منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المكتمله (https://www.liilas.com/vb3/f717/)
-   -   قيود الماضي ، للكاتبة : الملكة الأم .. (https://www.liilas.com/vb3/t153241.html)

♫ معزوفة حنين ♫ 23-12-10 05:09 AM

قيود الماضي ، للكاتبة : الملكة الأم ..
 




صبـــآإح الخير آل ليـــلآإس ..

رجعت لكم بـ قصة / قيود الماضي ، للكاتبة / الملكة الأم ..

ان شــــآإء الله تعجبكم ..

اترككم مع مقدمة الكـــآإتبة والجزء الآول ..




♫ معزوفة حنين ♫ 23-12-10 05:11 AM

اقتباس:

مقدمة لابد منها

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


عدت بعد غياب قصري

عدت لكم

لأدعوكم للابحار في روايتي الجديدة

راجية من الله تعالى أن تعجبكم






الحياة مليئة بالقيود


والقيود تختلف

كما الاشخاص

وبأختلافها يختلف تصرف كل شخص تجاهها


قيود قد تلتف على صاحبها فتكبله


وقيود اخرى يرفضها شخص اخر


وكلا الشخصين ومهما حاولا الفرار منها

ستلحقهما


كما صاحبنا

او بطلنا هذا

الذي حاول فك قيوده

والذي استوحيت من قصته الحقيقة

روايتي بعد أن غيرت احداثها

واضفت الخيال

كما افعل في كل مرة

عندما تأسرني

شخصية ما


مع الفرق

أني تفاعلت مع قصته بكل جوارحي

وانزعج أهلي من حزني عليه


اترككم معه


ولتعذروني على أي قصور


في رواية جديدة


فيها بعض من التشويق

والاثارة

وبعض من الرومانسية اكيد...




ووجب علي أن أتوجه بجزيل الشكر لأختي منى

ومعهد النور في قطر

متمثلة في مديرة المعهد الانسه : حياة نظر

والسيد حسين الحداد

لمساعدتي في فهم طبيعة حياة المكفوفين ولتزويدي بالكتب المناسبه لبحثي









17 ابريل 2009






اختكم العوده


الملكة الام

:flowers2:

♫ معزوفة حنين ♫ 23-12-10 05:13 AM






قيود الماضي




الجزء الاول



كان ناصر يمشي خلف العامل وهو يدفع عربة الحقائب وجاسم يمسك كوعه الايسر

ويتوجه معه لمخرج المطار،كان يبحث عن السائق بين الاشخاص الواقفين خلف

حاجز زجاجي والبعض منهم ممسك بورقة كتب عليها اسم الراكب بالانجليزية

عندما لمحه أسرع نحو الباب. أكمل طريقه حتى خرج هو أيضاً ليجد السائق

بانتظارهم ليأخذ منهم الحقائب ويسبقهم للسيارة وهم في أثره..


وضع ناصر يد جاسم على سقف السيارة ليساعده في دخول المرسيدس البيضاء

وانتظره الى أن تلمسها والباب ايضاً ثم المقعد بظهر يده ثم جلس فأغلق الباب

ودار خلفها وجلس بجانبه وخلف السائق والتفت الى جاسم وقال : استانست ؟؟؟

رجعتنا حق الحر والرطوبه...


جاسم وابتسامته على وجهه: يازين حرها ورطوبتها...اسمها بلادي...جني غبت

عنها سنين.. لكن تصدق حسيت بالرطوبه اول مانزلت على الدرج ...حسيت نسمي

بيوقف بس ثواني وتذكر جسمي ورجع كل شي طبيعي...


ناصر: لازم ...مالوم جسمك ياعوينه انصدم ...عقب الثلج والبرد ...يواجهه ذا...

جاسم: شفيك صاير حنَان ... اللي يقول مولود في كندا الاخ...

ناصر: لا وانت الصادق مولود في الربع الخالي....

جاسم: مشتاق لأبوي ولأمي ومحمد وعايشه والعنود وحتى لشمي ....

ضحك ناصر وهو يقول: لشمي!!!!! بس ؟؟؟ وباقي الخدم ؟؟؟ وشاكر الطباخ؟؟

جاسم: لشمي غير ...بس تصدق ...لهم بعد وحشه....

ثم سأل السائق: كيف انت بابو؟؟؟ تيكا؟؟

هز رأسه بقوة وهو يقول: همدلله ...انت كويس ...انا كويس...

جاسم : اكيد الحين راسك يهتز ...بسك نثرت الدهن علينا....الله ياخذك..كل هالسنين

عندنا وللحين تترس راسك دهن !!!

بابو وهو يضحك : بابا انا لازم oil ... راس مال انا اور...

جاسم : الا قول بعدين راس مال انت مافي مخ...

ضحك ناصر لجملته وقال: سندرتنا معاه... محد يسلم من لسانك انت..

مرت السيارة من خلال بوابة المواقف بعد أن سدد السائق مبلغ عن الانتظار

وانطلقت في شوارع الدوحة...

جاسم : تراهن؟؟

ناصر: اراهن على ايش؟؟

جاسم : أن العنود تنطرنا في الحوش...

ابتسم ناصر وهو يتخيلها ترتدي شيلتها الكبيره وتجلس على أحدى كراسي الحديقة

البيضاء غير مبالية بالرطوبة ولا بالحر....لطالما انتظرتهم ...او بالاحرى لطالما

انتظرته...واخذ يتذكر أنها ومنذ الصغر وهي تنتظره عند باب الفيلا ليأخذها للبقالة

كما عودها وعلى الرغم من معارضة امها ...



كانت في الثالثة عندما رأها لأول مره ...كان في الخامسة عشر من عمره وقد

وصل لبيتهم بعد رحلته الشاقة وجلس على احد المقاعد ينتظر وهو في غاية

الارتباك عندما لمحها وهي تطل عليه من خلف الباب وتهرب أن رأها ...عندها

سمع خبطة ثم بكاء فعرف أنها ارتطمت بشي فهرع لها ووجدها جالسة على

الارض تمسك برأسها وتبكي...فأمسك برأسها يفركه وهو يقول: أسم الله عليج...

عورج الباب؟؟؟ انا بطقة شوفي ...( ثم خبط الباب بيده فاستغربت وسكتت فأعاد

الكره وضربه ثانية فضحكت) فقال وهو يلمس وجنتها بظهر كفه : لا تخافين

ياحلوة...دام انا هنيه لا تخافين ...



ومنذ تلك اللحظه وهي لا تخاف من أحد لوجوده بجانبها ولا يجروء احد على

اغضابها حتى والديها.. الجميع تذمر من دلاله لها ولكنه لم يهتم ابدا ودأب على

حبه لها واهتمامه الكلي بها...كان لها بمثابة الوالد وكانت له بمثابة البنت....رغم

أن الفارق بين سنوات عمرهم لا يتجاوز الاثنا عشر سنة...والان صار عمرها18..

لم تكن تلك الطفلة الشقية والمتعبه بل كانت حنونه وطيبه على عكس اختها عائشة

والتي كانت تقلب البيت على رؤوسهم كلما ارادت شيئا....والتي لم تكن طفولتها

هادئه ابدا...وتفعل اي شي لتحقق مرادها...



توقف عن تفكيره عندما احس بلمسة جاسم وهو يقول: اللي ماخذ عقلك...والا

رقدت؟؟؟

ناصر: لا ...وين ارقد واحنا في السيارة... بزر قالولك ؟؟؟

جاسم : محشوم ...الا شيخ الشياب...

وعاد الصمت لهم الى أن قطعه جاسم ثانية : أنا خايف....

ناصر وهو يلتفت له : وليش خايف؟؟

جاسم: كيف بدخل بيتنا وانا بهالحاله؟؟؟؟ فرق بين اخر مره طلعت منه وبين

دخولي اليوم..

ناصر: تعوذ من ابليس...أنا معاك لين ما ترقد...وبَعلم الاهل كل شي علمونا اياه...

ولا تنسى أن بيتي هنيه ...حذاك...تلفون واحد وانا عندك...كل شي في بدايته

صعب...بس كلها ايام وتتعود على الوضع ويتعودون هم عليه بعد...المهم أنك

رجعت لهم سالم...

جاسم: تصدق... ساعات افكر ....يمكن الله راد لي هالشي عشان ماحس

بغيبتها...ما اقدر اتخيل اي مكان في الدوحه بدونها...

ناصر: اذكر ربك يا رجال...قول لا اله الا الله...

جاسم: لا اله الا الله....بس...

ناصر: بلا بس بلا خرابيط...احنا قربنا من البيت...لازم لي نزلت ترسم البسمه على

وجهك..لو ماقدرت...مَثّل....المهم لاتخليهم يحسون باللي فيك....اللي جاهم

يكفيهم...أنت مؤمن والمؤمن مبتلي....والوضع مهب دايم مثل ماقال الدكتور...


صد جاسم بوجهه وهو يتنهد بقوة...كان القلق يسيطر عليه من مستقبله مع اهله...

وصلت السيارة الى اطراف مدينة الريان واقتربت من بوابة كبيرة ودخلت منها الى

حديقة كبيرة وحولها عدة فلل بنيت على شكل مستطيل ولفت حولها الى أن توقفت

أمام اكبرها وما أن فتح ناصر بابه وخرج حتى انتبه الى العنود التي اقبلت تركض

وتفتح الباب لجاسم وتميل عليه لتحضنه وتقبله وهي تصرخ : الحمدلله على

السلامة حبيبي....الحمدلله على السلامة...مابغيتوا تجون...من مساعه وانا

انطركم...

وقف ناصر خلفها وهو يراقبها الى أن سمع حشرجة صوتها أحس أنها ستبكي

فقال: وانا مالي الحمدلله على السلامة؟؟؟


اعتدلت في وقفتها وقد ارتسمت البسمة على وجهها والدموع تملأ مقلتيها ورأت

وجه ناصر بابتسامته المميزه كل ما قابلها....مدت يدها لتسلم عليه فأبقى كفها

الصغير في كفه بدون حتى أن يهزه وكأنه عاد في تلك اللحظه فقط...كان هذا السلام

فقط هو المسموح له...مع أنه كان بوده لو حملها وضمها بقوة وقبلها على وجنتها

الناعمة مثلما تعود في صغرها...لكنها للاسف لم تعد تلك الصغيرة وعليه أن يعترف

بذلك...


قالت بعد وهله: اصلاً توه نور بيتنا يوم انت رجعت...

ناصر: انا ماقلتلج أني ماتحمل اشوف دموعج؟؟

مسحت عيناها بسرعه وانتبهت لجاسم الذي خرج بهدوء من السيارة ووقف

بجانبهم يتابع حوارهم وهو يمسك بالباب وينتظر ناصر ليساعده فعرضت عليه

المساعده...

العنود: عطني ايديك بوصلك داخل...

جاسم وهو يبتسم لها : خلي ناصر يساعدني وانتي روحي افتحي الباب لنا ونادي

الخدامات خل ياخذون الشنط...

تقدمتهم وهي تصرخ قائلة: ياويلكم لو ماجبتولي الاغراض اللي وصيتكم عليها...

راقبها ناصر وهي ترتقي درجات المدخل الكبير ولاحظ أنها مرتدية شيلة صلاة

كبيرة على رأسها لتغطية مع فستان قصير واسع ملون اسفله بنطال جينز ....مال

ناصر على جاسم واخبره أنهم سيصعدون 3 درجات واخذ يصعد ويقف عند كل

سلمه ليلحقه جاسم الذي اخذ يتبعه بمنتهى الحذر لئلا يسقط وهو لازال ممسكا

بذراع ناصر...واخيراً وصلا للباب المفتوح والذي وقفت بجانبه العنود وهي تشير

للخادمة أن تحمل الشنط للداخل ...

وسألت ناصر: وينهي شنطتك؟

ناصر وبدون أن يلتفت :السودا الكبيرة ....والسودا الصغيرة لج...

العنود وهي تكاد تقفز من الفرحة: يعني مانسيتني!!!!

وقبل أن يرد عليها اقبل عليهم ابو جاسم وامه فأفسح لهم المجال خصوصاً عندما

انضمت لهم عائشة ايضاً ووقف جانباً يراقب الكل واستقر نظره على العنود التي

اشرفت على الخادمات ووزعت الحقائب عليهم وامرت بأخذ حقيبة ناصر الى

بيته...



كانوا واقفين في البهو الواسع ذا الارضية المكونه من انواع الرخام الايطالي

المصقول مع تشكيلات من الموزاييك الملون الذي يمتد حتى نهاية الصالة وفوقهم

ثريا من الكريستال النقي..

بعد أن انتهوا من الاستقبال انتبه ناصر للأب وهو يتهيأ لسحب جاسم من يده فأشار

له بيده بالا يفعل واقترب ووضع يد جاسم على ذراعه وساعده ليدخل للصالة

واشار للعائلة بأن يراقبوا تصرفه...ومشى بهدوء للصالة هم يتبعونه الى أن

أوصله لمقعد منفرد فأمسك يد جاسم ووضعها على ظهر المقعد وتركه وجلس في

المقعد المجاور له وهو ينظر لهم يراقبونه ودموعهم تتساقط .أخذ جاسم في تلمس

ظهر المقعد ثم اسفل المقعد وعندما تبين حجمه جلس عليه بسهوله وسط انبهار

اهله من الموقف...

سأل جاسم : عيل وين محمد؟؟؟

أبوه : عليه زام ...الصبح بيخلص...

عائشه : وشو يعني زام؟؟؟

جاسم: يعني شفت...وردية ليل...

عايشه: اهااا

كان ناصر يراقب العنود عندما وقفت خلف مقعد جاسم ثم غيرت رأيها وجلست

على الارض بجانب رجله وأمسكت يده اليسرى ووضعتها على رأسها وقالت: ترى

أنا قاعده عند ريولك مهب ترفسني ...


ابتسم ناصر وقال جاسم:ليش قاعده على الارض؟؟؟ خلصت الكراسي؟؟؟ اخَبر

الصالة كلها كراسي...ليكون امي انتهزت فرصة سفري وعطتهم الفقارى...

العنود وهي تضربه على رجله : شدعوه!!! كراسينا عاد؟؟؟

جاسم: والله ان امي تسويها....كل اللي عندها للفقارى وحتى اللي عندنا بعد...

أمه: اجمّع لكم الاجر...بينفعكم يوم القيامة...

جاسم: جزاج الله كل خير بس لايكون تبرعتي بثيابي اللي في الكبت؟؟؟ ادري بج

كل كم شهر اجي القى كبتي فاضي مافيه الا ثوبين...

ابوه: الا طرشتني اخيط لك طاقة...10 ثياب ....

جاسم: فديتها اللي تحاتيني...اوف ...ليش لاصقة عنود؟؟؟

العنود: كيفي...ابغي اقعد احذاك...وحشتني...

ناصر: العنود...قومي اسحبي ذاك الكرسي واقعدي عليه احذا جاسم...

أطاعته كعادتها ثم جلست على المقعد الذي سحبته ...لم تكن تعصى له امر مهما

كان...

ناصر لأم جاسم: غرفة جاسم جاهزه؟؟؟ لازم يروح يصلي ويرتاح شوي..

أمه وهي تقف : أيه جاهزة بتروح ياولدي؟؟؟

جاسم: ايه يمه..بس ناصر بيساعدني اليوم...

أمه وهي ترى ناصر يتجه له: أنا بعد بوديك...

أمسك ناصر يد جاسم ووضعها على ذراعه وجعله خلفه بنصف خطوة تقريباً ثم

اتجه للدرج ...كانت الصالة فسيحة ومكونه من 3 جلسات كل منها ذات لون جذاب

وفي الوسط كان هناك مقعد عنابي دائري كبير يمكن تفكيكة لمقاعد صغيره بدون

ظهر لأضافتها الى أي جلسه...أشار عليه ناصر وهو يقول لأم جاسم: هذا لازم

ينشال من هنيه...لازم نشيل الاشياء اللي مالها داعي من طريقه عشان مايطيح..

الام: أن شاء الله يمه...


صعدوا لغرفة جاسم ودخل ناصر اولاً وفحصها ثم ساعد جاسم على الجلوس على

سريره الذي احتل جانب كامل وفي الزاوية كان هناك جلسة امريكية بسيطة زرقاء

اللون تناسب الستارة المقلمة بالازرق والاصفر ومن بعدها غرفة الملابس الواسعة

والتي تؤدي الى الحمام ...


سأل جاسم: وين عصاك اللي عطوك اياها؟؟

جاسم : طويتها وحطيتها في شنطة اليد اللي كانت عندك...

ناصر: بجيبها لك بعد شوي بس الحين لازم تتلمس طريقك في الحجرة وتعرف

طريقك عدل لين غرفة الملابس والحمام...وانتبه زين ...

نزل ناصر للصالة وبقيت امه معه وانتهز الفرصة ليتحدث معهم بدون أن يكون

جاسم معهم....


اتخذ مكانه في الجلسة وكانوا وكأنهم ينتظرون عودته فقد فكانوا منتبهين له عندما

قال: الحين احنا لازم نحاول نساعد جاسم بس عشان يعتمد على نفسه مش عشان

يتكل علينا في كل صغيره وكبيرة...اليوم وبكره راقبوني عدل وسووا مثلي...ولا

تسمحون حق حد يقول قدامه مسكين...كله ولا العطف والشفقة...لازم نساعده على

أن يعيش بأمان لين ربكم يرد له نظره...لما تمدون ايديكم عشان تسلمون والا

عشان تعطونه شي لازم تقولون له لأنه معاد يشوفكم...والاكل لما ينحط في صحنه

لازم ينحط بطريقة بسيطة ونعلمه وش فيه...مثل الساعة عشان يقدر يستوعب

مكان الاكل...عشان ياكل بروحه وبشكل مريح...وبالنسبة لتحركاته عنده عصا

بيضا خاصة تساعده على المشي...عطونا اياها هناك...


واكمل: طبعاً انتوا كلكم لاحظتوا كيف اتصرف مع جاسم...حركات بسيطة لو تعودتو

عليها بترتاحون وبيرتاح جاسم...الدكتور قال انه فقد نظره بسبب صدمه نفسية

وممكن يرجع له عادي ...اما بسبب صدمة ثانية او فجأه وبصورة عادية ...

قاطعهم صوت طرقات على الباب وجرت العنود لتفتحه ليدخل حسن ابن عمها

ويتوجه للصالة وهو يسأل: وصل جاسم؟؟؟


لم يكن لينتظر اجابتها ولكنها تبعته مسرعة وهي تحاول أن تجيبه حين سلم على

عمه وعلى ناصر وجلس على الاريكة بجانب عمه وقال: أول عليك جاسم ...

عمه: الله يرحم والديك...شحالك ياولدي؟؟؟

حسن: بخير يبه..طمني عن جاسم...

عمه: يسرك حاله...

حسن: أنا ماقدرت اروح اشغالي الا لين جيت وتطمنت عليه....

عمه: فيك الخير ياولد اخوي...


لم يزيح ناصر عيناه عن العنود التي جلست مقابل حسن تتأمله مأخوذة به...كان

حسن شاباً وسيماً أنتهى من دراسته الجامعية منذ شهور ويعمل في شركة راس

غاز في وظيفة مرموقه...

أبو جاسم: قومي ياعنود قهوينا...

حسن: خاطري في شاي..

صبت لأبيها قهوة وله شاي وناولته اياه وكادت أن تسكبه عليه من فرط ارتباكها

ولكنه امسك الفنجان في اخر لحظة وهو يبتسم لها ...


مالت عليها اختها لتقول لها شيء ولكنها اشارت لها بالانتظار ولم تتمالك عائشة

نفسها فقالت بصوت عال وحاجبيها مرفوعة: حسن بتعشى معانا؟؟؟

حسن بامتعاض: لا مشكورة..تعشيت مع امي قبل لا اجي....

عائشة: احسن...

ابو جاسم باندهاش: وشو؟؟؟

عائشة: ولا شي...كنت اقول خسارة...خاله مهب جيد...

حسن: شدخل خالي الحين....!!!! يابلفيت تعرفين امثله قطرية...يالانجليزية...

عائشة: اعرف غصباً عنك...يبه مهب انت كله تقول اذا جيت على الاكل ان خالي

جيد؟؟

ابو جاسم: ايه...بس مهب معناه انج تقولين لولد عمج ان خاله مهب جيد...استحي

يابنت...

عائشة: قلت الصج...( وبصوت اوطا ) بدل مايروح يجيبهم من المطار قاعد في

بيتهم وعاد انه مهتم...

حسن وهو يدر وجهه عنها ويسأل عمه: عيل جاسم وينه؟

عائشة : تو الناس...

تلقت ضربة على رجلها من العنود....

ابوجاسم: راح غرفته يصلي ويرتاح...

نظر حسن الى ناصر ولاحظ صمته ثم الى عائشة التي كانت تزفر ثم وقف قائلاً:

قولوا له أني مريت عليه...مايشوف شر...

أبوجاسم: الشر مايجيك...

توجه للخارج وتبعته العنود كالمنومة مغناطيسيا...

لم يستطع أن يبقى جالساً بعد استيائه من تصرف حسن معه فقام واقفاً وقال : ببدل

وبصلي وبرجع...

عندما وصل لباب الصالة وجد العنود لازالت واقفة تشاهد حسن وهو يخرج

بسيارته من بوابة الكبيرة... خرجت زفرة قوية من صدره وسألها: وين شنطتي؟؟

انتبهت لوجوده بجانبها فردت: نعم ؟؟؟

ناصر بصوت اعلى: شنتطي؟؟؟ وينها؟؟؟

أشارت على بيته وقالت: هناك...انا طرشتها لك هناك ووصيت الصبي ينطرك في

الصالة عشان لي احتجت شي ...( ثم سألت ببراءة ) بس أنت ليش معصب ؟؟؟

ناصر: انتي ليش كل ماشفتيه تستوين هبله؟؟؟ وتعطينه وجه وهو ولا حتى سلم

علي وانا توني راجع من السفر...

العنود: اسفه والله ما انتبهت حق عمري ...بس جني شفته يسلم عليك ....والله

مهب قصدي..بس انتوا متهاوشين من زمان وماتكلمون بعض...كيف تتوقع انه

يكلمك الحين!!!!

ناصر: اصلاً انا ما اتنزل اكلم واحد مثله...مدري شعاجبج فيه هالحية الرقطه؟؟؟

مشى لفيلته الصغيرة المجاورة لفيلتهم ....وهي تتأمله بحزن...كان يرتدي بدلة

صوف بنية اللون خلع الجاكيت وحمله في يده وبدا قميص بيج مخطط بالبني... كان

جسمه رياضياً ذا صدر عريض وبنية قويه...طويل له شعر بني قصير خفيف من

الامام وغزاه الشيب حتى لحيته المخففه امتلأت بالشعيرات البيضاء...لقد بدا كذلك

منذ عرفته....يحدث هذا لبعض الناس...يغزوهم الشيب منذ طفولتهم وقد سمعت أنه

يحدث نتيجة خوف شديد...لكنه لم يكن اشيب تماماً كانت هناك شعيرات فقط...كثرت

في السنوات الاخيرة....ربما بسبب ضغوط العمل فقد كان المدير التنفيذي لشركة

والدها وقد الُقي الحمل بالكامل على ظهره بعد تقاعد ابيها من الشركة...يحضر له

احيانا بعض الاوراق ليوقعها في البيت....


دخل ناصر لبيته واشتم رائحة البخور فابتسم ونظر الى المرأه البرونزية الفرنسية

الكبيرة في المدخل وطاولتها التي اختفت من باقة الورد التي وضعت عليها...كانت

عبارة عن ورود حمراء نسقت بشكل حزمة واحدة فاتسعت ابتسامته وفكر

( لمساتها في كل مكان )...اقترب اكثر ليلمس احدها ورأى وجهه وفكر ( ليش أنا

لي هالعيون الرمادية؟؟؟؟ جني قطو....جان زين فيه ليزر يغير لون عدسة العين...)

كانت عيونه في غاية الجمال رموش سوداء تحيط بحدقة رمادية...لطالما كرهها

لأن الشباب دأبوا على السخرية منها لندرتها لدى القطريين...لقد كانت الشيء

الوحيد الذي أخذه عن ابيه ... وياليته لم يأخذها وتركها هي ايضاً....هز رأسه

واستغفر ربه ودخل الى الصالة فوجد أخطر واقف ينتظره اسفل الدرج الرخامي

الدائري فصعد وهو يقول: كيف حالك اخطر؟؟؟ شنطتي فوق؟؟؟

اخطر وهو يهز رأسه ويتبعه: ها بابا...

ناصر : فيه ثياب وصراويل نظيفة...

اخطر: ها بابا...كل شي داكل كبت مال ملابس...حتى فوطه...كولش...ماما انود قول

سوي كل شي...يجي اليوم مع كدامه يسوي تنزيف ويسوي واااااجد دخون ويجيب

ورد ...

ناصر: انزين روح برز لي شاي كرك عشان اشربه عقب ما اتسبح...

أخطر: اوكي بابا..

كان اخطر يعمل لديه منذ 10 سنين يطبخ له وجباته القليلة وينظف بيته ويغسل

ثيابه...كان امين معه وناصر لم يكن يقصر معه ابداً...


دخل الى غرفة واسعة وهي اكبر غرفة في المنزل احتلت نصف الدور العلوي

وتوجهه الى الاريكة ورمى جاكيته عليها ...ودخل الى غرفة الملابس واخذ يخرج

له فانيله وصروال وثوب نظيف وأخذ فوطته ودخل ليستحم...


كان يصلي عندما دخل عليه اخطر وهو يحمل كوب كبير كان ناصر قد اشتراه من

باريس في أخر مره كان هناك ...وضعه على الطاولة بجانب الاريكة وأخذ الجاكيت

ليعلقه وحمل ثيابه التي خلعها ودخل للحمام ...كان يفكر بالعنود التي اعتادت على

الاشراف على تنظيف بيته ووضع البخور وباقة الورد الحمراء التي يحبها... أخذ

ناصر جهاز التحكم واشغل التلفاز واخذ يقلب في المحطات حتى وجد أغنية لفيروز

فأطال على الصوت وجلس يرتشف الشاي وهو يمد رجله على الطاولة وسرح مع

صوت فيروز الذي يعشقه وهي تغني ....






وحدن بيبقو .... متل زهر البيلسان.... وحدهن بيقطفو وراق الزمان

بيسكرو الغابي ..... بيضلهن متل الشتي يدقوا على بوابي.... على بوابي

يا زمان .....يا عشب داشر فوق هالحيطان .....ضويت ورد الليل عكتابي

برج الحمام مسّور وعالي ....هج الحمام بقيت لحالي ....لحالي

يا ناطرين التلج ....ما عاد بدكن ترجعو ...صرخ عليهن بالشتي يا ديب... بلكي

بيسمعو

وحدن بيبقو.... متل هالغيم العتيق ....وحدهن وجوهن و عتم الطريق

عم يقطعوا الغابي ....وبإيدهن متل الشتي... يدقوا البكي وهني على بوابي

يا زمان ....من عمر فيي العشب عالحيطان ....من قبل ما صار الشجر عالي

ضوي قناديل ....و أنطر صحابي مرقو فلو ...بقيت عبابي لحالي

يا رايحين والتلج.... ما عاد بدكن ترجعو ....صرخ عليهن بالشتي يا ديب ... بلكي

بيسمعو





في صباح اليوم التالي

قرر ناصر أن يمر على جاسم قبل أن يذهب للمكتب أخذ يرتب غترته البيضاء على

رأسه وفتح درج مقفول في غرفة ملابسه واختار له ساعة Cartier ذات سوار

جلدي اسود ووضع بعض من عطر Silver Shadow Davidoff ثم فتح

دولاب الاحذية واختار له نعال سوداء ذات طراز حديث وتأمل شكله في المرآه

الطويلة ثم خرج وهو يتذكر عودته البارحة لجاسم فقد دخل ووجده جالساً معهم في

الصالة سلم ثم جلس بجانبه وهمس له: لقيت عصاك...

جاسم وهو يمد يده: وينها؟؟

اعطاه ناصر العصا البيضاء المطوية فأخذها منه وهزها فأفتحت وحركها قليلاً

فلمست رجل الطاولة أمامه فسحبها وطواها ثانية...كل هذا وامه وابوه وعائشة

يراقبونه فقال ناصر: هذي عصاه لازم تكون معاه دايماً ولو نسى مكانها

ساعدوه..لونها ابيض عشان يميزون فيها المكفوفين...في كل مكان في العالم...

يقدر يتحسس فيها الارض قدامه عشان يقدر يمشي في طريق مفتوح...


دخلت عليهم العنود واقتربت من جاسم وقالت له : حبيبي سويت لك العشى اللي

تحبه....

جاسم وهو يبتسم بسخرية : سويتي؟؟؟بنفسج طبختي يعني؟؟؟

ضربته برفق على رجله وهي تقول: تعرف شقصدي..قلت حق الطباخة تسوي لك

مشويات...

ناصر وهو يرفع حاجبه الايسر: وأنا ؟؟؟


التفتت بكل جسمها وهي توجه له ابتسامه دافئة وقالت: وهل اجروء!!!! اكيد

الفتوش بدون بصل والمتبل وورق العنب موجود....وعلى فكره الفتوش سويته

بأيدي هذي....

جاسم: سلمت يداك يا مولينكس...


ضحك الجميع على جملته وهي التي اعتادوا على سماعها في أعلان عن اجهزة

مونوليكس الفرنسية....


جلسوا جميعاً على المائدة الطويلة وجلس ناصر بجانب جاسم ومقابل العنود

ووضع له اصبع كفتة وقطع ريش وكباب وقال لجاسم بصوت منخفض: الكفته

الساعة 3 والريش الساعة 9 والكباب الساعة 12 ...والخبز احذا الكفته...


أمسك جاسم بقطعة الخبز وقطعها واخذ له اصبع الكفتة ووضعها فيها وتناولها

وسط مراقبة اهله...

العنود لتلطف الجو: ناصر ترى أنا قاعده انطر...

نظر لها ناصر وفهم فتناول أناء الفتوش ووضع اغلبه في صحنه وبدأ يتناوله هو

يصدر صوت تنم عن أنها لذيذه فضحكت العنود لتصرفه وبدأت تاكل هي ايضاً لقد

تعود أن يتعشى أطباق خفيفة لأنه يحافظ على وزنه...


مال ناصر على جاسم وهمس له: لازم اقول انها اعجبتني والا بعدين اختك تختم

على الجواز....قولها انت بعد...

قهقه جاسم ونظرت لهم عائشة وسألت: شعلية تضحكون؟؟؟ اكيد تتطنزون على عندوه؟؟

جاسم: وانتي شلقفج؟؟؟

أبوه: بتعشون والا بتهاوشون؟؟؟


صمت الجميع وأنهوا عشائهم وتوجهوا للصالة ليشربوا القهوة والشاي بالحليب

التي وضعتها الخادمة للتو على الطاولة أمامهم وصبت لهم عائشه كلاً حسب

رغبته وانتظر ناصر الى أن انتهى من ارتشاف كوب الشاي وسأل جاسم: بتسهر

والا بتروح ترقد؟؟

جاسم: بقعد شوي...

وقف ناصر وقال: عيل أنا بروح ارقد وراي دوام بكرة...والشغل اكيد مكود...

جاسم: روح أنا بدبر عمري وهلي كلهم هنيه...لا تحاتي...

عائشة وهي تربت على صدرها: روح ولا تحاتي وراك رجال...

ناصر: انا متأكد

وانصرف مبتسما وهو متأكد انه نجح في اغاظتها...



نظر ناصر الى ساعته وهو يمشي متجهاً الى بيت جاسم فوجدها السابعة والنصف

ووقف أما الباب وطرقه ولم يرد عليه أحد ولم يرد عليه أحد ...طرق ثانية ولم يرد

عليه أحد....أحس بأن الشمس الحارقه ستحرقه ففتح الباب ودخل....وجد أبو جاسم

وأمه يترتشفون القهوة مع التمر فسلم عليهم وسألهم: قعد جاسم ؟؟

ام جاسم:لا ياولدي...ما ظني...

أبو جاسم: تعال اقعد ياولدي واقدع معانا....

ناصر : متأخر على الشركة بس لازم اتطمن على جاسم قبل لا اروح...

دخل عليهم محمد وخلع نظارته الشمسية وبدا متعباً في لباسه العسكري...سلم

عليهم وقال لناصر: شخباركم؟؟؟ وشخبار جاسم؟؟؟

ناصر:أسأل اهلك انا متأخر ولازم اروح الحين....

محمد: الحين انت المدير....بتعطي نفسك خصم يعني ؟؟؟والا بتفصل نفسك؟؟؟ عن

العيارة واقعد كلمني ...

ناصر وهو يضحك: حلوة هاذي افصل نفسي...جديده ...انطرني لين جيت من

الدوام...

محمد وهو يراقبه يقترب من باب البيت: احسن....توني مخلص من الشفت ومدوخ

ادور الفراش...

ناصر مودعاً الجميع: احسن...مع السلامة ...ولو بغيتوا شي اتصلوا على جوالي...








بفضل من الله

انتهى الجزء الاول

اختكم العوده


الملكة الام

♫ معزوفة حنين ♫ 23-12-10 05:17 AM


الجزء الثاني






خرج من الباب وضغط على جهاز التحكم عن بعد الذي في يده وفتح سيارته

اللكزس ذات الدفع الرباعي وركبها ثم شغل المكيف وادار مشغل السي دي فصدح


صوت فيروز


سنرجع يوماً الى حينا و نغرق في دافئات المنى

سنرجع مهما يمر الزمان و تنأى المسافات ما بيننا

فيا قلب مهلآ و لا ترتم على درب عودتنا موهنا

يعز علينا غداً أن تعود رفوف الطيور و نحن هنا

هنالك عند التلال تلال تنام و تصحو على عهدنا

و ناس هم الحب أيامهم هدوء انتظار شجي الغنا

ربوع مدى العين صفصافها على كل ماء وهى فانحنى

تعب الظهيرات في ظلها عبير الهدوء و صفو الهنا

سنرجع خبرني العندليب غداة التقينا على منحنى

بأن البلابل لما تزل هناك تعيش بأشعارنا

و مازال بين تلال الحنين و ناس الحنين مكان لنا

فيا قلب كم شردتنا رياح تعال سنرجع هيا بنا


كان مغرم بصوت فيروز حتى مع تدينه لم يستطع أن يمنع نفسه من سماع اغانيها

رافقته دوماً في حله وترحاله في مراهقته وشبابه في غربته ودراسته في الجامعة

الامريكية في لبنان وربما اختارها بسببها... تربطه علاقة غريبه بفيروز...كان في

مصر عندما أعلن عن حفلة لها فحجز له ولجاسم في الصف الاول ودفع الفين

جنية... كانت حفلة تحت سفح الاهرامات والاضاءة مميزة والجو في منتهى الروعة

وعندما خرجت على المسرح الكبير مرتدية ثوباً بسيطا ابيض يناسب عمرها

وشعرها منسدلاً على وجهها ووقفت بشموخ تعجز عنه مطربات هذه الايام

المتمايلات مع الانغام....وأخذت تشدو..


تسمر ناصر في مكانه إلى أن انتهت الحفلة واضطر جاسم لسحبه للخروج من

المكان ضمن الحشود لمواقف السيارات حيث ينتظرهم السائق وغادروا بعد ساعة

بسبب الزحمة ...

كان يتذكر وهو يخترق الشوارع الى الشركة حتى وصلها ونزل للمواقف وأوقفها

في موقفه الخاص ثم استقل المصعد الى الدور الخامس حيث يقع مكتبه الذي يأخذ

حيز كبير في الدور ومر وسلم على عصام مدير مكتبه الذي وقف له عندما رأه

وتبعه مسرعاً الى داخل المكتب...


جلس على مقعد جلدي بني خلف مكتب فرنسي الطراز بنفس اللون وشغل

الكمبيوتر ونظر الى عصام الذي كان يحرك نظارته ويقول: الحمدلله على السلامة

يابو فهد اليوم ماعندك مواعيد...خفت تكون تعبان من السفر فخليتهم من بكره....

ناصر: احسن ....ابغي اراجع الشغل اللي قلتلك عنه....جيب لي مشروع برج

العديد.. وبلغ المهندس المسؤول أني بقابله اليوم .

عصام: أن شاء الله طال عمرك...

أخذ يجري بعض الاتصالات وأستغرق في العمل حتى دخل عليه عصام ينبئه بوجود

المهندس شاتيلا بالخارج وانتبه الى أن فنجان الشاي بالحليب قد برد بدون أن

يشربه ....أتصل بالفراش ليجلب له أخر وفنجان قهوة للمهندس...


ترك الشركة بعد أن صلى الظهر وذهب ليتفقد المواقع...


استيقظ جاسم من نومه وبحث بيده اليمنى على الطاولة التي بجانب سريره ووجدد

ساعة يده التي اشتراها له ناصر من باريس بعد أن عرف عنها من الاخصائي

النفسي الذي تم تحويلهم عليه من قبل استشاري العيون .. أمسكها وضغط على

مفتاحها ثم تلمس زجاجها بحذر فوجد الحبيبات البارزه والتي تحل محل الارقام

وأحس بأهتزاز متواصل فعرف أن عقرب الساعة يشير الى العاشرة واكمل تلمسه

فأحس باهتزاز متقطع فعرف انها 5 دقائق .. أعادها لمكانها وجلس على

سريره..وضع يديه على صدره وأخذ يتذكر يوم أمس...كانت المره الاولى له في

بيته بعد أن فقد نظره ...تلمس طريقه بصعوبه في الظلام بعد أن كان يمشي مسرعاً

واثقاً من خطوته وواثقاً من طريقة...سبحان الله...كم الانسان ضعيف ...لم يقدر أن

يتكيف مع الظلام الذي عم حياته بعد الحادث...لأنه حينها لم يهتم...لم يهتم بنفسه

اطلاقاً...كان المهم عنده أن تنجو هي منه...فقط أن تنجو منه...لم يهتم ببكاء أمه أو

اخواته ...لم يكترث بحالة ابيه...كان صامتاً ينتظر أن يعود له ناصر بخبر

عنها...أي خبر...وما اصعب الانتظار حينها...كان يتعلق بخيط رفيع من الامل مع

أنه شاهد بأم عينه ماجرى...شاهد كل شي قبل أن يفقد وعيه...لم يحزن عندما

سمع الطبيب وهو يشخص حالته بعدها... كان يحس بأن ماحصل له عقاب من

الله...واقنع نفسه بأنه يستحق هذا العقاب...ورضى بواقعه ولم يبد أي تذمر مثل أي

شخص في مكانه...


سمع اكرة الباب تتحرك والباب يفتح بهدوء وسمع صوت اخته عائشه وهي تناديه:

جاسم حبيبي أنت قعدت؟؟

جاسم بسخريه: ماتشوفيني قاعد؟؟؟ والا صرتي مثلي؟؟؟


تفاجأت اخته برده ولكنها قررت أن تتجاهله وقالت وهي تدخل الغرفه: قاعد في

الظلام بفتح لك الستاره والدريشه...خل حجرتك تتهوى...

جاسم بحده: لا...مشكورة...ما احتاج النور الحين...يمكن بكره...

عائشه: جاسم شفيك؟؟

جاسم: وش فيني؟؟ شايفه فيني شي؟؟؟

عائشه: جنك معصب من الصبح...!!!

جاسم: انتي الحين ليش جايه؟؟؟


عائشه وهي تحاول الجلوس على سريره وقد احس بها: أمي مطرشتني اتطمن عليك...

جاسم وهو يلمسها من ظهرها : لا تقعدين...يلا عطيني مقفاج بروح اتسبح...

عائشه: بوصلك للحمام...

جاسم بغرور: مشكوره دليته خلاص من البارحه...

ودفعها برجله حتى وقفت ثانية وقالت: يمه منك....نحوسي...الله ياخذ اللي عكر

مزاجك...

جاسم وهو يتذكر: خلاص خذاه ...ارتاحي...

انصرفت عائشة وهي تفكر بتغير جاسم...



جلست عائشة على اعلى الدرج واخذت تنظر للسماء من النافذه العلوية للحائط

المواجه لها وهي تنتظر ...انها تعلم انه سيخرج في اي وقت ويجب أن تكون

بجانبه لئلا يتعثر بشيء او يسقط مثلاً...تذكرت تحذير ناصر لهم بعدم اظهار الشفقة

له وان يكونوا دوماً بالقرب منه ...سمعت صوت الباب يفتح وصوت طقطقة عصاه

فوقفت والتصقت بالحائط وعندما وصل لها جاسم توقف لوهله ثم استكشف المكان

بعصاه ثم تلمس درابزين الدرج الخشبي وقاس حجم اول درجة والمسافه بينها

وبين التي تليها ثم تجرأ ونزل ببطء وخلفه نزلت عائشه وهي حزينه الى أن وصل

للدور الارضي ...التفت اليها فجأه وسألها : تطمنتي الحين؟

عائشة وهي مندهشه: شلون عرفت؟؟؟

جاسم: عَمي ...ارادة الله...بس اسمع خطواتج واشم بعد...متسبحه بعطر برتقال

وشميته فيج وانتي تقعديني ياذكيه...

عائشه: مهب قصدي... تمللت وقعدت على الدرج..تدريبي احب اقعد عليه...

جاسم: في هذي صدقتي...طول عمرج ما تحلى لج القعده الا على الدرج كن البيت

مافيه كراسي...

عائشة وهي تضع يده على مرفق ذراعها : اريح...ولي بروحي...

اقتربت امه من الدرج ما أن سمعت صوته ووقفت بأنتظاره وهي تقول: صبحك الله

بالخير ياولدي..

جاسم وهو يبتسم : صبحج الله بالخير...هاذي الوجيه الي نصطبح فيها مهب ذي

(مشيراً الى عائشه )

عائشة : فديتني ...أصلاً مايحصلك مثل وجهي ..

جاسم : يالله... تتفدى عمرها الحمد لله والشكر...

عندما جلس على المقعد سمع صوت اباه فسلم : السلام عليكم ..

سمع اصوات اخرى ترد السلام فعرف أنه عمه وزوجته فوقف ثانية واتجه نحو

الصوت ليسلم عليهم واقترب منه اكثر ومد يده وهو يقول : الحمدلله على سلامتك

ياجاسم .


احس جاسم بالاحراج ...فلم يعرف كيف سيسلم على عمه لأنه لا يقدر أن يتحسس

وجهه ليعرف المسافه ويقبله على انفه ..ولكن عمه جنبه الاحراج وبادر بتقبيله

ودعا زوجته لتسلم عليه ...والتي بدورها مدت يدها لتسلم عليه منتظرة أن يصل

لها بنفسه الى أن انتبه زوجها وسحب يدها بقوه ووضعها في يد جاسم وقال له:

هذي مرت عمك تسلم عليك ياجاسم...


سلمت عليه وابتسامة خبيثة على وجهها : خطاك الشر جاسم..

جاسم وهو يجلس ثانية : خطاج اللاش... يا أم حسن...

ام حسن: عيل سافرتوا على الفاضي!!!

ابوجاسم : شهالكلام يامره....المهم تطمنا عليه ورجع لنا بالسلامه...

ام حسن: مهب قصدي ...بس يعني عشان الفلوس اللي انصرفت ...

ابوجاسم: والله لي خذتها من عندج ذيك الساع تكلمي ...ما تشوف مرتك يابوحسن؟

ابوحسن: ماتسكتين يامره احسن ...

وضعت كفها على فمها وقالت: سكتنا..


اخذت ام جاسم دلة القهوة وصبت فنجان لأخو زوجها واخر لزوجته..

سرح جاسم وتذكر كره زوجة عمه له منذ صغره كانت تغار منه لأن جده كان

يفضله على ابنها حسن..وحتى عندما جاءهم ناصر ولازمه في كل مكان فكرهته

ايضاً....تذكر مره عندما كان في السادسة من عمره أراد حسن أن يلعب معهم ولم

يوافقوا لأن اباه ارسلهم ليحضروا له شيئاً وبعد أن انتهوا عادوا للفناء سمع صوت

يناديه وعندما التف وجد أم حسن واقفه عند باب منزلها وتؤشر له فذهب لها..

ادخلته للداخل وضربته بقوه الا أن ابكته وهي تحذره من رفض اللعب مع ابنها مرة

اخرى...بعدها لم يلعب معه ابداً حتى لو انضم لهم مع اطفال الجيران كان ينسحب

بهدؤ ويجلس ليتفرج ...ولم يتح لها الفرصة لفعل ذلك له مرة اخرى...ابداً...ابداً..

كانت عائشة تراقب الموقف ويبدو عليها الضيق واخذت تنفخ بحده ثم تحركت من

مكانها وعادت للدور العلوي وطرقت باب غرفة العنود ودخلت مسرعه بدون أن

تنتظر الجواب...وجدتها لازالت مستلقية على فراشها وتتأمل السقف جلست

بجانبها ورفعت رأسها ولم ترى شيئاً غير الطلاء..فقالت: عندوه...شتطالعين؟؟


لم ترد عليها فهزت ذراعها بقوه ونادتها ثانيه بصوت اعلى: عندوههههههههههه

العنود وهي تلفت ببطء وعيونها نعسه: نعم...

عائشة: سنه لين تردين...اكيد سرحانه....فيه...

العنود وهي تتنهد: ايييييييييييه..

عائشة: مالت عليههههه بلا مالت عليه وعلى امه فوقه...

العنود: وشدخل امه الحين؟؟؟

عائشة: لأنها تحت تنغص على جاسم يابلفيت جايه تتحمدله بالسلامة...

العنود: مسكينه لا تظلمينها...

عائشة: يعلها السكين...هي ويا بنتها وولدها بعد...

العنود بغضب:بل.بل..ليش تدعين؟؟ شفيج عليه ؟؟؟ سوى لج شي؟؟؟

عائشة: يخسي والله اخليه يتحسف...بس ما ادانيه في عيشة الله مادري شتشوفين

فيه..صج الحب عمي...

العنود: اشوف فيه كل شي حلو...

عائشة: عميا شسوي فيج ...مادري شلون بتستحملين امه هالضبعه

العنود: لأجل عين تكرم مدينة...

عائشة: عاد من زين العين...صغيره وكنه حول...

العنود وهي تضربها على كتفها: عمى...لا تقولين عنه جذيه...ما ارضى عليه..

عائشة: يعلج ماترضين...والا انا هامني...انتي مصدقه انه يحبج؟؟؟ هو اصلاً ما

يعطيج ويه الا اذا احتاج شي...

العنود: يستحي...

عائشة: ماخلى من الحيا...ولا يدله هذا ....

العنود: عوش...اذلفي عن ويهي....ماحب اسمع هالكلام...

عائشة: لأنه الصج... لأني اواجهج بالشي اللي ما تبغين تشوفينه...

العنود وهي تغلق اذنيها بيدها: ددددددد.....نننننننننن ما اسمع اي شي....نننننن

عائشة: بتشوفين...بتتحسفين...


خرجت عائشة من عند اختها وهي مندهشه من غباء اختها من حقيقة حسن ابن

عمها...لطالما كان يعرف كيف يتلاعب بمشاعرها...كان يعرف كيف يبكيها وكيف

يضحكها...كان دائماً ينتهز فرصه خروج ناصر ليبدأ بفرض شخصيته عليها وبما

انها تصغره بسنوات فكان يستغل حبها للعب معه اسوأ استغلال...ولا زال... ولكن

وبمجرد وصول ناصر ينقلب الى شخص اخر...خبيث...مثل نوال اخته تماماً كانا

توأمان متماثلان في كل شي ...كل شي حتى في الشكل والطباع والخبث...واللؤم

ايضاً...


نزلت الدرج وهي تدعوا ربها أن تكون زوجة عمها قد انصرفت لتجلس مع اهلها

بسلام...لقد اشتاقت لجاسم كثيراً ولعمها ايضاً وتمنت ان تكون قد انصرفت وحدها..

لكنها سمعت صوتها وهي تتقدم نحوهم فقد كانت تناقش امها وبصوت

ساخر:ماعليج منها تقص عليج....اصلاً كل ماتصلت فيها فاطمه العلي عشان

التبرعات تعلثت لها بعلثه ...

فكرت عائشة ( حتى انتي )...

نظرت ام حسن فجأه الى ساعتها وقالت: نسيت ام حمد بتمر علي الحين...

وقفت وسلمت بسرعه ثم خرجت عندها سمع جاسم زفرة عائشه فضحك بصوت

عال اندهش منها الجميع.


اسرعت عائشة بالجلوس بجانب عمها وامسكت يده وقبلتها وقالت: وينك

البارحه؟؟ ما شفتك؟؟؟

ابوحسن : جانا ضيوف في المجلس وماقدرت اطلع لين ترخصوا...لكن ليش انتي

مامريتي؟؟

عائشة: جيتك عقب صلاة المغرب...قالت لي الخدامة انك طلعت..مالحقت

عليك..وعقب وصل جاسم ونسيت الدنيا...

ابوحسن: لازم بتنسين الدنيا.. الحمدلله اللي الله اعقله لنا..

ابتسم جاسم: تبغي تفهمني انك مافتكيت مني ؟؟

ابوحسن: لا بالله والله ان مكانك بين يوم رحت ...ولولا هالمزيونة كان هجيت من

البلاد..


ضحك اخيه فهو يعلم بصعوبه حياة اخيه في بيته فلم يكن يرتاح الا بينهم... لذا كان

يتواجد عندهم كل مساء وبعد أن يخرج من مجلس العائلة...

جاسم: يمه انا جوعان...ماعندكم ريوق؟؟

قامت امه وهي تقول : على الطاولة ينطرك...قوم معاي بريَقك...

ابوجاسم لأخيه: مشينا..

ابوحسن: وين؟؟

ابوجاسم: بعلمك امش انت بس...


الساعة الواحدة ظهراً

كان ناصر يقود سيارته وهو ينظر في مرأته الخلفيه ويفكر( من طلعت من الشركة

وهالسيارة تلحقني...شيبغي ذيه!!!...) وعندما ابطأ سرعته اختفت السياره عن

مجال نظره... ركز على طريقه وتذكر العنود وكيف تصرفت بحضور حسن وفكر

( الحين معقوله هالغبيه ماتشوفه مثل ما كل الناس يشوفونه!!! ماتشوف تصرفاته

الشينه!!!! وش عاجبها فيه..اموت واعرف...لو تدري انه اكبر مغازلجي في

الدوحه شبتسوي؟؟؟ساعات احسها بزر للحين ماكبرت.. الله يعين..)

بعد قليل دخل من البوابه وتوجه لموقف سيارته مقابل بيته الصغير ركنها ودخل

لبيته وهو يتصل في بيت جاسم ليتطمن عليه...فسمع صوتها...

العنود: هلا ناصر ...جيت من الشغل؟؟

ناصر: توني داش البيت..شخبار جاسم؟؟

العنود: توه رايح حجرته...

ناصر: تغدى عدل والا؟؟

العنود: بلحت امي السمكه وحطيتها له مع العيش مثل ماقلت وقعد ياكل بيده...نثر

وايد بس كنت ازيده بدون ماينتبه لين شبع...

ناصر: زين سويتي..شاطره..

العنود: طرشتلك سمك لك انت بعد...

ناصر: والرويد؟؟

العنود: اخطر يقول عندكم...بتتغدى وبتجي؟

ناصر: لا طبعاً ..بتغدى وبروح ارقد شوي...بجيكم عقب صلاة العصر..

العنود: بس انت من رجعت من السفر ماقعدت معانا الا شوية ..

ناصر: والله انا انسان مشغول...مش مثلكم في اجازه..

العنود: لا تحن على هالاجازه ما بقى شي على دوامنا...

ناصر: يله قلبي وجهج خليني اتغدا ...

العنود: بسويلك كيكة الشوكولا اللي تحبها..

ناصر: الحين خل اتغدا الاول بعدين افكر بالكيك ...

العنود : سوري سوري والله مهب قصدي...باي باي...


اقفل ناصر الهاتف وهو يبتسم...بكلماتها القليلة مسحت العنود كل تعب النهار ...

كان قد وصل غرفته بدل ثيابه وارتدى تي شيرت قطني خفيف وبنطلون كتان ونزل

ليجد اخطر يقف عند طاولة الطعام والاطباق عليها فابتسم عندما رأى سمكة

الصافي على الرز الابيض وشرائح البصل المقلي المنثور.جلس وتناول غداءه

لوحده ...كانت هذه من اصعب اللحظات أن يأكل لوحده ...وفكر ( متى بتجي تقعد

وتاكل معاي متى؟؟؟ مليت من الوحده...)



في الساعة الرابعة مساءً

طرق ناصر الباب وفتحه ثم نادي في صوت عال : السلام عليكم...

انتظر قليلاً وهو يقف خلف الباب المفتوح حتى سمع صوت ام جاسم تقول: اقرب

يبه.

دخل ووجد ابو جاسم وزوجته وعائشة جالسون في الصالة فسلم وجلس ثم سأل :

عيل وين جاسم؟؟

عائشة: للحين ماقام...

ناصر: والعنود؟؟؟ قايله بتسوي كيكه...وينها؟؟

عائشة: في المطبخ ...قربت تخلصها...

ناصر: عيل بروح حق جاسم وانزل معاه لين تخلص الشيخة من العيش واللحم..

ضحكوا جميعا الا عائشة التي قالت : شدخل !!!!!! اقوله كيكه يقول عيش ولحم..


صعد ناصر لغرفة جاسم وطرق الباب ثم دخل ووجده جالس على طرف السرير

مستنداً على عصاه ويبدو عليه التفكير... سلم بصوت واضح وجلس بجانبه

وسأله.. : في ايش سرحان؟؟؟

جاسم: ماشي...ملل...من الملل ارقد...

ناصر: بناكل من كيكة اختك وبنطلع...

جاسم: ابغي جوال...

ناصر: كنت بطرش المراسل اليوم بس تذكرت ان البياع لازم يعلمك على البرنامج

الناطق فقلت بنمر على محل بوعلي وهو مهب مقصر معانا...انا كلمته اليوم وهو

ناطرنا...

جاسم: بعد ملل...

ناصر : تذكر يوم قالولنا عن الكمبيوتر الناطق بعد...بسأل عنه اذا عندهم والا

بطرش عليه يجيبونه من البحرين...يقولون انهم متطورين في هالمجال دايماً.

وقف جاسم وقال: عيل مشينا...

مشى ناصر بجانبه وهو يقول: انت انسان غريب...تبغي كل هالاشياء وانت

الموضوع عندك مؤقت..بكره بيرجع لك نظرك وبترتاح...

جاسم: اذا الله راد....احنا في اليوم مهب في بكره...

ناصر وهو يفتح الباب له: كيفك...

لمح ناصر العنود وهي تعدو بخفه قبل أن ينتبها لها فقال : اممم ريحة كيـــك..

جاسم وهو يشم بقوة: اي والله ريحة كيك...

العنود قبل ان تقفل باب غرفتها: اوهههه ...توني مخلصتها عطوني عشر دقايق

ببدل وبنزل لكم...



دخلت حمامها واخذت لها حمام سريع ثم نزلت لتجدهم قد التهموها ولم يبقوا الا

قطعة صغيرة فابتسمت وجلست بجانب امها وسألت : مادام خلصوتها اكيد

اعجبتكم..

ناصر بسخرية: يمكن جوعانين...؟؟

ضحك الجميع فلوت العنود شفتيها وتصنعت الزعل فقهقه ناصر وقال: بس.مدت

البوز.. اضحك معاج...الذ من كيكة لو نوتر...بعد شتبين...؟


دخل عليهم محمد ويبدو عليه الوجوم: جايبين كيكة من Le Notre !!!بطره..

عويش حطي لي منها مع فنجان قهوه.

بعد أن تناول قطعته سأله جاسم: عجبتك؟؟

محمد: بعد كيكة فرنسية وماتعجبني!!!

ابوه: انت للحين راقد؟؟؟ هذي اختك مسويتها يقصون عليك...

امه: انت الحين صليت الظهر والعصر؟

محمد: ايه يمه...يوم قعدت..

ابوه: خوش صلاة...ليش ماصليتها في وقتها؟؟؟

محمد: محد قعدني...

ابوه: عويش...ماقعدتي اخوج يوم طرشتج؟؟

عائشة: والله قعدته...وطفيت المكيف وشغلت الليت ومافيه فايده..

ناصر وهو يغير الموضوع: بتاكل من الكيكة والا اخليهم يودونها ثلاجتي..

محمد للعنود: قصي لنا قبل لا تتصادر قصي...

قطعت له العنود قطعة ووضعتها في صحن صغير وقدمته له مع شوكة صغيره

ونظرت لناصر مبتسمه وسألته:تبغي قطعة ثانية؟؟

ابتسم وقال: ما اردج...


قدمت له قطعة اخرى ولم يتبقى الا قطعة صغيرة عندها سألت: حلوة كيكتي؟؟

جاسم: جوعانين...والجوعان ياكل اي شي...

ناصر وهو ينظر لها : جني اكل تاير سيارة...

محمد بنذاله: وانا اقول وش هالطعم؟؟ تراك ماكل تاير من قبل...

ضحك الجميع ولاحظ ناصر أن العنود مدت شفتيها وكأنها غضبت...فقال: يالله..

عن المصاخه...كيكة الذ من كيكة لو نوتر...وكيكة فوشون...تسلم يديج..

عائشة: من قدج ...صلح الاوضاع وتدارك غلطته...

محمد: انتي من وين تعرفين تدارك يام شكسبير وهنري الخامس...

عائشه: انا مثقفه...مهب مثلك...

محمد: لا صدق ...أي مسلسل تابعين هالايام؟؟

عائشة : ابي جعفر المنصور...

محمد وهو يضحك: اني داري انج ما عرفتي تدارك الا من مسلسل بالفصحى..

ناصر وهو يقف ويتقدم الى مقعد جاسم: مشينا؟؟

وقف جاسم بدوره وفتح عصاه وأحس بيد ناصر تمس ذراعه فتبعه وتوجه معه

للباب مع نظرات حزينه من الجميع....



وما أن اغلق ناصر الباب حتى بكت ام جاسم وهي تقول: رجعوا يطلعون مثل قبل ..

لكن وجاسم فاقد نظره ....

أمسك زوجها بيدها وقال: تعوذي من ابليس يأم جاسم...قالوا لج ان نظره بيرجع له

بأذن الله...


لقد كان من الواضح أنهم افتعلوا المرح لئلا يشعر جاسم بحزنهم عليه... بالضبط

كما اوصاهم ناصر...


بعد أن تحرك ناصر بسيارته نظر في مرأته الجانبية فرأى نوال وهي تخرج من

منزلها بدون أي غطاء على رأسها وهي ترتدي بنطال جينز ضيق وتتحدث في

هاتفها الخلوي وهي تضحك...فزفر بقوه فسأله جاسم: شفيك؟؟

ناصر: بنت عمك ياخي...

جاسم: شفيها بعد؟؟؟

ناصر: طالعه في الحوش حاسر ومترصصة في جينز...

جاسم: الله ياخذها ويفكنا منها.... اخ بس لوعمي يرخصني فيها ...

ناصر: تدري أنه مايقدر...ومرته هي اللي لاعبه وطاربه في البيت...

جاسم: الله يعينا على مابلانا....

ناصر: يعني هي ماتشوف بنات عمها؟؟؟

جاسم: ماتشوف شي...لو تشوف كان هذا حالها ...لكن قالوها ...لو كان رب البيت

بالدف ضارباً ...فشيمة اهل البيت الرقص...

ناصر: تقلد البنات اللي فعمرها اللي تشوفهم في المجمعات...يهيتون بروحهم...

جاسم: اللي مالهم والي...

ناصر ماطاً الجملة : اللي مالهم والي...


انتبهت نوال لصوت محرك السيارة عندما انهت المكالمة فرأت ناصر وهو يخرج

من البوابه فغضبت وعادت لداخل البيت وصفقت الباب بقوة ووجدت امها تتحدث

في الهاتف مع احدى صديقاتها فصعدت لغرفتها وصفقت الباب أيضاً وجلست على

المقعد بجانب النافذه الواسعة وفكرت ( مالحقت عليه...خساره...ما شفته من

شهر.. برجعله في الليل...اكيد بيرجع هالعمي بيتهم ...افففففف وانا اللي كاشخه له...!!)











دخل ناصر وجاسم محل للهواتف يملكه صديق لهم وتوجهوا لمكتبه في الداخل

ودخلوا وجلسوا مقابل مكتبه بعد أن سلموا عليه...

مراد: ترى أنا كنت اقدر اطرش لك الجوال...بس حبيت اشوفكم ...

ناصر: بس احنا جايين نعلم الاخ على البرنامج اللي في الجوال مثل ماقلتلنا يالذكي..

مراد: بل ...مايعطي ويه ...بسم الله منك...

واخرج علبه ورقيه من الدرج وفتحها واخذ هاتف نقال ودار حول المكتب وسحب كرسي وجلس

بينهم وأ خذ يشرح لهم طريقة عمل البرنامج الصوتي في الهاتف..

سأل جاسم: يعني لحد اتصل بيقول اسمه..

مراد: ويقرا لك المسجات بعد..

ناصر: تكنولوجيا...

اخذ مراد يعلم جاسم كيفية استخدامه له ثم طلب من ناصر أن يجرب ويتصل فيه وفعلاً نطق

بأسمه فأبتسم جاسم..لم يرضى مراد بأخذ ثمنه ولكن ناصر أصر وقال: عزالله أنك بتخسر لو تميت

تجامل ربعك...



بفضل من الله


انتهى الجزء الثاني


اختكم العوده


الملكة الام

♫ معزوفة حنين ♫ 23-12-10 05:20 AM


الجزء الثالث


كان ناصر يقود سيارته بأتجاه المنزل عندما سأل جاسم: تبغي تروح مكان؟؟

جاسم: لا..خل نرجع البيت...

ناصر محاولاً: نروح المجلس؟

جاسم: نرجع البيت..

ناصر: عيل بنزلك وبروح المجلس عند الرجاجيل...

جاسم: اكيد مليت من مرافق كفيف...

ناصر: جسوم ...تكلم عدل لا انزلك من سيارتي الحين..

جاسم: صج والله...منت بملزوم تجابل كفيف ...عيش حياتك...

ناصر: وحد قالك أني ميت معاك...اما انت ساعات عليك كلام غبي ...اسكت بس لا

تزيده..

جاسم: ماودي اضيق على حد..

ناصر: عيل لا تضيق علي الحين ...بروح المجلس شوي وبعدين بمر عليك قبل لا

أرجع بيتي..


قام ناصر بإيصال جاسم لبيته وراقبه يدخل ووقف خارجاً ينتظره وهو ينادي

ويطرق الارض بعصاه ثم اغلق الباب من خلفه...حينها استدار ناصر واقترب من

سيارته ليركبها وإذا بصوت ناعم يناديه التفت ووجد نوال تجري وتقترب منه

وشعرها الاسود يتطاير مع الهواء والابتسامة تعلو وجهها فصد بوجهه عندما

لاحظ تبرجها المبالغ فيه وفتح باب سيارته ...عندها امسكت الباب وهي تقول:

شدعوه ناصر!!! ماتسمعني ؟؟؟ من مساعه اناديك...

رد عليها بدون أن يلتفت لها: ما سمعتج ...شتبغين؟؟ أنا مستعجل ؟؟

نوال بدلع مصطنع: بغيت اسلم عليك...مريت عليك اليوم ماحصلتك..

ناصر: طلعت مع جاسم ...والحين مواعد لي رجال..

نوال: انزين تعال بيتنا شوي...امي تسأل عنك..

ناصر: سألت عنها العافيه ...سلمي عليها...

صعد سيارته واقفل الباب وحرك الفرامل فسارت السيارة وترك نوال مكانها تراقبه

بقهر...

لم ترغب بالعوده لبيتهم الخالي من الناس حتى امها ذهبت لحفل زفاف ولن تعود الا

قرب الفجر فهي لم تخرج مع صديقتها لترى ناصر ...والذي لم يعطها الا ثواني..

أكملت طريقها ودخلت بيت عمها ...

فتحت الباب وقالت بصوت عال: أنا جيت ...

جاسم بصوت واطي وقد ميز صوتها: فلا هلا...

استقبلتها العنود وسلمت عليها وقربتها من جلستهم ...فأنحنت نوال وقبلت أم

جاسم على رأسها وجلست فقالت لها أم جاسم: يابنتي لي دخلتي على العرب

سلمي.. السلام أسم من اسماء الله ...كنج داخله على نصارى...

نوال : بل خالتي ...كل هذا عشان ما سلمت ...خلاص يبه...السلام عليكم ...

أم جاسم: وعليكم السلام ورحمة الله...

التفتت نوال فلم تجد الا جاسم والعنود ...فتذكرت وقالت لجاسم: الحمدلله على

السلامة جاسم..

جاسم: الحمدلله على سلامتج ...توج تشوفيني...

نوال بدلع : شسوي ؟؟؟ خالتي الله يهداها كلتني بقشوري اول مادخلت...شخبارك؟؟

شكلكم ما شاءالله استانستوا هناك...

جاسم: ايه.. عقب مالفينا ملاهي لندن ومطاعمها وحدايقها رحنا باريس عشان

نتمشى فالشانز ونسهر في المولان روج...

احتقن وجهها من سخرية جاسم منها فردت :شفيكم علي...!!! ماتطيقون لي كلمه..

وانا اللي قلت بمر عليكم واقعد معاكم...بس شكلكم ماتبوني..

ووقفت لتغادر فأمسكتها العنود من يدها وجذبتها للجلسة المقابلة وأخذت تهدئها..

العنود: صراحه...انتي غلطانه..تعرفين امي عدل ومع ذلك تعاملينها مثلنا ومثل

امج...

نوال: ومتى بتطور يعني؟

العنود: تطور عندج ...لكن انتي تدرين أن امي متدينه وماتجوز لها هالسوالف..

نوال: فكينا زين...مادري شسويت انا..وين عويش؟؟

العنود: عندها بروجكت تشتغل عليه...

نوال: بل ...تو الناس تونا مابدينا...

العنود: ماتدرين أن جامعتهم يبتدون من اول شهر 8؟

نوال: محد قالها تدخل هالجامعة اونه بتصير اول دبلوماسية قطرية...

العنود: على الاقل عندها طموح ..

نوال: أنا ماحب الدراسة ...ولو حبيت اني اشتغل...بشتغل في شركتنا...مع ناصر..

العنود: تتحلمين...شعرفج أنهم بيرضون؟؟

نوال بغرور: والله لي بغيت.. محد يقدر يقول لي لا..لكن أنا مابغي ..احس بارتبط

وبفقد حريتي...

العنود: لو دخلتي الجامعة ...جان بتستانسين مع ربعج..

نوال: اي جامعة؟؟؟ جامعة قطر..

العنود: شفيها؟؟؟ أنا قدمت فيها...

نوال: كل اللي اعرفهم ودخلوا فهالكلية ياشردوا منها يا انطردوا منها.. خليني على

راحتي ولا انحط تحت رحمة حد مثل هالاغبيا اللي ماسكينها ووصلوها القاع...

العنود: تبين تفهميني أن ولا حد نجح فيها؟؟ مايصير كان صكوها ...

نوال: بيصكونها صبري...

العنود: انزين روحي جامعة جورج تاون مثل شوشو والا كارنيقي ملن..مثل

رفيجتي مريم..

نوال: روحي زين...وانحبس مثل شوشو؟؟؟ مستحيل..انسي..انا حياتي عاجبتني..

العنود: شوشو محبوسه بكيفها كنج ماتعرفينها!!! طول عمرها عايشه في عالمها

الخاص وتحب تعرف عن العالم وعن كل شي فيه ...ماتشوفينها تخصصت شؤون

دولية..؟

نوال: دخيلج...مادري شبتطلع بعد كل هالدراسة؟؟ سفيرة؟؟

العنود: يمكن ...تعلمين الغيب...الحين المرة تشتغل في كل مكان...

نوال: يدورون الشقى...يازين رقدة الصبح والتمشي في المولات كل يوم...

نادت ام جاسم ابنتها وعندما اقتربت أمرتها : روحي مع اخوج غرفته يبغي يصلي.

جاسم: مابغي حد يروح معاي بروح بروحي...

أمه: ياولدي خلها تروح معاك...لين تتعلم بروحك..الله يرضى عليك..

جاسم: ليش تعاملوني كذيه...؟؟ أنا كفيف مهب بزر...

أمه: ادري والله أني ادري...بس أنا احاتيك...قوم يالله بروح أنا معاك...

جاسم وهو يرفع اصبعه: لا والله ماتقومين...خلاص بروح مع هالعله...

العنود: وانا شخصني تسبني...ماسويت لك شي!!!

جاسم وهو يقف: يالله بعد أنتي بدون افلام هندية...

لم تمسكه العنود لأنها خافت أن يرفض مساعدتها له..واكتفت بالمشي خلفه

وملاحظته..

ظلت نوال تراقبهم من بعيد وهي تمصمص شفاتها وتفكر: وشايف نفسه..على

ايش؟؟ واحد عَمي ...صج مللني بس أنا مهب رايحه الا عقب مايجي ناصر..




اوصلت العنود اخاها الى غرفته وهي حذره وقلبها يرتجف مخافة أن يصطدم

بشيء ما ويتأذى ويغضب...كانت معه وهي تحس بالعجز عن اصلاح وضعه مما

اشعرها بالحزن الشديد...واستغربت ...كيف يتحول اخاها من شخص محب وحنون

الى اخر غَضِب وساخر...



بعد ساعة

كان الجميع في الصالة يشاهدون نشرة الاخبار في قناة الجزيرة ونوال تهز رجلها

بعصبية لأنها ملت الجلسة حتى عندما جلس اباها بجانبها فرحاً بتواجدها معهم

وعندما فتح الباب توقعت أن يدخل ناصر فوقفت ولكنها رأت محمد يدخل مسرعاً

ويجلس على أول مقعد ويسلم...

ابوجاسم : شعندك قاعد معانا هالحزه؟؟ ماعندك دوام؟؟

محمد: بكره دوامي الصبح...

ابوجاسم: شالله حادك على العسكرية؟؟ لو مشتغل مع ناصر مهب اريح لك..

محمد: شكلي باخذ تقاعد وبرجع مدني...

ابوجاسم: اي تقاعد اي خرابيط... توك الا مخلص الكلية العام...والسنة بتتقاعد!!!

محمد: شسوي يبه كارفينا كراف ...ماعندنا وقت نستانس بحياتنا...

ابوجاسم: الا مالكم في الشقى...مدلعين ...منتو بمثلنا ...ماتم شي ما سويناه..هاليد

ذي اللي تشوفها تشققت من كثر ماشلنا وحطينا ...

فكرت نوال ( هذا اللي بيسندرنا الحييييين ....وينك ياناصر؟؟ ليش تأخرت؟؟ )

ابوجاسم: كانوا يشغلونا في كل شي يوم كنا في ارامكو...ولانقدر نقول لا... نرجع

الكمب نحط راسنا ونرقد مثل الموتى لين يأذن الفجر...

عندما سمعته يبدأ بسرد ماضيه علمت أنه لن يسكت حتى يثير بها السأم والملل

فسحبت نفسها بهدوء وغادرت بسرعه قبل أن يلاحظها أحد فيستبقونها معهم..

انتبه لها محمد وفكر( زين اللي فكتنا وراحت...عشان اقول سالفتي...)

سمع ابوه يقول: كنا نشتغل مع بعض وناكل مع بعض ...ونرقد مع بعض .. مافي

فرق بين قطري وبحريني وسعودي...الله يذكرهم بالخير ...

سرح ابوجاسم كأنه تذكر أحداً وسكت فجأه...


بعد دقائق سمعوا طرقاً على الباب فقامت العنود من مكانها وهي ترتب شيلتها على

رأسها وتصرخ: شوشو البسي شيلتج اكيد هذيه ناصر...

وفتحت الباب وهي تلهث وكان ناصر وسألها عندما رأها مقطوعة النفس: شفيج؟؟

حد لاحقج؟؟

العنود: لا ..بس جيت بسرعة...كنت حاسه انك انت اللي عند الباب..

ناصر: أنت الحين بتدشين الجامعة...لا تركضين مثل البزران...لو طحتي الحين؟؟

كان تكسرتي على الرخام...

العنود وهي تطرق رأسها : الشرهه علي اللي كنت ما ابغيك تنطر في الحر...

ناصر: ماعلينا ...من تحت؟؟

العنود: كلهم الا شوشو ...في غرفتها فوق..

ناصر: انزين انتي بتدخليني والا بتم في الحر...عيل شفايدة ركيضج؟؟

العنود وهي تفسح له الطريق ليتنحنح ويقول بصوت عالي: السلام عليكم ...

ردوا عليه: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..

أم جاسم: تعشيت يمه؟

ناصر: ايه يمه في المجلس...( التفت الى جاسم وسأله ) جاسم شتعشيت؟؟

جاسم: مادري...شي لقلق حطيته في فمي بدون ما اعرفه..

العنود: حرام عليك..هاي المعكرونه بالصلصة البيضا اللي تحبها...

جاسم: كنت احبها عشان خاطر مريم بس...الله يرحمها..

الجميع: الله يرحمها ...

محمد مغيراً الموضوع عندما لاحظ امه تمسح دمعة سقطت من عينها: وأنا ليش

محد سألني عن عشاي؟؟؟ ولد الجيران أنا ؟؟ مانيب ولدكم ...مادري اروح اتزوج

عشان القى وحده تعطيني وجه وتهتم فيني..

أم جاسم: الساعة المباركة..أنت بس عزم وانا اروح اخطب لك اللي تبغي...

محمد: بتروحين سوريا؟؟ انا بتزوج سورية...

أم جاسم: ايه يصير خير...مافيه الا قطرية ...واذا بعدنا شوي ...خليجية ...وغير

انسى...

محمد: ترى أنا من صجي ماتعشيت...

أبوجاسم: انت مهب قايل انك طالع تتعشى مع ربعك؟؟

محمد: ايه...لكن ماتعشيت...

أبوجاسم: وليش عاد؟؟ ماكان عندكم فلوس؟

محمد: من اللي صار لي يبه...اسمع...رحنا مطعم وكان زحمة ..وماحصلت الا

كرسي احذا بنتين قطريات..قلت في خاطري عيب يا ولد...ودورت كرسي ابعد

وقعدت وتوني طالب مع الربع وجايبين طلبي ...وصحني كان مليان شبس مع

السندويش والا...اشوف زلمه قرب وقعد احذا البنتين وقام يكلمهم...كان تاخذني

النخوه واهد عشاي واروح له واقوله: اسمح لي اخوي ...هذول هلي ...ليش قاعد

احذاهم...

احسبه يتحرش فيهم ...والا الرجال بطل عيونه ...ووحده منهم تقول وهي

مستغربه: هذا خالي...

حسيت اني تصخنت ....والحراره بتطلع من وجهي ...رجعت طاولتي والقى ربعي

ماسكين ضحكتهم ....ماقدرت اكل عشاي من الفشيله هديته وقمت ...

الجميع: هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه

ابوجاسم: تستاهل ...هذي اخرة اللقافه...

محمد :يابلفيت قلت بتصرف بشهامة.

جاسم: مستحيل تتغير...دايما تحط نفسك في مواقف...تذكر سالفة براطمك اللي

انتفخت يوم كنت فالكلية...

محمد: وهذي كيف تنّسى؟؟ استوت من قرصة البعوضة جنها براطم هيفا وهبي..

خذت رخصة من العيادة وقعدت في الثكنه ماطلعت ...كانوا بيصورني بس ماخلتيهم

كنت كله اعض عليها...فضيحة...يومين لي طابت...عندوه وين العشى...؟

قامت العنود وهي تضحك عليه وامرت الخادمة بوضع طبق في غرفة الطعام...

♫ معزوفة حنين ♫ 23-12-10 05:22 AM



سألت ام جاسم ناصر: ناصر يبه الفلوس تحولت حق الجماعة هالشهر؟

ناصر: تحولت يمه...لاتحاتين ..

سأله جاسم: شخبار الكمبيوتر..؟

ناصر: طلعوا يوزعون لاب توبات في معهد النور فيها برنامج ناطق اسمه ابصار

يقرالك المواقع كلها والجرايد وايميالتك بعد..

جاسم: طرشلهم لاب توبي خلهم يحطون لي البرنامج... خل اللي عندهم حق

المحتاجين انا الحمدلله الله مغنيني عنهم..

ناصر: بل ياجاسم..هذا نظام لك ولغيرك...

جاسم: ادري زين ...وقلتلك خله لغيري يكون محتاج...يمه خلي لشمي تجيبه من

على المكتب وتجيب شنتطه بعد...

رأت لشمي وهي تخرج من غرفة الطعام فنادتها وشرحت لها ..

نادت العنود: يالله يامحمد ...عشاك بارز...

جلست بجانب امها وقالت: ترا أنا ماتشريت حق الجامعة وابغي السواق

ناصر: شوفي الوالدة متى تفضى وروحوا...

العنود: نوال بتروح فيلاجيو بكره وبروح معاها...امي تتعب بسرعه...

ناصر: روحي مع الوالدة وإذا تعبت ارجعوا واطلعوا يوم ثاني عادي...مهب لازم

تشترون كل اغراضكم في يوم...

محمد: عدل كلامك...درر...درر...

العنود وهي تترك الصالة: اوففففففف...

ناصر وهو يبتسم: تأففي لي بكره...


دخلت العنود على اختها في غرفتها ووجدتها مستلقية على سريرها بالمقلوب

رافعة ساقيها على الحائط وهي تمسك برواية اجنبيه وتقرأها بنهم...

ونادت: ( شوشو...؟) ولم ترد عليها..

القت نفسها بجانبها بقوة فأخافتها ووقع الكتاب من يدها فصاحت: عمى يعمي

ابليس ...شفيج استخفيتي؟؟؟

العنود: كنت ابغي اروح فيلاجيو مع نونو بس ناصر مارضى...

عائشة: وهلي سكتوا؟؟

العنود: محمد يقوله ( واخذت تقلده ) كلامك درر...درر...

عائشة: إذا مهب عاجبج كلامه ...روحي مع نونو ماراح يدري...

العنود: ماقدر..ماتعودت اسوي شي من ورا هلي...

عائشة: عيل ليش جاية تقطعين علي استرسالي مع روايتي

العنود: وانا كل اللي يسألني اقولهم تخلص البروجكت وانتي قاعده تقرين قصص!!

عائشة: توني مخلصه وقلت بقرا شوي ...

العنود: وش هالقصة اللي شاغلتج؟؟


نظرت اليها وقالت: هاي قصة وحده يابانية عمرها ماطلعت بره مدينتها وسفرها

ابوها امريكا تدرس فالجامعة في سفينه وبروحها وماوصلت الا عقب اسبوعين...

تخيلي اسبوعين عشان تروح امريكا...لو انا كان انتحرت...الحمدلله على نعمة

الطيارات ...واحداث هالقصة صارت قبل غزو اليابانيين لمرفأ بيرل الامريكي..

العنود وقد انساقت وراء حديثها: وبعدين؟؟

عائشة: ولا أبلين...للحين ماقريت شصار فيها...توها واصله البلد...

العنود: الله ياخذ ابليس واهله...تدرين ماحبج تقولين لي اول السالفة

وتسكتين...ليش تقولين يوم انج ماخلصتيها..؟؟

عائشة وهي تبتسم: انتي اللي سألتي...أنا شخصني...؟؟

العنود: الشرهه مهب عليج ...الشرهه علي أنا الشيخة العنود اللي سمحت لنفسي

أني اقعد مع وحده مثلج...

ووقفت ثم غادرت ....




بعد اسبوع

في اطراف الريان ايضاً ولكن في الجهه الفقيرة وفي منزل شعبي قديم ومتهالك

سقط معظم الطلاء من على الجدران على مر السنين والباقي كان لوحة لرسومات

طفولية ملونه مختلطة بكتابة غير مفهومه جرى طفل صغير لم يكمل السابعة خلف

اخاه الذي يكبره بسنوات في الصالة الصغيرة الى الممر الضيق الذي يؤدي الى 3

غرف نوم فتحوا باب احداها ودارو فيها وعندما صرخت فيهم اختهم الكبيرة ليلى

فخرجوا مسرعين وهم يضحكون...

عادت لتكتب في دفترها الصغير بقلم رصاص صغر من الاستخدام....


يبه .. كيـف السنـه مـرتّ .. ولا مـر الفـرح بالبـال ؟؟

زرعـت احـلا أمـل غاـه .. وابـد .. ماللمـطـر طــاري


حسبت ان البخـت وافـي .. اذا خـان الرجـال .. رجـال

واثـاري الحـظ بالدنيـا مثـل بعـض الـعـرب .. ســاري


اذا مـرّ المـسـا غـربـه .. وتــاه بـهـا العتـيـم .. هــلال

تـلاقـيـنـي بـصـفـحـات الـعـتـيـم .. افــلــل افــكـــاري


يبه .. كيف امشي بدربٍ .. بلا عثره .. ولا غربـال ؟؟

دروبـي شـوك .. والساعـة سريعـة .. والعمـر جـاري


نفاني الوقت من نفسـي .. يبـه .. واثـر الهمـوم جبـال

هـي الطيبـه .. وابــي أخــذ يـبـه مــن طيبـتـي ثــاري


أرق .. واللـيـل غطـانـي فـبـردة .. والثـوانـي طـــوال

أرق فـي راحتـي .. ضيـقٍ بصـدري .. ليـل باسفـاري


طفـل جــرحٍ بـكـا فيـنـي .. وصـحـا بالضـلـوع اطـفـال

ألا يامكـثـر اطـفــال الـجــروح .. ومـكـثـر اســـراري


لبس ثوب الصبر قلبي .. ضحا غاب الصديق .. اظلال

تـمـرد كــل شــي فيـنـي عـلـي .. ..وفــزتّ اشـعـاري


تعبت اهرب مـن الماضـي .. واعيـش بوحدتـي رحـال

واكـون الرمـح والطعنـه .. واكــون الـريـح والــذاري


يبـه .. مـن عـام .. مامـرّ الفـرح .. لاحـس .. لامـوال

انـا البايـع معاناتـه .. وانـا السلـعـه .. وانــا الـشـاري


يبـه .. ياراحـة اعيونـي وقلبـي .. كيـف كيـف الـحـال

عسى ماضايقك جـرح الظميـر .. وطـول مشـواري ؟؟***



بعد قليل سمعت طرقاً على الباب فتعرفت على صاحبها وقالت: ادخل يبه..

دخل اباها الغرفة وهو يرفع نظارته من على انفه.. واقترب منها وسألها: تغديتي

يابنتي؟؟

ليلى: الحمدلله..

اباها : بس أنا ماشفتج تاكلين معانا ...حطيتي الصحن ورحتي...

ليلى وهي تقف بجانبه: كلت فالمطبخ قبل لا تجي...

حظنها ونزلت دمعه من عينه فقد كان متأكداً من أنها تكذب...ولكنه لم يقل لها شيئاً

بل اخرج لها من جيب ثوبه قطعة من الخبز ووضعها في يدها وقال: هذي خبزة بر

مسويتها مرت بوخالد وخشيتها لج...لأني ادري أنج تحبينها..

اخذتها وقبلته على خده وهي تقول: مشكور يا احسن ابو فالدنيا...

اباها: الله يصخر ام سعود لج قولي أمين...

ليلى وهي ترفع يدها: اااااااامين

خرج من غرفتها وهو يدعوا لها بالزوج الصالح... وعاد لغرفته ووجد زوجته

هناك وعندما رأته سألته: راحت ليلوه تغسل المواعين؟؟؟

ابوسعود: ليلى تعبانه من وقفة المطبخ طول النهار...حتى الغدا ماتغدت...

زوجته: حتى أنا تعبانه من تنظيف البيت طول النهار انا انظف وعيالك

يوصخون..وغسال الثياب والكواي.. وبعدين ماعليك منها اكيد كلت قبلنا...الاكل

جدامها محد مانعها...

ابوسعود: حرام عليج يامره..ارحميها شوي هذي يتيمه...

زوجته: انت ارحمها وارحمني وجيب لنا خدامه...

ابوسعود: من وين...معاش التقاعد يالله يكفي صرف البيت..

زوجته: هذا هي بتدش الجامعة عقب كم يوم ..واللي مثلها يصرفون لهم معاش اخذ

منها وجيب خدامه ومعاش الخدامه الا 500 تدفعها هي كل شهر...شحاجتها

بالفلوس...خلها تساعدنا ..

ابوسعود: وإذا عطوها ...كم بيعطونها ..؟؟

زوجته: كيفك...قلتلك طلعلي شغل خلني اساعد مالقيتلي...

ابوسعود: مالقيت الا فّراشة..وانا ما ارضاها لج...

زوجته: ولا انا ...الاكل اللي اطبخه يادوب يجيب لنا حقه ...حتى الاجار...والله لو

بيدي شي كان سويته...

خرجت بانفعال ودخلت غرفة ليلى بدون أن تطرق الباب وقالت: أنتي مشتكية علي

عند ابوج؟؟؟

ليلى وهي تغلق الدفتر وتقف: لا والله ماقلت شي...ليش شصار؟؟

جلست على حافة السرير وقالت: نفس سالفة كل يوم...انتي تشغلين بنتي انتي

كارفتها...انا معذبتج ليلى؟؟؟

ليلى وهي تبتسم: انتي تعرفين ابوي...دايماً يحاتيني...بنته الوحيدة شاسوي؟؟

ام سعود: يحسسنني بالذنب كل يوم ...الا تعالي أنتي تغديتي قبلنا صح؟؟؟

ليلى: ايه..

ام سعود: ليلوه...تغديتي ؟؟ لا تكذبين..

ليلى: والله تغديت ابوي جاب لي خبزة بر وكلتها...

ام سعود: وليش ماكلتي غدانا؟؟ انتي طابخته وما كلتيه...

ليلى: ماحب الربيان ...وماكان فيه ودام غيره...

ام سعود: بس فيه اشيا ثانية كان ممكن تاكلينها...مع العيش ...بطاطس مثلاً

ليلى: الحين بتسوين لي مثل ابوي...؟والله أنا ما اشتهي...

ام سعود: كيفج..بروح اقيل شوي..انتبهي لأخوانج..

ليلى: ان شاء الله.


ليلى هي الأبنة الكبرى لأبوسعود والوحيدة من زوجته الاولى والتي لاقت حتفها

وهي تلد ليلى بعد ولادة عسيرة قام بها طبيب متمرن...تزوج بعد أن كبرت من

حمده والتي كونت علاقة غريبة معها ...غير مفهومه فلا هي حب ولا هي كره ..

ولكن الحياة استمرت بينهم بلا مشاكل بعد أن عرفت ليلى كيف تسترضيها وتبتعد

عن طريقها وفي نفس الوقت تساعدها بدون أن تطلب ...وهذا الذي شجع زوجة

ابيها من معاملتها بطريقة عادية بدون قسوة زوجة الاب المعروفه..مع انها كانت

متخوفه كثيراً قبل أن تقبل بأبيها...انجبت ثلاثة ابناء اكبرهم سعود وهو في الرابعة

عشر وعيسى في العاشرة والصغير صالح..


في الثالثة عصراً رن هاتف البيت ورد عليه صالح ببرود فقد كان يشاهد حلقة من

مسلسله الكرتوني المفضل ...

صالح: الو...

العنود: السلام عليكم..

صالح: شتبين؟؟

العنود: صلوح رد السلام اول...

صالح: ابي اشوف التلفزيون خلصينا شتبين..؟؟

العنود: يامسود الويه رد السلام..

صالح: عليكم ...خلصيني والا بحط السماعة...

العنود: ناد اختك مع ويهك..

وضع السماعة على الكرسي ونادى ليلىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى

خرجت مسرعه لئلا يكرر صراخه ويوقظ اباها وزوجته: شتبي؟

صالح: رفيجتج على التلفون...

ليلى وهي تحمل السماعة : مالها اسم رفيقتي.؟

لم يرد عليها وظل يتابع مشاهدته للمسلسل...

العنود: لها اسم بس اكيد هو مندمج مع سيف النار... وحبيت اغربله شوي..

ليلى: اللي فيها ذبح ومذابح؟؟

العنود: ايه...ودمان بعد..هذا اللي يحبونه الصبيان ...

ليلى: وعععععع ...وتجين عقب تتفدينه فالروحه والجيه...ما يعطيج ويه...

العنود: ويه فديته..

ليلى: مسوي لج طبوب هالولد بس ماندري وين دافنها...

العنود: كيفه...المهم...بتجينا اليوم العصر؟؟؟

ليلى: ليش احنا عندنا موعد اليوم وانا مادري؟؟

العنود: ايه...بس انتي نسيتي...

ليلى: صج والله؟؟ أنا ما استأذنت من ابوي؟؟

العنود: عادي...لي قعد استأذنيه واتصلي فيني وانا بطرش لج السواق والخدامة..

ليلى: إذا الله راد...

العنود: حاولي والله متملله وطفرانه...وشوشو مشغولة الله يمللها...ولازم نتفق

على روحة الجامعة...

ليلى: قلتلج إذا الله راد...خلج عند التلفون ياويلج إذا رد علي حد غيرج...

العنود: تامرين امر...حبيبتي...

ليلى: عياره...يالله مع السلامة..

العنود: مع السلامة...





*** تنويه القصيدة للشاعر القطري جاسم بن همام !



بفضل من الله

انتهى الجزء



اختكم العوده


الملكة الام

♫ معزوفة حنين ♫ 23-12-10 05:23 AM






الجزء الرابع


اتصلت ليلى في العنود واخبرتها بموافقة اباها على الزياره فأرسلت لها السائق

وصعدت لغرفتها لتستعد ولم ترى ناصر عندما دخل البيت ليصحب جاسم معه...

وكان في انتظاره فأخذه للسيارة المتوقفه أمام الباب...


وفي الطريق


ناصر: وين تبغينا نروح؟؟

جاسم: كيفك...طفران حدي..

ناصر: نروح الكورنيش....

جاسم: مادري...شنسوي هناك؟؟

ناصر: نقعد...نتمشى..أي شي...

جاسم: نقعد في السيارة ...


كان العصر قد اقترب على الانتهاء عندما وصلوا للمكان بالقرب من حديقة فندق

شيراتون الدوحة وركن هناك ولكنه لم يطفيء المحرك..


ناصر: تبغي عصير؟؟

جاسم: مهب الحين...تصدق...كنت كل ماخلص المشي أشتري لي كرك واشربه في

البرد وعصير منجا في الحر..

ناصر: ايه...كنت ساعات امر عليك وتشربني..

جاسم: وأنت للحين ماتحب تمشي ؟؟

ناصر: لي بكره..يكفيني الجم ...والخيل...

جاسم: لازم..ماتتنزل حق الفقارى...ماتحب تتمرن الا مع الكباريه في الرتز..

ناصر: من رجعت ما رحت ذكرتني...بس قول الصدق ...لما تجيني عقب التمرين

وتشرب معاي قهوه في الكوفي شوب احلى والا لين شربتني كرك المعصرة واحنا

فالسيارة ورحيتك تبط الراس احلى؟؟

جاسم: لأن في الجم عندكم شاورات يالذكي فتتسبح وترجع تكشخ بس عالكورنيش

وين تلاقي شاور ...حمامات عمومية تلوع الجبد وسوو جديدة خربوها اللي

مايعرفون حق التكنولوجيا...

ناصر:ههههههه..خربوها !!!

جاسم: شعرفهم يدشّون حمام بالازره...ولا وينفتح الباب عليهم بعد 15 دقيقة..

ناصر: ما وحشك المشي هنيه؟؟

جاسم بغضب: لا...

ناصر: ماتمللت من قعدة البيت؟؟

جاسم: عندك حل ثاني؟؟؟

ناصر: عندي حلول...حياتك ما انتهت ياجاسم وانت تدري...ليش تحسسنا أنك

خلاص ماعاد اي شي يهمك...اللي صار كله مكتوب عند رب العالمين...مهب زين

اللي تسويه...


جاسم: وانا شسويت؟؟؟ قاعد في حجرتي كافي خيري شري...والا في الصالة مع

امي وابوي...

ناصر: وبس؟؟ وربعك؟؟ والمجلس؟؟ وشغلك؟؟؟

جاسم: وبس...تبغيني ارجع لحياتي ولا كني سويت شي!!!

ناصر وهو يضرب المقود بيده بغضب: عودنا ...اللي صار مهب بيدك بيد رب

العالمين بس ...خلاص اللي صار صار...فلا تعترض على مشيئته استغفر ربك...

جاسم وهو يتنهد ويمسك برأسه ويقول بحزن: استغفر الله ...استغفر الله..

ناصر وقد خطرت بباله فكره: ماجانا الهندي ...شرايك ننزل شوي..

بدا جاسم متردداً فرغب ناصر بتشجيعه فنزل وفتح له الباب وانتظره وبعد دقائق

بدت ساعات نزل بحذر وأمسك ناصر من ذراعه وقد رفض احضار عصاه وتخطوا

الاسفلت ووصلوا لأرضية الكورنيش المركبه من قطع الانترلوك الملون حتى

اقتربوا من البحر ووقفوا وأخذ جاسم يتنشق الهواء بقوة وكأنه يَود بأن يسحبه كله

وبعد مده وناصر يراقبه سأله جاسم: التفت مناك وشوف المكان هناك وقولي ...

تشوف العجوز القطرية اللي تمشي بالغصب مع بطولتها اللي تلمع في الشمس مع

بنتها وشكلها فيها سكر وبنتها تجبرها على الرياضة؟

دقق ناصر في الناس ولاحظ من بعيد تلك العجوز التي ذكرها فقال: ايه..

تابع جاسم: والشباب الثلاثة اللي يمشون وجنهم يركضون وهم لابسين لبس

رياضة ويسولفون مع بعض.

مسح ناصر قطرات العرق من على جفنه اسفل نظارته الشمسية ثم وجدهم بين

المتريظين فقال: ايه

جاسم: والبنتين الضعاف اللي ماتدري ليش يسوون رياضة وهم بيختفون...

ابتسم ناصر لأنه وفي نفس اللحظة مرعليهم شابتين وهم يرتدين العباءة والشيلة

باحكام وفي ارجلهما احذية رياضية ... فقال: ايه..

جاسم: والرجال المتين اللي لابس بدلة تخسيس سودا ويمشي في الشمس لي صار

اسود منها...

وجده ناصر وقد بدا كنقطة سوداء من بعيد: ايه...

جاسم: والمره اللي تمشي بروحها ولابسه نقاب وحاطه شال زيتي على كتفها ولي

شفتها خاطرك تطب في البحر من الحر الزايد وتستغرب ليش تحط هالشال العود

على كتفها...

ميزها ناصر بسهولة من خلال الحشد من شالها فأجاب: ايه والله..في الحر حاطه

شال!!!

جاسم: وحتى في الشتا...ماتطلعع بدونه ودايماً على كتف واحد بس مثل

الاسكتلنديين...والهندي مع مرته وبنته اللي كاشخين بنفس اللون...

ضحك ناصر على تعليقه ولكنه لم يجدهم..فقال: شكلهم راحوا بلادهم في الاجازة..

جاسم وبقسوة بدت على وجهه وهو يواجهه ناصر: كيف تبغيني ارجع امشي

معاهم ؟؟؟ بعصاتي؟؟؟

ناصر: انت تدري أنك ممكن ترجع تشوف مره ثانية...لا تستكين لهالحياة ...

جاسم: هذا انت قلتها...ممكن...احتمال ...مافي اي شي بيدنا الا ان احنا

ننطر..ممكن ايه وممكن لا...تبغيني اتعلق بأمل ممكن يختفي ...في لحظه...

ناصر: لولا الأمل ما كان للعلـــة مـــــــداوي.. لازم تاخذني قدوة قدامك...لولا الامل

ماكنت قدامك هنيه....وانت تدري باللي عشته قبل لا اجي الدوحة...

جاسم: أنا مهب مثلك...انت اشجع مني..

ناصر: الله يهداك بس...امش نرجع السيارة ...أذان المغرب قرب...بنمشي لين

المسجد اللي قريب الديوان وبنصلي هناك...شقولك؟؟

جاسم وقد فهم قصد ناصر: واذا غلطت...

ناصر: جرب...منت بخاسر شي...مامليت من صلاتك بروحك؟؟؟

جاسم: بلا...بس...

ناصر: بدون اي بسبسه...كل ماتسمع تكبيرة نفذ...مثل قبل بالضبط...

جاسم: توكل على الله...

عادا الى السيارة والحزن والارتباك يحوطهم ...



في مكان اخر

في منزل ابوسعود كانت ليلى تركب السيارة التي ارسلت من اجلها عندما لحقها

اخوها صالح وهو يسألها: متى بترجعين؟؟

ليلى وهي تبتسم له: للحين مارحت وتسألني متى برجع!

صالح: مادرستيني ؟؟

ليلى: وتوك تقول!!! خلاص عيل اعتمد على نفسك اليوم...جرب مره وحده ...انت

صرت كبير ولازم تعرف تحل واجباتك بروحك..

صالح: ماعرف...ابغيج معاي...

ليلى: تروح معاي؟؟ونحل هناك؟؟

صالح: ماعندهم يهال هناك ...

ليلى: وانت شتبي باليهال...!! بتروح تلعب والا تدرس؟؟

صالح: بلللل بدرس طول الوقت؟؟؟ ليش احنا شكثر بنقعد؟؟

ليلى: اكيد لي 8 ..

صالح: بتخليني العب في السوني مالت اختها؟؟؟

ليلى: انت روح جيب شنطتك ويصير خير...

في خلال عشر ثواني كان صالح جالساً بجانبها وحقيبته المدرسية في حضنه وهو

يهتز مكانه ويقول: ليش ماتخليني اقعد قدام وتقعدين الخدامة ورا...

امسكته ليلى من ذراعه وقالت: عشان تلعب في الازره والقير وتخليه يدعم

بنا...اقعد مكانك...وعن التنطنط...اقعد عدل صلوح والا ترى برجعك...


رمى حقيبته في ارض السيارة ووضع ذراعيه على صدره وتصنع الغضب...

فكرت بصمت: فديت اللي زعل...احسن خل نوصل البيت بسلام...

وتذكرت شيئاً فشهقت وقالت: امك تدري انك جيت معاي؟؟

صالح: قلتلها قبل لا اطلع ...


التفتت ليلى الى الشارع ذو الارضية القديمة والمليء بالحفر والمحاط ببيوت شعبية

بعضها قديم وبعضها تم تجديد بناءها على شكل فلل كبيرة وبدا النتاقض واضحاً

هنا ...بعد قليل خرج السائق الى الشارع العام المعبد والفسيح والمليء بالسيارات

المختلفة الاحجام والاشكال والمسرعه وكأنها في سباق مع الزمن وتوجهوا لبيت

العنود..



فيما بعد

وبعد أن صلوا العشاء عادوا للمنزل وأوصله ناصر لباب الفيلا وتأكد أنه دخل

وعصاه تسبقه وعاد لسيارته ثانية وتوجه للمجلس واوقفها بجانب السور وقبل أن

ينزل وبدون قصد نظر للمرأة الجانبية واكتشف وقوف نفس السيارة الغامضة في

بداية الشارع فشّغل المحرك ثانية واتجه نحوها فدار سائقها والذي لم يلمحه للظلام

المحيط به وعاد ادراجه مسرعاً وناصر خلفه ...وأخذ يدخل في الازقة الضيقة

وسيارته اليابانية الصغيرة تساعده على اجتياز تلك الازقة بعكس سيارة ناصر

اللاندكروز والتي كان سيحشرها في احداها الا انه انتبه في اللحظة الاخيرة وضغط

على الفرامل بسرعة وتوقف واكتشف أنها اختفت ثم ضرب المقود بيدة بقوه وهو

يصرخ: شتبي مني الله ياخذك....؟شتبي؟؟؟


تراجع للخلف وعاد للمجلس ثانية وهو محتار ويسأل نفسه مراراً وتكراراً عن

هوية السائق ولماذا يهرب منه بهذا الشكل...


في بيت ابوجاسم

كانت ليلى جالسة تتصفح مجلة بأنتظار العنود بعد أن تركتها لتذهب لأمها بعد أن

نادتها وهي تفكر بأخاها الذي ما أن انتهى من حل واجباته حتى جرى لغرفة عائشة

ليلعب البلاي ستيشن أمام تلفازها والتي اعطته مهله لنصف ساعة فقط وعندما

ينتهي الوقت عليه أن يغادر الغرفة وبدون اعتراض ككل مرة...جلس متسمراً أمام

التلفاز وهو ممسك بمقبض ابيض شّغل الجهاز واختار لعبة كرة القدم وغاب عن

من حوله ...

اخذت عائشة تراقبه وهي مستلقية على فراشها وتقرأ كتاب ...حتى أنقضى الوقت

فنادته: صلوح...يله سكر اللعبه...

لم يرد عليها صالح لأنه كان غارقاً حتى أَذنيه في لعبته...

وقفت أمام التلفاز واضعة يديها حول صدرها وتنظر اليه رافعة حاجبها الايمن مما

جعله يرمي المقبض على الارض وهو يلوي شفتيه ويقف ليتجه للباب حين لحقته

وقالت له: شوف ...إذا نجحت في اخر السنة بمجموع قوي بشتري لك وحده...

وقف مستغرباً وسأل: بتشترين لي Wii ؟!!

عايشة: ايه...أذا جبت مجموع اخر السنة..

صالح بغضب وهو يفتح الباب: شدخل...لي الحين ماتدرسنا وأنتي تبيني

انجح!!!خلاص مابي ...بقول حق ابوي يشتري لي وحده بكرة...


مشى في الممر بعد أن قفل الباب وهو ينظر للارض ولم ينتبه لجاسم الذي كان

خارجاً من غرفته ايضاً فصدمه ووقعا على الارض معاً وسط اندهاشه من الموقف

وغضب جاسم واخذ يتحسس الارض يبحث عن عصاه والتي سقطت خلف

صالح فقال: ماتشوفين؟؟؟والا عميتي مثلي..؟؟

قال صالح بعد تردد: أنا مهب بنت...أنا ولد..

جاسم: ولد من انت؟؟؟

صالح : ولد عبدالله بن هلال

جاسم: من ذيه...وشتسوي في بيتنا؟؟

صالح: انا جيت مع اختي ليلى ..رفيجة العنود...


انتبه جاسم لنفسه وتمالك اعصابه ثم قال: تشوف عصاتي وينها؟

امسكها صالح ومدها له ولما لاحظ أنه لم يأخذها وضعها في يده وهو يرتجف

وأحس جاسم بذلك..فقبض عليها بمعصمه وقال: شسمك؟

صالح: صلوح...

جاسم: امسك يدي وساعدني عشان اوقف يا صالح...صوتك يبين انك رجّال

والرجّال مايكسرون اسمه...

تغلب صالح على خوفه وحاول مساعدته على الوقوف وقال: أنااسف ماشفتك..

جاسم وهو يقول له: وصلني لي اول الدرج...تقدر؟

صالح: ايه..

جاسم: يالله مشينا..


امسكه جاسم من كتفه وجعله يقوده للامام وهو يمشي بحذر...وابتسم عندما سمع

سؤال صالح البريء: انت ليش ما تشوف؟

رد عليه: من الله..

صالح: ليش؟؟ الله مايحبك؟

جاسم: من قال مايحبني؟؟

صالح: عيل اكيد انت شرير عشان جذيه الله خلاك ماتشوف..مثلنا..

جاسم:يمكن..وانت؟؟شرير والا طيب؟؟

صالح: انا شرير شويه بس وايد طيب...

جاسم: انزين ياشرير شوية وين اختك؟؟

صالح:عند العنود.

جاسم: عيل روح لها احسن يمكن تدورك..

تركه صالح ودخل عند اخته وجلس بجانبها على السرير بهدوء فقالت له: ياهادي

يادليل..شعندك؟

صالح: تعرفين ان عندهم ريال شرير والله مايحبه؟

خافت ليلى من كلامه فسألته : من؟؟انت ماكنت تلعب في الوي؟؟

صالح: ايه بس ماخلتني عوش اطول توني بديت وطردتني

ليلى: عيل وين شفت الشرير؟

صالح: برع عند الباب..

ليلى وقد قاربت على الصراخ: اي باب انت وين رحت؟

صالح: اقولج عند عوش وتوني طالع من عندها دعمني الشرير..

ليلى: اي شرير؟

صالح: اللي الله خلاه مايشوف...

ليلى وهي تأخذ نفساً: اشوا...خرعتني احسبك طلعت برع البيت..

صالح: وين اطلع؟؟ انتي تخلين حد يطلع؟

دخلت عليهم العنود وقالت وهي لاتزال واقفة عند الباب : تبغون تتعشون من

ماكدونالد ؟

صالح: انا مابغي..

العنود: ليش؟؟

صالح: لأنهم يذبحون فلسطين.

اندهشت العنود وسألته: من علمك؟

اشار على اخته والتي قالت: احنا مقاطعين كل شي امريكي..انتي تدرين..

صالح: حتى المُدرسه قالت أنه مهب زين ناكله...

العنود بخجل: انا حسبت ان اليهال يحبونه والا احنا عندنا عشا..

ليلى: احنا مهب غرب اي شي بناكله عادي لا تكلفين على نفسج...

العنود: اصلاً الخدامة وراي.. امي ماتم شي ما حطت منه بس فكرت انه مايبغي.

♫ معزوفة حنين ♫ 23-12-10 05:24 AM





في الاسفل


كان جاسم قد انتهى من تناول عشائه مع اباه وامه وتوجه للصالة ليجلس قليلاً

قبل أن يعود لغرفته..وانتظر إلى أن عرف أن اباه جلس فقال له: يبه..ولا عليك امر

لي جيت بتروح تصلي الفجر قعدني بخاويك...

اباه: إذا الله راد...

أمه: بس ..يمه اخاف عليك...

جاسم: لا تخافين يمه ...رحت مع ناصر وصليت المغرب والعشى اليوم في المسجد.

وبعدين ابوي معاي..

امه: الله يحفظك ...ويقدرك على طاعته..

بعد نصف ساعة كانت العنود وليلى وصالح ينزلون من الدرج عندما تقدمت العنود

منهم وقالت: يبه بروح اوصل ليلى وبرجع..

لمس جاسم ساعته وتحسس الوقت وقال: شيطلعج هالحزه؟ ماتدرين ان الحين

الساعة 9 ؟

كان يعطيهم ظهره ولكنها علمت أنه استاء فأحتارت وردت: لأنها الساعة 9 ماقدر

اخليها تروح مع السواق والخدامة...

جاسم: يعني مهب عادي لها وعادي لج؟؟؟!!!

عندما لاحظت أمه توجه الحديث وأن ليلى كانت واقفة على مسافة تمكنها من

سماع مناقشتهم قاطعتهم قائلة: خلاص روحي جيبي عباتي أنا بوصلهم...بيتهم

وين؟؟

العنود: هنيه حذانا...

امها: خلاص يله جيبي عباتي ..واستعجلي...

كانت ليلى تغلي من داخلها وحمدت الله أنها ترتدي غطاء وجهها لئلا تلاحظ العنود

وتفكر( صدق صلوح يوم قال شرير...شرير ودفش بعد..من يحسب نفسه..!! )


عندما خرجت ام جاسم مع ليلى قابلت ناصر وهو يمشي بأتجاه بيتهم ولاحظ أن

معها فتاه وصبي صغير وكانت ستركب السيارة فسلم عليها من بعيد وطرق الباب

وفتحت له العنود ولاحظ تجهمها فسألها: من زعلج؟

العنود وبصوت واطي: جاسم فشلني عند رفيجتي ..

جاسم بصوت عالي: لا تصاصرينه تعالي قوليله قدامي..

دخل ناصر وهو يقول له: شفيك على العنود...تبغيني اضربك مثل اول؟؟؟

جاسم: الاول تحول...

ناصر وهو يتجاهله ويوجه الحديث للعنود: شسوا معاج؟؟

العنود: ماخلاني اوصل رفيجتي بيتها ...وقال كلام سخيف واكيد هي سمعته..

جاسم: خلها تقص المعاش...تعرفين في اي بنك هو...

ناصر: معاه حق...شلون تطلعين معاها فهالليل؟؟؟

العنود: البنت معاها اخوها وبنودي الخدامه...

ناصر: حتى ولو...ليش اهلها مايجونها؟

العنود: هذي ليلى...ابوها شيبه ومرت ابوها ماتخليه يطلع عقب العشا واخوانها

صغار وهي اكبرهم وماعندهم سواق...عرفت الحين ليش؟

جاسم: على قولة المصريين ...اشحتي بيها على باب السيدة ....سويتي فلم عنها..

ناصر: قول الحمدلله على النعمة اللي مهب عند غيرك..

جاسم بأمتعاض: الحمدلله...


ناصر وهو يحاول أن يخرج العنود من ضيقها: شرايج...بمد يديني لج وإذا اختري

اليد الصحيحة اللي فيها لرفيجتج....شرايج؟؟

كان قد اخرج ورقة نقدية من محفظته قبل أن يخبرها ووضعها في كفه الايسر

وقفله ومده بجانب الكف الاخر المغلق ايضاً وانتظرها...



نظرت اليه وتذكرت أنه دأب على فعل ذلك لها منذ صغرها فأبتسمت واختارت

اليسرى فقلبها وفتحها وظهرت 500 ريال مطوية ففرحت وقالت: على الاقل

تعويض عن الضرر النفسي بشتريلها شي حق الجامعة...وانا ابغي بعد مثلها

تعويض...

ناصر وهو يبتسم ويخرج محفظته: كل اللي فيها لج ...خلي لي فلوس حق

البترول..

اخذتها وهي فرحه كالطفلة وفتحتها ووجدت البطاقات المصرفيه مرتبه فقلبتها

واخرجت مافيها وعدتها فكانت 4300 تركت له 300 ريال وطوت الباقي في يدها

وارجعت له المحفظه وجرت لفوق وهي تقول: الله يخليك لنا وتعطينا...

جاسم وهو يهز رأسه: محد مدلعها غيرك...كم خذت منك؟؟؟

ناصر: مهب واجد...توني اليوم مار على الصراف...بمر بكره عادي...المهم انته

ليش عصبي هالكثر؟؟؟

جاسم: صرت ما استحمل السخافه مثل قبل...


دخلت العنود على عائشة وهي تحرك الاوراق النقدية في الهواء لتغيظها فتقول:

لقيت صرف حق فيلاجيوا بكرة...وبشتري حق ليلوه بعد...

عائشة: من وين لج؟

العنود: من ناصر ...

عائشة: سبحان الله...ناس تاخذ...وناس تعطي...

العنود: شقصدج؟؟

عائشة: تعرفين قصدي ...

العنود: عنده مصاريف مسكين...

عائشة: وناصر ماعنده طبعاً ...والله انج انتي العميا مهب اخوج...متى بتفتحين؟؟

مادري...

العنود: ماتروحين معاي...


دخلت العنود غرفتها ووضعت النقود في محفظتها ونزلت للصالة وانتظرت الى أن

عادت امها فامسكت الهاتف واتصلت بليلى ورد عليها صالح : الو

العنود: حبيبي وين ليلى؟

صالح: هناك.

العنود: نادها..

صالح: اوففففففففففف...كله تكلمينها...

ووضع السماعه على الطاولة وصرخ بصوت عالٍ: ليلى تليفون...

حضرت ليلى وردت: نعم شتبين؟

العنود: شدراج انه انا؟

ليلى : من يعني بيتصل ؟؟ محد غيرج..كانت شوشو والحين هي مهب متفرغه..

العنود: حبيبتي انا اسفه ...

ليلى: ليش تتأسفين انتي مالج خص..

العنود: والله هو مهب جذيه...محد يدري شفيه..من صار الحادث وتوفت مرته الله

يرحمها وهو متغير 180 درجة ...تذكرين شكثر كان حنون وطيب...صار عنيف

وقاسي..وكله يتطنز..ناصر يقول أن الاخصائي النفسي قاله أن هذي ردة فعل طبيعه

للحالات اللي مثله وأن احنا لازم ناخذه بالطيب ونتحمله لين تنتهي هالمرحلة

عنده..تصدقين حتى بيته ماطبه وقبل لايرجع من السفر طلب من امي ترتب له

غرفته القديمة..مايبغي يتذكر أنه فقدها...

ليلى: لا حول ولا قوة الا بالله...انا لله وانا اليه راجعون..وانا شذنبي ليش يغلط

علي؟؟

العنود: ياحبيبتي هو كان يكلمني وقصده يهاوشني انا هو كفيف الحين شدراه انج

كنت قريبه وسمعتيه...عشان خاطري سامحيه...

ليلى: المسامح رب العالمين,,,حتى الياهل ماسلم منه...صروع صلوح راجع يقول

الشرير والشرير...

العنود: اوه عاد..خلصينا عاد..ويازعم انج طيبه...

ليلى: طيبه غصباً عنج...


ضحكت العنود وكلمتها لدقائق ثم اقفلت الهاتف التفتت لهم واكتشفت عدم وجود

ناصر او جاسم فقط امها وابوها فانتقلت الى حيث يجلسون وانضمت لهم...



في عصر اليوم التالي


كان أبوجاسم يتناول القهوة مع اخاه وزوجته ودخلت ام جاسم عليهم تتبعها

الخادمة وهي تحمل صينية عليها قطع كيك مستطيله ووضعتها على الطاولة وقامت

بتوزيع القطع في صحون صغيرة وقدمتها لهم وأم جاسم توضح: هذي كيكة التمر..



وانضم لهم ناصر بعد أن ادخلته الخادمة وبعد أن سلم سأل عن جاسم فقال اباه:

توه جاي معاي من المسجد عقب ماصلينا العصر وراح غرفته شوي ..الحين

بينزل..


أم حسن: راح المسجد!!! شلون يروح ؟؟؟ مايخاف يطيح ؟؟؟ وشلون بيعرف إذا

سجد الامام؟؟؟

أبوجاسم: ولدي حتى ولو صار كفيف ماله عذر مايروح المسجد في واحد راح

الرسول صلى الله عليه وسلم وقال له : ( يا رسول الله! إنه ليس لي قائد يلائمني

إلى المسجد فهل لي من رخصة أن أصلي في بيتي؟ فقال المصطفى- عليه الصلاة

والسلام-: هل تسمع النداء في الصلاة؟ قال: نعم ، قال: فأجب ) وولدي لقاني قايد

له للمسجد يعني أحسن من الرجال ..

أبوحسن: الله ياجرك ياخوي..ويصبره على مابلاه..

الجميع الا أم حسن: امين يارب العالمين..

ناصر: قد سمعتوا عن رجال ينقال له ......عبدالله شيبان ال****

الجميع: لا...شفيه؟؟

ناصر: يقولكم هذا بدوي شيبه وكفيف إذا كان يمشي في الشارع يصفق ومن صدى

صفقته يعرف مكانه ويروح كل مكان في البلاد..

الجميع الا أم حسن: سبحان الله..

ناصر: وحتى إذا راح البر بعد يصفق ويدل طريقه..

أم جاسم: وشلون؟؟

ناصر: من فضل الله أنه إذا حرم الانسان من حاسه زاد قوة باقي الحواس وهو

حاسة سمعه قوية ماشاءالله..وأزيدكم من الشعر بيت...يروح يتسوق بروحه

ويعرف الريال من الخمس من العشر من الاميه من الخمسميه....

أبوحسن: اسمحي لي يابوك ...هذي قوية...

ناصر: شفته بعيني...يطلعهم كلهم ويتحسسهم بطريقة معينه وعقب يحاسب

الرجال..

أم جاسم: سبحان الله...

أبوجاسم: يمكن جافسها ...

أم حسن: احس انه خريط..

أبوجاسم: الرجال يقولج شافه بعينه..تكذبينه يعني؟؟؟

لم تقدر أن ترد عليه فصمتت...

نزلت العنود وهي ترتدي عباءتها وسلمت على الجميع وسألت امها : مشينا؟؟

أبوجاسم: وين؟

العنود: بروح مع أمي اتسوق...

أم حسن: ليش ماتروحين مع الخدامه ؟؟ امك مره كبيرة بتعبينها معاج؟

نظر اليها ناصر بغيض لكنه لم يرد لأنه يعلم جيداً أنه لا العنود ولا امها ستطيعانها

ولكنه أنتظر الرد مثل الباقي...

أم جاسم: طول مانا بصحتي بروح مع بناتي لين يتزوجون ذيك الساعة يروحون

مع ريالهم...

مصمصت أم حسن شفايفها وقالت: ماعندج سالفه...أنا اخلي نوال تروح مع

الخدامة والا مع ربعها ....مافيني على روحة الاسواق كل يوم ...

أنهت أم جاسم النقاش عندما وقفت وأستأذنت زوجها ثم تناولت عباءتها من العنود

وسألتها: السواق في السيارة؟

العنود: ايه يمه..


في الطريق اتصلت عائشة في العنود ...

عائشة: انتي وين رايحه؟

العنود: فيلاجيو...ليش؟

عائشة: مري على كارفور وشوفي Wii عندهم بكم ...؟

العنود: عندج وحده شتبين فالثانية؟؟

عائشة: مالج خص...اسالي وبس..

العنود: ياخوفي تهدينها وحده ماتستاهل..قولي لي حق من؟؟

عائشة: وانتي شلقفج؟؟خلاص مابغي منج شي...مع السلامة..

ضحكت العنود على اختها وقررت أن تنفذ طلبها ...


فيما بعد

وفي محل فندي أخذت تختار لها حقيبة من على الارفف الخشبية

وأمها خلفها تقول: انتي ماتشبعين من الشنط...؟

العنود: يمه هذي غير هذي رضوة ناصر لي..

أمها: وهو متى زعلج عشان يراضيج ياحظي ؟؟؟

العنود: جاسم زعلني وهو مارضى علي ولا على رفيجتي ...وعطاني 500 ريال

عشان اشتريلها هدية..

أمها: وانتي بكم هديتج؟؟

العنود مشيرة بأربع اصابع: 4000.

أمها: عيل خليهم واشتريلج فيها ثياب...

العنود: هذي غير وفلوس الثياب غير ...الثياب على حسابج حبيبة قلبي ..

أمها : ياحبكم للمخاسير..يالله اخلصي علينا..


فيما بعد وبينما هم في الطريق الى زارا مروا بالقرب من كافيه ومخبز بول والذي

وضع جميع طاولاته في الخارج وبشكل متقارب...كانت نوال جالسة على احداها

وفي الوسط تماماً كاشفة الرأس .....تضع طلاء كامل على وجهها تضع شيلتها

على كتفها وعباءتها مفتوحه وهي تمسك بهاتفها النقال وتضحك بصوت عالي مع

فتاة في نفس عمرها ...ويبدو من الشاب الجالس مع صاحبه بالطاولة التي على

يمينهم أنه منهمك ليرسل لها شيء بالبلوتوث وأنا تستقبله..لم تخبر العنود أمها

عنها ولكنها اسرعت الخطى ومرت على الجدول المائي ثم دخلوا المحل واختارت

بعض القطع لها ولـليلى أيضاً ...


بعد ساعتين من التسوق عادوا الى البيت ...

في بيت أبوسعود

جلست ليلى خلف مكتبها الصغير وفتحت دفترها وكتبت ..


مافي المسا في بعض الايام .. خلان

لاصوت .. لاقمرا .. ولا بارق نجوم


وماللفجر بعيون الاحبـــــاب ..بيبان !!

يمر يوم ..!! وكن ما مـــر هاليـــــــوم


والعاشق اللي مـــات في خنجر انسان

توه نوى يقرا .. وجــع دفتــر اللـــــوم


لو للوفا ياعاشق الــــشعر عنـــوان ؟؟

ماجيك عاشق .. داخلي شخص مــهزوم


مليت !! ادور قــــلب .. في كل الاوطان

لا الشرق قلب .. ولا الوطن ديــرة الروم


أحيان افارق ... وانكسر بعض الاحيان

لا شك !! يحملني الصبر غصب .. واقوم



في الأرض يارجــلي مـن الـعـام بركان

والريح ..!! توعدني من العااااام بغيوم


كم لي أجامل !! لكن الصدر ملياااان

هي تنفع الشرهه اذا قلـــت : مـظـلـوم؟


لو للـعـدل في حـبـنـا أي مـيـــــــزان !!!!

ماكنت انـا اشكي !! وانت في عينك النوم



وضعت قلمها الرصاص بداخل الدفتر واخفته في احد الادراج ثم أطفأت المصباح

واستلقت على سريرها تفكر....

( لو عندنا فلوس كان ماتجرأ واحد مثل هذا يهيني...لي متى والناس مايشوفون أن

احنا بني ادمين؟؟لي متى واحنا في هالفقر...لو عندنا ...كان بيتنا الحين مثل بيت


العنود ويمكن احسن...وكان عندنا سيارة وسواق وخدامة...لا خدامتين ...وطباخ

بعد ...ليش لا ؟؟؟ واسمه شمس الدين والا عبدالكريم... بس ملحوقه...أنا لازم

يصير عندي فلوس ...وفلوس وايد بعد ....بس شلون ...ومن وين...؟؟؟ لازم القى

حل ... وحل سريع بعد...)


ولم تنم الا بعد أن وجدت الحل...بعد أن ظنت أنها وجدت الحل..





*** تنويه القصيدة للشاعر القطري جاسم بن همام




بفضل من الله

انتهى الجزء



اختكم العوده


الملكة الام

♫ معزوفة حنين ♫ 23-12-10 05:26 AM




الجزء الخامس



بعد اسبوع


قبل المغرب




كان ناصر يقف خلف جاسم ينتظره ليصعد السيارة حين لمح هارون وهو يخرج من باب بيتهم مع

اخيه حسن ويتحدث معه قبل أن يغادر المكان وعينا ناصر تتبعه والقرف بادي على وجهه لأنه

تذكر...تذكر أنه منذ سنة عندما كان ماراَ على صيدلية في مجمع المرخية التجاري ليشتري له دواء

شاهد هارون يغادر سيارته الاودي الرياضية بلونها الازرق والمميز والتي صبغت في ورشه خاصة

في دبي ويدخل حلاق رجالي مشهور بمرتاديه من الجنس الثالث وهو يحمل كيسا في يده. وأنه

قرر أن ينتظره ليرى ما الذي يفعله ...وقبل أن تنتهي الساعة ظهر مرتدياً ملابساً نسائية واضعاً

الاصباغ على وجهه ويحاول أن يمشي بدلع بكعب عالي ويغادر المكان ثم فهم ناصر....فهم اخيراً

تصرفات هارون... فهم لما كان دوماً يحلق شاربه ...فهم لما لم يكن يحب أن يخالطهم ... كان هارون

اكبر اخوته لكن من أب اخر..وتم ضبطه اكثر من مره وهو يضع احمر شفاه ويسرق ملابس عائشة

ليرتديها مع انها اصغر منه...ويحب أن يلعب معها لا معهم .. وعندما ينهرونه كانت امه تدافع عنه

وتحضنه ...


نفض ناصر رأسه وغادر المكان بسرعة حتى أن دواليب السيارة أصدرت صوتاً قويا ...انتبه جاسم

لسرعته فسأله: شفيك؟؟

ناصر وهو يزفر: شفت هارون...

جاسم: شي طبيعي أنك بتشوفه...بلوه وابتلينا بها ...وش بنسوي؟؟

ناصر: والله من ناحية شبنسوي ...نقدر نسوي...بس انت اللي مأجل السالفة..

جاسم: ياخوي ..مانقدر نفتح الموضوع الا واحنا عندنا حل حق هالمشكلة... هذي مصيبه وانت

ادرى بمرت عمي من زمان ...ليش نحط نفسنا في مواجهه خاسره معاها..

ناصر: بس الرسول صلى الله عليه وسلم دعانا لتغير المنكر...

جاسم: صح... بس كل شي في وقته حلو..

ناصر: الله يستر...




فيما بعد



وفي غرفة العنود كانت ليلى واقفة أمام النافذة الطويلة وتنظر للحديقة الخلفية للمنزل وهي تفكر

في مدخل لتفتح الموضوع مع صديقتها خصوصاً وأن دوام الجامعة سيبدأ الاسبوع القادم...

اقتربت منها وقالت وبصوت واثق: أنا ابغي اشتغل...

العنود: وشو؟؟؟

ليلى: ابغي اشتغل...ما تسمعيني؟؟؟

العنود: انطري لين تخلصين الجامعة...شعايلج؟؟

ليلى: بدرس وبشتغل...في نفس الوقت...

العنود: وبتقدرين؟؟؟ شلون بتوفقين؟؟

ليلى: انتي تدرين أني من الاوائل...بدرس الصبح وبشتغل العصر...

العنود: العصر يعني قطاع خاص..لأن مافي وزارة تفتح العصر...

ليلى: البنوك تفتح...اغلب البنوك تفتح العصر لي فالليل...

العنود: والبنوك الاسلامية معدودة على الاصابع...

ليلى : ابغيج تساعديني..

العنود: عيوني لج ..بس ماعرف حد في البنك...

ليلى: بس ناصر اكيد يعرف...لأنه معارفه وايد ..وانتي تدرين ...كل شي بالواسطة يصير...

العنود: ماعندي خلاف ....بكلمه بس...ابوج بيوافق؟

ليلى:اصلاً انا ابغي اشتغل عشان اساعده...الحمل زاد عليه...وصار محتاجني...

العنود: ولو اشتغلتي بالثانوية كم بيعطونج....؟؟ ولا شي...

ليلى: اي شي بيجيني بيساعد ....المهم أني ما اقعد واحط يدي على خدي...صرت اتملل من

البيت...على الاقل لي صار عندي معاش بجيب خدامه وبرتاح من الغسال والكواي...

العنود: اما هذي صدقتي ...ماتخيل نفسي قاعده اكوي...بخليهم كلهم يلبسون ثياب

معفسه ...نظيفة بس معفسه...

ليلى: ههههههه

العنود: مستعده اسوي اي شي الا الكواي...من صجي انا ...لا تضحكين...

ليلى: والله انج متفرغه...الحين بتكلمين ناصر لي والا لا؟؟؟

العنود: بكلمه والله بكلمه....لا تحنين ...

ليلى: متى ؟

العنود:لين شفت الوقت مناسب ...( واضافت عندما لاحظت غضبها ) قصدي في اسرع وقت

ممكن ...

ليلى: خلاص عيل...انا بروح بيتنا قبل لا يأذن العشى وانتي انطريه لين يجي كلميه..

العنود: ان شاء الله عمتي...




في العاشره مساءً


دخل جاسم برفقة ناصر وجلسوا مع الجميع في الصالة وكانت هناك قطع كيك صغيرة الحجم

مرتبة في صينية مستطيلة وبقربها القهوة..فسأل ناصر: وش هالكيك؟

العنود: كيك التمر ...حلو بس مهب انا اللي مسويته..

ناصر لنفسه: عيل مهب حلو...

وضعت له عدة قطع في طبق صغير من البورسلان لونه يميل للصفار مع ورود خضراء كبيرة ثم

وضعته على الطاولة امامه وأخذت قطعه أخرى ووضعتها في يد جاسم وهي تقول: جاسم ذوقها

بتعجبك.

أمسكها جاسم بحذر ثم قضم منها وتلذذ بطعمها فأكملها وقال: من وين جايبينها؟

أمه: هذي من بيت رفيقتي أم فيصل جزاها الله خير...ذقتها عندها يوم كنا نحضر درس وخلت

طباختها تسوي لي وتطرشها..

بعد أن اكل ناصر قطعة أشار للعنود بيده وكأنه يحمل فنجان بيده ففهمت وصبت له قهوة في

فنجان أعلى عدة فناجين فأخذه وتقدمت لجاسم وهزت الفناجين ليسمعها وسألته: قهوة جاسم ؟؟

هز رأسه بالايجاب فصبت له وناولته اياه بحذر ثم التفت لأباها وسألته: قهوة يبه؟

ابوها: شهالسؤال؟؟...صبي لي ولأمج...

أمها: دامكم كلكم موجودين ابغي منكم صدقة حق وحدة أم ايتام والشؤون ماتكفيهم..

جاسم: امي ماتخلي طبعها...لو هي بقرة اللي تحلبها كل يوم كان جف حليبها ...

أمه: تعوذ من ابليس ياولدي...أنا اجمع لكم حسنات حق اليوم اللي بتحتاجونها قدام رب العالمين

في يوم ماينفعكم فيه الا أعمالكم... أنا ما ادرسكم أنا اذكركم فالذكرى تنفع المؤمنين..

قد سمعتوا هالحديث...قال صلى الله عليه وسلم

( صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات .. وأهل المعروف في الدنيا .. هم أهل

المعروف في الآخرة(

وبذكر لكم قصة قالتها ذاك اليوم الداعية لنا وهي تذكر لنا هالحديث...يقولكم كان فيه رجال عنده

خير وعنده جار فقير له 7 بنات عطاه أحسن ناقة عنده صدقة ومرت الايام وجا الصيف والحر وقاموا

الناس يدورون الماي في كل مكان حتى الدحول..وراح صاحبنا مع عياله الثلاثه حق دحل بعيد

يدورون فيه الماي ونزل بروحه وقعدوا عياله فوق ينطرونه...مر يوم واثنين والثالث قالوا اكيد مات

والا ضاع...وكانوا عياله يبغون يفتكون منه عشان يورثونه...ورجعوا بيتهم وهم يقسمون الورث تذكروا

الناقة اللي عند جارهم وراحوا وهددوه أنه يرجع لهم الناقة وياخذ له جمل بداله والا ياخذونها وماله

شي عندهم...ونشدهم عن ابوهم فقالوه أنه مات في الدحل...فطلب منهم أنهم ياخذون ناقتهم

ويودنه الدحل...وفعلا راح الدحل ونزل بالحبال وقام يصّوت ودخل اكثر لين راح مكان مظلم

خرمس..ولقا الرجال على الارض وهو يتلمس طريقة واكتشف أنه حي فسحبه لين وصل للنور

غطى عيونه ليعمى ورفعه معاه لين طلع فوق وقعد يحط له في فمه ماي تمر مذوب في ماي

لين ردت فيه الروح وفتَح الرجال فسأله: كيف بقيت حي وأنت قعدت اسبوع بدون ماي ولا اكل؟

قال: كنت اشرب من الماي اللي لقيته لكن بعد 3 ايام ما استحملت الجوع ووكلت امري لله والا لبن

ينصب في فمي...لين اشبع...وصار يجيني 3 مرات فاليوم لين اشبع بس وقف من يومين...

رد عليه جاره : لأن عيالك حسبوك مت فرجعوا وخذوا الناقة والمؤمن في ظل صدقته...

الجميع : سبحان الله ...

الأم: والواحد مايدري متى بيحتاج لظل صدقته ..

ناصر: بعد فيه قصه مشابهه صارت حق الصحفي المشهور مصطفى أمين ايام عبدالناصر...انسجن

بسبب مقال له وامنعوا عنه الاكل والشرب...وهو راعي سكر ولازم على الاقل يشرب ماي...قعد

يشرب كل شي عنده حتى بوله كرمتوا وعقب كم يوم ماتم له شي بغى يموت...والا يد ممدوه

بقلاص ماي مثلج...ماصدق وظن انه يحلم...لكن الحارس اشر له أنه مايتكلم ويشربه وبعدين شافه

في الساحة فسأله: أنت ماتخاف منهم...

الحارس: اخاف..

قاله: شاللي خلاك تسوي اللي سويته؟؟

الحارس: أنا اعرفك وانت ماتعرفني ...من سنين كان فيه فلاح فقير عنده جاموسة باع اللي وراه

واللي قدامه عشان يشتريها وماتت فطرشلك مشكلته وفي يوم القدر طق الباب والا انت مطرش

له جاموسه...هذا الفلاح كان ابوي...عرفت ليش خاطرت بحياتي...

أبوه: شفت ياجاسم...يالله مد امك باللي تقدر عليه وانت ساكت..

ابتسم جاسم وقال: يمه اخذي بعدين من بوكي نفس اللي تاخذينه كل مره تدرين أنا ماقدر افرق

بين الفلوس..روحي عنود جيبي بوكي من الحجرة...بتلقينه على الكومودينو..

تبرع الجميع بمبالغ مختلفة لأم جاسم وهي تدعو لهم حين دخل عليهم محمد وهو يبتسم وجلس

بينهم بعد أن سلم ..

سألته أمه: احط لك عشى يمه؟؟

محمد: الحمدلله تعشيت...

أبوه : وين تعشيت؟؟

محمد: بيت واحد من الربع هنيه حذانا...هذا ياطويل العمر بوعوف ماخذ امتياز في الدورة على

الدفعة كلها وقالي أمس أن احنا بس معزومين عنده على العشى كان اليوم وفي القاعة اقول حق

العقيد وقدام الضباط كلهم أن بوعوف عازمنا على العشى...ههههههههه...توهق المسكين وعيونه

بغت تطلع من مكانها ...واضطر أنه يعزمهم كلهم ....

ابوه: وكم واحد اللي جاه...

محمد: اللي شفتهم اربع دفعات ...ناس تتعشى وتطلع وغيرهم يدخل ...حول ال60 وهو كان عازم8.

جاسم: طاح بين ايديك...

محمد: خله...يستاهل...

العنود: مادري ربعك شلون يحبونك مع كل اللي تسويه فيهم...

محمد: ما يحصل هم واحد مثلي...أصلاً مايخلوني طول اليوم تلفونات عشان اقعد معاهم...أنا بس

اللي اختار من اشرفه بتواجدي معاه...

جاسم: تكفى...مادري من اللي يتكلم...رئيس الوزرا..

محمد: احسن بعد...رئيس الوزرا دمه مهب خفيف مثلي..

ناصر: من ناحية خفيف فهو خفيف...بس مهب دمك...

محمد: عيل وشو؟؟

جاسم: مخك طبعاً ياخفيف...

قاطعتهم رنة هاتف محمول فأخرج محمد واحد من جيبه ثم الثاني وأجاب على المكالمة بصوت

منخفض ثم قال قبل أن يقفله: أنا مع الاهل الحين..باي...

عائشة: من اللي متصل هالحزه؟؟

محمد: مهب شغلج ...عن اللقافة..

جاسم: أنا مع شوشو...منهي اللي متصله هالحزه...مافيها صبر لي تروح غرفتك!!!

محمد: لا ...شكلكم بتستلموني ...بشل عليه احسن لي...

أمه: حمود...منهي هذي اللي يقول عنها جاسم؟؟

محمد: وشدراني ؟؟؟ أساليه هو...أنا والحمدلله ماعرف بنات...يالله اسمحولي رفيقي ينطرني برع...

انحنى الى جاسم وقال: حتى وانت ماتشوف مانخلص من ملاغتك...!!!

خرج محمد وجاسم يضحك عليه...



في نفس الوقت في غرفة ليلى

كانت تكتب في دفترها وتذرف الدموع...




((إسم الله عليك))



يمه .. الى ما الحزن !! يا كل الحياة ؟؟


طال الطويل ويوم لك .. والفٍ عليك


كم بلتّ الدمعه عطش عرق النبات


وكم شحتّ الغيمه على صحراي .. ذيك


يمه .. لمحتي في عيوني امنيات !!


والمشكله ..!! حلمي على حطة يديك


واقول بعيون الرضا : مافات .. مات


واثر الزمن لعبه .. ومشواري شريك


ضميني أكثر .. واحضنيني للسبات


ودي أنام بحضنك الدافي .. وايديك


وارمي لي اطواق السعاده.. والنجاة


خليني أهدا .. دام انا منك .. واليك


الجنه.. تبقى تحت رجل الإمهات


ماهوب عيب ان صحت في لحظه .. ابيك


ضميني أكثر .. مابقا كثر اللي فات


بشكي تعب دنياي .. يرحم والديك


واقري علي الفاتحه .. والمرسلات


وماتنزل به على (( طه )) نبيك


وادعي لي الله .. في سجودك .. والصلاة


إدعي لي الله .. وارفعي له راحتيك


إتصدقي ..!! لو ضرني كف الشتات


أأأأرتاح .. لو قلتي لي : اسم الله عليك

♫ معزوفة حنين ♫ 23-12-10 05:27 AM


بعد يومين



كانت عائشة مع محمد في متجر فيرجن في فيلاجيو تتفحص جهاز الـWii وهي مستغرقة وتقرأ

المعلومات على العلبه لتقارنها بالتي لديها عندها مل محمد واتجه الى قسم الافلام وأخذ

يستعرض الجديد في ذلك القسم عندما صوت رجولي بجانبها يقول: ياهل ماسكة لج سوني ؟؟

رفعت رأسها ووجدت شاب في العشرينات يمسك بعلبه أصغر ويتفحصها ويبدو عليه أنه وكأنه

لوحده في المتجر ولما نظرت اليه بغضب رفع عيناه ببط والتقت بعيناها وابتسم ابتسامة ماكره

جعلها تأخذ العلبة وتلحق بأخيها وتقف بجانبه متجنبة النظر للشاب السخيف وهي تفكر( الله ياخذه

خرعني !!! صج سخيف ) حاولت الالتفات بطريقة لا تكشفها وكأنها تنظر للافلام على الارفف

المقبلة والقت نظره شاملة ووجدته يغادر المتجر وبيده كيس صغير..

أخذت تتذكر هيئته كان طويل...طويل جداً ونحيف يبدو كأنه لا يأكل ومما لمحته من تقاطيع وجهه أنه

وسيم نوعاً ما ويميزه لحية صغيرة كالمرساه زادته وسامه.. توجهت لتدفع ثمن اللعبة وحملها

محمد عنها وغادروا المتجر ولم تنتبه للطاولات الخارجية لكافيه كولومبيا والتي جلس على احداها

شاب لوحده يرتشف القهوة وينتظر خروجها ولاحظ أنها مشت بثقة مع اخيها متجهة للبوابه القريبة

وفكر ( ابغي اعرف على أيش يحبونها !!!! الا ياهل ...رايحه تشتريلها سوني .. وأبغي اعرف شايفه

نفسها على أيش؟؟ حلوة...فيه اللي احلى منها... هدى مثلاً تقط الطير من السما...جنها اليسا بعد

التعديل...لكن كلهم يحبون هذي اكثر...نفسي اعرف ليش...!! معليه...بطيح عندهم أكثر

وبعرف ...مردي بعرف...) انتبه على صاحبه الذي اقترب من الطاولة وهو يحمل له مجلة اجنبية

وجلس على المقعد المجاور له وسأله: من تراقب هالكثر؟؟


لم يرد عليه وأكمل قهوته وهو مصمم على معرفة المزيد عن هذه الفتاة ...ولن يطلع أحد على

مخططه...


في المساء


وعند عودة ناصر لبيته لاحظ أن السيارة الغامضة توفقت عن ملاحقته منذ أن لاحقها أخر مره ...هل

خاف صاحبها منه...؟؟؟ أم تراجع عن مقصده؟؟؟ درات هذه الاسئلة وأخرى غيرها في رأسه ولكن

لم يجد لها أي جواب...

أتصل في جاسم وعندما رد عليه قال: مالي خاطر أجيكم شرايك أمر اخذك نسهر في

بيتي...يسويلنا أخطر شاي كرك اللي على كيف كيفك...

جاسم: أنت وين وصلت؟؟

ناصر: في الباركنج برع...توني اوقف السيارة..

جاسم: عيل بطلع لك عند الباب انطرني...

أغلق جاسم هاتفه ووضعه في جيب ثوبه ثم وقف وهو يقول لأمه : بروح عند ناصر شوي...

أمه: اوصلك؟؟

جاسم: مايحتاج...هو بيجيني عند الباب ...ارتاحي أنتي ...

مشى بحذر وهو يحرك عصاه أمامه ويطرق بها على الرخام إلى أن وصل للباب وتلمسه ثم فتحه

ونادى ناصر وهو يقفله خلفه ورد عليه ناصر وهو يمسك بيده ليساعده على نزول الدرجات ثم

توجهوا الى منزله بصمت ودخلوا الى الصالة الواسعة في الدور السفلي ثم جعله يمسك بظهر

المقعد الذي سيجلس عليه وجلس على الاريكة بجانبه وهو يخلع غترته وعقاله ويرميهم بجانبه

وينادي : أخطر...

دخل عليهم بعد ثواني من باب جانبي تحت الدرج وهو مسرع ويقول: نئم سير..

ناصر: جيب 2 كرك...بسرعة...

هز أخطر رأسه بقوة وذهب وعاد بعد دقائق يحمل كوبين وضعهما أمامهما على الطاولة وسأل

سيده: يبي شي باباه؟؟

ناصر: الحين لا...روح ...

جاسم: ناصر شفيك...؟

ناصر: طفران حدي...بروحي فهالشركة ...ومحد يساعدني من يوم ماقعدت فالبيت...

جاسم: يعني تبغيني اداوم وانا ماشوف!!! استخفيت انت؟؟؟ والا هاي بعد لقيت لها حل مثل النت

والموبايل..

ناصر: والله ممكن لها حل ...نخلي سكرتيرك يقرالك كل ورقة...

جاسم: ياسلام عليك... انت وافكارك...ماشاء الله عليك لحد ينضلك...غبي..

ناصر: فكر فيها...

جاسم: فكر فيها انت...مع وجهك..

ناصر: شفيه وجهي؟؟

جاسم: مادري ؟؟ بس افرض حطولي شيك على بياض والا ورقة تنازل عن نصيبي في

الشركة...مثلاً يعني..

ناصر: وانت لازم توقع؟؟؟ وقع قدامي بس...

جاسم: بفكر..

ناصر: اخلص علينا ...بفكر...وبفكر...بزوجك أنا؟؟

جاسم:طالع من اللي يتكلم...!! انت ليش ماتتزوج؟؟

ناصر: واللي يناسبني ...ماراح يسأل ؟؟؟وانت بتقدر تجاوبه ؟؟؟

جاسم: يا ريال...الحين محد يسأل عن أحد ... دام الخرده موجود...كل شي مسموح وكل الناس

زينين...

ناصر: وعقب يعرفون وتصير الصكه....

جاسم: انت اللي مصعبها...

ناصر: هي اللي صعبه...بسألك...لو خطبت عندك بتوافق...

جاسم: أختار واخطب...واذا هي وافقت أنا موافق...ومتأكد أن ابوي بيوافق بعد...

ناصر: أنت بس تقول هالكلام عشان تسهلها بس لي صار الصج...محد بيعطيني وجه..

جاسم: ليكون حاط عينك على وحده من وراي...

ناصر: حاط عيني على اربع...

جاسم: وعثرة...اربع مره وحده...أنت ابتدي بوحده ويصير خير...

ناصر: اربع وفي نفس اليوم...الاردني اللي تزوج ثنتين في نفس اليوم مهب احسن مني...

جاسم: جب زين جب واشرب شاهيك...

ابتسم ناصر وأمسك كوبه ليشربه...



في نفس الوقت في بيت أبوحسن


كان ابوحسن جالساً مع زوجته في الصالة يشاهدان التلفاز عندما نزل هارون من الطابق العلوي

وهو ممسك بغترته بيده ويضع عقاله على رأسه ويصفّر فقال له أبوحسن: لا تصفر ياولدي بتنادي

الشياطين ...

ابتسم هارون ولم يرد عليه وانتظر رد أمه عليه والتي قالت: مال اول انت ... شتقول؟؟ الولد

مستانس ويصفر تبيه يصيح عيل...؟

نظر اليها زوجها وهم بالرد ثم غير رأيه وسكت..

قبلها هارون على رأسها ثم توجه للباب وخرج...

أبوحسن: الحين طالع؟؟؟ وين رايح هالحزه؟؟ الناس ترجع بيوتها وتهجع وهو يطلع!!!

أم حسن: يعني احبسه!! صار طولي ...وتبيني اسأله وين رايح ومن وين جاي؟؟ متى يعني يعيش

حياته؟؟

أبوحسن: الدنيا الحين مهب مثل قبل يامره..لو تعرفين وش يصير في عيال الناس ماتصدقين...أنا

كل يوم اسمع سالفة تصير في الشباب والله انها تشيب الشعر...

أم حسن: مالك خص فيه ...أنا ولدي مربيته واعرفه عدل...هذولا اللي تقول عنهم عيال مالهم

والي..

أبوحسن: وولدي بعد والا انتي نسيتي أني ضميته لي عقب ما مات ابوه..

أم حسن: مانسيت...اوف...ذليتنا خلاص ...


قامت من مكانها غاضبه وتركت له المكان ليعلم أنه أغضبها لئلا يفتح معها هذا النقاش مجدداً ولتفوز

بهدية الماسية جديدة كما عودته طوال تلك السنين أو كما روضته مثل ما تحب أن تفتخر به بين

صديقاتها ...لم تكرر خطأها مع ابوهارون زوجها الاول والذي احبته بكل جورحها فعاملها بدونية

مفرطه مذكراً اياها في كل لحظة في عمر سنوات زواجهما بالفرق بينه وبينها ...وكم أنه وهو ابن

الحسب والنسب وقبل بها وهي ذات الاصل المتواضع...لا لم تكرره بل تعاملت مع ابوحسن بمنتهى

الحرفيه والدهاء حتى أصبح خاتماً في اصبعها ولو لم يطعها للجأت للسحر ولكنها جعتله أخر خيار

بالنسبة لها...ولم تحتاجه...للأن...



في عصر اليوم التالي


كانت العنود قد أعدت شيز كيك لناصر وانتظرت قدومه فقد ارسلت له رسالة نصية عنها ولم تخرجها

من الثلاجة الا عندما أنضم لهم مع جاسم ووالديها فوضعتها على الطاولة واخذت تقطعها بالسكين

وتوزعها في الاطباق الصغيرة ثم بدأت بوالديها وجاسم واخيراً ناصر...ثم قررت البدء في

الموضوع...وامام امها والتي من المؤكد انها ستدعمها...

العنود: لا تتعلمون على هالدلال ...بكرة بتبدا الدراسة وبنشغل عنكم ...وما اعتقد بيكون عندي

وقت...

جاسم: عيل كل يوم سوي لنا حلو ..لين الدوام..كل يوم غير...

العنود: أن شاءالله عمي...عندك الطباخة قول لها اللي تبي...أما انا اسوي اللي احبه وحق اللي

ابي وفي الوقت اللي ابي...

جاسم: بل ..بل..كلتينا..انا الا اجاملج والا الحلو اللي تسوينه مافيه طعم جني اكل مطاط ...

نظرت العنود لناصر نظرة استجداء فنهر جاسم قائلاً: الظاهر المطاط اللي كلته للحين في

فمك..والا انا اطعم عسل...عندوه ماتسوي الا احلى الحلو...

العنود وهي تعدل من ياقة قميصها بفخر : اصلاً محد مقدرني الا الشيخ ناصر.. اقول ناصر...بغيت

اتوسط في موضوع عندك...

ناصر: توسطي وتيامني وتياسري...اللي تبينه...

العنود: من صجي انا...ابغيك تساعد ناس على قد حالهم...

ناصر: الوالدة ماتقصر كلميها ومالج الا طيبة الخاطر...

وقبل أن تفتح امها فمها اكملت: مهب هالمساعدة اللي اقصدها...

جاسم: قليها هالجوهرة وخلصينا تراج طولتيها وهي قصيرة...

العنود: ابغيك تشغل صديقتي دوام مسائي..

ناصر: مسائي ...وصباحي؟؟

العنود: لا...مسائي بس...لأنها تدرس فالجامعة ...تعرفها ليلى ...اهلها ناس على قد حالهم وابوها

ماعنده الا معاش التقاعد وخبرك مايكفي هالزمن ...ففكرت أنها تشتغل وتساعد اهلها وفي نفس

الوقت تدرس وتحقق طموحها...

جاسم: يا سلام..فاتحينها سبيل هالشركة أحنا...

أمسك ناصر بمعصم جاسم وقال بهدوء: صل على النبي...

جاسم: اللهم صلي وسلم عليه

ناصر: ابغي افهم شي واحد...ليش هي اللي تشتغل ماعندها اخوان؟؟

العنود: هي اكبرهم وعندها 2 صغار في الابتدائي..وواحد كبير في اعدادي..ولو تشوف

بيتهم ..قديم من البيوت الشعبية اللي بنوها ايام الشيخ خليفة واللي محد عنده الحين ...كلهم

رجعوا بنوها لهم الا هم مساكين...حتى خدامة ماعندهم ولا دريول...عشان خاطري ناصر...شغلها

اي شي..

ناصر: بنت ناس هذي وشو شغلها اي شي...

العنود: تعرف انجليزي عدل وتعرف كمبيوتر.. اصلاً هي بتتخصص هندسة حاسب..

ناصر: بس ما اشتغلت من قبل فماعندها خبرة..

العنود وهي تنظر لأمها وابوها الذي قال وبحزم: شَغلها في مكتبك خلها تحت يد عصام...وتكون

تحت نظرك...وتساعد شوي ...

ناصر: أن شاء الله ...خلاص صدر قرار تعينها ... وبتداوم من بكرة ..خلها تكون عندي 10 الصبح ..

يالله ..روحي بشريها..

وقفت العنود وحضنت اباها وقبلته على رأسه وقالت: الله يخليك لنا يا اطيب اب في هالدنيا..

والتفتت لجاسم وقالت: يابخيل يازطي ...

ثم جرت لغرفتها واتصلت من هاتفها النقال الى بيت ليلى...وطبعاً بعد عدة رنات اجاب صالح:

الووووو..

العنود: صلوحي...وين ليلى؟؟

صالح وهو لازال مع الكرتون الذي يشاهده : وشو؟؟؟

العنود وهي تصرخ: صلوح ابي ليلى...ليلى وينها؟؟؟

لم يرد صالح بل ابعد السماعة عن اذنه قليلاً....

العنود وهي تصرخ بصوت اعلى: صلووووووح..

صالح وبكل برود: هاه...شتبين؟؟

العنود وهي تحاول أن تمسك اعصابها: أنت تابع سيف النار الحين؟؟

صالح: ايه...

العنود: اذا ناديت ليلى لي بشتريلك كافي وايييييد واسكريم..

صالح: كتكات؟؟؟

العنود: كتكات ...كتكات بس روح ناد اختك..

اسقطها على الطاولة وبصوت قوي في اذن العنود واخذ يصرخ وينادي اخته التي جاءت تجري من

المطبخ وامسكت السماعة وهي تلهث وسلمت..

العنود: شوفي عاد...اول شي تسوينه لي خذتي المعاش تشترين لج جوال...ولا هالعذاب مايسوى

علينا...

ليلى: وشو...حلفي...قولي قسم...

العنود: والله...قسم بالله انج توظفتي في الشركة والدوام من بكرة...

واخذت العنود تحكي لها ماجرى بالتفصيل الممل وتعيده كلما طلبت منها ليلى ذلك...

في تلك الليلة...نامت ليلى متأخرة وقبل أن تستغرق في نومها ارتسمت الابتسامة على

وجهها..لقد اقترب وقت تحقيق حلمها ...



في نفس الوقت في عزبه بعيدة عن الشارع الرئيسي في شمال قطر


اجتمع الشباب على شكل دائرة وهم جلوس على الارض في مجلس به تلفاز كبير معلق على

الحائط وصوت عالٍ لمطرب خليجي مشهور يغني وهارون يرقص بغنج في وسطهم وهو يربط

وسطه ويغطي نصف وجهه بغتره..والشياطين تحيطهم بسعادة..



في بيت ابوجاسم


كانت العنود تكمل قراءة القرأن وقد تعودت أن تقرأ صفحتين كل ليلة وبعد أن تصلي الشفع

والوتر...عندما دخلت عليها عائشة وجلست تنظرها على الاريكة البيج أمام النافذة الطويلة الى

طوت سجادتها ووضعت قرأنها في الدرج ثم انضمت لعائشة وسألتها: انتي من جيتي من فيلاجيو

وانتي مهب طبيعية..شفيج؟؟ ضيق عليج محمد؟؟

عائشة: صار لي موقف سخيف...

العنود وهي تضع اصبعها على ذقنها أشارة بأنها تنتظر: انزين ...

وحكت لها ماصار...

العنود: خله يولي ...يقط خيط ويشوف ...يصيد والا لا...زين اللي سفهتيه..

عائشة: تصدقين انه حرني...حسسني اني بزر...مع أن الـWII فيها خاصية التمارين وحتى

الايروبكس والملاكمة...بس هو جاهل يحسب انها للعبة وبس ..

العنود: ويمكن كان ينغشرج عشان تردين عليه...على قولة اخوانا المصريين ( بيجر شكلك )


عائشة: جروه بحبل لين البحر...قولي امين..

العنود: لا تدعين...مهب زين...

عائشة: اللي حارني وقاهرني ..أني ماقدرت عليه...كلت تبن وشردت....

العنود: ياحبيبتي أنتي سويتي اللي لازم يستوي...ماعندج محاضره الصبح..

عائشة : امبلا...

العنود: عيل يلا...بدش اشيك ايميلي وبشوف صديقاتي قبل لا ارقد...

عائشة: تصبحين على خير...

العنود: وانتي من اهله..


فتحت العنود اللابتوب ورتبت فراشها واشغلت الاضاءة الجانبية واطفأت نور الغرفة ثم استلقت

ووضعته بجانبها وفتحت المسنجر وبريدها الالكتروني ووجدت رسالة من حسن فضغطت عليها

ووجدته قد ارسل لها بطاقة اعدها ببرنامج الفوتوشوب في غاية الحرفية وبها ابيات شعر لبدر بن

عبدالمحسن تقول

لا هوى قبلك ... ولا أمل بعدك

لا سما إلا عيونك ... ولا ثرى الا في وعدك

انتي كل الناس وحدك

من ملك ضحكة عيونك ...

وابتسام الفجر فيها ..

ما بقى في الدنيا ناس ...

ولا بقى أرض ٍ يبيها ...

فكرت ( رومانسي هالريال....وعنده ذوق...دايما يتذكرني بهاللمسات ...من زمان ماجانا ...مادري

ليش!!!)

بقيت مع صديقاتها لساعة ثم نامت...


اليوم التالي

في العاشرة صباحاً


دخلت ليلى مبنى الشركة مع اباها ذات الواجهه الزجاجية وسألا موظف الاستقبال الجالس خلف

مكتب خشبي دائري عن مكتب ناصر...فتش في اوراقه ثم أجرى اتصال لعصام واخبره بوجدهما

ثم وجهما للمصعد وضغط لهم الزر الخامس ثم عاد لمقعده...

عندما دخلوا لعصام وقف لأستقبالهم ثم طرق باب أمامه وفتحه ودعاهم للدخول.. ودخلت ليلى

لأول مره مكتب بهذه الفخامة ...كان كالذي رأته في الافلام الامريكية وتقدم للسلام من ابيها رجل

وسيم ذا عيون رمادية مميزة...وجلس معهم على طقم جلدي وسألهم: شتشربون؟

ابوسعود: قهوة..

التفت الى عصام وقال له: خلهم جيبون لنا قهوة...



في نفس الوقت وفي المبنى المؤقت لجامعة جورج تاون

كانت عائشة تعبر الممر مع صاحباتها عندما اوقفها شابان أراها احدهما كتاب كان يحمله واخذ

يناقشها فيه وهي ترد عليه ثم استأذنته واكملت سيرها لتلحق المحاضرة ووقف الشاب ينظر لها

الى أن انعطفت في الممر...بدا عليه الاهتمام فلكزه صاحبه واكملا طريقها...كل ذلك كان على

مرأى من جميع من في الفصول الدراسية ذات الابواب المفتوحة...مناظر عادية تحدث طوال اليوم

وكل يوم في جامعة مختلطة...أم انها ليست عادية لشخص ما كان واقفاً عند أحد هذه الابواب...



**** القصيدة للشاعر القطري جاســــم بن همـــــام





بفضل من الله

انتهى الجزء




اختكم العوده



الملكة الام

♫ معزوفة حنين ♫ 23-12-10 05:37 AM

الجزء السادس





كانت ليلى جالسة على مقعدها وتنظر لمكتبها الصغير الفارغ والذي تم وضعه


مقابل مكتب عصام بأمر من ناصر والذي اقترح عليها أن تداوم في نفس اليوم على


أن يعود اباها بعد ساعتين وذلك حتى تتعود الوضع وفرحت هي بذلك وفكرت ...


( يجنن هالناصر... ذوق وجمال ومركز ...اكيد البنات ذابحين نفسهم عليه...بس كل


هذا وللحين ماتزوج !!! ليش ياترى؟؟ ليش ماخطب عنود والا عايشة والا حتى


نوالوه الخايسه..ياحظ اللي بتاخذه والله ...)



ثم تذكرت ردت فعل اباها وزوجته عندما اخبرتهم بالموضوع...


كانوا جالسين في الصالة على الاريكة المتهالكة ويشاهدون اخبار الثامنة والنصف


عندما انضمت لهم وانتظرت الى أن بدأت اخبار الرياضة فقالت: يبه..ابغي اكلمك


في موضوع..


لفتت انتباه اباها الذي قال: تبين فلوس يبه؟؟


ليلى بسرعة: لا ..لا...ابغي اقولك اني متملله من قعدة البيت..والمواد الي سجلتها


3 بس..وعندي وقت فاضي وايد...


كانت زوجة ابيها تنظر لها بدون أي تعليق...تنتظر نهاية حديثها...تعودت عدم


التدخل بينهما منذ دخلت هذا البيت...


اكملت ليلى: رفيجتي...لقت لي وظيفة ..اداوم فيها يومياً من العصر..يعني عقب ما


اجي من الجامعة...


اباها: والدراسة يابوج؟؟


ليلى: بدرس كل يوم في الليل..لا تخاف علي ...


اباها: وشغل البيت ...مايصير الشغل كله يصير على راس ام سعود...


زوجته: جان بتجيب خدامة هي اللي بتشيل الشغل عنها وعني...


ليلى بحماس: بجيب وفلوسها كلها علي...


اباها : والخدامة بتجي بكرة؟؟؟الخدامة يبيلها شهور...


ام سعود: انا بطبخ وبنظف وهي تغسل وتكوي في الاجازة كل اسبوع...لين تجينا


الخدامة...



اباها وهو متردد : اخاف هالكلام الا الحين ...وعقب الا صياح ونياح...


ام سعود وقد لاحظت الدموع تتجمع في عيني ليلى فقالت: انت بس لا تدش بيننا


واحنا احرار..


اباها : وشو بتشتغلين وانتي توج حتى الجامعة مادخلتيها..


ليلى: مادري...بس اكيد بيشغلوني بشهادتي الثانوية...


اباها: وكم بيعطونج؟ يسوا تعبج يعني...؟


ليلى: يبه...ترى بكرة الضحى عندنا موعد مقابلة واذا رحنا اكيد بيعلمونا كل شي...


اباها: مقابلة...!!! والا وظيفة؟؟؟


ليلى: مقابلة وبعدين الوظيفة...


اباها: يعني ممكن مايشغلونج؟؟


ليلى: هي قالت لي..أن ابوها عطاهم امر ان اشتغل ...بس لازم المقابلة ...


اباها: خلاص عيل ...توكلي على الله...


كان هناك شيئاً واحداً يضايقها ..انها ستذهب للمقابلة في سيارة ابيها الكرسيدا


القديمة والتي عمرها 20 سنة ...لقد اشتراها مستعملة ككل سياراته فلم يكن


يستطيع أن يشتري واحدة جديدة ابداً..



في الصباح وفي جامعة جورج تاون


كانت عائشة تجلس مع صديقتها ظبية في الكافتريا يتناولون الغداء وهو عبارة عن


شطائر مع مشروبات غازية وضحكت عاشة على كلمة اخطأت فيها ظبية ورفعت


رأسها عندها اكتشفت أن الشاب الذي ضايقها في المحل كان يجلس مع فتاة وينظر


لها مباشرة..غصت باللقمة وأخذت تسعل عندها قامت ظبية وضربتها على ظهرها


وهي تقول: الله حافاج عشان ضحكتي علي...


حاولت أن تشرب من كأسها علها ترتاح ومسحت فمها بمنديل ورقي وهي تحاول


التنفس بشكل طبيعي فعادت ظبية لمكانها وهي تقول: مايسوى عليج بغيتي


تموتين..




اخفضت عائشة راسها وهي لازالت تضع المنديل وقالت : شفته ...اكو قاعد قدامنا


مع وحده..التفتي عادي عشان مايحس انج تطالعينه ...اللي قاعد مع بنت وشعرها


على ظهرها وهو جنه مسندح على الكرسي...


التفتت ظبية وكأنها تنتظر احداً تأخر عليها وتشاغلت عائشة بالشراب الذي


بيدها..ورأت شاب يجلس على كرسي بكسل ماداً ساقيه الطويلاتان اسفل الطاولة


وهو يحضن ذراعيه وينظر جهتهم ...



ظبية: هذا فهد بن سمعان...اللي ابوه في مجلس الشورى وكبير قبيلته...يدرس


معانا في اخر سنة ..


عائشة: ما اصدق ...هذا يدرس معانا!!!


ظبية: شدعوه ماتذكرينه...هذا اللي العام ترأس لطلبة يوم راحوا الجامعة الام مع


حرم سمو الامير.. والكل لاحظ أنه كلى الجو هناك حتى السفير جلسه في الطاولة


الرئيسة معاه ومع مدير الجامعة والعميد وسمو الشيخة ...حطو الصورة في كل


الجرايد وحتى في موقع جامعتنا هنيه..


عائشة: قعده عشان ابوه مهب عشان وجهه...


ظبية : لا تتحاملين عليه هذا الاول على الدفعه وكل الجامعة تدري ..


عائشة: مافي فايده علم بدون اخلاق...شوفيه قاعد مع البنت وهي تتضحك شاقه


الحلج..


ظبيه: اصلاً البنات ميتين عليه ما شفته مره بدونهم ...كل مره وحده غير...


عائشة: فاهمين الحرية غلط...للأسف..لازم ماتتعدى علاقة الطالب والطالبة حدود


الزمالة والا تحولت الا مصاخه...


ظبية: البنات مساكين ...يبغون يجربون الحب...


عائشة: والرياييل الحب عندهم ببيزه ...بس بدون زواج...


ظبية برومانسية: لا تعممين ..في رييايل يبغون يدورون بروحهم زوجات


المستقبل..


عائشة: كله خرطي ...لين صار الصج بيقول انه يدور قطه مغمضه ومايبغي وحده


تكلم رييايل...


ظبيه وهي تتأفف : اوفف..ليش متعقده من الرييايل انتي؟؟


وقفت عائشة وقالت: قومي يالله خلص البريك عندنا محاضره...


القت نظرة للشاب فوجدته يبتسم والغريب انها احست انه يبتسم لها لا للبنت التي


تجلس امامه والاغرب أنها احست بالغرور فرفعت انفها وضمت كتبها لصدرها


ومرت بجانبه بدون ان تلتفت له واكملت طريقها للدور الاول حيث مكان المحاضرة


وهو يفكر ( ان ماطيحتج مثل غيرج...انا ما تستعصي علي بنت...بتشوفين


ياعووش...ان مانزلت خشمج القاع...مني بفهد )




بعد كم يوم


وصلت ليلى متأخرة عن موعد دوامها في الشركة ربع ساعة لأن سيارة اباها لم


تعمل الا بعد محاولات عديدة. ودخلت المكتب وهي مسرعة ولم تجد عصام في


المكتب فجلست خلف مكتبها وشغلت الكمبيوتر وأخذت تفحص الاوراق التي امامها


والتي الصقت فوق كل واحده ورقة صغيرة وكتب فيها المطلوب طباعته قرأتها


جميعاً ثم بدأت بالطباعة ...بعد قليل خرج عصام من مكتب المدير ونظر لها وهو


غاضب ثم قال: ليش متأخره؟؟ دوام واحد وبعد تتأخرين؟؟



نظرت اليه وهي مصدومة ولم تقوى على الرد ...فأكمل : المدير يتوقع منك


الانضباط في العمل ...ولو ماتقدرين عليه ممكن تعتذرين ...


اغرورقت عيناها بالدموع وحاولت التكلم ولكن لم يخرج شيئا ً...وفي تلك اللحظة


خرج ناصر ممسكاً بورقة ويقول: عصام طرش هذي بالفاكس بسرعة..


ورأى منظر لم يتوقعه...رأى الفتاة قريبة من البكاء وعصام مرتبك ويتصنع


الابتسامة وهو يقبل عليه ويحاول أن يأخذ الورقة ويقول: إن شاء الله...



ناصر: شفيكم ؟؟


عصام: مافي شي...


ناصر وهو يعيد السؤال لليلى : شفيكم؟؟


نظرت ليلى اليه نظره حزينه ولم تنبس ببنت شفه فالتفت الى عصام وقال له


بصوت قوي: كم مره لازم اعيد السؤال؟؟؟ شسويت فيها؟؟


عصام بأضطراب: ولا شي..بس عاتبتها عشان تأخرت


ناصر وهو يقترب من عصام: ليلى هذي مالك خص فيها ...هذي متدربه في مكتبي
وانا حاطها عندك عشان تعلمها...ولي خلصت الجامعة أن شاءالله بتلقى شغل احسن


بشهادتها..واعتقد أني قلتلك هالكلام اول ما داومت...لعاد اشوف هالشي...ولا تحط


لها مسطره عشان الحضور احنا ماعندنا دفتر...المهم تسوي شغلها ...مفهوم؟؟؟


عصام: مفهوم طال عمرك..


لاحت على ليلى ابتسامة صغيرة وهي تنظر لناصر بأعجاب..والذي عاد لمكتبه


ثانية واغلق الباب وترك عصام بغيضه وليلى تمسح عينيها بسرعه وتبدأ عملها


بفرح....




في المساء


كان جاسم يجلس مع امه وابيه الذان يشاهدان الشيخ خالد الجندي على احد


القنوات الفضائية ودخل ناصر عليهم بعد أن فتح له جاسم الباب فقد كان ينتظره لم


يتدخل ابواه لمساعدته بل اخذا يراقبانه الى ان وصل للباب بصعوبه ثم فتحه له..


جلس ناصر معهم بعد أن سلم واستمع للشيخ الجندي وهو يذكر الحديث القدسي: يا


ابن آدم خلقت كل الكون لك وخلقتك لي فلا تنشغل بما هو لك عماأنت له...


وأخذ يفسره فقال ناصر بعد أن انتهى البرنامج : سبحان الله ...أنا اول مره اسمع


هالحديث...


أم جاسم : واللي اغرب ...أن الانسان فعلاً يشغل نفسه بالاشياء اللي له وينسى


ليش هو خلق اصلاً ...شوفوا الناس الحين كل لاهي وقل ايمانهم وانتشر الفساد..


جاسم: كله من المره ...اذا صلحت صلح المجتمع واذا فسدت فسد المجتمع...


ناصر: بل...كل هالشي من المره بس...


جاسم: نعم ...شوف انت حولك وبتتاكد...اذا المره راعت ربها في ريلها وعيالها


وعيال غيرها وربتهم تربيه زينه شوف شتطلع للمجتمع ...واذا احذفت على الخدم


واتكلت عليهم في تربيتهم وش بيطلعون ...اكيد مثل الخدم اللي ربوهم ...النسوان


هالايام مايبغون شي يلهيهم عن ملذاتهم ...ولا اي شي ...حتى لو كان عيالهم ...


ابوجاسم: الله المستعان...ناصر يبه شخبار البنت الي اشتغلت عندك...


ناصر: بخير...ماشي حالها...تجي كل يوم وفي نفس الوقت وتشتغل...


أبوجاسم: زين ...زين ... الله الله فيها ياولدي...لا تحزنها تراها يتيمة..


ناصر: اليوم طلعت لهم فالمكتب ولقيته مهاوشها عشان تأخرت شوي..


جاسم: خلها تتعلم ...مافي شي يجي بالساهل...


ناصر: بينت له أنها متدربه وانها مش ملزومه بالدوام مثلهم..


جاسم: بتبدا باللعبه...ليش ماخليتها تصطلب...


ناصر: انا ادرى...كنت مكانها في يوم من الايام...تذكر؟؟ أنا مانسيت..عذبوني


عشان اطفش ...تحسب أني ما عانيت؟؟ أنا اعرفهم عدل ...


أم جاسم: جزاك الله خير...الله صخرك لها ...


ناصر: وين البنات عيل؟؟


أم جاسم: يدرسون في غرفهم..


التفت ناصر الى جاسم بملل وقال: بتطلع؟؟


جاسم: قاعد انطرك ..حدي متملل..


ناصر: مشينا عيل...


غادر ناصر مع جاسم بعد أن اقنعه بالذهاب للمجلس لوقت قصير واذا لم يرتاح


سيغادرون في الحال...كان جاسم متخوف من ردة فعل الرجال معه..كان سيحتك


بهم ولأول مره بعد الحادث..وافق لأنه مل من روتين حياته وأحب ان يغيرها..



عندما دخلوا المجلس وسلموا بصوت جهوري تعالت الصيحات بالترحيب واقترب


الجميع ليسلموا على جاسم كل بمزحه ...حتى ابتسم جاسم وتقدم مع احدهم


ليجلس..


سمع جاسم جمل عديدة منها ( تعلمت على قعدة البيت...شكلك كنت تبغي تفتك


منا... عجبتك قعدة الحريم ...) كان يبتسم ثم يرد بسخرية لاذعه اخرستهم بعدها


وعاد الوضع على ماهو عليه..




في نفس الوقت في بيت ابوجاسم


كان حسن جالساً مع عمه مقابل الدرج ينتظر نزول العنود ليراها قبل أن يذهب كان


يركز نظراته بدون أي مراعاة لحرمة بيت عمه ...دقائق بدت في منتهى الطول


حتى نزلت العنود مرتدية غطاء رأسها مما اصابه بخيبة امل من سرقة نظرة


لشعرها قبل ان ترتدي غطاءها ..سلمت وجلست وهي تبتسم له بخجل عندما قال:


شحالج يابنت العم؟؟ شمسوية مع الدراسة؟؟


كان يحدثها باحترام امام اهلها لعدم اثارة اي شكوك لديهم..


العنود: الحمدلله ..الدراسة توها باديه ماخذنا شي للحين تدري تأسيسي..


حسن: بس اللي اعرفه انج شاطره ..ليش ماقدمتي امتحانات القبول وافتكيتي..


العنود: بغيت اتأكد من مستواي عشان ماخذ درجات قليلة..ابغي اخلص منها


هالكورس..


حسن: محتاجة شي؟؟ تبغين اجيب لج ارقام مدرسين ومدرسات ..


العنود: للحين مهب محتاجة...الحمدلله...


حسن وهو يلتفت على عمه : حطو اسمي حق دورة 9 شهور في امريكا..


احست العنود بنغزة في قلبها وقال اباها: الله يوفقك ...متى بتروح؟؟


حسن وهو يبتسم للعنود بخبث: للحين ماقالوا ..بس ودي اروح عقب ما


اعرس..تدري ياعمي 9 شهور واجد علي بروحي وانا عزوبي...


ابوجاسم : الايام تركض ياولدي...مانت بحاس بها ..كنها 9 ايام..


وقف حسن بتملل واضح واستأذن للانصراف..


وعندما رافقته العنود للباب قال لها وبصوت منخفض: واحد من ربعي يبغي 5000


ريال سلف وانا الحين ماعندي ...عندج لين اخر الشهر؟؟


العنود: عندي 3500 بس...تكفي ؟؟


حسن وهو يتأفف: العوض ولا الحريمه...طرشيها في ظرف مسكر مع


الخدامة...بنطرها في السيارة برع...


خرج وصعدت هي لتأمين المبلغ له ..صدقته فهي دائماً تصدقه مع انها لو فكرت


قليلاً ستتأكد انها له وليست لصاحبه... وضعت المبلغ في ظرف وأعطتها للخادمة


وامرتها بأخذه لحسن في الخارج ...لم يرجع أي مبلغ اخذه منها ابداً ولم تهتم هي


لذلك ...لم تسأل نفسها ماذا كان يفعل بنقوده...ولا براتبه عندما اشتغل ..ولا


بأرباحه السنوية من الشركة ...كان كلما احتاج للمال لجأ لها وتفرح هي بذلك


وتحس أن لها أهمية في حياته ... ويالها من أهمية ...




فيما بعد


كانت العنود تتحدث مع ليلى بالهاتف والتي اخبرتها بموقف ناصر معها بأعجاب


ليلى : كان مثل الفارس..ناقصه بس حصان ابيض..ههه


العنود: ابيض والا اسود..هذا مديرج وكان لازم يدافع عنج..بعدين نسيتي انج


رفيجتي..؟


ليلى بخيبة امل: يعني دافع عني بس عشان انا رفيجتج؟؟


العنود : طبعاً ...بس بعد لأنه مايرضى بالظلم...


ليلى: الله يخليه للغلابه اللي مثلي...



فيما بعد


اخذت ليلى بالبحث في الرديوا الصغير الذي لديها عن أي اغنية لفيروز لتسمعها


فقد لاحظت صورتها على اكثر من سيدي على الطاولة المجاورة لكمبيوتر ناصر


عندما دخلت لتضع بعض الاوراق كما امر ...قررت أن تعرف المزيد عن شخصيته


التي جذبتها بجديته وحنانه في آن واحد..



في نفس الوقت


دخل جاسم غرفته المظلمة بهدوء لأن الساعة قد تعدت منتصف الليل وهو لم يتأخر


منذ زمن اقترب من سريره وجلس على طرفه وهو لازال ممسكاً بعصاه وأخذته


الذكريات.. لقد دأب على التأخر في المجلس بعد أن عاد من شهر العسل ولم تنجح


محاولات مريم معه لتغيير هذه العاده وكأنه كان يريد أن يثبت لنفسه قبل أن يثبت


لها أنه لازال حر وأنها لا تقدر على تقييده بأي قانون حتى وأن كان يحبها لدرجة


الوله فقد كانت هذه نقطة الخلاف الوحيدة بينهما..فكر ( الله يرحمج ...الحين انا ما


اتأخر مثل ماتبين بس اليوم الربع جنهم ماصدقوا أني جيتهم ...تدرين ..من الحادث


ما رحتلهم ..اخر مره منيب متأخر والله اني نسيت الوقت ...تدرين الوقت عندنا


ماله قياس...)


اخذ يتلمس فراشه الى أن امسك وسادة فجذبها ثم حضنها بقوه ودفن رأسه


فيها..لم يكن قد مضى سنه على زواجهما وفقدها بسبب سرعته ...فقد حب حياته


بسبب تهوره ..انتظرها طول عمرها لتكمل دراستها الجامعية ليتزوجها وليقضي


عليها وقبل أن يكملوا سنة واحده من حياتهم الزوجية...كان المتحكم بها طوال


سنين علاقتهم التي باركها الجميع والتي توجها بالخطبه بعد أن اكملت الثانوية ثم


بالزواج بعدها باربع سنين...كانت ابنة خالته وقد لاحظوا حبهما البريء فحجزتها


امه له ولم يجرىء احد على خطبتها فكان كلما سأل عنها احد قالوا لهم انها


محجوزة فينتهي الموضوع قبل أن يبدأ...



لم تكن لتعصي له أمر مهما كان وكانت تكن له كل الحب ...ولكن كل هذا الحب لم


يغفر لها اذا غضب عليها ...كان يبالغ ليرى مدى حبها له ...حتى تلك الليلة


المشؤومه...اخذ يهز رأسه وبقوة محاولاً أن ينفض الافكار من رأسه ثم وقف وأخذ


يغير ملابسه ويلقيها بقوة على الارض في الجهة الاخرى وكأنه يتعارك معها.. كان


ينَفس عن غضبه بأسرع طريقة يعرفها ...





في اليوم التالي


في أحد المجمعات كان حسن واقفاً ممسكاً كيساً فاخراً وهو يتحدث بهاتفه النقال من


سماعة علقت على أذنه ويبدو عليه أنه ينتظر أحداً تحرك ودخل محل وجوه ثم أخذ


يدور فيه متجاهلاً العاملات وهم يعرضون عليه المساعده...وبعد ثواني دخلت فتاة


جميلة تضع مساحيق التجميل وخصلات شعرها الاشقر المصبوغ ظاهرة من تحت


غطاء رأسها الشفاف وعباءتها ذات اليد الواسعة الملونة والمفتوحه ليظهر معها


بنطالها الضيق والذي طوته لركبتها ليبدو كالشورت اعلى سيقانها العارية ولما


رأته ابتسمت بدلال واقتربت منه اكثر فرحب بها وناولها الكيس وبعث لها قبلة


بالهواء ثم انصرف وتبعته دون أن يأبها بنظرات العاملات لهم...فتحته والقت نظره


وتأكدت انه الهاتف الجديد الذي طلبته منه....اتسعت ابتسامته بفخر فقد نجحت في


خداعه كما خدعت غيره....



عاد حسن الى صاحبه الذي كان ينتظره في الخارج ورأها عندما خرجت فقال


لصاحبه وهو يغبطه: طحت لك على قوع ...


ابتسم حسن ثم سحب صاحبه وابتعدا ...





في تلك الليلة لم يستطع جاسم النوم فالافكار انهمرت عليه ولم يوقفها كما اعتاد بل


انجرف معها...فلم يخرج من غرفته منذ دخلها في الليلة السابقة حتى مع محاولات


امه وابيه بل جلس على المقعد بجانب النافذة وأخذ ينظم بعض الابيات وقالها بعد


محاولات طويله لترتيبها ...



ثلاث وخمس والساعه هي الساعه ونفس الليل


كبرت الفين عام وعادها الساعه ثلاث وخمس


نطرتك والفناجيل اتثاوب في كفوفي هيل


حبست بلهفتي وجهك ملامح برق مدري شمس


وقفت هناااااك رددت الاغاني ..والدموع تعيل..


تعب حتى ظلالي من مكاني..والمواجع غمس..


أسولف للحكي عنك واسولف للصبر وسهيل..


سمعتك !!! داخل عروقي .." شظايا " من بقايا همس


حزينة يا الليالي لانكسر وجة القمر قنديل..


أليمة يا الجروح اللي تخاف من البكا واللمس..


زعل حتى الأمل فيني..وضيعت المدى والخيل..


" شرهت " وقالت الساعه ترى موعد لقاكم أمس..******

♫ معزوفة حنين ♫ 23-12-10 05:44 AM

في اليوم التالي


صعد ناصر سيارته وقد كان مزاجه سيئاً فبحث عن اغنية لفيروز ثم ضغط عليها

واخذ يستمع لها ...




حبيتك تنسيت النوم يا خوفي تنساني



حابسني براة النوم و تاركني سهراني


أنا حبيتك حبيتك أنا حبيتك حبيتك



بشتاقلك لا بقدر شوفك و لا بقدر احكيك



بندهلك خلف الطرقات و خلف الشبابيك



بجرب إني إنسى بتسرق النسيان



وبفتكر لاقيتك رجعلي اللي كان



وتضيع مني كل ما لاقيتك



حبيتك حبيتك أنا حبيتك حبيتك



يا خوفي إبقى حبك بالإيام اللي جايي



واتهرب من نسيانك ما اتطلع بمرايي



حبسي أنت أنت حبسي و حريتي أنت



وأنتا اللي بكرهو و اللي بحبو أنت



يا ريت ما سهرت و خفيتك



حبيتك حبيتك أنا حبيتك حبيتك




عندما دخل مكتبه هذا الصباح كان مكفهراً كان لازال غاضباً منذ البارحة عندما

ذهب لجاسم بعد صلاة المغرب ولم يخرج له وظل جالساً على أمل أن يغير رأيه أو

ان تنزل العنود وتقدم له الكيك والشاي والذي رفضهما عندما قدمته له أم جاسم

فهو لم يرى العنود منذ 3 ايام ...وفكر( كل هذا انشغال عني يالعنود ؟؟ عني انا؟؟)

لم يعد للمنزل ذلك اليوم بل صلى عندما غادر الموظفين ثم ذهب للجم وأخذ يتمرن

لساعة ثم دخل حمام السباحة واخذ يسبح لساعة اخرى ثم اغتسل ولبس ثيابه

وجلس في مقهى الرتز ليشرب له فنجان قهوة قبل أن تحين صلاة المغرب فقد قرر

أن يذهب ويظل في بيت ابوجاسم الى أن تنزل ... سينتظرها ...



استغربت ليلى عندما حضرت ولاحظت الهدوء في المكتب...كان عصام يعمل

بصمت على الكمبيوتر بعد أن وضع لها الاوراق لتعمل بها ويرد على مكالمات

الهاتف ويخبر المتصلون بأن ناصر لم يحضر ...واخذت تفكر ( ياترى ليش ماجا

للحين؟؟ صار له شي ؟؟ لا...اكيد عنده موعد برع المكتب ..)


في بيت ابوجاسم

دخل ناصر ليجد جاسم مع امه وابيه فسلم وجلس وسأل جاسم: شحالك اليوم أن

شاء الله اشوا؟؟

جاسم: الحمدلله..كنت مصدع امس وماقدر اقوم من الفراش..

ناصر: ماتشوف شر ..وين قهوتكم عيل ...ماعندكم كيك؟؟؟ما سوت العنود شي؟؟

الا هي وينها؟؟

جاسم: اختار سؤال واحد عشان نجاوب عليه...

ام جاسم: قهوتنا بتجي الحين وعنود ما اظني سوت شي مشغولة مع الجامعة..

بطرش حد يناديها الحين اذا مهب راقده..

ابوجاسم: وحد يرقد الحين!!!

بعد دقائق نزلت العنود على الدرج وأحس بها ناصر وقد جلس وظهره للمدخل

ولكنه لم يلتفت فلعلها تستعد وترتب نفسها ...بل انتظر الى أن سمع صوتها

المتفائل يقول: السلام عليكم...

ردوا السلام لها عليها فجلست أمامه بجانب امها وقبلت رأسها ثم التفتت لناصر

وقالت بأبتسامة ساحرة: هلا والله بالشيخ ناصر...وين ماتبين هالايام ؟؟

ناصر : انتي اللي ماتسألين ومن دخلتي هالجامعة التعبانه وانتي ماتسوين لنا

شي..

العنود: شسوي...ماعندي وقت...بس اوعدك بكرة بسويلك الكيكة اللي تامر فيها ..

وعشاكم بعد ...بعد...تامر بشي الشيخ؟؟

جاسم: عشا؟؟ كيكة وقلنا معليه ..بس عشى...قوية...قصدج بتامرين عليهم..

العنود بدلع: ناصر شوف جاسم يحرني ( بدت كطفلة في الخامسة مرة اخرى)

ناصر وهو ينهره: اسكت عنها ياصبي...

ضحك الثلاثة وقد استعادوا الماضي في لحظة...

لم يخرج ناصر الا لصلاة العشاء معهم وعادوا ليتناولوا العشاء وقضى معهم بعض

الوقت بعدها والذي لم تنقطع عنه اتصالات العمل حتى استأذن لينام مبكراً بعد أن

فاتته القيلوله...خرج وهو مرتاح نفسياً وقد اختفى التوتر والقلق الذي احاط به في

يومه ...


أما ليلى فهي أيضاً اعتراها القلق عندما لم يحضر ناصر وهو الذي تعود أن يداوم

يومياً وحتى لو انشغل يحضر لدقائق يوقع بعض المستندات ويغادر ولكنه يحضر..

على الاقل يحضر...لم تقدر على الاتصال بالعنود وسؤالها فهي متأكده بأنه لن

يعجبها الامر ففضلت السكوت...




في اليوم التالي

في الساعة الثالثة بعد الظهر


كانت عائشة تحضر محاضره للعميد جيمس المتخصص في التاريخ والدراسات

الصينية في مادة خريطة العالم الحديث تأخذها مره واحدة في الاسبوع ولساعة

واحدة في المدرج لكثرة عدد الطلبة والطالبات. كانت تستمع للدكتور وتدون

الملاحظات التي يقولها عن العالم عندما سمعت صوت قريب من أذنها يقول : اذا
بتكتبين كل كلمة بتعجزين لأنه يتكلم عن معلومات كتبها في 5 كتب فمالج امل...

التفتت فوجدت فهد يبتسم لها احست بالغيض منه فردت : مهب شغلك..

فهد: بل ...هذا جزاي اللي احاتيج..


لم ترد وحاولت اكمال ماكانت تكتبه ولكنها لم تقدر فالافكار بدأت تدور في عقلها

( هذيه شيسوي هنيه؟؟ ماشفته معانا من قبل...اوفف لو صج بيمللني...خله يولي

...لازم اركز مع الدكتور...)

بعد انتهاء المحاضرة لاحظت أن فهد وقف يتحدث مع العميد بثقة وهو يسترق لها

النظرات حتى تركت الغرفة وأخذت تبحث عن ظبية حتى وجدتها بجانب المكتبة في

الدور الثاني فسحبتها من يدها وقالت لها: انتي ليش حذفتي مقرر خريطة العالم

الحديث وخليتيني بروحي...

ظبية بأندهاش: قلتلج انها مادة صعبه وشكثر اللي يسقطون نص اللي معاج

يعيدونا بعضهم ثاني مره ويعضهم 3 مرة...بخليها اخر شي ...ليش شفيج؟

عائشة: الاخ ...حاضر معانا...

ظبية: ادري اني في اخوان يحضرون معاج...طبيعي ..

عائشة: فهد ..

ظبية: هاه...بس هو ...تخرج...اها ...مثلي خلاها لأخر شي ...شفتي ..مهب انا بس

اللي اقول انها تلوع الجبد...

عائشة بحزن: تهقين؟؟ ماخذها ؟؟؟ يمكن بس جذيه حاضر...

ظبية: يمكن بعد...

عائشة: الله يضيق عليه مثل ماضيق علي...

ظبية: لا تدعين مهب زين...شفيها لي خذاها معاج؟؟؟

حكت لها ماجرى فقالت: شرايج تشتكين حق واحد اخوانج...

عائشة بضيق: حق من ؟؟ محمد بينادي ربعه فزعه وبينطره عند سيارته وبيتذابح

وبتصير سالفه...وجاسم تدرين من صار الحادث وهو ما ينكلم ...حتى ناصر العاقل

ما اظمن وش ممكن يسوي فيه...

ظبية: قلعته...ليش تحاتينه خلهم يأدبونه لج اذا هالكثر مضايقج...

عائشة وهي تفكر : ما افكر فيه افكر في هلي...خليه ...يبغي يقهرني...انا بروايه

القهر على اصوله...ما يعرف منهي عايشه...

ظبية وهي تضحك: اي والله ما يدري ...بس تدرين في مقولة قريتها من كم يوم

تقول (عندما تكره احد فأن الشخص الوحيد الذي يعاني هو انت لأن الذي تكرهه لا

يعلم والاخرون لا يأبهون) فلو سمحتي لا تكرهينه...


مر بجانبهم حمد الشاب المحترم ابن العائلة المعروفه سياسياً واوسعت له الطالبات

الطريق وهم يتسارعون لتعديل حجابهم والبعض لتعديل وقفتهم لقوة شخصيتة

حيث عرف بعدم رضاه على الافعال الجريئة التي يرتكبها البعض من دعاة التمدن.

القى السلام بصورة رسمية عليهم وعائشة ابتسمت وردت السلام عليه ..بعض

الطلبة كانوا يغارون منه ويحسدونه على حب جميع من في الجامعة له وبعض

الطالبات كن معجبات له ويتمنونه زوجاً ...ولكنه كان في منتهى الجدية مع

الطالبات مما اعطاه مهابه اكثر من غيرة ...



في العصر في مكتب ناصر


دخل ناصر المكتب ووجد ليلى قد سبقته وفتحت ملف ملىء بالاوراق واخذت ترتبها

سلم عليها واكمل طريقه للداخل تبعته بعد دقيقة وسألته : عصام للحين ماوصل ...

تشرب شي استاذ ؟؟

ناصر: قوللي حق الفراش يجيب لي شاي...


ابتسمت وغادرت لتتصل بالفراش ...وهي تفكر ( شفيني مستانسه؟؟ لأنه جا؟؟ وانا

شلي خص ؟؟ ليش استانس؟؟) ورأت عصام يدخل المكتب مسرعاً وهو يجفف

العرق من جبتهه وسألها: جا الاستاذ ناصر؟؟

هزت ليلى رأسها موافقة وكلمت الفراش امامه فرتب اوراق معينه في الملف ثم

أدخلها على ناصر بعد أن طرق الباب..

بعد ساعة خرج ناصر مغادراً لبيت ابوجاسم بعد أن اعطى اوامره لعصام وصلى

المغرب في المسجد وهو في الطريق...وبعدها أوقف سيارته في المرآب ولاحظ أن

سيارة سائق ابوحسن تقف أمام بيته ونوال تخرج وهي مرتدية عباءة مفتوحه

وشيلتها ملقاه بأهمال على كتفها وعندما رأته متوجهاً لبيت عمها اسرعت الخطى

نحوه وهي تناديه فتوقف بدون أن يلتفت نحوها وبدأت هي بالحديث: شلونك

ناصر؟؟

ناصر: لوني ابيض مع بيج ...

ضحكت نوال وقالت: عاد ...قصدي شحالك؟؟

ناصر: نحمد الله...وين طالعة هالحزة؟؟ومحد معاج؟؟؟

نوال: بمر على رفيجتي بنروح الكافيه شوي...أذا مهب راضي قول عادي برجع...

ناصر: وانا شلي خص ارضى والا ما ارضى ...عندج هلج اسأليهم ...أنا بدخل

الدنيا حر بتجين معاي؟؟

نوال بغضب: لا...روح بروحك أنا بطلع..

تحرك ناصر وطرق الباب ثم انتظر لحظات وفتحته الخادمة وأدخلته ..كان الحوار

قد جرى والعنود تشاهدهم من النافذة فقد كانت تنتظر ناصر واستاءت منه خصوصاً

عندما لاحظت تقرب نوال الواضح من ناصر...

دخل ناصر واستقبلته العنود ولم يبدو عليها اي مشاعر بل ابتسمت الى حيث اهلها

يشاهدون التلفاز وعندما سلم وجلس انتبه الى أن أم جاسم تمسح دموعها فسألها

بأهتمام : عسى ماشر يمه ليش تصيحين...

لم تجب الا ب: حسبي الله عليهم...

اكملت العنود : شافت تقرير عن الامريكان اللي ذبحوا الافغان اللي من حركة

طالبان عقب ماعطوهم الامان...

قاطعتها امها: والله الكلاب مايذبحونهم جذيه حطوهم في صناديق ورشوهم ...

ولم تقدر أن تكمل لأن دموعها غلبتها ...

ناصر: لحول....هذا تقرير جديد...اليوم صاير؟؟

العنود: لا..جنه من 2001 ...

ناصر: اهدي يمه وتعوذي من ابليس ...وفكري وش بيدج تسوينه...

ام جاسم : مابيدي شي ياولدي الا الدعا..

ناصر: لا بيدج ...كفلي عيالهم...اعيالهم اللي تيتموا...اكفليهم...

ام جاسم: اخاف مايخلوني...يقولون امريكا مانعه...

ناصر: تمنع على كيفها مثل ماسوت مع حماس...بس احنا نعرف كيف نوصل

الكفالات والصدقات...معليج انتي انا بدبرها لج...

رفعت يدها ودعت: الله يوفقك ياولدي كانك دايماً تفرج همي ....ويرزقك بنت الحلال

اللي تهدي بالك...


ابتسم ناصر وهو رافع يدية قائلاً : امين يارب العالمين

دخل عليهم محمد وسلم ثم جلس سائلاً: تعشيتوا؟

ناصر وهو يضع يده على بطنه ويحركها على شكل دائري: الحمدلله...

محمد وهو غاضب: فرحان مع بطنك؟؟ ( ثم التفت على امه ) لش تتصلين عيل

وتخليني اهد ربعي ...زين الحين فرطت من الاثنين...كنت معزوم ..

ابوه: وانت ماهمك الا بطنك!!! يضحك معاك ناصر الحين بيحطونه كنا ننطرك..

محمد: اشوا...والا وش اللي بيفكني من طنايز خلود...

ناصر وهو يبتسم: ياسبحان الله..

محمد: انزين يمه ..حطوه بسرعة خلود ينطرني فالسيارة..

ابوجاسم: مخلي رفيقك في السيارة ينطر !!! صدق ماتعرف السنع

محمد: يعني تبغيني اعزمة ياكل ويانا...قال بيمر على اخته هنيه احذانا

وبينطرني..بس ما اقدر اتأخر حاجزين سينما لنا..

ابوجاسم: قومي يا ام جاسم انتي اللي وهقتي نفسج معاه ...

قامت ام جاسم وانضمت للعنود في غرفة الطعام لتخبرها بأن محمد وصل وأن

تذهب لتنادي جاسم وعائشة ...




فيما بعد في بيت ابوسعود

كانت ليلى جالسة مع زوجة ابيها وهي تمسك ورقة وقلم وتتناقش معها ثم تكتب

وتقول: الحين راعي المكتب شقال حق ابوي ؟؟

ام سعود: قاله لازم فيزا والسيلانية ارخص شي ب3000 بس يبغي نصها مع الفيزا

وهو بيجيبها في اقل من شهر ...

ليلى: عيل خليه يطلع فيزا سواق هندي بالمره..

ام سعود: والسواق مايبغيله سيارة؟؟

ليلى: الحين بنخلص من الخدامة ...والشهر الجاي بنشوف لنا سيارة رخيصة بس

من الوكالة واكيد العنود بتكلم ابوها عشان رفيقة يسوي خصم ...واخذها اقساط ...

شرايج؟؟

ام سعود: والسواق؟؟

ليلى: نجيب سواق وندخلة مدرسة ...العنود تقول ياخذ شهور لي يتعلم ..

ام سعود: بس جذيه مهب تاملج شي من راتبج...

ليلى :مهب مهم ...المهم أن احنا نرتاح...ويصير عندنا خدامة وسواق ...واللي بيتم

بخلية صرف للبترول ولي...

ام سعود وهي تنظر للورقة وتقول: اما لو صج...بيصير عندي سواق يوديني بيت

اختي؟ ويودي اخوانج المدرسة بدل هالباص الخايس..

ليلى: ويوديني الكلية والشغل ...لا تنسوني ...

ام سعود: انتي وقتج غير وقتهم واذا الصبح بغيتيه وصليهم وعقب روحي

الجامعة..

ليلى: والله ياخوفي تخلوني في المكتب ولاحد يفتكر فيني...

ام سعود: اوهو ...من الحين بتذلينا؟؟ قلنالج مهب ناسينج...شفيج انتي..




في بيت ابوجاسم


كانت العنود تقطع لهم كيكة الشوكولا بفخر لأنها بدت كالجاهزة ...واخيراً وضعت

لنفسها قطعة وجلست تأكل وهي تنقل نظراتها لهم جميعاً وتراقب ردة فعلهم ...

ولكن فرغوا ووضعوا صحونهم بدون أي تعليق فرفعت حاجبيها مستنكرة وسألت

جاسم: عجبتك جاسم؟؟

جاسم: عادي كيكة هي والا شيز كيك؟؟؟

العنود: لا ..كيكة ...

نظرت لناصر نظرة استجداء فقال: لا تطالعيني مثل القطوة الضايعه ...عجبتني

الكيكة ...

جاسم: عنودوه...وانتي كل ماسويتي حلو تبغينا نقول عنه معلقات؟؟؟

العنود: اووووف

جاسم: اوفين ...عيل لشمي مسكينة صار لها سنين تطبخ ما اشوف حد قالها الله...

والا ياسلام...

العنود: الحين انا ولشمي واحد؟؟؟بتشوف ياجاسم...

ابوجاسم: اسكتوا خلنا نشوف الاخبار...


واطال على الصوت وانتبه الجميع لمذيع الجزيرة وهو يبدأ قراءة نشرة الاخبار

نظر ناصر للعنود فرأها تضع يدها على وجهها كما تفعل كلما تضايقت فالتفت الى

جاسم وقال بصوت منخفض : بتخاويني حق المجلس؟؟

اومأ جاسم برأسه ونهض من مكانه ليصعد لغرفته ويجهز نفسه ...قرر ناصر أن

يحدث جاسم في قسوته مع اهله والتي زادت منذ الحادث ...





****** القصيدة للشاعر القطري جاسم بن همام



بفضل من الله





اختكم العوده

الملكة الام




♫ معزوفة حنين ♫ 23-12-10 05:48 AM



الجزء السابع




بعد عدة اشهر

في العاشرة ليلاً ..

كان جاسم جالساً مع ناصر في بيته يحاول اقناعه بالعودة للشركة في

اسرع وقت ممكن بعد تأقلمه على وضعه..

جاسم : شسوي وانا فاقد نظري...

ناصر: خل السكرتير يحول لك كل شي بالكمبيوتر وانت بتقراه عن

طريق برنامج ابصار نفس الشي..

جاسم: والاشياء المستعجلة..

ناصر: عندك محمود...خله يقراها لك..

جاسم :وايش دراني انه يقرا صح...يمكن يقص علي..

ناصر: اولاً محمود عندك من سنين ..ولا قد شفنا عليه شي...والحين

مسكين رايح يدوام في قسم الــ HR بدون محد يقوله ..وثانياً قلتلك

ماتوقع شي الا قدامي ...وإذا شكيت في شي اتصل فيني ..وانا حاضر..


جاسم: وانت بس كل شي عندك سهل ؟؟؟

ناصر: وانت بس كل شي عندك صعب؟؟

جاسم: وإذا مابغيت محمود..

ناصر: بندورلك حد غيره ...انت فكنا بس..

جاسم:الا شخبار رفيجة عندوه..؟ للحين تشتغل عندكم؟

ناصر: ايه ..تشتغل في مكتب مع عصام...مطلع عينها المسكينة...

جاسم: عاد هذول ما يتوصون لين طاح مواطن تحت يدهم ....

ناصر: تقول؟؟؟ بس انا ما اخليه كل ما حسيت بشي عطيته من الكلام

السنع وويوقف عند حده ..

جاسم: ياخوفي الا هي تتدلع ومهب قد الشغل...

ناصر: لين الحين البنت مبينه جادة وشغوله...بس بعدين ما ندري...

جاسم: انتبه ...يمكن تمثل عليك المسكنه ...

ناصر: جانا الشكاك عاد...

جاسم: كيفك ...انا حذرتك وانت كيفك...

ناصر : لا تضيع السالفة ...متى بتدوام؟؟

جاسم: متى ما رتبت كل شي ...أنت خيط وانا بلبس...

أتصل ناصر بعصام أمامه واعطاه بعض الاوامر لتنفيذها في الغد واقفل


الخط وهو يبتسم ...ثم ضغط زر الجرس لأخطر ليضع لهم العشاء...


في نفس الوقت

كانت العنود تحملق في شاشة اللابتوب وهي مصدومة مما تقرأه في

الرسالة الالكترونية التي وصلتها من حسن وظلت هكذا مده حتى

سمعت صوت عائشة عند الباب تسأل: عندج واير جرج

الايبود ...وايري مادري وينه...

وعندما لم ترد عليها فأقتربت منها وقالت: اكلم روحي أنا؟؟

ولم ترد عليها بل اكتفت بالاشارة الى الشاشة فوقفت خلف كتفها تقرأ

الذي ظهرلها.. كانت رسالة من حسن يخبرها فيها بأسفه للسفر بسرعة

وبدون المرورعليها وذلك لحصول كل شي بسرعة ...لقد سافر الى

دورته في امريكاً وطلب منها أن تنتظره ولا تقبل بأي شخص يتقدم لها

الى ينتهى بعد 9 شهور ...


شهقت عائشة عندما اكملت الرسالة....وقالت : حيوان ...

العنود بحزن : لا تسبين ...

عائشة: الا بسب وبسب ...حيوان ونذل ...زين ...وانتي بقرة اذا

بتطيعين كلامه ... لو كان صج يبغيج ليش ما خطبج؟؟ ليش نطر كل

هالسنين .؟؟ وليش بينطر بعد ؟؟

دراسة وخلص جامعة ...شغل واشتغل ...ماعنده عذر ...بس مستانس

أنه معلقج ومخليج باك اب احتياط يعني...هذ واحد اناني ...

لم ترد العنود وظلت صامته وتفكر في تصرف حسن .....( اكيد يوم

فشله ابوي زعل ... كان يخطبني بطريقة دبلوماسية عشان ما يفتشل

وفي النهاية فشله ابوي..)


نزلت دمعتين منها بدون أن تحس وعيناها لازالت متعلقة بالشاشة

أمامها ...






في عصر اليوم التالي


في منزل أبوسعود


كانت الخادمة تعمل في المطبخ عندما أطل صالح عليها من الخارج

وناداها : بيرو تعالي اركبي السيكل بردفج...

بيرو: شنو ؟؟؟سيكل؟؟؟

اشار صالح لها بغضب وقال: انتي تعالي ...

بيرو وبيدها رغوة الصابون: انا فيه شغل...

صالح وهو يصرخ: بتجين والا اجي اطقج؟؟؟

بيرو بخوف وهي تغسل يدها بسرعة : اجي ...اجي...


خرجت وركبت خلفه حيث اشار لها وأخذ يدور حول المنزل وهي تبتسم

ببلاهه وعندما خرجت ليلى من المنزل لتذهب لعملها فؤجئت بالمنظر

فصرخت على اخيها:

صلوح ...شمسوي في الخدامه ...نزلها...

صالح بدون أن يتوقف: محد راضي يلعب معاي شسوي ؟؟

ليلى: اقولك نزل المره خلها تكمل شغلها....

لم يطع صالح كلامها واكمل دورته فلم تقدر ليلى الا أن تضحك

عليه ...وفكرت ( وهي بعد تطيعه هالهبله...!!)


كانت الخادمة قصيرة القامة وتبدو كطفلة لم تتعد الثانية عشر... وهذه

هي المرة الاولى لها خارج بلدها ومنذ أن دخلت بيتهم اصبحت كواحدة

منهم وبدون أن تنتظرالمعاملة بالمثل ...ولكنها ومع الايام ومع

ملاحظتهم جميعاً لتصرفاتها بادلوها المعاملة ...حتى أم سعود وثقت بها

بسرعة وسلمتها إدارة المنزل ... وارتاحت اخيراً وتفرغت لمكالماتها

الهاتفية وزيارة جاراتها ...



في نفس الوقت

في جامعة جورج تاون

كان العميد جيمس واقفاً مع عائشة يثني عليها لمشاركتها الفاعله في

محاضراته ويخبرها انه قد رشحها للمشاركة في اعداد مناظرة سياسية

سيقيمها في بداية الفصل القادم والتي دعا لها كولن باول وزير

الخارجية الامريكي الاسبق. في اللحظة التي نزل فيها فهد من المدرج

استوقفه العميد لينضم اليهم وأخبره بنفس الموضوع وانه رشحه هو

ايضاً مع عائشة وطلاب من سنوات دراسية اخرى






فأجابه فهد : I`ll agree in 1 condition, that if Aisha
approves of me joining them.




: بوافق بشرط واحد ..أن عايشة ترضى أني انضم لهم.


اغتاظت عائشة وعضت على شفتها السفلى كما تفعل في تلك الحالة ثم قالت:



It's not my decision to make


: هذا مش قراري ؟؟



Mr Games: But do you mind Aisha??


: بس انتي ماعندج مانع يا عايشة؟؟



Aisha: Of course not!! Why should I?


: ابداً ماعندي مانع...ليش يعني ؟؟



Mr Games: It`s settled then, we have a meeting on Thursday




try to be there both of you and that’s an order.


: انحلت عيل ...اجتماعنا يوم الخميس حاولوا تكونون هناك وهذا امر...


لاحظت عائشة ابتسامة ماكرة على وجه فهد فسألته : لو سمحت ...انت

تدري عن هالموضوع من قبل؟؟

فهد : طبعاً ...

عائشة : وبعدين ؟؟

فهد: ولا ائبلين ...نروح الاجتماع عادي...قالج هذا امر...

عائشة وهي تتحرك لتغادر: يصير خير...أنا مشغولة ...وبعتذر...

فهد: كيفج ...بتخسرين الكردت اللي كان بيعطيج اياه..


خرجت من المكان الى ظبية التي كانت تنتظرها في الممر ومشت معها

الى الكافتريا بصمت والتي عرفت انها متضايقة ..فانتظرت الى أن

جلستا على طاولة فقالت:

شسوا؟؟؟

عائشة: من قصدج؟

ظبية: فهد بعد من...

عائشة: سخيف ...وتافه...ومغرور...

ظبية: ماقلتي شي جديد ...شسوا اليوم؟؟

حكت لها عائشة ماجرى ثم اكملت...: ملقوف....يتليقف في اي شي

يخصني ...لوع جبدي من كثر ما اشوفه قدامي...

ظبية: معجب صبابه..على وزن مغرم صبابه...

عائشة: وصبه في عظامه...هالنوعية ماتنعجب بحد الا بنفسها...وانا

اعرفهم عدل..


صمتت عندما لمحت حمد يمشي من بعيد يحيط به اصدقائه ورأت فيه

قوة الشخصية التي عرفتها في ابيها وأخذت تراقبه وهي ترفع

رأسها .لم تنتبه لها ظبية لأنشغالها بهاتفها النقال ولكن فهد انتبه

لحركتها وكان يمسك شطيرة بيده فرماها بضيق على الطاولة وترك

المكان..وهو يفكر ( وش فيه مهب فيني ؟؟ ليش مهتمه به وانا

ماتعطيني ويه؟؟ )



في اليوم التالي

دخل ناصر الشركة برفقة جاسم وتوجه معه لمكتبه واخذ يرشده على

كيفية العمل في مكتبه بدون صعوبات وأعطى بعض الاوامر لطاقم

السكرتارية جميعهم واخيراً مشى معه الى مكتبه هو عدة مرات الى ان

تأكد أن جاسم حفظ المسافة فتركه مع محمود ...


دخل ناصر مكتبه يتبعه عصام ممسكاً بملف به البريد اليومي ووقف

بجانبه واخذ يكتب توصياته في دفتر صغير واشار للفراش الذي دخل

بفنجان القهوة ليضعه على الجانب الاخر المكتب ثم خرج ...


بعد أن انتهى عصام من البريد جلس على المقعد امامه ووضع الملف

في حضنه ثم انتظر ليفرغ ناصر من الاوراق التي كان يقرأها ليسأله :

نرجع مثل قبل نحول المواضيع اللي كان ماسكها استاذ جاسم له ؟؟

ناصر: لا طبعاً ...تو الناس ...الحين بس بتحول له اللي انا اقولك

عنه ...الشغل السهل يعني لين يتعود على الشغل بالوضع

الجديد ...ومثل ما اتفقنا عط محمود الوقت الكافي انه يطبع له كل

التقارير ويطرشهم بالكمبيوتر...واكيد في اشياء بسيطه يقراها هو

له ...متى بتجي ليلى اليوم ؟؟

عصام : تقول 12 ...

ناصر: شنهو يعني تقول ؟؟ مهب مصدقها ؟؟ قد قالت بتجي وماجات ؟؟

ارتبك عصام وردد: لا ..لا .. مش قصدي .. لأن ممكن المحاضره تاخذ

وقت اطول..

ناصر: خل عنك انت بس ...لي جات خلها تدش علي...

عصام وهو يقف استعداداً للانصراف : ان شاء الله استاذ...



بعد أن صلى ناصر الظهر عاد لمكتبه وتبعه عصام للباب وهو يقول

وصلت ليلى يا استاذ وبدخلها الحين ..

واشار لليلى التي دخلت بخوف لناصر وتنظر له بترقب ..

ناصر وهو يلتفت لها قبل أن يجلس على مقعده: تفضلي ..

جلست على طرف المقعد امام مكتبه وانتظرت...

ناصر: جاسم رجع يداوم معانا يا ليلى ...هو ماسك وظيفة نائب

المدير ...يعني نائبي ..ومثل ماتعرفين اكيد انه فاقد نظره ...وصاير

عصبي بسبب نفسيته السيئة فلو عصب عليج استحمليه ..انتي مهب

غريبه انتي منا وفينا ...وامسحيها في لحيتي ..

ليلى بكذب : لا ..عادي ...اصلاً انا عاذرته ومستعده استحمله ...هو

بروحه في حاله والله يرحم حاله...

ناصر: لو جا بيدش علي محد يقول شي ..يدخل متى يبغي ...مفهوم؟؟

ليلى: مفهوم ..تامر بشي ثاني؟؟

ناصر: سلامتج...شخبار الدراسة؟؟نبغي معدل مرتفع عشان محد يقول ان احنا شغلانج عن دروسج..

ليلى: خذت تقادير زينه في نص الكورس والحمدلله ..وبعد 3 اسابيع

بتبدا امتحانات اخر الفصل...

ناصر: بعطيج اجازة اسبوع قبل الامتحانات وداومي لي خلصتي...

ليلى : ما يحتاج ...بداوم عادي..

ناصر وهو يرفع عينيه ليواجهها: لازم تعرفين اني ما اثني كلمتي ...

خجلت ليلى من نفسها وشكرته ثم غادرت ..وجلست خلف مكتبها تفكر

( يفكر فيني ويحاتيني ....مهتم بمصلحتي ..)



بعد ساعة

كانت ليلى لوحدها و رأت جاسم يدخل لمكتبها وهو يحرك عصاته

البيضاء الى الامام يتلمس بها الاشياء وقفزت من مكانها بسرعة عندما

أتجه بالخطأ الى الداخل وكاد أن يصطدم بطاولة عليها الة النسخ

ويسقط لولا أنها امسكته من يده لتجره للوراء فجفل ودار بغضب

لحركتها وصرخ : وجع ...ليش تجريني كذيه ؟؟ شايفتني صخله

عندج؟؟؟

وقفت مكانها فاتحة فمها لأنه عرف أنها ليست عصام وتمتمت : انا

اااااسفة..

جاسم: خرعتيني ..

ليلى بخوف: مهب قصدي والله ...كنت بتدعم الطاولة ..

جاسم: تكلمي قولي شي بس تجريني!!!

نزلت دموعها من خوفها وحاولت أن تعتذر ثانية : والله مهب

قصدي ..أنا اسفه..

سمع تغير نبرة صوتها فرق قلبه قليلاً وقال اخيراً : خلاص ..بس لا

تعودينها .. الحين لازم توديني لي باب ناصر..

ليلى بخوف اكثر: شلون ...ماعرف..اخاف ..

جاسم وهو يبتسم في داخله : لا تخافين .. عطيني يدج وانا بمسكها ...

ليلى بسرعة: اسفه ...ماقدر اعطيك يدي...

جاسم : اوهوه علينا ...خلاص امسكي عصاي ووجهيني بها وقولي

وين وبسمعج..

ترددت قليلاً ولكنها امسكت عصاه ورفعتها وادارته لليسار ثم قالت :

الحين ...لو مشيت اربع خطوات بتكون قدام الباب..

جاسم: متأكده؟؟

ليلى وهي تنقل نظرها بينه وبين باب مكتب ناصر: والله العظيم ...

لم يقدر جاسم أن يمسك ابتسامته اكثر فارتسمت على وجهه وقال وهو

يكمل طريقة: هالمره عديناها ...والله يستر من المرة الجايه...

طرق الباب مره ثم فتحه ودخل واغلقه خلفه فزفرت بقوة وقالت:

حشى ...جبريت..

صروعني الله يملله...الشرهه علي اللي بغيت اساعده المفروض خليته

يدعم المكينه ويطيح وانا اتفرج عليه واضحك بعد ...بس حرام هو

مايشوف...لا مهب حرام ...عيل يهزأ الناس جنهم عبيد عنده...بضحك

مالي خص...

دخل عليها عصام واستغرب منها وسألها: انتي تحاكين حالك؟؟؟

هزت رأسها نافية: لا ابد ..بس كنت اعد شي ...

أخذت تبحث في درج مكتبها فأكمل عصام طريقه..

♫ معزوفة حنين ♫ 23-12-10 05:50 AM

في مكتب ناصر

رأي ناصر الابتسامة على وجه جاسم فابتسم بدوره وقام من مكانه وتقدم منه وهو

يسأله: من اللي خلاك تبَسم ..له مني 10000 ريال...

جاسم: عيل عطها سكرتيرتك ...

ناصر وهو يمسك يده ليحول بينه وبين الجلوس : ماتقعد قبل لا تقول

شسويت فيها؟؟

جاسم: أنا ؟؟؟ دا انا غلبان..

ناصر: انت ...!!!

جاسم: تستاهل ماجاها...

ناصر: جسوم شسويت؟؟؟

جاسم: غلطت في طريقي قبل لا اوصل مكتبك ...( وسكت )

ناصر: وبعدين؟

جاسم: ماوعيت الا يد صغيرة تجرني على ورا...وطبعا مستحيل تكون

يد عصام الدب..( وسكت )

ناصر: وبعدين خَلص ....مسلسل تركي هو!!!

جاسم: هزأتها لين صاحت...

ناصر: حسبي الله عليك كانك هاوشت ذا المسكينة..

جاسم وهو يمثل الدهشة: بتتحسبن عليا يا رمضان؟؟؟

ناصر: ايه تتطنز ..منت خلاص بردت الحره في الفقيرة اللي برع..

جاسم: شفيك صاير لنا يوسف وهبي...مسكينة وفقيرة...شوي وبتقول

اليتيمة..

ناصر: انزين هي صدق يتيمة ...من صغرها ...خلك ...الحين ماتشم

ريحة الجنة..


جاسم: بل ...الجنة مرة وحده...ياخي هي اللي غلطت فيني ...بس يوم

حسيت اني اوجعتها وصاحت سامحتها ...تصدق مارضت تعطيني يدها

امسكها عشان اجيك.. تصروعت ...ههههه...

ناصر: البنت مستورة ومهب راعية سوالف ...انتبه يا جاسم ...تحمل

تغربلها ترى ابوها مأمني عليها..

جاسم: اقولك ..اكتب لها شيك يله ...انت اللي قلت ..

ناصر: هذي لو اكتب لها 100,000 ماتكفيها على اللي سويته فيها...

جاسم: عيل اكتب لي انا المية الف يله...

ناصر: فكني زين خلني اخلص الشغل اللي في يدي عشان اطلع ...

جاسم: متى يعني بنطلع ؟؟

ناصر: قلت بطلع انت شله تلصق ؟؟؟ أصلاً انت خلصت شغلك ؟

جاسم وهو يضع رجلاً على رجل: نعم ..

ناصر: عيل مالك الا تنطرني لين اخلص ..والا اقولك روح مكتبك احسن لك..

جاسم: اذا متملل مني بروح اقعد عند سكرتيرتك...

ناصر: ارتاح انت بس..

جاسم: مرتاح انا بس انت اخلص علينا...



فيما بعد


عندما خرجوا وجدوا عصام ينتظر فإذن له ناصر بالانصراف واكملوا

طريقهم للمصعد وجاسم ممسك بمرفقه وعندما وصلوا لباب المبنى

الزجاجي وفتح لهم رجل الامن الباب لاحظ ناصر أن المبنى شبه فارغ

الا من ليلى الجالسة على الاريكة الجلد السواداء في زاوية المدخل فقد

انتهى الدوام منذ ساعة فاستأذن من جاسم واقترب منها وسألها : ليش

مارحتي للحين؟

ليلى : السيارة ماجاتني للحين..

ناصر: ليش متأخرين ؟؟

ليلى: راح السواق يجيب اخواني يخلصون في هالوقت لأنهم في مدرسة مستقلة..

ناصر: وابوج؟

ليلى: في البيت بس سيارته في الكراج...

التفت ناصر لرجل الامن وسأله: في حد من السواقين هنيه؟؟

رجل الامن : لا ...خلص الدوام وراحوا..

ناصر: امشي نوصلج..

ليلى بحرج:لا ..مشكور ...الحين بيجوني...

ناصر: بالعقل يعني ...ما اقدر اخليج هنيه بروحج وماقدر انطر

معاج...اتصلي في ابوج واسأليه..

سحبت ليلى هاتفها النقال وهي ترتجف وضغطت على رقم البيت وعندما

سمعت صوت ابوها قالت : يبه ...وصمتت ...

مد ناصر يده وأمرها: عطيني اياه..

سلمته الهاتف فقال: السلام عليك يابو سعود...

ناصر: وينكم عن بنتكم ؟؟ الدوام مخلص من ساعة والشركة فضت..

ناصر: انزين احنا الحين طالعين نوصلها في طريقنا ...؟؟

ناصر: عيل اخليها هنيه بروحها مع السكيوريتي؟؟ هذي عدله عيل؟؟؟

ناصر: اصلاً باقي ساعتين على الدوام المسائي مافيه وقت يدوب تروح

ترتاح لها شوي ...

ناصر: هذي مثل اختي الصغيرة ...وانا استسمحك اني بوصلها هالمَره

والمَره الثانية تأكدوا أن السيارة ماتتاخر...يصير خير ...يالله فمان الله...

سلمها ناصر الهاتف بغضب وامرها باللحاق بهم وهو يتمتم: مهب

عدله قال !!! لا العدله انهم يهملون بنتهم وينسونها....

لحقتهم ليلى بخوف وتردد ..

نزلوا الدرجات القليلة ببطء لأجل جاسم واوصله لباب الراكب الذي

يجاور السائق وتركه ليدخل بنفسه والتفت الى ليلى قائلاً : اركبي ورا

وعلميني وين بيتكم ..

بعد أن صعدت ليلى خلفه قالت بصوت منخفض : بيتنا في المنطقة اللي

ورا قصر الشيخ محمد بن حسن ..

ناصر: وين ؟؟ ما اسمعج علي صوتج ...

أحست ليلى بأنها تتصبب عرقاً وأعادت ماقالته فرد جاسم:

بوهههه !!!!هناك ؟؟؟

فجأه ومن احساسها بالمهانه لسخريته نشف العرق كله ومعه دمها

ايضاً ..

ناصر: للحين في حد ساكن هناك؟؟

ليلى وبصوت واثق: ايه ...حتى انهم بنوا بيوتهم مره ثانية ...



ادار ناصر فيروز:

معرفتي فيك إجت عا زعل
معرفتي فيك ما كانت طبيعيي
من بعد ملل
حبك لإلي بلش متل الشفقة
كان بدي حنان
و ما كنت سألاني و علقاني بهالحلقة
محتاجي إنسان
بس اليوم ما بعرف كيف قلك
يمكن هلق عم قلك
حبيبي لآخر مرة بقلك حبيبي
مش أنت حبيبي



عم الهدوء السيارة الى ان وصلوا خلف القصر فسألها ناصر: اي واحد
بيتكم؟


اشارت بيدها للأمام وقالت: هذاك البيت الشعبي اللي في اخر الشارع ...

مروا على عدة فلل فخمة قبل أن يصلوا لبيتهم القديم والذي صدم منظره
ناصر وجعله يشعر بالذنب ...


شكرته ونزلت واغلقت الباب خلفها ودخلت بيتها مسرعه ..وجدت اباها
مع زوجته في الصالة سلمت وقالت وهي تكمل مشيها لغرفتها: مابغي
غدا ...ومهب رايحه الدوام عقب.. انا تعبانه...


دخلت غرفتها وهي مثقلة بحزنها واحساسها بالاستياء من اهمال اهلها
لها ...ومن الذي سيجعل جاسم يعاملها اسوأ من قبل ...وفوق كل هذا
كان معاملة جاسم لها ...كم تكرهه لمعاملته للناس بهذه
الدونيه ...ولكنه لم يعامل كل الناس بل هي فقط ..وفكرت( وينج يمه ؟؟
رحتي وخليتيني ...محد يحبني ..ولا حد مهتم
فيني.. وينج يمه محتاجتج ...؟ ودي ابكي على صدرج وانتي تضميني
وتنسيني همي ...


بعد ساعة وقد حاولت النوم ولم تستطع لأن بكاءها لم يتوقف فحاولت
مسح دموعها وقامت لمكتبها الصغير واخرجت دفترها وأخذت تكتب ...



يـــمــه..

تكفين اسمعيني ...


يمه بسألج شي ..


جاوبيني ..


هو صحيح اللي مات..


داخل القبر يصير حي ..؟؟



يـــمـــه ..


اسمع انا صوتج ..


كل يوم اسمعه ..


واذا اسولف وياج هاوشوني ..


قالوا انسي ..


روحي ياالله العبي ..!!!



يمه تعالي ارجعي ..


والله خلاص بسمع كلامج ..


مااخرب العابي ..


وان قلتي يا الله ..


روحي نامي ..


بروح علشان ماتزعلين ..



يمه تكفين ارجعي ..


اليوم حطت لي المديرة ..


نجمه فوق جبهتي ..


يمه سمعتها تقول ..


مسكينه هالبنت صارت يتيمه ..


قالت لها ابلة منيرة ..


مسكينه توها صغيرة ..


ايش كانوا يقصدون ..؟


يمكن عشان صرت عاقلة ..


ولا عشان دايم اسرح ..

يمه مريولي توسخ ..


ماكان قصدي اوسخه ..


بس تذكرت إنج تقولين ..


بعد شهرين ..


بشتري لج لبس ثاني ..


يمه تعالي اشتريلي ..


يمه عرفتي مها ..؟


صديقتي اللي وياي ..


زعلانه مني ..


تقول ماصرت انا اضحكها ..


راحت تدور غيري ..


عشان تلقي احد يونسها ..

يـــمـــه يا يمه..


نسيت شي ..


بقولج ترى بيتنا صار فاضي ..


محد يجينا ..


وكل اللي فيه انا واخواني ...


ليه وين اقاربنا ..؟؟


وين خالتي ..؟؟


اللي كانت تجينا ..

يمممه قووومي يالله تعاالي ..


تكفين يالله يا يمه تعاالي*** ..




فيما بعد


سأل ناصر عن ليلى فعرف أنها لم تحضر وانها اتصلت لتعتذر فعرف أن

جاسم السبب وهو لم يحضر ايضاً فقرر أن يحدثه في المساء ...

وبينما كان ناصر في الطريق مر على حديقة اسباير والتي كانت تعج

بالمرتادين ولمح بينهم هارون ممسكاً بيد رجل بحميمية واضحه

والابتسامة على وجهه .

عندها فكر ( هذا لازم نشوف له حل مايصير يتم جذيه..نسيته كلش )


في بيت ابو جاسم


جلس ابوجاسم مع زوجته وابنه يشاهدون التلفاز عندما انضم لهم

ناصر وجلس بجانب جاسم وقال له: ارتحت ..اكيه البنت ماداومت ..

جاسم: وشدراك اني السبب ..؟ يمكن هي زعلانه لأن احنا اللي وصلناها

واهلها اسفهوها .. والا يمكن لأن احنا عرفنا وين بيتها ؟؟ في للحين

قطريين يسكنون هناك؟؟

ناصر: ايه ...شكثر ...ورجعوا بنوا بيوتهم ..الا بيت اهل هالمسكينة ..

أم جاسم: انتوا عن من تتكلمون ؟؟

ناصر: عن رفيقة العنود...ليلى ..شفنا بيتها اليوم ...من البيوت

الشعبية القديمة

اللي بنوها من اكثر من 30 سنة ..

أبوجاسم: انتوا تدرون انهم على باب الله ..

ناصر: بس يبه أنت لو شفته كان عرفت أنه ممكن في لحظه يطيح على

راسهم.. خطر هم عايشين في مكان خطر...

ام جاسم: الله الحافظ ....احنا شلون نقدر نساعدهم ...

جاسم: اوهو... دشت ام جاسم على الخط ...عيل ابشر أنهم بينتقلون

من حياة الفقر..

ابوجاسم: وانت اول واحد بتساعدها ...شرايك ؟؟؟

جاسم: على قولة المثل ...كان زمان وجبر...الحين انا ماقدر اساعد

نفسي كيف اساعد امي؟؟

ابوجاسم: بداية لا تقعد تهبط في عزيمتها...

جاسم: أن شاء الله يبه ...انت تامر.. انا كنت امزح..

ابوجاسم: ادري انك تمزح ..بس مزحك هالايام ياولدي جارح ..

في تلك اللحظه نزلت العنود تتبعها عائشة وهي ترحب : هلا والله

وغلا ...وينك من زمان مامريت علينا ...

جاسم: البارحة متعشي معاج ...فقدتي الذاكره ؟؟

العنود وهي تقبل جاسم على طرف رأسه: فديتك كنت اقصد ناصر ...

ناصر: زين حد يلاحظ غيابي..

أم جاسم: افا عليك بس ...كلنا نلاحظ غيابك ياولدي ..

جاسم: ايههه ..راحت ياجاسم...

العنود: انت شمسوي في ليلى؟؟؟ ما رضت ترد علي اليوم واخوها

صلوح يقول انها كله تصيح...

جاسم: وانا شلي خص ...يمكن ابوها معطيها طراق ...ليش تحطينها

علي؟؟

العنود: احساسي ...واحساسي ما يخيب...

ناصر: هم ليش للحين ساكنين في هالبيت؟؟؟

العنود: وين يروحون ؟؟؟ ماعندهم مكان غيره...

ناصر: تدرين أن الحكومه تبنيلهم بيتهم مره ثانية؟؟؟

العنود: لا مادري..شلون؟؟

ناصر: صارلهم مده...ومن فترة طلع قانون يحدد انهم يبنون البيوت

الشعبية اللي انبنت قبل 1987...

عائشة : انزين هم وين يقعدون لي هدوا بيتهم ورجعوا يبنونه؟؟؟

جاسم: يأجرون لهم بيت..

العنود: بعد من وين؟؟؟ ابوها معاش التقاعد اللي ياخذه مايكفيهم

ويخلص من اول الشهر...وهي معاشاها بعد مايكفيهم ...ومهب لازم

اقول التفاصيل..

ام جاسم: والحل؟؟

عائشة : ومستحيل بيرضون حد يعطيهم بيت كصدقة ...

ابوجاسم منهياً الموضوع : هي مهب موظفة في

الشركة ...خلاص ..الشركة توفر

لها سكن ...في احد مجمعاتنا ...المجمع اللي فالوعب بيوته

ارضيه ...صح ياناصر؟

ناصر وهو يتأمل ابوجاسم بأعجاب : صح .

ابوجاسم: واجارها على كم ؟؟

ناصر: اظن 3000 ريال ...تدري احنا مازدنا الاجار على العالم...مثل ما

امرتنا...

عائشة: يابلاش ...الحين شقق اجارها 6000 واكثر...

ناصر: خلاص ...خلوها علي أنا بخلص لهم الموضوع ...

جاسم بصوت منخفض: والله حظها هالبنت اللي مصخر لها

هالاوادم..مسويه لكم سحر ...مادري وين خاشه الطبوب ...؟

دخل عليهم في تلك اللحظه محمد سعيداً وسلم عليهم ثم جلس بينهم

وسأل: شكلكم في اجتماع عائلي ..وما ناديتوني له ... اكيد تتباحثون

عن البنت اللي بتخطبونها لي ...صح ؟؟ تبغون تسونها مفاجأه ...

ناصر: احلى بنت بعد شتبي؟؟ متى نروح نخطب ..

احس محمد انه تورط فقال :منصدقك؟؟ من بنته ؟؟؟ وكم عمرها ؟؟

وتدرس والا تشتغل؟؟

ناصر: وانت كله تصدق؟؟ قولي الاول انت وينك مختفي صار لك كم

يوم؟؟ وين غاط؟؟

محمد بخيبة امل: رحت دبي مع الربع..

جاسم: وش جبت لي ؟؟؟

محمد: ماجبت شي حق حد ...شريت عود كمبودي حق ابو جاسم

وشريت حق نفسي 30 نعال.... الله يعزكم..

ناصر: خيبه ...30 ...والله فسقة ... جاسم انت كم تلبس ؟؟ عط اخوك

3... يمه تذكرين المذن من كم يوم قال انه عنده ناس محتاجين ...

تدري بخليه يكلمك...

محمد: قوللي كم رقمه عشان ما رد عليه...لا تحن ...والله رخاص

الوحده على200 وكل يوم اكشخ بوحده ...شوف هذي اللي يشوفها

يقول سيزار بشيوتي...

مد رجله لناصر ليرى نعاله ثم سأل: عووش وش عشاكم ...جنه صار

شعر ...

( وكرر ) عوش وش عشاكم ...ياسلام علي ...كل كلامي ذهب وموزون..


قامت عائشة لتحضر له عشاءه وقام هو ليجلس على طاولة الطعام

وأخذ يطرق الطاولة بأصابعه وهو ينتظرها...


نظر ناصر للعنود ولاحظ شحوبها والهالات السوداء حول عينيها

فاستغرب وسألها بأهتمام واضح :انتي ليش وجهج شاحب؟؟ انتي

مريضة؟؟ فيج شي؟؟

العنود وهي تمسح وجهها تلقائياً وهي تنفي وقالت: مافيني شي ..

ناصر: الا فيج.... اقربي وقولي لي...

ردت بتردد : مافيني شي...بس ...الدكاتره يعاملونا بظلم ويذلونا على

الدرجة..

ناصر: انتي بس والا كل الطالبات؟

العنود: اغلب البنات عدا اللي مايستحون ...اللي يقلون نفسهم على

الدكاتره ويسوون لهم حركات...

أبوجاسم: يهبون...مالهم والي هالبنات؟؟

أم جاسم: مايخافون من عذاب رب العالمين !!!!

ناصر: وشو اللي بيريحج؟؟ محد جبرج عليها انتي اللي قلتي تبغين تروحين مع ربعج...

العنود: ادري ...بس ..

ناصر: بس وشو؟؟ تبغين تنتقلين مع عويش؟؟

العنود: هناك اصعب ...

ناصر: والحل ...

العنود: بستحمل وبشوف هالكورس..

لاحظت أن الحيرة لازالت على وجهه فقالت: تبغي شيز كيك؟؟

هز رأسه بالنفي ...وظل يفكر ...



♫ معزوفة حنين ♫ 23-12-10 05:51 AM

في اليوم التالي

دخل على جاسم في مكتبه وبعد لحظات صمت أقترح : شرايك؟؟

جاسم: فكرة حلوة ...بس لازم اعرفها قبل .

ناصر: العنود متضايقة..

جاسم: عادي ..حتى انا متضايق وبعدين؟؟؟

ناصر: بوديكم السينما عقب المغرب..

جاسم: بتضيق فيني زياده ... بتوديني فيلم اسمعه بدال ما اشوفه...

ناصر: انت اللي قلت انك متضايق مثلها وهي تحب السينما قلت اوديها

هي وعايشه..

جاسم: ياسلام..

ناصر: تبغي تروح حياك ...

جاسم: والشباب؟؟

ناصر : شفيهم؟

جاسم: لي شافوني داخل بيسونها مطنزه..

ناصر: وانت من متى يهمك راي حد ؟؟؟ واصلاً احنا ماندش اي فيلم الا

إذا طفوا الليتات ...

جاسم: ادري..

ناصر: بخلي السواق يجيب لنا تذاكر...فيه فيلم من النوع اللي يعجبها

عقب المغرب..

جاسم: ويمكن مايعجبني ؟؟

ناصر: وانت شلك خص ؟؟؟ احنا كلنا رايحين عشانها ..يعني مهب

ضروري يعجبك ولا يعجبني ...

جاسم: بل ...ليش عاد؟؟

ناصر: افهم يا اخي هالمره الطلعه مهب عشانك...عشان العنود..والعنود

بس..

جاسم: درينا يا اخي ... درينا ...ناقص تغنيها ...الا

بسألك ...سكرتيرتك داومت والا

للحين زعلانه؟؟


ناصر: اليوم المفروض تداوم العصر..وانا منيب راجع العصر ..

جاسم: دوامك كله خرطي وابوي مايدري عنك...

ناصر وهو ينهض منصرفاً : قوم زين....دور لك حد يرجعك

بيتكم ...نحاسه فيك أنا مهب موديك معاي..

جاسم: اها عاد ....تقدر؟؟

ناصر ممسكاً الباب وقبل أن يغلقه خلفه...: قلبي طيب شسوي فيه ...

ضحك جاسم بقوة...


في طريقهم للمنزل اتصل ناصر بالعنود ورن كثيراً بدون أن تجيب فشعر

بالملل وقال : ماترد ...

قبل وصولهم رن هاتفه ورأى اسمها على الشاشة فأجاب: وينج ماتردين

يوم اتصلت..؟

العنود: كنت في المحاضره توني طالعه..

ناصر: بنروح السينما اليوم ...تروحين معانا؟؟

العنود: اكيد ..بس من انتوا؟؟

ناصر: انا وجاسم ..شريت تذاكر فيلم يمدحونه قولي حق عائشة و6

تكونون بارزين ...

العنود والفرحه في صوتها: ان شاء الله ...

ناصر: بنكون في السيارة ننطركم 6 بالضبط إذا ماجيتوا رحنا

عنكم ...انتي تعرفيني عدل...

العنود: والله ببرز بسرعه ...ليش كل مره تقولي جذيه؟؟؟

ناصر: لأني كل مره انطر ساعه لين تبرزين...

العنود: حرام عليك...اليوم بتشوف ...ببرز قبل 6

ناصر: بنشوف...

العنود: يله باي بكلم شوشو..اكيد بتستانس..

ناصر: مع السلامة..

جاسم: شكلك بتوديني بروحي لأنها كالعاده بتتأخر..

ناصر: واكسر بخاطرها؟؟؟ وازعلها؟؟؟ اصلاً هالروحه بكبرها لها...

جاسم: ادري ...والله العظيم ادري...من صغرها وهي لاعبه

عليك ...يعني وشو اللي بيتغير عقب كل هالسنين...المصيبه أن مافي

وحده بتتزوجك بتستحمل هالمعاملة..

اكيد بتغار؟؟الا بتموت من الغيرة كان انا احتر ...

ناصر: لا تستحمل كيفها...اللي ماتستحمل العنود تقبض الباب...

جاسم: فكنا زين ...ان شاء الله تبرز الساعه 7 ويروح عليها الفلم..

ناصر: انت اخو انت!!!!!!!!!! انت عدو...

وأيضاً ضحك جاسم لأنه نجح في اغاضته للمرة الثانية اليوم...




السادسة مساءً

كان ناصر في سيارته ينتظر وبجانبه جاسم يطرق بعصاه الباب بشكل

استفزازي ومسكها ناصر ليمنعه وقال: مزعج ...طول عمرك مزعج..

جاسم وهو يتحسس ساعة يده: صارت الساعة 6؟؟ نفذ تهديدك لها ..

ناصر: بننطر شوي ...ماورانا شي...

ابتسم جاسم وقال: هذي كيف بتتزوج ؟؟؟ منهو اللي بيقدر يستحمل

دلعها..وأصلاً منهو هالرجال اللي بيرضى انك تدلع مرته ؟؟

ناصر بغضب: شفيك صاير مثل الحريم تحن؟؟؟ ممكن تسكت شوي؟؟؟

فُتح باب السيارة ودخلت العنود ومن وراها عايشة وهي تلهث وتسأل:

ليش مستعجلين ؟؟ باقي ساعة على الفلم؟؟

تحرك ناصر وهو يقول: ماتحسبين الطريق؟؟ يعني السينما ورا البيت؟؟

العنود: شفتني برزت من وهل مثل ماقلتلك؟؟

جاسم: ايه ..من وهل ...ساعتج مأخره ...صار لنا 10 دقايق ننطر يا

الشيخة..مافيه فايده اصلاً من الكلام معاكم ...

عائشة: الحين انتو تعزمونا وتذلونا !!! مايسوا علينا ...مره ثانية

بنروح بروحنا.. صح عندوه..

جاسم: معليه ...كان اسمي سوسو روحوا بروحكم...وكلمه زيادة

بتنزلون..

العنود ببراءة: وانا شلي خص ؟؟ انا ساكته ...ناصر شوفه...

ناصر: جاسم...اسكت عنهم...



ادار لهم فيروز

وقفوا في مواقف مجمع رويال بلازا التي تقع تحت الارض واستقلوا

المصعد للدور الثالث ثم توجهوا لليمين ودخلوا للسينما فسألهم ناصر: حد يبغي ياكل والا يشرب شي؟؟

طلب جاسم قنينة ماء ووقفوا ينتظرون ناصر ليحضرها ثم دخلوا معه للصالة كانت

مقاعدهم في وسط قسم العائلات فأجلس جاسم اولاً على الطرف ثم

جعلهم يجلسون بجانبه وجلس هو في الطرف الاخر بجانب العنود …

سألته بصوت منخفض: وش اسم الفلم؟

اعطاها قصاصة التذكرة وقرأت Bright Star

وسألته ثانيه وهي تميل اليه قليلاً: وش نوعه؟؟

ناصر: من النوع اللي تحبينه ...

تبين له لاحقاً ومن احداث الفيلم أن قصة الحب تقع بين بطل حالم

وبطلة واقعية بعكسه هو والعنود.. هي الحالمة بينما هو الواقعي...كان

يسترق النظرات ويرى وجهها القريب منه وهي مندمجة مع

الاحداث ..لم يكن يصدق مدى قربها منه ...

كانت على بعد سنتيمترات قليلة فقط...وعند نهاية الفيلم وقبل أن

يشغلوا الاضاءه كان ناصر واقفاً عند اعلى الدرجات ممسكاً به جاسم

والفتيات خلفهما ...وغادرا المجمع ...وفي السيارة قال لهم ناصر:

بوديكم مطعم مارحتوه من قبل...

عائشة:أي واحد..

ناصر: مطعم خزانه الهندي..

جاسم: وين ذيه؟؟

ناصر: في سوق واقف...

جاسم: بللللل...هناك؟؟؟؟

ناصر: في ظهره ...وعند وزارة الخارجية ..ماعنده زحمه ..لأنه

غالي ...

جاسم: هالايام مافيه شي غالي على هالناس..ما شاء الله العالم

مستبطره..

ناصر: انضلهم ...افقرهم...خلهم يخسرون حلهم وحلالهم..وانت

بتتبعهم لأنهم عقب مهب بانين لهم شي...

خافت عائشه فقالت: الله يزيدهم..

جاسم وهو يضحك عليها : مهب لله هالدعاء..


وصلوا للموقف الرملي الخاص بالمطعم وصعدوا الدرج لحديقة صغيرة

وزعت طاولات فيها ووسطها كان جسر خشبي مشوا عليه ومروا على

بركة ماء صغيرة بها اسماك زينة وبجانبها قفص به ارانب وحوله

اطفال يعطونهم اوراق الخس ابتسمت العنود وهي ترى الاطفال

فرحين ...وفي نهايته درجات قليلة للمبنى ولشرفة كبيرة بها بعض

الطاولات المستطيلة جلس على احداها شابين قطرين

وعلى اخرى عائلة اجنبية فأختار ناصر الاخيرة ووضع يد جاسم على

احد المقاعد واشار للفتاتين أماكن جلوسهم وجلس بجانب جاسم

وجاءهم المترودوتيل ووزع عليهم قائمة الطعام..


طلبت عائشة وجاسم برياني دجاج وطلبت العنود كاري دجاج وناصر

طلب ربيان بالكريمة...

عائشة: الجو يهبل ..رومانسي..

سرحت العنود عندها ونظرت الى الشارع البعيد الذي يؤدي للكورنيش

ولاحظ ناصر ذلك...فسأل عائشة: شخبار الكلية؟؟

تنهدت عائشة بقوة وردت : شقول وشخلي ...

جاسم: لهدرجة...

عائشة: اول شي عندنا مناظرة سياسية بيسونها في الجامعة وعزموا

كولن باول اللي كان وزير خارجية امريكا ويبغيني اكون في الفريق اللي

يرتب الموضوع كله..

جاسم: So….

عائشة: حاط معانا واحد ممل وسخيف ...

جاسم: شسمه ؟؟

عائشة: فهد بن سمعان..

ناصر: ولد سمعان ماغيره..؟

جاسم: اكيد هو لأنه مافي الا سمعان واحد فالدوحة..هو سوالج شي؟؟؟

عائشة: لا...لا...يخسي ...مايقدر...تدري فيني كيف اتعامل مع

هالنوعية..بس..

جاسم: بس..ايش؟؟

عائشة:اقولك ممل ...شايف عمره ...هو سنة تخرج..ويحسب نفسه ولد

الامير..

ناصر: لا تعطينه وجه ...

عائشة: من اللي قالك اني اعطيه ويه اصلاً ..بس بعد ما ادانيه...

جاسم: محد قالج دانيه...خله يولي ..

عائشة: والعميد..

ناصر: شفيه ؟؟بعد ماتدانينه ؟؟؟

عائشة: لا...فهد يقول ان إذا ما اشتغلنا معاه بنخسر الكردت اللي

بيعطينا اياه.. وهم اصلاً مايعطون كردت ...يمكن يقص علينا ..

جاسم: قحط...كل الجامعات الامريكية تعطي كردت حق هالاشيا..

ناصر: انا رايي انج تشتغلين معاهم بتكسبين خبره...حتى لو بدون

كردت..دايما حاولي تستفيدين من دراستج في الجامعة بكل الفرص

المتاحه لج...

جاسم: اي والله بتنفعج في شغلج عقب ...

عائشة : قولكم؟؟؟

ناصر مبتسماً لكلمتها: قولنا ..


قبل أن ينتهي العشاء وضع ناصر الشوكة في صحنه ونظر للعنود

وسألها: شفيج؟؟ المطعم مهب عاجبج؟؟

تفاجأت من سؤاله فردت : مافيني شي....المطعم حلو ..بس الكاري حار

وايد...

ناصر: اطلبي شي ثاني خل الكاري يولي..

العنود: لا ..خلاص ما ابغي..

رفع ناصر صحنه ووضع قطع الربيان الباقية كلها في صحنها وقال:

اكلي هذيه...لذيذ..ومهب حار..

دُهشت العنود من تصرفه وفتحت فمها تلقائياً ..

ناصر ساخراً : مادام فاتحته حطي فيه نتفة ربيان...

قطعت منه بتلقائية وأكلته فأبتسم ناصر..



في السيارة في طريق العوده..

عائشة: شرايكم نسويها طلعه اسبوعيه..؟

ناصر: أن شاءالله عمتي...اليوم طلعتنا كلها كانت عشان العنود ...

عائشة: وأنا الشيخة عائشة...وبتطلعني الاسبوع الجاي...هذا إذا انا

فاضيه..تدري يمكن انشغل مع العله العميد والعلل اللي معاه...

ضحكوا جميعاً فقال جاسم: طالعه علي...مايملى عينها حد ..



في صباح اليوم التالي


دخل مبنى الشركة رجل في الاربعينات من عمره يرتدي ثوب مفتوحة

ازراره ويرتدي طاقية مصفره كانت بيضاء عند بيعها وغترة مماثله

يمسكها بيده ..وسأل موظف الاستعلامات عن ناصر فأخبره بأنه لم

يحضر بعد وسأله عن اسمه وعما اذا كان لديه موعد معه..

فقال: لا..بمر عليه مره ثانية..

الموظف: بس ماقلتي شسمك؟؟

رد عليه الرجل: انت قولي متى بيجي؟؟؟

الموظف: يمكن 9 ونص..بس انا قلتلك..لازم موعد..

أعطاه ظهره ثم خرج من الباب الذي دخل منه..


بعد ربع ساعة وعندما حضر ناصر للشركة أخبره عصام عن ما قاله

موظف الاستقبال ..استغرب ناصر وقال : يمكن طرار...بس الطرار

شيعرفه بأسمي..!!

اسمع قوله إذا رجع يعلمك ...وانت علمني..



♫ معزوفة حنين ♫ 23-12-10 06:11 AM


فيما بعد وقبل نهاية الدوام بدقائق دخل عليه عصام يخبره بعودة ذلك

الرجل فأمره بإحضاره اليه في مكتبه وتركه معه ففعل...

أدخل عصام الرجل عليه واغلق الباب خلفه فرفع ناصر رأسه ونظر

للرجل وتوقف الوقت في تلك اللحظه وأحس برأسه يدور في

مكانه ...وتصبب العرق من جبهته مع ابتسامة الرجل له قبل أن يقول :

نصور ...والله وصرت نظيف ...مثل الشيوخ اللي كنا نشوفهم من

بعيد ...

ناصر وهو والدوار يتحول الى صداع ..: نعم ؟؟؟

الرجل: ماعرفتني؟؟؟ أنا ماجد ...للهدرجة أنا شكلي متغير؟؟؟

ناصر: لا ..ماعرفتك .. شتبغي تسأل عني؟؟

الرجل وهو يضحك ساخراً: ماعليه ...نسيتني !!! والله انا ابغي شوي

من النعيم اللي انت عايش فيه ...

ضغط ناصر على جرس ودخل عصام بسرعه فأمره: هالرجال طلعه

برع ولا عاد اشوفه في الشركة مره ثانية وأذا حاول يدخل نادوا له

الشرطة ...

الرجل: تطردني ...أنا !!!...معليه ...أنا اراويك ...

دفعه عصام بقوة لخارج المكتب وهو لازاله يصرخ ...: براويك


يانصور...والله لا اراويك يانصور..



ارجع ناصر مقعده للخلف واخفض رأسه وامسكة بقوة عل الصداع يخف

وأخذ يضغط عليه بقوة .. ولكن بلا فائده ..فتح الدرج العلوي وبحث

عن حبوب الباندول أخذ حبتين وشرب القليل من الماء وارجع رأسه

للخلف وانتظر لبعض الوقت ثم غادر الشركة...وتوجه بسيارته الى

المزرعة وأتصل بالحارس ليجهز البيت له..وبعد ساعة كان عند الباب

الحديدي للمزرعه عبره خلال الاشجار المزروعة

على جانب الطريق الرملي والذي ينتهي عند مجلس الرجال والذي بنيت

امامه خيمة شعر كبيرة انتظاراً للشتاء القادم على الابواب ....شاهد بيت

ابو جاسم ثم الحديقة الكبيرة ولف حولها حتى وصل لبيته الصغير

والذي بناه في طرف المزرعة على مسافه ليست بعيده من اسطبل

الخيول والذي يقع في الجهة المقابلة من الارض الخضراء.. وجد

الاضاءة في المنزل فنزل ونادى الحارس الذي رد عليه من

بعيد فسأله: جهزت كل شي ؟؟


الحارس: أن شاء الله يا استاز...

ناصر بغضب: مافهمت ...ايه والا لا؟؟؟

الحارس: ايوه يابيه...

ناصر: يوم انه ايوه يابيه ليش ماتقول ..!!! ليش أن شاءالله ؟؟؟ هو

شي نتمنى انه يصير والا شي صار وخلاص...

الحارس: يعني ايه ؟؟؟

ناصر: يعني اذلف عن وجهي...


دخل للبيت وصلى العصر لأنه تأخر ثم دخل المطبخ وجهز لنفسه كوب

من الشاي.

كان المطبخ صغيراً كباقي غرف المنزل لونه بيج وبرتقالي فاتح وبه

طاولة مربعه صغيرة أمام الباب الاخر الذي يؤدي للخارج...حمل كوبه

وذهب للصالة والتي تقع في وسط البيت وتحيط بها كل الغرف وجلس

على الكنبه وادار التلفاز واخذ يرشف الشاي ...وذهنه مشغول ومر

الوقت حتى سمع الاذان من جواله الملقى في غرفة النوم فأكتشف أن

الشمس قد غربت ...قام ليصلي وهو يدعى ربه أن يفك كربته..


فيما بعد نادى الحارس وعندما حضر أمره :روح جهز لي الوجبة ...

استغرب الحارس فسأله: دلوئتي يا أستاز؟؟

ناصر بغضب: شرايك انت ؟؟؟ بكره يعني !!! اكيد الحين...روح يله

وجيبه هنيه..



دخل للبيت وفتح خزانة الثياب في غرفته وأخرج بدلة الركوب وغير

ثيابه وارتدى قميصه الابيض مع البنطال البني الضيق وفوقه الحذاء

الجلدي الطويل ليحمي جانبيّ ساقيه الداخلية من الاحتكاك بمعلاق

الرّكاب وهو على ظهر الجواد ولم يأخذ قبعته السوداء والتي يحمي بها

رأسه ولا سوطه الصغير ...

خرج من الباب فوجد الحارس ينتظره ممسكاً لجام الحصان

فقال له ناصر: تقدر تروح الحين ...

اقترب من الحصان وأخذ يمسح على رقبته وهو يكلمه بحنان : شلونك

اليوم ؟؟

ادري زعلان علي لأني ماجيتك من زمان ...انشغلت بجسوم ...كان

محتاجني.. واليوم جيتك ...لأني محتاجك ...محتاجك واجد ...

ربت على وجه بلطف واكمل : والله محد غيرك يفهمني ...امش خلنا

نروح ونتمشى شوي ...شرايك؟؟ تبغي تروح معاي ؟؟

هز الوجبة رأسه فتفحص ناصر الحزام حول البطن وأسفل السرج وتأكد

انه في الوسط تماماً لأجل راحة الحصان ثم أمسك العنان بيده اليمنى

ووضع رجله في الركاب اليمين وجلس فوق ظهر الوجبه بشكل مستقيم

وانطلق يجري به....



كانت المزرعة مضاءة كلها فسهلت عليه الحركة..والهواء المنعش

يتخلل شعره الاسود فأخذ يتنشقه بقوة وهو يشعر بأن الضيق قد بدأ

يخف عن صدره... دار المزرعه كلها أكثر من مره ونسي الوقت تماماً

حتى أحس بتعب الجواد فخفف سرعته حتى توقف أمام البيت فنزل عنه

وأخذ يلاطفه ويطبطب عليه ...


نادى على الحارس وانتظره ليرجع الحصان للاسطبل ثم أكمل طريقة

ليتمشى في الحديقة...لم يكن ليستطيع النوم كانت هناك جملتين تدور

وتلف في عقله ...عبارة عن سؤالين فقط ..هذا شلون عرف مكاني ؟؟؟

وش يبغي مني عقب كل هالسنين؟؟؟

قطع حبل افكاره جاسم...لقد تذكر أنه لم يكلمه اليوم ..لم يخبره أنه جاء

للمزرعة ..

عندما عاد للداخل وأمسك هاتفه النقال وجد فيه 29 مكالمة فائته ...20

منها من هاتف جاسم و5 من هاتف العنود ....والباقي من اصحابه..


أتصل اولاً بجاسم : السلام عليكم ..

جاسم وصوته مليء بالقلق : عليكم السلام ...ياخي انت بخير؟؟

ناصر: بخير..يسرك الحال ..ليش؟؟

جاسم: وينك؟؟ وجوالك وينه؟؟ وش هالحركات الماصخه ؟؟؟ تبغينا

نفقدك ؟؟

فقدناك يبه ..انت وين ؟؟ الحين تجيني ...

ناصر: انا مهب حولك ..أنا في الزرع ..

جاسم: وليش ماقلت ...؟؟ كنت بخاويك...

ناصر: لأني ابغي اقعد بروحي...

جاسم: ليش ؟؟ صار شي؟؟ حد ضيق عليك؟؟

ناصر: لا ...بس من زمان ما شفت الوجبه ...تصدق شكله زعلان علي ...

جاسم: وشكثر بتقعد تراضيه؟؟

ناصر:مامليتوا مني ؟؟؟ ارتاحوا مني شوي...

جاسم بجديه : ناصر ...متى بترجع؟؟

ناصر: مادري ...يمكن بكره ..يمكن عقب ..مادري ...عندي موضوع

افكر فيه..

جاسم: كيفك ...الله يحفظك...

ناصر: مع السلامة...


اتصل بالعنود واجابت بعد اول رنه : ناصر؟؟

ناصر: ايه..مهب حافظه رقمي؟

العنود: وينك شكثر اتصلت ومارديت علي...؟ من قالي جاسم انك ماترد

عليه وانه ماشافك اليوم وانا صادني الوسواس...ماتم شي مافكرت

فيه ...توني كنت بتصل في استقبال الطواري..

ابتسم ناصر وقال: بل ... الطواري!!! ليش تفاولين علي؟؟؟

العنود: مهب قصدي ..بس والله شوي وكنت بستخف ...

ناصر: اسم الله عليج من الخفاف ...انا جيت المزرعة...من زمان ما

شفت الوجبه من حادث جاسم ...قلت اجيه ...

العنود: وماتعرف تقول ؟؟؟ وماترد بعد ؟؟؟

ناصر: الجوال كنت ناسيه على سريري...

لم ترد عليه ...فسألها بصوت هادئ: خفتي علي العنود؟؟

العنود: اكيد بخاف عليك ...إذا ماخفت عليك بخاف على من ؟؟؟

ناصر: هذا انا مافيني الا العافيه والحمدلله ..

العنود: بكرة الخميس ..بكلم ابوي وبنجي العصر عندك...

ناصر: لحوووووووووووول ....وماتذكرتوها المزرعة الا يوم جيتها؟؟؟

العنود بدلع: ماتبغينا؟؟؟

ناصر وقد شعر بأن الدماء زادت في اندفاعها لرأسه:

لا...ايه...كيفكم ...اللي يبغي يجي بكيفه..

العنود:عيل بنجيك...إذا الله راد ورضى ابوي ..يله باي ...بروح اكلمه ..

ناصر: بايات...


بدل ثيابه وارتدى ثوب ذا قصة امارتية يحب ارتداءه وخرج من للحديقة

وجلس على الكرسي الحديدي ووضع رجله على الطاولة المستطيلة

وطوى ذراعيه وبعد دقائق رأى نور سيارة تدخل المزرعة...كانت سيارة

هارون ورأها تتوقف أمام بيت ابوحسن ويخرج هارون منها وهو

يتمايل ويدور حولها ليفتح باب المرافق وينزل رجل منها وهو يقول:

تعال ...بتستانس محد هنيه ...بناخذ راحتنا احسن من اي مكان..



وفي لحظة كان ناصر واقف امامهم وعندما رأه هارون صرخ برعب

ووضع يده على فمه...

وبدا ناصر كالعملاق وهو عاكف ذراعية وفاتح رجليه ويقف بكل قوة

مما اخاف الرجل الغريب الذي تسمر في مكانه وهو يسمع ناصر يقول:

شعندك جاي هالحزه؟؟؟ ومن هذا اللي معاك؟؟


هارون وهو يضع يده اليمين على خصره وتكلم بميعوه : مالك خص؟؟

انا ايي متى ما ابي ومع اللي ابي..


عندها ...لم يقدر ناصر أن يمسك نفسه اكثر...تقدم بسرعة لهارون

وامسكه من ياقة ثوبه المفتوحه ازرته كلها واخذ يكيل له اللكمات

وبعنف في وجهه وفي صدره والرجل الغريب يحاول الحيلوله بينه وبين

هارون ولكن بلا فائده ...كان ناصر يصرخ وهو يلكم هارون: تحسب

نفسك في البر؟؟ جاي لي هنيه بخياسك !! ولا هامك حد !!! انا اللي

بربيك ياحيوان ...ياللي ماتربيت ...

افرغ ناصر كل غضبه على هارون وصاحبه والذي عندما سقط هارون

أخذ يرفسه وبقوة ...حتى جرجره صاحبه ووضعه في السيارة مجدداً

منتهزا فرصة أن ناصر توقف ليأخذ له نفس ورجع بالسيارة للخلف

وطار بها خارج اسوار المزرعة واختفى في الظلام ...


امسك بكفه يدلكه بلطف لأنه احس بالألم وعاد لبيته ليرى أن كفه قد

جرح من كثرة الضرب ودمى...فدخل للحمام يغسله وذهب يبحث عن

رباط شاش يلفه به فلم يجد ولاحظ أن الدم يغمر ثوبه ...عاد للحمام

واستحم ليغسل كل ماجرى في يومه من على جسده..وقف تحت الدش

طويلاً حتى احس بالبرد فخرج وارتدى أزار وفانيله وقفل ابواب بيته

واستلقى على فراشه وبعد دقائق نام من التعب...



في اليوم التالي


قضى ناصر صباحه مع حصانه الوجبه...نظفه بفرشاة الشعر أمسكها

بيده وأخذ يدعك جسمه بها وجدَل شعره وعندما انتهى وضع له طعامه

في الجردل وتركه يأكل وجلس على الحشيش يراقبه حتى

انتهى ....أمسك رسنه وأخذ يمشي معه في انحاء المزرعة ...



قبل صلاة المغرب

كان ناصر جالساً على المقعد في الحديقة يشرب كوب من الشاي

بالحليب والعصافير تزقزق على الاشجار بصوت عالي لا يمكنه حتى أن

يفكر...سمع صوت السيارات ووجه نظره للطريق المشجر حتى رأى

سيارة ابوجاسم في المقدمة مع زوجته والعنود والشغالات ثم سيارة

جاسم يسوقها بابو ومعه جاسم وعائشة..


نزلوا من السيارات وتجمعوا عنده وجلست أم جاسم بجانبه وأمرت

الخادمة بوضع الاطباق على الطاولة امامهم وسألت ناصر:وش تغديت

ياولدي؟؟؟


ناصر وهو يرفع كوب الشاي.: هذا غداي ...

ازاحت الغطاء عن أحد الصحون وقربته منه : وعليه ...هاك ...اكل

هالفطاير لين يبرز العشا...

العنود: جبنالك كباب وكفته ...اليوم لحم مشوي....وبنشوي فالحديقة..


ناصر: انا جوعان ...

العنود: ويسوون شبس وجبنا خبز حار توهم خابزينه في


المخبز...وزعتر.. تبغي احطلك حبه...

ناصر: ليش حبه بصور معاها ولا بحلف عليها...

تفاجأت العنود برده فأحضرت له الكيس كله ووضعته امامه ثم ذهبت

لداخل البيت..

ابتسم ناصر وفتح الكيس وتناول له قطعة زعتر ساخنة كانت فعلاً

طازجة من المخبز ...اكمل القطعة الاولى وتبعها بالثانية ثم

الثالثة ....حتى شبع ...


شاهد العنود وهي تشرف على الخادمات ليخرجوا الشواية الكبيرة

وكيس الفحم واخذوا ينظفوها ليستخدموها في الشواء ...كانت تدخل

وتخرج معها اغراض ترتبها على طاولة بلاستيكية وضعتها خصيصاً

لتضع عليها الاغراض ..


وبعد صلاة المغرب

تجمعت العائلة كلها في الحديقة عدا محمد الذي وعدهم بأن يلحق

بهم ...قامت عائشة وصبت لهم القهوة في الفناجين ثم سألتهم :

شرايكم في اللي قاله الشيخ ...

ابوجاسم: وش قال؟؟

عائشة: رايح معهد ازهري اعدادي حق البنات يشوف استعداداتهم حق

مرض انفلونزا الخنازير ودخل صف وشاف طالبه منقبه جان يقول

لها : النقاب مش في الدين الاسلامي ليش لابسته وانتي مع صديقاتج

البنات؟؟؟ قامت البنت المسكينة فصخت النقاب الا يقولها : لوكنت

جميله شبتسوين ؟؟؟ قامت المدرسة قالت له :

هي ماتلبسه في الصف بس يوم دخلت لبسته والنقاب لو كان مهب

فرض بس هذا حرية شخصية..جان يعصب عليها ويقول :اقولج هذا

ماله علاقة في الاسلام وانا افهم فالدين اكثر منج ومن اللي

جابوج...وبطلع قانون يمنع النقاب في المعاهد...


ابوجاسم: اشهد أنه مهب رجال ...يعني ماقال شي عن المفاصيخ اللي

في الشارع مالقى الا هالمسكينة يفصخها نقابها؟؟

ام جاسم: عيل شلون تقولين عنه انه شيخ ؟؟

جاسم: مهب بس شيخ ..هذا بعد مفتي ..


العنود: ماعور قلبي الا البنت ...شلون يقولها انها شينه !!!! هو ماعنده

بنات؟؟

جاسم: ابغي افهم شي واحد ... اللي عريانه تكون حرية شخصية واللي

منقبه لا؟؟

ابوجاسم: قرب يوم القيامة ...

جاسم: عويش ...ناقشتوا هالسالفه في الجامعة والا للحين...

عائشة: للحين...بس لا تخاف ...اذا فتحوا الموضوع بخليهم

يتحسفون ...

جاسم: كفوا ...انا متأكد ...

العنود: عندنا مشكلة...من اللي بيشوي اللحم ؟؟؟

ناصر: من غيري؟؟ جهزتوا كل شي؟؟؟

العنود: كل شي جاهز شيف...

وقف ناصر وذهب للمكان الشواء وهو يقول : عشى وعشى وفي النهاية

انا اللي بسوي عشاي...

العنود وهي تمشي خلفه: لا تتحندا ..هذاني بجي بساعدك ..مساعد

شيف من قدك؟؟

كان الجمر قد جهز فوقفت بجانبه تساعده وتناوله اصياخ

اللحم ...وتأخذ منه الذي نضخ وتغطيه بالخبز في الصينية الكبيرة

المفروشة بالخبز والبقدونس المفروم...وطلبت من الخادمة تجهيز

البطاطا المقلية ووضع السلطات على طاولة الطعام ...مد ناصر يده

وأخذ له قطعة لحم ليأكلها فأعترضت عليه العنود فأخذ قطعة اخرى

ووضعها في فمها بسرعة قائلاً : انتبهي

تراها حارة...

مر الوقت عليهم بدون أن يحسوا حتى انتهوا من الشواء فحملت العنود

الصينية للداخل وهي تنادي ....: العشى خلص ...اللي جوعان يجي ولا

ترى بنخلصه عنكم..

ابتسم ناصر وهو يلحقها ليغسل يده وفكر: ( الحمدلله انج جيتي ...على

الاقل تشيلين الضيقة اللي كانت فيني ...)









****الشعر لشاعر رائع غير معروف

او شاعرة رائعة ولكن غير معروفة









بفضل من الله

انتهى الجزء




اختكم العوده



الملكة الام

♫ معزوفة حنين ♫ 23-12-10 06:16 AM



الجزء الثامن


كان ابوجاسم يراقب ناصر والعنود بصمت وهو يفكر حتى نادتهم للعشاء بالداخل

فتبعهم متأخر وشاركهم وجبتهم بدون أن يشاركهم حديثهم ثم عاد للحديقة بعد أن

انهى طعامه ولحق به ناصر وراءه وهو متكأ على عصاه وقال: ابغي اكلمك بروحك..

ابوجاسم: تعال نمشي شوي ...ابغي اطلق رجولي ...عجزت من القعده..

مشوا بأتجاه الطريق الرملي بجانب السور والذي يلف على المزرعة كلها...

ابوجاسم: عسى ماشر يابوك؟؟

ناصر: ماجد جاني الشركة..

ابوجاسم: من ماجد ؟؟؟

ناصر: ماجد ... اخوي...

ابوجاسم: وكيف عرف مكانك؟؟؟

ناصر: مادري؟؟ من فتره كان في واحد يتبعني في كل مكان ويوم لحقته شرد عني

يمكن هو ...

ابوجاسم: وش يبغي؟؟

ناصر: مادري ..بس انا ماخليته ...طردته من المكتب وقلتهم مايدخلونه لي رجع ..

ابوجاسم : وش دراك أنه مهب جاي؟؟ مادام دّور عليك عقب كل هالسنين ولقاك اكيد

بيرجع...

ناصر: شسوي ؟؟

ابوجاسم: لازم تكون مستعد له...

ناصر: مستعد لأيش بالضبط؟؟

ابوجاسم: لأي شي ...حط نفسك مكانه وفكر...واحد مدمن وراعي مخدرات وسجون

اكيد يبغي شي ...والاكيد انها فلوس ...

ناصر: لو شيسوي ...مايخذ فلس حمر مني...

ابوجاسم: انتبه له..بتلقاه عند الشركة ..والا يمكن يجينا البيت...

ناصر: يخسي...

ابوجاسم: انا اقولك يمكن ...لازم تاخذ حذرك منه ...ولو نَخيت له وعطيته الفلوس

اللي يبغيها بيجيك مره ثانية وثالثة...

ناصر: والحل؟؟؟ شسوي ..؟ انا من امس وانا افكر ...احس راسي بينفجر...

ابوجاسم: حد كان معاك في المكتب ؟؟ حد شافه ؟؟

ناصر: ما اذكر ...عصام اكيد ..والفراش والسكيروتي ...ليش؟؟

ابوجاسم: بس ...افكر في شي...

ناصر: وشو؟؟

ابوجاسم: لي عرفت بقولك...

اكملا طريقهما وهما صامتان...وعندما عادا لهم وقد بدؤا بشواء الكستناء بالجمر

المتبقي من شواء اللحم انضم ناصر للعنود وهي ترمي بحبات الكستناء واخذ منها

الملقط ليقلبها وسألها : وين محمد ماجا معاكم؟؟

العنود : ماعرف... جنه في الدوام ...

ناصر: الحين لو هو هنيه كان شفتيه ياخذ الكستنه الناضية وياكلها كلها ...

ابتسمت العنود وقالت: حرام عليك ..والله مكانه مبين ...

ناصر: اكيد مكانه مبين اقولج الكستنه للحين في الصحن ..قبل كنت ما الحق اخلصه

الا الصحن فاضي ...يحب بطنه ...

العنود مغيرة الموضوع: شخبار الوجبة؟؟

ناصر: كانت زعلانه وراضيناها...

العنود: بتركبها بكرة الصبح؟؟

ناصر: طبعاً ..

العنود: بركب معاك..

ناصر: اخاف عليج ...أنتي من زمان ماركبتي من يوم ما ماتت الفرس...

العنود: والحين ابغي اركب شدعوه مافيه غيرها!!!

ناصر: فيه ...بس ....

العنود وهي تضرب الارض برجلها اليمين بدلع: عااااااد ناصر ...ارجوك...

نظر لها فمثلت دور المسكينة بوجهها وهي تعلم أنها ستنجح وفعلا بعد لحظة صمت

قال : جبتي لج لبس؟؟

العنود: لبس الركوب هنيه...

ناصر: يسمح امرج... ذاك وطر مضى ...الحين انتي كبرت وذاك اللبس المرصص

انسيه ...ولا تمدين بوزج ...هالمره مهب نافع... لبسي الجينز اللي لابسته الحين مع

اي قميص طويل ...لبسج العادي يعني...

العنود: اوفففف

ناصر: تتأففين ...قدامي ...!!! شرايج أني غيرت رايي ومافي خيل بكره...

امسكت العنود ذراعه وعصرتها وهي تقول : خلاص ...خلاص .. والله بسمع كلامك..

في تلك اللحظة احس ناصر بقشعريرة تجتاح جسمه كله..لمسة عفويه تأثر به بهذا

الشكل ...فكر ( يا الله )



في الخامسة والنصف صباحاً

والشمس تشرق من بعيد كان ناصر ينتظر العنود وهو يمشط حصانه ورفع رأسه

ورأى العنود مقبله مع امها واباها وسلموا عليه وسأله ابوجاسم:وين من فجر الله؟؟

ناصر: بنركب الخيل شوي..اوامر من القيادة...

ابوجاسم: بس في الزرع ..لا تطلعون برع..

ناصر: لا توصي حريص ...ماعندنا بنات يطلعون في الشارع بدون عباة ..

العنود: اي شارع ...احنا في بر ... واقرب جار لنا بينا وبينه كيلو..

ناصر: كيلو والا شبر ...عاجبج والا اروح بروحي؟؟

العنود: عاجبنا ...عاجبنا..


امسكت بالعنان ووضعت رجلها في الركاب وجلست على ظهر المهر التي جهزوها

لها بأمر من ناصر وتأكدت من حجابها ثم لكزتها برجلها ومشت ولحقها ناصر وسار

بجانبها ...وجلس ابوجاسم مع زوجته في الحديقة وجلبت لهم الخادمة القهوة

والحليب ...واخذوا يرشفون القهوة ...وحولهم زقزقة العصافير الذي بدأت مع

الشروق لتعلن بدء يوم جديد ...


احست العنود بالهواء البارد يلفح وجهها وندمت لعدم ارتدائها شيء ثقيل ولم ترغب

بالعودة فقررت اكمال المشوار...

التفت ناصر لها وقال: عويش وينها..؟

العنود: فاخه رقاد .. صار لها اسبوع مارقدت عدل ..يعني ولا قذيفة ار بي جي

تقعدها...

ناصر: ههههههههه ...جاسم بعد للحين ماقام ..سَهرنا البارحه ...بالغصب رقد..

اخذوا يتبادلون الحديث حتى انتبه ناصر أن ساعة قد مضت فتوقف أمام الاصطبل

ونزل هو والعنود وسلمهم العامل وعادوا مشياً على الاقدام للحديقة ودخل ناصر

ليستحم ويبدل ثيابه ومثله فعلت العنود ثم انضموا اليهم على الفطور ...

ام جاسم: مايندرى يلحق علينا محمد والا بنروح قبل لا يجي !!

ابوجاسم: قال بيجي على الغدا ..إذا خواله جيدين بيجي..

ام جاسم: خواله جيدين حتى لو ماجا...

ضحكوا على ردها السريع...فهم يعلمون كم تحب اخوتها...


وصل محمد المزرعة مع أذان الظهر فأبتسم ابوجاسم وقال: الصلاة ...روح توضى

وتعال صل معانا جماعة يلا ياناصر ...جاسم وين ؟؟

عائشة : راح يمشي هناك ...

نادى بصوت عال: جاسم ...الصلاة ...

قام ناصر وهو يقول: انا بروح له ...

اقترب منه وسأله: سرحان في من..

جاسم: شخبار سكرتيرتك ؟؟ خلصت معاها سالفة بيتهم والا للحين؟؟

ناصر وهو يلفه ببطء ليعودوا لهم: تونا مفكرين فالحل...والبنت عندها امتحانات لي

خلصت بقولها ..ويمكن ترفض ..يصير خير..

جاسم وهو يلتفت لناصر: ليش ترفض؟؟ هذا حل ماتحلم فيه وحده في وضعها..

ناصر: طبعاً..ممكن ...ممكن تاخذ الموضوع بحساسية ..وتقول أن احنا نتعطف

عليها...

عاد جاسم لسرحانه حتى سمع صوت ابيه يؤذن ..


بعد عشر دقائق كانوا مصطفين خلف ابوجاسم ليصلوا الظهر وانظم لهم عمال

المزرعة..دخلت أم جاسم لتصلي بدورها في غرفتها ووقفت العنود مع عائشة واخذت

تراقبهم وتفكر ( سبحان الله )...وتذكرت الايميل الذي وصلها منذ فتره فقالت

لعائشة : جاج ايميل عن الضابط الايطالي اللي اسلم؟

عائشة: لا...

العنود:يوم شفتهم اصطفوا تذكرته ...يقولج في مدينة ايطالية طلع من المركز

الاسلامي واحد توه مسلم مع اثنين من المركز وكانوا يكلمونه عن الاسلام ودخلوا

حديقة عامة وحان وقت صلاة الظهر وراحوا عند نبع يتوضون وعلموه الوضوء بعد

وكان الماي بارددد ...وأذّن رفيقة وقف يصلي واحنا وقفنا وراهوفي ثانية جاه كم

واحد وصفوا وراه وشوي والا اكثر من 3 صفوف تراصوا ...وقف ضابط يراقبهم

يراقب ويوم خلصوا صلاتهم راح للأمام قاله شكنتوا تسوون ؟؟قاله : نصلي..هذي

صلاتنا احنا المسلمين ..

قاله: بس الاسلام دين الارهاب والقتل والوحشية..

رد عليه الامام: الاسلام دين السماحه والسلام والحب ..

قال الضابط: تدري أحنا نعلم الطلبه الجدد الانضباط في صف واحد والحركة بأتقان

في 6 سنين وانتوا في 5 ثوان اصطف 20 رجال ماتعرفون بعض وتبعتوا الامام بدقة.

اشهد ان اللي علمكم مهب بشر هذا اكيد رب الكون ويستاهل العبادة...كيف اسلم ...

عائشة: سبحان الله...صج ...صج..سبحان الله ..




فيما بعد

وعندما انتهوا من الغداء سأل محمد وعليه شبح ابتسامة الخادمة لاشمي وهي تحمل

الاطباق: انتي طابخة الغدا؟؟

هزت رأسها بالموافقة وهي تبتسم...

فقال وهو يتجه للخارج: مافي زين ...

رد عليه ناصر وكان خلفه ينشف يده: مافي زين وانت لحست الصحن!!!!

قال محمد: تعلم مني...من كثر ماقولها جذيه...كل مره تشكل في الاكل..عشان

يعجبني...لكن لو اقولها حلو بتستانس وماراح تتنفنن مثل الحين...

ناصر وهو يضحك: بل عليك ...ماتنصاد..




بفضل من الله

انتهى القسم الاول


اختكم العوده



الملكة الام


♫ معزوفة حنين ♫ 23-12-10 06:17 AM

الجزء الثامن




القسم الثاني


جلست العائلة في الصالة بعد الغداء وإذا بالباب يفتح ويدخل منه ابوحسن وزوجته

ويسلموا عليهم وتقول هي: لحقناكم ...درينا انكم هنيه ولحقناكم ...

امتعض ابوجاسم لمرأها فهو لم يتوقع حضورها هنا ...فقد اختار أن يبني هو وناصر

فقط هنا ليرتاح من الحياة التي تجمعه بها...لقد جُبر على قبولها كزوجه لأخيه وقد

عارض زواجهما ولكن اخاه لم يستمع له فقد أوقعته في حبائلها وانتهى

الأمر..وهاهي قد لحقتهم الى هنا كما قالت لتنغص عليهم جلستهم ولكنه لم يسمح لها

بذلك فقد سحب اخاه الى الشرفة الخلفية ليجلس معه في الجلسة الخارجية هناك

وتبعهما الشباب تلحقهم نظرات ام هارون وما أن خرجوا عبر الباب الزجاجي

السحّاب حتى قالت وهي تراقب جاسم وتمط شفاتها: ماتخافين عليه يدعم شي

ويطيح؟؟

ردت عليها ام جاسم بثقة : الله الحافظ ...قعدي هنيه ..عائشة صبي قهوة لعمتج..

ام جاسم ايضاً تفأجأت بحضورها بدون ان تخبرهم فلم تعزم عليها بغداء واستبدلته

بالقهوة وهذا ليس من شيمها ولكن هذا ماخرج من فمها ...




كانت العنود تتحدث مع عائشة بصوت خافت وتضحك وهي تشرب الماء أمام امهم

وزوجة عمهم..

عندما قالت ام هارون: كان زين عايشة والعنود يتزوجون هارون وحسن ...

شرقت عائشة بالماء واخذت تسعل بقوة والعنود تضرب ظهرها وعندما استعادت

القدرة على التنفس قالت وهي متجهه للخارج: انا مابغي اعرس...انسوني ..لحد

يفكر فيني..


انضمت عائشة للرجال في الخارج وسحبت لها كرسي وجلست بجانب عمها وحضنت

ذراعه بقوة وقالت: شرقت بالماي وبغيت اموت ..

عمها : اسم الله عليج...

محمد: اسم الله على غيرج..شرقتي حبيبتي؟؟؟

عائشة: جانا العسكري الحين...انت شدخلك انا اكلم عمي...

محمد: انتي متى بتكبرين؟؟ يبغيلج نحذفج في دورة صاعقة عشان تصطلبين شوي

بدال هالدلع الماصخ..

عائشة: يبه شوفه...

ابوجاسم: اسكت ياصبي...

محمد: صار عمري مليون وللحين صبي!!! والله انتوا...على كيفكم صبي وعلى

كيفكم رجال...

جاسم: شفت شلون؟؟ عيش الي احنا عشناه...كل نفس ذائقة الموت ...

محمد: شدخللللللللللللللللل....انت ماكل فول ...!!!! اشوف قمت تقل خيط وخيط...

ابوجاسم: انتوا بتسكتون والا قوموا من هنيه..؟

محمد: بفكم مني وبروح اركب الخيل...

عائشة: فكه...


انشغل ابوجاسم بالحديث مع اخيه مدة ثم نظر الى ساعته وقال: يالله دخل العصر

علينا ..ركض الوقت وماحسينا به...

ابوحسن: لازم مهب حاسين به القعده معاك تنسي الواحد دنيته ...

ابوجاسم: ماعليك زود ...قوم يا جاسم أذن للعصر...انت على وضو؟؟

جاسم: ان شاء الله يبه..


وقف جاسم ومشى للسور وأمسكه ثم أذن ...كان صوته حلواً فخرج الاذان عذب جذب

الجميع حتى أم هارون التي قالت : احذاكم مسجد؟؟

أم جاسم: لا ...

ام هارون: عيل من وين هالاذان ؟؟؟

ام جاسم: هذا ولدي جاسم الله يحفظه ..ماعرفتي صوته ؟؟؟

ام هارون : عمي ويأذن!!!!

سمعتها عائشة وهي داخله للصالة فردت : شدخل ...بيأذن بعيونهّ!!! ثم ضحكت

ودخلت الغرفة وتركت ام هارون ممتعضه من ردها ....

قامت ام جاسم وهي تقول : بدخل اصلي بتجين ؟؟

ام هارون: بجيج ...اسبقيني وانا بلحقج...

بقت لوحدها فقد لحقت العنود بأختها فوقفت خلف الباب الزجاجي للشرفة وأخذت

تراقب الرجال وركزت على ناصر وجاسم وفكرت ( امحق وجيه مسوين نفسهم

ريايل ...بتشوفون ان ما استووا عيالي احسن منكم وقهرتكم ...وانت يانصور بتلحق

جسوم وبيصير لك شي وعقب عيالي بيستولون على الشركة كلها ..وعقب بيكون

نصيبنا في الشركة 99% بدال 30% ) لم تتذكر أن هذه النسبة التي لم ترضيها

كانت هبه من ابوجاسم لم يدفع زوجها مقابلها درهما واحداً ...


بعد الصلاة قرر ابوجاسم أن يعودوا للدوحة وقال ناصر أنه سيتبعهم هو وجاسم

عندما ينتهي مما لديه ...تحسرت ام هارون على الطريق الطويل الذي قطعوه

وسيقطعونه الان ايضاً للمكوث ساعة فقط ...ولكنها لم تقل شيئاً كالعاده لأنها امام

ابوجاسم وهي تخشاه للغاية...


في السيارة أثناء العودة للمنزل

جلست عائشة في الخلف صامته وتفكر ...تسترجع ماجرى في اجتماع يوم الخميس

والذي تم بعد نهاية اليوم الدراسي وفي مكتب العميد جيمس ...كانت قد وصلت في

الرابعة ووجدتهم بانتظارها 7 طلاب وطالبات فهد وعبداللطيف وموزة وكارولين

وياسر وسليم وديفيد ...دخلت المكتب بخوف وخجل ووجدتهم ملتفين حول العميد

على طاولة دائرية وهو يريهم صورة كبيرة لكولن باول وعندما رأى رأسها ناداها

واشار لها بالجلوس معهم ووجدت المقعد الوحيد الفارغ بين فهد وبين كارولين

نظرت لفهد ووجدته مشغول مع العميد ...كانت عيونهم جميعاً معه ...سحبت المقعد

للخلف ثم جلست ...بهذه المحاولة البسيطة ابتعدت قليلاً عن فهد واصغت للعميد وهو

يعطي معلومات عن الضيف .

...: ولد عام 1937 في نيويورك، ابويه من جامايكا وحصل على إجازة في

الجيولوجيا، وخدم في العسكرية الأميركية إلى أن عين قائدا لأركان الجيش الأميركي

عام 1989، وعمل في البيت الأبيض كمستشار للأمن القومي وتولى وزارة الخارجية

عام 2001، ليكون أصغر جنرال وأول أسود يتولى منصب وزير الخارجية الأميركية

ويصل إلى منصب رئيس أركان الجيش الأميركي. وعقب غزو العراق الكويت كان

من أنصار فكرة الاكتفاء بفرض العقوبات كذلك عارض استخدام القوة لإزاحة صدام،

لكنه نادرا ما أصر على مواقفه..

قدم باول في 5 فبراير 2003 أمام مجلس الأمن ملفا ركز فيه على وجود أسلحة دمار

شامل في العراق وتبين لاحقا أن جميع معلوماته كانت خاطئة وترك باول مقعد وزارة

الخارجية الأميركية في 15 نوفمبر 2004 نهاية فترة حكم الرئيس بوش

الاولى ..الف كتاب اسمه My American Journey




أحست عائشة بالدم يغلي في عروقها فرفعت يدها وسألت :Can I say something ?


: هل من الممكن أن اقول شيئاً..

قال : Sure..

: طبعاً ..

عائشة: لما هذا ؟؟؟

العميد: ولما لا؟؟

عائشة : لما قريت عنه لقيت انه وصف العرض الذي قدمه أمام مجلس الأمن

في فبراير 2003 حول أسلحة الدمار الشامل العراقية المزعومة بأنه وصمة في

سجله لأنه هو من قدمه للعالم نيابة عن الولايات المتحدة...وانه يأسف أنه بنى

تقريره على معلومات استخبارية كاذبه...يعني ماتأسف إنه المسؤول عن استباحة

دولة كاملة وتشريد الملايين وحرق نفائس تاريخية ونهب تحف وكنوز لا تقدر بثمن

من متاحف وتصفية العقول العراقية وتشريدها وتسليم الدولة للصوص والسماسرة

الدوليين وتسليم الشعب لمليشيات طائفية كونت حربا اهلية وقودها الشعب نفسه..

وتقول ليش لا؟؟

العميد: وأن شاء الله ناويه تقولين هالكلام له في المناضره؟؟

عائشة: وإذا ..مهب هالكلام صحيح وطلع في كل القنوات الامريكية وحتى في

الجزيرة..

العميد: انتي تبغين تهينين ضيفنا اللي احنا جايبينه لجامعتنا بطلعة الروح..

هنا تدخل فهد وقال: الحين انتوا نظامكم ديمقراطي ؟؟ هذي هي اصل الديقراطية

عائشة تستخدم حقها في ابداء رأيها...مهب هذي صارت حجة امريكا بعد مافشلت

انها تلاقي أسلحة الدمار المزعومة قالوا بيعلمون العرب الديمقراطية...ليش تنكرها

عليها!!!

العميد: هذا الوضع غير...هذا ضيف غير عادي ومش مسموح بتجربة اي شي معاه

وانتوا دوركم تنظيمي ...وماراح تشاركون بالمناقشات وما اسمح بأي اخلال بالقواعد

والا ...العقاب بيكون عسير...فاهميني ؟؟؟

هزوا برأسهم فهم مضطرين ...هو العميد وهم مجرد طلبه لعل الوضع ينقلب في

المستقبل ويصبح القرار بيدهم.. أعطى عدة اوراق لموزة وهي اخذت واحده

واعطتهم الباقي حتى حصل كل منهم على واحده وبدأ يشرح مافيها ...

كان عليهم أن يرتبوا المسرح والإضاءة ( والبانرات ) وكيفية توزيعها في الحرم

الجامعي لجميع طلاب وطالبات الجامعات المجاورة وطباعة منشورات تحوي

معلومات المناظرة ووقتها وتاريخها ..واعلانات الجرائد الانجليزية والعربية وإذا

امكن الاذاعة والتلفاز ..كل واحد في المجموعة تم تكليفه بمهمة وكانت مهمة عائشة

المنشورات اليدوية وفهد أعلانات الجرائد وانتهى الاجتماع بعد تحديد نفس اليوم في

الاسبوع القادم لرؤية ماتم من أعمال ...

خرجوا من الاجتماع وفي الممر التفتت عائشة الى فهد وقالت بجديه: شكراً لأنك

وقفت معاي..

رد وهو ينظر للورقة التي بيده : مافي داعي تشكريني.. أنا وقفت مع الحق ..

اكملت طريقها وهي مستغربه تصرفاته معها اليوم ...لقد كان يعاملها بأحترام طوال

الاجتماع ولم يرفع عينيه فيها حتى وهو يحدثها ...لم يشاكسها كعادته ولم ينتهز

الفرص للحديث معها ...وكأنه ليس فهد الذي تعرفه ...لقد تبدل وحل محله شخص

اخر... ربما عرف اخيراً انها ليست ككل البنات وأنها طالبه جديه ترغب بالدراسة

والدراسة فقط..


نادتها العنود لتنزل من السيارة فقد وصلوا المنزل ...غداً سترى كيف سيتصرف فهد

معها وستتأكد أن كان تغير أم لا..




♫ معزوفة حنين ♫ 23-12-10 06:18 AM

في اليوم التالي


اعطى ناصر اوامره لعصام بشأن ماجد وامره أن يتابع مع الامن باستمرار للتأكد من

عدم دخوله للشركة وامضى يومه قلقاً وأحس به جاسم ولكنه لم يخبره شيئا...

وهناك في جامعة قطر في وقت الاستراحة كانت العنود تحكي لليلى عن اجازة اخر

الاسبوع بالتفصيل جعلت ليلى ولأول مره في حياتها تحس بالغيرة من العنود وتتمنى

لو كانت مكانها ...



في نفس الوقت في جامعة جورج تاون

كانت عائشة تعمل على تصميم المنشور ببرنامج الفوتوشوب في كمبيوترها

المحمول حين اقترب منها عبدالرحمن وديفيد وسلموا: هاي ..

رفعت رأسها وردت: هاي..

سألها عبدالرحمن: شخبار الترتيبات..معاج..

عائشة: قاعدة اشتغل على الفلايرز ..توني اطقطق ...

تحركا خلفها ليروا عملها وقال ديفيد : That’s good for a beginning

..: هذا جيد كبداية ...

مر فهد عليهم وناداه عبدالرحمن فرد بدون أن يتوقف : مشغول..بعدين..

رفعت عائشة حاجبها الايمن باستغراب ..كان يمشي لوحده..بدون معجبات ولم يتلكأ

ليتوقف عندها مثل كل مره ..وفكرت ( شفيه ...متغير ...غريب..) عادت لتكمل ما

كانت تقوم به قبل أن يحين موعد محاضرتها ...






في المساء

ذهبت ليلى لدوامها في الشركة وهي تشعر بالاحباط جراء حديث العنود لها ولكنها

حاولت أن لا تظهر مشاعرها للأخرين ولما انتهت من الاوراق الخاصة بالعقد الجديد

طلب منها عصام اعتماده من المدير فطرقت باب مكتب ناصر وسمعت صوته يطلب

منها الدخول فدخلت ووجدته جالساً خلف مكتبه ينظر للافق من خلال زجاج النافذه

الكبيرة فوضعت الاوراق على المكتب وقالت : عقد شركة الحزام للبنية التحتيه جاهز

للتوقيع ..

انتظرت قليلاً ثم سعلت فالتفت عليها بهدوء وقال: نعم ؟؟

ليلى مره اخرى: عقد شركة الحزام للبنية التحتيه جاهز للتوقيع ..استاذ..

ناصر وهو يدير مقعده ليواجه مكتبه : اتركيه لي بقراه ..

وانشغل بقراءته فانصرفت لعملها ...وهي تفكر ( فكره مشغول ...في ايش.. اكيد

العنود ...يتذكر الوناسه اللي كانوا فيها في المزرعة...اه يالقهر...)



بعد نهاية الدوام خرج ناصر من الشركة عائداً لمنزله عندما اتصلت العنود فيه

العنود : ناصر انت وين ؟؟؟

ناصر: توني طالع من المكتب...ليش؟؟

العنود : خاطري في كافي ريسس وماينباع الا في ميغا مارت في السنتر وابوي

مارضى اطرش السواق اونه بعيد وزحمة والناس ليل ...ما تم عذر ماقاله.. كان زين

انا اسوق ...كان دقيت سلف ورحت بروحي ولا هالذل..

ناصر: اوهو علينا انتي للحين تحنين على هالسالفة...والكافي اللي خاطرج ماينفع

بكره!!! اكليلج اي نوع ثاني اخبر كبت الصالة مليان..

العنود: للحين مليان بس مافيه ريسس حمود خلصه كله ...

ناصر: عنود..انا تعبااااان ..وجوعاااان ..وشو عشاكم ؟؟

العنود: باستا بالدجاج...

ناصر: الله يعز النعمة...مافيه غير؟؟

العنود: امبلا...سووا لك وحق حمود سندويشات شاورما لحم..وشبس..

ناصر: طرشوا شوي بيتي..

العنود: طرشت خلاص.. وريسس ؟؟؟

ناصر: طرشيه معاه بعد...

العنود: ناصر...عااااد

ناصر: ثمود...سكري لا ادعم في اللي قدامي الحين..

العنود: اسم الله عليك...بسكر خلاص ..باي...


بعد نصف ساعة بعث ناصر رسالة نصية للعنود يخبرها فيها أن تفتح باب الصالة

وتأخذ الكيس من امامه ...وفي ثانية كانت العنود تنزل جرياً على الدرج وتفتح الباب

لتخطف الكيس البلاستك وتعود بنفس السرعة لغرفتها وهي فرحه لأن ناصر وبالرغم

من تعبه مر على السوبرماركت ليشتري لها الشوكولاته التي ارادتها... وطبعاً

اتصلت في ليلى وحكت لها : ماقدر يخليه في خاطري ...تصدقين...الله يخليه لي...

سألتها ليلى فجأة: اسألج سؤال؟؟

ليلى: لو تزوج بيتم يسوي لج جذي؟؟

تفاجأت العنود فعلاً وقالت:..مم...شقصدج؟؟

ليلى: يعني لو تزوج وهو ممكن أنه يتزوج ..هل بيتم يلبي لج طلباتج ...ويدلعج مثل

مايسوي الحين ...؟؟

العنود: يعني...مممممم..هو بيتزوج؟؟ انتي شدراج ؟؟ هو قالج؟؟

ليلى: لا طبعاً وشلون يقولي...بس كل ريال في مثل وضعه اكيد بيتزوج...

العنود: يعني ممكن تطلع مرته شريرة وتغيره علي؟؟

ليلى: وممكن انتي تتزوجين وريلج بعد مايرضى ...

العنود: وليش بعد مايرضى ؟؟ هذا ناصر..

ليلى: يعني؟؟

العنود: ناصر..كل الناس يعرفون وشو ناصر...ناصر هو كل شي لي في هالدنيا..

ناصر ..ناصر هو اللي رباني..هو اللي علمني كل شي في هالحياة..ناصر هو ظهري

واللي ياخذ لي حقي ... فهمتي الحين وشو ناصر...

ليلى: فهمت ...بس..

العنود: بدون بس ...اتصلت فيج وانا فرحانه وغثيتيني...يالله باي...

ليلى: باي..

اقفلت العنود الخط وهي لازالت تفكر بكلام ليلى وقضت الليل بطوله وهي مهمومه..




♫ معزوفة حنين ♫ 23-12-10 06:18 AM



في نفس الوقت



كان ناصر ايضا مهموم جلس على الاريكة ووضع رجله على الطاولة أمامه يشاهد



التلفاز ويتنقل بين قنواته وتوقف عند قناة وناسه لأنه سمع لحن حزين ... كانت



اغنية راشد الماجد عندها أحس أن راشد يغني له ...




ودي أبكي لين ما يبقى دموع


ودي أشكي لين ما يبقى كلام


من جروح صارت بقلبي تلوع


ومن هموم أحرمت عيني المنام


أنطفت في دنيتي كل الشموع


والهنا ما يوم في دنياي دام


غربتي طالت متى وقت الرجوع


كل عام أمني أحلامي بعام


أن شكيت الحال محد لي سموع


و ان شكيت الناس زادوني ملام


طال صبري والزمن عيا يطوع


و الرجا باللي عيونه ما تنام




في مساء اليوم التالي



كان ناصر عائداً لبيته عندما رن هاتفه النقال ففكر وهو يمسكه ( اكيد عنود تبغي



شي بعد ) فرد ...



ناصر: الوووو..


السيدة: كيفك يا ابني؟؟


ناصر: اهلين ومرحبتين بأم شربل ..انا منيح بشكر الله ..أنتي كيفك ؟؟؟


ام شربل: نشكر الله ...انتا كيفك طمني عنك...صوتك بو شي ...


ناصر: مابني شي ...بحمد الله ...( غير الموضوع ) دخلك كيفو شربل ؟ و شو


اخبارو؟؟


ام شربل : رجع ع كندا...


ناصر: يعني هلئ صفيتي لوحدك ؟؟


ام شربل : شفت كيف ؟؟


ناصر: ليش مابتجي لعنا ...ما اشتئتيلي ؟؟؟


ام شربل : اشتئتلك يا ئلبي بس مابدي اشغلك..


ناصر: لك انتي بتأمري امر بترك الدنيا كلا مشانك ...


ام شربل: لك تئبرني ..خلص انت بتئمر اعومل كل حجوزاتك وئلي..


ناصر: ع بكره بئلون يحجزوا تكت الطيارة وراح تسكني عندي طبعاً..بيناسبك


الاسبوج الجاي؟


ام شربل: أنا بأمرك انت خيط وانا بلبس...يا ئلبي...


ناصر: بدك شي ؟؟


ام شربل: انت بدك شي ؟؟ بدي جيب لك المكدوس ما تخاف..


ناصر: ما بتنسي ...؟؟


ام شربل : كيف بنسى شي انتا بتحبو ...اصلاً كل ما بجي اعمول المكدوس بتجي ع بالي

ناصر: الله يخليكي الي... ... يله مابدي طول عليكي...



ام شربل : صلي يا ابني ...صلي لربك وبترتاح ...يله باي حبيبي..


ناصر: باي حياتي ...



فكر ( طول عمرها تحس فيني ...من صوتي تحس فيني ..إذا متضايق ..والا فرحان)



دخل البيت ولم يرى السيارة القديمة التي كانت تنتظر من بعيد ولا ماجد الذي نزل


منها ومشى متوجهاً لنفس البيت..حيث وجد الحارس جالس بجانب الباب على مقعده


فاختبأ خلف الشجرة مقابل البوابة منتظراً ذهاب الحارس...



اسمحولي أن اتوقف عند هذه النقطة الحاسمة...




لأن القادم سيكون جزء بأكمله ..



لذا





وبفضل من الله


انتهى الجزء



اختكم العوده



الملكة الام




♫ معزوفة حنين ♫ 23-12-10 06:21 AM

الجزء التاسع







كانت عائشة في غرفتها تعمل على حاسوبها وهي تضع سماعات الايبود وتسمع

احدث الاغاني لفريقها المفضل باك ستريت بويز حين دخلت العنود عليها وسألتها

بعدما أزالت السماعة عن أذنها اليمين بصوت عالي: صار لي ساعة اناديج وانتي

خبر خير..


عائشة وهي تنظر لها بأنزعاج: شتبين ؟؟ انا مشغولة وايد... ماتشوفين!!!

العنود: بنزل تحت ناصر وجاسم هنيه ؟؟

عائشة: ارطن هندي انا؟؟ اري ...مي بزي هيه...مئلوم؟؟

العنود وهي تهز رأسها يمنه ويسره: مئلوم ...مئلوم ..




نزلت العنود فوجدت والديها في الصالة مع ناصر وجاسم يشاهدون التلفاز.. وسمعت

ناصر يقول : ام شربل بتجينا ..

ابو جاسم: متى ؟؟

ناصر: يمكن الاسبوع الجاي.. بكره بيشوفون الحجز ..

ام جاسم: بجهز لها الغرفة اللي تحت ..لا تحاتي..

ناصر: مافي داعي يمه ...بتقعد معاي هالمرة ...

ام جاسم: على راحتك..قلت بريح العجوز..تبغي ونس وانت ماتقعد في البيت ابد...

ضحك ناصر وقال: لي طلعت ...خلها تسير عليكم ...وانتي لا تقصرين معاها...

ابوجاسم: ولدها بيجيبها؟؟

ناصر: شربل رجع كندا ...خلصت اجازته ..بتجي بروحها ..

ام جاسم: وشلون بتجي بروحها هالمسكينة؟؟

ناصر: ماشاء الله عليها ...طالعه اصغر منج ...هذي اكلها كله صحي من ضيعتهم

مثلكم ايام اول ...عشان كذيه تشوفينها قوية للحين ماشاء الله..


جاسم: قاعد لنا ما شاء الله و ماشاء الله ...الا يامال الضعفه ...عجوز وطالعه اصغر

من امي ...لكن معليك...امي وجهها احلى من نور الايمان مهب امك....

ناصر: اوهو....بيشتغل عليها الحين..عنود صبي لي شاي..




كانت العنود تصب له كوب الشاي حين فتح باب الصالة ودخل ماجد عليهم وقال حين

رأى وقع المفاجأه على وجوههم: انا جاي حق اخوي اللي مايبغي يشوفني..امحق

اخو ...

وقع كوب الشاي يد العنود وتكسر الى قطع صغيرة..ووقف ناصر واسرع تجاه

اخوه ...ووقف جاسم ودار وهو يبحث عن عصاه وهو مضطرب...

امسك ناصر من تلابيب اخيه وقال: وصلت فيك الوقاحة انك تجي لي هنيه ...

وسكران بعد ...والله اعلم وش بعد..؟

ماجد وهو يحاول أن يزيح يد ناصر عنه : شسوي فيك ؟؟ انت ماخليت لي طريقة..

ناصر: وداش بيت الناس بدون اذن؟؟

ماجد: اي ناس ...هذا بيت خالي مثل ماهو خالك ...والا احنا مانعجب؟؟؟

ابوجاسم وهو يتقدم لهم : بيت خالك محرم عليكم كلكم الا ناصر...

ماجد: انا محتاج...وانتوا هلي لازم تساعدوني...

ناصر: تحلم ...انت ماقدرت علي قبل ...بتقدر علي الحين...

ماجد: غصبا عنك تعطيني من هالخير ...

ناصر:انت شتقول؟؟؟

ابوجاسم: لي صار الحلال حلال ابوك تعال طالب به ...يا....يامضيع المرجله..


نفض ماجد يد ناصر وعاد للوراء واخرج مسدس ماجنوم من جيبه الايسر ووجه نحو

ناصر وابوجاسم وتحرك للداخل وهو يقول : الحين ...انا اللي اقرر ... وبتشوف اني

رجال غصباً عنك...

اقترب من داخل الصالة ورأى العنود بالقرب من الهاتف وتكاد ان تمسكه فصرخ فيها

واسرع وامسكها من ذراعها ووجه المسدس لرأسها وقال: هذي المزيونة اكيد

بنتك ...واكيد ماتبغي مخها يتنثر على الطوفه ...

ناصر وهو يقترب منه بسرعة: ياحقير...

ماجد: ولا حركة...ان قربت بثّور وتراه معبأ...


وقف ناصر امامه وابوجاسم بجانبه وام جاسم خلفهم تبكي وتندب حظ ابنتها وجاسم

لا يعرف مايجري حوله ويكاد يجن وهو يخبط في الكراسي والطاولات ويحاول أن

يتوجه لمصدر الصوت ...ويصرخ: وش يسوي هالحيوان...من ماسك؟؟؟ حد

يكلمني ...

ماجد وهو يشاهده ويضحك : كملت ...هذا اكيد ولد خالي العزيز العمي ...مابقى الا

انت...استريح بس ...


كانت العنود مرعوبه من الموقف وبدا ذلك على وجهها وناصر زاد غضبه لدرجة

صَعب أن يتحمله وما أن لاحظ انشغال ماجد بجاسم اقترب منه في لحظه ورفع

المسدس للسقف وهو يمسك بذراع ماجد وبكل قوته ويدفعه للخلف ويصرخ بالعنود:

اركضي عنود...روحي بسرعه...

هربت العنود وجرت لأمها التي احتضنتها..واطلق ماجد طلقة في الهواء..سمعها

جاسم وعاد للصراخ : شصار؟؟؟ حد انصاب ...

من شدة رعبه رأى ومن خلال غمامة ظهر اباه والتفت ورأى امه محتضنه العنود..

فرك عيناه ثم جال بنظره في المكان فرأى ناصر وهو يتعارك مع رجل يراه لأول

مره...ثم صوت رصاصة وبعدها بثواني شاهد اباه يقع على الارض عندها جرى اليه

وهو يصرخ: يبه ...شصار فيك يبه ؟؟؟



كان اباه يمسك صدره بقوة وهو يتلوى ...جاءته العنود وامها وصرخت هي ايضاً :

يبه شفيك ؟؟؟ تصوبت ؟؟؟ جاك شي ...؟

هز اباها رأسه بضعف وهو يقول: لا ...لا تخافين مافيني شي...


في تلك اللحظة كان ماجد على الارض ايضاً بعد أن عاجله ناصر بلكمة قوية في

وجهه لم يقدر على احتمالها فسقط ارضاً بلا حراك...فتركه ناصر وهو يمسك قبضته

ايضاً لأنها المته ثم كتفه ايضاً ...واتجه لأبوجاسم الذي كان رأسه في حضن زوجته

وهي تنظر له ودموعها تملأ عينها فتفحصه بسرعه ثم امر العنود: اتصلي في

الاسعاف بسرعه...


لم تتحرك العنود فقد كانت تمسك بيد اباها وتبكي...فصرخ ناصر عليها وأعاد جملته:

قومي اتصلي في الاسعاف ...قوليلهم احتمال ازمة قلبية...

كان سيلحقها ايضاً لأنه شك أنها ستتصل فعلاً فأمسكه ابوجاسم وقال بصوت واهن

وهو يتصبب عرقاً: اقعد لا تروح..ابغيك..

ناصر: قاعد...انت لا تحاتي ...لا تعب نفسك..

ابوجاسم: ابغيك تسمعني عدل...

ناصر: سامعك يبه ...امرني...

ابوجاسم: وصيتك هلي ...وصيتك....عيالي ...وحلالهم.... والعنود...

ناصر: الله يخليك لنا ...لاتقول هالكلام...

ابوجاسم: لا تضيع وقتي ...اوعدني انك تتزوج العنود....ماقدر اامن عليها حد غيرك

يا ناصر....اوعدني ياولدي...

ناصر بغير تفكير: اوعدك يبه ...مافيك الا العافيه...الاسعاف الحين بتجي ...

ابوجاسم: مابغي حسن ياخذها ...هذي وصيتي يا ناصر...وجاسم وامه يسمعوني..


ناصر وهو يلتفت للعنود: كلمتيهم ؟؟

العنود وهي تهز رأسها والدموع لازالت تجري على وجهها: الحين بيجون في سيارة

قريبه علينا...




في اقل من ربع ساعة كانت سيارة الاسعاف امام بيتهم...وأدخل ناصر المسعفون

بسرعة للداخل سألوا ناصر عدة اسئلة وهو يفحص ابوجاسم ثم اخرج احدهم ابرة

وانبوبة دواء صغيرة وسحب منها الدواء بالابرة ثم ضربها لأبوجاسم في ثانية ...

سألهم ناصر: وش عطيته؟

المسعف: دوا مثل الاسبرين يسيل الدم من التجلط...

التفت الاخر الى ناصر وسأله: انت ليش كتفك ينزف؟؟

نظر ناصر الى كتفه فلاحظ أن الدماء غمرت ثوبه من كتفه فالتفت الى حيث اخاه فلم

يجده ...لقد هرب ...هرب الجبان..هذا مافكر فيه ...فقال: ولا شي...اصابه بسيطه...

اقترب منه المسعف الاخر وقال: قرب شوي بفحصك؟؟

ناصر وهو يبتعد للوراء: خلك مني وشوف ابوي...


انتظروا لدقيقة مراقبين شحوب ابوجاسم الذي بدأ يختفي ثم وضعوه على الحامل

وحملوه الى السيارة وركب معه ناصر ولحقه الباقي مع السائق الذي جهز السيارة

حالما رأى سيارة الاسعاف تدخل البيت...





من هول الموقف والذي لم يمروا به من قبل لم يلاحظ اي منهم أن العيار الناري قد

اصاب ناصر في كتفه ...ولا أن جاسم قد استعاد بصره ولا أنهم غادروا بدون اخبار

عائشة ولا ان العنود قد خطبت فعلاً لناصر ....كان كل همهم أن لا يفقدوا ابوجاسم..




كان ناصر يؤنب نفسه طوال الطريق للمستشفى ويفكر( كله مني...انا السبب...كله

مني ...كله منى ...لو دريت كان علمت عليه الشرطة...كله مني ...حذرني خالي ...

لكن انا غبي....كله مني ...انا غبي...)


كان بابو خلف سيارة الاسعاف وكأنه ملتصق بها ففتحت له الشوارع مثلها وفي اقل

من سبع دقائق كانوا امام طواريء مستشفى حمد وفتح الباب الخلفي للسيارة وتم

اخراج ابوجاسم وادخاله بسرعة قياسية...وناصر معه وهم خلفه...نقلوه لغرفة

طويلة ثم لسرير صغير من ضمن الاسره العشر المرتبه في الغرف كل منهم محاط

بستارة وأخذ المسعف ينقل للطبيب حالته فأغلق الطبيب الستاره عليه مع ممرضتين

بعد أن ابعد ناصر واخذ يفحصه.. بعدها أسرعت احدى الممرضات بإحضار امصال

طلبها الطبيب وعلقتها فوق سريره وأختارت نقطة في ظاهر كفه وضربته بأبرة

واوصلت المصل المعلق بها...

بعد دقائق بدت كالساعات خرج الطبيب...فأمسك به ناصر وسأله: بشر يادكتور..

الطبيب وقد لاحظ نظرة الرعب على وجهه : الحمدلله...الوالد جاته ازمه قلبية ..

والحين هو أحسن ...الحقوا عليه الإسعاف ...احمد ربك...لا تخاف...بنخليه عندنا

تحت المراقبه وبنركب عليه جهاز تخطيط القلب وبنراقبه لين الصبح...بس لازم

تعرف ان حالته للحين خطره يعني لو فاق ممنوع يتعرض لأي انفعالات مهما كانت

نوعها..القلب للحين ضعيف وممكن يتأذى بسهوله ..فهمتني؟؟

ناصر: فهمتك ... الحمدلله ان ربي نجاه.. الحمدلله...على كل حال...

الطبيب: طيب...والحين نقدر نفحصك؟؟

ناصر وقد تذكر اصابته : ايه...


طلب الطبيب من احدى الممرضات اصطحابه لغرفة مجاورة لفحص اصابته وجاءه

طبيب اخر ...ارتدى قفاز مطاطي ابيض وقطع ثوبه من الاعلى ليرى مكان الجرح

وقال وهو ينظف كتفه الدامي : انت نزفت كتير...من وين جاتك الاصابه؟؟

ناصر: رصاصة طلعت بالغلط...

الطبيب: انا ملزم اني اخبر الشرطة...لا تزعل مني بس هذا قانون ...اي اصابه من

عيار ناري او ضرب دامي لازم نخطر الشرطة...

ناصر انت خلصني بسرعة وماعليك...لازم اكون مع الوالد الحين...

الطبيب: بس انت فقدت دم كتير ومستحيل تقدر تكمل لازم نعوض الدم اللي انفقد

وننقل لك دم...


ناصر بعصبيه : تصرف لين اتطمن على الوالد انت ماتسمعني؟؟؟ اعتبرني متبرع

بالدم... عطني عصير ياخي....وبعدين يصير خير...

الطبيب : بس...

ناصر: بدون بس...قلتلك تصرف بأي شي سريع...انا مش مهم الحين...


اطاع الطبيب ناصر ونظف له الجرح وازال له الرصاصة بعد أن اعطاه بنجاً

موضعياً ...ثم امر الممرضة بأحضار رداء له ليرتديه بدل الممزق فرفض ناصر

ولكنه لم يعترض عليها عندما وضعت رباطاً ازرق ليحمل مرفق الذراع على شكل

زاوية قائمة حماية لمكان أصابته..









قام بعد أن احس بالقوة مجدداً وهو يحمل العصير الذي احضروه له ويتغصبه كله

ليرمي بالعلبة الفارغة في سلة المهملات ويعود لأبو جاسم ... احس بدوار فأمسك

السرير وقال له الطبيب: انت لازم ترتاح.. مافي فايده تعند وانت بهالوضع...

اكمل ناصر طريقة وهو يتمسك بالاشياء حتى وصل للممر ورأى جاسم والعنود

وامهم فوقف عندهم وسألهم: شالاخبار؟؟ توعى؟؟

جاسم: للحين ...بس الطبيب طمنا ويقول انه بخير...انت شفيك؟؟ شفيها يدك ليش

رابطها؟؟

نظر اليه ناصر ولم يجبه...بل امسك يده وأخذ يتأمله بفرحه ونزلت دمعه على وجهه

وقال: رجعت تشوف؟؟ رجع لك نظرك جاسم؟؟؟ تشوفني الحين؟؟

ابتسم جاسم نصف ابتسامه وقال: رجع لي ...بس شفايدته؟؟ يوم اني مانفعت به

ابوي اللي بين الحياة والموت...شبغي به؟؟

ناصر:استغفر ربك يارجال...كل شي بإرادة رب العالمين ...

جاسم: استغفر الله...

ناصر: تعال اسندني بروح اشوفه...


دخل ناصر لغرفة الطواري ومشى حتى سرير خاله ونظر اليه ...كان مسجى على

سرير ضيق وعليه غطاء اخضر شاحب تقدم منه اكثر ورأى وجهه قد استرد لونه

الطبيعي وأن تنفسه انتظم..مما يعني ان حالته استقرت ...زفر ناصر بأرتياح وخرج

مع جاسم وهو يقول: شوف الوضع شلون تغير ؟؟؟ صرت انا اللي استند عليك...

لم يرد جاسم ولكن ظهرت على وجهه شبح ابتسامة لم يلحظها احد وساقه للممر

حيث وقفت امه مع العنود ..ورأى ناصر العنود الواقفة بأنكسار مما احزنه فطلب

منهم التوجه لغرفة الانتظار : خل نروح نقعد لين يقوم بالسلامة ...وشكله متحسن لا

تخافون ..







اطاعوه ولحقوا به مع جاسم بصمت الى حيث غرف الانتظار بقرب الباب الرئيسي ثم

تفرقوا وجلست العنود مع امها وجلس هو مع جاسم...










♫ معزوفة حنين ♫ 23-12-10 06:22 AM

في نفس الوقت

نزلت عائشة للصالة بعد أن تعبت من العمل على مشروعها ولم تجد احد بالصالة فاستغربت وذهبت لغرفة الطعام ولم تجد احداً ايضاً ..ولا في الصالة الاخرى

ففكرت ( يمكن راحوا غرفهم ) وصعدت للطابق العلوي ولم تجد احد فعادت للأسفل واطلت من الباب الرئيسي للفيلا لأنها فكرت بأن من الممكن أنهم خرجوا

لحديقة البيت ولكن لا احد ...احست بالرعب فصرخت تنادي الخادمة وحين جاءت سألتها: وين بابا وماما؟؟

اجابت: روح مشتشفى...

صرخت بها عائشة: ليش؟؟ متى؟

اجابت الخادمة:انتي مافي شوف ؟؟ بابا تعبان كلوا يروح هوسبيتال..


جرت عائشة للهاتف وطلبت هاتف العنود ولم ترد عليها لأنها لم تأخذه معها ونسته على الكنبة ثم اتصلت بجاسم ولم يرد ...فتذكرت بابو السائق فاتصلت

به ..واخبرها أنهم موجودون جميعاً في المستشفى لأن اباها تعب فجأه عندئذ لم تتمالك نفسها وجرت لبيت عمها ودخلت واخذت تنادي عمها من اسفل الدرج

وهي تبكي...: عمي...عمي ..الحق علي عمي....


نزل عمها مسرعاً من اعلى الدرج وهو يرتدي الفانيله والازار وهو يقول: عسى ما شر؟؟ شفيكم؟؟

عائشة : ابوي يا عمي ...ابوي ودوه المستشفى ...ابوي تعب ...ودني له ارجوك...

عمها: وليش المستشفى ؟؟ ومتى ...وانا ويني عنه؟؟

عائشة: مادري ...بس كلهم راحوا وانا بروحي في البيت...

ام هارون من اعلى الدرج:وانتي ليش مارحتي معاهم؟؟؟

عائشة: ماودوني...عمي يله ارجوك...

صعد ثانية للأعلى وهو يقول: الحين بنزل انطريني..والا اقولج روحي البسي عباتج ...


اخذت عائشة حقيبتها بعد ان ارتدت عباءتها ثم خرجت تنتظر عمها في الباحه وزوجة عمها تنظر اليها من الشباك بشماته ...



في السيارة

قال ابوحسن مؤنباً نفسه : انا شلون ماسمعت سيارة الاسعاف!!! لهالدرجة نومي ثقيل!!!

عائشة: حتى انا ماسمعتها ...كنت حاطة السماعة...ماسمعت اي شي...وهم نسوني... نسوا ان عندهم بنت ثانية....

كان الحوار يجرى بهذا المستوى طوال الطريق...حتى وصلوا الى مدخل الطواريء


فأوقف السائق السيارة امام الباب ونزلوا مسرعين للداخل واخذت عائشة تجري بدون وعي بين الغرف حتى سمعت صوت يناديها ...كان جاسم...فتوقفت ثم

سألته: وين ابوي؟؟ كان عمها واقف بجانبه فاقتربت وسألته ثانية: ابوي صار فيه شي؟؟

جاسم: ابوي احسن ...كانت ازمة قلبية والحقوا عليها...والحمدلله...روحي تطمني عليه ...


وقفت عائشة عند الستارة المغلقة على ابيها لحظات قبل ان تواتيها الشجاعة لتفتحها..قليلاً وتشاهد اباها مسجى على سرير صغير وانبوبة الاكسجين موصلة

بأنفه والجلوكوز في كفه...وهي التي رأته اخر مره بكامل صحته ...كان منظراً صعباً عليها...عليها هي بالذات اللي تفاجأت بوضعه...فامسكت الستارة بيدها

وانهارت على ركبتيها وهي تبكي بصوت مخنوق...حتى رفعها جاسم واصطحبها الى امه تاركاً عمه مصدوما بوضع اخاه...


ارتمت في حضن امها وهي تبكي وتقول: رحتوا وما قلتولي...يوم نزلت وماحصلت حد استخفيت....ليش ما قلتولي؟؟؟

العنود وهي تطبطب عليها.: احنا نسيناج ...لهينا بطيحة ابوي...لا تلومينا...

عائشة: ابوي شفيه حاطين عليه الوايرات؟؟

العنود: ازمة قلبية..بس الحمدلله لحقنا عليه ...يقول جاسم انه الحين مخدر عشان يرتاح..

امسكت يدها واكملت تطمنئها : ماعليه شر...ادعي له ..

رفعت عائشة يدها لتدعوا ربها ووجهها مليء بالدموع التي مهما مسحتها تنزل ثانية...



بعد 3 ساعات




جهزت غرفة ناصر ولكنه رفض الذهاب لحين الاطمئنان على وضع خاله بعدها

جاءت الممرضة تنادي اسم ناصر وعندما وقف ليسألها عما تريد اكملت ان المريض يطلبه ..فأسرع وهو مستنداً على جاسم ثم اقترب من خاله الذي ما ان

سمع صوته حتى فتح عيناه بوهن شديد وقال :كلكم بخير ؟؟

ناصر وهو يمسك بكفه بين يديه : كلنا بخير وسهاله وننطرك تطيب عشان نروح البيت معاك...

ابوجاسم: ليش انا شفيني...

ناصر: تعبت شوي ...والدكتور حطك تحت الملاحظة..

ابوجاسم: عيل يالله ...مشينا ...انا مافيني الا العافيه...

حاول أن يرفع نفسه فأحس بألم فتأوه...وقال ناصر: صح ..بس لا تستعجل.. خلك شوي...

ابوجاسم وقد احس بخطورة وضعه: انت للحين تتذكر وصاتي لك؟؟؟

ناصر: كل كلمة وكل حرف...ارقد وامن ...

ابوجاسم: عيل تجيب الشيخ وتملك عليها...

ناصر: الحين!!! شلون ...تعوذ من ابليس ...وبكره يصير خير...

ابوجاسم: وإذا الله خذ امانته الليلة...وعقب جاها هالخمه ...وقص عليها بكلمتين ووافقت عليه ...

ناصر: مهب لهالدرجة...العنود عاقل ...

ابوجاسم: عيل انت ماتشوف الماي اللي يمشي من تحت رجلك...بكره تتفق مع الرجال وتجيبه ..وعمك وجاسم شهود..وش هالشرطي اللي وراك..

ناصر: عشان الرصاصة اللي جاتني من ماجد يبغون يستجوبوني اول ما اطلع من المستشفى الحين بروح عنك عشان ترتاح وعقب ما اخلص بكره أن شاءالله

برجع لك ...


جاء الممرض يدفع كرسي متحرك ليصحبه لغرفته وصحبه الشرطي والذي سيظل معه الى أن يخرجه الطبيب ويذهب للمركز...

دخل الجميع الغرفة واحاطوا بسريره فرحين لسلامته ووحضر الطبيب ليفحصه وامر بتحويله لغرفة في قسم القلب واخذت الممرضة تكمل الاجراءات وفي اقل

من ساعة كانوا يتجهون للطابق السادس لقسم القلب في المصعد الخاص بالمرضى والذي لم يتسع لهم جميعاً فلحقوه بالمصعد الاخر...وحين وصلوا امسكت

الممرضه الملف واخذت تشرح الحالة للمرضة المشرفة على حالة ابوجاسم ثم وقعت بعض الاوراق وغادرت ...


جلست ام جاسم على المقعد بجوار زوجها بعد أن تطمنت على وضعه والتفتت لهم جميعاً وقالت: انا بقعد عنده وابغيكم كلكم تروحون ترتاحون عشان

ترجعون بعدين..وخصوصاً انت ياناصر ومابغي حد يرد كلامي...

عندما رأوا نظارتها الصارمة اطاعوا الكلام بدون نقاش وخرجوا من الغرفه وعند الباب التفتت العنود لناصر ورأت ثوبه المغطى بالدماء والممزق من الكتف

والرباط الذي يحمل ذراعة فسألته: ناصر شلون كتفك؟؟ يعورك؟؟

ناصر وقد فرح بأهتمامها : تو الناس...توج متذكره؟؟

العنود وهي تقترب منه : مانسيت بس كان فيه اللي اهم مني ومنك ...كان ابوي وابوك...

اوجعته هذه الكلمات وزادت حيرته ...وفكر ( انا لله وانا اليه راجعون ...هذي شتقول!!!)

اجابها: طبعاً لكن انا مالي اهمية ؟؟؟ كلش؟؟

العنود: والله أني حسيت بأن قلبي يقطر دم يوم تصوبت لكن طيحت ابوي ضيعت مخي.. قولي عاد...

ناصر: عاد..

العنود: حتى وانت تعبان تتطنز !!!!!!!!! اوف...

ناصر وهو يتصنع الغضب: اوف...لي انا...!!!!

العنود: لا ..مهب لك ...خلاص.. الحين تأكدت انك بخير...

ناصر: انتي حتى اخوج ما انتبهتي له ...باركتي له على نظره اللي رجع له؟؟

العنود وهي تمسك بيد جاسم: انا اسفة جاسم ...سامحني ...تفكيري من مساعه محصور في ابوي ...ماكنت اشوف حد غيره...مبروك حبيبي..وقبلته على

خده مهنئه..وتبعتها عائشة ايضاً..


جاسم : يالله تصبح على خير...روح غرفتك الحين وبينا اتصال ...

كان الخوف متملك من الجميع الا ناصر فقد اعتراه القلق في كيفية فتح الموضوع مع العنود...وفي هذا الوقت الحرج...قرر أن ينتظر للمساء عندما يعودوا

للمستشفى واذا نام الان سيجمع شتات تفكيره وسيتمكن من حل هذه المشكلة..









بعد صلاة المغرب

لم يعرف ناصر كيف يفاتح العنود في الموضوع...كان قد ارتدى قميص خفيف واسع وبنطال احضره له جاسم بسبب اصابته وأرجع الرباط على يده..وعاد

لغرفة ابوجاسم ووقف الشرطي في الخارج عند الباب...


وعندما وصلت العنود مع عائشة الى المستشفى وجدوا ابوحسن جالساً في استراحة الرجال بالقرب من المصاعد وامامه على الطاولة السوداء الصغيرة

صينية بها ترامس القهوة والشاي ومعه عدد من الرجال فذهبوا لغرفة ابوهم ووجدوا امهم تستعد للمغادرة قائلة: بروح شوي وبجي..بسبح وبجيب له ثياب..


كانت امهم قد تفاهمت مع زوجها على موضوع خطبة العنود ووافقت على رأيه ورغبت بأن تتركهم لوحدهم ليحادثهم معاً ...


فقال بصوت ضعيف لجاسم : امك تقول ان نظرك رجع ...صحيح؟؟

جاسم: الحمدلله ..والحين اقدر اشوف مثل اول بس في غمامة على عيوني شوي لازم اروح حق الدكتور واشوف شالسالفة..

ابوه : الحمدلله اللي شافاك...



وفعلاً بعد دقائق قال ابوجاسم لأبنه : اخذ عائشة واطلع شوي ابغي ناصر والعنود..

مد يده ليمسك يد العنود وقال بصوت لا يكاد يسمع: تخرعتي البارحه علي؟؟

العنود وهي تمسك بيده : اكيد..وهذا يبغي له سؤال؟؟ مالي الا انت يبه ...لازم بتخرع..

ابوجاسم :تصدقين يابنتي أني وانا اصارع الموت كنتي بين عيوني...

العنود بأستغراب: انا !!!!! ليش انا بس؟؟

ابوجاسم: احاتيج يابنتي شبيصير فيج من بعد عيني...

العنود وقد بدأت دموعها تتساقط من عينيها : لا تقول جذيه يبه..هذا انت قمت بالسلامة والله نجاك عشان تكون معاي وماتحاتيني..

ابوجاسم: الحمدلله على كل شي لكني للحين احاتيج...وفيه شي واحد لو وافقتي عليه بقابل ربي وانا مرتاح...

العنود: اللي تبغيه بيصير بس لا تقول هالكلام يبه فديتك...

ابوجاسم: يعني موافقة على اللي بقوله؟؟

العنود: اكيد انت الوحيد اللي تبغي مصلحتي...قول يبه...

ابوجاسم: اخاف لو صار لي شي يجيج ولد عمج هالخمه ويتزوجج .. وانتي من طيبة قلبج بتوافقين لأنج ماتعرفينه عدل ...ولاتعرفين انه تربية امه ولو فكر

يتزوجج فهو يبغي يضمن نصيبج في الشركة وبس...عشان كذيه اخترت لج ناصر ولد عمتج ...واللي ماراح يظلمج ان شاء الله... آآآآآآآآه....

أمسك اباها بقلبه فذعرت وقالت: تحس بشي يبه؟؟ فيك وجع ؟؟

ابوجاسم: اتركيني عنج ..علمتج اللي بيريح وجعي... شقلتي؟؟

رفعت نظرها الى ناصر بيأس والذي اوجعته فلم ينطق بحرف واكتفى بالفرجه.. رأه ابوجاسم فقال لبنته: لا تطالعين ناصر...مهب طالع من شوري هو بعد ...

العنود: يصير خير...انت قوم بالسلامة ويصير كل اللي تبيه...

ابوجاسم: الليلة....

العنود: شنو؟؟ الليلة!!!!!!!! احنا في المستشفى يبه...

ابوجاسم: الملا بيجينا وين ماكنا ...انا ما اظمن بكره ...اليوم انا معاكم وبكره يمكن لا ...ربنا ادرى ...

العنود وهي تنظر لناصر: انت شرايك؟؟؟

ناصر وهو ينظر لها: انا ...انا موافق ...



اعادت النظر لأبيها فرأت عيناه المتعبتين ...ووجهه الشاحب ...ثم قالت بتردد : وانا... بعد... موافقة...بس انت ارتاح ...فديت قلبك ارتاح ....عشان

خاطري ..وكل اللي تبيه بيصير المهم انك تقوم لنا بالسلامة...

انهارت على المقعد المجاور وحاولت أن تكبت مشاعرها يجب أن تتحمل الوضع لئلا تفضحها مشاعرها ...وستتصرف مع ناصر فيما بعد ....المهم الان

اباها...

كان ناصر متتبعاً لردة فعلها بكل حذافيرها مما جعله يحس بألم في قلبه هو ايضاً فذهب ليواجه النافذة العريضه واعطاهم ظهره ...احس ان سكاكين تقطع قلبه

قطعة قطعة...خاف أن يفضحه وجهه فقرر ترك الغرفة...والمستشفى أيضاً لكن عليه أن يؤدي خدمه للرجل الذي عامله كأبن ثالث ويرد له الجميل...فهو

الذي اواه حين اقفل الاخرين الابواب بوجهه ...خوفاً من اباه ....الا هو ...حضنه ورباه وجعله يكمل تعليمه ووظفه في شركته والأن سيزوجه ابنته ...ابنته

الرافضه لهذا الموضوع.. وهو امر لم يتوقعه...


♫ معزوفة حنين ♫ 23-12-10 06:22 AM



وقف في الممر وعندما رأه جاسم سأله: شيبغي ابوي منكم؟


ناصر: دش له وانت تعرف ...

دخل جاسم الغرفه وخرج بعدها وأمسك ناصر من ذراعيه وقال فرحاً: بتاخذ العنود

وبنصير نسايب...ولا حد ياخذ رايي بعد...!!! الشيبه يبغيني اجيب الشيخ...وهنيه..

واشهد انا وعمي على العقد..بتصل حق امي...


اخرج هاتفه واتصل وردت الخادمة ...وبعدها ردت عليه امه : يمه ابوي بيملج


بناصر والعنود الليلة..تدرين ...يعني كلكم تدرون الا انا!! ايه سمعته وهو يوصيه

قبل ..بس مادريت انه بيكمل السالفة...خلاص ..خلاص .. بتصرف..


بحث في هاتفه ثم اتصل : الو..اخبار...انا والله مشغول...شبقول...عندك رقم شيخ

يجي يملج ..شلك خص حق من ...خلصني عندك والا ادور غيرك؟؟؟ يالله عيل عطني

اياه ..


ومد يده لناصر وأشار له بأن يعطيه هاتفه النقال ليكتب الرقم ...ثم اتصل بالرجل

وشرح له الموضوع فوعده أن يتواجد بعد صلاة العشاء وأن عليهم التأكد من وجود

جميع البطاقات الشخصية...


عاد ناصر لغرفته بعد أن احس بالالأم تجتاحه ...استلقى على السرير وضغط على

الجرس وعندما حضرت الممرضة طلب منها مسكن فوراً فعادت ومعها زجاجة

صغيرة بها المسكن ادخلته في الابرة المثبته في ذراعه ولم يحس بالراحة الا بعد ان

مرت 10 دقائق..



بعد ساعة

تم عقد قران ناصر والعنود في غرفة ابيها في المستشفى وبحراسة الشرطي

بالخارج..حصل كل شيء بيسر غريب كان الجميع في الغرفة حتى العنود وعائشة

وامهم.. هنئهم الجميع حين غادر المأذون الغرفة مع جاسم حين دخل محمد مسرعاً

في نفس اللحظة والرعب والدهشه حين شاهد المأذون يملأن وجهه ووجد امه تهنيء

العنود وناصر وهي تقول: ابوكم اختار لكم الزين ....بعون الله ...انا معاه في كل

شي..والايام بتثبت لكم صحة تفكيره...


لقد اشارت الى ابوة ابوجاسم لهم الاثنين وهو ما يؤكد رأي العنود ولكن هذا ماظنته

وليس ماعنته امها...


قبل محمد رأس اباه وقال: خطاك الشر يبه ...شفيك ؟؟

اباه: تو الناس...توك جاي؟؟

محمد: البارحة كان عندي مناوبه وتأخر اللي عقبي بنته مرضت وانا سمحت له

ويوم وصلت البيت والا يصفر ومافيه حد ...والا الخدامة الشوم تقولي انك في

المستشفى...

عائشة: ابوك تعرض حق ازمة قلبية ...وعدى منها والحمدلله...

محمد: الحمدلله ...على سلامتك لنا ...بقدم على اجازة اضطرارية من بكرة..

ام جاسم: ما يحتاج ...انا عنده...لا تعطل نفسك ..محد بياخذ اجازة ...

محمد: انزين والشيخ شيسوي طالع من الغرفة؟؟؟مزوج من ؟؟؟ والا مطلق؟؟

واخذ ينظر لأمه ولعمه...

ام جاسم: فالك ماقبلناه...ناصر ملك على اختك...

محمد: اي اخت ؟؟ وليش مانطر لين يطلع ابوي من المستشفى ...حبكت يعني؟؟

ام جاسم : هذا ابوك قدامك اسأله...

محمد :الا الشرطي شيسوي عند بابكم ؟؟

عائشة: بعدين ...جاسم بيقولك...

محمد بعض أن امتعض من رد عائشة: يبه شحالك اليوم ؟؟؟ ان شاء الله احسن...

ابوجاسم: الحين انا احسن..

محمد: طبعاً بشوفتي ...

ابوجاسم: بملكة اختك وولد عمتك...

محمد: مع اني ماعرفت للحين داعي الاستعجال بس شسوي؟؟ انا دايماً اخر من يعلم

في هالعايله...

ناصر: ولو علمت اول واحد ...شبتسوي؟؟

محمد: إذا جا ذاك اليوم بقولك...مع اني اشك انه بيجي...

ابوحسن: شفيك تحن ...كنك عجوز منكسر قدحها...أنت باركت حق العنود وناصر.


اقترب محمد من اخته وقبلها على رأسها وبارك لها ثم التفت الى ناصر وقبله على

خده وبارك له ايضاً ...ثم التفت الى اباه وقال: كان بالمره زوجت عواش وفكيتنا منها

هي بعد ...


اغتاضت عائشة وقال وهي تصر على ضروسها: لي قعدت على راسك ...والا كلت من

حلالك ذيك الساع قول هالكلام...وبعدين الحين مهب وقت ام استخفافك ...لاحظ ان

ابوك مرقد ..

رص هو بدوره على اسنانه ورد: درينا انج تهتمين وانج تعرفين ...بس ليش تصرين

على ضروسج؟؟؟

ام جاسم: فكونا من هذرتكم ...مهب وقته الحين..


ابتسم ابوجاسم وهو يفكر( الحين ارتحت ...الحمدلله ...ضمنت عنود مع الرجال اللي

بيحميها وعايشه قوية وتشيل عمرها وما اظن أن في رجال يقدر يضحك

عليها...وجاسم رجع له نظره ....الحمدلله ...)


لم يحس ابوجاسم بالجو المتكهرب في الغرفه ولا بالقلق الذي يعتري العروسان فقد

حاولا اخفاءه بكل طريق حتى أن ناصر مال على العنود وقال لها في إذنها : مبروك

تفاجأت به ورفعت رأسها وردت بارتباك: الله يبارك فيك ...


فيما بعد وهي في الطريق للبيت كانت تفكر في الذي حصل ..وقررت أن تحدث ناصر..

( الحين شلون ابوي يفكر أن ناصر يصلح زوج لي!!! ناصر !!! ناصر اللي ربا معانا

مثل جاسم ...!! اكيد هو بعد يفكر نفس تفكيري ...وهو بعد انجبر.. عشان خاطر

ابوي...انا بكلمه بعدين ...اكيد هو بيتفهم وبنلاقي حل ...انا متأكده أنه بيلاقي حل ...)


لم تعلم أن تفكيرناصر كان مغايراً لها تماماً ...كان سعيد بهذه الخطوه الجريئة التي

اتخذها بقرار من خاله ... وبقى له مشكلة اخاه التي يجب أن يضع لها حل جذري..


ولكن القدر لم يمهله كثيراً ففي صباح اليوم التالي عندما قرر الذهاب للمركز اتصل

بجاسم واخبره فقال: بجي معاك لا تدش انطرني...

ناصر: لا وين بتجي...مايصير انا وانت نترك الوالد ...اقعد انت عنده وان شاءالله

خير...

جاسم: بقول حق محمد يقعد عندهم ..

ناصر: حد يعتمد عليه!! تلاقيه للحين راقد ...توه طالع من الشفت واكيد مهب قايم الا

الظهر..

جاسم: خلاص عيل روح بروحك بس بنكون على اتصال..

ناصر: اكيد...



عندما وصل برفقة الشرطي ...وجد الضابط بأنتظاره وكان يعرفه فسلم وجلس معه

في مكتبه فسأله الضابط :محولينك من الطواري ...مصوب ؟؟

ناصر: فيه واحد تعدى علينا في البيت وكان معاه سلاح ...

حكى ناصر للضابط الحادثة بحذافيرها وبعد أن استوضح منه عدة اشياء...وبحث في

الاوراق ثم استأذن منه وذهب لمكتب رئيسه ...عاد وسأله: تعرف واحد اسمه

ماجد ...

ناصر: ايه...هذا اخوي ...ليش تسأل؟؟

الضابط : لقوه مقتول

ناصر: لا حول ولا قوة الا بالله ... متى؟؟

الضابط: من يومين ولقوه مجمع معلومات عنك ...

ناصر: معلومات ؟؟؟ مثل ايش؟؟

الضابط : متحري عنك بشكل كامل ...حتى عناوين البيت والشركة وكل شي..

ناصر: شلون مات؟؟

الضابط : هذا اللي نبغي نعرفه منك...كيف انقتل؟؟؟

ناصر: هذا صحيح اخوي بس انا ماشفته من اكثر من 15 سنه ..

الضابط: ليش كل هالسنين؟؟

ناصر: لأنه عايش في بلد ثانية ...

الضابط: اها ...احنا لقينا جواز سفره ...بس شلون اخوك وانت قطري وهو لا؟؟

ناصر: تدري..كلنا مجلس تعاون ...واول ماكان فيه مشاكل انا قعدت هنيه وهو قعد

هناك ...

الضابط: اها... فهمت ...بس لازم يصير فيه تحقيق لأن فيه شبهه جنائية في

الحادثة.. وانا اذا مهب غلطان الموضوع فيه حلقة مفقوده ...واذا عندك محامي

يحضر معاك بعد زين..

ناصر: شقصدك ؟؟ انا متهم؟؟

الضابط : لا... انت مشتبه...وانا واثق ان ماعليك شي...بس تدري ..اجراءات ولازم

تم...لأن السلاح اللي جات منه رصاصتك لقيناه عند المقتول ...

ناصر: ومتى بيبتدي التحقيق ؟؟ عشان اتصل في المحامي..

الضابط: اتصل فيه الحين ...لأنهم بعد ساعة بيبتدون ...

اخرج ناصر هاتفه واتصل بالمحامي واخبره بما يجري وطلب منه حضور التحقيق

معه...واتصل بجاسم واخبره وطلب منه عدم اخبار أي احد ....



في نفس الوقت في منزل ابوجاسم


كانت العنود تتصل بناصر على جهازه النقال ولا تلقى اي رد مما اثار استيائها

وفكرت..( ليش مايرد علي .. وين طالع من الصبح..بروحه مصوب ...ماراح

المستشفى...يمكن رايح الشركة ...يعني مايقدر يأجل هالشغل حتى واحنا

بهالظروف!!! اووووووووووووووف..)


فيما بعد في جامعة جورج تاون

كان فهد قد خرج من الاجتماع التحضيري بعد انتهاءه والذي لم تحضره عائشة

وعندما علم السبب غادر الجامعة متوجهاً الى مكتب اباه وانتظر عند السكرتير لحين

خروج الضيف الذي بمكتبه...

وبعد نصف ساعة دعاه السكرتير للدخول ...


فتح الباب البني اللون ودخل الغرفة الكبيرة المصممة والمنفذه من قبل مهندس

ديكور لبناني شهير والذي وضع تشكيلة من قطع الفسيفساء الزجاجية الملونة في

الارضية على شكل دائرة كبيرة تتوسط الغرفة بشكل جذاب..

على اليمين هناك طقم جلوس من الجلد الاسود الفاخر والمطعم بخداديات ملونه

بنفس الوان الارضية وفي اخر الغرفة كان المكتب البني الفخم على طراز لويس

الخامس عشر والايطالي الصنع وخلفه مكتبه زجاجية تم وضع بعض التحف على

ارففها مع بعض الكتب العربية القديمة والتي جمعها اباه من خلال اسفاره..


جلس على المقعد أمام اباه وانتظره الى أن فرغ من المكالمة الهاتفيه وقال له: أي

ريح طيبه جاءت بك الينا ؟؟

ابتسم فهد وقال: ابغي مساعدتك ...حرف الواو يعني..

اباه: انت تأشر بس وانا حاضر...وين تبغيها؟؟

فهد: في واحد يهمني مرقد في المستشفى وابغي احسن دكاترة القلب يروحون له ولو

تطلب له دكتورك من لندن بعد بتكون هذي احلى خدمة سويتها لي ياطويل العمر...

اباه وهو يبتسم : دكتوري مرة وحده !!! من هذا اللي يهمك لهالدرجة؟؟ وحده ؟؟ لا

تنسى ان بنت عمك محجوزة لك...

ضحك فهد وقال :والله انه شيبه من شيبان هل قطر ...ويهمني ...هاه شقلت؟؟؟

اباه :اكتب لي اسمه ومالك الا طيبة الخاطر..

عندما رأى الاسم اكمل: الحين هذا محتاجك انت تتوسط له ...هذا احنا نروح نطلب

الواسطة منه...

فهد:مسكين... طايح في العناية مايدري باللي حوله ومانعين عنه الزيارة...

امسك اباه بسماعة الهاتف واتصل بسكرتيرة وعندما دخل سلمه الورقة التي كتبها

ابنه وقال : شوف هالاسم ...راعيه في المستشفى الحين ..تسأل عنه وتتصل في

الدكتور مرعي وتقوله انه هالشخص يهمني وهو بيفهم وتطلب منه أنه يطرش تقرير

شامل عن حالته حق دكتور جوزيف في لندن وفي اقل من 3 ساعات.. وتتصل في

مكتب الدكتور جوزيف وتعملهم ان بيجيهم التقرير وانه لازم يكلمني لين

قراه...فاهمني ؟؟؟

اومأ السكرتير برأسه وقال: مفهوم طال عمرك...حالا بنفذ اللي امرت به..

التفت ابو فهد الى ابنه وسأله: بعد؟؟ شي ثاني؟؟

وقف فهد ودار حول المكتب وقبل اباه على انفه وقال: سلامتك يالغالي..انا لازم ارجع

الجامعة الحين ...

اباه: متى بتتخرج ؟؟ ذاك اليوم سمو الامير يسأل عنك...سمع عن شطارتك ويقول أنه

فخور بالطلاب القطرين اللي مثلك وان وظيفتك تنطرك...

فهد وهو يقترب من الباب: لا...لا تصدقون ...انا عندي خطط ثانية..وراي الماستر

والدكتوراه ...وعقبها يصير خير....


ابتسم اباه لأجابته وتذكر أنه زرع فيه هذا الطموح من صغره...وهو اكمل المهمة

ليصبح شاب يلفت الانتباه حتى من قبل امير البلاد....


عندما عاد فهد للجامعة بحث عن ظبيه حتى وجدها خارجة من المكتبه فأوقفها

وسألها: شخبار ابو عايشه؟

ظبيه: للحين تعبان ..صحى عقب الازمة بس للحين تعبان...

فهد : ان شاء الله خير ...على العموم أنا تصرفت وان شاء الله قريب بنتطمن عليه..

ظبيه: شقصدك ؟؟

فهد: ولا شي ...عن اذنج ..


مشى بأرتياح لقاعة المحاضره القادمة وهو مندهش من تصرفه ويفكر( أنا ليش

سويت كذيه؟؟ عمري ماتدخلت عشان حد وهم يكلموني ....اشمعنى ابو عايشة وهي

اللي اصلاً ماطلبت مساعدتي؟؟ مع انهم مهب في حاجتي...مادري...هالبنت غير..

هالبنت يرخص لها الغالي...هالبنت ...هي اللي غيرت مفهومي عن البنات.. بس

شالفايده وهي مهب عارفه عن هوى داري...عاجبها حمد!!! وشو في حمد مهب

فيني؟؟؟ أنا احسن منه في كل شي...هي شتشوف فيه؟؟؟اخخخخ ..حريم محد من

الفلاسفه ولا العلماء قدر يفهمهم من اقدم العصور ...بجي انا وبفهم ؟؟)





بفضل من الله

انتهى الجزء









♫ معزوفة حنين ♫ 23-12-10 06:24 AM

الجزء العاشر




في مركز الشرطة




كان ناصر قد روى لمحاميه كل شيء والذي كان يدون ملاحظاته ويسأله اسئله


متعدده بعضها كان يجيبها جاسم نظراً لكونه شاهد مهم مع ناصر في النهاية قال


المحامي : الموضوع في غاية السهولة ...انت عندك شهود اثبات انك كنت


بالمستشفى طول الوقت واولهم الشرطي اللي كان وراك طول الوقت ...


ناصر: يعني ؟؟


المحامي: يعني بعد مانجاوب اسئلتهم بترجع لبيتك ولشغلك مثل اي مواطن عادي


ماعليك أي شي..


ناصر: المهم نطلع بسرعة قبل الفضايح...


قبل أن يرد عليه المحامي تم استدعائه من قبل شرطي وقف أمامهم وانتظرهم


ليتبعوه لمكتب الضابط المسئول ...





في نفس الوقت في المستشفى



كانت عائشة والعنود في المستشفى مع ابيهم بدل امهم التي غادرت لترتاح وتعود


بالغداء لاحقاً ووعدت بأنها ستوقظ محمد لينظم لهم في اسرع وقت ...



استأذنت الممرضه ثم دخل عليهم فريق من الاطباء بقيادة د.جلاني ود.السويدي


وحضور عدد من اطباء القلب ...سلموا وامسك د.جيلاني بالملف الموجود على طاولة


السرير واخذ يتصفحه ويسأل الفريق ويخط بالاوراق بعض الملاحظات ثم يسأل


الممرضه المرافقة بعض الاسئلة واخيراً التفت الى المريض وسأله: كيفك يبه؟؟


رد ابوجاسم بضعف: الحمدلله..


قال الجيلاني للسويدي :ِAsk him about his condition before and


after the drugs… You know the drill



د.السويدي وهو يقترب من ابوجاسم ويمسك كفه بلطف : شحالك يبه ان شاء الله


احسن؟؟


ابوجاسم: أن شاء الله اني احسن..


د.السويدي: تحس بشي قبل لا يعطونك الدوا؟؟ والا عقبه..وجع في صدرك والا حرقة


في بلعومك ؟؟


ابوجاسم: لين حطو الدوا في الواير تحرقني ذراعي كلها وعقب يوجعني صدري..



اخذا بالنقاش باللغة الانجليزية متجاهلين اهل المريض تماماً الى أن رأتهم عائشة


وهم يهمون بالانصراف حينئذ لحقتهم وسألتهم وباللغة الانجليزية مع انهم عرب


جميعاً ولكن لتثبت لهم أنهم ليسوا الوحيدون الذين يتقنونها : Don`t you think


that your obliged to tell us as his family about his condition??


Or your gonna just ignore us and leave as if were`r not there?


...: ماتظنون انكم مجبرين انكم تخبرون اهل المريض عن حالته والا ناويين تروحون


ولا كأنا موجودين؟؟؟


ارتسمت على وجه د.جيلاني ابتسامة سخرية ولم يجبها وترك المجال لـ د.


السويدي الذي قال : لا الشيخة ..بس انا مريت قبل وكلمت الوالدة ..والحين احنا


هنيه عشان نجهز تقرير..


عايشه: وليش التقرير؟؟


د.السويدي: انتوا طلبتوا تقرير..عشان يسافر لندن...


استغربت عائشة لأن لا ناصر ولا جاسم اخبروهم بهذا الموضوع وفكرت ( ابوي


بيودونه لندن بدون ماندري؟؟ )


هزت رأسها ثم قالت : ماعلينا ...طمني على ابوي..ليش تسألون عن صدره.. لاحظت


انه للحين تعبان..


اقترب منها الطبيب وقال: الوالد الله يشفيه مر بأزمة قوية والدوا اللي ياخذه الحين


متعبه شوي..


عائشة بقلق: انزين غيروه له..


الطبيب: مانقدر..بس اكيد بنخففه له ..


عائشة: انا لله وانا اليه راجعون ...تبغون تجربون في أبوي !!!


الطبيب : انا مضطر استأذن الحين بس حبيت اطمنج على ابوج ..ان شاء الله خير..


عادت عائشة للغرفة وقد زادت حيرتها وسألتها العنود بصوت منخفض: شقالوا؟؟


عائشة: بيسوون تقرير عشان يودونه لندن..


العنود: من اللي بيوديه؟؟ ومتى؟؟


عائشة : مادري والله...بسألهم لي رجعوا..مادري وين راحوا؟؟


العنود: من الصبح وانا اتصل في ناصر ومايرد وبعدين عطاني مسكر ..


عائشة: انا حاسه ان فيه حلقة مفقودة...


العنود: بس لو نعرف وينهم؟؟


عائشة: والله انج متفرغه اللي في مخج اجليه ...احنا الحين في ابوي اللي للحين


تعبان حسي شوي ...


العنود والاحساس بالذنب يغمرها : لا..انا من صجي ابغيهم يجون على الاقل نعرف


شالسالفه ...لكن لو طلعوا صج بيسافرون بتسافرين معاهم؟؟


عائشة: ماقدر ...الكورس للحين ماخلص ..وانتي ؟؟


العنود: نفس الشي ..تهقين من بيسافر ؟؟؟


عائشة: امي اكيد...


العنود: وجاسم..


عايشة: ويمكن ناصر...


العنود: هاه...ليش ناصر بعد؟؟


عايشة: عندوه...شفيج؟؟ اكيد بيحتاجون ناصر..اصلاً تدرين ابوي كله يعتمد عليه..


العنود: بس..انزين والشركة؟؟


عايشة:بتمشي مثل قبل ..نسيتي ان ناصر سافر مع جاسم ..وتصرفوا ..المهم ابوي..


العنود: اي والله ....المهم ابوي فديته ...



في بيت ابوحسن


كانت ام حسن في غرفة نومها جالسة على مقعد بجانب سريرها ورأسها مربوط


بشيلة سوداء كأنها عمامة وهي تدلكه وتئن وتتذكر ماقاله لها زوجها البارحه وكأنه


حدث من دقيقتين. فتحت الدرج تبحث عن بندول اكسترا لتخفف الطرقات القوية على


رأسها والتهمت حبتين بسرعة تبعتها جرعة من ماء صبته لنفسها في كأس ... نادت


الخادمة وطلبت منها أن تعد لها ترمس القهوة وتحضره لها فوراً...



دخلت عليها ابنتها نوال وهي ترتدي بنطال ضيق قصير للركبة وقميص قصير بدون


كم وقالت : هاي مام...


امها: توج جاية؟؟؟ وش لابسه؟؟ ما متي من البرد؟؟


نوال: لا..الجو حلو..انا احب البرد..فاتج البحر يجنن...محد غيرنا انا وصديقاتي في


الشالية ...استانسنا وايد...


امها: جنج طولتي؟؟


نوال: ما طولت ولا شي..الا كم يوم؟؟ المهم ...انا بروح ارقد ..تعبانه حدي..لحد


يقومني ابغي اقوم بروحي لي شبعت...


امها وهي تمسك برأسها وتضغط عليه: ماتبين تعرفين اخر الاخبار؟؟


ردت عليها وهي متوجه لغرفتها: بعدين...اقولج بموت من النوده...





عادت لأفكارها وتذكرت عندما دخل عليها زوجها الغرفة في وقت متأخر من الليلة


الماضية وهي تتنظره ممسكه بجهاز التحكم وتشاهد التلفاز فجلس بجانبها ...


سألته: ليش متأخر هالكثر؟؟


ابوحسن: كنت في المستشفى ..


ام حسن: يعني اخوك مريض وتقعد عنده هالكثر عشان اتعبه زيادة؟؟


ابوحسن: عيل تبغيني اقعد عندج واخليه ؟؟؟ يكفي انج ما زرتيه ..


ام حسن: لاحقه...مهب طالع بكره بزوره لين قدرت.. بس انت وايد تأخرت..ليش


ماخليت مرته وعياله يقعدون عنده ورجعت بيتك؟؟


ابوحسن: اصلاً كلهم كانوا هناك معاي وحتى ناصر..ماخلاه ابد...


ام حسن وهي تمصمص شفتيها: ايه...يتملحس حق خاله ..


ابوحسن: مايحتاج ...خاله حاطه في قلبه مهب ولدج...اللي ماقدر يكسبه..


ام حسن: مهب لازم يكسبه...المهم كاسب بنته..


ابوحسن: اي بنت الله يهداج...الطيور طارت بارزاقها وانتي ماتدرين..


ام حسن: ليش ؟؟؟ من خطبها؟؟


ابوحسن: قصدج من ملك عليها؟؟


ام حسن : ملك عليها !! من ؟؟ وشلون ؟؟ ومتى ؟؟ وانت وينك يا حظي؟؟؟


ابو حسن : انا شهدت على العقد ..


ام حسن بصراخ وقد وقفت : وشو؟؟


ابوحسن: اخوي جاب الملا المستشفى واملك بناصر على بنته العنود...


عندها احست بأن رأسها يلف فسقطت على الارض مغشياً عليها..


لم يحاول زوجها حمايتها من السقوط بل وقف برهه ينظر لها ويفكر ( يمكن ربي


يرحمني وياخذ امانته ) ثم ذهب واحضر بعض الماء ونثره على وجهها وجلس على


الارض بجانبها فعاد لها وعيها..ساعدها للجلوس على المقعد ثانية وجلس بجانبها


وسألها : شفيج ؟؟ انتي مريضة ؟؟تحسين بشي؟؟


زوجته : تفاول علي !!! ان شاء الله انت تلحق اخوك ...انا مافيني شي .. دار راسي


بس...


هز رأسه ولم يعلق على كلامها...فأكملت : وهالشيبة النخره ليش يملج بهم في


المستشفى ؟؟ حاس انه بيموت واستخف ؟؟ حد يملج في المستشفى؟؟


ابو حسن: بنته وكيفه ..شاورها ورضت ..انتي شحارج؟؟


ام حسن: انت ماعندك احساس؟؟ ولدك الحين شبيصير فيه لي درى انه راحت من


يده ؟؟؟


ابو حسن: هذا انتي قلتيها ...راحت من يده ..ولدج اصلاً ما يحبها... ماخذ نفسه على


سعه ...


ام حسن : وتخطيطاتي كل هالسنين ؟؟؟ كل شي يروح بهالبساطة!!! اه يالقهر..


ابوحسن : وش تخطيطاته ...؟


ام حسن: مهب شغلك ...قوم من ويهي خلني ارتاح ...آآآآآآآآآه اه اه ...


بعدها اتصلت في ابنها حسن والذي استغرق وقتا طويلاً ليرد على المكالمة لأنه كان


برفقة شقراء ذات اصول ايرلندية...


ام حسن وهي تصرخ: الحق علي ...


حسن بملل: خير يمه ...شفيج؟؟


ام حسن: بنت عمك راحت من يدك...خلاص ضاعت...وفشلت كل خططنا..


حسن: شلون ضاعت يعني؟؟


ام حسن: ملج عليها ولد عمتها الخايس...الله ياخذه..ما كفته الشركة خذا البنت بعد..


الحين بياخذ كل شي...وبنطلع من الباب الشرقي...


حسن: لا تخافين..بأشارة مني بترجع لي ..انا بسكر الحين لأني مشغول...باي..

♫ معزوفة حنين ♫ 23-12-10 06:25 AM


بعد اذان الظهر وفي الطريق للمستشفى


جاسم: الحمدلله اللي فكك من هالسالفة ...

ناصر: هو العالم بكل شي ...

جاسم: ونعم بالله...بس ماعرفنا من اللي ذبح اخوك ..؟

ناصر: قالوا بيعلمونا اول ما يكتمل التحقيق...ووصيت المحامي بعد عشان يتابع

معاهم...والحمدلله انهم لقوا المسدس اللي طلعت منه الرصاصة اللي جات فيني

عنده...والا جان مثل ماقال الضابط بيمسكوني عندهم لين يلقونه...

امسك جاسم برجل ناصر وقال: سبحان الله ...صرت اشوف وين احط ايدي بالضبط

من عقب الظلام...

ناصر: هالوضع حرمنا من فرحتنا بأنك رجعت تشوف ...

جاسم: يعني شكنت بتسوي؟؟ بترقص في الشارع مثلاً؟؟

ناصر: تهبى ... يوسفوه هو اللي بيرقص...أنا برزف لك ...

جاسم: ماتقصر والله ...خل الله يفكنا من اللي احنا فيه وعقبها نفرح مثل مانبغي ...

ناصر: ايه والله ...خل نروح حق الوالد ...


دخل جاسم مع ناصر غرفة ابيه ومعهم الطبيب وبعد أن فحص ابو جاسم اخذهم

جانباً وقال : الوالد والحمدلله نجى من الخطر..بس القلب للحين ضعيف ولو بيسافر

لندن لازم نخدره طول الرحلة عشان مايتعب ..

جاسم: من جاب طاري لندن الحين؟؟ ابوي يقدر يستحمل السفرة وهو في

هالظروف؟؟

الطبيب: جاته توصيه من فوق ..وعملوا كونسولتو وقرروا انه لازم يروح لندن فيه

دكتور كويس لحالته ..

ناصر: وانتوا من متى تشتطون حق مريض..؟؟ ومن اللي موصي عليه؟؟

الطبيب: نائب مدير المستشفى..لما عرف انه عندنا توصى فيه شويه...

ناصر: غريبه...

جاسم: ايه والله !!! هذول عمرهم ما سفروا حد بهالسهولة...لين مايشوفونه بيموت

يمكن يتصرفون ...عشان ما يتوفى عندهم..

ناصر وقد ساوره القلق: دكتور ...قول الصدق..الوالد لهدرجة تعبان؟؟

الطبيب: انت بتقول ايه؟؟ والدك والحمدلله تحسنت حالته ...احنا كنا فين وبقينا فين..

لكن زيادة في الحرص لأنه يمكن يطول لغاية ما يرجع زي الاول..المستشفى هيخاطب

المكتب الطبي فلندن ويعمل كل الاجراءات..ما تخافوش خالص..انتوا اللي عليكوا بس

انكوا تركبوا الطيارة معاه ..الا مين اللي هيسافر معاه...عشان نكمل الورق..

جاسم وناصر معاً: انا ...

التفتوا لبعض وكرروا : انا..انت اقعد هنيه..

ابتسم الطبيب وقال : معاه مرافق واحد بس وغادر المكان ..

قال ناصر: انا لازم اروح معاه مستحيل اني اقعد هنيه وهو محتاجني.. جاسم: حتى

انا ...بس ...الشركة ؟؟

ناصر: خلاص انا بروح على حسابي.والشركة...بندوام فيها كم ساعة كل يوم لين يوم

السفر..والاشياء المستعجلة للاعتماد بيطرشها لي عصام بالبريد السريع مثل قبل..واذا

شي مهم بيجي بنفسه.. وماراح اتأخر هناك ...اذا تطمنت على الشيبه برجع...

جاسم: أن شاء الله محمد ما يكون عنده مناوبة ليليه هالمدة..

ناصر: ماعليك ..لو احتجنا بيكلم مسؤوله...واكيد هو بيعذره..

اقتربا من سرير ابوجاسم وتساءل جاسم: لكن من اللي موصي على ابوي..

العنود: بأيش موصي؟؟

جاسم: عشان يودون ابوي لندن..

عايشة: يمكن حد من ربعكم؟؟

جاسم: يجوز..أكيد بيقول ...دام يعرفنا ..اكيد بيقول...



في ما بعد

قررت ام جاسم أن ترافق الشابين وتم ترتيب الوضع على ذلك ... ولم تسنح الفرصة

ابداً للعنود لتتحدث مع ناصر عن موضوعهما بل بالعكس لم تستطع الانفراد به

لأنشغاله الشديد قبل السفر...فعادت لمنزلهم متعبه وقررت أن تتصل في ليلى لتشتكي

لها الحال...


في المساء

اتصلت العنود في ليلى وبعد الحاح على اخيها صالح دعاها للهاتف ..وبعد السلام..

العنود: وينج ليلوه؟؟

ليلى: موجوده...اتصل فيج وماتردين...شلون ابوج ان شاءالله اشوا ؟؟

العنود: الحمدلله ...اشوا ..بس الدكتور يقول أن قلبه للحين تعبان ..ولازم مايرهق

نفسه ويرتاح ..وبيودونه لندن بعد كم يوم ...

ليلى: بتروحين معاه؟؟

العنود: كان زين ....بس امي وجاسم وناصر بيروحون معاه...

ليلى : ناصر بعد!!! والشركة؟؟ والشغل؟؟ وانتوا؟؟

العنود: محمد معانا...وعمي بعد... والشركة تصرف ناصر ..مادري شلون بس

تصرف...

ليلى: شكلج متملل...اذا تبغين تروحين اعتذري عن الكورس وسافري..بس لو انا

منج استحمل ...مابقى شي وبيخلص..حرام تخربين كل شي وتسافرين...

العنود: لا...مابغي اسافر...بس طيحة ابوي...وملجتي ...ما ترقعت...

ليلى: ملجة !!! اي ملجة؟؟

العنود: ابوي قرر أنه يملج بي في المستشفى البارحة عشان يتطمن علي ..وانا طعته والله

غصب بس عشان ما يتعب زيادة ...فديت ابوي ما تصدقين شلون كنت بستخف يوم

تعب ...بغيت اموت ...

ليلى: الحمدلله على سلامته ...بس ماقلتيلي ...من اللي ملج عليج؟؟؟ حسن ؟؟

رجع؟؟

تنهدت العنود بقوة وقالت بدون وعي : للاسف هو محد...وابوي ما يدانيه...يحسبه

طمعان فيني...

ليلى بخوف: عيل من؟؟

العنود: ناصر...

شهقت ليلى من الصدمة فاستغربت العنود من ردة فعلها فسألتها : شفيج..؟؟

ليلى: هاه ... ولا شي ...بس كسرتي خاطري...وانتي شلون وافقتي ؟؟

العنود: اقولج ابوي طلب مني ومنه ...وهو مثلي ماقدر يرفض طلبه ...

ليلى: وشو بتسوين؟؟

العنود: مادري...والله مادري...لين يردون مع ابوي وهو معافى يحلها الف حلال..



في عصر اليوم التالي

جاءت ام حسن للمستشفى لتزور ابوجاسم قبل أن يتوافد الرجال الى هناك .. دخلت

عليهم في الغرفة ووجدت أم جاسم تعدل من وضعية الوسادة خلف زوجها وتميل عليه

لتسحب عليه اللحاف ففكرت ( لو تحطين الموسدة على مناسمه عشان يموت

ويفكنا...ضعفه تضعفه مامات من قلبه ...متعلبش فالحياة بكل قوته..)

ووضعت قناع الاهتمام على وجهها وتقدمت لأم جاسم وسلمت عليها وقالت:

الحمدلله على سلامته..جعلها في عدوه ...

ثم التفت على ابوجاسم وقالت: ما تشوف شر يابوجاسم...

تصنع ابوجاسم النوم عندما رأها تدخل الغرفة ...حتى لا تطيل المكوث عنده فهي اخر

وحده في الدنيا يتمنى رؤيتها في تلك اللحظة...

امسكتها ام جاسم من يدها وسحبتها للكراسي التي بجانب الباب بعيداً عن السرير

وقالت : جايه مثل الغريب يا وخيتي؟؟؟

ام حسن: والله توه راسي خاف علي ...جاني عوار راس مانفع معاه ولا قوطي

بندول...بغيت اموت ...ما قالج ابو حسن؟؟

ام جاسم: الحمدلله على سلامتج عيل...ترى الدكتور مانع الزيارة ...

ام حسن: ايه اكيد ..لازم يرتاح...انا بروح بعد شوي...نوال المسكينة مصخنة من

يومين ما طلعت من غرفتها..اول ما تشد حيلها اكيد بتجي حق عمها...وحسن بعد

بيتصل في جاسم ..بس هو عليه امتحانات الحين ...ماقدرت اخرعه على عمه...

تدرين يموت فيه..

ام جاسم: الله ينجحه ....وينجح عيال المسلمين...

وقفت ام حسن وقالت: يالله ..اسمحي لي الحين..بخليه يرتاح...في امان الله...

ام جاسم: وانتي بحفظه...


في بيت ابو سعود

طرق ابوسعود الباب على ابنته وفتحه ووجدها على فراشه وحسبها نائمة فأغلق

الباب ...ولكنها كانت تبكي ...حلمها الوردي الذي رسمته في خيالها ولشهور عدة

وصدمت عند محادثتها للعنود بأنه قد تبخر كالماء ...فكرت ( صج لي قالوا الفلوس

تلحق الفلوس...أنا من بيفكر فيني وانا فقيرة...) اخذت تمسح دمعها وقد قررت أن

تصنع من نفسها شيئاً..يجب ان تعيش في الواقع وان تحفر في الصخر حتى تنجح..

وليس بمساعدة رجل غني ...بل بنفسها ...ولنفسها فقط يجب ان تنجح...

اخرجت دفترها من الدرج الذي بجانبها وخطت ...




يـانـجـمـة الليل .. وش بـاقـي ورا هـالليل ؟؟

ويـالـعـنة الـحـظ .. مـايـكـفيك حرمانـي

لا صـار جـرحـي كـريـمٍ .. والنصيب ابـخـيل
وشـلـون ابـشرة عـلى ربـعـي .. وخلانـي ؟؟

أشـحـذ من الـصبر قـوة .. والـعـظام انـحـيل
واشـحـذ من الـغـيم غيـم .. يـعزي اوطانـي

أشـوف نـعـشي قـريـبٍ .. والطريـق امـحـيل
واقـول للـمـوت :- .. هـالـمـرة على شانـي

يـامـا زرعـت الـفـضا ورد .. وزهرّ .. ونـخـيل
ولـيـلـة حـصاده .. ذبلت .. ويبـست اغصاني

ويـامـا رجـيت الـمـطر مزنٍ .. حقوق .. مـخيل
واثـر الـعـطـش نـاهـلٍ مـن عرق شريانـي

يـاصـاح .. جـيـتـك مع الـدمعه بـلا مـنديـل
ودي أفـضـفـض .. تـعب صمتي .. وحرماني

جـيـتـك مـن اللـيـل أركـض .. مامعي قـنديل
جـيـتك أبـفرح .. أبـصرخ .. واحرق اشجانـي

مـلـيـان صدري حـكـي .. مـليـان آه .. وويـل
ومـلـيت افارق .. واسـامـح طـعنة الـجانـي

يـاصـاح .. ليتك تـشيل من الـحـزن مـاشـيـل
أسـتـغـفـر الله .. عليك اخـشا من احـزانـي

وشـفـيـك تـنـفي وجودي ..؟؟ والوفـا لك سـيل
وشـفـيك تقطع جـذوري ..؟؟ وانت بـستانـي



♫ معزوفة حنين ♫ 23-12-10 06:26 AM

قبل السفر بيوم




كانت عائشة في الجامعة ومتوجهه لقاعة المحاضرات في الطابق الاول حين التقت


بفهد وجه لوجه فتفاجأت لرؤيته... سلم عليها فردت السلام وفكرت بأن المحاضره


ستبدأ خلال دقائق قليلة وهي لا تحب أن تتأخر..خصوصاً بعد غيابها اليومين

الماضيين وذلك لعدم سماح الجامعة لها وحمدت ربها ان اجازة اخر الاسبوع كانت

لصالحها...ظل واقفاً أمامها وشبح ابتسامة مرتسمة على وجهه ولا نية له بالتحرك

وقال : شحال الوالد؟؟؟ أن شاء الله اشوا؟؟

عائشة باندهاش: احسن شوي ..الحمدلله..

فهد: بكره لي سافر بيصير أحسن ..الدكتور اللي بيشوفه من افضل الاستشاريين في

اوروبا..

عائشة: وانت...شدراك؟؟؟

فهد: انا اعرف كل شي يخصج ....كل شي ..

تركها وهو سعيد...تركها وهي مشوشة ...تفكر فيما قاله ...وفي لحظة انتبهت

وتمالكت نفسها واسرعت لتلحق محاضرتها ...



في العصر وبعد أن صلت العصر توجهت للمكتبة حيث اجتماعهم مع العميد جيمس

تأكدت من شكلها ومن أن شعرها لا يظهر على خدها كالعادة ورتبت عباءتها وذلك

بالنظر في النافذة القريبة من باب المكتبه ثم دخلت ..وجدتهم جلوس حول طاولة

مستطيلة والكرسي الفارغ الوحيد كان بين فهد وعبداللطيف ورفع فهد رأسه بكسل

فرأها فوضع قلمه بداخل الدفتر الذي كان يدون به وانتقل بجانب عبداللطيف ماداً

رجليه الطويلتين تحت الطاولة فلم تجد عائشة مفراً من أن تجلس بينه وبين

كارولين ..كانت بقربه لدرجة أنها احست بحرارة جسده من تحت قميصه الابيض

المفتوح لأعلى صدره وعندما اخفضت عينيها استطاعت أن تلاحظ عضلات رجله من

تحت بنطاله الجينز الاسود ...وفكرت ( شعنده كاشخ بالجينز اليوم !! ) لم تسمع

العميد وهو يناديها فلكزتها كارولين بقلمها عندئذ رفعت رأسها لتجد الجميع ينظر لها

والعميد يعيد سؤاله لها: Aisha where have you been? and why are

you late?


: عائشة وينج؟؟ ليش متأخره؟؟

: sorry dean I was praying.

: اسفه ..بس كنت اصلي...

:I bet they prayed too ( مشيراً للطلبه المسلمين )

: اراهن أنهم بعد صلوا...

: I had a long day..I had to catch up on things I miss when I was

absent..

: كان يومي طويل...كان لازم الحق على الاشيا اللي فاتتني عشان غبت هاليومين..

: ok then..tell us what did you do so far with your work

: اوكي ...قولي لنا وش سويتي من الشغل لين الحين؟؟

:I finished the first draft it will be ready in the next meeting.

: انتهيت من البروفه الاولى وبتكون جاهزه للعرض في الاجتماع الجاي...

:hope that…we don`t want to be late.


اتمنى ..مانبغي نتأخر..

رد عليه فهد قبلها:

: Doc.her father had a heartattack and she was with him at the

hospital. She can`t have more pressure..give her a break.

: دكتور...ابوها عنده ازمة قلبية...وهي كانت معاه فالمستشفى لا تزيد الضغط

عليها ..عطها فرصه...

: sorry to hear that. Is he better?


: اسف للي سمعته..هو بخير الحين؟؟

: yes he is alhamdllah.

: ايه ...الحمدلله..

: good. lets finish this.Fahad what about you?

: زين...خنخلص ..فهد ..وانت؟؟؟

:I found a sponsor.

: لقيت راعي للحدث..

: really?

: صدق؟؟

: yup.but he wants his companies banner everywhere .

: ايه ..بس مشترط أن نحط دعايات شركاته في كل مكان...

: that’s fair enough

: هذا حقهم..

: and he want his company to appear after the name of our

university in all th flyers and the newspapers adds.


: ويبغي اسم شركته تطله بعد اسم الجامعة في المنشورات واعلانات الجرايد

:Which company?

: اي شركة؟؟

My family's:

: شركة عائلتي...

: I`ll check if it`s ok and i`ll let you know to give the details to

your partners, especially Aisha to add it before our next meeting

: بشيك اذا اوكي وبعلمك عشان تعطي ربعك التفاصيل خصوصاً عايشة..عشان

تضيفه قبل اجتماعنا الجاي..


لم تخرج عائشة من الغرفة بل انتظرت مغادرة الجميع وانتظرها فهد بدوره

فشكرته : لازم اشكرك لأنك توقف معاي ضد العميد..

فهد: أنا دايماً اوقف مع الحق ...وانتي معاج حق لما تصلين لأن الاجتماع شي افتر

كلاس ...وكان لازم يحترم هالشي...بس تعرفين ...امريكان ...ماعندهم لا مذهب ولا

دين ولا اي شي...

لم ترد عائشة بل سرحت بخيالها تفكر بأنها يجب عليها الانتظار ساعتين حتى يمكنها

الذهاب لأبيها...وبدى على وجهها لمسة حزن ..كان ينظر لها فقال: لا تحاتين ...الوالد

بيصير بخير..صدقيني أنا تطمنت بنفسي من البروفيسور...

عائشة وقد انتبهت لحديثة: نعم ؟؟؟ أي بروفيسور؟؟

انتبه فهد أنه استعجل بكشف اوراقه فوقف وتوجه للباب وهو يقول: الدكتور

الاستشاري ...أنا ماشي...


غادر الغرفة مسرعاً تاركاً اياها في حيره ...


فيما بعد في المستشفى

كانت ام جاسم وبناتها في المسجد القريب من المصاعد لأن غرفة ابوجاسم بها زوار

يدخلون بشكل فردي ثم يقفون للحديث خارجاً مع جاسم وناصر او يجلسون مع

ابوحسن في الاستراحة...


كان فهد قد اقنع اباه بصعوبه بأن يزوروا ابو جاسم في المستشفى وعندما خرجوا

من المصعد رأى ابوحسن جالساً مع بعض الرجال وكان يعرفه فتوجه له وسلم عليه

وسأله عن صحة اخيه ...جلسوا معهم لدقائق بعدها أخذهم لهناك موضح لهم تعليمات

الطبيب بعدم الجلوس طويلاً مع المريض ...

قال ابوفهد: لا تحاتي محنا مطولين ..بس بنتحمدله بالسلامة وبنطلع..

وجدوا محمد وناصر عند الباب وجاسم بالداخل سلموا ودخلوا...


عندما رأى فهد ابوعائشة مسجى على السرير الابيض وهو ضعيف البنية ويبدو

عليه التعب والانهاك وبالكاد يفتح عينيه..رأف لحاله ولحالها ..تبع اباه في ما يفعل

وقبله على رأسه ووقف خلف اباه ...

ابوفهد: ماجور يابوجاسم ...خطاك الشر..الدكتور اللي انت رايح له أنا رايح له ذيك

السنة يوم تعبت...هو من اجيدهم...لا تحاتي أن شاءالله بترجع لنا سالم وبنجيك

نتحمدلك بالسلامة..

رد ابوجاسم بضعف: اذا الله راد...جزاك الله خير...


خرجوا بعدها ووقف فهد مع ناصر وابيه مع ابوحسن يتبادلون الحديث قبل أن

يغادروا..

فهد: انت ولده؟؟

ناصر: لا..ولد اخته..

فهد: من اللي بيسافر معاه بكره ؟؟

ناصر: انا وجاسم وامه..

فهد: باخذ رقمك وبعطيك رقمي... وأن احتجت اي شي ما عليك الا بس تتصل..اي

شي.. معارفي واجد هناك وأتصال واحد تلقاهم عندك.. لا يردك الا لسانك ...

ناصر وهو يصافحه: مشكور ماتقصر... سهالات بأذن الله...

تبادلا الارقام وانصرف وعندما وقف ينتظر المصعد مع ابيه خرجت عائشة من

المسجد لتمشي قليلاً بعد أن تعبت من الجلسه أمام اللابتوب تكمل تصميماتها لمحته

فعادت للداخل بسرعة قبل أن يراها وهي تفكر( هذيه شجايبه هنيه!!)



عادت ام جاسم للبيت لتجهز الحقائب مع العنود وتركوا عائشة مع محمد في

المستشفى ولحقهم ناصر وجاسم...وقبل الساعة العاشرة جاء ناصر لبيت خاله لرؤية

العنود بعد أن اخبر جاسم بذلك وكانت بأنتظاره في الصالة مع امها وذلك قبل أن تعود

للمستشفى..

دخل عليهم فوجدها جالسة على الاريكة واضعة رجلها اسفلها وهي تشاهد التلفاز

وكانت ترتدي شيلتها ...فأبتسم وقال: عنودي..ترى يصير تشيلين شيلتج الحين..

تفاجأت العنود بجملته وانحرجت واخفضت رأسها وردت: تعودت.. وبعدين انت جاي

عشان جذيه؟؟

ناصر وهو يجلس بجانبها بصوت هاديء: ماعلينا .. الحين احنا بنسافر

بكره..وماندري متى بنرجع .. ان شاء الله ما انطول...ابغيج تكونين قوية مثل

ماتعودتج...وتحملين على نفسج...وهاج هالبطاقة ( وناولها بطاقه مصرفيه) تقدرين

تسحبين فاليوم الواحد عشرة الاف كاش...أي شي تحتاجينه ادفعي منها ..

العنود: مشكور ..عندي فلوس...

ناصر: اخذيها وخليها عندج...انتي ملزومه مني الحين...والرقم السري بطرشه لج

بمسج...وبطرش لج رقم عصام...اذا صار شي والا شي ومحمد مشغول اتصلي فيه

وهو بيتصرف انا موصيه...واحنا بنكون على الخط مع بعض...بطمنكم وبتطمنونا..

تبغين شي ثاني؟؟؟ في خاطرج شي؟؟؟

كانت العنود تفكر بأنها ستكون بدونه وبدون اباها وامها للأيام القادمة...ستكون

كاليتيمة ...فدمعت عينيها عندما تأكدت من هذه الحقيقة وقالت: لازم تروح؟؟ مايصير

جاسم هو اللي يروح مع امي وابوي؟؟

ناصر: هذا ابوي بعد...مستحيل يجيني نوم وانا مادري عنه وهو في هالحالة...طول

عمره واقف معاي ويوم بغاني معاه ما يلقاني !!! تشوفينها عدله؟؟؟ هذي طبايع

ناصر اللي تعرفينه؟؟

هزت العنود رأسها وقالت: روح بس تطمني اول بأول ...لا تخليني احاتيكم وانت ما

ترد على التلفون...

ناصر وهو يضع اصبعه على انفه: على هالخشم...بعد فيه اوامر ثانية؟؟

العنود: لا...مشكور...

جاسم: والله حاله ...قاصه عليك المره من الحين ...افا ...ومسوي نفسك اسد قدامنا

وانت فار قدامها ...افا والله عليك...

ناصر: مرتي وكيفي ...انت شدخلك؟؟

جاسم: ابغيك تستوي رجال...

العنود: ناصر شيخ الرجاجيل....

كانت امهم تراقبهم وهي تبتسم وتفكر كم كان تصرف زوجها صائباً...




وقفت العنود عند الباب تراقب امها وهي تصعد السيارة مع ناصر وجاسم ليذهبوا

للمستشفى وليتأكدوا من أن الاجراءات كلها سليمة بعدها رغب محمد بأن يبقى مع

والديه فعادت معهم عائشة على أن يتواجدوا كلهم معاً في المستشفى في فجر اليوم

التالي قبل الرحلة ومن ثم يتوجهوا للمطار...



في نفس الوقت في بيت ابو حسن الذي كان نائماً ليتمكن من الذهاب لأخيه في الفجر

وزوجته جالسه في الصالة لوحدها حين نزلت لها ابنتها وهي تتثائب وتنادي الخادمة

وتأمرها بكوب من الشاي بالحليب...ثم جلست بجانب امها وسألت: شالاخبار؟؟

امها وهي تتنهد : بنت عمج طارت من يد اخوج ...

نوال: قلعتها... ومن خذاها؟؟

امها: نصور...الخايس...يعله مايربح...

شهقت نوال وهي تضرب صدرها بيدها: وشو؟؟ متى ؟؟؟ وليش انا اخر من يعلم؟؟

امها : جيت بقولج قلتي تبغين ترقدين...

نوال والدموع تنزل على خداها: مستحيل اخلي هالموضوع يتم ...ناصر لي ...حتى لو

ملج عليها بعد برد اخذه ...انا اعرف شلون ارجعه لي...ان ما خليته يخليها تولي

ويجي يخطبني...وانا ذيك الساعة اللي اقعد واتشرط...مادري شيجوف فيها

هالساحره...مافيها ولا ميزة وحده...عدله... وين انا ووين هي؟؟؟

سكتت قليلاً ثم واصلت : كله من الثور ولدج...ماعرف يخليها خاتم في يده ...

ويتزوجها ...لازم الحين اخطط واشتغل اكثر ...غلطتي اني كنت معتمده عليه ...انا

غلطانه...

كانت الخادمة قد احضرت كوب الشاي في صينية وقربتها من نوال التي قامت

غاضبه وقلبتها بيدها وصعدت لغرفتها لتبكي حظها....ولم تفكر ولو لثانية بأن الفرق

شاسع بينها وبين العنود...العفيفه الطاهرة وبينها وهي عادت للتو من ليال قضتها في

مكان مشبوه مع صويحبات على شاكلتها غرتهم دنياهم ونسوا ربهم...وان الطيور

على اشكالها .....تقع....



**** القصيدة للشاعر القطري المبدع جاسم بن همام



بفضل من الله

انتهى الجزء


اختكم العوده


الملكة الام



♫ معزوفة حنين ♫ 23-12-10 06:27 AM


الجزء الحادي عشر


في السادسة صباحاً كان الجميع في المستشفى ابوحسن وجاسم وناصر وقفوا في

الممر ومعهم الطبيب الذي سيرافق ابوجاسم في هذه الرحلة يحمل بيده الاوراق

اللازمة وام جاسم وبناتها في الغرفة ...ارتدى جاسم بدلة رمادية وأمسك معطف

اسود وارتدى ناصر بدلة سوداء ولكنه لم يدخل ذراعة في الجاكيت لأنها لا زالت

مربوطه وقد غير على الجرح في الليلة الماضية ...جاء ممرضين ومعهم سريراً نقالاً

ادخلوه للغرفة ووضعوا عليه ابوجاسم ودفعوه بأتجاه المصاعد الخاصة بالمرضى

ورافقه الطبيب وجاسم ولحقوهم بالمصعد الاخر حتى الدور الارضي ومن ثم خارج

الطورايء حيث وضعوه في سيارة الاسعاف التي تنتظر وصعدت ام جاسم وناصر مع

السائق خلفهم وغادروا بتوديع الباقي لهم....




حضن ابوحسن عائشة عندما رأها تمسح دموعها وأخذها معه حيث ينتظره السائق

وذهبت العنود مع محمد ومن ثم كل الى جامعته ...وفي الطريق اتصلت في ليلى

واخبرتها بأنها ستمرعليها ليذهبا معاً ..




بعد اقل من عشرة ايام

كان ناصر جالساً في الدرجة الاولى في الطائرة القادمة من لندن وينظر من خلال الجو

الى الاراضي الخضراء الشاسعة التي زرعت معظمها واصبحت حقول مختلفة..

وسرح يتذكر الايام التي مضت عندما دخلوا مستشفى القلب والذي لايبعد كثيراً عن

بيكر ستريت في وسط لندن وكيف التقوا بجراحة القلب المعروفة ديانا هولدرايت

والتي بدت كأمرأة في الستين من عمرها وشرحت لهم وببساطة شديدة كيف انه عند

حصول الازمة القلبية كان بحاجة لأنعاش قلبه بالصدمة الكهربائية ولكنهم

المسعفين اكتفوا بالادوية فقط مما اضعف حالته...وبينت كيف أنها ستأخذ وريد من

ساق ابوجاسم لتغير به الشريان التاجي لتلفه ... وانها قامت بمثل تلك العملية مئات

المرات ...مما طمئنهم على كفاءتها والتي وبعكسهم شكك فيها ابوجاسم وفي قدارتها

لمجرد أنها امرأة واخذ يضع الاعذار ليغيرها ولم ينجح بذلك...


كانوا قد سكنوا فندق مارليبورن لقربه الشديد من المستشفى مما امكنهم من الذهاب

له مشياً على الاقدام ...وكان المستشفى في مبنى قديم من القرن الثامن عشر ذو

خمسة ادوار ذا واجهه مليئة بالنوافذ الكبيرة وعمودين ضخمين في مدخله وضع

على كل منها لافته ذهبية تحمل اسم مستشفى القلب...كانت غرفة ابوجاسم في الدور

الثالث ...وكانت ممرضته المسؤولة عنه امرأة عجوز ولكنها في منتهى اللطف

معه ...تحملت غضبه وصراخه عليها ...


تذكر فرع مطعم سفرا التركي في سانت جونزوود والذي كان يتناول عشائه فيه مع

جاسم كل الليالي بعد أن يمشوا مسافة شارعين فقط..


انتبه ناصر على صوت المضيفة تسأله عما اذا كان يرغب بشرب شيء قبل وجبة

الغداء فهز رأسه رافضاً.. وفكر في العنود وتذكر اتصالاتها اليومية له تسأله عن

اباها مع انها كانت تتصل في جاسم وامها ايضاً..كان يحس بصوتها العذب يدخل

ويتغلغل الى عقله والى كيانه كله ...وكان يتمنى لو أن احساسه ينتقل لها عبر الاثير

حتى تبادله مشاعره لكن هيهات ...لقد ظلت كما هي ...تعامله مثلما تعودت ان

تعامله ...ولكنه سيصبر ...لينال مراده يجب أن يصبر...تعود أن لا يتناول الفاكهة الا

اذا نضجت ...حتى عندما قرر أن يهرب من اباه وهو طفل أخذ يخطط

ويحسب ...وصبر حتى أحس أنه يقدر على الرحلة الصعبه عندما لجأ الى عمومته

ولم يساعدونه لخوفهم من بطش ابيه ولعدم رغبتهم في دخول معارك ليسوا بحاجة

لها ...عندها لجأ الى اوراق امه يرحمها الله التي كانت العون الوحيد له ...كان ينتظر

اباه الى ان يخرج من البيت ...ليلحقه اخوه ماجد واخته هدى فيدخل الغرفة ويبحث

في الادراج والدولاب حتى استطاع أن يجد ورقة قديمة بها اسم ابوجاسم ورقمه كان

قد اعطاها له خاله فأخذها ورتب المكان حتى لا يعرف اباه شيئاً ثم وضعها في حقيبة

صغيرة كان يخبأها خلف خزان الماء في سطح المنزل كان يضع فيها الاغراض

الاساسية التي احس أنها ممكن ان تساعده عندما يفر من هذا المنزل النتن ككشاف

نور صغير اشتراه من البقالة وجواز سفره وشهاداته المدرسية والنقود التي كان

يحتفظ بها من عمله بعد الظهر في البقالة المجاورة مع عم عبدالوهاب وجاكيت

وغيار داخلي وحلوى واضاف في تلك الليلة قنينة ماء متوسطة وخبزه وعاد لغرفته

ينتظر الساعة الملائمة وسمع صوت سيارة فطل من النافذة ورأى اخته وهي تنزل

من سيارة رجل في منتصف عمره يراه لأول مرة في حياته وهي تضحك وتدخل

البيت.. ثم سمع صوت اباه وهو يدخل ويشغل التلفاز وعرف أنه احضر زجاجة الخمر

ليسهر أمام التلفاز ومر بعض الوقت وعاد ماجد وهو يترنح ودخل الصالة وسمع اباه

وهو يتشاجر معه ثم تصنع النوم عندما دخل ماجد الغرفة وصرخ عليه وعندما لم يرد

عليه اقترب منه وضربه وافرغ غضبه عليه وناصر يحاول الدفاع عن نفسه بدون

فائدة لضخامة جسم ماجد مقارنة بجسمه ...حتى سقط ماجد على الارض فجذب ناصر

اللحاف على نفسه ونزلت دموع غضب وهو يفكر أنها اخر مرة يُضرب فيها طالما هو

حي...

انتظر الى أن احس أنهم ناموا وصعد للسطح واخذ حقيبته ونزل للخارج وركب

دراجته وانطلق في الطريق المظلم الى أن وصل للشارع الرئيسي بالطريقة التي

خطط لها كثيراً عندما جمع كل المعلومات اللازمة ليصل للطريق الرئيسي الذي

سيأخذه الى قطر الى اخر حل فكر فيه الى بيت خاله توقف قليلاً اثناء الطريق ليريح

قدمه وليشرب القليل من الماء كان عزمه اقوى من رعبه وهو يقوم بهذه المغامرة

ولأول مرة في حياته ..مغامرة قد يعيش بعدها بسعاده أو يموت بعدها من الضرب..

كان الطريق وفي تلك الساعات خفيفاً نوعا ما ... ولم يتدخل احد ويوفقه حتى وصل

الى الحدود وحمد الله أن مدينته قربها..كان هناك بعض المسافرين من البدو وضع

جواز سفره على طرف النافذه المفتوحة مع جوازاتهم امام الضابط وانتظر معهم

وفي دقائق اعاد له جوازه فقد اعتاد البدو على التنقل مع اقربائهم ووجد رجل يركب

سيارته البيك اب لوحده فاقترب منه وحدثه واقنعه بأن يقله لقطر وأن اباه سيحضر

ليقله ...وصدقه فوضع الدراجة في الخلف وركب هو بجانب الرجل والتصق بالباب

وعبروا الحدود وعندما دخلوا الاراضي القطري وبقرب مزرعة على الشارع العام

توقف الرجل وانزله ...









♫ معزوفة حنين ♫ 23-12-10 06:27 AM

نظر للأمام فوجد شاطيء البحر والشمس تشرق من خلفه فاسرع وسحب دراجته

عبر الشارع الاسفلتي القديم ومشى على الرمل الناعم وتوضأ بسرعة من ماء البحر

واحتار في القبلة ولكنه تذكر جملة قالها مرة مدرس الشريعة أن المسلم لو جا وقت

الصلاة لازم يصلي حتى لو كان في صحراء وماعرف القبلة... كبر ثم صلى الفجر

والتصق الرمل على جبهته ازاله بعد أن سلم وفتح شنطته واخرج زجاجة الماء

والخبزه وتناول القليل منها ...وروى عطشه وجلس لدقائق ثم قرر مواصلة سفره قبل

أن تحمى الشمس فركب دراجته ثانية حتى وصل لبقالة على الشارع بقرب محطة

بترول فأوقف الدراجة عند الباب ودخل وسأل البائع أن كان لديه هاتف فهز رأسه

موافقاً عندها اخرج الورقة التي كتب فيها رقم خاله وطلب منه أن يتصل بالرقم

وتناول السماعة الثقيلة من يده وسمع صوت رجل على الطرف الاخر فسلم وسأله

عما اذا كان خاله واعطاه اسمه فسأله الرجل عدة اسئلة ثم طلب منه اعطاء السماعة

للعامل ليسأله عن المكان ليأتي ليصحبه...


وفعلاً جاء خاله في سيارة امريكية كبيرة ونزل منها ثم اقترب من باب البقالة

ونادى : ناصر

اطل ناصر من الباب وشاهد ابوجاسم وشاهد الطيبة التي بانت على وجه فسأل: خالي

؟؟؟

هز له رأسه بالايجاب وفتح له ذراعيه..فجرى له ناصر ووضع رأسه على بطنة ولف

ذراعيه حول ظهره وبكى ...بكى بشده كأنه فقد امه في تلك اللحظة ...بكى سنوات

الضياع بدونها مع اب قاسي وسكير واخت فاسدة واخ مدمن ...بكى لأنه احس ان

وصل لبر الامان بعد الساعات التي سافر بها بمفرده ولأول مرة وهو في هذا السن

الصغيرة....وانتظره ابوجاسم الى ان افرغ مافي جعبته من البكاء وهو يمسح على

شعره ثم سحبه من يده ليدخله السيارة فتذكر دراجته القديمة العزيزة عليه والتي

اشتراها له جاره بعد ان اعطته امه ثمنها فساعده خاله ووضعها في المؤخرة ثم

ركب بجواره في السيارة ....واخذ يتجاذب معه الحديث...

ابوجاسم: كبرت ياولدي ...ماشاءالله عليك ..يوم اشوفك اخر مرة كنت هالطول .. يوم

عزا امك الله يرحمها وكنت قاعد في الحوش تصيح بروحك...

ناصر: وانت اللي قلتلي اني اقدر اتصل فيك كل مابغيت وعطيتني رقمك...وانا خشيته

مع اغراض امي عشان مايشقه مجود مثل كل اغراضي...

ابوجاسم: بس كيف سافرت في هالطريق بروحك ياولدي ؟؟؟ ليش ما اتصلت فيني؟؟

ماخفت تاكلك الذيابه والا يبوقونك الحرامية؟؟؟ والا يلحقك ابوك ويضربك؟؟

ناصر : الله كان معاي ياخالي...

ابوجاسم : ونعم بالله ...

ناصر: ماقدرت استحمل وخفت اتصل واقولك تخاف من ابوي مثل ماخاف منه

عمامي وعماتي...حتى جارنا ما رضى يعَيشني عنده مع ولده مع انه يحبني..عشان

يخاف منه...

ابوجاسم: بس ليش الحين...؟؟

ناصر: تذكر يوم اتصل فيك من بيت جارنا اشتكيلك ابوي انه يسكر ويضربني لأني ا

الوحيد اللي قدامه...

ابوجاسم: نعم...

ناصر: من يومين ومجود يحاول معاي عشان اخذ مخدرات منه واوزعها على

الشباب اللي بيجون عنده ...يبغيني اشترك معاه في الحرام...ما كفاه انه غايص فيه

ومايسمع نصيحتي ...يبغي يجرني معاه ...ويوم رفضت ضربني ضرب كسرني وقالي

لك يومين تفكر ومالقيت الا هالحل ...خلني عندك ياخال...خلني عندك وانا مهب

مغربلك ...والله بتلقاني عند يديك ...اللي تبغيه يصير ...بس لا ترجعني له...بشتغل

وبكد على عمري بس ما ارجع... تكفى ياخال....

ابتسم خاله وقال : خلاص ...منت براجع ...دام راسي يشم الهوا منت براجع..

لاتخاف...


وبعدها كان له الاب والام ولهذا كانت منزلته في قلب ناصر كبيرة...

وتذكر عندما رأى العنود لأول مره وعندما ارتطم رأسها وبكت امامه ولم يحتمل

بكاءها ولازال لا يحتمله.... وعند خروج اباها من غرفة العمليات كانت قلقه عليه ولم

تصدق الا عندما افاق من المخدر وسمعت صوته في هاتف ناصر فبكت وعندما

وضعه على اذنه سمع بكاءها وأحس بأن قلبه يتقطع...خرج للممر وأخذ يهدئها الى

أن تماسكت ووعدها بأنه لن يطيل البقاء هناك وسوف يعود حالما يتحسن اباها

ويتمكن من ممارسة حياته ..وهاهو حجز في اول رحلة مغادرة للبلاد على أن يلحقوه

في حال سمحت الطبيبة لأبوجاسم بالسفر ...



كانت العنود قد جهزت لناصر منزله وامرت للخادمة بطبخ له مجبوس الهامور الذي

يحبه وقررت أن تعد له سلطة الفتوش بنفسها قبل الغداء واخذت تتصل كل خمس

دقائق بهاتفه النقال حتى رن اخيراً وعندما رد وسلم سألت : ليش تأخرتوا؟؟

ناصر : الطيارة تأخرت ...لين ذوبوا الثلج من على المحركات ...تأخرنا ساعتين..

وتوها نازله حتى للحين مابطلت الحزام...

العنود: الحمدلله على السلامة ...اصلاً انا شفت في الاخبار اليوم ان عاصفة ثلجية

ضاربه لندن ..كلمت جاسم وتطمنت عليهم وبقيت انت...

ناصر وهو يبتسم: وتطمنتي علي ؟؟ خلاص اقدر اسكر عشان اخذ اغراضي وانزل؟؟

العنود: خلاص ...بسكر...يالله مع السلامة...

وضع هاتفه في جيب جاكيته وهو يفكر ( هذي متى بتتغير؟؟ للحين تعاملني بنفس

الطريقة ...متى بتفهم؟؟؟ الظاهر لازم ازيد الجرعة...الحين بتفرغ لها عدل )




في نفس الوقت في جامعة جورج تاون

كان الطلبه قد انتهوا من اخر اجتماع تحضيري لأن كولن باول سيكون في الدوحة بعد

يومين وحضر الاجتماع موظف من مراسم الخارجية القطرية وموظف من العلاقات

العامة في السفارة الامريكية ودون كل شي وسأل عن كل شي واخبرهم أنه سيتركهم

ليستقبلوه في الفندق فلن يسمح لهم باستقباله في المطار لأسباب امنية..


طلبت عائشة أن تكون في الجامعة لتتابع ترتيبات الاضاءة والصوت...فسألها العميد:

Why don't you go with us?

...: ليش ما تروحين معانا؟؟

:I can't just go to hotels and appear in the press ?

...: ماقدر اروح الفندق واطلع في الجرايد..

:Why not ?

..: وليش لا؟؟؟

: my family wouldn't allow it.

...: عائلتي ماترضى..

: Your family will let you study here in this university but not

going to hotels !!!such hypocrite's.

...: عائلتج بتخليج تدرسين هنيه في هالجامعة لكن ماتخليج تروحين فنادق..يالا

النفاق..

تدخل فهد:

:I wouldn't allow my wife too. there are differences .in the

campus she`s for studying , but in hotel she`ll do anything else

but study and our community wouldn't approve it. we don’t

live alone.

..: حتى أنا مهب راضي على مرتي .فيه فرق .في حرم الجامعة بتدرس بس فالفندق

بتسوي اي شي الا الدراسة..ومجتمعنا مايرضى ..احنا مهب عايشين بروحنا...

: I can`t understand your mentality nor your thinking.

..: انا مش قادر افهم لا عقليتكم ولا تفكيركم..

: We don`t understand yours either…I guess we are even

dean…

..: ولا احنا نفهمكم بعد...اعتقد ان احنا متعادلين...

: what the hick..stay here Aisha with Fahad..and lets hope that

nothing goes wrong..


...:ماعلينا ...اقعدي هنيه مع فهد ياعايشة ونتمنى ان مايصير شي غلط..

: don't worry ..everything is under control inshallah.

لا تقلق كل شي تحت السيطرة ان شاء الله ..

♫ معزوفة حنين ♫ 23-12-10 06:28 AM


خرجت عائشة من الغرفة وهي غاضبه وصفقت الباب خلفها ليعرف العميد انها

مستاءه وفكرت ( هالغبي مافي منه فايده..حاط دوبه ودوبي ولايعجبه شي اقوله ...

عنصري ...نازي ...يبغي لي قال شي اقول ان شاء الله ...ونغيب عقلنا ونمشي وراه

مثل الغنم حسبي الله عليه كانه كله مضيق علي )


كانت تمشي بسرعة ولم تسمع فهد وهو يناديها حتى فؤجئت به يقف امامها فتوقفت

في ثانية وقبل أن تصتدم به وقالت: استخفيت؟؟؟ وش هالحركة؟؟؟

فهد : اناديج وماتسمعيني..قلت يمكن صرتي صمخه بس مايصير تعمين بعد... كفانا

جاسم... بعدين بيصير فلم هندي بطولة شاروخان...

وضعت يدها على خاصرتها ورفعت حاجبها الايسر وسألته: لو سمحت ..انا مهب

ناقصه...اللي فيني كافيني...وخر خلني اروح...

فهد : الحين انا اللي ادافع عنج هناك تقولين لي وخر عني!!!!هذا جزاي؟؟

عائشة بتردد : مهب قصدي...بس انا معصبه الحين ...

فهد: افهم من هذا انه اعتذار؟؟؟

عائشة: اوهو علينا ... تبغي شي؟؟ انا مشغوله...

فهد: اكيد...ممكن تأجلين موعدج مع وزير الخارجية ساعة ...نبغي نروح المسرح

نجيك على كل شي قبل الevent بكرة ...خصوصاً وان الفنيين هناك...

عضت عائشة على طرف شفتها وهي ترفع عيناها للأعلى وتأخذ نفساً ثم نظرت

لساعة يدها وقالت: ok نص ساعة بس...

فهد: الا بشريني عن الوالد؟؟؟ أن شاء الله اشوا من عقب العملية؟؟ قدر يقعد على

الكرسي ولا عاده؟؟

عائشة بأستغراب: الحمدلله ...بس انت شدراك أن ابوي سوا العملية؟؟ انا ماعلمت

حد!!!!

فهد: ماقلتلج انا اعرف كل شي ...يالله ...بنطرج بعد شوي فالمسرح...

فكرت ( وبعد يعرف ان جاسم كان كفيف !!!! شالسالفة ؟؟؟ صج يعرف كل شي؟؟)




في المسرح


كان الفنيين يعملون على قدم وساق منهم من يوصل اسلاك الكهرباء ببعضها ومن ثم

بالمايكروفون ومنهم من يركّب اضاءات جانبية كان فهد معهم وعائشة على المسرح

واقفة بجانب بوديوم خشبي مرتفع به مايكروفون دقيق ليقف خلفه المحاضر عندما

ناداها فهد من بعيد وطلب منها تجربة المايك...

اشارت له بكيف؟؟

فأشار لها بأن تقول شي ...

هزت رأسها بالرفض فصرخ فيها غاضباً : خلصينا ...لا تنزليني من الدرج ...

ترددت قليلاً ثم أمسكت المايك وقالت فيه: 1 2 3 4 ...

اشار لها بأن تغّير...فكرت قليلاً ثم فقالت بصوت قوي: أن الغزو الامريكي للعراق

أثبت أن العالم قد اضحى بدون ضمير وأن العرب تحديداً اصبحوا في تخاذل لسماحهم

بهذه الجريمة النكراء بالحصول في بلد شقيقة وتناسوا أن دورهم قادم ...


كان فهد واقف على سلم ضخم مندهش لما سمعه فتركه فصفق لها ثم رفع لها ابهامه

مؤيداً وكاد أن يسقط فأمسك فيه ثانية وهو ينظر لها وقد خجلت وابتعدت عن

البوديوم ثم نزلت عن المسرح ومشت حتى وصلت اسفل الدرج وسألته : خلاص؟؟

كل شي مثل ماتبغي؟؟ انا استأذن ..

رد وهو يراها تخرج من الباب الخشبي الجانبي : لا والله ...مهب كل شي مثل ما

ابغي.. بس شسوي ؟؟ مهب بيدي..



في الطريق الى البيت


كانت عائشة تفكر في المنحنى الخطير الذي اتجهت له علاقتها مع فهد ( انا اللي

عمري ماسمحت لرجال انه يكلمني بهالطريقة يجيني هذا ويطلّع كلام مني ومادري

شلون؟؟؟ هو اللي متغير...وايد...ياخي يدافع عني عند العميد ...صاير رجال ... احسه

صاير ...مادري ...صاير ..شهم ...صاير حقاني ...بس اكيد لو وحده غيري بيسوي

معاها نفس الشي..


دخلت عائشة للبيت ووجدت العنود في الصالة مع محمد وناصر وقالت: ابغي غدا..

ميته من الجوع..

محمد: ماخبرنا ميته تكلم وتمشي!!!!

عائشة: مهب وقته كلش استعباطك ...بعدين ...الحين مهب وقته..

نظرت له واكتشفت أن ناصر معهم ...اقتربت وسلمت عليه وسألته عن اهلها: شخبار

ابوي ؟؟ فديت ابوي؟؟

محمد وهو يضع اصبعه على شفاته ثم يصر صوت ويقول:خرطي ...كله خرطي.. يوم

صار الصج قلتي عندي جامعة..

لم ترد عليه عائشة بل التفت للعنود وسألت: تغديتوا؟؟

العنود وهي تبتسم: الحين بنحطه ..روحي غسلي ايديج..

محمد: الا روحي صلي ...ماتفكر الا بالبطن...

عائشة: ناصر ...شوفه والله ان فيني الصيحه ...مستفرد فينا من راحوا ابوي وامي...

ناصر: يضحك معاج يدري انج مصلية ...معليج منه ...روحي اغسلي ايديج وتغدي

معانا...


نادتهم العنود الى الغداء وجلسوا حول طاولة الطعام وعندما شاهد ناصر مكبوس

الهامور ابتسم وقال: حي الحياة ...هذا الاكل الزين ...بطني نشف من المشاوي

التركية...

غرف لنفسه حتى امتلأ صحنه فقال ناصر: خل لنا شوي يبه ...احنا بعد خاطرنا ناكل

هامور مهب انت بس...

ناصر: كيفي ...هذا غداي ...انت اكل المشخول...

ضحكت العنود وقالت لهما: الصحن مليان ...شفيكم ؟؟؟ يكفيكم انتوا الاثنين .. اكلوا

فيه العافية...

نظر لها ناصر بأمتنان ورد: في جسدج...

عائشة:نسيت ناصر... الحمدلله على السلامة...

ناصر: الله يسلمج...

محمد: تو الناس..توج تحمدين له بالسلامة ...وانتي تزطين؟؟؟

عائشة: قصدي عشان يده...رجع وهي سالمة....

ضحك ناصر عليهم...


كانت العنود تأكل ببطء وهي تراقبهم وتفكر ( متى بترجع هالطاولة تمتلي مرة ثانية

وعلى راسهم ابوي الله يرده لنا بالسلامة ؟؟)


بعد الغداء

جلسوا في الصالة قليلاً وسأل محمد: الحين هم متى عزموا يجون؟؟

ناصر: قالتلهم الدكتورة انها في هاليومين ممكن ترخصه... بس ما يجهد نفسه

وبيستخدم الكرسي شوي ...

محمد: عيل لازم نبلغ الطيران عشان اللفت...

ناصر: في معاهم واحد من المكتب الطبي طول الوقت وفيه واحد من السفارة مطرشه

لنا واحد من اللي زاروا خالي في المستشفى ...يسوي لنا كل شي ...

محمد: جزاه الله خير..من ذيه ؟؟ اعرفه؟؟

ناصر: لا ماتعرفه...ابوه يعرف خوالي من زمان ...


صاح جرس في رأس عائشة ولكنها لم تعلق بل ظلت مستمعه وهي ترى العنود

تصب لهم الشاي وعندما صبت لها رفضت وقالت: مابي...مقفله بروح ارقد وارتاح

عشان اخلص اللي عندي ...وراي شغل مهم بكره...

محمد: وش هالشغل !!! اخبرج تداومين في جامعة متى اشتغلتي؟؟؟

عائشة:يا شين اللقافة...بكرة مناظرة كولين باول عندنا اللي احنا مرتبينها... والعميد

ملعوزنا ..مهب كفاية اني لازم اقابلة واعامله زين وانا اكرهه كره العمى... ناصر:

بووووه ..توه جايكم !!! انا قلت خلصتوا...

عائشة: بكره ان شاء الله ...بكرة المغرب بنفتك منه...

ناصر: الله يعينكم ...يالله ...انا بروح ارتاح شوي قبل لا اروح الشركة...

العنود: ناصر ...شخبار ام شربل؟؟

ناصر: المسكينة ...كلمتها من هناك واجلت السفره وان شاء الله بتجي هالاسبوع..

العنود: عاد علمني قبل عشان اجهز لها...

اشار ناصر لأنفه وهو يبتسم فردت العنود: عليه الشحم..


انصرفت عائشة وبعدها ناصر وبقيت العنود مع محمد ...






♫ معزوفة حنين ♫ 23-12-10 06:28 AM

في العصر

كان ناصر اول الحاضرين للشركة اخذ يتصفح الملفات التي وضعها عصام على

المكتب وغرق في العمل حتى اطل عليه عصام وطلب منه أن يجمع له مهندسين

المشاريع بعد ساعتين ...

عند منتصف الليل عاد لبيته متعباً ليجد عشاءه بانتظاره كانت العنود قد ارسلت له

رسالة تخبره فيها أنها اعدت له شطائر خفيفة وسلطة وبعد ان بدل ثيابه وتعشى امر

اخطر بأن يعد له شاي الكرك وينصرف..جلس باسترخاء على الاريكة يشاهد التلفاز

وهو يشربه حتى استقر على فيلم كوميدي ...احس بنفسه فيما بعد أنه غفا بدون أن

يشعر من شدة تعبه ...فذهب لسريره وهو مغمض العينين بعد ان اطفأ التلفاز ...



في نفس الوقت

كانت العنود تتصفح بريدها الاليكتروني فوجدت رسالة من حسن وعندما فتحتها

وجدته قد بعث لها أغنية لحسين الجسمي ...تقول


وجْدِ قلبي يوم قفواشلّوا المهجة وراحوا

وارْحلوا عنّا وحنّا كنا نتمنى لقاهم

سامحالله اللي جرحني ليش جرحي استباحوا

ما رحموا كل المشاعر ما دروا قلبييباهم

لي أنا محبوب غالي ليش صدوا وليش شاحوا

لا هقينا البعد منهمولا يعوضنا سواهم

شطوا المعشوق والله ليت تموا واستراحوا

كل جرحٍبالمحبة صعب منهم من غلاهم


لاح طيفٍ من حبيبي سهر عيونيوناحوا

وانقضى بالليل كله ترقب عيوني جداهم


لك هديت الحب وافيوالحبايب لي تهادوا

ما نسى واحد لثاني والوفى وثق هواهم



حبيبتي


لا تحلمين أني بخليج له ....انتي لي ....لي انا بس ...



تساقطت دموعها وهي تقول : الحين يا حسن ...الحين تقوللي حبيبتي...للأسف

تأخرت وايد ..وانا ماقدر اكون سبب في مرض ابوي....

في نفس الوقت كانت ليلى تفكر بناصر الذي انشغل طوال اليوم ولم يلحظ حتى

وجودها ولن يلحظ وجودها طالما هو مع العنود وانّبت نفسها ...( انا ليش للحين افكر

فيه ...صج ماعندي سالفه...الريال راح بطريقه.... واصلاً هو من متى حطني في باله

؟؟؟ انا اللي كنت اتحلم لين قمت على العالم الحقيقي )



في اليوم التالي

وبعد ان انتهت عائشة من محاضراتها الصباحيه صلت الظهر ثم توجهت مع ظبية

الى الكافتيريا لتشتري لها غداء خفيفاً لتذهب للمسرح ...دخلوا ووقفوا في الطابور ثم

اختاروا لهم شطائر دجاج وجلسوا شاهدت حمد يجلس ما صاحبه وعلى الطاولات

حوله جلست فتيات من الجامعات الاخرى وينظرون له ...يتحدثون عنه وهم

يراقبونه ...كان يجلس هناك غير مبالي بأحد وما أن انهى غداءه حتى غادر

المكان...تنهدت عائشة عندما رأته وهو يمر بالقرب منهم واكملت شطيرتها ثم قالت

لظبية: تعالي معاي المسرح..

ظبية: عندي محاظرات نسيتي؟؟

عائشة: بيلعوزني فهد مثل امس ...لي شافج معاي يمكن يصطلب..

ظبية: تقصين على نفسج ..من متى فهد يفتكر في حد لا انا ولا حتى ابوي بيهمه...

عائشة: صدقتي ... بس اليوم انا مهب متفرغه...

ظبية: استحملي ...اليوم بتفتكين ...اخر يوم خلاص...

عائشة: تهقين؟؟ هذا مافي فكه منه ...المفروض انه اخر كورس وبيتخرج بس

مايندرى...



توجهت الى المسرح وهي تجر رجلها بملل وبدون حماس حتى دخلت من الباب

فوجدت الجميع بالداخل وعرفت من موزة أن الضيف توجه للفندق وسيتواجد في

الجامعة في الرابعة عصراً وأنه قد تم تصويره من قبل الصحافة وبجانبه السفير

الامريكي وانها كانوا حوله ومن المؤكد انهم سيظهرون في الصور في جرائد الغد..


ففكرت ( الحمدلله مارحت ..هذا اللي ناقص يوم اطلع في الجرائد اطلع مع واحد نذل

مثل ذيه..لو جورج كولوني كان معليه بتفيزر معاه بس ذيه....لو يموت..)


رأت فهد يتحدث مع عبدالرحمن على المسرح وهو يمسك بيده اوراق كثيرة التقت

عيناهم للحظه وعندما ابتسم ابتسامة ساخرة خفظت من بصرها ثم توجهت مع موزة

الى حيث جلست كارولين وجلسوا معها على المقاعد التي جهزت للجمهور واخذوا

يتناقشون في ما حصل في الفندق وكيف أنه وصل برفقة 4 جنود من المارينز هذا

خلاف الحرس الذي تواجد معهم من السفارة..بالاضافة الى الحرس الخاص من

الداخلية القطرية حضروا في سيارة سوبربان سوداء فقالت: حشى رئيس دولة ...كل

هذي حراسة !!!!!!!! حتى اميرنا ماعنده هالحراسة ...

ردت موزة: لأن شعبه يحبه والدار امان ...


تقدم منهم فهد وهو يسأل : شالاخبار؟؟

ردت موزة بابتسامة عريضة: ماشي الحال ...شفت باول شلون يعاملونه

vvip ؟

فهد وهو ينظر لعائشة: شي طبيعي لأنه عسكري مخضرم وجنرال مشهور... بس

انتو شتسوون؟؟

موزة: نسولف ..وننطر..

فهد: شتنطرون ؟؟ قوموا اشتغلوا معانا...

موزة : خلصنا شغلنا ...

فهد : ما خلصتوا ولا شي بس الا قاعدين تعقرون ...صح عائشة؟؟

عائشة: مالي خص في حد ...

فهد: اظن ان اسمج مكتوب معانا في الاعداد ...والا انسحبتي الحين؟؟

عائشة: دوري كان في تصميم الهانداوت وصممته ...وامس رتبت القاعة ...وبس

الحين دور غيري...

فهد: من قصدج ؟؟

عائشة: لو سمحت ....انت مهب توك مشغول ؟؟؟ احنا مانبغي نعطلك ....

فهد: Ouch.. شفيج عائشة ...صايرة شرسه...

عائشة: قطوة قالولك؟؟ اوف ...انا بطلع شوي ...

راقبها فهد وهي تخرج مستاءة وهو يبتسم ...





بفضل من الله


انتهى الجزء


اختكم العوده


الملكة الام



♫ معزوفة حنين ♫ 23-12-10 06:29 AM

الجزء الثاني عشر وقبل الاخير




في جامعة جورج تاون




اثناء محاضرة الضيف الامريكي وقفت عائشة بالقرب من الباب ولم

ترضى بالجلوس مثل اغلب المجموعة ووقف عبداللطيف وسليم

وكارولين على اطراف القاعة وجلس فهد في اول مقعد من صف المقاعد

الاخيرة وحال رجلين من الامن الامريكي والقطري بينها وبين الباب

والتي اختارت أن تقف هناك علها تتسلل لخارجها وقد ظنت بما انها


تعلق بطاقة المنظمين انها ستتمكن من ذلك ولكنها عندما حاولت بعد

نصف ساعة اشار لها الامريكي بأصبعه بالرفض ...اغاضتها الحركة

ولكنها ولأول مرة لم تستطع عمل شيء لأنه كان بحجم الباب نفسه

واقترب منه الضابط المواطن ووضح لها بهمس أن الابواب لا تفتح الا اذا


انتهى الضيف لأسباب امنية...لقد اخافها الامر ففضلت أن تذهب بكرامتها

لتجلس في اي مقعد فوجدت مقعد امام مقعد فهد وعلى الطرف ايضا

فجلست عليه بهدوء واخرجت الايبود من حقيبتها واخذت بفك السلك


الابيض لتضعه في اذنها تحت غطاء رأسها فمال عليها فهد والذي كان

يراقبها وهمس في اذنها:


لا تشغلين الايبود ...يمكن يصير شي وما تسمعين وتتوهقين ...


التفتت عليه رافعة حاجبها ولم ترد عليه ... ووضعت السماعات واختارت

لها اغنية طويلة واخذت تسمعها ...كان الكرسي الذي بجانبها فارغا

وفوجئت بفهد ينتقل بخفه ويجلس عليه فنزعت السماعة اليمنى وهمست

بغضب : شجايبك؟؟


فمال عليها وقال : عشان احذرج وماتطيحين في مشكلة ...


عائشة : مشكور... بخلي سماعة .... يلا ارجع مكانك ...


نظر للخلف ورأى أن الضابط الامريكي ينظر لهم ...فقال: ماقدر قاعدين

يطالعونا..


ولكي لاتحتك به ضمت عائشة رجليها ووضعت واحدة فوق الاخرى فظهر

حذاءها المنخفض فابتسم وقال لنفسه : لابسه اخر موضه بعد

الجلاديتور ...


اخذ يراقبها بحذر لئلا تلحظه فرأى ساعتها الشوميه ذات السوار

المطاطي البرتقالي والاطار الماسي ...ولم تكن ترتدي اي خواتم ففكر

( معليه ...شكلها عملي وما اعتقد انها بتلبس خواتمها الالماس مثل

البنات اللي هنيه اللي مهب مصدقين نفسهم ...حتى شنطتها خرج ..بس

تنطوي في حضنها مهب يابسه وكبيرة كنها شايله شنطة سفر...العباة

بسيطة وشغلها اسود ناعم مهب عرس مثل غيرها ... يالله خشمها فيه


انفه..كله رافعته ...يحق لها ... يحق لها اللي مايحق لغيرها ... صدق


خالد الفيصل



يوم قال


من يقول الزين مايكمل حـلاه كل شيء في حبيبـي أكتمـل
الله إللـي كملـه والله عطـاه مابقى للزين في خلـي محـل







لكن ...هل عويش حبيبتي ؟؟ يمكن ...احلى الاوقات عندي لين اكون

حولها ..وين رايح يافهد ..وش نهاية طريقك؟؟ شتبغي من

البنت ...ومزنة اللي محيرينها لك من كنتوا صغار؟؟؟ مادري.. كان كل

شي عادي عندي والحياة تمشي بمنتهى الملل وحتى البنات كانوا كلهم

مثل بعض ...لين دشت عويش حياتي ...دشت وصارت هيمحورها ...بس

انا سينير وقريب بخلص وهي توها ..يصير خير...لين اخر يوم يحلها


رب العالمين ...المهم الحين ...وانا الحين قاعد جنبها وهذا يكفيني ...في

الوقت الحاضر بس ... )



في اليوم التالي اجتمع معهم العميد يهنئهم ويناقش معهم اخطاء حصلت

سواء في التنظيم أو في التنفيذ....واحست عائشة بنظرات فهد تحاصرها

كلما التفتت..صحيح انه يضايقها ولكنها داخلياً بدأت تسعد لأهتمامه

بها ...تناقض كانت تضيق به كلما فكرت به...



لم يوجه العميد لها في ذلك الاجتماع أي ملاحظه فظلت صامته وظل فهد


صامتاً ايضاً ...حتى انتهى الاجتماع وتفرق الجميع وظل فهد يتبع عائشة

بنظراته حتى خرجت من الغرفه وخرج بعدها ووقف عند الباب وأخذ ينظر

لها وهي تبتعد في الممر الى أن عطفت لليمين وغابت عن نظره وأحس

بالحزن يغمره ...والملل ... وفكر

( مابقى الا شهر ....وبخلص ...وعقب بروح عنها ...وبتختفي عن

عيوني.. حتى لو رحت مجلسهم كل يوم مستحيل اشوفها...يعني انا اروح

مجلسهم عشان اشوفها بس؟؟ لكن مجلسهم برا ....وانا صرت استانس

لي رحت هناك...القعده هناك غير عن اللي في مجلس عمي.. يتكلمون في

كل شي الا التجارة والا المشاريع... وساعة صدر...كان زين تقعد هي

معانا ...تقعد حذاي بس مثل الافلام مخفيه...محد يشوفها الا انا...ولا حد

يكلمها الا انا...بس بيقولون عني مجنون...مهب صاحي اكلم عمري!!!


طز...المهم انا مرتاح ...محد له خص فيني..) هز رأسه وقال: وش


هالكلام ...صدق استخفيت ...جننتني هالبنت...






بعد عدة ايام



عاد ابوجاسم للدوحة مع ابنه وزوجته واستقر الوضع به بعد أن تم تطبيق

اوامر الطبيب التي قالها لهم كلها مما ضايقه كثيراً..لكن لم يكن


ليستطيع شيئأ حيالهم فهم اكثر منه واقوى ....حالياً....لقد قال مره لجاسم

عندما منعه من تناول طبقه المفضل ( البلاليط بالسمن العداني ) بأنه

سيكتب كل مايملك باسم محمد وناصر ويحرمه لعقوقه معه...وكان رد

جاسم ابتسامه حنونه لأبيه وقال : وهذا حلالك وانت سو اللي


تبيه... يكفيني اللي عطيتني اياه طول عمري... انا نفسي كلي لك ...


صد عنه اباه وقال بغضب: قص علي ...تمسكن علي...بتشوف ان

ماسويتها...


ناولته زوجته كأس عصير طازج وهي تقول: ولدك يحبك يابوجاسم..


امسك الكأس وقال: يحبني وهو يعدني بزر عنده...؟؟ماتشوفينه انتي!!!


زوجته: والله اللي اشوفه ...جاسم شايلك من فوق الارض من خوفه

عليك...



ابوجاسم: هذا اللي اقصده...متى بترجع شغلك؟؟ لي متى وانت تارك كل


شي على راس ناصر المسكين؟؟؟


جاسم: بكره ان شاءالله...انت بس تامر وانا انفذ...الله لا يخلينا منك ...


هدأ ابوجاسم قليلاً وتظاهر بمشاهدة الاخبار على قناة الجزيرة وشده

منظر لقبيلة بدائيه لم تصلها يد الحضاره في اعماق الامازون في

البرازيل وظهر رجالها وهم بالكاد يرتدون ما يستر به عوراتهم ونسائهم

كذلك ...حدث غريب أن يحصل في القرن الواحد والعشرين....ياسبحان

الله ...قالها بصوت عال ثم اتبعها بسؤال اغرب: عيل يمكن يأجوج

ومأجوج عايشين ومحد لقالهم مثل ذولا؟؟؟؟



جاسم: ممكن ...كل شي ممكن ...أنا اذكر حديث حق الرسول صلى الله

عليه وسلم رواه البخاري انه دخل على على زوجته زينب بنت

جحش - رضي الله عنها – فزعاً وهو يقول ( لا إله إلا الله، ويل

للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من سدِّ "يأجوج ومأجوج" مثل

هذه، وحلق بإصبعه الإبهام والتي تليها، قالت له زينب: يا رسول

الله أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال: نعم إذا كثر الخبث....)



العنود: والخبث الحين كثر وبشكل غير طبيعي....


جاسم : وفيه حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم

قال: ( إن يأجوج ومأجوج يحفرون السد كل يوم، حتى إذا كادوا يرون

شعاع الشمس قالوا: ارجعوا فستحفرونه غداً فيرجعون فيعيد اللـه السد

أشد مما كان، حتى إذا أراد اللـه أن يبعثهم خرجوا يحفرون السد فقال

الذي عليهم إذا ما رأوا شعاع الشمس: ارجعوا وستحفروه غدا إن شاء

اللـه تعالى فيعودون فيرون السد كهيئته التي تركوه عليها فيحفرونه


ويخرجون ) لأنهم بس قالوا اخيراُ ان شاء الله !!! تخيلوا؟؟


عائشة: يمههههههه ..من وين لك كل هالمعلومات ؟؟؟


جاسم: توني مخلص كتاب عنهم ...تعرفين وش اوصافهم ؟؟؟


عائشة: لا...


جاسم: يقولج ...هاذول.. عراض الوجوه، صغار العيون، شقر الشعور،

وجوهم مدورة كالتروس...


عائشة: كأنه هالاوصاف في سيبريا؟؟؟


جاسم: ممكن بس مش اكيد ...ناس يقولون انهم المغول بعد...


العنود: ما اعتقد ...المغول طلعوا قبل وغزو المسلمين وعقبها

اسلموا ....


ام جاسم: بسكم ... كل هذا في علم الغيب....ناصر بيجي على العشى والا

نتعشى عنه ...؟


جاسم: بتصل فيه...بشوفه..

اخبره ناصر أنه بالقرب من المنزل...فطلبت ام جاسم أن يجهزوا

العشاء ...دخل ناصر ومعه محمد يتحدثان واوقف محمد ناصر للحظه

وتقدمه للصالة ونظر لعائشة وتأكد أنها تلبس الشيله فناداه ثم سلم على

الجميع وجلس بجانب اباه واخرج مسباحه الكهرمان الذي يمسك به

طوال الوقت وامر عائشة: صبي حق عمامج قهوة ...


قامت عائشة من مكانها وصبت في فنجان لناصر واخر لجاسم واخذ

محمد يلعب بمسباحه بعصبيه وشاهدها وهي تضع دلة القهوة مجدداً في

الصينية فنهرها :

ارجعي صبي لي...صبت له وناولته الفنجان وهي تقول: ماقلت

تبغي....قلت صبي حق عمامي وانا طعت كلامك...

محمد: هههه ...ظريفه..

عائشة: من شفت هالعيون المجفنه وانا قلت انا مزاجك معفوس...ما

تشبع رقاد ياخي؟؟؟


نظر لها محمد نظره جافه ولم يرد عليها..


جاسم: شعندك مساعه يوم اتصل فيك تقول انك صرت مشهور؟؟؟


محمد وهو يعتدل في جلسته: اييه...ماشي ...بس صارت سالفه من كم


يوم والدوحه والشباب قطعوني بالتلفونات ...


جاسم: طبعاً انت بطل هالسالفه...


ابتسم محمد وجذب انتباه الجميع واخذوا ينتظرون...فبدأ حديثه :من

اسبوع كنت مع واحد شامي يشتغل معاي في مشروع واشتكى لي من

واحد ماخذ منه 100000 في مشروع ...وهو حس انه يقص عليه وطالبه

بفلوسه ... ومارجعها له للحين..... وكان مواعده يمر علينا في الكافيه

وجا ... والا ذاك البليه اللي نازل من موتر VXR كامل الزيادات

موديل السنة وكاشخ جنه بيعّيد اليوم سلم علينا وقعد ...عرّفه علي وقعد


يسولف ...ويتكلم بالملايين ..وانا اسمع ...وعقب ما راح نشدت

الرجال ...: عندك رقمه الشخصي ؟؟


قال: ما اظن ..بس ليش؟؟


قلت له : ولا شي ...بس ابغي اتأكد من شي...العقد اللي بينك وبينه اكيد

مكتوب فيه الرقم ..طرشه لي في مسج...ويوم طرشه كلمت واحد في

الداخليه وقلتله بطرش لك رقم جيك لي عليه ...شوف عليه شي؟؟؟

ونسيته...عقب رحت اصلي العشا وعقبها رحت عرس واحد من الربع

والجوال على الصامت طبعاً وانا راجع البيت في الليل انتبهت ان الجوال

مارن وتذكرته والا رفيقي حاشرني بالمكالمات... وكلمته والا الرجال

منصدم وقال لي: انت وين لقيته هذيه؟؟؟ عليه امر قبض 7 قضايا احتيال


اغلبها على مواطنين ...باكثر من 5 ملايين ...قلتله اني حسيت

يوم واجهته انه كذاب ...وان وراه شي...وعلمني رفيقي أنهم مهب

قادرين يصيدونه لأنه منخش ومغير بيته ...وانهم يبغوني اساعدهم

يقبضون عليه...


هنا ....اقتربت عائشة منه وجلست على الارض بجانبه وضمت ركبتيها

بيدها وأخذت تستمع له بأنصات...ابتسم ناصر لمنظرها وابتسم اكثر

عندما لمح العنود تنضم اليها ...



اكمل محمد وكأنه يروي احداث فيلم اثاره : ووافقت اني اساعدهم ولأنه

حرني لأنه شايف عمره علي وهو حرامي ومحتال فقررت أني اخليهم

يقبضون عليه في مكان حيوي مليان شباب عشان ينفضح

عدل ....ووصيت الرجال يبلغه اني باشتري منه نصيبه واطلعه من يد

هالمحتال وانه لازم يقابلني عند مطعم مندرين ..


العنود: وشمعنى مندرين؟؟ المكان هناك ضيق وزحمه...


♫ معزوفة حنين ♫ 23-12-10 06:30 AM

محمد: غايته ...المطعم دورين وواجهته زجاج وكله مليان شباب ...وفيه

صالة رياضيه مقابله وبعد واجهته زجاجيه ...يعني فضيحه دبل ...


ثم ضحك ضحكه شريره ...

عائشه: انزين...

محمد: انزين وشو؟؟؟

عائشه: كمل ...لا تحرمصنا ..

محمد: اها...تبغيني اكمل ...اقول عويش ...انا عطشت ...ريقي نشف ...

روحي صبي لي ماي ...


قفزت عائشه مسرعه لتنفذ طلبه وهي تصرخ : ياويلك ان كملت قبل لا

ارجع...


وفي ثواني كانت امامه تمسك بيدها كأس ماء وناولته اياه وعندما شرب

منه قال:

بارد ...بمرض ...انتي تبغين تذبحيني...

جاسم: لا تلعوز البنت وحط القلاص حذاك لي دفا اشربه ...وفكنا من

الحشره ...

محمد: عشانك انت بس...( ثم اكمل ) ... وفي الوقت المتفقين عليه

وقفت في المواقف قدام المطعم وقعدت انطره انا ورفيقي اللي متورط معاه

وقعدته ورا.. ويوم وصل الا معاه المحاسب ..الاخ مستانس قال بعد بقص

على قطري وركبته قدام ومحاسبه ورا وعذري ان المطعم سنداره

ووافق...


وقعد يتكلم ويتفلسف ...وانا اسمع وعقب شوي اتصلت بالرجال بدون

مايحس وهو يهذر وذاك يسمعه والا يقولي ...انت من ؟؟؟ من يعني محمد

؟؟؟ وش وضعك في هالبلد؟؟؟ قالها بطنازه ...سكت عنه ومسكت

اعصابي لأني انطر الربع...وعقب قال:


انا ما اشتغل الا مع اكابر هالبلد بس....


وفي لحظه....والا مواتر الخويا والشرطة تدور في المكان وووقفت قدامي

كروزر ووراي كروزر ثانيه مالت الخويا وسكروا علينا ووراهم سيارتين

شرطه ونزلوا وتحاطوا السياره وطقوا على جاماتناوطلبوا البطاقات

الشخصيه...وعطناهم ...

وعقب الا ينزلونا ويقبضون عليه ...والا اقولهم ...رجعوا بطاقات الباقي

مالهم خص ...

دزه الضابط على السيارة وسألني : تبغيني اتوسد فيه؟؟؟ انت بس امر...

قمت التفت عليه وسألته : عرفت الحين انا من ؟؟

والا يقول وهو فيه الصيحه : سويتها فيني يا محمد؟؟ بلغت عني وانا

ضيفك ...

قلت له: انا اساعد القانون ومادام مخالفه ...مافيه ضيفي ولا ضيفك..

الاخ طلع كاتب كل شي بأسم مرته وانسباه عشان جذيه ماصادوه...

جاسم: بكره مرته بتروح حق حد من الكباريه وبيطلع بكفاله..

محمد: واشدراك انه راحت له المركز وصرخت عليهم وهددتهم كان

يقطها الضابط في الحجز كم ساعة وطلعها والا هي علومها علوم....عقب

طلعوه كفاله ونصب له على كم واحد ورجعوا صادوه مره ثانية والحين

مقطوط في السجن مره ثانية...

ابتسمت العنود وقالت ...: اكشن ...من ورانا؟؟؟ بالسر...

محمد: اصلاً لو معلمكم ...كان الحرامي درا وشل عليه...

العنود: بل ...بل ...شدعوه...شقالولك ؟؟؟ وكالة رويتر؟؟؟

محمد: العن...انتوا يالحريم حد يقولكم سر؟؟؟ ثاني يوم يلقاه منتشر في

المنتديات... مهب بس في الفرجان...


ضحك الرجال لكلامه ونظرت له امه نظرات ناريه ابتسم على اثرها

والتفت الى ناصر ووجده ينظر له متصنع الغضب فقال: وجهكم مهب

وجه سوالف مثل سوالفي...الا...العجوز متى طيارتها؟؟؟؟

ناصر: اي عجوز؟؟

محمد: بعد فيه غيرها...ام شربل ..

ناصر: ام شربل عجوز!!!!

محمد وحاجباه ارتفعا : لا ابد...اسمحلي ..طيارة البنت متى؟؟

ناصر: بكره الظهر...بتروح المطار معاي؟؟

محمد: اذا بتجيب معها بنت ولدها المزيونه بجي...

ناصر: الحين المره بتجينا لأنها قاعده هناك بروحها .. من وين اجيب لك

حفيدتها؟؟؟

محمد: عيل مني بمخاويك...عندي دوام...

جاسم: هالدوام اللي على كيفك...البارحة كني شفت موتر الشغل في

الطبيلة؟؟؟

محمد: ايه...كنت مواصل معاهم واول ماوصلنا الضيف المطار شليت

عليه وجيت حق فراشي...رجعتها مساعه لهم...

جاسم: اقولك على كيفك الشغل والا موتر مثل هذا شلون يكون في بيت

مدنيين !!!

عائشة: ليش ...؟سيايرهم غير...

جاسم :طبعاً ...ما شفتيها السودا اللي فيها مخفي اسود وحتى

الصدام ...وتوايرها غير بعد....لأنها ضد الرصاص...

عائشة: ايه ...شفت جمسي جذيه مع سيارة كولن باول يوم جانا

الجامعة... فيها شباب قطريين لابسين غتر وعقل ...

محمد: هذول ربعي ...

عائشة: كان زين دريت المساكين كانوا مستنفرين من دخل لي طلع ....

محمد: ولو دريتي كان شسويتي؟؟ بتعزمينهم على شاي في الكافتريا؟؟؟

عائشة: لا طبعاً ...بس.. كان سويت لهم باي باي ... هذول من ريحة

اخوي حبيبي..

محمد: حبج ضب جوعان من سنتين ...قال بسوي لهم باي باي...انا

الغلطان اللي اضيع وقتي مع ناس مثلج...



قام من مكانه وصعد لغرفته لينام ...فهو لم يشبع فقد قام ليصلي فقط

والان لديه الليل بطوله ليكمل نومه...قبل أن يذهب لعمله في اليوم

التالي...


اخذت العنود ترتب مع امها لأستقبال ام شربل ونادت الخادمة ودخلت

معها الى الجناح بجانب الدرج والذي كانت تقيم فيه في كل مره تزور

البلاد مع أنها تذهب لناصر في بيته عندما يتواجد فيه وتبقى معه قليلاً..

وكانت احياناً هي التي توقظه في الصباح وتفطر معه من اللبنه والزعتر

وزيت الزيتون الذي تحظره معها في كل زيارة...كانت لا تأكل الا من

منتجات ضيعتها والتي زارها ناصر بنفسه اكثر من مره وسكن في بيتها

القديم المبني من الحجر مثل كل بيوت الضيعه الجبلية...




في اليوم التالي في مطار الدوحة الدولي


كان ناصر واقف امام موظف الجوازات مع صديقه المسئول في المطار

ينتظر أن تصل ام شربل ...كان بعض الموظفين يرتدون لباسهم الوطني

لذا لم يكن غريباً ان يتواجد ناصر في تلك المنطقة الممنوعه على الناس

كافة...أخيراً رأها كانت تمشي ببطء وهي تستند على عصاً خشبيه وفي

ظهرها حدبه صغيرة...كانت ترتدي غطاء رأس ابيض ربطته من الامام

وفستان كحلي منقط بالابيض يصل الى تحت الركبة..وتحمل حقيبة يد

سوداء قديمة في يدها الاخرى لكز ناصر صديقه فعبر الصاله وعرف عن

نفسه لها وأمسك لها يدها بيد وباليد الاخرى امسك عنها حقيبتها

الصغيرة ووجهها لضابط جوازات الذي اخذ جوازها منه بمجرد أن فرغ

من مسافره قبلها وفي ثوان قليلة انتهى من التدقيق ووضع ختم الدخول

على جواز سفرها وهو يقول الحمدلله على السلامه يا حجه..


لقد اعتقد الموظف انها مسلمه لأراتدئها الحجاب ونسى أن الحجاب

مفروض في كل الاديان...

وما أن عبرت الممر القصير حتى تقدم لها ناصر وحياها وقبل لها رأسها

وهي تردد:

تئبرني يا ابني ...الله يرضى عليك...


سلم ناصر ورقة برقم الحقائب للمراسل الخاص بالشركة لينتظرها وأكمل

طريقه مع ام شربل..عندما ركب معها السيارة وجلس بجانبها رجع به

الوقت وتذكر كيف استقبلته هو وخاله وصديق خاله اللبناني والذي

اكتشف لاحقاً انه الاخ الاصغر لها...كان قد حصل للتو على الثانوية وقرر

خاله أن يكمل دراسته في الجامعة الامريكية في بيروت ويتخصص في

ادارة الاعمال ليساعده في ادارة شركته في المستقبل. امسكته من يده

عندما لاحظت خجله الشديد وجلست معه في الصالون واعطته قطعة

شكولاته واخذت تسأله بحنان بالغ عن عمره وعن اهله وعن الاكل

الذي يحبه وعما اذا كان يحب الكلاب مثل ابنها شربل؟؟ ام القطط؟؟؟

كانت تعيش في تلك الفتره في شقة في الروشه في عمارة كبيرة تطل

الشرفة الكبرى فيها على الكورنيش دأب على الذهاب للجامعة مشياً على

قدميه حتى في الشتاء القارص وتحت الامطار ...لم يكفه المصروف

ليركب سيارة اجره فتحمل كل شيء...تعود أن يحسب الليرات القليله التي

تعطيها له ام شربل اول كل شهر عندما تستلم التحويل البنكي لها

وله ...كان من النادر أن يسهر مع اصحابه في مطعم او كازينو او أن

يتقابل معهم في احد المطاعم ...وكانوا في البداية يحسبونه بخيلاً الى أن

عرفوا الحقيقة مع الايام ....وأذا حضرافراد العائلة جميعاً لقضاء الاجازة

الصيفيه في لبنان كان يعيش كملك لشهرين لا يحسب حساب اي

شي...مع انه كان يخجل من طلب زيادة مصروف لمعرفته كم يدفع خاله

رسوم ومصاريف الدراسة والكتب الجامعية ... لكنه عمل في وظائف

مؤقته ذات رواتب بسيطة لتساعده على العيش هناك وليتدرب على الحياة

العملية ...وقد صقلته تلك الحياة المليئة بالتجارب وجعلته على ماهو

عليه ...شخصية قوية مجربه له معرفه كبيرة بالناس اهلته ليمسك مكان

خاله في الشركة وبكل سهولة...


تذكر مباني الجامعة القديمة والتي كبرت حتى أن السكن الطلابي كان

ضمن المباني له مدخله من ضمن مداخل عده ...تذكر المطاعم للوجبات

السريعة التي اصطفت بجانب المكتبات العريقة التي تخدم الطلاب

والاساتذه والتي عندما زارها من سنتين تفأجا بأن مكتبة واحده فقط هي

التي ظلت وتحولت الباقي الى مطاعم فهي ذات ربح سريع وحزن لذلك ...


انتبه لنفسه عندما اقترب من بوابة منزله فضغط على جهاز تحكم صغير

ففتحت ودلف للداخل الى توقف عند باب فيلا ابوجاسم ونزل بسرعه

ليفتح باب السيارة ويساعد ام شربل على النزول التي قالت له بمجرد أن

لمست قدمها الارض : شوشبك

يا ابني؟؟ ماكنت ترد علي ؟؟؟ شو اللي تاعبك ؟؟؟

ناصر: الشغل ...كنت افكر في الشغل ...اسف...

ام شربل: بعدك بتتأسف ؟؟

ناصر: مش لأي حدا ...بس للي يستحقه ...

فتح لها الباب بعد أن صرخ بصوت عالي : حد هنيه؟؟؟ معاي ضيفه...




سمع صوته ابوجاسم وزوجته واشار على العنود أن تسرع لتساعد ناصر

فنهضت مسرعه لتسلم على الضيفه والتي اخذت تنظر لها بغرابه وقد

وضعت يدها في يدها لتساعدها مع ناصر فسألته: لك ناصر...مني

هالصبيه الحلوه ؟؟؟


ناصر وهو فرح: هذي العنود ...نسيتيها ...لازم راح تكون حلوه واحلى


من الحلا نفسه لأنها مرتي...


ام شربل وقد لاحظت احمرار وجه العنود: تجوزت ناصر بدون


ماتخبرني؟؟؟ ياعيب الشوم عليك ...


ناصر وهو يضحك: مهب زوجتي ...زوجتي ...بس ملكت عليها ...


ام شربل : شو يعني اتجوزت يأما لا؟؟


ناصر: والله وهقه...انا عقدت عليها بس لسه ما عملنا العرس ...


ام شربل: ايواا...ما عملتوا العرس لئجي..وهيني جيت ...امتى العرس؟؟؟


ناصر: متى ما بغيتي...احنا بأمرج...


ام شربل: الله يرضى عليك يا ابني..ليش مائلتي قبل لحتى اشتريلك هدية

مرتبه..


ناصر: جيتج اهنيه احلى هديه ...سلمي على خالي وزوجته الحين ...


سلم الجميع عليها وبعد أن ارتاحت قليلاً تم تقديم الغداء .....

♫ معزوفة حنين ♫ 23-12-10 06:31 AM

في المساء في بيت ناصر



كانت ام شربل تنتظر ناصر في الصالة لينزل من غرفته ويجلس



معها ...وأمامها صينية صغيرة بها وعلبة قهوة وعلبة سكر وكوبين



صغيرين وركوه صغيرة على موقد صغير معد للرحلات وما أن سمعت



صوت خطواته على الدرج حتى اشعلت النار لتعد القهوة لهما ..



كانت تحتسي القهوة عندما سألته: بتحبا يا ابني...؟



ناصر وقد وضع كوبه على الطاولة التي امامه : اكثر من مما



تتصورين ..



ام شربل: لكن ليش لهلأ ؟؟ ليه ما اتجوزتا؟؟؟



ناصر: لأنها ربت وهي تشوفني اخوها الكبير ...لازم اعطيها فرصه



تشوفني كزوج..



ام شربل: وشو عم تعمل لتغير هالشي؟؟؟



ناصر: ولا شي...



ام شربل: انا صحيح ختيرت لكن لهلأ بفهم في حكي النسوان...



ناصر: عندج حل؟؟



ام شربل: من اول ما وصلت وأنا عم راقبكم...واللي شفتُه انو هالبنت



ضامنتك..



ناصر: مافهمت...!!



ام شربل: بدي اعطيك مثل..ابو شربل بزمانتوا كان بيموت فيني ...وانا


كنت بعرف وكنت ضامنه حبه ...وكنت اتصرف على هالشي...لحد مافيوم


شفتُه عم يحكي مع جارتنا المطلقة...وهي عم تتدحك...كنت رح جن ..بس


ماقلت شي.. ويوم تاني لئيتو قاعد معها تحت الشجرة وعم يشربوا


قهوة ...وهيك لسمعت من الناس انو عم بينزل يشتريلها اللحمه .. لهون


وبس ...عملتلوا قتله بس رجع عالبيت... وصرت عيط عليه وهو عم


يدحك...ومن يوما ولحد ما اختاروا الرب ...وانا معو بكل مطرح وما


خليت هالجاره ولا غيرها تحكي معو...لوحدو...لما حسيت انو بدو يضيع


من ايدي تركت كل اشي ورجعت الوه...



والعنود لو حست انوا بدك تتركا بتعرف شو بدك تضيع من ايدا...


ناصر: بس شلون ...


ام شربل: انت لازم تعرف لحالك كيف...



في مساء اليوم التالي



في بيت ابو جاسم



كانت العائلة مجتمعه جميعاً عدا محمد كان في عمله..جلس ابوجاسم


واخوه وزوجته وجاسم وناصر وام شربل وجاسم والعنود...



دخلت عائشة للصالة وكانت وكأنها تبحث عن شيء عندما سألها ابوها:


شدورين عليه..


عائشة: ادور الكيكة اللي طرشتها لي رفيجتي اليوم...مالقيتها في الثلاجة


قلت يمكن حطوها على حد الطاولات هنيه...


ابتسم وقال: كيكتج؟؟؟ الله يعوضج خير...راحت...بح...


عائشة باستغراب: فيه العافيه يبه...كلتها كلها ؟؟؟!!!!!


ابوها: لا يابوج...كلوها الفقارى ...


عائشة وقد حولت نظرها لأمها : أي فقارى يمه؟؟؟


امها: ياهو اليوم جاتج دعاوي حلوة وانكتب لج فعل الخير انتي


ورفقيتج...


رفعت حاجبيها وضمت ساعديها لصدرها وقالت: بس انا قاطعه منها


قطعة حق ابوي ... وديتي لهم كيكة ماكول منها!!!!


امها: عادي...انا قلت بدال ماتخترب في الثلاجة...ياكلونها اليتامى عيال


ام سيف..ماتصدقين شقالت يوم اتصلت...قالت ان بنتها الصغيرة كانت


تحن تبغي كيك وانا ماعندي فلوس حق هالخرابيط ...يالله يالله تكفي لي


اخر الشهر وهي متفرغه... وشوي والا الجرس يطق والا سواقكم جايبه


جان احطها قدامها المسكينة ما صدقت خلصتها هي واخوانها...جزاكم الله


خير فرحتوا هاليتامى...


شفتي جاتج دعوة في ظهر الغيب...



الاب: تراها مهب زينه ..اللي تسويها العنود احلى ..


ناصر: اكيد احلى..يكفي ان العنود تحط ايديها فيها ينزل العسل ويحليها..


خجلت العنود من كلماته ورد جاسم: اوهو علينا ...يقص عليج لا


تصدقين..




اقتربت عائشة من ابيها وقالت بقهر: يبه شوف مرتك..كل اللي عندنا


تاخذه وتعطيه الفقارى..تصدق ساعتي الالماس اللي شريتها لي العام


لقيتها حاطتها مع اكسسوارات قديمة وكانت بتوديها وفي اخر لحظه


انتبهت لها وخذتها منه...


امها: حد يقل ساعة الماس في درج مع خراويش!!!!!





فجأه فتح باب الصالة ودخلت منه ام هارون وهي تصرخ وبصوت عالي:


الحقوا علي...قبضوا على هارون...



وقف ابوحسن وسأل : وشو؟؟؟


اكملت صراخها: تعال ودني له ...


ابوحسن: اوديج وين؟؟؟


ام هارون: مركز العاصمه ...امش قدامي ...وتصرف ابغيه يرجع معاي


البيت...


ابوحسن وهو يمسك بذراعها ليخرجها معه: لا حول ولا قوة الا بالله...


امشي..امشي..


ظلت واقفه مكانها وصرخت في ناصر وجاسم وبوقاحه: وانتوا؟؟؟؟


بتقعدون هنيه مثل الحريم؟؟؟ ايب لكم شيّل؟؟


هز ناصر رأسه وقام...ومعه جاسم وهو مستاء من زوجة عمه ...وقال:


الله اعلم بأيش مسّود وجهه هالمره ...حسبي الله عليه كانه ملعوزنا معاه


هالثور...امش خلنا نشوف اخرتها معاه...



في الطريق..



كانت هذه الجمله هي الوحيده التي كررتها ام هارون على مسامع زوجها


حتى كاد أن يفتح باب السيارة ويقذفها منها...( ولدي ماسوا شي اكيد


متبلين عليه...)



في سيارة جاسم



كان جاسم يردد جملة اخرى...( الحين احنا شلنا خص فيه؟؟؟)


ثم اكمل: هو اخو ولد عمنا... خلهم هم يتلتهون معاه...الحين هو يتتدلع


واحنا اللي نتوهق!!! حسبي الله عليهم... اظن عمي كان فاقد البصر


والبصيره يوم خذاها .. مهب مثلي ..كنت فاقد النظر بس ...والا حد فيه


ذرة عقل وياخذ هالمره...لا والمشكلة خلاها على ذمته وجاب عاهات


منها...اما عمي!!!!



عندما دخلوا على الضابط المناوب بمرافقة ام هارون بالرغم عنهم...


وبعد شرح صلة القرابه اخبرهم الضابط انه تم القبض عليه مع عدد من


اصدقاءه بتهمة اقامة حفل زواج مثلي في قاعة احد الفنادق ...


ام هارون : مثلك يعني وشو؟؟؟ حفل ضباط؟؟؟


فسر الضابط : لا ..ياخاله...يعني جنس ثالث...


ام هارون: شنو يعني جنس ثالث؟؟؟ الحين في ارقام حق هالاشيا بعد؟؟


ابو حسن بغضب: بس خلاص...قومي لا تفشلينا...


ام هارون: مهب قايمه قبل لا اعرف تهمة ولدي...


جرها ابو حسن وهو يصرخ فيها: قومي ولا تزيدين الفضايح...ولدج


مسود وجهه.. تسمعيني؟؟؟ مسود وجهه ...وقومي معاي والا بتشوفين


شي ماشفتيه...



ظلت واقفه مكانها وقالت بتحدي: منيب رايحه وولدي هنيه...


وفي لحظة رفع ابوحسن يده وضربها على وجهها بقوة سقطت على


المكتب فأمسكه ناصر وجاسم ليبعدوه عنها ووقف الضابط وهو يقول


بغضب: مايصير هاللي سويته...انتوا في مركز شرطه مهب بيتكم!!!



هدأ ناصر من الوضع وطلب من جاسم ارجاعهم للبيت ومن ثم العوده


اليه...ووعد ام هارون انه سيحاول مابوسعه لمساعدة ابنها بشرط ان


تعود مع زوجها ...




فيما بعد في منزل ابوحسن


كانت ام هارون منهاره جالسة على الارض وتلطم رأسها بكفيها وهي


تبكي وتندب حظها وحظ ابنها المتعوس وذلك بعد أن شرح لها زوجها


الموضوع ونوال على المقعد امامها غير مصدقه اللي حدث...وفجأه وقفت


واخذت تصرخ في وجه امها: كله منج...كله منج دلعتيه لين استوى جذيه


وفضحنا ...الله ياخذه فضحنا ..الحين الناس كلهم بيدرون ...بيخرب علي


حياتي...واكيد ناصر الحين مهب معطيني ويه...كله منج خربتي


حياتنا...امحق ام ....



ابوها وعندما شاهد الموقف يتأزم قرر أن يعمل ما يبرع


به ...الهرب ...الى اي مكان ...الى بيت اخيه ...الى عائلته الحقيقة التي


يحبها وتحبه...




في مركز العاصمه


ناصر وقف في الممر بجانب جاسم ...وهمس له: كنا بنقول انه رايح


يتفرج .. والا الاخ لابس لبس بنات...لازم المحامي يتصرف بكره ...مبين


انه الموضوع كبير...معاهم عيال كباريه



جاسم: اقول ...خلنا نروح البيت وبكره المحامي يتصرف...انا منيب راجع


هنيه..






بفضل من الله



انتهى الجزء




اختكم العوده



الملكة الام

♫ معزوفة حنين ♫ 23-12-10 06:32 AM

الجزء الثالث عشر والاخير






بعد شهر




في مكة المكرمة



كان ابوحسن في جناحهم في فندق هيلتون يتوضأ لصلاة المغرب وهو


يذكر الله ثم ذكّر زوجته انهم سيقابلون الشيخ بعد صلاة العشاء لذا


سيبقون في الحرم وطلب منها أن تستعجل ابنها ليلحقوا على الصلاة ....



كانوا هناك بعد أن نصحهم ناصر بهذا ...حجز لهم السكن والتذاكر


وتحدث مع صديق له ليتفق مع شيخ دين ليعطي هارون دروس دينية عن


حالته وليوعيه في امور دينه والتي لم يعرفها قط...وتذكر ماجرى وهو


يمشي ببطء ليلحق به هارون والذي كان في حالة ضياع واضحه...وقد


حلقوا له شعره الطويل واصبح يمشي وهو ينظر للأرض ...



كان ناصر قد التقى بمعالج نفسي بعد الفضيحه ليستشيره وبعد جلسه


استمرت ساعات طلب أن يرى هارون وأخبره أن اغلب الدراسات العربية


والاجنبية اثبتت أنه بالامكان علاج الانحراف الجنسي بالدين


وبالزواج ...واراه مواقع امريكيه احدها لجمعية مسيحية تذكر كل


الحالات التي تم علاجها بالتوعيه الدينية وثم الزواج.... ثم اخرج له


مقالات كتبها علماء المسلمين وفي النهاية اعطاه الحل الذي يثق


بنجاحه ...



جلس ناصر مع خاله ابوحسن بحضور ابوجاسم نقل لهم كل ما قاله


المعالج حتى وصل للحل...


ناصر: علمني عن طبيب نفسي مصري اسمه أوسم وصفي فتح له عيادة


خاصة بعلاج المثليين ....وكيف ان الناس هاجموه في البداية وبعدين


سكتوا...


ابوجاسم: وشكثر يبغيليه العلاج؟؟؟


ناصر: الفلوس والا الوقت؟؟


ابوحسن: الاثنين....


ناصر: الجلسة الوحدة ب200 جنيه والوقت من سنة لي 10 سنين حسب


التحسن بعضهم يتحسننون عقب سنة وبعضهم عقب سنتين...بس ترى


هو مهب ساحر ...الموضوع يبغيله صبر ...لازم تعرفون انهم بيصلحون


غلط 30 سنة في اقل من 5 ...تتخيلون الوضع؟؟؟وعقب مايخف لازم


يتزوج...


ابوحسن: ومن اللي مهب صاحي ويناسبه عقب فضيحته...


ابوجاسم وبدا انه قد فكر في الموضوع: من بره البلاد اكيد...ومادام


علاجه في مصر نزوجه هناك بنت حلال مسكينه تصبر عليه أذا


اصطلب ...بس لين نزوجه من بيقعد معاه هناك؟؟؟


ابوحسن: امه..اكيد محد غير امه...هي اللي ماربته ولا خلت حد


يربيه ...خلها هي تتلته...انا حدي بيت الله وعقب برد البلاد...


ابوجاسم: وبيتها؟؟ وانت ؟؟؟ وعيالها؟؟؟


يبتسم ابوحسن بسخريه : الله يهداك يابوجاسم..الحين هي تدري عني


والا عن بيتها والا عيالها؟؟؟ ونوال بيجيها نصيبها وبتروح ....





في نفس الوقت في بيت ابوجاسم



كانت العنود تتصفح مجلة Hello وهي تضع رجلاً على رجل عندما فُتح الباب


ودخلت عائشه ويبدو عليها الضيق ولم تسلم بل صعدت لغرفتها بصمت بعد أن اثارت


استغراب اختها ...تلفتت حولها واكتشفت أنها لوحدها فوضعت المجلة على المقعد


وقررت أن تخرج للحديقة لتتمشى قليلاً ارتدت غطاء رأسها ثم اتجهت للفناء ومشت


قليلاً ثم غيرت اتجاهها ومشت للحديقة الخلفية ولم تتنتبه لناصر الذي دخل بسيارته


للتو ولمحها من بعيد وفرح لأنه اشترى لها شكولاته ريسس ... ولا لحسن الذي رأها


فقرر أن يلحقها لكن من جهة بيتهم لتلتقيه في اخر الطريق وقد أحس انها ستتجه


لشجرة الصفصاف الكبيرة في زاوية الحديقه والتي مالت بجذوعها المورقة للأسفل


لتصبح مُظله للمكان ...بدت الحديقة مظلمة قليلاً مع أن الاضاءه توزعت على


اطرافها على شكل مصابيح طويلة ...



وقفت العنود بجانب الشجرة وأخذت تتأمل الحديقة التي صممتها والدتها


بنفسها مع المزارع هبت نسمة هواء عليله حركت الاوراق واصدرت


صوتاً غريباً فاستندت على جذع الشجرة وسرحت في حالها مع ناصر


ومدى رومانسيته معها والتي اكتشفتها مؤخراً في شخصيته واعجبتها ,,


فكثيراً ما كان يفاجأها بباقة ورد تسعد بها أو عدد من الواح شكولاتها


المفضله حتى مجلاتها ...لقد كان يعلم ما يسعدها بالضبط لقد بدأت تحس


بأحاسيس جديده معه ...احاسيس غريبه لم تفهم معانيها ... وفجأه


أحست بيد على كتفها فالتفت مبتسمه لظنها أنه ناصر جاء لها عندما


فكرت فيه وقالت : شدراك اني افكرفيك ؟؟



تقدم قليلاً فاكتشفت انه حسن وليس ناصر فجفلت وعادت للوراء قليلاً


بخوف وارتباك وتقدم لها اكثر وهو يمد لها ذراعيه ليمسكها وهو يقول:


لأني انا بعد كنت افكر فيج.. ورجعت عشانج...


العنود: الحين ؟؟؟ رجعت متأخر ...متأخر واييد...


حسن: ليش ؟؟؟ للحين ماتزوجتوا؟؟؟ قوليله انج تحبيني...قوليله انج


ماتحبين غيري.. وانج انغصبتي عليه ولو انه ريال بيهدج ...انتي للحين


ماصرتي في بيته.. للحين فيه وقت ...أنا احبج وماراح اتزوج غيرج


حياتي...



لم ينتبها لناصر الذي ما أن سمع هذا حتى اسرع بترك المكان وكأنه لسع


من عقرب... دخل بيته ولم يسمع اخطر وهو يكلمه وصعد لجناحه وفتح


الباب ووقف وامسك غترته وعقاله ورماهم على الارض ثم فتح أزرار


ثوبه لأنه احس بضيق وصعوبه في التنفس ثم جلس على اقرب مقعد


وأخذ يتنفس بقوة وهو يمسك بقلبه ويحس بألم غريب وكأن أحداً


يعصره ...صرخ : اههههههههههههه



وقفت العنود امام حسن مادة يديها للأمام لتمنعه من الاقتراب منها وهي


تقول: حسن... انا نطرتك سنين وانت كنت مستهتر فيني...كنت تحسب


أني لمجرد اني بنت عمك فأنا ملكك.. ويوم رحت لغيرك جاي تقول انك


تحبني..وانك ما راح تتزوج غيري... تأخرت وانا صرت مرت ناصر


الحين وهذي رغبة ابوي...وانا مستحيل اكون سبب مرض ابوي... أنا


اسفه ياحسن ...انساني ...والله يوفقك مع وحده غيري وويوفقني مع


ناصر...



تركته واسرعت للداخل ولغرفتها واغلقت الباب خلفها ...


بعد وقت أحسه سنه ...قام ناصر من مكانه ودخل الحمام وتوضأ وصلى


ركعتين وأخذ يدعو ربه ....يدعوه بأن يزيل الضيق عنه وأن يدله لطريق


الصواب... مضى الوقت وهو لازال على سجادته وعندما قام بحث عن


هاتفه النقال واتصل لجاسم ليخبره أنه سيسافر في الصباح لعمل


مستعجل وسأله جاسم: والسفره هذي جات فجأه.!!


ناصر: أنا كنت مأجلها من كثر الشغل ...بس الحين لازم اروح وانت


عندك كل شي..


جاسم: ياخي شلون تروح بدون ماتشرح لي بالضبط وش اللي


بسويه...؟؟


ناصر: انت ماتفهم ؟؟؟ اقولك اللي تم عادي...وبعدين ياخي هذي شركتك


والا شركتي؟؟؟ ليكون تحسبني عبد عندكم ؟؟؟


جاسم: اكرم عليك ...انت شيخنا كلنا ....هدي ياخوي...شفيك مستوي


كبريت؟؟


ناصر: مافيني شي ...انا بسكر الحي عشان ارقد وراي قومه من الصبح...


جاسم: لحظه بس...وين بتسافر..؟


تردد ناصر قليلاً ثم قال: لبنان...


جاسم: الله يحفظك...



لاحظ جاسم أن ناصر بدا غاضباً وغير طبيعاً بالمره..وقرر أن يعطيه وقت


ليهدأ حتى الغد وسيتصل به في المساء ليعرف ...




اقفل ناصر الخط ورأى كيس الشوكولا فأخذ ورقة بيضاء من الطابعة


وأخذ يكتب بقلمه ...



الى العنود



الظاهر أن علاقتنا كانت فاشله من البداية ...احنا الاثنين رضينا بزواج


مش متكافى عشان خاطر ابوج اللي للحين اغليه اكثر من ابوي ...ولو


قال لي احذف نفسك في البحر بطيعه وبدون تفكير...بس الظاهر لازم


العلم يجيه منج...لازم انتي تقولين له انج تحبين ولد عمج وانج للحين


مانسيتيه عشان يطلقج مني وتقدرين تكملين حياتج مع اللي


تبغينه..وتأكدي أن اللي يسعدج يسعدني...


ناصر




طوى الورقة ووضعها بين الواح الشوكولا وفتح حاسبه الالي المحمول


ودخل يبحث في الشبكة العنكبوتيه عن اقرب رحلة الى بيروت ووجد


طائرة الاتحاد ستغادر في الرابعة وأربعون دقيقه فجراً فحجز بالانترنت


وطبع التذكرة الالكترونية واخذ يجهز حقيبته بدون تركيز وارتدى جينز


ازرق وقميص قطني ابيض وقبل الرحلة بثلاث ساعات كان في المطار


يكمل اجراءات السفر وتوجه لصالة الدرجة الاولى وجلس هناك ينتظر...



هناك في غرفة عائشة حيث كانت تحس بالبرودة فجذبت اللحاف عليها


مع ان المكيف مغلق ...وأخذت احداث اليوم تمر امام عينيها ببطء ...كانت


في مكتبة الجامعة تدرس لوحدها عندما أحست بمن يجلس في المقعد


بجانبها فرفعت عينها وإذا به فهد وقد التف بجسمه تجاهها وهو يشبك


اصابع يديه وبدا على وجهه القلق والتعب عندما رفع رأسه بغرور وسلم


عليها فردت عليه وعادت لكتابها وهي مضطربه وتفكر ( شيبي ذيه؟)


فهد: عايشة...ابغي اكلمج في موضوع ...تسمحين لي؟؟


عائشه: اعتقد أن الموضوع الوحيد اللي كان بينا انتهى ...ولا خذنا عليه


درجات مثل الناس...


فهد: أنا ابغيج ....في موضوع ...ماقلت بينا موضوع...



نظرت له عائشة نظرة غاضبه ولم تنبس ببنت شفه فأكمل وهو يبتسم:


أنا بروح واشنطن عقب التخرج عشان اخذ الماستر...


عائشة: وأنا شدخلني تقولي؟؟؟ روح علم رفيجاتك..


فهد: أنتي الوحيدة اللي فالدنيا اللي لازم تعرف ...ماعاد فيه حد مهم في


حياتي غيرج..



لم تقاطعه بل اخفضت رأسها من الخجل وهي تفكر أنه يحول بينها وبين


الممر لتهرب فالجدار خلفها ...


فهد: انتي دخلتي حياتي وغيرتيها ...كل اللي حولي لاحظ أني فهد


جديد...واحد ثاني.. طلعتي أحسن مافيني ...مادري كيف ....بس


قدرتي ..بقصد أو بدون قصد قدرتي.. محتاجج


جنبي ...عايشه...تسمعيني؟؟



هزت عائشه رأسها ثم وقفت ودفعت الطاولة قليلا ثم مرت بجانبه


وهربت ....وهو ينظر لها باستغراب وهي تختفي ...لقد توقع اكثر من


ردة فعل لم تكن هذه واحدة منها...




في المساء في منزل ابوجاسم


دخل محمد الصالة وجلس وهو يبتسم فسأله جاسم : شعندك؟ شكلك


مسوي مصيبه..


همس محمد: ماينفع يسمعونها الشيبان..


جاسم: قول وبسمعك...


محمد: كنت رايح مع عبود خويي ناخذ تذاكر مسرحية طارق العلي ويوم


رجعنا سيارتي لقينا كامري لاصقه فينا والسواق فيها ....قام عبود يحن


علي يبغيني اريوس واقوله ماقدر الرجال لاصق مايسمع ويصارخ علي


وانا احاول وماقدر.. واطل اكلم السواق ويسوي نفسه مايعرف عربي


ويسفه لي وغربلوني الاثنين وانا بينهم ...وبغى ينبط راسي قمت


ريوست عليه بالعاني ودعمته والا ينزل يصارخ بالعربي علي ...خذت


سكين عندي فالدرج ونزلتله وانا مفور...


جاسم: سكين؟؟؟


محمد: اقولك رفعوا ضغطي ...المهم نزلت وانا رافع له السكين واصرخ


عليه والا ينسى العربي ويرجع يتأتأ : كفيل ...كفيل ...ويأشر على سيارته


واشوفها انخفست وسيارتي بس انشمخت...قمت رجعت وقعدت فالسيارة


وفهم عبود اني مهب متحرك من مكاني قام ونزل له وتوهق معاه في ا


الحر والرطوبه...وانا قعدت العب في البلاك بيري ...جزاهم ...محد قالهم


يحرقون قلبي...


جاسم: والسيارة؟؟


محمد: رحنا مركز الشرطة وكتبوا تقرير..عادي عندي تأمين...


جاسم: خبل ...شقولك...؟؟ مافيك فايده...اسكت خل نشوف ابوك وش


يشوف... مندمج من القلب.. من هالشيبه اللي حاطين صورته يبه؟


محمد: كاتبين اسمه المثقف الألماني اليهودي الشهير هنريك برودر ..


ابوجاسم: هذا يابوك واحد الماني مشهور كان دايماً يكتب عن الاسلام


والمسلمين اشيا شينه ...حتى أنه مّره قال حق شباب اوربا هاجروا لأن


اوربا بتنقلب مسلمه... وسبحان الله عقب ما عدى عمره الستين أعلن


اسلامه...


ام جاسم : سبحانه الله راد له الحين وعقب هالعمر...كل شي مقدر


ومكتوب بالدقيقة..


جاسم: بس يقول أنه كان عدو للاسلام والمسلمين طول هالسنين.. ماتم


شي ما كتبه.. سبحان الله ...

♫ معزوفة حنين ♫ 23-12-10 06:32 AM

حضرت الخادمة بيدها كيس صغير اعطته العنود وقالت انه من ناصر

فقال ابوجاسم: الا وينه ناصر اليوم لا حس ولا خبر...

جاسم: سافر الصبح عنده شغل مستعجل .

محمد: لا.. مهب الصبح أنا البارحة وانا جاي البيت حول الساعة وحده

ونص شفته مخالفني في الشارع ...استغربت وش مطلعه هالوقت بس

قلت يمكن طالع يتمشى اتصلت فيه بس طلع مسكر جواله...



انصدمت العنود وهي تسمع الحوار فأتصلت بناصر بتلقائيه ووجدت خطه

لازال مغلق...ورأت جاسم يحاول ايضاً وبلا فائده...


جاسم: غريبه...المفروض وصل من زمان بيروت ليش للحين مسكر

جواله..


محمد: يمكن حط خط لبناني...ماعندكم رقمه ؟؟؟

هز جاسم والعنود رأسهم بالرفض...

ام جاسم: لا تحاتون ...بيتصل...اكيد بيتصل ..


اخذت العنود الكيس وصعدت لغرفتها وهي حزينه وتفكر: غريبه!!! حتى

ما مر وقالي !!!ولا عطاني البطاقة!!! ولا سألني اذا محتاجه شي!! ولا

اتصل!!! عمره ما سواها!!!


قلبت الكيس على السرير فسقطت محتوياته ورأت الشوكولا وبينها ورقة

مطويه.. سحبتها باستغراب وفتحتها وهي تحس بضربات قلبها تزداد

وبعنف ...احست أن الورقة بها خبر سيء...يبين غموض سفرته

المفاجأه....وقرأت الحروف بصعوبه.. وقرأتها مرة اخرى ...واعادت

قراتها مرة ثالثة ...وعندها أحست بأنه ربما شاهدها مع حسن...وفهم

غلط...تساقطت دموعها على وجهها وهي تفكر ( اكيد الحين هو

متضايق...الله اعلم هو وينه والا شمسوي؟؟؟ هو .. لو بس يفتح

تلفونه ... بشرح له كل شي...)


انتظرت العنود الى اليوم التالي حتى تحدثت مع جاسم في الموضوع

عندها قال : وانا اقول الرجال مهب طبيعي ...ثرج انتي ورا السالفه..أنا

لله وانا اليه راجعون ..

العنود: وش العمل الحين؟؟؟ من امس اتصل والجوال

مسكر...باستخف...حتى رقاد ما رقدت...

جاسم: واكيد هو بعد مارقد اللي ماقدر يقعد في البلاد ولا ينطر للصبح...

العنود: عندك رقم ام شربل؟؟ يمكن تعرف شي...

جاسم: لا طبعاً...ما كنت محتاجه...

العنود: تصرف...اذا ماتصرفت بسافر له...

جاسم وهو يبتسم: وين تسافرين؟؟ تعرفين وين هو ؟؟

العنود: اقولك ... اسأل في الشركة ...هم اللي حجزوا حق ام شربل اخر

مره اكيد عندهم معلومات...

جاسم: بكره أن شاء الله..ان الله احيانا...

العنود بخيبة امل : بكره؟؟؟

جاسم: عندوه ...الشركة مسكره والموظفين في بيوتهم...بكره يعني

بكره...

العنود: ويرقد اليوم بعد وهو متضايق؟؟؟

جاسم: قصدج ويسهر اليوم بعد وهو متضايق لأنه اكيد النوم مجافيه...



في ظهر اليوم التالي

في بيت ابوجاسم


كانت العنود تنتظر على احر من الجمر عودة جاسم من الشركة بعد أن

تعبت من عدم رده على مكالماتها المتكرره ...حتى سمعت صوته يصعد

الدرج فأسرعت اليه وسألته: بشّر؟؟

جاسم وهو متعب: الناس يقولون السلام عليكم ...

العنود: السلام عليكم ..بشّر.

جاسم: ماتنطرين لين عقب الغدا؟؟؟

العنود: انا انطرك من الصبح وبعد تبيني انطر لين تخلص غدا...اخاف

تقول عقب تبغي تقيل..قول عاد شسويت؟؟؟

جاسم وهو يدخل غرفته ويجلس على السرير: طلعوا لي الرقم وكلمتها..

العنود: طلع عندها؟؟؟ هو بخير؟؟؟

جاسم: هو بخير ...بس...في مشكله..

العنود: خير؟؟

جاسم: لما سألت من يخدمهم الاثنين قالت انها جابت حفيدة اختها تعيش

معاهم وتخدمهم طول ما ناصر هناك...لأنها وهي بروحها ما تحتاج الا

يطلون عليها في اليوم ساعة ويروحون ..ينظفون ويطبخون

وخلاص...بس ناصر متعود أن حد يخدمه...فجابت هالبنت..

العنود:So ؟

جاسم: اللي اذكره ان ناصر كان دايماً يقول ان بنات ضيعتهم مزايين..

واذا هالبنت اللي عندهم مزيونه وبتقعد عند ريوله وتخدمه وتعطيه من

الكلام الحلو اللي انتي خابرته...راح عليج ريلج...

العنود: تخسي ...هي والا غيرها يخسون...

جاسم بلؤم: عاد هي اللي هناك وانتي هنيه..ولا وبعد زعلان....بتراضيه

وبتنَسيه..

العنود وقد قربت دمعتها على النزول: شسوي؟؟ علمني شسوي؟؟؟

جاسم: وتطيعيني؟؟؟

العنود: في كل شي...واي شي..

جاسم: متى تخلصين امتحاناتج؟؟

العنود: باقي لي واحد انطره عقب يومين ...

جاسم: خلاص عيل بحجز لج ولي وعويش بعد إذا تقدر..ونروح لبنان

ونوصلج لي عنده تستسمحين منه واحنا نروح نصيع في الجبل لين

تخلصون..

العنود: وش بنقول حق هلي؟؟

جاسم: بنقول لهم بنروح دبي والا بوظبي كم يوم ...عادي..

العنود : يعني بنكذب عليهم!!؟؟

جاسم: احنا مهب مكذبين ...انا بقولهم ان بسفركم كم يوم اذا سئلوا

بقولهم قريب.. اذا معاي محد ينشد...لا تخافين...


العنود: بروح اشوف عويش..


دخلت على اختها ووجدتها ترسم خطوطاً على ورقة وهي تضع الايبود

أشارت لها بيدها وسألتها: اييييه ...

رفعت رأسها وسألت: هاه ؟؟؟

العنود:شيلي السماعة خلنا نعرف نكلمج.. انتي شسالفتج من كم يوم

وانتي مهب طبيعيه...؟

عائشة: اللي صار لي ما صار حق حد ....

العنود: شصار عووش ؟؟؟ قولي...

حكت لها كل ما صار وفي النهاية تنهدت بقوة..

تسألت العنود: شقصده؟؟

عائشه: مادري... خسبقني ...

العنود: مهب هو كله مطيح في مجلسنا؟ يمكن قصده شريف..

عائشه: فلم عربي هو ؟؟؟

العنود: يعني يبغي يتزوجج...

عائشه: حتى ولو ...ليش يقوللي ...احنا وين قاعدين...؟

العنود:وماجا مره ثانيه يوضح موقفه؟؟

عائشه: اصلاً انا من يومها ما رحت الجامعة...

العنود: انتي خلصتي الكورس؟؟

عائشه: من زمان ..الحين بس عندي بروجكت اكمله حق ماده deadline

يوم الخميس.

العنود: زين عيل ...شرايج...تروحين معانا لبنان؟

عائشة: وين؟؟ ليش؟؟؟

العنود: انتي صج راقده على اذنج...


وحكت لها بدورها ما حصل في الايام الماضيه...

عائشه: احجزوا حق يوم الخميس ..

العنود: بللللللللل تبغيني انطر 4 ايام!!!

عايشه: ههههه.. خلاص عيل بشتغل اليوم وبكره واحجزوا الثلاثا..

العنود: الصبح...بتخلصين بكره..

عائشه: عندوه...شفيج ؟؟ اقولج بحاول اخلصه فالليل... متى اسلمه؟؟

اكيد الثلاثا الصبح...احجزوا الظهر ..

العنود:يعني نوصل فالليل؟؟؟ متأخرين..

عائشة: تبغون والا روحوا بدوني... سبحان الله الحين عرفتي قدره؟؟

العنود: اصلاً طول عمري اعرف قدره وحتى هو ...اكيد بيفهم...انا متأكده

ناصر يحبني...

عائشه: قوللي أن شاء الله..

العنود: أن شاء الله..



في صباح يوم الثلاثاء

الساعة 9 صباحاً

دخلت عائشه مكتب الدكتور فيلبس وسلمته المشروع وخرجت منه

وتوجهت للمكتبة لتعيد الكتب التي استعارتها من أجل المشروع وبعد أن

انتهت واستلمت بطاقتها سمعت بالقرب من اذنها : كنت حاس انج

بتجين ...كنت اجي كل يوم الصبح وانطرج...


التفتت ووجدت فهد واقف خلفها وابتسامه ساحره مرسومه على وجهه

فأدعت الغضب وقالت: فهد ...لو سمحت...لا تحرجني ...أنا مهب راعية

هالسوالف..

فهد: ادري ...والله اني ادري...ولو ما ادري ماجيتج ...ولا نطرتج هالايام

كلها.. بس تستاهلين ...انطرج العمر كله مهب بس كم يوم..

عائشه وهي تتحرك من أمام الموظفه الاسيوية: فهد...

فهد: عيونه...

احست عائشه بالاحراج واحمرت وجنتاها والتفتت له بغضب: لو

سمحت ...انا لازم اروح المطار لا تأخرني..

فهد: انتي اللي لو سمحتي ...تعالي اقعدي شوي ....طيارتكم الساعة 3

...تو الناس..

عائشه بدهشه: انت شدراك!!!

فهد: قلتلج ..كل شي يخصج اعرفه...لأنه يهمني اعرفه...البارحه جاسم

قالي فالمجلس وطلب عناوين ورقم السواق اللي هناك ...ولا

تخافين ...الموضوع بينا احنا بس ... ممكن تقعدين شوي...


وسحب لها مقعد لتجلس وعندما اطاعته جلس امامها وأخذ يتأملها

لبرهه ثم بدأ كلامه: أنا ومن يوم ما كنت صغير واهلي محيرين لي مزنه

بنت عمي ...مع إن أحنا ربينا مع بعض مثل الاخوان ...وكنت مستعد

اكمل معاهم خطتهم لين شفتج... تغير كل شي ...وتغيرت حياتي

كلها ...قلبتيها فوق تحت...عايشه..انا ابغي زوجة توقف معاي ...زوجة

تفهمني وافهمها...زوجة اطلع وأنا مطمن أني تارك وراي مره سنعه .. ام

تربي عيالي بطريقة حديثه...طريقة نتفق عليها ...عايشه اذا خطبتج من

هلج بتوافقين؟؟؟

وفقت عائشة وقالت: جرب...

مشت عائشة بأتجاه الباب ولحق بها فهد: يعني موافقة؟؟؟

عائشة: جرب ...وبتعرف ...هذا اللي تعلمناه في الجامعة ...صح؟؟


خرجت عائشة وتركته واقفاً مكانه محتار من تصرفها معه...وفكر ( يعني

موافقة والا لا؟؟ الواحد شلون يعرف ؟؟؟ والله حاله ..)


في التاسعة واربعون دقيقة ليلاً حلت طائرة الامارات ارض مطار رفيق

الحريري وبمجرد أن انتهوا من تدقيق الجوازات مع ترحيب الضابط بهم

بحراره عندما علم انهم قطريون وجدوا السائق ينتظرهم بسيارة الدفع

الرباعي والذي اتصل جاسم به واتفق معه على أن ينتظرهم في ذاك

الوقت ...كان كل منهم يسحب حقيبة صغيرة بيده لذا لم يتأخروا لأستلام

الحقائب وخلال دقائق كانوا خارج المطار مروا على منطقة الضاحية

والتي ضُربت أثناء العدوان الاسرائيلي وتم تعميرها ثانية بدعم من ايران

ولاحظوا الفرق الواضح بين الشوارع الضيقة والغير نظيفة هناك وبين

شوارع الداون تاون الواسعة والنظيفة والتي وصلوها بسرعة ثم عطف

السائق على شارع ادخلهم منطقة الاشرفيه ومنها الى الشقة الفندقية

التي حجزوا فيها...

♫ معزوفة حنين ♫ 23-12-10 06:33 AM

في الصباح




كانت العنود أول من استيقظ حضّرت لنفسها كوب شاي بالحليب

وارتشفته لوحدها في الشرفة ونسمات الهواء العليل حولها طوال الوقت

وانتظرت الى الساعة الثامنة ثم ايقظت الباقي بعد أن طلبت لهم الفطور...

العنود: اذا ما قمتوا وبرزتو بروح بروحي مع السواق.... كيفكم ...


في خلال ساعة كانوا في الطريق الى جونية على طريق الاوتوستراد وبعد

نصف ساعة وصلوا جبيل وصعدت بهم السيارة الى اعلى جبل عنايا حيث

شاهدوا دير مار شربل وعدد من المصلين المتوجهين للكنيسة..واشجار

السنديان المنتشرة ... واخيراً ظهرت لهم ضيعة كفر سما ببيوتها

الحجرية المتفرقة وامامها اشجار اللوز الكبيرة..


وبعد أن سأل السائق عدد من الماره توقف بهم أمام بيت قديم بُني من

الحجر بدا صغير الحجم..وقال: هيدا بيت ام شربل...تفضلوا...

نزلوا من السيارة ورأوا ام شربل جالسة على كرسي خشبي قديم أمام

الباب صعدوا الدرجات القليلة وسلموا عليها وهي ترحب بهم وعندما

رأت العنود قالت: يا هلا .. اهلين والله بمرت ابني ...كيفك يابنتي...؟

العنود: الحمدلله... خالتي وين ناصر ؟؟؟

ام شربل: تفضلوا ببعت له البنت تناديه...هو جالس حد النبع...

العنود: لا خالتي ...انا ابغي اروح له اسوي له مفاجأه وين طريق النبع...

ام شربل وهي تشير بيدها : تطلعي من هون وتمشي عطول بعد تخلص

البيوت بتنزلي شوي بتلئي النبع ...رح تسمي صوت المي ...


تبعت العنود توجيهاتها وعندما اقتربت من النبع سمعت صوت عبدالمجيد

عبدالله يغني :



لازاد فيني الحزن





اكتم دموعي واون





واقول ابد ماابيك




واتذكر هوانا واحن





وين انت عني انا ..




وكلتني للعنا





ماكني الي هويت





ولاكننا نفسنا






عيشتني بــالوهم





قتلتني بــالالم ..





عودتني عالدموع





عرفتني عالندم






قلبي معاك رجعه





كلامك بيسمعه





قله يشوف الحياة





وان أنت ماتنفعه





علمت أن ناصر كان يسمع الايبود وحزنت لأختاره هذه الاغنية ...وقفت

قليلاً ثم نظرت الى مصدر الصوت فوجدت ناصر جالس تحت ظل شجرة

سنديان قديمة أمام نبع ماء ينزل من الاعلى والمكان المغطى بالعشب

الاخضر بدا كمنظر من الريف الاوروبي... سبحان الله ...كان يرتدي تي

شيرت بيج وجينز كحلي ...


انتظرت الى أن اقتربت منه ونادته: ناصر...

التفت ناصر بسرعة نحو الصوت واخذ يفرك عينيه ...ثم وقف مكانه

ورأها تقترب فتأكد انه لا يحلم فقال: العنود....انتي هنيه؟؟؟

العنود: جيت هنيه ...لك ...جيتيك وهديت الدنيا كلها...

تذكر فأدار ظهره عنها وعاد لجلوسه وهو يقول: شجايبج؟؟؟ ماقريتي

رسالتي؟؟؟

العنود: ولأني قريتها جيتك...

جلست بجانبه ولمست كتفه واكملت : انت فهمت غلط يا ناصر...حسن

كان حلم.. حلم سخيف كنت اعتقد انه حلو ...ولما تزوجتني ...حسيت

بتفاهة تفكيري...ناصر...كل شي كنت اتمناه لقيته فيك ...وانا معاك احس

بالامان واحس اني املك الدنيا وما فيها...انت اللي علمتني كل شي ...لما

اخاف اجيك وانا ادري انك انت اللي بتمحي الخوف... انا كل ايامي الحلوة

اللي عشتها وانت معاي تلاشت يوم حسيت انك بتبعد عني..صعب القى

كلام يوصف شعوري لك...انت شلون تتصور اني ممكن اعيش حياة انت

مهب فيها!!!! كيف تتصور اني ممكن انادي حد غيرك حبيبي!!!!

التفت لها ناصر وسألها : انتي متأكدة؟؟؟

ابتسمت العنود وردت: طبعاً والا ما كنت شفتني هنيه...

في تلك اللحظة ظهرت فتاة شقراء جميلة بيدها انيه صغيرة وضعتها

بالقرب من ناصر وهي تقول: الغدا استاز ناصر...

نظرت لها العنود بغضب وقالت: مشكورة ...ناصر بيتغدا معاي...اخذي

غداج...

ضحك ناصر على تصرفها وعرف أنها شعرت بالغيرة من الفتاة فسألها:

ليش تفشلين البنت؟؟

العنود: مالك خص...عشان جذيه قاعد هنيه ...عشان يحلى لك المكان

معاها...قوم اشوف ...قوم...

امسك ناصر يدها ونظر لها في عينها وقال بجديه: عنودي...تدرين انج

بكلمة وحده تنسيني كل اللي صار وتريحيني من الهم اللي

عشته..قبلج...كنت اعيش في وحده سنين وسنين ...كنت اكلم

روحي..والحين...بتملين حياتي علي ..تحبيني عنودي؟؟؟

العنود بخجل: اموت فيك ....

ناصر: اخ ياقلبي....انا اللي بموت...


في نفس الوقت

كان فهد يقنع اباه بأن يخطب له عائشة...

فهد: يبه ارجوك افهمني...انا كبرت الحين واعرف ان هالبنت هي اللي

ممكن تصير مرتي...مزنه مثل اختي واللي خاطبها الحين رجال معروف

فيه خير ليش ما تخلونها تروح في نصيبها...

ابو فهد: بتكسر عوايدنا...؟

فهد: باخذ لها هديه هي وامها ...رضوه ..على حسابك...صدقني هي ما

تبغيني.. بتستانس لأنها بتفتك...

ابوفهد: والله يابوك ..أذا بنت عمك راضيه.... توكل على الله ...

فهد: هي الحين مسافره..اول ماترجع نروح حق اهلها نخطبها..

ابوفهد: ليش مستعجل؟؟ انت بتروح تدرس وتقول ان هي تدرس؟؟

فهد: انا بروح اكمل وهي بعد تقدر تكمل هناك...هي نفس الجامعة...

ابوفهد: مرتب كل شي؟؟؟

فهد: كل شي اذا رضيت عني يا اغلى ابو فالدنيا...



بعدها بساعة


كان جاسم يتحدث مع عائشة بأنتظار العنود وناصر...

جاسم: عويش ...شرايج في ليلى؟؟؟

عائشة: اي ليلى..؟

جاسم: يعني اي ليلى ؟؟؟ ليلوه رفيقتكم اللي تشتغل عندنا في الشركة..

عائشة: شفيها؟؟

جاسم: اوهو علينا ...عويش ..شفيج؟ غبية؟؟

عائشة: اييه ..زينة..

جاسم: تنفع تصير مرت اخوج؟؟

عائشة: ما تصلح ...حمود بيجننها ...

جاسم: شدخل محمد الحين ؟؟؟ انا اكلمج عني انا ...هالبنت دشت مزاجي

بالقو... اخت رجال ... وتستحملني... مهما غربلتها تستحمل...

عائشة: البنت فقيرة ...ويتيمة ...حرام عليك...

جاسم: معليه ...لي خذتها دافعي عنها...الا وينها اختج؟؟ ليكون راحت

نبع في ضيعه ثانية...

عائشه: عطهم ساعة واذا ما جاو ..نروح ندورهم ...الحين بس

ارتحت ...يوم عندوه لقت حبها الحقيقي...



في المساء فالدوحة

كانت نوال تتحدث في الهاتف : حبيبي ابوي بيسافر عقب كم يوم لازم

تجي تخطبني قبل لا يوافقون على اللي جاي يخطبني ...

...: انا كلمت الاهل ويمكن نجيكم عقب بكرة ..بأكد عليج فالتلفون ...


كانت نوال اوقعت رجل متزوج اكبر منها بعشرين سنة في حبالها واصبح

كالخاتم في اصبعها ..ولكنها لم تكن تعلم ان زوجته الشريرة كانت تجهز

لها مفاجأة من العيار الثقيل...









النهاية






اختكم العوده



الملكة الام

♫ معزوفة حنين ♫ 23-12-10 06:33 AM





تمت بـ حمد الله ^_^ ..




بياض الصبح 23-12-10 07:12 AM


ربي يعطيج ألف ألف عافية

على النقل حنونتي

اختيار رائع ... بجد رواية روعه



... اللي حاب يحمل الرواية على ورد وتكست للجوال ...

... على هالرابط ...


http://www.liilas.com/vb3/t147664-20.html#post2575430








♫ معزوفة حنين ♫ 23-12-10 05:55 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بياض الصبح (المشاركة 2575434)

ربي يعطيج ألف ألف عافية

على النقل حنونتي

اختيار رائع ... بجد رواية روعه



... اللي حاب يحمل الرواية على ورد وتكست للجوال ...

... على هالرابط ...


http://www.liilas.com/vb3/t147664-20.html#post2575430















صبووحتي ..
عسسســـآإك عالقوووة ياقلللبي ..
:friends: ..




بنت المطــر 27-12-10 02:58 AM

تسلمين حنونه على القصه الرائعه استمتعت بكل حرف فيها

♫ معزوفة حنين ♫ 26-01-11 08:46 AM




ام رنو ..

يسسسسسللللمك ربي ..
نووو^_^ووورتي ..



nsamir 27-01-11 10:23 PM

جزاكي الله خير على النقل

جميلة الرواية

لووك ات مي 13-02-11 06:41 PM

خلصت والا باااقي بارت ‏‏!‏‏!‏


حلووه بس آحسها لسه ماانتهت ..


تسلم ديااتك خيتووه ..


♫ معزوفة حنين ♫ 24-11-11 06:18 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nsamir (المشاركة 2618903)
جزاكي الله خير على النقل

جميلة الرواية





وايااك يارب ..
نوووو^_^وووورتي ..



♫ معزوفة حنين ♫ 24-11-11 06:18 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لووك ات مي (المشاركة 2634910)
خلصت والا باااقي بارت ‏‏!‏‏!‏


حلووه بس آحسها لسه ماانتهت ..


تسلم ديااتك خيتووه ..






لا خلصت ^^ ..
حسيت نهايتها مفتوحة ..

يسسسللللمك ربي يالغلالالا ..
نوووو^_^وووورتي ..



ندى ندى 08-03-16 04:48 AM

رد: قيود الماضي ، للكاتبة : الملكة الأم ..
 
يسلمو حبيبتي ويعطيك العافيه

رواية جميله جدا وقمة الروعه

وبالتوفيق


الساعة الآن 12:33 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية