سلسلة خيال وتشويق ( سباق مع الزمن )1** اختيار صعب**
بسم الله الرحمن الرحيم
(سباق مع الزمن) هذه هي السلسلة الثانية من القصص القصيرة التي أقدمها للقراء ، مع السلسلة الأولى ( أجنحة الخيال) ... وكلتاهما في الخيال والتشويق والإثارة ... أرجو أن تنال إعجابكم ... والآن مع القصة الأولى من السلسلة الجديدة بعنوان ***** اختيار صعب ***** ********************************** في أحد النوادي السرية تقدم أحدهم مسرعا نحو باب إحدى الغرف المغلقة هيأ نفسه للدخول ، أخذ نفسا عميقا ، ثم طرق الباب بأدب كبير ، وانتظر الإذن بالدخول ... كانت فوق الباب كاميرا رقمية متطورة مخفية عن الأنظار بشكل جيد ، تلقط كل شيء في الممر المؤدي إليها .. وفجأة انفتح الباب ، فدخل العامل مسرعا ، ثم أغلق مجددا ... بدت له الغرفة متغيرة عن آخر مرة شاهدها ، فهو بالطبع لا يسمح له دائما بالدخول لهذه الغرفة ، إلا في حالات نادرة كهذه التي جاء من أجلها في هذا الصباح ... كانت غرفة جميلة بكل المقاييس، متعة للعين ، أرضيتها مفروشة بأرقى السجاد ... و جدرانها مزينة بلوحات زيتية جذابة ، والإضاءة فيها منتشرة بشكل رائع من خلال نوافذها التي صممت بدقة و مهارة عالية .... و بالقرب من النافذة الرئيسية الكبيرة يقع مكتب فخم صنع من خشب الماهونجي القوي الصلب ، يجلس عليه مدير النادي السري الذي لا يعرف أحد اسمه ، بل يلقبونه ب ( المايسترو) ... كان ( المايسترو) ملتفتا بظهره جهة النافذة الكبيرة المطلة على حديقة النادي الجميلة ، والتي تتوسطها نافورة كبيرة على شكل بجعة .... - هل اللاعبون جاهزون يا ( والتر) ؟ قال ( المايسترو) وهو غارق في تأملاته ، و نور الشمس الدافء ينعكس على وجهه ، ورأسه الأصلع ..... - نعم .. سيدي . اللاعبون جاهزون ، و هم بانتظارك سيدي .... - حسنا .. لنبدأ يوما جديدا رائعا مليئا بالأحداث والمفاجآت .... قال ( المايسترو) وهو يلقي آخر نظرة إلى الحديقة الهادئة ... ولوح بيده للعامل ( والتر) مشيرا له بالانصراف ... ****************************** في هذه الأثناء ، كان أمر هام يحدث في الناحية الشمالية من مدينة نيويورك ... كانت وحدة التدخل السريع تتجه بأقصى سرعة ، بمختلف آلياتها، كان صوت صفارات سيارتها مدويا في هذا الصباح الباكر من يوم الثلاثاء ، متجهين صوب أحد البنوك الذي أرسل مديره إنذار التعرض لهجوم .... ولحسن حظهم لم تكن الشوارع مزدحمة ، لذا فقد وصلوا للبنك قبل أن يلوذ أفراد العصابة بالفرار .... حاصروا البنك من جميع الجهات ، ولم يتركوا للمجرمين منفذا للهروب ، توزع رجال الشرطة حول المكان ،خلف آلياتهم ، و احتل القناصون أسطح المباني المطلة على البنك ، بنادقهم المتطورة مصوبة بدقة ، وهم على أتم الاستعداد لقنص أي مجرم يظهر لهم ، بعد أخذ الإذن بقنصه .... - اللعنة !! لقد قطع علي هؤلاء الأوغاد نومي ... قال الشرطي (جاك) غاضبا .... وهو يخاطب زميله في وحدة التدخل السريع (مالكوم) ... - ألا زلت تأخذ الأقراص المنومة يا( جاك) ؟ قال ( مالكوم) مبتسما ... أجابه (جاك) وهو يكذب عليه : - لقد توقفت من أخذ تلك السموم يا صديقي ، أنا الآن أنام نوما طبيعيا ..... بعد تعب العمل مباشرة .... كان قائد فرقة التدخل العميل ( بروس) متوترا ، جمع أعضاء الفرقة المحترفين ،وقال لهم بنبرة جادة : - سنحاول التفاوض مع أفراد هذه العصابة الذين لا نعرف عنهم شيئا ، لا عددهم ، ولا أسلحتهم ، تفاديا لأي خسائر لأبرياء قد تحدث ... فإذا لم تنجح المفاوضات ، فسننتقل للخطة (ب) ، وهي خطة التدخل بالقوة ، فكونوا على استعداد .... - نعم ، سيدي ... أجاب الجميع بصوت واحد ، متمنين أن ينتهي هذا الموضوع في أقرب وقت ممكن لصالحهم بنجاح ..... ************* تقدم العميل ( بروس) قليلا جهة الباب الرئيسي للبنك ، وقال بصوت عال ، و أعين المجرمين تراقبه من داخل البنك ، وكل أفراد الشرطة في تأهب تام لأي طارئ : - سلموا أنفسكم... المكان محاصر ... لا داعي للتهور ... لا منفذ لكم تهربون منه ... بقي في مكانه متسمرا منتظرا لرد العصابة التي كان ردها سريعا ، أخرجوا أحد الرهائن المخطوفين عبر الباب الرئيسي ، وكان مغمض العينين ، ومرتعبا جدا ... ولا يدري أين يتجه ، كانت جسمه يرتعد بشدة .... بسرعة ومن دون أمر مباشر ، اتجه نحوه (جاك) تحت حماية أصحابه، نزع عن عينيه القماش الذي كان يحجب عنه الرؤية، وعرفه بنفسه ، ثم قاده إلى قائد الفرقة العميل (بروس).... لم يستطع الرجل الكهل الكلام ، و أخذ يتنفس بشدة ، ثم قال بصوت مجهد : - الدواااااااااااااااء .... ومسك قلبه ، و كاد أن يغمى عليه .... - الطبيب ... أحضروا الطبيب بسرعة .... صرخ العميل (بروس) .... كان يود أن يطرح عليه بعض الأسئلة لكن حالة الرجل المحرجة عاقته عن ذلك .... فحصه الطبيب بسرعة ، فعلم أنه مريض بالقلب ، فأعطاه دواءا عاجلا ، جعل الرجل يتحسن قليلا .... وتستقر حالته إلى الأفضل .... قال له العميل (بروس) مستغلا هذا التحسن الطفيف لصالحه : - من فضلك ، كم عددهم ؟ ، وهل معهم أسلحة ؟ ، وكم عدد الرهائن في الداخل ؟ قال الرجل الذي أخذ نفسا عميقا، والطبيب بجانبه : - أظنهم أكثر من خمسة ، لقد فاجؤوني في مكتبي بعدما سمعت صراخا ، ثم أغمضوا أعيننا ، وجردونا من ملابسنا .... أما الأسلحة فقد رايت بحوزة الذي أغمض عيني سلاحا ... والبقية لست أدري ، والرهائن أظنهم يزيدون على العشرين .... - حسنا ، هل أخرجوك لتخبرنا بشيئ ؟ قال القائد ( بروس).... بدا الرجل من هولة الصدمة فاقدا للذاكرة ، ثم بعد صمت قصير وكأنه تذكر شيئا مهما قال : - إنهم يريدون شرطيا يعمل معكم اسمه (جاك) .... وشاحنة مزودة بالوقود أمام باب البنك .... و إلا سيظطرون لقتل الرهائن واحدا تلو الآخر ..... ولا مجال للمفاوضة مرة أخرى ..... |
الساعة الآن 05:26 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية