أشياء تخصك؟ وهل توجد عندي أشياء كهذه؟".
منتديات ليلاس
" طبعا! هل نسيت؟ عندما زرتك في أحد أيام الشتاء لشراء أحدى لوحاتك الفنية الجميلة , تركت قفازين وقداحة وعلبة سكائر على طاولة صغيرة في القاعة , وقد شاهدتها أيلاين في وقت لاحق من ذلك اليوم نفسه".
وضعت أيلاين الفناجين الأربعة على الصينية وتطلعت نحو سولانج
التي نظرت اليها بتحد واضح وسألتها:
" حقا, يا أيلاين؟لماذا , أذن , لم تأخذي تلك الأشياء لدى مغادرتك شقتي؟".
سؤال في محله ... ولكن كيف ستتمكن من الأجابة عليه بحضور رجل غريب ؟ لاحظت نظرات الأستهزاء في عيني بيار
فقالت وهي تدير وجهها نحو أبريق الماء:
" لم أفكر حينئذ بهذا الأمر".




الساعة الآن 03:04 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية