منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   120_ اتيت من بعيد_ آن مثير _ روايات عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t155973.html)

اماريج 09-02-11 09:58 PM

120_ اتيت من بعيد_ آن مثير _ روايات عبير القديمة ( كاملة )
 
http://up.liilas.com/uploads/liilas_12972804651.gif

مساءكم معطر ياحلوين بالورد والياسمين:flowers2:
اليوم راح انزل رواية حلوة كتيرررررررر هي من روايات عبير القديمة
وكلي امل انو تنال رضاكم ياعسولات المنتدى
للامانة الرواية منقولة

اسم الرواية :أتيت من بعيد
الكاتبة: آن ميثر
:liilas:
قراءة ممتعة للجميع

اتيت من بعيد
الملخص
http://up.liilas.com/uploads/liilas_12972807441.gif

كثيرا ما نخبئ في الذاكرة والخيال صورة معينة لشخص معين, ويروح الحنين يغذي تلك الصورة حتى يصبح الشخص رمزا من رموز حياتنا وبطلا من ابطال توقنا...وهكذا ماريا التي تزوج والدها من ارملة, ابنها طبيب يعيش في لندن ويدعى آدم, كانت ماريا تراه في زياراته الى قريتها الايرلندية طفلة صغيرة, فتحفظ في قلبها صورته
الا انها حين قررت النزول ضيفة عليه في لندن للدراسة وجدته متورطا مع ممثلة بارعة الجمال, ذائعة الصيت ,بالغة التعلق به ...
منتديات ليلاس
ولا يبدو ان آدم يعيرها أي انتباه ا,لا ان ديفيد هالام ولاري هادلي يعرضان خدماتهما والحياة في المدينة شديدة الجاذبية كذلك...
فهل تبقى وتنتظر؟ ام تفقد صبرها وتعود الى ايرلندا؟

http://up.liilas.com/uploads/liilas_12972807441.gif




اماريج 09-02-11 10:02 PM

1- من جاء بك

أوقف الطبيب آدم ماسيه سيارته أمام منزل لورين غريفيتس اللندني الرائع الذي يقع في حي شيلسي السكني , رفع عينيه بتأمل نحو المنزل متسائلا كيق ستتقبل لورين الخبر الذي سيبلغها أياه؟ بصورة سيئة , من دون شك! في كل حال هذا الخبر سيمر له ولها في آن واحد.
أقفل آدم محرك السيارة وخرج منها على مضض , كأنه بذلك يريد تأخير حلول المهمة التي من أجلها جاء الى هنا , ثم , هز كتفيه وأقفل سيارته وصعد السلالم المؤدية الى المنزل بسرعة بالغة , أخرج من جيب سترته حزمة مفاتيح وفتح الباب ودخل البهو , فألتقى بأليس , خادمة لورين التي تعمل لديها منذ سنوات عديدة.
قالت أليس مبتسمة :
" هذا أنت يا دنتور ؟ أعتقدت أنك واحد من هؤلاء الصحفيين الوقحين!".
منتديات ليلاس
قطب آدم حاجبيه وألقى نظرة الى ساعة يده وصرخ قائلا:
" يا للشيطان! نسيت المؤتمر الصحفي كليا , موعده بعد ظهر اليوم , أليس كذلك؟ يعني الآن بالذات , هل ما يزال مانرينغ وأدواردز هنا؟".
" السيد مانرينغ ذهب لتوه , لكن ما زال السيد أدواردز هنا , بات المؤتمر الصحفي في نهايته ,وستفرح الآنسة غريفيتس أن تضع الجميع خارجا أذا علمت أنك هنا!".
" أليس ,أنت تمدحينني , غير أنني أفضل ألا أقاطعها عن عملها....".
" حبيبي!".

رفع آدم والممرضة رأسيهما , كانت لورين غريفيتس بشعرها الناعم الأشقر , تبدو جميلة على نحو كبير , كانت ترتدي فستانا زهريا ضيقا يظهر مفاتنها الرشيقة , وكانت تنظر اليهما من أعلى السلالم , ثم نزلت بخفتها وأناقتها الطبيعيتين
ورددت تقول وهي تمسك آدم بأمتلاك مألوف:
" حبيبي! أنني أكره المؤتمرات الصحفية وأنت تعرف ذلك تماما , لكن ليس عندي خيار".
أجابها آدم بهدوء:
" بالعكس , أنت تحبينها , ماذا جرى , أين المعجبين؟".
" تقصد الصحفيين , على ما أظن , أذا وثقت بنظرتك الساخرة؟ أنهم يحتسون الشراب برفقة تيري".
وتيري أدواردز هو مدير أعمال لورين , لم يكن آدم يحبه أو يستلطفه , في كل حال , هذه العداوة المشتركة بين الرجلين لم تكن سرا.
أجابها آدم بأختصار:
" آه , فهمت الآن , نسيت كليا هذا المؤتمر الصحفي , وقلت هذا الكلام لتوي لأليس , لكن , ما دام أشرف على نهايته...".
أعلنت لورين قائلة:
" أنتهى المؤتمر الصحفي , ألم يكن عليك أن تذهب اليوم الى مستوصف عيادة الأطفال أو شيء من هذا النوع؟".
أستغلت أليس هذه الفرصة ,وقالت:
" هل تريدين أن أجلب المشروبات المنعشة الى الصالون الصغير , يا آنسة؟".

قال آدم في الحال:
" شاي من فضلك , فقط لا غير".
وافقت أليس بأبتسامة صغيرة , وأختفت متوجهة الى المطبخ , تنفست لورين الصعداء وقالت:
"بأمكانك أن تطلب رأيي قبل أن تعطيها الأمر".
قال وهو يبتيم:
" لماذا كل هذه المشاكل ؟ تعالي , عليّ أن أحدثك في أمر هام ".
أجابت بجفاف وه تتبعه الى الصالون الصغير:
" تريد أن تحدثني فقط ؟ أنك تخيب ظني".
كان آدم يكره سريا هذه الغرفة الفاخرة , جدرانها المغلفة بالسجاد , وأرضها يفترشها بساط رقيق , تحتوي على عدد كبير من المقاعد والكراسي التي تعود الى القرنين الخامس والسادس عشر ,ومع ذلك فهي الغرفة الأقل أحتواء للمفروشات بين سواها من الغرف التابعة للمنزل.
وما أن أغلقت لورين باب الصالون وراءهما , حتى فتحت فمها وأقتربت من آدم , فطبع على خدها قبلة ثم دفعها عنه بلطف وحزم
فهتفت تقول وفي صوتها أحتجاج:
" آدم! ألم تأت الى هنا كي تراني؟".
منتديات ليلاس
شرح لها بعد أن رفع عن جبينه خصلة شعره المشعث قائلا:
" طبعا , يا لورين ,لكن هناك مشكلة تعترضني".
" مشكلة؟".
" نعم , أنني آسف حقا ومزاجي غير مستعد لقبول المزاح".
قالت بغضب ساخط:
" في كل حال , أنك تزيدها! تأتي لزيارتي من دون موعد وحين أحاول أن أعبر لك عن محبتي , تدفعني بعيدا , هذا شيء لا يمكنني أن أتحمله".
" ولماذا تتحملينه أذن؟".



اماريج 09-02-11 10:04 PM

رمقته لورن بنظرة متلهفة وقالت:
" آدم , يا آدم , لندع جانبا عراكنا , أنني أغار... منك ... من عملك... أنت تعرف ذلك تماما".
" حسنا يا لورين , لنكف عن العراك , أنا متضايق , ولا أعرف من أين أبدأ".
جلست لورين على المقعد وأشارت الى آدم أن يجلس قربها , لكن آدم فضّل أن يجوب الغرفة ذهابا وأيابا , الى أن جاءت الخادمة حاملة صينية الشاي وقطع الحلوى , أبتسمت له المرأة بتفهم قبل أن تغادر الغرفة , أمسكت لورين أبريق الشاي وراحت تسكب الشاي في فناجين من العاج , ثم سألته:
" لماذا تشعر النساء بحاجة لحمايتك؟ أليس تعاملك كأنك أبنها , أنني أكره أحتساء الشاي وهي تعرف ذلك تماما , ومع ذلك , لأنك هنا , فهي تصر على أن أشاركك".
أجابها الطبيب بصوت ساخر:
" لا تكوني فظة".
منتديات ليلاس
سألته وهي تضع قطعة حامض في فنجانه:
" ما هو أذن سبب مجيئك؟ والمستوصف؟".
" الدكتور هالدلي يحل مكاني".
" لكن لماذا؟ أننا نتناول العشاء معا بعد المسرح , هل نسيت؟".
" ألا أذا طلبت في حالة الطوارىء , لكنني أفضل أن أعلمك بالخبر الآن , بعد المسرح تكونين متعبة كعادتك".
" الذي يسمعك , يعتقد أنني أمرأة شرسة ! فأنا لا أتعب أبدا عندما أكون معك".
" لننسى أذن ما قلته الآن , أريد أن أحدثك على أنفراد".
" ماذا هناك؟".
وضع فنجانه على الطاولة وبدأ يقول:
" حسنا ,وصلتني رسالة من والدتي تطلب مني الأهتمام بماريا مدة ستة أشهر".

ران صمت طويل , ثم سألت لورين بأستغراب:
" ومن تكون ماريا؟".
" أبنة زوج والدتي , أخبرتك عنها مرة".
رددت لورين بصوت متوتر:
" أبنة زوج والدتك!".
نهض آدم وتناول سيكارة , فقالت لورين في الحال :
" ربما أنا أمرأة ساذجة , يا آدم , لكن لماذا عليك أن تهتم بها مدة ستة أشهر ؟ أنها فتاة راشدة ,أليس كذلك؟".
" لما شاهدتها المرة الأخيرة , أي منذ خمس سنوات , كانت تبلغ حينذاك الثالثة عشر من عمرها".
حاولت لورين كبت غضبها وقالت:
" لكن , أليست ساكنة في أيرلندا مع والدتك ووالدها؟".
" تريد متابعة دروس السكريتاريا في لندن".

" دروس السكريتاريا ؟ بأمكانها أن تدرس السكريتاريا في دبلن!".
" أنا متفق تماما معك!".
فجأة قالت بفارغ صبر:
" أنها تفاهة من قبل والدتك أن تكبلك بمسؤولية من هذا النوع! هل حدثتها عني؟".
" هل حدثت والدتي عنك ؟ بالطبع!".
" آه , أنني أفهم الآن".
: تفهمين ماذا؟".
" والدتك ترسل ماريا كي تتجسس علينا".
أجابها آدم وهو يدفع خصلة شعره المتساقطة على جبينه بسرعة :
" لا تكوني تافهة يا لورين , لم أعد طفلا , عمري يفوق الثلاثين".
" أعرف ذلك , يا حبيبي , لكن , الى حين تزوجت والدتك مرة ثانية ,كنت ما تزال بالنسبة اليها , أبنها الصغير , أليس كذلك؟".

" توقفي عن حماقاتك يا لورين! أذا كانت والدتي ترسل ماريا الى لندن , ذلك لأن ماريا تريد ذلك".
" لماذا؟".
" كيف بأمكاني أن أعرف السبب! وماذا بأمكاني أن أرد على أمي؟كلا , مستحيل , حبيبتي تمانع؟!".
قالت بتلعثم وغضب:
" أنت.... أنت...!".
منتديات ليلاس
" حسنا , أنا متأسف , ما كان يجب علي أن أقول ذلك , في كل حال , ماريا أبنة زوج والدتي ,ولم أرها تقريبا أبدا , كانت فتاة لطيفة , فيما مضى , لم تخلق أي مشكلة عندما تزوج والدها من والدتي , مع العلم أن المراهقات في سنها يمكنهن أن يكن قاسيات أحيانا".
سألت لورين بفضول:
" وأين ستسكن أذا جاءت الى لندن؟".

" في منزلي , على ما أظن".
" في منزلك؟ فيكينستنغتون؟".
" ولم لا؟".
" أليس هذا ضد الأصول؟".
" في أيامنا هذه؟ أنت تمزحين!".
" لكن أنت, ما تزال .... عازبا , وتعيش لوحدك ....".
" هناك السيدة لاسية , أنها تعيش في منزلي".
قالت لورين بأشمئزاز :
" مربية!".
" أذن , لنتزوج ! وتلعبين دور المراقب!".
صرخت لورين بفارغ صبر:
" ماذا؟ تطلب مني الزواج وتريدني أن أسكن هذا الحي المعزول , كلا , شكرا!".


اماريج 09-02-11 10:06 PM

أخذت نفسا طويلا من سيكارتها , فهز آدم كتفيه وتوجه بسرعة نحو الباب
تعلقت لورين به وقالت:
" لا , أنتظر! أنني آسفة , يا آدم! لقد سبق وتناقشنا في هذا الموضوع من قبل , الطبيب المشهور ماردينغ يسره أن تدخل معه في اليادة أنت تعرف ذلك".
"رددت على مسمعك مرارا يا لورين: أنني لا أمارس هذا النوع من الطب".
صرخت به قائلة:
" تفضل مستوصفك الدنيء في الأيست أند , في هذا الحي المتلوث والفقير!".
منتديات ليلاس
" لن أترك المستوصف أبدا.... وحتى من أجلك , ولن أدخل في عيادة طبيب عصري لأعالج المرضى الموسوسين الذين يأكلونبأفراط وجشع".
" المرض ليس ميزة يتمتع بها الفقراء فجسب! قم تجهد بسيط من أجلي! أنني أحبك , وأريد أن أتزوجك , أنت تعرف ذلك جيدا ....".
أجابها آدم بحدة وهو يفتح الباب :
" ولكن لن تتزوجيني ألا بعد أن تنفذي شروطك ! أنهم في أنتظاري في مستشفى القديس مايكل.
سألت لورين بفضول:
" لماذا؟".
أجابها بهدوء:
" علي أن أرى مريضا ".
" أمرأة , أليس كذلك؟".
" نعم".
" أنها أفضل مني , بنظرك؟".
" في الوقت الحاضر , نعم".

" أحيانا , أكرهك , يا آدم ماسيه!".
قال مبتسما:
" أنني آسف ,الى اللقاء".
" آدم!".
أسرعت وراءه , كان يتكلم مع أليس في البهو سألته أليس:
" كيف حال السيدة أينسلي؟".
" أجريت لها العملية الجراحية , لكنها ما تزال ضعيفة , سأزورها الآن , أنها وحيدة!".
" هل تسر.... فيما لو ذهبت لزيارتها؟".
أجابها آدم بصوت ناعم:
" طبعا , بكل تأكيد".
كانت لورين شديدة الغضب , سألت أليس بلهجة غير مبالية :
" عمن تتكلمان؟".
" عن العجوز السيدة أينسلي , لقد حدثتك عنها , وقعت عن السلالم منذ بضعة أيام وأصيبت بجروح ونزيف داخلي".
بدت على وجه لورين الدهشة ,ثم نظرت الى آدم الذي كان يحدق فيها بنظرات ساخرة فرمت غيرتها وقالت:
" سوف.... سأراك في المساء , أليس كذلك , يا آدم؟".
هز كتفيه وقال:
"من دون شك".

سمعت أصوات حديث في الطابق الأعلى , وظهر بعض الرجال على عتبة السلالم وأخذوا ينزلون , فأعلن آدم قائلا:
" علي أن أذهب الآن , يا لورين".
ثم ألتفت الى الخادمة وقال:
" سأقول للسيدة أينسلي أنك ستزورينها يا أليس".
وافقت الخادمة بأشارة من رأسها ورافقته حتى الباب , أما بالنسبة الى لورين , فلم يكن لديها أختيار , كان يجب عليها موافاة الصحفيين المستعدين للخروج , رمقت آدم بنظرة متوسلة لكنه لم يدر لها وجهه , أبتسمت وحاولت أن تنسى الكبت الذي يوتر أعصابها بشكل قاس وأليم.
صعد آدم في سيارته وشعر بأرتياح كبير في داخله , يحدث له أحيانا أن يتمنى لو لم يتعرف على لورين غريفيتس أبدا , أنه يحب رفقتها , لكن وجهات نظرهما تختلف كليا !

وهي تذكر يوم أصطدمت سيارتها البنتلي الرائعة بسيارته الروفر الصغيرة , كانت هي المذنبة , لكنها أستعملت كل الوسائل لتسحره , وأنجذب آدم بأهتمامها الزائد به , أذ كانت لورين ممثلة معروفة لدة هواة المسرح , ومن جانبها أنجذبت لورين برجولة آدم وملامحه الحازمة وخاصة بعمق عينيه الرماديتين المائلتين الى السواد , وجدته ذلك الرجل الجذاب وعرفت كيف تستسحن تصرفه الصريح والمباشر , وراحت ترى نفسها , تلك الممثلة الكبيرة , زوجة آدم ماسيه , الطبيب الأختصاصي المشهور , لكن جهودها المبذولة لتغييره باءت بالفشل , كان آدم رجلا واقعيا , وكريما , وكان مصرا ألا يستعمل معلوماته في سبيل أرضاء طموحاته الشخصية , أنما كان يستعملها لمساعدة المحرومين.
منتديات ليلاس
تنفس آدم الصعداء وأدار محرك سيارته , والدته لم تترك له أي مجال للأختيار في رسالتها ,ولم يجرؤ أن يقول ذلك للورين , نظرا لردة فعلها الغاضبة , ربما لورين على حق , ربما ترسل والدته ماريا لتراقبه أذ أنها كانت تطمح له بزوجة أفضل من أن تكون مجرد ممثلة رائعة الجمال.



اماريج 09-02-11 10:07 PM

منذ زواجها الثاني من باتريك شيريدان ,كان تأثيرها ضئيلا على آدم , فهي تسكن الآن في أيرلندا الجنوبية حيث يملك زوجها الأراضي الكثيرة , ونظرا الى أعمال زوجها , نادرا ما تأتي الى لندن , وفكر آدم مبتسما : كم أنها تعيش حياة مختلفة , بعد الآن!
هي المرأة النشيطة عندما كان زوجها ما زال حيا , أي والد آدم , الذي كان يملك مرآبا للسيارات في بتسموند ! لكنها تكيفيت بصورة رائعة في حياتها الجديدة , وفي فترة زواجها الثاني , كان آدم منكبا على دروس الطب , لذلك فهو يعرف قليلا جدا عائلة زوج والدته ولأنشغاله المتواصل لم ستسن له الذهاب ال كليكارني ألا نادرا جدا , فوجىء برسالة والدته ولم يكن يعرف كف سيرد عليها بالضبط , بأمكانه الرفض , لكن أي حجة سيستعملها , فضلا عن أن السيدة شيريدان تعرف المربية التي تسكن في منزله وتكن لها ثقة عمياء
لذلك فلا يمكنه أن يتذرع بكونه أعزب غير قادر على أستقبال فتاة مراهقة في منزله , في كل حال , ستة أشهر ليست سوى وقت قليل وستمضي بسرعة , كما هناك أحتمال أن تتخلى ماريا عن متابعة دراستها قبل أنتهاء المدة المحددة.

حاول أن يتذكر تلك الفتاة , لكن من دون جدوى , كل ما يتذكره وبغير وضوح هو جدائل شعرها المحيطة بوجهها الضاحك , فآخر مرة رآها كانت منذ خمس سنوات عندما قام بزيارة سريعة الى كيلكارني لرؤية والدته والتعرف الى زوجها الجديد.
منتديات ليلاس
توجه آدم الى مستشفى القديس مايكل , الواقع قرب نهر التايمس اللندني , والمستشفى كناية عن مبنى قديم , ويحكى أن البلدية ستهدمه لتبني مكانه مستشفى حديثا , لكن ما زال هذا الأمر قيد الدرس.... المعاملة هناك حسنة والموظفون على درجة كبيرة من الكفاءة , مرة أقترحوا على آدم أدارة المستشفى , لكنه رفض, أذ كان يفضل العمل في مهنته كطبيب صحة عامة .
فرحت السيدة أينسلي بزائرها , كانت تعيش وحيدة وآدم بالنسبة اليها ليس فقط طبيبها بل صديقها أيضا ,جلس قرب سريرها وراح يصغي بأنتباه , أخبرته عن كل ما شاهدته وسمعته منذ أقامتها في المستشفى وكانت تردد عليه كم كان العاملون هنا لطفاء معها
أبنتها الوحيدة هاجرت مع زوجها الى أستراليا منذ عدة سنوات وكانت ترسل اليها الرسائل من وقت الى آخر , لا أكثر ولا أقل , ويمكن القول بأنها كانت وحيدة في العالم , لم تكن تعرف أحدا , تمضي نهاراتها في الخياطة والحياكة , برفقة كلبها الصغير.



اماريج 09-02-11 10:08 PM

وبعد مغادرتها المستشفى عاد آدم لتوه الى المنزل الذي أشترته والدته بعد قليل من وفاة زوجها الأول , ومنذ ذلك الحين ظل آدم يسكنه , لم يكن منزلا كبيرا , لكنه كان مؤلفا من أربع غرف نوم وأمامه حديقة واسعة حيث يجلس أيام الصيف الحارة , لكن منذ قليل شيدت أمامه وحوله البنايات العالية , وكانت قرب المنزل حديقة عامة خضراء بأمكان آدم أن يراها من توافذ منزله.
أوقف الطبيب الشاب سيارته الروفر أمام المنزل وخرج من سيارته ودخل الى البهو المعتم , كان بحاجة أن يأخذ حماما قبل أن يتوجه الى المستوصف , لكن فجأة , قبل أن يغلق الباب وراءه , لفت أنتباهه معطف أحمر على حافة السام , ثم رأى أمامه حقيبتين.
منتديات ليلاس
من المطبخ أتت أصوات غريبة , بحركة مفاجئة , أنفتح باب المطبخ وشاهد وراء السيدة لاسي فتاة جالسة على كرسي صغير ,
صرخت السيدة لاسي بحماس:
" لديك زائر , يا سيد آدم , زائر غير منتظم".
وبالرغم من أن شعرها الكستنائي بات منسدلا الآن على كتفيها , وبالرغم من نحافة جسمها , عرفها الطبيب من عينيها العنبريتين ورموشهما الطويلة وفمها العريض وأنفها الصغير , كيف تجرأت والدته وأرسلتها من دون أن يعطيها الموافقة؟
قال بتهذيب ومن دون دفء :
" صباح الخير , يا ماريا".

لم تضطرب الفتاة لبروده , بل بالعكس , لمعت عيناها وأقتربت منه وأمسكت بعنقه وطبعت على خده قبلة حماسية , أمسك آدم بمعصمها وأبعدها عنه , وفوجىء بنظات المربية المرحة.
قالت ماريا بأبتسامة ساخرة:
" لا تنظر الي بلوم , يا آدم! ألست سعيدا لرؤيتي؟".
كان آدم ينظر اليها غير قادر أن يجد الكلمات التي تعبر عن عواطفه , أخيرا تمكن من القول وهو يرفع خصلة شعره:
|" كيف جئت الى هنا؟".
" بالطائرة ,وصلت منذ ساعة تقريبا! وأهتمت بي السدة لاسي كل الأهتمام".
أطلق آدم زفرة وهتف قائلا:
" وصلتني رسالة أمي هذا الصباح تسألني فيها أذا كان بأمكاني أستقبالك !ما كان يجب أن تكتب هذه الرسالة ما دام الأمر هكذا!".
قالت الفتاة وعيناها تلمعان:
" أنها تجهل أنني هنا".

" كيف؟".
" كنت أكيدة أنك سترفض أستقبالي , أذا أعطيتك الوقت الكافي للتفكير بالأمر , لكنني كنت أرغب بالمجيء مهما كلف الأمر".
" لكن أين يعتقد والدك أنك موجودة الآن؟".
" يعتقد أنني أمضي عطلة نهاية الأسبوع عند أصدقاء لي في دابلن! ومن هناك أخذت الطائرة الى لندن!".
" لكنك فتاة عديمة التفكير ! فتاة بسنك , تسافر وحدها!".
" لم أعد طفلة".
" هذا ما أراه بالفعل ! في كل حال لست كبيرة كفاية لتأخذي أستقلالك".
" آه , آدم! جئت الى لندن للحصول على بعض الحرية ! لا لأرى نفسي محجوزة ومراقبة كما كنت عليه في كليكارني!".
أقترحت المربية قائلة:
" من الأفضل أن تتصل بوالدتك , يا دكتور , ربما تكون قلقة على ماريا جدا".
منتديات ليلاس
" معك حق , يا سيدة لاسي , سأتصل بها في الحال , أما بالنسبة اليك , يا أيتها الفتاة الصغيرة... فلا أعرف ما أقوله...".
" قل لي فقط أن بأمكاني البقاء , ولن أسببلك المشكل أو الهموم , أعدك بذلك".
كان آدم يحتج , لكن أحتجاجه لا فائدة منه , ماريا هنا وكان في نيته أن يقبل أقتراح والدته , صحيح أنه لم يكن يتوقع أن تتصرف هذه الفتاة بهذا الشكل , كان يتوقع رؤية فتاة صغيرة , مجدولة الشعر , لكنه يرى الآن أمامه فتاة واثقة من نفسها , ذات شعر ناعم وأناقة لا تضاهى , ترتدي فستانا ضيقا وتنتعل حذاء جلديا عاليا ,ستفاجىء بقامتها كل سكان الحي المجاور الهادئين ,كما كان يتصور ردة فعل لورين غريفيتس.

نهاية الفصل الاول:flowers2:


فتاة 86 09-02-11 10:47 PM

شكراً كثير مبينة حلوة من الملخص
يعطيكي العافية يا قمر

:8_4_134:
:flowers2::friends::flowers2:

طيف السما 10-02-11 01:38 AM

الروايه شكلها حلو لكن ياريت متنسيش تكميلى روايه كيف احيا معك بسرعه

اماريج 10-02-11 07:20 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فتاة 86 (المشاركة 2631367)
شكراً كثير مبينة حلوة من الملخص
يعطيكي العافية يا قمر

:8_4_134:
:flowers2::friends::flowers2:


العفووووووووو حبيبتي
الاحلى هو انتي بمرورك وبطلتك الحلوة والله يعافيك ياعسل
وابشرك اليوم راح تكون رواية كيف احيا معك مكتملة باذن الله وبتمنالك قراءة ممتعة ياغالية^_*
وثانكس على الوردات الحلوين يالغلا كله منورة حبيبتي
:flowers2:
:liilase::liilas:


اماريج 10-02-11 07:22 PM

]

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طيف السما (المشاركة 2631466)
الروايه شكلها حلو لكن ياريت متنسيش تكميلى روايه كيف احيا معك بسرعه


الاحلى حبيبتي هو انتي بتواجدك وطلتك الحلوة يالغلا
واليوم ان شاءالله راح تكون رواية كيف احيا معك مكتملة لعيونكم الحلوة وانا اسفة على التاخير
منورة ياغالية:flowers2:
:liilase::liilas:

اماريج 10-02-11 07:23 PM


2- الزائرة الوقحة

أفاقت ماريا مذعورة , أين ستائر الدانتيل على نافذتها والغطاء المحيك على سريرها ؟ وخلال ثانية تساءلت أين تكون؟ لكن سرعان ما عادت الى ذهنها أحداث الأمس , فراحت تغوص بفرح تحت الأغطية المنعشة , طبعا , لم تكن في كيلكارني , أنما في لندن , عند آدم!
راحت تنظر في أرجاء الغرفة , الستائر الصفراء المقلمة تتلاءم بأناقة مع غطاء السرير ومع خشب أثاث الغرفة , يفترش الأرض بساط سميك قمحي اللون , وفكرت ماريا أن والدها ليس من نوع الرجال الذين يحبون الأشياء الفاخرة , كان باتريك شيريدان رجلا عمليا , وعاميا , وبزواج جيرالدين ماسي منه , نجحت لحسن الحظ في تغيير موقف زوجها وجعلته أكثر أنفتاحا وتسامحا مما كان عليه , وكانت دائما بجانب ماريا ومن رأيها , وبفضلها سمح للفتاة بالمجيء الى أنكلترا لتبع دروس السكريتاريا .
منتديات ليلاس
وكم حلمت ماريا برؤية لندن! فمنذ عدة سنوات ,لم تكن تنوي الا تحقيق هذا الحلم والهرب من الحياة الريفية في كيلكارني حيث كان والدها أحد أركان المجتمع هناك , لقد نشأت ماريا في الدير ولم تكن حياتها غير سلسلة متواصلة من القيود ,وبعدما أنتهت دراستها المدرسية ,أصبحت حرة في أن تتصرف كما يحلو لها , شرط أن يوافق والدها على مشاريعها.
بصعوبة كبرى توصلت الفتاة الى أقناع والدها بالمجيء الى لندن , ولو تردد آدم لحظة في أستقبال ماريا في ممزله , لرفض باتريك شيريدان على أبنته في المجيء , كانت ماريا تعي هذا الأمر جيدا , لذلك خاطرت في الهرب من دون أعلام زوجة والدها , وحتى لو أضطرت الى تخييب آمال تلك المرأة .
تنفست ماريا الصعداء ونهضت من سريرها , بدا والدها مغتاظا مساء أمس على الهاتف , لكنه لم يصر على عودتها , ثم أصبحت الفتاة هانئة البال , لأنها متأكدة من أن جيرالدين تعرف أقناعه بوسائلها الخاصة.
أقتربت ماريا من النافذة وفتحتها وأتكأت على طرفها , الهواء كان منعشا , أرتعشت قليلا , هل سبب ذلك البرد أم الفرح؟ فجأة بدت الحياة لها متحركة ونابضة ومليئة بالأمكانيات والآمال.

وفجأة رأت ماريا في اجهة الثانية للشارع عجوزا واقفة على عتبة بابها تنظر اليها بعينين مليئتين عتابا ,وفي الحال عرفت ماريا السبب , لأنها لم تكن ترتدي سوى قميص نوم قصير وشفاف , أغلقت زجاج النافذة بسرعة , أبتسمت لصورتها في مرآة منضدة الزينة , لا يجب أن تحدث عند الجيران صدمة في اليوم الأول وتندم عليها فيما بعد! لا شك أن الجميع سيتساءلون من تكون ولماذا تسكن في منزل الدكتور ماسيه , فآدم في سن الزواج والأشاعات تصبح في محلها , وتأخذ مجراها الطبيعي.
دخلت الفتاة غرفة الحمام الواسعة التي تفوح منها رائحة مسحوق الحلاقة وماء الكولونيا , ثم عادت الى غرفتها لتأخذ من حقيبتها ما يمكن أن ترتديه , فستفرغ محتواها فيما بعد , في الوقت الحاضر تتضور حوعا , الساعة تفوق الثامنة صباحا وفي أيرلندا من عادتها أن تتناول فطورها في ساعة مبكرة.
وبينما كانت ترتدي ملابسها كانت تأمل في أن تجد فرصة للتحدث مع آدم , ففي مساء أمس لم يتبادلا ألا الحديث العادي التافه , حيث سألها آدم عن أخبار والديها , لا أكثر ولا أقل , ثم توجه الى المستوصف في حي نسيت أسمه , وحسب ما قالته المربية , تناول العشاء في المدينة وأمضت ماريا سهرة مملة واعدة نفسها ألا يتكرر الشيء نفسه مرة أخرى .
وبسروال ليلكي ضيق وقميص بيج تضغط على خصرها , نزلت ماريا السلالم , ولما وصلت الى البهو ,ترددت وراحت تنظر حولها بأهتمام , البساط معرق بالأزرق والأ؟خضر , والأبواب بلون الخشب الفاتح , والخزانة ملمعة وضعت عليها باقة من التوليب والخنشار , كل شيء يؤكد ذوقا عميقا شديد التحفظ.
منتديات ليلاس
كانت تتساءل فيما أذا كان آدم يأخذ فطوره في الغرفة نفسها حيث تناولت مساء أمس طعام العشاء , حينئذ خرجت المربية من المطبخ وأقتربت منها , كانت تبدو متوترة
فقالت:
" آه , أستيقظت باكرا ,كنت.... على وشك أن أصعد اليك بالفطور لتأخذيه في سريرك , الدكتور أعتقد أنك ستكونين مرهقة بعد رحلتك الطويلة".
أكدت لها الفتاة بلطف قائلة:
" لست متعبة أبدا , يا سيدة لاسي , أنني أتمتع بصحة جيدة , من جميع النواحي , والآن أخبريني , أين آدم؟".
حاولت المربية أخفاء أستيائها لما ترتديه الفتاة ,كما أن ماريا كبتت ضحكتها:
" السيد آدم ينهي فطوره , يا آنسة , من هنا....".

فتحت المربية جريدة الصباح ولم يلاحظ وجودها- كم هو جذاب في بدلته القاتمة وقميصه البيضاء! وبسهولة أعتيادية , وضعت ماريا ذراعها حول عنقه وطبعت قبلة على رأسه كما تفعل عادة مع والدها كل صباح.
أنتفض آدم ووقف دافعا صحيفته من يده , ومبعدا خصلة شعره عن جبينه محتجا:
" ماريا!".
قالت في بسمة مشرقة:
" صباح الخير , يا آدم , أنني متأسفة على تأخري".
جلست على الكرسي أمام المائدة فأستعاد آدم برودة أعصابه وقال لها:
" لست متأخرة ,لا شيء يجبرك على النهوض باكرا , أما أنا فيجب عليّ أن أكون في المستوصف في الساعة الثامنة والنصف".
هزت ماريا كتفيها وأمسكت أبريق القهوة وسكبت لنفسها فنجانا صغيرا وقالت وهي ترشف قهوتها:
ط أحب كثيرا أن أنهض من النوم باكرا ,وفي كل حال , من الأفضل ألا تأخذ فطورك وحدك , قالت لي والدتك أنها كانت تتناول فطور الصباح دائما معك".
منتديات ليلاس
أجاب آدم بجفاف وهو يحتسي قهوته دفعة واحدة:
" الأمر يختلف كليا ".
" ولماذا أذن؟ أنا شقيقتك , لا تنسى!".
" أنت لست شقيقتي , بل أبنة زوج والدتي".
ضحكت ماريا وغيرت الحديث قائلة:
" م ,م , م , القهوة رائعة .... آه ! تأكل البيض واللحم عند الصباح؟".
" هذا شأني!".
" من دون شك , هل ستقدم لي السيدة لاسي الشيء نفسه أيضا؟".
أجابها بلهجة قاطعة :
" عليك أنت أن تطلبي منها ذلك!".



اماريج 10-02-11 07:25 PM

تنفست ماريا الصعداء وراحت تنظر اليه في خضوع وأستسلام :
" ألن تبقى بعض الوقت أيضا , يا آدم؟".
أجابها بقسوة وهو يلقي نظرة الى ساعة يده :
" لم يعد لدي وقت لأضاعته".
أطلقت ماريا زفرة ثانية وقالت:
" حسنا , سأنتهي من أحتساء قهوتي وأحضر للحال".
كان آدم يتفحص أوراقه في حقيبته , ثم راح يتظر اليها من دون أن يفهم شيئا , ثم سألها:
" ماذا تقصدين؟".
سكبت ماريا لنفسها فنجانا آخر , وقالت:
" سأذهب الى المستوصف معك , صباح اليوم , أحب أن أعرف أين تعمل وربما أمكنني مساعدتك".
قال مندهشا:
" شكرا يا ماريا , لكن ذلك ليس ضروريا , لدي سكرتيرة جديرة ,عليك أن تجدي لنفسك شيئا تفعلينه في نهارك!".
منتديات ليلاس
" أنا مصرة على مرافقتك , يا آدم".
" هذا غير وارد أطلاقا , وأذا قررت الخروج من المنزل لبعض الوقت من الأفضل أن تغيري ملابسك".
" وماذا عندك ضد ملابسي؟".
أجابها بعنف قائلا:
" أذا كنت لا تعرفين السبب , فليس لدي وقت لأن أشرحه لك!".
قالت وهي تضغط على معصميها غضبا:
" تذكرني بوالدي , تقول هذا الكلام من أجل أزعاجي ومضايقتي , أنا أعرف ذلك جيدا".
رمقها آدم بنظرة سئمة وخرج من الممر , كاد أن يصطدم بالسيدة لاسي , تبعته ماريا وحملت معطفها الأحمر عن المشجب وأرتدته , فقال لها بحزم وهو يرتدي سترته المصنوعة من فرو الخروف:
" ليس واردا كليا أن تأتي معي الى المستوصف يا ماريا , أنني آسف ,لكن ليس هو مكان ل.....لفتاة مثلك".
كاد أن يقول ( لطفلة مثلك) لكنه أدرك الأمر قبل فوات الأوان , وجرح شعور شعور ماريا , وكان ذلك ظاهرا على وجهها
لكنه همس من جديد قبل أن يصفق الباب وراءه :
" أنني آسف , أنني حقا, آسف!".

خلعت ماريا معطفها وعلقته من جديد , ثم وضعت يديها في جيبي سروالها وعادت ببطء الى غرفة الطعام , وراحت تتساءل أذا كانت قد فعلت حسنا بالمجيء الى لندن .
جلست أمام الطاولة وراحت تقرأ صحيفة النهار , دخلت السيدة لاسي الغرفة بعد قليل ونظرت الى الفتاة ورأت الحزن يملأ عينيها العنابيتين , فسألتها المربية بتهذيب :
" ماذا يمكنني أن أقدم لك , يا آنسة ؟".
لم تكن ماريا ترغب في التكلم الى أي كان , لكنها أجابت بلطف وتهذيب :
" لا شيء , شكرا".
" عليك أن تأكلي بعض الشيء , يا آنسة , لا شك أنك جائعة !".
أجابت ماريا بهدوء:
"أنا لست جائعة !".

وضعت السيدة لاسي الصينية جانبا ثم عقدت ذراعيها وقالت:
" ما بك يا آنسة؟ ما تقومين بهشيء تافه , لن تصومي عن الطعام بحجة أن الدكتور آدم رفض أن يدعك تذهبين معه؟".
" لا علاقة لآدم بمزاجي !".
" أنا متأكدة أن العكس هو الصحيح , من الأفضل أن تتحملي مصيبتك بصبر".
أبتسمت ماريا فهي سعيدة بطبيعتها وليس من عادتها الأستياء أو الغيظ , في كل حال ليس هذا خطأ السيدة لاسي!".
" معك حق , كنت أود مرافقة آدم ,ولم أنجح والآن لم أعد أشعر بالجوع".
" ما رأيك بقليل من حساء الشعير؟ أو البيض مثلا؟".
شعرت ماريا بأشمئزاز وقالت:
" لا! لا! سآخذ بعض الخبز المحمص ".
" حسنا يا آنسة , سأجلب لك خبزا محمصا , وهل تأخذين معه مربى البرتقال من صنع البيت؟".
قالت ماريا مبتسمة :
" فكرة رائعة!".
منتديات ليلاس
وبعدما أنتهت ماريا من تناول فطورها شعرت بالسأم وسألت السيدة لاسي أذا بأمكانها مساعدتها.
فوجئت المربية وقالت:
" ماذا تعنين بذلك, يا آنسة؟".
أقترحت الفتاة عليها قائلة:
" بأمكان أن أرتب الأسرة , أو أن أغسل الملابس ,وبأمكاني أن أحضر الغداء أيضا".
ذهلت المربية لما سمعته , فهذه أول مرة تقترح أحدى المدعوات مساعدتها , فقالت:
"هذا لطف منك , يا آنسة , لكن الأمر غير ضروري , فالمنزل ليس كبيرا".
" لكن لديك شخص أضافي , الآن , يعني أنا".
" أنت فتاة طيبة يا آنسة , غير أن السيد آدم لن يوافق على ذلك , على ما أظن , بأمكانك أن تشتري لي بعض الخضر والفاكهة وحاجيات المطبخ من الشارع الرئيسي , أذا كان ذلك يسليك , لم تخرجي بعد منذ وصولك".
ترددت ماريا وقالت:
" شراء بعض الحاجيات؟ أتفقنا , بأمكاني أن أتسلى وأتعرف على الحي".



اماريج 10-02-11 07:27 PM

فرحت المربية لأيجادها حلا لمشكلة الفتاة ,فتوجهت الى المطبخ تحضر اللائحة , وبعد قليل حملت ماريا لائحة المشتريات وسلة وحافظة نقود وتوجهت الى الشارع العام.
كان يوما جميلا من أجمل أيام الربيع , فشعرت ماريا بسعادة وهناء لأنه الشعور نفسه الذي أحست به في الصباح حينما أستيقظت من نومها , تذكرت الحادثة في غرفة الطعام , من الواضح أن آدم يجد صعوبة للتكيف بوجود أشخاص جدد في المنزل , ذلك شيء طبيعي!

لا يجب أن تطلب منه الكثير , الأطباء لا يعيشون نمط الحياة التي يعيشها المزارعون , ليس لديهم برنامج عمل محدد , وأذا بدوا شديدي الرصانة , ذلك لأنهم يتحملون مسؤوليات كبيرة.
وبهذا المزاج توجهت الفتاة الى السوق لأبتياع ما تحتاجه السيدة لاسي لتحضير الطعام , قامت بمهمتها بجدية تامة , كانت تختار بنفسها شرائح اللحم في حانوت الجزار ,وتختار بيدها ثمرات البندورة , واحدة واحدة لدى بائع الخضار , ولم يلاحظ أحد معطفها البرتقالي وسوالها الليلكي ,ولدى عودتها , لاحظت أنها قامت بتوفير ملحوظ , فدهشت السيدة لاسي للأمر , هي التي كانت تتوقع أن تنسى الفتاة نصف المشتريات , وأحضرت المربية القهوة لتجلس مع ماريا في المطبخ وراحتا تحتسيان وتثرثران بعض الشيء , أخبرتها عن حياتها في كيلكارني
ثم بعد قليل غيرت المووع بمهارة وسألتها:
" في أي ساعة بأتي آدم الى الغداء؟".
منتديات ليلاس
أبتسمت السيدة لاسي وأخذت فنجانها الفارغ لتضعه في المجلاة ثم أجابت :
" في حوالي الواحدة ,لكنه لا يأتي دائما الى الغداء".
قالت ماريا محاولة أخفاء خيبة أملها:
" آه".
" يتصل هاتفيا في الحادية عشرة أذا كان ينوي البقاء خارجا ".
" هل أتصل اليوم بك؟".
" كلا يا آنسة , هذا يعني أنه آت , وفترة بعد الظهر لا يعمل عادة , لكنه يعود الى العمل في المسا , أنه يعمل كثيرا مع زميليه , السيد هادلي والسيد فينسانت".
" من هما ؟".
" شريكاه".
" آه , أفهم الآن , أنهم يعملون جميعا في أيسلينغتون , أليس كذلك؟".
" نعم, يا آنسة".
" وأين تقع أيسلينغتون؟".
منتديات ليلاس
" في الأيست أند , ليست منطقة جميلة , لكنها مزدحمة بالسكان ".
قالت ماريا :
" الأيست أند ؟ حسب زوجة والدي , هناك عدد هائل من الأكواخ القذرة".
" عدد كبير , نعم , ومعظمها في أيسليغنتون".
" ألا تفعل الدولة شيئا لمقاومة هذا الواقع المرير؟".
" يجب هدم معظم الأبنية المخربة كي يتم أنشاء الأبنية الجديدة , لكن هذا لا يمكن أن يحصل بسرعة وسهولة".
" وفي هذه المنطقة بالذات يعمل آدم؟ لماذا؟".
كتفت المربية ذراعيها وراحت تشرح للفتاة قائلة:
" لأن هناك من هم بحاجة اليه , يا آنسة , البيوت رطبة وغير صحية وبالتالي فهي وكر للجراثيم , كما يعيش عدد كبير من العجزة مثل السيدة أينسلي الت هي الأن في مستشفى القديس مايكل ".



اماريج 10-02-11 07:28 PM


" السيدة أينسلي؟".
" أنها عجوز تبلغ السبعين من عمرها , تعيش وحدها , ولسوء حظها وقعت الأسبوع الفائت من على السلالم".
أستغربت ماريا وهي تضع يدها على حنجرتها , ثم قالت:
" آه ,مسكينة لهذا الحادث , هل أصيبت بجراح خطرة؟".
" ما زالت حية ترزق , لكنها أصيبت بنزيف داخلي".
" من الذي وجدها".
" آدم وجدها , كان من عادته أن يمر لزيارتها ويسأل عن أحوالها , وهي الآن في المستشفى والله وحده يعلم متى ستخرج ,يا لها من أمرأة مسكينة !".
منتديات ليلاس
أستعلمت ماريا وهي تعض على شفتيها:
" أليس عندها عائلة وأقارب؟".
" لا أعتقد ,ليس في أنكلترا , في كل حال ,كان لديها أبنة هاجرت الى أستراليا من زمان بعيد".
تنهدت ماريا قائلة:
" أحب العمل على مساعدة الناس".
سألتها السيدة لاسي بتعجب:
" ومدرسة السكريتاريا ؟ ألم تحضري خصيصا الى أنكلترا لتصبحي طابعة على الآلةالكاتبة؟".

" لم أعد أعرف شيئا , يا سيدة لاسي , تتصور جيرالدين أن هذه المهنة تناسبني , لكن بعد سماعك الآن , بدأت أشك بذلك , لا شك أن هناك مئات من الناس يعيشون وضع السيدة أينسلي , ربما بأمكاني أن أقوم بعمل خاص بالمجتمع...".
" ليس الأمر شديد السهولة , يجب أن تتحلي بالصبر أمام كل تجربة ومحنة".
منتديات ليلاس
" أنت على حق ,في أيرلندا , العائلة كبيرة وهناك دائما أحد في العائلة للأهتمام بالعجزة , جدتي ما زالت على قيد الحياة وتسكن بيتا صغيرا قرب منزل والدي , ولن يخطر بباله أن ينقل الى مكان آخر ويتركها وحيدة!".



اماريج 10-02-11 07:29 PM


تنهدت المربية وقالت:
" الوضع هنا مختلف كليا , ليس أمام الناس وقت لهذا , أنهم منهمكون بمحاولة أن يكونوا أفضل من جيرانهم , سيصبحون هم يوما ما عجزة ويكون قد فات الأوان , لا تكوني قابلة للضعف وألا ستجدين دائما من يستفيد منك".
" أنت قاسية, يا سيدة لاسي!".
" ربما!.... بصفة عملي عند السيد آدم رأيت البؤس بعيني! لكن نصف هرلاء التعساء لا يستحقون المساعدة التي تعطى لهم , من الأفضل لك أن تتابعي دروس الطباعة , وهذا يمعنك من القيام بحماقات!".
قالت الفتاة في أغتباط:
" أنا ناضجة وأعرف ما يجب فعله!".
قالت السيدة لاسي بأرتياب:
" هل تعتقدين ذلك؟ لست أكيدة تماما , لندن مدينة شاسعة ".
قالت ماريا بأختصار:
" لم أقل لك ذلك , لكن السد آدم أخذ على عاتقه أيواءك وتحمل مسؤولياتك,وهو يعمل كثيرا ويكفيه ما لديه".
تنهدت ماريا ولم تعد تتحمل هذا الحديث , وبما أنها لم تكن قد أفرغت محتوى حقيبتها قررت الصعود الى غرفتها وترتيبها وأرتداء ملابس أكثر أحتشاما قبل مجيء آدم.
منتديات ليلاس
كانت على وشك تحقيق مشاريعها عند رن الجرس .
فسألت السيدة لاسي :
" هل تتفضلين , يا آنسة بفتح الباب ؟ يداي مبللتان ,أذا كان الطارق يريد الدكتور فقولي له أن يعود في وقت آخر".
وافقت الفتاة وقالت:
" حسنا".
ملست ماريا شعرها بيدها وفتحت الباب , ولدهشتها رأت أمرأة رائعة , ناعمة , ذات شعر أشقر قمحي مرفوع بكعكة , كانت تحدق اليها بطريقة عدائية , فسألتها ماريا:
" هل بأمكاني مساعدتك؟".
كانت سيارة ليموزين يقودها سائق , واقفة أمام باب المنزل :
" لا شك أنك ماريا , كلمني آدم عنك".
" نعم , أوه .... تفضلي وأدخلي".
خرجت السيدة لاسي من المطبخ وقالت بتهذيب ,وهي تمسح يديها بمريولها:
" ها أنت. آنسة غريفيتس ؟ لم يصل السيد آدم بعد".
قالت لورين وهي تخلع قفازيها الرماديين :
" لم أحضر لرؤية آدم , أنما جئت للتعرف الى ....ماريا".
قالت المربية:
" حسنا... هل يعرف السيد آدم أنك هنا , يا آنسة؟".
أجابت ببرود وهي تهز حاجبيها :
" لا أعتقد , هل هذا ضروري ؟ أنني أكيدة , يا سيدة لاسي , أنهلن يعارض مجيئي".
أخفضت المربية عينيها أمام نظات لورين الملحة وقالت:
"كلا , يا آنسة , أوه.... هل تريدين بعض القهوة؟".
" أذا لم يكن هناك من أزعاج , يا سيدة لاسي".
منتديات ليلاس
أشمأزت المربية وأبتعدت صوب المطبخ.
فتمتمت لورين بين أسنانها قائلة:
" عجوز حمقاء!".
أحمرت وجنتا ماريا لدى سماعها هذا التعليق , فأسرعت لورين تقول:
" السيدة لاسي لم تقم بمهمة التقديم , أدعى لورين غريفيتس".
ولما شعرت لورين أن أسمها لم يوقظ أي صدى عند ماريا , تابعت تقول :
" هل كلمك آدم عني؟".
" كلا , لم أره من زمان بعيد ووصلت لتوي الى لندن , فلم نجد مجالا للكلام بعد".
قالت لورين بصوت ساخر :
" صحيح؟ دعينا نجلس أذن في الصالون الصغير".
أجابت الفتاة بأستعجال :
" نعم ,بالطبع".



اماريج 10-02-11 07:31 PM

لم تكن ماريا تعرف كيف تتصرف مع هذه المرأة التي يبدو أنها تعرف آدم معرفة جيدة .
تبعت ماريا لورين الى الصالون الصغير , الذب هو كناية عن غرفة منيرة , أثاثها بسيط لكنه بالغ الذوق ومؤلف من مجموعة مقاعد جلدية سوداء ,وعلى الأرض بساط قمحي اللون وجهاز تلفزة وأسطوانات ورفوف مابئة بالكتب تكمل الديكور بشكل رائع ,وأبواب زجاجية عريضة تفتح على شرفة مغلفة بالنبات تتسلق الجدار شجرة ورد بري .
خلعت لورين معطفها عن فستان صوفي أزرق أنيق بشكل بارز , ثم جلست على المقعد وأشارت الى ماريا بالجلوس الى قربها , تظاهرت ماريا بأنها لم تر شيئا , فلم تكن ترغب بالجلوس قرب هذه المرأة التي جاءت تفحصها عن قريب , كانت تفضل البقاء واقفة قرب المدفأة وهي تتساءل ما هي حقيقة العلاقات بين لورين وآدم .
منتديات ليلاس
بأرتياح وكأنها في منولها , تناولت لورين سيكارة من علبة موضوعة على الطاولة
أشعلتها وأخذت سحبة عميقة ثم قالت:
" لا شك أن آدم فوجىء لدى رؤيتك هنا , مساء أمس...".
قالت ماريا بسذاجة:
" آه , نعم , في كل حال لم يكن سعيدا بمجيئي".
سألت لورين وهي تنظر الى الفتاة بأمعان وأنتباه:
" هذا ما توقعته! ألم يكن من الأفضل لو أنتظرت دعوته؟".
أجابت ماريا بدهشة:
" كلا , في كل حال , آدم شقيقي".

" أنه أبن زوجة والدك , كيف يكون شيقك ؟".
" أنه جزء من العائلة!".
أحضرت السيدة لاسي القهوة ووضعت الصينية قرب لورين وقالت:
" تريدين شيئا آخر , يا آنسة ؟".
" كلا ,هذا كل شيء ,يا سيدة لاسي".
أستأذنت المربية بأختصار وخرجت , وتمكنت ماريا من رؤية الأستياء وعدم الرضى في عينيها , أليست لورين غريفيتس صديقة آدم؟
سكبت لورين القهوة وقدمت فنجانا الى ماريا التي رفضته , لقد أحتست فنجانا مع المربية ولم تكن ترغب أن تبدو لطيفة مع هذه المرأة , التي لم تستحسنها بصراحة , لماذا تصر لورين غريفيتس أن تتعرف عليها؟ فليس هناك أي تشابه بينهما!

سألت لورين:
" أي دروس تنوين متابعتها؟".
أفاقت ماريا من أحلامها وأجابت:
" لا أعرف بعد, يا آنسة , ليس عندي مشاريع محددة وواضحة حتى الآن".
" كان من الأفضل لك أن تتبعي دروس السكريتاريا في بلادك , فهناك مدارس بهذا الخصوص , أليس كذلك؟".
كانت تتكلم كأن أيرلندا بلاد بعيدة
أجابتها الفتاة بتهذيب :
" نعم , يا آنسة , لكنني كنت مصرة على المجيء الى لندن".

" آه! ليس الأمر .... كيف أجد الكلمات .... ليس مناسباأن تسكني معه".
وبما أنه لم يد على ماريا أنها فهمت
فتابعت لورين كلامها وهي تطفىىء سيكارتها بعنف:
" لنتكلم بوضوح وصراحة , كان من الأفضل أن تتقاسمي شقة مع فتيات أخريات بدلا من أن تسكني مع آدم !".
تقلصت ماريا , هذه الفكرة لم تخطر ببالها , في كل حال لا يسمح لها والدها بذلك.
أجابت ماريا بحدة وغضب:
" بأمكاني أن أسكن حيث أريد , وهذا شأني والأمر لا يخصك!".

ألتفتتا معا بسرعة ووجدتا آدم واقفا على عتبة الباب , فلم تسمعاه يدخل . نهضت لورين في الحال وأسرعت نحوه وقالت بصوت ناعن :
" آدم ! حبيبي! كنت أنتظرك!".
رمقها آدم بنظرة ساخرة , وأمسك يدها كي يمنعها من أن تقفز على عنقه , تفحص ماريا بنظرة مستفسرة , لكن الفتاة هزت كتفيها , فلم تكن تنوي أن تبرر سلوكها أمام لورين غريفيتس.
ألتفت آدم الى لورين وقال في تحد:
"ماذا , يا لورين , ماذا تفعلين هنا؟".
أرادت لورين أن تلاطفه لكنها أدركت في الحال أن الوقت لا يسمح لمثل هذه المداعبات لكنها أختارت أن تكون صادقة وقالت ببرود:
" أردت أن أتعرف الى ماريا , أنني خطيبتك , يا حبيبي , أليس كذلك؟".
أجاب آدم برصانة ورباطة جأش:
" صحيح؟".
منتديات ليلاس
تنهدت لورين وقالت:
" طبعا , صحيح! كان من الأفضل أن تخبر ... ماريا بذلك!".
كانت ماريا تحافظ بصعوبة على برودة أعصابها ,ولورين أمرأة وقحة ببساطة , أما الرجل فلم يكن فرحا بالوضع وكان مغتاظا بعض الشيء , لا شك أنه مستاء من جواب ماريا الموجه الى خطيبته , لماذا لم يخبرها عن خطوبته؟ لماذا لم يعلمها بزيارة لورين؟ فهي الآن في وضع حرج للغاية , فهمست تقول:
" المعذرة".
ثم خرجت من الغرفة ,وصعدت الى غرفتها وصفقت الباب بعنف وراءها ,ونظرت الى صورتها في المرآة ... يبدو أنه نهار سيء!

نهاية الفصل الثاني:flowers2:

اماريج 10-02-11 07:35 PM


3- أمرأة على مقعد

فتحت ماريا حقيبتها وعلقت ملابسها في الخزانة , لكن قلبها كان حزينا للغاية , ستستعمل لورين غريفيتس كل ما لديها من وسائل الأغراء لتقنع آدم بضرورة أعادة الفتاة الى كليكارني , وهذه الفكرة جعلتها تشعر بتوتر كبير.
أغتسلت ثم أرتدت فستانا قصيرا برتقالي اللون يظهر جمال قوامها , ثم سرحت شعرها بتأن , لكنها لم تكن تجرؤ على النزول .
أعلنت السيدة لاسي قائلة:
" آنسة ماريا! الغداء جاهز!".
لبت ماريا على مضض دعوة المربية , ولما دخلت غرفة الطعام كان نظرها يعبر عن تحد ولوم , ولكنها فوجئت أذ وجدت نفسها وحدها , وقد أعدت الطاولة لشخصين , وفجأة سمعت وقع أقدام خلفها , فألتفتت متوقعة رؤية السيدة لاسي , لكن القادم كان آدم بالذات , فتوافد الدم على خدها .
أمرها مشيرا اليها بالكرسي قائلا:
" أجلسي!".
منتديات ليلاس
أطاعت ماريا فهي لا تريد البدء بالحديث , وفي هذا الوقت توجه آدم الى خزانة الشراب وأعد لنفسه كأسا بيتما كانت ماريا تنظر اليه فارغة الصبر ,هل سيطلب منها مرافقته ؟ وأين لورين غريفيتس؟
عاد آدم ووضع كأسه على الطاولة وجلس مكانه وراح ينظر الى الفتاة بطريقة غامضة , بينما كانت تسحق الفوطة التي بين يديها آملة أن يقول شيئا ... أي شيء!
لكنها سألته أخيرا:
" أين الآنسة غريفيتس؟".
أجابها وهو يهز كتفيه :
" لديها موعد مع مديرها الفني , مدير أعمالها , بصورة عامة ".
" مدير أعمالها ؟ ماذا تعمل؟ هل هي ممثلة؟".
قال بلهجة ماكرة:
" ألم يسبق أن سمعت بها من قبل؟".
" لماذا؟ هل هي ممثلة مشهورة؟".
" لديها نجاح كبير , هنا وفي أميركا".
" آه فهمت , كانت تنتظر مني أن أعرف من تكون , لا شك أنني خيبت آمالها , يا آدم!".

" هذه وجهة نظرك! قولي , ماذا كان يحصل بالضبط ذلك الصباح عندما قاطعتكما؟".
أحمر وجه ماريا وأجابت:
"ألم تخبرك لورين شيئا؟".
" لو أخبرتني شيئا لما طرحت عليك السؤال؟".
" من يعلم؟ ربما تنتظر مني أن أموّه الحقيقة!".
" لأي سبب؟".
كانت ماريا في حالة الدفاع فقالت:
" حسنا , بالنسبة اليها , ما كان يجب علي المجيء الى هنا من دون دعوتك كما أنه من المفروض أن أسكن في شقة مع فتيات من عمري".
" صحيح ؟ وماذا كان جوابك؟".
أجابته بسرعة وبأختصار:
" سمعت ما كنت أقوله!".
" عظيم الأفضل أن أكون على علم بما يحدث , وأفضل الحقيقة على الكذب , لا تنسي ذلك أبدا!".

دخلت السيدة لاسي غرفة الطعام حاملة صينية الفطور لشخصين , سكتا لبرهة ليتذوقا الطعام الشهي , ثم بدأت ماريا تقول:
" ألم تخبر والدتك بمشروع زواجك؟".
فأجابها رافعا عينيه:
" كلا".
" لماذا ؟ لو كنت على علم بذلك , لما تكلمت على ذلك النحو صباح اليوم!".
أتكأ آدم على كرسيه مسترخيا وأجاب:
" تعرفين والدتي جيدا , هل تعتقدين جيدا ما أذا كانت لورين ستعجبها؟".
وضعت ماريت مرفقيها على الطاولة وراحت تفكر بعمق ثم أجابت حالمة :
" لا أعرف.... ربما... في كل حال المهم هو سعادتك".
قال بسخرية واضحة:
"أية حكمة!".
ثم صرّحت بعفوية غير منتظرة :
" أما أذا كنت تريد رأيي بالأمر , فلا أعتقد أن لورين بأمكانها أسعادك ".
أجاب بغيظ:
" لم أسأل رأيك بالأمر ".
" كلا , لكنني مصرة على أن أعطي رأيي , هل.... هل تعرفها من زمان؟".
" منذ سنة".
منتديات ليلاس
لا شك أن ماريا ضايقته بأسئلتها المحرجة والوقحة , فنهض آدم عن الطاولة , لم تحضر السيدة لاسي القهوة بعد , هل سيرحل ويتركها وحدها مرة أخرى , نهضت بدورها وراحت تتمشى حول الطاولة مكتفة بعصبية , ثم تنهدت وقالت:
" أنني آسفة , أزعجتك , أليس كذلك؟".
كان آدم ينظر اليها بتلهف , ثم قال:
" أنك تضايقينني , يا ماريا! أتساءل أذا كانت لورين على حق في ما قالته بأن عليك أستئجار شقة وأقتسامها مع فتيات من ستك".
" لست جادا في ما تقول!".
" ولم لا! أنت توافقين معي أن وصولك الى هنا كان مبكرا وقبل أوانه!".
أحتجت بسرعة وأحتلها الغضب وقالت:
" أنك تعاكسني عن قصد!".
أزاح آدم الخصلة عن جبينه , ربما كانت على حق , ربما كان آدم قاسيا, لكن صراحته تجرحها وتوتر أعصابها بصورة كبيرة .



اماريج 10-02-11 07:36 PM

رن الهاتف , فتح آدم الباب بأرتياح وتوجه نحو مكان الهاتف , بعد لحظات عاد وبرفقته السيدة لاسي التي جلبت صينية القهوة .
أحتجت المربية قائلة:
"لن تذهب من دون أحتساء القهوة , يا دكتور".
" بلى , فهناك أمور طارئة".
سألت ماريا :
" ماذا يجري؟".
" أحد المرضى أصابته نوبة قلبية ,ولذلك يجب أن أذهب بسرعة , أنني متأسف , لكن الواجب يناديني".
وفي الواقع كان سعيدا جدا لأنهاء هذه المادثة , وهذا كان ظاهرا في عينيه.
لم تعلق ماريا على ما قاله ,وبعد لحظات , أقلعت سيارة الروفر .
في حوالي الثانية بعد الظهر قررت ماريا أن تقوم بنزهة في شوارع لندن برغم معارضة السيدة لاسي وأنذاراتها.....
حملت الفتاة سترة صوفية وخرجت من المنزل , كانت تشعر بأنزعاج والنزهة لا شك أنها ستغير مزاجها الكئيب , أمس, في مثل هذه الساعة , كانت تشعر بغبطة ومرح , , وكان قلبها مليئا بالأمل! أما اليوم فهي حزينة وفاترة الهمة .
منتديات ليلاس
حاولت ماريا أن تتذكر آدم عندما كان يأتي الى كيلكارني , ووجدت صعوبة أن تقيم مقارنة رجل الماضي ورجل الحاضر , في الماضي كانت ماريا ما تزال صغيرة , متأثرة بتجربة آدم وحكمته , كان في ذلك الوقت شديد الأنسانية وكريما وعل أستعداد دائم أن يسمع مشاكلها , وأن يسألها عن مستقبلها , كم تغير اآن! فهو الآن يتصرف عكس ما كان عليه , أذ أنه يعتبرها عبئا , هل ينوي منعها من الأقامة في منزله ؟ هل تصرفت بعجلة كما يلمح لها ؟ وتنهدت ماريا لهذه الأفكار وشعرت فجأة بحنين الى المنزل الوالدي في أيرلندا.
وصلت الفتاة الى الشارع العام في كينغستون , توقفت لحظة فهي لا تعرف أي طريق تسلكه وندمت لأنها لم تشتر خارطة المدينة , كانت تعتبر أن آدم هو الذي سيأخذها عبر العاصمة البريطانية .
وراحت تمشي كيفما أخذها التيار متابعة من دون حماس الشارع الرئيسي , فجأة وجدت نفسها في ساحة البيكاديلل , وراحت تكتشف الأماكن العززة على السياح , ونسيت لفترة مؤقتة مشاكلها . فهي الآن في قلب العاصمة , هذه المدينة المشهورة التي طالما سمعت عنها من جميع معارفها.
أمضت ماريا فترة بعد الظهر في زيارة المكان وهي تنظر بأنفعال الى المباني الأثرية والبيوت القديمة التي تشهد الماضي , وراحت تتأمل من أعلى جسر لندن حركة الناس , ثم أرتعشت لدى رؤيتها برج لندن المشهور , تاريخ أنكلترا داخل هذه الحصون! في هذا البرج بالذات سقط رأسا ملكتين , كما يحفظون في الداخل مجوهرات التاج , ووعدت نفسها أن تزور البرج في أحد الأيام , كما أن هناك أماكن عديدة ترغب في رؤيتها , لكنها تفضل أن تزور هذه الأماكن برفقة شخص آخر!
بدأت الشمس تستعد للمغيب , شعرت ماريا بالكرب لمجرد أن تجد نفسها من جديد وحيدة في غرفة الطعام الشايعة.
أغرورقت الدموع في عينيها لكنها كبتتها بعزم وراحت تمشي مصممة أنه لا يجب عليها البكاء , جاءت الى لندن بملء أرادتها وستحاول أن تستفيد قدر الأمكان من أقامتها أذا ما قررت البقاء هنا.

عادت ماريا الى ساحة البيكاديللي , وشعرت بالذعر القريب من الجنون , كان الأزدحام في أوجه , حاولت أيقاف سيارة تاكسي , لكن الجمهور كان كثيفا وحركة السير جامدة , ففضلت التوجه الى مقهى صغير لتأكل سندويشا وتحتسي فنجان قهوة بأنتظار أن يخف أزدحام السير , وشعرت بفرح لجلوسها في المقهى تحتسي فنجان قهوة بهدوء بينما الأزدحام يزداد قوة في الخارج , ستنتظر أن تخف حركة الناس في الشوارع , فوضعت يديها في جيبي سترتها الصوفية وأتجهت نحو الهايد بارك.
لما وصلت الى الحديقة العامة , أحست ماريا بثقل في ساقيها , فأختارت مقعدا لترتاح عليه قليلا , ثم خلعت حذاءها لأن قدميها تورمتا , من المستحيل أن تستطيع العودة الى المنزل مشيا على الأقدام! لذا عليها أن تستقل سيارة تاكسي!
جلست أمرأة عجوز قربها وأبتسمت لها وقالت بلطف بعدما ألقت نظرة سريعة الى قدمي الفتاة:
" حسن أن تستريحي قليلا ".
" نعم , أمضبت كل فترة بعد الظهر في المشي".
أنتعلت حذاءها بألم , فقالت العجوز:
" صحيح؟ أنت لست بفتاة أنكليزية , أليس كذلك؟".
" كلا , أنا أيرلندية ".
" هذا ما كنت أظنه , وأعتقد أنك وصلت الى لندن لتوك , أليس كذلك؟".
تنهدت ماريا قائلة:
" نعم, أن لندن مدينة كبيرة , أليس كذلك؟".
" طبعا ,والأمر يكون صعبا أذا كان الزائر لا يعرف أحدا , هل تبحثين عن عمل ؟ في فندق؟".
قالت ماريا وهي تهز رأسها :
" لا , كلا! أريد متابعة دروس السكريتاريا , أحب أن أعمل في مكتب ".
منتديات ليلاس
كانت المرأة الغريبة تنظر اليها بأمعان فقالت:
" في مكتب؟ صحيح؟ أنت أذن لا تبحثين عن المجد".
قالت ماريا مبتسمة :
" لا , لا أعتقد".
ظلت العجوز تنظر اليها بأمعان ملح وتردد :
" في مكتب ,يا للصدفة! ما رأيك لو أجد لك وظيفة , في مكتب بالطبع, أذ لا تحتاجين الى ثقافة محددة؟".
سألتها الفتاة وقلبها يخفق بسرعة :
"وظيفة؟ في مكتب؟ صحيح؟ هل تستطيعن ذلك؟".
" في الواقع أعرف صديقا يبحث عن فتاة شابة جميلة لتعمل في تنظيم الحسابات , أنه عمل سهل والراتب جيد , أنه عمل للمستقبل , هذا بالضبط ما يلزمك!".
دهشت ماريا وقالت:
"لا أعرف كيف أشكرك على هذا".
أبتسمت المرأة العجوز وقالت:
" أرجوك , لا شكر على واجب , الآن أعطني عنوانك وأنا سأهتم بالأمر....".
فجأة أنبثق ظل أمامهما , فوجئت ماريا ورفعت رأسها .



اماريج 10-02-11 07:38 PM

كان القادم شرطيا , فقال بصوت قوي:
"ماذا يا بياتريس , أما زلت توهمين الناس؟".
نهضت المرأة بسرعة وقالت بطريقة متعجرفة:
" لا أعرف عماذا تتكلم , يا سيدي الشرطي , كنت جالسة بهدوء أتحدث مع الآنسة".
سأل الشرطي ماريا:
" هل هذا صحيح , يا آنة؟ ألم تكن تعرض عليك وظيفة ما؟".
ثم وجه حديثه الى بياتريس قائلا:
" آه يا بياتريس , لقد وعدتني بصراحة...".
" لم أفعل شيئا , هل قالت لك الفتاة أنني عرضت عليها وظيفة ؟".
قال الشرطي:
" ليست في حاجة لقول شيء , فهذا ظاهر في عينيها".
منتديات ليلاس
" أذن , هل توقفني؟".
" هذا يتعلق ب....".
" بماذا؟".
" بنوع العمل الذي كنت تعرضبنه عليها!".
كانت ماريا مضطربة ومحتارة , ماذا يجري؟ لماذا يسأل الشرطي كل هذه الأسئلة؟ ماذا فعلت هذه المرأة العجوز؟".
قال الشرطي وهو يلتفت نحو ماريا:
" أذن , يا آنسة , ماذا قالت لك هذه المرأة ؟".
نظرت ماريا الى الشرطي ,ثم الى العجوز , غاب كل أثر للرفق وحسن النوايا في وجه المرأة , وكانت تبدو خائفة , فلم ترد ماريا أن تتدخل في شؤونها فأجابت:
ط لا أعرف, لا أعرف شيئا".
قال الشرطي بقسوة:
" حظك كبير , يا بياتريس!".
وأصرت العجوز على القول بألحاح:
" لم أفعل شيئا , هل بأمكاني الذهاب ,الآن؟".
" لو أشتكت عليك , لكانت نهايتك السجن , الآن , أذهبي من هنا".
أختفت المرأة بسرعة , وراح الشرطي ينظر الى ماريا بنظرات قلقة , ثم سألها:
" في أي منطقة تسكنين ؟".

" في كينغستون ".
" وماذا تفعلين في هذه الحديقة ؟".
" أنني , لقد أمضيت فترة بعد الظهر في زيارة المدينة وأنا أرتاح الآن".
" هل أنت وحدك؟".
" نعم".
" أين أهلك؟".
" والداي لا يعيشان في أنكلترا".
سألها الشرطي وهو يهز رأسه بعطف وشفقة :
" هل تعيشين هنا وحدك؟".
" كلا , أعيش في منزل أبن زوجة والدي".
" في كينغستون ؟".
" نعم , أنه طبيب ".
" ويدعك تخرجين وحدك , هكذا , وتتعرضين لكل أنواع المواقف الصعبة؟".
" لا أفهم , كنت جالسة بهدوء على المقعد بغية الأرتياح عندما جلست هذه المرأة قربي وراحت تحدثني ,تبدو أمرأة لطيفة!".
قال الشرطي بشفقة:
" نعم بالفعل , بياتريس بأمكانها أن تكون لطيفة جدا , الى أن تنجح في أقناعك بأنك تضيعين وقتك في كسب معيشتك بصورة صادقة وشريفة!".
قالت ماريا بصوت مرتجف:
" كيف ؟ لا أفهم".
منتديات ليلاس
تنفس الصعداء ثم قال:
" ألا تفهمين؟ في سنك ؟ ل ما زلت ترمنين أن الأولاد يولدون من الملفوف!؟".
همست تقول من دون تصديق:
" ماذا ؟ هل تعني أن....".
وضعت يدا عل فمها وشعرت بأنزعاج فأصر الشرطي في صوت مغيظ :
" نعم يا آنسة , لو كنت مكانك , لأخذت الباص أو الميترو الآن وعدت الى منزلي في الحال , وأريدك أن تعديني ألا تتكلمي مع الغرباء في الحدائق العامة".





اماريج 10-02-11 07:40 PM

كانت ماريا مغتاظة ومرتعبة , لم تكن ترغب ألا في شيء واحد: العودة الى منزل آدم , شكرت الشرطي , وخرجت من الحديقة راكضة , وفي الشارع وجدت سيارة أجرة بسهولة وأعطت السائق العنوان وجلست في المقعد الخلفي, خائفة , متقوقعة في الزاوية .
أخيرا أوصلها السائق أمام المنزل , دفعت له أجرته وخرجت من السيارة مسرعة وصعدت السلالم وهي تتعثر بقدميها الخائرتين , أنفتح الباب بقوة وكادت أن تقع بين ذراعي آدم.
فقال هذا الأخير بغضب:
" يا ألهي, أين كنت؟".
ولما رأى وجهها الشاحب الخائف , أدخلها الى البيت من دون تأنيب ثم صفق الباب , وظلت ماريا ترتجف خوفا , الى أن أمرها وهو يتوجه الى الصالون الصغير:
" تعالي الى هنا".
وضع ماء الزهر في قدح وقدمه لها قائلا:
" هيا , أشربي , أنت شاحبة اللون!".
منتديات ليلاس
أطاعت ماريا من دون نفور , سعلت قليلا لكنها شعرت بتحسن ولون خداها فسألها آدم قائلا:
" والآن؟ هل أنت مستعدة لتشرحي لي ما حدث لك".
" هل.... هل كنت قلقا عليّ؟".
" قاربت الساهة الثامنة , ألم تلاحظي ذلك؟ ونجرؤين على سؤالي ما أذا كنت قلقا؟".
" لقد.... لقد زرت المدينة , لم.... لم أكن أعرف أنك ستلاحظ غيابي".
قال بشدة وقسوة:
" الى ماذا تنوين؟".
" لا شيء ... لا شيء , لكن....كنت أعتقد أنك موجود في العمل".
قال غاضبا:
" أنت مصرة على أزعاجي ومضايقتي! تريدين الأنتقام لأنني كنت قاسيا بعض الشيء معك! في كل حال , أنها غلطتك!".
صرخت ماريا ناقمة:
"لا! أبدا!".
" أذن تعتبريني رجلا أحمق , أليس كذلك؟ تختفين لمدة ست ساعات وتريدين أن أستقبلك بذراعين مفتوحتين ؟ نحن في لندن ,يا ماريا ولسنا في كيلكارني ! المدينة الكبيرة تخفي أخطار كثيرة لفتاة عديمة التجربة , هل هذا صعب عليك أن تفهميه؟".
أدارت ماريا وجهها وهي ترتجف , وذلك كي تخفي دموعها , لكنها لم تقدر أن تسيطر على نفسها , وبغيظ , أدارها آدم صوبه ورأى الدموع تنهمر على خدي الفتاة , فتركها تطلق زفرة ثم قال بصوت متبدل:
" المعذرة يا ماريا, أنا آسف , لقد تصرفت كأنسان فظ , نعم , لكنني كدت أجن من الخوف".

قالت بحزن كبير:
" أمضيت نهارا شنيعا ! أو غضبك في الصباح , ثم الحديث مع لورين غريفيتس , وأخيرا.... أخيرا...".
سألها مقطب الحاجبين:
" وأخيرا ماذا؟".
" كنت.... كنت في حديقة الهايد بارك عندما كلمتني أمرأة بلطف وطرحت علي الأسئلة ,كانت تبدو لي مؤنسة وخفيفة الروح , لكن وصل شرطي وقال لي أن .... أنها...".
تلعثمت وأضطربت ولم تكن تجد الكلمات المناسبة .
فتمتم آدم قائلا:
" فهمت! يا ألهي! هل فقدت وعيك , يا ماريا؟".
نشجت الفتاة ومسحت وجنتيها وهمست تقول:
" لا, لا أعتقد".
" آه , ماريا! ماذا سأفعل بك؟".
أبعد آدم خصلة شعر من عيني الفتاة وقال :
" أنها غلطتي أنا أيضا , فلم أحاول أن أفهم منك السبب الذي من أجله جئت الى هنا".
" لم أكن أريد أن أضايقك , يا آدم , كنا نعتقد, والدتك وأنا , أن وجودي سيسعدك".
" لست مندهشا أن تكون أمي سبب كل هذا, لكنني مندهش كيف أن والدك وافق".
" والدي يحبك كثيرا ويثق بك ! ويعتقد أنني سأكون في أمان معك".
" لكنكم جميعا نسيتم عملي! فليس لدي ألا قليل من الوقت الحر....".
همست الفتاة بمررة:
ألا مع لورين غريفيتس".
فقال بقسوة:
" لست أنوي أن أناقش معك حياتي الخاصة ,ولم أطلب منك رأيك , من الأفضل أن نغير الحديث , هل أكلت؟".
" شربت القهوة وأخذت سندويشا في حوالي الساعة السادسة ".
" هل أنت جائعة؟".
" لا, ليس تماما".
تأملها آدم قليلا بأستسلام ثم قال:
ط ذهبت السيدة لاسي لزيارة أختها , أذا أردت تناول العشاء يجب أن تكتفي بما يمكني تحضيرن بنفسي".
قالت ماريا بهدوء:
" أنا أتقن فن الطبخ".
منتديات ليلاس
" في هذه الحال , ربما بأمكانك أن تحضري لنا عشاء معقولا , فلم أكل أنا أيضا".
" وهل أنت جائع؟".
" لم أتناول غير صحن سلطة في الخامسة , لأن السيدة لاسي مضطرة للذهاب باكرا , وبأمكاني أن آخذ شيئا الآن!".
سألت ماريا في أبتسامة مسكينة:
" هل يروق لك حقا أن أحضر لك العشاء؟".
" ولم لا؟".
" هل.... أنت ذاهب الى أي مكان هذا المساء؟".
نردد آدم ثم هز كتفيه وعلق بجفاف:
" كلا , لا أظن".
وماريا أيضا كانت تأمل بعنف ألا يضطر للخروج.
بعد وقت غير قصير كانا يتناولان العشاء في المطبخ وقد أعدت ماريا عجة بالقريدس وبطاطا مقلية , لم تشعر ماريا بسعادة مثل الآن منذ مجيئها الى لندن , نحدثا مطولا وأصغت الفتاة الى آدم وهو يقص عليها القصص المضحكة التي تحصل معه أحيانا في المستشفى , ووعدت نفسها أن تنسى الأوقات القاسية التي أمضتها وحيدة ,كما وعدت نفسها أن تستفيد من كل لحظة من حياتها وتحاول ألا تفكر أبدا .... بلورين غريفيتس.

نهاية الفصل الثالث:flowers2:


فتاة 86 11-02-11 12:10 AM

معلش نحنا شوي طماعين بس ما منطمع إلا على الكرمة
شكراً حبيبتي لأنك بتهتمي برغبات كل الأعضاء
يا رب يخليكي منورة

:55::55::55:
:hR604426::hR604426::hR604426:

الجبل الاخضر 12-02-11 05:15 PM

:dancingmonkeyff8:حماسسسسسسسسسسسسسسسسسس :mo2:وروعه :friends:واختيار ممتاز:flowers2: لاتتأخرين:7_5_129: نتتظر على احر من الجمر:party0033:

hoob 13-02-11 03:50 PM

ايه اماريج ايه يا حلوة نفسنا تكمل بسرعه
هيه كام فصل ومتى هتكمليها:flowers2:
:friends:

فتاة 86 14-02-11 06:52 PM

متحمسن كثير لا تطولي علينا الله يخليكي

:f63::f63::f63::f63::f63:
:hR604426::hR604426::hR604426:
:7_5_129::mo2::7_5_129::mo2::7_5_129::mo2::7_5_129:

فتاة 86 15-02-11 05:20 PM

:55::55::55::55::55:
:hR604426::hR604426::hR604426:
:flowers2::friends::flowers2:

اماريج 19-02-11 09:48 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فتاة 86 (المشاركة 2632141)
معلش نحنا شوي طماعين بس ما منطمع إلا على الكرمة
شكراً حبيبتي لأنك بتهتمي برغبات كل الأعضاء
يا رب يخليكي منورة

:55::55::55:
:hR604426::hR604426::hR604426:

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فتاة 86 (المشاركة 2635860)
متحمسن كثير لا تطولي علينا الله يخليكي

:f63::f63::f63::f63::f63:
:hR604426::hR604426::hR604426:
:7_5_129::mo2::7_5_129::mo2::7_5_129::mo2::7_5_129:

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فتاة 86 (المشاركة 2636921)
:55::55::55::55::55:
:hR604426::hR604426::hR604426:
:flowers2::friends::flowers2:



ياهلا وغلا بالحلوة واسفة على التاخير
وشاكرة لك مرورك وانتظارك وتواجدك فيها ياحلوة وثانكس على الكلام الحلو والوردات الحلوين منورة ياغاليتي ودي لك
:flowers2:
:liilas::liilase:
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد سلامه (المشاركة 2634760)
ايه اماريج ايه يا حلوة نفسنا تكمل بسرعه
هيه كام فصل ومتى هتكمليها:flowers2:
:friends:


الاحلى ياعسل هو انتي بطلتك الحلوة وكلامك الرائع ربي مااتحرم من تواجدك ومرورك العطر ابدااااااا
هي من 10 فصول وان شاءالله بكرى بتكون مكتملة باذن الله
منورة ياغاليتي وماتحرمنا هالطلة الحلوة واسفة لاني تاخرت عليك بالرد
:flowers2:
:liilas::liilase:
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الجبل الاخضر (المشاركة 2633581)
:dancingmonkeyff8:حماسسسسسسسسسسسسسسسسسس :mo2:وروعه :friends:واختيار ممتاز:flowers2: لاتتأخرين:7_5_129: نتتظر على احر من الجمر:party0033:




شاكرة لك مرورك ياغالية منورة الرواية فيك وماتحرمنا هالطلة الحلوة ابدااااا ياامورة وثانكس على الوردات الحلوين ياحلوة:flowers2::liilase::liilas:

اماريج 19-02-11 09:49 PM


4- كلام رسمي

في صباح اليوم التالي نامت ماريا أكثر من عادتها , ولما فتحت عينيها كانت الشمس ساطعة في السماء , فتذكرت بفرح عشاء الأمس مع آدم وقفزت بسرعة من سريرها.
أغتسلت ولبست وهبطت السلالم , وفي المطبخ وجدت السيدة لاسي التي كانت تترنم بأغنية يبثها المذياع , فأندهشت وسألتها :
" لقد أستيقظت أخيرا؟ نبهني الطبيب ألا أوقظك".
" صحيح؟".
ظهر العبوس على وجهها وتساءلت في أعماقها ما الذي دفع آدم أن يقول شيئا كهذا , لكن بما أنها في مزاج مرح ومتألق , قالت بلطف:
" با لهذا النهار الرائع!".
وافقت السيدة لاسي وأخفضت صوت المذياعوقالت:
" أنه نهار رائع حقا , سأقدم لك فطور الصباح في الشرفة , ما رأيك؟".
منتديات ليلاس
أبتسمت ماريا وقالت:
" في الشرفة؟ بكل سرور , لكنني لن آخذ ألا فنجتن قهوة".
" كما تريدين".
وضعت المربية الماء ليغلي , ففتحت ماريا باب المطبخ المطل على الحديقة وخرجت , كان الهدوء مدهشا , وهذا لا يصدقه العقل أن تكون في قلب العاصمة اللندنية ومحاطة بالخضار الكثيف والجو الهادىء.
وبعدما أحتست الفتاة القهوة عادت الى المطبخ
وسألت المربية :
" ماذا بأمكاني أن أفعل اليوم؟ هل ترك لي آدم تعليمات معك؟ أخيرا.... لقد مضى على وجودي هنا يومان ,ولست معتادة أن أعيش حياة هكذا وأكون عاطلة عن العمل , في أيرلندا كان هناك دائما ما أفعله!".
نظرت اليها السيدة لاسي بنظرة عابسة وقالت:
" في الحقيقة , لم يقل لي الطبيب شيئا ,لكنه حذرني ألا أدعك تخرجين وحدك".
" آه ! صحيح؟".
" نعم , يا آنسة , أمس أمضى ساعات في حالة قلق رهيب ,ومن الطبيعي أن...".
ظهر مزاج ماريا الأيرلندي وراحت تغلي غضبا ثم قالت:
" ما حصل أمس بأمكانه أن يحصل مع أي كان , ماذا كان بأمكانك فعله , يا سيدة لاسي , أذا حدثك أحد في الهايد بارك ؟".
" هل هذا ما حدث معك, يا آنسة؟".
" ألست على علم بالأمر؟".
" لست على علم بأي شيء , يا آنسة , قال لي الطبيب أنك تعرضت الى أتفه الناس في لندن من يؤساء المجتمع , وأنه ليس من عادتك التجول في المدن الكبرى".

قالت ماريا بأستغراب وهي تهز رأسها:
" دابلن, ليست قرية , كما تعرفين!".
أحنت السيدة لاسي رأسها فلم تكن بحاجة الى العراك مع ماريا فأجابت بتهذيب:
" كلا , يا آنسة ".
" ماذا سأفعل اليوم؟ ماذا ينتظر مني؟ سيأتي الى الغداء اليوم؟".
" لم يقل لي شيئا , يا آنسة".
" في هذه الحال , قررت أن آخذ حمام شمس , ما دام الطقس جميلا".
ساخطة كانت ماريا عندما صعدت الى غرفتها , كانت فعلا في أوج غضبها ونقمتها , وشعرت بنفسها أنها عديمة المسؤولية , طفلة لا جدوى منها , هي التي كانت سعيدة في الصباح عندما أستيقظت من نومها! أذن , العشاء بالأم , ما كانت غايته بالضبط؟ محاولة لتهدئة أعصابها لا أكثر ولا أقل ! هل أحب رفقتها حقيقة ؟ لم تكن متأكدة من هذا الأمر , ربما شعر بالذنب لأنه لم يهتم بها ... ربما شعر بالقلق لغيابها وتأخرها ... في نهاية الأمر ,فهو المسؤول عنها لدى والديها ! كما أن آدم يعتقد بأنها فتاة شقية , لكنه مخطىء كليا ! فلم تأت الى لندن لتعامل بقسوة أكثر مما كانت عليه في كيلكارني ! عليها أذن أن تتسجل بأسرع ما يمكن في مدرسة السكريتريا وبالتالي تأخذ أستقلاليتها , وقررت أن تفتح هذا الموضوع مع آدم وقت الغداء.
منتديات ليلاس
فتحت الفتاة دولاب خزانتها وأخرجت منه بزة السباحة المؤلفة من قطعتين وراحت تتأملها بعين ناقدة , أشترتها جيرالدين من أكبر محل هناك وأهدتها أياها , وضحكتا معا لأن ماريا كانت تعرف تماما أن والدها لن يسمح لها بأرتدائها في كيلكارني ! فوضعتها ماريا في حقيبتها بينما كانت تغادر المنزل , وبما أنها كانت تشعر اليوم بمزاج عدواني , قررت أن ترتديها كي تؤكد حريتها وأستقلاليتها.



اماريج 19-02-11 09:50 PM

ولما أجتازت ماريا المطبخ لتخرج منه الى الحديقة , شاهدتها السيدة لاسي وفتحت عينيها تعجبا وصدمت أمام منظرها وقالت:
" آنسة ماريا ! ماذا تفعلين؟".
تظاهرت ماريا بالبراءة وقالت:
" ماذا تعنين , يا سيدة لاسي ؟ ألا تحبين بزة السباحة هذه؟".
تنهدت السيدة لاسي وقالت :
" أنها جميلة جدا , يا آنسة ,لكن هذا ليس جائزا أو معقولا داخل الشرفة".
" هل تعتقدين أن هذا سيزعج الجيران؟".
منتديات ليلاس
مسحت المربية يديها بمريولها وقالت:
ط ليس هذا ما كنت أريد قوله , يا آنسة , أنت تفهمينني جيدا , بعد الذي حدث أمس , أعتقدت....".
" آه صحيح ؟ وماذا أعتقدت , بالضبط؟ أنني فتاة بريئة؟".
" آنسة ماريا , هذا منزل طبيب , ماذا سيقول السيد آدم؟".
هزت ماريا حاجبيها وقالت:
" هل تعتقدين أنه لن يحب بزة السباحة هذه؟".
" أنت تعرفين جيدا أنه لن يحبها".
أجابت ماريا منتصرة وهي تتجه بأناقة الى الشرفة:
" أذن , تبا له ولأفكاره!".
رأتها السيدة لاسي تبتعد وراحت تضطرب قلقا , فهي مقتنعة الآن أن السيد آد قد تورط في مهمة مستحيلة.
رن الجرس فأستعدت السيدة لاسي لتفتح الباب عندما دخلت ماريا المطبخ وعيناها تلمعان سخرية , ثم قالت بلهجة وقحة:
ط أنني أراهن أن الطارق هو لورين غريفيتس!".
لم تجرؤ على الجواب وتوجهت نحو الباب , أنتظرت ماريا لحظة وسمعت صوت رجل , فخرجت في الحال الى الشرفة , يا للأسف, لم يكن القادم لورين غريفيتس !

تمددت الفتاة بكسل على الكرسي الطويل معرضة جسمها لأشعة الشمس القوية ,ثم أغمضت عينيها ووضعت نظارتين سوداوي على أنفها.
أقتربت الأصوات , ففتحت عينيها بفضول , ثم ألقت نظرة الى الجهة الأخرى من الأعشاب المتسلقة التي تحميها من نظرات الناس الوقحة فشاهدت وصول السيدة لاسي ويرافقها رجل شاب , أزاحت ماريا نظارتيها لترى جيدا.
الرجل الشاب كان شديد الجاذبية , كان شعره أسود اللون , مجعدا ,وعضلات جسمه بارزة , كان يرتدي قميصا مقلمةوربطة عنق متناسقة مع سرواله الضيق ,كان يبدو هادئا مسترخيا وأخذ ينظر الى ماريا بأمعان وأهتمام.
ألقت المربية نظرة لوم الى ماريا وقالت:
" أقدم لك السيد لاري هادلي , يا آنسة , أنه أبن أحد شركاء السيد آدم".
نظرت ماريا الى الشاب مبتسمة وأنتصبت قليلا وقالت بلطف:
" صباح الخير , هل تريد رؤية آدم؟".
أجابها لاري هادلي وهو يهز رأسه:
" كلا , أنني .... أوه .... ذهبت لرؤية والدي في المستوصف صباح اليوم حيث ألتقيت بآدم وأخبرني عنك , وفهمت منه أنك تشعرين بالوحدة , لذلك قررت المجيء لزيارتك و.... لأقدم لك خدماتي".
رمقت الفتاة السيدة لاسي بنظرة سريعة وقالت:
" هذا لطف منك ... أرجوك أجلس هنا".
ثم وجهت حديثها الى اسيدة لاسي قائلة:
" سيدة لاسي , من فضلك أحضري لنا القهوة".
قالت المربية مغتنمة فرصة وجود الشاب:
"ألا تريدين أرتداء ملابسك, يا آنسة؟".
منتديات ليلاس
هزت ماريا كتفيها وقالت:
" بعد قليل , يا سيدة لاسي ".



اماريج 19-02-11 09:51 PM

ترددت المربية قبل التوجه الى المطبخ , ونصحت ماريا الرجل قائلة:
" ما رأيك لو تدخل الى المرآب وتأتي بكرسي طويل , لا تقلق , فالسيدة لاسي لا تلومك على مجيئك , أنها هي غير راضية على أرتدائي بزة السباحة هذه , فهي لا تستحسن النظر الي بهذا المنظار".
أبتسم لاري هادلي بدوره , تناول كرسيا وجلس قبالة الفتاة وقال:
" الظاهر أنك تنوين الدخول الى مدرسة السكريتيريا ".
"لم آخذ القرار النهائي حتى الآن".
" لم أكن على علم أن آدم لديه شقيقة , ليس قبل صباح اليوم".
" أنا أبنة زوج والدته ,والدته تزوجت من والدي".
منتديات ليلاس

" أذكر الآن .... هذا حصل قبل أن يشترك آدم مع والدي في المستوصف , لقد نسيت كليا".
كانت ماريا تنظر الى الشاب بفضول , ثم سألته:
" وأنت , ماذا تفعل في حياتك؟ هل تريد أن تصبح طبيبا؟".
" لا , أبدا , مهنة الطب أستعباد وهلاك! أنهيت لتوي دراستي في كامبردج , لكنني لم أعثر بعد على ما أريد فعله في حياتي".
فكرت ماريا لحظة ثم سألته:
" أذن , أنت لا تعمل شيئا في الوقت الحاضر".
" صحيح , لست من نوع الرجال الذين يحبون العمل بأجتهاد , غير أنني سأجد عملا يوما ما , لكنني أفضل الحياة التي أعيشها في الوقت الحاضر , أنني أستفيد من الحياة بهدوء وهذا يكفيني".
" مظريا , ربما , لكن بالفعل , هذا ممل , ألا تعتقد ذلك؟ أنا أريد العمل , لا أحب أن أبقى من دون عمل".
تثاءب لاري بلامبالاة وقال مستغربا:
" آمل ألا تكوني واحدة من اللواتي يحبذن تحرير المرأة ؟".

" ليس تماما , غير أن النساء لبين لمدة طويلة متطلبات الرجال , بينما هن ذكيات وقادرات مثلهم".
" أذا كن جميلات , فلا أجد هناك أي مانع أو أعتراض".
أبتسمت ماريا ,وصلت السيدة لاسي حاملة صينية القهوة , وسألتهما أذا كانا يريدان شيئا آخر من دون أن تقوم بأي تعليق , ومن جهتها كانت ماريا لا تريد أزعاج المربية أو مضايقتها .
أمضيا صباحا رائعا , يحتسيان القهوة , ويتحدثا ن أمور كثيرة , الى أن أعلن هدير المحرك وصول آدم الى الغداء , مما وضع نهاية لمحادثتهما.
نهض لاري وقال وهو يسرح شعره بيده فقالت له :
" لا أعتقد أن آدم قد خطط شيئا لي للسهرة".
" برافو! هذا أفضل! والآن سأتركك...".
كان الشاب ما يزال يتكلم عندما دخل آدم الى الشرفة , كان يبدو غاضبا فحيا لاريبأختصار ثم رمق ماريا بنظرة عدائية .
لكن ماريا ظلت جامدة مكانها , في كل حال , أذا لم يكن يريد أن يرى لاري معها , فما كان يجب أن يرسله الى هنا.
سألته:
" هل الأمور على ما يرام ؟ كان لاري على وشك الذهاب".
أوصلت الشاب الى الممر الخارجي فقال آدم :
" الى اللقاء , يا لاري".
أبتسم لاري ,ثم قال للفتاة :
" سأجيء في الساعة السابعة , هل أتفقنا؟".
" نعم , أتفقنا".
توجه الرجل الى سيارته , ولما عادت ماريا الى الحديقة كان ما زال آدم واقفا هناك واضعا يديه في جيبي سرواله , رمقها بنظرة أشمئزاز , فقالت ماريا في الحال:
"سأبدل ثيابي أستعدادا للغداء".
أقترب آدم منها وقال:
" لحظة من فضلك , يا ماريا , أريد أن أكلمك الآن !".
كان صوته مليئا بنبرة تهديد , ترددت ماريا ثم قالت:
" ألا يمكنني أن أغير ملابس قبل أن تكلمني , يا آدم؟".
" كلا!".
منتديات ليلاس

أخرج سيكارا صغيرا من علبته وأشعله ثم سحب نفسا عميقا وتابع يقول وهو بشير الى بزتها:
"هل يعرف والدك أنك ترتدين هذا النوع من .... من الملابس؟".
شعرت ماريا بالأحمرار يصعد الى وجهها فوضعت النظارتين على عينيها قصدا ,حتى لا يتمكن من معرفة تعبير وجهها ثم أجابت في تحد:
" نعم , أنه على علم بذلك".
يا لشرودها
, لماذا لم تفكر في أحضار مئزر الحمام معها ؟ قال آدم"
"" الأمر يدهشني , في كل حال , لن يسمح لك والدك أبدا أن ترتديه خارج شاطىء البحر!".
" هذا كل ما عندك لتقوله لي؟".
" كلا , أنزعي عنك هاتين النظارتين الكريهتين!".
أحتدت المعركة , خلعت ماريا نظارتيها وحاولت المحافظة على هدوء أعصابها , لن تكون له الكلمة الأخيرة! وأذا أراد أن يتصرف معه بتسلط ستعرف أن تدافع عن نفسها .
راح آدم يتفحص سيكاره بأمعان ثم سألها بقسوة :
" ماذا كان يفعل هذا الغرّ هنا؟".
" الغر! ؟ تقصد لاري؟".
" كم من رجل أستقبلت وأنت بهذه البزة؟".
لم تعد قادرة أن تحافظ على برودة أعصابها , فضغطت على معصميها وقالت بسخرية:
" ألست أنت من أرسلته الى هنا؟ ما كان يجب عليك أن تطرح هذا السؤال".
أجاب بغضب:
" أنا؟ لم أرسله! هل هذا ما قاله لك؟".



اماريج 19-02-11 09:52 PM

وضعت ماريا يدها على صدغها محاولة التفكير ثم أجابت:
"لم.... ربما لم يقل مثل هذا الكلام , لكن.... لكنه كان يعني ذلك".
" صحيح!".
" نعم , صحيح! ليس من عادتي أن أكذب!".
" ماذا تقصدين؟".
أحمرت وجنتا الفتاة وقالت بصراحة:
" لا شيء! غير أن اللعبة موجودة ويبدو أنك مضطلع بالأمر؟".
" آه , صحيح ! ومن هو الأنسان الذي أخدعه , من فضلك؟".
" حسنا ... أولا .... والدتك".
هز آدم رأسه وقطب حاجبيه وقال:
" وكيف خدعت أمي بالضبط؟".
" لا علم لها بخصوص خطوبتك , أنت قلت لي هذا الكلام ".
أطلق آدم شتيمة غيظ وقال:
" يا ألهي! أنها على علم بأرتباطي مع لورين! لكنها تفضل عدم الأكتراث بالأمر!".
منتديات ليلاس

قالت الفتاة وهي تضغط على معصمها :
" أنني أفهم تصرفها الكتوم!".
أمسك آدم معصميها وسألها:
" ماذا تعنين؟".
" لا شيء".
" سبق وقلت لك , يا ماريا , لم أسألك رأيك , لا تحاولي تبرير تصرفك بأتهامي".
أطلقت ماريا زفرة وقالت:
" لا أتهم أحد, لكن سئمت أن يعاملني الآخرون بهذه الطريقة! صحيح أن والدي لا يعطيني الحرية بكاملها ,لكنه يعاملني على الأقل كأنني ناضجة , أعتقدت أمس أنك رجل تتحلى بروح الأنسانية ... لكنني أنخدعت مرة أخرى".
" الحرية! الحرية!".
ما أن تعطى لك الحرية , حتى نجدك مع أشخاص أشقياء ,كأمس , مثلا".
رفع خصلة شعره التي تنسدل على جبينه كالعادة ثم تابع يقول:
" فتاة في الثانية من عمرها تتصرف بطريقة أذكى بكثير منك ".
" كيف ... كيف تتجرأ وتكلمني بهذه اللهجة؟ لو تعرف والدتك ...".
قاطعها آدم وأكمل بخبث:
" لو تعرف والدتي , كنت الآن في الطائرة عائدة الى حقول البطاطا!".

" يا لك من أنسان .... فظ وبذيء!".
ومن دون وعي , وفي حالة غضب شديد , مدت ماريا يدها وصفعته.
أبتعد آدم مندهشا , فأغتنمت ماريا هذه الفرصة وركضت بسرعة ال غرفتها, ثم أرتمت على السرير وراحت تجهش بالبكاء البائس.
بعد ساعة , كان ما زال رأسها غارقا في الوسادة , عندما دق الباب , فصرخت الفتاة بصوت مخنوق :
" أذهب من هنا , لا أريد رؤية أحد!".
أنفتح الباب ودخلت السيدة لاسي حاملة بيدها صينية وقالت:
"ماذا هناك؟ ستمرضين أذا أستمريت في البكاء على هذا المنوال! جئت ببعض الطعام , هيا , ستشعرين بتحسن أذا أكلت".
أجابت ماريا غاضبة ومستاءة:
"لست بحاجة الى شيء".
وضعت المربية يدها على كتف الفتاة وقالت بلطف:
" هيا , يا أبنتي , ستتورم عيناك , لا تنسي أنك مدعوة الى العشاء , في المساء!".
شهقت ماريا وجلست مكرهة وقالت:
" آه , يا سيدة لاسي ! لقد صفعته! لقد صفعت آدم !".
تقولين هذا كأن الأمر لا يمكن ملاحظته ,يجب أن تري خده ! أما بالنسبة الى مزاجه , فأسوأ بكثير !".
" لن يسامحني أبدا! لا أفهم لماذا فعلت ذلك! كنت أتفق معه دائما في الماضي , عندما كان يأتي لزيرتنا في أيرلندا , صحيح أنني كنت عديمة الصبر , لكن ما كان يجب أن...".
تنهدت الفتاة بعمق وأضافت:
" لا أعرف ماذا جرى؟ كنت دائما أعتبر آدم مثل أخي الكبير , لذلك أعتقدت أنه سيسر لمجيئي .... لكن بالعكس , ليس مسرورا أبدا!".
منتديات ليلاس

" لا تحكمي عليه يا ماريا بهذه اليهولة , معرفتك به خاطئة , أنه الرجل الأكثر تفهما في العالم ,مرضاه يؤكدون لك ذلك!".
قالت ماريا بحزن:
" ربما يجب أن أكون أحدى مرضاه".
ثم ألقت نظرة خائفة الى الباب وسألت:
" أين هو الآن ؟".
"يدرس في المستشفى , بعد الظهر".
" ووجهه... كيف هو وجهه؟".
" لا تقلقي على وجهه , سيجد عذرا مقنعا ! لكن قولي لي , ما الذي دفعك الى أرتداء بزة السباحة هذه؟".
" أردت أن أبرهن أنني حرة مستقلة , في كل حال ليست بزة السباحة هي التي أغضبته , أنما مجيء لاري هادلي".

وافقت السيدة لاسي وقالت:
" نعم , أنني أتساءل أذا كان آدم هو الذي طلب من الشاب أن يزورك".
" لكن لماذا؟ لا أفهم, أنه لطيف هذا الشاب!".
رفعت المربية حاجبيها وقالت:
" هذا موضوع آخر , وليس من واجبي أن أتدخل بالأمر , يبدو أنه لطيف كما قلت , هل ما زلت تنوين الخروج معه , في المساء؟".
" نعم , لقد أتفقنا على هذا معا , هل يعرف آدم بهذه الدعوة؟".
" لا أعرف ,في كل حال , سترينه قبل خروجك".




اماريج 19-02-11 09:53 PM

غير أن ماريا لم يتسن لها رؤية آدم , لأنه أتصل هاتفيا بالسيدة لاسي في الرابعة والنصف ليعلمها بأنه متوجه لتوه الى المستوصف , ولم يسألها عن ماريا ولم يطلب منها أن يكلمها , ولم تكن ماريا تعرف أذا كان يجب عليها أن تتصل بلاري لتؤجل الموعد الى نهار آخر , أم لا.
وبرغم ترددها , قررت أخيرا الخروج , فلم تكن ترغب أن تمضي السهرة وحيدة.
أستحمت ثم أرتدت فستانا طويلا من المخمل العنبري اللون مظهرا شعرها الكستنائي , فلم تكن بحاجة الى أرتدار معطف لأن الطقس كان دافئا , لكنها وضعت على كتفيها شالا من الصوف البني.
وصل لاري في الساعة المحددة وأوقف سيارته أمام مدخل البيت , أوصلت السيدة لاسي الفتاة حتى االباب وتمنت لها سهرة جميلة , ولم تكن قلقة عليها أبدا.
كان لاري متحمسا لرؤيتها , فمدحها على أناقتها , وتوجها معا الى المطعم الذي حدثها عنه في الصباح وأكلا شرائح اللحم الطرية والسلطة والبطاطا المقلية والخضار المسلوقة , ثم رقصا على ألحان الأوركسترا الصغيرة , وأظهلا لاري عن رفقة رائعة ومسلية , ومرحت ماريا الى درجة أن توصلت الى أبعاد أفكارها القائمة ونسيت مشاجرتها مع آدم.
طلبت الفتاة من لاري أن يوصلها الى المنزل باكرا رغم أنه كان يحب أطالة السهرة , لكن ماريا لا تريد أن تجعل لآدم حجة كي يشكو منها أو يتذمر.
منتديات ليلاس
كانت الساعة الحادية عشرة والنصف عندما وصلت ماريا الى المنزل , دخلته بأضطراب وقلق , لكن لم يسمعها أحد , ووجدت كلمة مكتوبة على ورقة وموضوعة على المدفأة في الصالون الصغير , ولما قرأت ماريا محتواها , عرفت أنها موجهة الى آدم ,وأدركت أن آدم لم يعد بعد, وربما لم يعرف بخروجها.
وبخيبة امل , صعدت الفتاة الى الغرفة وأرتمت على السرير .
أفاقت ماريا باكرا في صباح اليوم التالي كي تتمكن من التحدث الى آدم قبل ذهابه الى المستوصف ,وتعهدت بأختيار ملابس محتشمة حتى تتحاشى أزعاجه.
وقبل الثامنة بقليل , كانت ماريا مرتدية تنورة بيضاء متموجة وقميصا حمراء , وجالسة في غرفة الطعام تقرأ جريدة الصباح , عندما دخل آدم.
رفعت الفتاة عيناها بتأن ولاحظت أن آدم جذاب بصورة خاصة هذا الصباح , كان يرتدي بزة غامقة وربطة عنق قمحية اللون وقميصا نبيذية , فوجىء الطبيب الشاب برؤية ماريا , لكنه جلس أمام الطاولة مواجهة لها من دون أن يتلفظ بكلمة واحدة , حتى لم يتنازل برد تحية الصباح التي أطلقتها بصوت مخنوق.
تنهدت ماريا ووضعت الصحيفة على الطاولة وقالت في صوت حاد ومتوتر:
" يجب أن أحدثك يا آدم".
كان آدم يستعد لأخذ الصحيفة , فقطب حاجبيه وقال:
"آه صحيح".
منتديات ليلاس
كانت ماريا تفتل يديها بعصبية تحت الطاولة , لم يعد هناك أثر على خد آدم للصفعة العنيفة الت تلقاها أمس , لكنه لا شك ما زال يتذكرها! كانت ملامحه باردة كأنها أمام رجل غريب ,وهذا لا يسهل عليها مهمتها! راحت تبحث عن الكلمات اللازمة ولم تكن تعرف من أين تبدأ , رمقها آدم بنظرة ثاقبة وتناول الجريدة وراح يقرأ العناوين.
دخلت السيدة لاسي حاملة الفطور , شكرها الطبيب وبدأ يأكل ,ولم تتناول ماريا ألا الخبز المحمص ,كالعادة , وضعت المربية ركوة القهوة على الطاولة قرب الفتاة , فقالت عندما خرجب السيدة لاسي متوجهة الى المطبخ:
" هل تأخذ الحليب والسكر؟".
أجابها آدم ببرود:
" السكر فقط , من فضلك".
وضعت ماريا قطعتي سكر في فنجانه وقدمته له فأخذه بسرعة وأكمل القراءة , فقالت مارياغاضبة:
" من أجل السماء! أليس عندك شيء تقوله؟".
" أنت من أراد التحدث الي".
تنهدت الفتاة وقالت :
" نعم.... في ما يخص حادثة الأمس....".
" من الأفضل أن ننساها".
" أنت لم تنس بعد؟ آه آدم , لا يمكننا الأستمرار في العراك على هذا النحو! ".
" أنا على أتفاق تام معك".
" هل هذا يعني , أنه يجب .... أن أرحل من هنا؟".
هز آدم كتفيه وقال ساخرا :
"لست متفائلا حول هذه النقطة".
كانت على وشك النطق بتعليقفظ , لكنها تمالكت وقالت:
" أذن, هل تسمح لي أن أبقى وأتابع هذه الدروس؟".
" ليس لدي أي أختيار".
هزت الفتاة رأسها بغضب وقالت:
" أرجوك, لا تكلمني بهذه اللهجة , يا آدم ! أنت صاحب الكلمة الأخيرة ,وأنت تعرف ذلك , يكفي أن تكتب الى والدي وتخبره كل شيء , فسيعرض علي أن أعود في الحال الى أيرلندا , خاصة أذا كنت ستخبره بالحوادث حسب طريقتك الخاصة!".
وضع الصحيفة جانبا وقال:
" تفعلين كل ما في وسعد لتضايقيني يا ماريا".
صرخت بغيظ :
" أبدا , هذا غير صحيح".
" أذن, لماذا أرتديت بزة السباحة أمس؟".
أحنت ماريا رأسها وقالت:
" لا أعرف , لم يسبق لي أن ارتديتها من قبل وأعتقدت بما أن الفرصة سانحة ستكون فكرة جيدة في هذا النهار المشمس والدافىء".
أطلق آدم شتيمة ورمقته الفتاة بنظرة متحفظة وحذرة , فقال:
" أنت فتاة ساذجة!".
قالت ماريا بنبرة ثائرة:
" أنني أكيدة أنك لن تتصرف على هذا النحو , لو كانت لورين غريفيتس هي التي كانت ترتدي هذه البزة!".
أجابها بقسوة:
" لن أتوقف أمام هذه الملاحظة , يا ماريا".
" هل ستعيدني الى كليكارني؟".
هز آدم كتفيه وقال:
" وماذا يزعجك في كليكارني؟".



اماريج 19-02-11 09:54 PM

" لو تعرف كم الجو ريفي هناك! يعجز وصفه! الجو خانق! الناس تتزوج وتلد أطفالا , فقط لا غير".
رمقها آدم بنظرة ساخرة وقال:
" مثل أي بلد في العالم!".
" لكن, هذا قليل جدا بالنسبة الي ,شكرا!".
" لنكن جديين يا ماريا , قولي الحقيقة , لماذا لا تريدين العودة الى كيلكارني؟".
" قرر والدي أن يزوجني".
قطب آدم حاجبيه وقال:
" أذا فهمت جيدا , فهو قد تدبر لك عريسا , على ما أعتقد".
" نعم ,ويدعى ماثيو هورلي".
" هذا الأسم يذكرني بأحد ما ,أليس هو المزارع الذي يملك أرضا تقع مباشرة قرب أرض والدك؟ أنني أتذكره بغموض , أذ قدمه والدك لي مرة".
منتديات ليلاس
أحنت ماريا رأسها وقالت:
" ما تقوله صحيح , أنه والد ماثيو , الوالد توفي منذ سنتين وأورث المزرعة لأبنه".
" آه , لقد فهمت ! أذا تزوجت من ماثيو هورلي , يصبح بأمكان والدك مراقبة العقارين".
" شيء من هذا".
" كيف توصلت الى أقناعه بالمجيء الى أنكلترا؟".
" ليس أنا من أقنعه , بل والدتك جيرالدين , بالنسبة اليها ,من السوء أن تتزوج فتاة شابة من رجل بالكاد تعرفه , تقول أنني بحاجة الى بعض الوقت من التفكير قبل أن آخذ القرار بهذا الصدد ,كما أضافت أنه أذا حصلت على شهادة معينة , سأستفيد من الوضع ولن أمضي معظم حياتي في الأعتناء بالأطفال".
" هذه آراء أمي تماما , فهي لم تتغير , وفي الوقت نفسه فهي تسهر على مصالحها!".
" لا أعرف شيئا , او بالأحرى أعرف شيئا واحدا : لا أريد العودة كي لا أضطر علىالزواج من ماثيو".
" ألا تحبينه؟".

" كلا! أنه شاب لطيف , لكنني لا أحبه!".
هز أدم رأسه وقال بجفاف:
" لقد أدخلت والدتي في رأسك أفكارا رومنطيقية حول الحياة , الزواج والأهتمام بالأولاد , لا قبح في ذلك!".
" لا أفهم! أريد أن أتزوج ! وأريد أن أنجب أولادا , لكن مع الرجل الذي أحب , وليس مع من يتقدم أولا!".
هز آدم كتفيه , عادت السيدة لاسي حاملة البيض المقلي لآدم , وبينما كان آدم يأكل البيض , كانت ماريا تدهن الزبدة على الخبز المحمص وتضع مربى البرتقال , ولما أنتهى آدم , قالت الفتاة بفارغ الصبر:
" آدم , هل تنوي الكتابة الى والدي؟".
مد آدم فنجانه ,فسكبت فيه القهوة وراحت تنتظر رده , فقال :
" هل تنوين التوقف عن التصرف مثل فتاة صغيرة شيطانة؟".
" لن أرتدي هذه البزة بعد الآن".
" ليس الأمر متعلقا بهذه البزة فحسب , أنت تتصرفين مثل فتاة صغيرة كلما حاولت أن أفرض عليك الطاعة , ربما كان والدك قاسيا معك في الماضي , تريدين أستقلالك وحريتك , أتفقنا , لكن لا أقبل تصرفاتك غير المسؤولة , هل هذا واضح تماما؟".
نظرت ماريا الى صحنها وقالت لنفسها: هل هذا تهديد , لكن ليس لديها الأختيار , فهمست تقول:
" حسنا ,سأفعل كل ما بوسعي".
منتديات ليلاس
مسح آدم فمه بالفوطة ونهض قائلا:
" حسنا , علي أن أذهب الآن , بأمكاني أن أسأل جانيت , سكرتيرتي أن تستعلم لك عن مدارس السكرتيريا , هل تريدين ذلك؟".
" طبعا ما دمت موافقا على بقائي".
" ماريا ,قول , هل تريدين متابعة هذه الدروس أم لا؟".
" نعم ... من دون شك".
خرج آدم ليخفي غيظه , ونظرت اليه ماريا وهو يخرج وشعرت بالخوف , ربما ربحت معركة ,لكنها لم تربح الحرب ! غير أنها ما أن تبدأ بالدراسة حتى تأخذ الأمور شكلا آخر.

نهاية الفصل الرابع



اماريج 19-02-11 09:55 PM


5- الرحلة الى الريف

اليوم سبت ,مضى على وجود ماريا في أنكلترا أسبوعا كاملا , وخلال فترة الصباح جاءتها مكالمة هاتفية من جانيت , سكرتيرة آدم تحدثت معها حول المعلومات التي جمعتها فيما يختص بمدرسة السكريتريا , وكان أمام ماريا حلين , أما أن تتسجل الآن في صف بدأت فيه الدراسة منذ أربعة أسابيع ,أو أن تبدأ في بداية السنة المدرسية مع بقية الطلاب وذلك بعد العطلة الصيفية.
شكرت ماريا السكرتيرة للجهد الذي بذلته في البحث عن هذه المعلومات , ثم راحت تفكر : الأقتراح الثاني يعجبها أكثر , لكن آدم لن يكون موافقا , سيقنعها بأنه في أمكانها البدء بالدراسة الآن , وبعد جهد أضافي من قبلها يمكنها التعويض عن الدروس الماضية.
تنهدت الفتاة وتوجهت الى المطبخ لتأخذ بنصيحة السيدة لاسي , أحتستا القهوة معا وراحتا ببحدثان في الموضوع , فقد أعتادت ماريا أن تمضي من كل صباح ساعة أو ساعتين برفقة المربية , بالكاد شاهدت آدم خلال اليومين الأخيرين , ما عدا في وقت تناول وجبات الطعام , كما أنها لم تجرؤ على الذهاب أبعد من الشارع العام منذ جديثهما الأخير , والآن فهي عصبية المزاج وتمل بصورة مزعجة , فلا تسمح لها السيدة لاسي أن تنصرف الى تنظيف المنزل بينما يعتقد آدم أنه لا يبدو أن الفتاة تهتم بشيء , هي التي كانت تحلم بزيارة المستوصف والتعرف الى بعض مرضاه , لكن آدم مصر على منعها عن ذلك وعن مشاركة حياته المهنية.
منتديات ليلاس
أخذت الفتاة تستعير كتبا من المكتبة الموجودة في الصالون الصغير ,كما كانت تصغي أحيانا الى الأسطوانات التي لم تكن تعجبها لكنها أنتهت الى أستحسانها من كثرة الترداد.
هذا كله كاف لسد حاجيات الفتاة ولملء الوقت الطويل , ولم تكن ترغب في العودة الى أيرلندا بل كانت تنظر الى المستقبل بتفاؤل , فسيأتي يوم ويتحسن وضعها , خاصة عندما تنصرف الى الدراسة .
لم تكن السيدة لاسي تعرف كيف تساعدها على حل مشكلتها , فأقترحت عليها قائلة:
" يجب عليك أن تستشيري السيد آدم في موضوع الدروس , يا آنسة".
أحتجت ماريا وقالت:
" لكن , ليس عنده وقت لذلك , ما أن نبدأ حديثا , ما ألا ويرن الهاتف ويستدعة الى حالة طارئة!".
أجابت السيدة لاسي بحكمة وهي تحرك قهوتها:
" ليس عند الطبيب حياة خاصة , أنه دائما على أستعداد لتلبية دعوات المرضى وخاصة في الحالات الطارئة".
وضعت الفتاة يدها على ذقنها وقالت:
"أعرف ذلك ".
" وعليك أن تطمأني , فبعد الغداء , يكون آدم حرا طيلة عطلة نهاية الأسبوع , وسيأخذ مكانه طبيب آخر".
فوجئت ماريا بهذا الخبر وقالت:
" صحيح؟".

" نعم , صحيح! هل تعتقدين أن بأمكانه العمل 24 ساعة يوميا , 7 أيام في الأسبوع من دون أن يستريح؟".
تلألأت عينا ماريا فرحا وقالت:
" لم أفكر في الأمر , هذا شيء رائع! بأمكاننا أذن أن...".
قاطعتها السيدة لاسي قائلة:
" لحظة.... ربما السيد آدم مرتبط بأشياء أخرى خارج العمل, لا تنسي ذلك يا آنسة".
أجابت الفتاة بجفاف وخيبة أمل:
" لورين غريفيتس , مثلا".
رفعت السيدة لاسي كتفيها وأجابت:
" هذه أحدى نشاطاته ".
" هل.... يعرفها من وقت طويل؟".
" الآنسة غريفيتس ؟ من سنة ونصف أو سنتين , لم أعد أعرف تماما . لماذا؟".
تظاهرا الفتاة باللامبالاة وأجابت:
" من أجل الحشرية , فقط لا غير , هل .... يحبها؟".
" طبعا , ما دام خطبها !".
منتديات ليلاس
" متى .... متى سيتزوجان؟".
نهضت المربية لتضع فنجانها الفارغ في المجلى ووأجابت:
" الله وحده عليم بهذه الأمور ! قبل أن يتم زواجهما ترغب لورين أن يترك عمله في المستوصف والمستشفى ليفتح عيادة خاصة في هارلي ستريت ,حيث يذهب الأغنياء للمعالجة".
" وهل سيفعل ما تريده؟".
رفعت السيدة لاسي كتفيها وقالت:
" من يدري , ليس هذا أسلوبه , لكنه أذا كان يحبها كفاية , سيفعل ما تريده , على ما أظن".
وراحت ماريا تفكر بأدم , بالرغم من قساوته وبالرغم رأيها فيه , فهي تكن له أعجابا كبيرا , لكنها كانت تشعر بأضطراب وتشويش أمام أمكانية تركه عمله الحالي ليتمكن من أعجاب ممثلة صغيرة وسطحية , فهي تعرف جيدا لماذا لورين غريفتيس تراه جذابا , لكنها تحاول أن تدمر فيه المزايا الحلوة التي تجعله كذلك ,وتخيلت ماريا فجأة صورة للورين تضم آدم بين ذراعيها بأمتلاكوتشده بحب وشغف , وأمام هذه التخيلات , غادت ماريا بسرعة كرسيها وخرجت من المطبخ.



اماريج 19-02-11 10:00 PM

أتصل آدم هاتفيا في الساعة الحادية شرة ليقول للسيدة لاسي ألا تنتظره على الغداء , كانت ماريا خارجة من غرفتها وتهبط السلالم بعجلة عندما أقفلت المربية الخط , فقالت ماريا :
" ماذا, ألن يأتي الى الغداء؟".
" لا".
" الى أين قال أنه ذاهب؟ قلت لي أنه سيكون حرا بعد الغداء !".
" نعم , أنه حر لا يعمل! لا شك أنه يتناول الغداء برفقة لورين غريفيتي".
" آه! أوف....!".
جلست ماريا على الدرجة الأخيرة من السلالم , فكانت قد حضّرت في ذهنها كل ما يجب قوله عندما يأتي الى الغداء , والآن وقد أخطر المربية أنه غير آت....
أطلقت السيدة لاسي زفرة ونبهتها قائلة:
"هيا , يا آنسة , ما بك؟ أن تصرفك يدل عن حماقة حقيقية , لا يتمتع السيد آدم الا بوقت قصير ومن الطبيعي أن يبحث عن رفقة .... أمرأة".
نظرت اليها الفتاة بقنوط وقالت:
" وأنا , ألست بأمرأة ؟".
" أنت تفهمينني جيدا , يا آنسة".
منتديات ليلاس
ظهر على ماريا تعبير كئيب وقالت:
" نعم , طبعا , آه يا سيدة لاسي , ماذا سأفعل بنهاري؟".
" أنا سأخرج مع أختي بعد الظهر , أنني لا أعمل بعد ظهر السبت ولا حتى في المساء , سأذهب في البدء لزيارة ألسي شقيقتي , ثم نذهب معا الى النادي ونلعب البينغو , ما رأيك لو تأخذين كتابا من المكتبة وتجلسين لمطالعته في الحديقة ,في فترة بعد الظهر؟ يعود السيد آدم دائما في الخامسة ليبل ثيابه , مهما كانت مشاريعه للسهرة , وسيمكنك رؤيته حينئذ".
فكرت ماريا لفترة, كانت تشعر باليأس وبعض الأحباط فتنهدت وقالت:
" حسنا! وحدي مرة أخرى! يجب أن أتدبر أمري , كالعادة ! لم يتصل بي لاري هادلي , هذا أمر يدهشني , مع أنه وعدني بذلك , هل أتصل بي , يا سيدة لاسي ,عندما خرجت الى السوق؟".
بدت المربية فجأة منزعجة وقالت وهي تدير وجهها:
" سأذههب الى المطبخ لأحضر الغداء , يجب أن نأكل حتى ولو كان السيد آدم غائبا".
نهضت ماريا مقطبة الحاجبين وقالت:
" لم تردي على سؤالي , يا سيدة لاسي , هل أتصل بي أحد , نعم أم لا؟ هل نسيتي أن تخبريني بالأمر؟".
هزت المربية رأسها وقالت باذلة جهدها:
" كأنني على وشك فقدان الذاكرة , يا آنسة... والآن, هل تعذريني , فعلي أن أحضر الغداء...".

حدقت ماريا في عينيها وقالت بينما كانت السيدة لاسي تستعد للذهاب الى المطبخ:
" لا! أنتظري! لا تذهبي يا سيدة لاسي , هل تقولين لي الحقيقة؟".
أطلقت السيدة زفرة وهي تضغط مريولها يعصبية.
ثم قالت:
" أذن , يا آنسة , ما دمت تصرين على معرفة الحقيقة ,طلب مني الطبيب أن أرد على المكالمات الهاتفية وأقول بأنك غير موجودة أذا كان السيد هادلي هو المتكلم".
وقفت ماريا منذهلة وقالت:
" كيف يجرؤ على فعل شيء كهذا؟ لماذا؟ لأنني خرجت معه ذلك المساء؟".
هزت المربية رأسها وقالت:
" كلا , يا آنسة , لم يعرف أدم ذلك".
صرخت ماريا:
" كيف؟ لكن بلى! أنه يعرف ذلك بكل تأكيد".
" كلا , يا آنسة , تذكري , لم يكن في المنزل عندما خرجت , وعدت قبله في المساء ,وفي اليوم التالي , أمرني ألا أخبرك بأتصالات السيد هادلي الهاتفية , فلم أجرؤ أن أصرح له أنك خرجت مع هذا الشاب الليلة الفائتة".
كانت ماريا مندهشة حتى الجمود , قالت:
" آه , يا ألهي ! لماذا؟ لماذا يريد أن يمنعني من رؤية لاري ؟".

" أفضل ألا أقول لك السبب , يا آنسة ".
" ما بالك يا سيدة لاسي ! الأمر شديد التفاهة !".
" ربما نعم , ربما لا! في كل حال أنا من بأمكانه أن يقول لك ذلك ,لن أنطق بشيء بعد الآن".
نظرت اليها ماريا بغيظ وقالت:
" سيدة لاسي ! هل أتصل لاري , نعم أم لا؟".
ترددت المربية ثم قالت متنهدة:
" لا أعرف أذا كان يجب أن أتكلم , آه نعم ... أتصل بك .... مرتين...".
أنتفضت الفتاة وقالت:
" مرتين؟ الوضع أسوأ مما كنت عليه عند والدي , سأكلم آدم في الأمر عندما يعود".
"لو كنت مكانك , لن أفعل يا آنسة , لن يردي ذلك ألا الى حدوث مشاكل...".
صرخت ماريا:
" لم أقل بعد كلمتي الأخيرة".
خرجت السيدة لاسي بعد الساعة الثانية بقليل , وراقبتها ماريا وهي تسير على الرصيف وتتجه الى محطة الباصات ,ولماتأكدت من صعودها في أحد الباصات , أطمأنت وعادت الى البهو وتناولت سماعة الهاتف , وبعد نصف ساعة , رن الجرس , فذهبت ماريا لتفتح الباب للاري هادلي الذي قال مبتسما:
" صباح الخير , أعتقدت أنني أهنتك حسب نبرة الخادمة الباردة على الهاتف".
منتديات ليلاس
أبتسمت له ماريا بدورها وقالت بلطف:
" لا , أبدا , حدث سوء تفاهم , وهذا كل ما في الأمر , حظي كبير لأنني وجدتك في المنزل الآن".
" بالفعل".
كانت ماريا ترتدي سروالا قمحيا ضيقا وقميصا حمراء.
فأضاف قائلا:
" كنت ذاهبا الى نادي كرة المضرب , وأنا أتساءل أذا كنت ترغبين مرافقتي , هل تلعبين كرة المضرب؟".
تلألأت عينا الفتاة حماسا وقالت:
"أحب لعبة كرة المضرب كثيرا , لكن للأسف لم أجلب معي .... المضرب".
" لا بأس , ستستعيرين واحدة هناك , هل تأتين أذن؟".
" بكل سرور ! أنتظرني كي أغير ملابسي , لن أطيل الغياب".
جلس لاري في الصالون الصغير بأنتظار ماريا التي صعدت السلالم بعجلة , وبسرعة البرق خلعت ملابسها وأرتدت بزة بيضاء ,ثم هبطت من جديد وتوجهت الى لاري الذي قال بأعجاب:
" أنت رائعة! ستلفتين الأنظار داخل النادي , من النادر أن نرى وجوها جديدة , وخاصة أذا كانت فتاة جميلة مثلك!".



اماريج 19-02-11 10:01 PM

كان نادي كرة المضرب بناء جميلا , يؤمه الشباب والشابات الذين يعملون في مهن حرة في الجوار , لم يسبق لماريا أن زارت مبنى كهذا , فأستقبلت بترحاب كونها قريبة آدم وكونها أيضا متحمسة وفي ريعان شبابها , أستأجرت مضربا لفترة بعد الظهر ولعبت المباراة الأولى مع لاري ضد أثنين آخرين , فربحا الشوط الأول , دعاها لاري الى المقهى ليقدم لها كأسا أحتفالا بهذا النصر.
قدّمها الى عشرات الأشخاص الذين نسيت أسماءهم , ما عدا أفلين جيمس وديفيد هالام , أيفلين أبنة مدير مصرف وديفيد ابن محام , أعجبت ماريا بديفيد في الحال , لأنه لطيف ,ولما دعاها الى الخروج في المساء , كادت أن تقبل دعوته من دون شرط لولا نظرات أفلين الغيورة ووجود لاري , ففضلت الأمتناع عن تلبية دعوته , لكن ديفيد وعدها أن يتصل بها في بداية الأسبوع المقبل.
منتديات ليلاس
وفي المساء , أقترح لاري على ماريا العودة , ولما كانا في السيارة , سألها:
" كنت تتحدثين معظم الوقت مع ديفيد! ماذا كنت تقولين له؟".
رفعت ماريا كتفيها وأجابت:
" كنت نتحدث عن أمور كثيرة".
أجابها بنبرة عدائية:
"غازلك , أليس كذلك؟ أنه يبالغ!".
" أذن, ما دمت تريد أن تعرف كل شيء , سأقول لك أن ديفيد دعاني الى تناول العشاء معه , في المساء , لكنني رفضت دعوته".
" آه!".
صمت مدة طويلة قبل أن يتابع قائلا:
" أنني آسف , يا ماريا , لكنني غيور , على ما أظن ,ما رأيك لو نذهب الى السينما , في المساء؟ بأمكاننا أن نأكل سندويشا قبل موعد الحفلة ثم نأخذ عشاء كبيرا في مطعم ما بعدها؟".
ترددت ماريا وقالت:
" لا أعرف , يا لاري , لا شك أن آدم أعد شيئا للسهرة ...".
تنهد الرجل وقال:
" لكن, لا أعتقد أنه يبالي بذهابك أو أيابك".
" أنني أتساءل ... ما رأيك لو ترجل السهرة الى يوم آخر ؟ أتصل بي هانفيا في الغد!".
لم يكن لاري راضيا , لكنه أوصل ماريا الى المنزل ثم أقلع بسيارته مسرعا.
كانت سيارة آدم متوقفة , فلم تشعر الفتاة برغبة في مواجهته , دخلت بخطوات هادئة وأغلقت الباب وراءها بلطف من دون أحداث أي صوت.
أنتظرت دون أن تقوم بأدنى حركة , أين آدم؟ ماذا يفعل؟ لم تسمع أي صوت من أي مكان , توجهت الى الصالون الصغير لتلقي نظرة داخله , لكنها وجدت الغرفة فارغة , ثم توجهت الى المطبخ والى غرفة الطعام ,لا أثر لأي أنسان ,لا شك أنه في غرفته يغير ملابسه , هذا ما فكرت به ماريا وهي تقطب حاجبيها ,حسب أقوال السيدة لاسي , فهو يعود دائما في أواخر بعد الظهر , عادت ماريا متنهدة الى الصالون الصغير وأرتمت على المقعد وخلعت حذاء كرة المضرب لتريح قدميها , فجأة أنتفضت لدى سماعها ضجة ما , فألتفتت نحو الباب وأذا بها ترى آدم واقفا على العتبة , وسيما , وأنيقا في بزته الكحلية وقميصه الزرقاء الفاتحة وربطة عنقه المخططة.
قال ببرود:
" ها, أنك عدت أذن , أين كنت؟".
تمددت ماريا على طول الأريكة , متخذة قرارا ألا تدعه يخجلها , فقالت:
" كنت في نادي كرة المضرب , مع لاري".
" لاري هادلي؟".
" نعم".
قطب آدم حاجبيه وسألها:
" هل جاء الى هنا؟".
" أتصلت به هاتفيا وطلبت منه أن يأتي لأصطحابي".
سألها بأندهاش:
" أتصلت به؟".
حاولت ماريا المحافظة على برود أعصابها فرددت :
" أتصلت به هاتفيا , الظاهر أنك أعطيت أوامرك للسيدة لاسي , حسب رأيها , لا يحق له أن يكلمني , لذلك قررت أن أتصل به أنا بالذات".
لم يرد آدم في الحال ,وراح يذرع الغرفة ذهابا وأيابا ,وفجأة توقف قرب الفتاة ونظر اليها من فوق وقال أخيرا:
" أفهم الآن".
جلست ماريا , كانت منزعجة من نظراته الحادة والثاقبة ثم قالت :
" لا سبب للقلق يا آدم , السيدة لاسي لم تحك بأرادتها , لقد أرغمتها على البوح بذلك".
قال آدم بجفاف:
" لم أشك أبدا بنزاهة السيدة لاسي وأستقامتها".
أطلقت ماريا زفرة وقالت:
"لقد سئمت البقاء وحيدة ,كنت بحاجة الى شخص أكلمه , وبما أن السيدة لاسي كانت خارجة....".
منتديات ليلاس
" معم , تذهب لزيارة شقيقتها كل أسبوع".
أجابت الفتاة وهي تتفحص أظافر أصابعها عن قرب:
" قلت لي هذا الكلام , وبما أنك لم تكن هنا , أيضا...".
" تناولت طعام الغداء مع لورين".
" وبعد ذلك , ماذا فعلت؟".
رفع كتفيه وأجاب:
" لا شيء يذكر".
شعرت ماريا بالدمع يعلو وجهها فقالت بوقاحة:
" شيء جميل!".
أمسكها بذقنها وأرغمها على رفع نظرها اليه ثم قال بقسوة:
" هذا لا يعنيك , كنت أعتقد أننا على أتفاق.... في ما يختص الآداب العامة".
أزاحت نظرها عنه وقد شعرت بأضطراب لبرودة لمسته وحدتها , فتابع يقول:
" لدي سبب وجيه في معارضتك لمعاشرة لاري هادلي".



اماريج 19-02-11 10:01 PM

نظرت اليه ماريا ثائرة وقالت:
" سئمت قضاء النهارات بين أربعة جدران! يبدو أنك نسيت ذلك! أنني ضجرة! لم أعد أحتمل هذا الوضع".
أجاب آدم بأختصار:
" لم يرغمك أحد على المجيء".
" تريد أن تجعلني تعيسة كي أغادر المكان بنفسي , أليس كذلك؟".
راح آدم ينظر اليها بألحاح ثم قال:
" أبدا! ألم تتصل بك جانيت صباح اليوم في ما يخص مدرسة السكرتيريا , لو كنت أريد طردك لما طلبت من سكرتيرتي أن تضيع وقتها لتستعلم حول دروس الطباعة والأختزال!".
أطلقت ماريا زفرة وقالت:
" لا أعتقد أنه بأمكانك أن تمنعني من رؤية أصدقائي!".
منتديات ليلاس
" لا أمنعك من ذلك , لكن لم يتسن لك حتى الآن أن تلتقي بالناس , لم يكن هناك مناسبة".
" ومن المخطىء؟".
وضع آدم يديه في جيبي سرواله وقال بغيظ:
" أنا , هلى ما أظن , آه يا ماريا , أنت تسببن لي المشاكل!".
قالت بصوت كئيب :
" شكرا".
ثم طرأت على ذهنها فكرة , سألته فجأة :
" هل.... أنت خارج من جديد؟".
أزاح آدم الخصلة العنيدة التي لا تكف عن الوقوع على جبينه وقال:
" نعم".
سألته ماريا وفي عينيها أرتسمت خيبة الأمل:
" الى أين أنت ذاهب؟".
توجه آدم نحو النافذة وقال بصوت خاضع:
" أنا ذاهب الى فينشام , مع لورين".
" فينشام أين تقع؟".
" أنها قرية صيادي الأسماك , في منطقة كنت , هناك تملك لورين منزلا".
" آه.... لقد فهمت".
كان صوتها مخنوقا وشعرت بدملة في جوف معدتها ,عض آدم على شفته في غضب وقال:
" لا تنظري الي بأشمئزاز يا ماريا ,سبق وذهبت الى هناك مرارا! ".
قالت متذرعة باللامبالاة :
" نعم... نعم.... لا شك بذلك و.... سيكون الطقس جميلا ,خلال عطلة هذا الأسبوع".
أطلق آدم شتيمة وتقدم من الفتاة بخطى عريضة وقال:
" هيا , وضبي أمتعتك , ستأتين معي".
صرخت مذعورة:
" كلا... كلا! ....لا أريد , لا أريد أن أفرض نفسي على أحد".
قال في وحشية :
" أطيعي يا ماريا! وأستعجلي! وألا سأتولى بنفسي هذه الأمور!".
ذعرت ماريا ونهضت عن الأريكة وقالت:
" ولكن.... ماذا ستفكر السيدة لاسي؟".

" لا تقلقي على السيدة لاسي , سأترك لها كلمة , هيا , أسرعي ".
أسرعت ماريا الى غرفتها وراح قلبها يخفق بسرعة جنونية , كيف بأمكان آدم أن يقرر مرافقتها معه عند لورين من دون أن يستشير الممثلة؟ ماذا ستقول هذه الأخيرة؟ ستكون غاضبة من دون شك! لورين ليست من نوع النساء التي يمكن أن يتساهل معها الآخر بسهولة! ستكون الفتاة عددا زائدا بين الخطيبين المهتمين ببعضهما البعض , هذه الفكرة أدت الى حدوث ألم كبير في معدتها , هناك مشهد لا تطيق رؤيته , وهو أن ترى آدم يتحول الى عبد أمام سحر لورين الجذاب.
لكن لم يعد لديها أختيار , ولا حتى أي حجة للتهرب من مرافقة آدم , ستذهب , لكن ستبذل جهدها ألا يلاحظها أحد.
وضعت سروالها القمحي والقميص الحمراء , ثم وضعت سروالا قصيرا وفستانين وبزة سباحة محتشمة في حقيبة صغيرة , ونزلت للقاء آدم , الذي كان يدخن سيكارا في الصالون الصغير ومنغمسا في قراءة مجلة طبية , رفع عينيه عندما دخلت وألقى نظرة راضية على ملابسعا , فقالت:
" أنني ... أنا مستعدة , هل أنت أكيد بأن الآنسة غريفيتس لن تعارض وجودي؟".
أجابها بلطف وهو يضع المجلة على أحد الرفوف:
" دعيني أتصرف بنفسي, هل تأخذين معطفك؟".
" نعم".
وافق بحركة من رأسه وقال:
" عظيم , لنذهب الآن , سنمر أولا لأخذ لورين ثم نتوجه مباشرة الى فينشام.
وافقت ماريا , وكانت على وشك الخروج من الغرفة عندما ألتفتت وراءها لتتأكد من أن آدم وضع الرسالة للسيدة لاسي على المدفأة , حمل آدم حقيبة الفتاة ووضعها قرب حقيبته في صندوق الروفر الخلفي , وحين بدأ الأستعداد للصعود الى السيارة ترددت ماريا لأنها لم تكن تعرف أذا كان عليها أن تجلس في المقعد الأمامي أو الخلفي, فأسرع آدم الى القول:
" أجلس في المقعد الأمامي وستغيرين مقعدك عندما نل الى منزل لورين".
صعدت ماريا في المقعد الأمامي قرب آدم الذي أدار المحرك وأقلعت السيارة , لأول مرة تصعد ماريا في سيارته , لو كانت في ظرف طبيعي لفرحت بالركوب معه , لكنها الآن قلقة وتخشى ردة فعل لورين.
منتديات ليلاس
حركة السير كانت مزدحمة , ولم يتبادلا الكلام خلال الطريق , أخيرا وصلا الى شيلسي وأوقف آدم سيارته أمام مبنى ضيق ومرتفع يعود الى القرن الثامن عشر , الستائر المخرمة وأواني الزهور تزين النوافذ , بينما تنمو النباتات والورود على مدخل البناية.
ألتفت آدم الى الفتاة وسألها:
" هل تنتظرينني أم تأتين معي؟".
أحمرت ماريا وعمت:
" أفضل البقاء هنا ,سأجلس في المقعد الخلفي بأنتظارك".
تردد آدم , أراد أن يضيف شيئا لكنه خرج بعنف من السيارة , غيرت ماريا مكانها وجلست في المقعد الخلفي ,وفي هذا الوقت رأته يصعد السلالم , ثم يخرج من جيبه محفظة مفاتيح ويفتح الباب بمفتاحه الخاص , فدهشت ماريا وشعرت بتعاستها في الحال , وزاد حقدها وأستياؤها من لورين لهذه الصداقة الحمينة بين آدم والممثلة , أنها غيورة من آدم وتعي ذلك تماما.




اماريج 19-02-11 10:02 PM

بعد ربع ساعة وعندما كانت ماريا تتساءل حول أمكانية الأنسحاب بهدوء والعودة الى منزل آدم , خرج آدم من المنزل ترافقه لورين وأمرأة مسنة , ولما رأت تعابير وجه الممثلة ندمت لأنها لم تنسحب بهدوء ! كانت تبدو شرسة ولم توجه الكلام الى ماريا بينما كان آدم يساعدها للصعود في السيارة , أما المرأة المسنة , ففتحت الباب الخلفي وأبتسمت بلطف للطبيب الذي مد يده للمساعدة , وجلست قرب ماريا بعد أن رمقتها بنظرة فضولية , تقوقعت الفتاة في الزاوية , تلوم نفسها لأنها لم تعرف أن تجد عذرا لعدم المجيء.
قال آدم وهو يأخذ مكانه في السيارة:
" أليس , أقدم لك ماريا , أبنة زوج والدتي , ماريا , أقدم لك أليس , خادمة لورين , أنها ترافقنا كالعادة الى فينشام".
أنتبهت ماريا الى تلميح آدم وسلمت على أليس بتهذيب وفضلت أن تتحاشى نظرات آدم الساخرة.
منتديات ليلاس
الطريق كانت أقل صعوبة مما كانت الفتاة تتوقعه , ظلت لورين تواصل تجاهلها لوجود الفتاة , مولية أنتباهها كليا لآدم , وهذا ما كانت ماريا ترغبه , أما أليس فراحت تكلم الفتاة بلطف وتطرح عليها الأسئلة المتنوهة , حول حياتها في أيرلندا ومستقبلها , في الحال أستلطفت الفتاة الخادمة وراحت تثرثر معها , بحرية تامة , ونسيت أن آدم وخطيبته يسمعان الحديث.
كانت السيارة تجتاز الطريق وتطل على البحر من بعيد , فقالت ماريا :
" هناك , في أيرلندا , نسكن قرب البحر , ونستفيد بالوقت نفسه من الريف والبحر معا".
أشارت أليس برأسها دلالة على أنتباهها لحديث ماريا ,ثم سألتها:
" ولماذا جئت الى لندن؟".
أبتسمت ماريا وقالت:
" حدثتني جيرالدين عن لندن كثيرا الى درجة أنني حلمت بالمجيء لرؤيتها , جيرالدين هي والدة آدم , لقد تزوجت من والدي".
" أعرف ذلك".
" كنت أرغب برؤية لندن والسكن مع آدم , الطب مادة أحبها كثيرا , كان آدم يأتي الى كيلكارني , كان يتحدث مع والدي عن عمله وكنت أصغي اليه , أن تعقيدات الجسم الأنسان شيء ساحر".
" ألا تحبين أن تصبحي ممرضة مثلا؟".
" كلا , حينئذ أشعر بأنتماء كلي , لا يمكنني أن أقبل أن بعض الأمراض لا شفاء أو علاج لها".
نظرت اليها أليس بلطف وسألتها:
" هل أعجبتك لندن؟".
ترددت ثم قالت:
" أعتقد.... طبعا لم أر الشيء الكثير منها , لكن متى بدأت دروسي , سأتعرف الى المدينة بشكل أفضل".
" أذن قررت البقاء هنا؟".
قطبت ماريا حاجبيها وأجابت:
" لكن.... بالطبع!".
" حسبما قالته الآنسة غريفيتس , ليس هذا أكيدا".
أحمر وجه ماريا وأكد لها بصوت مرتفع ليسمع الجميع ما تقوله :
" أنا باقية , قررت ذلك بشكل نهائي".
منتديات ليلاس
أخيرا وصل الجميع الى فينشام , أنها قرية أشتهرت بشاطئها الجميل ومرفأها الصغير وبمنازل عديدة فاخرة , أنه مكان ريفي يؤمه اللندنيون بكثرة.
أجتاز آدم القرية والشمس مشرقة على المغيب ,نظرت ماريا من نافذتها بأهتمام ناسية غضبها لوقت قصير , صعدت السيارة في طريق متعرجة , ثم توقفت أمام فيللا بيضاء مبنية على قمة الصخر , تساءلت ماريا أين يقع منزل لورين.



اماريج 19-02-11 10:03 PM


بدأت أليس تجمع أغراضها ,ثم قالت مبتسمة:
" وصلنا".
حدقت ماريا مرة أخرى من وراء النافذة وهتفت:
" أي فيللا.... هذه؟".
ألتفتت لورين نحو الفتاة وقالت:
" طبعا! ماذا كنت تتوقعين بالضبط؟ كوخا من دون كهرباء أو ماء؟".
فضلت ماريا عدم الرد وخرجت من السيارة في الحال.
الهواء كان منعشا والمنظر رائعا , ومن الفيللا يمكن رؤية القرية الواقعة أسفل الجبل الصخري , سلالم متعرجة تصل الفيللا بالشاطىء , أنه مكان مهجور , موقعه مريح وخاص , يليق تماما بأمرأة مثل لورين.
منتديات ليلاس
هبط آدم من سيارة الروفر وألقى نظرة خاطفة الى ماريا قبل أن يفتح الباب للورين , كانت ماريا تنظر اليه بتحد, فسألها آدم بصوت محايد:
" هل يعجبك الكان؟".
تظاهرت ماريا بعدم الأكتراث وأنتهت بالقول رافعة كتفيها :
" لا بأس به!".
خرجت لورين من السيارة بدورها , وكانت ترتدي باناقة بزة مخملية تناسبها.
أخرج آدم الحقائب من صندوق السيارة , فأنفتح باب الفيللا وخرجت منه أمرأة تحمل كيسا مليئا بالمؤن ,وعندما شاهدت لورين أسرعت نحوها , فراحت أليس تشرح لماريا بصوت خافت:
" أنها السيدة جينكينز , الخادمة , تهتم بصيانة الفيللا".
أعلنت الخادمة أنها أحضرت عشاء باردا وحيت لورين ثم أنصرفت.
دخل الجميع الى المنزل والصالون الواسع يمتد طول الفيللا , مفروش بالأثاث الفاخر والمريح ومزين بالروافد الظاهرة في سقفه , ومن الصالون تصعد السلالم الى الطابق الأعلى , يفتح الصالون من اليمين على غرفة الطعام المطلة على مطبخ كبير وحديث.
الطعام كان على الطاولة في غرفة الطعام , لم تكن ماريا تعرف ما تفعله بينما كانت أليس تعلق معطفها وتضع الماء ليغلي , فقالت للفتاة :
" أجلسي في الصالون , فالآنسة غريفيتس لن تأكلك !".
تنهدت ماريا وقالت:
لو كان بأمكاني التأكد من ذلك! فلم تستحسن قدومي , أليس كذلك؟".
أبتسمت المرأة المسنة بحزن وأجابت:
" كلا , بالفعل , أنها تعتبر السيد آدم ملكها الخاص وتكره رؤية مشاريعها معاكسة ".
قالت ماريا ممتقعة:
" هل السيد آدم فعلا ملكها الخاص؟".
منتديات ليلاس
كانت أليس على وشك الرد عليها عندما أطلقت صرخة أستغراب , فألتفتت الى الوراء ,وراح قلبها يخفق بسرعة , فرأت آدم وهو ينظر اليهما , ثم قال:
" ماذا تعنين بهذه الملاحظة , يا ماريا؟".
" أنني ... أنني.... أين الآنسة غريفيتس؟".
أجابها ببرود:
" الآنسة غريفيتس تغير ملابسها للعشاء , تعالي الى الصالون , يجب أن أكلمك".
ترددت ثم قالت:
" ألا يمكنك أن تكلمني في وقت لاحق , يا آدم؟ كنت أساعد أليس.....".
" عجلي , يجب أن أكلمك على أنفراد في الحال".

نهاية الفصل الخامس


الجبل الاخضر 20-02-11 12:38 AM

:dancingmonkeyff8:ننتظرك :mo2::flowers2:يا عسل :7_5_129:لاطولين علينا :friends:نتظر على احر من الجمر:8_4_134:

اماريج 20-02-11 10:07 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الجبل الاخضر (المشاركة 2641664)
:dancingmonkeyff8:ننتظرك :mo2::flowers2:يا عسل :7_5_129:لاطولين علينا :friends:نتظر على احر من الجمر:8_4_134:


شاكرة لك مرورك ومتابعتك وانتظارك يالغلا منورة حبيبتي
وان شاءالله اليوم بالليل بكفيها ولايهمك ياغالية
http://www.liilas.com/vb3/images/icons/flowers.gif
:liilase::liilas:

اماريج 20-02-11 10:08 AM


6- الشاطىء في الصباح

جلس آدم قرب ماريا في قاعة الأستقبال الكبيرة وراح يتأملها بغضب ثم قال:
"أذن, تثرثرين من وراء ظهري مع أليس؟".
كانت ماريا منزعجة وراحت تشرح بأرتباك:
" كنت أشك في ما قالته , ببساطة وحسب".
" لا أحب الثرثرة وذم الناس".
" أنت أيضا تكلم من وراء ظهري".
"صحيح ؟ وا الذي يجعلك تعتقدين ذلك؟".
" لقد سمعت أليس في السيارة , حسب ما قالته , لست أكيدا أنني سأبقى في أنكلترا!".
" لا أرى العلاقة!".
" لا شك أنك قلت شيئا عن هذا الموضوع!".
" بأمكان لورين أن تقول ما تريده لخادمتها!".
صرخت ماريا وقالت:
" هل تنكر أنك ناقشت وضعي معها؟".
" ليس هناك ما أقوله!".
تنهدت ماريا وقالت:
" في كل حال , هي لم تكن تريد وجودي هنا ,وهذا الأمر واضح وجلي".
أزاح آدم خصلة شعره كالعادة وقال:
" من دون أي شك , لكن , أذا قلت بأنك ستأتين معنا , فأنا صاحب الكلمة الأخيرة , هل هذا واضح الآن؟".
منتديات ليلاس
" واضح جدا".
سحب الطبيب سيكارا صغيرا من علبة وقال:
" وبأنتظار ذلك يمكنك أن تحاولي الأفادة من هذه العطلة الصغيرة! هل فكرت في الأمر؟".
لم تشعر ماريا بمزاج المصالحة , فقالت:
" كلا , أصرح لك بذلك , كم سنبقى هنا؟".
" نعود صباح الأثنين حتى نصل الى لندن قبل الغداء".
قالت ماريا في ذهول:
" الأثنين!".
ثم تابعت بمرارة:
" هل يجب علي تغيير ملابسي قبل العشاء؟".
راح آدم ينظر اليها مفصلا , من رأسها حتى أخمص قدميها , متعمقا بالنظر في سروالها وقميصها , ثم قال:
" لا , ليس ذلك ضروريا ".
أحنت ماريا رأسها , الأمر لا يتغير , لورين تسحره كما تسحر الجميع بوجهها الفاتن وجسمها الذي يشبه أجسام الحوريات.
ثم توجهت ماريا نحو النافذة المطلة على البحر , حل الليل , وفي القرية الأضواء تشتعل الواحد تلو الآخر , كانت تشعر بأنزعاج وعصبية , بينما كان من المفروض أن تشعر عكس ذلك , كان من المستحسن أن تكون سعيدة لقضاء يومين على شاطىء البحر , آه , لو تفكر بوسيلة , لكن من دون جدوى وو كان يجب على آدم أن يفكر مليا قبل أن يدعوها الى المجيء معه.
فجأة شعرت بوجوده قربها , أنه هو , كان ينظر اليها بعينين حالمتين , ثم قال:
" المنظر رائه , أليس كذلك؟".
أنه بهذا الكلام يقدم لها فرصة نسيان العراك وسوء التفاهم الحاصل بينهم منذ وصولها الى لندن.
فأجابت بصراحة:
" نعم , لكن لم أكن أتوقع كل هذا".
منتديات ليلاس
" كنت أشك بالأمر , كنت تتوقعين منزلا صغيرا خاليا من وسائل الراحة , كما قالت لورين في السيارة".

" نعم هذا صحيح".
" لورين أمرأة تحب الترف كما ترين".
" بالفعل , كان يجب علي أن ألاحظ ذلك , كنت أعتقد أنكما ستكونان وحدكما هنا , لم أكن أعرف أنها تصطحب معها خادمتها ".
" ولما لا؟".
أحمرت ماريا فجأة وقالت بوقاحة:
" هذا أمر حتمي , أليس كذلك؟".
أمسكها آدم بكتفيها وأدارها صوبه وقال:
" كلا , ليس الأمر حتميا ! ليس بالنسبة الي , في كل حال أذا كنت تفكرين بما أعتقده , بأمكانك أن تنسي الأمر كليا ! أذا كنت أريد مغازلة لورين , فلست بحاجة الى السفر بعيدا وقطع مسافة مئة وخمسين ميلا لذلك!".



اماريج 20-02-11 10:09 AM

شعرت ماريا بخديها تشتعلان أحمرارا , ثم تقول وهي تتخلص من قبضته:
" أتركني ,لماذا جئت بي الى هنا ؟ لم أكن أريد المجيء , أنت تعرف ذلك جيدا , كل ما ترغب به هو أهانتي!".
تركها آدم فجأة , فوجئت ماريا ورجعت الى الوراء , وتعثرت بطاولة صغيرة موجودة قرب المدفأة وضرب رأسها بزاوية المدفأة .... غابت عن الوعي وسقطت أرضا.
وفي لمح البصر كان آدم راكعا قربها , فأفاقت بسرعة , فساعدها على النهوض , وراحت تلمس صدغيها , ثم نظرت الى آدم فرأت في عينيه القاتمتين القلق والخوف فسألها:
" كيف تشعرين؟ أنني آسف , لم أكن اريد أن أؤذيك؟".
أرتعشت ماريا لدى ملامسته لها وراحت ترتجف خائفة أن تخور من شدة الأنفعال , فقامت بحركة جانبية لتتحاشى نظرته والأنفلات منه.
فقالت بصوت أحتجاج:
" لا بأس .... أنها .... غلطتي أنا".
أجاب بلطف وهو ينظر اليها بحدة ناعمة:
"كلا , ليست غلطتك , أنها غلطتي أنا , لم يكن حدث ما حدث لو لم أكن غاضبا , لنتصالح الآن ولنقم الهدنة بيننا ! لنحاول الأفادة من هذه العطلة , أليس هذا ما تريدينه أيضا؟".
منتديات ليلاس
نظرت اليه ماريا مرتجفة وهمست بخجل واضعة يدها على ذراع آدم وقالت:
"أنا دائما سعيدة حين أكون معك".
شعرت الفتاة بذراعه القوية تحت قماش بزته الكحلية وأحست فجأة برغبة في الأقتراب منه أكثر , هذا الأنفعال ليس فيه أي روح أخوية.
نظر اليها آدم وقال بأنفعال شديد:
" ماريا!".
لكن هذه اللحظة الغريبة لم تدم طويلا , أذ سمعا وقع خطوات على السلالم , كانت لورين نازلة الى الصالون.
أبتعد آدم بسرعة عن ماريا وتقدم لأستقبال لورين , كانت الممثلة ترمق ماريا بنظرات ملؤها الشك , أذ كانت تبدو جميلة بخديها الناريين وشعرها الكستنائي المجعد حول كتفيها وقميصها الأحمر , أما لورين فكانت رافعة شعرها بكعكة وترتدي فستانا من الكريب الأخضر الغامق والضيق , كانت رائعة بجمالها الجذاب , كيف بأمكان أي رجل أن يلتفت نحو أمرأة أخرى عندما تكون لورين موجودة؟ فهي نحك الأنظار وتسحر الألباب .
عاود ماريا ألم في رأسها حيث أرتطمت بالمدفأة , فأسرعت في الحال تقول:
" أنا .... لا أشعر بحالة جيدة , هل بأمكان أليس أن تدلني الى غرفتي؟ أرغب في الذهاب الى الفراش".
ألتفت اليها الطبيب وقال :
" ماذا جرى؟ هل تشعرين بألم؟".
أحمر وجه ماريا وقالت:
" قليلا , لا أشعر بحالة جيدة , هذا كل ما في الأمر , ألا ترى أي مانع أن....".
قاطعتها لورين فرحة لهذا الوضع وقالت:
" لا , أبدا , يا ماريا".
أكد آدم بشدة :
" بلى , يا ماريا , أذا كنت مريضة , فسأفحصك".
نظرت اليه الفتاة بخوف وقالت بخجل :
" لست مريضة فعلا...".
" في هذه الحال , ستبقين هنا وتتناولين العشاء معنا".
كان الأمر مختصرا فأثار الدهشة عند ماريا.
خضعت للأمر الواقع وقالت:
" أذن, سأبقى".
وضعت يديها في جيبي سروالها وتابعت تقول:
" لكنني أفضل أن أغسل وجهي ويدي قبل العشاء , أين.... أين سأنام الليلة؟.".
منتديات ليلاس
أطلقت لورين زفرة وقالت:
" ستتقاسمين الغرفة الصغيرة مع أليس , أنني آسفة يا ماريا , لكن ليس في المنزل ألا ثلاث غرف نوم , وبالتالي لا يمكنني أن أدعك تتقاسمين غرفتي!".
نظر آدم الى ماريا وقال بهدوء:
" ستشغل ماريا غرفتي".
نظرت لورين نظرة تهديد الى خطيبها وبدأت تقول:
" لكن.... أدم...".
فقاطعها وقال بأختصار:
" سأنام على الأريكة في الدار ,أذن , هل أدل ماريا على الغرفة أو تفعلين ذلك أنت؟".
أغتاظت لورين وصعدت على مضض الى الطابق الأول لتدل الفتاة الى الغرفة التي ستنام فيها , كانت ماريا تستعد لجلب حقيبتها ,لكن آدم سبقها وأحضرها لها.
ولما بقيت ماريا وحدها في الغرفة , أرتمت على السرير وأصابتها نوبة أضطراب وتوتر , تشوش عقلها ولم يكن ذلك ناتجا عن الواقعة التي أصابت رأسها ! أنا... آدم... وفضلت ألا تفكر في الأمر بتاتا.
أخذت الفتاة حماما في الحمام بنية الأسترخاء والهدوء , ثم أرتدت فستانا أصفر وسرحت شعرها ببطء لتؤخر فرصة اللقاء بآدم وخطيبته, وأخيرا هبطت السلالم بعنف محدثة ضجة كي تعلم الحضور بوصولها , فلم تكن ترغب أن تفاجأ بهما في عناق.
ولما دخلت الى الصالون , لم تر أحدا , نظرت حولها ورأت الباب المطل على الشرفة مفتوحا , أقتربت ورأت آدم ولورين يأخذان المقبلات على ضوء القمر.



اماريج 20-02-11 10:09 AM

نهض آدم لدى وصولها وقال:
" ماذا تشربين يا ماريا؟ عصير الفاكهة؟ أم القهوة؟".
" أفضل شرابا حادا , لم أعد فتاة صغيرة".
أحنى آدم رأسه ودخل الى الصالون يحضر لها كأسا.
رمقت لورين الفتاة بنظرة مواربة ثم قالت لها:
" تعالي , يا ماريا , لا تخافي ,لن آكلك".
أحمرت ماريا لكن الظلام أخفى أرتباكها لحسن حظها , خرجت الى الشرفة وأرتعشت لبرودة الجو.
أشارت لها لورين أن تجلس قربها , كان بأمكان ماريا التظاهر بجهل الموضوع لكنها أطاعت , قالت الممثلة:
" أنت فتاة جريئة! أكثر مما كنت أتصور ,أو أن ذلك وقاحة ؟".
نظرت اليها ماريا بأمعان محاولة أن تفهم مقصدها , لكنها سألتها:
" ماذا تعنين؟".
أطلقت لورين زفرة مزعجة وقالت:
" هيا , يا عزيزتي , لا تمثلي علي! أنت تعرفين ما أعني , لا تتظاهري بعدم الفهم!".
منتديات ليلاس
هزت ماريا رأسها وقالت:
" هل تقصدين وجودي هنا؟".
قالت لورين وهي تطلق دخان السيكارة من فمها:
" طبعا".
" أصر علي آدم للمجيء".
" هذا تماما ما كنت أريد قوله".
" أنني لا أفهم".
: بلى , تفهمين يا ماريا , في البداية وصلت ,وشعر آدم بأنزعاج كبير , لكن تدريجيا نجحت في أن تدعينه يشعر بالندم , والآن , آدم المسكين يشعر أنه مضطر أن يتقبلك".
أنتفضت ماريا , لكن لورين أكملت تقول:
" هل تعتقدين أن أليس ترافقنا دائما الى فينشام؟".
كانت ماريا تريد النهوض لتتخلص من هذه المرأة ومن لسانها الذي يشبه لسان الحية , لكن آدم عاد لتوه حاملا كأس المشروب , قدمه اليها فأضطرت ماريا الى قبوله ثم عادت لتجلس في مقعدها ,سألت لورين:
" هل أنتهت أليس من تحضير العشاء؟".
" نعم , العشاء جاهز".
العشاء كان كارثة , فلم تتمكن ماريا من أبتلاع الطعام لكنها كانت تحاول جهدها لئلا توقظ حشرية آدم .
وكانت تشعر بأنه نظر اليها بحدة , عدة مرات, مما جعلها تحمر وتصفر أكثر من مرة , بعد القهوة أقترحت لورين على آدم القيام بجولة في السيارة عبر القرية , فشعرت الفتاة بأرتياح أمام هذا المشروع , فسأل آدم:
" هل تحبين يا ماريا أن تأتي معنا؟".
هزت الفتاة رأسها بعصبية وأجابت بأختصار:
" لا, شكرا , أفضل أن أذهب الى الفراش".
تقلص وجه آدم وسألها:
" هل أنت مريضة؟ بالكاد ذقت الطعام الآن".
رفعت ماريا كتفيها وأجابت:
" أنني متعبة , لا أكثر".
أضطر آدم أن يقبل حجتها , لم تكن ماريا ترغب الا بالذهاب الى غرفتها بأسرع ما يمكن.
لم يسبق أن ألتقت بأنسان شيطاني مثل لورين غريفيتس , كانت على حق في أنها لم تثق بها منذ البداية.
نامت ماريا في الحال برغم همومها , وأفاقت في صباح اليوم التالي على صوت النوارس , فنهضت من سريرها وتوجهت الى النافذة , كان النهار ما زال باكرا ,لكن لدى رؤيتها الأمواج العالية والشاطىء المهجور ,شعرت فجأة برغبى ملحة للغطس في الماء.
وبسرعة , خلعت قميص نومها وأرتدت بزة السباحة ثم وضعت فوقها قميصها وسروالها الأحمر ورفعت شعرها للأعلى , ثم تناولت منشفة وخرجت من غرفتها من دون أحداث أي ضجة وهبطت السلالم ,في هذه الساعة الباكرة الجميع نيم ولا تريد أيقاظ أحد , مهما كان ,ولما وصلت الى أسفل السلالم , أنتفضت لسماعها ضجة , فوجئت وأزاحت رأسها , فرأت آدم خارجا من المطبخ , مرتديا سروالا قصيرا كحليا وقد عقد منشفة حول عنقه , فهتف مندهشا:
" ماريا! أعتقدت أن القادم هو أليس , الساعة ما تزال السادسة والنصف".
" كنت.... كنت أرغب في السباحة".
بحثت بعصبية عن لورين غريفيتس بعينيها لكنها لم تلمح أحدا في الصالون , وعلى الأريكة تكومت الأغطية والوسائد , هنا نام آدم كما وعدها بالأمس.
" لورين ما زالت نائمة , لن تفيق قبل ساعات من الآن".
حاولت ماريا أن تخبىء أنوعاجها , فتوجهت نحو الباب وسألته متظاهرة بأنها لم تسمع ملاحظته:
" هل بأمكاني السباحة؟".
" طبعا , وهذا ما كنت سأفعله, ما رأسك لو نذهب معا؟".
رفعت ماريا كتفيها وقالت بأرتباك:
" كما تريد".
منتديات ليلاس
" أذن, هيا بنا".
فتح آدم الباب وخرجا , الهواء منعش لكن غيمة خفيفة تملأ السماء , قال آدم وهو يمشي قرب الفتاة:
" النهار سيكون حارا ,من يدري, ربما ستفرحين بوجودك هنا؟".
فضلت ماريا عدم الأكتراث للهجته الساخرة , وصلا الى السلالم التي تؤدي بهما الى الشاطىء , دعته يمر أمامها حتى يقدم لها يده ,الأدراج عالية وكانت فرحة لأن هناك من يساعدها في النزول , الرمال كانت فاترة تحت أقدامهما العارية , خلعت ماريا قميصها وألقت نظرة أرتباك الى آدم , فكان قد تقدم قليلا ليفسح لها مجالا لخلع ملابسها , أنتزع سرواله القصير وظهر المايوه الأسود , ثم أسرع نحو البحر وغطس في الأمواج.
ترددت ماريا في البدء , الأمواج الصغيرة كانت تداعب قدميها وبدت باردة فخافت الأرتماء فيها , أخيرا تحلت بالشجاعة وأخذت نفسا عميقا وغطست بدورها.




اماريج 20-02-11 10:10 AM

المياه كانت رائعة منعشة, سبحت ماريا قليلا ثم راحت تبحث عن آدم , فرأته بعيدا يتسلق صخرة , أشار اليها أن توافيه , لم تكن المسافة بعيدة لكنها وصلت الى الصخرة كانت تلهث وبالكاد تمكنت من أن تصل قرب آدم , ثم تمددت على ظهرها وجسمها يتلون تحت أشعة الشمس اللاهبة:
" يجب أن تتمرني أكثر على السباحة , هل تسبحين في أيرلندا؟".
" أحيانا , لا أعرف أحدا بأمكاني أن أسبح برفقته ,والدي ليس عنده وقت ووالدتك لا تجيد السباحة".
" كلا , لا تجيد السباحة".
تمدد هو على صدره قرب الفتاة وأكمل قائلا:
" وهذا الشاب الذي كلمتني عنه.... ماثيو هادلي ؟ ألا تسبحين أحيانا معه؟".
" كلا , أبدا".
منتديات ليلاس
وجه آدم القريب من وجهها يوترها بصورة غريبة , وكلمات لورين تعود الى ذاكرتها , هل يتصرف آدم معها هكذا لأنه يشعر بأضطراره لقبولها؟ ليكون ضميرة مرتاحا؟
فجأة جلست ماريا , فهي لا تريد هذا النوع من العلاقة معه , لا تريد شفقته , وكانت تفضل ألا يتحدث معها , راحت تنظر الى الشاطىء البعيد , المنظر في غاية الجمال ,لكن كلمات لورين أفسدت أهتمامها ,وفجأة لم تعد تتحمل البقاء قرب آدم.
غطست في الماء وراحت تسبح نحو الشاطىء بشرعة غريبة , ولما وصلت الى الرمال , تمددت لتجفف جسمها , كانت تعصر شعرها عندما لحق بها آدم , وقال:
" كان الأمر فجائيا ,ما أن جلست حتى فجأة أختفيت! ولم يعد هناك وجود لماريا ! هل أرتكبت معك أي حماقة؟".
رفعت ماريا كتفيها متصنعة اللامبالاة وقالت:
" كلا , لكن شعرت برغبة في العودة الى الشاطىء , هذا كل ما في الأمر".
" بالكاد أصدق كلامك".
" لا أعرف لماذا!".
بعدما أنهت تنشيف شعرها و, بدأت بأرتداء سروالها , فقال لها آدم وهو يمسك بذراعها:
" أنتظري! ما زلت مبللة , ستفسدين ثيابك , أجلسي لحظة ونشفي جسمك في الشمس".
نظرت اليه الفتاة نظرة تحد وقالت:
" لا عليك, فأنا راشدة وقادرة على الأهتمام بنفسي".
أجابها بتعجب وأندهاش:
" ماذا تقولين؟".
" لست بحاجة لأن يرافقني أحد , بأستطاعتي أن أتدبر أمري بنفسي , أنا معتادة على ذلك".
صرخ وهو يمسك بمعصمها:
"يا ألهي! ماذا جرى لك ؟ الآن , كنت تبدين فرحة بوجودك معي والآن تتصرفين كما لو أنني أعتديت عليك!".
منتديات ليلاس
عضت الفتاة على شفتيها وصرخت وهي تحاول أن تسحب يده من معصمها من دون جدوى:
" أذن, أذا كنت تعتقد ذلك , فأنت مخطىء!".
سألها بصوت قاس:
" ماذا هناك أذن؟ هل قالت لك لورين شيئا ما؟".
رفضت ماريا أن تنظر اليه, فأفلت يده عنها , ثم رفع ذقنها وراح يحدق في عينيها مستعلما , ثم قال:
" بالفعل , لقد كلمتك .... كان يجب أن أشك بالأمر!".
لم تكن ماريا تريد مزيدا من المشاكل مع لورين فقالت:
" ماذا يمكنها أن تقول؟ أنت مخطىء , لست مضطرا لأن تتحدث معي , أذا كنت لا ترغب بذلك".



اماريج 20-02-11 10:11 AM

اطلق آدم زفرة أن أنزعاج وقال:
" لا أشعر أنني مضطر , هل تندهشين لو قلت لك أنني مسرور بالتحدث اليك؟ لكن, أذا كنت ترغبين في العودة الى المنزل...".
تناول منشفته وراح ينشف صدره , كان ينظر الى الأفق نحو البحر , وكانت ماريا قادرة على مراقبته بأرتياح , أنه رجل جذاب , بشعره الكثيف ويديه الطويلتين المغرييتن وعينيه العميقتين , جسمه نحيل وخال من أي كتلة شحم ,وفهمت الأنجذاب الذي يحدثه عند لورين ,ماريا بذاتها حساسة أمام سحره , هل جاءا ت فعلا الى لندن لتتخلص من حياتها الخانقة التي كانت تعيشها في كيلكارني ؟ أم لأنها ترغب , من دون وعيها , برؤية آدم من جديد؟
فجأة أستدار نحوها ونظر في عينيها حتى أحمر وجهها وأزاحت عنه نظرها , فقالت:
" لا تذهبي , أنتظري قليلا".
" حسنا , سأفعل".
تمددت على الرمل , فتمدد آدم قربها ثم أستدار نحوها ينظر اليها بأمعان ثم قال:
" هل لاحظين أنك لأول مرة توافقين على أمنيتي من دون أن تتذمري؟".
منتديات ليلاس
رفعت ماريا شعرها وبدأت أشعة الشمس تحرق بشرتها الطرية , كم كانت تتمنى لو بأمكانها أن تقضي النهار كله برفقة آدم! لكن عليها العودة بعد قليل وهذه الفكرة أشعرتها بحزن عميق.
أنتصب آدم وأتكأ على مرفقيه وسألها:
" هل أتخذت قرارا بصدد دراستك ؟ أتصلت جانيت بك أليس كذلك؟".
ألتفتت الفتاة نحوه وقالت:
" كنا أريد مناقشة هذا الموضوع معك, وأعتقد أنك ستطلب مني أن أتسجل في الصف الذي بدأ منذ أسابيع , أليس كذلك؟".
أجابها بلهجة ساخرة :
" بأمكاني أن أقول لك أنك أخترت خطأ , الوقت لبدء الدروس , لكن حسب رأيي , من الأفضل أن تنظري حتى السنة المقبلة ,أي بعد عطلة الصيف الكبيرة ".
فتحت ماريا عينيها الواسعتين وقالت:
" لكن, لن تبدأ الدروس حينذاك الا بعد ثلاثة أشهر".
" أعرف".
" وماذا أفعل خلال أشهر العطلة ؟ هل أعود الى أيرلندا؟".
تمدد آدم من جديد وقال:
" هذا القرار يعود اليك".
سألت وهي غير مصدقة :
" هل تسمح لي بالبقاء؟".
" هل بأمكاني منعك؟".
" نعم , بأمكانك التوقف عن مناكدتي يا آدم , أرجوك , حسب رأيك , ماذا علي أن أفعل؟".
نظر اليها آدم بأمعان وأنتباه وقال:
" لا أعرف , فكري بالأمر مليا قبل أن تأخذي القرار النهائي , أنت من يمل قضاء الأيام بين أربعة جدران".
زمت ماريا شفتيها وظلت تتأمل البحر , فهذا التغيير في تصرف آدم يحيرها , ولا تعرف أي قرار تتخذه.
قالت بلطف:
" سوف... سأفكر بالأمر".
" فكرة حسنة".
أغمض آدم عينيه وران صمت طويل , كم هو جميل الأسترخاء بكسل تحت أشعة الشمس.... فهي تشعر بأضطراب قوي عندما يكون آدم لطيفا معها أكثر مما كان غاضبا , هل هذا التغير في التصرف أرادي ؟ ربما لاحظ أنه لن يصل الى أي مكان معها أذا أستمر التصرف بعدائية.
الأوقات الحلوة تنتهي دائما للأسف , نهض آدم وألقى نظرة الى ساعة يده , وقال:
" حان الوقت لنعود ونتناول الفطور , لا شك أن أليس قد أفاقت , أنني جائع , وأنت؟".
نهضت ماريا بدورها وأرتدت ملابسها وقالت:
" لا شك أن أليس تشعر بشيء جديد في مجيئها الى هنا ...".
" ليس أكثر من.... ماذا تعنين بهذا الكلام؟".
رفعت ماريا كتفيها , أمضت ساعات حلوة برفقة آدم وهي الآن تفسد كل شيء بتصرفها الخاطىء ,أزاحت الفتاة نظرها وتوجهت في عجلة نحو السلالم عندما لحق بها آدم بكتفها وأصر على القول:
" ماريا! ردي علي".
منتديات ليلاس
رفضت ماريا الألتفات وقالت:
"أنت سريع التأثر , يا آدم , لم أكن أقصد شيئا ".
" بلى , بالعكس , أعرفك كفاية وأعرف أنك تريدين تحريضي , هل تعتقدين أن وجود أليس هنا هو بطريق الصدفة؟".
أرادت ماريا أن تفلت من قبضته فقالت صارخة:
" أنت ترلمني!".
هزها وقال:
" أنت تستحقين الألم".
فقدت ماريا توازنها ووقعت على آدم , وللحظة ضئيلة تلامسا ,لكن آدم من دون كلمة أبتعد عن الفتاة , راحت ماريا ترتجف وتتسلق السلالم مترنحة , غريزتها الأنثوية لا تخدعها و فهي مضطربة لأكتشافها , أن يد آدم وهي تدفعها , كانت تداعبها في الوقت نفسه.

نهاية الفصل السادس


اماريج 20-02-11 10:12 AM


7- رحلة غريبة

كانت مدرسة السكرتيريا تدعى بيلامي وتبعد مسافة عشرين دقيقة عن المنزل في الباص , وهذا ما لاحظته ماريا نهار الثلاثاء عندما ذهبت لمقابلة المدير , بعد أن أخذت موعدا منه أثر عودتها نهاية الأسبوع , كانت مسرورة لهذا التغيير لأنه سينسيها مؤقتا خيبة أمل الرحلة.
صباح الأحد عندما رجعت ماريا الى الفيللا بعد جولة السباحة التي قامت بها برفقة آدم لم تكن ترغب ألا في العودة الى لندن , فالوضع لم يعد يطاق بسبب شراسة لورين أتجاهها ,لكن الممثلة توصلت الى أقناع آدم أن يرافقها لزيارة بعض الأصدقاء ولم يعودا حتى وقت متأخر.
وفي صباح الأثنين ظلت ماريا في سريرها عن قصد حتى بعد أن أستيقظت أليس من نومها , ولما عاد آدم من الشاطىء , بشعره المبلل , حاولت أن تتحاشى نظرته التساؤلية.
وصلوا الى لندن في الساعة الحادية عشر قبل الظهر , أوصل آدم ماريا الى المنزل قبل أن يوصل لورين الى منزلها , ثم توجه الى المستشفى لزيارة مرضاه , ولم تره ماريا طيلة النهار وشعرت بضرورة أخبار السيدة لاسي كم كانت زيارتها الى فينشام موفقة.
المقابلة مع مدير المدرسة تمت كما يجب , وأقترحت الفتاة أن تتسجل في الدروس التي بدأت , وشجعها المدير متأكدا أنه في أمكانها أن تعوض عن الدروس الفائتة بجهد وعمل أضافي , وتم الأتفاق على أن تبدأ ماريا مباشرة الألتحاق بصفها , خرجت ماريا من هذه المقابلة متألقة ومليئة ثقة , لا مجال للوحدة بعد الآن , أنما االعكس هو الصحيح , عليها أن تثابر في المجيء الى المدرسة يوميا وأن تدرس في المساء حتى تتمكن من مجاراة تلاميذ صفعا.
ولما عادت الى المنل , أسرعت ماريا الى المطبخ لتعلم السيدة لاسي بالخبر السعيد.
فقالت المربية:
" هكذا سيتسنى لك معاشرة الشباب الذين من جيلك , فوجودك هنا في المنزل عملية رتيبة ومملة".
كادت ماريا أن تعاكسها , لكنها عدلت عن ذلك في الوقت المناسب , من الأفضل أن تكون السيدة لاسي مقتنعة بهذا الرأي وسيكون أمام ماريا حجة واضحة للأنسحاب في أغلب الأحيان.
منتديات ليلاس
رن الهاتف فقالت ماريا:
" سأرد أنا على الهاتف".
سحبت السماعة , وكان المتكلم دايفيد هالام الذي قال:
" صباح الخير , هل ما ولت تتذكرينني؟".
أجابت ماريا مبتسمة:
"طبعا".
" أنا أتصبك كما وعدتك , هل كنت تنتظرين مكالمتي؟".
أجابت ماريا بصدق:
" بصراحة, لم أفكر بالأمر".
فقال بلهجة جافة بعد أن تنحنح:
" على الأقل, أنت صادقة ... والآن لنتحدث بجدية , ماذا تفعلين اليوم؟".
" في الوقت الحاضر أساعد السيدة لاسي في تحضير الغداء".
" ما رأيك في المجيء لزيارتي بعد ظهر اليوم لقد دعيت بعض الأصدقاء وأرغب بوجودك معنا , سآتي لأصطحابك , من دون شك".
ترددت ماريا ثم أجابت ببطء:
" أنا موافقة".
أتفقا على وقت محدد ثم أقفلت ماريا السماعة وذهبت الى المطبخ تعلم السيدة لاسي بالأمر , فأجابت المربية:
" هل السيد آدم على علم بذلك , يا آنسة؟".
" ليس بعد, فلقد علمت بالأمر منذ لحظة فقط , سأخبره بذلك خلال طعام الغداء , كما يجب أن أكلمه عن دروسي أيضا".
" أنني آسفة , يا آنسة , فالسيد آدم لن يأتي الى الغداء , أتصل بي قبل عودتك من موعدك مع المدير , السيدة أينسلي وقعت مرة أخرى , ويجري لها عملية جراحية بعد ظهر اليوم".
عضت ماريا على شفتيها وصرخت:
" آه , المسكينة ! أنها المرأة ذاتها التي وقعت عن السلالم , أليس كذلك؟".
" نعم ,يا آنسة ".
هزت ماريا رأسها ورددت :
" يا لها من عجوز مسكينة ".
رفعت المربية كتفيها وتنهدت قائلة:
" أنها في سن متقدمة وتنهدت قائلة:
" أنها في سن متقدمة , والشيخوخة هي العدو الأسوأ".
وراحت ماريا تفكر بوضعها , كيف بأمكانها أن تلبي دعوة دايفيد الى حفلته , بينما هناك أشخاص مرضى على شفير العذاب والموت....
لكنها تعرف تعرف جيدا أن تفكيرها غير منطقي , فوجود الناس النعذبين مستمر , ووعت للحال حسن حظها , لا شك أنها كانت حمقاء حين أشفقت على حالها وعلى قدرها في تلك الأيام الأخيرة عندما كانت لورين تؤذيها وتجرح شعورها.
منتديات ليلاس
الحفلة عند دايفيد كانت ناجحة , ولم يكن لاري هادلي موجودا وهذا ما كانت ماريا تتمناه , لكن أيفلين جيمس كانت هناك ولم تكن فرحة بلقائا.
كان دايفيد يسكن مع والديه في منزل واسع تحطيه حديقة كبيرة حيث بنيت بركة سباحة وملعب لكرة المضرب , وكان الحضور مؤلفا من ثلاثين فتى وفتاة منهمكيم في السباحة أو في لعب كرة المضرب , وسرت ماريا لأنها أدركت أن عليها أن تجلب بزة السباحة معها.
قدم دايفيد الفتاة الى والديه , ثم أهتم بأمرها كما يجب ,فكان دليلها وفارسها , عرّفها الى جميع المدعوين , وتذكرت بعضهم لأنها ألتقت بهم في نادي كرة المضرب.




اماريج 20-02-11 10:13 AM

أرتدت ماريا بزة السباحة في غرفة مخصصة لذلك , ثم ألتحقت بصاحب الحفلة قرب الحوض ,وراحا يحتسيان المشروبات المنعشة ويثرثران مطولا , كان الطقس رائعا , وفجأة راحت ماريا تتساءل لماذا كل هرلاء الشباب موجودون هنا يسترخون تحت الشمس بدلا من أن يكونوا في العمل , لا شك أن بعضهم قد حازوا على مهن لا بأس بها , كان ديفيد ممددا على سرير هوائي قرب ماريا فقال:
" أين كنت في عطلة الأسبوع؟ أتصلت بك مرتين".
أبتسمت ماريا وقالت:
" صحيح؟ ذهبت الى منطقة فينشام مع آدم ولورين ".
أبتسم دايفيد بدوره وقال:
" آه! لورين الرائعة! كيف تجدينها؟".
رفعت ماريا كتفيها وقالت:
" بالكاد أعرفها".
أطلق دايفيد ضحكة وقال:
" يا لهذه الرقة! هل راحت تهددك؟".
" ماذا تعني؟".
منتديات ليلاس
" تفهمينني جيدا يا ماريا , أنها تعتبر آدم ملكا لها , لا شك أنك لاحظت ذلك!".
تنهدت ماريا وقالت:
" هذا ما يقال".
نظر اليها الشاب بعينين مرحتين وأبتسم بلامبالاة وأكمل يقول:
" أنت لا تصدقين , ليس كذلك؟ ولا أنا , لن يكون آدم ملكا لأحد , لن تكون هناك أمرأة تستطيع السيطرة عليه".
" هل أنت أكيد من ذلك , يا دايفيد؟".
" أنا أكيد , وهذا ما يعجب لورين غريفيتس".
" يبدو أنك تعرف آدم تمام المعرفة".
" أعرفه من زمان فأهلي وأهله أصدقاء , منذ ما قبل وفاة والده".
" آه , فهمت الآن".
" والدة آدم تزوجت من والدك .... أليس كذلك؟".
وافقت ماريا بهزة من رأسها , فتابع دايفيد يقول:
" قولي , لماذا جئت الى أنكلترا ؟ هل آدم هو الذي دعاك؟".
" كلا , جئت الى أنكلترا كي أتابع دراسة السكرتيريا وسأبدأ أبتداء من نهار غد , في مدرسة بيلامي".
" لماذا العجلة؟".
" بدأت الدراسة منذ أربة أسابيع , ويجب عليّ أن أعوض عن الوقت الضائع ,وألا فعلي أنتظار دورة أيلول ( سبمبر)".
قطّب دايفيد حاجبيه وقال:
" أنتظري دورة أيلول( سبتمبر) ! الآن الطقس جمل وبأمكاننا أن نلهو معا خلال الصيف".
" ألا تعمل يا دايفيد؟".
تنهد وهو يتثاءب وقال:
" لن أبدأ بالعمل قبل أيلول( سبتمبر) , حين أدخل مكتب والدي".
" أنه محام ,أليس كذلك؟".
" من قال لك؟ لاري؟".
نظرت ماريا حولها وقالت:
" نعم , على فكرة , ليس لاري بين المدعوين".
هز الشاب رأسع وقال:
" كلا , فضلت ألا أدعوه , بسبب الظروف".
سألته ماريا بتعجب:
" أي ظروف؟".
" بسبب وجودك هنا!".
" لكن لماذا ؟ نحن أصدقاء , لا أكثر ولا أقل".
أمسك دايفيد يدها وقال بصوت ناعم:
" من؟ أنت ولاري.... أو أنت وأنا؟".
أحمر وجهها وأجابت:
" نحن جميعا أصدقاء".
أنتصب الشاب كي يراها أفضل ثم قال:
" بأمكاننا أن نكون أكثر من مجرد صديقين".
راح يداعب يدها , فتخلصت من قبضته بحركة ناعمة بل حازمة , دايفيد شاب لطيف , تحترمع ويعجبها أكثر من لاري , لكنها لا تريد خوض أي مغامرة عاطفية معه , رفع دايفيد كتفيه وتمدد على سريره الهوائي من جديد.
منتديات ليلاس
دعتها السيدة هالام الى العشاء للتعرف الى زوجها , لكن ماريا رفضت دعوتها , فقد تغيبت عن المنزل طيلة النهار وهي مصرة على رؤية آدم.... والتحدث اليه.
لما أوصل دايفيد الفتاة الى منزلها , لم يكن هناك سوى السيدة لاسي , التي شرحت لها بعد تنهد بأستسلام واضح :
" لا شك أنه في المستشفى , ومن هناك سيتوجه مباشرة الى المستوصف , من الأفضل لك أن تأكلي الآن".
ترددت ماريا لحظة ثم قررت أتباع نصيحة المربية , من يدري أذا كان آدم سيعود مباشرة بعد زيارته الى المستوصف؟
وبالفعل , لم يعد آدم ألا في الساعة الحادية عشرة , كانت السيدة لاسي قد دخلت غرفتها لتنام وماريا تستعد لتفعل مثلها , كانت غاضبة لأنها أنتظرته طويلا من أجل أن تكلمه فقط , لماذا لم يتصل بها بعد المستوصف قبل أن يتوجه الى منزل لورين غريفيتس ؟ عاودتها فكرة : ربما لم يتناول العشاء , لكنها أزاحت هذه الفكرة من رأسها في الحال.



اماريج 20-02-11 10:14 AM


كانت متقوقعة على نفسها في الأريكة عندما سمعته يدخل البهو ويفتح باب الصالون الصغير.
دخل آدم الغرفة وفك أزرار سترته وأخرج من جيبه سيكارا , ألقى نظرة الى الفتاة , لكنها ظلت تقرأ كتابها , لا تريد أن تنظر اليه.
قال فجأة وهو يشعل سيكاره:
" تصورتك في فراشك , في هذه الساعة المتأخرة".
رفعت الفتاة نظرها وأجابت:
" لكنني لست في فراشي , كما ترى".
بلع آدم الدخان عميقا وسألها:
" هل هناك بعض القهوة؟ هل تركت لي السيدة لاسي بعضا منها؟".
تظاهرت ماريا باللامبالاة وقالت:
"ليس عندي أي فكرة في هذا الخصوص أذهب الى المطبخ لترى بنفسك".
نظر آدم اليها طويلا قبل أن يخرج من الغرفة , خجلت ماريا من ردة فعلها , كان بأمكانها أن تبذل جهدا وتجلب له القهوة! فهو يقدم لها ضيافته! نهضت عن الأريكة وخرجت من الصالون الصغير ولاحظت ضوءا ساطعا من وراء باب المطبخ , ففتحته ودخلت , كان آدم يحضر لنفسه فنجان قهوة , فألقى نظرة سريعة نحوها ثم أكمل عمله , فقالت:
" ألم تترك لك السيدة لاسي شيئا من القهوة؟".
" لا , ألا ترين ما أفعله , ماذا تفعلين هنا؟ تصورت أنك منغمسة في القراءة؟".
" جئت متأخرا!".
قال بصوت منزعج:
" نعم".
ترددت الفتاة ثم قالت:
" أريد أن أحدثك".
منتديات ليلاس
" في أي موضوع؟ ألا يمكن أن تنتظري الى الغد صباحا؟".
" كلا...لكن.... سأبدأ دراستي غدا في مدرسة السكرتيريا ".
رفع آدم رأسه وقال:
" غدا؟ لم أكن على علم بذلك".
" أنتظرتك لأعلمك بالأمر , كان لي موعد مع المدير صباح اليوم".
" هل تسجلت في الصف الذي بدأت بدأت فيه الدروس؟".
" نعم".
" هل تجدين هذا القرار صائبا؟ لقد بدأت الدراسة منذ عدة أسابيع والمواد كلها جديدة بالنسبة اليك".
" لا يمكنني أن أبقى ثلاثة أشهر من دون أن أفعل شيئا!".
رفع آدم كتفيه وقال:
"القرار لك".
تنهدت ماريا وقالت:
" هل تريدني أن أبدأ دراستي الآن, أم لا؟ تصورت أنك ستكون مسرورا أن تتخلص مني باكرا!".
قال بحدة:
" لم ألمح اليك بهذا أبدا , تفعلين ما تشائينه , كالعادة!".
نظرت اليه الفتاة بأمعان ومن دون صبر قالت بغضب شديد:
" أنتظرتك حتى الآن كي أناقش الوضع معك , ليس الذنب ذنبي أذا كنت تصل في ساعة غير مناسبة , وأنت متعب وبمزاج عكر".
أقترب آدم منها وعيناه تلمعان غضبا ثم قال:
" لقد تجاوزت الحدود , يا ماريا! أنني لا أقبل أن يكلمني أحد بهذه النبرة!".
" أذن , سأصعد الى فراشي , أنت في مزاج لا يطاق , أنني آسفة , كنت أعتقد أن الآنسة غريفيتس تعتني بك كما يجب".
أمسكها آدم بكتفيها وأدارها صوبه وهو يهمس بوحشية:
" أذا كان الأمر يهمك , فلم أر الآنسة غريفيتس هذا المساء ,أنني عائد من مستشفى القديس مخائيل , لقد ماتت السيدة أينسلي منذ نصف ساعة".

ذعرت ماريا ووضعت يدها على فمها وصرخت:
" آه, آه, يا آدم!أنني.... أنني متأسفة....".
أزاح آدم يده عنها وقال بصوت قوي:
" أذهبي الى فراشك ,أنك على حق ,فأنا لست برفيق ممتع هذا المساء".
عضت ماريا على شفتها وقالت:
" أجلس , يا آدم, سأحضر لك القهوة".
" لا سبب لذلك".
أخرج فنجانا من الخزانة وألقى نظرة الى غلاية القهوة التي بدأت تغلي , فقالت ماريا وهي ترجوه:
" دعني أحضر لك القهوة! أرجوك! لا شك أنك جائع ,هل أكلت؟".
نظر اليها وقال:
" كلا , لست جائعا , ولست بحاجة الى أي مساعدة , أذهبي ودعيني وحدي".
ترددت ماريا , ثم خرجت من المطبخ دون أن تلفظ كلمة , أنها مخطئة وكل حساباتها سطحية خاصة في ما يتعلق بآدم.
لم تر ماريا آدم صباح اليوم التالي , أمام مائدة الفطور ,كالعادة , فقد أستدعي بحالة طارئة باكرا جدا , ولما عاد الى المنزل كانت قد ذهبت الى المدرسة , وبينما كانت تستقل الباص تذكرت أنها نسيت كليا أن تخبر آدم أنها ذهبت في الأمس لتلبية دعوة دايفيد الى الحفلة التي أعدها , في كل حال , بعد حديثهما الليلة السابقة , لم يعد آدم يهتم بما تفعله وما تشعر به , هذا ما كانت ماريا تعتقده.... كان يومها الأول في المدرسة مزدحما , كان عليها أن تتبع دروس الأختزال والطبع على الآلة الكاتبة واللغة الأنكليزية والمحاسبة والتجارة ,كما أعطاها المسؤول لائحة بالكتب , راحت تشتريها بعد أن تناولت طعام الغداء في مطعم المدرسة , وعادت الى المنزل في حوالي الرابعة والنصف ,حاملة عددا هائلا من الكتب والدفاتر.
ولما دخلت كان آدم جالسا في الصالون الصغير , رفع حاجبيه لدى رؤية هذا العدد الهائل من الكتب , فسألها بجفاف:
" هل تنوين أن تعملي في المساء ,أضافة الى كل ما فعلته في النهار؟".
وضعت ماريا حملها على الأريكة وقالت:
" ولم لا؟ لدي فروض علي! تحضيرها لنهار غد".
منتديات ليلاس
نهض آدم وتناول أحد الكتب وقرأ عنوانه , فقال :
" ليس هذا ضروريا".
سألت ماريا من دون أن تفهم:
" ماذا؟".
وضع آدم الكتاب فوق سواه وقال:
" كل هذه الكتب , أفهم أنك تريدين التهرب من جو كيلكارني الخانق ,لكن لا يجب أن تشعرب بضرورة متابعة الدراسة أذا كنت لا ترغبين بذلك, بأمكانك البقاء هنا والسكن معي لوقت معين , فلن أعارض وجودك هنا".
صرخت وشعرت بجرح في كرامتها:
" بالنسبة اليك, جئت الى لندن دون نية متابعة الدروس , أليس كذلك؟".
رفع آدم كتفيه وقال:
" أنني لا أشك بنواياك , لكنني أقول فقط أن هذا ليس ضروريا".
" ألم تطلب من سكرتيرتك أن تستعلم بخصوص المدرسة؟".
" الدروس تبدأ فقط في بدء فصل الخريف وكنت أعتقد أنه بأمكانك الأنتظار قبل أن ترتبطي".
صرخت ماريا غاضبة:
" وقبل أن ترتبط أنت أيضا! حين يكون بأمكانك أن ترحلني الى أيرلندا متى شئت!".
" بأمكان هذه الدروس أن تأخذ سنة بكاملها , آمل أن تكوني على علم بذلك".
" ليس في مدرسة خاصة !".
" كأنك نسيت العطل!".
زمت ماريا شفتيها لأنها لم تفكر بالعطل .
" حسنا , سأذهب الى أيرلندا خلال العطلة ,والآن.... لو سمحت.... ".
قال وهو يمسك بيدها:
" لا تدرسي الليلة".
منتديات ليلاس
هزت ماريا رأسها وقالت:
"لماذا؟".
" بدأت بالدراسة لتوك, أسترخي قليلا وألا أرهقت نفسك ومرضت , في كل حال , الطقس شديد الحرارة".
" ليس عندي شيء أفضل أعمله".
قال آدم وهو يداعب أبهام يد الفتاة:
" بلى , لدي زيارة سأقوم بها وبأمكانك أن تأتي معي".
" شكرا ...لا, يجب.... يجب أن أدرس الليلة , لديّ فروض ودروس لنهار الغد ".
قال آدم ببرود:
" حسنا , دعينا من هذا الحديث الآن".



اماريج 20-02-11 10:15 AM

نادرا ما رأت ماريا آدم خلال الأسبوع , حتى وجبات الطعام كانت تنقطع بالمكالمات الهاتفية الطارئة ,ونادرا ما سأل آدم ماريا عن دروسها , ولذلك فالفتاة لم تكن قادرة على الأسترخاء كليا بوجوده , حاولت مرتين أن تحدث في أمر دايفيد هالام , لكن من دون نجاح.
ولم يكن آدم يرى لورين غريفيتس , لأن الممثلة كانت تتصل به مرات عديدة ولم تجده , لاري هادلي بماريا مرارا لكنها رفضت دعواته لكثرة أنهماكها بالدروس.
ونهار الأحد, دعى دايفيد الفتاة لتلعب كرة المضرب في منزله , وهناك تعرفت الى والده , فيكتور هالام الذي كان كأبنه رجلا جذابا وممتعا.
لما عادت في أواخر بعد الظهر الى المنزل لم يكن آدم موجودا , فشعرت بالأرتياح عندما علمت أنه في العمل خلال نهاية الأسبوع.
بعد أيام قليلة وصل آدم الى مائدة فطور الصباح ووجهه مغتاظ , جلس أمام الطاولة من دون أن يحيي ماريا , التي راحت تراقبه في حذر وتتساءل : ماذا يجري؟".
سكبت له فنجان قهوة وقدمته متحاشية النظر اليه , فقال بقسوة :
" أنت تعاشرين دايفيد هالام من دون أن تخبريني؟".
أحمرت الفاتة ثم أجابت :
" لم... لم أكن أعتقد أن هذا الأمر يهمك".
" ولم لا؟".
" خرجت معه مرتين فقط".
منتديات ليلاس
" ماذا؟ زرته في منزله مرتين ! هذا مختلف! أن آل هالام أصدقاء لي ,وتعرفين ذلك جيدا".
" نعم...".
" فكري قليلا , ألن أبدو أحمق عندما يكلمونني عنكما من دون أن أكون على علم بالأمر؟".
أحنت ماريا رأسها وقالت:
" كنت... أريد أن أكلمك بالأمر.... لكن... لم أجد مجالا لذلك".
" خلال عشرة أيام!".
" آه يا آدم! ليس الأمر ذا أهمية!".
صرخ بها وهو يقف فجأة :
" يا ألهي! لا أحب أن يهزأ بي أحد , المفروض أن تعوّضي عن الوقت الضائع بدلا من أن تذهبي لزيارة دايفيد هالام وتستمتعي ببركة السباحة وملعب كرة المضرب!".
" لا يمكنني أن أقضي حياتي في العمل المتواصل! أنت قلت لي ذلك!".
" غير أنك رفضت أن ترافقيني لزيارة مريض!".
" وماذا بعد؟ هل تغار؟".
وما أن لفظت هذه الكلمات حتى ندمت عليها , آدم ....يغار .... يا لتفاهتها!
نظر اليها آدم بأستياء , ثم توجه الى الممر بينما كانت لاسي تدخل حاملة صينية البيض المقلي , رمقته المربية بنظرة متساءلة وقالت:
" هل رن جرس الهاتف؟ لم أسمعه".
" كلا , يا سيدة لاسي ,لم يرن الهاتف ,لست جائعا أشكرك".
ثم خرج وصفق الباب بحدة , فظلت ماريا جامدة مكانها تحاول السيطرة على الأضطراب والتوتر.
وضعت السيدة لاسي الصينية على الطاولة وسألت ماريا:
" ماذا جرى , يا آنسة ؟لم يسبق أن رأيت آدم يخرج من المنزل على هذا النحو".
أجابت الفتاة متصنعة عدم الفهم:
" كيف؟".
" لم يسبق أن رأيته يغادر المنزل من دون أن يتذوق الطعام! ماذا قلت له, يا آنسة؟".
" طرأ بيننا سوء تفاهم في وجهات النظر , لست جائعة ,أنا أيضا ".
صرخت السيدة لاسي منزعجة وهي تشير الى محتوى الصينية:
" وماذا سأفعل بالطعام؟".
أقترحت عليها الفتاة بأبتسامة:
" ليس عليك ألا أن تأكليه أنت".
منذ بدايته كان النهار سيئا , أستاذها كان في مزاج عكر والطقس عاصفا وماريا ترتكب أخطاء عديدة على الآلة الكاتبة وكادت أن تجهش بالبكاء عندما وبخها المعلم على ذلك.
منتديات ليلاس
ولما رن جرس الرابعة , حملت ماريا كتبها وخرجت من المدرسة مهرولة , أمام المدرسة كانت سيارة روفر تشبه سيارة آدم تقف قرب المدخل , لم تعر ماريا أنتباها للأمر الى حين أنفتح باب السيارة أمامها فجأة .
قال آدم بنبرة لا تقبل الأعتراض:
" أصعدي".
أطاعت ماريا وجلست قربه بعصبية وقالت:
" يا.... لهذه المفاجأة!".
أدار آدم محرك السيارة وقال:
"الطقس ينذر بسقوط المطر".
نظرت ماريا من نافذة السيارة ورأت السماء تتلبد بغيوم سوداء وكان يسمع من بعيد صوت الرعد يقترب , وفي الوقت الذي أقلع فيه آدم قالت ماريا :
" شكرا".



اماريج 20-02-11 10:25 AM

وبدلا من أن يتوجه الى المنزل الى كينغستون أخذ آدم الأتجاه المعاكس , وقطع جسر نهر التايمز وأخذ الطريق بأتجاه ريتشموند , أحتارت ماريا وراحت تنظر اليه من دون أن تفهم شيئا ,كانت تصور أنه في طريقه الى المستشفى , لكنه تجاوزها الآن.
ألتفت آدم نحوها وقال بلطف:
" سنأخذالشاي في حانة صغيرة على ضفاف نهر التايمس , هذا أذا كنت لا تعارضين ذلك".
" كلا , طبعا".
كان الصمت مخيما , خفف آدم سيره ثم أوقف السيارة أمام حانة صغيرة تحيط بها شرفة عالية , خرجت ماريا من السيارة من دون أنتظار مساعدة آدم وأتجها معا الى المدخل.
هدأ الرعد لكن الهواء كان ثقيلا , رأت ماريا رصيف المراكب وبعض الزوارق وأشجار الحور التي هرت أوراقها في الماء , المنظر كان ساحرا ونسيت ماريا تخوفها.
لم يكن هناك سوى عدد قليل من الناس , جاء صاحب الحانة وأبتسم قائلا:
" صبح الخير , ماذا أقدم لكما اليوم؟".
يبدو أنه يعرف آدم من زمان , فرد له الطبيب الأبتسامة وقال:
" شاي , يا بيرت وبعض الحلوى التي تصنعها ليندا".
" كما تريد".
أشار آدم الى طاولة تقع على الشرفة حيث المنظر رائع على النهر , جلست ماريا بعصبية وراحت تنظر الى النهر , مجموعة من البط تتناوش بين القصب , هذا المنظر لا يمكن أن يكون قرب لندن ,هزت الفتاة رأسها وأطلقت تنهيدة
كان آدم يراقبها بأنتباه ثم قال مبتسما:
" ستقلق السيدة لاسي عليك".
منتديات ليلاس
ألقت ماريا نظرة سريعة اليه وقالت:
" ألم تقل لها أنك جئت لأخذي من المدرسة؟".
" كلا".
" لماذا؟".
" لست معتادا أن أعلمها بكل شيء , ألا في ما يتعلق بزيارات المرضى".
أشعل سيكارا فقالت ماريا:
" ستقلق أذن , لأههي أعود دائما في الرابعة والنصف".
رفع حاجبيه بلا مبالاة ,وتساءلت الفتاة ما أذا كان يجب عليها الأتصال بها هاتفيا , أم لا, ربما آدم لا يريد أن يجعل السيدة لاسي ترف بالأم , حتى لا تخبر لورين غريفيتس أذا أتصلت.
" أتصلي بها هاتفيا , أذا كان الأمر يقلقك , لن تطلب السيدة لاسي النجدة أذا تأخرت نصف ساعة".
كادت ماريا تشير الى أن التأخر سيدوم أكثر من نصف ساعة , لكنها عدلت عن الأمر عندما رأت بيرت حاملا صينية الشاي ةالحلوى الساخنة والمربى والكريما الطازجة ,وضعها أمام الفتاة التي بدأت تسكب الشاي.
شربت وأكلا الحلوى , لكنهما لم يكونا جائعين , وشعرت ماريا بأرتياح عندما أطفأ آدم سيكاره وأشار بالرحيل , حيا بيرت وشكر زوجته ثم توجه الى سيارة الروفر , ساعد الطبيب ماريا في الصعود ثم أدار المحرك , وراحت ماريا تفكر أن علاقتهما تغيرت بشكل ملموس منذ أن رأته في كيلكارني , في ذلك الوقت كانت ماريا ما تزال صبية وشقية , كان آدم يشد جدائل شعرها لمناكدتها , كم هذا بعيد في المكان والزمان , لكن آدم لم يتغير في خمس سنوات , بينما هي أصبحت اليوم أمرأة ولم تعد فتاة صغيرة.
فك آدم وربطة عنقه , ثم أزرا ياقته وقال:
" يا لهذا الحر الشديد".
ثم ألقى نظرة سريعة على ماريا الجميلة في فستانها المقلم بالأحمر والأبيض , وهي ممتقعة حرارة وأنفعالا ,وقال :
" لم نجلب معنا بزات السباحة , يا للأسف , أنني أعرف مكانا رائعا حيث بأمكاننا أن نسبح".
" آه لكان الأمر رائعا".
ألتفت نحوها وقال بقسوة:
" هل تعنين أنك تريدين تحدي التقاليد؟".
منتديات ليلاس
تلعثمت وقالت:
" لا, لا".
رفع آدم حاجبيه وأجاب بلهجة لاذعة:
" أنك تدهشينني , كنت أعتقد أنك تحبذين عكس ذلك , ذلك لأنك تؤمنين بالمفاهيم الحديثة للحياة!".
أشاحت ماريا نظرها وراحت تركز أنتباهها على الحشرات التي تصطدم بالزجاج محاولة الفرار , فصرخت تقول:
" لا يحق لك أن تكلمني هكذا! هل جئت بي الى هنا لتهينني ؟".
أسرع أدم بقيادة السيارة متجها نحو لندن , لم يتلفظ بكلمة في كل حال لم تتمكن ماريا من متابع الحديث على هذا المنوال , فكانت خائرة العزم والقوى , لماذا هذه الكراهية في نظراته؟ لماذا هذه القسوة؟
وصلا أخيرا الى المنزل , أوقف آدم السيارة وأنحنى أمام ماريا ليفتح لها الباب , وشعرت الفتا , للحظة خاطفة , جسم آدم الصلب وتنفست رائحة سيكاره وعطره ,شعرت فجأة برغبة ملحة في أن تلمسه ,لكنها تعلقت بكتبها لتقاوم غريزتها .
وقالت:
" شكرا".
خرجت من سيارة آدم ومن دون كلمة صفقت الباب , وأقلع بسيارته من جديد.

نهاية الفصل السابع




roufaida 21-02-11 12:33 PM

قصه جميله كمليها يا اماريج انا بجد متشوقه اعرف ايه اللى هيحصل بعد كده
و بجد تسلمى على القصه الرائعه يا حبى

اماريج 25-02-11 11:25 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة roufaida (المشاركة 2643223)
قصه جميله كمليها يا اماريج انا بجد متشوقه اعرف ايه اللى هيحصل بعد كده
و بجد تسلمى على القصه الرائعه يا حبى


الله يسلمك ياامورة واسعدني جدااااااااا مرورك وتواجدك فيها ياحلوة
منورة ياعسولة:flowers2:

اماريج 25-02-11 11:26 PM


8- الدعوة المفاجئة

مر الأسبوع التالي من دون حوادث , كانت ماريا ترى آدم قليلا , وتذهب الى المدرسة كل يوم, وتمضي أمسياتها في الدراسة , وصباح السبت أتصل بها لاري هادلي هاتفيا ليدعوها أن تشاركه لعبة كرة المضرب , فقبلت دعوته وألتقت هناك بدايفيد , وكان الشابن ينظران كل منهما الى الآخر بغضب, طيلة فترة بعد الظهر.
ونهار الأحد , جلست ماريا في حديقة المنزل تأخذ حمام شمس في فترة الصباح , أختفى آدم بعد الفطور وأخبرتها السيدة لاسي أنه ذهب ليلعب الغولف مع أحد زملائه , وخلال فترة بعد الظهر , راحت تطالع , فلم يأت آدم الى الغداء , لكنها كانت جالسة في غرفتها في نهاية النهار عندما سمعت محرك سيارته , دخل المنزل وغير ملابسه وأختفى مرة أخرى قبل وقت العشاء ,لم تحاول أن تسأل أين هو, فبأمكانها أن تتكهن بذلك.
وفي منتصف الأسبوع التالي , وصل آدم وقت العشاء ذات المساء , ووضع مغلفا أبيض أمام ماريا وقال بتحد:
" أفتحي المغلف , أنها دعوة".
منتديات ليلاس
ترددت ماريا ثم فتحته , فرأت بداخله بطاقة بيضاء محفورة بالذهب , فيها دعوة الى سهرة موجهة لها بالذهب , فيها دعوة الى سهرة موجهة لها من لورين غريفيتس.
دهشت الفتاة وأعادت قراءة محتوى البطاقة وسألت آدم :
" لماذا تدعوني الى الحفلة ؟".
رفع كتفيه وقال:
" ربما لأعتقادها بأنك تحبين اللهو والأستمتاع ".
" لن ألبي دعوتها ".
" لماذا؟".
" لأني لا أعرف أحدا هناك , فأصدقاء لورين ليسوا أصدقائي".
" أنا سأكون هناك".
" نعم .... نعم. أعرف ذلك , فضلا عن أنني لا أملك ثوبا أرتديه لهذه المناسبة ".
" بأمكانك أن تشتري فستانا جديدا".
" لا أريد أن أذهب".
" لكن, لماذا يا ألهي! أعتقدت أنك ستفرحين للخبر".
" هذه الدعوة أذن آتية من جانبك! كان يجب أن أشك بالأمر ".
صرخ وهو يدفع خصلة شعره المتمردة عاليا :
" أنك تجعلينني أفقد صبري , يا ماريا!".
وضعت ماريا البطاقة داخل الظرف وقالت:
" لا تقلق علي , لقد سبق أن قلت لك ذلك من قبل...".
" وجهت اليك لورين الدعوة بنفسها وما عليك ألا أن تبذلي جهدا لتلبية هذه الدعوة! أنت حقا فتاة بحاجة الى نضج".
" لورين غريفيتس , لا تحبني".

" بالكاد تعرفينها , كيف بأمكانك أن تجزمي بشيء كهذا؟".
" لا أريد الذهاب , نقطة على السطر , لماذا تشعر فجأة برغبة لأن تدعوني؟ كي تؤكد لي أنك حقا ملكيتها الخاصة".
نظر اليها آدم كأنه يريد صفعها ثم قال بأحتقار:
" عقلك الصغير يدهشني , يا ماريا , ما زلت تلمحين بأنني لا أملك أرادة أواجه بها لورين ؟ أنني أحب رفقتها , أذا كان ذلك يهمك معرفته".
صرخت لاهثة:
" لا أريد أن أعرف ذلك".
ركضت مسرعة الى غرفتها وأرتمت في سريرها تجهش بالبكاء , آدم أنسان قاس أحيانا! لم تعد قادرة على التصنع وأنكار العاطفة التي يوقظها فيها , أما أن تقبل هذه الدعوة ,فهذا فوق أرادتها , وراحت تتخيل آدم ولورين يتحدثان مع بعضهما ويتقاسمان القبل والمداعبات...
وضعت يدا مرتجفة على فمها وقررت عدم التفكير بالأمر , بالنسة الى آدم , ليست سوى فتاة صغيرة ,أبنة زوج والدته , أنه يلتقي كل يوم بعشرات النساء , لكنه أختار لورين لأنها جميلة وجذابة , أما هي فما زالت غير ناضجة.
لكن لا, لم تعد فتاة صغيرة , ستلبي دعوة لورين وستبرهن له ذلك.
بعدما أخذت قرارها , نزلت الى غرفة الطعام , كان آدم يقرأ الجريدة وقد أنتهى من تناول عشائه , هذا العراك لم يكن يؤثر فيه وشعرت بجرح في عزة نفسها.
قال لها آدم:
"طعامك في المطبخ حيث وضعته السيدة لاسي".
" لا يهم , فأنا لست جائعة .... قل للآنسة غريفيتس أنني أقبل دعوتها بكل سرور".
" هل قررت نهائيا؟".
منتديات ليلاس
" نعم".
قال ببرود:
" حسنا , سنذهب في الساعة التاسعة".
كادت ماريا أن تحتج وتقول أنه بأمكانها أن تذهب وحدها , لكنها سكتت خوفا من أن تبدو صغيرة , وقالت:
" حسنا , أتفقنا".



اماريج 25-02-11 11:28 PM


أخذت ماريا وقتا طويلا تهيىء نفسها لحضور حفلة لورين غريفيتس ,كانت تريد أن تكون في غاية الجمال وخاصة في ذلك المساء بالذات , آه لو كانت جيرالدين والدة آدم هنا لنصحتها وساعدتها في أختيار ملابسها كالعادة.
في اليوم الفائت بعد أن أنتهت ماريا من دروسها في المدرسة , قامت بجولة على كل المحلات الواقعة في نايتس بريدج لتشتري فستانا , ووجدت أخيرا فستان أحلامها , عباءة كحلية طويلة , ذات أكمام طويلة وقبة عالية بسيطة , مطبعة بزخارف من الزهور الخضراء والذهبية , الألوان جميعها متناسقة تظهر لون بشرتها وشعرها الكستنائي , وضعت زينة بسيطة , وكحلا على عينيها ومسحوقا لماعا غير ملون على شفتيها.
هبطت ماريا الى الطابق الأرضي , قبل التاسعة بقليل وألتقت بالسيدة لاسي في أسفل السلالم فقالت لها بأبتسامة:
" آه! أنت رائعة , يا آنسة".
" صحيح؟ ألا أبدو متصنعة؟".
" أبدا ! على الأقل هذه ليست ضيقة عليك كبقية الفساتين ".
" هذا النوع من الملابس لا يليق بي , السيدة غريفيتس , ربما....".
قالت السيدة لاسي:
" هذه المرأة تريد أن تسيطر على الجميع".
" لا يبدو أنك تستلطفينها !"
كانت السيدة لاسي على وشك الرد عليها عندما أنفتح باب غرفة الصالون وخرج منه آدم , كان أنيقا في بزة السموكينغ وأضطربت ماريا داخليا , فسألها:
" هل أنت مستعدة؟".
منتديات ليلاس
" أعتقد ذلك... هل أنا بحاجة الى معطف؟".
" ليس ضروريا , الطقس لطيف هذا المساء , هيا بنا".
حيا السيدة لاسي وخرجا , أرتعشت ماريا لا أراديا برغم لطف الجو , لكنها كانت تشعر بحساسية شديدة في أعصابها .
فتح آدم باب السيارة وساعدها بالصعود , ثم أشعل سيكارا قبل أن يقلع.
منتديات ليلاس
وماريا التي كانت تنظر الى المدينة تمر أمام عينيها كانت تتساءل بقلق أذا كان قبولها الدعوة قرارا نجحت في أتخاذه , لكن فات الأوان وألتزمت بذلك ولن تتراجع عنه..
سألها آدم بسخرية:
" قولي يا ماريا , هل تتكلمين عني مع السيدة لاسي".
ألتفتت ماريا نحوه فجأة , كانت منغمسة بأفكارها وترددت حين قالت:
" أحيانا".
فوجىء بصراحتها ثم تابع يقول:
" أذن سيكون لديك مادة للحديث بعد هذه السهرة".
لم ترد عليه فهو يريد تحريضها , وهي تتصنع اللامبالاة ! كانت تركز على المشهد أمامها , الشوارع مزدحمة بالمارة والسياح من جميع الجنسيات , وأبتسمت فجأة عندما تذكرت أيامها الأولى في أنكلترا واللقاء المشين في حديقة الهايد بارك.
سألها آدم :
" لماذا تبتسمين؟".
" أفكر بهذه المرأة الغريبة التي راحت تحدثني في الحديقة أول وصولي الى هنا , كأن ذلك يعود الى زمن بعيد , مع أنني لست في لندن الا منذ أربعة أسابيع".
قال بلهجة ساخرة:
" بالفعل ,كنت فتاة طائشة ومغفلة , لن تجدي صعوبة في التعرف الى بعض الموجودين هذا المساء , أنت موهوبة في ملاطفة الناس الذين لا يناسبونك".
صرخت غاضبة:
" لماذا تقول هذا؟ لأنني تحدثت الى أمرأة تبدو ظاهريا لطيفة , تتكلم وكأن من عادتي أن أقع في المشاكل".
" ألم يحدث لك أبدا أن وقعت في ورطة؟".
" أرفض أن أناقش الأمر معك , لا أعرف ماذا يحصل لك , لو عرفت أننا سنتشاجر لأخذت سيارة تاكسي ,ولو تكلمت أنا بنفسي الى لورين غريفيتس , ربما كانت أقترحت علي! أن أدعو دايفيد أو لاري ,على الأقل لا يحاولان مخاصمتي أو المشاجرة معي".
منتديات ليلاس
لماذا أصر عليها أن تقبل الدعوة أذا كان وجودها يزعجه؟
أما منزل الممثلة عدد لا يستهان به من السيارات , شعرت ماريا بقدميها تخوران أمام فكرة مجابهة كل عؤلاء الغرباء بالنسبة اليها , ستفعل لورين كل ما في وسعها لتبعد آدم وماريا عن بعضهما خلال السهرة , أما بالنسبة اليه فهو يفضل بكل تأكيد رفقة الممثلة الجميلة عليها.
كان المنزل مضاء والموسيقى مسموعة من الشارع , توصل آدم بعد جهد طويل الى أن يجد لسيارته مكانا قريبا من المنزل , نظر الطبيب الشاب الى ماريا وقال:
"أين وجدت هذه العباءة؟".
" في.... محل يقع في نايتس بريدج".
" أنها جميلة وتليق بك كثيرا".
لم تكن ماريا تنتظر أطراء كهذا , لذلك رمقته بنظرة دهشة وقالت ببطء:
" أنا سعيدة لأن شيئا ما أعجبك".
" أنك تعجبينني عندما تعتقدين أنك مضطرة للكلام في شيء لا تفهمينه".
تأبط ذراعها بلطف وأرتعشت الفتاة لملامسته , ماذا ستكون ردة فعله أذا طلبت منه أن يقضي السهرة بجانبها ولا يراقص غيرها لا شك أنها ستسر في رفقته كثيرا.
دخلا المنزل وفي المدخل مرآة كبيرة راحت تنظر من خلالها الى فستانها والى تمشيطة شعرها البسيطة , ألتفت اليها الجميع , لكن أحدا لم يوجه اليها الحديث , ألتقى آدم بصديق له وراح يحدثه ثم أمسك بيد ماريا بلطف وقدمها الى صديق صحفي مشهور وتوجه الثلاثة نحو السلالم.



اماريج 25-02-11 11:29 PM

بينما كانت ماريا تتسلق الأدراج راحت ماريا تنظر حولها بفضول وحشرية , لاحظت الجدران المغطاة بالقماش الكريمي , الثريات الفاخرة والسجاد الأزرق السميك والدرابزين الحديدية البيضاء والمذهبة , ثم وصلا الى صالون كبير تفترش أرضه سجادة ليليكية اللون , وأثاثه مقاعد جلدية بيضاء ناعنة وطرية , عشرة خدام منهمكون يتقديم المشروبات الى المدعوين , والجو عابق برائحة دخلن السكائر واللحوم.
قال آدم لماريا المضطربة لرؤية كل هذا الجمهور:
" تعالي سلمي على لورين".
توجها الى حيث كانت لورين مسترخية بكسل على مقعد منخفض ومحاطة بمجموعة من المعجبين , ولما شاهدت آدم قالت بأستغراب :
"حبيبي!".
نهضت واقفة وتقدمت للقائه , ثم قالت:
" كان يجب عليك أن تصل قبل الآن , الساعة جاوزت التاسعة والنصف".
" تصورت دائما أن أشخاص المسرح مثل عصافير الليل!".
" الوقت يمر بسرعة عندما نكون معا , علي أن أكون في أستديو التمثيب في السابعة صباح غد , أنت تعرف ذلك تماما".
منتديات ليلاس
ثم راحت تداعب يديه بأصابعها المطلية الأظافر بالأحمر , اشاحت ماريا بنظرها لئلا ترى يديها المتعلقتين به كأنها تريد أمتلاكع , أمسك آدم بمعصم ماريا وقال بلطف:
" ماريا رائعة هذا المساء , أليس كذلك ,يا لورين".
شعرت ماريا بالدم يعلو وجهها , وأرادت أن تصفعه , فهو أمام لورين يصبح عديم الشفقة , كانت لممثلة رائعة الجمال بثوبها الأسود الضيق.
نظرت الى ماريا نظرة تعجرف وقالت:
" للأسف , لم أدع رجالا من جيلك , لكن ,كما تعرفين , أجد أن الرجال الشبان مملون بصورة عامة".
أجابت ماريا بتهذيب متجاهلة هذه الملاحظة الشريرة:
" سألهو كما يجب , أنا أكيدة , منزلك جميل حقا".
" أليس كذلك جددنا ديكوره منذ أشهر قليلة".
ثم ألتفتت لورين بآدم وقالت:
" قلت لك أن ماريا لن تكون .... في .... جوها هنا".
أنتفضت ماريا , أذن كانت على حق في تصورها , أن آدم هو الذي دعاها! أو بالأحرى طلب من لورين أن تدعوها بالرغم منها , شعرت بالأهانة وألتفتت بعيدا , وشعرت بأنفراد أمام كل هؤلاء الناس الذين يثرثرون بفرح فيما بينهم , لم تكن ترغب سوى شيء واحد , أن تهبط السلالم وتفر من هذا المنزل , لكن , سيكون ذلك دليلا واضحا على عدم نضوجها , فقررت تحمل الوضع والسيطرة عليه.
" مساء الخير , يا ماريا".
هتفت قائلة:
" لكن... لكن أنت السيد هالام! يا للمفاجأة !".
" تتساءلين لماذا أنا هنا , أليس كذلك".
" فعلا أنا مندهشة".
شرح لها والد دايفيد قائلا:
" لا أحب هذا النوع من الحفلات , لكن بما أنني محام لورين , فليس لدي الخيار ,وأنت ماذا تفعلين هنا؟ أصطحبك معه آدم ,أليس كذلك؟".
تقلصت ماريا من دون أن تجعله يلاحظ توترها ثم قالت:
" نعم ... أصطحبني معه , كنا معا منذ لحظات".
" والآن , استولت عليه لورين , على ما أعتقد , أنني أتساءل لماذا لم تتزوجه بعد, هذا ما تنويه وترغبه! وفي أنتظارها الطويل , تخاطر كثيرا , والظاهر أنها لا تعي ذلك".
قالت ماريا بصوت خانق:
" ألا تعتقد أن زواجهما سيتم قريبا".



اماريج 25-02-11 11:31 PM

رفع السيد هالام كتفيه , وجاء الخادم حاملا صينية المشروب , فتناول كأسا له وواحدة لماريا , ثم أجاب:
"من يدري ؟ أذا رضي أن يترك مستوصفه في أيسلينغتون , تتزوجه غدا صباحا , لكنني لا أعتقد أن آدم سيتخلى عن أهدافه ومثالياته من أجلها".
" أنت تعرفه منذ زمن , أليس كذلك".
عرفت والده تمتم المعرفة , وآدم منذ صغره يريد أن يصبح طبيبا , تخصص في الجراحة في كامبريدج , لكنه أختار الطب العام عندما مات أعز أصدقائه بسرطان الدم".
قالت ماريا بأهتمام:
" الجراحة لا تشفي كل الأمراض لكنها الحل الأخير , والطبيب العام بأمكانه أن يكتشف المرض قبل أنتشاره وبالتالي شفاء المريض يكون ممكنا وأكيدا , آدم رجل مثالي , يريد مساعدة المحرومين والؤساء".
جرع من كأسه ثم أضاف مغيرا الحديث:
" قال لي أبني دايفيد أنك تدرسين السكرتيريا , ولديك تأثير رائع عليه , أذ قرر بدء العمل قبل شهر مما كان متوقعا".
قالت الفتاة ضاحكة:
" صحيح!".
منتديات ليلاس
" نعم أؤكد لك ذلك! كان شابا كسولا مثل بقية رفاقه , لكنك غيرت نمط حياته الى الأفضل".
قالت بعد تردد:
" هل تعرف آل هادلي , والدي لاري؟".
" نعم أعرفهم, هل غازلك لاري؟".
قالت والأحمرار أعتلى وجهها:
" قابلته ... آدم لا يحبه".
" معه حق!".
" أنني لا أفهم".
" سأشرح لك الأمر , من مصلحتك أن تعرفي كل شيء , كان يعرف فتاة ... لا أريد الدخول بالتفاصيل , لكن لاري طلب من آدم مساعدته , وآدم رفض كليا , فأنجبت الفتاة وساعدها والدي لاري في العثور على عائلة تتبناه".
أحمرت ماريا وقالت:
" آه ,أنني أفهم الآن ,لم أكن أعرف...".
" لا يمكنك معرفة ذلك , آل هادلي أناس مهذبون لكن الفتيات بشكل عام حذرات من لاري".
شعرت ماريا بالخجل لأنها دافعت عن لاري أمام آدم خلال مناقشة حادة , بينما كان آدم يفكر فقط بمصلحتها وطمأنينتها.
" ألم تأت معك السيدة هالام".
" كلا , لديها صداع أو أنها تتصنع ذلك فهي لا تحب لورين كالعديد من النساء , يبدو أن لورين متى وجدت , فالنساء الباقيات كأنهن غير موجودات".
" أعرف ذلك".
" ألا تحسدينها؟".
" أنها جنيلة".
" أنها جميلة ,نعم , لكن صباك ونضارتك وبساطتك تساوي مئة مرة جمالها , بعد عشر سنوات سيبدو العمر عليها , ومن ثم حذار....".
ضحكا بصوت مرتفع , فجأة شعرت ماريا بحضور قربها.
كان آدم , فقال فيكتور هالام:
" آدم , أنني للمرة الأولى ألهو وأمرح في حفل كهذا , وذلك بفضل ماريا".
" أشكرك لأهتمامك بها , يا سيد هالام , كنت أبحث عنها ".
" تناقشنا وشربنا وأنشرحنا , كنت أعتقد أنك مع لورين ,أين هي؟".
" لا أعرف , طلب منها أن تغني بعض المقطوعات".
ثم نظر الى ماريا وقال:
" تدبرت أمرك وحدك , عظيم , أنا مسرور جدا للأمر".
أجابت ماريا ببرود:
" السيد هالام أهتم بي جديا , لا أريد أن أمنعك من المكوث مع .... خطيبتك!".
منتديات ليلاس
رفع فيكتور هالام حاجبيه أمام نبرة الفتاة وقال:
" ماريا , مثلي أنا , ترى أن الجو .... خانق بعض الشيء , عد الى لورين وأنا أوصل ماريا الى المنزل , أذا كنت تريد مني هذه الخدمة ".
" أشكرك , لكني سأهتم بها بنفسي , لو سمحت , وسآخذها الى العشاء".
نظرت ماريا الى المحامي نظرة خيبة أمل , بأمكان لورين أن تأتي في أي لحظة مطالبة بآدم وستجد نفسها وحيدة.
فقالت بسرعة:
" أفضل تناول العشاء مع السيد هالام , لن يطول الأمر قبل أن تبحث لورين عنك , لا تشعر بمسؤولية أتجاهي , أرجوك".
نظر آدم بعينيه السوداوين الغاضبتين وقال بصوت آمر:
" ماريا...".
قاطعه السيد هالام قائلا:
" ماريا على حق , نحن وحيدان وأنا سأكون مسرورا بمرافقتها ".
ران صمت ثم قال آدم موجها كلامه الى السيد هالام:
" أتفقنا , يا سيدي , أنا موافق , لكنني سأصطحب ماريا الى المنزل بنفسي ".
" مفهوو؟".
حياهما آدم قبل أن يبتعد , أقتربت منه لورين بعد قليل وتأبطت ذراعيه .
أحنت ماريا رأسها محاولة الأصغاء الى السيد هالام , لكنها لم تكن قادرة على التركيز , لا يمكنها أن ترى آدم ولورين معا من دون أن تشعر بأنقباض في صدرها.



اماريج 25-02-11 11:32 PM


9- عناق هنا , خطوبة هناك

في آخر السهرة , عندما جاء آدم يبحث عنها ليأخذها الى المنزل , كانت ماريا تشعر بالدوخى , فقد رقصت وشربت حتى شعرت فجأة بالتعب , وخلال العشاء بالكاد لمست الطعام أو تذوقته , وبعدها راح المدعوون يحضرون مشهدا قدمه بعض الموسقيين الأسبان , ترافقهم راقصة ماهرة وراحت تطقطق بقدميها على أيقاع سحر جميع المشاهدين , ثم طلب من لورين أن تغني مرة أخرى , فأحتجت في بادىء الأمر ثم بعد ألحاح شديد قبلت , فغنت لحنا غجريا على أنغام القيثارة , كان صوتها جميلا والحضور صفق لها بحماس وحرارة , ثم وضعوا الأسطوانات وراحت ماريا ترقص بعض الرقصات مع فيكتور هالام.
ولما وجدها آدم , كانت تجلس على كرسي برفقة فكتور هالام وبعض زملائه يتحدثون عم مهنة المحاماة وماريا تصغي اليهم بأذنين شاردتين.
أسرع السيد هالام يقول:
" هل تأخذ مني رفيقتي ؟ ما وال الوقت باكرا".
أجاب آدم بجفاف:
" لا , بالعكس".
ثم وجه حديثه الى ماريا قائلا:
" أنت مستعدة؟".
قالت بصوت مجروح وهي تنهض:
" نعم , أين الآنسة غريفيتس , أحب أن أشكرها على هذه السهرة الرائعة".
أجابها آدم فجأة :
" ليس من الضروري , يا ماريا , تصبحون على خير , يا أهل المحاماة".
ثم أجتاز الغرفة بوجه قاتمساحبا ماريا وراءه , لماذا يتصرف بهذه الوحشية؟ ربما لا يريد أن ينصرف باكرا , هل كان يفضل أن يوصل السيد هالام ماريا الى المنزل , كي يتمكن من البقاء فترة أطول مع خطيبته؟
منتديات ليلاس
فتح لهما خادم الأستقبال الباب وتمنى لهما ليلة سعيدة ,وبالكاد رد آدم على تحيته.
في الخارج كان الهواء المنعش فوق أحتمال الفتاة , فتأرجحت وتمسكت بدرابزين السلالم لئلا تقع , فهتف آدم:
" يا ألهي, ماذا هناك يا ماريا؟".
أصيبت ماريا بالغثيان وراح العرق يتصبب من جبينها , وهمست بصوت مرتجف:
" دعني , يا آدم , لا أشعر بأرتياح".
أمسكها آدم بذراعها وساعدها على هبوط السلم وأجتاز الساحة , ثم فتح باب سيارته وأجلسها بكل لطف كأنها أحدى مريضاته , وصعد بدوره في سيارة الروفر وأقلع.
قالت ماريا بعصبية:
" هل أنت غاضب مني؟".
أجابها وهو يضغط بقوة على المقود:
" ألا تفهمين , يا ماريا , مساوىء الشراب الحاد؟".
تنهدت وقالت وهي تحمر:
" طبعا , لكنني لست دائخة ! أنما تريد أهانتي مهما كلف الأمر".
وأجتازا بقية الطريق بصمت ثقيل , أخيرا وصلا الى المنزل , وكانت الأأضواء مطفأة في الداخل , فلا شك أن السيدة لاسي قد دخلت غرفتها لأنها لم تكن تعرف متى يعودان , بدأت ماريا تصعد الأدراج عندما ناداها آدم قائلا:
" من الأفضل لك أن تحتسي بعض القهوة , أذا كنت لا تريدين أن تستيقظي في الصباح بألم حاد في الرأس".
أكدت له ماريا قائلة:
" شكرا , أشعر بتحسن ولا ضرورة للقهوة".
قال آدم ببرود:
" كما تشائين".
ترددت ماريا , القهوة نافعة لكنها لا تريد مجابهة سخرية آدم في آخر السهرة , ولما وصلت الى عتبة باب غرفتها , سمعت باب المطبخ ينغلق بشدة , فشعرت بأرهاق في قدميها , كم تتمنى أن تهبط من جديد الى المطبخ , فقط كي تكون مع آدم! أنها تفقد كل عزة نفسها معه! لكن أرادتها تمنعها من التصرف بحمق , هل كل النساء تشبهها , مهددات بالأهانة والأحتقار من قبل الحبيب؟ الحبيب ... وضعت ماريا يدها على قلبها.
دخلت الى غرفتها وأشعلت النور , خلعت عباءتها ورمتها على طرف السرير , ثم جلست أمام منضدة الزينة وراحت تسرح شعرها ببطء , هذه الحركة العادية هدأت أعصابها بعض الشيء , وبعد دقائق قليلة شعرت بتحسن , وضعت فرشاة الشعر على الطاولة ووقع نظرها على أنبوب العطر , ويا للمفاجأة ! كانت تغط عليها فراة برية سرعان ما طارت بأتجاهها , حاولت ماريا أن تتحاشى الفراشة لكنها أوقعت الكرسي على الأرض محدثة ضجة كبيرة , سمعت في كل أرجاء المنزل.



اماريج 25-02-11 11:32 PM

أسرعت الفتاة الى النافذة وفتحتها وتمكنت من طرد الفراشة خارجا . فجأة أنفتح الباب وأطل منه آدم مذعورا وقال وهو يرى الكرسي واقعا على الأرض:
" ماريا! ماريا! هل أصبت بأذى؟".
تلعثمت الفتاة مرتجفة:
" كلا... كلا.... كل شيء على ما يرام".
قال وهو يشير الى الكرسي بأصبعه:
" هل تعثرت بالكرسي؟".
أدركت ماريا أنها نصف عارية فرفعت يدها الى حنجرتها وقالت:
" لا, لا , رأيت فراشة أخافتني , هذا ... كل ما في الأمر".
لكن أمام عبوس أدم , قالت بغضب:
" ألا تصدقني! ماذا تعتقد أذن؟ أنني سقطت من شدة الخدر؟".
أقترب آدم منها وعيناه تلمعان غضبا , أمسك بكتفيها وقال:
" أسكتي ! ستوقظين السيدة لاسي".
قالت بسخرية :
" عيب أن يحدث هذا الأمر ,أليس كذلك؟".
" خفت أن تكوني قد آذيت نفسك ؟ هل هذا يدهشك؟".
" لنفترض أنني جرحت , ماذا كنت ستفعل؟ هل كنت تعالجني بلطف ؟ كما هي عادتك مع المرضى؟".
منتديات ليلاس
راح يداعب كتفيها بدفء وقال:
" ماريا.... أحذري! أنت تلعبين بالنار!".
شعرت ماريا بالهزال , أذ كان آدم ينظر اليها كما لم يسبق أن فعل من قبل , فهمست بلطف:
" لماذا؟".
" ألا تعرفين؟".
أستمر في مداعبة كتفي ماريا الناعمتين , ثم جذبها نحوه وراح يعانقها , فأحاطت الفتاة بذراعيها عنق آدم وراحت تداعب شعره وتستسلم لعناقه.
تمتم قائلا:
" ماريا! لقد جننا!".
لكنها ظلت تضمه بشدة نحوها وتعانقه وهو لم يكن قادرا على مقاومتها ,راح يقول :
" أنني أريدك , لا تدعيني! أنت.... الطاهرة , البريئة!".
فجأة شعرا أن أحدا يراقبهما , أمرأة مذعورة تقف على عتبة الباب , أبعد آدم الفتاة وصرخ من دون أن يصدق ما تراه عيناه:
" أمي!".
قالت ماريا بصوت خافت:
" جيرالدين!".
كانت جيرالدين شيريدان تنظر اليهما بأمعان ثم قالت:
" ماريا يا أبنتي , لا شك أنك متعبة , أخلدي الى النوم , سأراك غدا صباحا".
حاول آدم أن يسوي شعره وربطة عنقه , ثم أقفل أزرار سترته , لكن جيرالدين تابعت تقول وهي تلقي نظرة طويلة الى آدم:
" أما أنت يا أبني , فتعال الى غرفتي , يجب أن أكلمك".
" أذا كان عندك شيء ما , قوليه الآن في الحال , لست طفلا ولم أعتد دخول غرفة ماريا , المشهد الذي شاهدته الآن ليس سوى نتيجة أوضاع معينة , كان من المفروض عليك أن تعلميني بمجيئك !".
قالت السيدة شيريدان بصوت بارد:
" آدم , أنا أردد ما قلته, علي أن أكلمك".
قال آدم وهو ينظر نحو ماريا:
" أذن يا أمي , لا أرغب في المناقشة في الوقت الحاضر".
أقترحت السيدة شيريدان ببرود:
" على الأقل لنغادر غرفة ماريا كي يتسنى لها الذهاب الى فراشها ".
ثم خرجت من الغرفة رافعة الرأس , تردد آدم وسأل ماريا بلطف:
" هل أنت على ما يرام, يا ماريا؟".
قالت وهي متلعثمة:
" وأنت؟".
" كلا , لقد أحدثت كارثة , هل يجب علي أن أقدم لك أعتذاري؟".
صرخت وهو يغلق الباب وراءه :
" كلا... آه , كلا!".
نامت ماريا نوما مضطربا , وعند الصباح كانت تتألم من صداع رهيب في رأسها ,ولم تقرر النهوض من فراشها ألا عندما أصبحت الساعة العاشرة , لا شك أن آدم ذهب الى المستوصف , أرتدت سوال جينز وكنزة ,وبخوف نزلت لتواجه غضب زوجة أبيها.
كانت جيرالدين تقرأ الصحيفة في الصالون الصغير , وقالت مبتسمة لدى رؤية ماريا:
" أخيرا نهضت من فراشك , أجلسي هنا , سأطلب من السيدة لاسي أن تحضر لنا القهوة , هل أنت جائعة؟".
منتديات ليلاس
" كلا , شكرا ,دعيني أذهب أنا لأعلام المربية....".
" لا تبدين في مزاج طيب هذا الصباح , أنا سأهتم بالأمر".
جلست ماريا على الأريكة وجاءت بعد دقائق والدة آدم حاملة صينية وضعتها على الطاولة وسألتها:
"حليب وسكر؟".
" سكر فقط , من فضلك".
قدمت لها والدة آدم القهوة فجرعتها آخذة قرصي أسبرين معها , ثم أعلنت السيدة شيريدان بعد أن سكبت فنجان قهوة لنفسها :
" بأمكاننا أن نثرثر الآن ,والدك قلق عليك كثيرا , لأنك لا تكتبين اليه , لهذا قررت المجيء الى لندن وتمضية بعض الوقت".
" فهمت.... أنا آسفة لأنني لم أكتب بأستمرار.... لكنني كما تعرفين أكره كتابة الرسائل ".
" أتضح لنا الأمر , ماذا فعلت؟ هل تسجلت في مدرسة السكريتيريا؟".
" نعم ,بدأت الدروس منذ أسبوعين وتعجبني الدراسة كثيرا , كما أحب أنكلترا أيضا".
" عظيم , كنت أكيدة من ذلك , لا شك أنك أمضيت عطلة حلوة هنا , حتى الآن , للأسف أنك بدأت أخذ هذه الدروس , غير أن .... لكن ... لا يهم , سنجد مدرسة مشابهة قرب المنزل".
قالت ماريا نقطبة الحاجبين :
" لا أفهم , يا جيرالدين , ماذا تعنين؟".



اماريج 25-02-11 11:33 PM

وضعت جيرالدين فنجانها على الطاوبة بتأن وقالت:
" آه يا ماريا! تعرفين ما أعني!".
" كلا , أبدا".
" يجب أن تعودي معي الى المنزل".
" الى كيلكارني؟".
" نعم , الى كيلكارنيّ".
صرخت الفتاة مذعورة كليا:
"لكنني لا أريد العودة الى كيلكارني ! هل قال .... أدم أن علي الذهاب من هنا؟".
" بالكاد تحدثنا , آدم وأنا , أنه يرفض أن يتكلم حول ما حصل مسا أمس , وبالكاد حياني صباح اليوم! في كل حال , لن تبقي هنا , لم يعد الأمر واردا على الأطلاق!".
أجابت ماريا بصوت خانق:
" لماذا؟".
" لكن , ماريا! هل تفعلين هذا عن قصد أو ماذا ؟ هل ستبقين هنا , بعد كل ما حدث هذه الليلة؟".
منتديات ليلاس
أكدت لها ماريا وهي تخفي خديها بيديها:
" لم يحصل .... أي شيء مساء أمس!".
" لأنني وصلت في الوقت المناسب!".
" كلا.... خطأ , آدم .... آدم ليس كما تعتقدين ".
" كل الرجال هم (هكذا) , أعرف أبني .... أنه يكره نفسه لأنه أستسلم بهذا الشكل, لكن أنت في سن لا شك ترغبين القيام ببعض التجارب و.... يمكن أن تحصل كارثة !".
كانت ماريا تذرع أرض الغرفة ذهابا وأيابا , فوقفت فجأة وألتفتت صوب زوجة أبيها وقالت:
" هل تريدين بذلك التلميح الى أن الغلطة غلطتي؟".
" حسنا , يا أبنتي العزيزة , لكنك لم تحبطي من عزيمة آدم ! ماريا! آدم رجل جذاب , أنا أعترف بذلك , أنا والدته ولست المرأة الأولى التي نلاحظ هذا الأمر!".
" ها , ها , ها , أنني أمرأة الآن!".
" أنها طريقة في الكلام , أنت تعيشين معه في منزل واحد منذ أكثر من شهر ومن الطبيعي أن وجودك قربه...".
" أذن , لماذا سمحت لي بالمجيء الى هنا؟".
" لم أكن أتوقع حدوث ذلك ! كنت أعتقد أن آدم أكثر.... وعيا!".
" أعذريني , أريد الصعود الى غرفتي".
حاولت جيرالدين أبقاءها , لكن من دون جدوى ,لم تعد الفتاة تتحمل المزيد , أسرعت الى غرفتها وأرتمت على السرير , كانت تعتبر جيرالدين صديقة لها , لكنها الآن تأكدت أنها تخلت عنها.
وخلال ساعة تقريبا , نهضت من سريرها وأغتسلت ,لم يطردها آدم بعد , صحيح أنه لم يعد سهلا عليها أن تسكن في هذا المنزل ... ربما بأمكانهما نسيان حادثة الأمس ....لا يمكنها أن تتصور نفسها عائدة الى ايرلندا والعيش بعيدة عنه.
منتديات ليلاس
خلعت ماريا كنزتها وسروالها الجينز وأرتدت فستانا جميلا زهري اللون وهبطت الى المطبخ حيث شاهدت السيدة لاسي , فسألتها :
" أين والدة آدم ؟".
" ذهبت لشراء بعض الحاجيات , مابالك؟ ما جرى؟".
" آه , لا شيء , آدم , أي ساعة سيعود؟".
" سيأتي الى الغداء , على ما أظن , فهو لم يتصل بي هاتفيا ".
" أذن سأخرج قليلا لآخذ هواء منعشا , رأسي يؤلمني , الآن الساعة الحادية عشرة , سأعود بعد حوالي ساعة من الآن ".
سألت المربية بتفهم وأستفسار:
" هل يؤلمك رأسك بعد سهرة أمس؟".
أبتسمت الفتاة وقالت :
" نعم".





اماريج 25-02-11 11:34 PM

كانت السماء ملبدة بالغيوم والطقس ناعما وراحت ماريا تمشي مسرعة الخطوات ,وبعد دقائق لمحت سيارة ليموزين يقودها سائق توقف فجأة قرب الرصيف , كانت لورين غريفيتس جالسة في المقعد الخلفي , أرادت ماريا الأختباء لئلا تراها الممثلة, لكن فات الأوان , ولمحتها لورين وصرخت:
" صباح الخير يا ماريا, يا للصدفة! كنت ذاهبة لرؤيتك".
" رؤيتي, أنا ؟ لماذا؟".
" أصعدي أذن , سنكون هنا في مكان آمن للمناقشة".
ترددت ماريا , فلم تكن ترغب في ذلك , لكنها غير قادرة على التهرب من هذا الموقف الحرج , صعدت الى السيارة وجلست قرب الممثلة بينما أعطت لورين الأوامر للسائق , ثم قالت لماريا بعدما أغلقت الزجاج الفاصل بينها وبين السائق الذي أقلع بالسيارة:
" نحن وحدنا الآن".
كانت ماريا متوترة وقلقة , ماذا تريد لورين منها؟ فسألتها بلطف:
" تريدين التحدث الي , يا آنسة؟ منذ حديثنا الأخير في فينشام , أعتقدت أن ليس بيننا من حديث".
منتديات ليلاس
أشعلت لورين سيكارة وقالت بلهجة عملية:
" أنت مخطئة يا ماريا , أريد فقط أن أوضح لك وضعك".
" لا أفهم".
" آدم وأنا ... مخطوبان... من زمان وهذا ما تعرفينه جيدا , حتى الآن , مهنتي منعتني من الزواج , يجب أيجاد الوقت لحفل الزواج ورحلة شهر العسل و... المشاكل التي يمكن أن تنتج عن هذا كله , غير أن آدم أصبح في الأوقات الأخيرة ملحا أكثر فأكثر لتحديد موعد الزواج في أقرب وقت ممكن , ومساء أمس , قبلت طلبه وحددنا موعد الزواج".
أصفرت ماريا وصدمت , ناقش آدم مع لورين موعد الزفاف قبل أن يعود الى المنزل و... لم تكن قادرة أن تسمع المزيد.
فسألتها الممثلة في لهجة متعجرفة:
" هل هناك شيء ما أزعجك ,يا ماريا؟ ألم يخبرك آدم بذلك؟".
أجابت الفتاة بصوت مخنوق:
" كلا , لم يقل لي شيئا".
" آه , هؤلاء الرجال! كلهم يشبهون بعضهم! يلحون عليك بالزواج وينسون أن يخبروا أختهم بالأمر!".
" أنا لست شقيقة آدم !".
رفعت الممثلة كتفيها وقالت:
" لا يهم , أنت ي وضع صعب , لم يقل لك آدم شيئا... أنه أنسان طيب , لكن, وجودك .... لذلك أردت أن أشرح لك الوضع حتى تفهمي وتتخذي أجراءات أخرى".
شعرت ماريا بأن قواها تغادرها , فسألت أول شيء خطر ببالها:
" ألى متى .... موعد... الزواج؟".
" في أقرب وقت ممكن , يا عزيزتي , فآدم مصر على الأمر كليا".
" وصلت والدة آدم مساء أمس , وسأعود معها الى أيرلندا".
قالت الممثلة منتصرة:
" يبدو أنك فهمت ما أقصده , أنا متأكدة من ذلك ,وهذا أفضل اليك , أنا مقتنعة كليا بذلك".
ألقت الفتاة نظرة نحو النافذة وقالت:
" هل بأمكانك أنزالي هنا؟ لدي حاجيات يجب شراؤها من هذا الحي".
رفعت لورين حاجبيها ولاحظت ماريا في وجهها تعبيرا غريبا ,ثم فتحت الزجاج الفاصل بينها وبين السائق وأمرته بالتوقف.
منتديات ليلاس
نزلت ماريا بسرعة من دون أن تترك للورين مجالا للكلام , ثم نظرت حولها ,لا تعرف أين تذهب , لكنها أخيرا أختارت مقهى صغيرا ودخلته .
وبعدما أختارت لنفسها مكانا راحت تضع ترتيبا في أفكارها , لكن فكرة واحدة كانت تلح بأستمرار في عقلها , مساء أمس ضمها آدم اليه وداعبها , وعانقها وهو يعرف أنه بعد أيام قليلة سيتزوج من أمرأة أخرى.
أمتلأت عيناها بالدموع وفتحت حقيبة يدها لأنتشال منديل فوجدت عنوان شركة الطيران التي جاءت بواسطتها الى أنكلترا.
راحت تفكر بحنين الى كيلكارني ,والى والدها.
وفجأة نهضت ماريا من مقعدها وخرجت من المقهى متخذة قرارا أكيدا , لماذا لا تستعلم عن مواعيد الرحلات الجوية؟ فقط للأستعلام ,لا غير .....

نهاية الفصل التاسع


اماريج 25-02-11 11:35 PM


10 – أيربندا ليست بعيدة

أوقف آدم سيارته الروفر أمام المنزل ,دخل وألقى نظرة سريعة الى الدفتر قرب الهاتف ليتأكد من جدول مواعيده , ثم توجه الى الصالون الصغير حيث كانت والدته جالسة قرب النافذة تغزل الصوف.
قالت بأبتسام:
" صباح الخير , يا آدم ,كيف كانت الأمور معك هذا الصباح؟ ".
أجابها ببرود وهو يرفع كتفيه :
" لا بأس , وأنت ؟".
" ذهبت لشراء بعض الحاجيات , باتريك بحاجة الى قمصان ".
سألها آدم ببساطة كلية:
"أين ماريا؟".
" لا أعرف , لقد خرجت".
" لم تسأليها الى أين ذاهبة؟".
" لم أكن هنا".
" هل رأيتها في الصباح؟".
أحمرت جيرالدين وقالت:
" طبعا ,لقد ... لقد تناولنا القهوة معا".
أخذ آدم سيكارا أشعله وقال:
" سأستعلم عن ماريا عند السيدة لاسي , ربما تعرف أين هي ".
" هل هذا أمر مهم , يا آدم ؟ ستعود قبل موعد الغداء , أجلس لنتحدث".
" عماذا ستتحدثين؟".
قالت غاضبة:
" أنت تعرف جيدا".
منتديات ليلاس
" عن ماريا وحادثة أمس؟".
" نعم ,عن ماريا! ستعود معي الى أيرلندا".
أجابها بقسوة :
" كلا! كلا يا أمي ,لن تصطحبي ماريا معك الى أيرلندا".
" آدم! هل جننت؟ لا يمكن لماريا أن تسكن هنا بعد.... بعد حادثة مساء أمس!".
" لكن بلى, يا أمي , أذا كانت تريد البقاء فبأمكانها أن تبقى , هل فهمت؟".
" آدم....".
لكن آدم كان قد صار في المطبخ , كانت السيدة لاسي تضع الروستو في الفرن , فأبتسمت لدى رؤيتها الطبيب.
فسألها فجأة :
" أين ماريا؟".
" ذهبت للتنزه, كان رأسها يؤلمها".
" هل ستعود الى الغداء".
" طبعا, وألا كانت أخبرتني".
" أوه ..... سيدة لاسي.... هل سمعت ضجة مساء أمس؟".
" لا أعتقد, يا سيدي".
" شكرا , سأكون في الصالون الصغير أذا أحتجت لشيء ".
عاد آدم الى أمه التي كانت تذرع الغرفة طولا وعرضا في توتر شديد , وجلس على الأريكة فسألته:
" هل تريد أن تشرب شيئا , يا آدم؟".
سكبت جيرالدين كأسا لآدم وقدمته له ثم قالت:
" هل ترى.... هل ترى لورين غريفيتس؟".
" أحيانا , نعم , لماذا؟".
" هل ستتزوجها؟".
" كلا".
" كيف؟ هل غيرت فكرك؟".
" كنت أعتقد ذلك من زمان , لكنني أريد مثل بقية الرجال أن أتزوج من أمرأة عفيفة وطاهرة ,حتى ولو لم أكن أنا هكذا! هل أوضحت كل الأمر؟".
" لكن , آدم....".
منتديات ليلاس
" دعينا من الحديث الآن , سآخذ حماما قبل الغداء".
جرع كأسع دفعة واحدة وخرج من الغرفة.
أنتظرا ماريا حتى الساعة الواحدة والنصف قبل أن يقررا الجلوس للغداء , لكنهما لم يتمكنا من تذوق شيء , وخاصة آدم الذي كان قلقا ومتوترا.
وجيرالدين شيريدان بدأت هي أيضا تقلق , ربما ما كان عليها أن تتحدث الى ماريا بهذه اللهجة , لكنها أمس , شعرت بغيرة الأمومة وهي ترى الفتاة في أحضان أبنها, فهي تحب ماريا محبة كبرى , غير أنها لم تكن قادرة على القبول بخروج آدم عن سلطتها.



اماريج 25-02-11 11:36 PM


سألها آدم فجأة:
" بم تفكرين , يا أمي؟ لماذا لم تأت ماريا الى الغداء؟".
"لا....لا أعرف".
" ماذا قلت لها؟ أريد أن أعرف".
" آدم ! بالنسبة الى مساء أمس.....".
" دعينا من هذه القصة الآن , لنتحدث عن الصباح , ماذا جرى بينكما؟".
" لا شيء , لقد قلت لها ببساطة أن عليها أن تعود الى كيلكارني....".
صرخ بصوت غاضب:
" كيف! يا ألهي! لماذا قلت لها شيئا كهذا! الأمر لا يعنيك ".
" آدم! لا يكلم الأبن والدته على هذا النحو!".
" أكملي! ماذا بعد؟".
" هذا كل شيء , فكرت بمصلحتك .... بمصلحتكما , لا يمكن لماريا أن تظل هنا!".
" لماذا؟".
" آدم , ماريا ليست بورين غريفيتس....".
" لمن تقولين هذا الكلام!".
رفعت السيدة شيريدان يدا الى جبينها وقالت:
" آه , لا أشعر بأرتياح".
تمتم آدم وهو يقيس نبضها:
" أمي , أذا حدث شيء لماريا بسببك....".
صرخت وهي ترتمي على المقعد:
" آه ,كفى , كفى! لماذا أنت قاس مع والدتك؟".
منتديات ليلاس
رن الجرس , فترك آدم والدته وراح يفتح الباب , وأنتفض لرؤية لورين , أبتسمت له وقالت:
"حبيبي! أنتظرت حتى الآن كي تأتي وتعتذر مني...".
سألها آدم وهو يمرر يده في شعره:
" ماذا تفعلين هنا يا لورين؟ لم يعد بيننا شيء".
" لكن بلى, يا حبيبي , أين بأمكاننا الجلوس لنتناقش بأرتياح؟".
تردد آدم وقاد لورين الى مكتبه , بلطف وحزم , دفعها عنه عندما كادت أن تعانقه , فزمت شفتيها وقالت:
" أنت أنسان فظ , يا آدم , أتساءل أحيانا لماذا أحبك".
وقف آدم , قرب النافذة , ينظر الى الحديقة أمام المنزل , وقال بجفاف:
" أذا كان عندك شيء للقول , فبسرعة .....هيا ".
" جئت أقول لك.... أنني قبلت طلبك".
" قبلت ماذا؟".
" أنني مستعدة للزواج منك , يا آدم , والسكن هنا , وبأمكانك أن تستمر في العمل بالمستوصف , أذا كنت ترغب بذلك".
" لورين , أنتهى كل شيء .... بيننا ! قلت لك ذلك مساء أمس!".
" آدم , لا يبدو أنك تفهم ,أنا مستعدة أن أفعل كل ما ترغبه....".
" يا ألهي , لم أعد أحبك".
" آدم , ليس هذا صحيحا".
" بلى".
" لن تعمل معي هذا الشيء".
" وكيف تمنعينني من ذلك؟".
" نحن مخطوبان منذ زمن طويل , بأمكاني ... أن ألاحقك في....".
" آه لورين! أنت تستحقين الشفقة , لكن هذا يسيء الى صورتك وسمعتك!".
" لماذا تتصرف هكذا معي؟ كنت أعتقد أنك كنت تحبني!".
" وأنا أيضا كنت أعتقد كذلك, لقد طلبت يدك عشرات المرات عندما كنت ما تزالين مغرية بالنسبة اليّ, لكن لم يعد هذا واردا على الأطلاق , أنتظرت مدة طويلة ولم أعد مهتما بالأمر بعد الآن , الألفة تؤدي الى الكراهية أحيانا!".
" كيف تجرؤ على هذا القول....".
" لست أول أنسان في حياتك, يا لورين".
" الآخرون لم يعنوا لي شيئا".
" أنني آسف يا لورين , لكن لا فائدة بعد الآن".
" هناك أمرأة أخرى في حياتك , أليس كذلك؟".
" نعم , يا لورين , هناك أمرأة أخرى".
" من هي؟ ماريا؟ هي بالذات , أليس كذلك؟ هل أدارت لك ظهرها!".
قال بجفاف:
" لا أنوي أن أناقش الأمر معك".
" لماذا؟ أنها أمرأة مثل كل النساء , لا أكثر ولا أقل , أنك تميل الى الشابات اليانعات الآن؟".
تمتم بقسوة وهو يفتل معصمها:
" حذار , يا لورين".
تمكنت لورين من التخلص من قبضته لكنها خافت وتوجهت الى الباب , ثم قالت:
" أنا أشك بأنها تريدك بعد الذي أخبرتها به هذا الصباح!".
" هل رأيت ماريا هذا الصباح؟ أين؟".
" أنت مخنوق لتعرف, أليس كذلك؟".
" من مصلحتك أن تقولي , يا لورين ".
" حسنا , عظيم , كنت في السيارة صباح اليوم عندما ألتقيت بها , صعدت معي وأوصلتها الى الشارع العام".
" في أي ساعة؟".
" حوالي الظهر".
" ماذا قلت لها؟".
منتديات ليلاس
" ليس مهما ما قلته".
" لورين!".
" قلت لها أننا سنتزوج , أنت وأنا".
صرخ آدم بوحشية وقال:
" يا ألهي!".
أحتجت ثم قالت:
" كنت أعتقد أننا سنتزوج".
قال بلهجة أحتقار:
" بعد مساء أمس؟".
" كنت غاضبا مساء أمس , تصورت أنك ستغير رأيك....".
قال وهو يفتح الباب بعنف:
" لكن , لا , لم أغير رأيي , أخرجي من هنا , وألا خنقتك".



اماريج 25-02-11 11:37 PM

بعدما ذهبت لورين , أتكأ آدم بتعب على مصراع الباب وراح يفكر الى أين ذهبت ماريا ؟ لماذا لم تعد بعد , تذكر المرأة في الهايد بارك وأحتل الخوف قلبه.
عاد الى الصالون الصغير حيث جلست والدته فقالت:
" أنها لورين غريفيتس , أليس كذلك؟ ماذا تريد؟".
تردد آدم ثم رفع كتفيه وقال:
" وأت ماريا صباح اليوم , وتكلمت معها".
" أنت تسبب مشاكل لنفسك , هذا رأيي , ماريا تأخرت قليلا , لكنها عائدة , أنني أكيدة من ذلك".
في الساع السابعة مساء فقد آدم الأمل , بعدما أتصل بجميع المستشفيات في الجوار من دون جدوى , صعد في سيارته وراح يبحث عن الفتاة.
وبقيت جيرالدين شيريدان وحدها تذرع أرض المنزل ذهابا وأيابا بخطاها المضطربة , أختفاء ماريا يقلقها , لكنها مهمومة أكثر على أبنها , فآدم لم يعد يعتبر ماريا كقريبة مقربة , وهذا ما يصدمها , ليس بوسعها القبول بأن يكون أبنها الوحيد , الطبيب الشاب الطموح , مغرما بماريا , فهي لا تناسبه أطلاقا.
أخرجها رنين الهاتف من هواجسها , وبما أن السيدة لاسي خرجت في عطلتها ككل نهار سبت أسرعت والدة آدم لترد على الهاتف , كانت ماريا على الخط.
منتديات ليلاس
صرخت بعد أرتياح:
" ماريا ! يا ألهي , أين أنت؟ ماذا تفعلين؟".
" أنا في البيت , يا جيرالدين ,في كيلكارني".
" أنت تمزحين!".
" أخذت طائرة بعد الظهر , بعد حديثنا هذا الصباح.....لقد.... من األأفضل , على ما أعتقد , آدم.... هل هو عندك؟".
" كيف؟ آه, لا ! لا , ليس هنا".
سكتت السيدة شيريدان فجأة , لا تريد أن تخبرها عن ردة فعل آدم لأختفائها , شكرا لله , ماريا في أيرلندا! كل هذه المغامرة أشرفت على نهايتها.
قالت ماريا في خيبة أمل:
" آه ! هل بأمكانك أن تقولي له أين أنا , وتطلبي منه أن يلغي تسجيلي في المدرسة؟".
" طبعا , يا ماريا".
" هل بأمكانك أيضا أن ترسلي لي حوائجي؟".
" نعم , يا ماريا , والدك , ماذا قال عندما رآك بغتة؟".
" تعرفين والدي , كان فرحا لرؤيتي , على ما أظن , لكنه الآن في القرية , الى اللقاء ,يا جيرالدين".
" الى اللقاء , يا ماريا".
أقفلت السيدة شيريدان سماعة الهاتف وأطلقت تنهيدة عميقة , من السهل أرسال حقائبها وألغاء تسجيلها في المدرسة , لكن ماذا سيقول آدم!
عاد آدم بعد نصف ساعة , متعبا وخائر العزيمة.
فأسرعت اليه والدته وصرخت تقول:
" آدم! خبر مفرح! ماريا أتصلت منذ قليل".
" أين هي؟".
ترددت لحظة ثم قالت:
" أنها في أيرلندا , في البيت , في كيلكارني".
فوجىء آدم وذعر:
" ماذا؟ ذهبت الى أيرلندا؟".
" في طائرة بعد الظهر , قررت بغتة".
" هل شرحت لك السبب؟".
" كلا , كل ما قالته هو أن ذلك أفضل , أنها على حق ,أليس كذلك يا آدم! .... آدم ! ماذا هناك؟".
منتديات ليلاس
صعد الطبيب السلالم بسرعة ثم ألتفت الى والدته ليقول :
" الغلطة غلطتك , وغلطة المخلوقة التي كانت هنا بعد الظهر".
" آدم , لم أقل لها أن تذهب".
" هذا لا يهم".
لحقته جيرالدين بسرعة حتى غرفته , كان يخلع كنزته ويرتدي بزة فسألته:
" ماذا تفعل؟".
" أنا ذاهب الى أيرلندا لأعيد ماريا الى هنا".
" آدم , هذا مستحيل! لكن , لماذا ؟ لماذا؟".
" ليس الآن يا أمي , أتصلي بهادلي , وأطلبي منه أن يحل مكاني , حتى نهار الأثنين , قولي له أن الأمر يتعلق بأمور عائلية , لا أكثر ".
" هل بأمكاني المجيء معك؟".
أجابها بجفاف وبريق سخرية في نظرته:
" لا أعتقد".



اماريج 25-02-11 11:38 PM


أستيقظت ماريا بأنتفاضة , طرقات متواصلة وملحة على الباب , أشعلت الضوء ونظرت الى ساعة يدها , أنها الساعة الواحدة ليلا , من يطرق الباب في هذه الساعة , في قلب القرية؟
خرجت من سريرها وأرتدت مئزرا قطنيا , راحت الكلاب تنبح , ووالدها ينزل السلالم ,فتحت باب غرفتها بحذر وخرجت الى الممر على رؤوس أصابعها.
رأت والدها ويرافقه كلباه , يفتح القفل ثم الاب.
وظهر شبح رجل في الظلام.
صرخ باتريك شيريدان غير مصدق:
" آدم ! هل والدتك معك؟".
قال آدم وهو يدخل البهو:
" كلا, أنا وحدي".
" هل حدث مكروه لجيرالدين؟".
طمأنه آدم فواصل زوج والدته يسأل:
" ماذا تفعل هنا في نصف الليل , الساعة تجاوزت الواحدة!".
منتديات ليلاس
" أعرف , لو لم تتعطل سيارة التاكسي من دابلين الى هنا لوصلت باكرا , لأنني أضطررت أن أمشي بقية الطريق على قدمي , أريد أن أرى ماريا".
قشعريرة رعب أكتسحت الفتاة من رأسها حتى قدميها .
" من الأفضل أن تنتظر الى نهار غد , يا بني , ماريا نائمة منذ مدة طويلة".
صرخت ماريا وهي تهبط السلالم , وهي تعي أن شعرها مشعث ومئزرها قديم.
" لست نائمة يا أبي....".
رفع آدم عينيه اليها , فألتقت نظراتهما , وشعرت ماريا أنها تنهار أنفعالا , لكن السيد شيريدان بدا مزعوجا , وقال:
" ماريا! الى السرير! في الحال! ليس الآن وقت الزيارات أو الأستقبالات! آدم ستراها في الغد صباحا".
" كلا , يا باتريك! يجب أن أكلمها في الحال!".
" أسمع يا آدم, نحن لسنا في لندن , أنما في كيلكارني , الحياة ليست عصرية هنا , وماريا ما تزال فتاة صغيرة....".
" عمري 18 سنة , يا أبي".
قال والدها بقسوة:
" الى السرير يا ماريا ".
أطاعت ماريا آسفة وعادت تتسلق السلالم , قم قال السيد شيريدان موجها كلامه الى آدم:
" أما بالنسبة اليك , يا بني, فبأمكانك أن تنام على هذه الأريكة , سأجلب لك غطاء".
منتديات ليلاس
وافق آدم ودخل الى الصالون وأشعل الضوء وتفحص الأريكة , لن يكون نوما مريحا , لكن على الأقل , هو الآن هنا في كيلكارني , قرب ماريا.
جلست ماريا على سريرها وسمعت والدها يتمنى ليلة سعيدة لآدم ,أطفأت ضوء غرفتها بسرعة , فلم تكن ترغب أن يأتي والدها ويصب عليها الأسئلة الحرجة , في كل حال هي تجهل سبب قدوم آدم الى كيلكارني.




اماريج 25-02-11 11:40 PM

أنتظرت حتى عم الصمت من جديد في المنزل ثم فتحت باب غرفتها وهبطت السلالم , الكلاب كانت نائمة في البهو لكنها لم تنبح عندما مرت ماريا قربها , فتحت باب الصالون ودخلت.
ضوء شحيح يضيء الغرفة وآدم ممدد على الأريكة , ولاحظت ماريا أن صدره العاري قد لونته الشمس بأشعتها.
فتح عينيه عندما سمع الباب ينغلق وشاهد الفتاة.
فسألها:
" هل يعرف والدك أنك هنا؟".
" كلا , أنتظرت حتى ينام من جديد".
" ماذا سيقول أذا رآنا معا ؟ ما كان يجب أن تنزلي".
" سيفكر الشيء نفسه الذي فكرت به أمك!".
" ربما ,ماريا , علي أن أكلمك حول حادثة مساء أمس , لكن الوقت لا يسمح ولا الظروف".
" لم لا؟ آدم , لماذا جئت الى هنا؟".
" جئت لأراك , أردت .... أردت أن أشرح لك".
" في ما يخص مساء أمس؟ لا أريد شرحا , أنه ظرف طارىء , ألم تقل هذا أنت؟ ويارتك ليست ضرورية , أنا أفهم جيدا , تريد الزواج من لورين ,أنا آسفة لأختفائي على هذا النحو".
كان وراءها وهي تشعر بدفئه , قال بصوت مبحوح:
" أخرسي! أخرسي والا ... وألا....".
منتديات ليلاس
أمسك بكتفيها وجذبها الى جسمه القوي وقال بشغف:
" ماريا , أنا بحاجة اليك ...أريدك ....لا يمكنني أن أعيش من دونك".
شعرت ماريا بدفء وحرارة وأنفعال , كلها تخترق جسمها , وضعت ذراعها وراء عنقه وأقتربت منه وهمست تقول:
" آه , يا آدم , ألم تعد تعتبرني فتاة صغيرة شقية؟".
عانقها آدم وهمس يقول:
" أنا أحبك , بالنسبة الي لم تعودي فتاة صغيرة , يا ماريا".
أحمرت ماريا بلطف , تناول آدم سيكارة من جيب سترته وأشعلها ثم لمس خدها الحار وسألها:
" هل تعودين العودة معي الى أنكلترا؟".
" لكنك تريد أن تتزوج من لورين".
" لا أريد أن أتزوج من لورين . لا الآن.... ولا أبدا".
كانت أصابع يديه تمتد الى جلدها الناعم وكان يردد قائلا:
" ماريا! أنت لا تفهمين , أنني أحبك , أريد أن أتزوجك".
" لكن ... لكن لورين؟".
" لورين كذبت عليك . قلت لها مساء أمس أن كل شيء أنتهى بيننا".
" آه , آدم! لا يمكنك أن تتزوجني! والدتك لا تريد هذا!".
أطفأ آدم سيكارته بعنف وجذب ماريا اليه من جديد وقال:
" أنا الذي أختار زوجتي وليس والدتي , آه , ماريا! كم أود أن نصبح متزوجين ! أنني أريدك كالمجنون!".
أقتربت ماريا منه , لكنه دفعها قائلا:
" كلا! ليس بعد! لا أريد أن يحصل شيء بسرعة وبساطة , نامي , يا ماريا , وألا فأنني لا أتحمل الصمود".
مظرت اليه ماريا بحنان وقالت:
" أتفقنا , لكني سلأفيق باكرا في صباح الغد".
أجابها وهو ينظر الى الأريكة بسخرية :
" أنا أيضا, من دون أي شك".
بعد مرور شهرين , أستيقظت ماريا في منتصف الليل على صوت الهاتف , ولما فتحت عينيها , كان آدم قد أشعل الضوء ورفع السماعة.
تزوجا وأمضيا خمسة أسابيع في رحلة شهر العسل أمضياها في اليونان , وعادا الى لندن منذ أسبوع فقط.
قال آدم وهو يلتفت الى ماريا:
" علي الذهاب , السيدة سميث على وشك أن تضع جنينها وتريد طبيبا".
منتديات ليلاس
جذبت الفتاة زوجها نحوها فقبلها وهمس في أذنها :
" ماريا , يجب أن أذهب , لن يطول الأمر , أعدك بذلك ".
تنهدت ماريا وقالت:
" أتفقنا , من حظي أنني لم أفق في منتصف الليل قبل الآن".
نهض آدم من سريره الزوجي بهدوء وأرتدى ملابسه , ولدى عودته في الرابعة والنصف , كان المطبخ مضاء وماريا تحضر القهوة .
" أردت أن أفرحك".
شربا القهوة ولاحظ آدم قائلا:
" أنها المرة الأولى تحضر القهوة لي خصيصا وسط الليل ".
" لكن ,لم يسبق أن تزوجت من قبل , أليس كذلك ؟".
نظر اليها آدم بفرح وأحس برغبة بعد أن أستنشق عطرها :
" هيا بنا الى النوم".
" هل تعتقد أن لديك وقت؟".
حملها آدم بين ذراعيه وأجتاز الممر وبدأ يصعد السلالم وهمس بلطف:
" معك, لدي كل الوقت!".
كانت ماريا أمرأة سعيدة.


تمت والحمدلله
قراءة ممتعة للاعضاء وللزائرين
وكلي امل انو اختياري نال رضاكم ياحلوين:flowers2:
:liilas:

الجبل الاخضر 26-02-11 03:27 AM

:55::55::55:برافو :55::55::55:برافو :55::55::55::flowers2:تسلمين :55::mo2:روعععععععععععععععععععععه :55:وشكر :flowers2:لمجهود:friends: وننتظر :dancingmonkeyff8:جديك:8_4_134:

طيف السما 26-02-11 04:40 AM

ياهلا بروايات الذواقه اليلاسيه الرائعه على فكره انا دلوقت بدور فى قاموس اللغه على كلام جديد علشان اكتبه لكى لان بصراحه اصبح من الصعب وجود كلام يعطيكى حقك:8_4_134::friends:

قماري طيبة 26-02-11 01:41 PM

رواية قمة في الروعة سلمت يداك عليها .....بارك الله فيك ورحم الله والديك يعطيك ألف عافيه

Rehana 26-02-11 08:34 PM

يعطيك العافية حبيبتي على نقل الرواية
واكيد هي حلوة لأنها من اختيارك ياعسل (^-^)




اماريج 26-02-11 10:22 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الجبل الاخضر (المشاركة 2649389)
:55::55::55:برافو :55::55::55:برافو :55::55::55::flowers2:تسلمين :55::mo2:روعععععععععععععععععععععه :55:وشكر :flowers2:لمجهود:friends: وننتظر :dancingmonkeyff8:جديك:8_4_134:


الله يسلمك حبيبتي
وشاكرة لك مرورك وتواجدك فيها ياعسولة الرواية نورت فيك ياحلوة وثانكس على الوردات الحلوين
:flowers2:
:liilas::liilase:

اماريج 26-02-11 10:28 PM

]

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طيف السما (المشاركة 2649524)
ياهلا بروايات الذواقه اليلاسيه الرائعه على فكره انا دلوقت بدور فى قاموس اللغه على كلام جديد علشان اكتبه لكى لان بصراحه اصبح من الصعب وجود كلام يعطيكى حقك:8_4_134::friends:



اهلا وسهلا بالامورة :flowers2:
صراحة مرورك العطرياعزيزتي دوما مصدر سعادة لي ^_^
ربي يسعدك ويحفظك ياغالية :Welcome Pills4:
وشاكرة لك تواجدك وتعليقك يلي هو اكثر من رائع :c8T05285::rdd12zp1:
منورة ياقلبي
:flowers2:
:liilas::liilase:

اماريج 26-02-11 10:30 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قماري طيبة (المشاركة 2649882)
رواية قمة في الروعة سلمت يداك عليها .....بارك الله فيك ورحم الله والديك يعطيك ألف عافيه


ياهلا وغلا بالامورة :flowers2:
اسعدني جداااااااطلتك الحلوة ياعسل وربي مااتحرم منها ابدااااا ياغاليتي :Welcome Pills4:
والله يسلمك يالغلا كله منورة ياعمري
:flowers2:
:liilas::liilase:

اماريج 26-02-11 10:34 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Rehana (المشاركة 2650217)
يعطيك العافية حبيبتي على نقل الرواية
واكيد هي حلوة لأنها من اختيارك ياعسل (^-^)




ياهلا وغلا بحبية القلب قمورة
صراحة الرواية زادت نور على نور بهالطلة الحلوة ياغالية
وشاكرة لك ثقتك فيا ويارب تعجبك مثل ماعجبتني واكثر :lol:
منورة ياقلبي
:flowers2:
http://up.liilas.com/uploads/thumbs/...2987524631.jpg


الجبل الاخضر 27-02-11 01:50 AM

:55::55::55:برافو :55::55:برافو :55::55:برافو :55::55:برافو :flowers2:تسلمين :friends:اختبار مررررررررره :55:يجنن :dancingmonkeyff8:نتظر :mo2:جديدك:flowers2::8_4_134:

hamesha 27-02-11 04:57 AM

rewayaaa jamilaa jidannn chokrann lakiii

اماريج 28-02-11 08:34 PM

ياهلا وغلا بااحلى ليلاسيات
منورين صراحة واسعدني جداااااااااامروركم وتواجدكم فيها حبيباتي
دمتم بالف خير ياحلوات:flowers2:
:liilase::liilas:

أنفاسي تياقو 02-03-11 02:42 PM




آبدعتي امآآآآريج ..|~
عودتينآ ع ابدآآآعك ..|~
لآتحرمينآآ جديدك ..|~

وآنتي احلى ششيئ في ليلآس ..


سفيرة الاحزان 02-03-11 06:02 PM

تسلمي يا قمر على ابداعك الجميل يارب مستمر دائما

اماريج 02-03-11 08:48 PM

الله يعافيكم ويسلمكم ياامورات
ويارب مااتحرم من هالطلة الحلوة ابدااااااا
وسعيدة كتيررر انها عجبتكم:)
منورين يالغوالي:flowers2:
:liilase::liilas:

زهرة منسية 16-04-11 10:32 PM

حبيبتى أماريج عايزاكى تكونى وثقه ان الروايه طالما من اختيارك وكتباها باناملك الرقيقه فاكيد هتعجبنا :55::55::55::55::55: وكمان الكاتبه ان مثير روايتها رائعه يسلم ايديكى وموفقه حبيبتى:rdd12zp1::Thanx::rdd25hn7::103gi::8_4_134:

شمس المملكة 17-04-11 12:16 AM

روووعة

يسلموووووو

ندى ندى 17-04-11 06:18 PM

روووووووووووووووووووووووووعه

prof.eman 06-01-13 06:29 PM

رد: 120_ اتيت من بعيد_ ان مثير _ روايات عبير القديمة(كاملة)
 
الف شكر علي المجهود الرائع

جوهرة الدانة 09-12-13 06:57 PM

رد: 120_ اتيت من بعيد_ ان مثير _ روايات عبير القديمة(كاملة)
 
شكرا :8_4_134:

doda qr 27-03-17 11:26 AM

رد: 120_ اتيت من بعيد_ آن مثير _ روايات عبير القديمة ( كاملة )
 
مره حلوه شكراااااا

موكا موكا 26-04-17 01:55 AM

رد: 120_ اتيت من بعيد_ آن مثير _ روايات عبير القديمة ( كاملة )
 
رااائع مشكوره

Solty rivan 07-11-17 02:13 PM

رد: 120_ اتيت من بعيد_ آن مثير _ روايات عبير القديمة ( كاملة )
 
حالا حبدأ قرايا الروايه ومتأكده انها رائعه لانها من اختياراتك

Emah 29-11-17 07:47 PM

رد: 120_ اتيت من بعيد_ آن مثير _ روايات عبير القديمة ( كاملة )
 
https://pbs.twimg.com/media/DHqr5p0XUAAnx4P.jpg


nice one :55::55::55::55:

الاميره ناديه 16-02-18 03:12 AM

رد: 120_ اتيت من بعيد_ آن مثير _ روايات عبير القديمة ( كاملة )
 
مشكوره الروايه حلوه

SHELL 23-10-18 05:42 AM

رد: 120_ اتيت من بعيد_ آن مثير _ روايات عبير القديمة ( كاملة )
 
https://ecoleprimaireslouguia.files....2015/08/e5.gif

سماري كول 07-07-20 02:52 PM

رد: 120_ اتيت من بعيد_ آن مثير _ روايات عبير القديمة ( كاملة )
 
يسلموا ع الرواية الجميلة


الساعة الآن 07:38 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية