- ربما . وما فائدة إنكار ذلك ؟ - حسنا . من المؤكد أنه يحبك هو أيضا . - لا أظن ذلك . - هل رأيت وجهه . - أنا . . . - طبعا . أنت لا تعرفين عنه شيئا لكى تدركى . . . تنفست ماغى بعمق ، وألقت بنفسها على الأريكة بجانب جينا : " آسفة يا جينا . منذ اللحظة التى ترجل منها من تلك الطائرة ورأيت وجهه . . . لم أر تلك النظرة منذ مات أبوه ، وجعلنى ذلك أشعر بالمرض " - لا أفهم . - حسنا . . . ربما عليك أن تفهمى . فلا يمكنك ان تحاربى من دون سلاح ، وهذا ما أقوله أنا على الدوام . كنت أتحدث إلى زوجى فقال لى أن أدع ما ليس من شأنى . ولكن متى فعلت أنا ذلك فى حياتى ؟ هل تعلمين أن والدة رايلى هجرته ؟ منتديات ليلاس أجابت جينا محاولة الحفاظ على هدوئها : " كلا ، أنا . . . " - كان والد رايلى مغرما بها إلى حد ميئوس منه . لكنها كانت أميرة صغيرة مدللة ، جاءت إلى هنا فمنحها العالم كله ، لكن هذا لم يكفيها . كان لديهما ثلاثة اطفال . تعرفت إلى مليونير أثناء سباق ما ، فهربت معه من دون أن تلقى نظرة إلى الخلف ، وحطم ذلك قلب أبيه . وحسب علمى ، لم يرها رايلى قط بعد ذلك . - آه ، لا . - بل هذا صحيح ، لكنها كانت البداية فقط . كانت الفتاتان مثلها أعنى شقيقتى رايلى . صحيح أن الأم هجرتهما هما أيضا ، لكنهما كانت أكبر منه سنا وقد علمتهما أن تتصرفا مثلها تماما . لم تعجبهما المدرسة العادية هنا ، وذهبتا إلى مدرسة داخلية . كانتا تكرهان هذا المكان وعندما أصبح رايلى فى الثامنة ، رحلتا تاركتين خلفهما غصة . جاهد والد رايلى كى يبقيهم معا لكنه لم ينجح . وهكذا بقى رايلى مع أبيه الذى مات عندما كان رايلى فى الحادية عشرة . لم تتكلم جينا . لم تستطع . لكن ماغى نظرت إلى وجهها فى ضوء القمر . ويبدو أن ما وجدته أرضاها. فهزت رأسها وتابعت كلامها : " كان الأمر بالنسبة إليه أشبه بجهنم . بقى وحيدا من دون أمه ، وشقيقتيه . كنا أنا وزوجى هنا طبعا وتأكدنا من وصول خبر موت الوالد إليهن ، ولكن الأمر الوحيد الذى أثار اهتمامهن هو الإرث . لكن المزرعة بقيت وكان علينا أنا وزوجى ماكس ، أن نطلب رسيما تعيينا وصيين عليه بما أن لا أقرباء له " وضعت ماغى يدها على يد جينا وقد شعرت بأن جينا مصدومة إلى حد لم تستطع ان تتكلم وتابعت : " لن أطيل الكلام . بقى رايلى حبيس نفسه ، وانغمس فى العمل . تعلم العمل فى البورصة فأصبح أحد أغنى المزارعين فى استراليا وواحد من أصحاب الملايين القلائل فى بلادنا . ومنذ ست سنوات تعرف إلى ليزا وهى ابنة سمسار مبيعات ، وفتاة رائعة الجمال . كانت مرحة تحب الهزل ، فتزوجها . لكننى أظن ان احد الأسباب التى جعلته يتزوجها هو تحكمها فى مشاعرها . . . إنه لا يثق بالحب ، ولم يثق به ؟ على أى حال ، لم تكن ليزا صالحه له أبدا إذ هربت مع أحد أصدقائه القلائل الذين يثق بهم ، ما ادمى قلبه . هذه هى القصة . منذ رحيل ليزا ، رفض أن يقيم صلة حتى بالكلب " سادت لحظة صمت ثم شهقت شبه باكية : " لقد شغل نفسه بالأرض ، وأخذ يهتم بالمزرعة دون سواها . لم يعد يلتزم بأحد ، ثم أتيت أنت " - أنا . . . - بدا هذه الليلة كما بدا ليلة وفاة والده ، لا يمكنك أن ترحلى . - أتظنيننى اريد أن أرحل ؟ - لا . . . وراجعت نفسها لتقول بعد حين : " بل أظن ذلك . ألقيت نظرة واحدة على وجهه وأدركت أنه أحب امرأة أخرى ليست بحاجة إليه . وهذا هو السبب . . . السبب الذى جعلنى أترككما وحدكما على مائدة العشاء . كنت قلقة مضطربة للغاية . لكنه كان أيضا السبب الذى جعلنى أرفض أن يأخذكما زوجى إلى أديليد هذه الليلة . أردت أن أعرف . كان على أن أفهم " - وهل فهمت الآن ؟ - طبعا فهمت . لقد كنت أتحدث إليه . فقالت جينا : " أنت تمزحين . رايلى لا يدع الناس تتحدث معه " ابتسمت ماغى ابتسامة مرتجفة : " هذا صحيح . ولكن إذا كنت ثائرة فهو يعطيك معلومات . قلت له إننى آسفة لأننى رفضت أن يأخذكما ماكس إلى أديليد الليلة ، أخبرته أننى كنت أصغى إلى الإشاعات فى الراديو ، ويبدو أنك فتاة مدللة فاسدة مثل أمك ثم وقفت أراقبه ، بدت عليه ردة الفعل التى كنت أريدها . وأظننى لو كنت رجلا لتلقيت منه صفعة قوية " تنفست جينا بعمق ، محاولة أن تركز : " حسنا . . ماذا تريدين أن تقولى ؟ " - أريد أن أقول أنه يحبك وأنك تحبينه . أنا لا أدرى ما السحر الذى حدث أثناء الأيام الأربعة الماضية . لكن . . هل كان الأمر كذلك ؟ هل كان سحرا ؟ فقالت جينا : " نعم ، كان كذلك " منتديات ليلاس اتسعت ابتسامة ماغى : " اسمعى ، إذا ما رأيت أن أربعة أيام فى مرتفعات بارينيا هى سحر ، فأنت إذن مناسبة جدا له . هذا المكان هو قصر بالمقارنة مع مرتفعات بارينيا ." - هذا المكان قصر بكل تأكيد . - يمكن إذن أن تبقى هنا إلى الأبد . - هذا صحيح وكأنه سيسمح هو بذلك . فقالت ماغى : " اذهبى إليه ، جاهدت كثيرا لكى يسمح لك بالبقاء ليلة أخرى . دعى الأمر ينجح . إنه فى حظيرة الطائرات الآن يعطى تعليماته لصباح الغد . اذهبى وتحدثى إليه " - لا أستطيع . - ألا يستحق أن تحاربى من أجله ؟ - ماغى ، أنا من أخذ المبادرة الليلة الماضية . لا أستطيع الآن أن أذل نفسى أكثر . - أنا لا أطلب منك إذلال نفسك . أنا أطلب منك ، وبكل بساطة ، أن تذهبى وتتحدثى إليه . لا أدرى . . . اشكريه على إقامتك عنده أو أى شئ آخر . سيرحل غدا قبل الفجر ، ولن تسنح لك الفرصة كى تريه مرة أخرى . . . حاولى . . . حاولى فقط . ماذا ستخسرين ؟ |
وفكرت فى أنها ستخسر كرامتها . لكن ، هل بقى لديها أثر من كرامة ؟ وهمست : " يمكننى أن أفعل هذا " جذبت ماغى الجرو الذى جلس عند قدمى جينا قائلة : " أفسح الطريق للسيدة ، فلديها رسالة " وشدت على يد جينا : " حظا سعيدا يا عزيزتى . آه ، حظا سعيدا " لن ينجح هذا الأمر ! دخلت جينا إلى حظيرة الطائرات . وعندما التفت رايلى ليرى من الذى يقترب منه تجهم وجهه .لم يكن لديها أمل . قال باختصار : " ظننتك فى فراشك الآن " فأجفلت : " جئت لأشكرك على ضيافتك " - مرحبا لك . واستدار عائدا إلى طائرته فحدقت فيه محبطة وقد تصاعد غضبها ثم قالت : " أنا لست كذلك " عاد يلتفت إليها : " المعذرة ؟ " - أنا غير مرحب بى على الاطلاق . أنت متلهف لرحيلى . - أنا لم أقل هذا . - لست بحاجة لأن تنطق بهذا . وعندما ازداد جمود وجهه ، شعرت بالغضب يتملكها . تبا له ! إنه بحاجة لركلة : " لقد أصبحت أنانيا ومملا للغاية ، لا أدرى لما ظننت أن من الممكن أن أحبك " منتديات ليلاس سادت لحظة صمت . ثم أخذ يمسح يديه بخرقة ، سائلا : " مملا للغاية ؟ " فأجابت وعيناها تلتهبان : " نعم . كما أنك أقلقت كارلى . إنها لا تفهم لما أصبحت حقيرا بهذا الشكل " - أنا لم أكن حقيرا ، لقد أحضرتكما إلى هنا ، وانا اخطط لنقلكما إلى أديليد . فقالت : " هذا ما ظننته . حدثت نفسى بأنك تتصرف معنا بلطف وأن على ألا أشكو ثم عدت وأدركت أنك تعطينا ما يمكن لأى شخص لديه مال أن يمنحنا إياه ، اعتادت نيكول أن تنزلنا فى فنادق خمس نجوم ، وأن تستخدم مشرفة ترعانا ، لكن أحدا لم يحبها ولا ابنتيها حتى " - ماذا تعنين ؟ - أنت رفضت حبنا . كيف صدر عنها مثل هذا التصريح الواضح ؟ لكنه صحيح ، فلم لا تقوله ؟ - أنا لا أريد أن يحبنى أحد . فازداد غضبها : " بل تريد ذلك . لكنك لا تريد الاعتراف بالأمر لأنك تألمت فى الماضى . حسنا ، أنت تنظر إلى خبيرة فى الألم ، ومع ذلك ، ها أنذا ألقى بقلبى بغباء ولهفة لشخص أنانى لا يريد حتى أن يخصص نهارا واحدا يأخذنا فيه إلى أديليد " - كفى يا جينا . - ولم أسكت ؟ لم يعد يهمها شئ . لم تشأ فى البداية أن تتفوه بأى من هذا الكلمات لكنه حدق فيها بعينين خاليتين من أى تعبير وكأنه يحاول أن يطردها ، فلم تستطع احتمال ذلك . يمكنها أن ترى ما خلف ذلك الجمود فهو يظن أنه إذا سمح لنفسه بأن يحبها ، فستجعله يتألم . . . تماما كما فعل به أولئك الناس . همست : " جبان " - أنا لست جبانا . أنا واقعى . - أتظن أن ما كان بيننا يجب أن ينتهى ؟ - طبعا يجب أن ينتهى . فقالت بحرارة : " طبعا عليه ذلك حين يفرقنا الموت . أرايت ؟ حتى أننى أعرف الوعد المقدس " فقال مجفلا : " أتقولين إنك تريدين أن تتزوجينى ؟ " - أنا أعبر لك عن شعورى نحوك . فلم لا أكون صادقة ؟ وسواء تزوجنا أم لا ، أنت جزء منى لكنك تفتقر للشجاعة لترى ذلك . - جينا ، هذا مستحيل . - لماذا ؟ - لأنه لن يدوم . - هل لك ان تسكت ؟ انت تقول إن حبنا لا يمكن أن يدوم ولهذا تريد أن تنهيه الآن . هذا تعليل رائع . . . أنت أشبه بمن يرى مائدة مليئة بالأطعمة فيقول إنه سيجوع فى المستقبل ولهذا لن يأكل الآن . - أنا . . . - ما الفرق ؟ ما الفرق رايلى جاكسن ؟ - لا أريد أن . . - ان تلتزم . لا . هذا ما أراه . - جينا ، اذهبى إلى سريرك . لن أغامر بسعادتك وسعادة كارلى . - سعادتنا تتوقف عليك أيها المغفل . - كفى يا جينا . - انت تطردنى ؟ - نعم . - تقول ماغى إنك تحبنى . - ماغى لا تعرف شيئا . - أحقا لا تعرف ؟ وتقدمت خطوتين إلى الأمام ثم واجهته : " إنها ، إذن ، مخطئة ؟ انظر فى عينى مباشرة وقل إنها مخطئة وإنى أسات الفهم ، وإن هذا الحب من جانب واحد وإنك لا تحبنى " عض شفته وحدق فيها : " لا . . " - لا ماذا؟ لا تحبنى ؟ قلها يا رايلى . - اذهبى إلى سريرك . - قلها يا رايلى . - هل لك أن تخرجى من مطارى " - لا يمكنك ان تقولها ، اليس كذلك ؟ - ما يمكن ان أقوله أو لا اقوله لا يشكل اى فرق . أنا لا أريد أى علاقة اخرى . أرجوك . . . ودعى كارلى بالنيابة عنى ، وأخبريها أننى سأكتب إليها عندما تعودان إلى إنكلترا . - ما اعظم هذا ! - هذا كل ما انا مستعد للقيام به يا جينا . اغمضت عينيها ، إلى أين عليها أن تذهب ، وماذا عليها أن تفعل ؟ أين ذهب الدفء الذى كان ينبعث من عينيه ؟ أين هو رايلى الذى وقعت فى غرامه ؟ أين قهقهته ـ ابتسامته ، اهتمامه ؟ منتديات ليلاس لقد خسرت إذن لكنها حاولت على الأقل . ستعود إلى إنكلترا بعد أن جاهدت وحاولت . لن تستطيع أن تفعل أكثر من ذلك . وعادت تقول : " هذا حسن . حطم قلبك ، حطم قلبى ، وقلب كارلى " واستدارت خارجة من طريق المطار ، رافعة رأسها . بدت متماسكة من الخلف ، لكن هذا من الخلف فقط . كان عليه أن ينهى تفحص المحرك لكنه لم يفعل بل وقف يحدق فى ظلمة الليل والصداع يدور ويدور فى رأسه . جبان . نعم إنه كذلك ، ولكن . . . لكنه لم يكن يحمى نفسه فقط . فى الحقيقة ، لم يكن يعرف ما إذا كان قادرا إلى إعطاء ما يريدونه منه . زوج لجينا ، أب لكارلى . هو الرجل المتحفظ المستقل يتحول إلى رب أسرة هكذا بطرفة عين . دخل الجرو إلى الطريق المؤدى إلى المطار وتوجه إليه فوجد رايلى نفسه يربت على رأسه قبل أن يدرك ما يفعله . ما اسمه ؟ لم يكن يطلق أسماء على الكلاب . عندما توارت جينا فى الظلمة ، قال رايلى للجرو بكآبة وهو يدفعه عنه : " دع عنك هذا ، يا صديقى . انا لا أستحق الحب " |
لكن الجرو دس أنفه فى يد رايلى الذى تجاهله ثم عاد وقال : " هذا يكفى " بعدئذ ، أخرج مفاتيحه وتوجه نحو أقرب سيارة . يمكن لماكس أن ينهى تفحص الطائرة . - سأذهب لأطمئن على المواشى فى الناحية الجنوبية وسأتصل بالمنزل ليعرفوا مكانى ، ولن أعود إلا بعد أن ترحلا . هل كان يتحدث إلى كلب ؟ منتديات ليلاس نظر الكلب إليه وكاد يقسم على أن الكلب فهم ما يقول . وضب ما يحتاج إليه من طعام أساسى ثم كتب ملاحظة لماغى . فكر فى أن يكتب كلمة لجينا لكن . . يا لجهنم ! ماذا على الرجل أن يقول ؟ لاشئ . . لم يبق ما يقال . صعد إلى شاحنته وأدار المحرك ، وعندما ابتدأت الشاحنة تتحرك ، قفز الجرو من النافذة المفتوحة ليستقر على ركبيته وهو يلهث مبتهجا . فكر رايلى فى أن يقذف به إلى الخارج ، لكن الجرو أخذ يلعق يده . فقال : " لا بأس ، أنت مجرد كلب بدون اسم ، هل سمعت ؟ " استقر الجرو على المقعد بجانبه وقد بدا راضيا للغاية . وخيل لرايلى ان الكلب ابتسم ، لكنه لم يحاول أن يتودد إليه . كلا ، لم يفعل ذلك . نهاية الفصل التاسع |
10_انا احمق - سنكون على ما يرام . احتضنت جينا أختها بقدر ما يسمح به حزام المقعد . كان منزل رايلى يتراجع بسرعة تحتهم . كانوا يقصدون أديليد . فقالت كارلى بعناد : " لن أكون على ما يرام . أردت أن أبقى مع رايلى " - أنت تعلمين أن هذا ليس ممكنا . اللعنة ! لم تجد صعوبة فى الكلام ؟ كل ما شعرت به هو أنها تريد أن تتكور لتصبح كرة صغيرة . لم تستطع . كان عليها أن تبدو متفائلة مستبشرة ، كما أن عليها أن تخطط للمستقبل ، بشكل ما . قالت لكارلى : " علينا أن نستقل الطائرة إلى بيرث لنستعمل تذكرتينا للعودة إلى إنكلترا . سأتصل بوكيلة نيكول ، ربما ستتدبر أمر بقائنا ليلة أو ليلتين فى بيرث قبل أن نرحل " - ماذا سنفعل فى بيرث ؟ منتديات ليلاس - بإمكاننا ان نأخذ صخرتك إلى المتحف . هذا ما اقترحه علينا رايلى ، هل نسيت ؟ شهقت كارلى وهى تقول بصوت باك : " لا يمكننا أن نفعل هذا " - لم لا ؟ - تركت صخرتى فى بيت رايلى . - آه , لا . اللعنة ! لم تفارق الصخرة يدي كاريل منذ اعطاها إياها رايلي . وكانت جينا تظن أنها معها فتملكها الانزعاج البالغ لأنها لم تلاحظ أن يدي الصغيرة فارغتان . حدقت في يدي كارلي بهلع وهي تفكر في استحالة الطلب من أن يعود . قالت : " كارلي , علينا أن نتصل بماغي ونطلب منها أن ترسلها لنا " فقالت كارلي : " كلا " طرفت جينا بعينيها :" لا ؟ " قالت مترددة : " تركتها هناك عدما . أعطيتها لماغي لتعطيها لرايلي " ثم نظرت في وجه جينا وأضافت باكية : " تركتها لرايلي " لم يكن رايلي بحاجة لأن يخيم في الخارج . إذ استلقي مستيقظا طوال الليل محدقا في النجوم . وجاء إليه الجرو فاحتضنه وقد شعر بحاجة إلى التعزية . قال يخاطب الجرو : " لا أستطيع أن أثق بنفسي , أو أن التزم . إذا سمحت لنفسي بالعودة إلى هناك فسأصبح أبا . وإذا ما انفصلنا , أنا وجينا , وهذا ما سيحصل , فماذا سيحدث لكارلي ؟؟ " لم يجد أجوبة على اسئلته , وبقى في مكانه حتى بزغ الفجر . وعندما رأي أخيرا الطائرة ترتفع في الفضاء ثم تتجه جنوبا , توجه إلى البيت . كانت ماغي بإنتظاره , وما إن دخل حتى ناولته الصخرة . كان الاتهام يرتسم على ملامحها الجامدة وهي تقول : " تركت لك هذه . يا للطفلة الصغيرة " حدق في الصخرة من دون أن يفهم فعادت تقول : " إنها " صخرة " كارلي " - نعم - تركتها خلفها . أعطتني إياها لأعيدها لك . - إنها هديتي إليها . شهقت ماغي وكل ذرة في كيانها تنطق بالاستنكار : " حسنا , لقد أعادتها " - لا أريد استعادتها . تحولت عنه تتلهي بتقشير البطاطا عل مشاعرها تهدأ . قال وهو يحدق في قنديل البحر الصغير ثم يقلبه ويلامسه : " كانت تعشق هذه الصخرة " قالت ماغي بصوت باك وهي تعود إلى تقشير البطاطا : " أعادتها لك " - لا أفهم . - قالت ... وعادت تشهق بصوت مسموع : " قالت إن لديها جينا لتحبها وإنك لا تحب حتى كلبك . ولهذا أنت بحاجة إلى " صخرتها " أكثر منها " منتديات ليلاس وجمد رايلي . وعادت ماغي تشهق . قال : " أتظنيني تصرفت بغباء ؟ " فقالت : " لا أظن هذا فقط " - ماغي أنا لا أعرف أي شئ عن واجبات الزوج - لا تكن زوجا إذن . أحبهما فقط , ثم دع البقية تأتي . - لقد رحلتا الآن . وانتهي كل شئ . - سينتهي إذا أنت تركته ينتهي . اطلب منهما العودة . ماكس يستمع الآن الى الراديو . - بكل تأكيد . إذا عاد بهما ماكس فهل سنناقش الأمور ؟ لقد عانتا الكثير , وثارت جينا غضبا الليلة الماضية . أتظنين أن بإمكاني أن أكلم ماكس واطلب منه أن يعيدهما لأنني أريد مناقشة الأمور معهما ؟ لا أظن ذلك . |
- ما الذى تقوله ؟ عليك أن تناقش الأمور معها ؟ ونظرت إليه غير مصدقة : " تناقش الامور معها ؟ " ووضعت السكين من يديها بحذر ، وكأنها قد تفعل شيئا تندم عليه فى ما بعد ثم قالت بلطف : " كل ما أعرفه هو انك تتصرف بغباء يا رايلى ، عليك أن تفعل شيئا " ثم جمدت مكانها بعد أن تناهى إليها صوت طائرة . وقال رايلى : " هذا غير ممكن . سيكون هذا غباء ، لا يمكن أن تكونا قد عادتا " وضع الصخرة فى جيبه وكأنه يبعد عنه حلما . قالت هى بحدة : " أنت هو الغبى " وعادت تصغى لحظة ثم تلاشى الارتياح عن ملامحها : " لا أنت محق . إنها ليست طائرتنا . . . إنها طائرة شخص آخر " وسارت إلى باب المطبخ وأخذت تنظر مستطلعة . رأت طائرة حمراء صغيرة ، تقترب من مدرج المطار . تليها طائرة اخرى . وقالت : " إنها طائرة بيل ودوت هولمز " عبس رايلى وتملكه الذهول تقريبا ، ما سبب قدوم بيل ودوت إلى هنا ؟ فبيل يكره مغادرة أملاكه . قالت ماغى وهى تدفعه من كتفه : " حسنا ، لا تقف بهذا الشكل . الطائرتان تقتربان . فاخرج والعب دور الضابط المراقب " منتديات ليلاس ونظرت خلفها إلى البطاطا ، ثم هزت كتفيها ، وأردفت : " ربما على ان أخرج انا ايضا لأرى ما يجرى " هبطت الطائرة الحمراء أولا وترجلت منها سيدة عجوز صغيرة الجسم بيضاء الشعر ، ترتدى ملابس عمل فاخرة . ولحق بها رجل ضخم يرتدى ملابس طيار . فهل هو سائق خاص ؟ نظرت السيدة باتجاه المنزل . وعندما رأت رايلى اتجهت نحوه لكنه أشار إليها لتتوقف . كانت فى نهاية الطريق فاضطرت إلى التوقف حتى حطت الطائرة الثانية . لم تهبط الطائرة الثانية بسهولة ، فهى أكبر واقدم من الأولى . كانت فى الواقع ، أشبه بعلبة ضمت إلى بعضها بأسلاك . كان راكبا الطائرة المتقدمان فى السن رجلا وامرأة ترتدى ملابس قروية رثة . وعندما أصبحا على الأرض قالت معنفة : " لطالما أخبرتك أن علينا ان نتخلص من هذه الطائرة الرثة . لدينا مال أيها العجوز البخيل ، وها نحن ذاهبان إلى أديليد . لن تعود إلا بعد ان تشترى شيئا محترما تركبه " ونظرت حيث كان رايلى يقف ثم لوحت له بيدها بعنف : " مرحبا ، جاكسن " وبالرغم من تشتت أفكاره ، ابتسم لها . . . كان بيل ودوت زوجين يعيشان على بعد مئة ميل شمال مرتفعات بارينيا ، وبيل هو من اتصل به بشان جينا وكارلى . لكن ما سبب حضورهما إلى هنا ؟ إنها امرأة ريفية بدينة ، اجتماعية للغاية تحب الاشاعات ، لكن بيل لا يتحدث كثيرا . اتجهت المرأة الانيقة وقائد طائرتها نحوه أيضا ، تقدم منهم ليستقبلهم جميعا . وصلت دوت إليه اولا فسالها باسما عن سبب تشرفه بزيارتهما . وأجابت دوت : " جئنا لنأخذ زائرتيك إلى أديليد " ومد بيل يده إلى رايلى يصافحه : " مرحبا يا رفيق ، فكرنا فى ان نخلصك من زائرتيك ، ونأخذهما إلى أديليد لكى نريحك " فأجاب رايلى : " لقد رحلتا " لم تعجبه الخيبة التى بدت على وجه دوت ، فهى تشبه كثيرا الخيبة التى يشعر بها . التفت إلى زائريه الآخرين وقال وهو يمد يده ليصافح السيدة : " آسف ، فأنا لا أعرفك " أجابت : " أنا أندى أوكونيل " وشدت على يده بقوة وقد تغضن وجهها بقلق : " أترانى جئت متأخرة ؟ " - هل تبحثين عن جينا وكارلى أنت أيضا ؟ عندما رأت الحيرة على وجهه قالت : " لقد قابلتهما فى القطار . أنا من طلبت البحث عنهما ، وأخبرنى رجال الشرطة أنهما هنا . استطعت أن أحسم قليلا من مشاكلهما ، فقررت أن أحضر لأخبرهما " لم يتبدد ارتباكه وسأل : " وكيف استطعت أن تقومى بذلك؟ " منتديات ليلاس - كان الأمر سهلا . وتركت يده ونظرت إليه متأملة . كان هو أيضا يتأملها . ما الذى أخبره بيل عن السيدة فى ذلك القطار ؟ أندى أوكونيل ؟ رئيسة المحكمة ؟ واستطاع رايلى أن يفهم كيف استطاعت هذه السيدة أن تصل إلى مركزها هذا . كانت عيناها حادتين ، وملامحها تنطق بذكاء بالغ . قالت : " شعرت بكراهية بالغة تجاه برايان " - لم أتعرف إلى برايان أبدا ، لكننى أشعر نحوه بالكره نفسه . ولكن أخبرينى مرة أخرى لم أنت هنا ؟ لقد حللت بعض مشاكل جينا ؟ أخبرينى كيف . فقالت : " ذلك الرجل تافه وفاسد . لكن اختياره وقع على أناس غير مناسبين ليكونوا شهود على حقيقته . بقينا فى القطار يومين وكان على قائمة الركاب أناس متنوعون . وقبل أن نصل إلى بيرث وجدت ثلاثة محامين وقاض وطبيبا نفسيا . كنت أروى للبنت الصغيرة حكاية عندما ثار برايان وراح يصيح فيها ، قائلا إنه حرمها من حصتها من ميراث أمها ،وأخبرها بموت أمها ، لقد تملك الفزع المسافرين كلهم . على كل حال ، أصبح لدينا القصة بأكملها . فى الواقع لدينا ما يكفى لنذهب إلى المحكمة مباشرة ، فلدينا الآن تواقيع ما لا يقل عن ثمانية شهود اعترف بريان أمامهم أنه كذب ليخرج جينا وكارلى من إنكلترا . وهذه مستندات رائعة تثبت أنه لن ينجو بفعلته " قالت ماغى : " كان يكذب " |
الساعة الآن 04:33 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية