منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   120_ اتيت من بعيد_ آن مثير _ روايات عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t155973.html)

اماريج 25-02-11 11:35 PM


10 – أيربندا ليست بعيدة

أوقف آدم سيارته الروفر أمام المنزل ,دخل وألقى نظرة سريعة الى الدفتر قرب الهاتف ليتأكد من جدول مواعيده , ثم توجه الى الصالون الصغير حيث كانت والدته جالسة قرب النافذة تغزل الصوف.
قالت بأبتسام:
" صباح الخير , يا آدم ,كيف كانت الأمور معك هذا الصباح؟ ".
أجابها ببرود وهو يرفع كتفيه :
" لا بأس , وأنت ؟".
" ذهبت لشراء بعض الحاجيات , باتريك بحاجة الى قمصان ".
سألها آدم ببساطة كلية:
"أين ماريا؟".
" لا أعرف , لقد خرجت".
" لم تسأليها الى أين ذاهبة؟".
" لم أكن هنا".
" هل رأيتها في الصباح؟".
أحمرت جيرالدين وقالت:
" طبعا ,لقد ... لقد تناولنا القهوة معا".
أخذ آدم سيكارا أشعله وقال:
" سأستعلم عن ماريا عند السيدة لاسي , ربما تعرف أين هي ".
" هل هذا أمر مهم , يا آدم ؟ ستعود قبل موعد الغداء , أجلس لنتحدث".
" عماذا ستتحدثين؟".
قالت غاضبة:
" أنت تعرف جيدا".
منتديات ليلاس
" عن ماريا وحادثة أمس؟".
" نعم ,عن ماريا! ستعود معي الى أيرلندا".
أجابها بقسوة :
" كلا! كلا يا أمي ,لن تصطحبي ماريا معك الى أيرلندا".
" آدم! هل جننت؟ لا يمكن لماريا أن تسكن هنا بعد.... بعد حادثة مساء أمس!".
" لكن بلى, يا أمي , أذا كانت تريد البقاء فبأمكانها أن تبقى , هل فهمت؟".
" آدم....".
لكن آدم كان قد صار في المطبخ , كانت السيدة لاسي تضع الروستو في الفرن , فأبتسمت لدى رؤيتها الطبيب.
فسألها فجأة :
" أين ماريا؟".
" ذهبت للتنزه, كان رأسها يؤلمها".
" هل ستعود الى الغداء".
" طبعا, وألا كانت أخبرتني".
" أوه ..... سيدة لاسي.... هل سمعت ضجة مساء أمس؟".
" لا أعتقد, يا سيدي".
" شكرا , سأكون في الصالون الصغير أذا أحتجت لشيء ".
عاد آدم الى أمه التي كانت تذرع الغرفة طولا وعرضا في توتر شديد , وجلس على الأريكة فسألته:
" هل تريد أن تشرب شيئا , يا آدم؟".
سكبت جيرالدين كأسا لآدم وقدمته له ثم قالت:
" هل ترى.... هل ترى لورين غريفيتس؟".
" أحيانا , نعم , لماذا؟".
" هل ستتزوجها؟".
" كلا".
" كيف؟ هل غيرت فكرك؟".
" كنت أعتقد ذلك من زمان , لكنني أريد مثل بقية الرجال أن أتزوج من أمرأة عفيفة وطاهرة ,حتى ولو لم أكن أنا هكذا! هل أوضحت كل الأمر؟".
" لكن , آدم....".
منتديات ليلاس
" دعينا من الحديث الآن , سآخذ حماما قبل الغداء".
جرع كأسع دفعة واحدة وخرج من الغرفة.
أنتظرا ماريا حتى الساعة الواحدة والنصف قبل أن يقررا الجلوس للغداء , لكنهما لم يتمكنا من تذوق شيء , وخاصة آدم الذي كان قلقا ومتوترا.
وجيرالدين شيريدان بدأت هي أيضا تقلق , ربما ما كان عليها أن تتحدث الى ماريا بهذه اللهجة , لكنها أمس , شعرت بغيرة الأمومة وهي ترى الفتاة في أحضان أبنها, فهي تحب ماريا محبة كبرى , غير أنها لم تكن قادرة على القبول بخروج آدم عن سلطتها.



اماريج 25-02-11 11:36 PM


سألها آدم فجأة:
" بم تفكرين , يا أمي؟ لماذا لم تأت ماريا الى الغداء؟".
"لا....لا أعرف".
" ماذا قلت لها؟ أريد أن أعرف".
" آدم ! بالنسبة الى مساء أمس.....".
" دعينا من هذه القصة الآن , لنتحدث عن الصباح , ماذا جرى بينكما؟".
" لا شيء , لقد قلت لها ببساطة أن عليها أن تعود الى كيلكارني....".
صرخ بصوت غاضب:
" كيف! يا ألهي! لماذا قلت لها شيئا كهذا! الأمر لا يعنيك ".
" آدم! لا يكلم الأبن والدته على هذا النحو!".
" أكملي! ماذا بعد؟".
" هذا كل شيء , فكرت بمصلحتك .... بمصلحتكما , لا يمكن لماريا أن تظل هنا!".
" لماذا؟".
" آدم , ماريا ليست بورين غريفيتس....".
" لمن تقولين هذا الكلام!".
رفعت السيدة شيريدان يدا الى جبينها وقالت:
" آه , لا أشعر بأرتياح".
تمتم آدم وهو يقيس نبضها:
" أمي , أذا حدث شيء لماريا بسببك....".
صرخت وهي ترتمي على المقعد:
" آه ,كفى , كفى! لماذا أنت قاس مع والدتك؟".
منتديات ليلاس
رن الجرس , فترك آدم والدته وراح يفتح الباب , وأنتفض لرؤية لورين , أبتسمت له وقالت:
"حبيبي! أنتظرت حتى الآن كي تأتي وتعتذر مني...".
سألها آدم وهو يمرر يده في شعره:
" ماذا تفعلين هنا يا لورين؟ لم يعد بيننا شيء".
" لكن بلى, يا حبيبي , أين بأمكاننا الجلوس لنتناقش بأرتياح؟".
تردد آدم وقاد لورين الى مكتبه , بلطف وحزم , دفعها عنه عندما كادت أن تعانقه , فزمت شفتيها وقالت:
" أنت أنسان فظ , يا آدم , أتساءل أحيانا لماذا أحبك".
وقف آدم , قرب النافذة , ينظر الى الحديقة أمام المنزل , وقال بجفاف:
" أذا كان عندك شيء للقول , فبسرعة .....هيا ".
" جئت أقول لك.... أنني قبلت طلبك".
" قبلت ماذا؟".
" أنني مستعدة للزواج منك , يا آدم , والسكن هنا , وبأمكانك أن تستمر في العمل بالمستوصف , أذا كنت ترغب بذلك".
" لورين , أنتهى كل شيء .... بيننا ! قلت لك ذلك مساء أمس!".
" آدم , لا يبدو أنك تفهم ,أنا مستعدة أن أفعل كل ما ترغبه....".
" يا ألهي , لم أعد أحبك".
" آدم , ليس هذا صحيحا".
" بلى".
" لن تعمل معي هذا الشيء".
" وكيف تمنعينني من ذلك؟".
" نحن مخطوبان منذ زمن طويل , بأمكاني ... أن ألاحقك في....".
" آه لورين! أنت تستحقين الشفقة , لكن هذا يسيء الى صورتك وسمعتك!".
" لماذا تتصرف هكذا معي؟ كنت أعتقد أنك كنت تحبني!".
" وأنا أيضا كنت أعتقد كذلك, لقد طلبت يدك عشرات المرات عندما كنت ما تزالين مغرية بالنسبة اليّ, لكن لم يعد هذا واردا على الأطلاق , أنتظرت مدة طويلة ولم أعد مهتما بالأمر بعد الآن , الألفة تؤدي الى الكراهية أحيانا!".
" كيف تجرؤ على هذا القول....".
" لست أول أنسان في حياتك, يا لورين".
" الآخرون لم يعنوا لي شيئا".
" أنني آسف يا لورين , لكن لا فائدة بعد الآن".
" هناك أمرأة أخرى في حياتك , أليس كذلك؟".
" نعم , يا لورين , هناك أمرأة أخرى".
" من هي؟ ماريا؟ هي بالذات , أليس كذلك؟ هل أدارت لك ظهرها!".
قال بجفاف:
" لا أنوي أن أناقش الأمر معك".
" لماذا؟ أنها أمرأة مثل كل النساء , لا أكثر ولا أقل , أنك تميل الى الشابات اليانعات الآن؟".
تمتم بقسوة وهو يفتل معصمها:
" حذار , يا لورين".
تمكنت لورين من التخلص من قبضته لكنها خافت وتوجهت الى الباب , ثم قالت:
" أنا أشك بأنها تريدك بعد الذي أخبرتها به هذا الصباح!".
" هل رأيت ماريا هذا الصباح؟ أين؟".
" أنت مخنوق لتعرف, أليس كذلك؟".
" من مصلحتك أن تقولي , يا لورين ".
" حسنا , عظيم , كنت في السيارة صباح اليوم عندما ألتقيت بها , صعدت معي وأوصلتها الى الشارع العام".
" في أي ساعة؟".
" حوالي الظهر".
" ماذا قلت لها؟".
منتديات ليلاس
" ليس مهما ما قلته".
" لورين!".
" قلت لها أننا سنتزوج , أنت وأنا".
صرخ آدم بوحشية وقال:
" يا ألهي!".
أحتجت ثم قالت:
" كنت أعتقد أننا سنتزوج".
قال بلهجة أحتقار:
" بعد مساء أمس؟".
" كنت غاضبا مساء أمس , تصورت أنك ستغير رأيك....".
قال وهو يفتح الباب بعنف:
" لكن , لا , لم أغير رأيي , أخرجي من هنا , وألا خنقتك".



اماريج 25-02-11 11:37 PM

بعدما ذهبت لورين , أتكأ آدم بتعب على مصراع الباب وراح يفكر الى أين ذهبت ماريا ؟ لماذا لم تعد بعد , تذكر المرأة في الهايد بارك وأحتل الخوف قلبه.
عاد الى الصالون الصغير حيث جلست والدته فقالت:
" أنها لورين غريفيتس , أليس كذلك؟ ماذا تريد؟".
تردد آدم ثم رفع كتفيه وقال:
" وأت ماريا صباح اليوم , وتكلمت معها".
" أنت تسبب مشاكل لنفسك , هذا رأيي , ماريا تأخرت قليلا , لكنها عائدة , أنني أكيدة من ذلك".
في الساع السابعة مساء فقد آدم الأمل , بعدما أتصل بجميع المستشفيات في الجوار من دون جدوى , صعد في سيارته وراح يبحث عن الفتاة.
وبقيت جيرالدين شيريدان وحدها تذرع أرض المنزل ذهابا وأيابا بخطاها المضطربة , أختفاء ماريا يقلقها , لكنها مهمومة أكثر على أبنها , فآدم لم يعد يعتبر ماريا كقريبة مقربة , وهذا ما يصدمها , ليس بوسعها القبول بأن يكون أبنها الوحيد , الطبيب الشاب الطموح , مغرما بماريا , فهي لا تناسبه أطلاقا.
أخرجها رنين الهاتف من هواجسها , وبما أن السيدة لاسي خرجت في عطلتها ككل نهار سبت أسرعت والدة آدم لترد على الهاتف , كانت ماريا على الخط.
منتديات ليلاس
صرخت بعد أرتياح:
" ماريا ! يا ألهي , أين أنت؟ ماذا تفعلين؟".
" أنا في البيت , يا جيرالدين ,في كيلكارني".
" أنت تمزحين!".
" أخذت طائرة بعد الظهر , بعد حديثنا هذا الصباح.....لقد.... من األأفضل , على ما أعتقد , آدم.... هل هو عندك؟".
" كيف؟ آه, لا ! لا , ليس هنا".
سكتت السيدة شيريدان فجأة , لا تريد أن تخبرها عن ردة فعل آدم لأختفائها , شكرا لله , ماريا في أيرلندا! كل هذه المغامرة أشرفت على نهايتها.
قالت ماريا في خيبة أمل:
" آه ! هل بأمكانك أن تقولي له أين أنا , وتطلبي منه أن يلغي تسجيلي في المدرسة؟".
" طبعا , يا ماريا".
" هل بأمكانك أيضا أن ترسلي لي حوائجي؟".
" نعم , يا ماريا , والدك , ماذا قال عندما رآك بغتة؟".
" تعرفين والدي , كان فرحا لرؤيتي , على ما أظن , لكنه الآن في القرية , الى اللقاء ,يا جيرالدين".
" الى اللقاء , يا ماريا".
أقفلت السيدة شيريدان سماعة الهاتف وأطلقت تنهيدة عميقة , من السهل أرسال حقائبها وألغاء تسجيلها في المدرسة , لكن ماذا سيقول آدم!
عاد آدم بعد نصف ساعة , متعبا وخائر العزيمة.
فأسرعت اليه والدته وصرخت تقول:
" آدم! خبر مفرح! ماريا أتصلت منذ قليل".
" أين هي؟".
ترددت لحظة ثم قالت:
" أنها في أيرلندا , في البيت , في كيلكارني".
فوجىء آدم وذعر:
" ماذا؟ ذهبت الى أيرلندا؟".
" في طائرة بعد الظهر , قررت بغتة".
" هل شرحت لك السبب؟".
" كلا , كل ما قالته هو أن ذلك أفضل , أنها على حق ,أليس كذلك يا آدم! .... آدم ! ماذا هناك؟".
منتديات ليلاس
صعد الطبيب السلالم بسرعة ثم ألتفت الى والدته ليقول :
" الغلطة غلطتك , وغلطة المخلوقة التي كانت هنا بعد الظهر".
" آدم , لم أقل لها أن تذهب".
" هذا لا يهم".
لحقته جيرالدين بسرعة حتى غرفته , كان يخلع كنزته ويرتدي بزة فسألته:
" ماذا تفعل؟".
" أنا ذاهب الى أيرلندا لأعيد ماريا الى هنا".
" آدم , هذا مستحيل! لكن , لماذا ؟ لماذا؟".
" ليس الآن يا أمي , أتصلي بهادلي , وأطلبي منه أن يحل مكاني , حتى نهار الأثنين , قولي له أن الأمر يتعلق بأمور عائلية , لا أكثر ".
" هل بأمكاني المجيء معك؟".
أجابها بجفاف وبريق سخرية في نظرته:
" لا أعتقد".



اماريج 25-02-11 11:38 PM


أستيقظت ماريا بأنتفاضة , طرقات متواصلة وملحة على الباب , أشعلت الضوء ونظرت الى ساعة يدها , أنها الساعة الواحدة ليلا , من يطرق الباب في هذه الساعة , في قلب القرية؟
خرجت من سريرها وأرتدت مئزرا قطنيا , راحت الكلاب تنبح , ووالدها ينزل السلالم ,فتحت باب غرفتها بحذر وخرجت الى الممر على رؤوس أصابعها.
رأت والدها ويرافقه كلباه , يفتح القفل ثم الاب.
وظهر شبح رجل في الظلام.
صرخ باتريك شيريدان غير مصدق:
" آدم ! هل والدتك معك؟".
قال آدم وهو يدخل البهو:
" كلا, أنا وحدي".
" هل حدث مكروه لجيرالدين؟".
طمأنه آدم فواصل زوج والدته يسأل:
" ماذا تفعل هنا في نصف الليل , الساعة تجاوزت الواحدة!".
منتديات ليلاس
" أعرف , لو لم تتعطل سيارة التاكسي من دابلين الى هنا لوصلت باكرا , لأنني أضطررت أن أمشي بقية الطريق على قدمي , أريد أن أرى ماريا".
قشعريرة رعب أكتسحت الفتاة من رأسها حتى قدميها .
" من الأفضل أن تنتظر الى نهار غد , يا بني , ماريا نائمة منذ مدة طويلة".
صرخت ماريا وهي تهبط السلالم , وهي تعي أن شعرها مشعث ومئزرها قديم.
" لست نائمة يا أبي....".
رفع آدم عينيه اليها , فألتقت نظراتهما , وشعرت ماريا أنها تنهار أنفعالا , لكن السيد شيريدان بدا مزعوجا , وقال:
" ماريا! الى السرير! في الحال! ليس الآن وقت الزيارات أو الأستقبالات! آدم ستراها في الغد صباحا".
" كلا , يا باتريك! يجب أن أكلمها في الحال!".
" أسمع يا آدم, نحن لسنا في لندن , أنما في كيلكارني , الحياة ليست عصرية هنا , وماريا ما تزال فتاة صغيرة....".
" عمري 18 سنة , يا أبي".
قال والدها بقسوة:
" الى السرير يا ماريا ".
أطاعت ماريا آسفة وعادت تتسلق السلالم , قم قال السيد شيريدان موجها كلامه الى آدم:
" أما بالنسبة اليك , يا بني, فبأمكانك أن تنام على هذه الأريكة , سأجلب لك غطاء".
منتديات ليلاس
وافق آدم ودخل الى الصالون وأشعل الضوء وتفحص الأريكة , لن يكون نوما مريحا , لكن على الأقل , هو الآن هنا في كيلكارني , قرب ماريا.
جلست ماريا على سريرها وسمعت والدها يتمنى ليلة سعيدة لآدم ,أطفأت ضوء غرفتها بسرعة , فلم تكن ترغب أن يأتي والدها ويصب عليها الأسئلة الحرجة , في كل حال هي تجهل سبب قدوم آدم الى كيلكارني.




اماريج 25-02-11 11:40 PM

أنتظرت حتى عم الصمت من جديد في المنزل ثم فتحت باب غرفتها وهبطت السلالم , الكلاب كانت نائمة في البهو لكنها لم تنبح عندما مرت ماريا قربها , فتحت باب الصالون ودخلت.
ضوء شحيح يضيء الغرفة وآدم ممدد على الأريكة , ولاحظت ماريا أن صدره العاري قد لونته الشمس بأشعتها.
فتح عينيه عندما سمع الباب ينغلق وشاهد الفتاة.
فسألها:
" هل يعرف والدك أنك هنا؟".
" كلا , أنتظرت حتى ينام من جديد".
" ماذا سيقول أذا رآنا معا ؟ ما كان يجب أن تنزلي".
" سيفكر الشيء نفسه الذي فكرت به أمك!".
" ربما ,ماريا , علي أن أكلمك حول حادثة مساء أمس , لكن الوقت لا يسمح ولا الظروف".
" لم لا؟ آدم , لماذا جئت الى هنا؟".
" جئت لأراك , أردت .... أردت أن أشرح لك".
" في ما يخص مساء أمس؟ لا أريد شرحا , أنه ظرف طارىء , ألم تقل هذا أنت؟ ويارتك ليست ضرورية , أنا أفهم جيدا , تريد الزواج من لورين ,أنا آسفة لأختفائي على هذا النحو".
كان وراءها وهي تشعر بدفئه , قال بصوت مبحوح:
" أخرسي! أخرسي والا ... وألا....".
منتديات ليلاس
أمسك بكتفيها وجذبها الى جسمه القوي وقال بشغف:
" ماريا , أنا بحاجة اليك ...أريدك ....لا يمكنني أن أعيش من دونك".
شعرت ماريا بدفء وحرارة وأنفعال , كلها تخترق جسمها , وضعت ذراعها وراء عنقه وأقتربت منه وهمست تقول:
" آه , يا آدم , ألم تعد تعتبرني فتاة صغيرة شقية؟".
عانقها آدم وهمس يقول:
" أنا أحبك , بالنسبة الي لم تعودي فتاة صغيرة , يا ماريا".
أحمرت ماريا بلطف , تناول آدم سيكارة من جيب سترته وأشعلها ثم لمس خدها الحار وسألها:
" هل تعودين العودة معي الى أنكلترا؟".
" لكنك تريد أن تتزوج من لورين".
" لا أريد أن أتزوج من لورين . لا الآن.... ولا أبدا".
كانت أصابع يديه تمتد الى جلدها الناعم وكان يردد قائلا:
" ماريا! أنت لا تفهمين , أنني أحبك , أريد أن أتزوجك".
" لكن ... لكن لورين؟".
" لورين كذبت عليك . قلت لها مساء أمس أن كل شيء أنتهى بيننا".
" آه , آدم! لا يمكنك أن تتزوجني! والدتك لا تريد هذا!".
أطفأ آدم سيكارته بعنف وجذب ماريا اليه من جديد وقال:
" أنا الذي أختار زوجتي وليس والدتي , آه , ماريا! كم أود أن نصبح متزوجين ! أنني أريدك كالمجنون!".
أقتربت ماريا منه , لكنه دفعها قائلا:
" كلا! ليس بعد! لا أريد أن يحصل شيء بسرعة وبساطة , نامي , يا ماريا , وألا فأنني لا أتحمل الصمود".
مظرت اليه ماريا بحنان وقالت:
" أتفقنا , لكني سلأفيق باكرا في صباح الغد".
أجابها وهو ينظر الى الأريكة بسخرية :
" أنا أيضا, من دون أي شك".
بعد مرور شهرين , أستيقظت ماريا في منتصف الليل على صوت الهاتف , ولما فتحت عينيها , كان آدم قد أشعل الضوء ورفع السماعة.
تزوجا وأمضيا خمسة أسابيع في رحلة شهر العسل أمضياها في اليونان , وعادا الى لندن منذ أسبوع فقط.
قال آدم وهو يلتفت الى ماريا:
" علي الذهاب , السيدة سميث على وشك أن تضع جنينها وتريد طبيبا".
منتديات ليلاس
جذبت الفتاة زوجها نحوها فقبلها وهمس في أذنها :
" ماريا , يجب أن أذهب , لن يطول الأمر , أعدك بذلك ".
تنهدت ماريا وقالت:
" أتفقنا , من حظي أنني لم أفق في منتصف الليل قبل الآن".
نهض آدم من سريره الزوجي بهدوء وأرتدى ملابسه , ولدى عودته في الرابعة والنصف , كان المطبخ مضاء وماريا تحضر القهوة .
" أردت أن أفرحك".
شربا القهوة ولاحظ آدم قائلا:
" أنها المرة الأولى تحضر القهوة لي خصيصا وسط الليل ".
" لكن ,لم يسبق أن تزوجت من قبل , أليس كذلك ؟".
نظر اليها آدم بفرح وأحس برغبة بعد أن أستنشق عطرها :
" هيا بنا الى النوم".
" هل تعتقد أن لديك وقت؟".
حملها آدم بين ذراعيه وأجتاز الممر وبدأ يصعد السلالم وهمس بلطف:
" معك, لدي كل الوقت!".
كانت ماريا أمرأة سعيدة.


تمت والحمدلله
قراءة ممتعة للاعضاء وللزائرين
وكلي امل انو اختياري نال رضاكم ياحلوين:flowers2:
:liilas:


الساعة الآن 06:43 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية