10 – أيربندا ليست بعيدة أوقف آدم سيارته الروفر أمام المنزل ,دخل وألقى نظرة سريعة الى الدفتر قرب الهاتف ليتأكد من جدول مواعيده , ثم توجه الى الصالون الصغير حيث كانت والدته جالسة قرب النافذة تغزل الصوف. قالت بأبتسام: " صباح الخير , يا آدم ,كيف كانت الأمور معك هذا الصباح؟ ". أجابها ببرود وهو يرفع كتفيه : " لا بأس , وأنت ؟". " ذهبت لشراء بعض الحاجيات , باتريك بحاجة الى قمصان ". سألها آدم ببساطة كلية: "أين ماريا؟". " لا أعرف , لقد خرجت". " لم تسأليها الى أين ذاهبة؟". " لم أكن هنا". " هل رأيتها في الصباح؟". أحمرت جيرالدين وقالت: " طبعا ,لقد ... لقد تناولنا القهوة معا". أخذ آدم سيكارا أشعله وقال: " سأستعلم عن ماريا عند السيدة لاسي , ربما تعرف أين هي ". " هل هذا أمر مهم , يا آدم ؟ ستعود قبل موعد الغداء , أجلس لنتحدث". " عماذا ستتحدثين؟". قالت غاضبة: " أنت تعرف جيدا". منتديات ليلاس " عن ماريا وحادثة أمس؟". " نعم ,عن ماريا! ستعود معي الى أيرلندا". أجابها بقسوة : " كلا! كلا يا أمي ,لن تصطحبي ماريا معك الى أيرلندا". " آدم! هل جننت؟ لا يمكن لماريا أن تسكن هنا بعد.... بعد حادثة مساء أمس!". " لكن بلى, يا أمي , أذا كانت تريد البقاء فبأمكانها أن تبقى , هل فهمت؟". " آدم....". لكن آدم كان قد صار في المطبخ , كانت السيدة لاسي تضع الروستو في الفرن , فأبتسمت لدى رؤيتها الطبيب. فسألها فجأة : " أين ماريا؟". " ذهبت للتنزه, كان رأسها يؤلمها". " هل ستعود الى الغداء". " طبعا, وألا كانت أخبرتني". " أوه ..... سيدة لاسي.... هل سمعت ضجة مساء أمس؟". " لا أعتقد, يا سيدي". " شكرا , سأكون في الصالون الصغير أذا أحتجت لشيء ". عاد آدم الى أمه التي كانت تذرع الغرفة طولا وعرضا في توتر شديد , وجلس على الأريكة فسألته: " هل تريد أن تشرب شيئا , يا آدم؟". سكبت جيرالدين كأسا لآدم وقدمته له ثم قالت: " هل ترى.... هل ترى لورين غريفيتس؟". " أحيانا , نعم , لماذا؟". " هل ستتزوجها؟". " كلا". " كيف؟ هل غيرت فكرك؟". " كنت أعتقد ذلك من زمان , لكنني أريد مثل بقية الرجال أن أتزوج من أمرأة عفيفة وطاهرة ,حتى ولو لم أكن أنا هكذا! هل أوضحت كل الأمر؟". " لكن , آدم....". منتديات ليلاس " دعينا من الحديث الآن , سآخذ حماما قبل الغداء". جرع كأسع دفعة واحدة وخرج من الغرفة. أنتظرا ماريا حتى الساعة الواحدة والنصف قبل أن يقررا الجلوس للغداء , لكنهما لم يتمكنا من تذوق شيء , وخاصة آدم الذي كان قلقا ومتوترا. وجيرالدين شيريدان بدأت هي أيضا تقلق , ربما ما كان عليها أن تتحدث الى ماريا بهذه اللهجة , لكنها أمس , شعرت بغيرة الأمومة وهي ترى الفتاة في أحضان أبنها, فهي تحب ماريا محبة كبرى , غير أنها لم تكن قادرة على القبول بخروج آدم عن سلطتها. |
سألها آدم فجأة: " بم تفكرين , يا أمي؟ لماذا لم تأت ماريا الى الغداء؟". "لا....لا أعرف". " ماذا قلت لها؟ أريد أن أعرف". " آدم ! بالنسبة الى مساء أمس.....". " دعينا من هذه القصة الآن , لنتحدث عن الصباح , ماذا جرى بينكما؟". " لا شيء , لقد قلت لها ببساطة أن عليها أن تعود الى كيلكارني....". صرخ بصوت غاضب: " كيف! يا ألهي! لماذا قلت لها شيئا كهذا! الأمر لا يعنيك ". " آدم! لا يكلم الأبن والدته على هذا النحو!". " أكملي! ماذا بعد؟". " هذا كل شيء , فكرت بمصلحتك .... بمصلحتكما , لا يمكن لماريا أن تظل هنا!". " لماذا؟". " آدم , ماريا ليست بورين غريفيتس....". " لمن تقولين هذا الكلام!". رفعت السيدة شيريدان يدا الى جبينها وقالت: " آه , لا أشعر بأرتياح". تمتم آدم وهو يقيس نبضها: " أمي , أذا حدث شيء لماريا بسببك....". صرخت وهي ترتمي على المقعد: " آه ,كفى , كفى! لماذا أنت قاس مع والدتك؟". منتديات ليلاس رن الجرس , فترك آدم والدته وراح يفتح الباب , وأنتفض لرؤية لورين , أبتسمت له وقالت: "حبيبي! أنتظرت حتى الآن كي تأتي وتعتذر مني...". سألها آدم وهو يمرر يده في شعره: " ماذا تفعلين هنا يا لورين؟ لم يعد بيننا شيء". " لكن بلى, يا حبيبي , أين بأمكاننا الجلوس لنتناقش بأرتياح؟". تردد آدم وقاد لورين الى مكتبه , بلطف وحزم , دفعها عنه عندما كادت أن تعانقه , فزمت شفتيها وقالت: " أنت أنسان فظ , يا آدم , أتساءل أحيانا لماذا أحبك". وقف آدم , قرب النافذة , ينظر الى الحديقة أمام المنزل , وقال بجفاف: " أذا كان عندك شيء للقول , فبسرعة .....هيا ". " جئت أقول لك.... أنني قبلت طلبك". " قبلت ماذا؟". " أنني مستعدة للزواج منك , يا آدم , والسكن هنا , وبأمكانك أن تستمر في العمل بالمستوصف , أذا كنت ترغب بذلك". " لورين , أنتهى كل شيء .... بيننا ! قلت لك ذلك مساء أمس!". " آدم , لا يبدو أنك تفهم ,أنا مستعدة أن أفعل كل ما ترغبه....". " يا ألهي , لم أعد أحبك". " آدم , ليس هذا صحيحا". " بلى". " لن تعمل معي هذا الشيء". " وكيف تمنعينني من ذلك؟". " نحن مخطوبان منذ زمن طويل , بأمكاني ... أن ألاحقك في....". " آه لورين! أنت تستحقين الشفقة , لكن هذا يسيء الى صورتك وسمعتك!". " لماذا تتصرف هكذا معي؟ كنت أعتقد أنك كنت تحبني!". " وأنا أيضا كنت أعتقد كذلك, لقد طلبت يدك عشرات المرات عندما كنت ما تزالين مغرية بالنسبة اليّ, لكن لم يعد هذا واردا على الأطلاق , أنتظرت مدة طويلة ولم أعد مهتما بالأمر بعد الآن , الألفة تؤدي الى الكراهية أحيانا!". " كيف تجرؤ على هذا القول....". " لست أول أنسان في حياتك, يا لورين". " الآخرون لم يعنوا لي شيئا". " أنني آسف يا لورين , لكن لا فائدة بعد الآن". " هناك أمرأة أخرى في حياتك , أليس كذلك؟". " نعم , يا لورين , هناك أمرأة أخرى". " من هي؟ ماريا؟ هي بالذات , أليس كذلك؟ هل أدارت لك ظهرها!". قال بجفاف: " لا أنوي أن أناقش الأمر معك". " لماذا؟ أنها أمرأة مثل كل النساء , لا أكثر ولا أقل , أنك تميل الى الشابات اليانعات الآن؟". تمتم بقسوة وهو يفتل معصمها: " حذار , يا لورين". تمكنت لورين من التخلص من قبضته لكنها خافت وتوجهت الى الباب , ثم قالت: " أنا أشك بأنها تريدك بعد الذي أخبرتها به هذا الصباح!". " هل رأيت ماريا هذا الصباح؟ أين؟". " أنت مخنوق لتعرف, أليس كذلك؟". " من مصلحتك أن تقولي , يا لورين ". " حسنا , عظيم , كنت في السيارة صباح اليوم عندما ألتقيت بها , صعدت معي وأوصلتها الى الشارع العام". " في أي ساعة؟". " حوالي الظهر". " ماذا قلت لها؟". منتديات ليلاس " ليس مهما ما قلته". " لورين!". " قلت لها أننا سنتزوج , أنت وأنا". صرخ آدم بوحشية وقال: " يا ألهي!". أحتجت ثم قالت: " كنت أعتقد أننا سنتزوج". قال بلهجة أحتقار: " بعد مساء أمس؟". " كنت غاضبا مساء أمس , تصورت أنك ستغير رأيك....". قال وهو يفتح الباب بعنف: " لكن , لا , لم أغير رأيي , أخرجي من هنا , وألا خنقتك". |
بعدما ذهبت لورين , أتكأ آدم بتعب على مصراع الباب وراح يفكر الى أين ذهبت ماريا ؟ لماذا لم تعد بعد , تذكر المرأة في الهايد بارك وأحتل الخوف قلبه. عاد الى الصالون الصغير حيث جلست والدته فقالت: " أنها لورين غريفيتس , أليس كذلك؟ ماذا تريد؟". تردد آدم ثم رفع كتفيه وقال: " وأت ماريا صباح اليوم , وتكلمت معها". " أنت تسبب مشاكل لنفسك , هذا رأيي , ماريا تأخرت قليلا , لكنها عائدة , أنني أكيدة من ذلك". في الساع السابعة مساء فقد آدم الأمل , بعدما أتصل بجميع المستشفيات في الجوار من دون جدوى , صعد في سيارته وراح يبحث عن الفتاة. وبقيت جيرالدين شيريدان وحدها تذرع أرض المنزل ذهابا وأيابا بخطاها المضطربة , أختفاء ماريا يقلقها , لكنها مهمومة أكثر على أبنها , فآدم لم يعد يعتبر ماريا كقريبة مقربة , وهذا ما يصدمها , ليس بوسعها القبول بأن يكون أبنها الوحيد , الطبيب الشاب الطموح , مغرما بماريا , فهي لا تناسبه أطلاقا. أخرجها رنين الهاتف من هواجسها , وبما أن السيدة لاسي خرجت في عطلتها ككل نهار سبت أسرعت والدة آدم لترد على الهاتف , كانت ماريا على الخط. منتديات ليلاس صرخت بعد أرتياح: " ماريا ! يا ألهي , أين أنت؟ ماذا تفعلين؟". " أنا في البيت , يا جيرالدين ,في كيلكارني". " أنت تمزحين!". " أخذت طائرة بعد الظهر , بعد حديثنا هذا الصباح.....لقد.... من األأفضل , على ما أعتقد , آدم.... هل هو عندك؟". " كيف؟ آه, لا ! لا , ليس هنا". سكتت السيدة شيريدان فجأة , لا تريد أن تخبرها عن ردة فعل آدم لأختفائها , شكرا لله , ماريا في أيرلندا! كل هذه المغامرة أشرفت على نهايتها. قالت ماريا في خيبة أمل: " آه ! هل بأمكانك أن تقولي له أين أنا , وتطلبي منه أن يلغي تسجيلي في المدرسة؟". " طبعا , يا ماريا". " هل بأمكانك أيضا أن ترسلي لي حوائجي؟". " نعم , يا ماريا , والدك , ماذا قال عندما رآك بغتة؟". " تعرفين والدي , كان فرحا لرؤيتي , على ما أظن , لكنه الآن في القرية , الى اللقاء ,يا جيرالدين". " الى اللقاء , يا ماريا". أقفلت السيدة شيريدان سماعة الهاتف وأطلقت تنهيدة عميقة , من السهل أرسال حقائبها وألغاء تسجيلها في المدرسة , لكن ماذا سيقول آدم! عاد آدم بعد نصف ساعة , متعبا وخائر العزيمة. فأسرعت اليه والدته وصرخت تقول: " آدم! خبر مفرح! ماريا أتصلت منذ قليل". " أين هي؟". ترددت لحظة ثم قالت: " أنها في أيرلندا , في البيت , في كيلكارني". فوجىء آدم وذعر: " ماذا؟ ذهبت الى أيرلندا؟". " في طائرة بعد الظهر , قررت بغتة". " هل شرحت لك السبب؟". " كلا , كل ما قالته هو أن ذلك أفضل , أنها على حق ,أليس كذلك يا آدم! .... آدم ! ماذا هناك؟". منتديات ليلاس صعد الطبيب السلالم بسرعة ثم ألتفت الى والدته ليقول : " الغلطة غلطتك , وغلطة المخلوقة التي كانت هنا بعد الظهر". " آدم , لم أقل لها أن تذهب". " هذا لا يهم". لحقته جيرالدين بسرعة حتى غرفته , كان يخلع كنزته ويرتدي بزة فسألته: " ماذا تفعل؟". " أنا ذاهب الى أيرلندا لأعيد ماريا الى هنا". " آدم , هذا مستحيل! لكن , لماذا ؟ لماذا؟". " ليس الآن يا أمي , أتصلي بهادلي , وأطلبي منه أن يحل مكاني , حتى نهار الأثنين , قولي له أن الأمر يتعلق بأمور عائلية , لا أكثر ". " هل بأمكاني المجيء معك؟". أجابها بجفاف وبريق سخرية في نظرته: " لا أعتقد". |
أستيقظت ماريا بأنتفاضة , طرقات متواصلة وملحة على الباب , أشعلت الضوء ونظرت الى ساعة يدها , أنها الساعة الواحدة ليلا , من يطرق الباب في هذه الساعة , في قلب القرية؟ خرجت من سريرها وأرتدت مئزرا قطنيا , راحت الكلاب تنبح , ووالدها ينزل السلالم ,فتحت باب غرفتها بحذر وخرجت الى الممر على رؤوس أصابعها. رأت والدها ويرافقه كلباه , يفتح القفل ثم الاب. وظهر شبح رجل في الظلام. صرخ باتريك شيريدان غير مصدق: " آدم ! هل والدتك معك؟". قال آدم وهو يدخل البهو: " كلا, أنا وحدي". " هل حدث مكروه لجيرالدين؟". طمأنه آدم فواصل زوج والدته يسأل: " ماذا تفعل هنا في نصف الليل , الساعة تجاوزت الواحدة!". منتديات ليلاس " أعرف , لو لم تتعطل سيارة التاكسي من دابلين الى هنا لوصلت باكرا , لأنني أضطررت أن أمشي بقية الطريق على قدمي , أريد أن أرى ماريا". قشعريرة رعب أكتسحت الفتاة من رأسها حتى قدميها . " من الأفضل أن تنتظر الى نهار غد , يا بني , ماريا نائمة منذ مدة طويلة". صرخت ماريا وهي تهبط السلالم , وهي تعي أن شعرها مشعث ومئزرها قديم. " لست نائمة يا أبي....". رفع آدم عينيه اليها , فألتقت نظراتهما , وشعرت ماريا أنها تنهار أنفعالا , لكن السيد شيريدان بدا مزعوجا , وقال: " ماريا! الى السرير! في الحال! ليس الآن وقت الزيارات أو الأستقبالات! آدم ستراها في الغد صباحا". " كلا , يا باتريك! يجب أن أكلمها في الحال!". " أسمع يا آدم, نحن لسنا في لندن , أنما في كيلكارني , الحياة ليست عصرية هنا , وماريا ما تزال فتاة صغيرة....". " عمري 18 سنة , يا أبي". قال والدها بقسوة: " الى السرير يا ماريا ". أطاعت ماريا آسفة وعادت تتسلق السلالم , قم قال السيد شيريدان موجها كلامه الى آدم: " أما بالنسبة اليك , يا بني, فبأمكانك أن تنام على هذه الأريكة , سأجلب لك غطاء". منتديات ليلاس وافق آدم ودخل الى الصالون وأشعل الضوء وتفحص الأريكة , لن يكون نوما مريحا , لكن على الأقل , هو الآن هنا في كيلكارني , قرب ماريا. جلست ماريا على سريرها وسمعت والدها يتمنى ليلة سعيدة لآدم ,أطفأت ضوء غرفتها بسرعة , فلم تكن ترغب أن يأتي والدها ويصب عليها الأسئلة الحرجة , في كل حال هي تجهل سبب قدوم آدم الى كيلكارني. |
أنتظرت حتى عم الصمت من جديد في المنزل ثم فتحت باب غرفتها وهبطت السلالم , الكلاب كانت نائمة في البهو لكنها لم تنبح عندما مرت ماريا قربها , فتحت باب الصالون ودخلت. ضوء شحيح يضيء الغرفة وآدم ممدد على الأريكة , ولاحظت ماريا أن صدره العاري قد لونته الشمس بأشعتها. فتح عينيه عندما سمع الباب ينغلق وشاهد الفتاة. فسألها: " هل يعرف والدك أنك هنا؟". " كلا , أنتظرت حتى ينام من جديد". " ماذا سيقول أذا رآنا معا ؟ ما كان يجب أن تنزلي". " سيفكر الشيء نفسه الذي فكرت به أمك!". " ربما ,ماريا , علي أن أكلمك حول حادثة مساء أمس , لكن الوقت لا يسمح ولا الظروف". " لم لا؟ آدم , لماذا جئت الى هنا؟". " جئت لأراك , أردت .... أردت أن أشرح لك". " في ما يخص مساء أمس؟ لا أريد شرحا , أنه ظرف طارىء , ألم تقل هذا أنت؟ ويارتك ليست ضرورية , أنا أفهم جيدا , تريد الزواج من لورين ,أنا آسفة لأختفائي على هذا النحو". كان وراءها وهي تشعر بدفئه , قال بصوت مبحوح: " أخرسي! أخرسي والا ... وألا....". منتديات ليلاس أمسك بكتفيها وجذبها الى جسمه القوي وقال بشغف: " ماريا , أنا بحاجة اليك ...أريدك ....لا يمكنني أن أعيش من دونك". شعرت ماريا بدفء وحرارة وأنفعال , كلها تخترق جسمها , وضعت ذراعها وراء عنقه وأقتربت منه وهمست تقول: " آه , يا آدم , ألم تعد تعتبرني فتاة صغيرة شقية؟". عانقها آدم وهمس يقول: " أنا أحبك , بالنسبة الي لم تعودي فتاة صغيرة , يا ماريا". أحمرت ماريا بلطف , تناول آدم سيكارة من جيب سترته وأشعلها ثم لمس خدها الحار وسألها: " هل تعودين العودة معي الى أنكلترا؟". " لكنك تريد أن تتزوج من لورين". " لا أريد أن أتزوج من لورين . لا الآن.... ولا أبدا". كانت أصابع يديه تمتد الى جلدها الناعم وكان يردد قائلا: " ماريا! أنت لا تفهمين , أنني أحبك , أريد أن أتزوجك". " لكن ... لكن لورين؟". " لورين كذبت عليك . قلت لها مساء أمس أن كل شيء أنتهى بيننا". " آه , آدم! لا يمكنك أن تتزوجني! والدتك لا تريد هذا!". أطفأ آدم سيكارته بعنف وجذب ماريا اليه من جديد وقال: " أنا الذي أختار زوجتي وليس والدتي , آه , ماريا! كم أود أن نصبح متزوجين ! أنني أريدك كالمجنون!". أقتربت ماريا منه , لكنه دفعها قائلا: " كلا! ليس بعد! لا أريد أن يحصل شيء بسرعة وبساطة , نامي , يا ماريا , وألا فأنني لا أتحمل الصمود". مظرت اليه ماريا بحنان وقالت: " أتفقنا , لكني سلأفيق باكرا في صباح الغد". أجابها وهو ينظر الى الأريكة بسخرية : " أنا أيضا, من دون أي شك". بعد مرور شهرين , أستيقظت ماريا في منتصف الليل على صوت الهاتف , ولما فتحت عينيها , كان آدم قد أشعل الضوء ورفع السماعة. تزوجا وأمضيا خمسة أسابيع في رحلة شهر العسل أمضياها في اليونان , وعادا الى لندن منذ أسبوع فقط. قال آدم وهو يلتفت الى ماريا: " علي الذهاب , السيدة سميث على وشك أن تضع جنينها وتريد طبيبا". منتديات ليلاس جذبت الفتاة زوجها نحوها فقبلها وهمس في أذنها : " ماريا , يجب أن أذهب , لن يطول الأمر , أعدك بذلك ". تنهدت ماريا وقالت: " أتفقنا , من حظي أنني لم أفق في منتصف الليل قبل الآن". نهض آدم من سريره الزوجي بهدوء وأرتدى ملابسه , ولدى عودته في الرابعة والنصف , كان المطبخ مضاء وماريا تحضر القهوة . " أردت أن أفرحك". شربا القهوة ولاحظ آدم قائلا: " أنها المرة الأولى تحضر القهوة لي خصيصا وسط الليل ". " لكن ,لم يسبق أن تزوجت من قبل , أليس كذلك ؟". نظر اليها آدم بفرح وأحس برغبة بعد أن أستنشق عطرها : " هيا بنا الى النوم". " هل تعتقد أن لديك وقت؟". حملها آدم بين ذراعيه وأجتاز الممر وبدأ يصعد السلالم وهمس بلطف: " معك, لدي كل الوقت!". كانت ماريا أمرأة سعيدة. تمت والحمدلله قراءة ممتعة للاعضاء وللزائرين وكلي امل انو اختياري نال رضاكم ياحلوين:flowers2: :liilas: |
الساعة الآن 06:43 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية