منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   477_قصر من سراب_ماريون لينوكس ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t152097.html)

اماريج 04-12-10 03:54 PM

- ربما . وما فائدة إنكار ذلك ؟
- حسنا . من المؤكد أنه يحبك هو أيضا .
- لا أظن ذلك .
- هل رأيت وجهه .
- أنا . . .
- طبعا . أنت لا تعرفين عنه شيئا لكى تدركى . . .
تنفست ماغى بعمق ، وألقت بنفسها على الأريكة بجانب جينا :
" آسفة يا جينا . منذ اللحظة التى ترجل منها من تلك الطائرة ورأيت وجهه . . . لم أر تلك النظرة منذ مات أبوه ، وجعلنى ذلك أشعر بالمرض "
- لا أفهم .
- حسنا . . . ربما عليك أن تفهمى . فلا يمكنك ان تحاربى من دون سلاح ، وهذا ما أقوله أنا على الدوام . كنت أتحدث إلى زوجى فقال لى أن أدع ما ليس من شأنى . ولكن متى فعلت أنا ذلك فى حياتى ؟ هل تعلمين أن والدة رايلى هجرته ؟
منتديات ليلاس
أجابت جينا محاولة الحفاظ على هدوئها :
" كلا ، أنا . . . "
- كان والد رايلى مغرما بها إلى حد ميئوس منه . لكنها كانت أميرة صغيرة مدللة ، جاءت إلى هنا فمنحها العالم كله ، لكن هذا لم يكفيها . كان لديهما ثلاثة اطفال . تعرفت إلى مليونير أثناء سباق ما ، فهربت معه من دون أن تلقى نظرة إلى الخلف ، وحطم ذلك قلب أبيه . وحسب علمى ، لم يرها رايلى قط بعد ذلك .
- آه ، لا .
- بل هذا صحيح ، لكنها كانت البداية فقط . كانت الفتاتان مثلها أعنى شقيقتى رايلى . صحيح أن الأم هجرتهما هما أيضا ، لكنهما كانت أكبر منه سنا وقد علمتهما أن تتصرفا مثلها تماما . لم تعجبهما المدرسة العادية هنا ، وذهبتا إلى مدرسة داخلية . كانتا تكرهان هذا المكان وعندما أصبح رايلى فى الثامنة ، رحلتا تاركتين خلفهما غصة . جاهد والد رايلى كى يبقيهم معا لكنه لم ينجح . وهكذا بقى رايلى مع أبيه الذى مات عندما كان رايلى فى الحادية عشرة .

لم تتكلم جينا . لم تستطع . لكن ماغى نظرت إلى وجهها فى ضوء القمر . ويبدو أن ما وجدته أرضاها.
فهزت رأسها وتابعت كلامها :
" كان الأمر بالنسبة إليه أشبه بجهنم . بقى وحيدا من دون أمه ، وشقيقتيه . كنا أنا وزوجى هنا طبعا وتأكدنا من وصول خبر موت الوالد إليهن ، ولكن الأمر الوحيد الذى أثار اهتمامهن هو الإرث . لكن المزرعة بقيت وكان علينا أنا وزوجى ماكس ، أن نطلب رسيما تعيينا وصيين عليه بما أن لا أقرباء له "

وضعت ماغى يدها على يد جينا وقد شعرت بأن جينا مصدومة إلى حد لم تستطع ان تتكلم وتابعت :
" لن أطيل الكلام . بقى رايلى حبيس نفسه ، وانغمس فى العمل . تعلم العمل فى البورصة فأصبح أحد أغنى المزارعين فى استراليا وواحد من أصحاب الملايين القلائل فى بلادنا . ومنذ ست سنوات تعرف إلى ليزا وهى ابنة سمسار مبيعات ، وفتاة رائعة الجمال . كانت مرحة تحب الهزل ، فتزوجها . لكننى أظن ان احد الأسباب التى جعلته يتزوجها هو تحكمها فى مشاعرها . . . إنه لا يثق بالحب ، ولم يثق به ؟ على أى حال ، لم تكن ليزا صالحه له أبدا إذ هربت مع أحد أصدقائه القلائل الذين يثق بهم ، ما ادمى قلبه . هذه هى القصة . منذ رحيل ليزا ، رفض أن يقيم صلة حتى بالكلب "

سادت لحظة صمت ثم شهقت شبه باكية :
" لقد شغل نفسه بالأرض ، وأخذ يهتم بالمزرعة دون سواها . لم يعد يلتزم بأحد ، ثم أتيت أنت "
- أنا . . .
- بدا هذه الليلة كما بدا ليلة وفاة والده ، لا يمكنك أن ترحلى .
- أتظنيننى اريد أن أرحل ؟
- لا . . .
وراجعت نفسها لتقول بعد حين :
" بل أظن ذلك . ألقيت نظرة واحدة على وجهه وأدركت أنه أحب امرأة أخرى ليست بحاجة إليه . وهذا هو السبب . . . السبب الذى جعلنى أترككما وحدكما على مائدة العشاء . كنت قلقة مضطربة للغاية . لكنه كان أيضا السبب الذى جعلنى أرفض أن يأخذكما زوجى إلى أديليد هذه الليلة . أردت أن أعرف . كان على أن أفهم "
- وهل فهمت الآن ؟

- طبعا فهمت . لقد كنت أتحدث إليه .
فقالت جينا :
" أنت تمزحين . رايلى لا يدع الناس تتحدث معه "
ابتسمت ماغى ابتسامة مرتجفة :
" هذا صحيح . ولكن إذا كنت ثائرة فهو يعطيك معلومات . قلت له إننى آسفة لأننى رفضت أن يأخذكما ماكس إلى أديليد الليلة ، أخبرته أننى كنت أصغى إلى الإشاعات فى الراديو ، ويبدو أنك فتاة مدللة فاسدة مثل أمك ثم وقفت أراقبه ، بدت عليه ردة الفعل التى كنت أريدها . وأظننى لو كنت رجلا لتلقيت منه صفعة قوية "

تنفست جينا بعمق ، محاولة أن تركز :
" حسنا . . ماذا تريدين أن تقولى ؟ "
- أريد أن أقول أنه يحبك وأنك تحبينه . أنا لا أدرى ما السحر الذى حدث أثناء الأيام الأربعة الماضية . لكن . . هل كان الأمر كذلك ؟ هل كان سحرا ؟
فقالت جينا :
" نعم ، كان كذلك "
منتديات ليلاس
اتسعت ابتسامة ماغى :
" اسمعى ، إذا ما رأيت أن أربعة أيام فى مرتفعات بارينيا هى سحر ، فأنت إذن مناسبة جدا له . هذا المكان هو قصر بالمقارنة مع مرتفعات بارينيا ."
- هذا المكان قصر بكل تأكيد .
- يمكن إذن أن تبقى هنا إلى الأبد .
- هذا صحيح وكأنه سيسمح هو بذلك .

فقالت ماغى :
" اذهبى إليه ، جاهدت كثيرا لكى يسمح لك بالبقاء ليلة أخرى . دعى الأمر ينجح . إنه فى حظيرة الطائرات الآن يعطى تعليماته لصباح الغد . اذهبى وتحدثى إليه "
- لا أستطيع .
- ألا يستحق أن تحاربى من أجله ؟
- ماغى ، أنا من أخذ المبادرة الليلة الماضية . لا أستطيع الآن أن أذل نفسى أكثر .
- أنا لا أطلب منك إذلال نفسك . أنا أطلب منك ، وبكل بساطة ، أن تذهبى وتتحدثى إليه . لا أدرى . . . اشكريه على إقامتك عنده أو أى شئ آخر . سيرحل غدا قبل الفجر ، ولن تسنح لك الفرصة كى تريه مرة أخرى . . . حاولى . . . حاولى فقط . ماذا ستخسرين ؟



اماريج 04-12-10 03:58 PM

وفكرت فى أنها ستخسر كرامتها . لكن ، هل بقى لديها أثر من كرامة ؟ وهمست :
" يمكننى أن أفعل هذا "
جذبت ماغى الجرو الذى جلس عند قدمى جينا قائلة :
" أفسح الطريق للسيدة ، فلديها رسالة "
وشدت على يد جينا :
" حظا سعيدا يا عزيزتى . آه ، حظا سعيدا "
لن ينجح هذا الأمر !
دخلت جينا إلى حظيرة الطائرات . وعندما التفت رايلى ليرى من الذى يقترب منه تجهم وجهه .لم يكن لديها أمل .
قال باختصار :
" ظننتك فى فراشك الآن "
فأجفلت :
" جئت لأشكرك على ضيافتك "
- مرحبا لك .

واستدار عائدا إلى طائرته فحدقت فيه محبطة وقد تصاعد غضبها ثم قالت :
" أنا لست كذلك "
عاد يلتفت إليها :
" المعذرة ؟ "
- أنا غير مرحب بى على الاطلاق . أنت متلهف لرحيلى .
- أنا لم أقل هذا .
- لست بحاجة لأن تنطق بهذا .
وعندما ازداد جمود وجهه ، شعرت بالغضب يتملكها . تبا له ! إنه بحاجة لركلة :
" لقد أصبحت أنانيا ومملا للغاية ، لا أدرى لما ظننت أن من الممكن أن أحبك "
منتديات ليلاس
سادت لحظة صمت . ثم أخذ يمسح يديه بخرقة ، سائلا :
" مملا للغاية ؟ "
فأجابت وعيناها تلتهبان :
" نعم . كما أنك أقلقت كارلى . إنها لا تفهم لما أصبحت حقيرا بهذا الشكل "
- أنا لم أكن حقيرا ، لقد أحضرتكما إلى هنا ، وانا اخطط لنقلكما إلى أديليد .
فقالت :
" هذا ما ظننته . حدثت نفسى بأنك تتصرف معنا بلطف وأن على ألا أشكو ثم عدت وأدركت أنك تعطينا ما يمكن لأى شخص لديه مال أن يمنحنا إياه ، اعتادت نيكول أن تنزلنا فى فنادق خمس نجوم ، وأن تستخدم مشرفة ترعانا ، لكن أحدا لم يحبها ولا ابنتيها حتى "

- ماذا تعنين ؟
- أنت رفضت حبنا .
كيف صدر عنها مثل هذا التصريح الواضح ؟ لكنه صحيح ، فلم لا تقوله ؟
- أنا لا أريد أن يحبنى أحد .
فازداد غضبها :
" بل تريد ذلك . لكنك لا تريد الاعتراف بالأمر لأنك تألمت فى الماضى . حسنا ، أنت تنظر إلى خبيرة فى الألم ، ومع ذلك ، ها أنذا ألقى بقلبى بغباء ولهفة لشخص أنانى لا يريد حتى أن يخصص نهارا واحدا يأخذنا فيه إلى أديليد "
- كفى يا جينا .
- ولم أسكت ؟

لم يعد يهمها شئ . لم تشأ فى البداية أن تتفوه بأى من هذا الكلمات لكنه حدق فيها بعينين خاليتين من أى تعبير وكأنه يحاول أن يطردها ، فلم تستطع احتمال ذلك . يمكنها أن ترى ما خلف ذلك الجمود فهو يظن أنه إذا سمح لنفسه بأن يحبها ، فستجعله يتألم . . . تماما كما فعل به أولئك الناس .
همست :
" جبان "
- أنا لست جبانا . أنا واقعى .
- أتظن أن ما كان بيننا يجب أن ينتهى ؟
- طبعا يجب أن ينتهى .

فقالت بحرارة :
" طبعا عليه ذلك حين يفرقنا الموت . أرايت ؟ حتى أننى أعرف الوعد المقدس "
فقال مجفلا :
" أتقولين إنك تريدين أن تتزوجينى ؟ "
- أنا أعبر لك عن شعورى نحوك . فلم لا أكون صادقة ؟ وسواء تزوجنا أم لا ، أنت جزء منى لكنك تفتقر للشجاعة لترى ذلك .
- جينا ، هذا مستحيل .
- لماذا ؟
- لأنه لن يدوم .

- هل لك ان تسكت ؟ انت تقول إن حبنا لا يمكن أن يدوم ولهذا تريد أن تنهيه الآن . هذا تعليل رائع . . . أنت أشبه بمن يرى مائدة مليئة بالأطعمة فيقول إنه سيجوع فى المستقبل ولهذا لن يأكل الآن .
- أنا . . .
- ما الفرق ؟ ما الفرق رايلى جاكسن ؟
- لا أريد أن . .
- ان تلتزم . لا . هذا ما أراه .
- جينا ، اذهبى إلى سريرك . لن أغامر بسعادتك وسعادة كارلى .

- سعادتنا تتوقف عليك أيها المغفل .
- كفى يا جينا .
- انت تطردنى ؟
- نعم .
- تقول ماغى إنك تحبنى .
- ماغى لا تعرف شيئا .
- أحقا لا تعرف ؟
وتقدمت خطوتين إلى الأمام ثم واجهته :
" إنها ، إذن ، مخطئة ؟ انظر فى عينى مباشرة وقل إنها مخطئة وإنى أسات الفهم ، وإن هذا الحب من جانب واحد وإنك لا تحبنى "
عض شفته وحدق فيها :
" لا . . "
- لا ماذا؟ لا تحبنى ؟ قلها يا رايلى .
- اذهبى إلى سريرك .

- قلها يا رايلى .
- هل لك أن تخرجى من مطارى "
- لا يمكنك ان تقولها ، اليس كذلك ؟
- ما يمكن ان أقوله أو لا اقوله لا يشكل اى فرق . أنا لا أريد أى علاقة اخرى . أرجوك . . . ودعى كارلى بالنيابة عنى ، وأخبريها أننى سأكتب إليها عندما تعودان إلى إنكلترا .
- ما اعظم هذا !
- هذا كل ما انا مستعد للقيام به يا جينا .
اغمضت عينيها ، إلى أين عليها أن تذهب ، وماذا عليها أن تفعل ؟ أين ذهب الدفء الذى كان ينبعث من عينيه ؟ أين هو رايلى الذى وقعت فى غرامه ؟ أين قهقهته ـ ابتسامته ، اهتمامه ؟
منتديات ليلاس
لقد خسرت إذن لكنها حاولت على الأقل . ستعود إلى إنكلترا بعد أن جاهدت وحاولت . لن تستطيع أن تفعل أكثر من ذلك .
وعادت تقول :
" هذا حسن . حطم قلبك ، حطم قلبى ، وقلب كارلى "
واستدارت خارجة من طريق المطار ، رافعة رأسها . بدت متماسكة من الخلف ، لكن هذا من الخلف فقط .
كان عليه أن ينهى تفحص المحرك لكنه لم يفعل بل وقف يحدق فى ظلمة الليل والصداع يدور ويدور فى رأسه .
جبان .
نعم إنه كذلك ، ولكن . . . لكنه لم يكن يحمى نفسه فقط .

فى الحقيقة ، لم يكن يعرف ما إذا كان قادرا إلى إعطاء ما يريدونه منه . زوج لجينا ، أب لكارلى . هو الرجل المتحفظ المستقل يتحول إلى رب أسرة هكذا بطرفة عين .
دخل الجرو إلى الطريق المؤدى إلى المطار وتوجه إليه فوجد رايلى نفسه يربت على رأسه قبل أن يدرك ما يفعله . ما اسمه ؟
لم يكن يطلق أسماء على الكلاب .
عندما توارت جينا فى الظلمة ، قال رايلى للجرو بكآبة وهو يدفعه عنه :
" دع عنك هذا ، يا صديقى . انا لا أستحق الحب "



اماريج 04-12-10 03:59 PM

لكن الجرو دس أنفه فى يد رايلى الذى تجاهله ثم عاد وقال :
" هذا يكفى "
بعدئذ ، أخرج مفاتيحه وتوجه نحو أقرب سيارة . يمكن لماكس أن ينهى تفحص الطائرة .

- سأذهب لأطمئن على المواشى فى الناحية الجنوبية وسأتصل بالمنزل ليعرفوا مكانى ، ولن أعود إلا بعد أن ترحلا .
هل كان يتحدث إلى كلب ؟
منتديات ليلاس
نظر الكلب إليه وكاد يقسم على أن الكلب فهم ما يقول . وضب ما يحتاج إليه من طعام أساسى ثم كتب ملاحظة لماغى . فكر فى أن يكتب كلمة لجينا لكن . . يا لجهنم ! ماذا على الرجل أن يقول ؟
لاشئ . . لم يبق ما يقال .

صعد إلى شاحنته وأدار المحرك ، وعندما ابتدأت الشاحنة تتحرك ، قفز الجرو من النافذة المفتوحة ليستقر على ركبيته وهو يلهث مبتهجا .
فكر رايلى فى أن يقذف به إلى الخارج ، لكن الجرو أخذ يلعق يده .
فقال :
" لا بأس ، أنت مجرد كلب بدون اسم ، هل سمعت ؟ "
استقر الجرو على المقعد بجانبه وقد بدا راضيا للغاية . وخيل لرايلى ان الكلب ابتسم ، لكنه لم يحاول أن يتودد إليه .
كلا ، لم يفعل ذلك .

نهاية الفصل التاسع




اماريج 04-12-10 04:02 PM


10_انا احمق

- سنكون على ما يرام .
احتضنت جينا أختها بقدر ما يسمح به حزام المقعد . كان منزل رايلى يتراجع بسرعة تحتهم . كانوا يقصدون أديليد .
فقالت كارلى بعناد :
" لن أكون على ما يرام . أردت أن أبقى مع رايلى "
- أنت تعلمين أن هذا ليس ممكنا .
اللعنة ! لم تجد صعوبة فى الكلام ؟ كل ما شعرت به هو أنها تريد أن تتكور لتصبح كرة صغيرة .

لم تستطع . كان عليها أن تبدو متفائلة مستبشرة ، كما أن عليها أن تخطط للمستقبل ، بشكل ما .
قالت لكارلى :
" علينا أن نستقل الطائرة إلى بيرث لنستعمل تذكرتينا للعودة إلى إنكلترا . سأتصل بوكيلة نيكول ، ربما ستتدبر أمر بقائنا ليلة أو ليلتين فى بيرث قبل أن نرحل "
- ماذا سنفعل فى بيرث ؟
منتديات ليلاس
- بإمكاننا ان نأخذ صخرتك إلى المتحف . هذا ما اقترحه علينا رايلى ، هل نسيت ؟
شهقت كارلى وهى تقول بصوت باك :
" لا يمكننا أن نفعل هذا "
- لم لا ؟
- تركت صخرتى فى بيت رايلى .

- آه , لا .
اللعنة ! لم تفارق الصخرة يدي كاريل منذ اعطاها إياها رايلي . وكانت جينا تظن أنها معها فتملكها الانزعاج البالغ لأنها لم تلاحظ أن يدي الصغيرة فارغتان . حدقت في يدي كارلي بهلع وهي تفكر في استحالة الطلب من أن يعود . قالت :
" كارلي , علينا أن نتصل بماغي ونطلب منها أن ترسلها لنا "
فقالت كارلي :
" كلا "
طرفت جينا بعينيها :" لا ؟ "
قالت مترددة :
" تركتها هناك عدما . أعطيتها لماغي لتعطيها لرايلي "

ثم نظرت في وجه جينا وأضافت باكية :
" تركتها لرايلي "
لم يكن رايلي بحاجة لأن يخيم في الخارج . إذ استلقي مستيقظا طوال الليل محدقا في النجوم .
وجاء إليه الجرو فاحتضنه وقد شعر بحاجة إلى التعزية . قال يخاطب الجرو :
" لا أستطيع أن أثق بنفسي , أو أن التزم . إذا سمحت لنفسي بالعودة إلى هناك فسأصبح أبا . وإذا ما انفصلنا , أنا وجينا , وهذا ما سيحصل , فماذا سيحدث لكارلي ؟؟ "
لم يجد أجوبة على اسئلته , وبقى في مكانه حتى بزغ الفجر . وعندما رأي أخيرا الطائرة ترتفع في الفضاء ثم تتجه جنوبا , توجه إلى البيت .

كانت ماغي بإنتظاره , وما إن دخل حتى ناولته الصخرة .
كان الاتهام يرتسم على ملامحها الجامدة وهي تقول :
" تركت لك هذه . يا للطفلة الصغيرة "
حدق في الصخرة من دون أن يفهم فعادت تقول :
" إنها " صخرة " كارلي "
- نعم
- تركتها خلفها . أعطتني إياها لأعيدها لك .
- إنها هديتي إليها .
شهقت ماغي وكل ذرة في كيانها تنطق بالاستنكار :
" حسنا , لقد أعادتها "
- لا أريد استعادتها .

تحولت عنه تتلهي بتقشير البطاطا عل مشاعرها تهدأ .
قال وهو يحدق في قنديل البحر الصغير ثم يقلبه ويلامسه :
" كانت تعشق هذه الصخرة "
قالت ماغي بصوت باك وهي تعود إلى تقشير البطاطا :
" أعادتها لك "
- لا أفهم .
- قالت ...
وعادت تشهق بصوت مسموع :
" قالت إن لديها جينا لتحبها وإنك لا تحب حتى كلبك . ولهذا أنت بحاجة إلى " صخرتها " أكثر منها "
منتديات ليلاس
وجمد رايلي . وعادت ماغي تشهق .
قال :
" أتظنيني تصرفت بغباء ؟ "
فقالت : " لا أظن هذا فقط "
- ماغي أنا لا أعرف أي شئ عن واجبات الزوج
- لا تكن زوجا إذن . أحبهما فقط , ثم دع البقية تأتي .
- لقد رحلتا الآن . وانتهي كل شئ .
- سينتهي إذا أنت تركته ينتهي . اطلب منهما العودة . ماكس يستمع الآن الى الراديو .
- بكل تأكيد . إذا عاد بهما ماكس فهل سنناقش الأمور ؟ لقد عانتا الكثير , وثارت جينا غضبا الليلة الماضية . أتظنين أن بإمكاني أن أكلم ماكس واطلب منه أن يعيدهما لأنني أريد مناقشة الأمور معهما ؟ لا أظن ذلك .



اماريج 04-12-10 04:04 PM

- ما الذى تقوله ؟ عليك أن تناقش الأمور معها ؟
ونظرت إليه غير مصدقة :
" تناقش الامور معها ؟ "
ووضعت السكين من يديها بحذر ، وكأنها قد تفعل شيئا تندم عليه فى ما بعد ثم قالت بلطف :
" كل ما أعرفه هو انك تتصرف بغباء يا رايلى ، عليك أن تفعل شيئا "
ثم جمدت مكانها بعد أن تناهى إليها صوت طائرة . وقال رايلى :
" هذا غير ممكن . سيكون هذا غباء ، لا يمكن أن تكونا قد عادتا "
وضع الصخرة فى جيبه وكأنه يبعد عنه حلما . قالت هى بحدة :
" أنت هو الغبى "

وعادت تصغى لحظة ثم تلاشى الارتياح عن ملامحها :
" لا أنت محق . إنها ليست طائرتنا . . . إنها طائرة شخص آخر "
وسارت إلى باب المطبخ وأخذت تنظر مستطلعة . رأت طائرة حمراء صغيرة ، تقترب من مدرج المطار . تليها طائرة اخرى . وقالت :
" إنها طائرة بيل ودوت هولمز "
عبس رايلى وتملكه الذهول تقريبا ، ما سبب قدوم بيل ودوت إلى هنا ؟ فبيل يكره مغادرة أملاكه . قالت ماغى وهى تدفعه من كتفه :
" حسنا ، لا تقف بهذا الشكل . الطائرتان تقتربان . فاخرج والعب دور الضابط المراقب "
منتديات ليلاس
ونظرت خلفها إلى البطاطا ، ثم هزت كتفيها ، وأردفت :
" ربما على ان أخرج انا ايضا لأرى ما يجرى "
هبطت الطائرة الحمراء أولا وترجلت منها سيدة عجوز صغيرة الجسم بيضاء الشعر ، ترتدى ملابس عمل فاخرة . ولحق بها رجل ضخم يرتدى ملابس طيار . فهل هو سائق خاص ؟
نظرت السيدة باتجاه المنزل . وعندما رأت رايلى اتجهت نحوه لكنه أشار إليها لتتوقف . كانت فى نهاية الطريق فاضطرت إلى التوقف حتى حطت الطائرة الثانية .

لم تهبط الطائرة الثانية بسهولة ، فهى أكبر واقدم من الأولى . كانت فى الواقع ، أشبه بعلبة ضمت إلى بعضها بأسلاك .
كان راكبا الطائرة المتقدمان فى السن رجلا وامرأة ترتدى ملابس قروية رثة . وعندما أصبحا على الأرض قالت معنفة :
" لطالما أخبرتك أن علينا ان نتخلص من هذه الطائرة الرثة . لدينا مال أيها العجوز البخيل ، وها نحن ذاهبان إلى أديليد . لن تعود إلا بعد ان تشترى شيئا محترما تركبه "
ونظرت حيث كان رايلى يقف ثم لوحت له بيدها بعنف :
" مرحبا ، جاكسن "

وبالرغم من تشتت أفكاره ، ابتسم لها . . . كان بيل ودوت زوجين يعيشان على بعد مئة ميل شمال مرتفعات بارينيا ، وبيل هو من اتصل به بشان جينا وكارلى .
لكن ما سبب حضورهما إلى هنا ؟ إنها امرأة ريفية بدينة ، اجتماعية للغاية تحب الاشاعات ، لكن بيل لا يتحدث كثيرا .
اتجهت المرأة الانيقة وقائد طائرتها نحوه أيضا ، تقدم منهم ليستقبلهم جميعا . وصلت دوت إليه اولا فسالها باسما عن سبب تشرفه بزيارتهما . وأجابت دوت :
" جئنا لنأخذ زائرتيك إلى أديليد "
ومد بيل يده إلى رايلى يصافحه :
" مرحبا يا رفيق ، فكرنا فى ان نخلصك من زائرتيك ، ونأخذهما إلى أديليد لكى نريحك "
فأجاب رايلى : " لقد رحلتا "

لم تعجبه الخيبة التى بدت على وجه دوت ، فهى تشبه كثيرا الخيبة التى يشعر بها . التفت إلى زائريه الآخرين وقال وهو يمد يده ليصافح السيدة : "
آسف ، فأنا لا أعرفك "
أجابت :
" أنا أندى أوكونيل "
وشدت على يده بقوة وقد تغضن وجهها بقلق : " أترانى جئت متأخرة ؟ "
- هل تبحثين عن جينا وكارلى أنت أيضا ؟
عندما رأت الحيرة على وجهه قالت :
" لقد قابلتهما فى القطار . أنا من طلبت البحث عنهما ، وأخبرنى رجال الشرطة أنهما هنا . استطعت أن أحسم قليلا من مشاكلهما ، فقررت أن أحضر لأخبرهما "
لم يتبدد ارتباكه وسأل :
" وكيف استطعت أن تقومى بذلك؟ "
منتديات ليلاس
- كان الأمر سهلا .
وتركت يده ونظرت إليه متأملة . كان هو أيضا يتأملها . ما الذى أخبره بيل عن السيدة فى ذلك القطار ؟ أندى أوكونيل ؟ رئيسة المحكمة ؟ واستطاع رايلى أن يفهم كيف استطاعت هذه السيدة أن تصل إلى مركزها هذا . كانت عيناها حادتين ، وملامحها تنطق بذكاء بالغ .
قالت :
" شعرت بكراهية بالغة تجاه برايان "
- لم أتعرف إلى برايان أبدا ، لكننى أشعر نحوه بالكره نفسه . ولكن أخبرينى مرة أخرى لم أنت هنا ؟ لقد حللت بعض مشاكل جينا ؟ أخبرينى كيف .
فقالت :
" ذلك الرجل تافه وفاسد . لكن اختياره وقع على أناس غير مناسبين ليكونوا شهود على حقيقته . بقينا فى القطار يومين وكان على قائمة الركاب أناس متنوعون . وقبل أن نصل إلى بيرث وجدت ثلاثة محامين وقاض وطبيبا نفسيا . كنت أروى للبنت الصغيرة حكاية عندما ثار برايان وراح يصيح فيها ، قائلا إنه حرمها من حصتها من ميراث أمها ،وأخبرها بموت أمها ، لقد تملك الفزع المسافرين كلهم . على كل حال ، أصبح لدينا القصة بأكملها . فى الواقع لدينا ما يكفى لنذهب إلى المحكمة مباشرة ، فلدينا الآن تواقيع ما لا يقل عن ثمانية شهود اعترف بريان أمامهم أنه كذب ليخرج جينا وكارلى من إنكلترا . وهذه مستندات رائعة تثبت أنه لن ينجو بفعلته "
قالت ماغى :
" كان يكذب "




الساعة الآن 04:33 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية