-اذا لم تكن موجودة ، فقد تكون الانسة درو قد وضعتها فى مكان ما . مثل هذا التفكير السليم كان له تاثير مهدئ عليها 0 -اعتقد ان هذا ما حدث فعلا 0 وتبعته الى المكتب الخارجى ، ولكن طاولة الانسة درو ، للاسف كانت مطفئة ، ولم يكشف التفتيش فى بعض الخزائن المفتوحة عن شئ . لم تلاحظ سارة انها كانت تقف خلف مارك فينويك مباشرة بينما هو يدقق فى كل زاوية وركن ، وهى تتطلع بلهفة من فوق كتفيه وهو يفتح كل باب ، الى ان التفت وشاهدها ، وكاد ان يوقعها 0 -الا تثقين بى ان افتش جيدا يا سارة ؟ ومد يده ليمسك بها . واصابعه هذه المرة بعيدة عن اللطف . وشعرت وهى قريبة منه بالرجفة . وعندما رفعت عينيها لتلاقى عيناه ، كانت متاكدة انها تغرق فى بحر رمادى بارد 0 -كانت امى تقول ان الرجل لا يستطيع التفتيش جيدا 0 -هذه الافكار القديمة تزعجنى . فلو ان النساء لم يكن مغرمات بترديدها ، لكانت ماتت منذ زمن بعيد 0 -اسفة .... -اتساءل : اخبرينى انسة تشاو ، هل تتركين العنان لطبيعتك المضحكة هكذا دائما -كان ... من المهم ان اجد حقيبتى 0 -لم اكن اشير الى حقيبتك السخيفة الصغيرة ، انسة تشاو . اننى فقط اشير الى مدى ما تسمحين به لتهورك ان يحملك . فقدت حقيبتك فتهرعين الى هنا ، دون مراعاة ظروف الاخرين ! |
-اوه ، ولكن .... لا تقدر ماذا يعنى ان يفقد المرء ماله ، يا سيد فينويك 0 -ربما لا ، فليس من المفروض ان افهم . ولكن قد يعلمك هذا ، ان لا تضعى كل ما تملكينه فى حقيبة واحدة فى المستقبل 0 -اجل .... انا اسفة لاننى كنت سببا لازعاجك . اعدك ان لا يحصل هذا ثانية 0 وابتعدت عته . تهم بالذهاب 0 منتديات ليلاس -انتظرى لحظة ! ووصل الى الباب قبلها ، ووقف فى طريقها 0 -اذا كنت لا تملكين مالا ، فليس لدى خيار سوى ان اوصلك الى منزلك . ومن الافضل ان اشترى لك شيئا تاكليه 0 -لا ... ! ووقفت سارة متسمرة فى مكانها بذهول . فكلماته الصحيحة اصابتها بالذهول ، ولكنها كرهت طريقة تكبره . وبجهد استطاعت ان تمنع نفسها من اظهار رفض اكثر حدة . فربما لم يقصد ان يكون مستخفا بها هكذا . وقالت مرة اخرى : لا .... لا استطيع ان اتركك تفعل هذا ، وكما قلت سابقا ، استطيع تدبير امورى 0 -سارة ! وفرى على عذاب الوقوف مستمعا لثرثرتك . اقول لك اننى لا اتصرف هكذا حبا بالخير . فانا اشعر برغبتى فى السخرية من النساء بشكل عام هذا المساء ، وبامكانى ان اعكس شعورى عليك 0 |
وخرج الكلام منه باردا ، وقاسيا . هل يمكن لامرأة ان تكون سببا لمثل هذه السخرية ، ام ان يومه كان سيئا ؟ وبدات تقول " ما زلت لا اعتقد ..... " وجذبها بيدها بطريقة مذلة نحو المصعد ، واصابعه تشد على ذراعها لدرجة شعرت انه بدا يمارس عليها رغبته التى تكلم عنها منذ قليل 0 -توقفى عن التلوى ، وتوقفى عن الغمغمة والاحتجاج ايضا 0 كانت سيارته متوقفة فى مكانها المخصص ، وفتح لها الباب ، ودعاها للدخول . واغلق الباب بهدوء ، بحركات متمهلة ، وكانما خروجه مع موظفة شابة لتناول الطعام امر عادى 0 كانت الشوارع مظلمة ، ولاحظت انهما يشقان طريقهما نحو ناحية " وست اند " . وتطلعت بفضول الى الاضواء اللامعة التى يمران بها . وشعرت بالتوتر . وكانت على وشك الاحتجاج بانها لم تكن ترتدى الثياب اللائقة ولكنها تراجعت حتى لا تعطيه فرصة اعطاء ملاحظة اخرى 0 وكما كانت تخشى ، فالمطعم الذى اخذها اليه لم يكن مطعما رخيصا او شعبيا ، وارتابت فى انه فعل هذا متعمدا ، كان يشبه البهو الكبير ، يظهر عليه الفخامة ، وجدرانه مغطاه بالرسوم ، ومقاعده مخملية سوداء لامعة ، وطاولاته من الستيل . اجمالا كان جوه ممتازا باناقته . ولاحظت السهولة التى استطاع بها مارك فينويك ان يجتذب الاهتما اليه 0 -ارجو ان يكون اعجبك ، انسة تشاو ؟ -اوه .... نعم . انه ..... -ما تحاولين قوله انك لم تدخلى مكانا مثله من قبل ، انك تجدينه مربكا لك قليلا 0 -حسنا .... -سوف تعتادين قريبا على هذا النوع من الاشياء . فالفتيات مثلك لا يبقين بريئات الى الابد 0 -سيد فينويك ! -لا تقلقى يا سارة . انه ليس بالمكان الانيق جدا ، ولكن الشبان يحبسون انفاسهم لرؤية هذه النوعية . لذا اعتقدت انه المكان المناسب لتبدأى به 0 ***** انتهى الفصل الثانى 0 قراءة ممتعة للجميع |
الفصل الثالث ** لا تلعبى بالنار ! ** شعرت سارة ببعض الحرارة بسبب توترها ، ففتحت زرين من اعلى بلوزتها ، كاشفة الخطوط الدقيقة لرقبتها الهيفاء 0 -بماذا نبدا ، سيد فينويك ؟ -لقد عرفتك منذ ساعات قليلة يا سارة ، ولكننى بدات اتساءل ما اذا كنت فعلا بريئة كما تبدين 0 -قد تعرف الفتاة كل شئ ، وتبقى بريئة . ولا يدعو هذا الموضوع للسخرية على كل الاحوال 0 -ليس اذا كان حقيقيا . فهو اول موضوع يتساءل الرجل عنه حول الفتاة 0 -لم اعلم ان الموضوع مهم هكذا 0 منتديات ليلاس ردت عليه بحدة وهى تشعر ان ليس من حقه السخرية من شئ يعتبر موضوعا مقدسا ، وليس لديه من عذر لان يتكلم معها بهذه الطريقة ابدا ، ومع ذلك لم تستطع انكار بعض الاثارة 0 فقد جعلها مارك فينويك تحس بنفسها – او به ، وليست متاكدة ممن ، اذا انها ليست متاكدة من انها تستمتع بهذه الاثارة 0 -اهدأى يا سارة ، انها فقط نوع من اللعب . بعض الاسئلة لا تحتاج ان تكون مباشرة ، وان تجيبى عنها . على الاقل حتى نعرف بعضنا اكثر وعلاقتنا تصبح هامة 0 |
خلف كلماته الناعمة ، بدا تهديد غامض ، وكانما هو يحذرها من انها لن تستطيع التهرب منه على الدوام . وانه قد ياتى يوم الحساب عندما يرضى باقل من الحقيقة . واسرعت بصرف مثل هذا الانطباع متذكرة انه من السخف التفكيرلا بهذه الطريقة حول مارك فينويك الذى يعلو عنها درجات لكونه مدير الادارة ، والذى لم تلتقه سوى منذ وقت قصير . وصداقتهما لن تكون صداقة عادية ابدا 0 -هل انت مرتاحة للسكن فى النزل ياسارة ؟ -ليس كثيرا ، ولكننى احاول ان احد غرفة للسكن فيها 0 -وهل تظنين انها فكرة جيدة ؟ -حسنا ، قد يجد المرء فيها حرية اكثر 0 -حرية من اجل ماذا ؟ -استطيع الخروج والعودة كما اشتهى 0 -حتى تتمكن من اقامة علاقة مع ذلك الصديق الذى ذكرتيه قبلا ؟ -قد لا يحب كل شخص مثل هذه الاشياء 0 -العديد يحبونها ، عاجلا ام اجلا 0 -وهل تحبها انت ؟ خرجت منها الكلمات قبل ان تتوقف لتفكر بمن تتحداه وشعرت بالدماء الحارة تندفع تحت بشرتها ، وتمتمت بسرعة بانها اسفة . وبدا انه مسرور اكثر من الانزعاج او الارتباك 0 -اعتقد اننى راشد كفاية لاعرف ماذا افعل 0 |
الساعة الآن 06:43 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية