منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   477_قصر من سراب_ماريون لينوكس ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t152097.html)

اماريج 03-12-10 01:37 AM

ثم ألقى بها في السرير بشيء من العنف ما جعلها تشعر بالخزي . تناول منشفة من الكومة الموضوعة بجانب السرير وألقاها على رأسها وهو يقول :
"لو كنت مكانك لجففت نفسي ثم آويت إلى الفراش وبقيت فيه. وإذا وجدتك تغسلين شعرك بماء المطر مره أخرى ,فسآخذك شخصياً إلى الرصيف بجانب القطار وأتركك هناك حتى يصل القطار التالي ".

ونظر إلى كارلي ثم لوى ملامحه مرة أخرى .بدا وكأنه يعاني ألماً,وتمتم :
"كان علي أن أفعل هذا الآن ,لكنني لاأستطيع طبعاً.إنما كان علي القيام بذلك ".
وقف لحظة يحدق إلى الأسفل ,لكنه عاد يحدق في جينا وكأنه يتوقع منها أن تتحداه ,لكنها لم تفعل ,لم تستطع .وأخذت تحدق فيه في ضوء القمر وهي خرساء تماماً.
وابتسم هو بحسرة :
"تصبحين على خير آنسة سفنسن .لا تدعي ضجيج الشارع يؤرقك ".
منتديات ليلاس
تكلم برقة وهو يلامس وجهها متحبباً وبشكل غير متوقع ,ثم ابتعد متوجهاً الى حيث سريره وكأنه تخلص من حشرة.وثارت ثائرتها وهي تسمعه يضحك بصوت خافت وهويجلس على سريره .
سواء أكانت غاضبة أم لا ,فقد استمتع رايلي جاكس.يا له من تافه ! بقيت مستلقية جامدة دقائق عدة وقد احمر وجهها للإهانة ,كما جاهدت لتصرف ذهنها عن أن رايلي
في سريره الذي لا يبعد عنها سوى خطوات .

جلست وجففت شعرها ثم قلبت وسادتها إلى الناحية الجافة وعادت تستلقي محولة وجهها إلى الناحية الأخرى حيث السماء المظلمة .
لكن الإشاحة بوجهها عنه لم ينفع .أنها حمقاء ... مالذي سيظنه بها؟
فمنذأن غادرت القطار ,وهي مثار السخرية .كان عليها أن تتكهن بقضية المياه .
وجاءها صوت رايلي فكادت تقفز من مكانها :
"دعي ذلك .سأنساه أنا وهذا ما ستفعلينه أنت ".
بدأ صوته غريباً في ظلمة الليل .كانا مستلقين في المكان نفسه وكأنهما عاشقان وقد وصلتها كلماته بالغة الرقة إلى حد ظنت معه نفسها تحلم .

همست :
"أنا ..شكراً".
ومرة أخرى سمعته يقهقه بصوت خافت .
-أهلاً بك ,عودي إلى النوم .
النوم ؟وكيف يمكنها أن تنام ؟واندست بين الأغطية .كانت كارلي نائمة بجانبها ,غافلة
عن الاضطراب البالغ الذي تعانيه أختها .ما أروع أن تكون في الخامسة من عمرها ,كما أخذت جينا تفكر بمرارة ,ثم تذكرت ما عانته منذ تلك السن الآن !كلا ..لن يكون الأمر رائعاً.
منتديات ليلاس
أمسكت بيد كارلي فالتفت أصابع الطفلة على أصابعها ,تمنحها ثقتها حتى أثناء النوم .وفكرت جينا في أنها ستفعل كل ما يمكنها لكي ..تباً ..ياللرجال !إنها لن تنام أبداً.كان الفراش والوسائد مريحة ,ورغم ذلك لم تستطيعأن تنام .

لامس نسيم الليل جسدها المتعب مهدئاً مخاوفها ,وهمست لنفسها :
"لا يمكنني أن أنام هنا ".
لكن الكلمات تباطأت .ثم جمدت على شفتيها .وأغمضت عينيها ونامت .

نهاية الفصل الثالث



اماريج 03-12-10 01:38 AM


4- قصور من تراب

غادر عند الفجر .
كانت أعمال رايلى متراكمة وهو يتلهف إلى الرحيل لكنه اتجه بشاحنته أولا نحو محطة القطار فهما بحاجة إلى حقائبهما لم يشأ أن يدعهما تحضرانها بنفسيهما .
خفف سرعة الشاحنة وركنها إلى الناحية الجنوبية حيث لاحظ شيئا فى الظل .ما هو يا ترى ؟
وترجل من الشاحنة وأخذ ينظر : قصور من الرمال ؟ قصور من التراب ؟ ما هذا ؟
إنهما جينا وكارلى . . . ومن غيرهما يمكن أن يفعل هذا ؟ بنتا مدينة كاملة مؤلفة من بيوت صغيرة من التراب ، وشقتا طرقا فيها . ورأى شيئا لعله بركة ، فى وسط البركة ما يشبه الاغصان فتوقف ليرى .
إنه بط . بط فى الصحراء ! وهز رأسه بحيرة وذهول .

ظنهما جلستا على الرصيف شاعرتين بالحزن والحرمان حتى أصبح الجو على شئ من البرودة بما يسمح لهما بأن تحاولا السير إلى البيت . لكنه أخطأ فى ظنه فجينا ليست امرأة مستسلمة ، بل هى امرأة غير عادية ، فليكف عن التفكير فيها ويهتم بشئونه الخاصة .وتحول عن البطات كارها . من غيرها يجلس على التراب ليصنع البط ؟ يا للسخافة .كانت الحقيبتان لا تزالان حيث تركتاهما ، تمثلان شاهدين صامتين على تهورهما فى الترجل من القطار .

احداهما حقيبة حملت اسم مصمم مشهور وهذا ما توقعه بالضبط ، لكنها حملت اسم كارلى ليها .
أما الحقيبة الأخرى فجعلت الفضول يعاوده ، إذ بدت من القدم بحيث كادت تتمزق .
وضع الحقيبتين فى الشاحنة ثم عاد إلى البيت محاولا أن يكون صورة عما حدث .
جينا هى ابنة نيكول ريزور وتشارلز سفنسن .كانت نيكول توصف فى الصحافة بأنها نجمة الروك لكنها كبرت وانهارت وقد قالت الصحافة إنها أمضت نصف حياتها مدمنة على المخدرات .
منتديات ليلاس
اما تشارلز سفنسن فقد شغل الصحافة بالمقدار نفسه ، لكنه وحسب معلومات رايلى ، لا يزال بصحة جيدة . ثريا ومشهورا ، وهو ماهر جدا فى سباق السيارات .
ذات يوم ، منذ زمن بعيد ، كان والد رايلى قد اصطحبه إلى سباق ، وكان تشارلز سفنسن واقفا على منصة الفوز .
فعبس والد رايلى حينذاك باشمئزاز وقال لولده :
" لا يمكننى أن أصفق له . صحيح أن سفنسن سائق ممتاز لكنه ذو أخلاق سيئة ومخجلة للغاية "
حينذاك صدم الصبى ابن الثامنة . فوالده لم يعتد ذكر أحد بالسوء إلا فى ما ندر .

لهذا كان قوله هذا إتهاما فظيعا علق فى ذهنه . وكان قد غطى جدران غرفته بصور أبطال السباق ، لكن صور تشارلز سفنسن غابت منذ تلك اللحظة .وجينا هى ابنته .
مضى وقت طويل منذ كان سفنسن يقود سيارات السباق لكن سمعته السيئة مع النساء ما زالت معروفة ، ولم يستطع أن يتصور لنفسه أبا مثله .
فى الحقيقة ، كانت نيكول وتشارلز أبوين لا أحد يريدهما .لكن لابد أن جينا ثرية فخلاف هذا أمر لا يمكن تصديقه .



اماريج 03-12-10 01:39 AM

ستكون ليزا أخرى كما حدث نفسه وهو ينقل الحقيبتين إلى البيت . لكنه عاد ينظر إلى الحقيبة البالية ، ثم فكر فى البطات الصغيرة المصنوعة من الأغصان وقد عاوده الشك . وعندما وصل إلى الشرفة نظر إلى وجه جينا وهى نائمة ، فازدادت شكوكه . كانت جينا تحمى أختها أثناء النوم .حتى انها بدت شرسة تقريبا.
لكنه لن يتعرف إلى والد كارلى هذا . ولم يتعرف إليه ؟ لا علاقة له بهاتين الفتاتين فهما ستستقلان القطار وتبتعدان عن هذا المكان . عاد إلى المطبخ وهو لا يزال مشوش الفكر ، وأخذ يبحث حتى وجد علبا عدة من عصير البرتقال فحمل إحداها وكأسين وعاد إلى غرفة النوم ثم أخذ ينظر إلى المرأة والطفلة مرة أخرى .
منتديات ليلاس
لا فائدة من ذلك ، فهو يتعلق بها .
لا انه لم يتعلق بها . لكنه حدث نفسه بأن يخرج من هنا الآن فاستدار خارجا قبل أن يمنع نفسه من ذلك .
* * * *
استيقظت جينا لتجد الصمت يحيط بها ،فتحت عينيها وألقت نظرة شاملة على ما حولها بحذر . لم تكن حرارة النهار خانقة بعد ، لكن الشمس ارتفعت فى السماء .
واستطاعت أن ترى ، على بعد أميال الآرض التى تصل إلى الأفق ، مجدبة وقاحلة فى ضوء الصباح هذا .

لقد استقرت الريح ، وغابت سحب الغبار التى غطت المراعى فى الأمس . اغمضت عينيها بارتياح ، وحركت أصابع قدميها على الملاءات النظيفة وهى تفكر بما كان ليحدث لو لم تجد رايلى هنا .
لكنه هنا . . . ولم يتحقق الكابوس .
- ألم تستيقظى بعد يا جينا ؟
التفتت فرأت وجه أختها الصغير يكاد يصطدم بوجهها . كانت كارلى تحتضنها مستمتعة بالدفء والراحة مع أختها الكبري التى عرفتها حديثا .

لقد احتاجت جينا شهورا لتجعل أختها الصغيرة تثق بها , لكنها اصبحت الآن جينا التى لايمكن أن تخطئ بالنسبة إلى كارلي .
- أنا مستيقظة يا حلوتي . هس ... كيلا نجعل السيد جاكسن يستيقظ .
- لقد ذهب .
ذهب ... وحدقت من فوق رأس أختها ,فوجدت سريره خاليا .. وتابعت الطفلة :
" ذهب في شاحنته "
سألتها جينا عابسة :
" متي ؟ "
- قادها بعيدا ثم عاد , لكنه عاد فرحل الآن . تصنعت النوم , وقد وضع شيئا بجانب سريرنا ثم وقف ينظر إلينا , لكنه لم يقل شيئا .

يا الله .. كم كان نومها عميقا ! ودفعت عنها الغطاء ووقفت بحذر .. سواء أذهب رايلي أم لا , فهي لن تغتنم الفرصة , تفحصت أزرار القميص الذى ترتديه , ثم نظرت من حولها . كان سرير رايلي مرتبا , وملابس عمله التى وضعها على الكرسي بجانب سريره الليلة الماضية مكومة على الأرض . ورأت جينا حقيبتي الملابس , وفوقهما كأسان وعلبة عصير برتقال .
منتديات ليلاس
قالت لكارلي وقد تغيرت مشاعرها فجأة بشكل غريب :
" لقد أحضر لنا ملابسنا "
يا لها من لفتة ! يتوجه بشاحنته إلى محطة القطار فيحضر أمتعتهما ثم يعد عصير البرتقال ! لكن شعورها كان ... رائعا .بدا لها وكأنه ... كأنه يهتم بها .
أن يهتم بها شخص ما هو شعور لم تعرفه منذ وقت طويل , هذا إذا ما حدث فعلا . حدقت في الحقيبتين ثم شعرت بغصة في حلقها .
هتفت كارلي وهي تقفز عن السرير :
" عصير برتقال ! "

وفتحت العلبة وأخذت تسكب محتوياتها في الكأسين بدقة بالغة .
اخذت جينا تنظر إليها , ثم رفعت واحدة وجلست الاثنتان على السرير وأخذتا تشربان العصير . وتملكتهما الإثارة فهذه مغامرة حقا كما أن رايلي أحضر لهما عصير برتقال . لكنها عادت وحدثت نفسها بخشونة بأن ليس لرايلي علاقة بهذا .
هذه براري أستراليا , وهما آمنتان , وبعد ثلاثة أيام ستستقلان القطار ولن تريا أمورا كهذه مرة اخرى قط , فلم لا تستمعان بوقتهما ؟لقد ماتت أمهما .



اماريج 03-12-10 01:40 AM

وهزها التفكير في ذلك بعنف , وشعرت بالندم . ها هي سعيدة مرحة بينما أمها ميتة لكن صعب عليها أن تشعر بالأسف . كان رد فعل كارلي على هذا الخبر صدمة وخوفا .
لكن الأمر مرتبط بالطريقة التي أبلغها بها ابوها بالخبر . كان قد مر على إبعاد نيكول ابنتها الصغيرة عنها ثمانية أشهر فقط .
مازالت كارلي تعتبر نيكول أمها , رغم أن كل ما عرفته من الأمومة أتي من امرأة تتقاضي أجرا .وتملكها الأسي .
منتديات ليلاس
حسنا , لقد أبعدت جينا عن امها في مثل عمر كارلي . كان ثمة ذكريات خاطفة تمر بذهنها عن أمها اثناء اقامتها في إنكلترا , لكنها ذكريات مقلقة وحتى مخيفة . عرفت أوقاتا كانت المدرسة تقفل أبوابها أثناء العطلات فتضطر هي لأن ترافق أمها التي كانت تبدو مندفعة وهادئة وفاسدة احيانا أخري , لكنها غالبا ما تتجاهل ابنتها كليا .

ولهذا , لم تشعر بالأسف على نيكول , لم تشعر بشئ .. ماعدا الحرية . فنيكول لم تعد موجودة لتعطي أوامرها مثل ( علي كارلي أن لا تترك المدرسة . أما بريان فلا يهتم بكارلي , وبالتالي قد تسنح الفرصة الآن للصغيرة كي تصبح سعيدة ) .
ابتسمت الطفلة وتعانقت العيون .
تساءلت الطفلة مرددة صدي أفكار جينا :
" هل هذه مغامرة ؟ "
فعادت هذه تبتسم :" أظن ذلك "

ونظرت إلى صورتهما فى المرآة . . . الفتاة الصغيرة المشعثة الهيئة والمرأة فى قميص رجالى فضفاض . صدمتها الصورتان فأخذت تضحك وهى تقول لكارلى :
" انظرى إلينا "
فبادلتها كارلى الضحك ثم وضعت يدها على أنفها مقكرة :
" إلى أين ذهب السيد جاكسن برأيك ؟ "

- كان قد تحدث عن فتح انابيب المياة من أجل قطيعه لنرى إذا ما ترك لنا خبرا .
سارت الاثنتان فى المنزل ، ممسكتين بيدى بعضهما البعض وكانهما تبحثان عن كنز. وكانت فكرة فى وجود رايلى خلف البيت . . . تراودهما .
لكنه لم يكن خلف البيت بل بدا المنزل مهجورا ، ووجدتا على مائدة المطبخ ورقة كتب فيها :
" لن أعود قبل ليلة الغد . اعتبرا نفسيكما فى بيتكما . إذا تملككما الملل فيمكنكما أن تفعلا شيئا بالنسبة إلى نظافة المنزل "
- ما المكتوب فى الورقة ؟

طرحت عليها كارلى هذا السؤال فقرأتها جينا لها ، محاولة أن تبتلع خيبة امل حمقاء تملكتها . أليس هذا حسنا ؟ لم تشأ أن يكون الرجل هنا لئلا يبعق عدم الاستقرار فى كيانها . وعادت بأفكارها إلى المشاعر التى ساورتها الليلة الماضية عندما رفعها بين ذراعيه ، وأدركت أن عليها أن تشكر الله لرحيله قبل أن يصبح خطرا .
- ماذا سنفعل الآن ؟
طرحت كارلى هذا السؤال فدهشت جينا وهى تسمع صدى خيبتها فى صوت كارلى . ما هو سر هذا الرجل ؟
استجمعت أفكارها وقالت :
" أولا ، إننى ساعرفك إلى غرفة غسيل تحير العقل "
منتديات ليلاس
واعتدلت فى وقفتها ، ثم حدقت من حولها :
" بعدئذ ، علينا أن نقوم ببعض الأعمال المنزلية . سنجعل رايلى جاكسن يدرك أن النساء لسن عديمات النفع كما يظن ، يمكننا أن نصلح هذا المكان "
نظرت كارلى من حولها :
" أتعنين أننا سننظف المكان ؟ "
- نعم .
بدا الشك على كارلى :
" هذا المكان قذر تماما تماما "
- نعم ، المكان قذر جدا جدا ، وبهذا يمكننا ان نتسلى بتنظيفه .



اماريج 03-12-10 01:42 AM

- أيمكننا ذلك ؟
- بكل تأكيد .
ونظرت جينا من حولها مرة أخرى محاولة ألا تنهار . ستنهار لو جلست هنا ليومين وفكرت فى مستقبلها . . . فى كل المصاعب التى ستواجهها عند عودتها إلى العالم الخارجى . . . أفضل ما يمكنها عمله هو أن تبقى مشغولة .
قالت كارلى رغم عدم الثقة التى بدت فى صوتها :
" انا ماهرة فى مسح الغبار "
فقالت جينا وهى تعانقها :
" وانا أيضا ، ما يجعلنا نحن الاثنتين ماهرتين فى التنظيف . وبما ان الغبار كثيف ، فلنبدأ فى التنظيف "
* * * *
لم يكن يرغب فى الحضور إلى هنا .
ولم يرغب فى ذلك ؟ الجو هنا شديد الحرارة وقطعان الماشية العجفاء صابرة تنتظر تدفق المياة مرة اخرى فى الأجران المستطيلة . كان منظرها يحطم القلب ، لكنه جاء فى الوقت المناسب لينقذ هذه القطعان نصف الميتى ، ففتح الينابيع وشحم الالات التى لم تر الزيت منذ سنوات . وهكذا عادت المياه تتدفق لكنها عادت وتوقفت .

عليه أن يكبت اللهفة لأن يترك الماشية ويعود إلى المنزل حيث زائرتاه المثيرتان للفضول ، ويتابع العمل . كان الجو حارا ، والعمل شاقا . وبعد ان القى أمتعته على الرمال وألقى بنفسه فوقها .
عاد واستيقظ عند الفجر وكأن أول ما فكر فيه هو حال الفتاتين فى منزله .
لم يكن هذا من شأنه ، لكن فكرة انهما بمفردهما لم تعجبه . ماذا لو مرضت احداهما . . .

حدث نفسه بخشونة أنه لا يستطيع أن يفعل شيئا بهذا الشأن ، فليس لديه سوى راديو واحد وهو بحاجة إليه . فالخروج إلى البرارى من دون راديو هو انتحار .
لكن إذا عمل هذا النهار وغدا ، فسيتمكن بعد غد من العودة إلى البيت ، وإذا عمل اليوم بكد كما فعل بالأمس ، فسيخفف عطش المواشى ، ويتمكن هو من أن يلتقط أنفاسه .
استدار وفتح الراديو . ليس ثمة ما هو أحسن من الألحان المرحة فى هذه البرارى .
لكن الراديو هو للاتصالات الطارئة فقط . واخذ يبحث فى المحطات فوجد إشارة من " فينيا داونز " إنه " بيل هولمز " جاره الأقرب الذى حاول أن يتصل به . اتصل به فرد بيل على الفور .
منتديات ليلاس
وهتف بيل الذى يحب الاختصار فى الكلام :
" جاكسن ، لقد رأيتك تأخذ موؤنة من القطار يوم الخميس ، فهل وجدت مسافرين ضائعين ؟ "
- ربما .
رد بحذر . فانفجر بيل ضاحكا :
" هذا حسن . أنت لن تقول شيئا قبل أن تعرف غايتى . لكن هل الفتاة والطفلة بخير ؟ "
- همم . . . نعم . كيف عرفت بأمرهما ؟ "
- كان "دوغ ستانلى " الشرطى المسؤول يستعلم . يبدو ان شخصا فى القطار رأى امرأة رجلا يتخاصمان ، وكان الرجل ينهر طفلة فاستاءت المرأة . يظنون أن المرأة والطفلة غادرتا القطار عند وصوله قبل أن يلاحظ ذلك العاملون على متن القطار . لكن هناك من لاحظ ذلك ، أندى أوكونيل . واتصل بى دوغ فأخبرته أننى لم أر أحدا يخرج ، لكنا غادرنا قبل أن يرحل القطار . بيتك هو البيت الوحيد الذى يمكن الوصول إليه سيرا على الأقدام ، فإذا لم ترهما فسيبدأون البحث عنهما .




الساعة الآن 03:53 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية